كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

"مهرجان أبوظبي السينمائي".. ومخرجون بين بلدين

3 أفلام إيرانية.. قسوة الحياة وبهاء السينما

نديم جرجوره

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

الدهشة صفة صالحة لانفعال ناشئ من مُشاهدة ثلاثة أفلام روائية طويلة حديثة الإنتاج، لثلاثة مخرجين إيرانيين. صفة تختزل فعل المُشاهدة، وتحاول أن تكتفي بذاتها بدلاً من الاسترسال في التحليل والنقاش. مخرجان اثنان منهم مقيمان في الولايات المتحدة الأميركية. شابان يحفران عميقاً في صناعة صورة سينمائية منتمية إلى المشهد الدولي للفن السابع. يُكمّلان ما تصنعه ثالثتهما، المقيمة في بلدها، والغارقة في مخاض العيش الاجتماعي فيها. يلتقون معاً في السينما، ويصنعون كلٌّ بمفرده سينما تذهب إلى أقصى التجريب البصريّ أحياناً، كي تروي فصولاً قاسية من واقع إنساني، أو تُسرف في واقعيتها كي تختبر معنى الصورة في محاكاة اللحظة والحكاية.

صناعة سينمائية

كبيرتهم سنّاً واختبارات مقيمة في بلدها. رخشان بني اعتماد (مواليد طهران، 3 نيسان 1954) مستمرّة في خوض مغامرة البحث في ثنايا بيئتها وأحوال ناسها. "قصص" (جائزة أفضل سيناريو في مهرجان البندقية، 2014) إمعان في تفكيك بنى الحياة اليومية الإيرانية، وكشف بعض المبطّن، وفضح النظام الحياتي المتحكّم بالعيش، ونقل تفاصيل عن أناس يُراد لهم مزيد من التهميش. المخرجان الآخران هما: آنا ليلي أميربور (لا تقول تاريخ ولادتها لأحد، لكن ملامحها تشير إلى بلوغها الـ 35 من العمر تقريباً. ولدت في بريطانيا، وتعيش في أميركا منذ سنين طويلة)، ورامين بحراني (مواليد "ونستون ـ ساليم" في كارولينا الجنوبية، 20 آذار 1975). للأولى فيلمٌ موصوف في الغرب بكونه "فيلم مصاصي دماء وسترن إيراني"، يحمل عنوان "فتاة تمضي وحيدة إلى المنزل ليلاً". للثاني فيلم "نضاليّ" مُسرف بواقعيته السينمائية، من دون بكائيات وتسطيح وخطابيات جوفاء: "99 منزلاً".

تُشكّل الأفلام الثلاثة، المُشاركة في برامج ومسابقات مختلفة في الدورة الثامنة (23 تشرين الأول ـ 1 تشرين الثاني 2014) لـ"مهرجان أبوظبي السينمائي"، جزءاً أساسياً من سينما إيرانية جديدة. سينما لا علاقة لها بجغرافيا الولادة أو الإقامة، بل برؤية صائبة في توجيه الكاميرا إلى الأمكنة الحسّاسة في المجتمع والروح وأنظمة الحياة، وبمتخيّل قادر على الذهاب بعيداً في قراءته الواقع. في "قصص"، الواقعية شديدة الوضوح، والمتخيّل السينمائي متمكّن من ترتيب الحكايات وفقاً لمسار سرديّ ينقل الواقع كما هو، ويترك للتوليف مهمة إنجاز المنحى الإنساني للنصّ. الواقعية شديدة الوضوح أيضاً في "99 منزلاً"، وإن اختلف القهر الفرديّ الراهن بين واقعين حياتيين إيراني وأميركي. "قصص" يغوص في قاع المدينة، كاشفاً اهتراءها الاجتماعي والروحي والذاتي. "99 منزلاً" يتوغّل في إفرازات الأزمة المالية الأميركية الأخيرة، فاضحاً وحشية "اللوبي العقاريّ" العنيف في موازنته بين الاستبداد وتراكم الأموال. الحبّ المعلّق، والأمراض المستعصية في المجتمع والجسد، والفقر ونتائجه، والاحتيال ومفاعيله، أمور صانعة "قصص" بني اعتماد. القروض غير المُسدَّدة في مواعيدها أداة لتحطيم الفقراء وتشريدهم، سواء كانوا شباباً في مقتبل العمر، أم عجائز وحيدين في هذا العالم. الفساد جامعٌ بين الفيلمين: فساد الإدارة الرسمية (قصص)، أو فساد العقل التجاري (99 منزلاً). لكن الفساد الأول ليس حكراً على مؤسّسات رسمية أو خاصّة (طرد العمّال من دون إعطائهم حقوقهم مثلاً)، لتفشّيه في الاجتماع كلّه. الفساد الثاني منخرطٌ في لعبة الرأسمال وقذاراته. تكوين ثروات يُفترض به أن يتمّ خارج المصارف والإدارات الحكومية. الانقضاض على منازل الناس "أفضل" وسيلة لتراكم المال. انعدام كلّ حس إنساني واجبٌ وضرورة.

السخرية أداة سينمائية لتعرية جانب من الرأسمالية الأميركية. مطرودٌ من بيته مع ابنه ووالدته يتحوّل سريعاً إلى طارد آخرين من منازلهم من دون شفقة ولا رحمة. يُريد جمع المال لاستعادة منزل الذكريات. الوحش العقاري لا ذكريات له. السخرية المريرة في "99 منزلاً" شبيهة بالسخرية المريرة في "قصص". لكنها في فيلم رخشان بني اعتماد مبطّنة وقاسية في كشف فظائع الحياة اليومية (إدمان على المخدرات، بيع الجسد النسائي من أجل لقمة عيش، انعدام كل اهتمام بالمتقاعدين وكبار السنّ، إلخ). قصص مروية بأسلوب يوهم بتوهانه بين توثيق وسرد. لعبة جميلة سينمائياً تصنعها رخشان بني اعتماد في مواكبتها شيئاً من خراب بيئتها. رامين بحراني متعمّقٌ في فساد النظام المالي والاقتصادي في أميركا، وقابضٌ على مفاتيح اللعبة البصرية أيضاً. الفيلمان "نضاليان" من دون خطاب ومباشرة. بسيطان إنتاجاً، لكنهما عميقان في الفضح والكشف والتعرية. ساخران بمرارة وألم، لكنهما واقعيان بسردهما حقائق مُعاشة. يميلان إلى الإنسان الفرد وحقوقه، ويسردان أشياء من حكايته، وينقلان وجعاً وتمزّقاً، ويعكسان سقوط الفرد في تدمير ذاتي، أو في تهميش متعمَّد، أو في مرض قاتل، أو في نظام متكامل يؤدّي إلى صناعة الوحش. الوحش المصنوع بإرادة الرأسمال ينقلب على انقلابه الأول كي يستعيد إنسانيته، بعد أن اختبر درب الآلام (99 منزلاً). الوحش في "قصص" عاجزٌ عن ارتكاب انقلابه على واقعه لشدّة بؤس الواقع، فيأخذ ضحاياه إلى موتهم التدريجي البطيء.

غرائبية

مع آنا ليلي أميربور، تأتي السينما من تأثيرات جمّة (جيم جارموش، كوانتن تارانتينو، جيمس دين، وسترن سباغيتي، مصاصو الدماء). مزيج من أنماط سينمائية لمرافقة شخصيات عديدة في سيرها على طريق آلام لا تنتهي إلاّ بالانقلاب على أقدارها. "مدينة قذرة" لا ملامح جغرافية واضحة لها. هناك النفط، وهناك الظلام شبه الدائم، وهناك أناس واقعون في شقاء وتمزّق. إدمان على المخدّرات ودعارة وانسداد أفق، أمور تُحسن مصاصة دماء مراقبتها وتعقّب ضحاياها، والعمل على إنقاذهم من ورطاتهم. ليس ضحاياها جميعهم، بل اثنان فقط اختارتهما كي تذهب بهما إلى تحرّر ما من واقع. الحبّ طريقٌ إلى جعلها أكثر بشرية. سلوكها يُفضي بها إلى تفعيل أكبر لإنسانيتها. المرأة التي تبيع جسدها من أجل حفنة من المال قادمة إلى بؤسها من حزن عميق فيها. الشاب محاصرٌ بين أب مدمن، ومجتمع منغلق، وانعدام أفق. شبيهٌ هو بجيم ستارك (جيمس دين) في "ثائر من دون قضية" (1955) لنيكولاس راي (برنامج "كلاسيكيات مُرمَّمة" في المهرجان)، شكلاً وسلوكاً ونمط حياة. تُعينه مصّاصة الدماء على الخلاص، فيُكافئها بالهروب معها إلى مكان/ حياة آخر.

"فتاة تمضي وحيدة إلى المنزل ليلاً" عالم متكامل من الغرائبية البصرية والصُور السينمائية. مناخ درامي غارقٌ في سوداوية الحياة وسواد الليل. الإضاءة والتصوير (لايل فنسنت) مدهشان بجمالياتهما الدرامية والفنية. التوليف (أليكس أوفلين) تنظيم إبداعي للبناء الفيلمي. الحكاية تُصيب عصب الحياة بمعالمها المتناقضة والصدامية، تماماً كما في "قصص" رخشان بني اعتماد، و"99 منزلاً" لرامين بحراني.

السفير اللبنانية في

27.10.2014

 
 

لن يخرج بدون غلة وفيرة من الجوائز

تحفة فنية سينمائية أردنية... يحققها «ذيب» في «أبوظبي السينمائي»

"سينماتوغراف" ـ أبوظبي ـ بشار إبراهيم

هذه المرة، لم يكن ما قيل عنه بلا معنى، أو على أيّ قدر من المبالغة، إذ كشف العرض العربي الأول للفيلم الأردني «ذيب»، للمخرج الشاب ناجي أبو نوار، الذي جرى مساء يوم الأحد 26 أكتوبر 2014، عن حقيقة هذا الفيلم الجميل، المبدع، الجريء، الممتع، الذي يمكنه ببساطة أن ينافس على الذروة الإبداعية لما حققته السينما الأردنية، في أكثر من نصف قرن مضى من عمرها.

يمكن للمتابع أن يلتفت إلى الوراء سنوات قليلة فقط، لينتبه إلى أن السينما الأردنية قدّمت، في العقد الأخير، مجموعة من التجارب السينمائية الجديدة. «كابتن أبو رائد»، لأمين مطالقة (2007)، الذي نال مخرجه جائزة «شخصية العام السينمائية في الشرق الأوسط»، من الدورة الثانية من «أبوظبي السينمائي» (2008). «مدن الترانزيت»، لمحمد الحشكي (2010)، الفيلم الذي بجائزة التحكيم الخاصة في «مسابقة المهر العربي» في «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، عام 2010، وجائزة «الاتحاد الدولي لنقاد السينما» (فيبريسكي)، في الدورة ذاتها. «فرق سبع ساعات» لديما عمرو (2011).

قبل ذلك بوقت وافر، كانت تجربة فيلم «حكاية شرقية»، بإخراج نجدت أنزور (1991)، وبطولة محمد قباني، وجميل عواد، وجولييت عواد، والتي ساهم بكتابتها السينمائي عدنان مدانات عن رواية لهاني الراهب، أُريد منها القطيعة عن البدايات المرتكبة التائهة، منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي.

هذه المرة، يأتي المخرج السينمائي الشاب الأردني ناجي أبو نوار ليكسر كثير من الأنماط المعهودة، ويحقق فيلماً سينمائياً مدهشاً.

أولاً: يكسر أبو نوار فكرة أن الموضوع البدوي صالح فقط للدراما التلفزيونية الشهيرة، و«سواليفها» المستقرة، من «رأس غليص» إلى «وضحة وابن عجلان»، وحكايات الشرف والعار.

ثانياً: يمرّ الفيلم برشاقة ومهارة بمحاذاة «لورانس العرب»، دون أن يشابهه أو يقتديه، حتى وإن كان يذهب إلى أجواء وحوادث لا تبعد عنه، خاصة وأن الفترة الزمنية التي تدور فيها حكاية «ذيب»، و«لورنس» هي ذاتها.

ثالثاً: تتبدى مهارة المخرج الشاب في قدرته على سرد حكاية مثيرة، وإدارة ممثلين مبدعين، لا سابق خبرة لهم في التمثيل، خاصة الطفل «ذيب» (بأداء ممتاز من الفتى جاسر عيد)، بكثير من الاقتصاد، عززته الرؤية الإخراجية التي عرفت اختيار زوايا التصوير، ومنظور اللقطات، وأحجامها.

يتحوّل «ذيب» في كثير من لحظاته إلى فيلم ملحمي، ذي صبغة عالمية. يأخذ من نكهة الـ«ويسترن» شيئاً، ومن نوع فيلم الطريق «رود موفي» أشياء أخرى، ومن مباغتات الصدفة والمفاجأة أشياء، ومن القدرات الخارقة قدراً غير بسيط، ليمزجها معاً، في سبيل الانتهاء إلى فيلم يتوفر فيه قدر من التشويق، والتسلية، والإثارة، والمغامرة، دون أن يتخلى عن فنياته البادية على مستوى التمثيل، والتصوير، والمونتاج، والموسيقى.

فيلم «ذيب». فيلم احترافي حقيقي. فيلم ستنسى دائماً أن من يقف خلفه مخرج شاب، في أول أفلامه الروائية الطويلة. فيلم «ذيب» يأخذك بسحر إلى عوالم زاهية مع  أبطال لم تشاهدهم من قبل على شاشة السينما بهذا الحضور، والتلقائية والعفوية. ولا تتوقع أن يأخذوك ببساطة هذه الحكاية، التي كما هي بسيطة، وربما ساذجة، كذلك عميقة، وذات مغزى بعيد المدى.

ربما يكون العيب الوحيد في الفيلم أنه كان أصلاً فيلماً روائياً قصيراً، وتدحرج بالتطوير والاشتغال عليه إلى أصبح فيلماً روائياً طويلاً. هذا فيلم، ربما كان من 15 دقيقة، وتطوّر إلى أن أصبح من 100 دقيقة. وما بين الحالتين جرى العمل على بلورته وتطويره، بالاعتماد على خبرات متعددة، سنرى أثرها واضحاً، في التصوير والمونتاج، دون أن ننسى أن أبو نوار ذاته هو نتاج تمازج ثقافي أردني إنجليزي.

فيلم «ذيب»، الذي نال في عرضه العالمي الأول جائزة أفضل مخرج من مسابقة «آفاق جديدة» (أوريزونتي)، في مهرجان فينيسيا (صيف 2014)، والذي شهدنا عرضه الدولي، والعربي، الأول خلال الدورة الثامنة من «مهرجان أبوظبي السينمائي»، والحائز على دعم من صندوق «سند»، في مراحل التطوير، وما بعد الإنتاج، يثبت أن الإمكانيات السينمائية في البلدان العربية الهامشية الحضور السينمائي قادرة على التقدم إلى متن هذا الحضور والمنافسة بقوة.

ويقيننا أن «ذيب» لن يخرج من الدورة الثامنة من «أبوظبي السينمائي»، بدون غلة وفيرة من الجوائز، إن وقع هوى لجنة التحكيم على إيقاع هوى الجمهور والنقاد.. وهوانا.

ينافس في مسابقة "آفاق جديدة" بمهرجان أبوظبي السينمائي

"معسكر أشعة أكس" لبيتر ساتلر .. البحث عن التواصل الإنساني

يقدّم عرضاً لعلاقة بسيطة وعميقة، محمّلة بمعانٍ مجرّدة

"سينماتوغراف" ـ أبوظبي: هاني مصطفى

تتناول بعض أفلام السينما في العالم العلاقة الإنسانية التي تحدث بين سجين وسجّان، أو بين الأعداء في أزمنة الحروب. ربما تهتمّ الدراما في تلك الأفلام برصد الأشياء غير التقليدية في تلك العلاقة، كالإحترام والتقدير المتبادلين. وتكمن قيمة السينما، في تلك الحالة، في التأكيد على ما ليس سائداً من المشاعر الإنسانية، كتلك المشاعر الإيجابية بين الأضداد، أو المشاعر السلبية بين المحبّين. فيلم "معسكر أشعة أكس" للمخرج الأميركي بيتر ساتلر بيتر ساتلر والذي ينافس في (مسابقة آفاق جديدة) بمهرجان ابوظبي السينمائي في دورته الثامنه، أحد تلك الأفلام التي سعت إلى السير في الاتجاه هذا.

المخرج بيتر ساتلر لم يستغرق وقتاً كي يدخل في رصد تلك العلاقة الإنسانية، بدءاً من المشهد الافتتاحي، المتمثّل بالقبض على شخص يدعى علي في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001، الذي يُنقل فوراً إلى معسكر الاعتقال في غوانتانامو. ينتقل الفيلم بعد ذلك إلى أعوام عديدة، مقدّماً لنا بعض المجنّدين المستجدين للخدمة في الجيش الأميركي، الذين يحرسون المساجين في هذا المعسكر، والتعليمات المحدّدة التي يجب عليهم اتّباعها أثناء خدمتهم.

هناك عدة عناصر تميّز الفيلم، أهمها تطوّر بناء العلاقة الإنسانية بين الشخصيتين الرئيسيتين، وهما المسجون علي (بيمان معادي) والمجنّدة إيمي كول (كرستين ستيوارت). فالحوار هو اللاعب الأساسي في المشاهد التمهيدية التي تجمع البطلين، خاصة عندما يحاول جذب انتباهها وجرّها إلى الحديث معه، ورفضها للحديث بعد أن تلقّت مع زملائها التعليمات من قائدها المباشر، حتى لا يعطون فرصةً لأحد المساجين بالسيطرة على عقولهم. ولعلّها تؤكّد على هذا المفهوم، عندما شبّهت علي في البداية بـ"هانيبال ليكتر"، شخصية الطبيب النفسي المسجون في فيلم "صمت الحملان" (1991) لجوناثان ديمي، المقتبس عن الحلقة الثانية من الثلاثية الروائية لتوماس هاريس، المشهور بقدرته على السيطرة على أي شخص يستمع إليه.

غير أن علي لا يريد سوى أمر واحد فقط، بعد تجاوزه ثمانية أعوام أمضاها معتقلاً في هذا المعسكر، هو يريد تواصلاً إنسانياً. يريد أن يعامله سجّانوه على أنه كائن بشري، وليس حيواناً محبوساً. هذا ما يؤكّد عليه مرّات عديدة في تساؤله: "لماذا تعاملونني بهذه الغلظة؟". عنصرٌ آخر من العناصر المهمة: عدم اعتماد الفيلم على ما يُسمّى بالحدث أو الفعل الدرامي كعنصر مطوِّر لبنية الدراما بشكل عام، فهو يقدّم لنا تطوّراً تدريجياً في بنية العلاقة بين البطلين طيلة الفيلم، وتستمر الأحداث والبطلين قد تغيّرا من داخلهما، لكن لم يتغيّر الواقع.

لا شكّ في أن الممثل الإيراني معادي لديه موهبة متميّزة فى تأدية الشخصيات، خاصة بعد تجربته الرائعة فى "انفصال" لأصغر فرهادي، الفيلم الإيراني الشهير الذي فاز بجائزة "الدب الذهبي" في الدورة الـ 61 (10 ـ 20 فبراير 2011) لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي"، وجائزة "أوسكار" في فئة أفضل فيلم أجنبي في العام نفسه. أما كريستين ستيوارت، فقد عُرفت بدورها في سلسلة أفلام "توايلايت"، التي اشتُهرت بمزجها بين نوعية أفلام مصاصي الدماء والمذؤوبين، وبين قصّة حب رومانسية.

تجربة ستيوارت في فيلم "معسر أشعة أكس" مختلفة بعض الشيء، إذ أنها تقدّم في بعض المشاهد مهارة استخدام تعبيرين في آن واحد، وهي المقدرة التي يجب أن يتحلّى بها كل ممثل محترف، في أنه يُظهر تعبيراً بوجهه، لكنه يعطي بعينيه معنى آخر.

يقدّم الفيلم الذي عُرض في الدورة الـ 30 لـ"مهرجان صاندانس السينمائي" 2014 عرضاً لعلاقة إنسانية بسيطة وعميقة، محمّلة بمعانٍ مجرّدة، وهي رغبة البشر في التواصل على الرغم من الاختلافات السياسية والثقافية كلّها.

عمل سينمائي معاصر يغيب فيه الحوار

"تجربة" لألكسندر كوت.. الصمت كمدخل إلى إستعادة متعة النظر

"سينماتوغراف" ـ أبوظبي : مصطفى المسناوي

هل لا يزال ممكناً إخراج أفلام صامتة في زمن السينما الناطقة؟، سؤالٌ ردّ عليه عدد من المخرجين بالإيجاب في العقود الأخيرة، آخرهم الفرنسي ميشال هازانافيزيوس في فيلمه "الفنان" (2011)، الذي حاز عشرات الجوائز، من بينها خمس أوسكارات في العام 2012.  

لكن، إذا كان هازانافيزيوس أخرج فيلماً خاضعاً لجماليات السينما الصامتة القديمة، التي تعتمد على الأبيض والأسود واللوحات المكتوبة المتضمنة للحوارات والشارحة للمواقف، فإن المخرج الروسي ألكسندر كوت يلجأ، في "تجربة" المشارك في (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة لمهرجان أبوظبي السينمائي) إلى خيار صعب لا يخلو من مغامرة، بإنجازه عملاً سينمائياً معاصراً تماماً، أي لا علاقة له ببدايات الفن السابع، تحضر فيه الموسيقى والمؤثرات الصوتية، لكن يغيب عنه الحوار، وتغيب كل كلمة منطوقة أو إشارة مكتوبة يمكنها أن تحدّد لنا علاقات الشخصيات بعضها بالبعض الآخر، أو المكان الذي تدور فيه الأحداث وزمانها، بحيث نكون مضطرين للإستعانة بالتقديم المكتوب المرافق للفيلم من خارجه، لكي نتمكّن ـ وقد صرنا سجناء تقاليد المُشاهدة التي رسّختها السينما الناطقة ـ من استعادة العلاقة بالسرد المعتَمَد على الصورة وحدها فقط، ولكي نتمكّن أيضاً من متابعة الفيلم، والاستمتاع به.

يقول التقديم المكتوب إن أحداث الفيلم تدور في سهوب قازاخستان خلال فصل الصيف، وتحديداً في شهر أغسطس 1953 بـ"سيميبالاتينسك"، حيث يعيش الأب تولغات وابنته دينارة في بيت ناء بعيد عن الناس والحضارة. لا يخرج الأب وابنته عن روتين يومي لا يتغيّر: يذهب بشاحنته صباحاً إلى العمل ويعود مساءً، بينما تظلّ هي في البيت ترعاه وتتعهّده إلى حين عودته. يقع الإثنان في قلب السرد الفيلمي، وبجوارهما تظهر شخصيتان إضافيتان: الفتى كايسين، الذي يقطن رفقة عائلته في أقرب بيت من المكان الذي تُقيم دينارة فيه، والذي يحبّها وينوي الزواج بها، لولا ظهور الشخصية الرابعة القادمة من العاصمة موسكو، أي الفتى ماكسيم سميموف، الذي سيُغرم بالفتاة وتغرم هي به، منهيان بذلك حلم الفتى كايسين.

جاء ماكسيم إلى هذا المكان النائي في إطار عمله كمساعد مُصوّر (كاميرامان)، ضمن فريق عمل مُكلّف بمهمة سرية: تصوير أول تجربة لتفجير قنبلة هيدروجينية في العالم. بذلك، تلتقي قصّة الحبّ الجارف التي يعيشها الفتية الثلاثة، كلٌّ على نحوه الخاص، بتجربة ستلقي ظلالها على تاريخ العالم، وتحدّد مسار "الحرب الباردة"، فيما سيعقب هذا التاريخ (أغسطس 1953) من سنوات.

ولتصوير هذا اللقاء بين "التجربتين" في فيلم من دون حوار، يعتمد ألكسندر كوت على مدير التصوير البارع والمقتدر ليفان كابانادزه، الذي يُعيد إحياء لغة الصورة بطريقته الخاصة، مُعتمداً على تركيبات هندسية أخّاذة، تزاوج بين اللون ودرجة الضوء واختيار الزاوية والإطار، ما يجعل كلّ لقطة لوحة تشكيلية بحدّ ذاتها، وبما يحوّل اللقطات ـ عند ربطها بعضها بالبعض الآخر ـ إلى سمفونية بصرية أخّاذة، تقرّب المُشاهد من المكان والشخصيات بقدر ما تقوده نحو متعة مفتَقَدة وغير منتظرة في آن واحد. ينطبق هذا على اللقطات الداخلية، والقريبة أو القريبة جداً للأشخاص، كما ينطبق على اللقطات البانورامية للطبيعة اللانهائية، أو تلك التي يتمّ تصويرها في مواجهة الشمس.

إن "التجربة" البشرية هنا، على الرغم من أنها الأساس، لم تعد تعني شيئا أمام "التجربة" الكبرى المقبلة: تجربة تفجير القنبلة. لذلك، يبني المخرج فيلمه على خيارات جمالية من شأنها أن توحي بذلك، على رأسها تحريكه شخصياته بحياد يغيب معه، عموماً، كلّ انفعال: سواء في علاقة دينارة بأبيها، أو في علاقتها بعشيقيها. وذلك علاوة على اللجوء إلى الزوايا العالية جداً (عين النسر) في اللقطات الضابطة لإيقاع الفيلم، والمتعامدة مع سطح الأرض، حيث يبدو الأشخاص كالنمل، وبالتالي يُمكن توقّع "انسحاقهم" المقبل.

يقول ألكسندر كوت، مُبرّراً خيار صمت الشخصيات في فيلمه، إن "التواصل الصامت يحمل أحياناً من المعاني أكثر مما تحمله الحوارات الفارغة. هذا الفيلم موجّه إلى أولئك الذين يحبّون النظر. وإلى أولئك الذين يتذكّرون أن السينما صورة قبل كل شيء".

على هامش "حوارات السينما" بالدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي

رشيد بوشارب: عبرت مع المهاجرين إلى قضاياهم المهملة

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

على هامش جلسات حوارات السينما، الفعالية المتخصصة التي ينظمها مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة، تحدث المخرج والمنتج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بوشارب الذي يحمل في جعبته ثلاثة ترشيحات للأوسكار عن أفلامه «غبار الحياة» 1995، و«أيام المجد» 2006، و«الخارجون عن القانون» 2010، والتي تناولت موضوع الهجرة والعلاقة بين العرب والغرب. وقد كان بوشارب دائماً مثار جدل كبير من خلال أعماله السينمائية حتى وصف بالمشاكس.

وفاز بوشارب هذا العام بجائزة الإنجاز المهني من مهرجان أبوظبي للسينما مع المنتج الأميركي إدوارد بريسمان نظير مساهمتهما البارزة في السينما العالمية.

ويعرض له خلال المهرجان فيلم «رجلان في المدينة» الذي قام ببطولته الممثل الأميركي فوريست ويتيكر، الذي يؤدي دور محكوم سابق ومعتنق للإسلام. وقد سبق أن شارك هذا الفيلم في دورة العام الحالي من مهرجان برلين السينمائي.

بدأ بوشارب رحلته مع السينما منذ الطفولة المبكرة، وقاده شغفه المبكر بالسينما إلى اعتباره لعبة وحادثاً عرضياً في حياته، حيث كانت قاعة السينما قريبة من البيت، ما أتاح له المجال إلى دخول القاعات في عمر مبكر، وأورث ذلك في نفسه شغفاً كبيراً بالفن السابع، ليقرر بعد أن اشتد عوده أن يذهب بعيداً في رحلة الصورة، لذلك قرر خوض المغامرة الأصعب، فاتصل بإحدى التلفزيونات الفرنسية، ومنها بحث عن مدرسة لصقل موهبته في هذا المجال فكان له ذلك، وانطلق مع التلفزيون قاطعاً الطريق من أولها ليصبح مخرجاً ثم منتجاً.

وفي حديثه عن رحلته تلك خلال الجلسة الحوارية معه، يوضح بوشارب إن الوصول إلى مرحلة الإنتاج كان رغماً عنه، «لأن الساحة السينمائية تفرض عليك ذلك، وهذا لا ينفي أنني في أعمالي السينمائية قد تعاملت مع رجل رائع في إنتاج شريطي الأول، وهو ما قربني أكثر للسينما، وجعلني أخوض تجارب مختلفة، ولا تزال الرحلة طويلة، فأنا في منتصف الطريق، والمشاريع التي أفكر فيها كثيرة، والأعمال القادمة ستحمل الكثير من الأفكار الرائدة».

وعن قضايا الهجرة التي طالما ارتبطت بعدد من أعماله، قال بوشارب: «إنْ تكون منتمياً فهذا في حد ذاته مشكل كبير، إذ لا بد من الخوض في مواضيع غير متناولة، وهذا ما عملت عليه في مراحل مختلفة من مسيرتي السينمائية في فرنسا بالخصوص، إذ تعاملت مع الجالية المغربية والأفريقية في فرنسا، ولا أنفي أنني وجدت صعوبات جمة منذ أن كنت أعمل بالتلفزيون، إذ انطلقت مساعداً، وبعد عام ونصف العام أخرجت فيلمي التلفزي الأول، ثم مررت قسرياً إلى الإنتاج، لأن المرحلة لا تحتمل غير ذلك».

كما لا ينفي أن فرنسا أعطت له الكثير ولغيره من المهاجرين، إذ يؤكد أن فيها كانت المغامرة «حيث كبرنا وعرفنا وتعلمنا وخضنا العديد من التجارب»، وهذا لا يعني أن انتقاله اليوم للعمل في الولايات المتحدة الأميركية لأسباب مادية أساساً، «لأن المال عندي ليس كل شيء»، فهو اليوم برجوازي كما يرى نفسه، وأضاف صاحب «الخارجون عن القانون»: «لقد حاولت جاهداً أن أنوع في اختياراتي وأعمالي، وأن أخوض العديد من التجارب، وأظن أنني نجحت في العديد منها لإيماني بضرورة الاجتهاد والمثابرة والإيمان بالقدرات الكامنة فينا. لقد كان فيلم «أنديجان» تجربة متميزة في مسيرتي، لأنه ببساطة كان صورة صادقة عما يعانيه المحاربون القدامى من الجزائر وأفريقيا من الذين دافعوا عن فرنسا، ولكنهم لم يجدوا منها خلال سنوات طوال غير النكران والجحود، ولكن هذا العمل الفني أزاح النقاب عن الكثير من معاناتهم وجعل السلطات الفرنسية تراجع وضعياتهم».

وعن تجربته الأميركية الأخيرة من خلال فيلم «صوت العدو»، قال بوشارب إنه حكاية مختلفة بين الولايات المتحدة الأميركية والمكسيك، حيث الحدود الطويلة والحيطان العالية، ومن خلاله تناول العديد من القضايا التي بإمكانها أن تكون مادة سينمائية معتبرة.

وعن نصيحته للشباب، قال بوشارب: «على المبدعين السينمائيين الشبان السعي لإبراز خصوصيتهم وتميزهم، فلا إبداع متميز بلا ثقة في الفكرة ودفاع عن الهوية، وألا تكون المسابقات هي الهدف الأساسي من وراء الإنتاج، فالأفكار اليوم كثيرة وهامش الحرية أكبر، وبالإمكان تقديم أفضل الأعمال التي تستطيع تأكيد حضورها».

وخلص بوشارب إلى القول: «إن السينما فريق عمل وكاميرا، والبقية ليس إلا ديكوراً لا غير، ومع ذلك أريد أن أعمل في المكان الذي يهمني، وتركيزي منصب على الشخصيات أساساً، ولكنني حين أكون في الجزائر أكون أكثر مصالحة مع ذاتي وشخصياتي ومحيطي». 

طارق الشناوي يكتب من مهرجان أبو ظبي لـ"سينماتوغراف"

"ذيب " .. الرمال تتكلم سينما!

يأخذك الفيلم من مقعدك في دار العرض لتجد نفسك  وقد أصبحت مشاركا الابطال على الشاشة،  هذا هو احساسي بالفيلم الأردني ّ"ذيب".

تشهد الأردن بحق بداية نهضة سينمائية تابعتها قبل سنوات في العديد من المهرجانات، هذا الفيلم تحديدا يلعب في مساحة مختلفة حيث أن الملعب الدرامي الوحيد هو تلك البيئة البدوية  والصحراء الشاسعة فهى المقدمة وهي عمق الكادر أيضا، بالمناسبة تخصص في تلك النوعيات في الماضي مخرجنا الكبير نيازي مصطفي مع زوجته كوكا التى كانوا يطلقون عليها  نجمة الشاشة البدوية حيث كانت المبارزة بالسيف هي العنوان و في الكادر  الرمال والجمال والخيل وكلمتين باللهجة البدوية أو على طريقة "مجنون ليلي" لأمير الشعراء أحمد شوقي  والدويتو الشهير بين محمد عبد الوهاب وأسمهان وتلك الشطرة الشهيرة " جئت تطلب نارا أم جئت تُشعل البيت نارا".

هذه المرة نعيش الصحراء والمقاومة والاتجار بكل شيء حتى الايمان، والتضحية في سبيل المبدأ بكل شيء حتى الروح ، الفيلم  لا يطلب نارا بل يشعل هذه المرة الشاشة  بنار ووهج الابداع.

المخرج الأردني ناجي أبو نوار يقدم في أول أفلامه الروائية وبمشاركة من باسل غندور في كتابة السيناريو تلك الرؤية التى تُقدم لنا عالم الصحراء في الحرب العالمية الأولى، الاحداث تجري عام 1916 بعد اندلاع الحرب بعامين وكيف نواجة الامبراطورية العثمانية التى  تفرض هيمنتها على العالم العربي، نحن أمام ثلاث قوي، الأولى هي أهل الصحراء  أصحاب الأرض وهم يعملون في مهنة الدليل الذي ينقل الحجيج من تلك البقعة للحج الى بيت الله  الحرام، وهي مهنة متوارثة  في تلك العائلة، والثاني قُطاع الطرق الذين لا يعنيهم سوي الاستحواذ على المال و الخيل والجِمال تحت تهديد السلاح، ثم الغزاة الذين يريدون السيطرة على مقدرات الوطن، نحن نتابع هذا الشريط من خلال رؤية تحمل قدرا  يفيض  بالطزاجة  الابداعية حيث أن البطل هو الطفل الذي أدري دوره جاسر عيد لم يصل بعد الى مرحلة المراهقة وكان عليه وهو في بكارة العمر أن يعيش تفاصيل يتعرف عليها للوهلة الاولي ليكتشف معني الوطن والشرف والنضال والقتل والتضحية  والحيلة والصراع من أجل البقاء.

صُندوق القنبلة الخشبي الذي يحوي ألة تفجير تُصبح حافزا قويا ومؤثرا  ومباشرا  يزيد من جرعة  الترقب  فهو يظل يهددك  كمتفرج بالانفجار وليس فقط الابطال على الشاشة انه يبدو للوهلة الاولى سلاح من أجل مزيد من التشويق، و كلما اقترب أحد وخاصة الطفل من هذا الصندوق تزداد درجة الخوف  ولكن في الحقيقة  هو يتجاوز ذلك بكثير حيث يصبح رمزا لكشف غموض الحياة التى ربما في لحظات تبدو هي أيضا قنبلة  على وشك الانفجار في وجه من يقترب منها، الحالة التى عليها الشاشة حتى في الصمت كانت تعبر عن عين تلتقط الصورة برؤية  مزدوجة بقدر ما هي كشفيه فإنها أيضا درامية وجمالية، الصحراء من خلال عين المخرج تشع حضورا وإبداعا وتتحدي الفقر الظاهر والمباشر الذي يبدو للوهلة الأولى في الصورة  المتكررة بالضرورة قبل أن تنضح بكل تفاصيل الجمال، وتبقي أهم مشاهد الفيلم  عندما يلجأ بطل الفيلم "ذيب" للبئر لكي يحمي نفسه من الموت المحقق  ومن مطاردة قُطاع الطرق حتى ينجو في اللحظات الاخيرة، أنت تتابع التفاصيل بعيون طفل يُمسك بحبل النجاة الذي يتدلى من اعلى وتزداد الترقب  عندما يقطعون الحبل وفي تلك اللحظة  تتحول سواعده الصغيرة إلى مخالب تٌمسك بالصخر  وهي تتشبث بالحياة  داخل البئر، وينجو من الموت ولكنه يقترب منه  عندما يُصبح لزاما عليه أن يتحمل مسؤولية دفنه، اللمحة الثانية علاقته بقاتل أخيه وكيف أن كل منهما في حاجة الى  بقاء حياة الاخر لتستمر الحياة ،الطفل  ينقذه من موت محقق بعد أن أخذ  منه المسدس ومنحه الماء قبل أن يُقتل ظمأً وفي نفس الوقت ينقذه قاتل أخيه  من انفجار الصُندوق الذي يحوي القنبلة.

كل العناصر الابداعية تفوقت خاصة الموسيقي فهي  تلعب دور البطولة  كما أن هناك احساسا شاعريا يغلف الصورة  برغم قسوة المكان وتوحشه وفقره الظاهر، ويبقي فن قيادة الممثل وهو ما برع  ناجي أبو نوار في تحقيقه من خلال قيادته للطفل حيث حافظ المخرج تماما على درجة تلقائيته أمام الكاميرا وهي بقدر ما تبدو مهمة سهلة بقدر ما  تكمن  صعوبتها.

كيف تستطيع أن تحكم على العمل الفني؟، كثيرا ما اواجه هذا السؤال ودائما لدي نفس الاجابة وهي ببساطة أن أترك نفسي ومشاعري للشريط على الشاشة لا احاول  أثناء المشاهدة استرجاع شيء أو المقارنة أو المقاربة فقط أمنح العمل الفني كل  احساسي، وعندما يستحوذ على أبدأ في اكتشاف الاجابة وهو ما حاولت أن أرصده في هذا المقال!.

منتخب رأس ماله استيعاب الاختلاف

هدف واحد من أجل الفوز.. حكاية أضعف فريق كرة في العالم

سينماتوغراف ـ أبو ظبي: أحمد شوقي

إذا كنت من المهتمين بعالم كرة القدم ومتابعيه، فلابد وأنك ستذكر النتيجة الغريبة التي حدثت في تصفيات كأس العالم 2002، عندما تمكن المنتخب الأسترالي من الفوز على منتخب جزر ساموا الأمريكية بنتيجة 31-0 (نعم، واحد وثلاثون هدفا مقابل لا شيء). النتيجة التي قال المؤرخون أنها الأكبر في تاريخ المباريات الرسمية على مستوى المنتخبات، جعلت منتخب ساموا الأمريكية الأسوأ في تاريخ الكرة، فالفريق لم يسجل سوى هدفين فقط طوال 17 عاما، خسر جميع المباريات التي لعبها خلالها دون تحقيق ولو تعادل وحيد، وظل منذ إطلاق الإتحاد الدولي "فيفا" لتصنيفه الشهري، يقبع في الترتيب الأخير!

من هذه النقطة المثيرة للدهشة والسخرية ينطلق الفيلم التسجيلي البريطاني "هدف واحد من أجل الفوز" للمخرجين مايك بريت وستيف جاميسون، اللذان حملا الكاميرا وسافرا إلى الجزر الواقعة وسط المحيط الهادي، ليتابعا حالة الفريق والجهود التي تبذل من أجل تحسين وضع المنتخب، من قبل رئيس إتحاد الكرة في الجزيرة من جهة، والإتحاد الدولي الذي يرسل المدرب الهولندي توماس رونجين ليدير الفريق فيفاجئه ـ ويفاجئ المشاهدين ـ التفاصيل العجيبة للجزر وفريقها.

عن ساموا الأمريكية

فجزر ساموا الأمريكية (وهي غير جزر ساموا) ليست دولة مستقلة، بل هي مجموعة جزر تابعة للحكومة الأمريكية، ويعتبر الرئيس الأمريكي رسميا هو رئيس الدولة، وإن كانت الجزر تمتلك حكومة مستقلة منتخبة بشرط عدم تأسيس أحزاب. الجزر لا يتجاوز مجموع مساحتها المائتي كيلو متر مربع، وسكانها الـ 65 ألف نسمة يعيشون مهددين بصورة دائمة من قبل أمواج التسونامي التي تجتاح الجزر كلما حدث زلزال في قلب المحيط.

هذا على صعيد الجزر، أما المنتخب نفسه فيمكنك تخيل طبيعة اللاعبين في فريق لم يحقق نتيجة إيجابية من 17 عاما. جميع اللاعبين هواة يمارسون الكرة بجوار وظائف بسيطة أخرى يعيشون منها، الكثير منهم يتطوعون في الجيش الأمريكي باعتباره الفرصة الوحيدة لترك الجزيرة والهجرة لأرض الأحلام، وهو ما يوقف مسيرتهم الكروية في أكثر فترات اللاعب قدرة على العطاء، بالإضافة بالطبع للروح المحبطة المسيطرة على الفريق الذي اعتاد تلقي الهزائم بصورة مذلة، لدرجة أن يخسر بالسبعة وثمانية أهداف من جزر أخرى مثل فانواتو وسولومون!

تجربة إنسانية وجنس ثالث

المدرب الهولندي يتعامل مع اللاعبين بقسوة أتى بها من عالم احتراف لا يرحم لجزيرة هادئة لا تعرف العصبية، بل ويتعامل بنفس الطريقة مع رئيس الإتحاد عندما يتشاجر معه ويخبره أمام اللاعبين أنه مُعين من قبل الفيفا، وبالتالي فهو لا يتبع إلا نفسه ولا يسمع إلا صوت رأسه. ولكنه وضع سرعان ما يتغير عندما يبدأ المدرب رونجين في التعرف على الجمال والبساطة في نفوس اللاعبين والجزر الصغيرة التي ينتمون لها، فيتسلق أعلى قمة في الجزيرة مستمتعا رغم الصعوبة، في مشهد يُعمّد فيه رسميا ليصبح ابنا لعالمه الجديد.

ومن ضمن التعايش مع عالمه الجديد استيعاب وجود لاعب/ لاعبة من الفافافيني في الفريق، والفافافيني هم الجنس الثالث في جزر ساموا، الذين يعيشون نصف الوقت كرجال ونصفه كنساء، فهم رجال تشريحيا، لكن ملابسهم وصوتهم وحركاتهم نسائية تماما. وهو الجنس الذي تحتضنه الجزيرة دون مشكلات منذ سنوات طويلة، بل ويعتبر أصحابه من المميزين والمحبوبين اجتماعيا بين الأهالي، على عكس الوضع حتى في دول أوروبية اعترفت منذ سنوات بالحريات الجنسية لكن المتحولين جنسيا لا زالوا يعانون فيها من رفض مجتمعي.

الكل في الفريق يحب جايا سايلوا، اللاعبة المتحولة جنسيا التي تلعب مع الرجال بحكم تكوين جسدها الأصلي، والتي تحلم بخلاف تحقيق أول فوز، في أن ترتدي فستانا من تصميم بيت أزياء عالمي تسير به على السجادة الحمراء!

استيعاب يؤدي لنصر

يستوعب المدرب رونجين هذا الاختلاف الثقافي الموجود في فريقه، والذي يعكس روح التوافق المسيطرة على أهالي الجزر. حياتهم بسيطة ومشاكلهم صغيرة ولا يحبون أن يشغلوا أنفسهم بصراعات لا طائل منها، فهم مهددون دائما بالفناء في موجة تسونامي مفاجئة، أو بخسارة الأحباء بين يوم وليلة بالهجرة، وبالتالي لا داعي لإضاعة الوقت في الكراهية والفرقة.

ينطلق رونجين من هذا الاستيعاب، بل ويراهن عليه لحظة الجد باختيار جايا لتكون في التشكيل الأساسي الذي يلعب تصفيات كأس العالم، حتى يتحقق الحلم بالانتصار أخيرا على منتخب تونجا بنتيجة 2-1، بل وتكون جايا هي من ينقذ الفريق بإخراج كرة من على خط المرمى في اللحظات الأخيرة كانت كفيلة بإضاعة الفوز الذي طال انتظاره كثيرا جدا.

ساموا الأمريكية تعادلت في المباراة التالية، ثم خسرت بهدف في اللحظات الأخيرة من جارتها ساموا التي اعتادت قديما سحق الجارة بنتائج ضخمة، ليخرج الفريق من التصفيات لأول مرة مرفوع الرأس بما حققه لاعبيه، ويقفز تصنيفه في الاتحاد الدولي ثلاثين مركزا للأمام ليغادر القاع الذي قبع فيه لسنوات وسنوات.

نهاية من خارج الفيلم

الفيلم ينتهي على الطريقة الأنسب دراميا، بالنجاح في تحقيق الانتصار الأول والخروج بشرف، بما يوحي بفريق له مستقبل سيتقدم نحو الأفضل. لكن مالا يذكره المخرجان أن ما حدث على أرض الواقع هو عودة الخسائر الكبيرة لساموا من جديد، صحيح أنها لم تصل أبدا لاستقبال ثلاثين هدف، لكن المنتخب ظل على الوضع الطبيعي لدولة بهذا الحجم وهذه الظروف. والأهم بالنسبة لمشاهد مثلي يحب الكرة وكذلك السينما، هو ما يحمله هذا الفريق من صور للبساطة والتآخي واستيعاب الاختلاف، فهو نموذج أهم بكثير من الفوز في أي مباراة.

طرحها المشاركون في جلسة ضمن "حوارات في السينما"

3 مشكلات تبعد الأفلام العربية عن العالمية

أبوظبي ـ "سينماتوغراف"

ناقشت جلسة عقدت مساء أمس في قصر الإمارات ضمن برنامج "حوارات في السينما" أساليب التمثيل في الأفلام العربية والخروج بالفيلم العربي إلى العالمية، بحضور المنتج المصري محمد حفظي، والممثل المصري خالد أبوالنجا، والمنتج غولوم دي سيل، والمخرج والمحاضر الأردني بشار عطيات. وسلطت الجلسة النقاشية الضوء على الإشكاليات الرئيسية التي تتخلل صناعة الفيلم العربي، ودورها في عدم وصول الأفلام العربية إلى العالمية بكثافة.

بدأت مدير الندوة تيريزا كافينا مدير البرمجة في المهرجان، بالتحدث عن السينما في العالم وما تتخللها من فروق عن السينما العربية، مشيرة إلى أن السينما البولويودية تتميز بطابعها الخاص ولا تكترث بالمشاركة في المهرجانات بقدر ما تهتم بتوجهها للجمهور المحلي، بينما يركز المنتج العربي من الأفلام على المشاركة في المهرجانات العالمية . وطرحت التساؤل الرئيسي عن دور الممثل في الفيلم العربي في نجاح الفيلم، وهنا أكد دي سيل، أن المشكلة عادة لا تأتي من الممثلين غير المحترفين فقط، بل حتى من ذوي الخبرة، وذلك لا يعني أنهم هم من يتحمل المسؤولية بل المخرجون كذلك، والطريقة التي يتعاملون بها معهم وما يطلبونه منهم . فوظيفة المخرج وضع الممثلين على الطريق الصحيح.

المشكلة الحقيقية، بحسب دي سيل، هي أن المخرجين ليس لديهم الخبرة الكبيرة في نمط التمثيل الذي يريده الجمهور خارج حدود الوطن العربي، وهذا من النواقص التي يعانيها الفيلم العربي .

وأوضح حفظي أن المشكلة في التمثيل في الأفلام العربية، ان الممثلين يأتون من خلفيات تلفزيونية لأنها الأكثر انتشاراً، ولذلك تغلب عليهم أساليب التمثيل التلفزيوني، وأن المخرج هو القادر على اختيار الممثلين والاستفادة من مهاراتهم في التلفزيون . ويعتقد حفظي أن الاستعانة بممثلين غير محترفين أسهل في وضعهم على الطريق الصحيح، لأنهم سيتلقون توجيهات تؤسس لديهم أسايب التمثيل السينمائي.

وقال حفظي: "المشكلة لدينا أن المخرجين لا يتعاملون ويحتكون كثيراً مع الممثلين، إضافة إلى ان الممثلين قادمون من خلفية تلفزيونية، ولعل هذين الأمرين هما التركيبة التي أدت إلى ضعف الأداء السينمائي"، مشيراً إلى انه لابد ان تكون هناك نقاشات مطولة بين المخرج والمنتج حول اختيار الشخصيات ومدى ملاءمتها للأدوار من دون أن يفرض رأياً بل مناقشة ما سيظهر للجمهور.

وأوضح حفظي أن في مصر مشكلة تتمثل في أن هناك نقابة ممثلين، وهذه تضم آلاف الممثلين لكن معظمهم لا يعملون ولكي يتمكنوا من دخول الساحة لابد أن يمتلكوا الرخصة من النقابة، وهي بذات الوقت تحدد عدد الرخص الممنوحة، مما يقيد المخرج في خياراته من الممثلين.

وأتفق أبوالنجا مع وجهة نظر دي سيل، لكن أكد أن الممثلين يبذلون جهوداً في أدائهم، إلا أن المسؤولية تقع على عاتق كل من المخرج والمنتج، كما أوضح أنه في كثير من الاحيان يشارك في عملية المونتاج ويعاني منها، ويعاني في المحافظة على الطابع العفوي للفيلم، ولكن المخرج لا يأخذ دائماً برأي الغير، إلا ان المخرجين الجدد يعون أهمية أن يستمعوا ويأخذوا برأي الممثلين، وأشار أبوالنجا نحن نعيش معاً بين مرحلة انتقالية، ما بين المدرستين القديمة والجديدة في التمثيل والإخراج، ومن الجيد أن تعمل المدرستان معا للخروج بنتاج ناجح" . وأكد أبوالنجا أن هناك جيلاً جديداً يعتمد في تعلمه التمثيل على الإنترنت وهو جيل منفتح على مصادر المعلومات، ولكن الاهم أن يتعلم الشخص سواء في الأكاديميات أو عبر المصادر الأخرى، مؤكداً أن كل شخص يمكن أن يكون ممثلاً لكن الفكرة تكمن في مدى ثقته بقدراته.

وألقى عطيات اللوم على كل من الممثلين والمخرجين، حيث لكل طرق منهما رسالة، فالممثلون هم رواة، وهناك بعض المشاهد تصل إلى 20 مشهداً للممثل بسبب المخرج . ولذلك لا بد من القول للمخرجين كونوا رحماء مع الممثلين والممثلون عليهم أن يطوروا انفسهم بحسب عطيات، مشيراً إلى مسيرته في تقديم الورش السينمائية.

سينماتوغراف في

27.10.2014

 
 

إزالته دفعت هند آل علي إلى إنجاز الفيلم

«أغاني خفية» يستعيد ذاكرة دوار خزان الشارقة

أبوظبي - عبير يونس

إزالة دوار الخزان في إمارة الشارقة ما دفعني إلى تقديم فيلم »أغاني خفية من الماضي« هذا ما أوضحته هند آل علي مخرجة الفيلم الذي عرض مساء أول من أمس، في سينما فوكس في مركز المارينا التجاري، ضمن مسابقة أفلام من الإمارات، التي تعد واحدة من المسابقات التي يتم التنافس فيها على إحدى جوائز مهرجان أبوظبي السينمائي، الذي تتواصل عروضه وفعالياته إلى مطلع نوفمبر المقبل.

وقالت آل علي في حديثها لـ »البيان« مدة الفيلم 12 دقيقة ، رصدت خلالها الأسباب التي جعلتهم يزيلون هذا الخزان وانطباعات الناس وتباين آرائهم حول هذا، مشيرة إلى فكرة مشاركتها بالفيلم في مهرجانات أخرى.

البحث في الماضي

تفاعل هند آل علي مع الحدث جعلها تختار هذا الموضوع بالذات لفيلمها الأول، إذ قالت: كثيرا ما أتعلق بالأشياء وأحبها أن تبقى موجودة ومستمرة في حياتي، ولهذا أول ما وضعوا سوراً حول الخزان في طريقهم لإزالته حزنت كثيراً. وأضافت: هذا ما دفعني لتصوير مراحل إزالته قطعة قطعة. ونوهت إلى عدم قدرتها على وضع هذه الصور في الفيلم لأنها لم تكن ملائمة مع أحداث ومجريات الفيلم. وأوضحت: في آخر مشهد، نظهر الخزان كما كان من قبل، في لقطة أهدف من خلالها إلى استعادة ذكريات الماضي.

خمسة دوارات

والفيلم الذي شارك فيه إلى جانب آل علي كل من عفراء السويدي، وسارة السويدي ومريم أمين شريف، يحكي عبر أحداثه عن قصة شابة تبحث عن أشياء وأمور مادية غير ملموسة في داخلها، وهذه الأشياء التي تفتقدها كثيرا ما تتجسد في الماضي. عن هذا قالت هند آل علي: تتطور هذه الأمور عند الشابة بشكل كبير، بعد قصة دوار الخزان الذي يزال تماما. وفسرت إذ يوجد لدينا في إمارة الشارقة ما يعرف بدوار الخزان، ويبلغ عدد هذه الدوارات المنتشرة في أرجاء الإمارة حوالي الخمسة دوارات.

وأضافت قاموا أخيرا بإزالتها واحدا تلو الآخر. وكان يوجد أحدها أمام بيتنا ومن هنا بدأت علاقتي بالحدث. وأوضحت: الدوار كان بمثابة العلامة التي تدل على بيتنا، وبعد أن أزالوه بدأ الناس الذين يزورننا يضيعون المكان، خاصة القادمين إلينا من دبي وأبوظبي، والذين يميزون البيت ويصلون إليه بسهولة استنادا إلى دوار الخزان.

فكرة سينمائية

كيف يختفي دوار الخزان؟ تساؤل شكل هاجساً، ونقطة أولى للبحث وراء ذلك بالنسبة لهند آل علي التي تخرجت أخيرا من كلية التقنية العليا قسم الإعلام. وبررت هاجسها هذا قائلة : من أول ما فتحت عيني في هذه الدنيا، والخزان موجود فكيف يختفي بعد ثلاثة وعشرين عاماً. وفسرت: هذا الدوار كان يشعرني بأن هذا المكان هو حينا، لكن فجأة يختفي فما السبب وراء ذلك؟.

ومن هذه الفكرة تشاركت هند مع صديقاتها الثلاث في محاولة لمعرفة الأسباب. وقالت: حاولنا خلال رحلة قصيرة أن نحقق ونستطلع في أسباب إزالته، وقابلنا عدداً من الأشخاص المعنيين، وسجلنا هذه اللقاءات في الفيلم، وهو ما جعله يحمل طابعاً وثائقياً في جزء من أجزائه.

وأضافت: أجرينا أيضا استطلاعاً مع الناس الذين يسكنون مثلي حول دوار الخزان. وأوضحت: هناك من أيد هذا الأمر ووجد أن إزالته أمر عادي للغاية.

وقالوا ان هناك أكثر من مكان يتغير في الشارقة مثل دوار الكتاب والمتحف الإسلامي. وهناك من لم يؤيد وقال هو موجود منذ كنا صغارا ونلعب بجواره. وعن مراحل إنتاج الفيلم قالت آل علي: أنجزنا الفيلم خلال شهرين من العمل المتواصل، وهو زمن قياسي، بعد أن كان من المفترض أن نعمل عليه حوالي أربعة أشهر.

وأوضحت: شجعنا على الفكرة أستاذنا في الكلية، ولقيت الدعم أيضا من قبل أهلي وأصدقائي، الذين أوجه لهم الشكر لتشجيعي في إنجاز العمل.

وأشارت هند إلى أهمية تواجدها في مهرجان أبوظبي السينمائي للمرة الأولى. وقالت: منحتني هذه المشاركة دفعة للأمام وقدمت إلي الفائدة والدعم في المجال السينمائي. ووعدت آل علي التي تتوقع فوز فيلمها بالمسابقة بتقديم المزيد من الأعمال السينمائية في المستقبل.

وقالت لدي أكثر من فكرة وأريد أن أعمل عليها، وأخيراً كشفت أنه إلى جانب مشروع مشاركة الفيلم في مهرجانات أخرى، هناك مباحثات لعرضه على إحدى القنوات التلفزيونية المحلية.

»صوت البحر« يفرض تقاليده على ناس أم القيوين

البحر سيد الموقف، هو من يفرض تقاليده على الناس في إمارة مثل »أم القيوين« التي لا يزال كبار السن من أهلها يمارسون مهنة الصيد، عن هؤلاء تحدث فيلم »صوت البحر« للمخرجة الإماراتية نجوم الغانم والذي عرض مساء أول من أمس في سينما فوكس في مركز المارينا التجاري.

والفيلم الفائز بمنحة دعم صندوق سند يشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة، وفيه تبين الغانم عبر ساعة ونصف، قصة مغني البحر العجوز الشهير، الذي ما زال يحلم بعبور خور أم القيوين على متن قارب الصيد، ويتفهم أصدقاؤه هذه الرغبة، وهم يترددون إليه ويسردون العديد من ذكرياتهم، لترصد كاميرا نجوم من بعدها قصص كل واحد من هؤلاء الأصدقاء مع البحر عبر مشاهد ساحرة لعلاقتهم بالبحر وممارستهم للصيد، وهم يغنون أغانيهم القديمة التي غناها أجدادهم من قبل، كما تبين أهمية علاقة الإماراتي بالبحر الذي كان مصدر رزقه الوحيد لفترة غير قليلة من الزمن، وخلال ذلك قد يحصل على الصيد الوفير، أو قد يضطره الأمر لشراء السمك مثله مثل أي شخص آخر، كما ظهر في أحد مشاهد الفيلم.

ولم يقتصر الأمر على رصدها رحلة الصيادين بل تظهر عبر فيلمها طريقة صناعة مراكب الصيد، وطريقة صناعة الشباك والقرقور. وهي صناعات تقليدية ما زال الصيادون يمارسونها لغاية الآن.

ورصدت الغانم في هذا الفيلم أيضا حسرة هؤلاء الرجال على غياب مفردات التراث عند الجيل الجديد، وكيف أنهم يسعون من خلال العديد من الجمعيات على تعريف طلاب المدارس بالتقاليد والعادات القديمة، والأغاني والرقصات التراثية، بينما يعرف أحد هؤلاء بهذا عن طريق برنامج إذاعي يبث عبر إذاعة تابعة لمؤسسة دبي للإعلام ويشير إلى أن هذا ما نحتاج إليه الآن.

سوزان بير تشهد عرض »فرصة ثانية«

حضرت المخرجة الدنماركية سوزان بير الحاصلة على جائزة الأوسكار، في العام 2010، عرض فيلمها »فرصة ثانية« مساء أول من أمس في سينما فوكس في مركز المارينا التجاري، ويحكي فيلمها »فرصة ثانية« المندرج في إطار مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، عن ضابط شرطة مخضرم مع زوجته وطفله حديث الولادة حين يتخذ قراراً مصيرياً، عندما يتوجه ثانية مع زوجين من المدمنين في دراما أخلاقية، معقدة.

وسبق لـ بير أن شاركت في مهرجان أبوظبي السينمائي للعام 2009 بفيلم »في عالم أفضل« وحصلت على جائزة أفضل فيلم أجنبي. وفي ذات توقيت عرض »فرصة ثانية« كان الجمهور على موعد مع أفلام أخرى في صالات سينما فوكس منها »صوت البحر« و»وابن لا أحد« من إخراج الصربي فيك رسوموقيتش، وغيرها من الأفلام.

أبوظبي في طريقها إلى انتزاع مواقع التصوير من هوليوود

أظهرت دراسة متخصصة قامت بها مجلة »P3 Update« الإلكترونية في عددها الأخير أن أبوظبي باتت من أهم مواقع الإنتاج السينمائي على المستوى العالمي، وحسب الدراسة فإن أبوظبي هي المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي جاءت بين أكثر المواقع العالمية لإنتاج الأفلام إلى جانب بلدان مثل استراليا، وكندا، وألمانيا.

واستشهدت المجلة الإلكترونية التي تصدر من هوليوود، بالمواقع الحيوية التي تزخر بها العاصمة أبوظبي، بالإضافة إلى تمتعها بتنوع جغرافي فريد وشمس مشرقة طوال العام، معتبرة أن هذه الميزات من أبرز نقاط الجذب للإمارة.

وحسب تعبير المجلة فإن أبوظبي »ليس لها مثيل على وجه الأرض«. علاوة على ذلك، فإن برنامج الحوافز الذي تقدمه لجنة أبوظبي للأفلام والذي يضمن استرداداً نقدياً بقيمة 30 في المئة على المصاريف دون تحديد لسقف التمويل، من العوامل التي أغرت المنتجين للتوجه إليها كموقع مفضل للتصوير، خاصة بفضل المساعدة المجانية التي تُقدم لهم لاكتشاف المواقع وإعفائهم من الضريبة.

وقال كاتب المقال إن أبوظبي في طريقها لتصبح مكاناً بديلاً لتصوير الأفلام الهوليودية في الشرق الأوسط، حيث ارتبط اسمها بتصوير الجزء السابع من سلسلة ديزني »حرب النجوم«، وفيلم »السرعة والغضب« في موسمه السابع.

وقالت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـ توفور 54 الجهة المنظمة للمهرجان: إن اختيار أبوظبي من بين المواقع العالمية الكبرى لإنتاج الأفلام، يعني أن مهمتنا في تقديم خدمات إنتاج استثنائية لصناع السينما المحلية والعالمية تلقى الترحيب والاستحسان.

ذكريات الأغاني

عن العنوان قالت هند آل علي: اخترنا مفردة الأغنية لأن الأغاني هي ما يثير ذكرياتنا. وأضافت: عندما نسمع أغنية ما قد تذكرنا بإنسان معين كونها مرتبطة بأحداث معه. وأوضحت: اعتمدنا هذا العنوان بدلا من ذكريات قديمة، أو الشارقة القديمة.

تكريم

ينتهي رصد نجوم الغانم لقصص أهل البحر بلقطة تجمع كل الرجال الذين تحدثوا عن حياتهم، وهم يركبون قارب الصيد في رحلة عبر الخور، تكريما لصديقهم العجوز الذي يحضره ابنه إلى الشاطئ، وهو ينظر إليهم بفرح غامر.

البيان الإماراتية في

27.10.2014

 
 

فتى الأدغال يعود إليها بعد أن يرى فظاعات الحرب

«ابن لا أحد».. البشر أكثر وحشية من الغابة

عُلا الشيخ ـــ أبوظبي

«ابن لا أحد» للمخرج الصربي فيك رسوموفيتش الذي أطل على مشاهدي أفلام الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي، ضمن مسابقة آفاق جديدة، بدأ حكايته مع أن أحداث الفيلم مأخوذة من حادثة واقعية، هذه الحادثة لم تكن يوماً سوى قصة كنا نتخيل أنها أسطورة عن فتى الأدغال الذي اعتنت به ذئبة، لكن تفاصيل الفيلم تجعلك تتأنى، فمن المنعش أن تتحول الأسطورة الى حقيقة، حتى لو كانت مؤلمة، فالمشهد يبدأ مع صيادين في الغابة لا يلاحقون غزالاً هذه المرة، بل طفلاً يمشي على أربع، طويل الشعر، يهرب منهم كأي حيوان مطارد، يقبضون عليه في النهاية، والحدث يبدأ في عام 1988 في غابة في البوسنة والهرسك.

وبعد تسليمة للدائرة المحلية المختصة تقرر إرساله إلى دار للأيتام، خلالها وأثناء تسجيله تقوم موظفة باختيار اسمه (هارس بورتشكا) وهو الاسم الذي سيترتب عليه مصير طفل الغابة.

لا شك أن المشاهد كانت مطولة جداً في تعريف المشاهد على الطفل ذي السلوك الحيواني من حيث المشية وطريقة الأكل والتنمر، اضافة الى أنه لا يفقه الكلام بل يعبر عن غضبه وسعادته بصوت الذئبة، الطفل أبدع في تجسيد الشخصية، كأنه محترف، لكن المبالغة كانت بتكثيف حالاته التي اصبحت بشكل اوتوماتيكي معروفة لدى المتلقي بل ومتوقعة، وإلى أن وصل الى حبكة الفيلم قد مضى الكثير على أحداثه.

ظهور الأستاذ الطيب في الدار، الذي كان يراعيه اضافة الى الشاب زيكا الذي قرر الاندماج معه والدفاع عنه أمام اقرانه في الدار المتربصين به، زيكا شخصية محورية في الفيلم، فهو الذي أطلق اختصارا على اسم الطفل وسماه «بوتشك» وهو الاسم الذي اصبح معتمداً للجميع، زيكا يعيش في الدار على الرغم من أن والده على قيد الحياة، لكن الوالد من الواضح أنه يستغله، وفي كل مرة يعود الى الدار مع حلم جديد بمغادرته، اعتنى بـ«بوتشك» كثيراً، بل كان حريصاً على أن يعلمه خطوات الحياة البشرية الأولى، وكان ينتبه لما يحبه كالضوء والخيال، بدأ بوتشك يندمج رويداً رويداً، وتعلقه بزيكا لم يكن بشرياً بقدر ما هو اشبه بتعلق كلب بصديقه الإنسان، حتى طريقة مشيته معه تدل على ذلك وهو ينتظر من زيكا أن يربت على رأسه، في المقابل يوجد الأستاذ في الدار ومعلمة الرياضيات اللذان بدآ بدمج بوتشك في الصفوف الدراسية، في هذا الوقت يختفي زيكا من حياة بوتشك، لأنه وثق بوالده مرة أخرى.

تفاصيل غياب زيكا عن حياة بوتشك كان لها الأثر النفسي الشديد، لكن بدعم من الدار استطاع بوتشك أن يصبح محبوباً من قبل الجميع، خصوصاً حبيبة زيكا التي اصبحت مستقبلاً تعمل في ناد ليلي.

تمر الأحداث بشكل بطيء الى أن وصلت الى المشهد الذي أنذر بالحبكة الثانية تقريباً في الفيلم عندما أنشد بوتشك مع اقرانه نشيد يوغسلافيا الاشتراكية.

وقد مر سنوات على وجود بوتشك في الدار، وبدء الحرب الأهلية، حينها علم بوتشك بالمصادفة، وهو لا يدرك معنى أنه مسلم، من خلال لاجئين صربيين في الدار أدركا من اسمه الذي ليس له علاقة به أنه ينتمي الى البوسنة والهرسك، لذلك يجب مضايقته بل إجباره على ترك الدار، هنا تنقل الموازين كلها، ويصبح بالفعل بوتشك طفل الغابة مسلم الديانة بالنسبة للجميع، باستثناء استاذه الذي حاول اخفاءه في منزله لكنه لم يسيطر على عقل بوتشك الذي لا يحتمل حبسه، فتقرر الدار ارساله الى دار في البوسنة والهرسك، وعند محطة القطار يبكي الاستاذ لأنه يدرك تماماً ان لا علاقة لبوتشك بكل ما يحدث، وأن اسمه الذي اختارته موظفة السجل المدني هو السبب في مصيره المقبل.

الفكرة في الفيلم عبقرية وقريبة جداً الى الحس الإنساني مع أن تجسيدها في كثير من المطارح لم يكن على قدر عمقها، فتاهت بين المشاهد المكتظة والمطولة، ويجد بوتشك نفسه في النهاية بعد أن هرب من الدار الجديدة، في قبضة أفراد جيش البوسنة والهرسك، الذين اصطحبوه معهم بعد أن علموا اسمه فقرروا تدريبه على القتال والقتل، وفي أثناء المعركة والمواجهة، فقد بوتشك مسؤوله الذي مات أمامه وتناثر دمه على وجهه الصغير غير المدرك لكل ما يحدث، وهذا الفقدان أعاد الى مشاعره فقدان زيكا الذي انتحر هو الآخر بعد خيبته الأخيرة من ابيه، هنا قرر بوتشك الهرب من الثكنة وقد شعر أن المكان قريب جداً من الغابة التي كان يعيش فيها.

يدرك المشاهد في النهاية أنه أمام تساؤل كبير من الأكثر وحشية البشر أم حيوانات الغابة؟ خصوصاً في المشهد الذي انتهى الفيلم به مع بوتشك وهو ملقى على الثلج ومن بعيد تظهر الذئبة الأم التي اعتنت به، لكنها هذه المرة لم تقترب منه، فقد شعرت بمشاعره الإنسانية التي نمت، وأدركت أنه بات يعرف القتل.

إننا أمام حكاية تتساءل عن المعنى المطلق للوحشية: هل هو صنيعة طبيعة أم صنيعة بشر؟

سعيد بـ «الفيل الأزرق» ويستعد لـ «الحشاشين»

مروان حامد: كلنا الآن في مواجهة مع الإرهاب

إيناس محيسن ـــ أبوظبي

كشف المخرج المصري مروان حامد أنه يجهز حالياً لتصوير فيلم عن فرقة «الحشاشين» والشيخ حسن الصباح مؤسس الفرقة، وقال حامد إنه أجرى ومازال الكثير من البحث والقراءة في هذا الموضوع، مرجعاً اختياره لطرح هذا الموضوع في فيلمه المقبل إلى ما تشهده المنطقة من أحداث في الفترة الحالية، التي تشبه كثيراً ما كان يحدث في فترة تاريخية سابقة، «فالتاريخ له دورات معينة تتكرر، والرجوع إلى الماضي أمر ضروري لأخذ عبرة وعظة، ولمعرفة على أي أرض نقف».

وأكد حامد الذي يترأس لجنة تحكيم مسابقة «جائزة حماية الطفل» في مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام في حواره مع «الإمارات اليوم» أنه لا يخشى الهجوم عليه بسبب تقديم هذا الفيلم الذي يتضمن قضايا شائكة، مضيفاً: «لا يشغلني الهجوم علي، فنحن في موقف أصبحنا جميعاً فيه في حالة مواجهة، ومن المهم أن نقدم الحقائق بأمانة وأن تشاهدها الأجيال الجديدة، وألا يقتصر التعامل مع الإرهاب على الحل الأمني فقط، فـ(الإخوان المسلمين)، وغيرها من الجماعات المتطرفة الأخرى كلها خرجت من فكرة لحسن البنا والإضافة التي أضافها سيد قطب، وعلينا أن نعترف بأن هذه الفكرة لم تهزم على مدار تاريخها الذي أشرف على 100 عام، رغم كل الحلول الأمنية التي تم تقديمها في كل الفترات الماضية، علينا أن نسأل انفسنا ما الذي يدفع مراهقين وشباباً للانخراط في هذه الجماعات، وما الذي يدفع مغني راب مصرياً للانضمام لـ(داعش)، هذه التساؤلات تبرز أهمية الدور الفكري إلى جانب الدور الأمني، فالفكرة يمكن أن تهزمها فكرة، وهذا أحد أدوار السينما المهمة، بالإضافة إلى الروافد الأخرى، أما فكرة الخوف من الهجوم أو التكفير ليس لها محل في هذا الوقت، وإذا لم نتحرك جميعاً سنخسر كثيراً». وأوضح أن الفيلم حالياً في مرحلة كتابة السيناريو، الذي يتشارك في كتابته مع الكاتب أحمد مراد الذي قدم معه أخيراً فيلم «الفيل الأزرق».

وأشار المخرج الشاب إلى أن فكر والده الكاتب وحيد حامد كان له تأثير فيه، موضحاً أن والده لديه إدراك واسع لسيكولوجية وتفكير هذه الجماعات لأنه قرأ الكتب التي كتبوها بأنفسهم وليست التي كتبت عنهم، واستعان بهذه الكتب كمراجع في تقديم أعمال مثل مسلسل «العائلة» عام 1990. «وبالنسبة لي كانت لدي تجربة سابقة في فيلم (عمارة يعقوبيان) من خلال شخصية (طه الشاذلي)، والتعمق في دراسة هذه الشخصية أوصلنا إلى (حسن الصباح) الذي يمثل أصل الفكرة».

وعن اعتماده في أفلامه على تقديم روايات أدبية، أشار مروان حامد إلى أن معظم الإنتاج السينمائي العالمي معتمد على أدب، فهو المصدر الرئيس للأعمال السينمائية، فالأدب خياله مفتوح، وليس شرطاً أن يكون الفيلم مأخوذاً عن عمل أدبي فخم أو حائز جوائز، ولكن المهم أن يكون صالحاً لأن يصبح فيلماً سينمائياً، لافتاً إلى أن حدود تصرف المخرج في الرواية أمر تم حسمه، ولعل أوضح موقف في هذا السياق هو موقف الأديب نجيب محفوظ الذي ذكر أنه فقط مسؤول عن الرواية، والمخرج مسؤول عن الفيلم. أيضاً هناك مخرج فيلم «المريض الإنجليزي»، الذي قال انه يتعامل مع العمل الأدبي كأنه الوحيد الذي قرأ النص، ولا يعنيه أبداً المقارنة بين الرواية والفيلم، ولكن ما يعنيه هو تقديم فيلم جيد «وفي النهاية علينا ان ندرك أن قراء الرواية هم جزء صغير من الجمهور الواسع الذي سيشاهد الفيلم». واعتبر أن استفادة الفيلم من نجاح الرواية سلاح ذو حدين: فنجاح الرواية يخلق حالة من الترقب لدى الجمهور، لكنه في الوقت نفسه يخلق توقعات معينة وإذا جاء الفيلم أقل من هذه التوقعات أو من مستوى الرواية تصبح كارثة، خصوصاً في وجود وسائل التواصل الاجتماعي، التي أسهمت في نشر الانطباعات والآراء بسرعة وسهولة، «فإذا شاهد الفيلم 100 شخص في اليوم الأول وذكروا على صفحاتهم على وسائل التواصل المختلفة انه سيئ، سيصل الرأي إلى آلاف الأشخاص في دقائق».

وكشف حامد أنه لم يتوقع النجاح الذي حققه «الفيل الأزرق»، «حتى ليلة عرض الفيلم كنا نجلس ونترقب ونحن نضع التوقعات كافة، لأسباب عدة منها انه فيلم مختلف، وطويل مقارنة بغيره من الأفلام فمدته ساعتان و35 دقيقة، بالإضافة إلى انه عرض في موسم عيد الفطر، وجمهور العيد كنا نعتقد أنه معتاد نوعية معينة من الأفلام، أيضاً قدمنا في الفيلم كريم عبدالعزيز في دور جديد عليه تماماً، في الوقت الذي كان الجمهور ينتظر منه أداء معيناً وكوميدياً، بينما يخلو الفيلم من الكوميديا تماماً». كما اعتبر أن الغموض وعدم التوقع الذي كان سبباً في هجوم بعض النقاد على الفيلم، كان عنصر الجذب الجماهيري وسبب نجاح الفيلم، «تعاملنا مع موضوع الفيلم بأمانة شديدة ولم نلجأ للشرح لأن الجمهور لابد أن يبذل مجهوداً لفهم الأحداث، وخلق توقعات لها».

وأرجع مشاركته في إنتاج الفيلم إلى ما كانت تشهده صناعة الأفلام من توقف الفترة الماضية، ولأن الفيلم ضخم ومغامر فكان لابد أن يشترك في المخاطرة، ومن دون هذه المشاركة لم يكن من الممكن أن يخرج الفيلم إلى النور. وفي الوقت نفسه توجه حامد بالشكر إلى شركائه في الإنتاج ومنهم كامل أبوعلي الذي ساند الفيلم في جميع مراحله.

جائزة حماية الطفل

أكد مروان حامد أن أهمية «جائزة حماية الطفل»، التي يقدمها مهرجان أبوظبي السينمائي بالشراكة مع وزارة الداخلية، ترجع إلى كونها دليلاً على النظرة إلى السينما كوسيلة تأثير في الأسرة والمجتمع، إلى جانب تشجيعها على الدخول في أماكن محظورة، وطرح السلبيات بشفافية ووضوح وجرأة، بالإضافة إلى سعيها للاهتمام بالطفل في وقت يعاني فيه الطفل العربي في كل البلاد، وتوعية المجتمع بالتعامل مع الأطفال وهذه علامة من علامات التحضر والتطور. في الوقت نفسه نفى حامد أن تكون هناك أفلام عربية يمكن أن تنافس على هذه الجائزة، مرجعاً ذلك إلى حالة التعثر التي مر بها الإنتاج السينمائي في الفترة الماضية، كما في مصر. معرباً عن اعتقاده أن تشهد الفترة المقبلة تقديم أعمال اجتماعية تحمل قضايا مهمة. وقال: «المجتمع هو الذي يفرض موضوعاته على صانع الأفلام، ففي الفترة الماضية فرضت الثورة والسياسة نفسها على الأعمال المقدمة، وأعتقد ان المرحلة المقبلة سيكون هناك تنوع أكبر واهتمام بظواهر لها وقع كبير على المجتمعات، وسيكون للسينما المستقلة دور في ذلك مع التلفزيون من خلال الأعمال الدرامية، التي شهدت في الفترة الماضية جرأة كبيرة وأعمالاً مميزة مثل سجن النساء».

الدراما خطوة مؤجلة

اعتبر مروان حامد أن دخول مجال الدراما خطوة مؤجلة بالنسبة له، نظراً لأن تقديم عمل درامي جيد يضم 30 حلقة «أمر مخيف» ويحتاج الكثير من الوقت والمجهود، في الوقت الذي يحاول فيه التركيز على السينما.

الإمارات اليوم في

27.10.2014

 
 

الأكراد يستعيدون مأساتهم في «ذكريات منقوشة على حجر» بـ«أبوظبي السينمائي»

كتب: أحمد الجزار

في تجربته السينمائية الثالثة «ذكريات منقوشة على حجر»، والذى يعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان أبوظبى السينمائى، يأخذنا المخرج العراقى الكردى شوكت أمين كوركى في رحلة أشبه بالبحث في الذاكرة لاستعادة أحداث لاتزال تلقى بظلالها على عدد كبير من الأكراد رغم مرور أكثر من 25 عاما عليها وهى المجزرة التي ارتكبها صدام حسين بحق الأكراد في إقليم كردستان عام 1988 في عملية عرفت بـ«حملة الأنفال» والتى راح ضحيتها نحو 200 ألف قتيل.

وذلك من خلال «حسين»، المخرج السينمائى، الذي يترك زوجته وابنه في ألمانيا ويعود ليقدم فيلما عن هذه المجزرة تكريما لولده عارض الأفلام والذى قتل على أيدى رجال صدام حسين وذلك من خلال صديق عمره الذي قرر أن يبيع كل ما يملك لإنتاج هذا الفيلم إيمانا منه بضرورة حفظ هذه المجزرة في الذاكرة وفى الوقت نفسه البحث عن الربح المادى ولكن كانت الأزمة في البحث عن فتاة تجسد دور البطولة إلى أن ظهرت فجأة «سينور» الذي قبلت العديد من التضحيات الأسرية والضغوط النفسية للقيام بدور البطولة لأسباب تتعلق بماضيها.

ورغم أن الفيلم يستعيد ذكريات المجزرة إلا أنه يلقى بظلاله على المجتمع الكردى الذي يميل للمظاهر ويقبل بالفساد وعدم تقبل الآخر والانصياع وراء تقاليد انتهت صلاحيتها وعدم الوفاء، ولم يسمح المخرج كوركى بالدخول بالفيلم في المنطقة السوداء والدخول بالأحداث في ميلودراما تتحملها دراما الفيلم ولكنه كان كمثل الذي يريد أن يمسك العصا من المنتصف فكلما اقترب من الأزمة في مشهد عاد ليخرج منه، مسلطا الضوء على مشكلة في شكل العلاقات الموجودة الآن في المجتمع، حتى إن البعض انتقد وجود خط كوميدى خلال الأحداث وذلك من خلال اختيار بطل لمشروع الفيلم يشبه «الأراجوزات» ليقدم دور ضابط البشمركة البطل المنقذ للعديد من الأكراد بينما تظل «سينور» هي رمز للحالة النفسية للعديد من الأكراد الذين فقدوا أهاليهم في هذه المذبحة فقد قبلت أن تخطب لابن عمها المتسلط كى تضمن عملها واشتراكها في هذا الفيلم وقبلت أن تخرج عن طاعة عمها لتحقيق حلمها وفاء لوالدها.

استخدم كوركى العديد من اللقطات التسجيلية التي تشبه الأحداث المتقطعة في الذاكرة ليعبر عن ذاكرة الأكراد تجاه المجزرة، وعبر كل من المخرج والممثل حسين حسن الذي جسد دور المخرج خلال الأحداث عن الحالة النفسية للطفل الذي شاهد والده وهو يعذب ثم كبر وظل حافظا لهذه المشاعر وأيضا «سينور» التي قامت بدورها الممثلة شيماء مولاى من خلال مشهد السجن عن الحالة النفسية والمشاعر التي تحملها لوالدها الذي راح ضحية هذه المجزرة

وأكد المخرج شوكت أمين في تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن أحداث الفيلم صورت في الأماكن الحقيقية لهذه المجزرة، موضحا أن هذه الأماكن لاتزال كما هي محملة بدماء الأكراد وتحمل بداخلها كل أدوات التعذيب التي كان يستخدمها نظام صدام، مضيفا أنه قرر العمل في الفيلم منذ عام 2003 ولكنه بدأ العمل الفعلى منذ أن عاد إلى بلده العراق بعد أن عاش حياته بالكامل في إيران.

مشيرا إلى أنه استعان بممثلين أكراد محترفين وإيرانيين لتجسيد الحالة بشكل صادق وحاولوا أن يكونوا صادقين في هذا الفيلم بشكل كبير وعن استخدام خط كوميدى خلال الأحداث، قال: لم أهتم بأن أقدم فيلم مليودرامى ولكن كان يهمنى أن أقدم المجتمع بين الماضى والحاضر وهذا الشكل الكوميدى موجود لدينا وبقوة بين الأكراد. وتابع كوركى أن الفيلم حصل على دعم من حكومة كردستان وأيضا من مؤسسة الدوحة وأن الفيلم لم يكن يتحدث عن أزمات التمويل التي تواجه الأفلام إنما عن صناعة الأفلام في الدول التي لم يكن لديها سينما. يذكر أن الفيلم عرض لأول مرة في مهرجان كارلو في فارى.

المصري اليوم في

27.10.2014

 
 

بالصور.. مخرج «ذيب» يحصل على جائزة أفضل صانع أفلام عربي

هند موسى

بعد فوزه بـجائزة أفضل مخرج عن فيلم "ذيب" في مسابقة آفاق جديدة، من مهرجان فينيسيا السينمائي، اختارت مجلة فارايتي المخرج ناجي أبو نوَّار، ليكون أفضل صانع أفلام عربي لهذا العام.

وقد تسلَّم مخرج الفيلم الأردني الجائزة، مساء الإثنين، في حفل أقيم بـقصر الإمارات، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي.

ويتزامن هذا مع العرض الأول في العالم العربي لفيلم "ذيب" في الدورة الثامنة من مهرجان أبوظبي السينمائي؛ حيث يتنافس الفيلم مع 18 فيلمًا آخرين، ضمن مسابقة آفاق جديدة، التي تعرض أفلامًا روائية طويلة لمخرجين من أنحاء العالم، في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية، وقد عُرض "ذيب" يوم الأحد 26 أكتوبر، وسيُعرض مرة أخرى، غدًا.

وقد شارك "ذيب" خلال الشهر الحالي في مهرجان لندن السينمائي، الذي يُعد أهم المهرجانات الأوروبية؛ حيث نافس الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الأولى مع 11 فيلمًا آخرين على جائزة سذرلاند، وحصل الفيلم من خلال ذلك على تنويه خاص، كما شارك أيضًا في الدورة الـ 16 من مهرجان مومباي السينمائي.

التحرير المصرية في

27.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)