ندوة مستقبل الأفلام الناشئة
صناعة السينما الخليجية ولادة متعسرة
أبوظبي - عادل رمزي:
على هامش المهرجان سلطت ندوة "مستقبل صناعة الأفلام الخليجية
الناشئة" الضوء على التحديات التي تواجه هذه الصناعة ومستقبل
تطورها، وعما إذا كانت صناعة الأفلام الخليجية قد دخلت مرحلة ما
بعد البدايات أم أنها لا تزال تضع قدماً وتؤخر أخرى نحو عمل مؤسسي
يجمع أعمال هذه السينما ضمن إطار هادف ومستمر
.
الجلسة التي أدارها محمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة ذا ناشيونال
بحضور كل من المخرج نواف الجناحي، وعادل الجابري مسؤول البرامج في
المهرجان، وسامر المرزوقي مدير التسويق في مهرجان دبي السينمائي
الدولي، وبول بيكر من "إنتاج" بالمنطقة الإعلامية الحرة في أبوظبي،
شهدت أطروحات عديدة عن واقع الأفلام أو السينما الخليجية بشكل عام
والتحديات التي تقف خلف إنتاج الأفلام الخليجية، حيث قال الجابري
إن مشكلة الأفلام أو السينما الخليجية تتعلق بجودة هذه الأعمال وما
تحتوية من مضمون، لأن القصة التي يعكسها الفيلم السينمائي إذا لم
تكن جيدة لن تستطيع الصمود في سوق العروض أمام المنافسة القوية من
أفلام السينما العالمية، مشيراً إلى أن ذلك من أبرز التحديات، حيث
إن بعض الأعمال تأتي خالية من المضمون القوي ما يزيد من معاناة
السينما الخليجية التي تبحث عن نقطة ضوء، ومع ذلك فإن بعض الأعمال
التي قدمت في هذا الإطار أثبتت مقدرة على تقديم قصة ومضون جيد
.
وأشار إلى أن من أبرز التحديات أيضاً عدم رضا الشباب عن العمل في
وظائف أقل من مدير الإنتاج أو الإخراج أو غيره من المناصب الرفيعة
في العمل السينمائي، مؤكداً أن هناك حاجة إلى جهود كبيرة لتغيير
هذه الثقافة من أجل رفد هذا المجال بالعديد من المواهب في ظل وجود
نقص كبير من المشتغلين بالعمل السينمائي في تخصصات صناعة السينما
.
وتحدث عن نقطة أخرى تتعلق بمسألة الموارد المالية، مشيراً إلى أن
أغلب ممن يتصدون للعمل في هذا المجال غالباً لا يستمرون نظراً لأن
هناك رغبة في البحث عن عمل يوفر دخلاً مناسباً ومستمراً للشخص، غير
أنه لا يحقق ذلك في بداية العمل في السينما
.
ورد بول بيكر على ذلك قائلاً إن من أحد الأشياء التي يمكن أن تسهم
في تقديم حل لذلك، تشجيع الشباب على دخول مجال السينما صغاراً، إذ
ليس عليهم البحث عن مصدر رزق في هذا التوقيت بقدر بحثهم عن مجال
يشبعون فيه ميولهم ويطورون مهاراتهم
.
وأشار بول إلى أن أصعب ما يواجه صناعة الأفلام الخليجية الناشئة هو
الإنتاج نظراً لأنه يتطلب الكثير من العناصر التي يصعب الوفاء بها،
مؤكداً أن أهم الرسائل التي يمكن أن تحل هذه المشكلة هو التوعية
وإلهام واستقطاب الشباب، مع الاهتمام بدعمهم من خلال إمدادهم
بالدعم والمساندة والتدريب اللازم ليحملوا شعلة التحديث ويقودوا
مسيرة التطوير السينمائي
.
وأضاف: من جانبنا مهتمون بدعم المنتجين إلى أقصى حد ونقدم دعماً
ملموساً لصناع السينما في الإمارات، وبرغم ما نواجه من صعوبات في
تطوير هذه الصناعة والبحث عن مصادر التمويل للأعمال السينمائية،
وتدريب الشباب وتوفير الوظائف المناسبة، إلا أن هناك تقصيراً في
الحفاظ على بعض الطاقات المبدعة لهؤلاء، ونسعى إلى سد هذه الفجوة
من خلال استقطاب شركات الانتاج من مختلف دول العالم حتى أنه بات
لدينا الآن 50 شركة إنتاج تعمل من مقارنا، لكن ما زلنا نسعى إلى
توفير عمل ثابت لهم حتى نضمن استمرارهم في العمل واستقطاب الكفاءات
المحلية
.
وأكد قائلاً: خلال المرحلة المقبلة سنعمل على إعطاء فرصة للمواطنين
للعمل في هذه الشركات وسنواصل استقطاب المزيد من شركات الإنتاج،
فضلاً عن التعاقد مع منتجي الأدوات السينمائية لجعل الأمر أسهل على
الراغبين في شراء هذه المواد، كما نسعى إلى الترويج لصناعة السينما
في الإمارات للحصول على الخبرة والمواهب التي تدعم توجهاتنا لدعم
هذه الصناعة
.
وقال سامر المرزوقي إن أهم مشكلات الافلام الناشئة نقص الأعمال
الدرامية الجيدة، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن صناعة الدراما
التلفزيونية أصبحت قومية نظراً لما تدره من موارد، لكن الفكرة
الأساسية كيف يمكن الدمج بين الجانبين (السينما والتلفزيون) على
مستوى الدراما حتى تأخذ السينما نفس حضور الدراما التلفزيونية، ومن
وجهة نظره تقديم ذلك مرتبط بالاتجاه نحو المشاهد لتقديم دراما
سينمائية هادفة تخاطب عقله ومشاعره وترتقي إلى مستوى ذوقه وإحساسه
.
وقال نواف الجناحي إننا ننتمي إلى ثقافة تحب الإطراء ومعظمه في
السينما يوجه إلى المخرج، فنحن في مواقع العمل غالباً ما نتعرض
لسؤال عن ماهية ما نعمل وعندما تقول للشخص إنك ممثل أو مصور أو
منتج يكون التساؤل الأول ولماذا لست مخرجاً، فللأسف البعض ليس لديه
التقدير للعمل في هذه الصناعة بناء على هذا المستوى من الفهم، ونحن
دائماً نقول لمن يسلك هذا الطريق لا تسعى إلى المجد ولكن دع المجد
يأتي اليك
.
وأضاف أن البعض لا يقدرون قيمة التخصصات الفنية في صناعة السينما
مع أن أجرها يكون أحياناً مرتفعاً، ومن ثم فإن الوقت حان للبدء،
لدينا مهرجان كبير مثل أبوظبي السينمائي، ونريد من الجميع أن يعلم
بأنه إذا أراد لعمله أن يكون منافساً فعليه ألا ينتظر طويلاً
وليسعى كي ينافس كمحترف
.
وأشار إلى أننا نحتاج إلى الدور المساند لصناعة السينما، وليس إلى
استعراض إعلامي، فلا يكفي أن نقدم في هذا المهرجان عملاً سينمائياً
ونأتي في المهرجان الذي يليه ونقدم عملاً آخر، وإنما يلزم الأمر
لنقول إننا نمتلك صناعة سينما إلى وجود مسار يمكن أن يتحرك من
خلاله الجميع بشكل أكثر تنظيماً
.
وقال إن أبرز ما تعاني فقدانه صناعة الأفلام في الخليج غياب دور
المنتج وفي بعض الأحيان ندرة وجوده، مع قلة العناصر الأخرى التي
تتطلبها هذه الصناعة، أضف إلى ذلك غياب التجارب الميدانية التي
تثري مهارات العاملين في السينما، مشيراً إلى عدم وجود مؤسسات تدرس
صناعة السينما بشكل عملي ومحترف ما يجعل هناك ضبابية في فهم الكثير
من الأدوار السينمائية، ولولا مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين لما
زلنا نحرث البحر
.
وتحدث المرزوقي عن غياب دور المرأة في هذه الصناعة قائلاً: "عندما
نتحدث عن المرأة ومساهمتها في العمل السينمائي ربما لا نتذكر سوى
اسمين هما نجوم الغانم ونايلة الخاجة، وهذا يدل على وجود نقص حاد
في مشاركة المرأة، مشيراً إلى أن ما ينقص الكثير من النساء اللاتي
يخضن مجال العمل السينمائي هو الاستمرارية"
.
عقب نواف الجناحي قائلاً: مسألة مشاركة المرأة تتعلق أكثر بالثقافة
لأن هناك الكثير من الأسر ترفض أن تعمل بناتهن في المجال
السينمائي، وهناك من يتحدث في الإعلام عن مشاركة المرأة الكبيرة
على سبيل المثال في المهرجان بأفلام كثيرة وهذا حقيقي، لكن كم من
هؤلاء النسوة يستمر في ممارسة العمل السينمائي؟، للأسف الكثير منهن
يختفي أثرهن بعد فترة بسيطة من العمل ولا يعدن إلى تكرار تجاربهن
ولا أعلم لماذا، وهنا أتكلم عن صانعي السينما الذين هم بحاجة إلى
تواجد للمرأة يساعد في رفد أعمالهم بالوجوه النسائية لأنه من دون
حضور قوي للمرأة ستظل هذه الصناعة بعيدة نسبياً عن تحقيق مرادها
.
الإمارات تقود القاطرة
سلط سامر الضوء على النقلة المهمة في مجال السينما في الامارات
خاصة، مشيراً إلى أنه منذ عشر سنوات كان التساؤل المطروح من قبل
بعض النقاد الصحافة العالمية هو كيف لبلد من دون صناعة سينما إقامة
مهرجان سينمائي، لتعود صحيفة "وورلد تريبيون" لتقول بعد عشر سنوات
إن مهرجان دبي السينمائي من أفضل عشرة مهرجانات في العالم
.
وقال إن هناك ضرورة للثقة في النفس والعمل بشكل مدروس ومخطط ومؤسسي
حتى نصل إلى المرحلة التي نتطلع إليها، مشيراً إلى أنه في مهرجان
دبي السينمائي عام 2004 كان لدينا أربعة أفلام فقط تعرض عالمياً
أول بينما في عام 2014 كان لدينا 70 فيلماً عالمياً للعرض الاول،
وفي حين كان عدد الحضور في مهرجان 2004 نحو 22 ألفاً، كان عدد
الحضور والمشاهدين في مهرجان 2014 وصل إلى 57 ألفاً، مشيراً إلى أن
إحدى نقاط القوة التي أدت إلى نجاح المهرجان جاء من التركيز على
سينما المنطقة
.
وأضاف سامر أن من أهم ما ينقصنا لتقدم صناعة الافلام الخليجية وجود
بناء مؤسسي كمعهد للسينما أو غيره يتقدم إليه المهتمون بهذه
الصناعة، ونحن في ذلك نحتاج لمسار جمعي لتطوير السينما في الإمارات
ودول الخليج من خلال وجود هيئة أو مؤسسة تقوم على رعاية هذه
الصناعة وتقديم كافة الدعم لها كصناعة قائمة بذاتها، فالمهرجانات
إن كانت تحتفي إلا أنها لا يمكن أن تقوم بدور هذه المؤسسة المعنية
بشكل كامل بكافة أمور العمل السينمائي إن وجدت، فنحن نحتاج إلى
طريقة أو مسار نتحرك منه ونعود إليه مثل بقية شركات الإنتاج في
العالم
.
تجري أحداثه في العام 1916
“ذيب” عمل أردني يقدم رؤية حديثة لوقائع قديمة
أبوظبي - فدوى إبراهيم:
يأخذنا المخرج الأردني ناجي أبو نوار إلى عالم بعيد في العام ،1916
عبر قصة حقيقية حولها إلى فيلم روائي طويل وحشد لبطولتها، على غير
العادة، أفراداً من العشائر، ليأخذ المشاهد عبر تلك الواقعية إلى
عالم مليء بالتشويق، استطاع بذكائه وحبه لموهبته لا خبرته أن يقدّم
فيلماً فتياً ممتعاً للأنظار ومغذياً للعقول، إنه "ذيب" الذي ينافس
ضمن مسابقة آفاق جديدة كأول تجربة روائية طويلة لمخرجه
.
أسهم في إنتاج "ذيب" صندوق سند في مرحلتي التصوير وما بعد الإنتاج،
عن سيناريو أبو نوار وباسل غندور، وإنتاج روبرت لويد من نور
بيكتشر، صورة أبونوار كانت مشوقة وممتعة للغاية، على غير ما يمكن
أن يتوقع مشاهد لقصة تدور أحداثها في ،1916 فقدم وجهاً مختلفاً
بعيداً عن التقليد لأفلام التاريخ، ناسجاً قصته بشخوص حقيقيين،
ومبهراً المشاهد بالصور وحركات قسمات الوجوه من دون الإكثار من
الحوار
.
تدور قصة الفيلم حول الصبي "ذيب" الذي يحرك حواسه وعينيه الفضول،
فيسعى للتعلم من أخيه الأكبر "حسين" كل تفاصيل الحياة، ولأنه يحب
أن يعرف كل شيء لا يكف عن الأسئلة ولا تكف عيناه ويداه عن
الاستكشاف، حتى يقدم على اللحاق بأخيه "حسين" في رحلة اصطحب فيها
إنجليزياً ودليلاً من العشائر ليوصلهم ببئر على طريق الحجاج، فما
كان من أخيه إلا أن نهره لكن عناده قاده للاستمرار معهم في الرحلة،
فضوله جعله يرى ما لم يكن يجب أن يراه طفل في عمره، قتال بين
المرتزقة العثمانيين آنذاك والثوار العرب والمغيرين من البدو، الذي
توفي على إثره من كان معهم وزج فيه ببئر ماء استطاع أن يخرج منها
ويبدأ رحلته وحيداً من دون أن يدرك كيف يتصرف . لكنه في النهاية
استطاع أن يختار النهاية الصحيحة
.
حول اختياره القصة ورمزيتها واختيار مؤدين من أبناء العشائر غير
المحترفين يقول أبونوار: "كنت أريد أن أكشف عن خصوصيات البيئة
البدوية وأنقل صورتها، ولذلك اخترت قصة واقعية مع بعض التغييرات
الضرورية، وكان هدفي أن يعيش المشاهِد تلك الأجواء ويغوص معي فيها
ويشعر بكل المشاعر التي أردت إيصالها، فتلك البيئة الغنية ما زالت
غير مستخدمة كثيراً سينمائياً، كما أردت أن أقول عبر الفيلم إن تلك
الفترة الزمنية من حياة العرب، وما كان يسودها من اضطراب وتوتر أثر
الاستعمار الذي سبقها وتبعها، ما زالت المرحلة التي نعيش آثارها
اليوم، وهي لذلك أهم مرحلة في تاريخ العرب وهي التي نسجت أحداث كل
ما جاء بعدها
.
أما رمزية القصة فلم أكن أنظر إليها بل كل همي كان نقل قصة مشوقة
للمشاهد، وربما يعتبرها البعض ذات رمزية سياسية إلا أنني أقول إنني
أبتعد عن كل فكرة أو تلميح يربط أعمالي بالسياسة
.
ولفت أبو نوار إلى أن قلة الحوار في الفيلم لم يكن إلا لأنه يعبر
عن أمرين أساسيين، أولهما أن البدو بطبعهم كانوا حين يتحدثون
يهدفون إلى تقصي الأخبار، ولذلك كان الحوار مقتصراً على ذلك، أما
الثاني فهو أنه ليس من الصحيح أن يقحم الكاتب والمخرج حواراً دون
أن يكون له سبب أو مغزى في الفيلم، ولذلك تم الاعتماد على الصورة
وتعابير الوجه للتعبير عن الكثير من المشاعر والأحداث
.
وبرغم أنه من مواليد بريطانيا إلا أنه لم ينقطع عن بيئته الأردنية
التي كان يزورها ويقيم فيها باستمرار، ومنذ 10 سنوات يقيم بشكل
دائم هناك، وأثرت بل استحوذت البيئة البدوية بأشعارها وقصصها
وطبيعتها على تفكير أبونوار المخرج الشاب، الذي حاكاها عبر فيلمه
الذي لا ينبئ إلا عن عشق من كتبه وأخرجه بصدق لتلك البيئة ولعمله
.
وأشار المنتج لويد حين سؤاله حول مدى شعوره بالمخاطرة حين الاعتماد
على قصة في فترة زمنية قديمة ومؤدين غير محترفين قائلاً: "كان كل
همي أن أؤدي عملي على أكمل وجه، وهذا ما يفعله كل منتج بأن يقدم
أفضل ما عنده، لرؤية المنتج الأخير بالشكل الذي يتمناه، كما أن
الجهد الذي بذل على العمل كان كبيراً ولذلك كان لابد من أن نتفاءل
بنتائجه"
.
الفيلم يفوز بجائزة "فارايتي"
فاز المخرج الأردني ناجي أبو نوار بجائزة "فارايتي" لأفضل مخرج من
الشرق الأوسط لهذا العام تقديراً له عن إنجاز فيلمه (ذيب) الذي
يتنافس في مسابقة (آفاق جديدة) بمهرجان أبوظبي السينمائي
.
وصور الفيلم الروائي الطويل الأول الذي حمل اسم البطل في الصحراء
الأردنية وقام ببطولته مجموعة من البدو من أهل المنطقة وتدور
أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى في مجتمع مغلق يكاد يفتح نوافذه
على التغيير كما يطرح أسئلة عن العلاقة بالاستعمار الذي كان يحتل
تلك المنطقة
.
فيلم موريتاني حاصل على جوائز عدة
“تومبكتو”
محاولة ناجحة لفضح الإرهاب
أبوظبي - "الخليج":
يمثل المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو السينما الموريتانية في
المهرجان هذا العام، ليقدم فيلمه الأخير "تومبكتو"، وينافس فيه ضمن
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم الذي أخرجه وأنتجه وكتب
قصته بالشراكة مع "كيسن نال"، حصد جوائز عدة إثر مشاركاته في أبرز
المهرجانات العالمية، وهو يدين التطرف الديني الذي دخل على مدينة
كانت تعيش تناغماً في تنوع ثقافاتها، فأضحى ينخر فيها حتى نشر فيها
التشتت واليتم والعوز، إلا أنه يختم فيلمه بالأمل الذي رسمه
بطريقته الخاصة برغم كل الأوجاع التي أفرزتها الصورة
.
يحدثنا سيساكو حول اختياره إنجاز فيلم عن الإسلام المتطرف قائلاً:
"تلعب السينما والفن بالعموم دوراً مهماً في رواية القصص الواقعية
التي تحيط به، وأنا أنتمي لمنطقة الساحل، وبالنسبة لي تومبكتو تعد
رمزاً للإسلام الذي تعلمت منه الكثير، فهو دين التسامح والحب،
احتجزه مجموعة أشخاص وشوهوا صورته في الداخل والخارج، وكان لزاماً
علي كفنان الدفاع عنه بأدواتي الخاصة"، ويشهد متابع الفيلم تنوع
الثقافات التي قدمها سيساكو على الشاشة، وهو تنوع لم يمنع
المتطرفين من الاستمرار في قمعهم للحياة بكل أشكالها، الضحكة،
الحب، الرحمة، السعادة، إلا أن سيساكو لم يجعل عمله يستسلم للتطرف
فختمه بالأطفال، لأنهم يمثلون الحياة واستمراريتها، وإن ترك الطفل
يموت يعني موت الحياة
.
وأوضح سيساكو إلى أن اختياره "تومبكتو" كان لأنها تمثل تماماً
فكرته، حيث يعيش مجموعة من الأشخاص والعوائل ضمن مكان واحد رغم
تنوع ثقافاتهم، وهنا يبين سيساكو بحسب قوله إن تنوع الثقافات في
المكان هي أصله والتطرف هو العنصر الدخيل عليه، حيث يشهد الفيلم
تمازج ثقافات عربية وأخرى متنوعة، كانوا كلهم يعيشون ضمن نسيج
واحد، فجاء التطرف ليقلب حياتهم ويفتتها ويشتتها، بالقتل والرجم
وقطع الأيدي وما إلى ذلك
.
وحول اختياره الطريقة المباشرة في طرح قضية المتطرفين وعلاقتهم
بالمحيط، أوضح سيساكو أن فكرة المخرج والسياق الذي يريد أن يوظف
فيه الفكرة هي التي تجعله ينسج قصة ما تبرز كل التفاصيل والأحداث
التي يريد إبرازها تماشياً مع الفكرة الرئيسية، ووجد بحسب قوله قصة
الرجل الذي يعيش مع أسرته ويقتل شخصاً بالخطأ ويعاقب على فعله ممن
نصب نفسه حكماً على العباد والبلاد لغة المخرج وطريقته لإيصال
الفكرة . وحول سؤاله عن صعوبات تمويل فيلمه بسبب حساسية موضوعه أكد
سيساكو أنه: "لم أجد صعوبة في تمويل، حيث قامت الدولة الموريتانية
بدعمه وتسهيل الكثير من الأمور الإنتاجية ومنها تصويره في "ولاتة"
التي تعد توأمة تومبكتو جغرافياً وبيئةً"
.
المشاهد للفيلم أياً كانت ثقافته ستصله المشاعر الإنسانية التي
أراد المخرج إيصالها، وسيعيش قصة كالتي نسمع بها ونعيشها يومياً
عبر وسائل الإعلام عن المتطرفين، وهذا ما يجعل مشاهد الفيلم يشعر
بانتمائه إليه وإلى الجميع، لكن هل كان هذا قصد المخرج الموريتاني
سيساكو، يخبرنا عن ذلك قائلاً: "سواء كان الفيلم موريتانياً أو
عربياً، فما يهمني هو رأي النقاد فيه ومدى الإحساس الذي يصل
للمشاهد ومقدار ما وصل من فكرة، أما الفيلم الموريتاني بالعموم
فاستطعت باسمي والموضوعات التي أطرحها أن أوصله للعالمية، خاصة وأن
"تومبكتو" ويصل لعدة مهرجانات عالمية منها "كان" السينمائي وغيره،
ومن الجميل أن أستطيع القول إنني أضأت السينما في بلدي، وأشاهد
الابتسامة والافتخار على وجه كل موريتاني حين يعرف أو يشاهد أفلامي
لأن ما أقدمه لهم ما هو إلا هدايا صغيرة"
.
الليلة العرض العالمي الأول ل”قراصنة سلا” الممول من “سند”
يقام اليوم العرض العالمي الأول للفيلم المدعوم من سند "قراصنة
سلا" للمخرجتين مريم عدو وروزا روجرز وذلك في فوكس 4 الساعة 15 .9
مساء ويحكي قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب يخالفون أعرافهم
المجتمعية بانضمامهم لسيرك يحاول أن يغير من حياتهم، ويمكن مشاهدة
عالم السيرك الساحر من خلال عيون هؤلاء الأطفال البهلوانيين
.
وبإمكان محبي السينما في أبوظبي حضور العرض الأول اليوم للفيلم
الروسي "لفاياثان" للمخرج اندريه زفياكنتسِف، والمشارك في مسابقة
الأفلام الروائية الطويلة . فقد حاز هذا الفيلم جائزة مهرجان لندن
السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان "كان" السينمائي
في وقت مسبق من هذا العام
.
ويحكي الفيلم قصة دراما تراجيدية عن الفساد والمظاهر المسلحة في
روسيا الحديثة، تقدم للمشاهد وجهة نظر صانعها أنه مهما كان المجتمع
الذي نعيش فيه اليوم، فإننا سنواجه يوماً ما خياراً بين أمرين: إما
أن نعيش عبيداً أو أحراراً، وسيكون المنتجان المشاركان في هذا
الفيلم وهما الكسندر رودنيانسكي وسيرغي ميلكوموف موجودين، إضافة
إلى الممثل ألكسيه سيريبرياكوف للتحدث مع الجمهور بعد العرض، علماً
أنه سبق أن تم عرض فيلم زفياكنتسِف الأسبق "إيلينا" في مهرجان
أبوظبي السينمائي للعام 2011
.
وتعرض اليوم أيضاً باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه "سيفاش"
الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي، هو
مشارك ضمن قسم مسابقة آفاق جديدة، وينقل المشاهد إلى العالم الدموي
وغير القانوني لرياضة قتال الكلاب في البراري الشرقية لتركيا . هذا
هو العرض الأول في العالم العربي، وسيكون في "فوكس 6" الساعة 45 .6
.
وضمن عروض مسابقة آفاق جديدة أيضاً يعرض الفيلم الفائز بجائزة
التحكيم الكبرى في مهرجان "كان" السينمائي، "العجائب" في "فوكس 6"
الساعة 15 .9 مساء من إخراج الإيطالية أليتشه رورواتشر، ويحكي قصة
أسرة ألمانية - إيطالية من مربي النحل وبخاصة غلسومينيا ذات
الأعوام ال12 وحكاية البلوغ والغياب التدريجي للعادات والتقاليد
الأسرية
.
نادي الشغب هو فيلم ناقد للطبقة الاجتماعية الارستقراطية الفاسدة
في بريطانيا، والتي تعيش ثراء وتسلطاً غير مشروطين، وهو من إخراج
الدنماركي لون شيرفيك ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
في المهرجان (فوكس 5 الساعة 30 .9)
.
أما ضمن قسم الأفلام الوثائقية لليوم، فيعرض فيلم "دبلوم وطني"
(فوكس 4 الساعة 45 .6 مساء) وهو باكورة المخرج ديودو حمادي، ويوثق
الفساد المنتشر في نظام التعليم في الكونغو وكيفية تقرير الشهادة
لسير حياة الطلاب، إما بالبقاء في حياة الفشل أو المضي قدماً،
وسيكون المخرج ومنتجة الفيلم ماري بالدوتشي موجودين للإجابة عن
أسئلة الجمهور بعد انتهاء العرض
.
ويعرض اليوم أيضاً الفيلم الجزائري- الفرنسي "إن شاء الله الأحد"
للمخرجة يامينا بنغيغي، وذلك ضمن برنامج السينما العربية في المهجر
التابع لقسم العروض الخاصة (فوكس 2 الساعة 30 .6 مساء)، والفيلم
الكلاسيكي "الرجل الذي أحب النساء" (فوكس 2 الساعة 30 .6 مساء)
أيضاً، وذلك ضمن العروض الخاصة وبالتحديد ضمن برنامج فرنسوا تروفو
.
كما يعرض فيلم "سلطة الطاقة" للمخرج الألماني هيوبرت كانافال (فوكس
1 الساعة 7 مساء) والذي يعرض قضية المشاكل التي تسببها الأساليب
البدائية في إنتاج الطاقة، سواء كانت من البترول أو الغاز أو
الطاقة النووية أو الهيدروإلكترونية، حيث تؤثر كل هذه الأساليب في
البيئة والإنسان وتتسبب بالأمراض وفقدان الوظائف وانقراض الكائنات
. ويقدم المخرج عبر الفيلم قصصاً توضح مصلحة الإنسان في حماية
البيئة عبر حقائق ودراسات وحوارات، وسيعرض ضمن قسم عروض السينما
العالية
.
وضمن العروض العالمية لليوم أيضاً، الفيلم الأمريكي "لعنة السدود"
ذو الإخراج السينمائي المدهش، وهو من إخراج بن نايت وترافيس رامل
ويحكي عن قضية السدود التي كانت في زمن سابق رموز فخر وطني، ويناقش
الفيلم إذا ما كانت هذه السدود تشكل خطراً على البيئة على المدى
الطويل . (فوكس 9 الساعة 9 مساء)
.
ويعرض اليوم أيضاً فيلم "يومان وليلة" ضمن قسم عروض السينما
العالمية، وهو من إخراج جان - بيار داردن ولوك داردن اللذين حازا
مرتين السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي، ويعرض في فوكس 1
الساعة 30 .9 بحضور الممثل فابريزيو رونجيون
.
لقاء صحفي
بإمكان الصحفيين الالتقاء بمخرجي الأفلام المشاركين في مسابقة
الأفلام القصيرة لهذا العام لالتقاط الصور وإجراء المقابلات، من
الساعة الواحدة ظهراً حتى الواحدة والنصف، وستكون أليس خروبي،
مبرمجة مسابقة الأفلام القصيرة، حاضرة أيضاً
.
ومن الساعة 30 .1 ظهراً حتى الثانية يجتمع صانعو الأفلام المشاركة
في مسابقة أفلام الإمارات، من أجل لقاء الصحافة أيضاً بما يعد فرصة
لا تفوت للتعرف على المواهب الصاعدة من دول الخليج العربي
. |