• اشترطت
على روبى التفرغ لكنها اعتذرت.. فجازفت بـ«ياسمين رئيس»
• الجمهور
«زهق» من موجة أفلام «الهلس».. ومتفائل بحال السينما مستقبلا
«فتاة
المصنع».. بنت مصرية تحلم بفارس، يزيح عنها المعاناة، ويواجه معها
مجتمعا يقسو على المرأة، ولا يرحم فتيات فى بلد فى عمر الزهور دون
ذنب اقترفته.
هذه ببساطة قصة فيلم «فتاة المصنع» رائعة محمد خان الجديدة، والتى
تأتى بعد ثلاث سنوات من المعاناة والعمل الدءوب. يعود بعدها خان
للسينما
·
عانيت 3 سنوات حتى خرج الفيلم للنور.. هل فكرت أن تنتجه على نفقتك
الخاصة؟
ــ فاجأنا بقوله: أحب أقولك إنى لم أحصل على مليم واحد كأجر عن هذا
الفيلم.. فهل يمكن اعتبار هذا على نفقتى الشخصية؟!، فلم أتقاض أجرا
أبدا ولا وسام سليمان المؤلفة، فهذا الفيلم نجاحه الحقيقى فى صنعه
من غير فلوس.. خرج بالدعم أو بالأحرى بالبحث عن الدعم المادى من
مصادر متعددة، بالإضافة إلى أن من عملوا به تقاضوا أجورا زهيدة،
ومنهم من تقاضى نصف أجره ويتبقى له النصف الثانى، فالفيلم لم يصنع
بالطريقة التقليدية واعتقد أن هذا هو موطن نجاحه الحقيقى.
البذرة الأولى لتمويل الفيلم هو دعم وزارة الثقافة، الذى حصلنا
عليه، وبعد ذلك جاءت معرفتى بمحمد سمير المنتج واتفقنا على إنتاج
الفيلم رغم أننا لم نكن نملك المال الكافى لتلك الخطوة.
·
ولماذا استغرق خروج الفيلم للنور كل هذه المدة؟
ــ 3 سنوات فى الحقيقة، فالسيناريو استغرق سنتين والسنة المتبقية
فى التصوير، ودعينى أصارحك أكثر أن دعم وزارة الثقافة كان مليونا
ونصف المليون حصلنا عليها على دفعات، وأيضا دعم مهرجان دبى كان
قليلا، وفى الحقيقة عمرى ما «استقليت أى مبلغ»، فقد كنت أنظر للدعم
على أنه أمل وبذرة لخروج العمل لأن هذا الدعم حتى وإن كان قليلا
الا أن الحصول عليه ليس بالأمر السهل، وانما يتطلب الأمر مشاورات
واقناعا وهذا مجهود كبير.
واستطرد «أعتقد ان هذا هو النظام الجديد فى الانتاج لو اردنا صنع
أفلام (غير الهلس)، وأقصد بهذا النظام هو الدعم والتعب للحصول
عليه، وأتوقع لهذا النوع من السينما النجاح مستقبلا لأن الناس
هتزهق من الموجة الغالبة فى السوق.
·
قضية الحب والزواج ومعاناة الفتاة المصرية عبرت عنها فى فيلمين
«فتاة المصنع» و«بنات وسط البلد».. فما أسباب انجذابك لهذه القضية؟
ــ صحيح أن المعاناة واحدة فى الفيلمين وهى ذات القضية، ولكن
الفتيات فى الفيلمين ينتمين إلى طبقات اجتماعية مختلفة، حيث إن
هيام فى فتاة المصنع تنتمى إلى طبقة فقيرة، أما بنات وسط البلد فكن
من طبقة أعلى نسبيا، وهذا ما جذبنى للفيلم، فهو عن بنت تنتمى لهذه
الطبقة الفقيرة وعاملة، فالفيلم يطرح أشياء كثيرة وأهمها المعوقات
سواء فى البيت أو العمل والتى تقف أمام الفتاة لتحقق أحلامها
البسيطة، بالاضافة إلى التفكير المنتشر فى مجتمعنا وثقافتنا
والخاصة بمسألة «العذرية»، وسعيت لطرح كل هذا فى فيلم دون أن يكون
بشكل مباشر ولكن فى إطار حدوتة.
·
فى قضية الحب والزواج انحزت بشدة نفسيا ووجدانيا للفتاة دون التطرق
إلى الظروف الاقتصادية وأقصد بها هنا الشباب المصرى.. فهل هذا كان
مقصودا منك؟
ــ لا على الاطلاق، فالناحية الاقتصادية واضحة جدا فى الفيلم من
خلال الحارة الضيقة التى تعيش بها الفتاة وعائلتها، ولكنى أردت من
خلال الفيلم طرح وجهة نظر مهمة وهى أن البطلة قوية جدا بصمتها،
وأنها ممكن تتحرر من كل قيودها النفسية والوجدانية، وهذا ما جذبنى
بشدة للفيلم، وأحب أقولك إنى لا أشغل بالى فى أفلامى بأن اقدم
قضايا، ولكنى انشغل بشدة بالنماذج الانسانية فى المقام الأول لأن
الانسان هو محور الاهتمام الأساسى وهو صميم كل المشكلات، أما لو
انتقلت إلى الشباب عندئذ أكون قد تحولنا إلى قصة فيلم آخر ونموذج
إنسانى جديد.
·
الفيلم أولى البطولات المطلقة لياسمين رئيس؟
ــ قاطعنى قبل أن أكمل السؤال: اختيار ياسمين رئيس كان قدريا إلى
حد كبير، فقد كان الاتفاق فى البداية على أن تكون روبى بطلة
الفيلم، فقد كان لى أكثر من مشروع مع روبى قبل «فتاة المصنع» ولكن
لم تشأ الأقدار أن يتم استكمالها، فأردت تعويضها بهذا العمل، ولكنى
اشترطت منذ البداية على روبى التفرغ الكامل وهذا هو الأهم بالنسبة
لى، فلن أقبل أن تعمل معى فنانة وفى ذات الوقت يكون تفكيرها مشتتا
بين أكثر من عمل، وفى الحقيقة روبى كانت ملتزمة للغاية ولكنها لم
تصمد للنهاية وخصوصا أنها صارحتنى باحتياجها للماديات مما تعذر معه
تفرغها، وبالتالى اعتذرت عن عدم الاستمرار فى العمل، وبعد ذلك
شاهدت فيلم «واحد صحيح» ومسلسل أيضا لياسمين، ثم فوجئنا بها تأتى
بنفسها كى تخضع للاختبار «كاستنج» لفيلم فتاة المصنع، وعندما
شاهدتها شعرت أنها تستحق منى المجازفة، والحمد لله كانت موفقة جدا.
·
معنى ذلك أنك فى بادئ الأمر اعتبرت لعب ياسمين رئيس لدور البطولة
مجازفة منك؟
ــ دعينى أكن واضحا معك.. فدائما ما تكون هناك مجازفة فى أى عمل
فنى وخصوصا لو كان البطل وجها جديدا، وفى الحقيقة لم أبذل معها
مجهودا كبيرا أو أشعر بالتعب على الاطلاق، لأنها ذكية جدا ومتحمسة
وكانت تدرس الشخصية بجد، بالإضافة إلى معايشتها للعديد من الفتيات
فى مصنع للملابس الجاهزة.
حتى إن الفتيات اللاتى شاركن فى بطولة الفيلم كن متعلمات ودرسن
الشخصيات جيدا وأذهلننى بأدائهن، وكان هناك انسجام كبير بين
الفتيات ولذلك أعتبر نفسى محظوظا، فمن خبرتى الطويلة فى صناعة
الأفلام أقول بصدق إن الانسجام بين الأبطال يفرق كثيرا أمام
الكاميرا والمتفرج يشعر بهذا ولا يمر الأمر مرور الكرام.
·
من أين أحضرت التسجيلات النادرة بصوت سعاد حسنى التى استعنت بها فى
الفيلم؟
ــ سعاد حالة نادرة وأحب صداقتنا سويا، وفى الحقيقة شعرت عند صناعة
هذا الفيلم أننى أريد أن أتذكرها بكل تفاصيلها، وفى ذات الوقت سعاد
حسنى تعتبر رمزا لدى كل فتاة مصرية وفى خلفية ووجدان كل الفتيات،
فالفيلم لا اعتبره مجرد إهداء لسعاد حسنى أو تكريم لها، ولكنها فى
نسيج الفتيات المصريات، ولذلك فضلت أن يكون صوتها فى الفيلم بمثابة
الراوى أو الضمير، وكان وجودها طبيعيا للغاية ولم يكن مقحما على
الأحداث أبدا والأغانى التى اخترتها بصوتها كانت مناسبة للمواقف
التى ظهرت بها ضمن أحداث العمل.
أما عن التسجيلات فقد تعبت كثيرا إلى أن احضرتها، فقد حصلت عليها
من مذيعة مصرية مشهورة كانت سعاد حسنى قد اجرت معها حوارا مسجلا
وغنت بعض المقاطع الغنائية بصوتها، وهذا استهوانى للغاية وخاصة انه
بدون موسيقى.. صوت سعاد فقط.
·
لماذا لم تعرض الفيلم على أحد كبار المنتجين بالسوق؟
لا، ولم أفكر فى هذا مطلقا، فهل يعقل ان أحصل على دعم مليون ونصف
المليون وأجرى لأعطيه لمنتج لا يحتاج اليهم أصلا، وفى النهاية يصبح
الفيلم ملكا له ويكتب عليه اسمه.
·
هل أردت أن يقال إن محمد خان أخرج الفيلم بجهده الشخصى بعيدا عن
حيتان السوق؟
ــ أرفض تسميتهم بـ«الحيتان»، فالسوق لابد أن يكون به كل الأنواع،
ولكن المشكلة الآن هى طغيان نوع واحد فقط على الساحة السينمائية،
ولكنى متفائل رغم ذلك، فالأفلام التى تمت صناعتها بنفس الجهد الذى
بذلته فى «فتاة المصنع» زادت وستزيد أكثر، والنوع الموجود حاليا
والطاغى سيتواجد ايضا فى المستقبل ولكن نفوذه سيقل، لأن الجمهور
زهق ويريد التنويع، وأنا لديّ شركة انتاج ولكنى لا ألجأ اليها رغم
انتاجى لفيلمين من خلالها من قبل. |