كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الاكتئاب والإدمان والمخدّرات..

لا شيء يحمي ممثّلي هوليوود

نديم جرجوره

عن رحيل صانع البهجة

روبن ويليامز

   
 
 
 
 
 
 
 

يُعيد انتحار الممثل الأميركي روبن ويليامز في 11 آب 2014 عن 63 عاماً سؤال الحالة النفسية العامّة التي يعيشها عاملون كثيرون في هوليوود. قيل إن سبب انتحاره «إصابته باكتئاب نفسيّ». هذه حالة مفتوحة على عناوين عديدة: مخدّرات. كحول. علاقات اجتماعية متوترة ومتعدّدة. عدم ثبات في حالات الزواج والعلاقات العاطفية. اكتئاب. إلخ. حالة معقودة على التباس الحكايات كلّها: أإلى هذا الحدّ تغيب الأسس السليمة لحياة سوية داخل معقل الفن السابع؟ أإلى هذا الحدّ يُعاني مبدعون كثيرون ارتباكاً وخيبة وآلاماً في النفس والروح، قبل الجسد ومعه؟

في العام 2007، أدّى الممثل الأميركي الراحل فيليب سايمور هوفمان (23 تموز 1967 ـ 2 شباط 2014) أحد أدواره الجميلة التي يُمكن اعتبارها انعكاساً شفّافاً وصادقاً لشخصيته الحقيقية، على مستوى الإدمان على المخدرات. بإدارة سيدني لوميت، مثّل هوفمان شخصية آندي في «قبل أن يعرف الشيطان أنك مُتَّ»: الشقيق الأكبر يتآمر وشقيقه الأصغر على سرقة محل المجوهرات الخاصّ بوالديهما. تُقتل الأم. ينهار كل شيء. آندي مرتبك وقلق. مدمن على أنواع عديدة من المخدرات. كأنه يؤدّي، في هذا الجانب على الأقلّ، دوره الحقيقي. هذا مكشوفٌ لاحقاً، بعد وفاته بسبب «جرعة زائدة من المخدّرات». روبن ويليامز انتحر. السبب؟ كآبة قاسية. أسماء عديدة يُمكن إدراجها في السياق هذا. «وكالة الصحافة الفرنسية» نشرت ـ بعد 3 أيام على رحيل ويليامز ـ تقريراً تناول المسألة. المضمون لافت للانتباه: «هل تجتهد هوليوود كفاية لحماية نجومها من شياطينهم؟». التقرير يتضمّن أسماء ذاهبين إلى حتفهم انتحاراً، أو بسبب جرعات زائدة من المخدّرات، أو نتيجة الإدمان على الكحول. ذُكر اسم مارلين مونرو. «الشقراء الساحرة» وُجدت ميتة في منزلها صباح 5 آب 1962. قيل إنها انتحرت. التشابك معقّد وكبير بين السياسة والجنس وأجهزة الأمن والمافيات. هذا موضوع آخر، لكن يُمكن إدراجه في إطار البحث في معنى «الانهيار العصبي» الذي يُصيب فنانين متنوّعي الاهتمامات. في التقرير نفسه، ذُكرت أسماء هيث لدغر (4 نيسان 1979 ـ 22 كانون الثاني 2008)، وبرتاني مورفي (10 تشرين الثاني 1977 ـ 20 كانون الأول 2009)، وريفر فونيكس (23 آب 1970 ـ 31 تشرين الأول 1993) وغيرهم. سبب واحد مؤدٍّ إلى موتهم: جرعات زائدة من المخدّرات. غداة انتحار ويليامز، غرّدت الممثلة الكوميدية الأميركية الشابّة لينا دونام على «تويتر» قائلة: «الانتحار تذكير مأسوي بأن النقاش حول الصحّة النفسية لا يُمكن أن يتوقّف». أضافت: «المال، الشُهرة، الحرية الفنية: لا شيء من هذا كلّه قادرٌ على حمايتكم. لا شيء أهمّ من الصحّة. اعتنوا بصحّتكم. انتبهوا إلى بعضكم البعض».

المأساة واقعة. الجميع مُدركون كنهها ومساراتها ونتائجها. المأزق كبير. كثيرون يجدون أنفسهم على حافة الحياة والموت. يعيشون حياتهم كأنهم في أعماق الموت. لا يأبهون، أم أنهم لا ينتبهون؟ النجومية سيفٌ مسلّط دائماً عليهم. يريدون سلامـاً، أو لعلهـم متيّمون بهذا النمط من العيش؟ كأنهم عاجزون عن العيش بسلام وهناء. كأنهم غارقون في جحيم الدنيا والبلاتوهات وقسوة العلاقات والتباساتها. يتساءل البعض: من المسؤول فعلياً عن واقع الحال هذا؟ «قطـاع السـينما» لن يُلام لوحده «على المآسي كلّها في حياة الناس»، بحسب توم نونان (أستاذ جامعي في شؤون البصريات). المُعالِجَة النفسية جودي بلوم، تؤكّد أن هوليوود «تقوم بأشياء كثيرة لمساعدة الفنانين في معالجة ارتباكاتهم النفسية والعصبية». تُضيف أن صناعة السينما مستمرّة في التعامل مع فنانين يخضعون لعلاج نفسيّ: «لا تُنبذهم (هوليوود) بسبب إدمانهم على الكحول أو المخدرات، أو بسبب انهياراتهم العصبية». تُصرّ على أن المشاكل هذه «تجذب الاهتمام كثيراً، وهذا حسنٌ». بالنسبة إليها، «البلاء هذا» أبعد وأعمّ وأعمق من مسألة أفراد، لأنه يُصيب المجتمع برمّته. للنجوم عموماً، كما تقول، «أنانية»، ومسائل «الخلق والابتكار تؤدّي إلى بحث مستمرّ عن تمتين المظهر الخارجي (الصحّة العامّة)، ما يُمكن أن يؤدّي إلى الشعور بالفراغ، وبأن ما من شيء مفيد». تُنهي كلامها بالقول إن هذا لا يعني «أن الفنانين جميعهم مدمنون على المخدّرات».

النقابات الأساسية في هوليوود لا تتردّد عن تقديم مساعدات خاصّة بالعلاج النفسيّ والعصبيّ لأعضائها. المُعالِجة النفسية تريسيا دوود تستنتج أن مدينة لوس أنجلوس «أكثر تسامحاً من غالبية المدن الأميركية الأخرى». تقول إن أحداً فيها لا يُندّد بمن يعترف بخضوعه لهذا النوع من العلاج: «هذه صناعة مُرحَّب بها كثيراً. هي تنقل إلى الجميع رسالة مفادها أن ما يُعانونه ارتباك أو مرض وليس ضعفاً في الشخصية». المعروف تماماً أن العاملين جميعهم في هوليوود لديهم أشخاص ثابتون يقومون بمهام عديدة: مدير أعمال، سكرتير، مُحاسِب و... طبيب نفسيّ. الخضوع لأنظمة صارمة في صناعة السينما جزءٌ أساسي من أسباب الارتباك. هذا الأخير يؤدّي، غالباً، إلى الإدمان. هناك توهان حقيقي يضيع فيه كثيرون. توهان يبدو واضحاً أن لا خلاص منه حتى بالمخدرات والكحول وأنماط عديدة من الإدمان.

السفير اللبنانية في

23.08.2014

 
 

عن .. ذاك

عن انتحار السوبرنوفا

خالد ربيع

بانتحار الممثل روبن ويليامز، مؤخرا، ينضم اسم جديد إلى قائمة المشاهير والنجوم الذين وصلوا إلى ما يطلق عليه اسم مرحلة «السوبرنوفا» Supernova، ليقرروا بعدها إسدال الستار على الفصل الأخير من حياتهم، بما يؤكد على متلازمة الإبداع والموت التي عكف الفلاسفة على دراستها بغية التوصل إلى ماهية العلاقة بينهما.

ومثلما حيرت ظاهرة انفجار النجوم السوبرنوفا علماء الفيزياء الفلكيين، حيرت ظاهرة انتحار المشاهير المهتمين والأطباء النفسيين. فالكيفية التي تحدث عند انفجار النجم ظلت لغزا محيرا حتى بعد أن قام العلماء بدراسة نحو 40 من بقايا النجوم المنفجرة في مجرة درب التبانة، تماما كالألغاز التي يخرج بها الدارسون لحياة شهير منتحر.

نذكر ــ على سبيل المثال ــ كيف أن الشاعر اللبناني خليل حاوي قرر، وهو في منفاه في أستراليا، الانتحار مطلقا الرصاص على نفسه. منهيا «حياة غير ذات معنى» ــ كما قال، وذلك بعدما سمع خبر اجتياح الجيش الإسرائيلي لجنوب لبنان وحصار بيروت عام 1982م. مما أصابه بحزن عميق، وعمه اليأس والقنوط.

وفي التصوير الرائع لشخصية «عمر الحمزاوي» في رواية «الشحاذ» ما يشير إلى أن الأديب «نجيب محفوظ» عانى فترات من حياته «مصاعب نفسية واكتئابا» كادت تؤدي به إلى الانتحار، خصوصا أن الروائي كثيرا ما يترجم ويسقط نفسه على شخوص روياته.

كما أن الروائي آرنست همنغواي صاحب رواية «العجوز والبحر»، عندما فتك به المرض ووجد نفسه وحيدا، قرر التخلص من حياته عن طريق بندقية قديمة كانت بحوزته فوجهها إلى صدره وأطلق النار.

غير أن قائمة المشاهير الذين عانوا فترات من حياتهم من القلق Anxiety، والاكتئاب العميق Deep Depression، وخبروا تجارب نفسية مريرة Sever Psychological Problems، وهربوا إلى عزلة ووحدة قاتلة، ثم انتهت حياة بعضهم في مصحات نفسية وعقلية، فضلا عن أولئك الذين حاولوا الانتحار ففشلوا أو نجحوا، قائمة تصعب الإحاطة بكل أسمائها.

ولكن السؤال الملح الآن: لماذا ينتحر المبدعون والمشاهير من أهل الثقافة والأدب والفن؟.

طبعا، من المعروف أن الشعراء والمبدعين هم أكثر الناس حساسية ويتميزون بالشعور المرهف، وأن خيبات الأمل الشخصية أو الوطنية والقومية تداهمهم قبل أبناء المجتمع الآخرين، فيعتريهم الشعور بالإحباط والكآبة الشديدة، والنتيجة الحتمية في كثير من الأحيان هي الإقدام على الانتحار.

من ناحية أخرى، فإن تفكيك المجتمع الصناعي الاستهلاكي للحياة الاجتماعية وبنيتها الإنسانية، في المدن الكبرى (الصاخبة والمزدحمة)، يضغط نحو«ثقافة الانتحار» لتكون ظاهرة اجتماعية في «المدينة الحديثة» إذا ما قورنت ــ نسبيا ــ بالقرى والأرياف».. هذا ما ذهب إليه إميل دوركايمي (1858-1917م) في كتابه «الانتحار».

بالعودة إلى ظاهرة انفجار نجوم السوبرنوفا، فإن النظرية المقبولة لغاية الآن لدى علماء الفلك أن هذه الانفجارات ما هي إلا تفاعلات «نووية حرارية» تكون النجوم فيها قد بلغت من الطاقة الشيء العظيم، للدرجة التي تنقلب فيها وتصبح غير متعادلة، ما يجعل النجم لا يحتمل تآلفها ضمن كتلته، فيحدث الانفجار بشكل هائل.. هذا التفسير العلمي المتعلق بالنجوم يمكن مماهاته إلى حد كبير بما يحدث مع المشاهير. فالشهرة والطاقة الإبداعية وما تستجلبه من تهييج شعوري تجعل حياتهم معادلات غير متآلفة، طاقة طاغية على احتمالها في داخلهم، فتقودهم إلى حالات من الاكتئاب والشعور بأنهم لا يحتملون الطاقة المتفجرة في دواخلهم، فيلجأون أحيانا إلى المخدرات أو المهدئات، ويقررون في لحظة إثارة شعورية غير محتملة إنهاء حياتهم.

عكاظ السعودية في

23.08.2014

 
 

أن ترمي بنفسك من قمّة هوليود

أحمد دعدوش

فوجئتُ، مثل كثيرين، بنبأ انتحار الكوميدي الشهير روبن ويليامز قبل أسبوعين. وكان أول ما استدعاه هذا الخبر من ذاكرتي مشهدٌ أداه الممثل باقتدار في فيلم "باتش آدمز" (1998)، حيث يقف على حافة جبل شاهق مستعداً للانتحار برمي جسده من الأعلى، لكن فراشة تحط على زهرة بقربه فيتأملها قليلاً، ثم يستعيد شعوره بالأمل ويعود ليكمل حياته بعد أن وضع لها هدفاً نبيلاً، وهو معالجة الناس بالضحك.

كنت أشعر منذ شاهدت ذاك الفيلم قبل سنوات أن ويليامز لم يمثل هذا الدور، بل جسد فيه شيئاً من حياته. فالبطل كان يعاني من أزمة نفسية دخل بها المصحّ العقلي، ثم اكتشف هناك أن لديه موهبة في مساعدة الناس، بل وعلاجهم، كما التقى في المصحّ بعالم نفسي أسرف في الغوص بأعماق العقل والنفس البشرية حتى وقع في هوة الجنون، فتعلم منه درساً ثميناً يتلخّص في النظر إلى ما وراء الظواهر.

يخرج باتش آدمز من المصحة ليدرس الطب، ثم يبدأ شقّ طريقه الخاص في معالجة المرضى عبر إضحاكهم، ويضطر للدخول في صراع طويل مع عميد الكلية ينتهي بالحكم قضائياً لصالحه كي لا يُطرد من الجامعة، ثم يؤسس منظمة عالمية لها فروع كثيرة للعلاج بالكوميديا. وربما يوافقني كثيرون في أن ويليامز حاول بنفسه أن يفعل الشيء ذاته.

كان هو الممثل الوحيد الذي دفعني إلى البحث عن خلفيته الثقافية، وكنت أتوقع أن أجد في سيرته شهادات جامعية عليا في أحد مجالات العلوم الإنسانية. ومع أني لم أعثر لديه سوى على مواهب كوميدية مبكرة، فقد أقنع نقاداً آخرين بالبعد الإنساني لأدائه، سواء في الأدوار الكوميدية أو الدرامية.

وعندما تلقيت نبأ انتحاره المفاجئ، بحثت أيضاً عن خلفيته، مستبعداً في البداية صحة الخبر، ثم متسائلاً بدهشة عن دوافع القرار، فوجدت أكثر التأويلات شيوعاً خشيته من الفشل المهني بعد بلوغه القمة، ووقوعه في أزمة اكتئاب حاد أفضت به إلى الإدمان ثم الانسحاب من الحياة.

قد يبدو ذلك حدثاً مفهوماً في هوليود مهما كان مؤلماً؛ فالتحقيقات التلفزيونية التي توالت طوال أسبوع في أميركا كانت تستعرض حالات اكتئاب مشابهة لدى كوميديين آخرين، لتنتهي تعليقات المذيعين بعبارات للتعاطف من قبيل "إنهم يضحكوننا ليُخفوا عنا ألمهم"، ثم يستديرون إلى الكاميرا لبث تقارير أخرى عن آخر أخبار الموضة وفضائح النجوم.

إنها هوليود التي يصفها الأميركيون بأنها أصعب مكان للنجاح في العالم، فالصعوبة هناك لا تكمن في الصعود إلى القمة فقط بل في البقاء فيها أيضاً، ثم في مواصلة القدرة على الحياة بطريقة طبيعية سواء بالبقاء هناك أو بعد السقوط.

إغواء النجومية في هوليود لا يمكن قياسه بأي تجربة أخرى عرفها التاريخ؛ فالنجم الهوليودي يبلغ اليوم من الشهرة درجة لم يكن ليحلم بها الإسكندر المقدوني ولا هارون الرشيد، كما أن المكائد والمؤامرات التي تحاك في كواليسها لا تقل خبثاً عما كان يخشاه الملوك من دسائس في أروقة القصور.

لم تفلح هوليود بكل بريقها في إسعاد ويليامز، كما لم تنجح ابنته الشابة، التي احتفل بعيد ميلادها قبل انتحاره، في إقناعه بالبقاء حياً من أجلها. وربما فشلت كل المخدرات والمسكرات أيضاً في إنقاذه من آلامه التي قرر الخلاص منها بقرار "جبان".

ما زلت أذكر عبارة آدمز التي قالها وهو يستعد لإلقاء نفسه من قمة الجبل عندما خاطب الله بعبارة تعترض على القدر. لكنه سرعان ما تراجع عنها لتنقذه فراشة، بينما عجزت هوليود عن إنقاذ روبن ويليامز، ليرمي بجسده العجوز عن قمة الشهرة والحياة معاً.

العربي الجديد اللندنية في

28.08.2014

 
 

الزواوي يسلط الضوء على النزعة الإنسانية في مسيرة الممثل الكوميدي الراحل ويليامز

عمان - الرأي

نظم منتدى النقد الدرامي بالتعاون مع لجنة الدراما في رابطة الكتاب الاردنيين يوم الاربعاء الفائت امسية نقدية حول مسيرة النجم السينمائي الاميركي روبين ويليامز الذي غيبه الموت الشهر الماضي.

وقال الزواوي ان الراحل روبن وليامز ممثل متعدد المواهب وهو واحد من أقدر وأشهر الممثلين الكوميديين الأميركيين خلال الأربعين عاما الماضية، بالإضافة إلى مقدرته في أداء الأدوار الدرامية في عدد من أفلامه المتميزة التي فازت بعشرات الجوائز السينمائية، لافتا الى تميزه في الأداء الكوميدي بالحركات الارتجالية العفوية والخروج عن النص وبموهبة فذة في تقليد الأشخاص والأصوات واللهجات التي اقترنت بشخصيته الفنية في أدواره السينمائية والتلفزيونية وفي العروض الكوميدية الحية المرتجلة.

واضاف انه كان صاحب تأثير على عدد كبير من الكوميديين الشباب الذين قلدوا أسلوبه الحيوي المجدد في تقديم العروض الكوميدية الحية، وعلى الممثلين الشباب بعد النجاح الذي حققه في أداء الأدوار الكوميدية والدرامية في الأفلام السينمائية حيث عمل على الإنتاج السينمائي والإخراج والتأليف لنصوص بعض البرامج والمسلسلات التلفزيونية وأشرطة الفيديو.

كما استعرض الناقد والاعلامي محمود الزواوي جوانب من السيرة الذاتية والابداعية للممثل ويليامز بوصفه احد ابرز نجوم الكوميديا القلائل الذين وضعوا بصمتهم الخاصة في عالم الكوميديا في السينما العالمية.

وقال في الامسية التي ادارها عضو المنتدى الناقد مجدي التل ان اسلوبية ويليامز المبتكرة في اداء المواقف الكوميدية، لفتت انظار الكثير من نقاد وعشاق السينما، حيث اتسمت بتلك البراعة في النفاذ الى الادوار الصعبة والمتنوعة الموضوعات والتي نجح فيها بالمزج بين الدعابة والنزعة الانسانية.

واعتبر الزواوي صاحب سلسلة اصدارات (روائع السينما الاميركية) ان الممثل الراحل شكل ظاهرة خاصة في الفيلم الكوميدي تتوازى مع قامات اشهر نجوم الكوميديا في السينما العالمية: شارلي شابلن وباستر كيتون وودي الان وجيري لويس وسواهم كثير.

وتوقف الزواوي لدى العديد من ادوار الممثل الراحل المتنوعة شارحا نماذج من اشتغالاته في افلام: مسز دوبتايفر، جمعية الشعراء الموتى، ويل هانتنغ الطيب، ويقظات، لافتا الى ان اداءه في تلك الاعمال سيبقى عالقا في ذاكرة الفن السابع.

تاريخ النشر: الجمعة 2014-08-29

النزعة الانسانية في مسيرة الممثل الكوميدي الراحل روبين ويليامز

عمان  - بترا – نظم منتدى النقد الدرامي بالتعاون مع لجنة الدراما في رابطة الكتاب الاردنيين مساء الاربعاء امسية نقدية حول مسيرة النجم السينمائي الاميركي روبين ويليامز الذي غيبه الموت الاسبوع الفائت .

واستعرض الناقد والاعلامي محمود الزواوي جوانب من السيرة الذاتية والابداعية للممثل ويليامز بوصفه احد ابرز نجوم الكوميديا القلائل الذين وضعوا بصمتهم الخاصة في عالم الكوميديا في السينما العالمية.

وقال في الامسية التي ادارها الزميل الاعلامي مجدي التل ان اسلوبية ويليامز المبتكرة في اداء المواقف الكوميدية، لفتت انظار الكثير من نقاد وعشاق السينما، حيث اتسمت بتلك البراعة في النفاذ الى الادوار الصعبة والمتنوعة الموضوعات والتي نجح فيها بالمزج بين الدعابة والنزعة الانسانية.

واعتبر الزواوي صاحب سلسلة اصدارات (روائع السينما الاميركية) ان الممثل الراحل شكل ظاهرة خاصة في الفيلم الكوميدي تتوازى مع قامات اشهر نجوم الكوميديا في السينما العالمية : شارلي شابلن وباستر كيتون وودي الان وجيري لويس وسواهم كثير .

وتوقف الزواوي لدى العديد من ادوار الممثل الراحل المتنوعة شارحا نماذج من اشتغالاته في افلام : مسز دوبتايفر، جمعية الشعراء الموتى، ويل هانتنغ الطيب، ويقظات، لافتا الى ان اداءه في تلك الاعمال سيبقى عالقا في ذاكرة الفن السابع.

الرأي الأردنية في

30.08.2014

 
 

روبن ويليامز .. ضَحِك لمهادنة الموت!

خاص بالدوحة

مؤخراً ودّعنا سعيد صالح الذي أضحك العرب دون أن تُضحكه الحياة، وبعده مباشرة نودِّع كوميدياً آخر في مأثم ينبئ بموت الملهاة!. روبن ويليامز (1951 - 11 أغسطس/آب 2014) قلب الأب، أضحك القلوب قبل الأفواه، وما كان لوجهه قناع، ولم يحجب ملامح الهدوء والرضى، لكن ابتسامة المُطمئِن كانت مضللة.

برحيله هكذا؛ ترك حُزناً كان مختبئاً في أفلامه. قال كلمة في وجوده الشخصي بعد كلام كثير تركه في وجودنا.. وبرحيله هكذا؛ جعلنا نضع سطوراً يلهمنا إياها الموت نفسه: ففي قلب كل بهلوان حقيقي ثمة حزن خامد. 

كان اسمه السيد ساي باريش في فيلم «ONE HOUR PHOTO» عام 2002 ، حيث يضيع ساي بين نيغاتيف صورٍ أدمن انتحاله من ذاكرة الآخرين، كانت هذه جريمته السريّة في الحفاظ على ابتسامات لم تعد موجودة بالنسبة له، فتحوّل إلى سارق صور عائلة من زبائن مختبره الفوتوغرافي، كان يفعل ذلك ليبتسم لصور العائلة السعيدة في خلوته كأنه الأب، إلى أن آلت الأمور إلى انكشافه الفُصامي في خضم وحدته. لكن الفيلم ينتهي بابتسامة ساي باريش، بل بابتسامة غير مُلتبسة للصورة نفسها، وهي نهاية تأويلية استمرّت فيها حياة البطل على كل حال.

وحياة حقيقية انتهت برمي ويليامز كل شيء خلفه، كل النهايات الممكنة لبطولاته تعطّلت عن التأويل. توقف ارتجاله ولم يكن أحد بالجوار يذكره بجملة مفصلية واستدراكية من السيناريو، مشهد واحد لم يكن بالوسع إضافته. انتهى نص ويليامز هنا دون أن تتوافر كلمة!. 

كان أيضـاً المُعلِّم المُلـهم، أستــاذاً للـــغة الإنجليـزية اسـمـه جـــون كـيتيـنغ في «DEAD POETS SOCIETY» عام (1989)، يسافر بطلابه وسط الكلمات والأشعار ويعلمهم حياة طليعية تغتنم من طاقة الحياة نفسها، ويوصيهم بالتنقيب عنها في تجارب الأيام وفي أعماق الأدب.. كان درس جون كيتينغ؛ امتلاك الإرادة في القول وتغيير ما يُقالأفلام ويليامز العديدة التي توجته كوميدياً بارعاً في دغدغة الأفكار والإضحاك الثقافي وسط غابة هوليوود الكثيفة، وكذلك برع في تمثيل هواجس الحياة، يبدو أنها أفلام، وعلى عكس ما نعتقد في الغالب، لم تكن السؤال المهم في فلسفة السينما وهموم الحياة، ولعلها طريقة هادن بها أسئلة أقسى من الحياة نفسها، كان في طريقه، ومن فيلم إلى آخر، حتى تعب من ذلك، يفكر في جملة لم يرددها من قبل علانية، كان يكتمها ويظهر في العلن نقيضها، النقيض الذي تركه له ألبير كامو في هذه الحالة، فوضعنا الاثنان في مشكلة لم يجد لها العقل حلاً بعد، وآخرون كثر هكذا يذهبون، فيكون حزن الناس على الميت حزناً على أنفسهم، لأنهم يشعرون بخذلان الهارب منهم ومن الحياة. هكذا طبّق ويليامز مقولة ألبير كامو: «الانتحار هو المشكلة الفلسفية الوحيدة»، بعدما لم تلح له في الأفق منارة تضيء مساحات من اليابسة يكمل مهادنة مشاكلها بحسه الكوميدي المعتاد. في السينما وجد ويليامز حلولاً كثيرة لقضايا الحياة، أو تركها مشرعة على الفهم النسبي والحلم المستمر، في حياته لم يتقمص شخصياته المتباينة، ولم يكن متاحاً انتقاء خليط منها في قناع حربائي يجعل الحياة تستمر أو تنتهي من تلقاء نفسها. 

هكذا رحل صاحب حنجرة «POPEYE» عام (1980) وبطل «GOOD MORNING VIETMAN» (غولدن غلوب - 1988) و«GOOD WILL HUNTING» (أوسكار - 1998) و«MRS. DOUBTFIRE» (غولدن غلوب - 1993)... وصاحب أصوات العديد من أفلام الإنمي الشهيرة منها: «ALADDIN AND THE KING OF THIEVES» عام (1996) الذي أخرجه ستيفن سبيلبرج.

سبيلبرج كان قد أخرج فيلمه «HOOK» عام (1991)، وأسند فيه دور بطله «بيتر بان» إلى ويليامز، وأخيراً صرح سبيلبرج بعد سماعه نبأ رحيل صديقه: «عبقرية روبن الكوميدية كانت بمثابة عاصفة صاعقة، وكان ضحكنا هو الرعد الذي كان يبقيه مستمراً.. لا استطيع تخيل أنه رحل». وفي تغريدة كتب الساخر جيمي كيمل: «روبن كان إنساناً لطيفاً بقدر ما كان كوميدياً. إذا كنت تشعر بالحزن من فضلك أبلغ شخصاً ما بذلك».

اختلط كل شيء وتوقف حس الفكاهة. كان ميكانيكي السيارات تشاك بولانيك (1962) محقاً في كلامه بعدما لاعبَ الحياة ثلاث مرات بتبديل مهنته إلى صحافي، ثم إلى متطوع في دار عجزة، وبعد موت أحد المرضى أصبح روائياً، فكتب «من ينوي الانتحار لن يبقى له حس فكاهي». هل كان على ويليامز في فترة ما، تغيير مهنته ومن ثَمّ تفادي الحافة؟ لم يحصل ذلك، وسنبقى نرى مهنه العديدة في حياته السينمائية الباقية.

الدوحة القطرية في

01.09.2014

 
 

وليامز لن يشاهد أفلامه

عمان - محمود الزواوي

قدّم الممثل الراحل روبن وليامز أكثر من 100 فيلم ومسلسل تلفزيوني عبر مسيرته الفنية الطويلة، وتحوّل إلى واحد من أقدر وأشهر الممثلين الكوميديين الأميركيين خلال الأربعين عاما الماضية، كما برهن على قدرته في أداء الأدوار الدرامية في العديد من أفلامه المتميزة. وتميز الأداء الكوميدي لروبن وليامز بالحركات الارتجالية العفوية والخروج عن النص المكتوب في أفلامه ومسلسلاته التلفزيونية وبموهبة فذة في تقليد الأشخاص والأصوات واللهجات المختلفة.

وترك روبن وليامز وراءه أربعة أفلام جديدة سيتم عرضها خلال العام الحالي والعام القادم. وقد عرض لروبن وليامز هذا العام قبل وفاته فيلم «الرجل الأشدّ غضبا في بروكلين» الذي يجمع بين الأفلام الكوميدية والدرامية، ويقوم في هذا الفيلم بدور رجل سريع الغضب ومتذمر تبلغه طبيبته بأن لديه فقط 90 دقيقة ليعيش، ولكن الطبيبة تكتشف بعد أن يغادر عيادتها أنها ارتكبت خطأ في التشخيص وتنطلق بحثا عنه، فيما هو يحاول مراضاة كل شخص أخطأ في حقه خلال المدة المفترضة المتبقية من حياته.

وأول أفلام روبن وليامز الثلاثة التي ستعرض في وقت لاحق من خلال العام الحالي هو الفيلم الدرامي «بوليفارد» أو «الجادّة» الذي سيفتتح في دور السينما خلال الأسابيع القادمة، علما أنه عرض في مهرجاني ترايبيكا وفريملاين السينمائيين الأميركيين خلال الأسابيع الأخيرة. ويقوم روبن وليامز في هذا الفيلم بدور رجل متزوج يحاول مواجهة الواقع والهروب من الحياة الروتينية.

ويشهد الشهران الأخيران من العام الحالي عرض فيلمين آخرين جديدين للممثل روبن وليامز هما كل من فيلم «معجزة عيد الميلاد» وفيلم «ليلة في المتحف: سر القبر». ويقوم روبن وليامز في الفيلم الكوميدي «معجزة عيد الميلاد» بدور رجل يرافق ابنه في سباق مع الزمن لإحضار هدايا عيد الميلاد لحفيده الطفل التي نسيها والده والوصول إلى تجمع للأسرة قبل موعد الاحتفال بالعيد. ويقوم روبن وليامز في فيلم «ليلة في المتحف: سر القبر»، الذي يجمع بين أفلام المغامرات والفنتازيا والأفلام الكوميدية، بدور تمثال الرئيس الأميركي ثيودور روزفلت، الذي دبت فيه الحياة. وهذه هي المرة الثالثة التي يؤدي فيها روبن وليامز دور الرئيس ثيودور روزفلت في ثلاثية أفلام «ليلة في المتحف» التي تشمل أيضا كلا من فيلم «ليلة في المتحف» (2006) وفيلم «ليلة في المتحف: معركة السمثسونيان» (2009). يشار إلى أن فيلم «ليلة المتحف: سر القبر» هو آخر أفلام الممثل الكوميدي الشهير ميكي روني الذي توفي قبل روبن وليامز بأربعة أشهر عن 93 عاما.

أما الفيلم الرابع والأخير من أفلام روبن وليامز الجديدة فهو فيلم «كل شيء كما تريد» الذي سيعرض في منتصف العام 2015. ويجمع هذا الفيلم بين الأفلام الكوميدية وأفلام الخيال العلمي، وبين ممثلين يؤدون مجموعة من شخصيات الفيلم وآخرين يشاركون بأصواتهم في تجسيد شخصيات أخرى. وتدور قصة هذا الفيلم حول معلّم مدرسة يتعرض لسلسلة من الحوادث بعد أن يكتشف أنه يملك قوى خارقة تمكّنه من فعل أي شيء يريده، وذلك بمساعدة مجموعة من الكائنات الفضائية التي تراقبه من الفضاء. ويشارك روبن وليامز في هذا الفيلم بصوته في تجسيد الكلب دنيس. وقد اشتهر روبن وليامز بأداء الأصوات في ستة من أفلام الرسوم المتحركة التي حققت نجاحا كبيرا، ومن أشهرها فيلم «علاء الدين» (1992) الذي قلّد فيه روبن وليامز أصوات ولهجات أكثر من 50 شخصا، بما يتمتع به من مواهب في هذا المجال. واحتل هذا الفيلم المركز الأول في إيرادات شباك التذاكر بين أفلام العام 1992.

لقد رحل الفنان روبن وليامز عن العالم بعد إقدامه على الانتحار، متأثرا بالاكتئاب والإصابة بمرض الشلل الرعاشي (الباركنسونز)، وبذلك فقد عشاق السينما والتلفزيون حول العالم واحدا من أشهر وأقدر الممثلين الذين جمعوا بين المواهب الكوميدية والدرامية، وعرف بحسن المعشر والتواضع وشعبيته الشخصية بين العاملين معه ومساعدته للآخرين ودعمه للجمعيات والمؤسسات الخيرية. وفاز روبن وليامز عبر مسيرته الفنية الطويلة بستين جائزة بينها جائزة الأوسكار وست من جوائز الكرات الذهبية. ومن أشهر أفلامه فيلم «ويل هنتنج الطيب» (1997) وفيلم «جمعية الشعراء الموتى» (1989) وفيلم «مسز داوتفاير» (1993). وتؤكد هذه الأفلام على تنوع المواهب الكوميدية والدرامية لهذا الفنان. وقد منحت مجلة إنترتينمينت ويكلي الفنية الأميركية روبن وليامز في العام 1997 لقب أكثر شخص مضحك على قيد الحياة.

الرأي الأردنية في

02.09.2014

 
 

تخليد ذكرى روبن وليامز في لعبة فيديو

واشنطن - أ ف ب

في محاولة لتخليد ذكرى الممثل الأميركي روبن وليامز، الذي انتحر في الحادي عشر من آب (أغسطس) الماضي، والذي كان شغوفا بألعاب الفيديو، أضافت شركة "بليزارد" لتطوير ألعاب الفيديو شخصية تحمل اسمه في لعبة "وورلد أوف ووركرافت".

وتذكّر الثياب البنفسجية التي ترتديها هذه الشخصية بمغامرات علاء الدين، الذي أعاره الممثل الراحل صوته في فيلم الرسوم المتحركة الذي أنتجته "ديزني"، وتقول هذه الشخصية جملتين قالهما الممثل في الفيلم.

وكانت "بليزارد"  لمّحت، بعد ثلاثة أيام على رحيل الممثل، في تغريدة على "تويتر"، إلى نيتها بتخليد ذكرى وليامز في لعبة فيديو، قالت فيها: "شكراً روبن وليامز، فقد جلبت لنا السعادة في حياتنا، ونأمل أن تكون قد استمتعت بالوقت الذي أمضيته في عالمنا. إلى اللقاء في عالم الألعاب".

وأفاد موقع "ذي فيردج" بأن النسخة النهائية من اللعبة، المُرتقب صدورها في الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، قد تتضمن لفتات تكريمية أخرى للمثل.

من جهتها، رفضت مجموعة "بليزارد" التعليق على هذه المعلومات، في اتصال مع وكالة "فرانس برس".

وكان وليامز شغوفاً بألعاب الفيديو، وسمى ابنته زيلدا نسبة إلى لعبة "لجند أوف زيلدا" من "نينتندو".

الحياة اللندنية في

06.09.2014

 
 

روبن ويليامز .. ضَحِك لمهادنة الموت!

خاص بالدوحة

مؤخراً ودّعنا سعيد صالح الذي أضحك العرب دون أن تُضحكه الحياة، وبعده مباشرة نودِّع كوميدياً آخر في مأثم ينبئ بموت الملهاة!. روبن ويليامز (1951 - 11 أغسطس/آب 2014) قلب الأب، أضحك القلوب قبل الأفواه، وما كان لوجهه قناع، ولم يحجب ملامح الهدوء والرضى، لكن ابتسامة المُطمئِن كانت مضللة.

برحيله هكذا؛ ترك حُزناً كان مختبئاً في أفلامه. قال كلمة في وجوده الشخصي بعد كلام كثير تركه في وجودنا.. وبرحيله هكذا؛ جعلنا نضع سطوراً يلهمنا إياها الموت نفسه: ففي قلب كل بهلوان حقيقي ثمة حزن خامد. 

كان اسمه السيد ساي باريش في فيلم «ONE HOUR PHOTO» عام 2002 ، حيث يضيع ساي بين نيغاتيف صورٍ أدمن انتحاله من ذاكرة الآخرين، كانت هذه جريمته السريّة في الحفاظ على ابتسامات لم تعد موجودة بالنسبة له، فتحوّل إلى سارق صور عائلة من زبائن مختبره الفوتوغرافي، كان يفعل ذلك ليبتسم لصور العائلة السعيدة في خلوته كأنه الأب، إلى أن آلت الأمور إلى انكشافه الفُصامي في خضم وحدته. لكن الفيلم ينتهي بابتسامة ساي باريش، بل بابتسامة غير مُلتبسة للصورة نفسها، وهي نهاية تأويلية استمرّت فيها حياة البطل على كل حال.

وحياة حقيقية انتهت برمي ويليامز كل شيء خلفه، كل النهايات الممكنة لبطولاته تعطّلت عن التأويل. توقف ارتجاله ولم يكن أحد بالجوار يذكره بجملة مفصلية واستدراكية من السيناريو، مشهد واحد لم يكن بالوسع إضافته. انتهى نص ويليامز هنا دون أن تتوافر كلمة!. 

كان أيضـاً المُعلِّم المُلـهم، أستــاذاً للـــغة الإنجليـزية اسـمـه جـــون كـيتيـنغ في «DEAD POETS SOCIETY» عام (1989)، يسافر بطلابه وسط الكلمات والأشعار ويعلمهم حياة طليعية تغتنم من طاقة الحياة نفسها، ويوصيهم بالتنقيب عنها في تجارب الأيام وفي أعماق الأدب.. كان درس جون كيتينغ؛ امتلاك الإرادة في القول وتغيير ما يُقالأفلام ويليامز العديدة التي توجته كوميدياً بارعاً في دغدغة الأفكار والإضحاك الثقافي وسط غابة هوليوود الكثيفة، وكذلك برع في تمثيل هواجس الحياة، يبدو أنها أفلام، وعلى عكس ما نعتقد في الغالب، لم تكن السؤال المهم في فلسفة السينما وهموم الحياة، ولعلها طريقة هادن بها أسئلة أقسى من الحياة نفسها، كان في طريقه، ومن فيلم إلى آخر، حتى تعب من ذلك، يفكر في جملة لم يرددها من قبل علانية، كان يكتمها ويظهر في العلن نقيضها، النقيض الذي تركه له ألبير كامو في هذه الحالة، فوضعنا الاثنان في مشكلة لم يجد لها العقل حلاً بعد، وآخرون كثر هكذا يذهبون، فيكون حزن الناس على الميت حزناً على أنفسهم، لأنهم يشعرون بخذلان الهارب منهم ومن الحياة. هكذا طبّق ويليامز مقولة ألبير كامو: «الانتحار هو المشكلة الفلسفية الوحيدة»، بعدما لم تلح له في الأفق منارة تضيء مساحات من اليابسة يكمل مهادنة مشاكلها بحسه الكوميدي المعتاد. في السينما وجد ويليامز حلولاً كثيرة لقضايا الحياة، أو تركها مشرعة على الفهم النسبي والحلم المستمر، في حياته لم يتقمص شخصياته المتباينة، ولم يكن متاحاً انتقاء خليط منها في قناع حربائي يجعل الحياة تستمر أو تنتهي من تلقاء نفسها. 

هكذا رحل صاحب حنجرة «POPEYE» عام (1980) وبطل «GOOD MORNING VIETMAN» (غولدن غلوب - 1988) و«GOOD WILL HUNTING» (أوسكار - 1998) و«MRS. DOUBTFIRE» (غولدن غلوب - 1993)... وصاحب أصوات العديد من أفلام الإنمي الشهيرة منها: «ALADDIN AND THE KING OF THIEVES» عام (1996) الذي أخرجه ستيفن سبيلبرج.

سبيلبرج كان قد أخرج فيلمه «HOOK» عام (1991)، وأسند فيه دور بطله «بيتر بان» إلى ويليامز، وأخيراً صرح سبيلبرج بعد سماعه نبأ رحيل صديقه: «عبقرية روبن الكوميدية كانت بمثابة عاصفة صاعقة، وكان ضحكنا هو الرعد الذي كان يبقيه مستمراً.. لا استطيع تخيل أنه رحل». وفي تغريدة كتب الساخر جيمي كيمل: «روبن كان إنساناً لطيفاً بقدر ما كان كوميدياً. إذا كنت تشعر بالحزن من فضلك أبلغ شخصاً ما بذلك».

اختلط كل شيء وتوقف حس الفكاهة. كان ميكانيكي السيارات تشاك بولانيك (1962) محقاً في كلامه بعدما لاعبَ الحياة ثلاث مرات بتبديل مهنته إلى صحافي، ثم إلى متطوع في دار عجزة، وبعد موت أحد المرضى أصبح روائياً، فكتب «من ينوي الانتحار لن يبقى له حس فكاهي». هل كان على ويليامز في فترة ما، تغيير مهنته ومن ثَمّ تفادي الحافة؟ لم يحصل ذلك، وسنبقى نرى مهنه العديدة في حياته السينمائية الباقية.

الدوحة القطرية في

01.09.2014

 
 

حوار مع الفنان العبقريّ روبن وليامز

حوار لطفيّة الدليمي

النساء مخلوقات حدسيّة ، ولو كان الحدس معياراً وحيداً للبقاء على الأرض فإنها كانت ستخلو من الرجال منذ زمن بعيد

أشاع الانتحار الفجائعي للممثّل العبقريّ ( روبن وليامز ) في 11 آب 2014 موجة عاصفة من الحزن العالميّ في ذات الوقت الّذي انطلق فيه فيضان هائلٌ من الكتابات و المراجعات الّتي تتناول موضوعات : الإدمان الكحولي ، و إدمان المخدّرات ، و السياسات الحكوميّة التي تخصّ الرعاية الصحيّة و موضوعات التوظيف و البطالة ، و موضوعات الصحّة العقليّة على مستويات التشخيص الإكلينيكي والرعاية المؤسّساتية ، و قد تراوحت التعليقات بين طيف واسع من الموضوعات ابتداءً من السياسات التي تصنعها دوائر صنع القرار العليا و نزولاً حتّى أدقّ تفاصيل حياة الأفراد و تمحورت هذه التعليقات على موضوعة " كيف يمكن لفردٍ ما أن يرسم الابتسامة على وجوه ملايين الناس في كلّ أنحاء العالم في وقتٍ ينخر   الاكتئاب المزمن روحه الهشّة مثلما تنخر الأرضة قلب شجرةٍ يابسة " .

روبن مكلورين وليامز Robin Mclaurin Williams هو الممثّل الأمريكيّ الذي أجمع الكلّ على عظمة موهبته الأدائيّة و على رِفعة و نُبل الموضوعات الّتي شارك في أدائها . ولِد روبن وليامز في 21 تموز 1951 في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكيّة لوالدٍ يعمل بوظيفة تنفيذيّة في شركة فورد للسيّارات ، و كانت والدته تعمل موديلاً للأزياء ، و قد تعلّم وليامز منذ بواكيره كيف يمكن أن يستخدم الدعابة لإضفاء جوّ من البهجة على رفاقه في المدرسة . درس وليامز العلوم السياسيّة و كان يتلقّى في ذات الوقت برامج دراسيّة في الارتجال الأدائيّ ، ثمّ حصل على منحة دراسيّة للدراسة في مدرسة جوليارد Julliard School المرموقة لدراسة التمثيل في مدينة نيويورك و قد عاد وليامز قبل إكمال دراسته في المدرسة إلى كاليفورنيا و بدأ بالظهور في بعض الأدوار الكوميديّة في النوادي منذ بداية السبعينات في القرن الماضي ، ثمّ بدأ وليامز يظهر منذ منتصف السبعينات كضيف في بعض البرامج التلفزيونية حتّى صار له هو برنامج ناجح خاصّ به تحت اسم ( مورك آند ميندي Mork & Mindy ) و الذي استمرّ للفترة 1978 – 1982 و أظهر فيه وليامز مواهب ارتجاليّة مميّزة و كان بمثابة منصّة انطلق منها في مهنته التمثيليّة الناجحة فيما بعد . كان الدور السينمائي المميّز الاوّل لويليامز عندما شارك في فلم ( صباح الخير ، فيتنام Good Morning , Vietnam ) عام 1987 و أدّى فيه دور عسكريّ غير منضبط يعمل مشرفاً على مقصف و مشرب يرتاده العسكريّون الأمريكيّون في فيتنام و قد رُشّح للأوسكار عن هذا الدور ، ثمّ جاء دوره المميّز الثاني في الفلم الرائع ( جمعيّة الشّعراء الموتى Dead Poets Society ) عام 1989 و قد لعب فيه ويليامز دور مدرّس قادر على بعث الإلهام بين مجموعة من الطلبة في مدرسة تتّسم بالصرامة القاتلة طبقاً للتقاليد المتوارثة في النظام التعليميّ الأكاديمي . 

وجّه ويليامز مواهبه الأدائيّة المتفجّرة في بداية تسعينات القرن الماضي نحو عددٍ من الأفلام التي تتمحور على الأسرة و الموضوعات المرتبطة بها ، و يُعدّ فلم ( السيّدة داوتفاير Mrs. Doubtfire ) عام 1993 في مقدّمة هذه الأفلام و قد ادّى فيه ويليامز دور مُربّية بقصد البقاء قريباً من أولاده ، و على الرّغم من أنّ ويليامز عُرف عنه أداؤه الكوميديّ غير أنّه أبدع أيضاً في الأداء غير الكوميديّ و بخاصّة في فلم ( اقتناص النوايا الطيبة Good Will Hunting ) عام 1997 الذي حاز عنه جائزة الأوسكار . واصل ويليامز أداء مهنته في أدوار كوميديّة و غير كوميديّة في أفلام رائعة منها : ( باتش آدامز Patch Adams ) عام 1998 و قد أدّى فيه دور طبيب يسعى للتخفيف من معاناة مرضاه عبر الضحك في وسط بيئة تلتزم بالأداء الطبيّ الكلاسيكيّ إلى حدود تبعث على الغثيان . 

عانى ويليامز من مشاكل في القلب و أُجريت له جراحة قلبية و عاد بعدها للعمل في السينما و المسرح و لا يزال الكثير من الأمريكان يذكرون أداءه الرائع في مسرحيّة ( النمر البنغاليّ في حديقة حيوانات بغداد Bengal Tiger at the Baghdad Zoo ) على مسارح برودواي و هي دراما فكاهيّة سرياليّة تجري وقائعها في أعقاب الحرب الأميركيّة لاحتلال العراق عام 2003 . عاد ويليامز للعمل في السينما عام 2013 بفلم ( العرس الكبير The Big Wedding ) و الّذي أدّى فيه دور قسّ . يُعرف عن ويليامز نشاطاته الإنسانيّة و تبرّعه السخيّ للعديد من المؤسّسات الأمريكيّة الخيريّة الّتي تعنى بالمعوّقين جسديّاً و ذهنيّاً في كل أنحاء العالم .

الحوار الآتي ترجمة لبعض الفقرات المنتخبة من حوارين مع ويليامز : الأوّل يعود إلى آب 1986 و منشور في مجلّة ( إنترفيو Interview ) عندما كان ويليامز في بدايات تفجّر موهبته السينمائيّة ، أمّا الثاني فمنشور في النسخة الأسترالية من مجلّة ( ريدرز دايجست Reader”s Digest ) في 21 أيلول 2010 بعد أن نضجت موهبة ويليامز و ترسّخت أقدامه كممثّل عالميّ حائز على الأوسكار ، وأودّ الإشارة هنا إلى صعوبة إيجاد حوارات مناسبة للنشر مع ممثّلين من طراز ويليامز ، وكما سنرى في الحوار اللاحق فإنّ إجابات الرّجل هي تماماً مثلما نتوقّع منه : فهي بسيطة مباشرة و تخلو من التعقيدات اللغويّة و التفخيمات الاستعاريّة و هي أقرب إلى لغة بصريّة سينمائيّة يبدو فيها الرّجل و كانّه يصف مشهداً يراه أمامه بكلّ نزاهة تلامس حدود البساطة المفرطة في جمالها الجاذب ، و سنرى في إجاباته رغم خلوّها من التعقيدات قدراً هائلاً من الخبرة و النزاهة و قبل كلّ هذا قدراً عظيماً من النُّبل الذي عُرف عن الممثّل العبقريّ و الّذي طالما عكسته شخصيّته عبر أدواره السينمائيّة العديدة ، و أظنّ أن أغلب المشتغلين في حقل الصناعة البصرية - و السينما بخاصّة - تطغى عليهم بعض خصائص الحوار الّتي سنشهدها مع ويليامز : و أقصد بهذا الميل إلى لغة بصريّة أقرب إلى لغة السيناريو السينمائيّ التي تعتمد التكثيف و الاختزال و الابتعاد عن الحذلقات اللغويّة و الأدائيّة و الارتكان إلى الثقة في ذكاء القارئ لاستخلاص الأفكار المطلوبة من بضع كلمات أو جمل ، و إذا كنت قد بذلت جهدا في ترتيب فقرات هذا الحوار و إعدادها للنشر أكثر ممّا فعلت مع سواها من الحوارات المعهودة فلا أحسب هذا الجهد سوى تلويحة وداع وتحية واجبة لهذا الفنان العبقري الذي استحال رمادا تمازج مع مياه المحيطات وهو الذي طالما أسعد الملايين بفنه النبيل وأدائه الرفيع .

·        كم تظنّ أنّ كوميدياك قريبةُ من الجنون؟

- أظنّ أحياناً أن لا حدود بينهما ، و أرى احياناً أنّ كوميديايَ يمكن أن تسمّى " جنوناً مشرعناً" !!

·        و هل عبرت الحاجز بين الكوميديا و الجنون يوماً ما ؟

- لا . ربّما فعلتُ هذا مرّة أو مرّتين و لكني أحرص دوماً على الاحتفاظ بمسافةٍ - حتّى لو كانت قصيرة - بين الاثنين .

·        و كيف تفعل هذا ؟

- توقّفت عن تناول الكحول و قد ساعدني هذا كثيراً ، كما جعلني ابني زاك Zach متجذّراً في عائلتي : فقد كنت أراه وثمّة تساؤل محبوس في عينيه الصغيرتين " أووووه أبي ، هل يتوجّب عليك فعل هذا الّذي تفعله ؟ " تماماً مثلما كان يفعل سيلفستر في الفلم الكارتوني .( سيلفستر هو القط المشاكس رفيق شخصية تويتي في فلم الكارتون الشهير –تويتي)

·        هل ترى زاك مرِحاً ؟

- نعم . إنّ تجربتي في العيش مع زاك هي تماماً مثل تجربة العيش مع أوسكار وايلد!!

·        هل ترى في زاك شبيهاً بك ؟

- نعم قليلاً ،،، أرى فيه قدرةً على الأداء و ميلاً غريزيّاً تجاه الناس ، و بخاصّة النساء !!! و هو نشيط للغاية و يحبّ أن يتحرّك و يرقص طوال الوقت . أذكر مرّة عندما اصطحبته معي لإحدى تجارب الارتجال التمثيلي في لوس أنجيلس و كيف انطلق في الرقص مع أوّل سماعه الموسيقى .

·        كنتَ الطفل الوحيد لأبويك كما أعتقد ؟

- نعم و حقّق هذا لي جملةً من المزايا على الرغم من أنّ الشعور بكونك وحيداً لا يفارقك ، و قد حاولتُ أن أتجنّب هذا الشعور المؤلم بخلق أُخوةٍ لي من بين أصدقائي العديدين.

·        كيف يبدو والداكَ لك ؟

- والدي كان رجلاً في غاية الأناقة و ذا صوت قويّ و هو يبدو لي اليوم شبيهاً بكولونيل إنكليزيّ متقاعد ، أمّا والدتي فكانت ذات ميول استعراضيّة ظلّت حبيسة داخلها و لم تطلقها إلى العلن .

·        هل ما زال والداك على قيد الحياة ؟ ( أشير أن هذا السؤال كان عام 1986 ، المترجمة )

- نعم ، على الأقلّ هذا ما أعرفه لغاية صباح هذا اليوم !!!

·        تبدو طفولتك سلسة غير معقّدة إلى حدّ بعيد . هل تؤكّد هذا ؟

- تماماً ، و هي على النقيض ممّا عتاد الناس تناقله عن العلاقة المتلازمة بين الألم الشخصيّ و الكوميديا : فقد كانت طفولتي رائعة حقّاً و لم يرغمني والداي على فعل أيّ شيء لم أرغب في أدائه ، و كانت الأمور تجري دوماً على النحو التالي " إذا كنت ترغب حقّاً في فعل هذا الأمر ، افعله إذن " ، و عندما أخبرت والدي برغبتي في أن أكون ممثّلاً أجابني " جيّد ، و لكن لا تنسَ أن تدرس الّلحام كإجراء احتياطي إذا فشلت في التمثيل " .

·        أظنّ أنّ الطفل الوحيد لأيّة عائلة يمتلك خيالاً أعظم من سواه من الأطفال لأنه يعيش معظم الوقت مع أفكاره الّتي تحتدم داخل رأسه اكثر ممّا يعيش مع أطفال آخرين . كيف ترى هذا ؟

- نعم هذا صحيح و لكن في حالتي أنا لم أبدأ بتجارب الأداء حتى الجامعة و كنت طفلاً هادئاً للغاية .

·        كم كان عمرك عندما اكتشفت الفتيات في حياتك لاوّل مرّة ؟

- أووه، كان ذلك في الجامعة ،،، كانت تلك اوقاتاً رائعة عندما غادرت المنزل لاوّل مرّة و مكثت بعيداً عنه . كانت لديّ صديقة أو اثنتان في المدرسة الثانويّة و لكن صار لي في الجامعة ثلاث صديقاتٍ أو ربّما أربع ،،، أصبحت مجنوناً بحقّ .

·        إذن أنت تحبّ النّساء ؟

- نعم ، أحبّ النساء كثيراً : فهنّ مخلوقات رائعات و كائنات مدهشة و ليس في قدرتنا أبداً أن نكتفي أو نرتوي من معرفتهنّ و هنّ يدفعننا إلى الإدمان عليهنّ بطريقة صحيّة و رائعة . ثمّة العديد من مستويات المعرفة التي تعرفها النساء عن أنفسهنّ ، فهناك اوّلاً المستوى الجسديّ المليء بالبهجة ، ثمّ المستوى العاطفيّ الزئبقيّ المتقلّب كلّ 28 يوماً و التي تعاني خلالها النساء تقلّبات عاطفيّة هائلة و هي وسيلة الطبيعة في مخاطبة النساء "رجاءً إمتحني ما يحدث لجسدكِ " . للرجال حروبهم الجسديّة الداخليّة أيضاً و لكنّهم يدمّرون بعضهم بعضاً في حين تكتفي النساء بقول أشياء مقرفة حسب !!! . النساء مخلوقات حدسيّة على نحو عصيّ على الوصف ولو كان الحدس معياراً وحيداً للبقاء على الأرض فأحسب أن الأرض كانت ستخلو من الرجال منذ زمن بعيد !!! .

·        هل يمكنك أن تبقى ساكناً من غير أداء تمثيلي وسط الناس ؟

- يحصل هذا أحياناً وعندها يسألني الناس " لماذا لا نراك على حقيقتك ؟ " فهم يرون أنّ الأداء صار جزءا طبيعيّاً منّي و عند غيابه لا أبدو طبيعيّاً لديهم أو أبدو على الأقل و كأن شيئاً أصيلاً فيَّ قد تمّ انتزاعه .

·        قابلتَ فاليري للمرّة الأولى في سان فرانسيسكو . هل كان انجذابكَ لها حبّاً من النظرة الأولى ؟ 

( فاليري هي زوجته الاولى ، المترجمة ) 

- كان شيئاً أقرب إلى الشهوانيّة الخالصة ، فقد كانت فاليري شبيهةَ بتلك المرأة الإيطاليّة الساخنة التي لطالما استحوذت على تفكيرنا أو ربّما كانت مثل فتاةٍ من نابولي يشتهيها كلّ من يراها لأوّل مرّة . لم تكن فاليري حين رأيتها ترتدي ملابس مثيرة و مع هذا كانت مثيرةً و ساخنة للغاية و تعلّقتُ بها من النظرة الأولى ثمّ بدأت أراها بانتظام ثم انتهينا للعيش معا .

·        ما الّذي أضافته فاليري إلى مهنتك ؟

- فاليري فعلت كلّ ما بوسعها لدعمي في أدائي المهنيّ رغم انّها رأت في كوني شخصيّة عامّة مسألة غير مريحة لها .

·        يُعرف عن فاليري أنّها شخصيّة محبّة للخصوصيّة و قد رأت في زواجها من شخصيّة عامّة تسعى لنيل التقدير الجماهيري أمراً مربكاً للغاية . كيف ترى أنت الأمر ؟

- لم أكن يوماً أسعى لنيل أيّ تقدير اجتماعيّ بل كلّ ماسعيت إليه هو التمتّع بأوقات طيّبة عندما أمثّل و لم يتغيّر هذا الأمر يوماً و إذا كانت الشهرة قد طرقت بابي فأرى ذلك مسألة غريبة عليّ تماماً.

المدى العراقية في

10.09.2014

 
 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004