كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

غسّان سلهب من أبو ظبي: لم أعد أخاف من الخوف!

أبو ظبي - هوفيك حبشيان

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

"الوادي" لغسان سلهب، الذي شهد عرضه الأول في مهرجان تورونتو في أيلول الماضي، واحد من أجمل الأفلام التي انتجت في لبنان خلال السنوات الماضية. بعد نجاته من حادث سيارة على طريق نائية وسط وادي البقاع اللبناني المعزول، يقع رجل أصيب بفقدان الذاكرة (كارلوس شاهين) في يد مجموعة من الأشخاص الذين يعملون في مزرعة محلية تُستخدَم كمرفق لإنتاج المخدرات. في الآتي، لقاء مع سلهب في مناسبة عرض فيلمه ضمن تشكيلة مهرجان أبو ظبي الثامن (23 تشرين الأول - 1 تشرين الثاني). فيلم يتضمن الكثير من الفجوات التي على المُشاهد سدّها بمخيلته.

·        بعد أفلام عدة في بيروت، وعنها، تذهب الى مكان هو نقيض بيروت. اتجهت كاميراتك الى الأراضي القاحلة والمناطق البعيدة. علماً ان فيلمك السابق، "الجبل"، لم تقع حوادثه في بيئة محددة كما هي الحال هنا، وكان من الممكن أن تدور في أي مكان. هنا البيئة حاضرة بقوة، ومشاهد الطبيعة تلقي بظلالها على مجريات القصة...

- السينما لقاء بين الزمان والمكان. لم أرد ان يكون المكان الذي أصوّره ديكوراً أو مجرد مصادفة أو شيئاً يصلح للإفادة منه. المكان لي شيء له معنى. "الجبل" مثّل نقطة انطلاق: بطل الفيلم يغادر شقته في بيروت ويذهب الى العزلة البعيدة. يذهب الى اللامكان. في "الوادي"، نذهب الى "المكان" (مشدداً على الكلمة). فالرجل المصاب بفقدان الذاكرة في عزلة، لكنه في قلب المكان. وكما تعلم - خلافاً للأجانب الذين قد يجهلون هذه الحقيقة - البقاع ليس مجرد مكان. علماً أنني لم أنجز فيلماً عن البقاع، بل عن مكان في البقاع. البقاع مكان غريب جداً لأن هناك جبلين يمنحانك الانطباع بأنهما يحميانك، لكنهما في الوقت نفسه يشكلان مصدر تهديد. هذا ما أثار فضولي في الحقيقة. ثمة أرض شاسعة، ثمة أفق، لكنه أفق مسدود. كنت أريد أن يكون المكان وسيعاً، كي تتبلور فيه كلوستروفوبيا غريبة. اذا أردنا أن نقارن بين الفيلمين، صح القول إن "الجبل" كان بئراً. كان من الواضح منذ البداية أن البطل يريد أن يغلق على نفسه. هنا، أردتُ فيلماً مضيئاً. كان في إمكاني أن أصوّر بإضاءة خافتة، لكني لم أرد أن أسبق المشاهد وأحرق توقعاته. رغبتي كانت ألاّ أصوّر في مكان مغلق كي يتسنى لي اغلاقه تدريجاً.

·        ولكن، كيف نشأت فكرة الفيلم؟

- كنت أحضر "الجبل"، عندما خطر على بالي "الوادي". كنتُ أكتب المشهد الأخير لـ"الجبل"، بعدما عزلتُ نفسي في منطقة عيون السيمان. المشهد الذي نرى فيه الخطوات في الثلج. كنت أنظر الى الثلج، وأنا أعلم أنه لن تكون هناك الا خطوات. قد تقول كان في إمكاني أن أكتب في أي مكان، وأن تسأل لمَ ذهبتُ الى هناك. ربما لأنني لستُ مخرج استوديوات بل أحتاجُ دائماً الى مكان. فالمكان يمارس عليّ تأثيراً كبيراً ولا يقتصر تأثيره في الشخصيات فحسب. عندما أكتب أذهب الى الأماكن. منذ فترة طويلة، كانت في مخيلتي حكاية شخص يفقد الذاكرة جراء حادثة يتعرض لها، فنراه يمشي في طريق يعبرها عدد قليل من السيارات. من هنا، ولدت الحكاية. مصدر هذه الحكاية يأتي من علاقتي بفكرة التهديد التي نحن عرضة لها. التهديد أسوأ من الكارثة. فالكارثة إن حلت تكون قد حلت وهي أحياناً تشكل خلاصاً (أبالغ قليلاً، فلا أحد يبحث عن الحروب والتقاتل الأبديين). ما أقوله هنا إن الكارثة يسهل القبول بها كشيء حصل. التهديد تآكل، تآكل يومي. اذاً، كنت في عيون السيمان، في هذا المكان الهادئ. حتى الارسال لا يصل اليها أحياناً، ما يعني أنك بعيد من كل مصدر ازعاج. الغريب هو أنني شعرتُ بالتهديد في هذا المكان الذي يتسم بالهدوء والسكينة. لم أشعر بتهديد يُمارَس تجاهي. كان مثل بخار يتصاعد. شعرتُ أنه بعيد، لذا كان ثمة احساس بأنه قريب. من هذه العناصر، تشكل الفيلم تدريجاً. ليس هناك دائماً سبب يجعلنا ننجز فيلماً ما. البعض لديه سبب واضح، قد يكون عذاباً شخصياً. لستُ منهم. الأشياء عندي مصدرها حوادث أتعرض لها، رجل يمشي، الخ...

·        هل استحوذ المكان على اهتمامك أكثر مما استحوذت عليه الشخصيات؟

- كلّ شيء كان يهمّني. لم يبقَ عنصر في الفيلم خارج دائرة الاهتمام. لو وضعت هذه الشخصيات في فيلم آخر كانت لتصبح شخصيات اخرى. للمكان تأثير بالغ في الشخصيات. علماً ان لا أحد منها - أتكلم عن الشخصيات الأساسية - تأتي من هذا المكان (البقاع)، بل جاءت اليه من مكان آخر. جنرال فرنسي كان يقول وهو ينظر الى المناظر الطبيعية التي دمّرتها الحرب: "الطبيعة تسخر من قصصنا. الطبيعة ستبقى طبيعة". غداً، سنرحل لكن الطبيعة ستبقى. صحيح أنه في إمكاننا أن نقضي على الطبيعة، لكن الجبل سيبقى جبلاً. المكان دائماً أقوى منّا.

·        هذا الفيلم أشد سوداوية من أفلامك السابقة. يكاد يكون سادياً...

- أفلامي ليست "زهرية" عادة. لستُ سادياً، لكن الحوادث التي بتنا نعيشها سادية بامتياز. لا تنسَ أنني أنجز فيلماً في لبنان وليس في مكان مجرد. هذا التهديد الذي لا ينتهي وينطوي على مفارقات عدة، هو السادية عينها. لا شكّ أن هذا فيلمي الأكثر سواداً وتشاؤماً. لهذا السبب كنت أريد صورة مضيئة. لم أكن أريده شبيهاً بالأفلام التي تضعك في العتمة منذ البداية. صديق لي من الثمانينات، كان ينظر الى السماء ثم الى البحر، ويقول: "انظر الى هذا الطقس كم هو رائع، على رغم الدمار والخراب من حولنا". الجملة هذه ظلت معي طويلاً. أن تجري فصول التراجيديا عندنا في ظلّ هذا الطقس البهي، هذا ليس بالأمر القليل.

"الوادي" هو أكثر فيلم اقتربتُ عبره من السينما الروائية. الفيلم فرض عليّ هذا الاقتراب. لم أكن أريد تصوير تجّار المخدرات بالطريقة التي يصوّرونهم فيها عادة، أيّ بالطريقة الكاريكاتورية. تورّطهم في المخدّرات يجب ألاّ يكون مبرراً لتصويرهم على هذا النحو. كل شخص عندما ينتقل الى الشاشة، لا يعود شخصاً، بل صورة لشخصه. العديد من الأفلام لديها همّ في أن تكون أفلاماً واقعية. لستُ من هؤلاء. لكن هذا لا يعني أن أفلامي غير واقعية. هناك أفلام تروي القصص وهناك أفلام تنطلق من حكاية ما. أجد نفسي في سينما الفئة الثانية. كما كان يقول عباس كيارستمي: في أفلامي توجد فجوات، وعلى المشاهد أن يسدّها.

·        هناك الكثير من المسكوت عنه في الفيلم، الكثير من التلميحات الذكية...

- آمل ذلك. لحسن الحظ، هناك الكثير من الأشياء التي تتفلت من يديك عندما تصنع فيلماً. حالياً، ما يتفلت من إدراكي بات يثير شغفي أكثر من الجوانب التي أعيها، ذلك أنه يقول الكثير عن شخصيتي. هذه من التجارب التي تجعلك أقل خوفاً. خوفي من إنجاز فيلم راح يتضاءل. لم أعد أخاف من الخوف. هذا فيلمي الأكثر طموحاً من حيث الحجم. اذا سيطر عليك الخوف وأمسك بك وأنت تصوّر فيلماً، فغالباً ما يقضي عليك...

·        ماذا عن كارلوس شاهين؟ هذا الفيلم الثالث تنجزانه معاً. حضوره يضفي القلق على الفيلم. وهو لا يكاد يحتاج الى كلام ليعبّر...

- شاهين يجمع كونتراستات عدة. انه قوي وسريع الانكسار في آن واحد. مع ذلك، هو نقيضي تماماً من حيث التأهيل الفني. فهو يأتي من المسرح ويمتلك أساليب الخ.

·        لفتني الاشتغال على الشريط الصوتي...

- عندي الصوت يمثل 50 في المئة من الفيلم. قوة المكان هي التي جعلت الفيلم يذهب "بالعرض"، كما يُقال. كنت مصراً على أن تكون شبابيك المطبخ كبيرة. حتى عندما يجلس كارلوس شاهين على الكرسي مقيد اليدين، لا تشعر بالاختناق، لأن الصوت يمنحك دائماً هذا الاحساس بالانفتاح.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

أفلام أخرى عُرضت في مهرجان أبو ظبي الثامن

هـ. ح.

"تومبوكتو" لعبد الرحمن سيساكو

بأفلام قليلة، استطاع المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو (1951) أن يكون أحد فلاسفة السينما الافريقية، مؤسساً أسلوباً تأملياً بارعاً قائماً على البحث عن أشكال سردية نابعة من التجربة الخاصة والحميمية. تخرّج سيساكو في معهد "فغيك" الروسي، أفلامه خلاصة اندماجه بثقافات غربية، وتكمن فرادتها في أنها تستمد هويتها من هوية المخرج، الذي يحمل في داخله جرح العيش بعيداً من مسقط الرأس. "تومبوكتو" فيلمه الروائي الطويل الرابع. يأتينا سيساكو هنا بمرافعة سينمائية تدين التطرف الديني من دون اللجوء الى خطاب إيديولوجي بديل. بأطروحته الانسانية العاقلة، يحملنا الى مدينة في مالي وقعت حديثاً في يد الأصولية الاسلامية مع قدوم الجهاديين اليها. الشخصيات التي يصوّرها الفيلم بأسلوبه المنمق، تعيش بتناغم وسط طبيعة يقطع جمالها الأنفاس، في رقعة منسية من العالم. هؤلاء الناس لا يبحثون الاّ عن حياة بسيطة بعيدة من تعقيدات الحداثة وما بعدها. بيد أن للجهاديين مخططاً آخر لهذه الجنة: فهم يريدون فرض الشريعة الاسلامية ومنع التدخين والموسيقى وكرة القدم. على النساء أن يتحجبن وعلى المراهقين أن يمتنعوا عن لعب كرة القدم. تروح وتيرة الخوف تتصاعد مع أحكام بالرجم والقتل تصدرها محكمة الجهاديين، وهي محكمة لا تتوانى عن محاكمة نيات الناس. يأتي الجهاديون بقوانين طارئة على الحياة المتناغمة ولا تتماشى مع المفهوم الافريقي للإيمان. هذا جزء مما يقوله سيساكو في فيلمه هذا، الذي عُرض في مسابقة الدورة الأخيرة من كانّ، المهرجان الذي عاد اليه بعد ثماني سنوات من الغياب. يبتعد مخرج "باماكو" من النحو الفضائحي، متمسكاً بسينمائيته حتى عندما يقارب قضية آنية، كالتكفير. الحياة اليومية تتابع ايقاعها المتمهل في موازاة اكتشافنا خطورة ما آلت اليه الأحوال، خطورة تزداد مع اقتحام الجهاديين نسيج المجتمع. يستعين سيساكو بحسّه المشهدي الرفيع، تشكيلاً وألواناً. الضوء الافريقي حاضر والدعوة واضحة: العودة إلى ينابيع إفريقيا، الى قيم تلك القارة التي تعرضت لكل أنواع المهانات. سيساكو، شاعر السينما الافريقية، هذا اللامنتمي، يحمل وجع قارة بكاملها في سينماه التي أدركت جيداً وظيفة الصورة.

"ذكريات منقوشة على حجر" لشوكت أمين كوركي

بعد "ضربة البداية" (2009)، يعود المخرج الكردي شوكت أمين كوركي بفيلم ثالث في مسيرته، عنوانه "ذكريات منقوشة على حجر"، متناولاً بأسلوب سينمائي قريب من أسلوب فيلمه السابق، المجزرة التي ارتكبها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في حقّ الكرد في إقليم كردستان العام 1988 في عملية عُرفت بـ"حملة الأنفال" ذهب ضحيتها نحو 200 ألف قتيل. تغرّب كوركي (1973) عن مدينته كركوك لنحو 25 سنة قبل أن يعود اليها حاملاً معه موهبة صارخة سمحت له بالتقاط المساحة واللحظة والإيقاع الحياتي في كردستان، بواقعية تترجح بين حرفة ايرانية وتيار الواقعية الايطالية الجديدة. "ذكريات منقوشة على حجر" هو فيلمه الروائي الطويل الثالث وعُرض في مهرجان كارلوفي فاري.

صديقان يعرف أحدهما الآخر منذ الطفولة، يقرران انجاز فيلم عن الإبادة الجماعية مع كل ما يترتب على مشروع كهذا من تعقيدات وصعوبات تصويرية وانتاجية، في مقدمها ايجاد الممثلة المناسبة لدور البطولة. المخرج حسين (حسين حسّان)، ابن عارض الأفلام الذي قُتل على أيدي جنود صدام، يريد إنجاز هذا الفيلم بأيّ ثمن، كي يستعيد شيئاً من الذاكرة المندثرة. يأخذ الفيلم بُعداً آخر عندما تخترق الفتاة سينور المحظور وتقبل بالدور لأسباب تتعلق بماضيها. لكنها هي الأخرى لن تسلم من مضايقات خطيبها لها، جراء طبعه التقليدي. هذا كله يؤدي الى مفارقات سوريالية محورها الاساسي شخصيات تطل علينا من الواقع الكردي المتأزم. بعض هذه الشخصيات تعبّر جيداً عن الآفات المنتشرة فيه، مثل الذكورية وحب المظاهر والفساد وعدم تقبل الآخر والتعلق الأعمى بتقاليد بالية. هذا فيلم مشبع بأعباء التاريخ وبخطر أن يتسرب هذا التاريخ من بين الأصابع. بنمط ساخر وعلى قدر من الخفة، يلامس كوركي الجرح الكردي ويغوص في الذاكرة الجمعية من خلال مقاربة نقدية للمجتمع الحديث الذي منه سيولد الأمل. الفيلم هو ايضاً تحية للسينما التي يبدي كوركي تعلقاً كبيراً بها، وهو في مكان ما، الأنا الأخرى للمخرج حسين الذي يقف سداً منيعاً أمام ضياع الذكريات.

"دليس بالوما" لنذير مقناش

مدام ألجيربا بطلة هذا الفيلم الجميل الذي أخرجه الجزائري نذير مقناش في العام 2007. سيدة أطلقت على نفسها صفة "ساعية خير وطنية"، وهي تتدبر أمورها كيفما كان في بلاد ليس من السهل أن يعيش فيها المرء. نراها تلجأ الى كل أنواع الخزعبلات لتضمن استمرارها داخل منظومة اجتماعية لا تقيم وزناً للضعيف ولا ترأف به.

بعد خروجها من السجن حيث أضاعت ثلاث سنوات من حياتها، تحاول ألجيريا التسلل الى بيئة رافضة، عابسة في وجه الجميع، ودائمة التحول. كومبيناتها تساعد الآخرين وتصنع سعادة من حولها، ولكن لكل شيء نهاية!

الكلّ يلجأ الى خدمات مدام ألجيريا: هذا الذي يحتاج الى رخصة لبناء منزل، وذاك الذي يريد التشهير بمنافس له في البزنس. حتى المرأة التي تشك في زوجها، تستطيع أن تجد عند المدام مَن يقبض عليه بالجرم المشهود. تكفي زيارة مكتبها الواقع في أعلى مبنى مطلّ على الجزائر العاصمة.

يرسم مقناش صورة واقعية وجذابة عن الجزائر في مطلع الألفية الثالثة، ببناتها وشبابها وسعيهم الدائم الى السعادة. صورة تنبع من اقتناعات مقناش نفسه. الممثلة بيونا تختزل الجزائر في حلوها ومرها. هذه مرافعة ضد الفساد، يحوّلها مخرجه الى ملهاة ظريفة لا يرحم فيها أحداً. فألجيريا ليست الوحيدة تتحمل مسؤولية أفعالها، هناك أيضاً مجموعة من الناس يدعمون نمطها الزبائني: معاونتها شهرزاد، ابنها رياض، وشقيقتها. ألجيريا تُطعم الجميع كي تصل الى هدفها المنشود، من موظفي الفئة الأولى الى مسؤولين رفيعي المستوى. وكما تقول بلهجتها المحلية، "هناك الكثير من العطشى في الجزائر".

يذكّر مقناش بألمودوفار، بشخصياته الملونة والكاريكاتورية والهامشية، وبلغته التي تستنبط الفريد من العادي. مثل زميله الاسباني، يعرف كيف يعطي الكلمة إلى المهمشين وكيف يسيّس الخطاب، وكيف يدير الممثلين مستخرجاً منهم الأفضل. بلا لؤم أو يأس مفتعل، يحملنا الفيلم الى حكاية بلاد أفقها مسدود حتى إشعار آخر.

النهار اللبنانية في

30.10.2014

 
 

Exit  للتايواني تشين هسيانغ.. الصورة في عمق المأزق النفسي

نديم جرجوره

إنه فيلم أداء وتوليف. «مَخرج» (Exit) للتايواني تشين هسيانغ يؤكّد فعلَ إخراجٍ سينمائي مرتكز على أداء التمثيل، وتوليف المَشاهد. تقديم الفيلم من قِبَل مُخرجه يختصر المسألة: «القصّة عادية جداً». حكاية امرأة في منتصف الأربعينيات من عمرها. يومياتها معقودة على روتين قاتل: مصنع نسيج، ومستشفى ترقد فيه حماتها بسبب عملية جراحية في وِرْكها، ومنزل. هناك مأزق عميق في علاقتها بابنتها غير المقيمة معها دائماً. الزوج متوارٍ عن الأنظار. شقيق زوجها يظهر مرة واحدة لإقناع أمه بضرورة إجراء العملية الجراحية. ثم لا شيء.

هذا على مستوى الحكاية. لكن، هناك أمور أخرى كثيرة، يُمكن اختزالها بارتباك العلاقة الذاتية بالجسد، وبالإقامة «الجبرية» في حصار الحياة، وباختلال التوازن النفسي المؤدي إلى اختلال بيولوجي، أو ربما الناتج منه. لا يثرثر الفيلم، ولا يتضمّن حوارات كثيرة. إنه فيلم شبه صامت، وصمته أقوى تعبيراً بفضل براعتين اثنتين على الأقلّ: تصوير (تشين هسيانغ نفسه وهسو فانغ هاو) وتمثيل (شن شيانغ ـ تشي). التصوير يلتقط ما يُقدّمه التمثيل، وما لا يُقدّمه. قادرٌ على نيل مُراده من أداء مُدهش يفتح اشتغاله على الظاهر والمبطّن والعميق. شيانغ ـ تشي رائعة. تعبيرها الصامت كافٍ لفهم حالة أو انفعال أو موقف أو رغبة أو حلم أو هاجس. حركتها إضافة نوعية إلى التعبير الصامت. عيناها مدى لعدسة سينمائية تغوص في تشعّبات الذات في صراعها مع الحياة. الكاميرا تتوازن والتمثيل. يصنعان معاً فيلماً إنسانياً منتمياً إلى النفسيّ والاجتماعي والذاتي. يصنعان معاً صورة عن امرأة تواجه قدرها، وتتصادم مع شياطين راهنها، وتكسر حصارها بعد أن تتخبّط بآلام وانهيارات وأوجاع.

يُشارك «مَخرج» في «مسابقة آفاق جديدة»، في الدورة الثامنة (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014) لـ«مهرجان أبوظبي السينمائي». إنه الروائي الطويل الأول لتشين هسيانغ. اختيار أمكنة التصوير لا تقلّ حرفية وجمالاً عن آلية التصوير، والتقاط التفاصيل الهامشية. أكاد أقول إنه فيلم «التفاصيل الهامشية» التي تتحوّل سريعاً إلى متن الحبكة الدرامية. لكن يوميات المرأة لن تكون مجرّد انغماس في هوامش الحياة، لأنها فعل الحياة بمُصابها وصدماتها وانهياراتها. التفاصيل امتداد لهذا كلّه. الفيلم يجمع في سرده الروائي جوهر الحكاية وجوانبها. المرأة معنية بهذا. إنها الجامع الوحيد لحكاية تبدأ من الذات وآلامها وخياراتها، وتنتهي في الذات نفسها بآلامها وخياراتها أيضاً. خيارات بعضها نابعٌ من الذات، وبعضها الآخر من ظروف وحالات. يُقفل المصنع أبوابه: «كل شيء أساسي بات في الصين وليس هنا»، يقول المدير للمرأة. يمنحها مالاً وآلة خياطة. تبدأ مرحلة جديدة من حياتها داخل بيتها. صديقة لها تحرّضها على تعلّم رقصة التانغو. تشعر برغبة فيها. تشعر برغبة في أن تختبر ما يُفترض بها أن تختبره دائماً: التأنّق في الملبس. التبرّج الذي لا يُلغي ملامح جميلة في الوجه كلّه. الخروج وحيدة من أجل سهرة ما، وإن في مطعم وجبات سريعة. هذا يؤدّي إلى وهم الحياة، مع أنه أساسيّ في الحياة. لكن المرأة واقعة في عزلتها. الجسد لعنة. التلصّص سمعياً على تأوهّات الجارة أثناء ممارسة الجنس، محاولة تعويض بائسة عن فقدانه.

الممثلة شن شيانغ ـ تشي تمنح المُشَاهَدة متعة مرافقتها في درب آلامها. النصّ السينمائي (سيناريو تشين هسيانغ) درسٌ في كتابة صورة سينمائية، تماماً كأداء الممثلة. اللقطات الأخيرة لوحدها كافية لمتعة مُشَاهَدة مصير العلة والاختناق. لباب المنزل قفلٌ غير صالح. أحياناً، لا يفتح الباب. في اللقطات الأخيرة، تحاول المرأة الخروج من منزلها لرمي القمامة، بعد تنظيفها البيت. يستعصي القفل عليها. تبدأ المعركة. إصرار وحماسة، ثم خمول وبكاء. القفل جامد في عناده. المرأة تتحايل ولا تستسلم، ثم تسقط وتخنع. دقائق مجبولة ببهاء تمثيل، وشفافية تصوير، وجمال توليف. ينتهي الفيلم بعد ثوان قليلة على كسر القفل. تستعيد المرأة أنفاسها، كأنها تتنشّق هواء جديداً. لكن الالتباس أجمل من كل تفسير: هل يعني «نجاحها» في فتح الباب «نجاحاً» في كسر عزلتها الحياتية، وانتصارها لنفسها؟ التداخل عميقٌ بين البيت والحياة، وبين الحصار داخل البيت والانغلاق المفروض على المرأة في الحياة. اللقطات الأخيرة مُدهشة بتعبيرها البصري. الموسيقى غائبة أو شبه غائبة ليس في اللقطات الأخيرة فقط، بل في مجمل مسارات الفيلم والحكاية. لا حاجة لإضافات فنية أو تقنية، فالممثلة تحمل براعة التعبير بأدائها الجميل.

«مَخرج» أحد تلك الأفلام المازجة فنّ الصورة بعمق المأزق النفسي والمعضلة الحياتية.

السفير اللبنانية في

30.10.2014

 
 

أسفار الرؤيا: فيلم "الوادي" اللبناني في مهرجان أبوظبي

أبو ظبي- رامي عبد الرازق

تضم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة خلال فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبي السينمائي (23 أكتوبر-1 نوفمبر) سبع عشرة تجربة سينمائية تعكس الكثير من العناصر الوجدانية والذهنية المشتركة التي يتقاسمها سينمائيو العالم الآن على اختلاف ثقافاتهم ومجتمعاتهم وهمومهم اليومية والحياتية. ثمة مساحات نفسية أثيرية تصنع خلفية واحدة ضخمة للعديد من التجارب المشاركة في المسابقة رغم التباين الفكري والأسلوبي والنوعي بين هذه الأفلام.

من هذه المساحات التي يمكن أن نلمحها حاضرة بقوة في عدد من التجارب المشاركة في المسابقة تلك الحالة الأبوكاليبسية (أجواء يوم القيامة)- نسبة إلى الكلمة اليونانيةAPOCALEBS والتي تعني الكشف- التي تفوح منها أنفاس سفر الرؤيا واضحة ومخيفة، حيث يبدو السينمائيون في عصرنا الحالي أقرب لأنبياء العهد القديم الذين جاءوا لكي يبشروا بالنهاية الوشيكة وقرب الدينونة لأن (سخطي على امة منافقة أرسله.. أوصيه ليغتنم غنيمة وينهب نهبا ويجعلهم مدوسين كطين الأزقة) اشعياء (10-5،6).

يمكن أن نرصد تلك الحالة - الرؤية من خلال عنصرين أساسيين في أفلام المسابقة، الأول هو الإيحاء بفكرة العوالم المتهدمة التي توشك على الزوال في نهاية الزمن والتي نراها حاضرة في سياقات غير مباشرة لكنها تخلق حالة القلق والشعور بالخطر وفقدان الأحساس بالأمان لدى المتفرج في افلام مثل"القط" إخراج ابراهيم البطوط والذي نرى فيه المدينة/ القاهرة بعد الثورة حيث انهارت الدولة وغابت الحكومات وأصبحت أعضاء البشر بضائع للمتاجرة والبيع والشراء من خلال عصابات سرقة الأعضاء التي تتورط شخصية القط في الحرب معها.

وفي فيلم "تمبكتو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو نستشعر تلك الأجواء المخيفة لنهاية الزمان في بلدة نائية تبدو وكأنها أخر قرية في العالم تعيش على الكفاف في ظل حكم يميني متطرف يدعي أنه قادم من السماء ليصلح الأرض بعد أن افسدها العصاة. ويصبح انتظار الموت الوشيك هو الرفاهية الوحيدة المتاحة بينما غزال الأمل/ المستقبل الذي نراه من البداية متماهيا مع الطفلة الصغيرة التي تهرب من مطاردة المتطرفين يوشك أن يتوقف قلبه الصغير ليعلن عن قدوم الدينوية ليفصل ساعتها الرب بين البشر.

اما العنصر الثاني فهو الحضور الحي لفكرة يوم القيامة والذي يمكن رصده بشكل واضح في كل من الفيلم اللبناني "الوادي" للمخرج غسان سلهب، والفيلم الروسي "تجربة" للمخرج الكسندر كوت حيث يقدم كل منهما سفر الرؤيا الخاصة به وكأنه "يوحنا" سينمائي- ويوحنا هو كاتب سفر الرؤيا في العهد الجديد- عبر سياقات فلسفية وسياسية وتراثية وباستخدام لغة سينمائية تنحو بأتجاه التجريب المتوازن والشطح النوعي البراق والجاذب.

القيامة من لبنان

ضمن ثلاثية تضم عناوين الجبل والوادي والنهر يقدم المخرج اللبناني غسان سلهب قراءته عن العالم الذي يوشك ان ينتهي والواقع العربي الذي سوف يكون شرارة القيامة الأولى التي تعلن يوم الدينونة الوشيك.

أنجز سلهب قبل أربعة اعوام أولى اجزاء هذه الثلاثية "الجبل"2010  وعاد هذا العام ليقدم الجزء الثاني "الوادي" في سياق زمني يتجاوز الساعتين، وفي لقاء له عقب عرض الفيلم بمهرجان ابو ظبي صرح بأن الرابط بين كلا الفيلمين قائم على الخلفية الفكرية لكليهما فقط فكل جزء من اجزاء الثلاثية بما فيها الجزء الثالث الذي لم ينجزه بعد يرتبط عضويا ووجدانيا بالجزء السابق له لكنهم منفصلون على مستوى الشخصيات والحبكة والبناء الدرامي.

يبدأ الوادي على شاشة سوداء وصوت سيارة تتعرض لحادث عنيف ثم تبدأ اللقطة الافتتاحية لحية مقطوعة لنصفين تتلوى على الطريق ثم لقطة واسعة للوادي. وفي منتصف الكادر يبدو رجلا ما صاعدا من اثر الحادث وقد تلوث قميصه بالدم.

فيما بعد عندما يطلق على هذا الرجل اسم ملاك من قبل المجموعة التي سوف تعثر عليه على الطريق يمكن استعادة المشاهد الافتتاحية للفيلم وربطها بالاسم عبر المنظر الأبوكاليبسي "رأيت ملاكاً آخر جبّار اًينزل من السماء بيده كتاب صغير مفتوح" (رؤيا10،1-2).

استعادة المشهد الأول تجعلنا نشعر أن هذا الملاك/ الرجل سقط من السماء بالفعل وفي المفهوم النبوئي كلمة "ملاك" تدلّ على إنسان مرسل من الله، وليس على ملاك سماوي، وعندما يمنحونه أورقا كي يكتب اسمه يطلب منهم اجندة صغيرة وفيها يبدأ في تدوين معادلات كميائية واسطر شعرية غامضة ذات تأثير سحري مبهم على كل من يقرأها من اصحاب مزرعة المخدرات المعزولة التي يجد نفسه مسجونا فيها أو تجد العائلة الغريبة نفسها مسجونة معه دون أن تدري أن هبوطه لم يكن مصادفة وإنما إيذانا ببدء القيامة.

إذا اضفنا إلى ذلك أن الرجل/ الملاك فاقد للذاكرة لا يعرف شيئا عن قدومه أو وجهته ولكنه يستشعر نفسه في مهمة ما يجب عليه انجازها دون أن يدري تحديدا ما هي، يمكن أن نرى كيف شرع سلهب منذ بداية الفيلم في بناء أجواء الرؤية التي سوف تصل إلى ذروتها مع نهاية الفيلم بهجوم عسكري ضخم من اسرائيل يزيل لبنان والشرق الأوسط بأكمله من الوجود أو كما يذيع الراديو(بيروت انمحت).

الوادي هنا هو رمز للأرض والبلد والشرق الأوسط كله مختزلا في مساحة الأرض المنبسطة التي تعيش فيها الأسرة الغرائبية التي تزرع المخدرات، معزولة عن العالم ومنفية اختياريا وتبدو دلالة إنتاج المخدرات واضحة لدرجة المباشرة فنحن شرق ننتج التغييب ونتعاطاه ونتقنمه أكثر من اي شئ أخر، وفي خلفية شريط الصوت عندما نسمع باستمرار نشرات الأخبار السياسية والتي تبدو وكأنها لا تعني احدا في المرزعة ندرك آليات العزلة والغياب التي يمارسها أهل المزرعة بأريحية ومتعة لن تلبث إلا أن تتحول إلى جحيم نفسي عندما يشرعون في البحث عن أي كلمة مذاعة عبر أي محطة لكي يفهموا ماذا يحدث في الخارج ولماذا جاءت القيامة مبكرا عن موعدها وبشكل مخالف عما تصوروه.

يستغرق سلهب وقتا طويلا في التعريف بملائكية الشخصية حسب المنظور النبوئي ويستخدم وعي وعينا الرجل/ الملاك لتكون مفتاح التعرف على الشخصيات والمكان الذي يصطحبونه إليه فنراه ينظر إلى الوادي من شباك السيارة الذي قام بإصلاحها لهم على الطريق قبل أن يقرروا اصطحابه معهم، ونراه يستشعر العزلة والسجن في متابعته لنحلة تريد الخروج من النافذة الزجاجية ولا تدري أن هناك حاجزا شفافا يمنعها من ذلك.

يقول روبير بريسون في كتابه ملاحظات في السينماتوغرافيا (إن الفيلم هو بناء علاقة بالنظرات) ولا يعني هذا ان تظل الشخصيات تحدق في بعضها ولكن أن تحمل النظرة الثقل الشعوري والنفسي والفكري للشخصية سواء كانت تنظر إلى شخصية أخرى أو إلى مكان او شئ ما، ويبدو بالتطبيق أن سلهب اعتمد بشكل اساسي على النظرات في بناء العلاقة ما بين الشخصيات وبعضها أو بيان طبيعة العلاقة بينها، فأفراد العائلة بحكم كونها تمارس عملا سريا تعودوا على أن يكون حوارهم بالعيون دوما خاصة مع وجود شخص غريب وسطهم لا يدرون من هو وهل وجوده هنا مصادفة أم تدبير يتجاوز وعيهم أو حساسيتهم الأمنية.

والملاك ينظر إليهم محاولا أن يستشف ما في صدورهم نحوه أو لعله يخرج منهم باجابة عن الأسئلة التي تؤرقه حول طبيعة وجوده وسببه، ولكن تدريجيا يغادر الثقل الدرامي شخصية الملاك ليصبح الفيلم في الفصول التالية مرتكزا على أن هذه العائلة تنتظر صفقة كبيرة ولكن القيامة المفاجئة تبطل كل مشاريعها وتضعها وجها لوجه أمام دينونة لم تكن في الحسبان.

في العهد الجديد يتلقّى يوحنّا رسالة الرؤيا على شكل رموز يعجز الإنسان عن فهمها، وقد طلب منه الربّ بوضوح عدم تفسيرها "أكتم ما نطقت به الرعود السبعة كلمات الله في  تفسره" (رؤيا 10-4).

يتحرك الكتاب الصغير الذي يدون فيه الملاك رموزا وأشعارا بين الشخصيات وتنشغل به ويصبح مثار الشك الرئيسي في شخصية الرجل/ الملاك ويدفعه هذا إلى الرغبة في الهرب مما يدفعهم إلى احتجازه وتعذيبه لكي يبوح بالسر أو يستعيد ذاكرته.

هذا التحول في علاقة العائلة بالملاك يأتي بعد أن أشاع بينهم روحا جديدة لم تكن حاضرة من قبل، تلك الروح التي تجسدها الدراما في مشاهد نهوضه من مائدة الطعام قبل أن يكمل الباقون أكلهم مما يدفع الفتاة الشابة التي تبدو أكثرهم قربا منه إلى النهوض هي الأخرى وكسر تقاليد العائلة، ثم مشهد الرقص حيث تنهض الشابة أيضا تاركة الطعام وتبدأ في الرقص مما يدفع الجميع إلى الحذو مثلها ثم باستخدام اسلوب الصورة على صورة "المزج" تبدو الشخصيات الراقصة وكأن كلا منها اثنان يرقصان وليس شخصا واحدا أو وكأنهم شخص وروحه وكلاهما يراقصان بعضهما البعض.

ولكن الأزمة التي يولدها عادة الاقتصاد الكبير في الحوار والاعتماد الكامل على النظرات هي الأزمة التي تحدث عنها بريسون ايضا في كتابه عندما قال (من غير أن تنقصهم الطبيعة تنقصهم الطبيعية) فالشخصيات التي يبالغ المخرجون في جعل النظرات حوارها الأساسي تبدو تدريجيا أقرب للصم والبكم خاصة مع وجود الحوار كعنصر اساسي في الفيلم وليس على سبيل المثال كما قدم المخرج الكسندر كوت فيلمه "التجربة" بشكل اقرب بالفعل للسينما الصامتة دون جملة حوار واحدة في سياق نوعي مخالف نسبيا لسياق "الوادي"رغم أن كلاهما يتحدث عن القيامة الآن.

وعندما تخرج العائلة من المزرعة لكي تكتشف أن العالم كما تعرفه قد انتهي، وأن الوادي يتلاشي عبر الانفجارات المتتالية في كل مكان كما نراه في المشهد الأخير حين يقف الملاك متأملا الأرض/ الوادي وقد زالت عنها ملامح الحضارة الانسانية وبدأت النهاية.

عندما تخرج العائلة يطيل المخرج في عملية اكتشافها العالم الخارجي أو طبيعة ما حدث فيترهل الايقاع نسبيا وتتوه الشحنة الانفعالية المطلوبة لبث الذروة في نفوس المشاهدين حيث تبدو العائلة وكأنها تكتشف مدينة أخرى غير التي كانت تعرفها فيدخل أحدهم ورشة لتصنيع الأبواب الحديدية- والِاشارة واضحة بالطبع لكون هذه الأبواب لم تمنع الهجوم الأخير- وكيف يعثر في الورشة على راديو بموجات قصيرة وكتاب في الشعر في دلالة واضحة عى أن صاحب الورشة الهارب كان جاسوسا يستخدم الراديو لتلقي الرسائل وكتاب الشعر العربي لفك الشيفرة بينما مهنته أن يكون صانع ابواب حديدية أي موكل بالأمن والدفاع!

معادلة تجريدية

وفي محاولة من المخرج لنفي صفة الفانتازيا عن فيلمه فقد قام بتحديد الاماكن والجيوش أي بيروت واسرائيل، ولكن النظرة المتأنية تجعلنا نستشعر أنها معادلة تجريدية رغم المسميات فإسرائيل بالفعل تمثل رمز سياسي واضح وكذلك بيروت ولكن إسرائيل هنا هي رمز العدو وبيروت هي رمز البيت أو الحالة العربية التي يشير إليها المخرج كما سبق واسلفنا بالعزلة وصناعة التغييب، ولا ننسى أنه من علامات القيامة في الديانة الاسلامية أن تقوم حرب عظيمة بين المسلمين واليهود تنتهي بانتصار المسلمين وإفناء اليهود، ولكن المخرج هنا لا يتحدث عن نهاية القيامة الدينية ولكن عن القيامة السياسية التي سوف تودي بالشرق الأوسط كله للهلاك ذات يوم – ومصطلح الشرق الاوسط يورده المخرج على لسان احد الشباب الذي تسأله العائلة عما حدث عقب هجوم الطيران وبداية الانفجارات فيقول لهم الشرق الأوسط كله لم يعد له وجود.

ولكن نزوع المخرج نحو واقعية تحمل سمات تجريدية لا ينفي بالطبع النفس الشعري الواضح في الفيلم ككل بداية من الايقاع التأملي العام البطئ الذي تجاوز بزمن الفيلم الساعتين والربع مرورا بمساحات الصمت الطويلة التي تمارس فيها العيون دور الألسن في تبادل الديالوجات المتفردة والتي نحاها المخرج لصالح الصورة، بالاضافة إلى السطور الشعرية التي تخرج من الكتاب الصغير الذي يدون فيه الملاك رموزه الغريبة.

وتلوح الشعرية أيضا في تلك العلاقة بين الملاك والشابة الصغيرة التي يبدو وكأنها تستقبل شيفراته الوجدانية وتعيد افرازها في شكل لوحات مرسومة بالفحم وهي التي تبدأ في التواصل معه والتأثر بوجوده في مشاهد مائدة الطعام والرقص وأخيرا تقرر أن تحوله إلى لوحة من لوحاتها بأن ترسم على جلده بالفحم ولا ننسى أنها هي التي اطلقت عليه اسم "ملاك" وهو الاسم الوحيد الذي نسمعه في الفيلم فبقية الشخصيات بلا اسماء رغم حضورها المستمر وحركتها في الزمن والدراما لأننا في النهاية لسنا امام شخوص واقعية بالفعل ولكنها تتحرك في مستوى تجريدي مقصود ومفعم بالرموز والاشارات، وتظل تلك الرسومات موجودة على جلد الملاك حتى النهاية ليبدو اقرب إلى لوحة دبت فيها الروح كي تشهد القيامة.

"عمّا قليل يتحوّل لبنان جنّةً، والجنّة تحسب غاباً.‍‍

وفي ذلك اليوم يسمع الصمّ أقوال الكتاب

وتُبصر عيون العميان بعد الديجور والظلام

لأنّ الظالم قد انقرض والساخر قد فُني

واستؤصل جميع الذي يسهرون لأجل الإثم"

)أشعيا 29، 17)

اليس هذا تحديدا ما حدث للعائلة التي تقطن المرزعة في الفيلم، كانوا عميان القلوب وصم العيون، يسهرون من أجل تصنيع المخدرات كما نراهم مشاهد المعمل وتحضير العينات لبيعهافجاءهم الملاك نذيرا بخطر وشيك لكنهم أسروه وقرروا قتله فقامت قيامتهم واستؤصل عالهم المعزول والمغيب كما كل العوالم العربية المعزولة والمغيبة التي سوف تفاجئها الدينوية عما قريب.

الموضوع يستكمل عبر قراءة الفيلم الروسي "التجربة"

عين على السينما في

30.10.2014

 
 

نائب رئيس لجنة جوائز وزارة الداخلية للسينما

فيصل الشمري: نحفز الجميع على تحمل المسؤولية تجاه الطفل

حوار: عادل رمزي

أكد المقدم فيصل الشمري نائب رئيس لجنة جوائز وزارة الداخلية للسينما على أن هدف الجائزة هو تشجيع المجتمع على الاهتمام بقضايا الطفل، وتحفيز صناع السينما على طرح قضاياهم بشكل يسهم في توزيع الأدوار وتنويع الأدوات التي يمكن من خلالها تعزيز سبل الحماية وترسيخ المسؤولية عن حماية الطفل باستحداث هذه الجائزة التي نؤكد بها اهتمامنا في الامارات بكل ما يتعلق بقضاياه .

أشاد الشمري في حوار مع "الخليج" على هامش انعقاد الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي بتوجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، المستمرة بالحفاظ على أجيال المستقبل من خلال توفير كافة سبل الحماية لهم، وترسيخ منظومة شاملة تضمن أمنهم وسلامتهم، مع الاستثمار في قدراتهم وتنمية مواهبهم بما يجعل منهم قادة المستقبل، مشيراً إلى أن استحداث جائزة لأفلام الطفل في المهرجان كانت أحد الوسائل للفت انتباه المعنيين بشؤون الطفل لأهمية أدوارهم، وتالياً نص الحوار .

·        ما هدف استحداث جائزة للطفل من قبل وزارة الداخلية؟

- من أجل تحفيز صناع السينما على توجيه رسائل للجميع بمسؤوليتهم تجاه لقد الطفل أثبتت هذه الجائزة حضورها اللافت، نظراً لأنها تهتم بفئة عزيزة على قلب كل إنسان، مؤكداً أنه عندما يتعلق الأمر بالأطفال يحتاج كل مربٍ وكل صاحب دور أن يفهم حدود دروه ومسؤولياته حتى لا يؤثر غياب هذا الدور في مستقبل طفله، وهذه الجائزة من وجهة نظري تسعى إلى زيادة الوعي لدى الجمهور من أجل تعزيز الأدوار الغائبة، وفي نفس الوقت التوعية بكيفية التعامل مع قضايا الأطفال بما يراعي خصوصيتهم وطبيعتهم في كافة المراحل العمرية .

·        ماذا عن الأفلام المشاركة وفئات الجائزة والجوائز المرصودة لها؟

- يتنافس على جوائز حماية الطفل في الدورة الثامنة من المهرجان 13 فيلماً من 17 دولة، وتتنوع بين الروائي الطويل، والوثائقي والقصير، وهي مخصصة لفئتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو حول كل ما يتعلق بحماية وسلامة الأبناء، بهدف زيادة الوعي بأوضاع الأطفال من ضحايا العنف، أو سوء المعاملة أو الإهمال، ويبلغ مجموع قيمة الجائزة للفئتين 100 ألف دولار .

·        وهل تخططون لعمل سينمائي ما خاص من قبل وزارة الداخلية أو الجائزة؟

- بالفعل فلا يمكن أن نهمل أن من ضمن فئات الجائزة أفضل سيناريو، كيف نتجاهل أن لدينا عملاً جيداً ولا نفكر في تقديمه كعمل سينمائي على أرض الواقع، لكن الحديث عن تفاصيل ذلك سابق لآوانه، لكن هناك بالفعل عملاً يتم في هذا الإطار ونخطط للإعلان عما سننجزه إن شاء الله في مهرجان دبي السينمائي، ونحن حريصون على استغلال السينما بشكل أفضل لتوصيل الرسائل التوعوية إلى الجمهور، نظراً لما تحظى به السينما من مميزات مثل تنوع فئات جمهورها، واستغلالها للموثرات العاطفية والبصرية في إيصال الإيحاءات والرسائل إلى المشاهدين .

·        استحداث مثل هذه الجائزة هو عمل ذكي من قبل الوزارة، في أي مسار يمكن توصيف ذلك؟

- استراتيجية وزارة الداخلية تحظى بالعديد من المبادرات المهمة حول حماية الطفل وكان من أهمها قانون حماية الطفل الذي أقره المجلس الوطني الاتحادي، ويحتوي على 70 مادة تغطي كل الجرائم التي يمكن أن يتعرض لها الطفل ونصوص على عقوبتها، كما سعى لتوفير أقصى حماية للطفل بحيث يستبق وقوع الضرر، وأسهمت جهات مختلفة في إخراج هذا القانون بمواده المختلفة الى العلن، كما حظي بقبول دولي حتى أنه تمت التوصية بالاسترشاد به من قبل جامعة الدول العربية وغيرها من المنظمات الدولية، إضافة الى مبادرات تطوير ممارسات الطفل وإجراء مراجعات دورية على كل العمليات والأدوار، والتوقيع على كل الاتفاقات والمعاهدات الدولية المتعلقة بالأطفال .

·        لماذا أسهمت الوزارة في استحداث هذه الجائزة رغم أنها ليست جهة إنتاج؟

- الوزارة تركت المجال لأهله لكنها استحدثت وسيلة تشجع بها على الاهتمام بهذا المجال، نظراً لإدراكها لأهمية السينما وقدرتها في الوصول الى قطاعات عريضة من الناس، وبذلك تحرص الوزارة على استغلال كل الوسائل والأدوات المتاحة لها لتحقيق أهدافها خاصة فيما يتعلق بحماية الطفل، ونظراً لخصوصية الأطفال كان ثمة ضرورة للبحث عن سبل غير تقليدية لتوصيل الأفكار التوعوية إلى القائمين على شأن الاطفال أينما كانوا أو وجدوا، وهذه وسيلة من أهم الوسائل النافذة إلى تحقيق ذلك ومن ثم كان التفكير في استحداث هذه الجائزة، وهذا كله ضمن إطار أشمل يركز على البحث عن كل الحلول والسبل لتحقيق الأهداف الاستراتيجية العامة لوزارة الداخلية والحرص على تنفيذ ومتابعة توجيهات الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية .

·        هذه الجائزة للداخل أم للخارج؟

- في الاتجاهين لأن قضية الطفل قضية عالمية، فكل الأطفال في العالم قد تكون مشاكلهم واحدة مع اختلاف البيئات والثقافات، لكن مسألة حماية الطفل وحفظ أمنه وسلامته رسالة عالمية، وهذه الجائزة التي استحدثناها في المهرجان ضمن جوائزة رسالة نبعث بها من خلال المهرجان إلى كل المعنيين بقضايا الطفل والقائمين على شؤونهم ليحسنوا في تأدية رسالتهم وأدوارهم تجاه الاطفال أينما كانوا .

·        ما هو تقييمكم للجائزة على مدار عامين هما فترة المشاركة بالمهرجان؟

- يمكنني القول بكل ثقة إن الجائزة إنجاز إماراتي لصناعة السينما، فالتجربة فريدة ونوعية، ولا يوجد لها مثيل في مهرجانات كبيرة، وحرصنا على استحداثها ضمن برنامج المهرجان يعبر عن ثقافتنا وتراثنا وقيمنا كعرب وإماراتيين في إعلاء قيمة وشأن الأسرة كمؤسسة تربوية عريقة لها دورها الكبير في تخريج أجيال تخدم وطنها وتخدم نفسها بنفسية سوية متوازنة تعرف ما لها وما عليها وتدرك كيف تسخر الطاقات الايجابية التي حصلوا عليها من الأسرة في بناء المجتمع والنهوض به، من دون أن تكون تجاربهم السيئة التي يعيشها البعض منهم دافعاً له على إخراج حنقه على المجتمع والميل إلى التطرف، وبالتالي عندما نسعى لتحفيز صناع السينما على الاهتمام بقضايا الطفل وتشجيع المجتمع على استشعار مسؤوليته تجاهه إنما نحفظ به مجتمعنا ونصونه من الشرور التي يمكن أن نعالجها بأيدينا قبل أن تصبح ناراً كانت جرعة توعية كفيلة بإخمادها .

·        من وجهة نظركم ما السبيل الأمثل لتحقيق أقصى حماية ممكنة للأطفال؟

- أهم ما يمكن أن يقال في ذلك هو العمل المؤسسي الجماعي من خلال الاهتمام بكافة الظروف المحيطة بالطفل لتوفير البيئة المناسبة للنشأة والرعاية، وهذا العمل أمر منوط به كافة المؤسسات المعنية بأمر الطفل سواء كانت الرسمية أو مؤسسات التربية والتعليم، أو الأسرة أو أي منظمات أخرى، أو أصحاب أدوار يعنيهم أمر الطفل، فإذا التقت جميع هذه الجهود ونسقت بالشكل المطلوب أستطيع القول إن منظومة رائعة من الحماية سيحظى بها الطفل في أي مكان بالعالم .

·        باعتبارك من أعضاء لجنة المهرجان ماذا تقول عن هذا الاختيار؟

- لي الشرف أن أكون وسط كوكبة مبدعة من الفنانين والمخرجين بما لهم من تاريخ فني وأعمال سينمائية عظيمة في الاهتمام بقضايا الطفل بداية من المخرج الرائع مروان حامد الذي جسد في فيلمه عمارة يعقوبيان نموذجيين حيين على نقص الاهتمام بالطفولة، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك، والممثلة نيلي كريم وهى الأم الرائعة ضمن أسرة مثالية تجسد المعنى الحقيقي للاهتمام بالطفولة ورعايتها، إضافة إلى هيام عبدالحميد الشخصية الإعلامية المعروفة والتي لها باع كبير في الحقل الإعلامي، إضافة إلى اليساندرا بريانتي ذات الخبرة الثقافية والسينمائية الكبيرة في إيطاليا والمنطقة .

·        ما الرسالة التي تريد إيصالها بشأن حماية الطفل لكل راعٍ ومسؤول؟ 

- حماية الطفل ليست واجباً قانونياً وأخلاقياً وثقافياً فقط وإنما هي مبدأ مبني على العرف والتقاليد وواجب ديني تقره جميع الأديان السماوية التي حضت على الالتزام بكل المسؤوليات تجاه الطفل، وهذه رسالة إلى كل أب وأم وأخ وأخت وكل معني بشؤون الطفل ولكل العاملين بالمجال الإعلامي والسينمائي، الجميع جزء من منظومة حماية الطفل التي تقوم على تنفيذها وزارة الداخلية من خلال سلسلة مبادرات نوعية، ويسعدنا التعامل مع هذه الجهود سواء كانت فردية أو مؤسسية لضمان تحقيق نتائج ملموسة لفترات زمنية أبعد مدى .

د . هيام عبدالحميد:

الصغار يواجهون المخاطر حتى من أقرب الناس

أكدت د . هيام عبدالحميد عضو لجنة تحكيم مسابقة جائزة الطفل أن اهتمام وزارة الداخلية باستحداث جائزة حماية الطفل ضمن برامج المهرجان يعبر عن رؤية ذكية ونافذة من قبل الوزارة في التوعية بقضايا الطفولة، لاستشعارها حجم المخاطر التي يتعرض لها الأطفال حول العالم .

أشارت د . هيام إلى أن الصغار يواجهون المخاطر حتى من أقرب الناس إليهم مما يستدعي التوعية خاصة وأن الأطفال ثروة المجتمع ومستقبله وخسارتهم مشكلة بشرية كبرى لا يمكن التسامح أو التساهل بشأنها .

وأكدت أن جهود وزارة الداخلية واستحداثها لهذه الجائزة أمر محل اهتمام وتقدير كبيرين من جميع الحاضرين والمشاركين في المهرجان مؤكدة أنها لمست ذلك بنفسها من قبل الكثير من المشاركين، مشيرة إلى أن جهود الوزارة رسخت الكثير من سبل الحماية، وأرست منظومة من القواعد المنظمة للتعامل مع الأطفال، وأبرز دليل على ذلك قانون حماية الطفل الذي يعد أحد أهم الإنجازات في هذا المجال .

وأشارت إلى أن تسليط الضوء على قضايا الأطفال من خلال السينما أمر جيد ونوعي، مشيدة بجهود لجنة جوائز وزارة الداخلية للسينما في اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان والتي تعرض للعديد من القضايا التي تمس الأطفال وتتعلق بمعاناتهم جراء جرائم الإهمال والإساءة المتعمدة .

وقالت إن هذه الخطوة لاستحداث جائزة للطفل ذكية ستسهم في جلب الاهتمام اللازم للضحايا من الأطفال، نظراً لأن الكثير من الجرائم التي تتم بحق الصغار تقع خلف الجدران، وتنويع التوعية من خلال السينما أمر كفيل بإيصال الصوت والرسالة إلى كل مكان حتى لو توارى خلف الجدران .

وقالت إن مسألة تربية الأطفال ليست مجرد حماية فقط وإنما هناك أدوار أخرى أشمل يجب أن يمارسها الوالدان من أجل زيادة الوعي لدى أبنائهم بكافة الوسائل التي ربما يتعرضون من خلالها للإيذاء البدني أو النفسي، مؤكدة أن الوالدين إذا عرفا أهمية دورهما ولم يقصرا في أدائه سيتحقق جزء كبير من الحماية التي نرنو إليها بشأن أطفالنا .

وأكدت أن دور الصحافة مهم في هذا الإطار، باعتباره أشمل وأعم من فكرة نقل الأخبار، فلها دور كبير في المجتمع، وإذا أحسنت تأديتها ستكون قد أسهمت بجزء كبير في حل الكثير من القضايا التي تتعلق بأمن وسلامة الأطفال خاصة على مستوى نقل الخبرة إلى أولياء الأمور .

وقالت إن أداء أي إنسان تجاه الأطفال أمر يتعلق بالثقافة التي يحملها وبطريقة تعامله مع الأحداث في حياته أو بالمبادئ التي يؤمن بها، ومن ثم فهناك ضرورة إلى توعية هؤلاء عن مدى ما يحملونه من أفكار وهل تتفق مع ما يلزم لتوفير الحماية إلى أبنائهم أم أنها لا تزال بعيدة عن الأطر المطلوبة؟

وأكدت أن حماية الطفل تعني زرع الإحساس بالسلامة والأمان في روح هذا المخلوق الصغير إذا ما وقع عليه أي ضرر، وأن نأخذ بيديه ليتجاوز محنته، وأن نشعره بأن الجميع يقف خلفه وداعماً له ومؤازاً حتى يصل إلى بر الأمان، وهذا أمر منوط به الجميع من كافة أعضاء الأسرة إلى مختلف مؤسسات المجتمع .

ينافس ضمن جوائز حماية الطفل

“في مكانها” يجسد مأساة اجتماعية بطلتها مراهقة

أبوظبي - "الخليج":

فيلم "في مكانها" المعروض ضمن أفلام جائزة حماية الطفل دراما كورية للمخرج الكندي الكوري الأصل ألبرت شين، حمل الكثير من الشجون لأبطاله خاصة تلك الفتاة المراهقة التي حملت من طفل في مثل عمرها من دون أن يحفل بهمومها وما تعانيه من مصاعب، حيث تضطر إلى تحمل الجنين فقط من أجل حفنة من المال في وقت كانت تبحث فيه عن عائلة وأطفال يعيشون حياتهم كما تمنوها .

خلال الفيلم تبحث الفتاة عن طريقة للخلاص من طفلها حتى إنها تأكل وتشرب أشياء تسبب ضرراً للطفل في أحشائها، وحين تعلم ابنة صاحب المزرعة بذلك تلومها وتعنفها بدعوى أنها تريد قتل ابنها مدعية بأنها تشعر بآلام الطفلة وتسعى إلى التخفيف عنها وتتمتع بمشاعر إيجابية تجاه معاناتها إلا أن حرصها على أن يكون لها ولد هو المسيطر على عواطفها، خاصة بعد ظهور سيدة ترغب في شراء الطفل .

العلاقة الثلاثية بين السيدة التي "تشتري" الطفل بمالها، وصاحبة المزرعة المرحِّبة بالسيدة لتعيش معها عدّة أشهر، والأم المراهقة التي، لوهلة أولى، تُشعر المُشاهد بأنها خجلة من فعلتها، وترتيبات إقامة السيدة جاءت بهدف ادّعائها لأصدقائها ومعارفها بأنها حامل، وأنها سافرت إلى الولايات المتحدة لولادة طفلها هناك كي يحصل على الجنسية الأمريكية، حتى إن الزوج، في البداية، يعطي زوجته هاتفاً خلوياً يحمل رقم شبكة أمريكية كأن يستخدمه عندما كان يعمل هناك سابقاً، وتستمر تلك العلاقة الغريبة على قدر من التحفّظ والخجل بين النساء الثلاث حتى نهاية الفيلم .

لكن النهاية المأساوية التي مرت بها الفتاة ومشهد انتحارها بعد يأسها من الحصول على دعم والد طفلها الذي هو بحاجة أصلاً إلى من يدعمه ويهتم به، مشهد بالغ في الصعوبة ولا يقدر على تحمله إلا ذو بأس شديد، حيث دخلت في حالة من التشنج العصبي الذي استدعى حضور الطبيب الذي خير الحضور على وجه السرعة بين الاختيار بين أحدهما الأم أو الطفل أو ذهابهما معاً، وبدأ يشق بطن الطفلة من دون أي تخدير ويدخل يده في أحشائها ليستخرج الطفل وتذهب الأم إلى مثواها الأخير .

وعقب ذلك تدخل أم المراهقة في صراع مع الوحدة والوحشة والحزن لا يخرجها منه شي سوى البحث عن عمل تقضي فيه وقتها إلا أنه لم يكن كافياً على أن ينسيها همومها بعد فقدان ابنتها وذهاب طفلها الذي لم تنعم بوجوده في حضن امرأة أخرى غريبة، وينتهي الفيلم بمشهد العودة إلى البيت المظلم الذي لم يعد فيه شيء لينيره ولا صوت ليملأ جوانبه بالدفء والسعادة والمرح .

عالمنا” مسابقة لرفع الوعي البيئي

تمثل مسابقة "عالمنا" أهم المسابقات في المهرجان، حيث تركز على رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وأهميتها، وتمنح الجائزة للعمل الذي يظهر قدرة عالية على توسيع مدارك الجمهور ووعيه بالقضايا البيئية .

وينافس في هذه المسابقة 6 أفلام هي "مارماتو" للمخرج مارك غريكو من أمريكا ويروي الفيلم الذي صُوِر على مدار ست سنوات كيفية مواجهة سكان مدينة "مارماتو" الكولومبية، التي تمتلك واحداً من أكبر مخزونات الذهب في العالم، شركة التنقيب الكندية التي تريد التحكم ب 20 بليون دولار من الذهب.

أما الفيلم الثاني فهو "فيرونغا" من إخراج أورلاندو فون أينسيدل من المملكة المتحدة، كونغو الفرنسية الإنجليزية السواحيلية، ويدور الفيلم في أعماق غابات شرق الكونغو، حيث يكمن المنتزه الوطني "فيرونغا"، موطن آخر الغوريلا الجبلية، ويحاول فريق صغير محاصر من حراس المنتزه، حماية الموقع من الميليشيا المسلحة والصيادين وأولئك الذين يسعون إلى السيطرة على الموارد الطبيعية الغنية للكونغو.

أما الفيلم الثالث فهو "لعنة السّدود" للمخرج بِن نايت، ترافيس رامِل من الولايات المتحدة الأمريكية ويستكشف الفيلم المؤثر عبر تصويره السينمائي المذهل التحوّلات الجذرية في المواقف الوطنية إزاء بناء السدود من الفخر بها كإحدى عجائب الهندسة الأمريكية إلى تنامي الوعي بضرورة إزالة السدود القديمة للحصول على مجمعات مائية صحية وصالحة لصيد الأسماك .

والفيلم الرابع هو فيلم "سلطة الطّاقة" من إخراج هيوبرت كانافال من النمسا وهو يتناول الكوارث النووية، والحروب على النفط والغاز، وتغير المناخ والاستهلاك المتزايد للطاقة، ويُظهر كيف أن هذه الأزمات لم تنشأ نتيجة تزويد الناس بما يحتاجون إليه من الطاقة، ولكن بسبب أنظمة الطاقة نفسها التي جعلت بعض الرأسماليين يزدادون ثراءً .

والفيلم الخامس هو فيلم "السلاسل الغذائية" للمخرج سنجاي راوال من الولايات المتحدة الأمريكية، ويتناول شعور الناس بالقلق ليس فقط لجهة ضمان نوعية المنتجات الغذائية، ولكن أيضاً تجاه الشروط التي زُرعت ونمت في ظلّها، ويستطلع الفيلم قضايا لها علاقة بحقوق الإنسان في قطاع الزراعة الأمريكي، بدءاً من سرقة الأجور إلى العبودية الحديثة ويعرض للقوى التي تكرّس هذه الانتهاكات لكرامة الإنسان .

أما الفيلم السادس فهو فيلم "الخفيّ العظيم" للمخرج مارغريت براون من أمريكا ويتناول زمنه العام ،2010 حيث وقع انفجار مريع في خليج المكسيك وامتدت ألسنة اللهب الى حقول النفط وأودت بحياة 11 عاملاً، ويتناول هذا الفيلم واحدة من أكثر الكوارث البيئية من صنع الإنسان تدميراً على الإطلاق، بعيون أولئك الذين تأثروا بها .

نصائح للهواة بعد إنجاز الفيلم القصير

أبوظبي - فدوى إبراهيم:

عقدت مساء أمس الأول في قصر الإمارات جلسة نقاشية حول "ما بعد إنجاز الفيلم القصير"، شهدت حضوراً مميزاً من طلبة الجامعات الإماراتية والمهتمين، وأدارها المخرج الإماراتي خالد المحمود، بمشاركة بين ثومسن مبرمج الأفلام القصيرة في مهرجان تروبيكا، وإليس خروبي رئيس قسم الأفلام القصيرة في مهرجان كان، ومايكة هونيه من مهرجان برلينالي في برلين، ونينا رودرفيس من خواناخاتو في المكسيك .

وتناولت الجلسة أبرز النصائح التي يمكن أن يستفيد منها هواة وصانعو الأفلام القصيرة وكيفية التقدم بها للمهرجانات العالمية، وأوضح المشاركون في النقاش أبرز العناصر التي على كل صانع أفلام التنبه لها

وأوضحت رودرفيرس أن على كل صانع أفلام أن يكون لديه استراتيجية كاملة حين بدء صناعة فيلمه القصير، وألا يعتقد أنه يختلف في وضع خطته عن الفيلم الطويل بل الاثنان لهما استراتيجية مماثلة .

وقالت هونيه: إن على صانع الأفلام القصيرة، أن يطلع أولاً على أفلام المهرجانات العالمية والمحلية، سواء القديمة أو الحديثة، ويعرف تماماً الأفكار والخطوط التي تسير باتجاهها تلك الأفلام، لأن ذلك يؤهله لأن يعرف مدى ملاءمة فيلمه للمشاركة في المهرجانات، وإذا لم يستطع الذهاب إلى المهرجانات فإنه بإمكانه الاطلاع على بعضها عبر الإنترنت .

ونصحت خروبي صانعي الأفلام بعدم وضعها على "اليوتيوب" لأن ذلك سيفقدهم فرصة مشاركتها في المهرجانات، ذلك أنها لا تقبل سوى الأفلام ذات الحقوق الحصرية لها فقط . وبينت أنه لا بد من التقاط الصور أثناء تصوير الفيلم لأجل التسويق له والتعريف به، وعدم نسيان ذلك لأنه من الصعب بعد ذلك الحصول على صور عالية الجودة من الفيلم المعروض .

وأشار ثومسن إلى أنه على صانعي الأفلام الاطلاع على ما يقدمه العالم ومعايير الأفلام هناك، منوهاً بأنه لا يصل للمهرجان الذي يعمل فيه أفلام من الإمارات، ولذلك لا بد من الاطلاع على المعايير والأفكار العالمية للأفلام، لكن مع ذلك، فالأفلام هي وسيلة لتشارك الثقافات، لذلك يدعو الموهوبين في الإمارات للمشاركة في المهرجان بأفلامهم القصيرة

ونوه المشاركون بأهمية وضع صانع الأفلام خطة تسويقية لفيلمه بعد الانتهاء منه، ذلك أن هناك أنظمة لمشاركة الأفلام عبر الإنترنت بمقابل مالي حتى وإن كان بسيطاً، إلا أنه يضمن لصانع الفيلم مشاهدة عمله من قبل جمهور كبير، ومنها (إنديفيكس) .

نواف الجناحي: الجمهور رأس مال التمويل الجماعي

أبوظبي "الخليج":

ناقشت ندوة التمويل الجماعي في العالم العربي سبل استهداف الجمهور من خلال توجيه رسائل للتبرع عبر مجموعة من الآليات المختلفة التي تشجع الجمهور على أن يكون داعماً وعضواً فاعلاً من أعضاء الحملة، بهدف التغلب على صعوبات التمويل التي يواجهها البعض، وقفزاً فوق الحواجز البيروقراطية التي تتطلب تلقي الدعم من جهات مؤسسية، وهي طريقة تبدو مبتكرة في أسلوبها وفعالة من حيث الأثر إذا ما أحسن استغلال أدواتها بالشكل المناسب .

الندوة التي تحدث فيها المخرج نواف الجناحي تعرضت إلى أهمية تدعيم الثقة بالنفس حتى تنتقل إلى الجمهور الذي يلزمه أن يتعرف إلى كافة جوانب المشروع الذي سيتبرع له، حيث يلزم أن تكون هناك رؤية واضحة لدى أصحاب المشروع عن جوانبه إذا ما أرادوا أن ينالوا تمويلاً جيداً .

وأشار إلى أن أهداف فكرة التمويل الجماعي من خلال الجمهور تقوم أساساً على توفير طريقة للباحثين عن مصادر للأموال اللازمة لبدء مشاريعهم، لافتاً إلى أهمية أن يكون المشروع على قدر جيد من الجودة وإلا لن يلقى أصلاً القبول من جهة الدعم الفني "أفلامنا" .

وأشار إلى أهمية الحماسة لما يقوم به كل فرد داخل الحملة، لأن أي عمل لا يتحمس له أصحابه لن يتحمس له بالطبع مستقبلوه، مؤكداً أهمية ابتكار الوسائل التي تحمس الجمهور وتخلق لديه الاستعداد للتبرع وتفجر لديه الطاقات الكامنة من أجل المشاركة في عمل قد يراه يحقق غايته وأهدافه.
وأكد أهمية تقديم مجموعة من المحفزات للجمهور كالهدايا وغيرها وأهمية وحدة وقوة المجموعة باعتبارها عاملاً فاعلاً في شحذ همم الجمهور ولفت انتباهه وإثارة حماسته، ولفت إلى أن العمل الذي يقدم ضمن فريق يلاقي تفاعلاً أفضل من العمل الفردي .

وأشار إلى أنه يجب استغلال وسائل الإعلام التي بإمكانها نقل الحدث إلى الآف الناس ومن ثم زيادة نسبة التفاعل مع الحملة، كما لفت إلى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي التي تلعب دوراً كبيراً في تناقل المعلومات عن الحملة خاصة إذا ما كانت مصورة، حيث تتسع عملية نقل الصور ويمثل ذلك دافعاً نحو جذب المزيد من الجمهور .

وأوضح أن أهم عناصر الحملة التي تمر من خلالها هو الشخص نفسه صاحبها ثم الفكرة ثم الأقربون ثم الحملة الدعائية، وقال: من المهم أن يعلم الشخص أهدافه بالتحديد، مع وجود فكرة جيدة، ثم البداية بأقرب الناس إليه، وأخيراً استخدام وسائل التواصل التي تعزز من نجاح حملة التمويل .

جلسة نقاشية حول صناعته

آراء متنوعة تطرح “الوثائقي” على طاولة البحث

أبوظبي - فدوى إبراهيم:

عقدت مساء أمس الأول جلسة نقاشية في قصر الإمارات ضمن "حوارات في السينما" التي يتضمنها المهرجان، بعنوان "وجهة نظر: الحقيقة الموضوعية أم وجهة النظر الشخصية تتحكم في صناعة الأفلام الوثائقية" . بمشاركة كل من مخرج الأفلام الوثائقية عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية عمر كانوار، والمخرج الفلسطيني عامر شوملي المشارك في فيلمه الوثائقي، "المطلوبون ال 18"، والمخرجة والمصورة السينمائية ورئيسة لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية كريستينا فوروس .

وناقشت الجلسة موضوعية المخرج وقدرته على إيصال الحقيقة للمشاهد، وطرحت تساؤلاً حول ماهية الحقيقة التي تظهر على الشاشة وهل هي وجهة نظر المخرج، كون الأفلام الوثائقية تهدف إلى توثيق أحداث معينة، وكيف يمكن للمخرج أن يتحلى بالموضوعية في نقل الحقائق .

وأوضح عمر كانوار أن صناعة الفيلم الوثائقي تعتمد أولاً على القصة التي يريد إيصالها المخرج، ونيته من نقل تلك القصة وعلاقتها بالأخلاقيات، وأشار كانوار إلى أن الحقيقة دائماً هي ذات أوجه متعددة، وكذلك متغيرة على نحو متواصل، ولذلك فالحقيقة ليست مرنة، ولذلك لا يمكن التعويل على أن مخرج الوثائقي أحاط بها كاملة، ونوه قائلاً: "الوثائقي من وجهة نظري هو سبر أغوار العالم الخارجي والبحث عن الحقيقة، وربما يكون الحديث عن وجهة نظر شخص آخر، ولذلك على المخرج التحقق من الحقائق التي يريد عرضها، وهنا يمكن التعامل فقط مع سرعة الحقيقة، ومن المحرج ألا يتم معالجة تلك الميوعة"، ويؤكد كانوار أنه في الصراعات السياسية ربما لا يستطيع صانع الفيلم الوثائقي أن يقول كل الحقائق، بل قد يرى تناقضات على المخرج أن يعالجها من خلال تحري الحقيقة وهذا التحري أولاً يكون مع الذات .

وأشار عامر شوملي إلى أن الفيلم الوثائقي فرصة لسماع ومشاهدة وجهة نظر المنتج والمخرج، وأضاف: "أنا صانع الوثائقي لكنني في الحقيقة لا أستمتع به، ولذلك حين عزمت على صنعه قررت أن أتعامل معه كمشاهد لا كمخرج، حيث أريد تقديم المتعة والمعلومة معاً للمشاهد، وفعلاً هذا ما فعلته في فيلمي "المطلوبون ال18" حين دمجت الرسوم المتحركة بالخيال والتوثيق والمقابلات، وكي لا يقال أنني رصدت الحقيقة من وجه واحد أجرت مقابلة أدمجتها بالمقابلات مع الفلسطينيين لمسؤول "إسرائيلي"، كي أعزز وأوضح وجهة نظري، وبنهاية المطاف كان هدفي أن يستمتع الجمهور بالوثائقي"، وأوضح شوملي أن التمويل المتوفر للفيلم الوثائقي هو أهم عنصر يمكن ان يحول الفيلم من مجرد فيلم جامد إلى فيلم يقدم المعلومة والتسلية، وهذا ما حصل مع فيلمه الذي يؤكد أنه لولا توفر التمويل الكافي لما كان استطاع أن يخرجه بالطريقة ذاتها بعد سنوات من البحث عن ممول، فبحسب شوملي فإن المشاهد قادر على مشاهدة الأفلام التي تمتعه وامتناعه عن مشاهدة الوثائقي الرتيب، إلا أن إدماج المتعة بالوثائفي هو ما سيجعله يشاهده وينقل وجهة النظر بطريقة مسلية .

ونوهت كريستينا فوروس في السياق ذاته، بأن ما تقدمه هذه الأفلام ليست المتعة فقط بل مزيجاً بين المتعة والواقع، ولكن هذا لا يعني أن كل الوثائقية تسير بذات الأسلوب، فهناك الوثائقيات التعليمية التي لا يتقبلها الكثيرون، وأنا منهم، ولذلك أرى أن التعلم والمتعة هما طرفا الفيلم الوثائقي، وأضافت قائلة: "الوثائقي الذي يضم المتعة هو الوثائقي الذي يأسر القلوب والعواطف وهو الأكثر قدرة على البقاء في الذهن، ولذلك على المخرج التدقيق في خياراته التي تحقق أهدافه بخطاب رقيق وسلس وممتع"، وتؤكد فوروس أنه من الصعب دائماً إيجاد الخيط الذي يربط بين الحقيقة وما يريد قوله صانع الفيلم الوثائقي، وذلك يعتمد على الموضوع الذي يحاول معالجته، فمثلاً الأفلام التي تتناول موضوعات عالم الأزياء خادعة لأن كل شخص يدرك وجود الكاميرا ويتصرف ويتحدث بما يتوافق والفكرة المطروحة وربما ينأى عن الحقيقة، وهنا يأتي دور المخرج في الكشف عن الحقائق باختيار قصدي، ولكن في الوقت نفسه عليه أن يقدم الحقيقة بغض النظر عن رأيه، حيث قدمت بحسب قولها، أفلاماً عن شخصيات تحترم ما قدموه بغض النظر عن هوياتهم .

3 أفلام لمخرجي جامعة نيويورك أبوظبي

يقدم برنامج من "نيويورك إلى أبوظبي" من إعداد مخرجي جامعة نيويورك أبوظبي 3 أفلام، الأول "العلامة المائية" من إخراج غايل سيغال من الإمارات، والفلم الثاني بعنوان "العودة إلى البحر" للمخرج أليكسي غامبيز من الإمارات، والثالث يحمل عنوان "من بين الكثير" من إخراج ليندا ميلز من الولايات المتحدة الأمريكية .

لجنة تحكيم "حماية الطفل" تبدأ مشاهدة العروض

باشر أعضاء لجنة تحكيم جوائز حماية الطفل بمهرجان أبوظبي السينمائي اجتماعاتهم لمشاهدة عروض الأفلام المرشحة لجائزة وزارة الداخلية لحماية الطفل ضمن مشاركتها في المهرجان للعام الثاني على التوالي برئاسة المخرج المصري مروان حامد وعضوية المقدم فيصل الشمري نائب رئيس لجنة جوائز الداخلية للسينما والخبيرة الثقافية الإيطالية أليساندرا برياتنتي والإعلامية الإماراتية د . هيام جمعة والنجمة المصرية نيللي كريم .

وفي تعليقه على الأفلام المشاركة في الجائزة ودورها في تشكيل وجدان المشاهد العربي من أجل الاهتمام بقضايا الطفل أكد المخرج مروان حامد أن حماية الطفل من القضايا التي لم يتم تناولها كثيراً وبشكل عميق في الدول العربية، لافتاً إلى أن العنف ضد الأطفال من الموضوعات ذات التأثير القوي في المجتمع، وسلطت جائزة وزارة الداخلية لحماية الطفل الضوء على هذه المشكلة المهمة .

وألقى المقدم فيصل الشمري الضوء على الدور الاحترافي للإعلام والسينما في تحقيق أهداف الجائزة والتي تكمن في بناء وتحفيز صناعة سينما هادفة وموجهة للتوعية بقضايا المجتمع وعلى رأسها قضية حماية الطفل .

وقالت الخبيرة الثقافية أليساندرا بريانتي إن مشاركة وزارة الداخلية بمثل هذه الجائزة تمثل تقديراً كبيراً ليس فقط للموضوعات المهمة التي تتناولها الأفلام بل لصناعة السينما نفسها لا سيما أن للسينما وسائل مميزة للتواصل وتقصير المسافات بقوة ولا تتوافر هذه الميزة في أي فن آخر .

وأشادت د . هيام عبدالحميد جمعة ممثلة للإعلام في لجنة التحكيم بفكرة جائزة وزارة الداخلية لإلقائها الضوء على قضية حماية الطفل من خلال المسابقة ولجنة التحكيم .

وأكدت الفنانة نيللي كريم أهمية دور السينما في كشف القضايا التي يواجهها المجتمع مشيدة بدور وزارة الداخلية في التوعية بقضية حماية الطفل من خلال السينما لدورها في الوصول إلى جمهور أوسع حول العالم، موضحة أن لجنة التحكيم ستشاهد 13 فيلماً تناقش قضية حماية الطفل بما يعزز التوعية بحقوق الطفل في الحماية والتنشئة السليمة . (وام)

دعوة المواطنين إلى تقديم الأفكار

“إيمج نيشن” تخطط لوثائقيات من مسيرة الإمارات

كشفت "إيمج نيشن" أمس عن خططها لصناعة المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، وخاصة بعد النجاح الذي شهده أول أفلامها، "كلنا معاً" والذي قدم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات المهرجان، مؤكدة في الوقت ذاته تشجيع الإماراتيين على طرح أفكارهم، وخاصة التي تجسد لحظات مهمة من تاريخ الدولة .

ويروي فيلم "كلنا معاً" التحديات التي واجهها الأطفال المتوحدون في الإمارات، أثناء مشاركتهم في التدريبات لتقديم عرض موسيقي، وكان العرض العالمي الأول للفيلم السبت الماضي، ونال قدراً كبيراً من الإشادة والإعجاب من المشاهدين ووسائل الإعلام على حد السواء .

وفي تعليق له خلال المهرجان، أفاد مايكل غارين، الرئيس التنفيذي في "إيمج نيشن" أن شركة الإنتاج السينمائي في أبوظبي تخطط للتوجه نحو صناعة المزيد من الأفلام والمسلسلات الوثائقية خلال الأعوام المقبلة، وأكد ضرورة طرح الإماراتيين أفكارهم لهذه المشاريع .

وأضاف: "يتجلى هدفنا في تأهيل أصحاب المواهب في مجال الأفلام الوثائقية، إلى جانب سعينا لتسجيل أجزاء من التاريخ المحلي، وتقديم القضايا التي تتمتع بقدر كبير من الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي . كما انتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة للإماراتيين والعرب لتقديم أفكارهم وطرحها أمامنا" . 

وتابع: "توجد العديد من القصص التي يمكن عرضها، ولكننا بحاجة لمساعدة المواطنين للتعرف إليها . وبفضل الردود المذهلة التي تلقاها فيلم "كلنا معاً"، فإننا متشوقون للاطلاع على مزيد من هذه القصص وتحويلها إلى أفلام" .

وتعمل إيمج نيشن في الوقت الحالي على إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، ومنها فيلم يروي قصة تأهل منتخب كرة القدم لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا .

وأعلنت الشركة خلال الأسبوع الماضي عن تقديم فيلم بعنوان "حتى آخر طفل" . ويسلط هذا الوثائقي الضوء على انتشار مرض شلل الأطفال في باكستان، والمساعي الرامية للتخلص منه . والعرض العالمي الأول للفيلم ضمن فعاليات مهرجان نيويورك للأفلام الوثائقية خلال نوفمبر/تشرين الثاني .

وفي عام ،2013 أعلنت "إيمج نيشن" عن صناعة فيلم عن حياة الناشطة ملالا يوسف زاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام . ويتولى المخرج الحائز جائزة الأوسكار ديفيس غوغنهايم صناعة الفيلم الذي تنتجه شركة "والتر أند لوري باركس"، وتشارك في تمويله "بارتيسيبانت ميديا" .

وتحدث غارين عن التطور الذي تشهده صناعة الأفلام الوثائقية في "إيمج نيشن" قائلاً: "تعد شعبة الأفلام الوثائقية واحدة من الفرق العديدة التي تسهم في تأكيد دورنا والتزامنا تجاه صناعة السينما في الإمارات . تلقينا ردوداً إيجابية كثيرة عند عرض فيلم "كلنا معاً" ضمن المهرجان، ونتطلع الآن لعرض فيلم "حتى آخر طفل"، إضافة إلى الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة ملالا خلال الأشهر المقبلة" .

وأضاف: "شهد قسم الأفلام الوثائقية تطوراً وازدهاراً هائلين خلال الأشهر القليلة الماضية . ومع اكتمال تنفيذ فيلمين واستمرار العمل في فيلم ثالث، فإننا فخورون للغاية بما يقدمه جميع أعضاء الفريق . هذا دليل على التطور التي تشهده صناعة الأفلام المحلية من أجل وضع الإمارات في مكانة بارزة في هذه الصناعة" .

وكجزء من التزام "إيمج نيشن" باكتشاف المواهب المحلية، تم توسيع نطاق مسابقة استوديو الفيلم العربي، مع تخصيص برنامج للأفلام الوثائقية . وكانت المسابقة جزءاً من المهرجان لهذا العام، حيث طرح المشاركون أفكار أفلامهم أمام لجنة تحكيم تتكون من عدد من الأسماء البارزة مثل توم روبرتس مخرج فيلم "حتى آخر طفل"، وهاني فارسي الرئيس التنفيذي لمجموعة كورنيش، وإليشيا غونزاليز من إيمج نيشن، ودانييل بيريسي رئيسة شعبة الأفلام الوثائقية

ويعلن اسم الفائز خلال العام المقبل، وجائزته دورة تدريب في شبعة الأفلام الوثائقية في "إيمج نيشن" لينطلق بمسيرته المهنية في مجاله المفضل .

ترشح 11 فيلماً من إخراج طلبة وخريجات “أمريكية الشارقة

شكل طلبة وخريجات من الجامعة الأمريكية في الشارقة جزءاً رئيسياً من تشكيلة المرشحين لمسابقة "أفلام الإمارات"، وتم إنتاج وإخراج عشرة من الأفلام التي تم اختيارها في الفصول التي تدرس في كلية العمارة والفن والتصميم .

وتشمل الترشيحات لمسابقة أفلام الإمارات أفلام "التسامح" والذي أخرجه جومارد جميل و"ختام" الذي أخرجته تالا موتي و"38" لهيا حج و"فشلة" لمنيرة الشامي و"القهر" الذي أخرجته ايسي اوزكل و"زينتاي" لمخرجته أيا القرقاوي و"المشاعر السلبية" والذي أخرجه إبراهيم محمد و"الانتماء" لجود العمري و"إلى متى" لأريب الشذري و"الكبار" الذي أخرجته دينا ستيفينز . وتم أيضاً اختيار فيلم "سوبر لوكال" والذي اخرجته سارة العقروبي وماجدة الصفدي ومرام عاشور وأمنية العفيفي ومهايا سلطاني وسارة زهير، وجميعهن خريجات كلية العمارة والفن والتصميم من أمريكية الشارقة .

وقال جاك سوانستورم، الأستاذ المساعد بقسم الفن والتصميم، "طالما دعمت كلية العمارة والفن والتصميم، خاصة القسم، أصوات الطلبة المستقلة في السينما الإقليمية . وأظن أن هذه المجموعة من طلبة صناع السينما، خصوصاً النساء اللواتي يصنعن الأفلام هذا العام، قد حققوا قفزة استثنائية إلى الأمام نحو خلق مشهد سينمائي مستقل في الإمارات، ونحن فخورون للغاية بإنجازاتهم" .

توزيع جوائز مسابقتي “أفلام الإمارات” والأفلام القصيرة العالمية اليوم

 يقام اليوم حفل توزيع جوائز مسابقتي أفلام الإمارات والأفلام القصيرة العالمية ضمن المهرجان، وذلك في الصالة 3 في قصر الإمارات الساعة 8 مساء .

ويعرض اليوم أيضاً الفيلم الممول من "سند" وهو "ملكات سورية" في عرض عالمي أول في فوكس 4 الساعة 15:7 وهو مشارك في قسم مسابقة الأفلام الوثائقية، من إخراج وتصوير ياسمين فضة، ويحكي قصة آسرة عن السوريات الصامدات اللاجئات في الأردن اللواتي يجتمعن معا لتأدية التراجيديا اليونانية "نساء طروادة" ليكتشفن من خلالها أوجه التشابه بين حياتهن وحياة الأميرات والملكات الأسيرات المهجرات في القصة القديمة .

ويعتبر فيلم "نوبي (حرائق في السهل)" للمخرج الياباني الشهير شينيا تسوكاموتو إعادة سرد بالصورة المتحركة لفيلم "حرائق في السهل" المناهض للحرب والذي أنتج في 1959 في الفلبين خلال فترة الحرب العالمية الثانية . ويقول تسوكاموتو بأنه فضل الابتعاد عن تقديم الحرب بشكل عاطفي وفضل إدخال الأهوال والصرخات للذين ماتوا ضمن كل مشهد في الفيلم، ويشارك الفيلم في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ويحضر تسوكاموتو العرض الأول اليوم في "فوكس 6" في التاسعة مساء .

أما فيلم "قلوب جائعة" الذي حاز طاقمه جائزة التمثيل في مهرجان فينيسيا السينمائي فيعرض اليوم في فوكس 5 الساعة 30:9 ويشارك الفيلم في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وهو من إخراج الإيطالي سافيريو كوستانزو وتدور أحداثه في نيويورك عن اكتئاب ما بعد الولادة والانهيار النفسي . ويحضر المخرج والبطلة ألبا رورواتشر للتحدث إلى الجمهور بعد العرض .

ويعرض اليوم أيضاً في قصر الإمارات الساعة 15:9 فيلم الجاز الدرامي الموسيقي "اصابة" للمخرج داميان شازيل، والذي حاز جائزة أفضل فيلم في مهرجان صندانس السينمائي لهذا العام، ويحكي قصة شاب مهووس بالموسيقى يتدرب تحت إشراف أستاذ لا يقبل بأقل من الكمال مهما كلف الأمر . ويشارك الفيلم في مسابقة "آفاق جديدة" .

وضمن المسابقة عينها، يعرض ثاني أفلام المخرج الجزائري لياس سالم "الوهراني" في فوكس 6 الساعة 6 .

ويعرض اليوم أيضاً في "فوكس 4" الساعة 45:4 ضمن قسم مسابقة الأفلام الوثائقية الفيلم الأمريكي "صوب وأطلق النار" للمخرج مارشال كوري الذي ترشح مرتين لجائزة الأوسكار . وفاز العمل بجائزة أفضل فيلم وثائقي ضمن مهرجان ترايبيكا السينمائي .

وضمن عروض قسم مسابقة الأفلام الوثائقية لليوم الفيلم الأمريكي "نظرة الصمت" لمخرجه جوشوا أوبنهايمر، وهو الفيلم المكمل لفيلم "فعل القتل" الذي ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي للعام ،2013 ويسلط الفيلم الضوء على المجزرة الأندونيسية الحاصلة عام 1965 . ويحكي "نظرة الصمت" قصة مواجهة بين أخ أحد ضحايا المجزرة وقتلته الكبار في السن، ويعرض في "فوكس 4" الساعة 15:9 .

وضمن عروض السينما العالمية لليوم العرض الوحيد للفيلم التركي "أسماك" من إخراج صانع الأفلام المخضرم درويش زعيم (فوكس 3 الساعة 45:9)، وهذا الفيلم جزء من ثلاثية "زعيم" التي يدور موضوعها حول الطبيعة، ويحكي عن كايا الذي أنهكه الفقر ودفعه برغم موانعه الأخلاقية إلى الإفراط في استغلال الموارد السمكية في بحيرة مما أدى لنتائج كارثية . وضمن عروض السينما العالمية لليوم أيضاً الفيلم الفرنسي "الفرنسية" من إخراج سيدريك غيمنيز وبطولة الممثل الحائز جائزة الأوسكار جان دوجاردان (قصر الإمارات الساعة 6) . وتستند أحداث الفيلم إلى قصة واقعية عن القاضي الأسطوري بيير ميشيل ومحاربته لمنظمة لتجارة المخدرات على مستوى عالمي في السبعينات .

ويعرض ضمن البرامج الخاصة، وتحديداً في برنامج أفلام المخرج فرنسوا تروفو فيلمه من 1980 "المترو الأخير" في فوكس 2 الساعة 2 مساء . ويعرض اليوم أيضاً ضمن البرامج الخاصة وبرنامج السينما العربية في المهجر فيلم "بالوما اللذيذة" في فوكس 2 الساعة 15:6

الخليج الإماراتية في

30.10.2014

 
 

إعلان الفائزين بجوائز «اللؤلؤة السوداء»

لمهرجان أبوظبي السينمائي.. الجمعة

أبو ظبي – خالد محمود

يعلن مهرجان أبو ظبي السينمائي، غدًا الجمعة، جوائز دورته الثامنة وأسماء الفائزين بجوائز اللؤلؤة السوداء، وذلك في ختام دورته الثامنة التي تقام بقصر الإمارات، ويتبع الحفل عرض أول لفيلم التحريك من ديزني "بطل كبير 6″.

وتعلن جوائز اللؤلؤة السوداء في ثلاثة أقسام من المسابقة، هي الأفلام الروائية الطويلة وآفاق جديدة والأفلام الوثائقية.

كما تعلن لجان التحكيم عن الفائزين بكل من جائزة حماية الطفل وجائزة عالمنا وجائزتي فيبريسكي ونيتباك، بالإضافة إلى جائزة الجمهور، وتعرض الأفلام الفائزة بجوائز اللؤلؤة السوداء في سينما فوكس يوم 1 نوفمبر.

ومن المقرر عرض فيلم الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد "البطل الكبير 6″ في قصر الإمارات٬ وهو فيلم كوميدي ملىء بالمغامرة والإثارة من إخراج دون هول وكريس وليامز٬ الفريق الذي عمل على فيلمي "ملكة الثلج" و"رالف المدمر".

الفيلم سيشهد عرضه الثاني بعد أن عرض في افتتاح مهرجان طوكيو، ولكنه سيعرض للمرة الأولى بصيغة الأبعاد الثلاثة.

وتعرض فى نفس اليوم آخر الأفلام في برنامج العروض الخاصة٬ أولها ضمن برنامج السينما العربية في المهجر فيلم "يلا! يلا!" للمخرج جوزيف فارس في فوكس 2 الساعة 21:30 والثاني وضمن برنامج فرنسوا تروفو وهو فيلم "الصبي المتوحش" في فوكس 2.

وستعرض أيضًا إعادات لأفلام الجمهور المفضلة من قسمي الأفلام الروائية الطويلة وقسم الأفلام الوثائقية.

عمرو واكد يتمنى ظهور المزيد من العرب في السينما العالمية

أبو ظبي - رويترز

قال الممثل المصري عمرو واكد، الذي له أعمال فنية في الداخل والخارج، إن الوقت حان أمام المزيد من النجوم العرب وقت الظهور على الساحة العالمية.

وظهر واكد الذي يحظى بشعبية كبيرة في بلده في أكثر من عمل عالمي كبير منها سيريانا بجوار جورج كلوني و"صيد السلمون في اليمن" مع كريستين سكوت توماس وأيضًا فيلم "لوسي" بجوار سكارلت جوهانسن.

وفي أحدث أعماله عاد واكد إلى القاهرة حيث لعب دور رجل عصابات تنشط في تجارة الأعضاء البشرية في فيلم "القط". وعرض الفيلم الذي ينتجه واكد أيضًا لأول مرة في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي هذا الأسبوع.

والفيلم هو ثاني تعاون بين واكد والمخرج إبراهيم البطوط بعد "الشتا اللي فات" الذي تناول أحداث الانتفاضة المصرية عام 2011.

وشارك عمرو واكد بشكل ملحوظ في احتجاجات الشوارع التي أزاحت الرئيس السابق حسني مبارك من السلطة في 2011 كما شارك في احتجاجات يونيو 2013 التي توجت بالإعلان عن عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي.

وتحدث واكد لرويترز بشأن دوره الأخير والسبب وراء نجاح مواهب عربية على المستوى الدولي.

س: في فيلمك الأخير "القط" الموضوع سوداوي جدًّا. تهريب أعضاء وأطفال شوارع ورجال عصابات، هل ترى الأوضاع في مصر الآن كئيبة بنفس الدرجة التي ظهرت في الفيلم؟

ج: مشكلات مصر مرتبطة بالماضي وليست فقط بالأعوام الثلاثة الماضية منذ الثورة فهي ترتبط بالأعوام الستين الماضية، وأيضًا بفترة الاستعمار. عندما ترى كل هذه السنين وترى عددًا كبيرًا من السكان يتعلمون من آبائهم القبول بأنهم لن يحصلوا على المزيد من الحقوق فإن الأمر يستغرق أكثر من عامين او ثلاثة لإقناعهم أن باستطاعتهم المطالبة بالمزيد والمزيد. ولكن ذلك سيتحقق في النهاية.

س: كيف يختلف العمل في أفلام أجنبية عنه في المشاركة في أفلام محلية؟

ج: لا يوجد اختلاف على الإطلاق خاصة عندما أعمل في أفلام هادفة مثل "القط" مع البطوط. الجنسيات ليست مهمة، السينما دين واحد، وأعتقد أن المجتمع السينمائي كله ينتمي لهذا الدين وهذه الأسرة الواحدة. ولا أرى للأمر أي شكل آخر.

التمثيل مثل الصلاة - تذهب في الصباح وتتهيأ وترتدي ملابسك وتستعد للدور ثم تبدأ وتجهز أشياء خيالية في ذهنك لتتقمص هذا الدور ثم تخرج منه بعد ذلك. وتعاود الكرة في كل عمل بصرف النظر في أي مكان في العالم تقف فيه.

س: ما هو السبب، فيما تعتقد، وراء ظهور الكثير من الممثلين العرب في أفلام أجنبية؟

ج: حسنًا، العالم يتقارب ولست مضطرًّا للذهاب لهوليوود للتمثيل مثل زمن عمر الشريف. إنني أعيش في القاهرة وأذهب لتأدية دوري ثم أعود، ولست مضطرًّا للانتقال (بشكل دائم) إلى هناك للقيام بذلك. فضلا عن ذلك يبدي العالم الآن اهتمامًا بنا، ويتطلع لقصص حول العرب، وهذا أيضًا من بين الأسباب، الشباب العربي في مجتمع الأعمال يتمتعون أيضًا بمواهب كبيرة وبمقدورهم رؤية ما يمكن أن يصلوا إليه على قدم المساواة مع العالم بدرجة أسهل وأسرع.

س: ما هو هدفك - المزيد من النجاح في الخارج أم في الداخل؟

ج: ما أطمح فيه هو إنتاج فيلم عربي يشاهد في كل أنحاء العالم وأن أجني مئات الملايين من الدولارات. إنني أتحدث بلسان (عمرو واكد) المنتج.

الشروق المصرية في

30.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)