أم غايب.. الواقع والأسطورة في فيلم ليس عن الأحكام المسبقة
سينماتوغراف ـ أبو ظبي: أحمد شوقي
قبل أن نحضر لمهرجان أبو ظبي السينمائي كان الفيلم التسجيلي المصري
"أم غايب" واحدا من الأفلام التي أترقب مشاهدتها عند عرضها في
المهرجان، لسبب واضح يتعلق بالرغبة في معرفة ما الذي ستفعله
المخرجة نادين صليب في فيلمها الطويل الأول، بعد ما أثبتته في
أفلامها القصيرة من كونها مخرجة تغرد خارج سرب السائد والمحبط في
صناعة الأفلام القصيرة في مصر.
فصناعة الأفلام القصيرة في مصر وبعد مرورها بفترة انطلاق وازدهار
في الأعوام العشرة الأولى من الألفية، كانت تمثل في وقتها تيارا
حقيقا، خرج من رحمه عدد من صناع الأفلام الذين صاروا مخرجين مؤثرين
حاليا. نفس الصناعة تحولت في الأعوام الأخيرة لصورة باهتة، تبلغ
نسبة الجاد والجيد فيها رقما مخيفا لا يتجاوز الواحد بالمائة، وهي
قناعة رسخت في ذهني بعد عامين من مشاهدة ما يقرب من المائتي فيلم
مصري قصير سنويا للاختيار من بينها لمهرجان الإسماعيلية، كنا نعاني
فيها كي نجد فيلمين من بين العدد الهائل الذي يتقدم للمهرجان.
لا أعمم بالطبع، فهناك أعمال ممتازة يقدمها مخرجون مثل أحمد غنيمي
وعماد ماهر ودينا عبد السلام وغيرهم، لكنها من جهة أعمال فردية
تماما لا يمكن وصفها بالانتماء لأي تيار ـ وهو أمر غير ملزم بالطبع
ـ ومن جهة ثانية هي تمثل قطرة في بحر عكر، يفترض أن تكون سمته هي
التجديد والتجريب واستيعاب القواعد من أجل تحطيمها، أما واقعه فهو
شبه الانعدام لفكرة التراكم المعرفي، بشكل يجعلك تشعر في كثير من
الأفلام القصيرة المنتجة حديثا أن المخرج يحاول إعادة اكتشاف
السينما والكاميرا، ليس بالمعنى الإيجابي للكلمة ولكن بمعنى
البدائية وإغفال التجارب السابقة.
من بين كل هؤلاء ظهرت نادين صليب في أفلامها القصيرة كصاحبة سينما
حقيقة ومتطورة ومستوعبة لكل ما قبلها، وعندما شاهدت أعمالا قصيرة
تم تنفيذها بكاميرا 16 ملليمتر في إحدى الورش، وجدت معظم تجارب
المشاركين تتعامل مع خام السينما باعتباره وسيط جديد تماما بخلاف
واقع الأمور، أما نادين (التي لا أعرفها شخصيا ولا أعلم إن كان لها
خبرة سابقة بالخام أم لا) فقد صنعت فيلما حقيقيا يستحق المشاهدة.
وقتها لم يشغلني كثيرا إن كانت المخرجة تصور بالخام للمرة الأولى
أم لا، ففي النهاية حتى لو كنت تستخدم الكاميرا لأول مرة، فهناك
تراث مكون من آلاف الأفلام يفترض أن يكون من يقدم على صناعة فيلم
مستوعبا لبعضها، وما قدمته المخرجة الشابة وقتها كان نموذجا لهذا
الاستيعاب.
ما سبق مرّ عليه ما يقرب من الثلاثة أعوام، قضتها نادين صليب في
تقديم أفلام قصيرة أخرى، مع تحضير وتصوير فيلمها التسجيلي الأول
"أم غايب"، الذي شاهدناه مؤخرا في إطار مسابقة الأفلام الوثائقية
بمهرجان أبو ظبي السينمائي الثامن، ليأتي الفيلم مستحقا للانتظار
الطويل، حاملا قدر من الأصالة يجب أن نقف أمامها بالرصد والتحليل.
الخروج من فخ النمطية
الحقيقة أن ملخص الفيلم المنشور أصابني ببعض القلق، فالفيلم كما
يقول الملخص عن امرأة ظلت 12 عاما تحاول أن تحمل دون جدوى، لتكتشف
عالم من "الأحكام المسبقة"، وهو ملخص صالح لإنتاج فيلم استشراقي من
الطراز المعتاد، حول المجتمع الذكوري وظلم المرأة المختلط بالفقر،
باختصار لكل ما يمكن أن تكرهه من أفلام أصبح قدر النفعية في
صناعتها أكبر بكثير مما تحدثه من تأثير. لكن عند مشاهدة فيلم نادين
تأكدنا من أن الملخص مجرد مادة خادعة، لا تحتوي من الفيلم سوى على
معلومة محاولات حنان المتكررة للحمل، أما جوهر الفيلم نفسه، فيرتبط
بأمور أعقد وأهم بكثير من الأحكام المسبقة وغيرها.
هذا فيلم عن الحياة في مقابل الموت، ليس باعتبارهما ضدّين في
مواجهة، وإنما كونهما وجهين لعملة واحدة، العلاقة التي أدركها
المصري القديم في بحثه عن الخلود، وتحولت فيما بعد إلى قول شائع هو
"السيرة أطول من العمر"، والسيرة في الحس الشعبي ترتبط بالسلسال،
والإنسان العظيم تخلده أعماله وسيرته، أما الإنسان البسيط فيخلده
إنجاز أكبر: استكماله للحياة، وإنجابه لمن يعمروا الأرض من بعده.
حنان محرومة من هذا الإنجاز، وأزمتها ليست في الأحكام المسبقة
إطلاقا، بل يمكن القول بكثير من الأريحية أن محيطها يكاد لا يمتلك
ربع الأحكام المسبقة التي يمكن تواجدها في حالة كحالتها ليس في قلب
الصعيد فقط بل في العاصمة ذاتها. ويكفي أن زوجها عربي، المصري
العظيم المساند لزوجته الذي يرفض مجرد طرح فكرة الزواج عليها كي
ينجب، هو أبعد ما يكون عن أي تصور مسبق، كذلك الجارات والقريبات
والصديقات، اللاتي يحطنها بقدر كبير من الحب ويحلمون معها بالولد،
هم أيضا خارج المتوقع في عالم تقوم بعض الأمهات فيه حرفيا بمنع
أمثال حنان من مشاهدة أطفالهن خوفا من أن تحسدهم (يحدث في المدينة
مجددا).
صراع حنان إذن ليس مع مجتمعها المحيط ولا مع الأحكام المسبقة
إطلاقا، بل هو صراع داخلي بالأساس، يمزقها فيه خوفها من أن تكون
كالأرض البور التي تتحول مع الزمن إلى خراب، خوفها من ألا تجد من
يزور قبرها هو من يدفعها دفعا لزيارة القبور باستمرار، فهو من جهة
طقس تمارس به دورها في الحياة: استكمال ما بدأ قبل خلقها، ومن جهة
تعبير عن ذعرها من أن تكون هي سببا في توقف هذا السلسال المستمر
منذ آدم وحواء، حتى ولو بشكل رمزي.
حنان التي خطت الحيّة والقبر، ووضعت أحجبة سحرية داخل جسدها،
نشاهدها تمارس طقس "الكحروتة" بأن تنام في التراب وتدور حول نفسها
عشرات المرات، في فعل مؤلم جسديا ونفسيا، قبل أن نكتشف أنها قد
"تكحرتت" خمس مرات! لا عجب فمن زاوية "الأحكام المسبقة" هو فعل
مهين فقط لا يمكن أن تمارسه مرتين إلا لو كانت مجبرة، أما من زاوية
الأسطورة الشعبية التي تتجسد في حياة حنان، فهو فعل طبيعي ومنطقي،
هي ببساطة تقدم جسدها قربانا للأرض، لعل هذه الأرض ترضى عنها وتطرح
فيها بذرة الخلود.
مخرجة ذات حضور
المخرجة في فيلم "أم غايب" ذات حضور واضح، حضور مادي بسماع صوتها
على مدار الفيلم تحاور الشخصيات وتلقي بعض التعليقات العابرة،
وحضور فني باختياراتها البصرية الدالة على استيعاب لما يمثله الحمل
لدي شخصيتها الرئيسية من قيمة أزلية، أبعد بكثير من مجرد إرضاء
العالم المحيط، ولعل سبب هذا أن نادين نفسها أنثى، تبحث داخلها هي
الأخرى عن البقاء بمعناه الأسطوري، لذلك تركت على مدار الفيلم
الكثير من الجمل التي تقولها حنان تتمنى لها وللمصورة الزواج
والإنجاب، وتؤكد على ضرورة حضورها لزفافيهما.
الاستيعاب يمتد للصورة التي تكشف علاقة الشخصيات بالطبيعة، أول
لنقل أكثر دقة بالأرض، هذه شخصيات أقدامها راسخة في هذا المكان ولا
ترغب إلا في استكمال هذا الرسوخ، وكل لقطات الفيلم تقريبا تحمل هذا
الارتباط البصري بالأرض، بدءا من مشهد البداية/ النهاية لامرأة
أسطورية، تعيش على الأرض وتعمرها بعرقها (وبالتأكيد برحمها)، مرورا
بمشاهد القبور والبناء والعمل في الأرض. ولا عجب أن في أكثر لحظات
حنان هشاشة نفسية وضعفا، نجد نفسنا ننتقل فورا إلى لقطات النهر
المهتزة، والنهر أيضا خالد وعمره من عمر الزمن، لكن خلوده يرتبط
بمن حوله، وشخصيات الفيلم لا تجد نفسها إلا على أرض صلبة يرتبط
وجودهم بها، أما الماء فيحمل هاجس الفناء منذ عصر أيزيس وأوزوريس،
وصولا إلى حنان التي تتحدث عنه لمرة وحيدة ضاعت فيها حياة امرأة
حاولت إنقاذها من الغرق، فقدمت حياتها فداء لحنان، التي تفشل في
المقابل في استكمال ولو حياتها فقط.
نهاية الفيلم التي لن نقوم بحرقها تستكمل هذه القيمة الأسطورية
بصورة أو بأخرى، ولكن حتى لو لم تكن الظروف قد خدمت نادين صليب
بحدوث هذه النهاية، فقد امتلكت المخرجة الشابة حكاية ذات أصالة
وعمق وتأثير، تعاملت معها بوعي وموهبة مشهودين، لتقدم واحدا من
أعذب الأفلام التسجيلية المصرية المعاصرة.
يحمل بصمة المخرجة رخشان بني اعتماد
"قصص" .. حكايات مؤلمة وسينما متشائمة عن واقع إيراني مأساوي
أبوظبي ـ "سينماتوغراف"
فيلم "قصص" للإيرانية رخشان بني اعتماد، والذي ينافس ضمن مسابقة
الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان أبوظبي السينمائي في دورته
الثامنه، تتشكل حكاياته عن المهمّشين والمنبوذين من تفاصيل الحياة
الإيرانية العادية لتتجمع داخل إطار فني يصنع عملا تم نسجه بمهاره
من حيث الكتابة والأداء وتناسق علاقات الشخصيات التي تدور في دوائر
مغلقة، والمشبعة بالألم والقلق والغضب.
ومن خلال مزج واضح بين الأسلوب الوثائقي والدرامي تغزل المخرجة
الإيرانية حكايات ترصد يوم في حياة سبع شخصيات تعيش ظروفاً عادية
ولكنها صعبة، وبإسقاط واضح على شكل الحياة داخل المجتمع الإيراني
حاليا، وتمثل قصص هذه الشخصيات مجموعة مشاهد غير مكتملة كالواقع
الذي نعيشه يوميا.
وأنماط تلك الشخصيات المختلفة تم انتقائها بذكاء شديد، فهناك
الفتاة التي تبيع نفسها رغما عنها لتستعيد آداميتها في الحياة
وتوفر علاجا لابنها المريض، وامرأة أخرى تلجأ للمصحة والتأهيل
النفسي لتهرب من جحيم زوجها بعد أن شوه وجهها، وامرأة متقاعدة تبحث
عن حقها، وموظف يبحث عن أدنى مايريده كبشر من التأمين الصحي أمام
بيروقراطية موظف حكومي، ورجل يرصد بكاميراته ما يحدث في هذا
المجتمع، وكلها شخصيات تعيش واقع مأساوي ولكنه طبيعي، وتحمل نوعا
من الإحباط ورغم ذلك لا تزال قادرة على المقاومة.
وتميل المخرجة في رصدها إلى أفراد الطبقة الوسطي والفقيرة، والتي
أصبحت مهمشة في إيران، وتنجح في تقديم عمل يمكن القول عنه شديد
الانتقاد والسوداوية وتتجاوز حدود المسموح في السينما الإيرانية
وتقفز فوق الخطوط الحمراء الذي اعتدنا عليها، وتقدم تجربة
استثنائية كما يري صناع الفن السابع.
والقسوة الواقعية في الفيلم لا تُلغي جماليات المعالجة السينمائية
في "قصص"، كما أن الجماليات نفسها لا تُخفّف من وطأة المواجع التي
تُصيب الناس، فتلك الجماليات السينمائية هي مفتاح الدخول إلي تلك
العوالم الإنسانية وماتعانيه، والتي باجتماعها في سياق واحد تتحوّل
إلى تكوين سينمائي خصب ورائع.
ويستعرض الفيلم صور هؤلاء الإيرانيين الذين لا يجدون سوى المال
القليل الذي يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، بينما تسهم
البطالة وإدمان المخدرات وتسلط النظام في ازدياد محنتهم، وقوة النص
(سيناريو رخشان بني اعتماد وفريد مصطفافي) ممزوجة بعمق الحوارات
النابعة من أعماق الاحتراق الفردي، وسط دمار الجماعة. أما التصوير
(كوهيار كالاري)، فنجح في نقل التداخل الدرامي للأحداث. وكانت
الكاميرا ذكية جدا في تجوالها داخل الأمكنة كتجوالها في النفوس،
وتفضح بعض المخفيّ في الأمكنة كفضحها بعض المبطّن في أحوال الناس
ومآزقهم.
واذا كانت حوارات الفيلم مشغولة بحرفية واقعية، وسلاسة تتضمّن
حدّاً كبيراً من العمق الإنساني الباحث في أسئلة الحياة والوجود
والمرض والقلق والتحوّلات الحاصلة في إيران، فإن الحوار في نهاية
الفيلم بين سائق مركز علاج الإدمان وإحدى العاملات فيه يمتلك قدراً
كبيراً من الشفافية والعفوية والتعمّق المرير بالحال الفردية
وشجونها وانقلاباتها وخيباتها. حوار يشي بحبّ معلّق، لكنه ينفتح
على معاني التضحية بالذات والغرق في المرض والسعي إلى التعويض عن
الخيبة بالعمل مع آخرين. ينفتح على أسئلة تُذكّر بمغزى التضحية
بالذات من أجل الآخر، فلا ادّعاء ولا تصنّع ولا فبركة، بل واقعية
عميقة وقاسية ومُشبعة بحساسيات مفتوحة على هذا الخراب الكبير، الذي
يغرق فيه العالم، وهو هنا تلك البقعة الجغرافية التي يتشكّل منها
الفيلم، الغارقة في صداماتها الداخلية، وتناقضات أهلها وخيباتهم.
وفي "قصص" لا قصة إطلاقاً، بل مجموعة مشاهد عن المتقاعدين
والمحرومين والعاطلين الذين يجدون صعوبة في إيجاد من يستمع إليهم،
إلى الهاربين نحو الإدمان، ويمعن شريط الفيلم، في روي حكاياتهم
بأسلوب شيق بحيث إننا لا ننتبه سوى للموضوع. إنها السينما
المستقيمة ولكن الحزينة وربما المتشائمة أيضا.
تحولات عابرة في حياة إمرأة تايوانية
"مخرج" لتشين هسيانغ.. جدران سجن الواقع الآيلة للسقوط
أبوظبي ـ "سينماتوغراف"
الارتباط بين المدن الصناعية وعنصر الوحدة كان ولا يزال محور
اهتمام كثير من صنّاع السينما. المخرج التايواني تشين هسيانغ أحد
هؤلاء المهتمّين بهذا الغرض الفني، وفيلمه الأخير "مخرج" ضمن
(مسابقة آفاق جديدة) بمهرجان أبوظبي السينمائي يعتمد على رصد حالة
مستمرة وشبه دائمة من الوحدة. فهو يرصد التفاصيل الحياتية لسيدة
تبلغ الـ 45 من عمرها، وتعمل حائكة ملابس في إحدى الورش الصغيرة في
تايبي، عاصمة تايوان.
لا يبدو من المَشَاهد الأولى أن هناك علاقة جيدة بين السيدة
وابنتها المراهقة. فالأم تكتشف أن هناك شاباً يتصل بها هاتفياً،
كما تكتشف أن ابنتها، التى ربما تأخّرت في العودة إلى المنزل
ليلاً، كانت تضع رموشاً إصطناعية بشكل غير معتاد على فتاة صغيرة.
وبمنتهى الهدوء والتدريج، يكشف المخرج العديد من تفاصيل عالم تلك
السيدة الخانق والآيل إلى السقوط.
بنية الدراما في الفيلم لا تبدو تقليدية على الإطلاق، فهي لا تعتمد
على حدث أو فعل درامي يتسبّب في تغيير الأحداث بشكل كبير. تطور
بنية السرد يأتي فقط من مصاحبة الشخصية الرئيسية عبر تفاصيل أيامها
بين الصباح والليل، مروراً بالواجبات والفروض كلّها التي تقوم بها. يقدّم
المخرج تفاصيل شكلية عديدة، لها دلالتها ورمزيتها الدرامية. ففي
المَشَاهد الأولى، نعرف أن هناك مشكلة في باب شقة البطلة، لأن
الابنة لا تستطيع بسهولة الخروج من الشقة بسبب هذا العطل. لكن
المخرج يستخدم هذا الرمز للربط بينه وبين عنوان الفيلم "خروج"،
كأنه يعطي قيمة ميتافيزيقية للحكاية التي يريد سردها، وليس فقط
ليضعها ضمن المشاكل العديدة التي تواجهها البطلة في حياتها
اليومية. من ضمن تلك المشاكل: تأخّر العادة الشهرية. يُعلمها
الطبيب أن السبب كامنٌ في مرورها بأعراض مبكرة لسن اليأس. هذا
أيضاً له دلالته الدرامية، فهو يسبّب شعوراً نفسياً بتوقّف الحيوية
لدى البطلة. ثم يتمّ الانتقال إلى بعض التفاصيل الأخرى المكمِّلة
لهذا العالم الهشّ، منه أن الورشة التي تعمل بها تغلق أبوابها بسبب
رغبة ربّ العمل في الانتقال بعمله إلى الصين، حيث فرص العمل أفضل.
السيناريو يعلمنا، من بعض الجمل الحوارية، أن زوج السيدة يعمل بشكل
دائم في شنغهاي، وأن الإبنة تقيم معه، وهي تقضي مع والدتها بضعة
أيام في الأسبوع. هذه الحالة من الفراغ الإنساني لا تتحوّل إلاّ
عبر ارتباط خفي بين بطلة الفيلم والمريض على السرير المقابل
لحماتها في المستشفى. فالبطلة، من ضمن روتينها، تذهب بشكل دوري
لزيارة حماتها، التي تستعد للخضوع لعملية جراحية في إحدى قدميها.
هذا المريض مُصاب في حادث، وهو غائب عن الوعي. يُصدر أنيناً
مستمراً بشكل يُزعج من حوله من المرضى في العنبر. تسبّب هذا الأنين
في أن تجرّب بطلة الفيلم تمرير مياه على شفتيه الجافتين، وتنجح
التجربة في تهدئته. كأن تلك التجربة تمنح البطلة قيمة إنسانية بعد
أن "توقفت الحياة" بشكلها الضمني معها. تبلّل قماشة، وتمسح بها
جسده في إحدى الليالي بشكل حسّي. كأن هذا الاقتراب يقرّب البطلة من
رؤية ذاتها: فهي تصنع لنفسها فستاناً ربما لم ترتديه منذ زمن بعيد،
ثم تضع مكياجاً، وتقرّر أن تتعلّم رقص التانغو كزميلتها في المشغل.
ولعل اختيار المخرج لرقص التانغو يدعم تلك الحالة من الحسية التي
تهزّ هذا الفراغ الإنساني لدى البطلة. أيضاً نجد أن المخرج يختار
في العديد من المَشَاهد أن يضع في شريط الصوت الواقعي جداً خلفية
من تلك الموسيقى البديعة.
علاقة السيدة بالمريض لا تتشابه بما حدث في فيلم "تحدّث إليها"
(2002) للمخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار. فتلك العلاقة لا تمثل في
بنية الدراما في "مخرج" غير تحوّل خلال اللحظة الراهنة لحياة
السيدة، ومثل أي من التحوّلات العابرة، سرعان ما تتلاشى، وتنغمس
البطلة مرّة أخرى في تفاصيل حياتها الهشة.
الفيلم حصل على الجائزة الأولى في الدورة الـ 16 لـ"مهرجان تايبي
السينمائي" في تايوان، كما حصلت الممثلة تشن تشيانغ ـ تشي على
جائزة أفضل ممثلة.
برنامج اليوم السابع لمهرجان أبوظبي السينمائي:
العرض العالمي الأول للفيلم الوثائقي الممول من سند "قراصنة سلا"
أفلام حائزة جوائز من مهرجانات دولية "العجائب" و"سيفاش"
و"لفاياثان"
أبوظبي ـ "سينماتوغراف"
يقام غدا الأربعاء العرض العالمي الأول للفيلم المدعوم من سند
"قراصنة سلا" للمخرجتين مريم عدو و روزا روجرز وذلك في فوكس 4
الساعة 21:15. ويحكي الفيلم قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب
يخالفون أعرافهم المجتمعية بانضمامهم لسيرك يحاول أن يغير من
حياتهم. ويمكن مشاهدة عالم السيرك الساحرمن خلال عيون هؤلاء
الأطفال البهلوانيين.
وبإمكان محبي السينما في أبوظبي حضور العرض الأول اليوم للفيلم
الروسي "لفاياثان" للمخرج اندريه زفياكنتسِف٬ والمشارك في قسم
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. حاز هذا الفيلم جائزة مهرجان
لندن السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان
السينمائي في وقت مسبق من هذا العام.
ويحكي الفيلم قصة دراما تراجيدية عن الفساد والمظاهر المسلحة في
روسيا الحديثة٬ وتقدم للمشاهد وجهة نظر صانعها المتمثلة بأنه مهما
كان المجتمع الذي نعيش فيه اليوم٬ فإننا سنواجه يوما ما خياراً بين
أمرين٬ إما أن نعيش عبيدا أو نعيش أحراراً. وسيتواجد المنتجان
المشاركان في هذا الفيلم الكسندر رودنيانسكي و سيرغي ميلكوموف
بالإضافة إلى الممثل ألكسيه سيريبرياكوف للتحدث مع الجمهور بعد
العرض. وسبق أن تم عرض فيلم زفياكنتسِف الاسبق"إيلينا" في مهرجان
أبوظبي السينمائي لعام 2011.
ويعرض غدا أيضا باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه "سيفاش"
الحائز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي٬
وهو مشارك ضمن قسم مسابقة آفاق جديدة٬ وينقل المشاهد إلى العالم
الدموي وغير قانوني لرياضة قتال الكلاب في البراري الشرقية لتركيا.
هذا هو العرض الأول في العالم العربي٬ وسيكون في فوكس 6 الساعة
18:45.
وضمن عروض قسم مسابقة "آفاق جديدة" يعرض الفيلم الفائز بجائزة
التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي "العجائب" في فوكس 6
الساعة 21:15 ٬ وهو من إخراج الإيطالية أليتشه رورواتشر٬ ويحكي قصة
أسرة ألمانية - إيطالية من مربي النحل وبخاصة غلسومينيا ذات
الأعوام ال12 ٬ وحكاية البلوغ والغياب التدريجي للعادات والتقاليد
الأسرية.
“نادي الشغب" هو فيلم ناقد للطبقة الاجتماعية الأرستقراطية الفاسدة
في بريطانيا والتي تعيش ثراء وتسلطا غير مشروطين٬ وهو من إخراج
الدنماركي لون شيرفيك ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
في المهرجان (فوكس 5 الساعة 21:30).
أما ضمن قسم الأفلام الوثائقية غدا٬ يعرض فيلم "دبلوم وطني" (فوكس
4 الساعة 18:45) وهو باكورة المخرج ديودو حمادي٬ ويوثق الفساد
المنتشر في نظام التعليم في الكونغو وكيفية تقرير الشهادة لسير
حياة الطلاب إما بالبقاء في حياة الفشل أو المضي قدما. وسيتواجد
المخرج ومنتجة الفيلم ماري بالدوتشي للإجابة على أسئلة الجمهور بعد
انتهاء العرض.
ويعرض أيضا الفيلم الجزائري- الفرنسي "إن شاء الله الأحد" للمخرجة
يامينا بنغيغي وذلك ضمن برنامج السينما العربية في المهجر التابع
لقسم العروض الخاصة (فوكس 2 الساعة 18:30) ٬ والفيلم الكلاسيكي
"الرجل الذي أحب النساء" (فوكس 2 الساعة 18:30) أيضا ضمن العروض
الخاصة وبالتحديد ضمن برنامج فرنسوا تروفو.
كما يعرض فيلم "سلطة الطاقة" للمخرج الألماني هيوبرت كانافال (فوكس
1 الساعة 19:00) ويعرض قضية المشاكل التي تسببها الأساليب البدائية
في إنتاج الطاقة٬ سواء كانت من البترول أو الغاز أو الطاقة النووية
أو الهيدروالكترونية٬ حيث تؤثر كل هذه الأساليب على البيئة
والإنسان وتتسبب بالأمراض وفقدان الوظائف وانقراض الكائنات. ويقدم
المخرج عبر الفيلم قصصا توضح مصلحة الإنسان في حماية البيئة عبر
حقائق ودراسات وحوارات. وسيعرض هذا الفيلم ضمن قسم عروض السينما
العالية لمهرجان أبوظبي السينمائي 2014.
ومن ضمن عروض السينما العالية يقدم الفيلم الأمريكي "لعنة السدود"
ذو الإخراج السينمائي المدهش٬ وهو من إخراج بن نايت وترافيس رامل
ويحكي عن قضية السدود التي كانت في زمن سابق رموز فخر وطني ٬
ويناقش الفيلم إذا ما كانت هذه السدود تشكل خطراً على البيئة على
المدى الطويل. (فوكس 9 الساعة 21:00)
ويعرض غدا كذلك فيلم "يومان وليلة" ضمن قسم عروض السينما العالمية٬
وهو من إخراج جان - بيار داردن ولوك داردن اللذين حازا مرتين
السعفة الذهب في مهرجان كان السينمائي. سيكون العرض في فوكس 1
الساعة 21:30 بحضور الممثل فابريزيو رونجيون.
ضمن برنامج عروض السينما العالمية
"مباع" صرخة عميقة ضد الإتجار الجنسى بالأطفال
"سينماتوغراف" ـ أبوظبي: خالد محمود
رغم أن الفيلم الأميركى "مباع" الذى شهدت شاشة مهرجان أبوظبى عرضه
العربى الأول، ضمن برنامج عروض السينما العالمية، طرح قضيته بشكل
مباشر، وهى الإتجار بالأطفال للعمل فى الدعارة، إلا أن واقعيته
الشديدة فى ذلك الطرح كانت بمثابة صدمة إنسانية كبرى، توغلت داخل
وجدان المشاهد بفضل لغة سينمائية شديدة الثراء بكل مفرداتها، بداية
من السيناريو الذى مهد بأسلوب سردى بديع وإيقاع سريع، وكأنه يريدك
أن تلهث وراء مصير أبطال حكايته وقضيتهم الكارثية، ومرورا بأداء
مفعم بالمشاعر، وصورة قوية فى تعبيرها وهى تنقل واقع درامى قاس
لممجوعة من الفتيات والأطفال بشفافية شديدة.
الفيلم المقتبس عن قصة الكاتبة والصحفية الأميركية باتريسيا
ماكورميك، والتى حققت أعلى المبيعات فى وقتها واحتلت مقدمة "البست
سيلر"، يمثل تجربة من الصعب نسيانها، بل إن مخرجه جيفرى دى براون
يدفع بمشاهده للانتقال من عالم كان يظنه خيالا إلى واقع لم يكن
يتخيله، فهو يطرح إحدى قصص الأطفال الأليمة الذين وقعوا ضحية
الإتجار فيهم وبالتحديد لفتاة نيبالية تدعى "لاكشمي" في الثالثه
عشره من عمرها يبيعها اهلها مضطرين فى الهند كي تعمل كخادمة في
المنازل بعد وعود بحياة أفضل، لكنها تباع لتعمل في الدعارة في
كالكوتيا بالهند، لتمر بعدة مواقف صعبة فى منزل القواد ممتاز
وشريكته القوادة يطلق عليه "منزل السعادة"، تحاول النيل من برائتها،
ولتواجه هناك واقعاً مختلفاً، تجبر فيه على معاشرة الرجال كل ليلة،
ويتم تهديدها بالضرب.
تلك المواقف جسدتها بأقتدار الممثله الصغيرة نيار سايكا، بأدائها
المذهل وتعبيراتها المليئة بالدهشة والخوف وحلم كامن وراء عيونها
للخلاص، حيث يظهر الفيلم الرعب الذى تعيشه ويعيشه كل من تتعرض لهذا
العالم من العبودية واستغلال الجسد، تلك اللحظة التى بدت مع ظهور
مصورة صحفية "جيليان انرسن"، والتى تحاول انقاذ لاكشمنى وغيرها من
الفتيات بعد شاهدتها فى وراء شباكها أو سجنها تستغيث "ساعدونى" هنا
أدركت المصورة التى أتت لعمل موضوعات عن المجتمع الفقير، أن وراء
هذه الإستغاثة شئ ما، ربما كارثه كبرى، وأرادت أن تكون جزءا منها.
وهذا ماجعل الأحداث أكثر تشويقا، ولهيبا لمشاعرك، وبالفعل تنجح
المصورة فى الإيقاع بالقواد والقوادة، وتحرير الفتيات من الأطفال،
وتدخلهم مركز تأهيلى تعليمى خاضع لإحدى المنظمات ليحيوا حياة أخرى،
وكم كان مشهد النهاية عظيما، حينما أمسكت الفتاة "لاكشمى" بشمعة
وتضعها أمام وجهها لتضئ مستقبل جديد وتلتقط المصورة الصورة لتسجل
إبتسامة غابت طويلا وراء دموع وآهات ليلى معذبة، وتظهر فرحة كادت
تطوى إلى الأبد.
الشئ المهم فى هذا العمل والذى يحسب لكاتب السيناريو جوزيف كونج
والمخرج جيفرى براون الذى شارك فى كتابة السيناريو أيضا، أنه أطلق
صرخة سينمائية عميقة مدوية ترتجف معها الروح ويهتز لها الضمير، من
أجل الالتفات إلى الإتجار بأطفال أماكن كثيرة من العالم.
الفيلم يعد هو أول عمل روائي طويل للمخرج الأميركي جيفري براون،
والذي أكد أن قضية الاتجار في البشر هي التي دفعته للقيام بهذا
الفيلم، وقال في حوار مع "يورو نيوز": (حين بدأت تصوير الفيلم، لم
أكن أعلم أن العبودية منتشرة وأن هناك ما بين 20 إلي 30 مليون شخص
مستعبد. كنت أعلم أنها قضية، لكنني لم أكن أملك المعلومات. وما
دفعني لذلك هو محاولة القيام بشيء ما لمساعدة هؤلاء الأولاد).
بعد النجاح الذي شهده العرض العالمي الأول لفيلم "كلنا معاً"
إيمج نيشن أبوظبي تسعى لإنتاج المزيد من الأفلام
الوثائقية الإماراتية
أبوظبي ـ "سينماتوغراف"
كشفت إيمج نيشن اليوم عن خططها لصناعة المزيد من الأفلام الوثائقية
الإماراتية، وخاصة بعد النجاح الذي شهده أول أفلامها، والذي قدم
عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، مؤكدة في
الوقت ذاته على تشجيع الإماراتيين لطرح أفكارهم وخاصة التي تجسد
لحظات هامة من تاريخ الدولة.
ويروي فيلم "كلنا معاً" التحديات التي واجهها الأطفال المتوحدون في
الإمارات، وذلك أثناء مشاركتهم في التدريبات لتقديم عرض موسيقي،
وقد كان العرض العالمي الأول للفيلم يوم السبت، ونال قدراً كبيراً
من الإشادة والإعجاب من المشاهدين ووسائل الإعلام على حد السواء.
وفي تعليق له خلال المهرجان، أفاد مايكل غارين، الرئيس التنفيذي في
إيمج نيشن أن شركة الإنتاج السينمائي في أبوظبي تخطط للتوجه نحو
صناعة المزيد من الأفلام والمسلسلات الوثائقية خلال الأعوام
القادمة، كما أكد على ضرورة قيام الإماراتيين بطرح أفكارهم لهذه
المشاريع.
وأضاف قائلاً: "يتجلى هدفنا في تأهيل أصحاب المواهب في مجال
الأفلام الوثائقية، إلى جانب سعينا لتسجيل أجزاء من التاريخ
المحلي، وتقديم القضايا الهامة التي تتمتع بقدر كبير من الأهمية
على المستويين الإقليمي والدولي. كما أنتهز هذه الفرصة لتوجيه
الدعوة للإماراتيين والعرب لتقديم أفكارهم وطرحها أمامنا".
وأضاف بقوله: "توجد العديد من القصص التي يمكن عرضها، ولكننا بحاجة
لمساعدة المواطنين للتعرف عليها. وبفضل الردود المذهلة التي تلقاها
فيلم "كلنا معاً"، فإننا متشوقون للاطلاع على مزيد من هذه القصص
وتحويلها إلى أفلام".
وتعمل إيمج نيشن في الوقت الحالي على إنتاج عدد من الأفلام
الوثائقية الإماراتية، ومنها فيلم يروي قصة تأهل منتخب دولة
الإمارات لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا.
كما أعلنت شركة إيمج نيشن خلال الأسبوع الماضي عن تقديم فيلم
بعنوان "حتى آخر طفل". ويسلط هذا الوثائقي الضوء على انتشار مرض
شلل الأطفال في باكستان، والمساعي الرامية للتخلص منه. وسيكون
العرض العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان نيويورك للأفلام الوثائقية
خلال نوفمبر.
وفي عام 2013، كانت إيمج نيشن قد أعلنت عن صناعة فيلم عن حياة
الناشطة ملالا يوسف زاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام. وسيتولى
المخرج الحائز على جائزة الأوسكار ديفيس غوغنهايم صناعة الفيلم
الذي تنتجه شركة والتر أند لوري باركس، وتشارك في تمويله
بارتيسيبانت ميديا.
كما تحدث غارين عن التطور الذي تشهده صناعة الأفلام الوثائقية في
إيمج نيشن: "تعد شعبة الأفلام الوثائقية واحدة من الفرق العديدة
التي تساهم في تأكيد دورنا والتزامنا تجاه صناعة السينما في
الإمارات. لقد تلقينا ردوداً إيجابية كثيرة عند عرض فيلم "كلنا
معاً" ضمن مهرجان أبوظبي السينمائي، كما أننا نتطلع الآن لعرض فيلم
"حتى آخر طفل"، بالإضافة الى الفيلم الوثائقي الذي يروي قصة ملالا
خلال الأشهر القادمة".
وأضاف: "لقد شهد قسم الأفلام الوثائقية تطوراً وازدهاراً هائلين
خلال الأشهر القليلة الماضية. ومع اكتمال تنفيذ فيلمين واستمرار
العمل في فيلم ثالث، فإننا فخورون للغاية بما يقدمه جميع أعضاء
الفريق. هذا دليل على التطور التي تشهده صناعة الأفلام المحلية من
أجل وضع الإمارات في مكانة بارزة في هذه الصناعة".
وكجزء من التزام إيمج نيشن باكتشاف المواهب المحلية، فقد تم توسيع
نطاق مسابقة استوديو الفيلم العربي، مع تخصيص برنامج للأفلام
الوثائقية. وكانت المسابقة جزءاً من مهرجان أبوظبي السينمائي لهذا
العام، حيث طرح المشاركون أفكار أفلامهم أمام لجنة تحكيم تتكون من
عدد من الأسماء البارزة مثل توم روبرتس مخرج فيلم "حتى آخر طفل"،
وهاني فارسي الرئيس التنفيذي لمجموعة كورنيش، وإليشيا غونزاليز من
إيمج نيشن، ودانييل بيريسي رئيسة شعبة الأفلام الوثائقية.
وسيتم الإعلان عن اسم الفائز خلال عام 2015، وسيفوز بدورة تدريب في
شبعة الأفلام الوثائقية في إيمج نيشن لينطلق بمسيرته المهنية في
مجاله المفضل. |