كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

أمير العمري يكتب عن

فيلم "القط" لابراهيم البطوط

أمير العمري

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

شهدت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة الثامنة من مهرجان أبو ظبي السينمائي (23 أكتوبر- 1 نوفمبر) العرض العالمي الأول لفيلم "القط" للمخرج المصري ابراهيم البطوط. وهذا هو الفيلم الامس للبطوط بعد "إيثاكي" و"عين شمس" و"الحاوي" و"الشتا اللي فات". وفيه يتجاوز كل ما سبق أن حققه في افلامه السابقة التي كانت تنتمي بشكل أو بآخر، إلى أسلوب الفيلم الواقعي، فيلم القضية الاجتماعية الذي يمزج عادة بين الطابع التسجيلي وأسلوب السرد الروائي. هنا يخرج ابراهيم البطوط من تحت عباءة الواقعية محلقا في منطقة وسيطة بين الواقعية والرمز، بين ظلال التاريخ والواقع والأسطورة، وبين الرؤية النقدية الاجتماعية والتحليق الجامح في نطاق الخيال الذي لا يعرف حدودا، وبالتالي يتحرر البطوط تماما في "القط" من قيود الواقعية، ومن الحدود التي يفرضها التناول الواقعي ويترك لنفسه العنان لكي ينسج كمخرج- مؤلف، صاحب ؤية خاصة للعالم، من تجاربه الشخصية في الحياة، ويستمد من خياله السينمائي ليخلق واقعا آخر موازيا على الشاشة، للواقع الفعل يالذي نعيشه دون أن يبتعد عنه تماما أو يتجاهله.

وبالتداعي كان لابد والحال كذلك، أن يتحرر البطوط في أسلوب السرد من الواقعي، ويجعل فيلمه يتنقل طول الوقت بين مستويين: مستوى الواقع المعاصر في مصر اليوم، ومستوى الرمز الخيالي المستند إلى التاريخ، ويدخل بالتالي إلى منطقة يفلسف فيها الواقع ويتطلع إليه بنظرة خاصة. ومن هنا تحديدا يبدو نسيج الفيلم شديد التركيب والثراء، وقد تصبح الانتقالات في المكان مربكة لغير المدربين أو المهيأين نفسيا، لتلقي عمل من هذا النوع: أي فيلم ينطلق من فرضيات نظرية، فلسفية تاريخية، يرى من خلالها الواقع الحالي.

جذور الشر

الموضوع يدور حول الشر الاجتماعي: ما هي جذوره، ومن أين ينبع، وما سبب كل تلك الوحشية التي أصبحت سمة سائدة في حياتنا اليوم، وكيف يمكن تبريره وقبوله والتعامل معه،  ذلك الشر الذي يتجسد في أشد أنواع العنف الذي يمارسه الانسان ضد أخيه الانسان، وهو هنا أيضا عنف ذو شقين: عنف شرير مدفوع بالسعى إلى تحقيق منفعة مباشرة ترتبط بالجشع والخسة واستغلال أكثر الكائنات البشرية براءة أي الأطفال الذين يختطفهم الأشرار ويمزقون أجسادهم لكي يبيعوا أعضاءهم لمن يملك أن يدفع الثمن، وشر آخر يتمثل في عنف مضاد سافر أيضا، يتصدى للعنف الأول بعرض القضاء عليه وتحجيمه والانتقام لما يتعرض له الأطفال وهو عنف يجد مساحة له للحركة كنتيجة طبيعية لغياب الدولة والقانون وتدني منظومة القيم الأخلاقية والسوكية العامة.

هناك رجل لا نعرف له إسما (يقوم بالدور فاروق الفيشاوي)، يظهر في بداية الفيلم في ظلال معبد فرعوني قديم، يتستر بالنور، ويتخذ لنفسه مكانا علويا يطل منه على عالم البشر، ثم يهبط نحو بحيرة مليئة بالماء وغارقة في الضوء، وكأنه إله فرعوني يحلق فوق البشر ويوحي إليهم. تمسح الكاميرا النقوش الفرعونية فوق جدران المعبد، ومن بين النقوش التي نراها أيضا وهي نقوش حقيقية، رسما لما يشبه الطائرة الهليكوبتر والطبق الطائر. فهل كان الفراعنة يمتلكون أدوات السيطرة على البشر وعلى الفضاء؟

هذا الرجل- الرمز- الغامض الذي لا إسم له، يتابع ويراقب ويدفع الأمور الوجهة التي تحقق أغراضه، يوفر لبطلنا العنيف الذي يدعونه بـ "القط" (عمرو واكد) كل أدوات الدمار: الأسلحة والمتفجرات والمال الوفير بل ويرشده أيضا إلى الوجهة التي يتعين عليه أن يتخذها. هذا الرجل- الرمز هل هو إله الخير الذي يوحي لبطلنا "القط" ويرشده الى مواجهة الشر بالعنف، أم أنه إله الشر المذكور في الأساطير الفرعونية؟ أم هو مزيج بين الاثنين، أم هو رمز لقوة أخرى قاهرة كامنة وراء الستار، تحرك الأحداث في الشارع دون أن نراها، لخدمة أهداف هي فقط التي تعرفها، قد تكون مرتبطة أيضا بالتسلط أو "الفرعنة" والرغبة في فرض السيطرة ولو عن طريق إشاعة الفوضى والدمار؟

دوافع "القط" لارتكاب ما يرتكبه من عنف خارج نطاق القانون والدولة والمنظومة الأخلاقية، تختصر في كون ابنته "أمينة" كانت قد اختطفت ولاقت مصيرها فيما يبدو، على أيدي تجار الأعضاء البشرية. وهو يبدأ بتطليق زوجته ويمنحها مبلغا من المال ثم يغادر الى الاسكندرية لكي يلتقي بشقيقه "الغجري" الذي يعمل مساعدا له، ويخوض الاثنان معا رحلة جهنمية في العالم السفلي لتعقب رجال زعيم العصابة "فتحي" (صلاح الحنفي) وتنتقل الأحداث بين القاهرة والاسندرية والصعيد، وكأننا أمام "أوديسة" بطلها هو "القط" ذلك البطل الأسطوري الملامح هو أيضا رغم واقعية مظهره الخارجي، والذي يبدو منبت الصلة بعائلته باستثناء شقيقه الغجري، لكنه يرغب أيضا في استعادة علاقته بالعائلة، فيذهب الى أبيه الذي لم يره منذ سنوات، والذي يرقد مريضا ثم يضطر تحت وطأة المرض الذي لا شفاء منه، إلى قبول عملية بتر لساقيه، يقوم القط بنفسه في مشهد مشحون بالشجن والحزن، بدفنها- أي دفن الساقين- ثم يواصل تعقبه لفتحي، فينجح في القبض عليه وتسليمه إلى ذلك الرجل الغامض (الفيشاوي) الذي يراقب كل شيء ويملك من الصور والتسجيلات المصورة ما يجعله شاهدا على كل الأحداث، يغير مواقعه باستمرار، تعمل على خدمته فتاة حسناء لا تخشى السير في الشارع وهي ترتدي أزياء العشرينيات وحذاء الكعب العالي، كما توظف أجساد النساء أيضا في خدمة "فتحي" نفسه في عوامته الواقعة في نهر النيل، حيث يغرق في المخدرات والخمر، ولكن القط يجد نفسه الأن وقد سئم القتل، يريد أن يكتفي بما أنجزه، إلا أن "الرجل" الذي يحرك الأمور، لا يتركه بل يحرضه على قتل فتحي، وعندما يبتعد مترددا، يذكره بما حدث لابنته أمينة. ويكون هذا كافيا لكي يحسم أمره ويقتله بقسوة، ثم يبتعد تطارده صيحة الرجل- الرمز وهو يردد "لقد فعلت الشيء الصواب ياقط". هل هو انتشار الخير على الشر، أم انتصار الشر على الشر، وهل ابتعاد القط في مركب يتهادى في البحر في النهاية مع شقيقه الغجري، سينهي الصراع، أم أنه سيتجدد في مكان آخر، أم أن القط وجد الآن مستقره في كنف والده الذي وعده بأنه لن يتركه أبدا بعد اليوم؟!

رحبة جهنمية

الكاميرا في فيلم "القط" لا تكف عن الحركة.. فهي تنتقل في المكان في لقطات طويلة تعبر خلالها على الكثير من الأماكن التي تقع في قلب الأحياء الشعبية الهامشية منها والعتيقة، وهي الأحياء التي تعاني من انتشار ما يعرف بـ "أطفال الشوارع" وهم المادة الخصبة لتجار الأعضاء البشرية. إن حركات "الترافلينج" الطويلة تأخذنا في رحلة جهنمية إلى قلب ذلك الجحيم الأرضي، الذي يخفي في داخله طاقة هائلة من الشر.

تدور أحداث الفيلم كلها على خلفية صوتية تمتليء بالأدعية والأناشيد الدينية، وننتقل في أحد المشاهد من معبد فرعوني إلى كنيس يعودي إلى كنسية ثم مسجد، والرجل- الرمز- الفرعون، الذي يرمز للقوة والسلطة والمال، ينتقل بين هذه الأماكن وكأنه كائن أسطوري يطير في المكان والزمان، ومعظم شخصيات الفيلم تبدو مرتبطة بالدين، أو متدينة، تصلي وتذكر الله وتغشى المساجد، دون أن تجد أي تناقض بين التدين والقتل، وبين الإيمان باليقين المطلق والسعي الحثيث للحصول على الانتقام في الدنيا، وعدم تركك الأمور للحساب في الآخرة. ومن حفلات الرقص الهستيري على موسيقى الديسكو، ننتقل الى حلقات الذكر الهستيرية أيضا في أماكن عامة، والبطوط لا يجد فرقا بين هذه وتلك، فكلها حسب رؤيته، تصنع حالة تغيبيبة إذا جاز التعبير، فاذا اختلطت بالمخدرات والخمر، يصبح فهم المزاج العام أكثر تعقيدا.

ولكن ما كل هذا العنف الصادم، وكيف وصل الإنسان المصري إلى ما وصل إليه من عنف وقسوة وتوحش وتصفيات متبادلة ورغبة في الاستحواذ والانتقام؟ وهل هناك بعد آخر ما وراء واقعي، يمكن أن يكون هو المنبع الخصب لكل ذلك العنف؟ وما هذه المتاهة التي يعبر عنها البطوط بلقطاته الطويلة المتحركة الجحيمية بألوانها القانية، الحمراء والسوداء والبرتقالية؟

إنها صورة قاسية متوحشة للعالم، من عين الفنان. قد تكون صادمة للبعض الذي قد يجد أنه يتعامل بقسوة شديدة مع فكرة التدهور الحضاري، وقد يرفض البعض الآخر فلسفته التي تربط بين الموت والعنف، وبين الدين والغيبيات والرغبة في دفع الشر بالشر، والعنف بالعنف. ولكن علينا أن نتأمل في هدوء، وأن نعيد التفكير، وأن نراجع الكثير من المفاهيم العتيقة عن السرد السينمائي، ولعل هذا الفيلم يساعدنا على ذلك، من خلال لغته السينمائية التي تتجاوز كثيرا السينما السائدة، وفكرة مخرجه المتجاوزة للواقعية التقليدية. إنه بحث بصري مرهق عن الأسلوب. وبهذا المعنى أيضا يمكن اعتباره عملا تجريبيا يدور خارج نطاق الواقعية بمعناها المباشر.

عن التمثيل

عمرو واكد أدى دور "القط" في تحكم دقيق في قسمات وجهه وبالتعبير الرصين الواثق بصوته وحركات جسده داخل الصورة. وفاروق الفيشاوي أضفى بظهوره في ذلك الدور الخاص الرمزي، وقارا وهيبة بل وجعل الشخصية التي يؤديها تبدو قريبة من الشخصيات التي تجسد عادة الشر في أعلى درجاته، دون أن تفقد سحرها ورونقها. وصلاح الحنفي يبدو مبالغا كثيرا في انفعالاته وهو يؤدي شخصية من قلب الواقع الشعبي، بشرها الظاهر وعنفها الذي لا يعرف حدودا في القسوة، ولكن أيضا في قدرته على تجسيد الضعف الذي يصل للاستجداء والترجي والارتعاد أمام قوة الخصم وجبروته. وكان يجب أن يكبح البطوط جماحه ويدفعه الى التحكم في انفعالاته التي تصل أحيانا لدرجة الصياح.

قد لا يكون "القط" في النهاية عملا نموذجيا في بنائه أو حبكته، وربما كان يقتضي من مخرجه ومؤلفه مزيدا من العمل على الشخصيات خاصة شخصيتي "فتحي" و"الغجري"، إلا أن هذا لا يؤثر تأثيرا جوهريا على أهمية الفيلم وتميز لغته السينمائية بصوره المدهشة وشريطه الصوتي المذهل حقا.

العرب اللندنية في

29.10.2014

 
 

أم غايب.. الواقع والأسطورة في فيلم ليس عن الأحكام المسبقة

سينماتوغراف ـ أبو ظبي: أحمد شوقي

قبل أن نحضر لمهرجان أبو ظبي السينمائي كان الفيلم التسجيلي المصري "أم غايب" واحدا من الأفلام التي أترقب مشاهدتها عند عرضها في المهرجان، لسبب واضح يتعلق بالرغبة في معرفة ما الذي ستفعله المخرجة نادين صليب في فيلمها الطويل الأول، بعد ما أثبتته في أفلامها القصيرة من كونها مخرجة تغرد خارج سرب السائد والمحبط في صناعة الأفلام القصيرة في مصر.

فصناعة الأفلام القصيرة في مصر وبعد مرورها بفترة انطلاق وازدهار في الأعوام العشرة الأولى من الألفية، كانت تمثل في وقتها تيارا حقيقا، خرج من رحمه عدد من صناع الأفلام الذين صاروا مخرجين مؤثرين حاليا. نفس الصناعة تحولت في الأعوام الأخيرة لصورة باهتة، تبلغ نسبة الجاد والجيد فيها رقما مخيفا لا يتجاوز الواحد بالمائة، وهي قناعة رسخت في ذهني بعد عامين من مشاهدة ما يقرب من المائتي فيلم مصري قصير سنويا للاختيار من بينها لمهرجان الإسماعيلية، كنا نعاني فيها كي نجد فيلمين من بين العدد الهائل الذي يتقدم للمهرجان.

لا أعمم بالطبع، فهناك أعمال ممتازة يقدمها مخرجون مثل أحمد غنيمي وعماد ماهر ودينا عبد السلام وغيرهم، لكنها من جهة أعمال فردية تماما لا يمكن وصفها بالانتماء لأي تيار ـ وهو أمر غير ملزم بالطبع ـ ومن جهة ثانية هي تمثل قطرة في بحر عكر، يفترض أن تكون سمته هي التجديد والتجريب واستيعاب القواعد من أجل تحطيمها، أما واقعه فهو شبه الانعدام لفكرة التراكم المعرفي، بشكل يجعلك تشعر في كثير من الأفلام القصيرة المنتجة حديثا أن المخرج يحاول إعادة اكتشاف السينما والكاميرا، ليس بالمعنى الإيجابي للكلمة ولكن بمعنى البدائية وإغفال التجارب السابقة.

من بين كل هؤلاء ظهرت نادين صليب في أفلامها القصيرة كصاحبة سينما حقيقة ومتطورة ومستوعبة لكل ما قبلها، وعندما شاهدت أعمالا قصيرة تم تنفيذها بكاميرا 16 ملليمتر في إحدى الورش، وجدت معظم تجارب المشاركين تتعامل مع خام السينما باعتباره وسيط جديد تماما بخلاف واقع الأمور، أما نادين (التي لا أعرفها شخصيا ولا أعلم إن كان لها خبرة سابقة بالخام أم لا) فقد صنعت فيلما حقيقيا يستحق المشاهدة. وقتها لم يشغلني كثيرا إن كانت المخرجة تصور بالخام للمرة الأولى أم لا، ففي النهاية حتى لو كنت تستخدم الكاميرا لأول مرة، فهناك تراث مكون من آلاف الأفلام يفترض أن يكون من يقدم على صناعة فيلم مستوعبا لبعضها، وما قدمته المخرجة الشابة وقتها كان نموذجا لهذا الاستيعاب.

ما سبق مرّ عليه ما يقرب من الثلاثة أعوام، قضتها نادين صليب في تقديم أفلام قصيرة أخرى، مع تحضير وتصوير فيلمها التسجيلي الأول "أم غايب"، الذي شاهدناه مؤخرا في إطار مسابقة الأفلام الوثائقية بمهرجان أبو ظبي السينمائي الثامن، ليأتي الفيلم مستحقا للانتظار الطويل، حاملا قدر من الأصالة يجب أن نقف أمامها بالرصد والتحليل.

الخروج من فخ النمطية

الحقيقة أن ملخص الفيلم المنشور أصابني ببعض القلق، فالفيلم كما يقول الملخص عن امرأة ظلت 12 عاما تحاول أن تحمل دون جدوى، لتكتشف عالم من "الأحكام المسبقة"، وهو ملخص صالح لإنتاج فيلم استشراقي من الطراز المعتاد، حول المجتمع الذكوري وظلم المرأة المختلط بالفقر، باختصار لكل ما يمكن أن تكرهه من أفلام أصبح قدر النفعية في صناعتها أكبر بكثير مما تحدثه من تأثير. لكن عند مشاهدة فيلم نادين تأكدنا من أن الملخص مجرد مادة خادعة، لا تحتوي من الفيلم سوى على معلومة محاولات حنان المتكررة للحمل، أما جوهر الفيلم نفسه، فيرتبط بأمور أعقد وأهم بكثير من الأحكام المسبقة وغيرها.

هذا فيلم عن الحياة في مقابل الموت، ليس باعتبارهما ضدّين في مواجهة، وإنما كونهما وجهين لعملة واحدة، العلاقة التي أدركها المصري القديم في بحثه عن الخلود، وتحولت فيما بعد إلى قول شائع هو "السيرة أطول من العمر"، والسيرة في الحس الشعبي ترتبط بالسلسال، والإنسان العظيم تخلده أعماله وسيرته، أما الإنسان البسيط فيخلده إنجاز أكبر: استكماله للحياة، وإنجابه لمن يعمروا الأرض من بعده.

حنان محرومة من هذا الإنجاز، وأزمتها ليست في الأحكام المسبقة إطلاقا، بل يمكن القول بكثير من الأريحية أن محيطها يكاد لا يمتلك ربع الأحكام المسبقة التي يمكن تواجدها في حالة كحالتها ليس في قلب الصعيد فقط بل في العاصمة ذاتها. ويكفي أن زوجها عربي، المصري العظيم المساند لزوجته الذي يرفض مجرد طرح فكرة الزواج عليها كي ينجب، هو أبعد ما يكون عن أي تصور مسبق، كذلك الجارات والقريبات والصديقات، اللاتي يحطنها بقدر كبير من الحب ويحلمون معها بالولد، هم أيضا خارج المتوقع في عالم تقوم بعض الأمهات فيه حرفيا بمنع أمثال حنان من مشاهدة أطفالهن خوفا من أن تحسدهم (يحدث في المدينة مجددا).

صراع حنان إذن ليس مع مجتمعها المحيط ولا مع الأحكام المسبقة إطلاقا، بل هو صراع داخلي بالأساس، يمزقها فيه خوفها من أن تكون كالأرض البور التي تتحول مع الزمن إلى خراب، خوفها من ألا تجد من يزور قبرها هو من يدفعها دفعا لزيارة القبور باستمرار، فهو من جهة طقس تمارس به دورها في الحياة: استكمال ما بدأ قبل خلقها، ومن جهة تعبير عن ذعرها من أن تكون هي سببا في توقف هذا السلسال المستمر منذ آدم وحواء، حتى ولو بشكل رمزي.

حنان التي خطت الحيّة والقبر، ووضعت أحجبة سحرية داخل جسدها، نشاهدها تمارس طقس "الكحروتة" بأن تنام في التراب وتدور حول نفسها عشرات المرات، في فعل مؤلم جسديا ونفسيا، قبل أن نكتشف أنها قد "تكحرتت" خمس مرات! لا عجب فمن زاوية "الأحكام المسبقة" هو فعل مهين فقط لا يمكن أن تمارسه مرتين إلا لو كانت مجبرة، أما من زاوية الأسطورة الشعبية التي تتجسد في حياة حنان، فهو فعل طبيعي ومنطقي، هي ببساطة تقدم جسدها قربانا للأرض، لعل هذه الأرض ترضى عنها وتطرح فيها بذرة الخلود.

مخرجة ذات حضور

المخرجة في فيلم "أم غايب" ذات حضور واضح، حضور مادي بسماع صوتها على مدار الفيلم تحاور الشخصيات وتلقي بعض التعليقات العابرة، وحضور فني باختياراتها البصرية الدالة على استيعاب لما يمثله الحمل لدي شخصيتها الرئيسية من قيمة أزلية، أبعد بكثير من مجرد إرضاء العالم المحيط، ولعل سبب هذا أن نادين نفسها أنثى، تبحث داخلها هي الأخرى عن البقاء بمعناه الأسطوري، لذلك تركت على مدار الفيلم الكثير من الجمل التي تقولها حنان تتمنى لها وللمصورة الزواج والإنجاب، وتؤكد على ضرورة حضورها لزفافيهما.

الاستيعاب يمتد للصورة التي تكشف علاقة الشخصيات بالطبيعة، أول لنقل أكثر دقة بالأرض، هذه شخصيات أقدامها راسخة في هذا المكان ولا ترغب إلا في استكمال هذا الرسوخ، وكل لقطات الفيلم تقريبا تحمل هذا الارتباط البصري بالأرض، بدءا من مشهد البداية/ النهاية لامرأة أسطورية، تعيش على الأرض وتعمرها بعرقها (وبالتأكيد برحمها)، مرورا بمشاهد القبور والبناء والعمل في الأرض. ولا عجب أن في أكثر لحظات حنان هشاشة نفسية وضعفا، نجد نفسنا ننتقل فورا إلى لقطات النهر المهتزة، والنهر أيضا خالد وعمره من عمر الزمن، لكن خلوده يرتبط بمن حوله، وشخصيات الفيلم لا تجد نفسها إلا على أرض صلبة يرتبط وجودهم بها، أما الماء فيحمل هاجس الفناء منذ عصر أيزيس وأوزوريس، وصولا إلى حنان التي تتحدث عنه لمرة وحيدة ضاعت فيها حياة امرأة حاولت إنقاذها من الغرق، فقدمت حياتها فداء لحنان، التي تفشل في المقابل في استكمال ولو حياتها فقط.

نهاية الفيلم التي لن نقوم بحرقها تستكمل هذه القيمة الأسطورية بصورة أو بأخرى، ولكن حتى لو لم تكن الظروف قد خدمت نادين صليب بحدوث هذه النهاية، فقد امتلكت المخرجة الشابة حكاية ذات أصالة وعمق وتأثير، تعاملت معها بوعي وموهبة مشهودين، لتقدم واحدا من أعذب الأفلام التسجيلية المصرية المعاصرة.

يحمل بصمة المخرجة رخشان بني اعتماد

"قصص" .. حكايات مؤلمة وسينما متشائمة عن واقع إيراني مأساوي

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

فيلم "قصص" للإيرانية رخشان بني اعتماد، والذي ينافس ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنه، تتشكل حكاياته عن المهمّشين والمنبوذين من تفاصيل الحياة الإيرانية العادية لتتجمع داخل إطار فني يصنع عملا تم نسجه بمهاره من حيث الكتابة والأداء وتناسق علاقات الشخصيات التي تدور في دوائر مغلقة، والمشبعة بالألم والقلق والغضب.

ومن خلال مزج واضح بين الأسلوب الوثائقي والدرامي تغزل المخرجة الإيرانية حكايات ترصد يوم في حياة سبع شخصيات تعيش ظروفاً عادية ولكنها صعبة، وبإسقاط واضح على شكل الحياة داخل المجتمع الإيراني حاليا، وتمثل قصص هذه الشخصيات مجموعة مشاهد غير مكتملة كالواقع الذي نعيشه يوميا.

وأنماط تلك الشخصيات المختلفة تم انتقائها بذكاء شديد، فهناك الفتاة التي تبيع نفسها رغما عنها لتستعيد آداميتها في الحياة وتوفر علاجا لابنها المريض، وامرأة أخرى تلجأ للمصحة والتأهيل النفسي لتهرب من جحيم زوجها بعد أن شوه وجهها، وامرأة متقاعدة تبحث عن حقها، وموظف يبحث عن أدنى مايريده كبشر من التأمين الصحي أمام بيروقراطية موظف حكومي، ورجل يرصد بكاميراته ما يحدث في هذا المجتمع، وكلها شخصيات تعيش واقع مأساوي ولكنه طبيعي، وتحمل نوعا من الإحباط ورغم ذلك لا تزال قادرة على المقاومة.

وتميل المخرجة في رصدها إلى أفراد الطبقة الوسطي والفقيرة، والتي أصبحت مهمشة في إيران، وتنجح في تقديم عمل يمكن القول عنه شديد الانتقاد والسوداوية وتتجاوز حدود المسموح في السينما الإيرانية وتقفز فوق الخطوط الحمراء الذي اعتدنا عليها، وتقدم تجربة استثنائية كما يري صناع الفن السابع.

والقسوة الواقعية في الفيلم لا تُلغي جماليات المعالجة السينمائية في "قصص"، كما أن الجماليات نفسها لا تُخفّف من وطأة المواجع التي تُصيب الناس، فتلك الجماليات السينمائية هي مفتاح الدخول إلي تلك العوالم الإنسانية وماتعانيه، والتي باجتماعها في سياق واحد تتحوّل إلى تكوين سينمائي خصب ورائع.

ويستعرض الفيلم صور هؤلاء الإيرانيين الذين لا يجدون سوى المال القليل الذي يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، بينما تسهم البطالة وإدمان المخدرات وتسلط النظام في ازدياد محنتهم، وقوة النص (سيناريو رخشان بني اعتماد وفريد مصطفافي) ممزوجة بعمق الحوارات النابعة من أعماق الاحتراق الفردي، وسط دمار الجماعة. أما التصوير (كوهيار كالاري)، فنجح في نقل التداخل الدرامي للأحداث. وكانت الكاميرا  ذكية جدا في تجوالها داخل الأمكنة كتجوالها في النفوس، وتفضح بعض المخفيّ في الأمكنة كفضحها بعض المبطّن في أحوال الناس ومآزقهم.

واذا كانت حوارات الفيلم مشغولة بحرفية واقعية، وسلاسة تتضمّن حدّاً كبيراً من العمق الإنساني الباحث في أسئلة الحياة والوجود والمرض والقلق والتحوّلات الحاصلة في إيران، فإن الحوار في نهاية الفيلم بين سائق مركز علاج الإدمان وإحدى العاملات فيه يمتلك قدراً كبيراً من الشفافية والعفوية والتعمّق المرير بالحال الفردية وشجونها وانقلاباتها وخيباتها. حوار يشي بحبّ معلّق، لكنه ينفتح على معاني التضحية بالذات والغرق في المرض والسعي إلى التعويض عن الخيبة بالعمل مع آخرين. ينفتح على أسئلة تُذكّر بمغزى التضحية بالذات من أجل الآخر، فلا ادّعاء ولا تصنّع ولا فبركة، بل واقعية عميقة وقاسية ومُشبعة بحساسيات مفتوحة على هذا الخراب الكبير، الذي يغرق فيه العالم، وهو هنا تلك البقعة الجغرافية التي يتشكّل منها الفيلم، الغارقة في صداماتها الداخلية، وتناقضات أهلها وخيباتهم.

وفي "قصص" لا قصة إطلاقاً، بل مجموعة مشاهد عن المتقاعدين والمحرومين والعاطلين الذين يجدون صعوبة في إيجاد من يستمع إليهم، إلى الهاربين نحو الإدمان، ويمعن شريط الفيلم، في روي حكاياتهم بأسلوب شيق بحيث إننا لا ننتبه سوى للموضوع. إنها السينما المستقيمة ولكن الحزينة وربما المتشائمة أيضا.

تحولات عابرة في حياة إمرأة تايوانية

"مخرج" لتشين هسيانغ..  جدران سجن الواقع الآيلة للسقوط

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

الارتباط بين المدن الصناعية وعنصر الوحدة كان ولا يزال محور اهتمام كثير من صنّاع السينما. المخرج التايواني تشين هسيانغ أحد هؤلاء المهتمّين بهذا الغرض الفني، وفيلمه الأخير "مخرج" ضمن (مسابقة آفاق جديدة) بمهرجان أبوظبي السينمائي يعتمد على رصد حالة مستمرة وشبه دائمة من الوحدة. فهو يرصد التفاصيل الحياتية لسيدة تبلغ الـ 45 من عمرها، وتعمل حائكة ملابس في إحدى الورش الصغيرة في تايبي، عاصمة تايوان.

لا يبدو من المَشَاهد الأولى أن هناك علاقة جيدة بين السيدة وابنتها المراهقة. فالأم تكتشف أن هناك شاباً يتصل بها هاتفياً، كما تكتشف أن ابنتها، التى ربما تأخّرت في العودة إلى المنزل ليلاً، كانت تضع رموشاً إصطناعية بشكل غير معتاد على فتاة صغيرة. وبمنتهى الهدوء والتدريج، يكشف المخرج العديد من تفاصيل عالم تلك السيدة الخانق والآيل إلى السقوط.

بنية الدراما في الفيلم لا تبدو تقليدية على الإطلاق، فهي لا تعتمد على حدث أو فعل درامي يتسبّب في تغيير الأحداث بشكل كبير. تطور بنية السرد يأتي فقط من مصاحبة الشخصية الرئيسية عبر تفاصيل أيامها بين الصباح والليل، مروراً بالواجبات والفروض كلّها التي تقوم بها. يقدّم المخرج تفاصيل شكلية عديدة، لها دلالتها ورمزيتها الدرامية. ففي المَشَاهد الأولى، نعرف أن هناك مشكلة في باب شقة البطلة، لأن الابنة لا تستطيع بسهولة الخروج من الشقة بسبب هذا العطل. لكن المخرج يستخدم هذا الرمز للربط بينه وبين عنوان الفيلم "خروج"، كأنه يعطي قيمة ميتافيزيقية للحكاية التي يريد سردها، وليس فقط ليضعها ضمن المشاكل العديدة التي تواجهها البطلة في حياتها اليومية. من ضمن تلك المشاكل: تأخّر العادة الشهرية. يُعلمها الطبيب أن السبب كامنٌ في مرورها بأعراض مبكرة لسن اليأس. هذا أيضاً له دلالته الدرامية، فهو يسبّب شعوراً نفسياً بتوقّف الحيوية لدى البطلة. ثم يتمّ الانتقال إلى بعض التفاصيل الأخرى المكمِّلة لهذا العالم الهشّ، منه أن الورشة التي تعمل بها تغلق أبوابها بسبب رغبة ربّ العمل في الانتقال بعمله إلى الصين، حيث فرص العمل أفضل.

السيناريو يعلمنا، من بعض الجمل الحوارية، أن زوج السيدة يعمل بشكل دائم في شنغهاي، وأن الإبنة تقيم معه، وهي تقضي مع والدتها بضعة أيام في الأسبوع. هذه الحالة من الفراغ الإنساني لا تتحوّل إلاّ عبر ارتباط خفي بين بطلة الفيلم والمريض على السرير المقابل لحماتها في المستشفى. فالبطلة، من ضمن روتينها، تذهب بشكل دوري لزيارة حماتها، التي تستعد للخضوع لعملية جراحية في إحدى قدميها. هذا المريض مُصاب في حادث، وهو غائب عن الوعي. يُصدر أنيناً مستمراً بشكل يُزعج من حوله من المرضى في العنبر. تسبّب هذا الأنين في أن تجرّب بطلة الفيلم تمرير مياه على شفتيه الجافتين، وتنجح التجربة في تهدئته. كأن تلك التجربة تمنح البطلة قيمة إنسانية بعد أن "توقفت الحياة" بشكلها الضمني معها. تبلّل قماشة، وتمسح بها جسده في إحدى الليالي بشكل حسّي. كأن هذا الاقتراب يقرّب البطلة من رؤية ذاتها: فهي تصنع لنفسها فستاناً ربما لم ترتديه منذ زمن بعيد، ثم تضع مكياجاً، وتقرّر أن تتعلّم رقص التانغو كزميلتها في المشغل. ولعل اختيار المخرج لرقص التانغو يدعم تلك الحالة من الحسية التي تهزّ هذا الفراغ الإنساني لدى البطلة. أيضاً نجد أن المخرج يختار في العديد من المَشَاهد أن يضع في شريط الصوت الواقعي جداً خلفية من تلك الموسيقى البديعة. 

علاقة السيدة بالمريض لا تتشابه بما حدث في فيلم "تحدّث إليها" (2002) للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار. فتلك العلاقة لا تمثل في بنية الدراما في "مخرج" غير تحوّل خلال اللحظة الراهنة لحياة السيدة، ومثل أي من التحوّلات العابرة، سرعان ما تتلاشى، وتنغمس البطلة مرّة أخرى في تفاصيل حياتها الهشة.

الفيلم حصل على الجائزة الأولى في الدورة الـ 16 لـ"مهرجان تايبي السينمائي" في تايوان، كما حصلت الممثلة تشن تشيانغ ـ تشي على جائزة أفضل ممثلة.

برنامج اليوم السابع لمهرجان أبوظبي السينمائي:

العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي الممول من سند "قراصنة سلا"

أفلام حائزة جوائز من مهرجانات دولية  "العجائب" و"سيفاش" و"لفاياثان"

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

يقام غدا الأربعاء العرض العالمي الأول للفيلم المدعوم من سند "قراصنة سلا" للمخرجتين مريم عدو و روزا روجرز وذلك في فوكس 4 الساعة 21:15. ويحكي الفيلم قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب يخالفون أعرافهم المجتمعية بانضمامهم لسيرك يحاول أن يغير من حياتهم. ويمكن مشاهدة عالم السيرك الساحرمن خلال عيون هؤلاء الأطفال البهلوانيين.

وبإمكان محبي السينما في أبوظبي حضور العرض الأول اليوم  للفيلم الروسي "لفاياثان" للمخرج اندريه زفياكنتسِف٬ والمشارك في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. حاز هذا الفيلم جائزة مهرجان لندن السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي في وقت مسبق من هذا العام.

ويحكي الفيلم قصة دراما تراجيدية عن الفساد والمظاهر المسلحة في روسيا الحديثة٬ وتقدم للمشاهد وجهة نظر صانعها المتمثلة بأنه مهما كان المجتمع الذي نعيش فيه اليوم٬ فإننا سنواجه يوما ما خياراً بين أمرين٬ إما أن نعيش عبيدا أو نعيش أحراراً. وسيتواجد المنتجان المشاركان في هذا الفيلم الكسندر رودنيانسكي و سيرغي ميلكوموف بالإضافة إلى الممثل ألكسيه سيريبرياكوف للتحدث مع الجمهور بعد العرض. وسبق أن تم عرض فيلم زفياكنتسِف الاسبق"إيلينا" في مهرجان أبوظبي السينمائي لعام 2011.

ويعرض غدا أيضا باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه "سيفاش" الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي٬ وهو مشارك ضمن قسم مسابقة آفاق جديدة٬ وينقل المشاهد إلى العالم الدموي وغير قانوني لرياضة قتال الكلاب في البراري الشرقية لتركيا. هذا هو العرض الأول في العالم العربي٬ وسيكون في فوكس 6 الساعة 18:45.

وضمن عروض قسم مسابقة "آفاق جديدة" يعرض الفيلم الفائز بجائزة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي "العجائب" في فوكس 6 الساعة 21:15 ٬ وهو من إخراج الإيطالية أليتشه رورواتشر٬ ويحكي قصة أسرة ألمانية - إيطالية من مربي النحل وبخاصة غلسومينيا ذات الأعوام ال12 ٬ وحكاية البلوغ والغياب التدريجي للعادات والتقاليد الأسرية.

“نادي الشغب" هو فيلم ناقد للطبقة الاجتماعية الأرستقراطية الفاسدة في بريطانيا والتي تعيش ثراء وتسلطا غير مشروطين٬ وهو من إخراج الدنماركي لون شيرفيك ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان (فوكس 5 الساعة 21:30).

أما ضمن قسم الأفلام الوثائقية غدا٬ يعرض فيلم "دبلوم وطني" (فوكس 4 الساعة 18:45) وهو  باكورة المخرج ديودو حمادي٬ ويوثق الفساد المنتشر في نظام التعليم في الكونغو وكيفية تقرير الشهادة لسير حياة الطلاب إما بالبقاء في حياة الفشل أو المضي قدما.  وسيتواجد المخرج ومنتجة الفيلم ماري بالدوتشي للإجابة على أسئلة الجمهور بعد انتهاء العرض.

ويعرض أيضا الفيلم الجزائري- الفرنسي "إن شاء الله الأحد" للمخرجة يامينا بنغيغي وذلك ضمن برنامج السينما العربية في المهجر التابع لقسم العروض الخاصة (فوكس 2 الساعة 18:30) ٬ والفيلم الكلاسيكي "الرجل الذي أحب النساء"  (فوكس 2 الساعة 18:30) أيضا ضمن العروض الخاصة وبالتحديد ضمن برنامج فرنسوا تروفو.

كما يعرض فيلم "سلطة الطاقة" للمخرج الألماني هيوبرت كانافال (فوكس 1 الساعة 19:00) ويعرض قضية المشاكل التي تسببها الأساليب البدائية في إنتاج الطاقة٬ سواء كانت من البترول أو الغاز أو الطاقة النووية أو الهيدروالكترونية٬ حيث تؤثر كل هذه الأساليب على البيئة والإنسان وتتسبب بالأمراض وفقدان الوظائف وانقراض الكائنات. ويقدم المخرج عبر الفيلم قصصا توضح مصلحة الإنسان في حماية البيئة عبر حقائق ودراسات وحوارات. وسيعرض هذا الفيلم ضمن قسم عروض السينما العالية لمهرجان أبوظبي السينمائي 2014.

ومن ضمن عروض السينما العالية يقدم الفيلم الأمريكي "لعنة السدود" ذو الإخراج السينمائي المدهش٬ وهو من إخراج بن نايت وترافيس رامل ويحكي عن قضية السدود التي كانت في زمن سابق رموز  فخر وطني ٬ ويناقش الفيلم إذا ما كانت هذه السدود تشكل خطراً على البيئة على المدى الطويل. (فوكس 9 الساعة 21:00)

ويعرض غدا كذلك فيلم "يومان وليلة" ضمن قسم عروض السينما العالمية٬ وهو من إخراج جان - بيار داردن ولوك داردن اللذين حازا مرتين السعفة الذهب في مهرجان كان السينمائي. سيكون العرض في فوكس 1 الساعة 21:30 بحضور الممثل فابريزيو رونجيون.

ضمن برنامج عروض السينما العالمية

"مباع" صرخة عميقة ضد الإتجار الجنسى بالأطفال

"سينماتوغراف" ـ أبوظبي: خالد محمود

رغم أن الفيلم الأميركى "مباع" الذى شهدت شاشة مهرجان أبوظبى عرضه العربى الأول، ضمن برنامج عروض السينما العالمية، طرح قضيته بشكل مباشر، وهى الإتجار بالأطفال للعمل فى الدعارة، إلا أن واقعيته الشديدة فى ذلك الطرح كانت بمثابة صدمة إنسانية كبرى، توغلت داخل وجدان المشاهد بفضل لغة سينمائية شديدة الثراء بكل مفرداتها، بداية من السيناريو الذى مهد بأسلوب سردى بديع وإيقاع سريع، وكأنه يريدك أن تلهث وراء مصير أبطال حكايته وقضيتهم الكارثية، ومرورا بأداء مفعم بالمشاعر، وصورة قوية فى تعبيرها وهى تنقل واقع  درامى قاس لممجوعة من الفتيات والأطفال بشفافية شديدة.

الفيلم المقتبس عن قصة الكاتبة والصحفية الأميركية باتريسيا ماكورميك، والتى حققت أعلى المبيعات فى وقتها واحتلت مقدمة "البست سيلر"، يمثل تجربة من الصعب نسيانها، بل إن مخرجه جيفرى دى براون يدفع بمشاهده للانتقال من عالم  كان يظنه خيالا إلى واقع لم يكن يتخيله، فهو يطرح إحدى قصص الأطفال الأليمة الذين وقعوا ضحية الإتجار فيهم وبالتحديد لفتاة نيبالية تدعى "لاكشمي" في الثالثه عشره من عمرها يبيعها اهلها مضطرين فى الهند كي تعمل كخادمة في المنازل بعد وعود بحياة أفضل، لكنها تباع لتعمل في الدعارة في كالكوتيا بالهند، لتمر بعدة مواقف صعبة فى منزل القواد ممتاز وشريكته القوادة يطلق عليه "منزل السعادة"، تحاول النيل من برائتها، ولتواجه هناك واقعاً مختلفاً، تجبر فيه على معاشرة الرجال كل ليلة، ويتم تهديدها بالضرب.

تلك المواقف جسدتها بأقتدار الممثله الصغيرة نيار سايكا، بأدائها المذهل وتعبيراتها المليئة بالدهشة والخوف وحلم كامن وراء عيونها للخلاص، حيث يظهر الفيلم الرعب الذى تعيشه ويعيشه كل من تتعرض لهذا العالم من العبودية واستغلال الجسد، تلك اللحظة التى بدت مع ظهور مصورة صحفية "جيليان انرسن"، والتى تحاول انقاذ لاكشمنى وغيرها من الفتيات بعد شاهدتها فى وراء شباكها أو سجنها تستغيث "ساعدونى" هنا أدركت المصورة التى أتت لعمل موضوعات عن المجتمع الفقير، أن وراء هذه الإستغاثة شئ ما، ربما كارثه كبرى، وأرادت أن تكون جزءا منها.

وهذا ماجعل الأحداث أكثر تشويقا، ولهيبا لمشاعرك، وبالفعل تنجح المصورة فى الإيقاع بالقواد والقوادة، وتحرير الفتيات من الأطفال، وتدخلهم مركز تأهيلى تعليمى خاضع لإحدى المنظمات ليحيوا حياة أخرى، وكم كان مشهد النهاية عظيما، حينما أمسكت الفتاة "لاكشمى" بشمعة وتضعها أمام وجهها لتضئ مستقبل جديد وتلتقط المصورة الصورة لتسجل إبتسامة غابت طويلا وراء دموع  وآهات ليلى معذبة، وتظهر فرحة كادت تطوى  إلى الأبد.

الشئ المهم فى هذا العمل والذى يحسب لكاتب السيناريو جوزيف كونج والمخرج جيفرى براون الذى شارك فى كتابة السيناريو أيضا، أنه أطلق صرخة سينمائية عميقة مدوية ترتجف معها الروح ويهتز لها الضمير، من أجل الالتفات إلى الإتجار بأطفال أماكن كثيرة من العالم. 

الفيلم يعد هو أول عمل روائي طويل للمخرج الأميركي جيفري براون، والذي أكد أن قضية الاتجار في البشر هي التي دفعته للقيام بهذا الفيلم، وقال في حوار مع "يورو نيوز": (حين بدأت تصوير الفيلم، لم أكن أعلم أن العبودية منتشرة وأن هناك ما بين 20 إلي 30 مليون شخص مستعبد. كنت أعلم أنها قضية، لكنني لم أكن أملك المعلومات. وما دفعني لذلك هو محاولة القيام بشيء ما لمساعدة هؤلاء الأولاد). 

بعد النجاح الذي شهده العرض العالمي الأول لفيلم "كلنا معاً"

إيمج نيشن أبوظبي تسعى لإنتاج المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

كشفت إيمج نيشن اليوم عن خططها لصناعة المزيد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، وخاصة بعد النجاح الذي شهده أول أفلامها، والذي قدم عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، مؤكدة في الوقت ذاته على تشجيع الإماراتيين لطرح أفكارهم وخاصة التي تجسد لحظات هامة من تاريخ الدولة.

ويروي فيلم "كلنا معاً" التحديات التي واجهها الأطفال المتوحدون في الإمارات، وذلك أثناء مشاركتهم في التدريبات لتقديم عرض موسيقي، وقد كان العرض العالمي الأول للفيلم يوم السبت، ونال قدراً كبيراً من الإشادة والإعجاب من المشاهدين ووسائل الإعلام على حد السواء.

وفي تعليق له خلال المهرجان، أفاد مايكل غارين، الرئيس التنفيذي في إيمج نيشن أن شركة الإنتاج السينمائي في أبوظبي تخطط للتوجه نحو صناعة المزيد من الأفلام والمسلسلات الوثائقية خلال الأعوام القادمة، كما أكد على ضرورة قيام الإماراتيين بطرح أفكارهم لهذه المشاريع.

وأضاف قائلاً: "يتجلى هدفنا في تأهيل أصحاب المواهب في مجال الأفلام الوثائقية، إلى جانب سعينا لتسجيل أجزاء من التاريخ المحلي، وتقديم القضايا الهامة التي تتمتع بقدر كبير من الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي. كما أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة للإماراتيين والعرب لتقديم أفكارهم وطرحها أمامنا".

وأضاف بقوله: "توجد العديد من القصص التي يمكن عرضها، ولكننا بحاجة لمساعدة المواطنين للتعرف عليها. وبفضل الردود المذهلة التي تلقاها فيلم "كلنا معاً"، فإننا متشوقون للاطلاع على مزيد من هذه القصص وتحويلها إلى أفلام".    

وتعمل إيمج نيشن في الوقت الحالي على إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية الإماراتية، ومنها فيلم يروي قصة تأهل منتخب دولة الإمارات لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا.

كما أعلنت شركة إيمج نيشن خلال الأسبوع الماضي عن تقديم فيلم بعنوان "حتى آخر طفل". ويسلط هذا الوثائقي الضوء على انتشار مرض شلل الأطفال في باكستان، والمساعي الرامية للتخلص منه. وسيكون العرض العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان نيويورك للأفلام الوثائقية خلال نوفمبر.

وفي عام 2013، كانت إيمج نيشن قد أعلنت عن صناعة فيلم عن حياة الناشطة ملالا يوسف زاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وسيتولى المخرج الحائز على جائزة الأوسكار ديفيس غوغنهايم صناعة الفيلم الذي تنتجه شركة والتر أند لوري باركس، وتشارك في تمويله بارتيسيبانت ميديا.

كما تحدث غارين عن التطور الذي تشهده صناعة الأفلام الوثائقية في إيمج نيشن: "تعد شعبة الأفلام الوثائقية واحدة من الفرق العديدة التي تساهم في تأكيد دورنا والتزامنا تجاه صناعة السينما في الإمارات. لقد تلقينا ردوداً إيجابية كثيرة عند عرض فيلم "كلنا معاً" ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي، كما أننا نتطلع الآن لعرض فيلم "حتى آخر طفل"، بالإضافة الى الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة ملالا خلال الأشهر القادمة".

وأضاف: "لقد شهد قسم الأفلام الوثائقية تطوراً وازدهاراً هائلين خلال الأشهر القليلة الماضية. ومع اكتمال تنفيذ فيلمين واستمرار العمل في فيلم ثالث، فإننا فخورون للغاية بما يقدمه جميع أعضاء الفريق. هذا دليل على التطور التي تشهده صناعة الأفلام المحلية من أجل وضع الإمارات في مكانة بارزة في هذه الصناعة".

وكجزء من التزام إيمج نيشن باكتشاف المواهب المحلية، فقد تم توسيع نطاق مسابقة استوديو الفيلم العربي، مع تخصيص برنامج للأفلام الوثائقية. وكانت المسابقة جزءاً من مهرجان أبوظبي السينمائي لهذا العام، حيث طرح المشاركون أفكار أفلامهم أمام لجنة تحكيم تتكون من عدد من الأسماء البارزة مثل توم روبرتس مخرج فيلم "حتى آخر طفل"، وهاني فارسي الرئيس التنفيذي لمجموعة كورنيش، وإليشيا غونزاليز من إيمج نيشن، ودانييل بيريسي رئيسة شعبة الأفلام الوثائقية.

وسيتم الإعلان عن اسم الفائز خلال عام 2015، وسيفوز بدورة تدريب في شبعة الأفلام الوثائقية في إيمج نيشن لينطلق بمسيرته المهنية في مجاله المفضل. 

سينماتوغراف في

29.10.2014

 
 

المدى في مهرجان أبوظبي السينمائي8..

سمير جمال الدين ينعى الطبقة الوسطى في الأوديسا العراقية

ابو ظبي/ علاء المفرجي

تمثل الحضور العراقي في اليوم السادس للمهرجان بفيلمين ، الأول للمخرج العراقي المقيم في سويسرا سمير جمال الدين (الأوديسا العراقية).. 

الفيلم ، وكما في فيلمه الذي طاف به المهرجانات السينمائية العالمية محققا الجوائز (انس بغداد) ، يتناول موضوع الشتات العراقي الذي اصبح ظاهرة ملحوظة خلال العقود الثلاثة الأخيرة .. في فيلمه هذا يستعرض تاريخ عائلته البغدادية ابتداءً من بداية القرن المنصرم من خلال الصور والوثيقة التي يبدو ان جهدا واضحا قد بذله في الحصول عليها ، وقد تطلب الفيلم منه ايضا ان يقطع السفر الى عواصم الشتات التي يتناثر فيها أفراد عائلته . وقد اعتمد تقنية الأبعاد الثلاثة في النسخة الإنكليزية للفيلم. وعلى الرغم من ان المخرج يسهب في استعراض تاريخ هذه العائلة بالصور الفوتغرافية ومراحل تاريخهم العائلي ، الا انه يقدم على خلفية ذلك كشفا في التاريخ العراقي المعاصر منذ تأسيس الدولة العراقية وحتى سنوات قريبة خلت .. ويبدو الفيلم بهذه النستالوجيا ، وكأنه يرثي موت الطبقة الوسطى في العراق التي عانت الإقصاء والتهميش ابتداءً من عام 1985.

وعلى مدى 160 دقيقة ،وهي زمن الفيلم، نقف مع عائلة كان لها حضور اجتماعي وديني واضح على مدى عقود طويلة مثلما لها إسهامات في تاريخ بناء العراق وهي تستعرض الأسباب التي دفعتها لاختيار الهجرة عن البلد.

أما الفيلم الثاني فهو الفيلم العراقي المشارك في قسم مسابقة آفاق جديدة "صمت الراعي" للمخرج رعد مشتت٬ الذي تدور أحداثه في الريف العراقي عن الصمت الذي يسود في القرية عند حادثة اختفاء فتاة في الثالثة عشرة من عمرها.

وفي اطار العروض السينمائية شاهد الجمهور العرض العالمي الأول لفيلمين ، أولهما الفيلم المصري المدعوم من سند "أم غايب" ، وهي المرأة التي حملت هذا اللقب لعدم قدرتها على الإنجاب لمدة 12 عاماً. وعرض الفيلم بوجود المخرجة وفريق الفيلم الذي سيجيب على أسئلة الجمهور بعد العرض.

وقدم المهرجان امس وللمرة الأولى في العالم العربي فيلمين حائزين على جوائز من مهرجانات عالمية ٬ أحدهما الفيلم الصيني "فحم أسود٬ ثلج رقيق" الحائز على جائزة الدب الذهبي في الدورة 64 من مهرجان برلين السينمائي٬ وهو من كتابة وإخراج دياو ينان٬ ويحكي قصة بوليسية سوداء مثيرة. ويشارك هذا الفيلم في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للمهرجان.

أما الفيلم الثاني فهو "سبات شتوي" الحائز السعفة الذهبية في دورة هذا العام من مهرجان كان السينمائي٬ وهو من إخراج التركي نوري بيلغي جيلان وتدور أحداثه في مناطق ثلجية في الأناضول. ويكشف الفيلم شخصية البطل بشكل مقرب٬ ويحكي عن الهوة العميقة بين الأغنياء والفقراء في تركيا. ويشارك هذا الفيلم في قسم عروض السينما العالمية للمهرجان.

ويمكنكم اليوم أيضا متابعة التمثيل المميز في فيلم "حمّى" المشارك في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (فوكس 5 الساعة 18:30) للمخرج المغربي هشام عيوش. ويحكي الفيلم عن الظروف الحاصلة في حياة بنيامين ابن الثلاثة عشرعاما الذي يعيش في فرنسا عندما يضطر، بسبب دخول أمه السجن، إلى العيش مع والده ذي الأصول الشمال افريقية٬ وهو لم يسبق له التعرف إليه قبل ذلك أبدا

وأقيم العرض الأول في المنطقة للفيلم الإثيوبي "ديفريت" من إنتاج أنجلينا جولي٬ والذي حاز جائزة الجمهور في مهرجاني صندانس وبرلين السينمائيين هذا العام. وسيقام مع العرض احتفال للسجادة الحمراء بمشاركة المخرج زيريسيناي ميهاري والمنتج ميهريت ماندفر. ويسلط هذا الفيلم الضوء على العنف ضد النساء في إثيوبيا وتقليد خطف الفتيات لتزويجهن٬ وهو مشارك في قسم مسابقة آفاق جديدة. وضمن القسم عينه، يعرض اليوم الفيلم الكوري الجنوبي "متشابك" للمخرج الحائز جوائز عديدة لي دون كو بحضور المخرج والمنتج التنفيذي وون سوك اللذين سيجيبان على أسئلة الجمهور بعد العرض.

كما عرض فيلم "العودة إلى حمص" للمخرج السوري طلال ديركي ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية. ويعرض الفيلم اليوم للمرة الأولى في العالم العربي٬ متابعاً الواقع الميداني للمقاومة السورية من خلال حكاية حارس المرمى السوري الذي يتحول الى قائد مجموعة من الثوار.

أما الأفلام الأخرى في قسم عروض السينما العالمية لليوم فهي الفيلم الأمريكي "أحلام إمبراطورية" للمخرج ماليك فيتهال والفيلم الفرنسي "أمل" للمخرج بوريس لوجكين وسيتواجد المخرجان أثناء عرض الفيلم الخاص بكل منهما وسيجيبان على أسئلة الجمهور بعده.

وبالنسبة إلى حلقات حوارات في السينما أقيمت امس ورشتا عمل وحلقة دراسية صممت لمساعدة صانعي الأفلام اليافعين على الوصول إلى النجاح.

ورشة العمل الأولى هي بعنوان "تدريب تقدم ورشة عمل Avid حول تقنية Media Composer & Protools". وتتضمن الورشة شرحاً لسير العمل الخاص بأحدث الأساليب الإنتاجية من أهم محطات العمل الرقمية للصوت والفيديو لصانعي الأفلام اليافعين.

كما أقيمت حلقة دراسية بعنوان "ماذا بعد إنجاز الفيلم القصير؟" وقدمت ورشة عمل بعنوان "التمويل الجماعي في العالم العربي - استهداف الجمهور! التخطيط لحملة ناجحة للتمويل الجماعي" ويقدمها نواف الجناحي ولطفي بن شيخ.

المدى العراقية في

29.10.2014

 
 

«القط» مستمد من «إيزيس».. ويعرض من بوابة «أبوظبي السينمائي»

جدار بين العشوائيات والمتنفذين

عُلا الشيخ ـــ أبوظبي

«إيثاكا»، «عين شمس»، «حاوي»، «الشتا اللي فات»، عناوين أفلام أنذرت بوجود مخرج خاص اسمه إبراهيم البطوط، لذلك كان الترقب حاضراً بقوة منذ اعلان عرض فيلمه «القط»، لأول مرة دولياً من بوابة الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، لكن الذي حدث بعد انتهاء الفيلم من ردود الفعل كان كفيلاً بترجمة أن ما قدمه البطوط أخيراً لم يرتق الى سابق أفلامه.

فالفيلم اذا لم تكن تعرف قصة «إيزيس» ربة القمر لدى القدماء المصريين، من الصعب أن تصل إلى ماهيته، لكن هذا لا يعني أن عين البطوط وطريقة ادارته الكاميرا كان لافتاً وجميلاً وخاصاً، يوازيه بالمستوى نفسه عدم إدارته الممثلين بشكل كافٍ، فالصورة تفوقت على الأداء، الذي تباين بين ممثل وممثل، كان اضعفهم عمر واكد، مع كل التقدير لأداء فاروق الفيشاوي.

وللحديث عن الفيلم يجب الحديث بداية عن اسطورة «ايزيس»، التي كان يرمز لها بامرأة على حاجب جبين قرص القمر، عبدها المصريون القدماء والبطالمة والرومان، وكبر صيتها عندما أعادت الحياة الى جثة زوجها أوزاريس بعد أن تم تقطيعه ارباً من قبل «ست»، في ذلك الوقت كانت تربي ابنها حوس، الذي كبر وصار قادراً على الانتقام من قاتل أبيه «ست». فاروق الفيشاوي أدى دور أوزاريس، وبناء على الأسطورة فـ«حورس» هو عمرو واكد. اذا هذه الأسطورة التي بنيت عليها قصة الفيلم التي أرادت أن تكون قضيتها هي بيع الأعضاء، من خلال الحاج فتحي، الذي يستغل العشوائيات ويقوم عن طريق عصابته بخطف الأطفال واستئصال أعضائهم، من جهة أخرى، يقوم بفحص الفتيات صغيرات السنّ اذا كن عذراوات، ويقوم ببيعهن وبتزويجهن لكبار السن من دول مختلفة. في هذه الاثناء تظهر شخصية القط، الذي خطفت ابنته هو الآخر ولا يعرف مصيرها، فقرر الانتقام بطريقته من كل شخص له علاقة بخطف الأطفال وبيعهم وتقطيع اشلائهم، وينجح في كل مهمة، حتى إنه يصل إلى الحاج فتحي شخصياً، لكنه لا يقتله، ليعرف المشاهد بعد ذلك أنه يتأنى لمعرفة من خلفه، وأن كل من قتلهم هو يعرف كبيرهم وهو نفسه الحاج فتحي.

الكاميرا تأخذ المشاهد في أزقة حواري مصر التي يفصلها عن الحياة التي يسيطر عليها الفاسد والمتسلط جدار أشبه بالجدار العازل في فلسطين، اللقطات غالبيتها من فوق الأسطح، لتقترب الرؤية أكثر الى هؤلاء المهمشين، والمستغلين من قبل المجتمع الغني، حتى في أكباد أطفالهم وقلوبهم، مشاهد المداخل الضيقة تبعث بشعور الحزن العمي على هؤلاء، وانتقال الكاميرا الى الجانب الآخر من الحياة يجعل من المتلقي أدرك للكارثة الانسانية والاجتماعية والطبقية في مصر.

هذا العالم المهمش قرر القط أن يكون عونا لهم ليس لحسن اخلاقه بقدر ما أنه ذاق مرارة فقدان ابنته، وتشتت ذهن ابنه الذي يشتاق إلى شقيقته، ومشاعر الغضب التي سيطرت عليه، وجعلت منه مجرماً هو وشقيقه الملقب بالغجري، الذي وصل فيه إلى حد قتل كل من يعرفهم كي لا يهدد مصيرهم. اللقطات مستمرة حتى في ما يخص القوة العليا التي جسدها الفيشاوي، على هيئة رجل يرتدي ما يشبه رداء القصيصين، شخصية تكاد تكون خيالية، فهو يعلم كل شيء، من خلال مراقبته للعالم، هو جسد دور أسطورة الإله اوزاريس، يراقب القط عن بعد، إلى حين قرر اللقاء بينهما، وفي معبد قديم يدرك القط أن كل تحركاته مكشوفة، ويقنعه صاحب القوة أنه يدعمه، لكن عليه أن يقتل الحاج حنفي اساس البلاء، وتبدأ حكاية تتبع حنفي واختيار الموت الذي يناسبه هو هاجس القط، بعد أن يحصل على أموال طائلة من قبل الشخص الغامض.

أثناء ذلك من الجميل المرور بمشهد يعتبر الأجمل في الفيلم، من حيث قيمته الفنية وحتى المعنى المراد منه، فيظهر فيه فاروق الفيشاوي وهو داخل معبد يهودي، وصوت الترانيم الصادحة من المكان، ليخرج منه ويرى نفسه في كنيسة مسيحية، تؤدي فيها الطقوس الدينية مع الصلوات، وبالمشهد نفسه يخرج الى جامع صغير يصدح منه تكبيرات الصلاة، وينتهي بوجوده في صالة تعج بالراقصين والمبتهجين، مشهد جميل وعلى درجة عالية من الصناعة، يوصل رسالة أن كل الأديان التي اختارت أن يكون التطرف عنوانها هي مؤقتة، وفي النهاية سيبحث البشر عن مكان خلاص من كل هذا التطرف.

موت

طريقة موت الحاج حنفي، كانت عبارة عن اقتياده بعد عودته من العبارة التي كان فيها متوتراً وخائفاً من القط، ورميه في منطقة نائية، واعطائه حقناً تريه الموت الذي رآه الأطفال قبله، يريدون أن يشعر بكل لحظة كان الطفل فيها خائفاً من الحقنة التي لم يدرك وقتها أنها لتنويمه وبيع أعضائه. بعد ذلك يقرر القط اصطحاب الحاج حنفي الى القوة العليا في الفيلم، ويرفض قتله، لكن شخصية اوزاريس تذكره بابنته، وهذه الذكرى تكون طلقة الموت على رأس الحاج حنفي، وتكون عبارة خرجت من فم شخصية اوزاريس أن ما فعلته يا قط هو الصواب، يبتعد القط عنهما، وفي قارب يلقي مسدسه في النيل، في اشارة إلى أنه لا قتل بعد اللحظة. الفيلم مملوء بالرموز الفلسفية، التي تشبه الى حد كبير وقوف شخص أمام لوحة تشكيلية لا يفهمها سوى الرسام نفسه.

اعتبر «القط» تجربة مختلفة وحالة من الإبداع في سينما يحتاجها المشاهد

فاروق الفيشاوي: الجمهـــور يسترد وعيه الثقافي

إيناس محيسن ـــ أبوظبي

قال الفنان فاروق الفيشاوي إن الجمهور بدأ يسترد وعيه الثقافي مرة أخرى، ويشعر بالملل من الأفلام التافهة التي تعتمد على دغدغة المشاعر، متجهاً للبحث عن أعمال جادة مصنوعة جيداً، التي تترك أثراً في نفس المشاهد، معتبراً أن الفترة الحالية بمثابة جسر تعبر من خلاله السينما من موقفها الهزيل إلى موقف أكثر قوة وقدرة على التأثير في المجتمع.

وعبر الفيشاوي في حواره مع «الإمارات اليوم» عن سعادته برد فعل الجمهور تجاه فيلم «القط»، الذي يشارك في بطولته ويعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الحالية. موضحاً أن الفيلم يمثل نوعية مختلفة من الأعمال لم يقدمها من قبل، كما قدم من خلاله دوراً جديداً عليه، وهو ما يجعله يعتز بهذا العمل في مشواره الفني. واعتبر ان حالة الصمت التي سادت القاعة خلال عرض الفيلم في «قصر الإمارات» مساء أول من أمس، هي دليل على الاهتمام والترقب من قبل الجمهور وتعطشه لمشاهده أعمال جادة.

وأضاف: «يمثل فيلم (القط) تجربة مختلفة تماماً بالنسبة لي، وحالة من الإبداع في صناعة سينما يحتاجها المشاهد، حيث جمعني بفريق عمل اعتاد العمل معاً في أعمال سابقة، وهي أعمال ذات طبيعة خاصة، فالفيلم تقريباً غير مكتوب، وكنا نسهم في كتابة المشاهد معاً، حيث يتوقع الفنان ما الذي يمكن أن يقوم به في هذا الموقف، وينفذه بعد الإتفاق عليه، فكنا كأننا نخلق المشهد السينمائي بأنفسنا». لافتاً إلى أن هذه الطريقة في العمل تأتي بنتائج مهمة عند العمل مع فريق متمكن ويمتلك الوعي والدراية، وفي أحيان أخرى يمكن أن تتوه فكرة العمل وتبدو غير واضحة للمشاهد.

وأوضح الفيشاوي أن «القط» لا يقتصر عرضه على المهرجانات فقط، ولكن سيعرض تجارياً أيضاً. مشيراً إلى أنه من الصعب توقع مدى إقبال الجمهور على مشاهدته.

وعن الحالة التي تمر بها السينما المصرية في الوقت الحالي، ذكر فاروق الفيشاوي أن السينما المصرية تمر بفترة عصيبة، وهي ليست المرة الأولى التي تمر بهذه الحالة، فقد سبق ومرت بفترة مشابهة مع ظهور أفلام الفيديو، وأيضاً مع ظهور الفضائيات وانتشارها. معتبراً أن الجو العام السائد يمنح السينما القليل من الاهتمام رغم اهميتها. «أعتقد أن الثورة اثبتت أهمية الثقافة كأحد أركان المجتمع، وأن السينما هي الوسيلة الترفيه الوحيدة والزهيدة من حيث التكلفة المادية المتاحة للمشاهد العربي».

ولم يستبعد الفيشاوي فكرة انتاجه أعمالاً سينمائية جديدة في الفترة المقبلة «فالإنتاج هو سر مهنة الفن، حيث يجمع بين الفن والتجارة والثقافة». عن تجربته السابقة في الإنتاج قال: «اتجهنا إلى الإنتاج لنقدم أعمال مغايرة، لما كان يعرض على الساحة في ذاك الوقت، فكنا كمن يسبح ضد التيار، ورغم أننا لم نحقق مكسباً مادياً، إلا اننا قدمنا أعمالاً ذات قيمة مازالت تعرض حتى الآن، ومع اعادة عرضها يكتشف المشاهد مزيد من قيمتها وجمالياتها». موضحاً أن الاتجاه حالياً لتقديم الافلام قليلة التكلفة، خصوصاً أن هناك أفلاماً يتم رصد ميزانيات ضخمة لها، ومع الاسف تخرج بمستوى منخفض.

وأشار إلى أن الجيل الجديد من الفنانين يقع في أخطاء كثيرة لم يقع فيها جيله بفضل ما كان يمتلكه من ثقافة ووعي، متهماً وسائل التواصل الاجتماعي بتسطيح العلاقات الاجتماعية بدلاً من توثيقها، وكذلك ساهمت في تسطيح ثقافة الجيل الحالي، فأصبح يستمد منها معلوماته وقراءاته في الوقت الذي كان الجيل السابق يستقي الثقافة من منابعها.

وقال ان وسائل الإعلام جعلت النجومية أسهل بالنسبة لكثير من الفنانين، بينما كانت النجومية في جيله والأجيال السابقة صعبة، ولا تأتي إلا بالكثير من العمل والجهد.

وعن جديده، اشار الفيشاوي إلى انه يواصل تصوير فيلمه الجديد «يوم الستات» المقرر عرضه في الموسم المقبل، من بطولة إلهام شاهين ونيللي كريم. كما يدرس عدداً من المشروعات الدرامية لتقديمها في الفترة المقبلة

«القط»

يتناول فيلم «القط» قصة رجل عصابة يعرف بـ«القط»، يكتشف نشاط إحدى العصابات سيئة السمعة، وما تفعله من خطف الأطفال لبيع أعضائهم، وتزويج القاصرات من أطفال الشوارع واللائي يتم اختطافهن، ويسعى لإيقاف تلك العصابة. الفيلم من بطولة فاروق الفيشاوي، وعمرو واكد، وصلاح الحفني وسارة شاهين والممثلة الشابة سلمى ياقوت، ومن إخراج إبراهيم البطوط.

سبق عرض الفيلم سجادة حمراء مر عليها فريق عمل الفيلم، وعدد من الفنانين منهم أحمد بدير وخالد أبوالنجا، ونيللىي كريم، والمخرج الإماراتي على مصطفى، ومحمد كريم، وزهرة عرفات، وسلافة معمار، وديمة الجندي.

مهرجان أبوظبي

عبر فاروق الفيشاوي عن سعادته بالوجود في «مهرجان أبوظبي السينمائي». مشيراً إلى أن المهرجان في عامه الثامن يشهد تقدماً وتطوراً واضحين، خصوصاً في ما يتعلق بعرض الأفلام العربية، وتسليط الأضواء عليها، وهي وظيفة مهمة جداً للمهرجانات السينمائية.

عروض اليوم

يقام، اليوم، العرض العالمي الأول للفيلم المدعوم من سند «قراصنة سلا» للمخرجتين مريم عدو وروزا روجرز، وذلك في فوكس 4. ويحكي الفيلم قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب يخالفون أعرافهم المجتمعية بانضمامهم إلى سيرك يحاول أن يغير من حياتهم. ويمكن مشاهدة عالم السيرك الساحر من خلال عيون هؤلاء الأطفال البهلوانيين.

وبإمكان محبي السينما في أبوظبي حضور العرض الأول اليوم للفيلم الروسي «لفاياثان»، للمخرج اندريه زفياكنتسِف٬ المشارك في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. حاز هذا الفيلم جائزة مهرجان لندن السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي في وقت مسبق من هذا العام.

ويعرض اليوم أيضاً باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه «سيفاش» الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي٬ وهو مشارك ضمن قسم مسابقة آفاق جديدة. ويعرض اليوم أيضاً الفيلم الجزائري ــ الفرنسي «إن شاء الله الأحد» للمخرجة يامينا بنغيغي، والفيلم الكلاسيكي «الرجل الذي أحب النساء»، كما يعرض فيلم «سلطة الطاقة» للمخرج الألماني هيوبرت كانافال.

تأويل

عن اختلاف تأويل وقراءة فيلم «القط»، قال فاروق الفيشاوي، إن الفن اختيارات، وليست هناك وجهة نظر واحدة يمكن اعتمادها للعمل الفني، «يجب ألا نحكم على فيلم سينمائي وفقاً لتأويل اجتماعي محدد، كما علينا طرح قضايا مختلفة فنحن متأخرين جداً، بسبب عدم قدرتنا على طرح قضايانا».

الإمارات اليوم في

29.10.2014

 
 

في جلسة عن صناعة الأفلام الخليجية

محاورون: الحراك السينمائي ليس بمستوى الطموح

أبوظبي - عبير يونس

بعنوان »صناعة الأفلام الخليجية« أقيمت أول من أمس جلسة حوارية عن صناعة الأفلام الخليجية، وأدارها محمد العتيبة مدير تحرير صحيفة »ذا ناشونال« وشارك فيها كل من المخرج نواف الجناحي وعادل الجابري مسؤول البرامج في مهرجان أبوظبي السينمائي وسامر المرزوقي مدير التسويق في مهرجان دبي السينمائي، وبول بيكر رئيس قسم الإنتاج في »توفور 54«، في إطار الجلسات الحوارية التي ينظمها مهرجان أبوظبي السينمائي خلال فعالياته. وناقش المشاركون بدايات الصناعة السينمائية في الخليج والإمارات خاصة، وما جرى عليها من تطور لم يصل إلى مستوى الطموح كما اتفق الجميع.

مسار ضبابي

قال نواف الجناحي: أعتقد أن ما أنجزناه هو وضع منصة عمل، فقبل عام 2002 لم يكن هناك شيء يذكر في مجال السينما، أما الآن فلدينا مجتمع لصناعة السينما ومهرجانات دولية، هناك تعاون بين الإماراتيين والأجانب.

وأضاف: نحن لا نحتاج إلى دعاية ولانزال في مرحلة بناء، ولم ننتهِ منها بعد، ولايزال لدينا الكثير من العمل. وأوضح: ننتمي إلى ثقافة تحب الإطراء وهو ما نمر به كل يوم، فالمخرج يريد أن يكون مشهوراً منذ البداية.

وتابع منذ 2002 كان من الصعب أن نبني أي شيء وكان لدينا عدد قليل من المنتجين، وبدأنا بالبناء منذ تلك الفترة إلى الآن، وكل القفزات التي حققناها تدل على أن الوقت قد حان ومن يريد أن يتنافس عليه أن يتنافس كمحترف وليس كتلميذ، منوهاً إلى غياب النقد السينمائي وهو ما تحتاج إليه الساحة.

وقال عادل الجابري: عادة ما أقوم بتنسيق برامج المجتمع لمتابعة الأفلام وأحاول خلق أفضل البرامج ويأتي هذا على حساب العقود كما تعتمد على المزاج. وأوضح: نرى الآن المزيد من الأعمال الخليجية، وبالمقارنة فإن إنتاج الأفلام أصبح أرخص ولكن وجود كاميرا جيدة لا يعني هذا إننا انتهينا. وفسر: هناك السرد وعناصر سينمائية أخرى، لكننا في حالة من عدم فهم اللغة السينمائية والقواعد والأحكام وهو ما نفتقر إليه بالأساس. وأوضح: بدأ مهرجان أبوظبي السينمائي كمنصة ساندة ووجدنا بعض المنتجين يصنعون فيلماً ثم يتوجهون إلى جهود أخرى، ولهذا لايزال المسار ضبابياً.

صناعة السينما

قال سامر المرزوقي: إن الهدف النهائي من الصناعة السينمائية، هو عملية بيع وشراء، فهل لدينا صناعة، إذ كان هناك فيلم يغطي تكاليفه عبر دورة كاملة أي هناك حركة سينمائية تؤهل أن يعيش المشتغل في السينما، من عوائد الأفلام يعني هذا أن هناك صناعة ، مشدداً على أن هناك أشياء مختلفة في أدوار السينما ولا يعرف الناس عنها الكثير.

وأوضح ليس لدينا ذلك المسار السينمائي، فلكل كيان مساره الخاص بدءاً من الصناعة في أبوظبي ودبي، ولكن هل هناك مسار جمعي في الإمارات ودول الخليج وهل لدينا هيئة اتحادية، أعتقد أننا متواضعون في هذا الشيء ولهذا لا نشارك تحت مظلة واحدة، ومن هنا نحتاج إلى طريقة ومسار موحد.

وقال بول بيكر: إننا في بداية عملية الصناعة السينمائية ولايزال لدينا المزيد من الوقت للنجاح، والنجاح يعتمد على الإنتاج، وكلما زاد الإنتاج كلما كبرت البنية التحتية، وقال لدينا مشروعات ولكن بذات الوقت لدينا تحديات. وأوضح أن مهرجان أبوظبي السينمائي قدم للإماراتيين الكثير واستقطاب المنتجين للتصوير في أبوظبي سيوفر المزيد من الخبرة لصناع السينما، وفي دعمنا للمنتجين الإماراتيين نقدم دعماً لنمو السينما الإماراتية، وهو ما حدث في فيلم »من ألف إلى باء«.

إبراهيم البطوط يودع السينما المستقلة بـ»القط«

يعتبر فيلم »القط« انتقالاً واضحاً في سينما المخرج المصري إبراهيم البطوط، الذي عمل طويلاً على السينما المستقلة التي تمنح الممثلين الحرية في الحوار التلقائي أثناء التصوير بدون نص، فالفيلم الذي عرض للمرة الأولى مساء أول من أمس في قصر الإمارات، ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كان قد حصل على منحة »سند« لتمويل الأفلام، وهو ما ساهم في زيادة ميزانية الفيلم، بعد أن أنجز فيلمه الروائي الأول »إيثاكا« بمبلغ 40 ألف دولار فقط. وشكل نقطة تحول في مسيرة البطوط.

تحول سينمائي

شارك في تمثيل الفيلم كل من عمرو واكد، فاروق الفيشاوي، صلاح الحفني، عمرو فاروق، سارة شاهين، سلمى ياقوت، وغيرهم. وعلى الرغم من اختلاف »القط« عما سبقه من أعمال البطوط إلا أنه لايزال يحتوي على الكثير من ملامح سينما المخرج، وبصماته، والرغبة في تناول ذات الهواجس والمواضيع، مع البقاء على خصوصيته في استقراء الأماكن، بعين ثاقبة نجحت في استكشاف أماكن لا يراها سوى الفنان العميق، فهو يلقي بالمشاهد إلى العالم السفلي لمدينة القاهرة، إلى حيث الفساد والجشع الذي يدفع بإحدى العصابات للإتجار بالأعضاء البشرية، وخطف الأطفال لأهداف مختلفة، وطرح القصة من خلال زعيم العصابة »القط« والذي يؤدي دوره الفنان عمرو واكد الذي يطلق زوجته ويهجر عائلته بعد اختطاف ابنته في ظروف غامضة، ومن ثم يجد نفسه في سباق مع الزمن إثر اكتشافه أن عصابة سيئة الصيت تقوم باختطاف أطفال الشوارع في حيه من أجل بيع أعضائهم.

المدير الغامض

الفيلم الذي سيعاد عرضه عصر اليوم في سينما فوكس 5 في مركز المارينا التجاري يستعرض على مدى 92 دقيقة من الأحداث، تحركات »القط« لاستعادة ابنته من المهرب الذي غادرته الإنسانية والرحمة ويلعب دوره الفنان »صلاح الحفني« بينما تلعب القوى العليا المتمثلة بالفنان »فاروق الفيشاوي« دور العقل المدبر الغامض الذي يتعامل مع الأشخاص وكأنهم أحجار شطرنج، فيسير »القط« في رحلة انتقام، تدفعه إلى قتل عدد من رجال عصابة الإتجار بالبشر في سباق مع الزمن، لمحاولة استعادة ابنته المخطوفة، ولكن ينتهي الفيلم ومازال مصيرها مجهولاً، ليرجح المشاهد أنها مثلها مثل غيرها من الأطفال الذين خطفوا من قبلها ستكون ضحية لهذه العصابة.

ويضاف هذا الفيلم إلى مسيرة المخرج إبراهيم البطوط الذي احترف العمل في التصوير التلفزيوني في العام 1987 وسافر إلى أوروبا وعمل مع عدد من القنوات التلفزيونية العالمية، وأنجز عددا لا يحصى من التقارير الإخبارية، والأفلام الوثائقية، حول فظائع الحروب ليعود بعدها للعيش في القاهرة ويخصص كل جهده لإنتاج الأفلام المستقلة التي كان باكورتها فيلم »إيثاكا« عام 2005 ومن ثم »عين شمس« عام 2008 و»حاوي« 2010 وفيلم »الشتا فات« والذي عرض لأول مرة في مهرجان فينسيا السينمائي في العام 2012.

لجنة حماية الطفل تشاهد عروض أفلام جائزة »الداخلية«

باشر أعضاء لجنة تحكيم جوائز حماية الطفل بمهرجان أبوظبي السينمائي اجتماعاتهم لمشاهدة عروض الأفلام المرشحة لـجائزة وزارة الداخلية لحماية الطفل؛ ضمن مشاركتها في مهرجان أبوظبي السينمائي للعام الثاني على التوالي، برئاسة المخرج المصري مروان حامد، وعضوية المقدم فيصل الشمري نائب رئيس لجنة جوائز الداخلية للسينما، والخبيرة الثقافية الإيطالية أليساندرا برياتنتي، والإعلامية الإماراتية الدكتورة هيام جمعة، والنجمة المصرية نيللي كريم.

وجدان المشاهد العربي

وفي تعليقه على الأفلام المشاركة في الجائزة ودورها في تشكيل وجدان المشاهد العربي من أجل الاهتمام بقضايا الطفل، أكد المخرج مروان حامد أن حماية الطفل من القضايا التي لم يتم تناولها كثيراً، وبشكل عميق في الدول العربية، لافتاً إلى أن العنف ضد الأطفال من الموضوعات ذات التأثير القوي في المجتمع، وسلطت جائزة وزارة الداخلية لحماية الطفل الضوء على هذه المشكلة المهمة.

وألقى المقدم فيصل الشمري، نائب رئيس لجنة جوائز الداخلية للسينما، الضوء على الدور الاحترافي للإعلام والسينما في تحقيق أهداف الجائزة، والتي تكمن في بناء وتحفيز صناعة سينما هادفة، وموجهة للتوعية بقضايا المجتمع، وعلى رأسها قضية حماية الطفل، مشيراً إلى أن ضمان أمن وسلامة المجتمع بمختلف فئاته من أهم أولويات وزارة الداخلية.

وقالت الخبيرة الثقافية أليساندرا بريانتي إن مشاركة وزارة الداخلية بمثل هذه الجائزة تمثل تقديراً كبيراً؛ ليس فقط للموضوعات المهمة التي تتناولها الأفلام، بل لصناعة السينما نفسها، لا سيما وأن للسينما وسائل مميزة للتواصل، وتقصير المسافات بقوة، ولا تتوافر هذه الميزة في أي فن آخر، لهذا أرى أن ما نفعله هنا أمر يتضمن مسؤولية كبيرة، إذ يقع على كاهلنا دور إبراز فيلم يمكن أن يصبح مؤثراً، وأن يصل للجمهور في كل أنحاء العالم.

قضايا عالمية

وأشادت د. هيام عبدالحميد جمعة، ممثلة للإعلام في لجنة التحكيم؛ بفكرة جائزة وزارة الداخلية، لإلقائها الضوء على قضية حماية الطفل من خلال المسابقة، ولجنة التحكيم التي تضم خبرات مهمة في مجالات مختلفة، لافتة إلى أن هذه القضية أصبحت من القضايا العالمية، وأن تخصيص جائزة سينمائية لها شيء ضروري.

وأكدت الفنانة نيللي كريم أهمية دور السينما في كشف القضايا التي يواجهها المجتمع، مشيدة بدور وزارة الداخلية في التوعية بقضية حماية الطفل من خلال السينما، لدورها في الوصول إلى جمهور أوسع حول العالم، موضحة أن لجنة التحكيم ستشاهد 13 فيلماً تناقش قضية حماية الطفل، بما يعزز التوعية بحقوق الطفل في الحماية والتنشئة السليمة.

المهرجان يحتضن العديد من العروض الأولى

احتفل مهرجان أبوظبي السينمائي أمس بالعرض الأول للفيلمين العربيين، المصري المدعوم من سند »أم غايب« والذي يشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية، وهو من إخراج نادين صليب ويحكي قصة »حنان« التي أطلق عليها لقب »أم غايب« لعدم قدرتها على الإنجاب لمدة 12 عاماً. أما الثاني فهو الفيلم العراقي المشارك في قسم مسابقة آفاق جديدة »صمت الراعي« للمخرج رعد مشتت. ويحكي الفيلم الذي تدور أحداثه في الريف العراقي عن الصمت الذي يسود في القرية عند حادثة اختفاء فتاة في الثالثة عشرة من عمرها.

كما قدم المهرجان أمس وللمرة الأولى عربياً فيلماً حائزاً على إحدى جوائز المهرجانات العالمية، وهو الفيلم الصيني »فحم أسود، ثلج رقيق« الحائز على جائزة الدب الذهبي في الدورة 64 من مهرجان برلين السينمائي، وهو من كتابة وإخراج دياو ينان، ويحكي قصة بوليسية سوداء مثيرة. ويشارك هذا الفيلم في قسم مسابقة »الأفلام الروائية الطويلة« للمهرجان.

جولي تتجه للإنتاج من أجل المرأة

في إطار تنويعها في الفن، اتجهت النجمة العالمية أنجلينا جولي، للتأليف والإخراج والإنتاج، وقدم مهرجان أبوظبي السينمائي في عروضه المتنوعة، العرض الأول في المنطقة العربية للفيلم الإثيوبي »ديفريت« الذي أنتجته جولي ويشارك في مسابقة »آفاق جديدة«، بعد أن حاز على جائزة الجمهور في مهرجاني صندانس وبرلين السينمائيين هذا العام. ويسلط هذا الفيلم الضوء على العنف ضد النساء في أثيوبيا وتقليد خطف الفتيات لتزويجهن.

إشادة

في حديثه عن بدايات مهرجان دبي السينمائي في عام 2004 قال سامر المرزوقي: أول تعليق كنا نسمعه حينها ونراه في الصحف، كيف لبلد من دون صناعة سينمائية ينظم مهرجاناً، ولكن الآن وبعد عشر سنوات أشارت إحدى الصحف العالمية إلى أن مهرجان دبي السينمائي من أفضل عشرة مهرجانات في العالم.

فريق الفيلم

فيلم »القط« من إنتاج عمرو واكد وصلاح الحفني، وسيناريو إبراهيم البطوط، وتصوير طارق حفني، وصوت محمد حسن الحفني، وموسيقى أكرم الشريف ونجم الدين شاهين، وتصميم الإنتاج أحمد فايز.

البيان الإماراتية في

29.10.2014

 
 

18 بقرة تمثل خطراً على الأمن القومى الإسرائيلى فى «المطلوبون الـ18»

كتب: أحمد الجزار

فى طرح سينمائى يجمع بين التحريك والتسجيل قدم المخرجان عامر شوملى وبول كازن فيلمهما الفلسطينى التسجيلى «المطلوبون الـ 18» ضمن منافسات مهرجان أبوظبى السينمائى، بعد أن سبق ونافس بقوة على جائزة أفضل فيلم فى مهرجان تورنتو السينمائى هذا العام.

يتناول الفيلم المثير للاهتمام قصة حقيقية من الانتفاضة الأولى «1987 إلى 1993» عن أحد أساليب المقاومة التى استخدمها الشعب الفلسطينى ونفذت فى مدينة بيت ساحور. وتدور أحداث القصة عندما حاول سكان المدينة الاعتماد على أنفسهم وإنشاء اقتصاد مستقل عن طريق شراء 18 بقرة لإنتاج حاجتهم من الحليب ومشتقاته المختلفة، حتى لا يتحولوا إلى فريسة سهلة لدى الإسرائيليين فى فترات فرض الحصار وحظر التجول، ولكن عندما يكتشف الجيش الإسرائيلى هذا المشروع يقرر هدم الزريبة والحصول على هذه البقرات التى تتحول فجأة إلى خطر أمنى يهدد الاحتلال فيطاردها، وتتحول البقرات إلى هدف مطلوب للاحتلال الإسرائيلى.

يحمل هذا الفيلم العديد من التحديات لصناعه بداية أنه لقصة حقيقية بسيطة لا تحمل الكثير من التفاصيل على أرض الواقع، ولا يوجد أى مشاهد تسجل لهذه الواقعة، وتقديم مثل هذا الفيلم يعتمد فقط على شهود عيان لمدة 75 دقيقة قد يخلق حالة من الملل حتى لو كانت القصة خفيفة الظل، ولكن ذكاء المخرجين جعلهما يقفزان على هذه العقبة ويقدمان طرحهما فى مزيج بين الشكل الكرتونى الذى سيوفر لك الجانب الدرامى والفكاهى للقصة إضافة إلى الصور والمشاهد المصورة التى تعكس تلك الفترة وأيضا اللقاءات التسجيلية مع أبطال الحكاية لتجد نفسك أمام طرح مختلف ومميز يستطيع أن ينقلك من مشهد لآخر بسهولة ويسر، حتى إن الشكل الكارتونى كان الأنسب للحكاية باعتبار أن القصة تحمل نوعا من السخرية والفكاهة لدرجة أن صناع الفيلم استغلوا ذلك وجعلوا الأبقار تشارك فى الحدث وتنفعل معه باعتبارها جزءا أصيلا فى الحكاية، والمفارقة أن الأبقار تتعلم كره الفلسطينيين فى المزرعة الإسرائيلية، وكانت تصفهم بالفسلطينيين المخربين فيما تغير الموقف عندما عاشوا وسطهم تحول موقفهم وأصبحوا متضامنيين مع هذا الشعب ويساعدونهم فى محاولات التخفى التى كانوا يقومون بها لأنهم يريدون إنقاذ حياتهم. كل هذا يحدث وسط أجواء لا تخلو من الفانتازيا والسخرية السوداء.

تقدم الحكاية العديد من صور المقاومة التى عاشها أهل مدينة بيت ساحور عندما قرروا أن يتعايشوا مع الوضع ولكن بطريقتهم الخاصة، حيث قرروا أن يخلقوا مجتمعا موازيا قادرا على أن يفرض أسلوب حياته بنفسه، فهناك جمعية صحية وجمعية تعاونية وبلدية لخدمة الأفراد. مجتمع يستطيع أن يتعايش رغما عن مضايقات الغزاة، ويقدم صورة واضحة للترابط والتلاحم والمقاومة وهذا ما جعلهم يرفضون دفع الضرائب للمحتل والتكيف مع أصعب الظروف كنوع من الدعم للانتفاضة، بل إنهم يبتكرون وسائلهم الخاصة لحرق أعصاب هذا المحتل، وقد أظهر الفيلم ضعف حيلة وذكاء الجيش الإسرئيلى الذى قام بتصوير البقرات ولصق صورها فى شوارع المدينة باعتبارها مفقودة، كذلك اقتحام المنازل للبحث عنها، وتحولت مهمة الجيش للبحث عن الأبقار بدلا من الإرهابيين باعتبار أن هذه الأبقار أصبحت خطرا على الأمن القومى الإسرئيلى، يتحول الفيلم بين حكاية الأبقار والماساة التى يعيشها الفلسطينيون يوميا جراء الأعمال الوحشية التى يقوم بها الإسرائيليون، حتى إنه فى المشاهد الأخيرة من الفيلم، سيتضح أن الاحتلال قد نجح فى إجهاض مشروع المزرعة والبقرات. فى الوقت نفسه، سنرى الشباب وأهالى البلدة وقد أجهضتهم «اتفاقية أوسلو»، التى جاءت فى وقت كانوا فيه «ملوكاً يسيطرون على أقدارهم»، حسب إحدى الشهادات فى الفيلم. وسنرى بوضوح كيف قضت «أوسلو» على المقاومة الشعبية وعلى أحلام أناس كانوا يَخطون خطواتٍ واثقة على طريق مشروع تحررهم الوطنى ويقدم المخرج هذا الطرح فى مزج يجمع بين المشاهد (الأبيض والأسود والألوان).

الاستخدام الصوتى أو التعليق على صور التحريك ساهم بشكل كبير فى إضفاء الشكل الكوميدى الساخر وحافظ على الشكل الكوميدى للحكاية التى تحمل من بدايتها نوعا من السخرية والتهكم على هذا المحتل الغاشم، حتى إن المزج بين المشاهد المرسومة للأبقار وأيضا المشاهد الحية أعطى نوعا من الثراء البصرى والتشبع بكل أساليب الصورة.

وقد نجح المخرج عامر شوملى أن يوظف مهنته فى هذا العمل باعتباره حاصلا على ماجستير فى الفنون الجميلة تخصص رسوم متحركة وله كتاب «كومكس» إضافة إلى بعض القصص وكتب الرسوم للأطفال كما أنه أنجز أول أفلامه بهذه الطريقة وهو الفيلم القصير «موت للضوء» والذى قدمه عام 2008 ثم قدم فيلمه الطويل الأول بينما المخرج الكندى بول كاون يعتبر من أهم المخرجين الوثائقيين وحاز على العديد من الجوائز العالمية أبرزها الأوسكار عن فيلم «فلامنكو» 1983.

يقول شوملى إن فيلمه احتاج إلى خمس سنوات من العمل، حيث واجه العديد من الصعوبات أبرزها الحصول على الأرشيف حيث رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلى السماح له بالاطلاع عليه، علاوة على المشكلة المالية والتكلفة المرتفعة، حيث بلغت تكلفة الفيلم حوالى مليون و200 ألف دولار. كما يشير شوملى إلى تعرض الفيلم لـ«ابتزاز» من قبل «المركز الوطنى الفرنسى للسينما» (CNC)، الذى وافق على تمويل الفيلم فى البداية، قبل أن يتراجع ويشترط أن يكون المخرج فرنسيا.

أما عن تجربته الإخراجية الأولى، فيقول شوملى إن «الموضوع كان أشبه بورطة تنفيذ فيلم صعب ومعقد فنيا بالنسبة إلى شخص ليس لديه تجربة إخراجية سابقة، إذ كنت أعمل على الفيلم انطلاقاً من خبرتى كمشاهد».

«القط» في ضيافة السفير المصري على هامش «أبو ظبي السينمائي» (صور)

كتب: أحمد الجزار

استقبل إيهاب بدوي السفير المصري بدولة الإمارات، الوفد المصري المشارك في فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي، والذي تجري فعالياته الآن، ويأتي على رأس هذا الوفد أسرة فيلم «القط»، بطولة عمرو واكد، فاروق الفيشاوي، صلاح الحنفي وإخراج إبراهيم البطوط، باعتباره الفيلم الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية.

وحضر الاحتفال بعض الفنانين المصريين، ومنهم النجمة صفية العمري التي وصلت مؤخرًا إلى المهرجان، وأيضًا النجم أحمد بدير، ومحمد كريم، وكان مفاجئة اللقاء الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، الذي تواجد في الامارات خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر الجاري، بمناسبة اشتراكه في مؤتمر SEA-TRADE البحرى بمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا، ليتحدث عن مشروع القناة الجديد وأهميته الملاحية في المنطقة والعالم أجمع.

وقررت منظمة SEA-TRADE العالمية منح الفريق مهاب مميش جائزة شخصية العام لسنة 2014 تقديرًا لجهده المتميز في تنفيذ مشروع التنمية بمنطقة القناة وإنشاء قناة السويس الجديدة خدمة لحركة التجارة العالمية، وقد تحول اللقاء بين الفنانين والفريق حول أهمية مشروع القناة ومستقبل مصر الاقتصادي بعد افتاح هذا المشروع وأيضًا تحدثوا عن دور الفن في الفترة المقبلة.

علي سليمان: السينما الفلسطينية لديها كثير من الحرفية وانعدام في المادة (صور)

كتب: أحمد الجزار

أكد الممثل الفلسطيني العالمي، على سليمان، والذي يشارك كعضو لجنة التحكيم في المسابقة الدولية لمهرجان أبوظبي، أن السينما الفلسطينية أصبحت موجودة وبقوة على الساحة العالمية بفضل بعض المخرجين المتميزين مثل إيليا سليمان وهاني أبوأسعد وآخرين.

وقال سليمان في تصريحات خاصة، إن السينما استطاعت أن تعبٍر بنجاح عن القضية الفلسطينية، واستطاعت أن تصل بالرسالة التي تريدها بل وأكثر، مؤكدًا أن السينما الفلسطينية أصبح لديها الكثير من الحرفية، ولكن لاتزال أزمتها في التمويل لانه لم يعد لدينا وسائل التمويل الكافية، مما يضطر كثير من المخرجين إلى البحث عن مصادر تمويل أجنبية تعرضهم لكثير من الصعوبات.

واستطرد سليمان أنه فخور بتجربة المخرج هاني أبوأسعد في فيلم «عمر»، والذي وصل العام الماضي للقائمة القصيرة في ترشيحات الأوسكار، لأنه استطاع أن يقدم فيلمًا فلسطينيًا خالصًا دون أن يلجأ لأي مصادر دعم أخرى، مما أعطي للفيلم الفلسطيني استقلالية مطلقة، وهو ما نبحث عنه في الفترة المقبلة.

وأكد سليمان الذي قدم مجموعة من الأفلام المتميزة مثل «الجنة الآن» و«جسد الأكاذيب» مع ريدلي سكوت، وأيضًا «المملكة» و«الجمعة الاخيرة»، أن مسابقة أبوظبي الدولية صعبة للغاية، نظرًا لأنها تضم مجموعة من الأفلام المتميزة وذات مستوى عالي.

«فاراييتي» الأمريكية تسلم ناجي أبو نوار جائزة «أفضل مخرج عربي»

كتب: أحمد الجزار

تسلم المخرج البريطاني، الأردني الأصل، ناجي أبونوار، مخرج فيلم «ذيب» الذي يعرض في مسابقة آفاق جديدة لمهرجان أبوظبي، جائزة أفضل مخرج عربي لهذا العام من مجلة «فارايتي» الأمريكية، بعد نجاحه في تقديم أروع أفلام السينما الأردنية، وأيضًا بمناسبة حصوله على جائزة أفضل مخرج في مسابقة «آفاق» بمهرجان فينيسيا السينمائي، والذي شهد العرض العالمي الأول للفيلم نفسه. وقد حضر مراسم تسليم الجائزة مندوب مجلة «فارايتي»، وأيضًا على الجابري، مدير المهرجان وانتشال التميمي، مدير البرمجة العربية بالمهرجان، اضافة إلى أبطال الفيلم الذين قرروا التواجد بجانب أبونوار في هذه المناسبة، حتي أنهم التقطوا بعض الصور التذكارية مع الجائزة. وقد عبر أبونوار عن سعادته بالجائزة، مؤكدًا أنه يتمني أن يقدم اعمالًا في السنوات القادمة تحقق نفس نجاح تجربته في «ذيب»، وأن تكون على الشكل الذي يتوقعه منه صناع الفن السابع.

المعروف أن جائزة «فارايتي» انطلقت من مهرجان بوظبي عام 2008، حيث تسلّمها المخرج الأردني أمين مطالقة، صاحب أول فيلم روائي أردني طويل «كابتن أبورائد».وفي العام 2009، وخلال الدورة الثالثة للمهرجان، اختير السينمائي الفلسطيني إيليا سليمان لتسلّم الجائزة، وذلك بعد إنجازه الكبير في فيلم «الزمن الباقي»، الذي انتهى إلى الفوز بجائزة أفضل فيلم شرق أوسطي ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في ذاك العام. وفي السنة التالية، تسلّم الجائزة المخرج العراقي محمد جبارة الدرّاجي عن فيلمه «في أحضان أمي» في إطار «عمل قيد الإنجاز». وفي العام 2011 ذهبت الجائزة إلى المخرج الإيراني أصغر فرهادي عن «انفصال»، بينما حازها في دورة 2012 المخرج المصري يسري نصرالله عن «بعد الموقعة»، وعام 2013 المخرج الجزائري مرزاق علواش عن «السطوح».

المصري اليوم في

29.10.2014

 
 

مهرجان أبوظبي:

13 فيلمًا من 17 دولة يتنافسون على جائزة الداخلية لحماية الطفل

هند موسى

باشر أعضاء لجنة تحكيم جوائز حماية الطفل، بمهرجان أبوظبي السينمائي، اجتماعاتهم، لمشاهدة عروض الأفلام المرشّحة لجائزة وزارة الداخلية لحماية الطفل؛ ضمن مشاركتها في مهرجان أبوظبي السينمائي للعام الثاني على التوالي، برئاسة المخرج المصري مروان حامد، وعضوية المقدم فيصل الشمري، نائب رئيس لجنة جوائز الداخلية للسينما، والخبيرة الثقافية الإيطالية أليساندرا برياتنتي، والإعلامية الإماراتية الدكتورة هيام عبد الحميد جمعة، والنجمة المصرية نيللي كريم.

وفي تعليقه على الأفلام المشاركة في الجائزة ودورها في تشكيل وجدان المشاهد العربي، أكد المخرج مروان حامد، أن حماية الطفل من القضايا التي لم يتم تناولها كثيرًا، وبشكل عميق في الدول العربية، لافتًا إلى أن العنف ضد الأطفال من الموضوعات ذات التأثير القوي على المجتمع، وقد سلطت جائزة وزارة الداخلية لحماية الطفل الضوء على هذه المشكلة المهمة.

وأضاف حامد: "أتشوق للعمل مع أعضاء لجنة التحكيم لأهمية وحساسية هذا الموضوع، وكلي ثقة بأننا سنستمتع بمشاهدة جميع الأفلام المشاركة، لما لها من قيمة إنسانية وأخلاقية"، مشيدًا بتعاون وزارة الداخلية وإدارة المهرجان في هذه الجوائز.

من جانبه ألقى المقدّم فيصل الشمري، نائب رئيس لجنة جوائز الداخلية للسينما، الضوء على الدور الاحترافي للإعلام والسينما في تحقيق أهداف الجائزة، والتي تكمن في بناء وتحفيز صناعة سينما هادفة، وموجهة للتوعية بقضايا المجتمع، وعلى رأسها قضية حماية الطفل، مشيرًا إلى أن ضمان أمن وسلامة المجتمع بمختلف فئاته من أهم أولويات وزارة الداخلية.

بينما قالت الخبيرة الثقافية أليساندرا بريانتي، إن مشاركة وزارة الداخلية بمثل هذه الجائزة تمثل تقديرًا كبيرًا؛ ليس فقط للموضوعات الهامة التي تتناولها الأفلام؛ بل لـصناعة السينما نفسها، لا سيما أن للسينما وسائل مميزة للتواصل، وتقصير المسافات بقوة، ولا تتوافر هذه الميزة في أي فن آخر.

وتابعت بريانتي: "أرى أن ما نفعله هنا أمر يتضمن مسؤولية كبيرة، إذ يقع على كاهلنا دور إبراز فيلم يمكن أن يصبح مؤثرًا، وأن يصل للجمهور في كل أنحاء العالم، وهذا ما يؤكد أن السينما يمكن أن يكون لها دور مهم، وأن تأثيرها ليس في رفع مستوى الوعي لدى الجمهور فقط، ولكن أيضًا هناك تأثير مباشر على الحكومات، والأشخاص الذين يسنون القوانين، وعلى قادة العالم الذين يصنعون القرارات" متمنية المزيد من التوفيق للقائمين على هذه الجائزة في وزارة الداخلية خلال دوراتها المقبلة.

وأشادت الدكتورة هيام عبد الحميد جمعة، ممثلة للإعلام في لجنة التحكيم، بفكرة جائزة وزارة الداخلية، لإلقائها الضوء على قضية حماية الطفل من خلال المسابقة، ولجنة التحكيم التي تضم خبرات هامة في مجالات مختلفة، لافتة إلى أن هذه القضية أصبحت من القضايا العالمية، وأن تخصيص جائزة سينمائية لها شيئ ضروري وهام، مشيرة إلى أن الأطفال هم الثروة الحقيقية لمستقبل الأمم، وتوجب على الجميع المحافظة على هذه الثروة وعدم تعريضها للعنف، أو الإهمال وسوء المعاملة.

واستطردت: "أتوقع أن تكون مهمتنا في لجنة التحكيم بمثابة رحلة ممتعة في مشاهدة وتقييم الأفلام المشاركة، خصوصاً أن المجهود الذي يبذل في مشاهدة جميع الأفلام ليس بسيطًا.

وشددت الفنانة نيللي كريم، أهمية دور السينما في كشف القضايا التي يواجهها المجتمع، مشيدة بدور وزارة الداخلية في التوعية بقضية حماية الطفل من خلال السينما لدورها في الوصول إلى جمهور أوسع حول العالم، موضحة في الوقت ذاته أن لجنة التحكيم ستشاهد 13 فيلمًا تناقش قضية حماية الطفل، بما يعزز التوعية بحقوق الطفل في الحماية والتنشئة السليمة.

وأضافت نيللي: "للأفلام دورًا مهمًا في تقريب المسافة بين الجماهير في مختلف أنحاء العالم، للمساهمة في معالجة المناسبات، لأن السينما تعكس واقع المجتمعات، مشيرة إلى أن المهرجان يعرض عدة أفلام تتعلق بقضايا الطفولة؛ غير أن المسابقة تلقي الضوء على الطفل الذي يواجه معاناة وبحاجة إلى مساعدة عاجلة، وفي اعتقادي أن لكل مخرج من المخرجين المشاركين مشكلة تتعلق بطفل ما لكنه يقدمها بشكل مختلف".

يذكر أن وزارة الداخلية، تشارك بجائزتها لحماية الطفل في الدورة الثامنة من المهرجان، بـ 13 فيلمًا من 17 دولة، تتنوع بين الروائي الطويل والوثائقي والقصير، وتم تخصيصها لفئتي أفضل فيلم، وأفضل سيناريو، حول كل ما يتعلق بحماية وسلامة الأبناء، وتهدف الجائزة إلى زيادة الوعي المجتمعي بحماية الأطفال من المخاطر، ويبلغ إجمالي قيمة الجائزة 100 ألف دولار.

التحرير المصرية في

29.10.2014

 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

29.10.2014

 
 

إن المخرج أوليفر ستون يقدم من خلال فيلمه هذا، إدانة جديدة لأمريكا وجنودها، كما يقدم إدانة لكل الحروب بشكل أو بآخر. لقد قدم المخرج فيلماً متقناً في حرفيته، يعد من بين أهم أفلام الحركة والتكنيك السينمائي الأمريكي، ولكن هذا لا يجعله يتميز كثيراً عن الجيد من أفلام حرب فيتنام.

المصرية في

29.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)