كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

{الشرق الأوسط} في مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 6:

عرض «القط» لإبراهيم البطوط.. و«الوادي» لغسان سلهب

المصري واقعي النبرة والأجواء والتمثيل..

واللبناني يتناول نهاية بيروت

أبوظبي: محمد رُضا

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

عندما باشر المخرج إبراهيم البطوط صنع الأفلام سنة 2005 منجزا فيلمه «إيثاكي»، لم يعِد أحدا بأنه سيتخلى عن منهجه المستقل في العمل والإنتاج، وعن منواله في سرد الحكاية بمعالجات تنتمي إلى ذاته أكثر من انتمائها إلى نوعية «ما يطلبه المشاهدون».

وفي فيلمه الجديد «القط» (الروائي الخامس له)، وهو الفيلم الذي شهد عرضه العالمي الأول في إطار مهرجان أبوظبي السينمائي المقام حاليا، ما زال على هذا الوعد.

على ذلك، يختلف «القط» عن أعماله السابقة في أكثر من جانب، لكنه ليس الاختلاف الذي يتراجع فيه عن سينماه. يختلف في أنه أكبر إنتاجا من ذي قبل، أكثر شمولا في ما يود استيحاءه من الظروف الاجتماعية وما يفرزه على الشاشة. يختلف أيضا في أنه حكاية قد تفسر على أنها بوليسية، في الوقت التي هي فيه تجسيد لحالات ملتصقة بالإنسان الحاضر زمانا ومكانا. إنه حكاية يقود شخصياتها القط (عمرو واكد): رجل يعيش في الجريمة. قاتل محترف ينفذ ما يقدم عليه وإن كان في النهاية يبدأ بالشعور بأن جرائمه باتت أكثر مما يستطيع لوجدانه أن يتحمله. ولو أنه سينفذ ما وعد به وسيقتل ذلك الشرير الذي يخطف الأولاد ليبيع أعضاءهم البدنية في السوق السوداء. لكن هذه لن تكون نهاية الرحلة. ما زال هناك الرأس الكبير، بل أكبر الرؤوس، كما يؤكد القط وهو يتحدث لمساعده الغجري (عمرو فاروق بحضور مدهم).

من بداية رائعة للقط وهو يمشي في السوق المزدحمة ليدخل سلسلة من الأزقة الممنوعة، إلى النهاية وهي تظهر القط وقد سار في ما قد يكون بداية حريته من أكبال الماضي، يمضي الفيلم بوتيرة واحدة لا تعرف التهاون. بعد تنفيذ عملية لمنفذ يتعامل وقتله في بعض شوارع القاهرة، ينطلق وراء الرئيس المدبر (صلاح حنفي) ليقتص منه. ما يحرك كل ذلك حقيقة أن ابنة القط كانت قد خطفت سابقا ولا يزال يعايش صعوبة التغلب على مأساته الشخصية المندمجة تماما مع مأساة الوجود في حياة تزداد صعوبة وسخونة.

رئيس العصابة يجسد كل الشرور التي لا يسمح القط لنفسه بالعبور إليها. إنه حالة متوحدة لشخص قد يكون مجرما لكنه ليس شريرا، مطلوبا من القانون لكنه ينفذ ما لا تقوم به، يقتل بلا هوادة (مشهد القتل الأول منفذ كما لو كان انقضاضه على الضحية باليه من العنف على قصره) لكنه لا يقتل للقتل وحده.

في المقابل، فإن شخصية رئيس العصابة هي البعد المظلم للبشر. وفي حين أن عمرو واكد لا يحتاج إلى توفير معادلات درامية خلال أدائه الشخصية، بل يثب إلى الدور بلا تردد وبثقة، فإن أداء صلاح حنفي (والفيلم من إنتاجهما معا) لا يقل تجسيدا للشخصية التي يؤديها. تشعر به وتخاف وجوده لو كان حقيقيا. شخص لا يمكن أن تثق به ولا أن تمنحه تعاطفا لكن، لو كان حقيقيا، لخفت مصافحته.

الشخصية الثالثة هي لمستوى أرفع من الشر. لدينا تلك التي يؤديها عمرو واكد والأخرى التي يؤديها صلاح حنفي ثم الثالثة التي يلعبها فاروق الفيشاوي. إنه ملاك الشر. الرجل الذي يحيط نفسه بتناقضات رمزية: يدخل الكنيس اليهودي والكنيسة المسيحية والمسجد، ليس متعبدا، بل مثل ملاك شر يحوم حول أماكن العبادة متمنيا لو كان يستطيع تقويضها. هذا قد يكون التفسير الأقرب أو قد لا يكون، والسبب هو أن السيناريو لا يعمد إلى كثير من التحليل. ليس لأنه يريد الغموض لذاته، بل لأن تواصله الداخلي بين الشخصيات كما بين الشخصية ومراجعها النفسية والعاطفية ليست مترابطة جيدا، وهذا ما يجعل المشاهد بعيدا بعض الشيء، في النهاية، عن الوصول إلى الأغراض الدفينة من وراء هذا الجهد.

* الواقع والواقعية

* لكن الفيلم بصريا باهر. إبراهيم البطوط يستفيد من الأماكن بطريقة قلما يستطيع مخرج الإلمام بها على هذا النحو. يوظفها دراميا وإن كان يستطيع أن يوظفها كعنصر تشويق وحركة لكنه لا يفعل. لذلك يهتم بتكوين الصورة على النحو الذي يخدم الرسالة وليس المشهد وحده. هناك ذلك المشهد الذي تتعقب فيه الكاميرا عمرو واكد في مطلع الفيلم وذلك الذي تتعقب الكاميرا (تصوير طارق حنفي) الممثلة سارة شاهين. في كلتا الحالتين تلحظ مدى ارتباط الفيلم بالمكان.

الكثير من الحضور هنا عاب على الفيلم ما سماه بـ«الاستخدام المفرط لمشاهد من شأنها تشويه سمعة مصر». إنها العبارة ذاتها التي طالما أطلقت على كل فيلم حاول التعامل مع الواقع. النقد الذي يتوجه إلى الفيلم عوض أن يتوجه إلى حيث يوجه الفيلم نقده: الوضع المعيش الذي أفرز، عبر كل هذه العقود، ما يعرضه الفيلم. الوضع الذي لا يتعامل مع قاذورات الأزقة، بل مع قاذورات الحياة التي خلت من الدوافع الأخلاقية.

عمرو واكد يقول لهذا الناقد: «أرد على هذا النقد بالقول إن أصحابه لا يمانعون وضع رؤوسهم في الرمال. إحدى المنتقدات سألتني: لماذا لا تدور الأحداث في الزمالك؟».

طبعا لا مكان للزمالك في هذا النوع من الأحداث، خصوصا ما إذا كانت مستمدة من هذا النوع من الواقع. وذكر الواقع يؤدي إلى الحديث عما إذا كان الفيلم، بشكل آلي، واقعيا. الحقيقة أن الواقعية شيء و«الواقع» شيء مختلف. «القط» واقعي النبرة والأجواء والتمثيل والتصوير (أحيانا، وعن قصد، ينفصل التصوير قليلا ليغير من ألوان المشهد ويفعل ذلك جماليا)، لكن كل هذه لا تعني أنه فيلم واقعي، لا من حيث مدرسته ولا من حيث أسلوب عمله.

«القط» في نهاية المطاف دراما عميقة تدخل في أنفس شخصياتها القليلة، ومن بين هذه الأنفس نفس الحياة العصرية في مصر اليوم. قد لا تكون الصورة وردية، لكنها مستوحاة من الواقع المعيش.

* على الهامش

* «الوادي» للبناني غسان سلهب عمل مختلف تماما، في كل شاردة وورادة، لكنه فيلم جيد في الوقت ذاته. ما يجمعه بالفيلم المصري أن الوصول إلى كل فحواه أمر يبقى صعبا. وفي الحالتين فإن جزءا من هذه الصعوبة مرده السيناريو وليس المعالجة أو اختيار المدرسة التي سينتمي إليها الفيلم.

هناك بداية لافتة في فيلم سلهب: نسمع - على شاشة سوداء - صوت رجل يخبرنا أنه أغمض عينيه وقرر أن يقود سيارته إلى الهاوية. نسمع هدير المحرك، ثم يتعالى الهدير، ثم نسمع صوت الارتطام. هذا كله قبل أن تكشف الكاميرا عن الشخص (كارلوس شاهين) الذي تكلم. هو الآن يقف عند قارعة طريق جبلية ينزف من جروحه الدم. لقد هوت السيارة وخرج منها مصابا لكن بأكثر من الجروح البادية: لقد فقد الذاكرة.

ليس بعيدا عنه على تلك الطريق سيارة تعطلت وفيها أربعة أشخاص (رجلان وامرأة). يتقدم من هؤلاء ويصلح عطل السيارة ثم يسقط أرضا بلا وعي. ينقلونه إلى مزرعة مغلقة يقف حرس عند بوابتها الكبيرة. وفيها مصنع كيماوي، لعله مصنع مخدرات - بل يجب أن يكون. هناك، بالإضافة إلى الحرس، رجل يبدو آمرا في مطلع الأمر (عوني قواص) لكنه ليس كذلك بعد قليل. ما يكشف عنه الفيلم هو أنه في هذه المزرعة - المخبأ لا وجود لآمر أو رئيس. الشخصيات متساوية ومعظمهم فنان في حرفته: أحدهم عالم كيميائي، وآخر فنان في الطبخ، وهناك رسامة، والجميع يتحلق حول هذا الغريب الذي فقد ذاكرته والذي يتمنى البعض لو لم يكن.

في هذا المكان المغلق والمجرد (الديكور من العناصر الرئيسية، فقط: كرسي، طاولة، سرير، الخ...) لا يحدث شيء لكن كل شيء في العالم المحيط يحدث فيه. إنه لبنان في كيان صغير. رمزيات شخصياته تطفو لتدين شعبا قرر أن يعيش على الهامش إلى أن تطيح به الأحداث.

في تطور مفاجئ وقاتم يتم محو بيروت بغارات وانفجارات. هؤلاء الناس الذين عاشوا مصاصي دماء على هامش المجتمع، لم يعد لديهم ما يعيشون عليه. سينتهون. أما الغريب الذي لم يبحث أحد عنه، فيتذكر: لقد عاد إلى لبنان بعد 10 سنوات من الغربة ليبحث لا عن الجذور وحدها بل عن المستقبل. غابت الذاكرة وعادت ليجد أنه لم يخسر شيئا ولم يربح شيئا أيضا.

يستخدم المخرج الإيقاع المتمهل لسرد حياة غير متسارعة. اللقطة قد تستمر طويلا لأن الإيقاع هو واحد من سبل المخرج لفتح الباب أمام المشاهد لكي يدخل الحدث ويتشرب منه. تقنيا، لديه ذلك الحس التجريبي البارز. بعض المشاهد تعبر عنه بوضوح مثل ذلك المشهد المبكر في الفيلم حين تصل السيارة إلى البلدة القريبة: الكاميرا خارج السيارة على وجه فاقد الذاكرة الجالس إلى النافذة. على النافذة نرى انعكاسات المحيط الطبيعي. في الوقت ذاته هناك صورة ثالثة (مدمجة) لكاميرا تصور البلدة وهي تبتعد كما لو أن السيارة تغادرها، لكن المشهد الرئيس الذي يحمل كل هذه الصور (لنسمِّه الصورة الأولى أو الأصلية) مأخوذ للسيارة وهي تدخل، ما يجعل المشهد يعبر عن تناقض الحركة والحركة المضادة.

الجوانب التقنية ناجحة عموما، لكن الكتابية فيها قدر ملحوظ من الاتكال على استنتاج المشاهد للمعرفة. لكي يفعل ذلك عليه أن يتابع ويفهم، لكن هذا الفهم يبقى في الأساس محدودا نظرا لغموض الدوافع والشخصيات، ما يترك المشاهد حائرا هنا وهناك. هذا ما يعرفه المخرج تماما فيقول لي: «أنا دائما ما توجهت إلى الجمهور الهامشي. أفلامي هي أفلام تقع في نطاق الهامشية، وهذا ما أردته لنفسي منذ البداية».

الشرق الأوسط في

29.10.2014

 
 

مصنع الأحلام يولد من جديد فى أفلام أبو ظبى

رسالة أبوظبى خالد محمود

لم أنس يوما ما قالته لى النجمة الايطالية الكبيرة كلوديا كاردينالى، خلال لقائى بها العام الماضى، بمهرجان أبو ظبى السينمائى حيث قالت «السينما هى مصنع الأحلام».. منذ ذلك الحين وأنا أبحث فى كل فيلم أشاهده عن الحلم، حتى لو كان مشروعا أو غير مشروع، واقعيا أم خياليا، قاسيا أم غير ذلك.

وفى مهرجان أبو ظبى هذا العام أمسكت بخيوط كثيرة لأحلام بالقطع ستكون مؤثرة على متلقيها، وأنا منهم، وربما ستغير من مفاهيم كثيرة لمواقفهم فى الحياة، هذا على مستوى حكايات وقصص الأفلام وما توحى به، بينما هناك أحلام أخرى مدهشة لأساليب فنية ورؤى سينمائية ملهمة ومتجددة ومتمردة أيضا على مفردات سينمائية سكنت الفن السابع سنوات.

ومن هذه الأفلام التى قدمها مهرجان أبو ظبى فى مسابقة آفاق جديدة، تحفة المخرج الألمانى ديتريش بروجمان «دروب الصليب» والحائز على جائزة أفضل سيناريو بمهرجان برلين السينمائى الأخير، وقد شهد العمل اقبالا جماهيريا كبيرا بفضل حلمه الذى أطلقه كالسهم فى القلوب المهمومة بالفضيلة لدرجة كبيرة من القدسية، والتى تؤمن إيمانا راسخا بأن الشهوات الدنيوية تقتل الطهارة وبالتالى تظل حائرا بين عالمين مثل بطلتنا ماريا التى حاولت أمها إخضعاها بشكل مبالغ فيه لتعاليم الطقوس الدينية الكاثوليكية بشكل متشدد، وهو ما شكل عائقا نفسيا أمام مراهقتها.

فالفيلم الذى شاهدته للمرة الثانية، وهو يستحق، يصور فتاة «جسدتها باقتدار الممثلة ليا فان اكين.. تحيا حياة معذبة داخل أسرة كاثوليكية تعيش فى جنوب المانيا، حيث تقوم تلك الأسرة بتربية ابنتها فى بيئة دينية صارمة ربما تشعر معها أحيانا بوصولها لدرجة التطرف.

ويعرض الفيلم عبر سيناريو محبك للغاية، الصراع الذى تقع فيه الفتاة الحسناء صغيرة السن بين تعاليم رجل دين صارم وبين صبى يدعوها للتدريب على الموسيقى فى كنيسة أكثر انفتاحا، وذلك عبر أربعة عشر محطة أو دربا أو مشاهد مطولة استعرض فيها السيناريو بقسوة أجوائه وصوره القاسية ووجوم وجوه أبطاله الخلاف بين ما تريده الام لابنتها من حياة كلاسيكية معقدة وملتزمة، وبين رغبة الفتاة وحلمها فى أن تعيش بمشاعرها حياة طبيعية مثل كل البنات، وتكون الصدمة أن يقوى شعور الرفض داخل الفتاة لتموت فى النهاية التى تشكل بحق صدمة للمجتمع، والرسالة الانسانية تتضح معالمها عبر اسلوب بروجمان السينمائى القوى، بإيقاعه البطىء المقصود حتى يمنحك فرصة للتأمل فيما تسمع من حوار وتشاهد من مواقف وهى الرسالة التى تتجلى بشكل اخر فى تصريح المخرج نفسه عندما التقيته فى برلين «نذهب إلى الكنيسة ثم نستمتع بحياتنا ووقتنا».

جسدت فصول الفيلم لغة سينمائية شديدة الحبكة وقد صاغها بروجمان واخته انا بروجمان، وأداء غلب عليه الطابع النفسى بين وعظ الأم وتساؤلات المدرس حول الحياة ورفض البنت للتقاليد، وقد ركزت الكاميرا على تعبيرات الوجوه أكثر وكلها عناصر امتزجت بصورة سينمائية معبرة عن صراع عادات الأجيال، وهو ما تجسد فى رفض الابنة أن تبتسم فى الصورة الجماعية للأسرة التى ارادتها الأم، وكأنها ترفض الانخراط فى واقع أسرتها وبالتالى نهاية الحياة.

الفيلم تحفة سينمائية وأعتقد أن أبطاله ليا فان اكين، وفرانسيسكا فايستر وفلوريان ستير وستيز هانس قد سلموا واستسلموا لنظرية المخرج وإحساسه فى تناول تلك القصة، وربما يقترب العمل من الكمال لأن مخرجه كاتب وموسيقى ومصور.

«المطلوبون الـ١٨»

الحلم الآخر طرحه الفيلم الفلسطينى «المطلوبون الـ١٨»، الذى يشارك فى مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بمهرجان أبو ظبى، وهذه المرة كان صوت الحلم بالحرية عاليا وجليا، فالقضية هنا ليست قضية شخص بل قضية وطن بأكمله ينتفض ضد الاحتلال، والبطل هو شعب يسعى لإقرار مصيره.

فى الفيلم يستعيد مخرجاه الفلسطينى عامر شوملى والكندى بول أحداثا حقيقية من الانتفاضة الأولى «1987-1991» حيث يلاحق الجيش الإسرائيلى 18 بقرة، اعتُبر انتاجها للحليب من قبل جمعية أهليّة فلسطينية تهديدا للأمن القومى الإسرائيلى، فقد خشت اسرائيل أن تنتشر فكرة مقاطعة المنتجات الاسرائيلية وخلق اقتصاد بديل ومن أن تنمو فى أماكن أخرى من الاراضى المحتلة وتأخذ ابعادا جديدة.

العمل قدم بأسلوب سينمائى ساخر ومرح مزج بين الوثائقى والتحريك، وبصورة تجولت بين الواقعية والفانتازيا لترصد جانبا من المقاومة الشعبية والعصيان المدنى ضد الاحتلال أثناء تلك الفترة، وذلك من خلال قصة الأبقار التى قرر أهالى بلدة بيت ساحور شراءها من كيبوتس اسرائيلى وإنشاء مزرعة ووضعها فيها ابان الانتفاضة بهدف تحقيق نوع من الاستقلال الاقتصادى ومقاطعة البضائع والمنتجات الاسرائيلية كخطوة من سياق العصيان المدنى ضد دفع الضرائب لسلطة الاحتلال، حيث ثار الفلسطينيون وقرروا عدم دفع أى ضريبة لحكومة إسرائيل.

حلم الاستقلال تطلب فكرا وثقافة خاصة فى التعامل، وأيضا تطلب مزيد من التضحيات وقد بدأت الحكاية بتوجه عدد من الأهالى إلى إحدى المزارع الإسرائيلية داخل الأراضى المحتلة عام 48 لشراء الأبقار التى تظهر وهى تقرأ الصحف، وتستمع للإذاعة الإسرائيلية، وتصاب فى البداية بهلع عندما تعلم بصفقة بيعها للفلسطينيين، وتصل الأبقار إلى «بيت ساحور»، ويعلم جيش الاحتلال بخبر المزرعة، ويأمر الحاكم العسكرى بإزالتها كونها تشكل خطرا على أمن الدولة، خاصة بعد أن أطلق على حليبها «حليب الانتفاضة».

لكن أهالى القرية يقومون بتهريب الأبقار التى بدت كبشر لها مشاعر وأحاسيس، لكل منها شخصيتها الخاصة وكذلك عالمها، وإخفائها فى البيوت، ويلجأون لحيل عديدة تجعل المحتل حائرا، ويستعرض الفيلم مشاهد من تصريحات رابين الذى يؤكد أن الفلسطينيين سيخضعون فى النهاية لدفع الضرائب، وهنا يدين الفيلم عبر شهادات أهالى بيت ساحور وأبطال عملية انتاج اللبن من الابقار الـ١٨ اتفاق أوسلو، الذى يظهره الفيلم على أنه أحبط الانتفاضة وكسر روح المقاومة.

وفى مشهد سينمائى رائع يتساءل أحد من يدلون بشهاداتهم عن المرحلة: كيف يقيم الناس احتفالات بالاتفاق الذى قضى على مفهوم الدولة وأخرس الألسنة وأعاق المقاومة؟، وعبر عدة مشاهد ساخرة نجح فيها المخرجان نرى جيش الاحتلال وهو يقوم بتصوير الأبقار قبل اختفائها، وكل واحدة معلق بها رقم مثل المتهمين والملاحقين سياسيا، وفى فترة لاحقة يقومون بلصق بوسترات لصورهم على حوائط كل شوارع الحى، لمن يتعرف عليهم يبلغ عنهم، ويعلنون حظر التجوال مرات عديدة.

ومع رحلة المطاردة يكتشف الأبقار الـ18 التى تعلمت كره الفلسطينيين فى المزرعة الإسرائيلية، أن الفلسطينيين هم من يحاولون إنقاذ حياتها لكن وبعد قرار القضاء عليهن قالت إحداهن: «لقد خذلنا الفلسطينيون مثلما خذلنا الإسرائيليون»، وكان ذلك بعد اعتقالهم.

الحوارات والشخصيات كانت ذكية وذلك الانتقال السلس بين التحريك والواقعى، كما يقول الناقد السينمائى انتشال التميمى، كان مناسبا للغاية وفى محله، وبالقطع منح هذا النهج تشويقا خاصا ونظرة جديدة ورؤية مختلفة فى طرح لقضية سبق أن طرحت مرات عديدة، وهو هنا أيضا بمثابة تحية للنضال الواعى لأهالى المنطقة الذين يملكون ثقافة خاصة تؤهلهم لمثل هذا العمل، الذى من شأنه ان يكسر الاحتلال فى لحظة ما، لأن الشعوب المحتلة تملك الكثير من الذكاء الذى يؤلها للتحرر، وهو ما ظهر فى الفيلم بشهادات وافعال عدد من الشخصيات الحقيقية ممن لا يزالون على قيد الحياة، سواء من الفلسطينيين أو حتى من الاسرائيليين والذين سمعنا احدهم يقول «لو انا مكان الفلسطينيين لفعلت مثلهم».

وثق هذا الفيلم مرحلة مهمة من تاريخ النضال الفلسطينى، لا تزال مستمرة حتى اليوم على الرغم من أن كثيرين اعتقدوا أن اتفاقية أوسلو قد خطّت نهايتها، فى اشارة اخرى لإدانة عرفات، الذى خاض مفاوضات سرية مع اسرائيل برعاية امريكية مباشرة، لوقف الصراع مقابل اعتراف اسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعى والوحيد للقضية الفلسطينية.

وقد اتخذ الشوملى دور الراوى فى الفيلم. فكان راويا من داخل وخارج الحدث. ترك مسافة بينه وما يحصل من وقائع، لكنه فى الوقت نفسه ينتمى إلى القصة باعتباره أحد أحفادها، وما كان منه إلا أن بدأ الرواية من أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين فى سوريا، عندما كان طفلا صغيرا يسمع من والده قصصا عن فلسطين تبلورت فى ذهنه بطريقة فانتازية، فرضتها المسافة البعيدة.

الشروق المصرية في

29.10.2014

 
 

ندوة مستقبل الأفلام الناشئة

صناعة السينما الخليجية ولادة متعسرة

أبوظبي - عادل رمزي:

على هامش المهرجان سلطت ندوة "مستقبل صناعة الأفلام الخليجية الناشئة" الضوء على التحديات التي تواجه هذه الصناعة ومستقبل تطورها، وعما إذا كانت صناعة الأفلام الخليجية قد دخلت مرحلة ما بعد البدايات أم أنها لا تزال تضع قدماً وتؤخر أخرى نحو عمل مؤسسي يجمع أعمال هذه السينما ضمن إطار هادف ومستمر .

الجلسة التي أدارها محمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة ذا ناشيونال بحضور كل من المخرج نواف الجناحي، وعادل الجابري مسؤول البرامج في المهرجان، وسامر المرزوقي مدير التسويق في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وبول بيكر من "إنتاج" بالمنطقة الإعلامية الحرة في أبوظبي، شهدت أطروحات عديدة عن واقع الأفلام أو السينما الخليجية بشكل عام والتحديات التي تقف خلف إنتاج الأفلام الخليجية، حيث قال الجابري إن مشكلة الأفلام أو السينما الخليجية تتعلق بجودة هذه الأعمال وما تحتوية من مضمون، لأن القصة التي يعكسها الفيلم السينمائي إذا لم تكن جيدة لن تستطيع الصمود في سوق العروض أمام المنافسة القوية من أفلام السينما العالمية، مشيراً إلى أن ذلك من أبرز التحديات، حيث إن بعض الأعمال تأتي خالية من المضمون القوي ما يزيد من معاناة السينما الخليجية التي تبحث عن نقطة ضوء، ومع ذلك فإن بعض الأعمال التي قدمت في هذا الإطار أثبتت مقدرة على تقديم قصة ومضون جيد .

وأشار إلى أن من أبرز التحديات أيضاً عدم رضا الشباب عن العمل في وظائف أقل من مدير الإنتاج أو الإخراج أو غيره من المناصب الرفيعة في العمل السينمائي، مؤكداً أن هناك حاجة إلى جهود كبيرة لتغيير هذه الثقافة من أجل رفد هذا المجال بالعديد من المواهب في ظل وجود نقص كبير من المشتغلين بالعمل السينمائي في تخصصات صناعة السينما .

وتحدث عن نقطة أخرى تتعلق بمسألة الموارد المالية، مشيراً إلى أن أغلب ممن يتصدون للعمل في هذا المجال غالباً لا يستمرون نظراً لأن هناك رغبة في البحث عن عمل يوفر دخلاً مناسباً ومستمراً للشخص، غير أنه لا يحقق ذلك في بداية العمل في السينما .

ورد بول بيكر على ذلك قائلاً إن من أحد الأشياء التي يمكن أن تسهم في تقديم حل لذلك، تشجيع الشباب على دخول مجال السينما صغاراً، إذ ليس عليهم البحث عن مصدر رزق في هذا التوقيت بقدر بحثهم عن مجال يشبعون فيه ميولهم ويطورون مهاراتهم .

وأشار بول إلى أن أصعب ما يواجه صناعة الأفلام الخليجية الناشئة هو الإنتاج نظراً لأنه يتطلب الكثير من العناصر التي يصعب الوفاء بها، مؤكداً أن أهم الرسائل التي يمكن أن تحل هذه المشكلة هو التوعية وإلهام واستقطاب الشباب، مع الاهتمام بدعمهم من خلال إمدادهم بالدعم والمساندة والتدريب اللازم ليحملوا شعلة التحديث ويقودوا مسيرة التطوير السينمائي .

وأضاف: من جانبنا مهتمون بدعم المنتجين إلى أقصى حد ونقدم دعماً ملموساً لصناع السينما في الإمارات، وبرغم ما نواجه من صعوبات في تطوير هذه الصناعة والبحث عن مصادر التمويل للأعمال السينمائية، وتدريب الشباب وتوفير الوظائف المناسبة، إلا أن هناك تقصيراً في الحفاظ على بعض الطاقات المبدعة لهؤلاء، ونسعى إلى سد هذه الفجوة من خلال استقطاب شركات الانتاج من مختلف دول العالم حتى أنه بات لدينا الآن 50 شركة إنتاج تعمل من مقارنا، لكن ما زلنا نسعى إلى توفير عمل ثابت لهم حتى نضمن استمرارهم في العمل واستقطاب الكفاءات المحلية .

وأكد قائلاً: خلال المرحلة المقبلة سنعمل على إعطاء فرصة للمواطنين للعمل في هذه الشركات وسنواصل استقطاب المزيد من شركات الإنتاج، فضلاً عن التعاقد مع منتجي الأدوات السينمائية لجعل الأمر أسهل على الراغبين في شراء هذه المواد، كما نسعى إلى الترويج لصناعة السينما في الإمارات للحصول على الخبرة والمواهب التي تدعم توجهاتنا لدعم هذه الصناعة .

وقال سامر المرزوقي إن أهم مشكلات الافلام الناشئة نقص الأعمال الدرامية الجيدة، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن صناعة الدراما التلفزيونية أصبحت قومية نظراً لما تدره من موارد، لكن الفكرة الأساسية كيف يمكن الدمج بين الجانبين (السينما والتلفزيون) على مستوى الدراما حتى تأخذ السينما نفس حضور الدراما التلفزيونية، ومن وجهة نظره تقديم ذلك مرتبط بالاتجاه نحو المشاهد لتقديم دراما سينمائية هادفة تخاطب عقله ومشاعره وترتقي إلى مستوى ذوقه وإحساسه .

وقال نواف الجناحي إننا ننتمي إلى ثقافة تحب الإطراء ومعظمه في السينما يوجه إلى المخرج، فنحن في مواقع العمل غالباً ما نتعرض لسؤال عن ماهية ما نعمل وعندما تقول للشخص إنك ممثل أو مصور أو منتج يكون التساؤل الأول ولماذا لست مخرجاً، فللأسف البعض ليس لديه التقدير للعمل في هذه الصناعة بناء على هذا المستوى من الفهم، ونحن دائماً نقول لمن يسلك هذا الطريق لا تسعى إلى المجد ولكن دع المجد يأتي اليك .

وأضاف أن البعض لا يقدرون قيمة التخصصات الفنية في صناعة السينما مع أن أجرها يكون أحياناً مرتفعاً، ومن ثم فإن الوقت حان للبدء، لدينا مهرجان كبير مثل أبوظبي السينمائي، ونريد من الجميع أن يعلم بأنه إذا أراد لعمله أن يكون منافساً فعليه ألا ينتظر طويلاً وليسعى كي ينافس كمحترف .

وأشار إلى أننا نحتاج إلى الدور المساند لصناعة السينما، وليس إلى استعراض إعلامي، فلا يكفي أن نقدم في هذا المهرجان عملاً سينمائياً ونأتي في المهرجان الذي يليه ونقدم عملاً آخر، وإنما يلزم الأمر لنقول إننا نمتلك صناعة سينما إلى وجود مسار يمكن أن يتحرك من خلاله الجميع بشكل أكثر تنظيماً .

وقال إن أبرز ما تعاني فقدانه صناعة الأفلام في الخليج غياب دور المنتج وفي بعض الأحيان ندرة وجوده، مع قلة العناصر الأخرى التي تتطلبها هذه الصناعة، أضف إلى ذلك غياب التجارب الميدانية التي تثري مهارات العاملين في السينما، مشيراً إلى عدم وجود مؤسسات تدرس صناعة السينما بشكل عملي ومحترف ما يجعل هناك ضبابية في فهم الكثير من الأدوار السينمائية، ولولا مهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين لما زلنا نحرث البحر .

وتحدث المرزوقي عن غياب دور المرأة في هذه الصناعة قائلاً: "عندما نتحدث عن المرأة ومساهمتها في العمل السينمائي ربما لا نتذكر سوى اسمين هما نجوم الغانم ونايلة الخاجة، وهذا يدل على وجود نقص حاد في مشاركة المرأة، مشيراً إلى أن ما ينقص الكثير من النساء اللاتي يخضن مجال العمل السينمائي هو الاستمرارية" . 

عقب نواف الجناحي قائلاً: مسألة مشاركة المرأة تتعلق أكثر بالثقافة لأن هناك الكثير من الأسر ترفض أن تعمل بناتهن في المجال السينمائي، وهناك من يتحدث في الإعلام عن مشاركة المرأة الكبيرة على سبيل المثال في المهرجان بأفلام كثيرة وهذا حقيقي، لكن كم من هؤلاء النسوة يستمر في ممارسة العمل السينمائي؟، للأسف الكثير منهن يختفي أثرهن بعد فترة بسيطة من العمل ولا يعدن إلى تكرار تجاربهن ولا أعلم لماذا، وهنا أتكلم عن صانعي السينما الذين هم بحاجة إلى تواجد للمرأة يساعد في رفد أعمالهم بالوجوه النسائية لأنه من دون حضور قوي للمرأة ستظل هذه الصناعة بعيدة نسبياً عن تحقيق مرادها .

الإمارات تقود القاطرة

سلط سامر الضوء على النقلة المهمة في مجال السينما في الامارات خاصة، مشيراً إلى أنه منذ عشر سنوات كان التساؤل المطروح من قبل بعض النقاد الصحافة العالمية هو كيف لبلد من دون صناعة سينما إقامة مهرجان سينمائي، لتعود صحيفة "وورلد تريبيون" لتقول بعد عشر سنوات إن مهرجان دبي السينمائي من أفضل عشرة مهرجانات في العالم .

وقال إن هناك ضرورة للثقة في النفس والعمل بشكل مدروس ومخطط ومؤسسي حتى نصل إلى المرحلة التي نتطلع إليها، مشيراً إلى أنه في مهرجان دبي السينمائي عام 2004 كان لدينا أربعة أفلام فقط تعرض عالمياً أول بينما في عام 2014 كان لدينا 70 فيلماً عالمياً للعرض الاول، وفي حين كان عدد الحضور في مهرجان 2004 نحو 22 ألفاً، كان عدد الحضور والمشاهدين في مهرجان 2014 وصل إلى 57 ألفاً، مشيراً إلى أن إحدى نقاط القوة التي أدت إلى نجاح المهرجان جاء من التركيز على سينما المنطقة .

وأضاف سامر أن من أهم ما ينقصنا لتقدم صناعة الافلام الخليجية وجود بناء مؤسسي كمعهد للسينما أو غيره يتقدم إليه المهتمون بهذه الصناعة، ونحن في ذلك نحتاج لمسار جمعي لتطوير السينما في الإمارات ودول الخليج من خلال وجود هيئة أو مؤسسة تقوم على رعاية هذه الصناعة وتقديم كافة الدعم لها كصناعة قائمة بذاتها، فالمهرجانات إن كانت تحتفي إلا أنها لا يمكن أن تقوم بدور هذه المؤسسة المعنية بشكل كامل بكافة أمور العمل السينمائي إن وجدت، فنحن نحتاج إلى طريقة أو مسار نتحرك منه ونعود إليه مثل بقية شركات الإنتاج في العالم .

تجري أحداثه في العام 1916

“ذيب” عمل أردني يقدم رؤية حديثة لوقائع قديمة

أبوظبي - فدوى إبراهيم:

يأخذنا المخرج الأردني ناجي أبو نوار إلى عالم بعيد في العام ،1916 عبر قصة حقيقية حولها إلى فيلم روائي طويل وحشد لبطولتها، على غير العادة، أفراداً من العشائر، ليأخذ المشاهد عبر تلك الواقعية إلى عالم مليء بالتشويق، استطاع بذكائه وحبه لموهبته لا خبرته أن يقدّم فيلماً فتياً ممتعاً للأنظار ومغذياً للعقول، إنه "ذيب" الذي ينافس ضمن مسابقة آفاق جديدة كأول تجربة روائية طويلة لمخرجه .

أسهم في إنتاج "ذيب" صندوق سند في مرحلتي التصوير وما بعد الإنتاج، عن سيناريو أبو نوار وباسل غندور، وإنتاج روبرت لويد من نور بيكتشر، صورة أبونوار كانت مشوقة وممتعة للغاية، على غير ما يمكن أن يتوقع مشاهد لقصة تدور أحداثها في ،1916 فقدم وجهاً مختلفاً بعيداً عن التقليد لأفلام التاريخ، ناسجاً قصته بشخوص حقيقيين، ومبهراً المشاهد بالصور وحركات قسمات الوجوه من دون الإكثار من الحوار

تدور قصة الفيلم حول الصبي "ذيب" الذي يحرك حواسه وعينيه الفضول، فيسعى للتعلم من أخيه الأكبر "حسين" كل تفاصيل الحياة، ولأنه يحب أن يعرف كل شيء لا يكف عن الأسئلة ولا تكف عيناه ويداه عن الاستكشاف، حتى يقدم على اللحاق بأخيه "حسين" في رحلة اصطحب فيها إنجليزياً ودليلاً من العشائر ليوصلهم ببئر على طريق الحجاج، فما كان من أخيه إلا أن نهره لكن عناده قاده للاستمرار معهم في الرحلة، فضوله جعله يرى ما لم يكن يجب أن يراه طفل في عمره، قتال بين المرتزقة العثمانيين آنذاك والثوار العرب والمغيرين من البدو، الذي توفي على إثره من كان معهم وزج فيه ببئر ماء استطاع أن يخرج منها ويبدأ رحلته وحيداً من دون أن يدرك كيف يتصرف . لكنه في النهاية استطاع أن يختار النهاية الصحيحة .

حول اختياره القصة ورمزيتها واختيار مؤدين من أبناء العشائر غير المحترفين يقول أبونوار: "كنت أريد أن أكشف عن خصوصيات البيئة البدوية وأنقل صورتها، ولذلك اخترت قصة واقعية مع بعض التغييرات الضرورية، وكان هدفي أن يعيش المشاهِد تلك الأجواء ويغوص معي فيها ويشعر بكل المشاعر التي أردت إيصالها، فتلك البيئة الغنية ما زالت غير مستخدمة كثيراً سينمائياً، كما أردت أن أقول عبر الفيلم إن تلك الفترة الزمنية من حياة العرب، وما كان يسودها من اضطراب وتوتر أثر الاستعمار الذي سبقها وتبعها، ما زالت المرحلة التي نعيش آثارها اليوم، وهي لذلك أهم مرحلة في تاريخ العرب وهي التي نسجت أحداث كل ما جاء بعدها .

أما رمزية القصة فلم أكن أنظر إليها بل كل همي كان نقل قصة مشوقة للمشاهد، وربما يعتبرها البعض ذات رمزية سياسية إلا أنني أقول إنني أبتعد عن كل فكرة أو تلميح يربط أعمالي بالسياسة .
ولفت أبو نوار إلى أن قلة الحوار في الفيلم لم يكن إلا لأنه يعبر عن أمرين أساسيين، أولهما أن البدو بطبعهم كانوا حين يتحدثون يهدفون إلى تقصي الأخبار، ولذلك كان الحوار مقتصراً على ذلك، أما الثاني فهو أنه ليس من الصحيح أن يقحم الكاتب والمخرج حواراً دون أن يكون له سبب أو مغزى في الفيلم، ولذلك تم الاعتماد على الصورة وتعابير الوجه للتعبير عن الكثير من المشاعر والأحداث

وبرغم أنه من مواليد بريطانيا إلا أنه لم ينقطع عن بيئته الأردنية التي كان يزورها ويقيم فيها باستمرار، ومنذ 10 سنوات يقيم بشكل دائم هناك، وأثرت بل استحوذت البيئة البدوية بأشعارها وقصصها وطبيعتها على تفكير أبونوار المخرج الشاب، الذي حاكاها عبر فيلمه الذي لا ينبئ إلا عن عشق من كتبه وأخرجه بصدق لتلك البيئة ولعمله

وأشار المنتج لويد حين سؤاله حول مدى شعوره بالمخاطرة حين الاعتماد على قصة في فترة زمنية قديمة ومؤدين غير محترفين قائلاً: "كان كل همي أن أؤدي عملي على أكمل وجه، وهذا ما يفعله كل منتج بأن يقدم أفضل ما عنده، لرؤية المنتج الأخير بالشكل الذي يتمناه، كما أن الجهد الذي بذل على العمل كان كبيراً ولذلك كان لابد من أن نتفاءل بنتائجه" .

الفيلم يفوز بجائزة "فارايتي"

فاز المخرج الأردني ناجي أبو نوار بجائزة "فارايتي" لأفضل مخرج من الشرق الأوسط لهذا العام تقديراً له عن إنجاز فيلمه (ذيب) الذي يتنافس في مسابقة (آفاق جديدة) بمهرجان أبوظبي السينمائي .

وصور الفيلم الروائي الطويل الأول الذي حمل اسم البطل في الصحراء الأردنية وقام ببطولته مجموعة من البدو من أهل المنطقة وتدور أحداثه خلال الحرب العالمية الأولى في مجتمع مغلق يكاد يفتح نوافذه على التغيير كما يطرح أسئلة عن العلاقة بالاستعمار الذي كان يحتل تلك المنطقة .

فيلم موريتاني حاصل على جوائز عدة

تومبكتو” محاولة ناجحة لفضح الإرهاب

أبوظبي - "الخليج":

يمثل المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو السينما الموريتانية في المهرجان هذا العام، ليقدم فيلمه الأخير "تومبكتو"، وينافس فيه ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، الفيلم الذي أخرجه وأنتجه وكتب قصته بالشراكة مع "كيسن نال"، حصد جوائز عدة إثر مشاركاته في أبرز المهرجانات العالمية، وهو يدين التطرف الديني الذي دخل على مدينة كانت تعيش تناغماً في تنوع ثقافاتها، فأضحى ينخر فيها حتى نشر فيها التشتت واليتم والعوز، إلا أنه يختم فيلمه بالأمل الذي رسمه بطريقته الخاصة برغم كل الأوجاع التي أفرزتها الصورة

يحدثنا سيساكو حول اختياره إنجاز فيلم عن الإسلام المتطرف قائلاً: "تلعب السينما والفن بالعموم دوراً مهماً في رواية القصص الواقعية التي تحيط به، وأنا أنتمي لمنطقة الساحل، وبالنسبة لي تومبكتو تعد رمزاً للإسلام الذي تعلمت منه الكثير، فهو دين التسامح والحب، احتجزه مجموعة أشخاص وشوهوا صورته في الداخل والخارج، وكان لزاماً علي كفنان الدفاع عنه بأدواتي الخاصة"، ويشهد متابع الفيلم تنوع الثقافات التي قدمها سيساكو على الشاشة، وهو تنوع لم يمنع المتطرفين من الاستمرار في قمعهم للحياة بكل أشكالها، الضحكة، الحب، الرحمة، السعادة، إلا أن سيساكو لم يجعل عمله يستسلم للتطرف فختمه بالأطفال، لأنهم يمثلون الحياة واستمراريتها، وإن ترك الطفل يموت يعني موت الحياة

وأوضح سيساكو إلى أن اختياره "تومبكتو" كان لأنها تمثل تماماً فكرته، حيث يعيش مجموعة من الأشخاص والعوائل ضمن مكان واحد رغم تنوع ثقافاتهم، وهنا يبين سيساكو بحسب قوله إن تنوع الثقافات في المكان هي أصله والتطرف هو العنصر الدخيل عليه، حيث يشهد الفيلم تمازج ثقافات عربية وأخرى متنوعة، كانوا كلهم يعيشون ضمن نسيج واحد، فجاء التطرف ليقلب حياتهم ويفتتها ويشتتها، بالقتل والرجم وقطع الأيدي وما إلى ذلك .

وحول اختياره الطريقة المباشرة في طرح قضية المتطرفين وعلاقتهم بالمحيط، أوضح سيساكو أن فكرة المخرج والسياق الذي يريد أن يوظف فيه الفكرة هي التي تجعله ينسج قصة ما تبرز كل التفاصيل والأحداث التي يريد إبرازها تماشياً مع الفكرة الرئيسية، ووجد بحسب قوله قصة الرجل الذي يعيش مع أسرته ويقتل شخصاً بالخطأ ويعاقب على فعله ممن نصب نفسه حكماً على العباد والبلاد لغة المخرج وطريقته لإيصال الفكرة . وحول سؤاله عن صعوبات تمويل فيلمه بسبب حساسية موضوعه أكد سيساكو أنه: "لم أجد صعوبة في تمويل، حيث قامت الدولة الموريتانية بدعمه وتسهيل الكثير من الأمور الإنتاجية ومنها تصويره في "ولاتة" التي تعد توأمة تومبكتو جغرافياً وبيئةً" .

المشاهد للفيلم أياً كانت ثقافته ستصله المشاعر الإنسانية التي أراد المخرج إيصالها، وسيعيش قصة كالتي نسمع بها ونعيشها يومياً عبر وسائل الإعلام عن المتطرفين، وهذا ما يجعل مشاهد الفيلم يشعر بانتمائه إليه وإلى الجميع، لكن هل كان هذا قصد المخرج الموريتاني سيساكو، يخبرنا عن ذلك قائلاً: "سواء كان الفيلم موريتانياً أو عربياً، فما يهمني هو رأي النقاد فيه ومدى الإحساس الذي يصل للمشاهد ومقدار ما وصل من فكرة، أما الفيلم الموريتاني بالعموم فاستطعت باسمي والموضوعات التي أطرحها أن أوصله للعالمية، خاصة وأن "تومبكتو" ويصل لعدة مهرجانات عالمية منها "كان" السينمائي وغيره، ومن الجميل أن أستطيع القول إنني أضأت السينما في بلدي، وأشاهد الابتسامة والافتخار على وجه كل موريتاني حين يعرف أو يشاهد أفلامي لأن ما أقدمه لهم ما هو إلا هدايا صغيرة" .

الليلة العرض العالمي الأول ل”قراصنة سلا” الممول من “سند”

يقام اليوم العرض العالمي الأول للفيلم المدعوم من سند "قراصنة سلا" للمخرجتين مريم عدو وروزا روجرز وذلك في فوكس 4 الساعة 15 .9 مساء ويحكي قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب يخالفون أعرافهم المجتمعية بانضمامهم لسيرك يحاول أن يغير من حياتهم، ويمكن مشاهدة عالم السيرك الساحر من خلال عيون هؤلاء الأطفال البهلوانيين .

وبإمكان محبي السينما في أبوظبي حضور العرض الأول اليوم للفيلم الروسي "لفاياثان" للمخرج اندريه زفياكنتسِف، والمشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة . فقد حاز هذا الفيلم جائزة مهرجان لندن السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان "كان" السينمائي في وقت مسبق من هذا العام .

ويحكي الفيلم قصة دراما تراجيدية عن الفساد والمظاهر المسلحة في روسيا الحديثة، تقدم للمشاهد وجهة نظر صانعها أنه مهما كان المجتمع الذي نعيش فيه اليوم، فإننا سنواجه يوماً ما خياراً بين أمرين: إما أن نعيش عبيداً أو أحراراً، وسيكون المنتجان المشاركان في هذا الفيلم وهما الكسندر رودنيانسكي وسيرغي ميلكوموف موجودين، إضافة إلى الممثل ألكسيه سيريبرياكوف للتحدث مع الجمهور بعد العرض، علماً أنه سبق أن تم عرض فيلم زفياكنتسِف الأسبق "إيلينا" في مهرجان أبوظبي السينمائي للعام 2011 .

وتعرض اليوم أيضاً باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه "سيفاش" الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي، هو مشارك ضمن قسم مسابقة آفاق جديدة، وينقل المشاهد إلى العالم الدموي وغير القانوني لرياضة قتال الكلاب في البراري الشرقية لتركيا . هذا هو العرض الأول في العالم العربي، وسيكون في "فوكس 6" الساعة 45 .6 .

وضمن عروض مسابقة آفاق جديدة أيضاً يعرض الفيلم الفائز بجائزة التحكيم الكبرى في مهرجان "كان" السينمائي، "العجائب" في "فوكس 6" الساعة 15 .9 مساء من إخراج الإيطالية أليتشه رورواتشر، ويحكي قصة أسرة ألمانية - إيطالية من مربي النحل وبخاصة غلسومينيا ذات الأعوام ال12 وحكاية البلوغ والغياب التدريجي للعادات والتقاليد الأسرية .

نادي الشغب هو فيلم ناقد للطبقة الاجتماعية الارستقراطية الفاسدة في بريطانيا، والتي تعيش ثراء وتسلطاً غير مشروطين، وهو من إخراج الدنماركي لون شيرفيك ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان (فوكس 5 الساعة 30 .9) .

أما ضمن قسم الأفلام الوثائقية لليوم، فيعرض فيلم "دبلوم وطني" (فوكس 4 الساعة 45 .6 مساء) وهو باكورة المخرج ديودو حمادي، ويوثق الفساد المنتشر في نظام التعليم في الكونغو وكيفية تقرير الشهادة لسير حياة الطلاب، إما بالبقاء في حياة الفشل أو المضي قدماً، وسيكون المخرج ومنتجة الفيلم ماري بالدوتشي موجودين للإجابة عن أسئلة الجمهور بعد انتهاء العرض .

ويعرض اليوم أيضاً الفيلم الجزائري- الفرنسي "إن شاء الله الأحد" للمخرجة يامينا بنغيغي، وذلك ضمن برنامج السينما العربية في المهجر التابع لقسم العروض الخاصة (فوكس 2 الساعة 30 .6 مساء)، والفيلم الكلاسيكي "الرجل الذي أحب النساء" (فوكس 2 الساعة 30 .6 مساء) أيضاً، وذلك ضمن العروض الخاصة وبالتحديد ضمن برنامج فرنسوا تروفو .

كما يعرض فيلم "سلطة الطاقة" للمخرج الألماني هيوبرت كانافال (فوكس 1 الساعة 7 مساء) والذي يعرض قضية المشاكل التي تسببها الأساليب البدائية في إنتاج الطاقة، سواء كانت من البترول أو الغاز أو الطاقة النووية أو الهيدروإلكترونية، حيث تؤثر كل هذه الأساليب في البيئة والإنسان وتتسبب بالأمراض وفقدان الوظائف وانقراض الكائنات . ويقدم المخرج عبر الفيلم قصصاً توضح مصلحة الإنسان في حماية البيئة عبر حقائق ودراسات وحوارات، وسيعرض ضمن قسم عروض السينما العالية .

وضمن العروض العالمية لليوم أيضاً، الفيلم الأمريكي "لعنة السدود" ذو الإخراج السينمائي المدهش، وهو من إخراج بن نايت وترافيس رامل ويحكي عن قضية السدود التي كانت في زمن سابق رموز فخر وطني، ويناقش الفيلم إذا ما كانت هذه السدود تشكل خطراً على البيئة على المدى الطويل . (فوكس 9 الساعة 9 مساء) .

ويعرض اليوم أيضاً فيلم "يومان وليلة" ضمن قسم عروض السينما العالمية، وهو من إخراج جان - بيار داردن ولوك داردن اللذين حازا مرتين السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي، ويعرض في فوكس 1 الساعة 30 .9 بحضور الممثل فابريزيو رونجيون .

لقاء صحفي

بإمكان الصحفيين الالتقاء بمخرجي الأفلام المشاركين في مسابقة الأفلام القصيرة لهذا العام لالتقاط الصور وإجراء المقابلات، من الساعة الواحدة ظهراً حتى الواحدة والنصف، وستكون أليس خروبي، مبرمجة مسابقة الأفلام القصيرة، حاضرة أيضاً .

ومن الساعة 30 .1 ظهراً حتى الثانية يجتمع صانعو الأفلام المشاركة في مسابقة أفلام الإمارات، من أجل لقاء الصحافة أيضاً بما يعد فرصة لا تفوت للتعرف على المواهب الصاعدة من دول الخليج العربي .

الخليج الإماراتية في

29.10.2014

 
 

اعتبر الأدوار التي تُعرض عليه تقلّل من رصيده الفني

حسن يوسف: أرفض أن أكـــون «ضيف شرف»

إيناس محيسن ـــ أبوظبي

قال الفنان حسن يوسف، إن عدم ظهوره على الساحة حالياً يرجع إلى عدم وجود أدوار تناسب عمره في الأعمال الفنية العربية، وإن الأدوار التي تعرض عليه أدوار «ضيف شرف»، لكنها تقلل من رصيده الفني والجماهيري، ولذلك يرفضها.

وأشار يوسف، الذي حلّ ضيفاً على مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الحالية لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن كتّاب الدراما العرب لا يهتمون بكتابة أدوار للمرحلة العمرية التي يمر بها، فهم نادراً ما يتحمسون للكتابة للممثل بعد تجاوزه مرحلة الفتى الأول، على العكس من الوضع في الغرب، حيث تكتب نصوص مخصوصة للفنانين الكبار أمثال مارلون براندو وروبرت دينيرو وغيرهما

وقال الفنان المصري، الذي اعتزل لسنوات قبل أن يعود للأضواء مرة أخرى، إن معظم المهرجانات العربية تتشابه في الطابع العام وتختلف في الشكل، ولكن أهم ما تقدمه هذه المهرجانات انها تخرج بالسينما من حالة المحلية، وتتيح للفنانين من مختلف الجنسيات والثقافات التلاقي والتعارف. وعلى المدى البعيد تخلق روحاً تغلب على الثقافة العامة، وفرصاً للتعاون المشترك، وهي فائدة كبيرة جداً

واعتبر يوسف أن السينما المصرية ستشهد في الفترة المقبلة مرحلة إعادة ترتيب أوراقها. وأوضح: «قبل 2011، كان لدينا خريطة للسينما وشركات انتاج متعددة تقدم قدراً لابأس به من الأعمال سنوياً، إلى أن جاءت فترة حكم (الإخوان المسلمين)، التي توقف فيها الفن بشكل عام، وحالياً وبعد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم مصر، بدأت الحياة تعود إلى حالتها الطبيعية، فأصيبت السينما بحالة تشبه حالة شخص منع عنه الطعام لأيام عدة، ثم وضعت أمامه مائدة عليها أصناف مختلفة بطريقة عشوائية، وأصيب بحالة تخمة

وقال الفنان المخضرم إن الدراما باتت تحتاج إلى تهذيب بعد أن تجاوزت الخطوط الحمراء، وتناست ان التلفزيون يدخل البيوت ويتابعه الصغير والكبير. «فقد تضمنت أعمال رمضان الماضي ألفاظاً يجب ألا تقال في الشارع، فكيف عندما تقال في البيوت، وفي شهر رمضان. وتصحيح هذا الوضع لابد أن يأتي من صنّاع الدراما انفسهم، وان يضعوا في الاعتبار النقد الذي يوجه إليهم، أيضاً على الفنان أن يرفض المشاركة في هذا الوضع، ويرفض أن يتلفظ بالألفاظ الخارجة والشتائم الجارحة التي ترد في النص، أما رقابة التلفزيون فهي ضعيفة، لأن الحلقات تعرض عليها قبيل العرض، وبعد ان يتم التعاقد بين الفضائيات والمنتج بالفعل، ولا يكون لدى الرقابة الوقت لمشاهدة ما يعرض عليها بتأنٍ». 

وعن أدوار «الولد الشقي»، التي ارتبط بها، أشار إلى أنه لم يتوقف عند شخصية الولد الشقي خفيف الظل، وتطور مع تقديم العمر من دون عقد أو رغبة في التمسك بهذه المكانة، لافتاً إلى حبه للأجيال الجديدة وتشجيعه لهم، وسعادته بتقديم النصيحة لمن يسأله منهم، مثلما قام اخيراً بتهنئة أحمد السقا، على فيلمه الجديد «الجزيرة 2»، «خصوصاً ان عمر ابني من هذه الأجيال، وهذا دور الفنان عندما يتعدى الشباب، يجب ألا يتوقف عن هذه المرحلة أو يأخذ موقفاً سلبياً من الشباب». 

أما عن تجربته في مجال الإنتاج فقال: «الممثل الناجح يلجأ إلى الإنتاج عندما يكون لديه عمل جيد يحمل وجهة نظر معينة، ولا يجد من ينتج له هذا العمل، وأول فيلم أنتجه كان يتناول قصة هجرة الشباب، والاعتقاد السائد لديهم بأنهم سيجدون في الخارج العمل والحياة المرفهة بسهولة، وكانت تدور أحداث الفيلم في أكثر من بلد، ولذا تخوف المنتجون من تقديمه رغم الرسالة التي يحملها، فقمت بإنتاجه، وبعد ذلك تعددت الأفلام التي تصور مشاهدها في دول مختلفة». 

وذكر يوسف أن علاقته بالإخراج بدأت فترة متقدمة من مشواره الفني، تحديداً في فترة الثمانينات، وأضاف: «لم أكتف بحب الإخراج، لكن كنت أتابع المخرجين الكبار الذين عملت معهم مثل صلاح أبوسيف، وحسن الإمام، وفطين عبدالوهاب، وغيرهم، وأراقب اسلوبهم في التعامل مع الفيلم، ولأني لم أكن أرغب في تقليد أي منهم، وكنت أبحث عن اسلوبي الخاص، قمت بدراسة الإخراج دراسة حرة، كما كنت أحرص على حضور مهرجان كان السينمائي، ومشاهدة الأفلام التي تعرض فيه، لان كل فيلم فيه بمثابة مدرسة. كما درست المونتاج والتصوير لأتعرف إلى جميع المراحل، وأخذت عهداً على نفسي أن اعتزل الإخراج إذا فشل أول فيلم أخرجه، وللأسف الشديد نجح، لأن جميع المخرجين أخذوا موقفاً تجاهي ورفضوا عرض أدوار علي بعد نجاحي في الإخراج، فاضطررت إلى ان انتج فيلماً جديداً وأخرج فيلماً آخر». 

واعتبر أن الأعمال التي قدمها هي أفلام تستحق ان تكون في مكتبته، حيث كان حريصاً على عدم تقديم أفلام لا يندم عليها في ما بعد أو يرغب في نسيانها.

وعن أفلام قدمها وغير راضٍ عنها؛ قال: «كممثل من الطبيعي أن أقدم الجيد والضعيف، ولكن غالبية ما قدمته من الأعمال الجيدة، لكن في مسيرة الإخراج والإنتاج لم أقدم أعمالاً ضعيفة، ربما فيلم واحد أخرجته من انتاج صديق، هو «ليلة لا تنسى»، وللأسف كان المنتج بخيلاً ولم يقدم الإمكانات اللازمة ليخرج الفيلم بالمستوى المطلوب، ولم اكن راضياً عنه»، مشيراً إلى أن هناك فرقاً بين عدم توافر الإانتاج الكافي، وبين تقديم عمل بإنتاج قليل، وهو ما تقوم عليه السينما المستقلة.

«مَن شابه أباه»

يبدو أن مثل «مَنْ شابه أباه فما ظلم»، سينطبق على الفنان المصري حسن يوسف، وابنه الفنان عمر، حيث أشار الفنان المخضرم إلى أن ابنه الفنان عمر، الذي شارك في عدد من الأعمال الفنية، أحدثها مسلسلا «المرافعة»، و«فرق توقيت»، اختار الطريق الصعب في التمثيل، مؤكداً أنه يرفض أدوار هزّ الوسط، التي بات يقدمها عدد غير قليل من أبناء جيله.

وشدّد الفنان المصري المخضرم على ضرورة ترتيب خريطة الفن، لاسيما الأعمال الدرامية التي يبحث كثيرون عن المكسب من خلالها، بغض النظر عن مضمونها الضعيف، وابتعادها عن الفن الحقيقي.

«كلنا معاً» حاز إشادات وحظي بتفاعل كبير

«إيمج نيشن» نحو المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية

أبوظبي ـــ الإمارات اليوم

كشفت «إيمج نيشن» أبوظبي، أمس، عن خططها لصناعة المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، خصوصاً بعد النجاح الذي شهده أول أفلامها، الذي قدم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، مؤكدة في الوقت ذاته تشجيع الإماراتيين لطرح أفكارهم، لاسيما التي تجسد لحظات مهمة من تاريخ الدولة.

ويروي فيلم «كلنا معاً» التحديات التي واجهها الأطفال المتوحدون في الإمارات، أثناء مشاركتهم في التدريبات لتقديم عرض موسيقي، وكان العرض العالمي الأول للفيلم السبت الماضي، ونال قدراً كبيراً من الإشادة والإعجاب من المشاهدين ووسائل الإعلام على حد سواء.

وقال الرئيس التنفيذي في «إيمج نيشن»، مايكل غارين، إن شركة الإنتاج السينمائي في أبوظبي تخطط للتوجه نحو صناعة المزيد من الأفلام والمسلسلات الوثائقية خلال الأعوام المقبلة، لافتاً إلى ضرورة قيام الإماراتيين بطرح أفكارهم لهذه المشروعات.

وأضاف «يتجلى هدفنا في تأهيل أصحاب المواهب في مجال الأفلام الوثائقية، إلى جانب سعينا لتسجيل أجزاء من التاريخ المحلي، وتقديم القضايا التي تتمتع بقدر كبير من الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي، كما أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة للإماراتيين والعرب لتقديم أفكارهم وطرحها أمامنا».

وتابع «توجد العديد من القصص التي يمكن عرضها، لكننا بحاجة لمساعدة المواطنين للتعرف إليها. وبفضل الردود المشجعة التي تلقاها فيلم (كلنا معاً)، فإننا متشوقون للاطلاع على مزيد من هذه القصص وتحويلها إلى أفلام».

وتعمل «إيمج نيشن» في الوقت الحالي على إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، منها فيلم يروي قصة تأهل منتخب الإمارات لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا.

كما أعلنت الشركة خلال الأسبوع الماضي تقديم فيلم بعنوان «حتى آخر طفل»، ويسلط هذا الوثائقي الضوء على انتشار مرض شلل الأطفال في باكستان، والمساعي الرامية إلى التخلص منه. وسيكون العرض العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان نيويورك للأفلام الوثائقية خلال نوفمبر.

وفي عام 2013، كانت «إيمج نيشن» قد أعلنت صناعة فيلم عن حياة الناشطة ملالا يوسف زاي، الحائزة جائزة نوبل للسلام. وسيتولى المخرج الحائز جائزة الأوسكار ديفيس غوغنهايم صناعة الفيلم الذي تنتجه شركة والتر آند لوري باركس، وتشارك في تمويله بارتيسيبانت ميديا.

وأشار غارين إلى التطور الذي تشهده صناعة الأفلام الوثائقية في «إيمج نيشن»، موضحاً «تعد شعبة الأفلام الوثائقية واحدة من الفرق العديدة التي تسهم في تأكيد دورنا والتزامنا تجاه صناعة السينما في الإمارات. ولقد تلقينا ردوداً إيجابية كثيرة عند عرض فيلم (كلنا معاً) ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي، كما أننا نتطلع الآن لعرض فيلم (حتى آخر طفل)، بالإضافة الى الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة ملالا خلال الأشهر المقبلة».

وأضاف «لقد شهد قسم الأفلام الوثائقية تطوراً وازدهاراً هائلين خلال الأشهر القليلة الماضية. ومع اكتمال تنفيذ فيلمين واستمرار العمل في فيلم ثالث، فإننا فخورون للغاية بما يقدمه جميع أعضاء الفريق. هذا دليل على التطور التي تشهده صناعة الأفلام المحلية، من أجل وضع الإمارات في مكانة بارزة في هذه الصناعة».

وكجزء من التزام «إيمج نيشن» باكتشاف المواهب المحلية، تم توسيع نطاق مسابقة استوديو الفيلم العربي، مع تخصيص برنامج للأفلام الوثائقية.

وكانت المسابقة جزءاً من مهرجان أبوظبي السينمائي لهذا العام، حيث طرح المشاركون أفكار أفلامهم أمام لجنة تحكيم تتكون من عدد من الأسماء البارزة مثل توم روبرتس مخرج فيلم «حتى آخر طفل»، وهاني فارسي الرئيس التنفيذي لمجموعة كورنيش، وإليشيا غونزاليز من «إيمج نيشن»، ودانييل بيريسي، رئيسة شعبة الأفلام الوثائقية.

وسيتم الإعلان عن اسم الفائز خلال العام المقبل، وسيفوز بدورة تدريب في شبعة الأفلام الوثائقية في «إيمج نيشن»، لينطلق بمسيرته المهنية في مجاله المفضل.

الإمارات اليوم في

30.10.2014

 
 

في جلسة حوارية تناولت آلية تسويق الأفلام

متخصصون يبحثون ما بعد إنجاز الفيلم القصير

متابعة - عبير يونس

«ماذا بعد إنجاز الفيلم القصير؟» إنه سؤال تطلبت الإجابة عنه جلسة حوارية شارك فيها بن تومسون من مهرجان تريبكا، وأليس خروبي من مهرجان كان، وفايكة هونيه من مهرجان الفيلم السينمائي في برلين، ونينا رودريفيس من الفيلم الدولي في المكسيك، وأقيمت الجلسة يوم أول من أمس، في فندق قصر الإمارات، وأدار الحوار المخرج الإماراتي خالد المحمود الذي طرح العديد من الأسئلة على المتحدثين، في محاولة منه لتعريف الحضور المعنيين بالخطوات الصحيحة والمراحل الصحيحة لأجل تسويق أفلامهم.

الخطوات الأولى

قال بن تومسون: يجب الدخول إلى العديد من المواقع على الإنترنت من أجل مشاهد صور وأفلام، والتعرف على كيفية صناعة الفيلم، فهناك الكثير من الصناع الذين وضعوا أفلامهم على اليوتيوب ولاقت نجاحا كبيرا. ورأى: أنه كلما كانت ميزانية الفيلم منخفضة كلما قلت قيمته الإنتاجية وقلت بالتالي فرصه في الفوز، فهناك معايير محددة بالأساس لقبول الأفلام في المنافسة.

وأوضح: يجب التعرف على المهرجانات الموجودة، وكيفية إنفاق المجهود، والتفكير بطريقة واقعية من أجل الدخول في مهرجان ما. ونوه بأن الفيلم أول ما يحتاجه إلى منتج، وممثل أساسي، ومصور محترف. ونصح بضرورة أخذ المزيد من الصور خلال العمل على الفيلم. لأنه من الممكن استخدامها فيما بعد.

وعن المشاركة في المهرجان قال حين يرسل الفيلم غالبا ما يكتب تقرير عنه، وتوضع بيانات مختلفة من أجل أن نعرف أكثر عن صناعته. وأخيرا أشار إلى قلة الأفلام الإماراتية القصيرة التي تشارك في «تريبكا».

المشاركة بالمهرجانات

وشددت أليسا خروبي على أهمية معرفة ما الذي يقدمه الآخرون من أفلام. وقالت: من الضروري أيضا معرفة ما هي طبيعة الأفلام التي تعرض في المهرجانات. كما حذرت من عدم عرض الأفلام على اليوتيوب وهو ما يفقدها فرصة المشاركة في المهرجانات.

وأوضحت لا يجب وضعها إلا بعد سنتين من عرضها في المهرجان. وأشارت بأنه عند تقديم الفيلم القصير للمهرجان يجب أن لا تتخطى مدته الـخمس عشرة دقيقة. ومن واقع تجربتها قالت: لا أقرأ شيئا من بيانات الفيلم بل أحرص على مشاهدته.

وقالت فايكة هونيه: يجب التفكير بتقديم الأفــــضل من أجل أن يكون هناك فرصة لدخول المســـابقة، والأهم هنا وجود المنتج. وأضافت: في برلين كثيرا ما ندعم المواهب، وفي أسبوع واحد نلتقي العديد من الأشخاص. وأوضحت كثيرا ما نتكلم عن إنتاج مشـــترك ولقاء أشخاص يوفر العديد من الفــــرص المثيرة للاهتمام.

وعن التحضيرات الأولى قالت نينا رودريفيس: من المهم منذ البداية التفكير بوضع استراتيجية للعمل عليها، والأهداف من الفيلم والجمهور المعني. وأشارت إلى الحضور إلى المهرجان في حال تم اختيار الفيلم للمنافسة، وقالت: بعد اختيار الفيلم، والحضور إلى المهرجان تتوفر فرص كثيرة لمشاهدة العديد من الأفلام والاجتماع بالكثير من المعنيين بصناعة الأفلام.

وأوضحت يجب الاهتمام جيدا بما يقال عن الفيلم المشارك وتقبل جميع الآراء السلبية والإيجابية.

11 فيلماً لطلبة وخريجات «أميركية الشارقة»

جان يجب أن لا تتخطى مدته الـخمس عشرة دقيقة. ومن واقع تجربتها قالت: لا أقرأ شيئا من بيانات الفيلم بل أحرص على مشاهدته.

وقالت فايكة هونيه: يجب التفكير بتقديم الأفضل من أجل أن يكون هناك فرصة لدخول المسابقة، والأهم هنا وجود المنتج. وأضافت: في برلين كثيرا ما ندعم المواهب، وفي أسبوع واحد نلتقي العديد من الأشخاص. وأوضحت كثيرا ما نتكلم عن إنتاج مشترك ولقاء أشخاص يوفر العديد من الفرص المثيرة للاهتمام.

وعن التحضيرات الأولى قالت نينا رودريفيس: من المهم منذ البداية التفكير بوضع استراتيجية للعمل عليها، والأهداف من الفيلم والجمهور المعني. وأشارت إلى الحضور إلى المهرجان في حال تم اختيار الفيلم للمنافسة، وقالت: بعد اختيار الفيلم، والحضور إلى المهرجان تتوفر فرص كثيرة لمشاهدة العديد من الأفلام والاجتماع بالكثير من المعنيين بصناعة الأفلام. وأوضحت يجب الاهتمام جيدا بما يقال عن الفيلم المشارك وتقبل جميع الآراء السلبية والإيجابية.

حضور

حضر الجلسة الحوارية الكثير من المعنيين في صناعة الأفلام، بالأخص الطالبات المشاركات في مسابقة أفلام من الإمارات، خاصة وأن الحوار يجيب عن تساؤلاتهم بشأن الطرق الصحيحة للمشاركة وتحقيق الفوز في منافسات المهرجانات.

شخصيات جديدة في «منصور» الثاني

نحاول في الموسم الثاني من المسلسل الكارتوني «منصور» أن نخاطب شريحة أكبر من الأطفال في أنحاء العالم العربي، هذا ما أوضحه راشد الهرمودي صاحب فكرة المسلسل الكرتوني الهادف «منصور» والمنتج المنفذ: خلال طاولة مستديرة عقدت في أروقة مهرجان أبوظبي السينمائي، بحضور طارق منير، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا واليونان وقبرص في «تيرنر برود كاستنغ»، وآدم خواجة، مدير الإبداع في «نتورك ستوديوز آرابيا»

قيم التراث

قال راشد الهرمودي: سيجمع «منصور» المسلسل الكرتوني الإماراتي الذي حقق شعبية كبير، عناصر الكوميديا وشخصيات من جنسيات مختلفة وقصصاً هادفة تتمحور حول تراث وقيم المجتمع في دولة الإمارات ومنطقة الخليج العربي. وأشار إلى أن إبراز سمات شخصية «منصور» تهدف إلى التأثير بشكل إيجابي في أساليب حياتهم الصحية وتشجيعهم على الاهتمام بالعمل في قطاعات المعرفة وتعميق جذور الهوية الثقافية لديهم.

وقال ستواصل شركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، أهدافها كي يشمل كافة أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمساعدة قناة «كارتون نتورك بالعربية»، حيث تستفيد هذه الشراكة من خبرات الإنتاج لقناة «كارتون نتورك ستوديوز أرابيا» الشهيرة عالمياً.

وقال: هناك خطوط حمراء لا نتجاوزها في قصة «منصور» بما يصب بمصلحة الأطفال. فالقصة التي يكتبها كاتب مقيم في لندن، يعربها فريق مختص. وأشار إلى وجود شخصية جديدة في الموسم الجديد، وهي شخصية «تركي» من السعودية. إلى جانب تطوير شخصية «شما» لكي نخاطب شريحة أوسع. وأوضح: حقق «منصور» الكرتوني شعبية ازدادت بشكل كبير منذ بدء بثه. وسيتابع الموسم الثاني من المسلسل نجاحاته معتمداً على القاعدة الجماهيرية، ومنها تطبيق «منصور رن» على الهواتف المتحركة، والذي شهد مليوناً و200 ألف عملية تحميل منذ تم تطويره من قبل مصممين وفنانين من أكاديمية «كارتون نتورك» للرسوم المتحركة، التي تحتضنها «تو فور 54».

كارتون عربي

عبر طارق منير، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا واليونان وقبرص في «تيرنر برود كاستنغ» عن أهمية الشراكة لكارتون نتورك بالعربية، وقال هو ما يتيح لنا مواصلة تقديم برامج متميزة للأطفال في الفئة العمرية من 6 إلى 12 عاماً في المنطقة. وأوضح: كان مسلسل «منصور» أول إنتاج في المنطقة العربية يطبق تقنيات الرسوم المتحركة العالمية بمعايير الجودة العالية والدمج بين الموضوعات العربية التقليدية ومعايير الإنتاج المتفوقة.

وقال آدم خواجة، مدير الإبداع في «نتورك ستوديوز آرابيا»: ننطلق نحو تحقيق إنجاز لافت في مسيرة التطور والنمو لصناعة الرسوم المتحركة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال هذه الشراكة الاستراتيجية. ويُلهم تدشين الموسم الثاني من مسلسل «منصور» الكوادر الإبداعية ويُطلق الطاقات والمواهب بشكل كبير ويساهم أيضاً في خلق فرص العمل بدولة الإمارات.

تتويج الفائزين بمسابقة أفلام من الإمارات

تعلن مساء اليوم «الخميس» الأفلام الفائزة في «مسابقة أفلام من الإمارات» وسيكرم الفائزون في حفل يقام في قصر الإمارات، وذلك بعد أن أن عرضت الأفلام المشاركة في المسابقة في صالات سينما فوكس في مركز المارينا التجاري، موزعة على عدة أقسام وهي الأفلام الروائية القصيرة، والأفلام الروائية القصيرة للطلبة، والأفلام الوثائقية والأفلام الوثائقية للطلبة، وبلغ عدد الأفلام المختارة للمنافسة 53 فيلما، منها 44 فيلما تعرض للمرة الأولى في المهرجان، وركزت الأفلام بشكل كبير على تاريخ المنطقة وثقافتها.

وكانت المسابقة قد انطلقت في العام 2001 كواحدة من أوائل المسابقات للأفلام في الإمارات العربية المتحدة، بهدف دعم الإنتاج الفيلمي في منطقة الخليج، وسرعان ما تحولت إلى المنصة الأولى للمخرجين الإماراتيين والخليجيين لعرض أفلام ومشاركة تجاربهم، في كل دورة، وقدمت المسابقة منذ تأسيسها عددا من ورش العمل وعرضت أفلاما دولية قصيرة وأصدرت كتبا حول مواضيع مهمة في حقل السينما، كما تناولت سير مخرجين بارزين من العالم، وكان لتأسيس المسابقة وجوائزها الأثر الكبير في بناء ثقافة سينمائية وصناعة أفلام في الإمارات.

نجاح

«إيمج نيشن» تكشف عن خطط انتاج المزيد  من الأفلام الوثائقية

كشفت إيمج نيشن عن خططها لصناعة المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، بعد النجاح الذي شهده أول أفلامها، والذي قدم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، مؤكدة تشجيع الإماراتيين لطرح أفكارهم وخاصة التي تجسد لحظات هامة من تاريخ الدولة.

وفي تعليق له خلال المهرجان، أفاد مايكل غارين، الرئيس التنفيذي في إيمج نيشن أن شركة الإنتاج السينمائي في أبوظبي تخطط للتوجه نحو صناعة المزيد من الأفلام والمسلسلات الوثائقية خلال الأعوام القادمة، كما أكد ضرورة قيام الإماراتيين بطرح أفكارهم لهذه المشاريع. وأضاف: يتجلى هدفنا في تأهيل أصحاب المواهب في مجال الأفلام الوثائقية، إلى جانب سعينا لتسجيل أجزاء من التاريخ المحلي، وتقديم القضايا الهامة.

وقال: أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة للإماراتيين والعرب لتقديم أفكارهم . وتعمل إيمج نيشن في الوقت الحالي على إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، ومنها فيلم يروي قصة تأهل منتخب دولة الإمارات لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 1990 .

مسابقة

11 فيلماً لطلبة وخريجات «أميركية الشارقة»

شكل طلبة وخريجات الجامعة الأميركية في الشارقة جزءا رئيسيا من تشكيلة المرشحين لمسابقة افلام الامارات في مهرجان ابوظبي السينمائي الذي يستمر حتى الأول من نوفمبر، وتم انتاج واخراج عشرة من الافلام التي تم اختيارها في الفصول التي تدرس في كلية العمارة والفن والتصميم (CAAD) في الجامعة .

وتشمل الترشيحات لمسابقة افلام الامارات فيلم «التسامح» والذي اخرجه جومارد جميل وفيلم «ختام» التي اخرجته تالا موتي وفيلم «38» الذي اخرجته هيا حج وفيلم «فشلة» التي اخرجته منيرة الشامي وفيلم «القهر» الذي اخرجته ايسي اوزكل وفيلم «زينتاي» الذي اخرجته ايا القرقاوي وفيلم «المشاعر السلبية» والذي اخرجه ابراهيم محمد وفيلم «الانتماء» والذي اخرجه جود العمري وفيلم «الى متى» والذي اخرجه اريب الشذري وفيلم «الكبار» الذي اخرجته دينا ستيفينز. وقد تم ايضا اختيار فيلم «سوبر لوكال» والذي اخرجته سارة العقروبي وماجدة الصفدي ومرام عاشور وامنية العفيفي ومهايا سلطاني وسارة زهير.

إطلالات ناعمة لنجمات المهرجان

دبي- داليا بسيوني

وجوه عربية شهيرة من ممثلات وفنانات تألقن على سجادة مهرجان أبوظبي السينمائي الحمراء الذي تتواصل فعاليات دورته الثامنة حتى الأول من نوفمبر المقبل، بأجمل الفساتين. «البيان» تتبعت أبرزها، لتقف على إطلالتهن.

لطيفة

عكست إطلالة المطربة لطيفة رشاقة وبساطة لافتة فظهرت بفستان ضيق من الستان اللامع باللون البنفسجي، بدون أكتاف مع كشاكش ناعمة عند الخصر مزين بحزام وأحجار كريستالية، وارتدت معه حقيبة صغيرة «كلاتش» بنفس لون الفستان، بدت إطلالة النجمة المصرية نيللي كريم ناعمة ولافتة للأنظار وهي تسير على السجادة الحمراء، فاختارت فستاناً من الترتر باللون الأسود اللامع عاري الأكتاف مع حزام قماشي معقود على الخصر، وتزينت بعقد أسود كريستالي كبير وحقيبة كلاتش، أريام تألقت بفستان طويل بلون البيج «النيود» مطرزاً بالدانتيل الأخضر على منطقة الصدر والأرداف، واختارت أريام كلاتش بلون الذهب الأبيض جاء بعيداً وغير متناغم مع إطلالتها.

اختيارالنجمة المصرية بوسي موفقا ومناسب لعمرها، فارتدت فستاناً من اللون الرمادي المطرز بالأسود والذهبي، مع أكمام شفافة وطويلة ومطرزة بنفس اللون، ونسقت معه حقيبة صغيرة من الستان الأسود، النجمة السورىة سلافة معمار جاءت إطلالتها لافتة بفستان أسود ديكولتيه وأكمام قصيرة بتنورة منفوخة مطرز جزء كبير منها بالخيوط الذهبية، ومرصع على الصدر بخيوط بارزة وتزينت بأقراط كبيرة باللون الأخضر، وكانت تسريحة شعرها مميزة اعتمدت فيه على الشنيون العالي وغرة ملفوفة على الجبين، أما إطلالة الفستان الزهري الميتاليك اللامع للفنانة وئام الدهماني الذي تميز الفستان بالأحجار الملونة على الصدر مع كشكشات جانبية مبالغ فيها، واختارت أقراطا فضية لامعة مناسبة للفستان.

أصالة

أما أسوأ الإطلالات في المهرجان فكانت لأصالة وديالا مكي، حيث اعتمدت أصالة إطلالة كلاسيكية مكونة من سترة قصيرة زهرية اللون وسروال أبيض مع حذاء وكلاتش ذهبي إطلالة أنيقة ولكنها غير مناسبة للسجادة الحمراء، وكان من الأفضل أن تختار فستاناً مناسباً للمناسبة بدلاً مما ارتدته. وظهرت مكي بفستان مميز وقصير مزيناً بالشراريب، ولكن اختيارها لحذاء مسطح جاء غير مناسب على الإطلاق .

البيان الإماراتية في

30.10.2014

 
 

في مهرجان أبو ظبي السينمائي: البقر المقاوم !

أمير العمري - أبوظبي

وُفّق مهرجان أبو ظبي السينمائي، ليس فقط في الحصول على العرض الدولي الأول لفيلم "المطلوبات الـ 18"  The Wanted 18 الذي اشترك في إخراجه الفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كوان، بل أساسا، في المشاركة في إنتاجه من خلال صندوق "سند"- الذراع التمويلية للمهرجان على غرار "صندوق هيوبرت بالس" في مهرجان روتردام

شارك الفيلم في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة بالدورة الثامنة من مهرجان أبو ظبي السينمائي (23 أكتوبر- 1 نوفمبر)، ضمن 17 فيلما، وكان عرضه في بداية الدورة مفاجأة حقيقية لعشاق السينما الوثائقية بل والفن السينمائي عموما، فهذا عمل يعكس حساسية خاصة ورؤية جديدة مبتكرة تماما في التعامل مع موضوع سياسي جاد هو موضوع الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، الذي تم تناوله كثيرا من قبل، وإن كان فيلم "المطلوبات الـ 18" هو الأول من نوعه الذي يعيد طرح الموضوع من زاوية جديدة تماما، من وجهة نظر مجموعة من البقرات، وليس من وجهة النظر "البشرية" المعتادة رغم وجودها البارز في الفيلم أيضا.

يُركّز مخرجا الفيلم على مدينة "بيت ساحور" في الضفة الغربية ودور سكانها الفلسطينيين في الانتفاضة، كنموذج للمقاومة السلمية الصلبة ضد الاحتلال الإسرائيلي، تمكنت في النهاية من قهر هذا الاحتلال ودفعه للجلاء عن المدينة.

البقر وسيلة للمقاومة

فكرة الفيلم بسيطة ولكنها عبقرية، وتتلخّص في أن ثماني عشرة بقرة وجدن أنفسهن (حرفيا) واقعات بين طرفي الصراع، وتسببن في وقوع تصعيد لا سابق له بين الإسرائيليين والفلسطينيين من سكان البلدة البسطاء من غير المنتمين تنظيميا لأي حركة سياسية، مما قلب حياة السكان رأسا على عقب وإن لم يثنِ أيا منهم عن المضي قدما في المقاومة والتحدي الصامت والبحث بذكاء عن طرق مبتكرة لإقلاق راحة المحتل ودفعه للجنون.

ينتبه سكان المدينة إلى كون اعتمادهم على السلع الإسرائيلية منذ عام 1967 يكرس الاحتلال نفسه، ويجعلهم خاضعين لسياسة الأمر الواقع، وأخذوا بالتالي يبحثون عن مخرج من هذا الخضوع، ففكروا في طرق أخرى لتوفير احتياجاتهم الغذائية، وأولها الحليب والجبن. ومن هنا يتفق الجميع على شراء 18 بقرة من أحد الكيبوتزات الإسرائيلية وينجحون في تهريبها إلى المدينة، ولكنهم يكتشفون أنهم عديمي الخبرة في التعامل مع البقر سواء من ناحية الحلب أو الرعاية عموما، فيرسلون شابا من بينهم إلى الولايات المتحدة لكي يحصل على دورة تدريبية في كيفية حلب الأبقار والتعامل معها، ليعود ويقوم بدوره بتعليم الآخرين، وتبدأ سياسة تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتوزيع الحليب على البيوت ومقاطعة الحليب والجبن الإسرائيلية، وهو ما اعتبره الجانب الاسرائيلي عدوانا مباشرا.

من هذا المدخل يبدأ الفيلم الذي لا ينحو تجاه الطريق السهل المعتاد، أي التوثيق والتحليل الجاد، بل يعتمد على الرسوم المتحركة (حرفيا) أي الصور التي يتم التحكم في تعاقبها بحيث تروي بالحركة استنادا على الطريقة القديمة في صنع الرسوم المتحركة. ويعتمد محتوى الفيلم أيضا على إعادة تمثيل الحدث، واستخدام الوثائق المصورة والمقابلات المباشرة مع عدد كبير من سكان بيت ساحور الذين شاركوا في تلك "العملية" بل وعلى مشاركة مباشرة أيضا من جانب الرجل الذي كان يشغل منصب الحاكم العسكري الاسرائيلي للمدينة في تلك الفترة، الذي يظهر هنا بعد مرور أكثر من ربع قرن على تلك الأحداث للتعليق عليها وتقديم وجهة النظر الأخرى فيها.

أبطال الفيلم أربع بقرات أطلق عليهن الفلسطينيون أسماء محددة لنساء وهي أسماء يهودية معروفة مثل روث ورفقة وجولدي، والبقرات هن اللاتي يعلقن على الأحداث، ويتخذن في البداية موقفا متشككا من الفلسطينيين، وتدريجيا بعد تصاعد المواجهة، يصبحن أكثر إدراكا لما يقوم به الفلسطينيون، ويدخلون بذلك طرفا مباشرا في الصراع، فالحاكم العسكري الإسرائيلي يأمر بالتخلص من البقرات على الفور، ويوجّه إنذارا للمسؤولين عن رعايتها، بضرورة التخلص منها خلال 24 ساعة، وعندما يعود في الصباح يكتشف أنها قد اختفت تماما. لقد قام الفلسطينيون بتوزيعهاعلى عدد من الجراجات والمنازل، لتبدأ مطاردة من أغرب ما يمكن تخيله، فيبدأ مئات من جنود الجيش الاسرائيلي حملة عسكرية مسلحة للبحث عن البقرات وإعدامها، وتظهر البقرات في الفيلم تُعلق وتسخر وتتناقش وتختلف وتئن وتبكي وتحمل وتلد وتتمرّد.

إننا مثلا نراها وهي تتضامن مع بعضها البعض، ونرى كيف تضع إحداهن وليدا، ونستمع إلى شهادات أهل البلدة، ومنها شهادة امرأة كانت من بين الذين شهدوا الولادة، تؤكد أن الدموع كانت تنهمر من عيني البقرة المسكينة وهي تعاني آلام الوضع. ويروي رجل كيف أنها أنجبت توأما، نجا أحدهما ومات الثاني، ثم ماتت البقرة الأم بعد ذلك. ونحن نشاهد الحدث نفسه من خلال تلك الرسوم البديعة القريبة من رسوم الأطفال، التي تمتزج بالصور الفوتوغرافية باللقطات المباشرة للأشخاص الذين يتكلمون، في مزيج هائل من اللقطات والصور والأصوات المُقلدّة وقصاصات الصحف وإعادة التمثيل أحيانا، وكلها تساهم في توصيل تلك الرؤية الفنية الجامحة، وتعكس ذلك الخيال الخلاق وروح المرح والسخرية التي يتعامل بها مخرجا الفيلم مع الموضوع: أحدهما لديه خبرة في مجال الفيلم الوثائقي، والآخر رسام وسينمائي. والحقيقة أن الاثنين ينجحان تماما في تحقيق رؤية واحدة مشتركة، وفي إضفاء الحيوية على الفيلم بايقاعه اللاهث المتدفق الذي ينتقل بحذق وبراعة بين مقاطع الموضوع وكأننا نتابع فيلما من أفلام المطاردات، لكن دون أن نفقد أبدا روح السخرية اللاذعة.

وبعد تلك البداية القوية للفيلم، يصبح الموضوع الذي يتركز حوله الاهتمام هو دور "بيت ساحور" في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1988، وكيف يصبح موضوع البقرات الـ 18 اللاتي يطلب الاحتلال القبض عليهن ويعتبرهن الحاكم العسكري في إعلانه المثير للسخرية "تهديدا لأمن دولة إسرائيل" مُفجّرا للأحداث التي تتصاعد ونشاهد الكثير من تداعياتها من خلال اللقطات الوثائقية المصورة

يصف لنا الكثير من الفلسطينيين: صيدلي ومعلم وطالب سابق وزوجة القصاب وغيرهم، عملية التحدي وتصاعدها وصولا إلى رفض دفع الضرائب للاحتلال، الأمر الذي يُعلّق عليه الحاكم العسكري السابق بقوله إنه شخصيا لو كان في مكان الفلسطينيين لفعل نفس الشيء "فأنت لا تدفع الضرائب سوى لحكومتك"، ويُعلّق أحد الفلسطينيين الذي شاركوا في المقاطعة بقوله إن الامتناع عن الاستجابة لما يمليه الاحتلال هو عمليا إنهاء للاحتلال، فـ "الاحتلال مع غياب التحكّم ينتهي"! 

روح السخرية

تتمتع رسوم عامر الشوملي، وهي بالأبيض والأسود، بالقدرة على التأثير الساخر، وتصل السخرية في أحد المشاهد إلى ذروتها عندما نرى (بالرسوم) ضابطا إسرائيليا من قوة البحث والتعقب، يدوس بحذائه الضخم في روث البقر، ويتشمم الرائحة المنتشرة في المنطقة، ويدرك أنه اقترب من المكان الذي يخبيء الفلسطينيون فيه البقرات، ويأخذ في تحريك وجهه وجسده بطريقة مضحكة في محاولة للإفلات من الروث الذي انغرز فيه بقدمه، بينما نرى البقرات وهن ترقصن على إيقاعات نشيد الهاتكفاه اليهودي، النشيد القومي اليهودي!

يتوصل الإسرائيليون الى مكان البقرات، لكن زوجة القصاب التي تحتفظ بمجموعة منهن في بيتها تقول للضابط إنها اشترت البقرات لذبحها، وإنه ليس من حقه أن يصادرها، ونحن نرى في مشهد بالرسوم أيضا كيف يقومون بالفعل بذبح بعضها، وكيف تشعر البقرات قبل الذبح، ونتعاطف كثيرا مع تلك البقرات المسكينة التي أصبحت رمزا لثورة أهالي بيت ساحور الذين يصفهم الحاكم العسكري السابق بأنهم كانوا في غالبيتهم، من المسيحيين، ونسبة التعليم بينهم مرتفعة، وكانت السلطات الاسرائيلية تخشى أن يصبح نموذج بيت ساحور مثالا تحتذي به مدن الضفة الغربية الأخرى، وهو ما يحدث بالفعل، ويتسع نطاق الانتفاضة. هنا ينتقل الفيلم إلى واحدة من أهم النقاط السياسية التي ربما لم تطرح من قبل في فيلم فلسطيني، عندما يناقش كيف تدخلت السلطة الفلسطينية بزعامة عرفات، وكانت توجد في الخارج، في تونس، ومارست الضغوط على قيادات الداخل من أجل وقف الانتفاضة، فقد كانت تخشى من انهيار سلطتها على الوضع داخل الأراضي الفلسطينية.

بقى القول إن البقرات اللاتي يعتبرهن الكثير منا حيوانات سلبية تفتقر للذكاء، تتحول في هذا الفيلم البديع إلى كائنات ذكية، تحس وتشعر وتتألم وتراقب وتعلق بأصواتها وتتخذ من المواقف ما قد يتردد الكثير من البشر في اتخاذه.

الجزيرة الوثائقية في

30.10.2014

 
 

ذكريات منقوشة على حجر

أبو ظبي / عدنان حسين أحمد

يخوض فيلم (ذكريات منقوشة على حجر) للمخرج العراقي الكردي شوكت أمين كوركي منافسةً قوية مع ستة عشر فيلماً روائياً طويلاً من بينها (فحم أسود، ثلج رقيق) للصيني دياو ينان و (فرصة ثانية) للدنماركية سوزان بير و (حكايات) للإيرانية رخشان بني اعتماد وسواها من الأفلام التي تراهن على ثيماتها القوية وخطاباتها البصرية الرصينة.

يُشكِّل (ذكريات منقوشة على حجر)، الفيلم الروائي الثالث في رصيد كوركي، منعطفاً جديداً في تجربته الفنية، بعد أن أنجز فيلميه الروائيين السابقين وهما (عبور الغبار) و (ضربة البداية) اللذين اشتركا في مهرجانات سينمائية متعددة وحاز على جوائز مهمة تؤكد على موهبته الفنية وتثبت بأن رهانه السينمائي ليس رهاناً خاسرا.

ما تزال (حملة الأنفال) التي شنّها النظام العراقي السابق على الأكراد عام 1988 وراح ضحيتها نحو (182) ألف مواطن كردي تشكل معيناً لا ينضب بالنسبة لكوركي أو سواه من المخرجين العراقيين الكرد على وجه التحديد. وربما تكون مقاربته الفنية مختلفة هذه المرة. فقصة الفيلم تعتمد على صديقين حميمين يعرفان بعضهما بعضاً منذ أيام الطفولة وهما حسين (حسين حسن) و آلان (نظمي كيريك) وقد قررا أن ينجزا فيلماً عن (الإبادة الجماعية) التي تعرّض لها الكرد في أواخر الثمانينات من القرن الماضي على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي يواجهانها في تصوير الفيلم وإنتاجه.

المنحى الواقعي

ينتمي المخرج العراقي كوركي إلى التيار السينمائي الواقعي بشكل عام، وهذا لا يعني إهماله للتيارات السينمائية

الأخرى التي تميل إلى التجريب والتجديد والابتكار. فالواقع الذي يعيشه المواطن الكردي في العراق هو واقع تقليدي مأزوم لما تزل فيه القبيلة الكردية تفرض منظومة من القيم المتخلفة، والأعراف التي أكل الدهر عليها وشرب ومن بينها رفض فكرة التمثيل التي تقدمت بها سنور (شيما مولائي) حتى وإن كان الدور الذي تجسّده يؤرِّخ لمحنة الأنفال التي عاني منها غالبية الشعب الكردي إن لم نقل كله على الإطلاق.

وعلى وفق هذه الفكرة ينبني الهيكل المعماري للقصة السينمائية التقليدية في واقع الأمر. فحسين الذي نراه في المشهد الافتتاحي للفيلم واقفاً أمام الباب الخارجي مبللاً جرّاء هطول المطر هو ابن لعارض الأفلام الذي قُتل على يد أحد جنود النظام السابق بتهمة عرض أفلام ممنوعة تناوئ النظام أو تحتج عليه ضمنياً أو علنياً. لقد شهد الطفل حسين موت أبيه أمام ناظريه فلاغرابة أن يُصر على إنجاز فيلم يوثّق لمحنة الشعب الكردي برمته معتمداً على الذاكرتين الفردية والجمعية على حدٍ سواء.

خرق المستور

لقد أشرنا تواً إلى أن العوائل الكردية برمتها قد تضررت من عملية الأنفال. وكل شخصية في هذا الفيلم لها أسبابها الذاتية والعامة التي حرضتها بشكل من الأشكال على تنفيذ الفيلم ومواجهة الصعوبات الجمة التي تصل إلى مستوى الضرب المبرّح، والشروع بالقتل، وإراقة الدماء.

ربما تكون العقبة الكأداء في هذا الفيلم هي الحاجة الماسة إلى فتاة تؤدي دور  المرأة المؤنفلة. وقد قبلت سنور بهذا الدور لأسباب شخصية لم تتكشف إلا قبل نهاية الفيلم بقليل حيث كان والدها الراحل سجيناً في القلعة التي دار فيها بعض الأحداث، وسُبي فيها الكثير من النساء الكرديات. وذات مرة شاهدنا سنور وهي تتحس اسمها المحفور على جدار إحدى غرف القلعة ولا شك في أن والدها هو الذي حفر اسم ابنته الوحيدة التي لم يبق لها سوى أمها وعمها المتشدد وابنه (هيوا) الأكثر تشدداً وتزمتاً من أقرانه الذين وضعوا جانباً من هذه الأعراف التقليدية خلف ظهورهم.

ربما لهذا السبب الشخصي وأسباب أخرى موضوعية قبِلت سنور بهذا الدور على الرغم من اعتراضات أسرة عمها وعلى رأسهم هيوا وأبيه، الشخصية النمطية التي نصادفها كثيراً في القرى العراقية عامة والكردية بشكل خاصوحينما يوافق هيوا على مضض ويحضر جانباً من تصوير المَشاهِد يرى أن الممثل روج آزاد الذي يؤدي دور البيشمركة يلمس يد سنور فيجن جنونه ويأخذ ابنة عمه، وزوجته المرتقبة ويعود إلى المنزل، لكن أطرافاً متعددة تتوسل إليه وتقنعه بأن عملية اللمس لابد لها أن تتم ذلك لأن هذا المقاتل يودع حبيبته في الدور الأمر الذي يتطلب إظهار  بعض المحبة والحنوّ ومنها عملية لمس اليد التي تغيض هيوا وتدفعه للانتقام من مخرج الفيلم حسين فلقد سبق له أن اعتدى على آلان وأوسعه ضرباً.

تصل الأحداث إلى ذروتها حينما يتأزم هيوا ويطلق النار  على حسين ويشلّه عن الحركة تماماً. وبما أن الفيلم ليس شخصياً فلابد أن يُنجز حتى ولو عن طريق مخرج بديل. لقد أراد حسين تحت وطأة الحاجة المادية أن يكلف المطرب روج آزاد بتكملة الإخراج لكن زميله آلان اعترض بشدة فهو يعرف أن هذا المطرب الشعبي ضحل جداً على الرغم من جماهيريته الواسعة الأمر الذي يدفعهم لإسناد مهمة الإخراج إلى شخص آخر متمكن من أدواته الفنية خصوصاً وأن حسين قد قبل بالتعويض المادي الذي قدّمه والد هيوا كي لا يظل ابنه الوحيد حبيس السجون لسنوات طويلة

استذكار المحنة

حينما وضعوا اللمسات المونتاجية الأخيرة على الفيلم القائم على استعادة الذكريات التي لم يمضِ عليها وقت طويل فهي ما تزال طرية في أذهان العراقيين على وجه التحديد وبالذات الكرد منهم قرروا عرض الفيلم بعد دعاية موسعة جذبت الكثير من المشاهدين. وبما أن الخدمات ضعيفة فقد انطفأت الكهرباء ثم تفاقم الأمر حينما لم يشتغل المولّد الأمر الذي دفع غالبية المشاهدين لمغادرة مكان العرض. ومما زاد الطين بلّة أن السماء بدأت تمطر مطراً غزيراً لكنه لم يمنع محبي هذا الفيلم من البقاء وعدم مغادرة المكان المفتوح. وإذا كان من الطبيعي أن يبقى الصديقين حسن وآلان وكذلك سنور وبعض الشخصيات الأخرى التي ساهمت في إنجاز هذا الفيلم فإن اللافت للانتباه أن نشاهد هيوا يتابع المحنة الكردية المجسدة على الشاشة وربما كان يقول في سريرته أن سنور كانت ولا تزال محقة في تجسيد هذا الدور المشرّف على الرغم من نزوعه لكسر الأعراف، وخرق التقاليد البالية التي لم تعد ملائمة للإنسان الكردي الذي ولج الألفية الثالثة وما تنطوي عليه من اعتراف بالحقوق الفردية والجماعية لكل الشعوب والتجمعات السكانية في هذا العالم.

لابد من الإشادة بسيناريو الفيلم الذي اشترك في كتابته شوكت أمين كوركي ومهمت أكتانش فقد كان مشذباً وخالياً من الزوائد والترهلات وإن كان التركيز على القيم الاجتماعية شديداً. أما التصوير الذي أبدع فيه سالم صلواتي فقد خدم ثيمة الفيلم وعزز أفكاره الثانوية المؤازرة. فيما لعبت موسيقى جون غرتلر وأزغور أكغول دوراً مهماً في تعزيز المناخ المأساوي الذي كان مهيمناً على مساحة واسعة من الفيلم. أما المونتاج فهو الذي نظم الإيقاع الداخلي للفيلم وأنقذه من بعض الارتباكات الشاذة والمنفرّة التي يمكن أن تحدث بين آن وآخر.

الجزيرة الوثائقية في

30.10.2014

 
 

«ذيب» تحفة سينمائية من داخل الصحراء الأردنية

كتب: أحمد الجزار

لغة الأفلام ليست متشابهة وإن كانت في النهاية تصل إلى نفس المقصد، ولكن لكل مخرج لغته الخاصة وفقاً لرؤيته السينمائية، ونشأته وثقافته ومجتمعه، وأيضاً طبيعة ومضمون فيلمه، كما أن الإبداع لا يتعلق بالزمن وحده أو الخبرة ولكن يتعلق بمدى فهمك ودراستك لموضوع فيلمك.

قدم مهرجان أبوظبى خلال السنوات الماضية العديد من الاكتشافات الفنية، أبرزهم المخرجة المصرية هالة لطفى التي عرض فيلمها الأول «الخروج للنهار» بالمهرجان وحصل العديد من الجوائز، وهذا العام يقدم المهرجان المخرج الأردنى «ناجى أبونوار» الذي حصل على جائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق بمهرجان فينسيا السينمائى في دورته الماضية عن أول أفلامه الروائية الطويلة «ذيب» والذى يعرضه «أبوظبى السينمائى»، كما حصل أبونوار الذي ولد في إنجلترا من أم إنجليزية وأب أردنى أيضا على جائزة أفضل مخرج عربى لهذا العام من مجلة فاريتى وكانت أول تجاربه عام 2009 من خلال فيلم قصير بعنوان «موت ملاكم» وعرض في العديد من المهرجانات الدولية.

وفى تجربته «ذيب» يأخذنا أبونوار إلى عالم ساحر وطبيعة مذهلة من داخل صحراء الأردن في منطقة واد رم تحديد، ويعود بنا إلى زمن 1916 أثناء الحرب العالمية الأولى في فترة احتدام الصراع بين الجيش البريطانى والجيش العثمانى. من ناحية أخرى من خلال قبيلة بدوية، حيث يعيش الفتى «ذيب» الذي يفقد والده شيخ القبيلة في سن صغيرة ويتولى تربيته شقيقه الأكبر «حسين» ولكن فجأة يأتى جندى بريطانى بصحبة شخص من قبيلة أخرى ويطلبون دليلا مهماً ليرشدهم إلى مقصدهم ويتم ترشيح حسين لهذه المهمة لحرفيته فيها ولكن يقوم «ذيب» بملاحقتهم من بعد حتى يكون إلى جوار شقيقه الأكبر، ولكن تتحول الرحلة إلى معركة بسبب الصراع الموجود داخل الصحراء آنذاك بين الثوار العرب والمرتزقة العثمانيين والمغيرين من البدو، ويصبح «ذيب» وحده في مواجهة أحد اللصوص المصابين ولكن بعد أن يصل إلى مرحلة الأمن يقرر «ذيب» أن ينتقم لأخيه ويقتل هذا اللص.

ومن إيجابيات الفيلم أنه استعان بأبطال حقيقيين هم أنفسهم أبطال هذه البيئة التي يتحدث عنها، لكى يكون الفيلم أقرب إلى الواقعية والصدق في الأداء وهذا ما يميز هذا الفيلم تحديداً لأن الممثلين الذين يقفون لأول مرة أمام الكاميرات يقدمون أدوارهم بمنتهى العفوية والصدق ولم تشعر معهم إطلاقاً بأن هناك كاميرات تحوم حولهم، فهم يجسدون البيئة البدوية بأخلاقها وطباعها ولهجتها وتفاصيل معيشتها لتجد نفسك أمام حدوتة مثيرة ومسلية، ورغم أن الفيلم يحمل بين طياته واقعاً سياسياً، لكنه كان دائماً في الخلفية بالنسبة مقارنة بالتركيز على الحياة البدوية وأعتقد أن هدفه الوحيد هو التركيز على الفترة الزمنية فقط لهذه المرحلة.

ويعتبر هذا الفيلم هو الأول الذي يتحدث بهذا العمق عن البيئة البدوية في الأردن وهو أول عمل يسجل جائزة دولية للسينما الأردنية عندما حققها في مهرجان فينسيا.

وأكد ناجى أبونوار، في تصريحات خاصة، لـ«المصرى اليوم» أن إنجازه لفيلم «ذيب» جاء بعد جهد استمر أربع سنوات من التحضير والبحث عن التمويل والدعم، مبيناً أن ردود الأفعال التي حققها عرض فيلمه في مهرجان أبوظبى أمام حضور متنوع الثقافات يمنحه القوة والحافز على تحقيق أفلام جديدة تسرد آمال وتطلعات الناس العاديين،

وأضاف أن المكان الأردنى ساهم في منح الفيلم جماليات بصرية، فضلا عما يمثله موضوعه من شهادة على تحولات التاريخ القريب والبعيد، لافتاً إلى أنه رأى أن يسير الحوار والشخوص في أحداث فيلمه بشكل عفوى وتلقائى، لذلك اختار من أهالى المنطقة شخوصاً لأداء الأدوار الرئيسية، بعد أن منحهم فرصة التأهيل والتدريب على فن التمثيل والأداء من قبل متخصصين، علاوة على أنه تعايش معهم لفترة من الوقت في أجواء البادية الأردنية، وأوضح أنه تعرف خلال دراسته في لندن على نماذج من كلاسيكيات السينما اليابانية شديدة الصلة بموروثها الثقافى، ورأى أنه يجب عليه البحث عن وسائل تعبيرية بصرية تستلهم مفردات وعناصر من البيئة المحلية في تصوير أفلامه، بعيداً عن الصورة النمطية السائدة في التعامل مع أبناء هذه المنطقة، وفى الوقت نفسه قال جاسر عيد الذي جسد دور «ذيب» إنه لم يواجه أي مشاكل في تجربته التمثيلية الأولى وأضاف: كان الشىء الوحيد الذي أخشاه هو الكاميرا ولكن بعد فترة لم أشعر بها، وشدد عيد على أن المخرج أبونوار منحهم الحرية المطلقة في التمثيل وفى الكلام وهذا ما جعل بصماتهم واضحة على حوار الفيلم الذي كان مزيجا بين الارتجال والمشاهد المكتوبة، وقال إنه قرر أن يقتل اللص في النهاية، بعد أن استسلم له لأنه وجده شخصا نصابا لا يؤتمن، إضافة إلى أنه كان يريد الثأر لأخيه. أما الممثل حسين سلامة الذي جسد دور «حسين» الشقيق الأكبر لـ«ذيب» فقال إن تصوير الفيلم بالكامل كان في مناطق طبيعة باستثناء بير واحد تم بناؤه ليكون في المنطقة التي يحدث فيها الصراع، كما أعرب عن سعادته برد الفعل الذي حققه العمل في فينسيا، مؤكداً أنه حصل على تصفيق لأكثر من عشر دقائق، وقال إن قوة «ذيب» تأتى في صدقه.

المصري اليوم في

30.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)