ملفات خاصة

 
 
 

صباح.. روح الوئام

كمال رمزي

عن رحيل الشحرورة

صباح

   
 
 
 
 
 
 

 فى «إغراء» لحسن الإمام 1957، يؤدى القدير زكى رستم، مع صباح، أحد مشاهده القوية ــ تعتبر ذروة الفيلم ــ حيث تنطلق أشواقه، نحو كل ما هو محروم منه، ويتوافر، بسخاء، عند صباح، خطيبة شقيقه الأصغر، شكرى سرحان.. زكى رستم، العمدة المتجهم، قاسى الفؤاد، يعيش حياة قاتمة، كئيبة، باردة، يملأ بها دواره.. تنقلب حياته رأسا على عقب، إثر حضور صباح، بطباعها المتناقضة تماما مع ما جبل عليه الرجل، فهى بسيطة، شفافة، منطلقة على سجيتها، عاشقة للحياة، تشيع جوا من البهجة على كل من حولها.. لكن لمساتها الحانية، العفوية، تذيب جليد قلب العمدة، وفى نوبة من رعونة تبلغ حد الجنون، يهجم المحروم عليها، فى محاولة يائسة لإطفاء لظى قلبه. يطاردها، يركع على ركبتيه، يقبل قدميها، متوسلا، مهددا، متأججا برغبات محمومة، حتى أن عروق جبهته، تظهر، تنبض، على نحو لا يتأتى إلا من زكى رستم.

فى المقابل، تقاوم صباح، بإصرار وصدق، من دون كراهية، وربما، بشىء من الدهشة، ذلك أنها لم تتوقع أن يكون أثرها فى الرجل، على هذا النحو.. هنا، وكما فى «وكر الملذات»، الذى حققه حسن الإمام، فى ذات العام، يثبت مخرجنا الكبير، إدراكه العميق لخصائص وقدرات صباح، فى الأداء التمثيلى، الذى قد يفتقر التنوع، وتعدد الوسائل، لكن ينهض على المحاكاة الصادقة، العفوية، لطبيعتها فى الحياة.. فسواء فى الواقع، أو على الشاشة، لا تستطيع أن تغضب، على طريقة تحية كاريوكا أو حتى ماجدة، ولا يستبد بها الحزن، وتسيل دموعها، كما فاتن حمامة أو مريم فخر الدين، ولا هى مثيرة للفتنة، مثل هند رستم أوبرلنتى عبدالحميد، ولا تستطيع أن تتآمر، حسب ليلى فوزى أو زوزو نبيل.. لكن، ميزتها الأساسية، تكمن فى كونها «حالة»، تنتقل بطباعها، وشخصيتها، من الحياة إلى الشاشة، ومن فيلم لآخر.. هى، أصلا، وكما ستظهر فيما يتجاوز الثمانين عملا، تتمتع بطاقة محببة من البهجة، الرضاء، الأمل، الشغف بالحياة، تحاشى الإنزلاق فى مستنقعات الكراهية أو الاستسلام لضغينة.. طوال عمرها، وفى أفلامها، لم تنجرف فى عداوات ضد أحد، اللهم إلا بعض المشاغبات الطريفة، مثل ذلك الكدر العابر الذى اندلع بينها وتحية كاريوكا إثر زواجها من رشدى أباظة، وانتهى سريعا ــ الكدر والزواج ــ وعلى الشاشة، تتنازع مع منيرة سمبل، من أجل الاستيلاء على قلب عبدالحليم حافظ، فى «شارع الحب» لعز الدين ذو الفقار 1958.

فى منتصف الأربعينيات، جاءت صباح إلى القاهرة، وكان الحظ الطيب ــ حليفها الدائم ــ فى انتظارها، فالسينما المصرية، أيامها، ازدهرت بالأفلام الاستعراضية، الفضائية، المعتمدة على الرقصات والألحان، أكثر من تمسكها بقوة الأداء التمثيلى، المتوافر أيضا، فى الأدوار الثانوية.. صباح، الفتاة العذبة، المنطلقة على سجيتها، سريعا، تغدو قاسما مشتركا مع أفضل المطربين وأكثرهم شعبية: بعد فريد الأطرش فى «بلبل أفندى» لحسين فوزى 1948، تقدم مع محمد فوزى، ومن إخراج حلمى رفلة «الحب فى خطر» 1951، «فاعل خير» 1953، «الأنسة ماما» 1955.. وتستمر، بصوت يزداد نضجا مع الأيام، ومع ألحان أصحاب المواهب الكبرية: محمد الموجى، بليغ حمدى، كمال الطويل.. وطبعا، محمد عبدالوهاب.. وهى أغانى، بالإضافة لجمالها فى حد ذاتها، تعوض ذلك الضعف الذى قد تلمسه فى أداء تمثيلى، لا علاقة له بالانفعالات الحادة، أو المركبة، وظل مقترنا بطباعها التى لم تتغير أو تفتر، عنوانها، المحبة والبهجة ومصالحة الحياة.. والبشر.

 

الشروق المصرية في

03.12.2014

 
 
 
 
 

صباح.. ابنة ذاك الرعيل

هنري زغيب

الحديثُ عن صباح ليس عن مجرّد مغنّية وحسب. المغنّيات في بلادنا أَكثر من رمل شواطينا، ومعظمُهُنّ في الساقط من الكلمات والأَلحان وبعضُهنّ حتى من الصوت.

مع صباح، وإِن هي في الأَداء وحده، دون تعاطيها الكتابةَ أَو التلحينَ، أَو حتى تَدَخُّلها (كبعض المتعدِّيات) في النص أَو اللحن، نحن أَمام شخصية أُخرى موازيةٍ جمالَ الصوت، هي شخصية الحضور.

تلك سيدة «حاضرة» في الوسَط الغنائي، بين مصر ولبنان، وحضورُها لم يكن ثانوياً ولا في مرحلة. البَصمة التي تركَـتْها تتعدّى وحدة الأُغنية (كعمل فني متكامل) إِلى وحدة العمل الذي يحمل صوتها ووجهَها والحضور.

مع صباح لسنا مع الصَّوت وحسب. والأَناقةُ التي كانت هويتها الفنية لم تكن ترفاً أَو غواية، بل طابعاً وَسَـمَها فوسَم معها كل إِطلالة لها أَياً يكن مكانُ الإِطلالة.

تلك الوسمة لم تقتصر على الأُغنية، وإِلاّ لَـما كان لنا في غيابها أَن نقول إِلاّ كلمات رثاء مكرَّرة لم يعد لها معنى من القلب بل من الديبلوماسية الأَدبـية.

وَسْـمَـتُها أَنّ إِرثها الفني انتقل من الأُغنية إِلى المشهدية بين المسرحية الغنائية والفيلم الروائي والفيلم الاستعراضي واللوحات الحوارية وصولاً حتى إِلى الشانسونييه. وفي كل موقع تُطل منه كانت دائماً هي ذاتها: الحضور اللطيف الحامل صباحات الفرح والبسمة والأَمل الذي يجعل الحياة مَرِحَةً دَمِثَةً هانئَة.

لم تحمل لبنان في حضورها فولكلورياً في الإِطار بل كانت منه في القلب. بقي ولاؤُها له تاماً مع وفائها لـمصر التي أَطلقَتْها إِلى العالم العربي منذ مطالعها، استمراراً إِلى أَفلام تقاسمت نُجُوميّتها مع أَعلام التمثيل الكبار في مصر. لم تَجحد فضْل مصر ولا جحَدَت انتماءَها اللبناني. من هنا احترمها الجميع وأَحبَّها اللبنانيون.

والإِرث الذي تركتْه بعدها سيبقى نابضاً في ذاكرة الفن اللبناني المعاصر شرط أَن يتناولَه الإِعلام مرئيُّه والمسموع تَدَاوُلاً دورياً أَو شبه دوريّ في أَركان خاصة ضمن شبكة البرامج فيكون له حيّز دوريٌّ تطلّ منه صباح في «ركنها» الدائم.

أَقول «الركْن» وأَفكّر في الإِذاعة اللبنانية التي كان فيها سابقاً «ركنٌ» للكبار، تختلف مدّته بين ربع ساعة ونصف ساعة. هكذا فلْتُعيّن الإِذاعات أَو التلفزيونات «أَركاناً» لأَركان فننا اللبناني ـــ وصباح هنا نموذجاً ـــ فيستعيد المتلقّي، وخصوصاً الجيل الجديد، أَمجادها على أَدراج هياكل بعلبك («أَرضنا إِلى الأَبد»، «الشلاّل»، القلعة»، والرائعتين الرحبانيّتين: «موسم العز» و»دواليب الهوا») أَو حضورها في المدينة مع مسرَحَي «فينيسيا» و»الـمارتينيز»، وتستقيم الذاكرة في أَعمال الأَخوين رحباني ووليد غلمية وروميو لحود وسواهم ممن نحتُوا لصوت صباح أَغصاناً من ثمار الأُغنية اللبنانية والمسرح الغنائي اللبناني والتراث الفولكلوري الذي كانت فيه «أُوف» صباح تمتدُّ كما من لحظة الفجر حتى لحظة الغروب وهي سابحة في موّال يحمل إِلى الحاضر ذائقة الأَمس الشعبي اللبناني.

مع صباح، نحن إِذاً أَمام حضور يتعدى كونها مجرد «مؤدّية» ليبلغ ثَبات الحضور.

إيمانُها بما أَعطت، وانضباطُها المهنيّ في الخُلُق الفني العالي نابع من طبيعتِها الريفية النقيّة بنتِ البيت الأَصيل، جناحان حمَلاها طيلة عقود إِلى فضاء عمل فني نقي جعلها ابنةَ ذاك الرعيل الذي جعل من النغْمة اللبنانية سفيرةَ لبنان إلى العالم: جمال صوت، وجمال أَداء، وجمالَ نــيّــة تعرف كيف تحمل بلادها إِلى جميع النـيّـات البِـيـض.

 

السفير اللبنانية في

03.12.2014

 
 
 
 
 

صباح معشوقة أبناء جيلها شغلت ساحة الفن في حياتها ومماتها

كمال القاضي:

القاهرة – «القدس العربي» الموت هذه المرة ليس شائعة ولا بالون اختبار لقياس حجم نجوميتها، إنه حقيقة لا ريب فيها، فقد توقف الصوت عن الشدو وسكتت الشحرورة لأول مرة بعد 87 عاما هي سنوات عمرها الذي عاشته طولا وعرضا.

احترفت الغناء وذاعت شهرتها فأطلقوا عليها اسم صباح، نزحت من بيروت موطنها الأصلي إلى القاهرة كي تصبح نجمة كبيرة مثل نور الهدى، فقد سبقتها إلى عالم الأضواء بسنوات وعرفت طريق السينما فباتت مثلا أعلى لكل بنات جيلها ومن لحقوها وساعد الانبهار بها وبشخصيتها العديد على التشبث بحلم النجومية، لكن القليلات فقط هن من نجحن في الوصول إلى غايتهن وبالطبع كانت الشحرورة واحدة من اللاتي تربعن على عرش النجومية بعد رحلة إصرار طويلة وشاقة.

عن صوتها قالت صباح إنه هبة من الله منحت إليها فخلقت لها كل هذا الوجود ولم تزد بكل تواضع عن هذا التقييم البسيط فهي تعرف أن الموهبة لا تقدر من صاحبها وإنما يقدرها حق قدرها المستقبلون لها والشاعرون بها وربما ظل هذا هو سر تألق «شمس الشموس»، وهذا اللقب خلعه عليها صديقها الفنان الراحل عبد السلام النابلسي، ورغم تعدد الألقاب والصفات ظلت الفنانة الكبيرة تفضل اسم «صبوحة» فذاك أقرب إلى روحها وإحساسها، ولم ترتبط فنانة عربية أو غير عربية بمصر وجمهورها مثلما ارتبطت جانيت أو صباح، وعلى قدر الارتباط والحب كانت الآلام أحيانا فقد طاردتها الشائعات والافتراءات، ولكن أبدا لم تنل منها ولا من موهبتها الكبيرة، فمثل هذه الأشياء تحدث كثيرا للنجوم والفنانين وتصاحب أجواء الشهرة والمجد.

تحدثت صبوحة عن أزمتها مع الصحافة والإعلام وحرب الشائعات في مختلف اللقاءات، ولــكن فــي لقاء مع الإعلامي طارق حبيــب تم مــنذ سنوات أفصحت عن المزيــد وتــراوح كلامها العفوي الصريح بــين الشــجن والمرح، فمن بين ما صرحـت به كرهــها الشديد للخيانة وتقديـسها للحياة الأسرية على عكس ما يـشاع عنها مــن هوائية وتعدد في العلاقـــات ورغبتــها في تغيير الأزواج كما تغير فـساتينها.

كل واقعة في حياتها كانت مبررة تبريرا يصدق إن لم يكن صادقا بالفعل، فالزواج المتكرر كان وراءه حلم غائب بالاستقرار حال دون تحقيقه، غيرة الأزواج ونوازع التملك المسيطرة على بعضهم وهو ما يتعارض مع طبيعة الفنانة المائلة إلى الانطلاق والحرية.

من الألف إلى الياء كان الحوار موسوما بالصراحة والمخاطر، ولكن عبور الحواجز كان رشيقا برشاقة الشحرورة، ابنه الزمن المبدع والأيام الخوالي العامرة بالنغم والسمر والسهر.

أشد ما كان يلفت النظر في صباح تفاؤلها وتجاوزها للأحزان، فقد تابعت الكثير من أحاديثها التلفزيونية، واكتشفت في كل مرة جديدا، ففي حديث من الأحاديث فاضت صراحتها فاعترفت بأنها لم تعد تمتلك شيئا من ثرواتها غير صوتها، وأنها باعت شقتها الكبرى لكي تعيش من ثمنها واكتفت فقط بالاستقرار في شقة صغيرة.

كان الاعتراف صادما بقدر ما كان محفزا على تبني مبدأ الشجاعة في مواجهة نوائب الدهر وأنواء الحياة القاسية، فالذي عاصر مسيرة المطربة الفذة وتابع قفزات نجاحها يدرك قيمة صراحتها وما يختبئ وراءها من أوجاع، فأشيك سيدة في الوسط الفني العربي، تعاني من قصر ذات اليد ومع ذلك ظلت تغني، ورفضت أن تغرب شمسها، وكم ناضلت من أجل بقائها في بؤرة الضوء بغير تزلف أو ابتذال، فالفنانة التي سكنت صباح بقيت كما هي بكامل صحتها ولياقتها، أما الشكل العارض فهو المتغير يأتي ويروح وهذه حقيقة تعود عليها كبار النجوم ومر بها أغلبهم وبالطبع كانت الفنانة الراحلة واحدة منهم، فقد جرى عليها ما جرى على غيرها.

ما كان يميز صبوحة في أحاديثها إجاباتها الذكية وحرصها على أن لا يخرج المشاهد من الحوار بانطباع سيئ يجافي حقيقتها، فهي سفيرة الحب والرومانسية والدلوعة ورقم واحد بين بطلات السينما في زمن ازدهارها وفتاة أحلام كل من شاركوها البطولة عبد الحليم حافظ ورشدي أباظة ومحمد فوزي وعماد حمدي وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار، فهي المنافسة القوية لشادية وفايزة أحمد ونجاة ومها صبري وشهرزاد وغيرهن، من مطربات المرحلة الزاخرة، غير أنها الطرف الثاني في الدويتو الناجح مع المطرب الأشهر وديع الصافي الذي رحل قبلها بنحو عام تقريبا.

لقد شكلا سويا جزءا من ملامح الأغنية العربية ودفعا بقوة في اتجاه تجديد التراث الغنائي الشرقي بتنويعاته المقامية وألوانه الشعرية الأصيلة، وكالعادة كان صوت صباح نهرا يفيض بالشجن والحنين ويسير عبر جداوله ليصل إلى كل الربوع والضواحي فيملأ الفضاء الرحب بما يحرك الوجدان ويهز أوتار القلوب.

صباح مطربة فوق العادة وصوت امتلك خصائص فريدة اكتسبتها الحنجرة الذهبية خلال رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن جابت عبرها عواصم العالم واختطفتها السينما فقامت ببطولة العديد من الأفلام «الليالي الدافئة» و»الأيدي الناعمة» و»شارع الحب» و»الرجل الثاني» وغيرها، كما غنت أفضل الألحان في السياقات الدرامية وعلى إيقاع التصفيق الحار من ملايين المعجبين، فالراحلة لم تتشكل جزافا والموهبة انتزعت الاعتراف بها بتفردها مبكرا وما زال الاعتراف قائما.. صباح صوتا امتدت مساحته من بيروت إلى القاهرة فحمل آهات الملايين وأشجانهم.

 

القدس العربي اللندنية في

03.12.2014

 
 
 
 
 

بلديّة بدادون مسقط رأس صباح تشيّد متحفاً باسمها

ماذا قال شقيق الصبوحة وأهل ضيعتها لـ"إيلاف" عن شحروة الوادي؟

سعيد حريري

بمشاعر الحزن الممزوجة بالغصّة والفخر والفرح، نفّذ أهالي بدادون وصية الشحرورة، وودّعوها بالزغاريد والفرح والرقص. إلتحف أهالي ضيعتها التي غنّت وتغنّت بها كثيراً، الطرقات، واستقبلوا نعشها على الأكتاف، قبل أن يوارى الثرى في مدافن العائلة. "إيلاف" إلتقت شقيق الصبّوحة وأهالي ضيعتها وعادت إليكم بهذا التقرير

سعيد حريري من بيروت : "طلّت صباح وغرد العصفور، عزفت نشيد المجد أرزتنا، عطر نعشك ريحتو بخور، شلال صوتك نبع فرحتنا". بهذا الشعر وبهذه الكلمات استقبل أهالي بدادون، مسقط رأس الصبوحة، إبنتهم حلوة لبنان، التي عادت إلى ضيعتها التي أحبّتها وبادلتها الحبّ. صباح صانعة الفرح عادت إلى بدادون لتخلد إلى الأبد معانقة تراب لبنان.

يتذكّر السيد روجيه فغالي، شقيقته الفنانة صباح، ويقول لـ"إيلاف": "كانت ذكية وكريمة ومحبّة ولديها حضورها الخاصّ، كانت تحبّ كل الناس. التقتيها مرّة أخيرة منذ شهرين، وقالت لي (بحبك يا خي وشتقتلك)".

أما الفنانة رولا سعد التي كان للصبوحة فضل كبير في شهرتها، بعدما شاركتها في ديو في بداياتها الفنيّة وسمحت لها بتجديد بعض من أغانيها وإصدارها في ألبوم، تقول لـ"إيلاف" في وداع الصبوحة: "سأشتاق إليها كثيراً، وخصوصاً كإنسانة وليس فقط كفنانة. هي باقية في قلوبنا. لقد ارتاحت من النقد والإشاعات، علماً أنها لم تؤذ أحداً يوماً. نحن كلنا نحبّها ونفتخر بها. التقيتها قبل ثلاثة عشر يوماً من وفاتها واتصلت بها قبل أيام من وفاتها، وكنا سنلتقي ريثما أعود من سفري. أنا آسفة لأن غيننيس ستكرّمها، فيما الدولة اللبنانيّة لم تقم بذلك. عيب. لكن من حظها العاطل أنها ولدت في لبنان".

أما أهالي ضيعتها بدادون، فشاركوا في وداعها بالفرح الممزوج بالبكاء والفخر، تحدثوا عن طفولة صباح وحياتها لـ"إيلاف"، علماً أن البلديّة ستكرّمها عبر إنشاء متحف يحمل إسمها ويضمّ كل ما يخصّها.

تصوير فوتوغرافي : إيلي كوزمان 

تصوير فيديو ومونتاج: كارن كيلايتا

 

موقع "إيلاف" السعودي في

03.12.2014

 
 
 
 
 

«الأبنودي»: صباح كانت حالة فريدة لن تتكرر.. وأغنية «ساعات ساعات» أبسط دليل

كتب: سعيد خالد

الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، فى حوار خاص لـجريدة ;المصري اليوم ;،17يوليو 2012 .تصوير : حافظ دياب

قال الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، إن الفنانة صباح كانت حالة فريدة لن تتكرر، والدليل على ذلك أنها غنت أغنية «ساعات ساعات» في عمر يصعب على غيرها مهما بلغت قدراته أن يؤديها، لأنها تحتاج إلى طبقات صوت عالية جدا.

وذكر «الأبنودي» في حلقة خاصة عن الفنانة الكبيرة الراحلة، صباح، في برنامج أعدته قناة Art «من بيروت»: «كثيرات من الفنانات الشابات هربن من آداء هذه الأغنية لأنها صعبة جدا، قائلا إنه رغم تعاونه مع عمالقة مثل وردة ونجاة وعبدالحليم حافظ إلا إن أغنية «ساعات ساعات» شكلت معادلة صعبة عند الناس لأنه يوجد فيها تقسيمات لمشاعر حياتية منها الحزن، الفرح، الشجن، الحب».

 

####

 

صفاء أبو السعود: «صباح» كانت فنانة حقيقية من الصعب تعويضها

كتب: سعيد خالد

استضافت قنوات art أفلام 2 وart أمريكا وأستراليا الفنانة صفاء أبو السعود، في حلقة خاصة عن الفنانة الكبيرة الراحلة، صباح، في برنامج «من بيروت».

وقالت «أبو السعود» إنها كانت تتمتع بميزات خاصة ومنها الإيمان بالله والإيمان بواقعها معها فهي إنسانة متصالحة مع نفسها، تنظر للدنيا بمنظار وردي لذلك عاشت دائما متفائلة.

وأضافت: «(صباح) ليس لديها عداوات مع أحد، وإن حاول أحد إزعاجها ذات يوم كانت تبتعد دون أن تشعره بذلك».

وأعربت «أبو السعود» عن حزنها لفراق صباح، قائلة: «كانت فنانة حقيقية، ومن الصعب تعويضها، ومن الممكن أن يظهر أحد شاطر إنما مش زي الصبوحة بتركيبتها الكاملة».

 

المصري اليوم في

03.12.2014

 
 
 
 
 

ع السريع

ثم كرّت السبحة

كانت LBCI أوّل من أعلن وفاة الفنانة صباح في نشرتها الإخباريّة الأولى صباح الأربعاء من الأسبوع الماضي. فقد أذاعت الخبر في افتتاح نشرة السابعة صباحا مرفقا بصور عديدة للشحرورة... ومن بعدها كرّت سبحة سائر القنوات.

فواصل الفرح

استبدلت القنوات اللبنانيّة فواصلها المعتادة بفواصل عن الفنانة صباح إثر انتشار خبر وفاتها الأسبوع الماضي. فعلى أنغام صوتها الصادح، وبمرافقة صورها القديمة والجديدة، رافقتنا تلك الفواصل طوال النهار، ولأيّام عدة، مشيدة بعطائها الكبير وأغانيها الخالدة وابتسامتها المشرقة التي علمتنا حبّ الحياة والفرح والإيمان...

تقدّم... نصفي

بعدما أصبح حذف جنريك المسلسلات، القديمة والجديدة، عادة سيّئة ودائمة اعتدناها على LBCI، بسبب ضيق الوقت طبعاً، فاجأتنا المحطة الأسبوع الماضي بموضة جديدة وهي قطع الجنريك من نصفه! فلدى عرض مسلسل "قمر شام"، قطعت المحطة أسماء الممثلين وأبقت على القسم الثاني من الجنريك أي أسماء التقنيين! تقدّم مشكور مع الأمل أن يمتدّ إلى عرض كل الجنريك ليأخذ كل ذي حقّ حقه...

بالمقلوب

في الإعلان عن "إملاؤنا لغتنا" على شاشة LDC، كُتب العنوان مقلوبا في نهاية الإعلان: "لغتنا إملاؤنا". هل هو خطأ إملائي، أم قلّة تركيز؟

"سيرة وانفتحت"... في وقتها

في حين سارع الجميع إلى أرشيف برامجهم لتذكّر الأسطورة صباح، أخرج تلفزيون "المستقبل" من جعبته حلقة تُبثّ للمرّة الأولى من برنامج "سيرة وانفتحت" تتحدّث فيها صباح عن العائلة والحياة والموت.

على أمل...

يكثر عرض الأعمال المميّزة للعمالقة الذين يرحلون. نأمل أن تمتدّ هذه العروض على مدار السنة، وليس في الأيام الأولى لرحيلهم، فمن حقّ المشاهد أن يتعرف الى الأعمال القيّمة.

 

النهار اللبنانية في

05.12.2014

 
 
 
 
 

رسالة إلى «صباح»

قزحيا ساسين

أيّتها الحنجرة الوطن،

أكتب إليك بعدما قالت عيون الباكين كلمتها ماء حزينا، وبعدما وصل إلى المتباكين عزاؤهم، بتوقيع مقال في جريدة أو بثرثرة على هواء شاشة...

أيّتها المرأة المنتمية إلى الحبّ بكلّ ما فيها من امرأة، إنّ الموت آخر الرجال وأنقاهم. يأخذك إلى هناك، إلى قرية لبنانيّة في أعلى الأزرق، مختارها عاصي الرحباني، وناطورها وديع الصافي...
الموت يا سيّدتي أنبل من دولتنا التي لا يدنّي نفسه عليها. الموت فرس بيضاء تسرجها حنجرتك، وتعدو بك صعودا صوب جُرْد الخلود والأبد
.

دولتنا، يا شحرورة الأرض والسماء، سخيّة بالأوسمة على النعوش، وهي لا تصدّق أنّ مبدعا يشيخ فيتّكئ معه على العصا همُّ حبّة الدواء. ولا تصدّق أنّ صباح ووديع يغنّيان العتابا، لكنّهما لا يأكلان القوافي. ولا تصدّق أنّ الموتى لا يشمّون رائحة الزهر في الأكاليل، الزهر الذي طالما انتظروه وهم أحياء يرزقون... إلاّ من الدولة.

صبّوحة لبنان، وصبّوحتي،

أعتذر لك نيابة عن كلّ الذين سمحوا لأنوفهم الطويلة بأن ترعى العطور الموجوعة في حدائق حياتك الشخصيّة ووعْرها. فإنّ هؤلاء لا يحترمون الألم المبارَك الذي يجوّف مغارة حاملة على ظهرها جبلا.

أنا، يا شحرورة وادي الروح، وطني الـ«أوف» من أعماق قلبك إلى أعماق قلب الله. ولي من أغنياتك أناشيد وطنيّة محَظَّر على الأسود والسيوف وجرار الدم دخولُها.

أيّتها المتألّمة، المتوارية قبل أجراس الرحيل،

إنّ غربال التاريخ متأثّر بضحكتك الممتلئة، وهو يستعيرها ليضحكها لك، لأنّك لن تكوني تحته يوما.

سامحينا، أيّتها الأميرة التي لم يذق جسدها طعم فستانها أكثر من مرّة، لأنّها لا تؤمن بالجمال متكرّرا، ولأنّها النهر لا يرتوي الماء نفسه مرّتين.

سامحينا، لأنّ صحافتنا الصفراء تتجاهل بياض طرحة العرس، وتعْرَق عيناها بحثا عن الخيط الرماديّ فيها.

سامحينا، أيّتها العصاميّة، الواصلة إلى الوردة في أعلى جبل من الشوك.

نحن ناس لا يؤمنون بأنّ للهزائم في أعماق ذواتنا أن تصنع الانتصار المستحيل. نحن نحترف تخبئة جروحنا كي لا تصطادها العيون، وبساديّة نترك أصابعنا مرتاحة في جروح الآخرين.

أيّتها الفراشة التي ينحني لها ألف ربيع، إنّ أبهى الفراشات ما حلّق بجناحين لوَّنهما الألم.

أسمعك، فتُثقل غابة أرز كتفيّ. وتزورني قريتي في هذه المدينة التي يتقدّم الانتماء شحّاذيها مادّا يده على الرصيف.

أسمعك، وأحلم بأن يكون صوتك دمية بين أيدي صغيريّ: إيلي وآنجي. وأدعو أمسي إلى أن نشرب القهوة معا على شرفة الغد.

أيّتها المرأة الشقراء الطاعنة في الذهب،

نحن بشقرة الصوت والضحكة أغنى الفقراء، وبها «نحرقص» ذهب الدنيا.

 

السفير اللبنانية في

06.12.2014

 
 
 
 
 

صباح، الأسطورة «الصعلوكة»

دلال البزري

ثمة أمر عجيب في الموت. انه مثل خاتمة حكاية. يطرح، عند حدوثه، أسئلة لم تكن لترد قبله. انه الكاشف عن معنى سيرة حياة، أو الخالص إلى استنتاجات أو عبر، لم يكن لها لتظهر لولاه. هكذا هو حال رحيل الفنانة صباح. نعرفها قبل رحيلها، سعيدة، كريمة، مبهجة، ذات صوت يعلو الأصوات، وأداء متفجر، وصدى بعيد يتجاوز البحر والجبال، وريبرتوار غني ومتنوع، غطى كل الطبقات الصوتية وكل النغمات، كأنه يتنزه في بستان يضجّ بالألحان. 

ولكن بعد رحيلها الآن، صار السؤال يفرض نفسه بإلحاح: لماذا فيروز هي التي تربّعت على عرش الأغنية اللبنانية، وليس هي، صباح، التي تكبرها بعشر سنوات، وقد توسعت في عوالم الغناء والمسرح والسينما، وبغزارة وتنوّع لم تسبقها إليها؟ لماذا اعتُمدت فيروز، نسمعها إلزامياً عند كل طلعة شمس في غالبية الإذاعات اللبنانية والسورية؟ نرفعها الى أبعد السماوات، «سفيرتنا الى النجوم»، رداً على «كوكب الشرق»، أم كلثوم؟ نقدس اسمها، ونحولها الى رمز من رموزنا الوطنية، وبنوع من العصبية تكاد تشبه عصبية جمهور الطوائف؟ تساؤلات يحييها الموت، وهنا بعض الإجابة عليها:

صباح امرأة وحيدة، لم تعتمد على عائلة أو مؤسسة أو مجموعة، أو حتى على رجل واحد. وبالتالي هي امرأة حرة، وعصامية أيضاً، ليست مرهونة لمناخ، أو زعيم، أو فكرة سياسية معينة. تنقلت بين أنماط الأغاني كلها، وأعطتها حقها. كما تنقلت بين بيروت والقاهرة، في زمن لم يسعفها كثيرا. فما كادت تستقر كفنانة في مصر الملك فاروق، حتى جاء عبد الناصر وكانت هيمنته التي لم تطقها، فعادت الى لبنان. وفي هذه الأثناء، كانت تتشكل نواة الفنانين الخالدين، أو تتحطم آمالهم، بناء على طبيعة الانظمة السياسية التي رست آنذاك، الأنظمة الما بعد استقلالية. فكان من نصيب فيروز ان يتبناها نظام البعث السوري، فيحيي حفلاتها ومهرجاناتها، ويفرضها على إذاعاته يومياً... فيما لم تتحمل صباح ضغوط الناصرية عليها، المباشرة وغير المباشرة، ولا كانت ملائمة للتصورات الفنية والاخلاقية التي كانت آخذة بالرسو وقتذاك. 

وهذا الكلام ينطبق خصوصاً على صوتها وأدائها: فصباح تقف على المسرح بقوة الطبيعة التي تتمتع بها، بفرح تستمده من أعماقها. روحها الطليقة مصهورة بصوتها، تدعوك الى اللذة والمستقبل، تفتح لك آفاقا كانت خجولة، أو مبعثرة. خفّة ظلها وتنوع أغنياتها وانطلاقتها تريد ان تقول لك بأنها سعيدة على الخشبة، لأنها تحب أن تغني؛ فهي حرة، ولم يخنها في حريتها إلا حبها للحب. فاذا ما لمحتَ حزناً في عمق طبقة من طبقاتها الصوتية، حزن في نفس كريمة طيبّة مشرقة... حزن مثل الأمان والأمل، لا مرارة فيه ولا ثأر ولا ندم، فهذا لأن حبها للحب لم ينفعها، إلا في أوقات متقطعة وقصيرة، في إيجاد صنو روحها. هكذا نفهم زيجاتها العديدة؛ ليست تفلتاً أو غواية أو دلعاً، كما يروّج أصحاب الأخلاق الحميدة، إنما بحثاً عن الحب. لا الحب المؤسساتي، الذي يدرّ عليها مالاً وشهرة واطمئناناً؛ حب خيّب كل مرة ظنها، ولكنه لم يصبها بالمرارة والندم، كما تصاب الزوجات العاشقات لأزواجهن بخيانتهم لهن. 

يمكن مقارنة صباح بامرأة أخرى هي داليدا، الباحثة أيضا عن الحب الأصلي، ولكنها عاشت في حزن أبدي منذ انطلاقتها الاولى وحتى انتحارها، تغني اللوعة والحنين والمستحيل. حمّى الحياة، جنونها بها، حمت صباح من المرارة واليأس، وأعطتها كل هذا العمر، كل هذا التأنق، كل هذه الضحكات المجلجلة التي يبقى صداها يرنّ في أذنك مثل ذكريات الطفولة.

على النقيض التام تقف فيروز: تأطرت فيروز ضمن المؤسسة العائلية الموسعة، الزوج وشقيق الزوج، وبقيت في داخلها، لم تخرج منها الا مع ابنها زياد في اغنيات كانت محاولات غير موفقة لإعطاء بعد آخر لصوتها. تقف على المسرح، كأنها لوح من زجاج، كأنها مرغمة على الغناء. اغنياتها عن ماض جميل متخيل، تعذبنا معها على فقدانه، وتشدّنا إليه بحسرة لا هوادة فيها. في دراماتيكيتها ثقل وحزن، تقف وتغني كأنها لم تخلق لذلك، كأنها مرغمة، تقوم بواجبها. فيروز هي الماضي، الذي لن يعود حتماً. ما من مستقبل عندها سوى تكرار الحنين الموجع إلى هذا الماضي.

لا أعلم ان كانت صدف الحياة، أو ما نسميه القدر، هو الذي صنع تلك الشخصيتين المتناقضتين، فنياً وشخصياً. أو كانت طبائع صاحباتهما هي التي رسمت معالم طريقهما. ربما تفاعلت الإثنتَان معاً في حركة حياتية شبه باطنية دقيقة ومعقدة، افضت الى ما صارت عليه صباح وفيروز. الاولى منطلقة، عفوية، حرة، قبل أن تكون متحررة، تضحك وتصدح بصوتها كأنها تخاطب الجبال. والثانية منكمشة، حزينة، منضبطة، خاضعة لقانون الإطار الذي رعاها ورفعها، يكاد صوتها المتألم ان يستدخل أوجاعنا إلى أعمق أعماقنا.

عند هذا الحدّ، تتجمع مكونات تطويب الثانية، فيروز، المغنية القديسة المقدسة، وإحالة الأولى، صباح، إلى صفوف خلفية، تستحق بالتأكيد أفضل منها. فيروز، بصوتها وطلتها وقصتها واغنياتها، تناسب شعبا منذوراً للاستشهاد والانتظار والولاء... والعذاب أيضاً. فيما صباح، لو عوملت فعلاً كـ»أسطورة» في حياتها، أي لو فرضت على الاذاعات الصباحية والمهرجانات الرسمية والتطويبات الفنية، لكانت ساهمت في صنع شعب لا يوالي إلا من شاركه في صياغة مستقبله. الخلاصة ان للماضي مستقبل مع فيروز، فيما للمستقبل حاضر مع صباح. 

«الاستبلشمنت» السوري اللبناني، القومي، اليساري، الممانع، سعى، بوعي أو من دون وعي، إلى إهمال صباح، الخفيفة، المؤيدة للسلام مع اسرائيل، المتصابية، المزواجة؛ فكانت صعْلكتها التي ذهبت إلى أبعد حدودها بنهايتها الفقيرة. يقابله فرض هذا «الاستبلشمنت» فيروز على آذاننا طوال أربعة عقود من الزمن، تغني للقدس وفلسطين... كما فرض نموذجيتها؛ بحيث أصبح من المحرمات ان يتكلم المرء عن ملَلَه من فيروز، بعدما أصبحت غالبية أغنياتها لا تفعل شيئاً غير إحالته الى أزمنة سمعها فيها لأول مرة. 

رحيل صباح ليس كأي رحيل. انا متأكدة انها الآن تسامح الجميع على تهميشها، ليس لأنها طيبة القلب وحسب، انما أيضاً لأنها تمكنت، رغم التهميش، من ممارسة الغناء، بصفته أكثر شيء تهواه. أي انها فنانة أصيلة، لا شيء أهم مما تحبه. فكانت سعادتها الغامرة بهذه الحياة، وحبها الشديد لها، وشجاعتها الفائقة في تكبّد كل المظالم، الحميمة خصوصاً، مقابل حريتها بحبها ما تحب، ومن تحب. 

صباح، بعد رحيلها، سوف تنبعث من جديد، ويصدح صوتها نحو الأعالي، سوف نعود ونكتشفها ويكون ساعتها حكمنا عليها أرحم مما لو كانت ما زالت على قيد الحياة. اذ لا يجب ان نغفل ان استكثارنا لسنوات عيشها الطويلة، استكثارنا عليها غرامياتها المتأخرة وصحتها الحديد، ورفضنا الفطري للنساء الحرات... كل هذا كان غشاء مزّقه الموت، ليعود صوت صباح المحلّق يصدح بالوثبات المنافسة للنسمات، لتخلع ثوب الصعلكة، فيكون رحيلها هو بمثابة عودة الحق اليها. وهي كانت تحدس ذلك؛ ما دفعها الى دعوتنا، نحن الباقين من بعدها على هذه الأرض، إلى تحويل تشييعها إلى حفلة غناء ورقص.

 

السفير اللبنانية في

07.12.2014

 
 
 
 
 

بالصور.. نجوم الفن يحضرون قداس "الشحرورة"

كتب – حمدى أحمد ومينا عاطف:

أقامت كنيسة سان جوزيف بوسط المدينة، مساء الأحد، قداس على روح الفنانة الراحلة صباح، حيث أنشد شباب الكنيسة "الكورال" الترانيم الدينية وأقام الأب كمال لبيب، الخادم الإقليمي للرهبنة الفرنسيسكان، الصلاة على روح الفنانة الراحلة.

حضر القداس عدد كبير من الفنانين وأصدقاء الفنانة صباح ومحبيها منهم الفنانات نيلي ونبيلة عبيد وسهير رمزي ورولا سعد ونجوى فؤاد ولطيفة وإيمان وإنجي وجدان وإلهام شاهين ورجاء الجداوي ومن الفنانين حضر سمير صبري وأشرف عبدالغفور ومحمد أبو داوود وأحمد عبدالوارث عسر والمنتج محسن علم الدين.

وقال الأب كمال لبيب، الخادم الإقليمى للرهبنة الفرنسيسكان، إن الفنانة الراحلة صباح كانت عاشقة للحياة والجمال لدرجة أنها فضلت جمالها على المال، مشيرًا إلى أنها فكت شفرات سر الموت لأنها لم تكن تخائفة أبدًا.

 

####

 

نجوم الفن لـ"الشحرورة": لن ننساكِ

كتب – حمدي أحمد ومينا عاطف:

أقامت كنيسة سان جوزيف بوسط القاهرة مساء اليوم الأحد عزاءً على روح الفنانة الراحلة صباح بالإضافة إلى قداس إلهي أنشد فيه شباب الكنيسة "الكورال" الترانيم الدينية وأقام الأب كمال لبيب الخادم الإقليمى للرهبنة الفرنسيسكان الصلاة على روح الفنانة الراحلة.

حضر العزاء عدد كبير من الفنانين وأصدقاء الفنانة صباح ومحبيها منهم الفنانات نيلي ونبيلة عبيد وسهير رمزي ورولا سعد ونجوى فؤاد ولطيفة وإيمان وإنجي وجدان وإلهام شاهين ورجاء الجداوي، ومن الفنانين حضر سمير صبري وأشرف عبدالغفور ومحمد أبو داوود وأحمد عبد الوارث عسر والمنتج محسن علم الدين.

من جانبها، قالت الفنانة الكبيرة نيلى إن صباح أسطورة فنية لن تنسى، لافتة إلى أنها كانت مثالًا للطيبة والحنان واصفة إياها بأنها لن تعوض، قائلة "صبوحة واحدة بس".

ولفت الفنان سمير صبرى إلى أن صباح عاشت حياتها درجة أولى وعملت مع عمالقة الفن وكبار الملحنين في الوطن العربي وقدمت دويتوهات رائعة في السينما المصرية.

وأضاف صبري "أن صباح معانا وفي قلوبنا وحبها للحياة والجمال وتقبلها للموت هيفضل موجود وفنها هيفضل موجود.. مش هننساكي أبدًا يا شحرورة يا صبوحة".

فيما قالت الفنانة إلهام شاهين: إن الشحرورة كان لها فضل كبير عليها حتى تتعلم الحياة، مشيرة إلى أنها كانت صاحبة فن راقي محترم له قيمة ويمتع الجمهور.

وأوضحت أنها كانت متسامحة مع الجميع وتحب الناس كلها وتفكر في المستقبل ومليئة بالتفاؤل والحماس، قائلة "وكان شغلها أهم حاجة في حياتها"، مختتمة كلمتها "صباح هتفضل عايشة بفنها الراقي".

بينما لم تستطع الفنانة ليلى عبيد التعبير عن حزنها الشديد لفراق صباح وعجزت عن الكلام وبكت بكاءً شديدًا أثناء كلمتها لبوابة الوفد التي لم تستطع إكمالها.

 

الوفد المصرية في

07.12.2014

 
 
 
 
 

بالصور..فنانون وأدباء يحضرون مراسم تأبين "الشحروة" بكنيسة سان جوزيف

امل صبحى

أقامت كنيسة سان جوزيف الأحد 7 ديسمبر، مراسم تأبين وداع "الشحرورة" النجمة اللبنانية صباح، حيث ألقى كورال الكنيسة ترانيم وداع النجمة الراحلة.

وحضر المراسم سفير لبنان بمصر د.خالد زياده والفنانين رولا سعد، جانو فغالى ابنة أخت النجمة اللبنانية صباح وسمير صبري، ويوسف القعيد، وإيمان، ونبيلة عبيد، ونقيب الممثلين أشرف عبد الغفور والإعلامي محمد مختار، ونيللي، وإلهام شاهين، ولطيفة، ونجوى فواد، والإعلامية سهير شلبي، وأحمد الوارث.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

07.12.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004