كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

«القط».. الفيلم الغامض بسلامته

 (تحليل نقدي)

كتب: رامي عبد الرازق

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

من بين 17 فيلمًا تشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي (23 أكتوبر- 1 نوفمبر) تشارك مصر من خلال العرض الأول لفيلم المخرج إبراهيم البطوط «القط»، وذلك ضمن سياق تنافسي يضم تجارب فيلمية مميزة أبرزها «فرصة ثانية» لسوزان بيير من الدنمارك و«التجربة» لأكسندر كوت من روسيا إلى جانب مشاركة عبدالرحمن سيساكو بفيلمه الذي سبق أن عرض في مهرجان كان «تمبكتو» والملحمة الحوارية الإيرانية «قصص» للمخرجة ركشان بناعتماد.

«القط» هو الفيلم الرابع في مشوار البطوط الذي بدأ مع تجربته الرائعة «عين شمس» 2008 ثم «حاوي» 2010 ثم تجربته الأخيرة «الشتا اللي فات» 2012.

ثمة جذوة كانت مشتعلة في أعمال إبراهيم الأولى (إيثاكي) على سبيل المثال، ووصلت إلى ذروتها في «عين شمس»، ثم شرعت في الخفوت تدريجيا، وباتت في أقل مستوياتها في «الشتا اللي فات».

في المشهد الأول من الفيلم نشاهد الرجل الغامض «فاروق الفيشاوي»، وهو يهبط درجات من سلم نحو مكان يبدو مثل معبد قديم غارق في المياه، ويبدو في ملابسه السوداء ونظرته إلى الماء مثل كيان غير بشري قادم من عالم ما فوقي نحو الأرض.

مشهد مشوق وجاذب خاصة مع اختيار المكان الغريب وإضاءته النهارية الساطعة التي جعلت تناسق ألوان الماء والحجارة ما بين الأخضر والأصفر تناسق منصف للخيال ومحفز للعين.

فيما بعد سوف تمثل شخصية الرجل الغامض علامة استفهام كبيرة في سياق الفيلم وسوف ينشغل المتلقين بمحاولة التعرف عليه لكي يدركوا حقيقة الصراع الذي تتورط فيه شخصية القط «عمرو واكد»، الذي يبدو مثل كائن آخر غريب يصيبنا ما نعرفه عنه من معلومات وتفاصيل بالحيرة أكثر مما يقدم لنا من تفسيرات، أو يفتح لنا أقواسا لكي نقترب من الشخصية لكي ندرك أزمتها، أو محور الصراع الذي تخوضه ضد شخصية الحاج فتحي، تاجر الأعضاء البشرية.

لا يوجد ما يلزم أي سينمائي في العالم بالشرح أو تقديم المعلومات الدرامية بطريقة سهلة، ولكن يوجد ما يلزمه بالإيهام المطلوب لكي تتحول تفاصيل الشخصيات وأبعادها والبيئة الزمانية والمكانية التي تتحرك فيها مقنعة بالنسبة لأي متلقٍ وعبر جسر الإيهام والإقناع يتحرك وجدان المتفرج وذهنه صوب الأفكار التي من المتفرض أنها تنتظره على الشاطئ الآخر من الفيلم.

في المشهد التالي مباشرة للمشهد الإفتتاحي نشاهد القط وهو يتحرك وسط أمواج من البشر في القاهرة يرتدي زيا بلديا وتتابعه الكاميرا في حركة ترافلينج طويلة سوف تصبح فيما بعد سمة أساسية لشخصية الفيلم البصرية، وهي الحركة التي تسير فيها الكاميرا وراء أو أمام الشخصيات في مسارات وطرق متعرجة توحي بأن الشخصيات تعيش في عالم سفلي من الجحور والدهاليز التي لا تنتهي.

هذا التوظيف البصري الجيد لفكرة العوالم السفلية أو المسارات المتعرجة التي تشبه أسلوب العيش في مدينة فقدت أمنها وحكومتها وصارت نهبا لتجار قطع الغيار البشرية هو أبرز سمات الفيلم بصريا، خاصة أن عددا من تلك المسارات المتعرجة يتم على ارتفاعات كبيرة في الأحياء الجبلية بقاهرة العشوائيات والزبالين، لكنه في نفس الوقت أحد عيوبه الأساسية لأنه يصبح نتيجة التكرار والإصرار الإخراجي عليه بمناسبة وبدون مناسبة فاقدا لميزته الدلالية في كونه يعطي إحساس الجحور والشقوق والحياة الأرضية الملتوية، ويكفي ذلك المشهد الذي تخرج فيه فتاة لا ندري من هي من قصر لا ندري أين هو مرتدية فستانا قصيرا يقال إنه موديل العشرينيات وبتسريحة شعر تنتمي للعشرينيات بالفعل، ثم تسير في الشارع بهذا الشكل في وضح النهار، وتعبر من أمام الحواجز الحجرية التي وضعت لحماية الوزارات الحيوية لكي تصل إلى الغرفة الحجرية التي يعيش فيها الرجل الغامض كي تبلغه بمعلومات مبهمة، وتختفي ثم تظهر بعد ذلك في مشهد أو مشهدين تستعرض ساقيها النحيليتين وتستكمل الصورة النمطية للرجل الغامض بسلامته، ومساعدته الحسناء التي تشرف على عمليات نقل الأعضاء المشروعة، وليس سرقتها كما يفعل الحاج فتحي.

وجود هذه الفتاة بمشاهدها القليلة وحضورها الثقيل هو بالضبط ما يخرج أي فيلم من دائرة الإيهام إلى الإبهام، خاصة إذا ما اتخذ الفيلم في تصاعد أحداثه إطار غرائبي نسبيا يتجلى في قدرات الرجل الغامض على استشراف المستقبل، ومشاهدة كل ما يحدث في أي مكان والخوض في النوايا وبلبلة الأفكار، ويجسد المخرج هذا الاطلاع على كل شيء بتحويل بعض اللقطات من الألوان إلى الأبيض والأسود، وكأن الرجل الغامض يشاهدها عبر كاميرات تصوير مخفية في كل مكان، وهو بالطبع تجسيد لقدرته المطلقة على أن يرى كل شىء في أي وقت.

ورغم ذلك لم تمنع تلك القدرات المطلقة من أن تظل الشخصية في إطارها النمطي التقليدي الذي قدمت به نفس الشخصية من قبل في العديد من الأفلام التي يمكن بسهولة أحداث مقاربة بينها وبين القط على رأسها «سفير جنهم» و«اختفاء جعفر المصري»، ونقصد بها الأفلام التي اتخذت من تيمة فاوست (الرجل الذي باع نفسه للشيطان) محورها الأساسي.

وبالمناسبة فالحاج فتحي الذي قدم دوره صلاح الحنفي – وهو أحد أسوأ الممثلين الذين ظهروا في السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة - هو نموذج نمطي أيضا لرئيس العصابة الهارب من فيلم سبعيناتي على أقصى تقدير، حيث الفجاجة في الشر والشهوانية المفرطة المتمثلة في فتاتين عاريتين تحيطان به طوال الوقت سواء عند الاستحمام أو النوم.

تبدو المشاهد الأولى من الفيلم مبشرة وواعدة على مستويات كثيرة إلى أن تبدأ أبعاد الشخصيات في التكشف تدريجيا، وبالتالي تخفت الحماسة التي ولدتها مشاهد اختطاف أطفال الشوارع وشق أجسادهم، وبيع أعضائهم أو المتاجرة بعذريتهم.

بالطبع لا ننسى أن تيمة سرقة الأعضاء قدمت من قبل في سياقات سينمائية مختلفة أبرزها «الحقونا» بطولة نور الشريف، وإخراج على عبدالخالق، و«الغابة» للمخرج أحمد عاطف، والذي قدم تحديدا عملية سرقة أعضاء أطفال الشوارع بأكثر الطرق البصرية مباشرة وقسوة.

التيمة أذن ليست جديدة سواء مسألة سرقة الأعضاء أو الرجل الذي تحالف مع الشيطان أو مع قوى عليا لكي يحقق هدفا ما، ويبني الفيلم سياقه الدرامي بالكامل من خلال مزج التيمتين، ولكن الصراع الذي كان يتخذ شكلا تصاعديا جيدا في البداية يصمت فجأة ويتحول إلى علامة استفهام ضخمة في رأس المتلقي.

فمن هو القط؟ وما هي أهدافه التي يسعى لتحقيقها عبر قبوله التعاون مع الرجل الغامض؟ ولماذا لم يتخلص الرجل الغامض بنفسه من الحاج فتحي طالما لديه هذه القوى الضخمة؟ ولماذا يريد توريط القط في قتل الرجل على اعتبار أن هذا نوع من الاختبار، والذي لن ينجح فيه القط إلا إذا قتله؟

هناك نوعان من طرح الأسئلة في الدراما: الأول والأنضج هو أن تتحول حكاية الفيلم وسياقه البصري إلى مجموعة من الأسئلة التي يتلقاها وجدان المتفرج كي تحرك الدم في روحه وأفكاره، والنوع الثاني وهو الأسوأ أن تتحول بديهيات الدراما نفسها إلى أسئلة، وعلى المتفرج أن يجيب عليها كي يستوعب الحد الأدنى من الحكاية والصراع.

تنتمي أسئلة فيلم القط للنوع الثاني، فالمتفرج يجد نفسه طوال الوقت يبحث عن إجابات لبديهيات درامية يجب أن تتوفر في الفيلم لكي يتفرغ لمتابعة الصراع والوصول معه إلى الذروة التي تكشف عن الأفكار والرؤى التي تقف خلف صناعته.

أولى تلك البديهات هي أن يتعرف المتفرج على الجوانب التي تجعله يدرك من هي أطراف الصراع، وما هو طبيعته ولماذا يخوضونه بتلك الشراسة، فمن هو القط؟ هل هو بلطجي أم رئيس عصابة سفلية تتعامل بقانون الغاب لمعاقبة المجرمين في بلد يعيش في فوضى سياسية وأمنية هي مصر- والفيلم يسميها بالاسم بالمناسبة وفي هذا تشويش كبير على المتلقي الذي ينحو به الفيلم نحو التجريدية في التعامل مع شخصيات مثل القط والرجل الغامض- ما هي خلفيته الثقافية أو التعليمية، والتي تتجلى في صناعته لقنبلة شديدة الانفجار بدقة؟ ما نعرفه أنه قرر محاربة الجريمة في المدينة بعد أن اختطفت ابنته أمينة، وذلك بقتل أفراد العصابة التي تخطف أطفال الشوارع وتبيع أعضائهم! ولكن هل هذا كاف لكي نتفهم دوافعه أو ندرك لماذا تم اختياره لكي يقتل الحاج فتحي؟ وإذا كان الأمر كذلك فما هو الداعي إذن للخوض معه في سياق مرض ابيه بالقدم السكري وبتر القدم ودفنه، وزواجه من سلمى التي لا ندري من هي ولا لماذا عقد قرانه عليها وضاجعها بشدة قبل أن يجعلها ترحل هي وابنه- الذي ليس منها- إلى الإسكندرية لكي يكونوا في مأمن من شر معركته مع فتحي!!

هل أراد المخرج أن يبرز لنا سمات ما إنسانية في شخصية القط! حسنا ولكن ما هي علاقة تلك السمات الإنسانية والتفاصيل الكثيرة بمعركته مع فتحي!! هل أراد أن ينفي عنه صفة البلطجة والشر، وأن يغسل يديه من الدم أولا بأول ونحن نراه يتعامل بلطف مع أبيه وبطيبة مع ابنه الذي يشرب السجائر، ويحمل مطواة في جيبه!

يبدو كلا السياقين منفصلين تماما على مستوى البناء والحبكة ناهينا عن أن أزمة القط نفسها والتي تتجلي في العثور على فتحي وقتله هي أزمة مفتعلة جدا ولا معنى لها، ولم يتمكن المخرج من تلخيصها في جملة (أن ما ردتش أقتل فتحي علشان مكنتش عارف مين اللي وراه) والتي يقولها القط للرجل الغامض بعد أن يحضر له فتحي تحت قدميه، ثم يرفض قتله بحجة أن الدم أصبح غير محتمل بالنسبة له، فيبرز الرجل الغامض ورقته الأخيرة ويساوم القط على معرفة مكان ابنته المختطفة.

هذه المساومة تحديدا تأخرت كثيرا لأنها أكثر قوة بمراحل من شنطة الفلوس التي يمنحها الرجل الغامض للقط كي يقتل فتحي، أن شخصية القط شديدة الإنسانية كما نراها في سياق علاقته بأهله أو برفضه قتل أخاه الغجري لكل من يساعدهم (مثل مزوري البطاقات أوالمخبر الذي يحضر لهم السلاح)، والذي ترفرف روحه عاليا مثل الطائرة الورقية التي يلعب بها وتمثل رغبته في السمو عن كل السفالات الأرضية، أو التي ترتبط بالمنزل الذي ولد فيه أبناؤه في اللقطة التي نراه فيها ينظر إلى الحجرة شديدة التواضع بأسى حقيقي لأنه سوف يغادرها بلا رجعة، هذه الشخصية لم تكن في حاجة إلى المال لتقتل رجلا هي بالأساس تريد قتله، بل كانت بحاجة إلى دافع أكبر وأهم مرتبط بتلك العناصر وتحديدا الأهل (سواء الحاضرين منهم مثل أبيه أو زوجته وابنه أو الغائبين مثل ابنته)، وساعتها لأصبحت الحبكة أكثر تماسكا ولوجدت الصلة ما بين العالمين الذي يتحرك فيهم القط.

وحتى بعد انتهاء المساومة في النهاية وصرخة الرجل الغامض (انت عملت الصح يا قط)، ويعني قتله لفتحي، نشاهد القط وهو يمضي فوق مركب نيلي صغير دون أن ندري هل عرف شيئا عن ابنته! هل كان الرجل الغامض وراء اختفائها من البداية! هل كانت خدعة! لا لمجرد إرضاء الفضول أو معرفة نهاية القصة ولكن لأن الإجابة على هذا السؤال تحديدا سوف تجعلنا نتقبل الأسئلة المطروحة من السياق الفليمي ككل، ولأنه على ضوء الإجابة على أسئلة معينة في القصة تتكشف أسئلة أخرى أكثر أهمية مثل: هل نحن نعيش في اختبار إلهي يحتم علينا أن نخطئ أحيانا كي نصحح أخطاء ارتكبت بالفعل؟ هل سيادة قانون الغاب هو الحل في الزمن الذي غابت فيه العدالة وانعدم الأمن كما في المشهد الذي يتحدث فيه الرجل الغامض مع القط حول تسليم فتحي للعدالة الغير ناجزة، والتي سوف تستغرق سنين للحكم عليه!

هل الإنسان مصير في الشر كما أوهمتنا العلاقة ما بين القط والرجل الغامض أم كان مخيرا بين قبول صفقة القتل أو رفضها!

ثم لماذا هذا الإصرار على أن يتم التعامل مع الرجل الغامض على اعتبار أنه يقف في منطقة وسطى ما بين الله والشيطان! إننا نشاهده في مشاهد متتابعة تبدأ من زيارة المعابد الفرعونية، حيث رسومات الأطباق الطائرة والطائرات الهليوكوبتر مرورا بالمعابد اليهودية والكنائس وأخيرا المساجد ثم ينتقل بنا المخرج إلى حلقة رقص هستيري مفعمة بالحسية وحركة الأجساد الساخنة والمغيبة، هل كان هذا ما يقصده حين قال للقط أنا هتفرج على مصر، ما هذا الخلط بين ما هو ديني وما هو سياسي وما هو تجريدي وفلسفي! إن التعامل مع الرجل الغامض على اعتبار أنه شيطان فاوست الشهير لهو أكثر درامية من هذا الخلط الفكري المبهم بين كون الرجل الغامض تاجر أعضاء بشرية بطريقة مشروعة وأنه تصور عن الإله الذي قدم للبشر كل شىء في أديانه المتتالية- وإن كانت الأطباق الطائرة لا علاقة لها بشريعة التوحيد التي ظهرت في مصر الفرعونية- ثم تركهم يختارون مصائرهم دون أن يعفيهم من أن يدخلوا في تجربة كلما هبط من عليائه كما في المشهد الأول إلى الأرض.

تتابع مشاهد المعابد والكنائس تحديدا أحد أكثر المشاهد المبهمة والمستفزة في سياق الفيلم ككل لأن المتلقي لا يدري لماذا يظهر الإلة في صورة زعيم عصابة له مساعدة جميلة ويشرف على حفلات شهوانية راقصة!! ولا نتصور أن صناع الفيلم بالسذاجة التي تسمح بإقحام سياق سياسي ركيك لفكرة مصر مهد الأديان وأرض السلام إلى آخر هذه الشعارات السياحية التي ماتت.

ما حدث أن التجربة كلها التي حاول المخرج أن يضع فيها القط عبر شخصية الرجل الغامض ظهرت بشكل فاسد ومربك وضعيف جدا وهو ما سوف يصيب هذا الفيلم بالنفور الجماهيري عند عرضه تجاريا لأنه لم يتمكن من ضبط السياق القصصي على مستوى الحدوتة الخارجية أو تضمين العمق الدرامي جوهر فكري وفلسفي حقيقي بل مجرد قشور ذهنية فيها من الادعاء والافتعال أكثر ما فيها من التماسك والنضج والقوة الفكرية.

وتبقى الإشارة إلى أن البطوط أثبت للأسف أنه صاحب حساسية إخراجية سيئة في اختيار الممثلين وهي الحساسية التي لم تتطور بشكل ناضج بعد عين شمس وأثبتت فشلها تماما في حاوي والشتا اللي فات، فما الداعي إلى استخدام أشخاص لا علاقة لهم بالتمثيل في أدوار مثل الأب أو المخبر، والذين لا يكفون عن النظر إلى الكاميرا، وكأن الحوار ينسكب من أفواههم بينما تفوح من ملامحهم علامات الاندهاش والحيرة والارتباك لأنهم غير مؤهلين تماما للوقوف أمام الكاميرا.

أما صلاح الحنفي، وإن كان المنتج فليس له الحق أن يمثل بفلوسه ويسبب للمتلقي أضرارا وجدانية نتيجة خشونة الأداء وفظاظة التعبيرات والأساليب الحوارية التي يستخدمها في محاولة أدائه للشخصية.

إن أكثر ما يحدد قدرات المخرج على تحريك وإدارة ممثليه هو اختياره لممثلين ذو حضور قوي وجاذبية ورسوخ أمام الكاميرا، خاصة في الأدوار الصغيرة التي لا تخرج عن كونها عدة مشاهدة هنا وهناك، ويعتبر اختيار كل من سلمى ياقوت بوجهها الشمعي الخامل وأسلوبها الرديء في إلقاء الحوار وسارة شاهين بملامحها التي تشعرك بأنها مستفزة أو حانقة طوال الوقت ومخارج ألفاظها المتآكلة هو أكبر دليل على أن البطوط ينقصه الكثير جدا من خبرات وقدرات المخرج في وضع الممثلين الملائمين داخل اللقطة كما أن إصراره على أن يعتمد على الارتجال كأسلوب في بعض المشاهد كما تعود في أفلامه السابقة يعتبر مراهقة سينمائية يجب أن يتخلص منها في تجاربه القادمة لأن الارتجال لا يصلح مع كل أنواع الدرامات ولا جميع الأطر السينمائية، خاصة وأنت تتعامل مع سيناريو معروف الأبعاد ومحدد الشخصيات والأماكن والتفاصيل وليس حالة فيلمية مثل عين شمس كانت الواقعية الخشنة فيها تفرض بعض الارتجال والتفاعل الحي بين الممثلين أثناء التصوير.

سيناريو وإخراج: إبراهيم البطوط

تمثيل: فاروق الفيشاوي- عمرو واكد

إنتاج: إبراهيم البطوط- عمرو واكد- صلاح الحنفي

مدة الفيلم: 92 ق

المصري اليوم في

28.10.2014

 
 

«قصص» إيرانية حزينة فى مهرجان أبوظبى

رسالة أبوظبى خالد محمود

·        «الكبت السياسى والفساد والظلم الاجتماعى والتسلط الأمنى».. هنا طهران

·        بطل الفيلم فى مشهد النهاية عقب خروجه من السجن: «ياما قبض علينا.. المهم أننا لم نمت»

«الفيلم لن يظل حبيسا فى الأدراج إلى مالا نهاية، سيأتى عليه يوم ويشاهده الناس لتعرف ما به من حقائق سواء كنا أحياء أو أمواتا».. كانت هذه خلاصة مشهد النهاية للفيلم الإيرانى «قصص»، الذى يعرض صورا من حياة الإيرانيين البائسة اجتماعيا وسياسيا، والذين لا يجدون سوى المال القليل الذى يساعدهم على البقاء على قيد الحياة، بينما تسهم البطالة والظلم وإدمان المخدرات فى ازدياد محنتهم.

الجملة قالها أحد أبطال العمل، مصور الفوتوغرافيا بعد أن تم الافراج عنه، حيث سألته صديقته: هم أفرجوا عنك، ليقول لها: ياما قبض علينا، المهم أننا لم نمت، فى إشارة إلى رسالة الفيلم الأسمى وهى الاستمرار فى كشف الخداع السياسى والاستمرار فى مقاومة العقبات التى تحول دون حياة آدمية بسيطة.

هذا الشاب المصور الذى يمثل نقطة الضوء للعمل يلتقط كل شىء فى الشارع وواقع الحياة اليومية والطبقة الكادحة، ليرصد متغيراته الاجتماعية والسياسية، حتى عندما سأله سائق التاكسى لماذا تصور الشوارع طول الطريق، رد عليه بأنه يريد أن يتذكر العالم ما عشناه، وبالقطع هو يقصد العالم الذى يعيشه كمواطن إيرانى وبمأساه وطن يعانى فساد المسئولين وكبت للحريات، وتفشى أمراض التفكك الاجتماعى، والتسلط الأمنى والانحطاط الأخلاقى، تلك الظواهر التى رصدتها المخرجة رخشان بنى اعتماد، بصورة شديدة الواقعية عبر سيناريو ناضج فكريا وذكى فنيا فى تقديمه مجموعة من القصص التى تكشف النقاب عن قضايا شائكة دون وقوع حواراتها فى فخ المباشرة، والجمل الخطابية، التى ظهرت على استحياء فى قصة اضراب العمال، بينما فى القصص الأخرى كانت الصورة شديدة الشفافية وهى توثق لمجتمع ينهار بشره من الداخل.

بالقطع كان أداء أبطاله مبهرا وهم: غلاب آدینه، صابر ابر، فرهاد اصلانى، باب حمیدیان، نكار جواهریان، ریما رامین ‌فر، حبیب رضایى، عاطفه رضوى، مهراوه شریفي‌نیا، محمد رضا فروتن، شاهرخ فروتنیان، باران وثرى، پیمان معادى، فاطمه معتمد آریا، حسن معجونى، مهدى هاشمى، حيث كانوا فى قمة الوعى بالمشاعر وهم يرون الحكايات ويشتبكون بأحداثها وقد ظهر كيف وظفت المخرجة أبطالها لصالح الفكرة التى شرحت مجتمع العاصمة الايرانية طهران، بقصصها، وهى بالقطع تلقى بظلالها على واقع بلدها فى ٢٠١٤، وقد بات الأمر أكثر سوءا لكنه فى الوقت ذاته أصبح إيجابيا بالبوح وكشف المستور وعدم الاختفاء وراء اقنعة.

الفيلم الذى يعرض فى المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة لمهرجان أبو ظبى السينمائى، وعرض من قبل فى مسابقة آفاق بمهرجان فينيسيا وحصد جائزة افضل سيناريو، وعرض كذلك فى تورنتو، يثبت أن المهرجان نجح بشكل كبير فى اختيار عروضه هذا العام، خاصة وأن مبرمج الأفلام العربية الناقد انتشال التميمى يملك نظرة ثاقبة فى الاختيار، ففيلم «قصص» بدون شك يكشف عن ظهور تيار واقعى جديد للسينما الإيرانية، بل ويعتبر من الأعمال الاكثر استثنائية فى تاريخ السينما الإيرانية المعاصرة، واعتقد أن ملامح السوداوية الطاغية عليه، هى أحد مناطق جماله السينمائى، وبدا وكأن المخرجة التى تجاوزت حدودا كثيرة أرادت أن تقول بأن الأمر المهم هو روح المقاومة وليست السلبية لدى شخصيات العمل، وأنها شخصيات تشبهنا جميعا حتى إن نهايتهم شبه السعيدة بدت وكأنها خدعة للمشاهدين.

جمعت المخرجة بضع شخصيات لترصد تحولات الظرف السياسى والاجتماعى ليقدموا مجموعة قصص، الواحدة تسلم الأخرى، لتتبع أسلوبا بانوراميا مثلما شاهدنا طريقة المخرج جعفر بناهى فى فيلم «دائرة» وان اختلفت نظرتهما، لنرى يومهم فى حياة سبع شخصيات تعيش ظروفاً تبدو أنها غير عادية أى مليئة بالشقاء والقتامة، وهى ليست قصصا بالمعنى الصريح، بل مجموعة مشاهد من الحياة اليومية غير مكتملة كما الواقع، من المتقاعدين والمحرومين والعاطلين الذين يجدون صعوبة فى إيجاد من يستمع إليهم، وإلى الهاربين نحو الإدمان، حيث يريد العمل القريب من الوثائقى فى أسلوب تنفيذه، عدم استكمال حكاياه، حتى فى سرده الشديد الانتقاد للمجتمع.

وبدا ذلك فى شخصية السائق والفتاة التى حلم بها، حيث نرى مشهدا يستمر حوالى ١٥دقيقة، يحاول الاثنان الاعتراف بالحب وفى نفس الوقت لماذا لم يرتبطا، فى حوار رائع هى تذكره بأنه ترك الجامعة وعمل سائقا، وتخلى عن أحلامه، وهو ينبهها إلى خطورة ادمانها ومحاولتها الانتحار، وغيرها من القصص.

وفى مشهد أكثر من رائع نرى المحامى الثرى وهو يسلم الزوج رسالة خاصة من الثرى، وهنا يملأ الشك الزوج الفقير، ويطلب من زوجته أن تقرأ خطاب الخطيئة بنفسها، يطلب من ابنه أن يكمله، ليكتشف أن الثرى يحاول أن يرد الجميل لمن شجعته على النجاح بكتابة شقة باسمها، وقد رحل عن الحياة.

وبين كل قصة وأخرى نرى تركيز الكاميرا على لوحة التاكسى وهى تحمل كلمة طهران لتؤكد خاصية المجتمع وليس أى مكان رمزى لتقف المخرجة فى فيلمها وعبر سينما حزينة عند نقطة نهاية هى فى الحقيقة نقطة بداية متجددة عندما يقول مصور الفوتوغرافيا: «المشوار مستمر».

فوارق رشيد بوشارب

اعتراف كبير ملىء بالثقة والتحدى، ألقاه المخرج الفرنسى من أصل جزائرى رشيد بوشارب، فى أولى جلسات «حوار ات فى السينما» الجمعة وذلك عندما قال: واقع الأمر اننى أردت أن أحدث فرقاً فى السينما التى نعرفها، ولهذا اتجهت إلى الإخراج.

بوشارب الذى حصل على جائزة الإنجاز المهنى والتى منحتها إدارة المهرجان لمساهمته البارزة فى السينما العالمية، أشار إلى أن أول خطوة فى تجربته جاءت بمحض المصادفة.

وقال: دراستى كانت فى مجال الصناعة وكنت بصدد انشغالى بالمعامل، ولكنى لم أشعر يوما بأن هذا مجالى، وهذا ما دفعنى يوما لأن أتصل بالتليفزيون الفرنسى لأسألهم كيف أدرس فأعطتنى سيدة عنوان مدرسة وذهبت بالفعل إليها ومن يومها وأنا أعمل فى التليفزيون الذى لم يلب طموحى ولم يحقق التيمات والافكار التى أمتلكها إلى أن جاءت الفرصة وأفرجت عن بعض احلامى السينمائية.

فهناك عدد من القصص يجب أن أرويها، لأبرز ذلك البعد الإنسانى الذى يوصل العديد من الرسائل. وأضاف: كان يجب أن أنتظر الوقت لعمل أفلامى ولإيجاد الفنانين الذين يمكنهم تمثيل هذه الأدوار. وأشار إلى أن العمل المادى لم يكن هو الأهم بالنسبة له وللنجوم الذى عملوا معهم بقدر الرسالة التى يريدون إيصالها.

وتحدث عن أول أفلامه القصيرة الذى كان حول الأفارقة، وذلك قبل أن يخرج فيلمه «السكان الأصليون» وقال ركزت فى هذا الفيلم على الجزائر وهو ما دفع الرئيس الفرنسى جاك شيراك الذى شاهد الفيلم للحديث عن قضية الجزائريين. ومن ثم انتقل لتناول المزيد من تجربته التى أوصلته ليكون واحدا من أشهر المخرجين فى العالم.

وقال إن صناعة السينما فى الجزائر تواجه أزمة، وهى فى تراجع، والسينمائيون الشباب مازالوا يقاومون، بينما السينما فى الخليج نجحت فى فترة قصيرة أن تنمو وتحقق تواجدا بفضل المهرجانات السينمائية التى نضجت على أرضها.

على الجابرى: التراجع غير مسموح به

حرصت إدارة المهرجان على عرض فيلم تسجيلى قصير، ليلة الافتتاح، عن إمارة أبوظبى، وكيف بدأت نهضتها، بمختلف المجالات، لإظهار الطفرة الثقافية التى تشهدها الإمارة، والتطوير فى بنيتها الأساسية، وحرص صناع الفيلم القصير على إنهاء الفيلم بمقطع صوتى وصورة للشيخ زايد ال نهيان، رائد النهضة فى دولة الإمارات، وهو يحث أهل بلده على العمل وضروة الشكر لكل ما وصلت إليه الإمارات وبمجرد سماع صوته وظهور صورته ضجت القاعة بالتصفيق.

وهنا أكد على الجابرى رئيس المهرجان فى كلمة الافتتاح، بحضور وزير الثقافة والشباب ورعاية المجتمع، الشيخ نهيان بن مبارك، ود. نورة الكعبى الرئيس التفيذى لـ «تو فور ٥٤»، قائلا: إنه يتطلع إلى أفق أوسع للمهرجان بأن يصبح جزءا من مدينة أبوظبى، كما أنه حدث عربى حقق الميزة المرجوة منه»، وأكد الجابرى بأن التراجع غير مسموح به.

الرغبة الاكيدة هو ان ادارة مهرجان ابوظبى تسعى للتأكيد على طفرة سينمائية محلية، وان تطرحها للعالم، بدليل اختيار فيلم محلى للعرض فى افتتاح المهرجان الذى تعودنا منه عرض احد الاعمال العالمية الكبرى فى تلك الليلة، لكنها ارادت بعرض فيلمها «من ألف إلى باء» لمخرجها على مصطفى ان تؤكد الرسالة بأن السينما الاماراتية قادمة، وانهم استفادوا من التجارب السابقة.

أبوالنجا سعيد بالمشهد الواحد

الفنان خالد ابوالنجا الذى شارك بمشهد واحد فى فيلم الافتتاح «من ألف إلى باء» قال إنه سعيد بمشاركته فى العمل، لأنه يمثل تجربة مختلفة عن التجارب النمطية، رغم انه فيلم تجارى، ولهذا كان سعيد بمشاركته بمشهد واحد يعتبره مهما وهو لضابط سورى متأزم من الوضع. من أبرز ضيوف مهرجان أبوظبى كانت حفيدة الممثل الكبير شارلى شابلن، وشهد حفل الافتتاح تواجدا مصريا ملحوظا على السجادة الحمراء من النجوم، وعلى رأسهم النجمة نبيلة عبيد، والفنانان حسن يوسف وسمير صبرى، بالإضافة إلى الفنانة نيللى كريم ومروان حامد، المشاركين فى لجان التحكيم.

الشروق المصرية في

28.10.2014

 
 

علا الشافعى تكتب:

المخرج الموريتانى سيساكو يحارب الإرهاب بـ"تمبكتو"

فى إطار فعاليات مهرجان أبوظبى السينمائى، ينافس المخرج الموريتانى عبد الرحمن سيساكو فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بفيلمه تمبكتو، وهو الفيلم الذى سبق وشارك فى الدورة الماضية لمهرجان كان السينمائى الدولى، ومرشح ضمن القائمة الطويلة لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبى، سيساكو المهموم ببلده، والذى يحمل قضاياه فى كل إنتاجاته السينمائية، يخطو هذه المرة خطوات قافزة للأمام، ويطرح قضية التطرف الدينى، ذلك الوحش الذى أصبحت تعانى منه كل البلدان العربية، والعالم أيضاً، سواء كان ذلك ممثل فى الدواعش، أم غيرهم من أصحاب العقول المتطرفة، والأرواح المظلمة، هؤلاء الذين يقتلون ويذبحون باسم الدين، والذين يعتبرون أنفسهم يد الله على الأرض. وفى مرثيته لمدينة "تمبكتو"، المعروفة بتاريخها الثقافى وانفتاحها على العالم فنيا وثقافيا، يستعرض المخرج تلك المدينة فى لقطات طويلة متمهلة، كمن يرثى لحالها ويتأمل ما آلت إليه، عندما دخلها مجموعة من المتطرفين، وصاروا يأمرون ويتحكمون ويحكمون، بدءا من الحجاب وصولا لتحريم الموسيقى وكرة القدم، والزنا، وتصبح "تمبكتو" بكل تاريخها ضحية للعنف الذى تمارسه القاعدة فى المدن والقرى الإفريقية التى قامت بغزوها وأعلنتها دولا إسلامية تحكمها بقوة السلاح والسوط وبفتاوى بعيدة عن تقاليد وأعراف إفريقيا ويرصد ذلك الصراع بين السكان والغزاة الجدد إلى جانب صراعات أخرى تبرز فى مشاهد متعددة منه، ما بين السود الأفارقة من جهة، والعرب والطوارق من جهة أخرى. وفى الفيلم، يواجه إمام جامع تمبكتو، الذى يمثل الإسلام المعتدل، التطرف ببدء حوار مع مجموعة تمثل القاعدة حول مفاهيم الإسلام، وفتاوى زواج القاصرات بالقوة، ومنع الموسيقى، وتحريم عمل المرأة وغيرها. ويسألهم إمام الجامع: من أرسلكم لتطبيق هذه القوانين البعيدة عن الإسلام؟ ولماذا تحرمون كل شىء حتى لعبة كرة القدم لشباب المدينة؟ وهنا يترك أعضاء القاعدة الجامع، ويطالبون الإمام بالطاعة وتطبيق الشريعة الإسلامية دون تقديم إجابات عن تساؤلاته. وبالطبع يملك سيساكو إيقاعه الخاص والمتأمل، والذى يسيطر على أغلب مشاهد الفيلم، وكأنه يضعنا أمام أنفسنا ليرى الذى يظن نفسه بعيدا عن التطرف، أنه قادم لا محالة فى ظل العنف المسيطر، ومن أجمل مشاهد الفيلم التى صاغها المخرج بذكاء درامى وبصرى-(مشهد التحقيق بين الرجل الذى قتل جاره بالخطأ، بعد قيام جاره الصياد بقتل بقرته، مشهد الأصدقاء الذين كانوا يعزفون الموسيقى، وتغنى إحداهم ببهجة، وسرعان ما يتحول ذلك إلى مشهد درامى مؤثر، بعد جلدهم والفتاة تغنى من الوجع بدلا من أن تصرخ من الألم، ثم تترك فى العراء مشهد شباب القرية، وهم يجرون وراء كرة افتراضية، وتتعالى صيحاتهم دون أن نرى كرة فى الملعب، ويضع الموقف الغريب عناصر القاعدة فى حيرة، فيتركون الشباب يلهون بالكرة الافتراضية، ومشهد تطبيق حد الرجم على فتاة كل ما ارتكبته أنها كانت تتحدث لحبيبها فى الهاتف) وهناك الكثير من المشاهد الذكية، والتى تحمل كوميديا سوداء فى بعض اللقطات ومنها تلك المرأة التى يرون أنها عرافة -مخبولة وتسير طوال الوقت حاملة ديكها وبكامل زينتها، وكأنها المرآة التى تؤكد على خبلان عقولهم، ومشهد الحمار المحمل بالحطب والذى رفض أن يمر من الحارة إلا بعد ابتعاد المسلحين، فى دلالة على أن حتى الحمار لا يقبلهم ويعرف طريقه جيدا، ورغم النهاية السودواية، وأن سيناريو الفيلم تبدو خيوطه متناثرة إلى حد ما، حيث إن هناك مجموعة من القصص، لم تتم صياغتها دراميا بشكل محبوك ويصب فى التصاعد الذى يشهده الخط الرئيسى وهو قضية القتل، وهناك أيضاً المثير من الصور النمطية التى استسلم لها المخرج منها أمام المسجد المستنير إلا أن الفيلم إجمالا تجربة تستحق التوقف عندها خصوصا لمن يقفون على خط المواجهة مع التطرف

اليوم السابع المصرية في

28.10.2014

 
 

«ذيب» في عرضه العربي الأول..

بعد فوزه بـ«آفاق» مهرجان «فينيسيا»

حب وخيانة واستعمار

علا الشيخ - أبوظبي

عندما فاز فيلم «ذيب»، للمخرج الأردني ناجي أبونوار، بجائزة أفضل مخرج ضمن مسابقة «آفاق جديدة» في مهرجان «فينيسيا» الفائت، كانت ردود الفعل من قبل مهتمي السينما العربية أن ما يعجب العقل الغربي ليس بالضرورة أن يماثله الإعجاب نفسه من قبل العقل العربي، لكن بعد عرض الفيلم في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، التقى العقل العربي والغربي معاً في مستوى الإعجاب نفسه، الذي يترجم من خلال ردة فعل المشاهدين الذين وقفوا تحية للعمل، إضافة إلى آراء نقاد مشاركين في الدورة.

الفيلم الذي صور في بادية الأردن، تكمن أهميته في طريقة عرض حياة البادية في فترة الراحل الشريف حسين، وضعت أحداث الفيلم يدها على جرح هؤلاء الذين كانوا بين (حانا) العثمانيين، و(مانا) الإنجليز.

جمالية الصورة، التي جعلت من فيلم مدته 100 دقيقة مسلطة فقط على الرمال الذهبية بمساحاتها الواسعة، تجعلك كمشاهد تترقب المزيد وتنتظر «الأكشن»، الذي ليس من الضروري أن يظهر، لكن حالة الترقب وحدها كانت كفيلة بإرسال مشاعر السرور وأنت تشاهد هذا الفيلم الذي اعتمد على ممثلين جدد، يعيشون فعلاً في البوادي، الطفل الذي أدى دور «ذيب» واسمه جاسر عيد، ليس مبالغة أن يوصف بالمذهل، فقد استطاع بهيئته الرثة، ونظرة عينيه الحادة، أن يوصل رسالة أن الذيب لا ينجب إلا ذيباً.

يظهر كطفل فضولي، يسأل كثيراً ويريد أن يجرب كل شيء، يساعده في تحقيق هذا الفضول شقيقه الأكبر حسين، الحقيقي في حنانه وحبه لشقيقه الأصغر، المدرك تماما أن وقع وفاة والدهم يجعله ولو للحظات هذا الوالد، وتعلق ذيب أيضا بشقيقه حسين هو التعلق المنوطة به فكرة الفقدان، والتي تحدث حقا.

تبدأ الحكاية التي لن ندخل في تفاصيلها، لأنه حسب المخرج، من الممكن عرض الفيلم في دور السينما العربية قريبا، مع منطقة وادي رم جنوب الأردن، ومع بداية ملامح الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين، ويظهر في المشهد الأول الطفل ذيب وشقيقه حسين، وهما يلهوان تارة ويقومان بالاعتناء بالجمال تارة، ورمي الرصاص عبر بندقية حسين الذي أراد تعليم ذيب إطلاق الرصاص على الهدف، لكنه لم يضع الطلقة فيه وقال له «عندما تعرف كيف تعبي البندقية سأعلمك الطلق».

يتضح بعد ذلك أن ذيب وحسين ابنان لرجل بدوي صيته الشرف والشهامة، حتى تظهر أول معضلة ، عندما جاء رجل بدوي يرافقه عسكري إنجليزي من طرف الشريف حسين إلى قبيلة أبومحمد (والد حسين وذيب)، هنا تلتفت الكاميرا فوراً إلى عيون الطفل ذيب الذي يرى لأول مرة في حياته رجلاً أشقر اللون، يدقق في تفاصيله، ويلفت انتباهه صندوق مغلق، هذا الصندوق سيكون الشغف الآخر الذي أرسله المخرج أبونوار للمشاهدين الذين أصبحوا يريدون معرفة ما في داخله مثل ذيب.

الهدف الذي أتى إليه العسكري الإنجليزي هو معرفة طريق البئر الرومانية، التي بدورها ستدله على منطقة سكة الحديد، التي كانت هي الشوكة الأولى في صدر البدو من ناحية أنها لا تشبه بيئتهم، ومن ناحية أنها قطعت أرزاق دليل الحجاج آنذاك.

في هذه المرحلة تبدأ الانقسامات بين القبائل، التي من جهة تحمي العثمانيين، ومن الجهة الأخرى تحمي الإنجليز، والتساؤل في عيون ذيب حاضر بقوة: «ومن الذي يحمينا؟».

من السهل وصف الفيلم بالسياسي، الذي ناقش مرحلة غيرت تاريخ وشكل المنطقة العربية، لكن الدخول إلى صفات وعقل الفرد البدوي كان أقوى، خصوصاً بعد أن قرر الطفل ذيب اللحاق بشقيقه حسين، الذي قرر بناءً على طلب من الشريف حسين أن يدل العسكري الإنجليزي والبدوي الذي رافقه إلى مكان البئر الرومانية، الطفل ذيب لديه فضول آخر هو معرفة ما بداخل الصندوق الذي كلما اقترب منه ينهره بغضب شديد العسكري الإنجليزي، إضافة إلى تعلقه الكبير بشقيقه.

المحك الأول الذي يظهره أبونوار في طريقة تعاطي الاستعمار مع الحالة، أنه فعلا لا يهتم بحياة البشر، على قدر اهتمامه بالمنطقة نفسها وهنا الاهتمام بسكة الحديد يظهر عندما وصلوا إلى البئر، وأراد أن يشرب الإنجليزي منها، فكانت الدماء بدلاً من الماء في فمه، فيدركوا أن الطرف الآخر وصل قبلهم، وهنا يقرر الإنجليزي العودة مع البدوي دون مرافقة حسين وذيب لهم، فيرفض البدوي ذلك ويقول إنه لا يترك إخوته، لكن كلام الليل يمحوه النهار ويستجيب له، في المقابل لا يهون على حسين أن يترك البدوي والإنجليزي في الطريق، فيلحقهما هو وذيب، وهنا يظهر خوفه على البدوي الذي من الممكن أن يغدر هو الآخر.

تبدأ الإحداثيات في الفيلم، والتي كانت قليلة مقارنة بمساحات الصحراء الشاسعة، لكن بذكاء أبونوار استطاع أن يجعل من تلك الصحراء جزءاً أو شخصية في الفيلم، لذلك من الصعب أن تشعر بالملل، فجمالية الصورة حاضرة بقوة بل وخلابة.

الحبكة الثانية تقريباً في الفيلم هي المواجهة مع شخصيات أخرى أشبه إلى قطاع طرق منهم إلى ما يدعون أنهم دليل حجاج، يرتدون الأسود، ويقومون بالقتل من كل صوب وجانب، وبلقطة فنية تدل على لغة الصحراء بين القبائل، يقوم البدوي برفع رمال من الأرض ونثره، في إشارة أنه من أهل الأرض، في المقابل لم يرد الطرف الآخر على هذه الحركة، فأدركوا أنهم في خطر، وتبدأ المعركة بينهم.

الأحداث كثيرة في الفيلم، تقترب إلى النهاية، عندما لا يظل في الصحراء سوى ذيب ومن قتل شقيقه، وحدهما، وحاجة كل منهما إلى الآخر تجعلهما يتنازلان، فالقاتل مصاب، وذيب صغير السن لا يعرف طريق العودة، وعلى مضض تقبل كل واحد منهما الآخر، لكن في صدريهما نية مبيتة تنتظر الطعن.

ذيب ببساطة يريد أن ينتقم لمقتل شقيقه حسين، والقاتل وجد في ذيب ذكاء من الممكن استغلاله، ويظهر هذا جلياً في المشهد الأخير، عندما وصل إلى منطقة يسيطر عليها العثمانيون، وهو الذي يحمل في جعبته المسروقات التي أخذها من قبل الإنجليزي، ويقوم ببيعها للضابط هناك، على مرأى ذيب، الذي أراد من كل هذا معرفة ماذا يوجد داخل الصندوق.

في الحديث بين الضابط والقاتل البدوي، أدرك ذيب أنه مع شخص يتفنن في الكذب، عندما ادعى أن البضاعة من مصر، وأن ذيب هو ابنه، وهذا ما جعل ذيب يغضب بشدة، وأدرك أنه لم يكن سوى بمرافقة خائن،وقبل أن يعطي مجالاً للضابط أن يسأله، يجيب ذيب: «هذا قالت أخوي»، وهنا لم يكن الأخ فقط حسين، بل كل من مات بسبب الخونة.

الفيلم تجربتهم الأولى في عالم التمثيل

أبطال «ذيب»: الفيلم أنصـــفنا والدراما البدوية لا تعبر عنا

إيناس محيسن ـــ أبوظبي

من رمال وسكون الصحراء العربية إلى بريق المهرجانات وأضواء السجادة الحمراء وهتافات المعجبين؛ هذا هو ملخص رحالة «ذيب» أو الطفل جاسر عيد وكل من حسين سلامة، وحسن مطلق، ومرجى عودة بقية أبطال الفيلم الأردني «ذيب»، للمخرج ناجي أبونوار، حيث كان الفيلم الذي عرض مساء أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في قصر الإمارات بأبوظبي، هو أولى تجاربهم في عالم التمثيل.

«شاركنا الفيلم عندما وجدناه يتناول قصة تخص منطقتنا ويطرحها بواقعية وصدقية»، أوضح أعضاء فريق التمثيل خلال حوارهم مع «الإمارات اليوم»، أنهم يرحبون بأي عمل يعكس واقع الحياة البدوية بطريقة صحيحة وواقعية، «أما المسلسلات التي يتم تقديمها عنا فلا نجد أنفسنا فيها، ولا تعبر عن حياة البدو».

وأشار عيد محمد، الذي أسهم في عمليات إنتاج الفيلم، وهو أيضاً والد جاسر عيد «ذيب» إلى أن الدراما البدوية أحياناً تطرح قصص تمس اليحاة البدوية أو مستوحاة منها، لكن الشكل الذي يخرج به العمل يأتي مخالفاً للواقع وبه كثير من الأخطاء، مثل المبالغة في استخدام الفنانات للماكياج، أو أن تقوم المرأة بتقديم القهوة أو الضيافة للضيف، وهو أمر لا يمكن أن يحدث في الواقع، حيث ينقسم «بيت الشعر» إلى قسم للرجال وآخر للحريم، ولا يمكن أن تخرج امرأة بدوية على الضيوف.

وعن مشاركة ابنه في الفيلم؛ قال إن اختيار جاسر لتأدية دور «ذيب» من بين عدد كبير من الأطفال، وفي البداية شعر بالقلق من عدم نجاح جاسر في تأدية الدور، نظراً لصغر سنه، 11 عاماً في ذلك الوقت، لكنه فاجأ الجميع بإتقانه للدور والتزامه ضمن فريق العمل. لافتاً إلى أن الدور تضمن مشاهد صعبة مثل سقوط الطفل في البئر، ومكوثه في المياه، وكذلك وجوده في قلب الصحراء حيث درجة الحرارة المنخفضة جداً، فكان ينتفض من البرد فعلياً وليس مجرد تمثيل.

بينما أشار جاسر عيد «ذيب»، الذي يدرس في الصف التاسع، أنه خلال العمل يعتمد على تعليمات المخرج ناجي أبونوار وشرحه لكيفية تأدية المشهد، ما ساعده كثيراً في أداء المشاهد. موضحاً أن فكرة التمثيل كانت بعيدة تماماً عن تفكيره قبل أن يحضر ناجي إلى منطقته ويدعوهم للمشاركة في الفيلم، لكنه الآن ينوي مواصلة العمل في مجال التمثيل.

حسين سلامة، الذي قام بدور «حسين» شقيق ذيب الأكبر، والذي فتح له الفيلم المجال للمشاركة في فيلم فلسطيني بعنوان «المدينة»؛ أشار إلى أن حالة التفاهم بينه وبين جاسر في العمل ترجع إلى قوة العلاقة التي تربط بينهما في الحقيقة، فهما ابنا عم وجيران، ويقضيان معظم وقتهما معاً. لافتاً إلى أن موافقتهم على المشاركة في العمل جاءت لأنه يتناول فترة تاريخية مهمة في حياة البدو، لكن من الصعب قبول أي عمل آخر لا يحمل الطابع الجدي نفسه. وقال إنه كان يقوم في بعض المشاهد باقتراح تغيير كلمات معينة أو تفاصيل صغيرة ترتبط بحياة البدو والصحراء، وبالفعل كان يتم تغييرها. و«شخصيتي في الفيلم لم تكن شريرة بقدر ما كانت ضحية للظروف»؛ قال حسن مطلق الذي قام بدور دليل الحجاج الذي يتحول بعد استخدام القطار في المنطقة إلى قاطع للطريق، بعد أن توقف عمله ومصدر رزقه. لافتاً إلى أن الأبعاد التي تحملها الشخصية كانت سبباً في قبوله لها وترحيبه بأدائها، فهي تجمع بين الخير والشر في الوقت نفسه. وذكر مطلق الذي شارك بدور في فيلم «هالك 2»، عقب الانتهاء من «ذيب»؛ أنه لم يتمالك نفسه وبكى خلال تصوير مشهد قتل «حسين»، وسقوط «ذيب» في البئر.

ونفى المخرج ناجي أبونوار أن تكون شخصيات الفيلم حقيقية، أو أن يكون الضابط في الفيلم يمثل شخصية «لورانس العرب»، لكنه يقدم شخصيات مختلفة تعكس واقع المنطقة في تلك الفترة والأحداث التي شهدتها، وأن شخصية الإنجليزي استمدها من قصة جنديين عاشا في تلك الفترة.

وقال إن اختيار شخصيات حقيقية لتأدية الشخصيات كان ضرورياً من أجل صدقية الفيلم، فسكان الصحراء هم الأكثر دراية بأجواء المكان والحياة فيه، واللهجة المستخدمة في المنطقة، والعادات والتقاليد، وكذلك لديهم مهارات معينة مثل ركوب الجمال والسير في الصحراء وغيرهما، كل هذه الأسباب جعلت من الضروري اختيار ممثلين من سكان المنطقة.

وأوضح أبونوار أنه قام بالتصوير مع 250 شخصاً يصلحون للتصوير، ثم اختار منهم 20 شخصاً التحقوا بورشة عمل لمدة يومين، وتم اختيار 11 شخصاً هم الذين قاموا بأداء الشخصيات في الفيلم. بينما لفت المنتج كاتب السيناريو باسل غندور إلى أن العمل على تلك الحقبة الزمنية تطلب بحثاً ودراسة لشكل الحياة والملابس واللهجة، وغيرها من التفاصيل المهمة، ومن أجلها قام بالاستعانة بالكثير من الصور الفوتوغرافية التي تتوافر في المتاحف البريطانية وفي مكتبة الكونغرس الأميركي، إلى جانب مناقشة المشاهد مع أهل وادي رم، والاستماع إلى تعليقاتهم والمعلومات التي لديهم. كما كان هناك اهتمام بالاسلحة التي كانت مستخدمة في عام 1916، الذي تقع فيه الأحداث، والفرق بين الأسلحة التي كانت توجد مع القبائل، وتلك التي يستخدمها قطاعو الطرق.

الإمارات اليوم في

28.10.2014

 
 

شارك فيه كاتباً وموسيقياً وممثلاً

ياسين السلمان: «اليقظة» رحلة ذاتية بأسلوب مبتكر

أبوظبي - عبير يونس

رحلة ذاتية تجمع العلاقة بين عالم الفن والأعمال.. هكذا قال الموسيقي والممثل ياسين السلمان الملقب بـ «نرسي» عن فيلم «اليقظة» الذي شارك فيه كممثل ومؤلف وموسيقي، وقدم عرضه العالمي الأول، في إطار فعاليات مسابقات «أفلام من الإمارات» في مجال الأفلام الروائية، وذلك ضمن مسابقات مهرجان أبوظبي السينمائي.

وقال السلمان في حديثه لـ «البيان»، إن الفيلم اتجاه جديد ومبتكر في السينما العربية، حيث يعتمد في الحكي على الصورة السينمائية والموسيقى التصويرية المعبرة عن التصاعد المستمر للأحداث الصاخبة منذ الدقيقة الأولى للفيلم الذي تصل مدته إلى 15 دقيقة.

رجل المستقبل

الفيلم الذي يخرجه المخرج علي مصطفى، ويشارك في بطولته كل من فلاح السلمان، سعود الكعبي، وديالا مكي. تدور أحداثه، كما قال ياسين السلمان، حول جمال النرجسي، الرجل الذي يعيش في المستقبل، تحديداً في عام 2025. وأوضح: يواجه جمال ثورة نفسية بداخله، بعد أن أضاع نفسه في متاع الدنيا من سيارات وبذخ أموال، وهو ما يدفعه لتخيل فوضى مدمرة تقتحم واقعه الحقيقي. وأضاف: كل هذا يدفع جمال للتساؤل عما إن كانت خبرته في مجال الأعمال قد قضت على قدراته الإبداعية الضائعة بالفعل، أم أنه فقد عقله في دوامة الحياة، فيعود بالخيال لطفولته وأقلام التلوين.

وبرر السلمان هذه التعددية في فيلم «اليقظة»، كونه كتب القصة ووضع الموسيقى، وأدى أحد أدوار البطولة، بقوله: أنا أتصور أن الموسيقى والأفلام تكمل بعضها البعض، وتربيت وأنا أشاهد أفلام مايكل جاكسون، وعندما كبرت، وجدت أنه من المهم تقديم الأفلام وفيها موسيقى. وأكد على أن التمثيل ليس أهم من الموسيقى بالنسبة إليه، وأنه يحتاج إليهما بذات القدر.

من وحي الموسيقى

جاءت الموسيقى محركاً رئيساً لأحداث الفيلم، بل منها استوحى السلمان الأحداث ، قال مفسراً هذه التجربة: أعتقد أنني كملحن وكاتب، أعمل بصورة غير مرئية، وهي أنني أكتب فأرى الصور في خيالي قبل أن تصــــور على أرض الواقــع. وأضاف: أوصلني هذا لطريقتي الخاصة في جمع أحداث الأفـــلام مع الموسيقى، وعندما استندت علــى لقـــطات من حياتي وعلى «كابوس» حلمت به، وعشت تفاصيله، فمزجت بينهما بالموسيقى ثم التمثيل.

السلمان الذي ولد لأبوين عراقيين ونشأ في دبي قبل أن يستقر أخيراً في كندا، ينشط في مجال الموسيقى، وأطلق أخيراً ألبوماً باللغة العربية، عن هذا قال جاء الألبوم بعنوان «النرجسي»، وهو باللهجة العراقية، لأغان بألحان موسيقى البوب وكلمات من أشعار جدي الشاعر تحسين عبد الجبار.

وأضاف: سأطلق ألبوماً جديداً في مارس من العام المقبل، وفيه موسيقى من فيلم «اليقظة». وعن علاقته بالمخرج علي مصطفى: اشتغلت مع مصطفى في فيلم «مدينة الحياة»، فبعد أن استمع إلى موسيقاي عندما كان يدرس في لندن، التقينا في دبي، طلب مني أن أكون معه في فيلمه «مدينة الحياة»، ومن هنا بدأت العلاقة بيننا.

وكشف السلمان عن جديده قائلاً: أسسنا شركة الوسائط المتعددة وأسميناها «ذا مديوم»، وتضم مجموعة من الفنانين والمخرجين والمغنين والمصورين، والمفكرين، العرب والأفارقة ومن دول مختلفة مـــن العالم، بهدف تسهيل التعاون بين مفكري العالم وفنانيه، ومؤسسي العلامات التجارية.

إلى جانب هذا، يواصل السلمان تدريس طلابه في جامعة «كونكورديا»، أما أكثر ما يحرص على توجيهه إلى الطلاب، فهو كما قال، أنصحهم بمراقبة ما يحدث حولهم ليستطيعوا تعليم أنفسهم.

وأخيراً كشف عن السبب الذي يجعله يعلق على صدره ميدالية كبيرة تحمل صورة «مراكوم إكس» قائلاً: أنا معجب به كإنسان ونشاط أميركي كان يغير نفسه كل عدة سنوات، ويقول لنفسه بأنه كان غلط، ويبدأ من جديد، وأعتقد أن هذا ما نحتاج إليه في مجتمعاتنا العربية.

أبو نوار أفضل مخرج عربي بعد «آفاق جديدة»

أقيم مساء أول من أمس، حفل جائزة «فاراييتي» لأفضل مخرج من الوطن العربي هذا العام، وقدمت الجائزة للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، عن فيلمه «ذيب»، الذي حاز الإعجاب، وجذب النقاد والجماهير في العديد من المهرجانات السينمائية العالمية. وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائي، الذي فاز فيه بجائزة أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة، وتعتبر الجائزة الأولى من نوعها بهذه المسابقة التي ينالها فيلم أردني خلال تاريخ المهرجان، ومن ثم انطلق في عرضه الأول بأميركا الجنوبية من خلال مهرجان تورنتو السينمائي الدولي بكندا، كما شارك الفيلم في مهرجان لندن السينمائي التابع لـمعهد السينما البريطاني.

مغامرة صحراوية

فيلم «ذيب» الذي حصل على منحة «سند» لتمويل الأفلام، ومؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق رؤى جنوب شرق السويسري. يقدم في مهرجان أبوظبي السينمائي عرضه للمرة الأولى عربياً، ويتنافس مع 18 فيلماً آخر ضمن مسابقة «آفاق جديدة»، التي تعرض أفلاماً روائية طويلة لمخرجين من أنحاء العالم، يعرضون تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية، وعرض الفيلم مساء أول من أمس، على أن يعرض مرة أخرى عصر اليوم «الثلاثاء» في سينما فوكس 2 في مركز المارينا التجاري.

ويقدم فيلم «ذيب» مغامرة صحراوية، تدور أحداثها في الصحراء العربية عام 1916، في زاوية منسية من السيطرة العثمانية، حيث يعيش ذيب مع قبيلته، وبعد وفاة والدهما الشيخ، تقع مسؤولية تعليم ذيب على عاتق أخيه حسين، إلا أن ذيب يميل إلى المشاكسات الصبيانية أكثر من ميله لمحاولات شقيقه لتربيته وإرشاده، إلى أن يقوم ضابط بالجيش البريطاني ودليل له بزيارة القبيلة، في مهمة غامضة، فتتغير وتيرة الحياة في القبيلة، فالخوف على سمعة والده الراحل دفعت بحسين إلى الموافقة على مرافقة الضابط البريطاني ودليله إلى وجهتهما.

حيث بئر الحجاج القديم إلى مكة المكرمة، وهو ما جعل ذيب يلحق بهم مقبلاً على رحلة محفوفة بالمخاطر عبر الصحراء العربية القاسية، والتي قد أصبحت منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، أرض الموجهات بين المــــرتزقة العثـــمانية والثوار العرب والمـــغيرين من البدو. فإذا كتب لذيب البقاء على قيد الحياة، فلا بد أن يتعلم عن الرجولة والثقة والخيانة ليصبح اسماً على مسمى. حيث تعتمد نجاة ذيب من هذه المخاطر على تعلم مبادئ الرجولة والثقة ومواجهة الخيانة.

تجربة متفردة

صور فيلم «ذيب» في صحراء جنوبي الأردن، وتعاون فيه المنتجون مع المجتمعات البدوية التي تم التصوير بالقرب منها، وتم اختيار بعض ممثلي الفيلم من العشائر التي تعيش في المنطقة منذ مئات السنوات، وذلك بعد إشراكهم في ورش عمل للتمثيل والأداء لمدة 8 أشهر قبل بدء التصوير.

وقام بدور الشخصية الرئيسة في الفيلم الطفل جاسر عيد، بالاشتراك مع حسين سلامة، حسن مطلق ومرجي عودة، والممثل جاك فوكس، وناجي أبو نوار، الذي قال حين حصوله على جائزة أفضل مخرج في مهرجان فينسيا في دورته الأخيرة، «إن فوزي بالجائزة يشبه الحلم»، وأبو نوار المولود في بريطانيا 1981، قدم من قبل فيلماً قصيراً بعنوان «موت ملاكم»، الذي شارك في بعدد من مهرجانات الأفلام العالمية، بدأ مسيرته المهنية في عام 2005، حيث كان في الدفعة الأولى من خريجي ورشة عمل «راوي» لكتاب السيناريو في الأردن التي تعقد بالاشتراك مع معهد صندانس للأفلام.

تعاون

شهد فيلم «ذيب» تعاوناً إنتاجياً بين شركة بيت الشوارب التي أسسها الأردني باسل غندور، مع نور بيكتشرز وشركة الخلود للإنتاج الفني، وقد شارك في الإنتاج ناصر قلعجي وليث المجالي، وتقوم نادين طوقان بدور المنتج المنفذ.

سيرة

ياسين السلمان موسيقي وممثل وفنان في أكثر من مجال، شارك بأعماله في مهرجان دبي السينمائي، ومهرجان ملبورن السينمائي الدولي، والمهرجان الدولي لموسيقى الجاز، كما يحيي حفلات موسيقى الروك، حاصل على ماجستير في الدراسات الإعلامية، ويدرس حالياً في جامعة كونكورديا في مونتريال كأستاذ زائر.

العروض تستقطب الصغار في صالات فوكس

خصص المهرجان برنامجاً من عروض السينما العائلية للأطفال من الرسوم المتحركة والحيوانات، في صالة سينما فوكس 4 في مركز المارينا التجاري، ويستهدف الأطفال، ويجذبهم إلى عالم السينما، من خلال أفلام تبين العلاقة بين الحيوانات والتحريك والحركة، بهدف إرضاء الأطفال من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة المتحركة المتميزة في تقديمها الضحك مع الكوميديا والدراما والشعر والخيال. ومن الأفلام المختارة لهذا البرنامج فيلم «أوكتابودي» من إخراج جوليان بوكاباي وفرانسوا شانيو، وفيلم ذات الألف رجل والضفدع من إخراج آنا خميليفسكيا، وفيلم مساء الخير سيد شو من إخراج ستيفاني لونساك وفرانسوا لوروا، وفيلم ندفة الثلج من إخراج ناتالي تشيرنيشيفا.

عروض

«99 منزلاً» يفضح المسكوت عنه

تعرض شركة «إيمج نيش» أربعة أفلام من إنتاجها خلال المهرجان، ويعتبر فيلم «99 منزلاً» للمخرج رامين بحراني، واحداً منها، والفيلم الذي عرض أخيراً يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ويسلط الضوء على قصة عامل بناء عاطل عن العمل يحتاج إلى إنقاذ منزل عائلته، فيتصل بسمسار عقارات عديم الضمير، الذي عادة ما يمارس أعمال الرهن القذرة على المحرومين، بالتواطؤ ما بينه وبين البنوك، وتجار العقارات، وعمليات التزوير، وهو ما شكل واحداً من أهداف الفيلم .

مسابقة

واسيني الأعرج مُحكماً بعد كتابة الرواية

يحكّم الروائي الجزائري واسيني الأعرج في مسابقة الأفلام الروائية، إلى جانب المنتج والمخرج ستيفن شاينبرغ، والممثل علي سليمان، والكاتبة والمخرجة السينمائية كايت شورتلاند، الذين يشكلون اللجنة التي يرأسها الفنان عرفان خان، ويأتي هذا من منطلق حرص إدارة المهرجان على التنوع في أعضاء لجنة التحكيم، واختيارهم لروائي يعود لأسباب عدة، أهمها أن الكثير من الأفلام السينمائية كانت مأخوذ عن روايات كتبت بأقلام كبار الكتاب في العالم العربي والغربي.

والأعرج الذي يدرس في جامعة السوربون في باريس، كتب رواياته باللغة العربية، وترجمت في ما بعد إلى الفرنسية وانتشرت في أنحاء العالم العربي، ومن أعماله الأكثر تميزاً «نوار اللوز» شرفات بحر الشمال وغيرها. وإلى جانب الرواية، يكتب الأعرج مقالات نقدية في السينما والأدب والمسرح. حصل الأعرج على عدد من الجوائز الأدبية، منها جائزة الشيخ زايد للكتاب، في عام 2007.

البيان الإماراتية في

28.10.2014

 
 

عروض الأربعاء بمهرجان أبو ظبي السينمائي الدولى

كتب- محمد عبد الرحيم:

يشهد مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، اليوم الأربعاء، العرض العالمي الأول لفيلم "قراصنة سلا" للمخرجتين مريم عدو وروزا روجرز، وذلك ببسينما فوكس 4.

الفيلم يتناول قصة مجموعة من أطفال الشوارع في المغرب، يخالفون أعراف مجتمعهم وينضمون إلى سيرك يحاول أن يغير من حياتهم.

كما يعرض اليوم أيضا، خلال فعاليات المهرجان، الفيلم الروسي "لفاياثان" للمخرج أندريه زفياكنتسِف٬ الذي يشارك في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

الفيلم حاصل على جائزة مهرجان لندن السينمائي الدولي، وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي، وهو دراما تراجيدية عن الفساد والمظاهر المسلحة في روسيا الحديثة٬ تطرح خيارا إنسانيا بين "أن نعيش عبيدا أو أحرارا".

يحضر الفيلم منتجه ألكسندر رودنيانسكي وسيرجي ميلكوموف، بالإضافة إلى الممثل ألكسيه سيريبرياكوف للتحدث مع الجمهور بعد العرض.

يذكر أن المخرج "زفياكنتسِف"، عرض له فيلم "إيلينا" في مهرجان أبو ظبي السينمائي عام 2011.

وضمن عروض قسم مسابقة آفاق جديدة، يعرض اليوم الفيلم الفائز بجائزة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي "العجائب"، وهو من إخراج الإيطالية أليتشه رورواتشر٬ ويحكي قصة أسرة ألمانية - إيطالية من مربي النحل، ويرصد الفيلم مرحلة البلوغ والغياب التدريجي للعادات والتقاليد الأسرية.

وضمن مسابقة "آفاق جديدة" أيضا، يعرض اليوم باكورة أعمال المخرج التركي كان موجديجه "سيفاش" الحائز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان فينيسيا السينمائي. والفيلم ينقل المشاهد إلى العالم الدموي وغير القانوني لرياضة قتال الكلاب في البراري الشرقية لتركيا.

ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان اليوم فيلم "نادي الشغب"، وهو فيلم ناقد للطبقة الاجتماعية الأرستقراطية الفاسدة في بريطانيا، التي تعيش ثراء وتسلطا غير مشروطين٬ وهو من إخراج الدنماركي لون شيرفيك.

أما قسم الأفلام الوثائقية فيعرض اليوم فيلم "دبلوم وطني" وهو باكورة أعمال المخرج ديودو حمادي٬ ويوثق الفساد المنتشر في نظام التعليم في الكونغو وكيفية تقرير الشهادة لسير حياة الطلاب إما بالبقاء في حياة الفشل أو المضي قدما. يحضر العرض المخرج ومنتجة الفيلم ماري بالدوتشي للإجابة عن أسئلة الجمهور بعد انتهاء العرض.

ويعرض اليوم أيضا الفيلم الجزائري- الفرنسي "الأحد إن شاء الله" للمخرجة يامينا بنغيغي ضمن برنامج السينما العربية في المهجر التابع لقسم العروض الخاصة٬ والفيلم الكلاسيكي "الرجل الذي أحب النساء" ضمن برنامج فرنسوا تروفو.

كما يعرض فيلم "سلطة الطاقة" للمخرج الألماني هيوبرت كانافال، ويعرض قضية المشاكل التي تسببها الأساليب البدائية في إنتاج الطاقة٬ سواء كانت من البترول أو الغاز أو الطاقة النووية أو الهيدروالكترونية٬ حيث تؤثر كل هذه الأساليب على البيئة والإنسان وتتسبب بالأمراض وفقدان الوظائف وانقراض الكائنات. 

ويقدم المخرج عبر الفيلم قصصا توضح مصلحة الإنسان في حماية البيئة عبر حقائق ودراسات وحوارات، وسيعرض هذا الفيلم ضمن قسم عروض السينما العالية لمهرجان أبوظبي السينمائي 2014.

وضمن عروض السينما العالية اليوم يعرض الفيلم الأمريكي "لعنة السدود" من إخراج بن نايت وترافيس رامل ويحكي عن قضية السدود التي كانت في زمن سابق رموز فخر وطني ٬ ويناقش الفيلم إذا ما كانت هذه السدود تشكل خطراً على البيئة على المدى الطويل.

ويعرض اليوم أيضا فيلم "يومان وليلة" ضمن قسم عروض السينما العالمية٬ وهو من إخراج جان - بيار داردن ولوك داردن اللذين حازا السعفة الذهب في مهرجان كان السينمائي مرتين، بحضور الممثل فابريزيو رونجيون.

وتعقد إدارة المهرجان لقاء بين الصحفيين ومخرجي الأفلام المشاركين في مسابقة الأفلام القصيرة هذا العام، بالإضافة إلى صانعي الأفلام المشاركة في مسابقة أفلام الإمارات.

موقع "دوت مصر" في

29.10.2014

 
 

رحلة الخروج من التعاسة فى أفلام عظماء المخرجين

رسالة أبو ظبى من د. أحمد عاطف

تؤكد الدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبي السينمائى أنه مهرجان همه الاول هو عشق الأفلام أو (السينيفيلية). فرغم أن المهرجان شابه التخبط في أول دورتين له بشهادة سينمائيين ونقاد كبار مثل اللبنانى محمد رضا، الا أنه أخذ يحاول البحث عن هويته عاما بعد أخر. فمثل أى جهد انسانى كبير من صناعة الفنون، توجد شخصية غالبة لكل عمل تأتى من طبيعة العناصر وغلبة عنصر على أخر والتكامل والهارمونية المراد تحقيقها.

فمن كل شىء ولا شىء محدد فى البداية، لغلبة التركيز على النجوم خاصة العرب أكثر من الأفلام، لسرقة ورشة سند لدعم الأفلام الاهتمام فى عام آخر، لغلبة الحضور الغربي فى ضيوف المهرجان والعاملين فيه، حتى ما وصلنا اليه اليوم من توازن مرض ورصانة مشبعة.

يبدو المهرجان الذى ينتهى الأحد المقبل وهو يتجاوز منتصف مدته ينتصر للأفضل من الأفلام. وينتصر كذلك للتنوع فى الأساليب الفنية والرؤي السينمائية. ومن أجمل ما يصادف المتابع للمهرجانات الدولية أحساس المفاجأة. فشتان ما بين قراءة المرء فعاليات وبين أن يعيشها. ومن تراكم، تبدو المعلومات التى تتوفر قبل أى فيلم مجرد أرضية هامشية قد تكون دافعا مبدئيا للمشاهدة، لكن المشاعر التى تثيرها الأفلام الجميلة هى الكفيلة بتغيير حياة الانسان. لذلك تصح كلمة الزخم عنوانا جيدا لدورة هذا العام. مشاعر مكثفة كثيرة ومتنوعة، عميقة، ضاربة فى عمق النفس هى ما حققته أفلام أبو ظبي حتى الان. من كل حدب وصب فى حدود العالم العربي أو خارجه، اخترقت موضوعات الافلام العقول والأفئدة. واذا كنا بصدد مهرجان به ما لا يقل عن 40 فيلما رائعا اتفق نقاد وسينمائيو العالم علي تميزهم فحصلوا على أهم الجوائز، اذن نحن بصدد مهرجان استثنائى عن حق.

ذكريات منقوشة على الحجر للعراقى الكردى شوكت امين كركي أحد خزانات المشاعر الموجعة. لكن من نوعية الحزن النبيل الذى يشفى أكثر مما يؤلم إنه فيلم عن فيلم. والمعالجة عن مخرج كردى مقيم بألمانيا يعود لوطنه الأصلى لصناعة فيلم عنوانه(الأنفال ) عن المذبحة الجماعية التى ارتكبها صدام حسين ونظامه ضد أكراد العراق خلال عدة سنوات حتى 1989 وقتل خلالها أكثر من 200 ألف كردى وتهجر الاف أكثر. ورغم أن المتفرجين يعرفون سلفا أن إقليم كردستان أصبح له استقلال نسبي كمقاطعة و تتردد الأخبار عن كونه مقاطعة غنية، الا أن الفيلم يظهر ان كردستان العراق مثلها مثل باقى أنحاء بلدهم مازالت تعانى ويحاول البشر فيها أن ينعموا بأى قدر من الحياة الكريمة. اسلوب الفيلم هو الواقعية الشعرية ، أى أن الفيلم يقدم قصة واقعية يوحى لنا بأنها حقيقية ويجتهد فى اقناعنا بذلك. ويطعم السيناريو بلحظات مجاز وصور شعرية لترقيق احساسنا. الجانب الأكبر من فيلم عن صعوبة صنع فيلم عن موضوع انسانى مهم لكن فى بلد يعانى تكاد السينما لا تعنى له شيئا. مخرج الفيلم يعانى الأمرين من أجل صناعة فيلمه من نقص التمويل وعدم القدرة على العثور على ممثلين مناسبين وارتباك علاقته الزوجية بسبب غيابه عن زوجته وطفله بالمانيا، حى تعرضه للقتل ثم اصابته بالشلل فى النهاية. وعندما يجد بطلة، وتتصادف أن تكون طفلة وقت حملة الأنفال سجنت بنفس السجن الذى يتم به تصوير الفيلم، تتعرض الفتاة التى توفى والدها فى مذبحة صدام تلك، لمعارضة عمها وابن عمها لقيامها ببطولة الفيلم ووضعه العراقيل تلو الاخرى لانسحابها من التصوير. مشهدا البداية والنهاية لخصا رسالة الفيلم الاول عن طفل يشبه المخرج شاهد جنود صدام وهم يعتقلون الاكراد ومنهم والده اثناء مشاهدتهم فيلم ممنوع حسب كلامهم. أما المشهد الأخير أثناء العرض الأول فى الهواء الطلق للفيلم الذى تم تصويره بالفيلم وتتعطل الكهرباء فيرحل الجمهور ثم تهطل الامطار فيرحل الباقون إلا المخرج وفريقه والبطلة المصرون على ان يحيا الفيلم رغم ان كل الظروف ضد ذلك.

المخرج الجزائرى الكبير رشيد بوشارب الذى يكرمه المهرجان عرض له فيلمه الأخير الذى صوره بأمريكا « رجلان فى المدينة». وهو عن قصة مجرم اعتنق الاسلام فى السجن وقرر بعد ماض سيئ وبشع أن يفتح لنفسه طريقا جديدا للحياة أكثر بساطة وأكثر نقاء. يبدو فورست ويتيكر الذى يلعب دور جارنيت كفأر في مصيدة حياة غير عادلة ، يحاول الخروج منها كاظم الغيظ تارة وبالحيلة مرة أخرى، فماذا حدث له. بعد 18 سنة سجنا، تم اعطاء اطلاق سراح مشروط  له بشرط حسن السير والسلوك. يخرج ليجد المأمور يريد الانتقام منه لأنه قتل مساعده، ويجد صديقه الأقرب يريد عودته للاجرام. لكنه يحاول الابتعاد عنهم ويقع فى حب موظفة ببنك من أصول لاتينية. البيئة المنعزلة للفيلم على حدود المكسيك وقلة عدد الشخصيات تعطي ايحاء بأنه أمام تراجيديا يونانية قديمة. البطل كسيزيف تطارده أقداره سيئة الحظ ولا تجعله ينعم بالطريق الجديد الذى ينشده. أظهر المخرج المهتم بنقديم قضايا العرب والمسلمين بأفلامه العالمية كيف أن الاسلام الذى اعتنقه البطل وكما يفهمه ساعده على السيطرة على الغضب واللجوء الى الله وقت ضغوط الجميع عليه، وأحضر المخرج للبطل العدالة الالهية على قدمين ممثلة فى عميلة المباحث المشرفة على مراقبته. ورغم أنها بذلت معه كل الجهد ليظل فى الطريق الصحيح، لكنه ينفجر فى النهاية ويقتل صاحبه المجرم القديم الذى تعدى على حبيبته لاعتقاده انها هى التى تمنعه بالعمل معه. يفجر الفيلم أسئلة رائعة عن القدر والغفران والعدالة والعنصرية بأمريكا. وعن الأمل والحب وقدرة الانسان على احياء نفسه من جديد

حمامة جلست على غصن تتأمل الوجود «هو اسم فيلم للسويدى روى أندرسون والذى حصل به على الأسد الذهبى لمهرجان فينيسيا السابق وعرضه أبو ظبي. الفيلم هو الجزء الثالث من ثلاثية المخرج عن « أن تكون انسانا»، متخذا نفس الأسلوب العبثي الساخر للحياة والذين يعيشوها. تبدو مشاهد الفيلم الـ 39 وكأنها ليس بينها رابط رغم تكرار بعض الأماكن والشخصيات، لكن ما يربط حقا بينها هو القانون الداخلى للفيلم أو قل تداعى المشاعر. انها شخصيات تعانى الاذلال وفى لحظات مؤثرة البعض منها مضحك والاخر يثير البكاء. والأمل يكاد يكون غائبا. لا شئ يحتلنا نحو المشاهدة إلا ان الانسان ضعيف حقا وبائس فى هذا العالم. دائما يرى اندرسون المصنفة :افضل بلاد العالم فى الحياة باعتبارها مركزا للبؤس الانسانى. يبدو جيدا ان نظام الحياة الصارم وعبادة العمل وغياب درجات من التلقائية ونقص النشاط الروحانى يدفعان الى هذا المستوى من التعاسة. صديقان يبيعان أقنعة كارتونية مخيفة وأدوات تصدر أصواتا مضحكة لايشترى منهم أحد، والكل يبدو فى ضائقة مالية، والوحدة تحاصر جميع الأحياء أما الكابوس الأكبر عند أندرسون هو مواجهة الموت خاصة عند كبار السن. فهو يري الشيخوخة مهينة ومفزعة ولا قيمة للانسانية سوى العبث. حيث لا معنى لاى شيئ. خاصة وأن الناس كلها بالفيلم تهين بعضها البعض بإذلال

حتى الفيلم الأمريكي ( 99 منزلاللأمريكي من أصل ايرانى رامين بحرانى يدين هو الاخر النظام المصرفى الأمريكى الذى يوهم الناس بحياة أفضل بتسهيل حصولهم علي قروض اسكان ويطردهم شر طردة من منازلهم التى لم يدفعوا أقساطها. ويبدو سمسار العقارات كشيطان عصرى يشترى أرواح الضعفاء ويسخرهم لصالحه بإغراء المال فيرتكبوا كل سيئة ولا يفيقوا إلا وقد فقدوا كل شىء. وهذا حال بطل الفيلم عامل البناء المتواضع الذى تحول الى مساعد ابليس لكى ينجو لكنه سقط للابد.

ودائما ما تثير المهرجانات الكبرى الشجون عن محاولات الانسان للهروب من التعاسة، أيا كان البلد وأيا كانت الظروف. والمتهم المجتمعات الحديثة واطماع الانسان المتزايدة وجشع التجار والسياسيين وملاك البطش مثل الشرطة.

الأهرام اليومي في

29.10.2014

 
 

حفل توزيع جوائز مسابقة أفلام الإمارات والأفلام القصيرة العالمية.. اليوم

أبو ظبى ـ خاص اليوم السابع

يقام اليوم حفل توزيع جوائز مسابقتى أفلام الإمارات والأفلام القصيرة العالمية ضمن مهرجان أبوظبى السينمائى 2014، وذلك فى الصالة 3 فى قصر الإمارات. ويعرض اليوم الفيلم الممول من سند "ملكات سورية" فى عرض عالمى أول والمشارك فى قسم مسابقة الأفلام الوثائقية لمهرجان أبوظبى السينمائى 2014، من إخراج وتصوير ياسمين فضة٬ ويحكى قصة عن النساء السوريات الصامدات اللاجئات فى الأردن، اللواتى يجتمعن معا لتأدية التراجيديا اليونانية "نساء طروادة" ليكتشفن من خلالها أوجه التشابه بين حياتهن وحياة الأميرات والملكات الأسيرات المهجرات فى القصة القديمة. ويعتبر فيلم "نوبى (حرائق فى السهل)" للمخرج اليابانى الشهير شينيا تسوكاموتو إعادة سرد بالصورة المتحركة لفيلم "حرائق فى السهل" المناهض للحرب، والذى أنتج فى 1959 فى الفليبين خلال فترة الحرب العالمية الثانية. ويقول تسوكاموتو إنه فضل الابتعاد عن تقديم الحرب بشكل عاطفى وفضل إدخال الأهوال والصرخات للذين ماتوا ضمن كل مشهد من مشاهد الفيلم، ويشارك الفيلم فى قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فى مهرجان أبوظبى السينمائى٬ وسيكون المخرج تسوكاموتو حاضرا للعرض الأول اليوم. أما فيلم "قلوب جائعة" الذى حاز طاقمه جائزة التمثيل فى مهرجان فينيسيا السينمائى٬ فسيعرض اليوم، ويشارك فى قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وهو من إخراج الإيطالى سافيريو كوستانزو٬ وتدور أحداثه فى نيويورك وتحكى قصة درامية عن اكتئاب ما بعد الولادة والانهيار النفسى. وسيتواجد المخرج والبطلة ألبا رورواتشر للتحدث إلى الجمهور بعد العرض. كما يعرض مساء اليوم أيضا فى قصر الإمارات، فيلم الجاز الدرامى الموسيقى "إصابة" للمخرج داميان شازيل٬ والذى حاز جائزة أفضل فيلم فى مهرجان صندانس السينمائى لهذا العام٬ ويحكى قصة شاب مهووس بالموسيقى يتدرب تحت إشراف أستاذ لا يقبل بأقل من الكمال مهما كلف الأمر. ويشارك الفيلم فى مسابقة آفاق جديدة، وضمن المسابقة عينها يعرض ثانى أفلام المخرج الجزائرى لياس سالم "الوهرانى". ويعرض اليوم أيضا ضمن قسم مسابقة الأفلام الوثائقية الفيلم الأمريكى "صّوب وأطلق النار" للمخرج مارشال كورى الذى ترشح مرتين لجائزة الأوسكار، وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقى ضمن مهرجان ترايبيكا السينمائى. وأيضا ضمن عروض قسم مسابقة الأفلام الوثائقية لليوم الفيلم الأمريكى "نظرة الصمت" لمخرجه جوشوا أوبنهايمر٬ وهو الفيلم المكمل لفيلم "فعل القتل" الذى ترشح لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقى للعام 2013 والذى يسلط الضوء على المجزرة الإندونيسية الحاصلة عام 1965. ويحكى "نظرة الصمت" قصة مواجهة بين أخ أحد ضحايا المجزرة وقتلته الكبار فى السن. أما ضمن عروض السينما العالمية لمهرجان أبوظبى السينمائى لليوم العرض الوحيد للفيلم التركى "أسماك" من إخراج صانع الأفلام المخضرم درويش زعيم، وهذا الفيلم هو جزء من ثلاثية زعيم التى يدور موضوعها حول الطبيعة٬ ويحكى "أسماك" عن كايا الذى أنهكه الفقر ودفعه برغم موانعه الأخلاقية إلى الإفراط فى استغلال الموارد السمكية فى بحيرة٬ ما أدى لنتائج كارثية. وضمن عروض السينما العالمية لليوم أيضا الفيلم الفرنسى "الفرنسية" من إخراج سيدريك غيمنيز وبطولة الممثل الحائز جائزة الأوسكار جان دوجاردان، وتستند أحداث الفيلم إلى قصة واقعية عن القاضى الأسطورى بيير ميشيل ومحاربته لما يعرف بـ"الاتصال الفرنسى"٬ وهى منظمة لتجارة المخدرات على مستوى عالمى فى السبعينيات. ويعرض ضمن البرامج الخاصة وتحديدا ضمن برنامج أفلام المخرج فرنسوا تروفو فيلمه من 1980 "المترو الأخير" اليوم، ويعرض أيضا ضمن البرامج الخاصة وبرنامج السينما العربية فى المهجر فيلم "بالوما اللذيذة". يشار إلى أن مهرجان أبوظبى السينمائى يختتم فعالياته 1 نوفمبر، وسيقام حفل توزيع جوائز اللؤلؤة السوداء يوم 31 أكتوبر

اليوم السابع المصرية في

29.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)