ملفات خاصة

 
 
 

صباح المصريّة:

عاشت...عملت...تزوّجت وغنّت في القاهرة

سلامة عبد الحميد

عن رحيل الشحرورة

صباح

   
 
 
 
 
 
 

كان الخبر مفجعاً، على الرغم من أنّي أدرك تماماً أنّ الموت حق على الجميع، لكنّ صباح تمثّل الملايين، وأنا واحد منهم. تمثّل رمزاً لحب الحياة والبقاء والتمتع بها.

أذكر في طفولتي الأولى جدلية طويلة بيني وبين أصدقائي حول الشحرورة. كان الجميع يؤكد أنّ صباح مطربة مصرية. وبعضهم يرجع شكلها المميز ولكنتها الغريبة بعض الشيء إلى أنّ مسقط رأسها هو مدينة الإسكندرية، ومنهم من أشار إلى أنّ أمها ليست مصرية. رفضوا جميعهم تقبّل روايتي التي تؤكّد أنّ "الصبوحة" لبنانيّة الجنسيّة، وقد جاءت إلى مصر كغيرها من الفنانات بحثاً عن الشهرة واحتراف الفن. حيث كانت القاهرة في ذلك الوقت، قبلة الفن العربي وهوليوود الشرق.

كما كنت أعدّد جنسيات الفنانين على مسامعهم علّهم يقتنعون، فاستشهدت بالفنانيْن السوريين فريد الأطرش وأسمهان، ووردة من الجنسيّة الجزائرية، وعزيزة جلال من المغرب، والشحرورة من لبنان. استطعت إقناعهم بكل جنسيات الفنانين باستثناء صباح. كانوا واثقين تماماً أنّها مصرية مثلهم، ولم يشككوا للحظة أنّها قادمة من بلد آخر. بعضهم كان يُعلّل بأغنيتها الشهيرة عن فريقيْ مصر الأشهر في كرة القدم، الأهلي والزمالك، لتأكيد نظريته بأنّها مصريّة الأصل، متسائلاً: "هل يمكن أن يغني مطرب غير مصري لقطبيْ الكرة المصرية بتلك الطريقة"؟

مع مرور الوقت، اكتشفت أنّ أغلبية المصريين يعتقدون أنّ الصبوحة مصرية. وليس هذا فقط، بل يرفضون بشكل قاطع القول إنّها لبنانيّة. ويعود السبب بذلك إلى اندماج صباح مع الشعب المصري، وعشق هذا الأخير لها، فأتى الإصرار على وصفها بالـ "المصرية الخالصة". هي نفسها لم تستغرب الأمر، ربّما حافظت في فترات من حياتها، بل كانت حريصة على أن تبدو مصرية، كما يرغب جمهورها المصري.

بعد تخرجي، تخصصت في الصحافة الفنية، ما أتاح لي مقابلة عدد كبير من الفنانين والنقاد. بعضهم كان قريباً من الشحرورة، عمل معها أو تربطه بها صداقة. وكنت دائماً أسأل عنها. كانت تبهرني تلك الشخصية بشكل كبير، لم يكن يعنيني أبداً الجدل المتواصل حول عمرها، ولا حول زيجاتها المتعددة، ولا رغبتها في الزواج من رجال يصغرونها سنّاً. كنت شغوفاًا بتلك الحالة الفنيّة غير المسبوقة، بتلك المرأة الجميلة الموهوبة، بتلك المسيرة الفنية التي لا تنتهي.

كان كل من يعرف الصبوحة عن قرب، يؤكد أنّها شخصية مشرقة مليئة بالحيوية، لا تتأثّر بتقدّم العمر، ولا خيبات الأمل الكثيرة، ولا الظروف المحيطة. كانت دائماً قوية قادرة على تحدي كل الصعاب. تسقط أو تتعثر، فتقوم مجدّداً بحثاً عن فرصة أخرى للنجاح. كانت العيون تلمع كلما تحدث أحد المقربين منها عن مواقف خاصة بها، وكانت رغبتي في الاقتراب منها تزداد مع ازدياد القصص التي أعرفها. شغلتني لفترة فكرة "مصريتها". إذ عاشت في مصر أكثر مما عاشت في لبنان. عملت في مصر أكثر مما عملت في لبنان، وكانت معظم زيجاتها مصريّة. كان هاجس حبها لمصر أكثر من لبنان يطاردني، لكني طرحته بعيداً عن مخيلتي، إذ يبقى الشخص مديناً لمسقط رأسه بالوفاء، حتى وإن لم يعش فيه يوماً.

بات يشغلني لاحقاً حب الجمهور المصري لها، أقترح أسباباً، وأناقش أطروحات ونظريات لتفسير هذا الحب، بعد محاولات عدة، قرّرت أن أشغل نفسي بعملها عوضاً عن البحث عن تبريرات أو أسباب لحب المصريين لها.

كتبت مرات عدة عن صباح من جوانب متعددة، وكلما زادت كتاباتي، كنت أكتشف أنّ تلك الفنانة الكبيرة لم تحصل على ما تستحقه بعد، وأن انشغال البعض بزيجاتها وغيابها عن الساحة، ثم عودتها المفاجئة المتكررة، ولاحقاً أخبار مرضها ووفاتها التي كانت شائعة شبه أسبوعية، كل تلك الأمور شغلت كثيرين عن رصد مسيرة حياة فنانة متميزة، قدّمت للفن أكثر مما قدم غيرها. امراة أعطت الأمل لكثيرين، أنّ الحياة تستمر طالما بقيت الأنفاس ودقات القلوب مستمرة.

"هذه هي الصبوحة التي اعتاد على سماعها وتأمل غنجها الجميع"

كان استمرار قدرة صباح على النجاح في عصر فني يضم عمالقة مثل شادية ووردة ونجاة، وأم كلثوم، أمراً بالنسبة لي غير عادي. كيف قاومت ووصلت وحافظت على مكانتها بين هؤلاء؟ كيف تجاوزت المؤامرات والمشكلات التي قضت على مسيرة فنانين كثيرين؟ كيف استطاعت أن تعبر باب النجومية الذي كان يحتله كل هؤلاء؟

آخر مرة شاهدت الشحرورة، قبل نحو ثلاثة أعوام، كانت ضيفة شرف حفل اختتام مهرجان أوسكار الأغنية المصرية، في قاعة الفندق القاهري المتسعة. كانت الصبوحة قبلة الحفل كله. لا أنسى أبداً ملابسها الحمراء الزاهية، ولا خفّة ظلّها وابتساماتها التي وزّعتها على جميع الحضور. في تلك الليلة التي كانت فيها نجمة فوق العادة، طلبت منها بإلحاح أن تغني لنا. كان منظمو الحفل حرصاء على ألاّ تستجيب. ربّما حرصاً عليها، وعلى صورتها الراسخة في الأذهان، خصوصاً وأنّ مئات الكاميرات وعشرات القنوات الفضائية كانت في المكان في شرف استقبال الصبوحة. إلاّ أنّ كبر سنّها لم يخزلنا، فجأة استجابت للطلب، قرّرت أن تغني، واختفت بقبولها كل الأصوات الرافضة للفكرة، وتكرر استحسان الحاضرين، وتلهفهم لسماعها. وفجأة انطلق صوتها العذب مردداً "ع البساطة البساطة، يا عيني ع البساطة". كانت تحفظ الأغنية جيداً، وتعي تفاصيل ما تفعله تماماً، تكرّر ألفاظاً بعينها، وتشدد على كلمات بعينها، وتبدي دلعاً وغنجاً في كوبليهات محددة، كانت في لحظة وجد وتركيز. هذه هي الصبوحة التي اعتاد على سماعها ورؤية أناقتها وغنجها الجميع، لم تتغيّر.

قالت بعد أن انتهت من الغناء، وبعدما هدأت عاصفة التصفيق "شكرا لكم، كنت عاوزة أغني فعلاً، سعيدة إنكم استمتعتم".

كدت أبكي فرحاً، تلك الفنانة العظيمة تشكرنا لأنّنا استمتعنا بغناءها الجميل، وتتمنى لو أنّنا كنا مستمتعين بغناءها، مثلما استمتعت هي بالغناء لنا. من هذه الشخصية؟ كيف استطاعت على الرغم من كلّ ما مرّت به، أن تحافظ على هذا النقاء الانساني النادر. إنّها حالة خاصة في الحياة، بل إنّها الحياة.. عاشت الصبوحة.. عاشت.

 

####

 

مطربة تجاوزت النماذج وتخطت الحدود

علي جازو

أغاني صباح المصريّة الكثيرة لا توحي لأحد بأنها لبنانية، كما أنّ أغانيها اللبنانية لم تكن بعيدة عن بيئتها الشعبية. لم تكن مطربة وحسب، إذ إنّها تجاوزت السائد وسمحت لنفسها أن تكون الوحيدة التي تمثل شخصيتها الحقيقية. لم يكن التمثيل رافداً أساسياً لحضورها، إذ إنّ الحاجة إلى صوتها هي التي أخذتها إلى التمثيل.

ربما ثمّة عامل أسبق على اللهجة والجغرافيا، ظل يقف إلى جانب الشحرورة، ألا وهو شخصيتها الفريدة. فقد وافقت صورة صباح الفنّية محطات حياتها المتحولة والمتجددة والمديدة. جاءت هذه الموافقة من دون تمهيد. لم يكن الحب في حياتها حجّة ولا جسراً بقدر ما عيشاً وقرباً ومودة.

هي الوحيدة ربّما من بين أقرانها من استطاعت أن تحقق بسلوكها ما لم يحققه كثر من دعاة النسوية والدفاع عن حقوق المرأة في بلادنا المسحوقة بالعنف والعصبيات، ذلك أن في المنحى الذي اختارته صباح لنفسها ما يتجاوز النموذج المفروض. انتشلت العواطف الحميمة من بؤس الشكوى التي تحجرت في رومانسيات كثيرة متشابهة ومملة، ونشرتها كي تتمازج مع الهواء، ولم تحول قوتها إلى حجاب يفصلها عن جمهورها. جمعت الشحرورة رحابة الريف إلى مضايقات المدينة حيث يتحول التنافس إلى شراسة والإعلام إلى أجهزة حزبية لا تولي الفن الأهمية إن لم تحوله إلى جزء من هيمنتها. 

"لم يكن الحب في حياتها حجّة ولا جسراً بقدر ما عيشاً وقرباً ومودة"

مع ذلك، لم تجد للاختلاف والتنازع محلاً إلى قلبها. كانت براءة الشحرورة وتواضعها واعترافها أقوى من أن يناله التلف، وأخفّ من أن تثقل بـ"ثقافة" حوّلها آخرون إلى شعارات حاجبة. كان صوتها المكان الذي اتقدت فيه عاطفتها حتى غمر محيطها، ولم يكن لمرور الوقت من عبء عليها، إذ كانت هي التي تصنعه، لا العكس. الخفة والعفوية ظهرتا في حال أقوى من الجدية التي غالب ثقلها فنانين آخرين. ما كان للخمول طريق إلى قلبها، هي التي شاءته حراً وصادقاً، وبلا ميزان. 

هذا يوم صباح الأخير في بيروت، وفي طريق عودتها إلى "الضيعة" تحلق روح الشحرورة راقصة، جامعة الاسم إلى معناه، الطير إلى الشجر، والنور الرهيف إلى الغناء الدائم.

 

####

 

وداع راقص!

بيروت - ربيع فران

ودّع لبنان الرسمي والشعبي الفنانة القديرة صباح (جانيت فغالي) نهار أمس الأحد، إذ انطلق موكب التشييع من مكان إقامتها بفندق برازيليا - الحازمية شرقيّ بيروت، محمولاً على الأكتاف ليصل إلى كنيسة مار جرجس الملاصقة لمسجد محمد الأمين وسط بيروت، حيث وقفت حشود منذ ساعات الصباح الأولى، منتظرة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على "الصبوحة".

رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام كان أول الحاضرين، منحها وسام الأرز، وغادر المكان بعدما قدم واجب العزاء لعائلتها. وكان ضمن المعزين كذلك حضور سياسي لبناني، إضافة إلى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم. كما شوهد إكليل ورد من رفيقة دربها الفنانة الكبيرة فيروز، كتب عليه "صباح شمسك لا تغيب". وعزفت فرقة من موسيقى الجيش اللبناني طوال الوقت أغنيات الشحرورة الوطنية، فيما أدّت فرقة "دبكة" رقصات على وقع أغنيات صباح، وذلك بحسب وصية الشحروة التي طالبت بالفرح والرقص لحظة موتها.

لم تنس القاهرة "شحرورة الوادي"، فحضر رفيق درب البدايات الممثل سمير صبري، كما حضرت كل من ميرفت أمين وإلهام شاهين ولبلبلة وبوسي شلبي، إضافة إلى وفد من إعلاميي المحروسة واكبوا كافة التفاصيل المحيطة بالجنازة، فيما ترأس بطريرك لبنان مار بشارة بطرس الراعي الصلاة، وشدّد في كلمته على موهبة صباح الفذة منذ كانت في العاشرة من عمرها، وكم كانت تقوم بأعمال خيريّة تجاه الناس، مذكراً برحيل رفيق درب صباح العام الماضي المطرب وديع الصافي، ومشيراً إلى خسارة لبنان للشاعر الكبير سعيد عقل الذي رحل قبل أيام.

"فقد العالم واحدة من أجمل وأذكى نجمات الزمن الجميل"

نقابة الفنانين المحترفين في لبنان حضرت، ونظمّت كل شيء، بحسب ما علمت العربي الجديد، لكن التنظيم بدا استعراضياً محاولاً إثبات وجود نقابة في لبنان لا يستفيد منها الفنان إلا يوم رحيله. وبحسب ما دار الهمس في الكنيسة ثمة أسئلة أكثر إلحاحاً من واجب تشييع صباح، من قبيل "أين كانت النقابة عندما عانت صباح الأمرّين، ولماذا لم تتكفل النقابة نفسها بشيخوخة صباح، وما هو الدور الذي يجب أن تلعبه النقابة تجاه ضمان حياة الفنان قبل موته..".

هكذا رحلت صباح حاملة مجدها الباطل، كما كانت تسميّه، من شهرة ونجاح وتألق ونجومية، وأغلقت الباب على جيل كامل من عمالقة الزمن الجميل، كانت دائماً تردد في مقابلاتها "أنا اشتقت للراحلين من عاصي الرحباني إلى فيلمون وهبة، ومحمد عبد الوهاب ورشدي اباظة"، وغيرهم ممن عشقتهم الأسطورة، ليس فقط في حياتها الفنية، بل في إنسانيتها الكبيرة.
وحده طليقها فادي لبنان حضر من بين أزواجها السبعة الذين رحلوا، وجلس إلى جانب ابنة شقيقتها كلودا وابنها صباح الشماس، ومساعدها جوزف غريب يتقبل التعازي، كما حضر كل من الفنانة نجوى كرم وراغب علامة ووليد توفيق، ماجدة الرومي، وهيفا التي منحتها الشحرورة شهادة أنّها افضل نجمة استعراضية اليوم. 

حضور متنوع لم ينس فداحة خسارة فنّ صباح وإنسانية صباح التي تحدث الجميع عنها. رحلت صباح إذاً إلى مثواها الأخير، وفقد العالم واحدة من أجمل وأذكى نجمات الزمن الجميل.

 

####

 

فنانون مصريون: صباح "حبيبة مصر" علمتنا الالتزام والتواضع

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

تقول النّجمة المصريّة ليلى طاهر، التي شاركت النجمة الراحلة صباح في فيلم "الأيدي الناعمة"، إنها تشعر أنّ الحياة أخذت منها رمزاً كبيراً من زمن الحبّ الحقيقي، وإن صباح، رغم نجوميتها، كانت بسيطة، تمثّل ببساطة شديدة تجعل أي شخص في البلاتوه يندهش ويسأل نفسه، هل هي تمثل فعلاً أم أنها في بيتها على طبيعتها، وهي تعامل من معها كأفراد أسرتها: "هذا فعلاً ما ظهر في الفيلم، فكنا أسرة واحدة في الفيلم وفي الكواليس أيضاً، فلو كان أي من أبطال العمل يتأخّر عن موعده تسرع بالاتصال به، وتسأل كلّ من في الاستوديو عنه، حتى تطمئن عليه، وهذا يظهر كم أنها كانت طيبة وقلبها أبيض، ولا تحب أن يغضب منها أي شخص، لذا فالعالم العربي كله حزين عليها".

وأضافت ليلى أنها تتذكّر أثناء تصوير فيلم "الأيدي الناعمة" أنّ صباح كانت دائماً تقول لها إنها تعشق مصر بشكل غير عادي، وكانت تحبّ الإقامة فيها، وتؤكّد أنّها كانت محبّة للشعب المصري، "العفوي والبسيط". 

"صباح كانت تحب مصر أكثر من مصريين بالأب والأم والجنسية"

من ناحيته قال النجم المصري حسين فهمي، الذي شاركها بطولة فيلم "ليلة بكى فيها القمر": "إن حبّ الحياة هو ما كان يميز صباح. فلم تكن مثل غيرها ممن وصلوا إلى مثل عمرها تجلس لتنتظر الموت، بل كانت متمسكة بأن تعيش لآخر لحظة. كانت صباح أيقونة الرومانسية والحب، تعلمت على يديها في هذا الفيلم، ولا أخجل من قول ذلك، تعلمت منها الالتزام مهما علت النجومية وعدم الأنانية، وكانت تكره أن تُخجل معجباً في الشارع يريد التقاط صورة معها، فكانت رغم طلّتها المهيبة، بسيطة غير مغرورة على الإطلاق. فكانت تتعامل في الاستوديو مع نجوم الصف الثالث من دون أن تُشعرهم أنهم أقل منها، وكانت تأكل وتشرب معهم وكانت حنونة، رحمة الله عليها والصبر لأسرتها".

وقد أكدت الممثلة والراقصة المصرية نجوى فؤاد، أن هناك علاقة صداقة قوية كانت تربطها بالشحرورة، واعتبرت أن صباح كانت تحب مصر أكثر من مصريين بالأب والأم والجنسية، فتتذكر نجوى كيف أنّ صباح لم ترفض أي حفل يخصّص أجره لمصر أيام الأزمات. 

"صباح الإنسانة كانت في عظمة صباح الفنّانة..خيّرة وطيّبة"

أما الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي سبق أن شاركت الراحلة فيلم "المتمردة"، فقالت عن الصبوحة إن أكثر ما كان يميز النجمة صباح حرصها على الاستمرار في الفنّ، وذلك يدل على مدى عشقها للمجال الذي اختارته، وكانت لا تترك لأحد المجال أن يحبطها، ولو تحدث أمامها أي شخص عن الفن بسوء كانت تدافع، وكأن الفن فرد من أفراد أسرتها: "كانت خدومة كذلك بشكل كبير لا تتأخر إذا احتاجها أي شخص لأداء أي خدمة، كما أن لها جانباً خيرياً كبيراً في حياتها، وكانت تفعل الخير وتتبرع دون أن تفصح عن ذلك وكنا نعلم بالصدفة". 

ويقول الفنان سمير صبري عن الصبوحة إنها كانت صديقة مقربة، ولطالما جمعت بينهما جلسات خاصة في بيروت، وكان يسأل عنها دائماً، معتبراً أنها كانت من أحلى ذكريات الزمن الجميل، وأكّد أنه سيكون في بيروت للمشاركة في تشييعها.

 

العربي الجديد اللندنية في

01.12.2014

 
 
 
 
 

لبنان بكل أطيافه ودّع صباح في مأتم رسمي وشعبي حضره الآلاف

تلبية لرغبتها اتسمت أجواء وداعها بالفرح والابتسامة.. البطريرك بشارة الراعي وصف غيابها وسعيد عقل بغصنين ينكسران من أرزة الوطن

بيروت: فيفيان حداد

ودّع لبنان بعد ظهر أمس الفنانة صباح في مأتم رسمي وشعبي، حضره الآلاف من محبيها ومن الشخصيات الفنية والسياسية والإعلامية التي عرفتها. كما ترأس الصلاة على راحة نفسها بطريرك أنطاكية للموارنة بشارة بطرس الراعي مع لفيف من المطارنة ورجال الدين.

وكما في حياتها كذلك في وداعها انشغل اللبنانيون بالإطلالة الأخيرة لفنانتهم التي يلقبونها بـ«الأسطورة»، فتجمّع المئات منهم على طول الطرقات التي مرّ فيها موكب نعشها ليشاركوا في إلقاء النظرة الأخيرة عليها. وتلبية لرغبتها اتسمت أجواء وداعها بالفرح والابتسامة، فرقص اللبنانيون الدبكة على أغانيها ونثروا الورود والزهور على نعشها.

انطلق موكب تشييع الفنانة الراحلة من فندق «برازيليا» (مكان إقامتها) في الحازمية نحو كاتدرائية مار جرجس للموارنة وسط بيروت، وذلك في الحادية عشرة والنصف صباحا بمواكبة سيارات قوى الأمن وسيارات بلديات القرى المحيطة ببلدتها بدادون. وفي انتظار وصول النعش إلى وسط بيروت عزفت الفرقة الموسيقية للجيش اللبناني والمؤلفة من ستين عازفا موسيقى أغانيها: «تسلم يا عسكر لبنان» و«تعلى وتتعمّر يا دار»، و«عامر فرحكم» و«شفتو بالقناطر». ومن ثمّ سجّي جثمانها داخل الكنيسة لمدة ساعة ونصف (من 12.30 ظهرا حتى 2 بعد الظهر)، ليلي ذلك مراسم الجنازة.

حضر مراسم الجنازة أقاربها ولفيف من نجوم الفن والسياسة والإعلام، وفي مقدمهم ابنها صباح شماس الذي وصل من مقر إقامته في أميركا منذ يومين لوداع والدته، بينما غابت ابنتها هويدا عن المناسبة لإصابتها بانهيار عصبي، كما تردد. ومن الفنانين الذين توافدوا إلى مكان تشييع صباح، نجوم من مصر كإلهام شاهين وسمير صبري وبوسي شلبي ولبلبة، ومن لبنان نجوى كرم وراغب علامة وزين العمر وأسامة ومروان الرحباني وغيرهم من الممثلين والمطربين الذين أبوا إلا أن يشاركوا في وداعها الأخير. كما حضر كل من منى الهراوي (أرملة رئيس جمهورية لبنان الراحل إلياس الهراوي) وجويس الجميل (زوجة الرئيس الأسبق أمين الجميل)، والوزراء إلياس بوصعب ورمزي جريج، وكذلك عدد من النواب أمثال أنطوان زهرة وحكمت ديب وغيرهما. ووصف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الفنانة الراحلة بالإنسانة التي زرعت الفرح أينما حلّت، إن من خلال أعمالها الفنية وأناقتها أو بابتسامتها الدائمة وتواضعها وحبها للغير. وختم الراعي بالقول بأنها رحلت وهي في ذروة فرحها كونها ماتت فقيرة لملاقاة ربّ العالمين كما هي، وبأنه مع غيابها وغياب الشاعر سعيد عقل ينكسر غصنان من أرزة لبنان.

وعند انتهاء مراسم الدفن حمل نعش صباح الملفوف بالعلم اللبناني على أكفّ بعض الفنانين ومن بينهم أنطوان وديع الصافي، بينما راح المحتشدون في الكنيسة وخارجها ينثرون الورود على نعشها. وبعيد ذلك سار موكب تشييع الفنانة الراحلة إلى مثواها الأخير في بلدتها بدادون، ولكن قبيل وصولها إلى هناك عرّج به وبناء على أمنيتها الأخيرة إلى كنيسة القديسة تيريزا (شفيعتها) وذلك في بلدة الفياضية، وبعدها أكملت مشوارها الأخير إلى بلدتها بدادون مرورا بمناطق الحازمية والفياضية وحومال ووادي شحرور، فتم استقبالها في كل بلدة من هذه البلدات بحفاوة من قبل أهاليها ومحبيها، الذين رفعوا لافتات تحمل عبارات مؤثرة في وداعها الأخير كـ«راجعة على ضيعتها وعالأرض اللي حبتها» و«طلّت صباح وغرّد العصفور وعزفت نشيد المجد أرزتنا» و«مرحبتين مرحبتين وينن هالدبيكة وين». وفي مسقط رأسها بدادون رفع أهاليها صور ابنة الضيعة العائدة إلى ترابها بحجم عملاق على أبواب كنيسة البلدة، ولافتات كتب عليها «عطر نعشك ريحتو بخور وشلال صوتك نبع فرحتنا».

ولم تخلُ مراسم تشييع الفنانة الراحلة من بعض الإشكالات بين المصورين الصحافيين وحرس كاتدرائية مار جرجس حيث جرت مراسم جنازتها، بسبب منعهم من الدخول إلى الكنيسة للقيام بمهمتهم كون الحق الحصري لنقل وداع صباح أعطي لقناة «إم تي في»، الأمر الذي أثار استياء الإعلاميين بشكل عام من مختلف الوسائل المرئية والمكتوبة والمسموعة.

من ناحية أخرى ودّعت الفنانة فيروز صباح على طريقتها، فأرسلت إكليل ورد وضع على نعشها وقد كتبت عليه «شمسك ما بتغيب»، بينما كتب نجلها زياد الرحباني على صفحته في «فيس بوك» راثيا الفنانة الراحلة بالقول: «عطيتكن عمرها صباح.. عطيتنا كلنا عمرها، الله يرحمها، الحمد الله انو ربنا سبحانه وتعالى قرر بعد كل هالعذاب انو يرحمها مننا»، بينما كتب الإعلامي نيشان على حسابه الخاص على موقع «تويتر» من مكان الجنازة يقول: «كلنا للوطن... والوطن يودّع صباح، وداعا حبيبة أمّها»، ووصف الفنان راغب علامة الفنانة الراحلة بصلة الوصل الحقيقية بين لبنان والعالم، ورثاها الممثل رفيق علي أحمد بالقول: «لطالما كانت حجرا من حجارة الأساس التي عمّرت لبنان بينما كان السياسيون في المقابل يدمرونه».

أما الممثلة إلهام شاهين فأكدت أنها وصلت خصيصا من مصر لوداع «الصبوحة» وأنها تعود إلى بلدها فور انتهاء مراسم التشييع.

وكانت وسائل الإعلام المرئية في لبنان قد خصصت برامجها ليوم أمس، منذ الصباح الباكر، للفنانة الراحلة فاستضافت «ال بي سي» فنانين عرفوها عن كثب كالمخرج سيمون أسمر والملحن نور الملاح، بينما خصصت محطة «إم تي في» برنامجا نقلت وقائعه مباشرة من باحة كاتدرائية مار جرجس، قدمته الإعلامية ريما نجيم واستضافت فيه بعض أهل السياسة والإعلام والفن الذين توافدوا إلى هناك للمشاركة في جنازة «الأسطورة» صباح. أما وقائع الجنازة والصلاة على نفسها فقد نقلتها مباشرة المحطات التلفزيونية المذكورة إضافة إلى محطات أخرى كـ«الجديد» و«المستقبل» وتلفزيون لبنان الرسمي.

 

الشرق الأوسط في

01.12.2014

 
 
 
 
 

مأتم صباح.. فنانون حضروا و"مفاجأة" تنتظر محبيها

بيروت- فاطمة قنيبر

فنانة ال"مرحبتين"، "عالبساطة البساطة"، "ساعات ساعات"، "أكلك منين يا بطة"، "عالندا الندا"، "سعيدة ليلتنا سعيدة"، "دخل عيونك حاكينا"، "مسيّناكم مسونا"، "يا دلع"، "زي العسل"، "ألو بيروت"، "يا مسافر" وغيرها مئات الأعمال الفنيّة...رحلت عنا.

لبنان حضر بجيشه، وشعبه، وفنانيه في وداع الشحرورة صباح، حُملت على الأكف ونُثـِرَ عليها الورد. زغاريد ودبكة ملأت الشوارع في وسط العاصمة ، تنفيذا لوصيّتها التي طلبت فيها من محبيها الفرح لا الحزن في مأتمها وكان لها ما أرادت.

رقص قلب بيروت في وداع الصبوحة ، فقد استطاعت هذه الفنانة الاستثنائية أن تحوّل وداعها إلى مهرجان شعبي بكل ما للكلمة من معنى، الكل ضحك وغنى ودبك عملاً بوصيّتها.

فيروز وإكليل ورد

من السيدة فيروز إلى صباح إكليل من الورد كُتب عليه "شمسك لن تغيب" بالإضافة إلى عدد من الأكاليل التي زينت مدخل كنيسة "ما جرجس" وسط العاصمة بيروت.

ابنها الدكتور صباح (من زوجها نجيب شماس)تلقى التعازي إلى جانب الأقارب، وبحضور رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام الذي حضر معزيا وبقي لمدة نصف ساعة تقريباً.

ماجدة ونجوى كرم ولبلبة وإلهام شاهين في وداع الصبوحة

وقد كان للعربية نت لقاءات عديدة على هامش المأتم ننقلها إليكم فيما يلي:

فمن جانبها وعدت الفنانة ماجدة الرومي الشحرورة بأنها ستبقى في القلب، لأنها من أهل البيت، وقالت: " من واجب كل لبناني أن يقف اليوم ويتقبل التعازي بموتها لأنها سيدة عظيمة ومن الأصوات المؤسسة لشخصية الأغنية اللبنانية، وتعيش بضمير الوطن متل كل شي حلو".
أما نجوى كرم فقالت " كل واحد منا بحب لبنان لازم يربط محبتو بمحبة الصبوحة لأنها هي جزء من هذا الوطن، أقول لها: أتمنى أن تصيبني العدوى من إيمانك القوي والكبير وأعدك أننا سنتلاقى
"

وعلى طريقته عبر الموسيقار الياس الرحباني (شقيق عاصي ومنصور)عن ألمه، قائلاً عن موت الشحرورة " شعرت بعد موتها وكأن ضوءاً مشرقاً غاب". وتوجّه إليها قائلاً: " أيتها المحبة، المخلصة ، النبيلة والكريمة، ستبقى شمسك مشرقة دائماً، وسيبقى صوتك يحملنا إلى الفرح"

كذلك، قال الفنان جورج الصافي (نجل الراحل وديع الصافي): " تربينا على القيم التي كانت تغنيها هي ووالدي، الصبوحة لطالما كانت فاعلة خير وكريمة الأخلاق. كانت تساعد كل الناس على حساب صحتها وشهرتها، كانت قمة في الإنسانيّة. هي ووالدي تركا لنا إرثا كبيرا، نطلب من المحبين ألا ينسوا هذا الإرث. أتذكر والدي عندما كان يلتقي مع الصبوحة يقول لها: نشالله نموت قبل ولادنا وكان لهما ما أراداه ".

أما النائب بهية الحريري فقالت :"اللي متل صباح ما بموتوا وغيابها خسارة كبيرة، ممكن انو تعمل الدولة طابع بريدي تقديراً لصباح . رحمة الله عليها وروحها بالسماء انشاءلله"..

 الإعلامي نيشان قال " ألف رحمة على روح صباح و لو كانت على قيد الحياة كانت طبعا استقبلتنا بابتسامة كبيرة". وتابع : "ابتسامتها لن تغيب عنا حتى في موتها ، الشحرورة دخلت تاريخ الفن اللبناني والعربي و”رح نبقى فخورين نحن بلبنان لأن الأسطورة صباح هي من بلادنا".

من مصر حضروا.. ومفاجأة تنتظر محبيها

إلى جانب الفنانين اللبنانيين حضر عدد من الفنانين المصريين. وفي هذا السياق، وصفت الممثلة المصرية لبلبلة الشحرورة بأنها فنانة عظيمة لن تتكرر. وقالت: "هي أمي الثانية ، عرفتها ومثّلت معها حين كنت في الثامنة من عمري، أحبتني وأحببتها وكنا مع بعض في الفرح والشقاء والسفر والتعب. يصعب عليّ فراقها وحتوحشنا جداً...رأيتها منذ عام حين أتت الشحرورة لتكرم في مصر وطلبت أن تراني".(الجدير ذكره أن الشحرورة تحمل الجنسية المصرية)

كذلك، حضرت الممثلة إلهام شاهين وقالت: "الله يرحمها هي فنانة كبيرة وتأثيرها كبير في كل الوطن العربي وليس في لبنان فقط. نحن تعلمنا منها الفن الراقي، الكلمة الحلوة، الصوت العظيم والموهبة. الصبوحة مثال الرقة والأنوثة، والشياكة. نحن سنتعلم منها وكذلك الأجيال القادمة".

أما الممثل سمير صبري فأشار إلى أن الشحرورة كانت صديقة عمره وهي عاشقة الفن، تعلم منها البهجة، وقال إن "صباح تعني له الأرز و لبنان، وهي إنسانة خيرة وكريمة، الصدمات الكبيرة في حياتها كانت تتغلب عليها بابتسامة وتعوض بحبها للفن ولكل الناس، هي علمتني كيف نحب الحياة والفن والناس".

يذكر أنه تقرر بناء متحف للشحرورة في بدادون على أن يبصر النور خلال عام واحد بالتعاون مع أهل البلدة كتكريم للصبوحة.

كما تجدر الإشارة إلى أن صباح سجلت أغنية قبل وفاتها من ألحان طوني أبي كرم ومن المقر أن تبصر النور خلال أشهر وستكون مفاجأة للناس.

 

العربية نت السعودية في

01.12.2014

 
 
 
 
 

صباح.. روح الوئام في «إغراء» لحسن الإمام 1957

الشروق

يؤدى القدير زكى رستم، مع صباح، أحد مشاهده القوية ــ تعتبر ذروة الفيلم ــ حيث تنطلق أشواقه، نحو كل ما هو محروم منه، ويتوافر بسخاء عند صباح، خطيبة شقيقه الأصغر، شكري سرحان.. زكي رستم، العمدة المتجهم، قاسي الفؤاد، يعيش حياة قاتمة، كئيبة، باردة، يملأ بها دواره.. تنقلب حياته رأسًا على عقب، إثر حضور صباح، بطباعها المتناقضة تمامًا مع ما جبل عليه الرجل، فهي بسيطة، شفافة، منطلقة على سجيتها، عاشقة للحياة، تشيع جوًّا من البهجة على كل من حولها.. لكن لمساتها الحانية، العفوية، تذيب جليد قلب العمدة، وفي نوبة من رعونة تبلغ حد الجنون، يهجم المحروم عليها، في محاولة يائسة لإطفاء لظى قلبه. يطاردها، يركع على ركبتيه، يقبل قدميها، متوسلا، مهددًا، متأججًا برغبات محمومة، حتى أن عروق جبهته، تظهر، تنبض، على نحو لا يتأتى إلا من زكى رستم.

فى المقابل، تقاوم صباح، بإصرار وصدق، من دون كراهية، وربما بشيء من الدهشة، ذلك أنها لم تتوقع أن يكون أثرها فى الرجل، على هذا النحو.. هنا، وكما فى «وكر الملذات»، الذى حققه حسن الإمام، فى ذات العام، يثبت مخرجنا الكبير، إدراكه العميق لخصائص وقدرات صباح، فى الأداء التمثيلى، الذى قد يفتقر التنوع، وتعدد الوسائل، لكن ينهض على المحاكاة الصادقة، العفوية، لطبيعتها فى الحياة.. فسواء فى الواقع، أو على الشاشة، لا تستطيع أن تغضب، على طريقة تحية كاريوكا أو حتى ماجدة، ولا يستبد بها الحزن، وتسيل دموعها، كما فاتن حمامة أو مريم فخر الدين، ولا هى مثيرة للفتنة، مثل هند رستم أو برلنتى عبد الحميد، ولا تستطيع أن تتآمر، حسب ليلى فوزى أو زوزو نبيل.. لكن، ميزتها الأساسية، تكمن فى كونها «حالة»، تنتقل بطباعها، وشخصيتها، من الحياة إلى الشاشة، ومن فيلم لآخر.. هى، أصلا، وكما ستظهر فيما يتجاوز الثمانين عملا، تتمتع بطاقة محببة من البهجة، الرضاء، الأمل، الشغف بالحياة، تحاشى الانزلاق فى مستنقعات الكراهية أو الاستسلام لضغينة.. طوال عمرها، وفى أفلامها، لم تنجرف فى عداوات ضد أحد، اللهم إلا بعض المشاغبات الطريفة، مثل ذلك الكدر العابر الذى اندلع بينها وتحية كاريوكا إثر زواجها من رشدى أباظة، وانتهى سريعا ــ الكدر والزواج ــ وعلى الشاشة، تتنازع مع منيرة سمبل، من أجل الاستيلاء على قلب عبد الحليم حافظ، فى «شارع الحب» لعز الدين ذو الفقار 1958.

فى منتصف الأربعينيات، جاءت صباح إلى القاهرة، وكان الحظ الطيب ــ حليفها الدائم ــ فى انتظارها، فالسينما المصرية، أيامها، ازدهرت بالأفلام الاستعراضية، المعتمدة على الرقصات والألحان، أكثر من تمسكها بقوة الأداء التمثيلى، المتوافر أيضًا، فى الأدوار الثانوية.. صباح، الفتاة العذبة، المنطلقة على سجيتها، سريعا، تغدو قاسما مشتركا مع أفضل المطربين وأكثرهم شعبية: بعد فريد الأطرش فى «بلبل أفندى» لحسين فوزى 1948، تقدم مع محمد فوزى، ومن إخراج حلمى رفلة «الحب فى خطر» 1951، «فاعل خير» 1953، «الآنسة ماما» 1955.. وتستمر، بصوت يزداد نضجا مع الأيام، ومع ألحان أصحاب المواهب الكبرية: محمد الموجى، بليغ حمدى، كمال الطويل.. وطبعا، محمد عبد الوهاب.. وهى أغانٍ، بالإضافة لجمالها فى حد ذاتها، تعوض ذلك الضعف الذى قد تلمسه فى أداء تمثيلى، لا علاقة له بالانفعالات الحادة، أو المركبة، وظل مقترنا بطباعها التى لم تتغير أو تفتر، عنوانها، المحبة والبهجة ومصالحة الحياة.. والبشر.

 

الشروق المصرية في

02.12.2014

 
 
 
 
 

كيـف ودّع زيـاد الـرحبـانـي صبـاح؟

من ناديا الياس:

بيروت – «القدس العربي» «عطيتكن عمرها صباح، عطيتنا كلنا عمرها، الله يرحمها».

بهذه العبارات علّق المؤلف الموسيقيّ زياد الرحباني على رحيل الإسطورة صباح على طريقته المعهودة، وباللهجة العاميّة، كما عوّدنا، اذ كتب على صفحته الخاصة على الـ»فيسبوك»: «الحمدلله إنو ربّنا سبحانه قرّر بعد هالمرمرة الطويلة والعذاب البلا عازة، يرحمها… كتّر خيرو الّلي رحمها آخر شي، رحمها منّا، من شعبها المنزوع الوقح والكذّاب! صباح ما كانت تستاهل تعيش هالكم آخر سنة بهالشكل البشع. ونحنا كنّا كبشر عاجزين قدّامها، نحنا معوّدين عالعجز صرنا، وبدنا حِجّة، إنّو شو؟…».

الفنان زياد الرحباني شّدد على أنّ الله قد رحم صباح منّا وتابع يقول في هذا المجال: «الله قد رحم صباح من حالة حرب وخربان بيوت وعيشة بالصدفة بهالحقلة اللي ما إلها معّاز على راسها. إيه طبيعي كنّا آخر كم سنة، بس نشوف صباح، نزتّ كلام من نوع: ما في عدل، وين الشرع وين الناموس؟! ويا حرام الشوم… هيدا أكتر شي. ومن هونيك ورايح نقلب بالريموت كونترول على قناة تانية، نحنا جمهورية الوحوش والريموت. عن جد الله رحمها منّا».

وطرح الرحباني جملة تساؤلات تتعلّق بصباح وبحياتها وعمرها قائلاً بإستغراب: «وليش مع إنّو الأعمار بإيدو قرّر يتركها تتعذّب بيناتنا هالقد… ما… سبحانه هوّي الآمر الناهي العليم القدير، كلّن!
إنّو إذا صباح كريمة لازم تنتهي شبه معدمة؟ إنّو إذا صباح طيبة ضروري تنتهي وحدها؟ إنّو إذا صريحة كتير كانت، مكتبلها يتألّف ويتفبرك عنها هالقدّ قصص؟ مش وحدي أنا طالع معي إحكي هيك، أنا بعد كم ساعة معدودة من وفاتها سمعت السيدة جانين، بنت أخت المرحومة نجاة، باتصال من مصر عإذاعة صوت لبنان، عمبتقول تقريباً نفس هيدا الحكي…». 

وانتقد الرحباني الشائعات التي طاولت صباح من قبل من أسماهم باللبنانيين الاقوياء الذين لا شيء لديهم سوى الأكل والمرعى وقلّة الصنعة، غامزاً من قناة لجان تحكيم من سمّاهم آخر زمان ومما ذكره في هذا السياق «أخيراً صباح ارتاحت عالقليلة من اللبنانيين القوايا الفهيمين الشاطرين المتفوقين الوحيدين والفاشلين… وتابعين!

هولي الّلي ما معروف، هيك «لله بالله»، كم مرّة موّتوها قبل… إنّو شو كان بدن فيها وباللتّوالنميمة والتلفيق؟ هل في سبب بيفسّر تصرّفاتهن غير: قلّة المروّة والمسؤولية والتعبوكترة الزنطرة والعطالة والبطالة ورا المكاتب والأكل والمرعى وقلّة الصنعة؟ منتصدّق نحنا إنّو منزعل عحدا؟ ما لتزعل عحدا لازم تكون كتير بتقدّرو هوّي وطيب، بتّابعو وبتدعمو… ولاه في لجان حكم آخر زمان قدرت تتطاول عصباح من قبل ما تعبت، وقدرت تحدّدلها مثلاً مطربة معاصرة خليفة لإلها! مين هنّي هول أساساً لو ما الحرب الأهلية، كلهن اللجان والفنانين؟ لأيمتى بدو يضلّ الجيش مشغول بعرسال وبأمتال الكبّارة والضاهر وحصراً؟»

وختم الفنان زياد الرحباني قائلاً:

«غنّت صباح ببعلبك مرّة:

يا خيل بالليل اشتدّي

ويا أرض ساعينا وهدّي

وان كان ما فيكي تهدّي

انهدّي انهدّي انشقّي* انهدّي

* انشقّي وابلعينا ».

 

القدس العربي اللندنية في

07.12.2014

 
 
 
 
 

«القومي للسينما» يكرم اسم الراحلة صباح

كتب: أحمد النجار سحر المليجي

يكرم المهرجان القومي للسينما المصرية في دورته الــ 18 والمهداة لروح الفنانة الكبيرة «صباح»، 5 من مبدعي السينما المصرية.

وتضم قائمة المكرمين المخرج رأفت الميهي، ويصدر عنه كتاب بعنوان «رجل السينما»، إعداد الكاتب محمد عاطف، اسم الفنانة الراحلة معالي زايد، ويصدر عنها كتاب «بنت البلد المبدعة»، إعداد الناقدة ماجدة موريس، الفنان الكبير سمير صبري، ويصدر عنه كتاب «حكايتي مع السينما»، إعداد الكاتبة ناهد صلاح،

كما تشمل قائمة المكرمين الناقد يوسف شريف رزق الله، ويصدر عنه كتاب «عاشق الأطياف»، إعداد الناقد محمود عبدالشكور، المخرج الكبير فؤاد التهامي، ويصدر عنه كتاب «ذكريات لا مذكرات»، إعداد الكاتب محمد عبدالفتاح.

وقال المخرج سمير سيف، رئيس المهرجان، إن المهرجان يصدر أيضا كتالوج عن الأفلام المشاركة وبانوراما السينما المصرية، إضافة إلى أولى إصدارات سلسلة كتاب «الخالدون» عن الفنان الكبير السيد بدير، من إعداد الدكتور وليد سيف.

ويقام المهرجان في الفترة من 5 إلى 12 ديسمبر على مسارح قاعة الحضارة بدار الأوبرا، قاعة السينما بمركز الهناجر، كما تقام عروض لبعض الأفلام المشاركة بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية.

 

المصري اليوم في

02.12.2014

 
 
 
 
 

في لمسة وفاء.. غينيس تفتح ابوابها امام الفنانة صباح

متحف باسم 'الشحرورة' في طريقه ليرى النور

بيروت - كشف رئيس البلدية التي ولدت ودفنت فيها الفنانة اللبنانية صباح عن وجود نوايا من موسوعة غينيس لادراج "الشحرورة" ضمن سجلاتها.

وقال إلياس الحويك ان إدارة الموسوعة اتصلت بعائلة الفنانة الراحلة، وذلك بهدف إدراج اسمها كأكثر فنانة أعطت للفن حول العالم من خلال امتلاكها لأكثر من الـ4000 أغنية و85 فيلما و27 مسرحية وعشرات آلاف المقابلات التلفزيونية والإذاعية.

وفي ذات السياق اعلن الحويك عن عزم بلدية "بدادون" تأسيس متحف باسم صباح، وتوجه لكافة وسائل الإعلام بطلب المساعدة في تحقيق هذا المشروع.

وفي سياق أخر، ألقى الإعلامي اللبناني جمال فياض شيئا من الضوء على جانب خفي من حياة "الشحرورة" لم يكن معروفا لدى الكثير من جمهورها وعشاق فنها، وذلك في برنامج "بيروت اليوم" التلفزيوني.

وقال فياض أن صباح "كانت تخجل أن تتقاضى أجرها إذا لم يدفعه لها أصحاب الحفل"، مستشهدا بواقعة حصلت أمامه في مدينة كان الفرنسية.

وأكد فياض أن زواج صباح بـ"فادي لبنان" كان زواج "عمل وصداقة" وأنه لم تكن بينهما علاقة زوجية.

وأضاف الاعلامي اللبناني أن صباح كانت تعتقد بأن الفنان الكبير يجب ألا يظهر بالطريقة ذاتها التي يظهر بها الناس العاديون، لذلك، على سبيل المثال، كانت تمتنع عن تناول الطعام أمام الناس.

وفي مفاجأة سارة كشف الشاعر والملحن اللبناني طوني أبي كرم أن صباح سجلت أغنية قبل وفاتها من ألحانه ومن المقرر أن ترى النور خلال أشهر.

وكان اللبنانيون شيعوا المطربة الراحلة الجمعة على وقع أغانيها وتصفيق المشيعين الذين تجمعوا أمام كنيسة مار جاورجيوس بوسط بيروت عملا بوصيتها بأن يعم الفرح خلال جنازتها.

وغصت الكنيسة بالناس من رسميين وفنانين وشعبيين. وحمل أصدقاء صباح نعشها الملفوف بعلم لبنان على الأكف لدى وصوله إلى وسط بيروت وتراقصوا بالنعش على وقع عزف فرقة للجيش اللبناني.

وغيب الموت الفنانة اللبنانية صباح فجر الاربعاء عن عمر ناهز 87 عاما قضت أكثر من 70 عاما منها في الفن متنقلة بين لبنان ومصر.

 

الرأي الأردنية في

03.12.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004