كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

يؤكد سعي المهرجان لتأسيس قاعدة جماهيرية

علي الجابري: لا ننشغل بالعروض العالمية الأولى

أبوظبي - فدوى إبراهيم:

مهرجان أبوظبي السينمائي السابع

   
 
 
 
 

يواصل مهرجان أبوظبي السينمائي نجاحه في دورته الثامنة على التوالي، وعلى يد مديره الفنان الإماراتي علي الجابري يصطبغ بنكهة خاصة في عامه الثالث من توليه له، آخذاً على عاتقه دعم السينما المحلية والعربية عامة، وهذا ما برز من خلال اختيار الفيلم الإماراتي ليكون فيلماً للافتتاح، فضلاً عن أن برنامج عروض الأفلام هذا العام يشهد زيادة بمقدار 17% بحسب الجابري، الذي التقيناه في حوار شيّق كشف لنا خلاله عن تفاصيل المهرجان .

·        فيلم الافتتاح "من ألف إلى باء" هو تجربة ثانية في الفيلم الطويل لمخرجه الإماراتي علي مصطفى، ألا تجدون أنها مغامرة، في ظل عدم ارتكاز الفيلم على أسماء من النجوم؟

- في الحقيقة إنه لفخر للمهرجان أن يفتتح دورته الثامنة بفيلم إماراتي لمخرج برز اسمه من أول فيلم طويل "حياة المدينة"، وما سيقدمه في فيلم الافتتاح "من ألف إلى باء" يحمل اللمسة ذاتها، والفيلم بعرضه العالمي الأول يعتبر خير ما يفتتح به المهرجان للمرة الأولى كفيلم إماراتي، مع ذلك لولا مستواه المتميز ما كان سيفتتح المهرجان وما كان سيشفع له ما ذكر سابقاً . اما عدم ارتكازه على نجوم للجذب، فالفيلم كسابقه لمصطفى يحفل بتعدد الثقافات ولذلك اعتمد على شباب من جنسيات عربية مختلفة، بالإضافة إلى مشاركة نجوم كبار كضيوف شرف منهم الفلسطيني علي سليمان، خالد أبوالنجا، عبدالمحسن النمر، سامر المصري، ونعتقد أن أحد عوامل نجاح الفيلم سيكون اعتماده على مجموعة من الممثلين وليس البطولة المطلقة، أما فيما يخص المغامرة فلا نعتبرها كذلك على الرغم من أن المغامرة هي إحدى صفات أي مهرجان دولي

·        ما جدوى المهرجانات، خاصة أن البعض يرى أنها لم تساعد على وجود صناعة سينمائية؟

- لا شك أن وجود المهرجانات في الدولة مهم حتى وإن لم يكن لدينا صناعة سينمائية، إذ كيف لنا أن نخلق الاهتمام بالفن السابع دون أن يكون هناك محافل سينمائية تؤسس لهذه الصناعة، فعلى سبيل المثال كان تأسيس وانطلاق مسابقة أفلام الإمارات بدايةً من العام 2001 تحت مسمى تظاهرة أفلام من الإمارات، وقد كانت شعلة أوقدت الطريق لكل من نجدهم اليوم يتصدرون المشهد السينمائي هنا، وفي العام التالي 2002 تحولت إلى مسابقة رسمية، ولم يكن حينها هناك قاعدة أفلام بل كان لدينا طلبة وهواة يحاولون صناعة الأفلام القصيرة، وما أتاحته لهم المسابقة هو احتضان تجاربهم وجمع شملهم في مكان واحد ليتعرفوا إلى أعمال بعضهم . وعاماً بعد عام أصبح هناك ما يسمى بصناعة الأفلام القصيرة وازداد عدد المشاركين في المسابقة وأصبح هناك مناخ تنافسي، أسس وأفرز مجموعة من المخرجين الذين هم اليوم مخرجو أفلام طويلة .

·        لكن هذا لا ينطبق على الأفلام الطويلة، خاصة أن المهرجان يدخل دورته الثامنة ومع ذلك لا نجد كثافة إنتاج أو صناعة سينمائية إماراتية؟

- طرحت مثال مسابقة أفلام الإمارات للإشارة إلى أهمية وجود المهرجانات، وليس بالضرورة أن يعني وجود مهرجان في دولة ما وجود صناعة سينمائية في تلك الدولة، على الرغم من أن طموحنا أن نصل لمرحلة الصناعة، فكثير من مهرجانات الأفلام العالمية تعتمد على الصناعتين السينمائيتين الهوليودية والبوليودية . هدف مهرجان أبوظبي السينمائي هو تأسيس قاعدة ثقافية جماهيرية مشدودة للسينما المميزة التي نقدمها لهم، وليست سينما العنف والحركة، لننحو نحو تغيير وتطوير ذائقة الجمهور الذي اعتاد مشاهدة الأفلام في دور العرض السينمائية، بينما نوفر له أفلاماً على مستوى راقٍ . وبدون جمهور متعطش للسينما الراقية لا يمكن أن يكون هناك حركة إنتاجية سينمائية .

·        برأيك، متى يمكن أن يستفيد المهتمون من المخرجين والمنتجين الإماراتيين من المهرجان؟

- هذا الأمر يعتمد عليهم، خاصة أن دور المهرجان يتلخص في أن يوفر الأفلام المميزة والشخصيات ذات العلاقة بالمشهد السينمائي لفتح حلقة حوار بين المهتمين والمختصين ذوي الخبرة، لأن المهرجان منصة عرض وتلاقٍ لتوفير البيئة اللازمة لكل محبي وصناع السينما والمهتمين، وليس دوره دفع المخرجين والفنانين ودعمهم لأجل ان يخلقوا صناعة سينمائية، ومع كل ذلك كان أبرز ما قدمه مهرجان أبوظبي هو تأسيسه صندوق سند، الذي يدعم الإنتاج السينمائي على مرحلتين :مرحلة تطوير السيناريو ومرحلة ما بعد الإنتاج . أما من يقول من مخرجينا أو منتجينا الإماراتيين إنه ليس هناك دعم، فأقول لهم إن هذا الكلام كان يصح في فترة زمنية سابقة لإطلاق منصات إنتاجية مهمة، منها إيميج نيشن وغيرها، لكن يجب أن أوضح أن المشكلة الحقيقية لدى الراغبين بصناعة الأفلام هي النصوص السينمائية، حيث نعيش أزمة كتابة حقيقية وليس أزمة إنتاج .

·        يلحظ المتصفح لبرنامج المهرجان، أن كل الأفلام ذات العروض العالمية الأولى عربية، هل يعني ذلك أن المهرجان لم يستطع استقطاب مثيلتها الأجنبية؟

- لا يسعى المهرجان إلى السير العبثي وراء العروض العالمية الأولى سواء أكانت لأفلام أجنبية أو عربية، فهدفنا الرئيسي هو تغذية وتنمية ذوق الجمهور العام المهتم بالسينما وأيضاً جذب غير المهتم بها، كما أن لدى المهرجان أولوية للأفلام التي لاقت ترحيب النقاد، وليس كل فيلم بعرضه العالمي الأول سيكون بالمستوى الذي نطمح له، فمن الصعب مزج (فيلم جيد بعرض عالمي أول) .

وتزايد عدد المهرجانات المنتجة للأفلام العالمية سيجعلها صاحبة أحقية في عرض أفلامها، لكن نود أن ننوه بأن 97% من الأفلام التي نعرضها هي ذات عرض أول في العالم العربي، وهي بغالبيتها ذات عرض عالمي ثانٍ أو ثالث وتم استقطابها من أبرز المهرجانات العالمية ككان وتورنتو وساندانس وغيرها، وفي البرنامج العربي هناك 8 أفلام بعرضها العالمي الأول، 7 منها ضمن المسابقات، وواحد وهو (كلنا معاً) خارجها

·        في جانب آخر ازداد عدد الأفلام في المسابقة الرسمية لكن لا نجد نفس الزيادة في قيمة الجوائز؟

- المسابقات في المهرجان ثابتة بعدد جوائزها وقيمها وعدد أفلامها بشكل تقريبي، لكن ما حدث أن العام الماضي قل عدد الأفلام بسبب عدم وجود وقت كاف للجان التحكيم للنظر في كل الأفلام، لذلك قللنا عددها، بينما تعتبر قيم جوائز المهرجان عالية نسبة لغيرها .

·        برغم أهميتها، فإن جائزة حماية الطفل تحتضن العام الحالي 10 افلام طويلة عن 14 العام الماضي، و2 قصيرة العام الجاري مقابل 5 في الماضي، فما معايير اختياركم للأفلام؟

- إن عدد الأفلام في زيادته أو نقصانه ليس معياراً بالنسبة لنا، إنما معيارنا الأول والأخير هو مدى ارتباطها بالهدف المحدد لهذه الجائزة، ألا وهو طرح قضايا العنف، الإهمال، وما إلى ذلك من قضايا الأسرة والطفل . فكل فيلم تم اختياره من قبل إدارة المهرجان يحمل رسالة، وحينما تم الاختيار لم نضع في معاييرنا عدد الأفلام، وأيضاً للحفاظ على المستوى كان علينا الاختيار الدقيق من بين الأفلام المقدمة له .

·        لماذا لم ترصد جائزة لأفلام "عالمنا" البيئية؟ وفي ظل ندرة الأفلام البيئية العربية، ألا تجدون تخصيص جائزة سيحفز الإنتاج لهذا النوع من الأفلام؟

- "مصدر" كان شريكاً وراعياً للمسابقة في دورات سابقة، وعدم رعايته لها هذا العام أمر يعود للإدارة المكلفة بذلك، أما نحن فأبقينا على حضور المسابقة تماشياً مع استراتيجية حكومة أبوظبي الرامية إلى الاهتمام بالشؤون البيئية بالوسائل كافة، خاصة أنها من الأفلام التي تلاقي اهتمام جمهور عريض . اما الجائزة فقد كانت ممنوحة من "مصدر"، ولذلك لم يستطع المهرجان تدارك الأمر وتخصيص جائزة، ولكننا نفتح باب الدعم لأي جهة يمكنها الإسهام في هذا الجانب

·        قفز عدد أفلام برنامج عروض السينما العالمية وهي من انتاج ،2014 من 23 إلى 32 فيلماً من الدورة الماضية إلى الحالية، لكنها تنافس على جائزة واحدة بقيمة 40 الف دولار، فهل تجدون أن من المنصف أن تخصص لها هذه الجائزة مقارنة بعددها؟

- تم اختيار هذا العدد من الأفلام استجابة لضخامة الإنتاجية التي شهدها هذا العام، كمشهد من مشاهد تطور المهرجان تقنياً وتناسباً وعدد أيامه العشرة وكثافة جمهوره، ولعل استقطاب تلك الأفلام وغيرها مما تتوافر في برنامجه، ليس سوى دليل على أنه وصل مرحلة متميزة تجعل من وجود تلك الأفلام غير مقترن بالجوائز وقيمها، هذا ناهيك عن أن عروض السينما العالمية في المهرجانات عموماً لا ترصد لها جائزة، بينما خصص مهرجان أبوظبي لها جائزة الجمهور هذه .

الخليج الإماراتية في

24.10.2014

 
 

تعرض قضاياها ب37 عملاً في مسابقة “أفلام الإمارات”

المرأة شريك فاعل في المهرجان

أبوظبي - عادل رمزي:

فرض الحضور الكبير للمرأة في مسابقة "أفلام الإمارات" ب37 فيلماً سينمائياً روائياً ووثائقياً قصيراً طرح عدد من القضايا التي تخصها، مثل العنف التي تتعرض له في بعض المجتمعات، ورغبتها في التحرر من بعض القيود التي تفرض عليها دون مبرر وتحد من مساحة الحرية التي تتمتع بها، وغيرها من المواضيع..

عن أسباب هذه المشاركة وبكثافة تحدثت الكثير من المخرجات عن التجربة ودوافعها في هذه السطور.

المخرجة هناء المري التي تشارك بفيلم "ما بعد الخوف" عن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة للطلبة، قالت: السينما من المجالات التي تستهويني خاصة أنني أدرس الإعلام، وأرى أنها أكثر تأثيراً ووصولاً إلى قلوب وعقول الجمهور لما فيها من مقومات تزيد من عملية التأثير في المتلقي مثل التأثيرات البصرية والموسيقى التصويرية وغيرها . . وهي أشياء لا تتوفر لبعض المهن الأخرى مثل الصحافة التي تحضر فيها الكلمة المجردة والصورة الثابتة .

أضافت المري: مشاركتي في المسابقة بفيلم "ما بعد الخوف" جاءت بهدف توصيل رسالة توعية عن ظاهرة العنف ضد المرأة، وكيفية التغلب على الصعوبات التي تولدها على نفسية النساء في المستقبل .

المخرجة تالا عبد المعطي التي تشارك بفيلم "ختام" ضمن فئة الأفلام الروائية القصيرة للطلبة رأت أن العمل السينمائي لديه القدرة على نقل المشاعر الإنسانية بشكل دقيق وإرسال أكثر من إشارة والتعبير عن أكثر من هدف وأكثر من مضمون، كما أنه يمتاز بالتأثير المباشر في المتلقي خاصة إذا كان يعالج قضية أو ظاهرة تخص قطاعاً كبيراً من الناس لهم علاقة به بشكل مباشر أو غير مباشر .

وأشارت تالا إلى أن موضوع فيلمها "ختام" مسها شخصياً، لأنه تعلق بأعز ما كانت تملكه في حياتها، وهي "الأم"، وكيف أثر غيابها وفقدانها بسبب المرض في نفسيتها رغم مرور أربع سنوات على رحيلها، وقالت: من هنا كانت مشاركتي في المسابقة بهذا الفيلم تكريماً لرحيل أمي ووفاء لذكراها ورفعاً لقيمة الأم في المجتمع من باب أن من يشعر بقيمة الشيء هو من يفقده .

شهد الشحي مخرجة فيلم "كلا ليس" الذي يأتي ضمن فئة الأفلام الروائية القصيرة أشارت إلى أن السينما "معرض لطرح الأفكار بطريقة مبتكرة وإبداعية وليس بشكل مباشر، كما أنها حمالة أوجه، فأحياناً ما توضع فكرة ما في العمل السينمائي لكن المشاهد يرى فيه أمراً آخر ذات أهمية بالنسبة له، وبالتالي فإن العمل السينمائي يخاطب جمهوراً متعدد الاهتمامات في آن واحد" .

وتابعت: الفكرة التي أردت التركيز عليها تتمحور حول رؤية الحياة بوجه آخر، فالكثير منا لا يرضى عن الحياة التي يعيشها ويتطلع للبحث عن السعادة فيما لدى الآخرين، دون النظر لما حباه الله من نعمة يفتقدها غيره من الناس، وهذه المسألة تنغص على الإنسان حياته، فإذا ظل يبحث عنها دون الرضا بما يمتلك سيفقد مع الوقت كل المشاعر الايجابية داخله ويتحول إلى شخص لا يستطيع أن يمنح الآخرين أي مشاعر إيجابية يتطلعون إليها منه، في وقت قد يكون هؤلاء هم أقرب الناس إليه، وبالتالي يفقد المرء في سبيل البحث عن المفقود ما هو موجود وهو مشاعر الآخرين .

من جهتها رأت المخرجة فاطمة الغانم المشاركة بفيلم "تواريخ" ضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة للطلبة، أن السينما تعكس الحالة الراهنة وتعبر عن الواقع الذي نعيشه، وهو دور حيوي تساهم به السينما في حل لكثير من المشكلات أو تسليط الضوء على قضايا معينة بطريقة أكثر مهنية وحرفية .

وأضافت أن مشاركتها في المسابقة كانت بهدف التوعية ببعض القضايا التي تتعلق بالمرأة في بعض المجتمعات مثل مسألة الزواج المبكر وكيف يؤثر في مسيرة المرأة المهنية أو يقلل من كفاءتها في قراءة وفهم أساليب الحياة، والتعامل مع المشكلات التي تتعرض لها بشيء من الخبرة نتيجة التعليم الجيد الذي حصلت عليه وما يقدمه للمرأة من مناهج في البحث والتفكير، مشيرة إلى أن الفيلم يعرض لكفاح المرأة حتى في هذه الحالة من أجل استكمال مسيرتها العلمية لإثبات أنه لا شيء يستحيل في ظل توافر الإرادة والتصميم .

شيخة العامري مخرجة فيلم "حكاية لؤلؤة" المشارك ضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة للطلبة وبالتعاون مع زميلتها مريم سليمان، قالت: للسينما دور كبير في حفظ التراث من خلال تسجيلها للوقائع والأحداث عن طريق العديد من أنواع الأفلام ومنها الوثائقية، وأنه من الجيد استثمارها في توثيق الكثير من تراث الوطن حتى يظل حاضراً في وعي الأجيال القادمة، لأن من لا يعرف ماضيه يجهل مستقبله، لذا فإن حفظ التراث وتوثيقه عبر السينما هو أقرب إلى الواقعية خاصة أن العمل السينمائي يمنح مساحة لعرض رؤية العمل من أكثر من زاوية، وأعني بذلك عرض المشاهد مع تنوع المضامين في المادة المصاحبة للقطة السينمائية .

وأوضحت العامري: من الأهداف التي دعتني إلى هذا العمل، رغبتي في توعية الأجيال بماضي وتاريخ دولتنا، ليكونوا في المستقبل لبنة بناء وقاطرة نحو تقدمها ورقيها، وأن يعلموا أن ثمة جهوداً كثيرة بذلت حتى وصلت دولتنا إلى ما صارت إليه وأن هذه الجهود يجب أن توضع محل التقدير ليس فقط بالكلمات وإنما بالأعمال .

فاطمة عبيد مخرجة فيلم "من خلال عيون إماراتية" الذي يشارك ضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة للطلبة بالمشاركة مع زميلتها فاطمة سعيد، قالت: إن العمل السينمائي وخاصة الأفلام القصيرة وسيلة ممتازة لمعالجة بعض القضايا التي يعانيها المجتمع، لأنها تساعد على إيصال الرسالة المطلوبة بطريقة مبتكرة ومؤثرة، مشيرة إلى أنه أحياناً ما يلفت العمل السينمائي النظر إلى المشكلة بطريقة غير مباشرة تقلل من وقع كلمات النقد التي تجرح أحياناً، كما أن نوعية هذه الأفلام تناسب في بداية المرحلة العمرية فئة الطلبة لأنها لا تتطلب جهداً كبيراً مثل الأفلام الروائية الطويلة .

أضافت: "من خلال عيون إماراتية" هو فيلم وثائقي يكشف مدى انتماء أبناء الدولة وارتباطهم بتراث المنطقة وسعيهم لنقله للأجيال الجديدة للمحافظة عليه، كما أن الفيلم يظهر مشاركة المرأة في مجتمع الإمارات منذ القدم، وأهمية هذا الدور الذي تلعبه في تنمية المجتمع، وتدور أحداث الفيلم عن تراث دولة الإمارات المتحدة في الساحل الشرقي .

فاطمة عبيد أوضحت أن السينما هي نافذة للتواصل والتقارب بين الشعوب بما تعرضه من أعمال تساعد في التعرف إلى الثقافات والعادات، وقالت "السينما بما لها من تأثير قوي في وعي الشعوب كان لا بد من استغلالها لنقل تراثنا إلى شعوب العالم من خلال هذه المسابقة ضمن مهرجان كبير وله ثقل عالمي كمهرجان أبوظبي السينمائي" .

بدورها قالت خولة المعمري مخرجة فيلم "اتركني . . احمني" الذي يشارك ضمن فئة الأفلام الوثائقية القصيرة للطلبة مع زميلتها نورة السويدي بأن مهرجان "أبوظبي السينمائي" يعد مناسبة مهمة لجميع المخرجين الذين يسعون إلى إيصال رسائلهم أو التعبير عن مواهبهم الإبداعية، ولأن السينما لها حضور وجمهور كبير على مستوى العالم فإن توصيل الرسالة من خلالها سيكون أسرع، خاصة إذا كان العمل يمتاز بالتفرد والسبق في عرض الفكرة أو إيصال صوت أو رسالة عن قضية ما .

وأوضحت: هدفنا من المشاركة بهذا الفيلم تتجسد في إيصال رسالة مفادها بأن كل مخلوق، مهما كان صغيراً، هو جزء مهم من عالمنا وعلينا أن نعمل جميعاً من أجل حمايته، لذا أردنا نشر الوعي بين فئات المجتمع بأهمية الحيوانات في البيئة باختلاف أنواعها وأهمية المحافظة عليها، وهذه الأفلام تساعد على معرفة الأضرار التي تواجهها بعض الحيوانات والتي أصابتها بالفعل بسبب أفعال البشر أو العوامل البيئية .

وأضافت: نحن فخورون بمشاركة هذا العدد الكبير من العنصر النسائي لأن عدد المشاركات لهذا العام تظهر مدى معايشة المرأة لقضايا مجتمعها واهتمامها بالمشاركة الإيجابية في كل الفعاليات التي من شأنها أن تعزز وترفع من مستوى الوعي بقضاياها، إضافة إلى أن حجم هذه المشاركة يظهر الدعم الكبير الذي تلقاه المرأة في مجتمعها العربي وتغير النظرة إليها باعتبارها شريكاً فاعلاً في كل خطط التنمية، ودعم المسؤولين لها في كل المجالات وفي مختلف القطاعات .

الخليج الإماراتية في

24.10.2014

 
 

“من ألف إلى باء” يفتح صفحة جديدة في كتاب المهرجان

نهيان بن مبارك يشهد انطلاقة “أبوظبي السينمائي”

أبوظبي - فدوى إبراهيم، وعادل رمزي:

انطلقت مساء أمس فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الثامنة، مفتتحاً شاشاته لأول مرة بعمل إماراتي "من ألف إلى باء" لمخرجه علي مصطفى .

حضر الافتتاح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، ونورة الكعبي، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة الإعلامية أبوظبي "توفور 54" .

وبدأ حفل افتتاح المهرجان، الذي قدمه رافد الحارثي، بمشهد من فيلم "أبوظبي العاصمة" .

وفي كلمته، عبر علي الجابري، مدير المهرجان عن فخره بزيادة عدد الأفلام والدول المشاركة في دورة هذا العام وقاعات العرض، لكنه اعتبر أن الفخر الأكبر مبعثه أن الحدث أصبح جزءاً من مدينة أبوظبي وحدثاً عربياً ودولياً .

وأكد أن إدارة المهرجان لن تتوقف عن التجديد والابتكار، لأنه يثبت أنه المكان الذي تنطلق منه صفوة الأعمال العربية . وقال: يظل هاجسنا المستقبل، لذلك نعمل على التطوير .

ومنح المهرجان في الافتتاح اللؤلؤة السوداء إلى كل من المنتج الأمريكي إدوار بريسمان والمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب .

ورحب على الجابري بعدها بفريق فيلم الافتتاح الإماراتي "من ألف إلى باء" على المسرح، مفتخراً بانطلاق الحدث بعمل محلي لأول مرة .

وبدوره عبر علي مصطفى، مخرج الفيلم عن اعتزازه بتعاون جهات عدة، خاصة الإماراتية، لعمله، معبراً عن ثقته بقدرة السينما المحلية على الوصول إلى العالمية .

ويضم المهرجان الذي يستمر حتى الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، مسابقات رئيسية وفئات أخرى رصدت لها جوائز بقيمة 890 ألف دولار، و295 ألف درهم لمسابقة "أفلام الإمارات" .

وبواقع 197 فيلماً طويلاً وقصيراً من 61 دولة، تنطلق الدورة الثامنة من المهرجان، ويتضمن في مسابقاته الرئيسية مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، التي ينافس فيها 17 فيلماً على 6 جوائز بقيمة 225 ألف دولار . وفي مسابقة "آفاق جديدة" المخصصة للأعمال الروائية لمخرجين في تجاربهم الإخراجية الأولى والثانية، تنافس الأفلام 19 على 6 جوائز بقيمة 225 ألف دولار، وتنافس على 4 جوائز بقيمة 195 ألف دولار في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة التي يحظى المشاهدون فيها بمشاهدة 17 فيلماً يستعرض أهم وأبرز القضايا الواقعية من مختلف أرجاء العالم .

ومن عروض السينما العالمية المختارة من بين أبرز الأفلام الحديثة من إنتاج العام 2014 من أنحاء العالم، سيصوت الجمهور للفيلم الأفضل من بين 32 فيلماً ليحصل الفيلم الفائز على جائزة قدرها 40 ألف دولار، وفي مسابقة الأفلام القصيرة يتنافس 28 فيلماً على 6 جوائز قيمتها 105 آلاف دولار .

"عريس" الافتتاح

رغم أن المخرج الإماراتي علي مصطفى صاحب فيلم الافتتاح مر على السجادة الحمراء برفقة زوجته إلا أنه كان "عريس" الليلة ودخل السجل الذهبي للمهرجان في دورته الثامنة التي انطلقت لأول مرة بعمل محلي

على السجادة الحمراء

مر على السجادة الحمراء قبل افتتاح المهرجان عدد من نجوم الفن منهم علي مصطفى وأبطال فيلم الافتتاح "من ألف إلى باء" والدكتور حبيب غلوم وجابر نغموش ونواف الجناحي وعلي الجابري وصالح كرامة وعامر سالمين وسلطان النيادي وعبدالعزيز المنصور وإبراهيم الزدجالي وعبدالله صالح وداوود حسين ومروان حامد ولطيفة وبوسي وأصالة ونبيلة عبيد وحسن يوسف وسمير صبري ونيللي كريم وسلافة معمار والفلسطيني علي سليمان وباسل خياط وقصي خولي وإبراهيم الحربي ومنصور الغساني وخالد أبوالنجا ومحمد كريم وشهد وعرفان خان وخالد البدور . والنجم الكوميدي الكوري العربي ونهو تشونغ .

كلاسيكيات مرممة

أفلام برنامج "الكلاسيكيات المرممة" فتنطلق بعرض فيلم رمم حديثاً هو الأرميني "لون الرمان" للمخرج الأسطوري سيرغي باراجانوف . وقد تعاون مهرجان أبوظبي للأفلام مع "مشروع سينما العالم" لمارتن سكورسيزي لتقديم هذا الفيلم .

"المطلوبون ال 18"

في قسم الأفلام الوثائقية يقدم المخرج عامر شوملي والمنتجان إينا فيتشمان وسائد أندوني فيلمهم "المطلوبون ال 18" أمام جمهور المهرجان في "فوكس 4" الساعة 15 .7 . ويتحدث الفيلم بأسلوب ساخر عن إقفال "الإسرائيليين" لمزرعة فلسطينية أثناء الانتفاضة الأولى بسبب أن أبقارها تشكل خطراً على الأمن القومي .

"99 منزلاً"

يعرض المهرجان للمرة الأولى في الشرق الأوسط الفيلم الأمريكي المشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة "99 منزلاً" للمخرج المميز رامين بحراني . ويقدم الفيلم زاوية ناقدة لأعمال المقاولات والعقارات في الولايات المتحدة . ويتواجد المنتجان محمد التركي وأركادي جولوبوفيتش أثناء عرض الفيلم في قصر الإمارات الساعة 15 .9 .

سينما المهجر

تنطلق اليوم عروض برنامج "السينما العربية في المهجر" ويكون المخرج الموريتاني الشهير عبدالرحمن سيساكو حاضراً لتقديم فيلمه "هيرماكونو (في انتظار السعادة)" الذي أنتج في العام 2002 . كما يعرض سيساكو أحدث أفلامه "تمبوكتو" أيضاً ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، وذلك يوم الأحد المقبل في سينما "فوكس 5" الساعة 45 .8 .

20 فيلماً ترى النور على شاشات العاصمة

أبوظبي- "الخليج":

يبدأ مهرجان أبوظبي السينمائي اليوم عروض أفلامه في كل من "قصر الإمارات" وسينما "فوكس مارينا مول" من خلال عرض 20 فيلماً مختاراً من جميع أنحاء العالم .

وتنطلق أولى الجلسات النقاشية من برنامج "حوارات في السينما" التي تستضيف المخرج والمنتج الفرنسي الجزائري الأصل رشيد بوشارب، ليجيب عن الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بحياته ومسيرته الفنية . ويتحدث عن موضوع الهجرة والذي يكتشف من خلاله العديد من جوانب المواجهة العربية - الغربية . وتقدم هذه الجلسة التي تقام في قصر الإمارات من الساعة 30 .2 حتى 00 .،4 فرصة فريدة للجمهور للقاء أحد كبار صناعة الأفلام ورمز من رموز السينما .

أما الجلسة الثانية من برنامج "حوارات في السينما" فتجمع طاقم فيلم افتتاح المهرجان "من ألف إلى باء" للمخرج الإماراتي علي مصطفى . ويناقش فريق عمل الفيلم المراحل المختلفة في إنتاجه ويشارك الحضور خططه لما بعد العرض الأول في المهرجان . ونظراً للإقبال الكبير قرر المهرجان إدراج عرض ثالث للفيلم يقام يوم 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل في سينما فوكس، صالة رقم ،5 الساعة 15 .9 مساء .

أما بالنسبة لمسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيعرض الفيلم الإيراني "قصص" في سينما "فوكس 5" الساعة 30 .6 . وتجيب المخرجة رخشان بني اعتماد والمنتج جهانجير كوساري عن أسئلة الجمهور بعد عرض الفيلم . ويجسد الفيلم قصصاً من واقع مجتمع الطبقة العاملة في إيران وفاز العمل بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان البندقية السينمائي هذا العام

أما الفيلم الكوري "تلة الحرية" للمخرج الكوري المتميز هونغ سانغ سو ومدته 66 دقيقة فيشارك في مسابقة الأفلام الطويلة، ويحكي قصة حب لم تكتمل . يعرض في سينما "فوكس 5" الساعة 30 .4 .

وتعرض في ثاني أيام المهرجان في سينما "فوكس 6"، ثلاثة أفلام جديدة مشاركة في مسابقة "آفاق جديدة" أولها الإنتاج الألماني - الفرنسي "دروب الصليب" للمخرج ديتريتش بروغمان وهو الفيلم الفائز بجائزة أفضل سيناريو ضمن مهرجان برلين السينمائي . ويتواجد المخرج أليكس دولابورت مخرج فيلم "ضربة المطرقة الأخيرة" والمخرج كارلوس فيرمت والمنتج بيدرو هيرنانديز سانتوس صنّاع فيلم "فتاة سحرية" لتقديم عملهم للجمهور بشكل شخصي .

ويعرض في اليوم نفسه الفيلم الوثائقي "الهدف المقبل من أجل الفوز" من إخراج مايك بريت وستيف جاميسن ويحكي عن محاولات مدرّب جديد إعادة تأهيل فريق ساموا الأمريكي لكرة القدم الموصوف بالأسوأ ضمن تصنيف الفرق وذلك في سينما "فوكس 4" الساعة 45 .4 مساء .

وضمن قسم الأفلام الوثائقية أيضاً، يعرض المهرجان فيلم "فيرونغا" من إخراج أورلاندو فون آينزيدل، وصور هذا الفيلم في محمية فيرونغا الواقعة شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهو يحكي قصة معاناة آخر ما تبقى من حيوانات الغوريللا الجبلية القاطنة في الأرض المحاصرة

ويتضمن قسم عروض السينما العالمية الفيلم الكوبي "السلوك" الحائز جوائز عدة والذي أخرجه إرنيستو داراناس ويعرض في سينما "فوكس 3" الساعة 30 .،3 وتحضر بطلة الفيلم ألينا رودريغيس العرض، وهو عن قصة شالا الصبي ذي ال 11 عاماً والذي يعيش مع والدته المدمنة على المخدرات.

أما العرض العالمي الأول للفيلم الفرنسي "نمر صغير" للمخرج سيبريان فيال فسيكون في "فوكس 2" الساعة 30 .6 ويحكي قصة شاب مراهق من البنجاب تعتني به الحكومة الفرنسية، وبالرغم من المستقبل المشرق الذي ينتظره يعاني ضغوطاً من عائلته في الوطن لإرسال المال إليهم

ويعتبر الإنتاج الكندي "شمس منتصف الليل" لمخرجه روجر سبوتيسوود فيلماً مناسباً لجميع أفراد العائلة وهو يحكي عن طفل صغير يصارع بشجاعة عوائق الطبيعة ليعيد لم شمل شبل دب قطبي صغير مع أمه . وسيجيب المنتج روب هايدن عن أسئلة الجمهور بعد عرض الفيلم .

وتتضمن عروض اليوم الثاني أيضاً فيلم "ثائر من دون قضية" للمخرج نيكولاس راي والذي قام ببطولته الممثل الأمريكي جيمس دين في واحد من أهم أدواره .

وتعرض الأفلام المشاركة في مسابقتي الأفلام الروائية القصيرة 1 و2 في مارينا مول "فوكس 3" الساعة 6 و45 .8 وسيتواجد الطاقم للإجابة عن أسئلة الجمهور .

وتكون جلسات برنامج "حوارات في السينما" مفتوحة أمام الجمهور بشكل مجاني .

الخليج الإماراتية في

24.10.2014

 
 

197 فيلماً من 61 دولة وحضور لافت للعرب وهوليوود وبوليوود

«من الألف إلى الباء» افتتح مهرجان أبو ظبي السينمائي

أبو ظبي - عبدالستار ناجي

تزدحم العاصمة الاماراتية هذه الايام بأكبر عدد من نجوم السينما العالمية من انحاء العالم، وقد تزامن وصول عدد من نجوم الكويت الى مطار ابوظبي مع وصول حشد من نجوم السينما المصرية مما شكل تظاهرة فنية حاشدة استقبلت بحفاوة كبيرة، وكان مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي قد افتتح اعمال دورته الثامنة في ساعة متأخرة من مساء امس الخميس حيث عرض في حفل الافتتاح الفيلم الاماراتي الجديد من الالف الى الباء في عرضه الدولي الاول وهو من توقيع المخرج الاماراتي علي مصطفى الذي يقدم تجربته السينمائية الثانية بعد فيلمه الروائي الاول دبي دار الحي والذي كان قد قدم في حفل افتتاح مهرجان دبي السينمائي منذ ثلاثة اعوام

وينتمي فيلم من الالف الى الباء الى ما يسمى سينمائيا بـ سينما الطريق حيث يرصد رحلة ثلاثة أصدقاء ترعرعوا معاً في أبوظبي، وقرروا القيام برحلة الى بيروت، احياء لذكرى صديقهم الراحل.

ومن خلال هذا العمل يؤكد مهرجان ابوظبي وادراته بان السينما الاماراتية قادرة على الحصول على شرف حفل الافتتاح امام هذا الحشد المتميز من أهم نجوم وصناع السينما في العالم

مشيرين الى ان فيلم حفل الختام، سيكون احدث نتاجات ستديوهات ديزني البطل الكبير 6، والذي لم يعرض بعد حتى في أسواق في الولايات المتحدة الأميركية، فهذا يحسب للمهرجان بقدرته على اغراء أفلام عالمية بالعرض الأول

اما فيما يخص السينما العربية فانها تشهد في هذا العام حضورا طاغيا، حيث يشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة المخرج الموريتانى عبد الرحمن سيساكو بفيلم تمبوكتو (2014)، والذى كان قد شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي . وفى المسابقة ايضا فيلم حمّى (2014) للمغربي هشام عيوش، والقط (2014) لابراهيم البطوط، أحد رواد الفيلم المستقل في مصر، والوادي لغسان سلهب الذي حاز على منحة من صندوق سند التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي، اذ سبق عرضه العالمي الأول في المهرجان عرض في مهرجان تورنتو السينمائي مع ثلاثة من الأفلام الممولة من صندوق سند، وهي فيلم ذيب اخراج ناجي أبو نوار (يشارك في مسابقة آفاق جديدة)، والفيلمان الوثائقيان الأوديسا العراقية للمخرج العراقي السويسري سمير جمال الدين، والمطلوبون الـ 18، من اخراج الفلسطيني عامر الشوملي والكندي بول كوان. أما في مسابقة آفاق جديدة، فيشارك كل من الوهراني للمخرج الجزائري لياس سالم، وفيلم من ألف الى باء للمخرج الاماراتي علي مصطفى،والذى كما اسلفنا كان قد افتتح عروض المهرجان مساء امس الخميس وصمت الراعي للمخرج العراقي رعد مشتت (ينفرد المهرجان بالعرض العالمي الأول)، الى جانب ذيب ناجي أبو نوار.وهذا الاخير عرض ايضا في تظاهرة افاق في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

كما يستقطب المهرجان أفلاماً عربية وثائقية في عروضها العالمية الأولى، كأفلام أم غايب للمخرجة المصرية نادين صليب، وصوت البحر للمخرجة الاماراتية نجوم الغانم، وقراصنة سلا للمخرجة المغربية مريم عدّو، اضافةً الى مسابقة أفلام الامارات التي تضم 53 فيلماً، ومسابقة الأفلام القصيرة التي يشارك فيها كل من الرغبة لهالة مطر (البحرين- 15 د)، وأب للطفي عاشور (تونس- 16 د)، وأنا موجود لأحمد عبد الناصر (مصر/سورية- 10 د)، وكشك لعبد الله الكعبي (الامارات- 13 د)، ومونيتا لجاد داني علي حسن (لبنان- 32 د

هذا وحرصت اللجنة المنظمة بقيادة المدير الفنى للمهرجان الفنان الاماراتي علي الجابري على تحقيق المعادلة الاصعب فامام هذا الحضور العربي الكبير في مهرجان أبوظبي السينمائي، حرص كل الحرص على ان يقابله اختيارات لافتة لأبرز الأفلام الفائزة في المهرجانات السينمائية حول العالم، ليس ابتداء بمهرجان برلين السينمائي، مروراً بمهرجان فينيسيا، ومهرجان كان، ومهرجان سان سيباستيان، وانتهاءً بمهرجان تورنتو. حيث نجح علي الجابري وفريقه الرائع الذي يضم عددا من اهم المشتغلين في عملية تنظيم المهرجانات السينمائية ومنهم انتشال التميمى وتيريزا كافانيا على المهرجان في استقطاب أهم وأبرز الأفلام العالمية، كفيلم فحم أسود، ثلج رقيق اخراج دياو ينان، الفائز بالدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي، كما سيعرض سبات شتوي للمخرج التركي نوري بيلغي جيلان، والفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان لهذا العام

كما سيتاح لجمهور مهرجان أبوظبي حضور فيلم المخرج السويدي روي أندرسون حمامة جلست على غصن تتأمل في الوجود، والذي حصد جائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي. كما يعود المخرج الروسي أندريه زفياكنتسف مع فيلمه الجديد لفاياثان، ليشارك في مسابقة الأفلام الروائية، مع سوزان بير المخرجة التي حازت الأوسكار عن فيلهما الحب هو كل ما نحتاجه، الذي يعرض ضمن برنامج فرصة ثانية، والتي يشارك فيها أيضاً غيورغي أوفاشفيلي من جورجيا بفيلمه جزيرة الذرة، وفيلم قمامة للمخرج ستيفن دالدري. ويسجل المهرجان حضور المخرج الألماني الشاب ديتريش بروغمان الى المنطقة للمرة الأولى، رفقة فيلمه دروب الصليب ضمن مسابقة آفاق جديدة.

حصاد مهرجان ابوظبى السينمائي لا ينتهى ..

بالامس كانت البداية وهناك الكثير ..

روتانا تشارك في انتاج الفيلم الإماراتي «من الألف إلى الباء»

انضمت روتانا، احدى كبرى مجموعات الترفيه في العالم العربي، الى فريق الانتاج الذي يتولى تنفيذ فيلم من الألف الى الباء والذي يخرجه الاماراتي علي مصطفى.

وتتعاون مجموعة روتانا، التي تعد من أبرز الشركات الرائدة في قطاع الاعلام في العالم العربي مع فريق الانتاج الحالي الذي يتولى تنفيذ المشروع والذي يتكون من ايمج نيشن شركة صناعة المحتوى الاعلامي الرائدة في أبوظبي وفي العالم، وتور فور ففتي فور الذراع التجارية لهيئة المنطقة الاعلامية في أبوظبي، حيث ستساهم روتانا في تسويق الفيلم وتوزيعه بعد عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي، بفضل خبراتها الواسعة في هذين المجالين.

وكانت روتانا قد اشترت حقوق العرض التلفزيوني للفيلم بعد انتهاء عرضه في صالات السينما.

وحول هذه الشراكة، صرح محمد المبارك، رئيس مجلس ادارة ايمج نيشن: من الرائع ان نحظى بدعم واحدة من أكبر شركات الترفيه في المنطقة.

ونحن سعداء لأن روتانا تشاركنا حماسنا تجاه هذا العمل ونتطلع الى مشاركة الخبرات لتحقيق نجاح مميز للفيلم الجديد الذي يخرجه علي مصطفى.

كما أفادت نورة الكعبي، الرئيس التنفيذي لـتو فور ففتي فور بان تو فور ففتي فور تعد مركزاً لصناعة الاعلام والترفيه في العالم العربي، وهدفنا هو المساهمة في تنفيذ رؤية أبوظبي 2030، التي تعتبر ان الاعلام من أبرز الصناعات التي تساهم في نمو اقتصاد أبوظبي واستقطاب مزيج متنوع من الخبرات والطاقات الى الامارة بوصفها مركزاً تجارياً رائداً في المنطقة.

وأضافت: نعمل على جذب الانتاجات العالمية من هوليوود وبوليوود الى أبوظبي، ولكن الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لنا هو رعاية المواهب الاماراتية والعربية.

ويعتبر دعمنا لفيلم علي مصطفى اكمالاً لجهودنا الصادقة في تحفيز المواهب المحلية من صناع الأفلام الموهوبين على الابداع.

منح رشيد بوشارب وإدوارد بريسمان جائزة الإنجاز المهني وناجي نوار أفضل مخرج

أبو ظبي - عبدالستار ناجي

تتواصل أيام مهرجان ابوظبي السينمائي في دورته الثامنة وسط كم من الأنشطة والفعاليات من بينها العروض السينمائية والمؤتمرات الصحفية والتكريمات في هذا المجال قام مهرجان أبوظبي السينمائي الذي تنظمه تو فور ففتي فور أقيم وضمن حفل الافتتاح مساء امس حفل تكريم المخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب والمنتج الأميركي ادوارد بريسمان، بجائزة الانجاز المهني واللذين منحا الجائزة بفضل مساهمتهما البارزة في السينما العالمية. كما تم اختيار المخرج الأردني ناجي أبو نوار للحصول على جائزة فارايتي لأفضل مخرج من الشرق الأوسط لهذا العام.

وقال علي الجابري مدير مهرجان أبوظبي السينمائي: احتفى المهرجان في دورة هذا العام بالمخرج والمنتج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب، الذي رُشحت ثلاثة من أفلامه غبار الحياة (1995) وبلديون (2006) والخارجون عن القانون (2010) لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية. فمنذ بدء مشواره الفني، يحاول بوشارب استكشاف العلاقات المعقدة بين فرنسا ومستعمراتها السابقة. ويمكن لصانعي الأفلام الشباب الاستفادة من هذا الراوي القصصي المحترف في تعلم أسلوب سرد الحكايات، وكيفية التعبير عن وجهات نظرهم الخاصة تجاه القضايا المتعلقة بحياتهم ومجتمعهم وبشكل مقنع أمام الجمهور العالمي. وتم تقديم هاتين الجائزتين للانجاز المهني خلال حفل افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي الذي أقيم في قصر الامارات مساء امس الخميس .

وسيعرض أبوظبي السينمائي أيضاً فيلم رجلان في المدينة من اخراج رشيد بوشارب وبطولة فورست ويتكر، الذي يؤدي دور محكوم سابق ومعتنق للاسلام. وقد سبق ان شارك هذا الفيلم في دورة العام الحالي من مهرجان برلين السينمائي. وسيشارك بوشارب في سلسلة حوارات في السينما الذي يستضيفه مهرجان أبوظبي السينمائي في 24 أكتوبر، بجلسة بعنوان حوار مع المخرج رشيد بوشارب، وتقدم الجلسة فرصة نادرة لجمهور المهرجان، لاكتشاف الحياة الشخصية والمسيرة المهنية المتميزة للمخرج والمنتج الفرنسي الجزائري الأصل.

من جهة أخرى، يأتي التأثير الكبير لأعمال ادوارد بريسمان على السينما عبر رعايته الدائمة لمسيرات العديد من صانعي الأفلام، مثل برايان دي بالما، وتيرينس ماليك، وأوليفر ستون، وكاثرين بيغلو، وديفيد بيرن، وتشارلز برنيت، وجيسون ريتمان. وعمل بريسمان أيضاً مع العديد من المخرجين العالمين أمثال وولفغانغ بيترسون، والاخوة تافياني، ورينير ويرنر فاسبيندر، وديفيد هير، وبو وايدربيرغ، وزانغ ييمو، وويرنر هيرزرغ.

أما المخرج الأردني ناجي أبو نوار الفائز بجائزة فارايتي لأفضل مخرج من الشرق الأوسط لهذا العام. فقد سبق وأن فاز بجائزة أوريزونتي لأفضل مخرج في مهرجان فينيسا السينمائي لهذا العام عن أول أعماله الطويلة ذيب، الذي تلقى دعماً من صندوق سند في مرحلتي التطوير وما بعد الانتاج، وذهب بعدها الى مهرجان تورنتو، كما يخوض الفيلم منافسة جديدة ضمن مسابقة آفاق جديدة التي تقام ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي.

وتم تصوير فيلم ذيب في الصحراء الأردنية بمشاركة بدو حقيقيين، وتدور أحداثه المشوقة والآسرة خلال فترة الحرب العالمية الأولى، ويقدم حكاية مجتمع على أعتاب التغيير. ويتبع الفيلم النمط الغربي حتى في أسلوب طرحه وطرحه الأسئلة المتعلقة بالأخلاقيات المطلقة. وسيقام حفل تقديم جائزة فارايتي في27 أكتوبر في مطعم الأوبيرج في قصر الامارات.

النهار الكويتية في

24.10.2014

 
 

مدير «أبوظبي السينمائي» يخضع لمساءلات عن موقع المهرجان وتطلعاته

علي الجابري: نسعى إلى «هارموني» يوازن بين العروض والأذواق

جهاد هديب (أبوظبي)

بحكم موقعه، مديراً لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، يتعرض الفنان علي الجابري للكثير من الأسئلة التي ينبغي أن تكون لديه إجابات عليها. في هذا الحوار، سعت «الاتحاد» إلى اقتراح أسئلة من ذلك النوع الذي لا يخلو من المساءلة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى إيجابي، بهدف تقديم المهرجان للقارئ وكذلك إبراز الدور الحقيقي الذي تقوم به إدارته في دعم السينما المحلية والعربية ووجهة نظرها في ذلك، بالإضافة إلى الكيفية التي تختار بها الأفلام وما هي الذائقة الجمالية التي تقف وراء اختيار هذه العروض دون سواها.

عم ما يميز مهرجان أبوظبي السينمائي يقول الجابري: «بالتأكيد، فإن هناك مهرجانات عربية عديدة قد سجّلت قصب السبق على مثل القاهرة وقرطاج وسواهما، لكننا هنا نشعر بأن أبوظبي السينمائي يسير بخطى ثابتة إلى الأمام ليكون منبرا للسينما العربية، ليس على سبيل اقتراحها جماليا على سينما المنطقة والسينما العالمية فحسب بل دعم إنتاجها ودعم تفاصيل صناعتها».

وأضاف: «للتفصيل، فإن المهرجان بات ذلك المنبر الذي من خلاله تتم صناعة تجارب سينمائية عربية. وفي سياق تراكمي، سنة بعد أخرى، فهو في طريقه إلى أن يكون له طابعه الخاص به واسمه الخاص به وسمعته العالمية الخاصة به، وهذا ما نلمسه كلما انتقلنا للمشاركة في هذا المهرجان أو ذاك العربي أو العالمي، أي أن مَنْ لم يكن يعلم من المخرجين وصانعي السينما بمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي قد بات الآن على الأجندة الخاصة به، فقد انعقدت ثقة كبيرة بين المهرجان وبين هؤلاء المخرجين والمنتجين العرب. أضف إلى ذلك أنه بات المستوى العالمي فيه يشكل لهؤلاء نقطة تحوّل بالنسبة إليهم».

وأكد: «صحيح أن هناك مهرجانات سينمائية عربية سابقة ولها تاريخها السينمائي الخاص الذي نعتز به نحن السينمائيين العرب إنما أصبح لهذا المهرجان اعتباره الخاص به، أي تأثيره وسحره عليهم، خاصة وأن الممثلين والمخرجين والمنتجين والصحفيين والنقاد العالميين يتواجدون فيه باستمرار».

وعن ميزة هذا الحضور العالمي وما الذي يقدمه للسينمائي العربي، قال الجابري أيضاً: «يشارك مخرجون عرب في مهرجانات سينمائية عالمية معروفة، ونذهب نحن بدورنا إلى تلك المهرجانات ونشاهد أفلاماً جديدة عالمية وعربية يكون البعض منها بدعم من المهرجان، لكن يحدث عدم مشاركة من قبل بعض الأفلام العربية الجيدة رغم أنها تستحق، في حين أن مشاركتها في مهرجان أبوظبي السينمائي تهيء لها فرصة طيبة لتلك المشاركة في ظل وجود الحضور السينمائي العالمي. وهذا ما يحدث حقاً، فقد أصبح لدى المهتمين الأجانب بالسينما العربية إحساس بأن المهرجان يقدم سينما عربية ناجحة، وكذلك اكتشافات سينمائية عربية ما تزال شابة وطازجة وجديرة بالاهتمام، وهذا بدوره خلق إحساساً لدى السينمائي العربي بأن المهرجان بات جسراً يصل بفيلمه، سواء أكان مدعوماً من المهرجان أم لا، إلى مهرجانات عالمية مهمة، أضف إلى ذلك أننا بدورنا كمهرجان نقوم بترشيحات وتقديم توصيات بعرض هذا الفيلم أو ذاك».

وأكد أن «العالمية» تعبير مدوّخ بالفعل. ويجري التفكير فيه «بحيث يكون ذلك عبر فعل تراكمي، بالمعنى الجمالي مثلما بالمعنى الإداري أيضاً، خاصة وان المهرجان قد خلق حضوره واعتباره وتأثيره الخاص. إنما ما زال المهرجان في دورته الثامنة، وفي الشكل العام له، فإننا نتقدم على صعيد «العالمية» فيما نحن نحافظ على هذا المستوى ما أمكن لنا ذلك، ونرى أن المستقبل يحمل لنا الكثير، وهو مستقبل واعد ومبشر، خاصة وأن المهرجان سيكتب عمره بنفسه وسيكتب منجزه أيضاً».

وفي صدد التساؤل عن دعم الفيلم الإماراتي من قبل المهرجان، وأين تقع الإشكالية، أوضح الجابري أنه «في مرحلة سابقة كانت هناك مؤسسات تدعم الفيلم الإماراتي، وقد جرى إنجاز العديد من الأفلام البارزة على هذا النحو. إنما يبقى السؤال الآن: ماذا بعد ذلك؟ بالنسبة لمهرجان أبوظبي، هناك «صندوق سند» أبوابه مشرعة أمام المخرجين من إماراتيين وخليجيين وعرب وفقا لنظام يجعل من غير الممكن الحصول على الدعم من المهرجان من خارجه وتبعا لآلياته الواضحة. هناك لجنة مختصة في «صندوق سند» هي التي تحدد الدعم وإلى مَنْ يُعطى، يبدأ الأمر من نص السيناريو والخطة الإخراجية والإنتاجية، وهي صاحبة القرار وليس علي الجابري. في حين ينبغي الإشارة هنا إلى أنه لا نستطيع أن نضع هذا الفيلم أو ذاك ليتنافس مع أفلام ناجزة أخرى في هذه المسابقة أو تلك من المهرجان. وشهدت السنوات الثلاث الماضية عدداً من الأحداث حيث جرى رفض نص سيناريو لمخرج سينمائي محترف، أي الدعم في مرحلة ما قبل الإنتاج، لكنه لم يغضب من المهرجان وتقبل الأمر بـ«روح رياضية» كما يقولون».

وأضاف: «بالمقابل، مثلا، هناك «من ألف إلى باء» للمخرج علي مصطفى، وهو فيلم تتوافر فيه صفات فيلم يرشحه لأن يكون فيلم افتتاح وداخل مسابقة مهمة هي «آفاق جديدة»، لذلك تم اختياره لدعم الإنتاج وإدخاله في المسابقة. هذا شيء وذلك شيء آخر. ودعني أكشف أمراً، خلال الدورتين السابقتين للمهرجان لم يتقدم مخرج بنص سيناريو لمشروع «صندوق سند»، بالفعل هناك أزمة نص سيناريو في السينما الإماراتية. لقد دعمنا العديد من الأفلام لكن للأسف فإن البعض على هذا المستوى يتحدثون من فراغ وبعيداً عن استيعاب حقيقي للآلية التي يتم بموجبها الدعم لهذا الفيلم أو ذاك. هل يُعقل أن يكون هناك مشروع سينمائي إماراتي لا أدعمه أو أتشرف بدعمه ومساندة صاحبه؟ لماذا؟ أتمنى أن يتم دعم ثلاثة أو أربعة أفلام إماراتية عبر «صندوق سند» سنوياً، لكن هل هناك نصوص تقدمت وجرى رفضها جميعاً».

كما قال أيضاً: «طبعا، لكل شخص أن يعتبر فيلمه هو الأكثر الأولوية بالدعم، والأكثر تميزاً وجدارة، لكن ببساطة هناك في «صندوق سند» العديد من اللجان من حيث المشاهدة والبرمجة والقراءة وثمة معايير ليست عشوائية وتطال الفيلم بدءا من الرؤية الإخراجية والسيناريو ومروراً بالإنتاجي والتمثيل وكل ما يتعلق بصناعة الفيلم السينمائي. ما أوّد قوله هنا أن «صندوق سند» مفتوح أمام الجميع إنما من دون مجاملة أبدا في الأمر على حساب سوية الفيلم وجودته الفنية وارتقاء نوعيته وما إلى ذلك من المعايير الأساسية التي من غير الممكن إسقاطها في صناعة السينما. باختصار، «صندوق سند» يفتح أبوابه أمام الجميع ولا يغلقها أمام أحد».

أما عن غياب سينما المؤلف عن قائمة العروض في المهرجان، قال الجابري: «لا أظن إن هذه السينما غائبة تماماً، ربما تكون نادرة بحكم العملية الإنتاجية عموماً. لكن ما من موقف من هذه السينما يتبناه المهرجان. وليس لدينا موقف مسبق من أي فيلم بل الفيلم هو الذي يقنع مختصي الأفلام والمبرمجين بضرورة عرضه ضمن المهرجان وفقا لرؤية معينة، ما يعني أنه لا صلة مباشرة لإدارة المهرجان بهذا الأمر. إنما لو كنت واحداً من الجمهور فسأسأل نفسي ما الذي سيضيفه لي هذا الفيلم سواء ينتمي إلى سينما المؤلف أم لا.

في المهرجان، نسعى إلى صناعة نوع من «الهارموني» الذي تنتظم من خلاله سلسلة العروض بحيث تلائم الأذواق أو تصدمها، من هنا فلا مانع من عرض فيلم تجريبي أو فيلم صادم للذائقة السائدة أو حتى فيلم يركِّز على الصناعة الفيلمية وذلك بهدف أن نجعل المشاهد يفكر باتجاه آخر مختلف إذ يرى هذا الفيلم أو ذاك وذلك في إطار مسعى المهرجان بالارتقاء بالذائقة الجمالية للمشاهد بل وتربيتها أيضاً.

هذا جانب مهم من رسالة المهرجان وضرورة من ضرورات تبرر وجوده، لكننا أيضاً نقدم أنواعاً من الأفلام بحيث تناسب أذواقاً مختلفة تنتسب إلى جمهور متعدد الثقافات ومتنوع المرجعيات. أفلام تلائم ما أمكن جمهورا خليطا».

الإتحاد الإماراتية في

24.10.2014

 
 

17 عرضاً عالمياً وعربياً في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة

ماذا يقول المخرجون العرب في تسجيلاتهم؟

عبير زيتون (أبوظبي)

يتفرد مهرجان أبوظبي السينمائي الذي انطلق أمس في دورته الثامنة، بمسابقات مزدحمة بعروضها وأفلامها، ما يجعله من أكبر المهرجانات السينمائية في المنطقة، ويتبدى هذا التفرد في جائزة «اللؤلؤة السوداء» التي تعتبر هدفاً، لصنّاع الأفلام المشاركين.

وتبرز من بين مسابقات المهرجان العديدة، مسابقة الأفلام الوئائقية الطويلة التي يشترك فيها مخرجون ينتمون إلى السينما العربية والسينما العالمية.

تتنوع موضوعات الأفلام الوثائقية المشاركة هذا العام في مهرجان أبوظبي السينمائي بين هواجس الربيع العربي والاحتلال، والنظرة إلى المرأة، وطموح الشباب، والهوية، والمنفى.

عناوين مختلفة لنتاجات سينمائية وثائقية، تعتمد على الجودة والحرفية، وبعيداً عن السياسة، يشارك فيها 17 فيلماً عالمياً بينها فيلم إماراتي، وستة أفلام عربية بعضها يعرض لأول مرة، وبعضها نال حضوراً وجوائز عالمية.

على الصعيد العربي، ومن زمن الثورات العربية يرصد المخرج السوري طلال ديركي عبر فيلمه «العودة إلى حمص» حكاية مدينة منكوبة من خلال أبنائها مع طموحاتهم وأمالهم في التغيير ليؤرخ عبر قصة شابين حكاية فواجع مدينة بأحيائها المنكوبة خلال حصار حكومي شرس.

وفي ذات السياق تقدم المخرجة ياسمين فضة في «ملكات سورية» رؤية مبتكرة عن مصائب حرب طالت نساء سوريات عبر رصدها لورشة عمل مسرحي في الأردن شاركت فيها لاجئات سوريات يؤدين مسرحية نساء طروادة للإغريقي يوربيدس التي تدور حول الهزيمة ومعنى المنفى.

فيما أنجز المخرج العراقي سمير جمال الدين تجربة وثائقية جديدة عبر فيلمه «الأوديسا» بنظام تقنية ثلاثي الأبعاد يروي خلاله قصة عائلته المهاجرة التي مزقتها الهجرات والعسف السياسي مع رسم لصورة عراق زمن الخمسينيات عندما كان الحلم ممكنا.

ومن فلسطين اختير الفيلم «المطلوبون الـ18» الذي رصد خلاله الفلسطيني عامر شوملي والكندي باول كوان عبر تقنية الرسوم المتحركة قصة حقيقية من زمن الانتفاضة الأولى وقعت أحداثها في بيت ساحور الفلسطينية عندما أمر جيش الاحتلال بإغلاق مزرعة لإنتاج حليب الأبقار بعد إصدار إعلان أن الأبقار تشكل تهديداً للأمن القومي.

ومن مصر يتابع الجمهور المخرجة نادين صليب في فيلم «أم غايب» وهي ترصد معاناة امرأة عاقر مع محاولاتها للإنجاب وسط بيئة اجتماعية تتعامل باحتقار مع امرأة غير منجبة مع الغوص في أعماق المجتمع الغامض اجتماعياً.

كما أدرجت إدارة المهرجان في برنامجها هذا العام وضمن فئة مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة فيلم «قراصنة سلا» للمخرجتين مريم عدو وروزا روجرز اللتين عالجتا قصة واقعية تتعلق بسيرك يقام على أطراف أحد أفقر الأحياء في المغرب وسعي الشباب الطامح للنجاح في امتحان القدرات للانضمام إلى هذا السيرك المشهور.

وعلى صعيد الإنتاج الإماراتي وثائقيا، تشارك المخرجة المعروفة نجوم غانم بفيلمها الجديد والذي يعرض لأول مرة «صوت البحر» يتناول حياة خمس شخصيات من إمارة أم القيوين، تربطهم اهتمامات مشتركة، فيما يتعلق بالفنون الفلكلورية المرتبطة بالبحر وكذلك مهنة الصيد، ومن بين هؤلاء هناك شخصية محورية يدور حولها الفيلم، وهي شخصية المغني الشهير سيف الزبادي، الذي أثر صوته في الكثيرين ليس فقط على مستوى أم القيوين، وإنما على صعيد دولة الإمارات ككل، ويتابع الفيلم الكثير من التفاصيل حول تاريخه الشخصي وأحلامه وشغفه وبقائه كأسطورة حية في قلوب من يحبونه.

الإتحاد الإماراتية في

24.10.2014

 
 

«من ألف إلى باء» أول فيلم إماراتي ينال شرف افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي

علي مصطفى: نسعى إلى إيصال صوتنا الخاص وثقافتنا

إبراهيم الملا (أبوظبي)

يكتسب عرض أول فيلم إماراتي روائي طويل في ليلة افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي، أهمية مضاعفة من جهة تحقيقه لهاجس متراكم، وحلم راود صناع السينما المحلية منذ عشر سنوات تقريبا، قبل أن يعلن أبوظبي السينمائي في دورته الحالية عن اختياره فيلم «من ألف إلى باء» أو (من أبوظبي إلى بيروت) للمخرج الإماراتي الشاب علي مصطفى ليدشّن عروض المهرجان، ويكون منافساً في مسابقة (آفاق جديدة) المخصصة للمخرجين في أعمالهم الروائية الأولى أو الثانية.

المكسب الآخر الذي يمكن الإشارة إليه بقوة هنا، يتمثل في الملامح والمؤشرات التي يعبر بها فيلم الافتتاح عن هوية وهوى المهرجان نفسه، خصوصا وأن الرهان على الفيلم الإماراتي كان يجابه سابقاً بالكثير من العراقيل الفنية، والموضوعية والتقنية، التي لم تفسح له إشارة العبور، ولم تمنحه بطاقة الدخول إلى الليلة الأهم، وإلى الحفل الأكثر إغواء وصخبا في المهرجان.

ومن هنا فإن عنوان «من ألف إلى باء» لن يكون مجرد أبجدية حروفية، بل هي أبجدية بصرية بامتياز، بغض النظر عن الاحتمالات المؤجلة للنجاح النقدي أو الجماهيري لفيلم لم يكشف بعد النقاب عن طبيعته السردية وأسلوبه الإخراجي على شاشة المهرجان، الأهم هنا أن تتوالى وتتنوع الأبجديات السينمائية للمخرجين الإماراتيين في المستقبل، انطلاقا من هذا التقدير اللافت والحافز الكبير والثقة المعززة بالتفاؤل من إدارة مهرجان أبوظبي لأول فيلم إماراتي يحمل قصب السبق للظهور على منصة الألق والأضواء في العرس الأبهى للسينما المحلية.

توهج مبكر

برز اسم المخرج الإماراتي علي مصطفى في الساحة السينمائية منذ عرض فيلمه الروائي القصير: «تحت الشمس» في مهرجان دبي السينمائي في دورته الثانية ضمن برنامج (مخرجون واعدون من الإمارات)، وكان الفيلم متوهجاً بموهبة مبكرة ومبشرة، واستند هذا العمل في طرحه الروائي المكثف على تمزقات الذاكرة الشخصية وعوالم الطفولة المستعادة على شواطئ (الجميرا) بدبي، وعلى محور آخر يتعلق بقضية ملحة وشائكة في ذات الوقت هي قضية الإرهاب والنظرة الغامضة من قبل الآخر لدور التطرف الإسلامي الذي أدى لنشوء هذا النوع من التيارات الدخيلة على الإسلام المنفتح والمتسامح.

وكان فيلمه الروائي الطويل الأول «دار الحيّ» هو العمل الذي حدد المسار الاحترافي لتعامل علي مصطفى مع الفيلم كعنصر فني لا يخلو من نكهة التشويق والحركة والجرأة الظاهرية والضمنية، وهو مسار يبدو أن المخرج لن يتنازل عنه على الأقل في تجاربه الجديدة خلال السنوات القادمة وهو خيار قد يكون طاغياً على اللغة التعبيرية المستقلة والمحتشدة فنياً، وعلى حساب الإثارة الدرامية والمفارقات الكوميدية والمشاهد الصادمة التي يفضل علي مصطفى التعامل معها.

في الحوار التالي يحدثنا مخرج «من ألف إلى باء» عن القيمة المعنوية والمحفزة لعرض فيلمه على جمهور اليوم الأول والأهم في مهرجان أبوظبي السينمائي، كما يحدثنا عن تفاصيل أخرى حول كواليس الفيلم وتقييمه للمشهد السينمائي العام في الإمارات.

بداية أشار مصطفى إلى أن اختيار فيلمه للعرض في ليلة افتتاح مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، هو تكريم لكل السينمائيين الإماراتيين الذين بذلوا جهوداً كبيرة وتضحيات ملموسة خلال العشر سنوات الماضية حتى يصل الفيلم الإماراتي إلى الواجهة، ويكون مؤهلًا للمنافسة على جوائز المهرجانات السينمائية المحلية والخارجية على السواء، وقال: «نحن كسينمائيين شباب ومتحمسين نسعى دائما إلى أن يصل صوتنا، وتصل قصصنا وملامح حياتنا الخصبة والمتنوعة إلى الجمهور، وخصوصا إلى المشاهد الآخر المختلف عنا، والمتعطش لمعرفة المزيد عن ثقافتنا وطريقة تفكيرنا وسط هذا المناخ الاقتصادي والعمراني المتطور والهائل والمتسارع في الدولة».

وأضاف: «عندما عرض فيلمي الروائي الطويل الأول «دار الحي» في مهرجان دبي السينمائي، قبل خمس سنوات، كنت أنتظر هذه اللحظة الفارقة في تاريخ السينما الإماراتية، استنادا إلى جهود التمويل والدعم والرعاية من قبل المهرجانات والمؤسسات السينمائية المحلية وشركات الإنتاج الكبرى، وهو دعم فرضه وجود جيل سينمائي محلي مبدع وقادر على إنتاج فيلم متماسك فنياً وموضوعياً، ومؤهل للعرض في ليلة الافتتاح بالمهرجانات السينمائية الكبرى في المكان».

وفي سؤال حول الخطوط السردية العامة لفيلم «من ألف إلى باء» والصعوبات التي واجهها مع الممثلين والتقنيين أثناء إنتاج الفيلم، أشار مصطفى إلى أن الفيلم يعتمد على البنية الروائية لأفلام الطريق، وتتداخل فيه الدراما مع الكوميديا بالتوازي مع النقلات والتحولات النفسية والداخلية للشخصيات الرئيسية الثلاثة في العمل، والذين يقررون السفر براً من أبوظبي إلى بيروت تحقيقا لحلم صديقهم الراحل قبل خمس سنوات أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان، حيث لم يستطع صديقهم الراحل تحقيق هذه المغامرة الجماعية وقتها، وأوضح مصطفى أن أحداث الفيلم تقع في العام 2011 وتتقاطع مع بدايات الثورة المسلحة في سوريا، ومن هنا كما أشار، فإن العمل ينضح بالكثير من وجهات النظر المتباينة حول الثورات العربية التي عصفت بالمنطقة العربية خلال تلك السنة، وكانت المشاهد الكوميدية فيه كما أوضح جزءاً من المقاومة الداخلية والمتفائلة ضد كل الخراب والتيه والعنف والموت الذي أنتجته هذه الثورات المشوهة.

ونوه مصطفى إلى أن مشاهد الفيلم تم تصويرها في الإمارات والأردن ولبنان، ونظراً لخطورة الوضع الأمني في سوريا وصعوبة تمديد فترة التصوير في السعودية، تم الاستغناء عن كثير من المشاهد ومواقع التصوير في هذين البلدين، واستعاضتها بمواقع شبيهة في الأردن.

خيارات أسلوبية

وحول خياراته الأسلوبية في فيلم «من ألف إلى باء» مقارنة بفيلمه السابق «دار الحي» وغلبة طابع الإثارة والنقد الاجتماعي على فيلمه الأول على حساب الشكل الفني المستقل، أوضح مصطفى أن السينما تنتمي أساسا للحقل الفني، وطابع الإثارة أو الأسلوب التجاري، لا يلغي عنه هذه الصفة، وإلا تحول إلى مجرد عمل إعلاني وتسويقي صرف، فوجود الفكرة الدرامية والقصة والنسق الروائي والمونتاج والمكساج والموسيقا في الأفلام هي ما يمنحها شرعيتها الفنية، مضيفا أن البعض يفضل تسمية الفيلم التجاري بـ(الشو بيزنس) فهناك عرض فني مصاغ بقالب استعراضي وحركي ومبهر من أجل الوصول لأكبر شريحة ممكنة من الجمهور، مؤكدا أن هذه النوعية من الأفلام تقدم طرحاً واقعياً وسلساً وجاذباً من خلال الإيقاع الحركي السريع وكوميديا الموقف.

وأضاف: «معظم المخرجين يسعون لتغطية تكاليف الفيلم، وتحقيق ربح معقول، وهذا ما لا يمكن تحقيقه في الغالب الأعم مع أفلام فنية صرفة تخاطب النخبة فقط، وتتوسل طرائق تعبيرية مبهمة قد تعجب النقاد وتنجح في المهرجانات التخصصية، ولكنها تفشل في صالات العرض التجارية».

ومن هنا كما أكد مصطفى فإن ميله إلى الفيلم التجاري وبمواصفات سينمائية قياسية يخضع لتقاطع رغبات بين المخرج والمنتج ومؤشرات سوق السينما، ومن دون تنازلات كبيرة ومشوهة لقيمة السينما ذاتها على المستوى الإنساني القارئ لخصوصية الثقافة ولمستويات القصة وتطورها الدرامي في ثنايا الفيلم.

وذكر مصطفى أن الممثلين الرئيسيين في الفيلم لم يسبق لهم المشاركة في أفلام روائية طويلة من قبل، وكان تعاونهم وتجاوبهم مؤثراً وحماسياً، وساهم في تحقيق الأداء الدرامي المطلوب والمترجم لأبعاد وانفعالات الشخصيات المكتوبة على الورق، وأضاف بأن الفيلم يتضمن مشاركات لممثلين كبار ومعروفين في الساحة السينمائية العربية، أمثال مها أبو عوف، وسامر المصري، وخالد أبو النجا، وعلي سليمان وعبدالمحسن النمر من السعودية، الذين أضافوا كما قال لمسة أدائية مميزة رغم مشاركتهم العابرة في الخطوط الجانبية للمسار الدرامي الأساسي في الفيلم.

الإتحاد الإماراتية في

24.10.2014

 
 

أفلام تخوض في التجاذبات الراهنة بقراءات مشهدية

محمود عبدالله (أبوظبي)

في ظل التجاذب بين المهرجانات، فإن «أبوظبي السينمائي الدولي» برع في البقاء كحدث عالمي تصاغ نشاطاته على أساس النّوعية والقيمة الفنية، أكثر مما هي منوال لعناوين صحفية، وهو بذلك يفعل حسنا بسياسة النأي بالنفس عن «حروب المهرجانات»، معنيا أكثر بسلسلة من الأعمال التي تستحق القراءة والمتابعة، وبخاصة أفلام السينما العربية، التي وصلت إلى 91 فيلما من أصل 197، هي إجمالي التظاهرة في دورتها الثامنة، التي يتصدرها العرض الافتتاحي «من ألف إلى ياء» للإماراتي علي مصطفى، والاختيار مبنيّ على قناعة الجودة والسّوية الفنية الرفيعة كما ذكر علي الجابري مدير المهرجان غير مرة.

ومواضيع الأفلام المختارة موزعة على عناوين عامة وخاصة، تناقش الراهن: الأصولية الدينية، القمع والاستلاب، الفساد السياسي والاجتماعي بأنواعه، بدءا من «ذيب» (مسابقة آفاق جديدة) لناجي أبو نوّار، وهو انعكاس لمستوى صناعة الصورة في السينما الأردنية، إلى «صمت الرّاعي» وهو أول روائي طويل للعراقي رعد مشتت، معيدا للسينما العراقية حضورها، من خلال توغله في ثنايا الاستبداد الحاكم والديكتاتورية عبر فكرة الصمت، ويجاوره «ذكريات منقوشة على حجر» (الروائية الطويلة) للكردي شوكت أمين كوركي، مستعيدا فيه مجزرة الأنفال 1988، ساردا فصولا من لحظتها الدموية، وفي تنويعات البصرية واللغة السينمائية تتواجد السينما الموريتانية بفيلم عميق وأنيق متفرد في لغته وإيقاعه الهادئ بعنوان «تمبوكتو» لعبد الرحمن سيساكو، مصورا بشاعة التعصب الديني وثقافة العنف، عبر حضور «القاعدة» في حاضرة صحراوية وتحويلها إلى طفس إرهابي، وله «في انتظار السعادة» ضمن عروض السينما العربية في المهجر، إنتاج 2002، وأحداثه في قرية ساحلية منعزلة عن الانتماء واللانتماء والزوال.

ويقدّم اللبناني غسان سلهب فيلما عن فقدان الذاكرة، والقسوة الفردية، وتجارة المخدرات، بعنوان «الوادي»، ضمن اشتغالات مميزة على النص ولغة السرد السينمائي، فيما ينفرد المصري إبراهيم البطوط في فيلمه «القط» في الكشف عن حقائق فظيعة عن تجارة الأعضاء البشرية للمراهقين والأطفال، وبروز «مافيا» وعصابات تعمل في هذا الحقل اللاإنساني، ويدخل المغربي هشام عيوش بفيلمه «حمّى» الخط الفاصل بين الراهن والذاكرة.

ومن الواضح أن اختيار المهرجان للثلاثي (سلهب، البطوط، عيّوش) كان موفقا، على اعتبار أنهم يشكلون حالة سينمائية خاصة وتجديدية في السينما العربية، ومعهما مرزاق علواش بفيلمه «أهلا ابن العم» ضمن عروض البرامج الخاصة، دون أن ننسى في السياق فيلم «الوهراني» للجزائري لياس سالم صاحب فيلم «مسخرة» إنتاج 2008. وناقش سالم في الوهراني فكرتي النضال والبطولة، والتساؤلات العديدة عن معنى النضال وصولا إلى نتئج عكسية عن خيبات الأمل حول مفاهيم البطولة الفردية، وفيلم «يوم جديد في صنعاء القديمة» لليمني بدر بن حرسي (يحمل الجنسية البريطانية)، والحائز على جائزة الصقر الفضي في مهرجان الفيلم العربي بروتردام، ضمن عروض السينما العربية في المهجر، حول قصة حب تدور أحداثها في صنعاء القديمة وتطبعها بشكل كبير العادات والتقاليد والتفاصيل اليومية، لتنتصر التقاليد في النهاية على العشق والهوى.

الإتحاد الإماراتية في

24.10.2014

 
 

19 فيلماً ترتاد مسابقة «آفاق جديدة»

النساء يغبن ومخرجون شبان يتنافسون على «اللؤلؤة السوداء»

جهاد هديب (أبوظبي)

يخوض الفيلم الإماراتي «من ألف إلى باء» للمخرج علي مصطفى، الذي افتتح أمس فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان أبوظبي السينمائي، مواجهة صعبة من التنافس على جوائز مسابقة «اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم»، وجائزة «لجنة التحكيم الخاصة» وجائزة «أفضل فيلم من العالم العربي» وجائزة «أفضل مخرج من العالم العربي» بل وجائزتي «أفضل ممثل» و«أفضل ممثلة»، وذلك في إطار مسابقة «آفاق جديدة».

وبدءا فإنه تجدر الإشارة إلى أن مسابقة «آفاق جديدة» تمنح أساسا لـ«مقاربات جديدة وأفكار جريئة في أعمال سينمائية روائية لمخرجين من أنحاء العالم في تجاربهم الإخراجية الأولى أو الثانية» وتعتبر الجائزة الأبرز التي يمنحها المهرجان بعد جوائز مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة.

وبهذا المعنى، تكون إدارة المهرجان قد وضعت الفيلم «من ألف إلى باء»، في أفق عالمي من التنافس وإثبات الذات الذي، من وجهة نظر ما، قد تكفي المشاركة في التنافس على هذه الجائزة وتجاوز اشتراطاتها الصعبة، ليكون ذلك إحدى النقاط البارزة في سجل الفيلم وسيرته الذاتية إذ ينتقل إلى مهرجانات أخرى، وذلك فضلا عن أن هذا الفيلم بدعم نفسي/ جماهيري، إذا جاز التوصيف، في خوضه غمار هذه المنافسة، ورغم أنه لم يحظ بأية فرصة عرض محلية سابقة، لا في دور العرض السينمائي ولا في إطار أي عرض خاص، ذلك أن عرض الافتتاح بهذا الفيلم هو في الوقت ذاته العرض العالمي الأول له الذي يراه فيها الجمهور في أبوظبي وخارجها على مستوى الدولة، حيث لم يرشح عنه أو عن مخرجه، علي مصطفى، سوى ما ورد في مطبوعات المهرجان لجهة أن مدة العرض تستغرق الساعة وثمان وأربعين دقيقة وأنه، لجهة حكايته، يدور حول ثلاثة أصدقاء طفولة تأخذهم رحلة حافلة بالمغامرات من أبوظبي إلى بيروت تكريما لذكرى واحد من أعز أصدقائهم قد توفي قبل خمسة أعوام وهناك يواجه ثلاثتهم ما لم يكونوا قد توقعوا أبدا.

وبما أن مسابقة «آفاق جديدة» مفتوحة أمام الأفلام والمخرجين الشبان من العالم سواء سبق لهم أن شاركوا في مهرجانات أخرى أم لا، فإنه يبرز في سياق التنافس على الجائزة بفروعها المختلفة العديد من الأفلام التي من بينها: «ابن لا أحد» للمخرج الصربي فيك رسوموفيتش الذي حاز جائزة «أفضل فيلم» في أسبوع النقاد في مهرجان البندقية السينمائي لدورته لهذا العام كما أنه يدخل إلى التنافس على جائزة «حماية الطفل» التي يمنحها «أبوظبي السينمائي الدولي» منذ عامين بالشراكة مع مركز حماية الطفل في وزارة الداخلية، وذلك صحبة الفيلم الآخر الذي ينافس على الجائزتين نفسيهما: «ديفريت» للمخرج الإثيوبي زيريسيناي بيرهانه ميهاري الذي يتناول حكاية امرأة شابة تتأرجح بين قوانين السلطة المدنية من جهة وتطبيق الأحكام العرفية من جهة أخرى وما يتهدد حياتها من أخطار من جرّاء ذلك.

هناك أيضاً فيلم «العجائب» للمخرج الألماني أليتشه رورواتشر الذي حاز جائزة لجنة التحكيم الكبرى في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته لهذا العام والذي يبني مخرجه من خلال حكايته صورة دقيقة لمشاعر فتاة في سن المراهقة تعيش صراع بيعا بين رغبتها في استكشاف العالم وبين ما يعتقده والد عنيد بأنه الأفضل لها وللعائلة.

وتشتد المنافسة أيضاً مع فيلم «إصابة» للمخرج الأميركي داميان شازيل الذي حاز جائزة أفضل فيلم في مهرجان صندانس، الذي يتناول حكاية موسيقي شاب يطمح إلى النجاح والتميز رغم ضغط الأوامر الصارمة لأستاذ الموسيقى الذي يدفعه للوصول إلى الكمال في العزف على الكمان بأي ثمن حتى لو كان هذا الثمن هو إنسانيته.

وفضلا عن العديد من المقاربات الدرامية الاجتماعية المحلية أو ذات السمة التاريخية التي ينطلق البعض منها من قضايا إنسانية معاصرة ذات تعقيد عال من طراز الاختلافات العرقية أو المذهبية، فإن هناك العديد من الأفلام التي تحمل توقيع مخرجين أبرزت مواهبهم العالية أفلامهم المشارِكة في المنافسة أو الأفلام السابقة عليها من طراز: «تشابك» للمخرج الكوري الجنوبي لي دون ـ كو صاحب المسبوق بفيلم «قاتل»، و«جزيرة الذرة» للمخرج الجورجي غيورغي أوفاشفيلي، و«ذيب» للمخرج الأردني الشاب ناجي أبو نوار، وهو فيلم مدعوم من صندوق «سند» الذي يتبع المهرجان، وفيلم «معسكر أشعة إكس» للمخرج الأميركي بيتر ساتلر ويتحدث عن جندية أميركية شابة تقع في غرام أحد سجناء معتقل غوانتانامو الشهير، وذلك بالإضافة إلى الفيلم «الوهراني» للمخرج الجزائري لياس سالم صاحب «مسخرة»، و«صمت الراعي» للمخرج العراقي رعد مشتت.

اللافت للاهتمام هنا، أنه فضلا عن وجود أربعة أفلام عربية تنافس على الجائزة عموما وجائزتي «أفضل مخرج من العالم العربي» و«أفضل فيلم من العالم العربي» خصوصا وفي إطار الجائزة ذاتها، فإنه ما من أي فيلم من بين الأفلام التسعة عشر يحمل توقيع امرأة.

الإتحاد الإماراتية في

24.10.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)