أنيس بوجواري :
فتاة المصنع تصحيح مسار السينما !!!
لطالما كره المشاهد في السنوات الثلاتة الاخيرة التردد على دور عرض
السينما بعد ان اقتصرت على الراقصة والبلطجي والاغاني الشعبية ولعل
السينما في الفترة الماضية اعتمدت على جمهور بعينه وهو جمهور
المراهقين اللذين يرون في البلطجي مثلهم الاعلى وفي الراقصة فتاة
احلامهم المؤقتة ولو لليلة واحده !!!
وكانت التجارب التي تحاول الخروج من هذا المازق تعد على اصابع اليد
الواحده ..لكن هذه المرة انت على موعد مع فيلم دسم قد يرجعك لافلام
حقبة زمنية مهم وهي اوائل الثمانينات حين ارتقى بعض المخرجين وكتاب
السيناريو والابطال بعقول المشاهدين ..
ولعل السبب هذه المرة هو مخرج بحجم محمد خان يقدم الواقع في ساعة
ونصف من الزمن كعادة افلامه والتي اهمها ضربة شمس وموعد على العشاء
وفي شقة مصر الجديدة “على سبيل المثال لا الحصر”
يتميز خان دوما بانك تشاهد الشخصيات تقفز امامك من شاشة السينما
لتقف امامك وكانك على وشك ان تلمسها وهو مايحدث في فيلمه الجديد ”
فتاة المصنع ” والذي يقدم من خلاله سينما تعيد لك الامل انه مازلت
السينما الحقيقة قادرة على العودة فمن خلال شخصية هيام الفتاة
البسيطة والتي تقدمها ” ياسمين رئيس” في اول بطولاتها التي تقع في
غرام المهندس ” هاني عادل ” الذي لايعيرها اهتماما فالاول ويكون
فتى احلام البنات تبدأ حدوتة الفيلم لعلعك ترى انه قصة عادية لكن
الاسلوب الماهر ل “وسام سليمان” كاتبة السيناريو في صياغة الاحداث
كان مختلفآ شديد المصداقية يقفز من مشهد لمشهد دون تعثر ودون ملل
!!
بل ان الشخصيات مرسومة بشكل عريض شديد الوضوح حتى تلك التي تظهر في
مشاهد تعد على اصابع اليد الواحدة!!
خان يقدم كل ممثل كما لم يمثل من قبل رغم ان الكاست المصاحب له
كانت له اعمال اخرى ناجحة ومميزة الا ان هذه المرة تظل اكثر تميزى
لهم !!
فمن خلال شخصية الام ” سلوى خطاب ” تجد امامك ممثلة عبقرية بدات
وكأنها استاذة لاتحتاج لتوجيه فهي قادرة على تقديم كل شئ واي شئ
وبدون تكلف او تصنع وبدون ان تمل من ادائها فتتمنى ولو كان المشهد
التي به اكثر وقتا من الزمن!!
اما المفجاة الاخرى فهي “سلوى محمد علي” ولعل هذه الممثلة تحديدآ
تستحق ان يطلق عليها لقب نجمة كل الادوار فهي هنا مدهشة بديعة في
دور الخاله المقهورة التي تعيش مع ابنتها التي تتعالى عليها
وتعاملها بشئ من الاستكبار وعلى صعيد اخر تعاني من الحرمان العاطفي
وقد قدمت احد المشاهد بمنتهى الحرفية “من الافضل عدم ذكره لحين ان
يشاهده الجمهور سينمائيا”
اما بنات المصنع الشابات البارعات فالجميل فالسيناريو انه رغم صغر
مساحة ادوارهن الا انه اتضح التباين بين كل شخصية واخرى فقد بدت
“حنان عادل” ممثلة شاطرة رغم صغر سنها وهي تقدم دور اخت البطلة
“هيام” وهذه البنت هي اكتشاف للمخرجين والمنتجين في الاعمال
القادمة ..
لعل الملفتة للنظر الاخرى هي التي قدمت دور الجاره ” نصره” فبالرغم
من عدم معرفتي اسمها الا انني واثق اني ساعرف اسم تلك الفنانة
قريبا لانها سيتم تقديمها بلا شك في سلسلة اعمال اخرى !!
وبالرغم من قصر الدور الا ان الشابة الفنانة” وفاء الشرقاوي” كانت
خفيفة الظل وقد بدت وكأنها لاتمثل في شخصية ابتسام ملامح وفاء
مصرية 100 فالمية قادرة ان تكون احد نجمات الصفوف المتقدمة واتمنى
ان يلتفت لها صناع الدراما والسينما بالشكل الذي تستحقه…
لعلي تركت بطلة العمل ياسمين رئيس في اخر الموضوع كونها تستحق
الاشادة فقد تميزت بتلقائيتها وحضورها والدور المكتوب بروقان
ياسمين مشروع نجمة شباك فالفترة المقبلة وفي مشاهد الضرب المبرح
التي تعرضت له تحديدا كانت “نجمة” بمعنى الكلمة…
اما بطل الفيلم” هاني عادل” فعيبه هو انه يحافظ على تعبيرات وجهه
بشكل موحد في جميع الانفعالات لعلها وجهة نظر مخرج او لعله لزوم
الدور لا اعرف لكن لا اعرف لماذا حضرني في هذا الدور روح خالد ابو
النجا وكنت اتمنى ان يكون هو مكانه!!
الموسيقى التصويرية للعمل هي الاخرى مصنوعه في ساعة روقان شديدة
الجاذبية وخفيفة على الاذن ومحببه …
اجمل ماقدمه خان في هذه التحفة الفنية هو تذكيرنا منذ الدقائق
الاولى للعمل بسعاد حسني السندريلا الجميلة حتى ان بعض الاغاني
التي قدمها فالفيلم كنت اسمعها للمرة الاولى وبحتث عنها بعد ذلك
عبر الانترنت لاستمته بسماعها كاملة ..
وكنت اتمنى فقط ان يكتب في تترات البداية او النهاية اسماء الوجوه
الجديدة او الصاعده واسفل كل اسم اسم الشخصية التي يقدمها لغرض
تعريف الناس بهم ..!!
فيلم فتاة المصنع هو حالة جميلة بديعه قد لاتشبع رغبات المراهقين
الذين اعتادوا على البلطجة والرقص فالافلام ولكنها ستشبع رغبات
رودا السينما الحقيقين مهمآ اختلفت اعمارهم |