الحوار مع خان يحمل طابعا، خاص ليس لأنه واحد من أهم مخرجى السينما
المصرية والعربية، أو لأنه مخرج مصرى الهوى والهوية - رغم أنه لا
يزال محروما من الجنسية المصرية - وهو الأمر الذى حوله البعض إلى
مجرد شو إعلامى فى الفضائيات دون أن يسفر الأمر عن شىء حقيقى على
أرض الواقع،
ولكن لأنه واحد من المخرجين القلائل أصحاب الأسلوب المميز، وهو
أسلوب لا ينبع من تكريس لنمط بعينه، ولكن روح خان هى التى تضفى على
أفلامه ملمحا لا تخطئه العين أو الروح، وهو ما ينطبق على خان
الإنسان الذى يمتلك حضورا خاصا ومميزا، صعب أن تخطئ صوته أو طلته،
خان ذلك الطفل العاشق للسينما، والذى يفتش عنها فى كل مكان، كان
يدرس الهندسة المعمارية فى لندن ولكن تركها من أجل السينما، التى
أخلص لها بشدة ولم يقبل المواءمات، أو التنازلات، وأعتقد أنه لا
يصنع أفلامه إلا كيفما يشعر أو يحس لذلك تصل إبداعاته للمتلقى
بسهولة، وهو واحد من المخرجين الذين يقدرون جيدا قيمة الممثل،
ودائما ما يراهن على أن يخرج أفضل ما فيهم، لتفاجأ بأن عادل إمام
مع خان يحلق فى منطقة أخرى من الإبداع، نفس الحال بالنسبة لنجلاء
فتحى، وميرفت أمين، أما سعاد حسنى وأحمد زكى فهما حالة نادرة فى
سينما خان، وصولا إلى نجمات الجيل الجديد و أخر هؤلاء النجمات هى
الفنانة الشابة الواعدة ياسمين رئيس، والتى تقوم ببطولة فيلمه
الجديد فتاة المصنع، فى صومعته الخاصة كما يطلق عليها، استقبلنى
المخرج المبدع فى مكانه الذى يضم مكتبته الثمينة والمتنوعة لأفلام
من مختلف بلدان العالم، وسينمات متعددة الاتجاهات، وكتبه، وعلى
منضدة صغيرة يضع خان كتاب إبراهيم عبد المجيد الجديد «هنا
القاهرة» والذى
يؤرخ ويحتفى بأماكن شهيرة بالمدينة، وهذا يتسق مع احتفاء خان أيضا
بالمكان فى إبداعاته، وعلى ضوء الشموع بعد انقطاع الكهرباء فى
موعدها اليومى بذلك أجرينا حوارا موسعا حول سينماه، أحدث إنتاجاته،
وعلاقته بممثليه والجنسية التى لا تأتى أبدا.
·
فى البداية نحن فى شهر المرأة، وأنت واحد من أهم المخرجين الذين
احتفوا بالمرأة وعرضوا نماذج مختلفة لهن سواء المهمشات أو
المنتميات للطبقة المتوسطة .. كيف ترى وضع المرأة المصرية الآن، فى
ظل صدور تقرير يؤكد أنها الأسوأ وضعا بين نساء المنطقة العربية؟
بشكل عام وليس الآن فقط، أنا أرى أن المرأة مظلومة، فمن يضع
القوانين هو الرجل، ومن ينفذها هو الرجل أيضا، لذلك تظل المرأة
مظلومة ويتم قهرها، حتى لو وصلت لأعلى المناصب، ويكفى أن هناك دولا
فى منطقتنا العربية، لا تستطيع الفتاة أو المرأة فيها أن تقود
دراجة، حتى لو تبدو تلك تفصيلة «تافهة» ،
لكنها تعكس وضعا اجتماعيا مترديا يعامل المرأة على أنها مواطن درجة
ثانية، وأضاف خان:أعتقد
أن ما زاد الأمر سوءا هو دخول الدين فى السياسة، وهو ما أفسد
الكثير فى حياتنا ، وبالطبع انعكس على كل الممارسات الاجتماعية،
موضحا «صحيح
أننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك ظرفا عالميا مليئا بالتوترات
العرقية والدينية، وبالتبعية تكون المرأة هى الضحية الأولى.
·
للمرأة حضور طاغ فى أفلامك فهل ما يلفت نظرك بداية حال المرأة أم
نموذج بعينه يعكس وضعا بأكمله؟
منذ بداية عملى بالسينما و تلفت نظرى الشخصية بملامحها وتركيبتها
النفسية، سواء أكانت امرأة أم رجل، وفيها انطلق لبناء عملى
السينمائى، ومثلا فيلمى الجديد «فتاة
المصنع» تولد
من فكرة حول الشخصية فتاة تنتمى لشريحة اجتماعية متواضعة، تعمل فى «مصنع» لأعبر
عن هؤلاء الفتيات فى مختلف البلدان وليس مصر فقط، وسبق أن تناولت
شرائح مختلفة فى أفلامى السابقة مثل نموذج هند وكاميليا، ونموذج
الفتاتان وعلاقة الصداقة بينهما، فى بنات وسط البلد، والفتاة
الحالمة، فى شقة مصر الجديدة، ولكن «فتاة
المصنع» يرصد
عالم الفتيات البسيطات واللائى يعشن مهمشات، وصارحت الكاتبة وسام
سليمان بالفكرة، وطلبت منها العمل عليها، وبالفعل قامت بخوض
التجربة، حيث اتفقنا مع صديق لنا على أن يجعلها تعمل لفترة فى أحد
المصانع لتعايش الشخصيات وتتعرف على عوالمهن عن قرب، وأيضا مفردات
الشخصية، والحوار، وبعد فترة طويلة من العمل على السيناريو أنهينا
نسخته الأخيرة فى عام 2010.
·
فى فيلمك الجديد قدمت نماذج مختلفة للمرأة، المطلقة المعيلة،
والأرملة التى تزوجت بعد وفاة زوجها، والفتاة القوية صاحبة عزة
النفس، ونماذج أخرى كثيرة؟
بالفعل الفيلم يضم العديد من النماذج، وعادة ما يستهوينى نموذج
المرأة العاملة، و»هيام» بطلة
الفيلم هى شخصية قوية رغم صغر سنها، وتملك عزة نفس، رغم أنها تنتمى
لطبقة فقيرة، وكل ما تحلم به أن تعيش قصة حب حالمة، ومن حولها
نماذج مختلفة، الأم التى تزوجت وأنجبت بعد رحيل زوجها، والخالة
المطلقة والتى تعمل خادمة فى البيوت إلى جانب عملها فى أحد «السنترالات» لتعول
ابنتها، وهى نماذج حقيقية تعكس واقعا اجتماعيا، دائما ما تكون
المرأة هى ضحيته.
·
فريق العمل عندك شديد التميز بدءا من البطلة - النجمة
الشابة ياسمين رئيس ـ وصولا للنجمات سلوى خطاب وسلوى محمد على
ومعظم الفتيات اللائى شاركن فى التجربة، وجميعهن in cast؟
يضم الفيلم بالفعل عددا كبيرا من النساء الموهوبات، وساعدتنى فى
الاختيار «جنيفر»وهى
التى كانت مسئولة عن اختيار فريق العمل وعمل «الكاستينج» لهم،
وجنيفر أمريكية متزوجة من مصرى وتعيش فى «الكيت
كات» فهى
تركيبة مختلفة، وسبق وشاهدت عملها فى فيلم روائى قصير، ولفت نظرى
قدرتها على توظيف الفنانين واختيارهم بعناية، ووقت إجراء
الاختبارات كانت تتعامل بدفء شديد مع المتقدمات للأدوار المختلفة
فى الفيلم، وتخرج منهم أفضل ما فيهم، وطبعا كنا نجلس معا ونتشاور
ولذلك جاءت جميع الأدوار موفقة، ويضيف خان: حتى
سلوى محمد على وباقى نجوم العمل - ورغم
خبرتهم الفنية- لم
يرفضوا عمل اختبار كاميرا جديد.
·
صرحت أنك وعدت النجمة الشابة ياسمين رئيس بجائزة تمثيل وحصلت عليها
من مهرجان دبى السينمائى رغم أنها لم تكن اختيارك الأول للدور؟
بصراحة «فتاة
المصنع» تجربة
خاصة جدا، أغلبنا عمل دون أن يحصل على أجر، والبعض تقاضى أجورا
بسيطة - وأنا
والكاتبة وسام سليمان - لم
نحصل على أجرنا حتى الآن - والإنجاز
الحقيقى أن هذا الفيلم خرج للنور، وعرض فى مهرجانات وحصل على جوائز
ولاقى ترحيبا نقديا واسعا، وبالفعل لم تكن «ياسمين
رئيس»أولى
المرشحات للعمل بل كانت الفنانة «روبي» وكان
اتفاقى معها ألا ترتبط بأعمال أخرى في أثناء التحضير وتصوير
الفيلم، ولكن لظروف مادية خاصة بها، اتفقت على عمل آخر، واستأذنت،
وكان من الطبيعى أن أوافق، خصوصا أننا لم نكن دفعنا دفعات تعاقد
بعد، وفي أثناء اجراء الاختبارات، جاءت ياسمين رئيس دون أن تكون
مرشحة لأى دور، ويوضح خان: كنت
أعرف ياسمين ولفتت نظرى فى فيلم «واحد
صحيح» للمخرج
هادى الباجورى، وأيضا فى مسلسل «طرف
تالت» ووجدناها
ملائمة للدور، وياسمين فنانة مجتهدة حقا، أحبت التجربة وأخلصت لها،
وذهبت أيضا للمصنع، وعايشت الفتيات لفترة، والحمد لله كانت على قدر
المسئولية ولذلك وعدتها بالجائزة، وكنت أقصد وقتها، أن إخلاص
الممثل للعمل وشغله على التفاصيل يجعله مرشحا بقوة للمنافسة وهو ما
حدث.
·
مشهد الرقصة فى الفيلم من أصعب المشاهد كيف أخرجت من ياسمين كل تلك
الطاقة للتعبير وتكثيف المعنى؟
أتفق معك فالمشهد كان يعنى الذروة، بالنسبة لى وهو من أصعب مشاهد
الفيلم وكنت أخشى من تصويره، خوفا من ألا يصل المعنى، ولذلك صورته
فى آخر يوم، وكانت ياسمين فى بداية حملها لذلك كان خوفى مضاعفا،
ويومها أحضرت الفنانة نيللى كريم لتعطى ياسمين فكرة عن بعض الحركات
الإيقاعية، وأحضرنا راقصة شعبية ولكن ياسمين لعبت على روح الشخصية،
وأمسكت اللحظة بشكل كبير، فهى ترقص -رقصة
الانكسار والمقاومة والرغبة فى التحرر فى فرح حبيبها، وهى مجروحة،
ولكن بخطواتها ورقصها تحاول التغلب على هذا الجرح، ووصل المعنى كما
كنت أرغب فيه وأشعر به تماما.
·
وماذا عن هانى عادل هل كان اختيارك؟
هانى عادل هو اختيارى الأول لشخصية البطل بعد أن لفت نظرى فى فيلم «أسماء»للمخرج
عمرو سلامة، فهو المهندس الوسيم -الطويل - العريض- والذى
يدخل عالم الفتيات فى المصنع، فيتسابقن للوصول إليه ويراهن عليه ،
وهو من وقعت هيام فى حبه منذ النظرة الأولى وعاشت قصة حب من طرف
واحد، ولكن المجتمع كله وقف ضدها، والجميع قهرها بمنطق ذكورى وكأنه
لا حق لها فى الحب، وأيضا كانت هناك نظرة طبقية، فكيف لفتاة بسيطة
فقيرة أن تقع فى حب مهندس والذى لم يمانع من استغلالها، ويضحك خان
قائلا « شاب
وسيم بس ندل»،
وأضاف خان أعتبر نفسى محظوظا بالتجربة، خصوصا وأنه كان معى عدد
كبير من الفنانات الشابات اللاتي كن يرغبن فى خوض التجربة، وفيهن
فاطمة عادل، وابتهال وكل من شارك فى الفيلم كان يشعر أنه جزء من
التجربة وكانت هناك «كيميا» خاصة
بين الجميع، ولم يتعال أحد فيهم على الآخر، ومعظمهن فتيات بعضهن من
خريجى معهد فنون مسرحية، ونسبة كبيرة منهن متعلمات ولكنهن أدين
الأدوار بصدق، وأذكر أننى مع انتهاء نسخة العمل دعوتهن لمنزلى
وشاهدنا الفيلم معا فى حجرة مكتبى.
·
عملت مع الكثير من النجمات وعلى رأسهن سعاد حسنى وميرفت أمين
ونجلاء فتحى، وصولا الى غادة عادل ومنة شلبى وآخرهن ياسمين رئيس،
ودائما ما يكون حضورهن فى سينما خان مميزا وخاصا جدا؟
يضحك قائلا «البعض
يرى أننى لا أحب الممثل»
·
سألته كيف وهن بمثل هذا الحضور؟
صمت خان للحظة وقال فعلا أحب الممثل الذى يعمل معى، وأحمله بكل
مشاعر ولحظات تحّول الشخصية، ولكن فى حالة النجمات الكبار مثل
نجلاء وميرفت ومديحة كامل، اللاتى يملكن الكثير من الخبرات، لذلك
كنت أفتش عن المختلف داخلهن، واعتقد أننى نجحت فى ذلك، ومعظمهن
حصلن على جوائز عن الأدوار التى قدمت من خلال أفلامى، أما سعاد
حسنى فهى حالة نادرة من الفنانين واعتبر نفسى مدينا لها بالكثير،
وأذكر عندما ذهبنا لها أنا وبشير الديك بسيناريو فيلم موعد مع
العشاء ، وكانت وقتها نجمة فى قمة التألق، وأنا مخرج شاب لم يقدم
فى مشواره سوى أربعة أفلام وكنت أخشى من رفضها العمل، كما أن
الكثيرين فى الوسط كانوا يرددون أن سعاد تفرض رأيها فى كل التفاصيل
وتجلس فى حجرة المونتاج مع المخرج، لذلك كنت أمام تحد كبير، فانا
لا أرى سواها فى الفيلم، وفى حالة الموافقة فقد نصطدم معا، طبقا
لما يردد حولها ووافقت على العمل.
·
وهل حدث الصدام فعلا؟
يصمت خان متذكرا تفاصيل المشهد، ويقول فى «الشوت» الذى
كان من المفترض أن أحمد زكى يجلس على «ترابيزة
السفرة» وتأتى
لتحضنه من الخلف، أوحى لى وقتها الديكور، بأن أنفذ المشهد بشكل
مختلف عما ورد فى السيناريو، وهو شكل أكثر تأثير دراميا، ويعمق
معنى المشهد، ويعطى ثراء بصريا ، فذهبت لحجرتها وأخبرتها فردت سعاد
متسائلة ما رأيك أن نصور المشهد مرتين كما ورد بالسيناريو
وبطريقتك؟، وبالطبع شعرت بغضب شديد فأنا المخرج ورؤية العمل حق
أصيل لى، فخرجت صامتا كاتما غضبى، وطلبت من محسن نصر مدير التصوير
والإضاءة، والذى أحضرته قبل أن تطلبه سعاد أن يحضر المشهد كما أراه
وبالفعل صورنا المشهد وبدأ نصر فى تغيير الإضاءة وزوايا الكاميرات
لتصور المشهد كما ورد فى السيناريو وكما تريده سعاد، ولكننى جلست
فى حجرتى ولم أخرج وبعد مرور نصف ساعة وأكثر وجدتها «تخبط
على بابى»،
وسألتنى وقتها أنت زعلت؟ فانفجرت وأخبرتها أن الموقف يغضب اى مخرج
يخاف على عمله، ولم أصدق رد فعلها الذى كان فى منتهى الهدوء، وقالت :»خلاص
يا محمد حقك علىّ أنت صح»،
وأطفأت الإضاءة وصورنا مشهدا مختلفا، ولم تحضر سعاد مرة واحدة الى
غرفة المونتاج كما كان يتردد، ولم تفرض رأيا فى شىء، وأذكر أنها
شاهدت الفيلم بعد أن انتهينا من نسخة العمل مثل كل الحضور، ويومها
جاءت الى قاعة الوزير بالمركز القومى للسينما وكانت ترتدى فستانا
أزرق منقطا، وكانت مرعوبة من التجربة وتخشى من رد الفعل وشاهدت
الفيلم بأكمله وهى واقفة، لم تجلس لحظة، ويضيف خان مبتسما سعاد
كانت حالة استثنائية واعتقد أنها ظلمت كثيرا وجرحت إعلاميا.
·
قلت انك مدين لها هل لذلك حمل فيلمك «فتاة
المصنع» اهداء
لها؟ كما أن شريط الصوت كان مليئا بمقاطع من أغانيها؟ والتى
اخترتها لتعبر عن التطورات الدرامية للبطلة؟
بالفعل أنا مدين لها، فهى كانت صديقة مخلصة وفنانة يصعب تكرارها
وكنت ارغب فى أن نتذكرها جميعا، وان تعرفها الأجيال الجديدة، سعاد
مثلت جزءا من الثورة، وما أوحى لى بالفكرة أنى شاهدت البعض يحمل
صورا لها فى ميدان التحرير.
·
تقصد أن فكرة الأغانى لم تكن فى السيناريو؟
لا .. لم تكن واردة فى السيناريو ولكن عملنا على تضفيرها دراميا
واشتغلت على اختيار المقاطع.
·
هل السندريلا كانت إنسانة ضعيفة هشة؟
لا.. سعاد أبدا لم تكن «هشة»،
ولكنها كانت شخصية شديدة الحساسية وكانت محبطة جدا.
·
كانت هى اختيارك الأول فى «أحلام
هند وكاميليا»،
فلماذا لم تقم ببطولة الفيلم رغم عمق الصداقة وموهبتها؟
وقتها كنت أفكر فى الجمع بينها وبين فاتن حمامة، وكانت سعاد متحمسة
جدا، وفاتن لم تعط ردا نهائيا، وأذكر أننى حينها التقيت سعاد فى
نادى الجزيرة لنتحدث حول السيناريو، ولكن فوجئت أنها تحمل وجهة نظر
مغايرة تماما عما أراه فى العمل، وفى هذه اللحظة أيقنت أن الدور لن
يكون لها، وقمت مع الناقد اللبنانى سمير نصرى بإرسال السيناريو الى
نجلاء فتحى مع باقة ورد، وذهبت إليها بعد ذلك لأعرف رأيها،
وفاجأتنى نجلاء بأن قابلتنى وقتها وهى ترتدى ملابس الشخصية ووجدت
إنها تلبست روحها وقد كان.
·
الم تفكر وقتها أن تقدم الفيلم مع سعاد حسنى فهى النجمة الأكثر
بريقا؟
إطلاقا، فإحساس الممثل بالشخصية يجب أن يكون متماهيا مع إحساس
المخرج، وفى فيلمى «عودة
مواطن» قمت
بتغيير ممثل بعد أن صور 5 أيام، وهو محمود مسعود واستبدلته بالفنان
احمد عبد العزيز، ورغم قسوة الواقعة، والمشاكل التى أثارتها وقتها
مع النقابة إلا أننى أصريت، والممثل الذى يحب الدور يستطيع أن يمسك
بكل اللحظات، فهو ليس مجرد ترديد لجمل الحوار، لذلك استبدلته لأنه
لم يعطنى ما أريد، وأنا لا اقبل الموائمات فى تلك المنطقة أو فى
عملى عموما، وليس عيبا أن سعاد لم تشعر بالدور أو رأته بشكل مختلف
عنى.
·
بصراحة شديدة كان لدينا نجمات متنوعات على مستوى الشكل والأداء
وجميعهن كن يملكن بريق النجومية، لماذا يفتقد الجيل الحالى ذلك؟
وبنفس صراحتك، السبب يعود لأن النجوم قبل ذلك كانوا يخلصون للمهنة،
وكان كل همهم انجاز أعمالهم بمهنية واحتراف وكانوا يهتمون بكل
التفاصيل، ولكن فى ظنى أن الجيل الجديد مشغول بحاجات أخرى غير
الفن، ومنها الفلوس، ونجوميتهم التى تشغلهم أكثر من العمل وجودته.
·
رغم الوضع الاجتماعى المتردى والمشهد السياسى هل خان متفاءل؟
«طول
عمرى» متفاءل،
ولا اعرف التشاؤم، وبداخلى شعور أن القادم أفضل، ورهانى بالأساس
على الشخصية المصرية، تلك الشخصية القادرة دوما على التكيف،
والمقاومة وتخطى العقبات، وإذا نظرت لأفلامى ستجدين أن النهايات
جميعها سعيدة، أو تحمل طاقة من الأمل، فمثلا فى فيلم «عودة
مواطن» والذى
صور واحدا من أجمل السيناريوهات، كانت النهاية فى السيناريو قاتمة،
البطل يغادر البلاد ويقفل المشهد على الطائرة وهى تحلق، ووقتها
تجادلت كثيرا مع كاتب السيناريو الموهوب عاصم توفيق، وقلت له «كده
إحنا بنقفلها فى وش الناس»،
لذلك قمت بتصوير البطل يحيى الفخرانى وهو يجلس فى المطار ممسكا بـ»الباسبور»،
لا يقوى على الحركة، أو المغادرة وكأنه رغم الظروف كان هناك شيئا
أكبر منه يربط بالبلد، نفس الحال فى أحلام هند وكاميليا، كانتا يجب
أن تجدا الفتاة الصغيرة، وأيضا فيلمى الأخير «فتاة
المصنع» هيام
البطلة، قوية وتقاوم كل الظروف الإحباطات والجرح حتى لو كانت
المقاومة داخلية.
·
خان أنت مصرى؟
يضحك.. طبعا مصرى ولا أعرف سوى أن أكون مصريا، وكل أفلامى حصلت على
جوائز باسم مصر.
·
إذن لماذا لم تحصل على الجنسية حتى الآن، رغم الحديث فى الإعلام عن
منحك الجنسية وتوصية الرئيس عدلى منصور بذلك؟
كل ما حدث حتى الآن كلام، ولم يتصل بى أحد أو يخبرنى بشىء بشكل
رسمى، وعن نفسى يشرفنى أن أحصل على الجنسية المصرية ولكن لن «اخبط
على المكاتب» من
أجلها فكل إنسان حق له فى وطنه.
·
هل لهذا السبب مقل فى حديثك عن المشهد السياسى؟
أبدا .. قلت أننى متفاءل بمصر، والسيسى أمامه تحديات كبيرة، ولكن
كيف يحق لى الحديث باستفاضة وأنا «مش
من حقى أروح انتخب». |