كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

اختار مشهداً ختامياً معتماً مناقضاً لصورته المعتادة على الشاشة

روبن ويليامز.. صانع الضحك الكئيب

إبراهيم الملا

عن رحيل صانع البهجة

روبن ويليامز

   
 
 
 
 
 
 
 

من الصعب توصيف الصراع الذاتي والنوازع والنوايا الخفية التي دفعت الممثل روبن ويليامز، نجم الكوميديا الأشهر في عاصمة السينما هوليوود إلى الانتحار استنادا إلى روايات متضاربة حول إصابته باكتئاب حاد نتيجة الإدمان، أو نتيجة مرض مستعص، أو تفسيرها سيكيولوجيا بفوبيا النسيان وذبول الشهرة، وهناك من أرجع دوافع الانتحار إلى انتكاسات مادية متوقعة كانت ستقوده حتما إلى إعلان الإفلاس.

وبعيدا عن حدود الوهم والمصداقية في هذه الروايات، فإن حادثة انتحار ويليامز (63 عاما) في منزله بصمت ودون مقدمات صارخة، أتت كي تقطع وبعنف شريط النهاية الواقعي جدا، بخاتمة سوداء ومغلقة لشخص استطاع خلال أربعين عاما من الابتكار والارتجال والتنويع الأدائي والاستعراضي الساخر والمبهر في التلفزيون والمسرح والسينما أن يشيع طاقة ديناميكية متدفقة من البهجة، ومن سحر اللحظة الكوميدية الفارقة والملفتة بين جمهوره، وخصوصا بين فئة المراهقين والأطفال الذين كبروا مع ويليامز من خلال هذا الإرث الحافل لسينما الترفيه ورسوم التحريك في المعقل الهوليودي العتيد، وصولا إلى شاشات العالم وقلوب المشاهدين.

خرج ويليامز الأيرلندي الأصل من مناخات طفولته الملتبسة بالخوف والوحدة و"متلازمة البحث عن الحب"- كما وصفها ويليامز نفسه- بعيدا عن والديه المنشغلين بالوظيفة وسط مناخ اقتصادي صاعد وتنافسي في أميركا الخمسينات، وفي معية خادمات المنزل اللاتي كنّ يتحولن في خياله الطفولي إلى كائنات غرائبية وشريرة، جسدها بعد ذلك في أفلام صورت هذه التحولات الذهنية والانطباعية الأقرب إلى "مسرح الجروتسك" كما في فيلم: "جومانجي" وفيلم: "ليلة في المتحف" بأجزائه المختلفة (الجزء الثالث بانتظار عرضه الرسمي الأول خلال الأشهر القادمة)

ميكانيزمات التوحش قد يكون لميكانيزمات التوحش التي تنتجها طبيعة الحياة الخاصة لمشاهير السينما الأميركية دورا هنا في وصول نجوم كبار ومنتشين بشهرتهم ظاهريا إلى حافة الانهيار الداخلي، وإلى صعوبة التكيف مع فكرة الانعزال والاعتزال بسبب المرض أو الشيخوخة وخفوت البريق السينمائي وضمور الفلاشات الساطعة، وضياع فرص استقطابهم في أفلام جديدة من قبل أباطرة الإخراج والإنتاج في هوليوود.

يبرز تحدي الفنان هنا من خلال شرطين ملزمين: أن تبقى حيا ومتألقا تحت الأضواء، وأن لا تتعرض لانتكاسات مادية! وهذا الإيقاع الاحترافي المنهك والشرس والمتطلّب دوما، قد يكون من المسببات الخفية لإقدام كثير من هؤلاء النجوم على الانتحار النفسي قبل الجسدي، ونذكر منهم الممثل الشاب هيث ليدجر صاحب دور الجوكر في فيلم "باتمان" الذي تناول جرعة زائدة من العقاقير المخدرة، والممثل الأربعيني المميز فيليب سيمور هوفمان الذي رحل قبل أشهر بعد تعاطيه جرعة زائدة من الهيروين، وفي ظروف مشابهة توفيت الممثلة بريتني ميرفي (32 عاما) صاحبة الأدوار اللافتة في أفلام حاضرة مثل: "مدينة الخطيئة" و"كلوليس" و"ثمانية أميال"، كما لا يمكن إزاحة فرضية الإرهاق المزمن والإيقاع الداخلي الضاغط عن مسببات رحيل ملك البوب مايكل جاكسون إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة بعد تناوله عقاقير زائدة من المهدئات والمسكنات قبل جولته العالمية في العام 2009 والتي ظلت حبيسة البروفات الأولية وكواليس الحفل الموثقة في فيلم تسجيلي عابر، حمل عنوان: This is it.

بالنسبة لروبن ويليامز فإن الانفصام بين حياته الشخصية وأدواره الكوميدية كان أشبه بقناع التخفي الذي ازداد سماكة في السنوات الأخيرة، رغم أن أدواره الجادة في أفلام سابقة مثل دور القاتل في فيلم "أرق" مع الممثل آل باتشينو، ودور المعلم في "مجتمع الشعراء الموتى"، والطبيب النفسي في "جود ويل هانتنج"، ودوره المميز في فيلم "يقظات" و"فيشر كينج"، ودور المجرم السايكوباتي في فيلم "ساعة واحدة لتظهير الفيلم"، وبنحو متوازن بين الكوميديا والنبرة الذاتية المؤلمة في دور الأب المتنكر بثياب المربية في فيلم "السيدة داوتفاير"، كانت أدوارا نابعة من ظلال وتهويمات وتقاطعات الحزن الشخصي والكآبة الموجعة التي طالما أخفاها ويليامز عن المحيطين به، وبالأحرى طالما أذابها في هدير وضجيج أدواره الكوميدية المتلاحقة وفي تصديه للأداء الصوتي لأفلام الكرتون وأفلام الخيال العلمي الشهيرة وذات الميزانيات الضخمة مثل: "علاء الدين"، و"الذكاء الاصطناعي" مع المخرج ستيفن سبيلبرج، وفيلم الرسوم عن حياة البطاريق "الأقدام السعيدة"، و"الخطّاف" و غيرها.

مسيرة متنوعة بدأت مسيرة ويليامز مع الأداء التمثيلي بعد تخرجه في مدرسة جوليارد في العام 1976 بصحبة طالبين آخرين نالا شهرة كبيرة في السينما الأميركية بعد ذلك، وهما كريستوفر ريف أشهر من تصدى لدور سوبرمان عن راوية الكوميكس الأكثر تداولا بين الأطفال والمراهقين، وهو الممثل الذين استمرت صداقته مع ويليامز دون انقطاع حتى وفاته في العام 2004 بعد معاناة طويلة مع مرض الشلل الرباعي بعد سقوطه عن ظهر حصان.

الممثل الثاني هو ويليم هيرت صاحب الأدوار المميزة في أفلام مثل: "تاريخ العنف" و"قبلة المرأة العنكبوت"، و"القرية"، و"سائح بالصدفة".

وكانت الاستعراضات الكوميدية الحية أو ما يتعارف عليه بـ: (الستاند آب كوميدي) هي المجال الاحترافي الأول لروبن ويليامز، والذي فجّر من خلالها ديناميكيته المذهلة ومواهبه الأدائية وأسلوبه الخاص في التقليد والمحاكاة والإرتجال والتعليق الساخر على الأحداث المحلية والعالمية في أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي، فتحوّل في فترة قياسية إلى ظاهرة كوميدية طاغية في الوسط الفني الأميركي، أما دوره السينمائي الأهم في تلك الفترة فتمثل في تجسيده لشخصية البحار (باباي) للمخرج الفذّ روبرت آلتمان الذي أراد أن يستثمر قدرات ويليامز لصياغة فيلم غنائي وتهكمي مغاير لقصة ومغامرات (بوباي) التقليدية.

خلال الأعوام بين 1978 وحتى 1982 عمل ويليامز على تنفيذ دور كائن فضائي في سلسلة حلقات تلفزيونية بعنوان: (مورك وميندي) والذي تحول بعد ذلك إلى ماركة تجارية رائجة، وتم تحويل فكرة المسلسل إلى فيلم بعنوان: "أيام سعيدة" شارك ويليامز في بطولته مع بعض التغييرات في الحبكة والتفاصيل الفنية والتقنية.

أفلام علامات ولكن الدور الأدائي الأهم الذي تصدى له ويليامز ولفت نظر النقاد السينمائيين كان مقترنا بشخصية المذيع الذي يتفرغ لتسلية الجنود في فيلم: "صباح الخير فيتنام" مع المخرج العبقري باري ليفنسون وهو الدور الذي أهّله للمنافسة على جائزة أفضل تمثيل رجالي في منافسات الجولدن جلوب العام 1987، وتتالت بعدها الأدوار التي ترشح من خلالها لجوائز الأوسكار مثل دوره في فيلم: "فيشر كينج" و"مجتمع الشعراء الموتى" و"السيدة داوتفاير"، وفاز بجائزة الأوسكار الوحيدة في مسيرته الفنية كأفضل ممثل دور ثان، من خلال أدائه المبهر لشخصية الطبيب النفسي في فيلم "جود ويل هانتينغ" العام 1998.

ورغم غلبة الأدوار الكوميدية على أعماله السينمائية، إلا أن ويليامز قدم أدوارا أخرى صعبة ومركّبة في أفلام ذات صبغة أدبية، أو تدخل في سياق الأفلام المهتمة بتحليل دوافع الجريمة اعتمادا على التاريخ الشخصي المريب والمتأزم للقتلة المتخفين وراء أقنعتهم الظاهرية العادية والمسالمة، وكان أداؤه في فيلم: "ساعة واحدة لتظهير الفيلم" معبرا بدقة عن ملابسات التحول الخطر والمفاجئ لشخصية القاتل والتي لا يمكن التنبؤ بردات فعلها بعد وصولها لذروة العنف والانتقام من الذات ومن الآخرين في لحظة جنونية متفجرة، أما فيلم الرعب الصريح الذي شارك به ويليامز فكان بعنوان: "المستمعون ليلا" وجسد فيه دور مذيع يعمل بدوام ليلي متأخر كي ينصت لقصص واعترافات المستمعين كنوع من التنفيس أو التعبير الذاتي عن المشاكل اليومية والعائلية والشخصية التي تواجههم، عندما يكتشف أن أحد المراهقين الذين أسس معه علاقة صداقة من خلال البرامج هو شخص غير موجود أصلا في الواقع، فيبدأ رحلة البحث المنهكة والمرعبة لمعرفة حقيقة هذا المراهق الشبح! في آخر أفلامه بعنوان "أكثر رجال بروكلين غضبا" والذي لم يعرض بعد إلا على مستوى ضيق بين النقاد، جسّد ويليامز دور مريض يخبره طبيبه الخاص بأنه مشرف على الموت خلال 90 دقيقة فقط، ليبدأ هذا المريض وبمراجعات ذاتية منهكة في ترميم ما تبقى من حياته، وتصحيح المسارات الخاطئة التي اتبعها رغم الفترة الضيقة الممنوحة له لتقييم علاقته مع الآخرين والنظر إليها من زوايا جديدة وغير مكتشفة من قبل، ولكنه يصطدم بمفاجأة غريبة، وهي أن تشخيص الطبيب لحالته الصحية كان خاطئا، وأنه بات يملك الكثير من الوقت كي يتصالح مع ذاته مجددا ومع الحياة التي لم يشعر بقيمتها إلا خلال تلك الدقائق العابرة والحرجة.

ولكن على عكس المسار الدرامي المبهج للفيلم، سقط ويليامز في اختباره الواقعي والحقيقي مع الحياة عندما لجأ للانتحار كمعبر للخلاص من أزمة ذاتية بدت بالنسبة له شديدة وضاغطة جدا، ولا يمكن معالجتها سوى بإطفاء الشمعة الأخيرة لحفلة صاخبة امتدت لأكثر من أربعين عاما، وبكثير من النجاحات والقليل من الإخفاقات، والتي يبدو أنه راكمها طويلا تحت أضواء الشهرة والثروة والإدمان العبثي والمتواصل على الكحول والمخدرات، كي تتسيد هذه الإخفاقات المشهد برمته وتتحول إلى ثمرة مسمومة، ويتحول معها صانع الضحك إلى ضحية لكآبة غائرة لا يمكن الفكاك من تبعاتها ودماراتها.

الإتحاد الإماراتية في

21.08.2014

 
 

عن انعطافة ويليامز المدهشة في «صباح الخير فيتنام»

صوت الضحية وحنجرة القاتل

إبراهيم الملا

يمكن اعتبار الدور الذي أداه روبن ويليامز في فيلم: “صباح الخير فيتنام” (إنتاج 1988) واحدا من أهم وأفضل الأدوار التي تصدى لها مبكرا وظلت لصيقة به ويأعماله الاخرى، رغم كل التنويعات والابتكارات الأدائية التي قدمها في أفلامه اللاحقة.

في هذا الفيلم الذي أداره المخرج الظاهرة باري ليفنسون ثمة ملمح سينمائي فريد تجب الإشارة إليه، وهو أن ليفنسون اختار السيناريو كهيكل عام وخارجي للفيلم، أما التفاصيل المشهدية والحوارات وردات فعل الشخصية الرئيسية فأوكلها جميعا لويليامز كي يملأ الشاشة بطاقته الأدائية، وقدراته الخاصة على الإرتجال واعتماد المفارقة والمحاكاة والتقليد وكوميديا الموقف التي أبدع سابقا في توليفها على مسارح الاستعراض الحي، كي تكون هي قوام وأساس الفيلم، واللافت أن هذا الفيلم لم يبن على استعراض تاريخ الشخصية الرئيسية فنحن لا نعرف أي شيء عن طفولة الشخصية أو أحلامها وطموحاتها والعقد التي يعاني منها والمصاعب التي تقف في طريقها، ولم يحتو الفيلم على إضاءات حول الحبكة الأصلية أو نقطة اللاعودة التي يجب على الشخصية أن تجتازها كي يقطع الفيلم مساره الدرامي المقنع وصولا إلى مشهد الختام.

يؤدي روبن ويليامز هنا دور (أدريان كرونيوار) الجندي في سلاح الجو أثناء الحرب الفيتنامية والذي يكلف بالترفيه عن الجنود في مواقع القتال المختلفة من خلال تقديمه لفقرات فكاهية ومونولوجات ساخرة تبث إذاعيا لهؤلاء الجنود.

وفي إحدى جولاته الخارجية والاستكشافية تتعطل سيارة المذيع كرونيوار في غابة فيتنامية نائية، حيث يبدأ في التخاطب مع وحدته العسكرية من خلال جهاز إرسال بحوزته، وعندما لا يجد ردا يبدأ في التعليق وبشكل فكاهي صارخ على تفاصيل المكان المحيط به، يصادف بعدها فتاة فيتنامية تعبر بالقرب منه فيسترسل في الحوار الساخر معها، دون أن تفقه منه شيئا، ثم يقرر الذهاب معها إلى القرية التي تسكنها وهناك يتعرف على الجانب الآخر المشوه لهذه الحرب المفروضة على أناس بسطاء ومسالمين أجبروا على الدفاع عن أرضهم وممتلكاتهم وسط صراعات سياسية وأيديولوجية بين قادة الحرب في فيتنام وأمريكا والتي يذهب ضحيتها هؤلاء الأبرياء دون ذنب ارتكبوه.

يقرر المذيع هنا إيصال صوت هؤلاء الضحايا ويقوم بتعليم الفتاة الفيتنامية التي أحبها ومعها أفراد القرية بعض المفردات الإنجليزية بعد أن يتعاطف مع مأساة عائلتها، كما يساهم في الدفاع عن القرية في وجه عصابات إجرامية مسلحة تحاول الاستفادة من الفوضى الشائعة أثناء الحرب، ومع وصول الفيلم لمشاهده الختامية تتوضّح لدى المذيع بعض الجوانب الخفية لهذه الحرب القذرة والعبثية ويتحول إلى ناقد ومناهض لها بعد أن استشعر عن قرب كل الفظاعات والآلام المترتبة من هكذا صراعات وحشية تقوم على الجشع والأوهام السياسية المريضة.

احتشد فيلم “صباح الخير فيتنام” بالكثير من الشخصيات الثانوية التي بدت للوهلة الأولى وكأنها محايدة وبريئة وخصوصا في الجانب الأميركي، ولكنها كشفت بالتدريج عن ردّات فعل شرسة وغير إنسانية لشخصيات معقدة ومهووسة، عندما يتعلق الأمر بالنظرة الدونية والعنصرية للعدو، بغض النظر إن كان الطرف المقابل هم من مجموعة من الفيتناميين المدنيين أو المحاربين في ساحة القتال، بينما كان الدور الذي أداه ويليامز في هذا الفيلم ملفتا من ناحية الانعطافة الدرامية لشخصية المذيع من النقيض إلى النقيض، حيث يتحول الحس التهكمي المفرط ضد الفيتناميين إلى حس إنساني وتفاعلي مع المأساة الكبيرة التي لمس جوانب عديدة منها شخصيا.

استطاع ويليامز من خلال هذا الدور الاستثنائي الترشح لجائزتي الجولدن جلوب والأوسكار في السنة الني عرض فيها الفيلم، وكان أداؤه الناجح بمثابة انطلاقة مشجعة له ولمخرجي الصف الأول في هوليوود، كي يمنحوه المساحة الأدائية التي يستحقها، والتنقل بين ضفتي الكوميديا والتراجيديا في أفلام شاهدناها له خلال العقدين السابقين، وما زالت مشاهدها المضحكة والمؤلمة حاضرة ومؤثرة، وكأن روبن ويليامز ومن خلال هذا الشريط الطويل من المسرات والأتراح استطاع أن يستدرجنا لسحر السينما ودهشتها رغم المشهد الختامي المعتم الذي أنهاه بقرار شخصي غامض ومناقض لصورته المعتادة على الشاشة.

الإتحاد الإماراتية في

21.08.2014

 
 

ملحمة خيالية للبحث عن المعنى في «أن تكون إنساناً»

رجل لكل العصور

سمر الشيشكلي

قصة تجربة روح إنسانية واحدة، عاشت مرات ومرات في فترات زمنية مختلفة عبر العصور البشرية من خلال التقمص والتجسد.

وتعيش في كل فترة زمنية نفس نوع الحياة، عبدا لوجودها الخاص كإنسان، وتعيش الفشل بمظاهره المختلفة، والأخطاء التي ترتكبها مرارا وتكرارا.

“أن تكون إنساناً” فيلم دراما عرض عام 1994 هو ملحمة خيالية، من تأليف وإخراج بيل فورسيث، ويصورها روبن وليامز “هيكتور” الذي يقوم بدور البطل في جميع القصص التي تمتد على طول مراحل تاريخ الإنسان على الأرض.

خمس قصص ملحمية، بمفهوم مثير للاهتمام.

وهو فيلم يبين سبب كون روبن وليامز ممثلاً مدهشاً يأسرك بنظرته الزرقاء الحساسة، الرقيقة والعميقة.

الفيلم عاطفي جداً.

وفكرة متابعة حياة “رجل واحد” على تتابع العصور، لإظهار أنه بغض النظر عن ما هي التغييرات في العالم، فإن حياتنا لا تزال تستند إلى نفس الاحتياجات والرغبات هي فكرة ذكية جداً.

إنه فيلم ملحمي مبتكر مع أنه غامض، قدم القصص الخمس في فترات تاريخية مختلفة، وقد تم تصويرها وتمثيلها بشكل جيد، بسبب نضارة التصورات الذكية والكوميديا ​​غير المباشرة.

لقد تم تعشيق القصص الخمس حول الشخصية المضطربة هيكتور، ببعضها بشكل ناجح ولكنه كان صعباً بالتأكيد.

كل هيكتور يحارب في كل مرة من أجل النجاة من مصيره المر، ويحاول العثور على الحب والإنتماء بينما يحاول أيضا أن يعود إلى منزله وحبه الضائع، ولكنه يواجه دائما تحديات كبيرة للإنسان في عالم ظالم وقاس أحيانا.

لقد حاول كاتب السيناريو بيل فورسيث تصوير الحياة على مر العصور، بالوسائل البصرية والاعتيادية في بطء وتيرته عن عمد.

الفيلم بنية واحدة مثل المقالة القصيرة.

رجل واحد لكنه في الواقع لا يقل عن أربعة رجال متميزين، يحافظون على ارتكاب الأخطاء نفسها في العلاقات في كل فترات حياتهم.

ويرصد الفيلم خمس تجسدات لهذه الروح الهائمة “هكتور”.

في التجسد الأول، يظهر هيكتور أنه من السلتيين القدامى في شمال أوروبا، تؤخذ عائلته منه من قبل المغيرين الفايكنغ بسبب جبنه وتردده.

التجسد التالي كان في روما القديمة ويكون هيكتور هنا، عبداً يملكه “سيد أحمق” يفقد ثروته ويضطر إلى الانتحار للهرب من الدائنين ولكنه يأمر هيكتور بالانضمام إليه في الانتحار.

هيكتور يتوق إلى أن يكون حراً ليعثر على زوجته وأطفاله، فقد كانت لديه أسرة قبل أن يقع أسيراً ويباع رقيقاً لكنه يقع في حب رفيقته في الرق وينسى أخيراً أسرته التي في انتظاره.

التجسد الثالث كان هيكتور فيه محارباً صليبياً من اسكتلندا في طريقه إلى منزله وأولاده.

يسافر حتى يجد روحاً أخرى كانت ترافقه في الحياة السابقة في روما.

وتتجسد في هذه المرحلة بأرملة تتمناه أن ينضم إلى عائلتها ولكن واجبه تجاه أولاده في اسكتلندا يجبره على الانسحاب.

التجسد الرابع: يضطر هيكتور فيه أخيرا لمواجهة قدرته على التردد الجبان.

فهو الرجل البرتغالي على ظهر سفينة من عصر النهضة تتحطم على سواحل أفريقيا.

انه سيد في هذه الحياة.

التجسد الخامس: يكون هكتور رجلاً في العصر الحديث في نيويورك، يدفع عواقب التردد والجبن ويكتسب القوة للتعامل مع أطفاله الذين خسرهم في حيوات سابقة، كل من كان معه في حيواته السابقة انضم إليه في هذه الحياة الجديدة، سيده/ العبيد/ الصديق/ رفيقة الروح، والزوجة السابقة جانيت وزوجها، إنهم هنا يدعمونه ولكن كل منهم يحاول العثور على طريقه الخاص، تماما كما في كل حياة ماضية.

كل القصص تلتحم لتشكل قطعة لطيفة حول ما تذهب إليه التجربة الإنسانية، وهذا هو المؤثر الغريب والاستفزازي نوعا ما.

على الرغم من أن الفيلم كان يفتقد لإثارة أكبر.

إلا أنه يبقى فيلماً جريئاً يحتفي بالتجارب الإنسانية العالمية، بالروابط الأسرية، وبالتوق إلى الحرية، والحب، والحزن، والبحث عن المعنى.

الإتحاد الإماراتية في

21.08.2014

 
 

روبين ويليامز... تنويعات مرحة على لحن حزين

أحمد يوسف

إن أردت تجسيدا لأحد أهم تجليات فن التمثيل، فسوف تجده فى ذلك الجيل من الممثلين الأمريكيين، الذين تربوا فى أعطاف ما عرف باسم "استوديو الممثل" خلال بداية الخمسينيات، أو من ساروا على دربهم فى العقود التالية، وكان من بين هؤلاء روبين ويليامز، الذى مات منذ أيام بعد فترة اكتئاب حادة بسبب عدم قدرته على التخلص من الإدمان.

ربما بدا أن هناك مفارقة بين معاناة ويليامز من الاكتئاب، وذلك القدر من البهجة الذى كان يثيره فى أفلامه، والنشوة والشجن المصاحبين لها، أيا كان الدور الذى يلعبه، لكن تلك بالضبط هى مصدر سعادة الممثل وبؤسه، خاصة الممثل السينمائى، الذى يكون عليه أن يكون جاهزا خلال لحظة واحدة للوقوف أمام الكاميرا، والدخول تحت جلد الشخصية التى يجسدها، وفى كل مرة يستدعى من مخزون مشاعره وأحاسيسه ما يلائم الدور واللحظة الدرامية. وأرجو ألا تقارن ذلك كثيرا بما يحدث مع معظم ممثلينا، الذين يبدو تمثيلهم إما أقرب إلى "الهزار" أو الافتعال، فالممثل الحقيقى يعيش أبدا كالعصب العارى، يهتز لأرق نسمة ويرتجف من أقسى عاصفة، أو يحيا كأنه وتر مشدود لقوس ينتظر دائما لحظة انطلاق السهم.

كان روبين ويليامز ممثلا جادا يلمس شغاف القلوب بأدواره المأساوية، كما كان فى أدواره الكوميدية مهرجا راقيا يجعلك تنطلق فى الضحك الصافى، لذلك كثيرا ما تمت الاستعانة به لإحياء سهرات "الاستانداب كوميدى" التى تتوالى فيها النكات اللاذعة كالمطر. ولعل أهم أدواره على الإطلاق (وإن لم يكن الوحيد) جاء فى فيلم "ويل هانتينج الطيب"، فى دور الطبيب النفسى المنغلق على نفسه بسبب مأساة فقدانه زوجته، لكنه استطاع وحده أن يُخرج البطل الشاب من إحباطاته وحيرته، وهو الدور الذى ترك أثرا عميقا لدى عشاق السينما، ربما لأن جزءا من ويليامز الحقيقى استطاع من خلاله التعبير عن نفسه: الشخص الذى يشعر بالوحدة وسط الناس، ويعالج اكتئاب الآخرين بينما يعود فى النهاية إلى شرنقة اكتئابه.

برع ويليامز إلى حد مثير للدهشة فى تقليد الشخصيات واللهجات المختلفة، وبصوته فقط كان يستطيع أن يجرى حوارا ممتدا بين عدد من الشخصيات الافتراضية من جنسيات مختلفة، لذلك كثيرا ما كان يشترك بالأداء الصوتى لشخصيات أفلام التحريك، مثل "علاء الدين". لكن براعة التجسيد ساعدته على أن يأخذ أدوارا بالغة التنوع، فهو الطبيب، ورئيس الجمهورية، والطيار، كما أنه أيضا "بيتربان" أو الرجل الذى لا يغادر طفولته أبدا، أو الكائن المضحك القادم من الفضاء الخارجى، وهو "الدادة" الطيبة الحنون، فى أحد أفلامه المهمة، وهو "مسز داوتفاير".

فى هذا الفيلم يجسد ويليامز دور الممثل الذى يفشل فى أن يجد لنفسه مكانا تحت الشمس، وهذا "الفشل" هو أكثر ما يثير لدى الشخصية الأمريكية قدرا كبيرا من الهلع على مستوى العلاقات الأسرية، لذلك فإن زوجته تطلب الطلاق، ويجد نفسه مضطرا للابتعاد عن أطفاله، حتى يتفتق ذهنه عن التنكر فى هيئة "دادة"، وينجح فى أن تسمح له زوجته السابقة برعاية أطفاله دون أن تعرف حقيقته، وهكذا يصير قريبا منهم وبعيدا فى آن، خاصة وهو يشاهد خطيبا جديدا "ناجحا" يتودد إلى الزوجة والأطفال.

قد يبدو "مسز داوتفاير" للوهلة الأولى كوميديا، وهو كذلك بالفعل، لكن تأمله يوحى بعمق كبير فى رؤية مأساة "الرجل الأمريكى" خلال عقدى ثمانينات وتسعينيات القرن العشرين، حين كان على الرجل أن يعانى من الهزائم الاقتصادية والاجتماعية، ولا يجد حلا إلا التنكر فى صورة امرأة، خلال فترة اتسمت بموجة جارفة مما يطلق عليه "النزعة النسوية"، التى حاربت عنصرية المجتمع الذكورى بالتحيز العنصرى للمرأة، وهو الأمر الذى تجسد فى العديد من الأفلام الأمريكية خلال هذين العقدين.

لكن دور "الأم الناجحة" لعدم القدرة على آداء دور الأب الناجح، يشير إلى روح خاصة كانت تسرى فى معظم أفلام روبين ويليامز، وتتجلى فى قدرته على الإيحاء بأنه "الراعى" على نحو ما، كالطبيب النفسى فى "ويل هانتينج الطيب"، أو الجنى الذى يخرج من المصباح ملبيا رغبات "علاء الدين"، أو الأب الذى يخترع لأبنائه عالما خياليا ولفتراضيا غريبا كاملا فى "جومانجى"، أو مذيع النشرة المحلية الساخر وهو يعيش فى أرض المعركة فى "صباح الخير يا فييتنام"، أو ذلك الدور الذى لن ينسى، فى فيلم المخرج بيتر وير، "جمعية الشعراء الموتى"، للمعلم الذى يرعى مجموعة من الطلبة المراهقين، ويجمعهم معا لدراسة أشعار من قرون ماضية، ليكشف لهم ويكتشف معهم معنى الحياة، وضرورة مقاومة اليأس والاكتئاب.

ولعل هذه الكلمات الأخيرة بالذات تؤكد لك صعوبة فن التمثيل الحقيقى، أن تجسد أحيانا شخصيات هى على النقيض منك، وأن تبعث البهجة بينما قلبك يبكى ألما، وأن تتحمل ضغطا عصبيا هائلا كأنك تسير دائما على حبل مشدود. وقليلون من الممثلين الحقيقيين هم من استطاعوا تحقيق التوازن، بجهد هائل بين حياتهم الحقيقية وعشرات الشخصيات الفنية التى يجسدونها، دون السقوط فى هوة الاكتئاب والإدمان، كما حدث مع روبين ويليامز.

غير أن المؤكد أنه كان يملك فى كل الأوقات قلبا مرهفا، حتى وهو يؤدى أدوار شريرة، مثل فيلم "الأرق"، الذى يدور فى أقصى شمال القارة الأمريكية، حيث يمتد النهار فى الصيف شهورا طويلة، وتبدو الحياة يوما واحدا بلا نهاية. إن ويليامز هنا يقوم بدور قاتل، تبدو بواعثه أحيانا وجودية أو عبثية، يطارده ضابط ماهر (آل باتشينو)، الذى يصبح بدوره قاتلا دون قصد، لكنه يظل طوال المطاردة مشغولا بإخفاء جريمته، بينما يحاول القاتل الإيقاع به. وهكذا فإن الخط الفاصل بين الفريسة والصياد يتلاشى، فكلاهما يعانى من القلق الوجودى ذاته.

عبر روبين ويليامز إلى عالم آخر، لكنه ترك وراءه عشرات من روبين ويليامز فى شخصيات أفلامه، غير أنها كانت جميعا تنويعا مرحا على لحن حزين.

مدونة الناقد في

22.08.2014

 
 

اسدال الستار وأكثر من وقفة

بقلم: توماس جورجيسيان

رحيله أو موته أو انتحاره كان صدمة أصابت الجميع بالذهول والدهشة وبفداحة الخسارة. الممثل الفنان العبقري روبن ويليامز(في عامه الـ63) فاجأنا جميعا بحزنه العميق وبوحدته القاتلة واكتئابه الدائم وقراره الحاسم بـ«اسدال الستار». وكان وما كان.. ويليامز الذي قال في أحد أدواره «مهمتنا أن نقوم بتحسين نوعية الحياة وليس فقط إرجاء الموت» وقال أيضا: «تشبث باليوم هذا لأن ـ سواء صدقت أو لم تصدق ـ فكل واحد منا في هذه الغرفة وفي يوم ما سيتوقف عن التنفس ويتحول لجسد بارد ويموت». ويليامز أيضا قال»لقد كنت أعتقد أن أسوأ شئ في الحياة أن تنتهي بك وأنت وحدك تماما.. ويبدو أن هذا هذا ليس هو الأمر الأسوأ. فأسوأ شئ في الحياة هو أن تنتهي بك مع أناس يجعلونك تشعر بأنك وحيد»

أمام رحيل ويليامز تذكر عدد كبير من أصدقائه (وكانوا كثرةويليامز ومواقفه«المبهجة» معهم في الوقوف ضد «شدة كانت يجب أن تزول» و«حزن هيمن على نفوسهم» و«كآبة خيمت على حياتهم» وكان ويليامز دائما الحاضر والمستعد «لكي يشيل عنهم الهم والغم».أحد منهم قال: «يااااه كان روبن ويليامز يفعل كل هذا معنا ولم نستطع أن نساعده لكيلا ينتحر .. أو ينسحب من حياتنا». لقد قام روبن ويليامز بإسدال الستار وإنهاء دوره .. قام بذلك حتى لو كان ما فعله خروجا عن النص والمخرج لا يريد ذلك والجمهور العاشق لفنه كان متشوقا ومتلهفا لاستمراره في أداء أدواره المبهرة والمبهجة. وبما أنني حرصت في الأيام الماضية على الاقتراب منه أكثر فأكثر من خلال متابعتي لما قيل وكتب عنه وعن أعماله وعن «عبقريته» لم يكن الهدف من هذه الكتابة تقييم أو تحليل حياة فنان ممثل مبدع بل القيام بالالتفات لحياة إنسان مبدع ومبهج وحزين ووحيد اسمه «روبن ويليامز». روبن ويليامز كان التدفق بالكلمات والتكلم بسرعة البرق والبهجة بالاحتواء الانساني للحظة التي لا تتكرر ولا تعوض أبدا. وحسب رأي المقربين اليه كان من الصعب الإمساك به وتعريفه وتحديده في كلمات. انه «العبقري الحبوب» و«الفيلسوف الودود»و«البلياتشو الحزين» و«الصديق الذي يعرف متى وكيف يضع يده على كتفك ويقول لك : شد حيلك وأنا معاك».. ان تكرار كلمة «البهجة» (اسما وفعلاكان واضحا في حديث الاحتفاء به.. والاشارة الى ذكرى الفقيد.

وسواء كان ما يقوله في الأفلام نصا مكتوبا أو أحيانا كلاما مرتجلا يخرج كالحمم من بركانه المتفجر دائما فان ويليامز قال «لا يهم ما يقوله لكم أي شخص فالكلمات والأفكار في استطاعتها أن تغير العالم» و«لا يجب أن نعتبر الموت عدوا» و«أن الشعر والجمال والعشق والحب هى الأشياء التي نحيا من أجلها» وقال أيضا ويقوم بدور الطبيب باتش آدامز «عندما تعالج مرضا فأنت قد تكسب وقد تخسر.الا أنك إذا عالجت شخصا فأنا أضمن لك بأنك ستكسب مهما كانت النتيجة» وفي فيلم آخر قالأنت لا تعرف الخسارة الحقيقية لأن هذا يحدث فقط عندما تحب شيئا أكثر مما تحب نفسك». وسواء أسمينا ما وجدنا لدى روبن ويليامز «عبقرية التلقائية» أو«تلقائية العبقرية» ففي كل الأحوال وجوده في حياتنا كان اضافة ومكسبا لنا وغيابه المبكر كان خسارة لنا. ومن هنا جاء رجاء من زوجته بعد الاعلان عن خبر موته بساعات : «أرجو أن نتذكر كيف عاش روبن ويليامز وليس كيف مات روبن ويليامز» وأغلب عشاقه وعشاق فنه وبهجته .. وبهجتهم معه كانوا بالفعل بعد ساعات قليلة قد حسموا أمرهم وقرروا الاحتفاء بهذا العبقري العظيم والمبهج والساحر والساخر..

###

ويأتي رحيل ويليامز وتأملنا للحياة والموت وما بينهما مع اقتراب موعد صدور رواية جديدة لكاتب عالمي شهير كانت كلماته دائما للكثيرين بحثا عن الطريق وسؤالا عن المعني واجابة للتعطش الانساني لما هو حميم ودافئ وصادق .. نحن في أمس الحاجة الى كل هذا في «تخبطاتنا اليومية» سواء كان هذا التردد والتخبط في قراراتنا أو في اختياراتنا.انه الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلهو مؤلف «الخيميائي». أما كتابه الجديد ال27 في قائمة أعماله فقد صدر يوم الثلاثاء الماضي واسمه «الخيانة الزوجية». ولنترك لقارئ الرواية لذة الاكتشاف والتلهف والاستمتاع بما تحويه الرواية. وهذه الرواية لكويلهو بالفعل هي الأكثر مبيعا في البرازيل والبرتغال وفرنسا وثمان دول أخرى نشرت فيها الرواية خلال هذا العام. كويلهو الذي قال من قبل «كن جريئا وخاطر .. فلا شئ بديل للتجربة» و»فقط عندما تخاطر ستدرك معجزة الحياة وذلك عندما تسمح بأن يحدث ما كان غير متوقعا» وأخيرا «تذكر أحلامك وحارب من أجلها. ويجب أن تعرف ما تريده من الحياة. وهناك شئ واحد فقط يجعل حلمك مستحيلا.. الخوف من الفشل». كويلهو الكاتب البالغ من العمر 66 عاما بلغ عدد كتبه المباعة أكثر من 165 مليون كتاب في 80 لغة. بما أننا في زمن «التواصل الاجتماعي» فان كويلهو له أكثر من تسعة ملايين من المتابعين له على التويتر وأكثر من 25 مليونا من عشاقه ومريديه على الفيسبوك. وقد قام ويقوم بتغيير الطريقة التي يتواصل بها مع القراء من أجل ترويج كتبه ورواياته الجديدة قبل أن تصدر ـ حسبما قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية.والطبعة الأمريكية الأولى للرواية يبلغ عددها 75 ألفا ومن المنتظر أن تكون للنسخة الرقمية أيضا مبيعات عالية.

وبقياس «شهرة» أو «شعبية» كويلهو فان أكثر من نصف قرائه تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاما. وحسب احصاءات الناشر «كنوف» فان أكثر من النساء!وبالمناسبة تقدر ثروة كويلهو بنحو 535 مليون دولار.

###

وقد سمعنا كثيرا أو فلنقل «تردد على مسامعنا» ونحن نأخذ خطواتنا الأولى في التعليم العبارة القائلة «انه كالشمعة يحترق لكى يضئ الطريق للآخرين». ومع رحيل ويليامز تأكد لنا أنه كان بالفعل «يحترق» لكى «يضحكنا ويسعدنا ويبهجنا». وربما كان هذا الاحتراق كان جزءا أساسيا من محاولته أو محاولاته المتكررة للخروج من تلك «الدوامة النفسية» أو «رمال العقل المتحركة» التى تسحب المرء الى ما لا يريده أو يسعى اليه. «يعنيني أن يرعوا كلماتي » قالها الشاعر صلاح عبد الصبور .. وبالتالي «يعنيني أن يشاهدوا أفلامي» وهذا ما حدث بالفعل مع ويليامز على امتداد الأجيال وعبر البلاد خلال الأيام القليلة الماضية. فروبن ويليامز كان ولا يزال يعني لهم ولهن شيئا وربما كثيرا من الأشياء ..«كيف حركنا وحرك مشاعر بعينها في نفوسنا».. فكان الانطلاق والتحرر من «التبلد النفسي» و«التحجر العقلي» هكذا الفن وهكذا التعليم وهكذا التفاعل المستمر مع الحياة بتفاصيلها و»ناسها» و«حبايبنا» ..

وهكذا البصمة التى تترك أثرها في القلوب والبسمة التى ترتسم على الشفاه وتنعكس في الوجوه .. وحولنا!

وأمام الموت تتساءل غادة السمان «لماذا حين نتعلم كيف نحيا يكون قد جاء دورنا لنموت» وبالطبع لا نستطيع أن نحسم أمرنا هل نضع علامة استفهام (؟أم علامة تعجب (!) بعد هذه العبارة الصادمة أو الصاعقة. وقد قيل وذكر كثيرانك عندما ولدت وجئت الى هذه الدنيا.. كنت تبكي وتصرخ في حين كان الآخرون من حولك يضحكون ويهللون لقدومك أنت أيها الطفل الصغير والقادم الجديد الى عالمنا .. وأن عليك في نهاية المطاف وقبل اسدال الستار أن تفعل في هذه الدنيا ما يجعلك عندما ترحل عنها أنت الضاحك والمهلل ويكون من حولك الباكي والصارخ لغيابك عن دنياهم وأهلها..

الشاعر الفلسطيني محمود درويش وهو يتحدث عن الشاعر السوري محمد الماغوط وينعي «شاعرا نادرا» (كما وصفهويشيد بشعره وحياته وذكراه قال: « وهو الآن، في غيابه، أقل موتا منا، وأكثر منا حياة». عبارة قد نقف أمامها ونتأمل معها حياتنا وحياة البشر من حولنا قبل أن يتم اسدال الستار وخفوت الأضواء على المشهد الأخير. وكما نصحنا الأقدمون علينا أن نعيش ونفتكر .. وبالتأكيد نحن نعمل بتلك النصيحة كما أننا أيضا .. نفتكر ونعيش!! ونتواعد باللقاء المقبل!!

الأهرام اليومي في

22.08.2014

 
 

نثر رماد جثة الممثل روبن وليامز في خليج سان فرانسيسكو

رويترز

قالت شهادة وفاة صادرة عن مقاطعة مارين بولاية كاليفورنيا الأمريكية إن رماد جثة الممثل الكوميدي روبن وليامز نثر في خليج سان فرانسيسكو بعد وفاته منتحرا.

وعثر على وليامز  مشنوقا بمنزله في تيبورون في كاليفورنيا الأسبوع الماضي، وعانى النجم الكوميدي من الاكتئاب الحاد والقلق وكان في مراحل مبكرة من مرض الشلل الرعاش قبل وفاته.

وقالت شهادة الوفاة إن رماد جثته نثر في 12 أغسطس بعد يوم على الوفاة.

وشعر زملاء وليامز في هوليوود الذين يتذكرون كرمه وتواضعه بالصدمة والذهول لوفاته، ولم تعلن أسرته أي خطط لتأبينه.

بوابة أخبار اليوم المصرية في

22.08.2014

 
 

روبن وليامز

كمال رمزي

«تجمعن أيتها البراعم طالما تستطعن، الزمن الغابر لا يزال طائرا، ونفس الزهرة التى تبتسم اليوم، ستموت غدا».

هذه الكلمات، من قصيدة يشرحها المدرس الرقيق، المتمرد، روبن ويليامز، لتلامذته، فى فيلم «جمعية الشعراء الميتين» لبيتر وير 1989، حيث ينجح الأستاذ، بخبرته، وروحه الشفافة، فى أن يجعل طلبته أعمق حبا للحياة، والانتباه إلى مناطق الجمال، والايمان بالصداقة والقدرة على المحبة.. ومع اختياراته المرهفة لمقاطع شعرية، وبسلوكه الحانى عليهم جميعا، ينتهى الفيلم بتغيير جوهرى فى أفكارهم التى أصبحت أكثر نضجا، وإرادتهم، التى غدت أشد صلابة.

روبن وليامز «1951 ــ 2014»، وحده، مدرسة مستقلة فى الأداء التمثيلى، شأن كبار نجوم العالم، مثل جاك نيكسون، وانتونى هوبكنز.. من مزاياه ذلك الوجه الشفاف. يبين لك ما يجرى فى وجدانه من انفعالات، بصدق وبساطة، فضلا عن صوت أقرب للحرير، تكاد تلمس نعومته، وترى صفاء ألوانه. بالإضافة لذلك التوافق والتناغم بين الحركة واللفتة وملامح الوجه، والقدرة على الايحاء بالمعانى، قبل النطق بها.

ورث ويليامز الذوق الرفيع من والدته الفرنسية، عارضة الأزياء، كما ورث عن والده قدرا غير قليل من المرح، وروح الدعابة، ودرجة ما من السخرية، وأكثر من مرة، يحكى، بطريقته الآسرة، يوم فاتح والده فى رغبته لاحتراف التمثيل، فأجابه والده: هذا رائع.. انها مهنة احتياطية، تماما مثل اللحام».

ويليامز، عمل فترة غير قصيرة، فى الصالات والملاهى الليلية والحفلات، حيث يقدم فى الفواصل، وصلات كوميدية، تعتمد على الارتجال، العناء، التعليق على الأحداث الجارية، سرد حكاية يقوم فيها بأداء لعدة شخصيات، إلقاء نكات، الحديث المباشر مع الجمهور.. انه فن ينتمى إلى ما يعرف بـ«وان مان شو»، يتطلب مهارات متعددة، ثقافة، سرعة بديهة، خفة ظل، توافق فورى مع المتابعين.. جاء حصاد هذه الفترة من العمل متمثلة فى أمرين، أولهما، إتاحة فرصة الارتجال، بإضافة جمل حوار، فى الأفلام التى يمثلها. طبعا، مسألة إضافة كلمة، تعتبر من الأمور المستهجنة، المرفوضة، الممنوعة، فى صناعة الأفلام الأمريكية، لكن، مقبولة من ويليامز، سمح بها أشد المخرجين صرامة: ستيفن سبيلبرج، الذى أخرج له فيلم «هوك» 1991.. وقال عنه، بعد وفاته «عبقرية ويليامز الكوميدية كانت بمثابة عاصفة صاعقة، وكان ضحكا هو الرعد المصاحب لها».

الأمر الثانى الذى جاء نتاجا لفترة عمله بالصالات، قيامه، ببطولة «صباح الخير، فيتنام»، بتوقيع بارى ليفنسون 1987.. وفيه يؤدى ويليامز دور مجند أمريكى، ينتقل من كريت إلى فيتنام ليدير محطة إذاعية للجنود، يملأ فضاءها بصخب الحكايات والتعليقات والحديث الذى لا ينقطع مع الجنود، مع فواصل لأشرطة غنائية.. لكن، لشخصيته، جانب آخر.. فهو ينزل إلى الفيتناميين، يتعرف على حياتهم، يخالطهم، يحبهم ويشفق عليهم، الأمر الذى يزعج قياداته العسكرية، فيسببون له المتاعب.

قدم روبن وليامز «69» فيلما، وقام ببطولة العديد من المسلسلات، ووقف على خشبة المسرح عشرات المرات، وأعار صوته لعلاء الدين، بالإضافة إلى شخصيات تمتعت بالحضور فى أفلام التحريك، التى حققت نجاحات هائلة فى العقدين الأخيرين. بالنسبة لى، أزعم أن «مسز داو بتفاير» لكريس كولومبس 1993، من أجمل أفلام الكوميديان، وأعمقها، فنيا وإنسانيا.. بطلنا، الذى انفصل عن زوجته، لا يطيق الابتعاد عن أطفاله.. يتنكر، فى هيئة مربية، شديدة الطيبة، بدينة، تقطر محبة، مما يجعل الأبناء يهيمون بها.. إنها، عندهم، وعندنا، الحنان المفتقد عند الجميع، أغدقه علينا ويليامز، خلال تلك الشخصية الوديعة، كأنها حلم جميل، ربما كان ويليامز يتمناه، ولم يعثر عليه.

الشروق المصرية في

19.08.2014

 
 

"روبن ويليامز" يبعث رسالة أمل لمريضة بالسرطان قبيل انتحاره

ترجمة – بيشوي رمزي:

قبيل انتحاره بأيام، بعث الفنان الكوميدي الشهير "روبن ويليامز" برسالة مصورة ليبعث الأمل من جديد لشابة من نيوزيلاند؛ تدهورت حالتها الصحية بشكل كبير نظرا لإصابتها بمرض السرطان، وتدعى فيفيان وولر،21 عاما، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن "وولر" كانت تتمنى أن تلتقي بالفنان الكوميدي الشهير، إلا أنه كان من الصعب عليها السفر إلى الولايات المتحدة، وهو ما دفع أحد أصدقائها للتواصل مع ويليامز؛ الذي قام بتسجيل "فيديو" استغرق 20 ثانية فقط، وتحدث لها بشكل مباشر معربا عن حبه وأمنياته الطيبة.

وقالت الصحيفة أن "وولر" تعاني من سرطان الرئة والكبد، وتتلقى العلاج في أحد مستشفيات مدينة أوكلاند، غير أن العلاج الكيماوي لا يبدو مجديا مع حالتها بشكل كبير. وأضافت أن زوجها جاك هو من قرر نشر الفيديو؛ ليعرب عن حبه وزوجته الشديد للممثل الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، وليُظهر للعالم أنه كان إنسانا جميلا.

http://www.youtube.com/watch?v=fU4C_qHaRIg

موقع "دوت مصر" في

18.08.2014

 
 

صور | رسامو العالم يقدمون التحية لروح روبن ويليامز

ترجمة- أحمد عزمي

اختار رسامو العالم طريقتهم الخاصة في التعبير عن حبهم للممثل الأمريكي الراحل روبن ويليامز، وعلى قدر ما تعددت وجوه ويليامز الساحرة على الشاشة، تعددت الألوان المبهرة البراقة في الصور التي تجسده.

معظمهم رأى ويليامز بريئا كما كان في "جومانجي" Jumanji و"فلابر" Flubber، وشاعريا كما كان في "جمعية الشعراء الموتي"Dead Poets Society، وذو حضور جذاب ومسيطر كما في "السيدة داوتفاير"Mrs. Doubtfire، وعبقري كما في "جودويل هنتنج"Good Will Hunting، ومرتجلا بلا تخطيط لحياته كما في أكثر كوميدياته.

على موقع "ديزاين بولتس" الأمريكي، قدم أكثر من 25 رساما وفنانا حول العالم التحية لروح روبن ويليامز، الرجل الذي أمتعنا وأمتعهم ببساطة وتلقائية لن تعوض ولو بعد عقود.

موقع "دوت مصر" في

18.08.2014

 
 

الموت اختياراً

كتب الخبرناصر الظفيري

قبل يومين عادت سيدة الى منزلها في الحي القريب من مسكني وقد اشتعلت فيه النيران، كانت تسمع صوت الكلب محاصرا في البيت ولم تصل فرقة الانقاذ بعد. دخلت المرأة وسط النيران وعجز الناس عن منعها. لم تخرج المرأة ولم يخرج الكلب واحترقا معا. كانت المرأة تدرك أنها لن تستطيع الخروج بسهولة ورغم ذلك غامرت بحياتها من أجل كلب.

في بداية هذه السنة طلبت سيدة كندية أن تنهي حياتها بعد أن وصل بها الأمر الى عدم قدرتها على تناول زجاجة الدواء من الطاولة القريبة من سريرها. رفضت السلطات الكندية، اذ ان الأخلاق المهنية لا تسمح لهم بتنفيذ طلبها فانتقلت الى أوروبا حيث تسمح القوانين باختيار المرء موته وانهاء عذابه أو ما يسمى بالموت الرحيم.

هذه قصص أناس بسطاء يرون في الموت نهاية مستحقة لحياتهم لسبب أو لآخر وأغلب هؤلاء لا تسلط عليهم الأضواء وربما يشار اليهم كخبر في نشرة محلية ولا ترسخ أسماؤهم في الذاكرة. ولا يتركون خلفهم سؤالا ما عن هذا الاختيار.

للمشاهير حكايات أخرى، ففي يوم الثاني من يوليو عام 1961 دخل ارنست همنجواي القبو حيث يضع اسلحته وبكل احتفاء ممكن بالموت أخذ أقرب البنادق الى نفسه وضع بها طلقتين ثم صعد الى مدخل المنزل ليضع فوهة البندقية في فمه ويضغط الزناد ويفجر رأسه. تم الاتصال بالطبيب الذي حضر ليؤكد أن الكاتب الشهير مات متأثرا بجراح في الرأس. لم تقبل الصحافة هذه النهاية للكاتب الكبير وأشارت الى أن الوفاة كانت حادثا عرضيا.

في يوليو أيضا وبعد عام واحد من وفاة همنجواي يصاب وليام فولكنر بحالة استياء شديدة ويشرب حتى الثمالة ليمتطي جوادا ويسقط عنه فتنكسر رقبته لكن الصحافة لا تشير الا الى الكسور التي سببها سقوطه عن الجواد.

الغريب أن ذلك لا ينطبق على المرأة ففي يوم 28 مارس من عام 1941 بعد أن أنهت فيرجينيا وولف عملها الأخير ارتدت معطفها وملأت جيوبها بالحجارة لتسقط في نهر أوز منهية رحلتها مع الكتابة والحياة.

قبل ايام أنهى الممثل الساخر الرائع روبن ويليامز حياته مشنوقا ولم تستقر الصحافة حتى الآن على سبب الوفاة، هل كان يعاني مرض باركنسون أو عاد الى حالة الادمان التى مرت به من قبل. المهم في الأمر أن الرجل اختار موته بيده.

لا أبحث الفكرة دينيا ولا فلسفيا، ولكن السؤال الأهم هو: هل هناك حالات يمكن للموت اختيارا أن يكون الحل الوحيد أما العذابات الممكنة. هؤلاء الأغنياء والأكثر شهرة يصلون الى مرحلة من التشبع بالحياة حتى تصبح لا تعني شيئا وبالامكان التنازل عنها، في حالات كثيرة لا أرى سببا يجعلنا نتوق الى الحياة في ظل هذه الانكسارات المتتالية. كل ما نعانيه في واقعنا العربي المريض أننا سمحنا للحياة أن تمسك بنا أكثر. لم ندرك أن الموت اختيارا هو الطريق الحقيقي للحياة. نحن لا ننتحر حين نطلب الموت وانما نعيش.

الجريدة الكويتية في

17.08.2014

 
 

صداقة استمرت 17 سنة بين الشخصين

الأب الروحي للكوميديا الارتجالية: روبن ويليامز أعجب بفني

ميل فالي (ولاية كاليفورنيا):«الشرق الأوسط»

كان روبن ويليامز هو الشخص الوحيد الذي ذهب للكوميدي مورت سال بعد انتهاء عرض قدمه قبل 17 عاما، ومن هنا نشأت صداقة بين الاثنين استمرت إلى أن انتحر ويليامز فيما يبدو الأسبوع الماضي. ويعد سال الأب الروحي للكوميديا الارتجالية التي تتناول موضوعات سياسية، وقال أمام نحو 80 شخصا في حفل تأبين غير رسمي لويليامز يوم الخميس إنه ظن في ذلك اليوم أن ألوفا من المعجبين سيأتون ليخبروه بإعجابهم الشديد بالعرض.

وأضاف في غرفة اعتاد ويليامز تقديم العروض الكوميدية فيها: «شخص واحد فقط جاء وطرق الباب.. كان روبن. نظر إلى حذائه ثم قال لطالما أردت أن أراك». وكانت كوميديا سال (87 سنة) اللاذعة ومهارته في السخرية الاجتماعية قد أثرتا في أسماء كبيرة مثل المخرج وودي ألن والممثل ليني بروس، مما جعله أول ممثل كوميدي تضع مجلة «تايم» صورته على غلافها، وكان ذلك عام 1960. واستند سال على عكاز وذراع صديق أثناء دخوله الغرفة لحضور حفل تأبين ويليامز في مسرح ثروكمورتون بميل فالي شمال مدينة سان فرانسيسكو.

وسرد سال حكايات عن لقائه بويليامز وآخرين والتشابه بينهما في الرومانسية والولع الشديد بالكوميديا. وكان قد عثر على ويليامز (63 سنة) الحاصل على جائزة أوسكار مشنوقا في منزله بشمال كاليفورنيا يوم الاثنين.

وقالت أرملة ويليامز يوم الخميس إنه كان مصابا بالشلل الرعاش (باركينسون) في مراحله المبكرة بالإضافة إلى الاكتئاب الشديد.

الجمعة 19 شوال 1435 هـ - 16 أغسطس 2014 مـ

أرملته: لم يكن مستعدا للحديث علانية عن إصابته بالمرض

انتحار روبن ويليامز يسلط الضوء على الصلة بين الاكتئاب والشلل الرعاش

لوس أنجليس: «الشرق الأوسط»

قالت أرملة الممثل الأميركي روبن ويليامز، إنه كان يعاني من مرض الشلل الرعاش (باركينسون) واكتئاب حاد وقت موته منتحرا فيما يبدو مسلطة الضوء على الصلة بين المرضين.

ورغم أن الممثل الأميركي الشهير كان قد تحدث من قبل عن حالة الاكتئاب التي يعاني منها أبرز الخبراء في مرض باركينسون الصلة بين هذا الخلل الذي يصيب الجهاز العصبي ويؤدي إلى ارتعاش الأطراف وبطء الحركة وبين الحالة النفسية للمريض.

وقالت الدكتورة إيرين ريتشارد أستاذة المخ والأعصاب بجامعة روتشستر في نيويورك: «الكيماويات العصبية التي تتأثر بمرض باركينسون والمسارات التي تتحكم في وظائف الحركة تشارك بشكل متكامل في السيطرة على الحالة النفسية».

وتقول الجمعية الوطنية لمرض باركينسون، إن أكثر من نصف المرضى بهذا المرض العصبي يعانون من اكتئاب حاد، وتنصحهم بالكشف الدوري لرصد أعراض إصابتهم بالمرض النفسي.

وكان قد عثر على الممثل الكوميدي الحائز على جائزة أوسكار (63 عاما) والذي جعله أسلوبه الفريد والمتنوع من أكبر ممثلي السينما والتلفزيون مشنوقا في منزله بكاليفورنيا يوم الاثنين الماضي.
وقالت أرملته سوزان شنايدر، إن ويليامز «لم يكن مستعدا بعد للتحدث علانية»، عن معاناته مع باركينسون
».

الخميس 18 شوال 1435 هـ - 15 أغسطس 2014 مـ

أصدقاء: روبين وليامز ارتدى قناع الكوميديا لإخفاء الاكتئاب

من كائن فضائي غريب الأطوار إلى جني أزرق ثم مربية بريطانية محبوبة ثم معالج أبوي.. في كل هذه الأدوار استخدم الممثل الأميركي روبين وليامز كوميديا متنوعة خاصة به لإضحاك الناس.
لكن أصدقاء وزملاء الممثل قالوا بعد وفاته منتحرا - فيما يبدو - يوم الاثنين إن وراء الحيوية والصبيانية المفعمة بالطاقة لدى وليامز كان هناك رجل مرهف الحس قضى حياته في الأداء أمام الجمهور. وفي حين أصيب الناس بصدمة شديدة بعد وفاة وليامز الحائز على جائزة أوسكار قال الممثل الكوميدي بوب زمودا وهو صديق قديم للممثل الراحل إنه لم «يصدم كثيرا» بالنبأ
.

وقال زمودا مؤسس جمعية كوميك ريليف الخيرية التي جمع لها الممثل الراحل تبرعات بأكثر من 70 مليون دولار إن وليامز كان يجد صعوبة في التواصل مع الناس بعيدا عن خشبة المسرح وإن من كانوا يعرفونه جيدا لم يدركوا شدة اكتئابه. وأضاف «كنت ألتقي به أحيانا ويبدو غير مرتاح.. لم يملك مهارات اجتماعية بالفعل وربما كان هذا من أسباب ضرورة وجوده على المسرح.. كان هذا شريان حياته وضرورة نفسية ومن دونه يكون ضائعا».

وشاهد باد فريدمان مؤسس نوادي امبروف الكوميدية وليامز للمرة الأخيرة قبل نحو عام عندما توجه الممثل الراحل إلى ناد لتقديم عرض قصير. وقال فريدمان إنه لم يلحظ أي بادرة على معاناة وليامز طوال فترة معرفته به التي امتدت 35 عاما. وأضاف «لا أعرف كثيرين من الناس كانوا على دراية بهذا الظلام بداخله».

وبعد ساعات من وفاة وليامز يوم الاثنين كشفت المتحدثة باسمه مارا بوكسباوم - وبخلاف معايير التكتم المعتادة في هوليوود - أن الممثل الكوميدي كان يعاني من اكتئاب شديد في الشهور القليلة الماضية.

وكثيرا ما تتداخل الكوميديا مع الاكتئاب والأمثلة كثيرة من جيم كاري ولويس سيه.كيه إلى سارة سيلفرمان وجوناثان وينترز مثل وليامز الأعلى الذي توفي العام الماضي.

وقال جايمي ماسادا مؤسس نادي ذا لاف فاكتوري الكوميدي الذي اعتاد وليامز تقديم عروض كوميدية ارتجالية فيه «هناك الكثير من ممثلي الكوميديا المقبلين من خلفية المأساة».

وقال زمودا إن وليامز بدا متفائلا وسعيدا بزواج جديد عندما التقى به للمرة الأخيرة خلال العرض الأول لمسرحيته «بنجال تايجر ات ذا بغداد زو» في برودواي عام 2011.

وقال زمودا إن وليامز بطل فيلم «مسز داوتفاير» واجه تحديات في السنوات الأخيرة خاصة بعدما خضع لجراحة قلب مفتوح عام 2009 وعندما توقف مسلسله الكوميدي «ذا كريزي وانز» في مايو (أيار) بعد موسم واحد. وأضاف «أعتقد أن الأزمة القلبية وصحته وسنه وفقدانه لنفس القدر من القوة وتوقف المسلسل.. كلها عوامل أثرت فيه. تتزايد الضغوط عندما تكون غنيا ومشهورا ولا تزال تعاني مشكلات الاكتئاب.. يبدو الأمر وكأنه لا مفر».

الأربعاء 17 شوال 1435 هـ - 14 أغسطس 2014 مـ

أبناء روبين ويليامز ينعون والدهم

نعى الأبناء الثلاثة لنجم هوليوود الراحل روبين ويليامز والدهم المتوفى، واصفين إياه بأنه شخص «ودود وظريف وسخي».

وقال نجل ويليامز الأكبر زاك (33 عاما) في بيان نشرته وسائل إعلام أميركية أول من أمس (الثلاثاء): «فقدت أبي وأفضل صديق. العالم أصبح رماديا».

وقال كودي ويليامز (22 عاما) الابن الأصغر للممثل الكوميدي الراحل: «سأفتقده وسأحمله بداخلي أينما ذهبت. أتطلع إلى اللحظة التي سأراه فيها مجددا».

وتحدثت زيلدا (25 عاما) الابنة الوحيدة لويليامز في البيان عن الأيام الأخيرة المشتركة مع والدها وعن عيد ميلاده في يوليو (تموز) الماضي، وقالت: «سأكون ممتنة دائما لقضائي أنا وشقيقي هذا اليوم معه بمفردنا وتبادلنا الهدايا والضحكات».

يذكر أن ويليامز انتحر شنقا في منزله بمدينة تيبورون الأميركية يوم الاثنين الماضي.

الشرق الأوسط في

17.08.2014

 
 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004