كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

علي الجابري لـ'العرب':

أحلم أن نحتفي بفيلم إماراتي

كل عام في مهرجان أبوظبي

العرب/ أمير العمري

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

الجابري يرى أن الدور الثقافي للمهرجان لا ينفصل عن الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارات للثقافة من خلال الاهتمام بالفنون عموما.

أبوظبي - علي الجابري فنان إماراتي، عمل في مجال التمثيل والإخراج في المسرح والسينما، وله إسهامات في مجال الأفلام القصيرة. وقد تولى لسنوات منصب مدير مسابقة أفلام من الإمارات التي تنظم ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي، كما عمل بالقرب من المدير السابق للمهرجان، الأميركي بيتر سكارليت، وتولى إدارة المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “تو فور 54” منذ ثلاث سنوات ونجح في دفع المهرجان إلى الأمام، وتطوير صندوق “سند”.

“العرب” التقت علي الجابري على هامش الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي المقامة حاليا لكي أحاوره وأستمع إليه، وأطرح عليه أيضا بعض ملاحظاتي، ووجدت أنني أمام رجل يمتلك الكثير من التواضع، لا يعترف بالعمل الفردي بل يفخر بأنه يعمل مع فريق متجانس ويعتمد مبدأ تقسيم العمل والاستماع لكل وجهات النظر سواء في ما يتعلق باختيار الأفلام، أو البرمجة وتنسيق الفعاليات الأخرى.

أردت في البداية أن أبدأ من الحدث الأكثر إثارة للاهتمام، أي من القرار بافتتاح دورة هذا العام للمرة الأولى بفيلم روائي طويل من الإمارات هو فيلم “من ألف إلى باء” للمخرج الإماراتي علي مصطفى.

عن هذه “المغامرة” يقول علي الجابري إنه يتمنى أن يكون هناك كل سنة فيلم إماراتي، ولكنه يستدرك فيضيف أن الأمر لم يخضع لـ”قرار”، ويوضح أكثر فيقول: «نحن لم نقرر أن تفتتح هذه الدورة بفيلم إماراتي، لكننا كنا نتابع أعمال المخرجين المتميزين في الإمارات الذين نعرفهم ونعرف أعمالهم ونحاول أن نرصد ما إذا كان لديهم عمل جديد يمكن أن نبرزه ونحتفي به في مهرجان أبوظبي السينمائي. وكنا بالطبع من خلال فتح صندوق “سند” لدعم الأفلام ننتظر منهم أن يقدموا شيئا مميزا.

ومنذ سنوات كنا نتابع تجربة المخرج علي مصطفى وهو يدفع مشروع فيلمه “من ألف إلى باء” من مرحلة السيناريو الأول، وهو بلا شك مخرج موهوب يمتلك أدوات العمل السينمائي، ولكنه اضطر للتوقف أربع سنوات بعد أن قدم فيلمه الأول، وأتمنى ألا يتوقف طويلا بعد فيلمه الجديد بل وأن يواصل العمل في أفلام أخرى.

لقد جاء اختيار الفيلم أولا لأنه عمل متميز فنيا وثانيا لأنه ليس مجرد عمل محلي بل ينتقل في المحيط ويمكن أن يستوعبه ويفهمه المشاهدون العرب في كل مكان، وأتمنى أن يشجع عرض فيلم إماراتي في افتتاح مهرجاننا المخرجين الإماراتيين على الإقدام على تنفيذ مشاريع أفلامهم والسعي لعمل أفلام متميزة وقد رأيت بالفعل كيف أثار الفيلم حماس البعض منهم. لا شك أن فيلم “من ألف إلى باء” يعتبر دفعة معنوية سواء لمخرجه علي مصطفى أو لغيره من المخرجين في الإمارات».

رؤية المهرجان

كان لا بدّ أيضا أن أعود معه إلى بداية توليه إدارة مهرجان كبير بهذا الحجم وكيف كان تصوره أو المنهج الذي بنى عليه بعد أن كان المهرجان قد قطع شوطا بلغ خمس سنوات تحت مديرين مختلفين. حول هذه النقطة قال الجابري إنه ليس من الممكن نسيان أو تجاهل جهود المديرين الذين سبقوه، ولم يحدث أي تغييرات جوهرية على أقسام وبرامج المهرجان بل أبقى عليها كما كانت، وأما الشيء الذي يعتبره أساسيا في طريقة عمله فهو يتعلق بمفهوم في الإدارة يعتمد على الاهتمام بما يمكن تقديمه للجمهور من الأعمال السينمائية المتميزة فنيا، وغير ذلك من الاعتبارات تتشكل وحدها فيما بعد لكن ليس هناك التزام بأي معايير أو حسابات سوى المستوى الفني للأفلام نفسها.

نجحنا في جلب الأفلام المهمة التي خرجت للنور في النصف الثاني من عام 2014 مثلا، لكي يشاهدها جمهور الإمارات

فإذا نجحنا في جلب الأفلام المهمة التي خرجت للنور في النصف الثاني من عام 2014 مثلا، لكي يشاهدها جمهور الإمارات في أبوظبي، فهذا هو الهدف الأول، أي خلق جسر بيننا وبين الجمهور الذي يبدي تعطشا لمشاهدة نوعية مختلفة من الأفلام التي لا تشاهد عادة سوى من خلال المهرجانات العالمية، بعيدا عن أفلام الإنتاج الضخم الأميركي والمبهر والتي تعرض بالدور التجارية في العالم. التركيز الأساسي إذن حسبما يرى الجابري على أن المعيار الأول هو الفيلم، والفيلم الفني تحديدا.

ربما يكون من حسن طالع مهرجان أبوظبي أنه يقام بعد أن تكون صورة الإنتاج الجديد في العالم قد اتضحت من خلال المهرجانات الكبيرة الرئيسية التي تكون قد انتهت قبل أن يبدأ مهرجان أبوظبي، وربما أيضا أن هذا يعكس تحديا ما أمام المبرمجين.

علي الجابري يرى أن اختيار الأفلام يخضع لنظرتين كما يقول: «الأولى نظرتنا نحن للأفلام كمبرمجين للمهرجان، والنظرة الثانية هي نظرة الجمهور المحتملة لهذا الفيلم أو ذاك، وخصوصا أننا لا نفرض ثيمة معينة لكل دورة تحدد اختياراتنا بل نعتمد على منظومة متكاملة متنوعة من الأفلام التي ترضينا نحن كمتخصصين وتشبع فضول الجمهور في أبوظبي. أما آلية الاختيار نفسها فتعتمد على تقسيم فريق العمل وتوزيعه على الأقسام والفروع المختلفة في كبرى المهرجانات الدولية لاختيار أفضل ما نشاهده فيها ونتوصل إلى القرار من خلال المناقشات اليومية بيننا، كما أن الكثير من الأفلام تصل إلينا ونقوم بتوزيع نسخ منها على أعضاء فريق الاختيار ثم نجتمع لنناقش الفيلم ونتخذ قرارا مشتركا بشأنه».

الدور الثقافي

الجابري ينتقل إلى نقطة أخرى مهمة طرحتها عليه تتعلق برؤيته لمهرجان أبوظبي ودوره الثقافي في إطار محيطه العربي، فأكد لي أولا أن الدور الثقافي للمهرجان لا ينفصل عن الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات عموما للثقافة، وللقيام بدور فاعل في محيطها الإقليمي العربي، من خلال الاهتمام بالفنون عموما من الفن التشكيلي إلى الإبداع الأدبي.

وقال إن حضور الشيخ عبدالله بن زايد، وزير الثقافة في الإمارات، عرض الفيلم الإماراتي الذي عرض في الافتتاح، خلال عرضه الجماهيري بدار سينما فوكس وليس في قصر الإمارات، لا شك أنه مؤشر على ذلك الاهتمام الرسمي في الإمارات بالسينما كفن وصناعة. والدولة هي التي أنشأت مؤسسة تو فور 54 التي تقيم المهرجان وتدعم النشاط السينمائي في البلاد، وهذا شيء مهم ليس فقط للإمارات بل لكل العرب. هذا المهرجان يجمع السينمائيين من العالم العربي.

الدولة هي التي أنشأت مؤسسة "تو فور 54" التي تقيم المهرجان وتدعم النشاط السينمائي في البلاد، وهذا شيء مهم ليس فقط للإمارات بل لكل العرب.

وأشار إلى دور صندوق “سند” الذي يعتبره لاعبا أساسيا في مهرجان أبوظبي، وأنه يقوم بدور كبير في دعم الأفلام العربية، وأضاف أن الخبراء الذين يعملون في صندوق سند يجوبون العالم العربي خلال العام، بحثا عن مشاريع جيدة لتقديم الدعم إليها دون انتظار أن يتقدم أصحابها بها.

ويبدي الجابري شعوره بالفخر من وصول عدد كبير من الأفلام التي كان صندوق “سند” وراء دعمها إلى الكثير من المهرجانات العالمية المهمة مثل فينيسيا وكان وتورنتو ومنها على سبيل المثال فيلم “ذيب” للمخرج الأردني ناجي أبو نوار، و”المطلوبون الـ18” لعامر الشوملي. قلت له إن هذا الجانب تحديدا من أكثر النقاط التي أراها فعالة وإيجابية وأنني كنت دائما أكتب وأتكلم وأطالب بألا يقتصر دور مهرجانات السينما العربية على العرض أي على استهلاك الأفلام، بل وأن تلعب دورا في صنعها بحكم أنها مهرجانات تقام وسط مناخ سينمائي هش من حيث الإنتاج، وأنه لولا هذا النوع من الدعم المباشر لما حصل كثير من السينمائيين العرب على فرصة لإخراج أفلامهم الأولى.

حول ما يتردد عن وجود “منافسة” أو تزاحم بين المهرجانات السينمائية العربية استبعد الجابري فكرة أن يكون هذا “التجاور” يمثل مشكلة وأبدى أمنيته بأن يوفق المدير الجديد لمهرجان القاهرة السينمائي، بل إنه يرى أن كثرة المهرجانات ظاهرة صحية وأن ما يعرض فيها يحقق نوعا من التكامل، فما لا يعرض هنا يمكن أن يعرض هناك، وهكذا.

تطرقت معه أيضا إلى موضوع الرقابة التي يمكن أن تفرضها المهرجانات على نفسها. وناقشت مثالا واضحا هو فيلم “الجمال العظيم” وهو الفيلم الإيطالي الجريء، فأكد لي الجابري، بحماس بالغ، أنه أعجب بهذا الفيلم كثيرا وكان يريد عرضه في المهرجان وإن كان فريق العمل تأخر في الاتفاق على عرضه وقد عرض في مهرجان دبي، وهو عمل شعري يتجاوز المألوف. ولكنه أضاف أن هناك بعض الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها بحكم طبيعة الثقافة العربية وطبيعة المنطقة عموما.

ختم الجابري حديثه معي بأن هناك ارتياحا عاما بين الجميع بخصوص الدورة الحالية، وأن كل الحاضرين من النقاد والسينمائيين العرب وغيرهم، يشيدون بالاختيارات وبكثرة الأفلام المتميزة فنيا وربما تكون المشكلة هي أنهم يرغبون في مشاهدة كل الأفلام لكن يتعين عليهم الاختيار والمفاضلة في النهاية، وأما إذا طرحت بعض الأمور داخل الإدارة نفسها أو بعض الملاحظات من جانب المؤسسة التي تقيم المهرجان، فإنها تناقش بكل شفافية وصراحة على أن يتحمل هو المسؤولية في النهاية ويحاسب أيضا على اختياراته.

العرب اللندنية في

27.10.2014

 
 

(ذيب) لناجي أبو نوار..

عناق الموروث والحداثة في (أبو ظبي السينمائي)

أبو ظبي - ناجح حسن

حظي الفيلم الروائي الاردني الطويل «ذيب» لمخرجه ناجي ابو نوار بحفاوة وتصفيق واعجاب من طرف الحضور الكثيف الذي تابع عرضه اول امس ضمن فعاليات مهرجان ابو ظبي السينمائي.

حكى الفيلم موضوعه ببساطة وحوار مقتصد مليء بتلك المشهديات الاتية من جماليات المكان في البادية الاردنية التي رغم تضاريسها وقسوة صخورها وقتامة احداثها العائدة للحقبة تاريخية ابان بدايات القرن الفائت حيث الحرب العالمية تلقي بظلالها على هذه البقعة الجغرافية المفعمة بالعادات والتقاليد التي يرتبط فيها مصير الاشخاص.

معاني ودلالات بليغة تتالى بين ثنايا هذا العمل السينمائي الذي توفرت له طاقات في الاداء والتقنيات الا انها ظلت تحمل عين صانعه الشاب ابو نوار في الالتصاق بهموم وتطلعات افراد من بيئة اجتماعية بلا مبالغة او توسل لعواطف او احاسيس بقدر ما يرنو الى الصدق والواقعية المزنرة بالمعية طاقة مخرجه الشاب في فهم مكنون الصورة واعماق المكان وما تحتوي عليه من مفردات اللغة السينمائية.

الفيلم بلا اي ادعاء او تكلف، يضع بصمة خاصة على مسار السينما الاردنية منذ انطلاقتها قبل نصف قرن من الزمان، ويمضي بها بعيدا الى آفاق ارحب دون ان ينأى عنها بل يجيء ضمن سياق اخذت صناعة الافلام الاردنية تسلكه في الاعوام العشرة الاخيرة في انحياز الى تلك الرؤى والافكار المغايرة للانماط والقوالب الجاهزة.

بيد ان اهمية وتفرد فيلم (ذيب) انه يمتلك مخيلة خصبة تدفعه لأن يتبوأ المشهد السينمائي الاردني لفرادته ونزعة مخرجه الى التعاطي مع تلك الافكار المتوارية خلف حكايات الموروث البسيطة واقتناص ما تختزنه من رؤى وجماليات على نحو ابداعي متسلح بذائقة سينمائية قوامها تلك الحلول والمعالجات الدرامية القادمة من ابداعات السينما العالمية.

يشكل انجاز فيلم (ذيب) اضافة نوعية الى مجمل النتاج السينمائي الاردني الذي تمثل بتلك الافلام التي سبق ان قدمها ابناء جيله من المخرجين الشباب: (كابتن ابو رائد) لامين مطالقة، (الجمعة الاخيرة) ليحي العبدالله، (مدن ترانزيت) لمحمد الحشكي، (اعادة خلق) لمحمود المساد، و(لما ضحكت موناليزا) لفادي حداد وسواهم، لكن فيلم (ذيب) يظل مسكونا بهاجس البحث والمعرفة في اتكاء على مخيلة رحبة قادرة على الامتاع والافتتان الى حدود الدهشة والابتكار بشروط السرد المفعم باللغة السينمائية البليغة الاشارات والدلالات.

يهتم المخرج الشاب أبو نوار بضرورة التجديد في التعامل مع موضوعات وقصص وحكايات بيئته التي طالما تجسدت في اعمال درامية في اكثر من وسيلة تعبير، دون ان تتنبه لما تنطوي عليه البيئة المحلية من رؤى وحلول ومراجعات جمالية، فهو رغم محدودية شخوص فيلمه الذين يبدون في مهمة فرضتها عليها عادات وتقاتاليد بيئتهم البدوية في استقبال الضيف وتكريمه ومن ثم مرافقته الطريق ليبلغ مقصده آمنا من مفاجاءات الصحراء وتضاريسها القاسية كثيف الرؤى والتعابير الدرامية والفنية، خاصة عندما يجري حالات من الصدام مما يؤدي بالنهاية الى ثمن يدفعه احد الشقيقين الذي صرعه لصوص وهو يدافع عن ضيفه الضابط البريطاني

الرأي الأردنية في

28.10.2014

 
 

ذيب.. فلنحتفل بمولد موهبة

احمد شوقى*

اعتاد الناقد الراحل سامي السلاموني في كل مرة يكتب فيها عن مخرج جديد موهوب أن يؤكد أن ظهور موهبة جديدة هو أمر يستحق الاحتفاء من الجميع، كجزء من معركة شاملة يفترض أن يقودها المثقف والفنان ضد الرداءة والقبح، من أجل الانتصار للفن والجمال والموهبة. 

هذا بالضبط ما شعرت به أثناء مشاهدتي لفيلم "ذيب" أول الأفلام الطويلة للمخرج الأردني ناجي أبو نوّار، والذي عُرض ضمن برنامج آفاق جديدة في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي، بعد أسابيع من تتويجه بجائزة أحسن مخرج من مسابقة آفاق في مهرجان فينيسيا أحد المهرجانات الثلاثة الكبرى في العالم.

الجائزة بالطبع أعطت الفيلم سمعة وشعبية، وستجعله يطوف العديد من المهرجانات حول العالم، لكن من الإنصاف أن نقول أن بعض الأفلام تستمد قوتها من الجوائز، بينما تعطي أفلام أخرى قيمة للجوائز التي تُمنح لها، وذلك بإثبات شرعيتها وكفاءتها والجودة التي ترتبط بها، وفيلم "ذيب" هو أحد هذه الأفلام التي تربحها الجوائز.

لن أطيل في المدح وسأدخل مباشرة في صلب الموضوع: فيلم تدور أحداثه في صحراء الجزيرة العربية أثناء الحرب العالمية الأولى، في ظل تنازع القوتين التقليديتين وقتها، الامبراطوريتين البريطانية والعثمانية، حول السيطرة على الجزيرة التي تعيش مرحلة مفصلية في تاريخها الطويل، وكما هو الحال في أي تحول مفصلي يكون أكثر المتضريين هم أصحاب المكان، وهم في حالتنا البدو الذين أوجدوا صيغة تفاهم تاريخية مع الطبيعة، فلم يخرقوا الاتفاق أو تخرقه الجزيرة، لكن الغزاة الآتين من الخارج أجبروهم على التواجد داخل صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل. 

ذيب هو الابن الأصغر لأحد هذه القبائل، التي تلتزم بحكم التقاليد العربية بمساعدة من يطلب العون، حتى لو كان ضابط انجليزي يبحث عن خط سكك حديدية لغرض في نفسه، وحتى لو كان الثمن هو خسارة أرواح كانت تعيش بسلام قبل أن تتغير حسابات العالم، ليس فقط بالحرب التي امتدت للصحراء، ولكن حتى بالحتمية التاريخية، المتمثلة هنا في دخول السكك الحديدية للجزيرة، بما فيها من إغلاق لطرق القوافل وتغيير لطبيعة علاقات ومهن عمرها من عمر التاريخ.

وذيب عندما يخرج خلف شقيقه الأكبر الذي ذهب ليرشد الضابط الانجليزي، لا يرتكب هفوة طفل تؤدي به لمغامرة لا قبل له بها، ولكنه مدفوع بواقع حاضر يتغير، بعالم يستحيل أن يستمر على ما ظل عليه قرونا طويلة، بقدر حكم على الفتى أن يولد في هذا التوقيت ويخوض غمار التجربة مبكرا ليُعمد إنسانا أول للعصر الجديد.

ما سبق ليس أجمل ما في الفيلم، بل هو مجرد محاولة لقراءة ما وراء حكاية الصبي البدوي ذيب ومغامرته المثيرة، أما الأفضل بالتأكيد هو القالب الذي قدم ناجي أبو نوّار فيه هذه الأفكار، أو بمعنى أدق المستوى الأول للحكاية: المغامرة المثيرة، الويسترن سباجيتي الذي تدور أحداثه لأول مرة في جزيرة العرب. ناجي مخرج متمكن من أدواته بصورة مثيرة للدهشة، تمكن مخرج هوليوودي مخضرم وليس شاب من بلد لا يزال في مرحلة التعرف على فن السينما. وإذا كان صانع الأفلام متمكنا من أدواته الفنية، محملا بتاريخ وتراث وطبيعة نادرا ما تم تناولها على الشاشة الكبيرة، ومعها قدر الوعي الذي صُنع به الفيلم فكريا، فلابد وأن تكون النتيجة عمل مبهر كالذي شاهدناه قبل ساعات.

إنجاز ناجي الإخراجي يبدأ من اتخاذه الاختيار الصائب المتعلق بإيقاع الفيلم من اللحظة الأولى وحتى النهاية، ليس فيما يتعلق بعدد المشاهد وطول اللقطات والقطع المونتاجي كما يفسر البعض الكلمة، ولكن بالفهم الصحيح للإيقاع باعتباره العلاقة بين الحدث الدرامي وزمانه وطريقة سرده ومكانه في المسار الكلي للفيلم. تمتد الاختيارات الذكية إلى التصوير، والذي قرر المخرج مع المصور وولفجانج ثالر أن يتم بكاميرا سينما 16 ملليمتر بعدسة أنامورفيك، للخروج بالصورة المثلى ويتم تحويلها لاحقا إلى ديجيتال، وهي طريقة أصعب بكثير لكن نتيجتها تستحق. 

أخيرا يكتمل إنجاز المخرج باختياره أن يكون طاقم العمل بالكامل مع الهواة الذين اختارهم من البدو الحقيقيين (باستثناء ممثل محترف وحيد يلعب دور الضابط البريطاني)، وقيامه بتوجيههم بعناية جعلتهم يظهرون بأفضل أداء ممكن. ويكفي للتدليل على هذا الجهد الصورة التي ظهر عليها بطل الفيلم جاسر عيد في الندوة التي عقبت عرض الفيلم، فظهر كأي طفل خجول لا يستطيع أن يقول عندما يتحدث عن الفيلم أكثر مما معناه "عندما شاهدت الفيلم كنت سعيد جدا"، بينما كان نفس الطفل على الشاشة غول تمثيل، يؤدي مشاهده وكأنه يحترف التمثيل منذ سنوات طويلة، وهو فضل لا ينسب إلا للمخرج الشاب، الذي قدم نفسه بثقة كواحد من أهم الصناع الجدد في السينما العربية بل والعالمية.

*ناقد فنى مصرى

المهرجان يقام خلال الفترة من 23 أكتوبر وحتى 1 نوفمبر

أفلام "عرض أول" بمهرجان أبو ظبي السينمائي الثلاثاء

كتب- محمد عبد الرحيم:

يحتفل اليوم فيلمان عربيان بعرضهما العالمي الأول في مهرجان أبو ظبي السينمائي 2014، وأولهما الفيلم المصري المدعوم من "سند"، واسمه "أم غايب"، ويشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية٬ إخراج نادين صليب، ويحكي قصة "حنان" التي أُطلق عليها لقب "أم غايب"، لعدم قدرتها على الإنجاب لمدة 12 عاما.

وسيعرض الفيلم في فوكس 1، بحضور المخرجة وفريق عمل الفيلم، الذي سيجيب عن أسئلة الجمهور بعد العرض.

أما الفيلم الثاني فهو الفيلم العراقي المشارك في قسم مسابقة آفاق جديدة، واسمه "صمت الراعي"، للمخرج رعد مشتت٬ الذي سيكون موجودا أيضا أثناء العرض في فوكس 6، مع فريقه التمثيلي والإنتاجي بالكامل.

ويحكي الفيلم، الذي تدور أحداثه في الريف العراقي، عن الصمت الذي يسود في القرية عند اختفاء فتاة في الثالثة عشرة من عمرها.

ويقدم مهرجان أبو ظبي السينمائي، اليوم الثلاثاء، فيلمين حائزين على جوائز من مهرجانات عالمية، للمرة الأولى في العالم العربي٬ وأحدهما الفيلم الصيني "فحم أسود.. ثلج رقيق"، الحائز على جائزة الدب الذهبي في الدورة 64 من مهرجان برلين السينمائي٬ كتابة وإخراج دياو ينان٬ ويحكي قصة بوليسية سوداء مثيرة، ويشارك هذا الفيلم في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للمهرجان.

أما الفيلم الثاني فهو "سبات شتوي"، الحائز على السعفة الذهبية في دورة هذا العام من مهرجان كان السينمائي٬ وهو من إخراج التركي نوري بيلغي جيلان، وتدور أحداثه في مناطق ثلجية بالأناضول، ويكتشف الفيلم شخصية البطل بشكل مقرب٬ ويحكي عن الهوة العميقة بين الأغنياء والفقراء في تركيا. ويشارك الفيلم في قسم عروض السينما العالمية للمهرجان.

كما يعرض أيضا فيلم "حمّى"، المشارك في قسم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، إخراج المغربي هشام عيوش، ويحكي الفيلم عن الظروف الحاصلة في حياة بنيامين ابن الثلاثة عشر عاما الذي يعيش في فرنسا، عندما يضطر إلى العيش مع والده ذي الأصول الشمال إفريقية، بسبب دخول أمه السجن٬ بينما لم يسبق له التعرف إليه قبل ذلك أبدا.

وسيقام العرض الأول في المنطقة للفيلم الإثيوبي "ديفريت"، من إنتاج أنجلينا جولي٬ والذي حاز جائزة الجمهور في مهرجاني صندانس وبرلين السينمائيين هذا العام، وسيقام مع العرض احتفال للسجادة الحمراء بقصر الإمارات، بمشاركة المخرج زيريسيناي ميهاري، والمنتج ميهريت ماندفر.

ويسلط الفيلم الضوء على العنف ضد النساء في أثيوبيا وتقليد خطف الفتيات لتزويجهن٬ وهو مشارك في قسم مسابقة آفاق جديدة.

ويعرض ضمن القسم أيضا الفيلم الكوري الجنوبي "متشابك"، بحضور المخرج لي دون كو، والمنتج التنفيذي وون سوك، اللذين سيجيبان عن أسئلة الجمهور بعد العرض.

كما يُعرض فيلم "العودة إلى حمص" للمخرج السوري طلال ديركي ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، وذلك للمرة الأولى في العالم العربي٬ وهو يرصد الواقع الميداني للمقاومة السورية، من خلال حكاية حارس المرمى السوري الذي يتحول إلى قائد مجموعة من الثوار.

أما الأفلام الأخرى في قسم عروض السينما العالمية فهي الفيلم الأمريكي "أحلام إمبراطورية" للمخرج ماليك فيتهال، والفيلم الفرنسي "أمل" للمخرج بوريس لوجكين، وسيحضر المخرجان أثناء عرض فيلميهما، وسيجيبان عن أسئلة الجمهور بعد العرض.

حوارات في السينما

وتستكمل حلقات حوارات في السينما فاعلياتها٬ حيث تقام ورشتا عمل وحلقة دراسية، صمموا لمساعدة صانعي الأفلام الشباب على الوصول إلى النجاح.

وتحمل ورشة العمل الأولى عنوان "تدريب تقدم ورشة عمل Avid حول تقنية Media Composer & Protools"، وستقام في الصالة 3 في قصر الإمارات، وتتضمن الورشة شرحا لسير العمل الخاص بأحدث الأساليب الإنتاجية، من أهم محطات العمل الرقمية للصوت والفيديو لصانعي الأفلام الشباب.

وفي صالة 3 بقصر الإمارات تقام حلقة دراسية بعنوان "ماذا بعد إنجاز الفيلم القصير؟"، ويدير الجلسة خالد المحمود، ويشارك فيها المبرمجون أليس خروبي وبن تومبسون ومايكيه ميا هون ونينا رودريجيس.

كما يقام في صالة 3 بقصر الإمارات ورشة عمل بعنوان "التمويل الجماعي في العالم العربي - استهداف الجمهور! التخطيط لحملة ناجحة للتمويل الجماعي"، ويقدمها نواف الجناحي ولطفي بن شيخ.

يُذكر أن مهرجان أبو ظبي السينمائي يقام خلال الفترة من 23 أكتوبر وحتى 1 نوفمبر، وسيقام حفل توزيع جوائز اللؤلؤة السوداء يوم 31 أكتوبر.

موقع "دوت مصر" في

28.10.2014

 
 

في عرضه العالمي الأول بـ«أبوظبي السينمائي»

«القط» لإبراهيم البطوط يثير الجدل بين النقاد والجمهور

"سينماتوغراف" ـ أبوظبي: بشار إبراهيم

منذ أول أفلامه «إيثاكي» (2006)، وضع المخرج إبراهيم البطوط قاعدة ذهبية في التعامل معه، مفادها أن لا يُؤخذ في السياق التقليدي المعهود والمتعارف عليه، فإبراهيم البطوط بدأ واستمر في شكل مختلف، عنوانه الرئيسي أنه المخرج الذي يريد صناعة سينما مختلفة، سواء أسماها البعض مستقلة، أو ذات الميزانيات المنخفضة، أو مهما كان.

وأذكر، في شكل شخصي، أنني عندما كلفت بإنتاج برنامج بعنوان «سينما مختلفة»، لصالح قناة «الشروق» السودانية، حرصت على أن تكون الحلقة الأولى مع المخرج إبراهيم البطوط، والناقدة أمل الجمل، إيماناً مني بأن تجربة البطوط السينمائية تستحق أن تكون فاتحة وعنواناً لما يمكن أن يُسمى «سينما مختلفة»، أو «سينما مستقلة»، في منطقتنا العربية، وكانت الحلقة عن تجربته وفيلمه «إيثاكي».

عندما تواصلت مع إبراهيم البطوط حينها، كان في المغرب، منهمكاً بالانتهاء من فيلمه الثاني «عين شمس» (2009)، وبتواضع المحب، ووفاء الصديق، حضر من المغرب إلى دبي على جناح السرعة ملبياً الدعوة، مقدماً بالتعاون مع أمل الجمل، جوانب من تجربته المتميزة، من مراسل حربي إلى مخرج سينمائي ذي نكهة خاصة.

أنتبه الآن إلى أنني سمعت عن إبراهيم البطوط، لأول مرة، من الصديق المخرج أحمد حسونة، خلال حوار كنتُ أجريه معه في إحدى دورات «مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة»، وتحديداً عن السينما المستقلة، خاصة وأن أحمد حسونة أحد روّادها الجميلين، ولا أنسى فيلمه القصير البديع «مربع داير».

التعرّف شخصياً وسينمائياً على إبراهيم البطوط، ومتابعة مسيرته بعد «إيثاكي»، و«عين شمس»، كما ذكرنا قبل قليل، سيقودنا إلى «الحاوي» (2010)، و«الشتا اللي فات» (2013)، ويضعنا الآن أمام جديده في فيلم «القط» (2014)، هذا الفيلم عُرض مساء الإثنين 27 أكتوبر، في إطار فعاليات الدورة الثامنة من «مهرجان أبوظبي السينمائي»، وأثار جدلاً ما بين النقاد، والجمهور، ووصل حدّ الصدمة.

الصدمة هي العنوان المناسب لما حصل اليوم، أو الليلة، إثر العرض العالمي الأول لفيلم «القط». نعم.. ولكن من قال إن إبراهيم البطوط لا يبغي خلق حالة صدمة في كل خطوة سينمائية يحققها؟ هذا رجل مختلف بتجربته وسياقه ومنطقه وتفكيره ورؤيته.. ومن الطبيعي أن يرجّ الساكن، ويكسر المألوف، وينفر من المُعتاد، وإلا لن يكون إبراهيم البطوط أبداً.

ليس الجدل جديداً في شأن أفلام إبراهيم البطوط. تُرى هل كان استقبال «إيثاكي»، أو «عين شمس»، أو «الحاوي»، أو «الشتا اللي فات»، بدون جدالات، حتى يمرّ «القط» بسلام؟.. أليس هذه ضريبة من يريد قولاً وفعلاً سينمائياً مختلفاً لا ينتمي إلى السائد والرائج؟

عليك أن لا تُفاجأ مع «القط» إن وجدت صورة البلطجي على غير ما عهدته في عشرات أفلام السينما المصرية من قبل. وعليك أن تتمهل وأنت تتملّى في التفاصيل الرتيبة التي يقدمها الفيلم على مهل، وأن ترمم الثغرات التي لم تُقل على الشاشة، ولكنها تصلك بتفاعلك مع الفيلم الذي يتقصد أن يمشي على مهل، كما في تلك اللقطات الأولى التي نرى فيها من يسير في ردهات وأدراج معبد أوزوريس، أو الأسواق الشعبية المصرية.

لاشك أن البطوط يتقصّد تلك اللقطات التي تبدو وكأنها تأخذ أكثر من وقتها على الشاشة، خاصة وهو يجعل الكاميرا تستقبل الشخصية وهي قادمة من بعيد، ومن ثم يتبعها وهي ذاهبة إلى الناحية التي تريد، في مجيء ورواح مستمر منذ آلاف السنين. قصدية «تمويت» الوقت بادية في الفيلم، إلى درجة أن النصف الأول من الفيلم لا يحمل أحداثاً درامية عاصفة، بل يؤسس على مهل للشخصيات التي كلما شابهناها بمثيلاتها نفرت، وقدمت اختلافاً خاصاً بها.

لا البلطجي هو كما عرفناه من قبل في السينما المصرية، ولا القوّاد ولا خاطف الأطفال والمتاجر بأعضاء البشر، على الصورة التي نعرفها، وكذلك الأمر في صدد الشخصية الكلية القدرة، المهيمنة، ذات السطوة العالية. صحيح أن في كلّ من هذه الشخصيات نثارات من شخصيات سينمائية سابقة، ولكن فعل المطابقة لن يتم، ولن يُستكمل، لأن منطق الفيلم في النهاية يحيد عن ذلك كله، ويذهب إلى مشيئته.

«القط» فيلم مؤرق حقاً، يمكن أن تتعدد قراءاته في مستويات متتالية ومتشابكة. هل هو حكاية بلطجي اختُطفت ابننته فأراد الانتقام لها؟.. ربما. هل هو حكاية الهيمنة المتحكّمة بمصائر الناس (الدولة، والدين، والمال، والإعلام)، القادرة على قيادة الجميع إلى حيث تريد، ولتحقيق مآربها؟.. ربما. هل هو المزج بعيد المدى، عميق التشابك، ما بين مصر الأزلية في عمق التاريخ، ذات الحضارة الباهية (الأهرامات العظيمة، والمعابد العالية، والإله القط)، ومصر الراهنة التي يقيم أبناؤها في العشش المتهالكة، ويسيرون في الشوارع المليئة بالقمامة، وتتأكّلهم متطلبات الحياة والعيش الكريم، فلا يقدرون على تحقيقه، ويتحوّل إلى عنف وعنف مضاد، عنوانه الدم؟.. ربما.

لا يقدم فيلم «القط» نفسه بسهولة. ولا يريد من المشاهد أن يسترخي ويستمتع وهو يشاهده.

«القط» يريد من المشاهد أن يتوثّب ويتحفّز وهو يشاهد فيلماً مختلفاً.

إنها سينما إبراهيم البطوط.. سينما مختلفة، كما عهدناها.. سينما تبقى، مرة أخرى، وفية لمنهجها ومنطقها ورؤيتها.. ولا يمكن لهذه السينما أن تكون بلا جدل حولها، مع كل فيلم جديد تقدّمه.

«ملح الأرض»... الصورة تفضح جنون البشر

"سينماتوغراف" ـ أبوظبي ـ بشار إبراهيم

أحد أجمل الوثائقيات التي تعرضها الدورة الثامنة من «مهرجان أبوظبي السينمائي»، وأكثرها تأثيرا،ً سيكون فيلم «ملح الأرض»، بإخراج مشترك من فيم فيندرز، وجوليانو ريبييرو سالغادو.

110 دقيقة، تمرّ على 40 سنة، هي تجربة المصور الشهير سيباستاو سالغادو.

وسالغادو، لمن لا يعرفه، هو أحد أعظم المصورين الفوتوغرافيين في العالم، الذي يكاد لم يترك مكاناً على وجه هذه البسيطة لم يتواجد فيه، حاملاً الكاميرا التي تتحول إلى عينه الجمالية القادرة على التوثيق والتأريخ والتسجيل وخلق لوحات بصرية فوتوغرافية رائعة من تفاصيل مؤلمة وموجعة إلى حد الفجيعة.

وعلى رغم أن سالغادو لا يخفي شغفه بالاشتغال على الموضوعات الأفريقية، وستحضر في الفيلم أعماله التي قام بها في إثيوبيا والسودان ورواندا والنيجر وكونغو، إلا أن هذا لن يمنعه من الذهاب إلى اندونيسيا شرقاً، والبرازيل والأرجنتين غرباً، وما بينهما من العراق وسوريا وفلسطين والبوسنة، وحيثما تواجدت البؤر الساخنة، سواء بسبب ما ترتكبه الطبيعة لحظة غضب مدمرة، أو ما يقترفه الإنسان من حماقات قاتلة.

يركّز سالغادو على الوجوه، العيون تحديداً، ربما لأنه يؤمن بأن أفضل تعبير هو ذاك الذي ينطلق من العينين، كما يميل في كثير من صوره الفوتوغرافية الأخرى إلى اللقطات العامة الواسعة، التي تُظهر المشهد العام الغني بالتفاصيل، هذه التي يمكن لكل منها أن يكون موضوع صورة مستقلة خاصة بها.

ولكن الأهم في تجربة سالغادو ليس فقط براعته الفنية، بل أولاً وأساساً اهتمامه بالموضوعات الإنسانية، الموضوعات المؤرقة، الموضوعات التي ينبغي أن لا تدع العالم ينام هادئاً، طالما أن هذا يحدث في إحدى بقاعه. مجازر راوندا والبوسنة، فظاعات التطهير العرقي والطرد والحروب الأهلية ومآسي الاحتلال، ومجاعات إثيوبيا والسودان، والفيضانات المدمرة. تلك التي يقابلها، في لحظات أمل، اشتغال بعض العقلاء واجتهادهم للحفاظ على هذا الكوكب من الاستهلاك المدمر للحياة فيه.

يبدو أن سالغادو رهن عمره كله للكاميرا، محدقاً عبر عدستها، مصوراً ومتأملاً في هذا الوجود، والبشر، والكائنات... تارة يذهب في أعماق أدغال الأمازون، ليمضي وقتاً مع بشر لازالوا في الحالة البدئية الفطرية، عراة إلا من جلودهم، هانئين وهم يمكثون في زمن اجتازه البشرية من 7 آلاف سنة. وتارات عديدة يذهب إلى أماكن الفجائع البشرية، التي تجعلك تتمنى لو أن البشرية مكثت هناك، في الأدغال، ولم تخرج منها، كي تمارس كل هذا الفتك الذي لا يليق بأشرس الحيوانات.

لا يبعث فيلم «ملح الأرض» على اليأس أبداً، على رغم كل ما فيه من مشاهد الموت والقتل والدمار، والنظرات المنطفئة في العيون الميتة لأطفال أبرياء.

ربما هو صرخة استغاثة، أو أنشودة أمل، بأن يستعيد هذا العالم شيئاً من عقله، ويتخلّص قليلاً من كثير جنونه. 

جلسة نقاشية على هامش "حوارات في السينما"

مخرجو المهجر يناقشون مشكلات صناعتهم

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

عقدت مساء أمس في قصر الإمارات الجلسة النقاشية "الروح تتوق إلى الوطن- صناعة الأفلام العربية في المهجر" ضمن سلسلة "حوارات في السينما" والبرنامج الخاص الذي يخصصه المهرجان هذا العام بعرضه أفلاماً لمخرجين من المهجر، وذلك بمشاركة كل من عبدالرحمن سيساكو من موريتانيا، هشام زمان من كردستان العراق، سمير نصر من مصر، وكريم طريدية من الجزائر، وأدار الندوة مدير انتشال التميمي مدير صندوق "سند" والبرمجة العربية في المهرجان .

تطرقت الجلسة النقاشية لعدد من المحاور الأساسية حول البدايات، وكيفية صناعة الأفلام في المهجر، والصعوبات الإنتاجية، وأثر هوية صانع الفيلم في صناعته، وأوضح المخرج هشام زمان أنه غادر كردستان العراق وهو في العاشرة من عمره إلى النرويج برفقة أسرته، وعاش خلال فترة حياته الكثير من التنقلات التي لم يكن له يد فيها، سوى أنها غيرت في داخله الكثير، وأشار إلى أن هذه التنقلات كان لها أثرها الإيجابي والسلبي عليه كمخرج، فهو حين يكون في النرويج يعتبرونه نرويجياً، بينما حين يعود إلى بلاده يعتبرونه كردياً، وهو هنا في أبوظبي السينمائي مخرج من الشرق الأوسط، وهذه النقطة الإيجابية التي يشير لها المخرج في إحساسه بانتمائه للمحيط في كل مكان يحط فيه، ولكنه يشير في الوقت ذاته أن التنقلات الكثيرة لم يكن لها إجابات في طفولته، وهذا ما حاول يبحث عنه في أفلامه حين بدأ الصناعة، ويقول زمان :"قمت بإخراج معظم أفلامي في هولندا رغم أن جذوري في كردستان العراق، وهذا ما جعلني أنفذ بعض الأفلام هناك لكن ليس لافتقاد المكان ولأنني كردي بل لأنه ضروري لسرد الحكاية" .

أما سمير نصر الذي ولد لأب مصري وأم ألمانية، فإن تأثير السينما المصرية كان واضحاً على توجهه السينمائي بحسب قوله في طفولته، حيث عاش شبابه بمصر إلا أنه اضطر للانتقال لدراسة الاقتصاد في المانيا، لكنه اكتشف عدم قدرته على الاستمرار في دراسته بسبب حبه لصناعة الأفلام، ولكنه لم يكن يشعر بالغربة في ألمانيا لذلك كان من الطبيعي أن يبدأ صناعة الأفلام عنها، فقام بسلسلة أفلام وثائقية تنتمي في موضوعاتها لألمانيا حين دراسته في المعهد وبعدها، ولكن أحداث 11 سبتمبر شكلت نقطة تحول يقول عنها: "كانت نقطة فاصلة في حياتي وما أقدمه من سينما، حيث بدأ الألمان ينظرون إلي على أنني عربي مسلم إرهابي رغم جنسيتي الألمانية، وهنا بدأ سؤال الهوية يراودني، رغم أن علاقتي بمصر وسينمائييها لم تنقطع، وصنعت حينها فيلماً ينتقد المجتمع الألماني في قضية حساسة في فيلم "أضرار لاحقة" الذي يناقش قضية جزائري وزوجته الألمانية يعيشون حياة مضطربة بعد الأحداث، وبعد هذا العمل عرض علي أن أخرج فيلماً عن إرهابيين عرب من قبل جهة ألمانية فرفضت ذلك"، وأوضح نصر أن السينما المصرية بحاجة كبيرة للأعمال الجادة، ومن هنا جاء قراره بتحويل رواية "شرف" لصنع الله إبراهيم لفيلم سيتم البدء به السنة المقبلة .

ويشير نصر إلى أبرز الصعوبات التي تواجه المخرج في المهجر قائلاً: "البحث عن منتج لفيلم هو من الأمور غاية في الصعوبة، ويزيدها صعوبة حين لا يجد المخرج منتجاً في البلد الذي يحمل جنسيته لأنه سيناقش فيلماً يعود لثقافته الأم، وهذا ما حدث معي حتى بعد نجاح فيلمي "بذور الشك"، حيث لم أجد منتجاً لفيلم "شرف"، فلا جهات الإنتاج المصرية تنتج لي بسبب الظروف وبسبب أنني لست على علاقة قوية بهم كما ان الجهات الألمانية لن تنتج فيلماً يتحدث عن البيئة المصرية، ولم أجد سبيلاً سوى التوجه للإنتاج المشترك" .

وبخليط من الثقافات عاش عبدالرحمن سيساكو الذي يعرض له فيلما "هيرماكونو" و"تومبكتو" في المهرجان، الذي ولد في مالي لأب موريتاني وعاش في فرنسا ودرس السينما في موسكو، ومع ذلك تناقش أفلامه خصوصية إفريقية عربية، حيث صور "تمبكتو" في موريتانيا، ومن هنا يشير سيساكو إلى أن حياة الفنان ما هي إلا خليط ثقافات وتؤثر فيه العوامل المختلفة، ففي العام 1986 سافر برفقة أسرته إلى فرنسا وعاش هناك، وأثر هذا في عمله لكنه وجهه للتأثير في المشاهد وليس للبحث عن هويته الذاتية في تلك الأفلام، فلم تكن هماً كبيراً يحمله بحسب قوله . ويتفق سيساكو مع سابقه حول قضية الإنتاج، مشيراً إلى أن التمويل هو الذي يحكم طبيعة العمل، وهذا ما عاناه حين دخول الإنتاج الفرنسي لأفلامه، حيث تتحكم بالموضوعات وطريقة طرحها، لذلك فكر سيساكو بإنتاج أفلام غير مكلفة حتى لا يتحكم رأس المال في طريقة عرضها للمشاهد، ذلك أن الغرب هو المصدر الوحيد لتمويل أفلام مخرجي المهجر .

هذا ما عاناه المخرج كريم طريدية الجزائري الهولندي، الذي قدم فيلم "حكاية قريتي" الذي يسرد فيه العلاقات والهموم التي عاشها جده ووالده عن قصة حقيقية في قريته، بينما يقدم فيلمه "العورس البولندية" في المهرجان، حيث يعيش الفيلم مشاهديه في قصة فتاة تهرب من خاطفيها عبر الريف الهولندي، ويشير طريدية قائلاً: "كانت مشكلتي في أنني وبعد أن حصلت على المنتج لفيلمي بعد "العروس البولندية" واتممت إعداده، فوجئت بهروبه إلى إسبانيا" .

ويضيف قائلاً حول بدايته: "أول أفلامي تحدث عن المهاجرين فأشار لي البعض بأهمية التطرق لموضوعات طبيعية بعيدا عن المهاجرين، وحين فعلت قالوا لي لماذا لا تتحدث عن دولتك الجزائر، وهنا اود التوضيح أن ضياع الهوية هو ما كنت أفكر فيه حين يشاهد البعض أفلامي وموضوعاتها، خاصة وأن والدتي كانت تخشى ضياع هويتي، وفعلاً بدأت بالتفكير بصناعة فيلم "أحلامي" في الجزائر وعنها، وكان كل تفكيري بأنه سيكون أفضل فيلم في العالم بل وسيحقق أحلامي، وحين بدأت في الأسابيع الاولى من إعداده في الجزائر بدأت أشك أنه سيكون فيلماً مقبولاً، وفي المراحل النهائية له كنت أعتقد بأنني لن أستطيع إنهاءه، وهنا عرفت أنني لم أشعر باندماجي مع البيئة والنظام ولم أشعر بانتمائي للجزائر وأشعر بالوحدة والغربة، بل وكنت أفتقد هولندا وكل ما فيها، وهذا لم يكن يعني لي سوى عدم قدرتي على صناعة فيلم هناك، لكن بعدها تأكدت أنني لم أتأقلم مع البيئة، وأن شعوري تجاه الإنسانية قادني إلى صناعة فيلم عن التطرف الذي قتل صديقي في الجزائر في العام ،1994 وعبرت فيه عن كل مشاعري، وسيكون فيلمي التالي في الجزائر" .

على هامش فعاليات "أبوظبي السينمائي"

ناجي أبو نوَّار يحصد جائزة "فارايتي" لأفضل صانع أفلام عربي عام 2014

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

بعد فوزه بـجائزة أفضل مخرج عن فيلم "ذيب" في مسابقة آفاق جديدة من مهرجان فينيسيا السينمائي، اختارت مجلة فارايتي المخرج ناجي أبو نوَّار ليكون أفضل صانع أفلام عربي لهذا العام، وقد تسلَّم مخرج الفيلم الأردني الجائزة يوم الإثنين 27 أكتوبر في حفل أقيم بـقصر الإمارات ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي.

يتزامن هذا مع العرض الأول في العالم العربي لفيلم "ذيب" في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، حيث يتنافس الفيلم مع 18 فيلماً آخرين ضمن مسابقة آفاق جديدة التي تعرض أفلاماً روائية طويلة لمخرجين من أنحاء العالم في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية، وقد عُرض ذيب أول أمس الأحد 26 أكتوبر، وسوف يُعرض مرة أخرى اليوم الثلاثاء.

وقد شارك ذيب خلال الشهر الحالي في مهرجان لندن السينمائي الذي يُعد أهم المهرجانات الأوروبية، حيث نافس الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الأولى مع 11 فيلماً آخرين على جائزة سذرلاند، وحصل الفيلم من خلال ذلك على تنويه خاص، كما شارك ذيب أيضاً في الدورة الـ 16 من مهرجان مومباي السينمائي. 

سينماتوغراف في

28.10.2014

 
 

المخرج الكردي شوكت كوركي في "ذكريات منقوشة على حجر"..

و"جزيرة الذرة" يستعيد التقاليد العريقة للسينما

ابو ظبي/ علاء المفرجي

المخرج غيورغي اوفاشفيلي جاء الى المهرجان بامتياز الجائزة الأولى في مهرجان كارلوفيفاري عن فيلمه الجميل (جزيرة الذرة)، وهو فيلم متفرد في موضوعته ولغته السينمائية الجميلة.. في بداية الفيلم نسمع ان نهر انغوري المندفع بجنون باتجاه البحر الأسود يخلف جزرا صغيرة يفرح بها الفلاحون البسطاء حيث تصبح من نهاية الربيع الى بداية الخريف مصدرا لقوتهم وهم يزرعونها بالذرة التي ستكون مصدرا لقوتهم في الشتاء القاسي.

ومن هنا يضعنا المخرج اوفاشفيلي أمام حكاية تنسج خيوطها من هذه الظاهرة السنوية، والتي يجعل منها تصويرا حقيقيا للصراع مع الطبيعة القاسية التي تتمرد على غريزة الإنسان في العيش.. لم يلجأ المخرج الى سرد حكاية من حكايات الشتاء لكنه اختار الحدث كما الشخوص بالبساطة نفسها ليقدم لنا واحدة من اهم الروائع البصرية هذا العام. الفيلم عرض في اطار مسابقة آفاق جديدة حيث تزدحم هذه الدورة بالعديد من الأفلام المهمة.

وفي اطار المشاركة العراقية في المهرجان عرض فيلم المخرج الكردي شوكت أمين كوركي (ذكريات منقوشة على حجر) ، وفي فيلمه هذا كما في فيلميه السابقين وبالأخص فيلمه (ضربة البداية) يعمد الى ان يرطب موضوعاته بشيء من الكوميديا التي تنتزع الابتسامة من وجوه حزينة.. الفيلم عن مخرج (حسين حسن) ابن مشغل عرض يقتل على يد عناصر من النظام السابق ، العائد من المنفى تحدوه الرغبة في ان يوثق بعض مآسي شعبه ويجد في مأساة الأنفال ما يستحق التوثيق، فيتفق مع صديق له على إنتاج هذا الفيلم بتمويل منهما، وتبدأ معاناتهما في البحث عن بطلة للفيلم، وهي معاناة تصل الى حد التخلي عن هذا الحلم لولا ظهور (سينور) الفتاة التي تقبل بتأدية الدور والتي نكتشف فيما ان دافعها ،وهي تتحدى العائق الاجتماعي المتمثل بالتقاليد الاجتماعية ، انها تضمر رغبة في ان تستعيد استشهاد والدها في هذه المجزرة التي راح ضحيتها الآلاف.. المخرج كوركي اختار هذا الموضوع بمثل هذه الزاوية ليصيب بحجره اكثر من موضوع عاشته كردستان في العقود الأربعة الأخيرة.

وتواصلت فعاليات المهرجان في يومه الخامس حيث عرض امس فيلم "القط" لمخرجه المصري المخضرم إبراهيم البطوط في عرضه العالمي الأول ، وهو يحكي قصة رجل عصابة يعرف بـ"القط" يكتشف الأعمال القذرة لإحدى العصابات سيئة الصيت وخطفها للأطفال لبيع أعضائهم. يلعب دور القط الممثل عمرو واكد ويشاركه سارة شاهين وفاروق الفيشاوي . والجدير ذكره ان الفيلم مدعوم في مرحلة ما بعد الإنتاج من قبل من صندوق "سند" في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة للمهرجان.

وأقيم في قصر الإمارات حفل جائزة "فاراييتي" لأفضل مخرج من العالم العربي لهذا العام والتي ستقدم للمخرج الأردني ناجي أبو نوارعن فيلمه "ذيب" الذي حاز الإعجاب النقدي والجماهيري في العديد من المهرجانات السينمائي هذا العام. وعرض أول من امس في المهرجان.

وفي برنامج "حوارات في السينما" أقيمت جلسة نقاش بعنوان " الروح تتوق إلى وطن- صناعة الأفلام العربية في المهجر" بمشاركة المخرجين هشام زمان وكريم طريدية وعبد الرحمن سيساكو وإدارة انتشال التميمي. تناقش الجلسة التحديات التي يواجهونها وأساليب رواية القصص التي يتبعونها. وسيعرض فيلم "أهلا ابن العم" ضمن برنامج السينما العربية في المهجر٬ والذي يحكي قصة الهجرة العربية بأسلوب صادق وعفوي وفكاهي.

ومن عروض امس الفيلم الروسي الصامت الحائز على الإعجاب النقدي "تجربة"٫ وهو من إخراج ألكسندر كوت (والذي يشارك في اطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة. ويحكي الفيلم قصة حب يافع بمكان غير بعيد عن سيميبالاتينسك٬ الموقع الذي اختاره السوفيات لإجراء تجاربهم النووية من 1949 وحتى 1989.

أما في قسم مسابقة "آفاق جديدة" ٬ فتم عرض الإنتاجين الأميركيين "السقطة" من إخراج مايكل آر. روكسام و"معسكر أشعة إكس" من إخراج بيتر ساتلر بالإضافة الي الفيلم التايواني "مخرج" للمخرج تشين هسيانغ .ويعرض فيلم "معسكر أشعة إكس" لمرة واحدة فقط٬ وتدور أحداثه في البيئة المشحونة لسجن غوانتنامو.

وفي فيلم " 20,000 يوم على الأرض"٬ يتم دمج الواقع بالخيال في فيلم وثائقي وخيالي في آن واحد. وهو من إخراج جاين بولارد وإيان فورسيث٬ ويوثق يوما في حياة الموسيقار والرمز الثقافي "نيك كايف".

وفي عروض السينما العالمية٬ يقدم مهرجان أبوظبي السينمائي فيلم "71'" للمخرج يان دومانج٬ والذي يصور عهد التوتر السياسي في شمالي ايرلندا قبل الأحد الدموي بعام. وسيكون المخرج موجودا أثناء العرض. وسيعرض أيضا الفيلم الأمريكي "مباع" للمخرج جيفري دي براون و"فن وحرفة" للمخرجين سام كلمن وجنيفر غراوسمان .

وفي فعالية حوارات في السينما أقيمت جلسة حوارية بعنوان "صناعة الأفلام الخليجية الناشئة" بمشاركة بول بيكر (إنتاج) وجمال الشريف (مدينة دبي للاستديوهات ولجنة الأفلام) وسامر المرزوقي (مهرجان دبي السينمائي الدولي) وعادل الجابري (مهرجان أبوظبي السينمائي) والمخرج نواف الجناحي

وجلسة نقاشية بعنوان "وجهة نظر: الحقيقة الموضوعية أم الآراء الشخصية في صناعة الأفلام الوثائقية.".

المدى العراقية في

28.10.2014

 
 

علاقة الإنسان بالطبيعة كلمة السر في مهرجان أبو ظبي

أبو ظبي- أحمد شوقي:

افتتح مهرجان أبو ظبي السينمائي مكتبة الفيديو الخاصة بدورته الحالية، والتي تضم عددا من الأفلام المشاركة يمكن للصحافة والعاملين في الصناعة مشاهدتها بشكل خاص، وهو ما يعني إتاحة الفرصة للمزيد من المشاهدات، خاصة وأن المكتبة تفتح أبوابها من العاشرة صباحا، بينما لا تبدأ عروض الصالات قبل الثالثة عصرا، ليصبح الجدول اليومي لمن لا يحب إضاعة فرص مشاهدة الأفلام، مشغولا بالكامل في التنقل بين المكتبة وقاعة قصر الإمارات ومجمع سينمات فوكس في مارينا مول، وهي الأماكن التى تشهد عروض المهرجان، الذي يكاد الجميع يشيد باختياراته من الأفلام هذه الدورة.

في اليوم الرابع للمهرجان تواصلت مشاهداتنا وجاءت على النحو التالي..

هدف واحد من أجل الفوز

فيلم تسجيلي مثالي لمحبي الأفلام التي تدور عن الرياضة وكرة القدم خصوصا، قصة مشوقة يعلم المتابعون النتيجة التي انطلقت منها، وهي هزيمة منتخب جزر ساموا الأمريكية من نظيره الأسترالي في تصفيات كأس العالم بنتيجة 31-0 (واحد وثلاثون هدفا مقابل لا شيء!). النتيجة الهائلة التي تعد الأضخم في تاريخ الكرة الرسمي على مستوى المنتخبات، نصبت فريق ساموا ليكون الأسوأ في تاريخ الكرة، ليرصد المخرجان البريطانيان مايك بريت وستيف جاميسون محاولات المدير الفني الهولندي، والذي تم تعيينه من قبل الاتحاد الدولي "فيفا" لدعم الدولة كرويا، وسعيه لخلق فريق قادر على تحقيق ولو حتى فوز وحيد للمنتخب الذي لم يسجل في آخر 17 عاما سوى هدفين فقط، ولم يحقق ولو تعادل وحيد في أي مباراة. فيلم تسجيلي جيد الصنع ممتع حتى لمن لا يحبون الكرة (وإن كانت متعة المحبين ستكون أكبر بالطبع).

المطلوبون الـ18

من فلسطين، وتحديدا من مدينة بيت ساحور، يقدم المخرج عامر الشوملي بالتعاون مع بول كوان، فيلمهما التسجيلي الأول، والذي يمتاز بمزجه بين أربعة أشكال من المشاهد: التحريك بالستوب موشن، روايات الكوميكس المصورة، المشاهد الدرامية المعاد تمثيلها كما حدث في الواقع، وأخيرا الحوارات التسجيلية المعتادة، في خليط ثري بصريا يناسب الحكاية التي يرويها الفيلم.

الحكاية وقعت في مدينة المخرج وقت الانتفاضة الفلسطينية الأولى بنهاية الثمانينيات، عندما اشترى أهالي البلدة 18 بقرة من مزرعة إسرائيلية وتم نقلهم إلى بيت ساحور، المدينة التي تبدأ في خلق تعاونية أهلية لإنتاج وتوزيع منتجات الألبان بشكل مستقل، لتتم مقاطعة المنتجات الإسرائيلية اعتمادا على وجود بديل. الأمر الذي يعتبره الجيش الإسرائيلي الذي يقابل انتفاضة الفلسطينيين في وجهه للمرة الأولى تهديدا للأمن القومي، لتبدأ الحكاية العبثية لجيش يزعم أنه الأقوى يطارد 18 بقرة يهددون أمنه، بينما يتفنن أهالي البلدة في إخفائهم ونقلهم من مكان لآخر، بينما تستمر عملية إنتاج الألبان وتوزيعها ليلا بصورة تثير جنون الإسرائيليين.

الفيلم يقدم حكاية حالمة إلى حد كبير عما يمكن أن يفعله اتفاق الإرادة والوعي الجمعي في مواجهة أي قوة، وأفضل ما فيه هو الأسلوب الخلّاق البعيد عن المباشرة، والذي ينحو كثيرا للكوميديا، فارتفعت الضحكات كثيرا خلال الفيلم، لجمهور شاهد نموذجا حقيقيا للضعيف واسع الحيلة وهو يتلاعب بالقوي محدود الذكاء.

تمبوكتو
فيلم المخرج الموريتاني الأشهر عبد الرحمن سيساكو، والذي عُرض للمرة الأولى في مسابقة مهرجان كان السينمائي خلال مايو الماضي. ينتقل فيه سيساكو إلى مدينة تمبوكتو المالية التي تعرضت للسيطرة من قبل جماعة إسلامية تطبق أحكام الشريعة فيها على طريقتها الخاصة، ليحطموا السلم الاجتماعي والإنساني والتعايش الرقيق مع الطبيعة التي يعيشها أهالي المدينة منذ قديم الزمن، ويدخلون كلمات مثل الحجاب والقفازات والجلد والرجم في ثقافة منطقة لم تعرف سوى الهدوء والمحبة.

سيساكو يحرك الأحداث في فيلمه بهدوء يصل لدرجة البطء، مستلهما إيقاعه من شكل الحياة في المدينة التي لم تعد هادئة، وموتيفات الدراما من ثقافة المدينة التي يتعامل أهلها مع الماشية باعتبارها مصدرا للفخر والسعادة، فيسمي كل منهم أبقاره بأسماء محددة، ويحكي عنها بحب وبهجة، لتنقلب الآية بوصول من لا يؤمنون بأي قواعد أو أعراف بخلاف الدين على طريقتهم، ويصدمون الراعي الذي يقبضون عليه بأن عليه أن يدفع ماشيته المحبوبة كديّة، في شرخ بين من يطلق على أبقاره أسماء من فرط حبه لها، ومن يعتبرها رقما يجب التضحية به. الأول يحب إنسانيته قبل حبه للحيوان، والثاني يكره كل شيء ويسعى لنشر الكراهية.

يعيب الفيلم المباشرة في طرح القضية ببعض مشاهده، والناتج عن رغبة سيساكو في التصدي للقضية بوضوح يصل لجميع الجنسيات والثقافات، فلم يكن الناتج دائما بنفس طموح الهدف.

جزيرة الذرة

إحدى التحف البصرية التي يعرضها المهرجان في برنامج آفاق جديدة، وهو الفيلم الثاني للمخرج الجورجي الموهوب جورج أوفاشفيلي، والذي اختار لفيلمه موقعا مثاليا لتقديم دراما بصرية: جزر نهر إنجويري الفاصل بين جورجيا وأبخازيا، والذي ينحصر لعدة شهور في السنة فتظهر هذه الجزر ليأتي المزارعون لها فيزرعون الذرة ويحصدونه قبل اختفاء الجزر مجددا مع عودة المياه لمنسوبها.

الفكرة كافية لتوضيح القوة البصرية التي يمكن الخروج بها من هذا المكان، والتي يراهن المخرج عليها مقللا الحوار والأحداث الدرامية في فيلمه للحد الأدنى، مكتفيا بحكاية مزارع عجوز يعيش مع حفيدته على إحدى هذه الجزر، محاولا التعايش مع الطبيعة القاسية من جهة، ومع الحرب التي اندلعت في الجوار وبدأت آثارها في الوصول إلى جزيرته من جهة أخرى. الفيلم تجربة بصرية شديدة الإمتاع والأهمية، كانت السبب الرئيسي في تتويجه بالجائزة الكبرى في مهرجان "كارلوفي فاري" قبل أسابيع قليلة من عرضه في أبو ظبي.

موقع "دوت مصر" في

28.10.2014

 
 

محمد حفظى يشارك فى برنامج حوارات فى السينما

كتب- محمد فهمى:

شارك السيناريست والمنتج المصري محمد حفظي في حلقتين نقاشيتين ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي انطلق في 23 أكتوبر الجاري، ويستمر حتى 1 نوفمبر، ضمن برنامج حوارات في السينما الذي يقيمه المهرجان سنوياً.

يناقش البرنامج موضوعات حيوية حول السينما العربية وصناعة الأفلام العالمية، ويشمل محاضرات تخصصية من رواد صناعة السينما وحوارات مع محترفي هذه الصناعة الرئيسيين وكذلك المواهب السينمائية.

جمعت الحلقة النقاشية الأولى منتجي الفيلم الروائي الإماراتي A to B الذي يسهم حفظي في تأليفه وإنتاجه، وذلك للتحدث عن تجربة صناعة الفيلم الذي افتتح الدورة الثامنة من المهرجان، وعُقدت الحلقة يوم الجمعة 24 أكتوبر.

تحدث فيها صناع فيلم A to B عن المراحل المختلفة في صناعة الأفلام، بدءاً من مرحلة التطوير، ووصولاً إلى مرحلة ما بعد الإنتاج، مع التطرق لمتطلبات إنتاج الأفلام الروائية محلياً، وذلك باعتبار الفيلم نموذجاً.
أشار حفظي خلال هذه الحلقة إلى أن مشروع فيلم A to B بدأ في 2012، وكان نتاج 7 أو 8 مسودات سيناريو، وعن مضمون الفيلم أضاف قائلاً "الفيلم لا يركز على الكوميديا فقط، وإنما لكل شخصية خط تسير في إطاره، والفيلم عبارة عن رحلة، بها عوائق وتساؤلات تطرحها الشخصيات على أنفسهم، ذلك إضافة إلى المواقف التي يمرون بها، فهناك جانب المغامرة والعلاقات الشخصية والصداقة، وذلك حتى يخرج الفيلم في النهاية حقيقياً ومشوقاً".

الحلقة النقاشية الثانية، شارك بها حفظي ضمن مجموعة من صناع السينما في 26 أكتوبر - تشرين الأول، حيث ناقشوا الخروج بالفيلم العربي إلى العالمية، وتضمن النقاش دراسة أساليب التمثيل المختلفة في السينما العربية وتأثير ذلك على حضورها على المستوى العالمي، حيث إن المؤشرات توضح أن طريقة تمثيل الفنانين العرب قد لا تروق للجمهور من مختلف أنحاء العالم، وهذا ما يؤثر على وصول السينما العربية إلى العالمية.

وتعرَّض حفظي خلال الحلقة الثانية إلى الفيلم الأردني ذيب للمخرج ناجي أبو نوَّار، الذي وصفه بأنه واحد من أنجح الأفلام العربية على صعيد المهرجانات العالمية، وأرجع حفظي السبب في ذلك إلى تميزه بالعفوية واعتماده على وجوه شابة واعدة وجديدة.

الفيلم الروائي A to B يشهد تعاوناً بين فريق رائع من كبار صناع السينما العربية، فهو من تأليف السيناريست والمنتج محمد حفظي بمشاركة أشرف حمدي وروني خليل، وذلك عن قصة السينمائي الإماراتي على مصطفى الذي يتولى إخراج الفيلم ويسهم في إنتاجه أيضاً بالتعاون مع حفظي، اللبناني بول بابوجيان، مؤسسة twofour54 أبوظبي وشركة إيمج نيشن أبوظبي.

يشارك في بطولة فيلم A to B الكوميدي المصري شادي ألفونس الذي حصل على شهرته من خلال ظهوره في البرنامج مع باسم يوسف، الفنانة الشابة يسرا اللوزي والكوميدي السعودي فهد البتيري.

يستهدف الفيلم الجماهير العربية في الوطن العربي والعالم، وهو كوميديا حول 3 شباب عرب يعيشون في أبوظبي ويقررون القيام برحلة برية ينطلقون فيها إلى بيروت من أجل إحياء ذكرى صديقهم المقرب الذي قُتل خلال الاجتياح الإسرائيلي بلبنان سنة 2006 فيخطط الشباب للسفر مسافة 2500 كيلومتر على مدار 3 أيام، ولكن تواجههم العديد من العراقيل فتضفي إلى مغامراتهم لحظات من المرح أثناء مواجهتهم العديد من التحديات في رحلتهم عبر المنطقة العربية.

تعتبر آخر تجارب الكتابة والتأليف لـمحمد حفظي قبل فيلم A to B في عام 2007 من خلال فيلم "45 يوماً"، حيث لم يتوقف حفظي عن صناعة الأفلام منذ ذلك الوقت، وقام بإنتاج العديد من الأفلام المهمة خلال الفترة نفسها، وذلك مثل أفلام "زي النهارده، سمير وشهير وبهير، ميكروفون، فرش وغطا، فيلا 69" وغيرها من الأفلام.

مخرج فيلم "ذيب" يحصل على جائزة مجلة فارايتي

خاص- بوابة الوفد:

بعد فوزه بـجائزة أفضل مخرج عن فيلم "ذيب" في مسابقة آفاق جديدة من مهرجان فينيسيا السينمائي، اختارت مجلة "فارايتي" المخرج ناجي أبو نوَّار ليكون أفضل صانع أفلام عربي لهذا العام، وقد تسلَّم مخرج الفيلم الأردني الجائزة يوم الاثنين 27 أكتوبر في حفل أقيم بـقصر الإمارات ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبي السينمائي.

يتزامن هذا مع العرض الأول في العالم العربي لفيلم ذيب في الدورة الثامنة من مهرجان أبو ظبي السينمائي، حيث يتنافس الفيلم مع 18 فيلماً أخرى ضمن مسابقة آفاق جديدة التي تعرض أفلاماً روائية طويلة لمخرجين من أنحاء العالم في تجربتهما الإخراجية الأولى والثانية، وقد عُرض ذيب يوم الأحد 26 أكتوبر - تشرين، وسوف يُعرض مرة أخرى يوم الثلاثاء 28 من الشهر نفسه.

شارك ذيب خلال الشهر الحالي في مهرجان لندن السينمائي الذي يُعد أهم المهرجانات الأوروبية، حيث نافس الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الأولى مع 11 فيلماً أخرى على جائزة سذرلاند، وحصل الفيلم من خلال ذلك على تنويه خاص، كما شارك ذيب أيضاً في الدورة الـ16 من مهرجان مومباي السينمائي.

الوفد المصرية في

28.10.2014

 
 

«قط» عمرو واكد يثير الجدل في عرضه الأول بـ«أبوظبى السينمائي»

كتب: أحمد الجزار

أثار فيلم «القط» لإبراهيم البطوط، وبطولة عمرو واكد، الجدل في مهرجان أبوظبى السينمائي بعد عرضه ضمن أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان، حيث وصفه البعض بأنه يحمل رؤية فلسفية صعبت من فهم رسالته، حتى إن بعض الجمهور لم يفهم بشكل واضح رسالة الفيلم، بينما هاجم البعض تركيز الفيلم على إظهار المناطق العشوائية بشكل سيئ.

وعلق «واكد» على ذلك بقوله إن الفيلم ربط بين مشكلة حالية وهى بيع الأاعضاء البشرية وبين قصة فرعونية شهيرة تعد أول جريمة تقطيع أعضاء، وهو ما جعل الفيلم يتحرك في مناطق مختلفة.

وأضاف: «أشرنا إلى اليهودية والمسيحية والإسلام لنؤكد أنه رغم مرور قرون على تواجد هذه الديانات إلا أننا مازلنا نقوم بعمليات بيع الأعضاء، وكان لابد أن يركز الفيلم على المناطق العشوائية لأنها متعلقة بأبطال الحكاية ولم يكن هناك قصد أو تعمد من إظهار أى شيء قبيح لأن هذه المناطق موجودة بالفعل ومصر ليست قصورا فقط وهناك العديد من المناطق العشوائية».

وقال فاروق الفيشاوي، أحد أبطال الفيلم، ويجسد شخصية الرجل الغامض: «العمل يحمل رسالة ومضمونا هادفا وهذا ما جعلني أتحمس لخوض التجربة، خاصة أن معظم الأعمال التي تقدم الآن (تافهة)».

حضر من صناع الفيلم المخرج إبراهيم البطوط وصلاح الحنفي وسارة شاهين والوجه الجديد سلمي ياقوت، بينما حضر من الفنانين المصريين المشاركين في المهرجان كل من حسن يوسف وأحمد بدير ونيللي كريم ومروان حامد.

تدور أحداث الفيلم حول «القط» الذي يقرر الانتقام من إحدى عصابات خطف أطفال الشوارع وبيع أعضائها بعد أن تم خطف ابنته منذ طفولتها لتخيله أن ابنته قد تكون إحدي الضحايا التي يتم خطفهن، ليدخل في مواجهة كبيرة مع «فتحي» صلاح الحنفي، رئيس العصابة، لكن يظهر له فجأة الرجل الغامض، فاروق الفيشاوي، ويطلب منه أن ينحاز في صفه ليتخلص من فتحي نهائيا.

نور الشريف يعتذر عن حضور «مهرجان أبو ظبي» في اللحظات الأخيرة

كتب: أحمد الجزار

اضطر النجم نور الشريف الاعتذار في اللحظات الأخيرة عن حضور الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي بعد أن كان مقرر وصوله، الجمعة الماضية.

وقال «الشريف» في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» إن الاعتذار كان بسبب حالة الإجهاد التي تعرض لها خلال الأيام الماضية، بسبب تصوير مشاهده في فيلم «بتوقيت القاهرة»، مع المخرج أمير رمسيس.

وأضاف: «كنت أتمنى حضور المهرجان لمشاهدة بعض الأصدقاء ومتابعة أحداث الإنتاجات السينمائية التي يحتفي بها المهرجان، ولكن كان صعبا».

وأكد أنه انتهى من تصوير مشاهد الفيلم بالكامل باستثناء 3 أيام من التصوير الخارجي سيقوم بتصويرها في الإسكندرية.

محمد حفظي: فيلم «a to b» سيعرض في مصر بالتزامن مع «أبو ظبي السينمائي»

كتب: أحمد الجزار

قال المنتج والسينارست، محمد حفظي، إن شركة توزيع فيلم a to b، الذي افتتح الدورة الثامنة لمهرجان أبو ظبي تقرر عرضه في دور العرض المصرية بالتزامن مع عرضه في دبي.

وأضاف «حفظي» أنه تقرر أيضا عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الجديدة، والتي ستنطلق في الفترة من 9 إلى 16 نوفمبر المقبل.

وأعرب «حفظي» عن سعادته برد الفعل الذي حققه الفيلم، مؤكدا أن التجربة كانت حلم له منذ 4 سنوات، مشيرا إلى أن تقديم فيلم بهذه المواصفات لم يكن سهلا على الإطلاق، لأنه يضم صناع سينما من جميع الدول العربية تقريبا.

وتابع: «حان الوقت لتقديم تجارب إنتاج مشترك بين هذه الدول للوصول بالأفلام إلى مستوى مختلف التوزيع».

المصري اليوم في

28.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)