محمود عبدالعزيز يعود متألقا و«السيناريو يغرق في
المباشرة»
«ليلة
البيبي دول» سذاجة الطرح لم يشفع لها كبار النجوم
عبد الستار ناجي
اكبر حشد من نجوم
السينما العربية - المصرية والسورية واللبنانية. يزدحمون في فيلم واحد، ضخم
الانتاج، بل هو الانتاج الاغلى في السينما العربية حتى الان.
والمناسبة فيلم «ليلة
البيبي دول» والعرض في سوق الفيلم الدولي في مهرجان كان السينمائي الدولي،
حيث عرس
السينما، وحيث لا مجال مطلقا للمجاملة، او سفح قصائد المديح والمبالغة.
امام تلك
المعطيات نعبر عن شيء من القسوة، وهي بلا ادنى شك قسوة المحب
للسينما العربية
المصرية، على وجه الخصوص، التي لطالما تعلمنا منها وشكلت وعينا، وامتعتنا
بعد
بتاريخها ونجومها وصناعها الكبار.
والان وبعد هذه المقدمة، تعالوا نذهب الى
فيلم «ليلة البيبي دول» من اخراج عادل اديب، معتمدا على
السيناريو الاخير الذي كتبه
والده السيناريست الراحل. عبدالحي اديب. وقبل ان نذهب للفيلم، نشير الى
اننا امام
كاتب لطالما اثرى المكتبة السينمائية بأعماله ونتاجاته التي شكلت بصمات
عريضة في
تاريخ السينما العربية. احتراف وخبره.. وايضا الدقة في اختيار
الموضوعات.
ولكن ماذا حدث في «ليلة البيبي دول»؟
منذ المشهد الاول،
نحن امام ضخامة في الانتاج، فالمقدمة تشير الى اننا سنكون امام فعل
سينمائي، ذي
مستوى احترافي عالٍ.
ولكن الى اين تذهب تلك المؤشرات؟
وهذا سؤال اخر،
يضاف الى كومة الاسئلة التي ستنهمر كما المطر، بالذات حول طروحات العمل،
وكتابة
الشخصيات، والقيم التي تمثلها، والرسالة التي توصلها. وهذه الرحلة تأتي عبر
متاهات
وهوامش وتفاصيل وحكايات واضافات ومبالغات، وقبل كل هذا وذاك
«تلك» المباشرة
والمرهفة، التي تدمر البناء الدرامي ونسيج تطور الشخصيات.
ودعونا نذهب الى
الفيلم.. المشهديات الاولى، تشير الى شخصية رجل مصري مقيم في الولايات
المتحدة
«محمود عبدالعزيز» يعتزم العودة الى مصر برفقة وفد اميركي يضم سيدة من الحزب
الحاكم
وتتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية واسعة «ليلى علوي»، الرجل المصري يحاول
تأمين كافة
الظروف ليكون اللقاء مع زوجته، التي غاب عنها لاكثر من عام، فهو يلتهم حبوب
الفياجرا، ويحلم بشيء واحد.
فور وصول الوفد، تبدأ التداخلات، مجموعة ارهابية
يقودها عوضين «نور الشريف» تريد مهاجمة الوفد الاميركي،
بمساعدة سائق تاكسي سوري
الاصل «جمال سليمان»، الذي يلتقي مصادفة مع المصري العائد فاذا به صديق
الامس
والجامعة.
وتزدحم الحكايات، السياسية الاميركية ذات اصول من اوروبا
الشرقية،
سائق
التاكسي مناضل سابق، المصري العائد مشغول في البحث عن شقة تجمعه لمدة ساعات
مع
زوجته الجميلة «سولاف فواخرجي» قبيل عودته مجدداً الى اميركا، حيث الزيارة
المقررة
لمدة يوم واحد.
«عوضين» الارهابي يريد ان يثأر من الاميركان، بعد ان قطعوا
رمز رجولته في سجن «ابو غريب» في بغداد، حيث كان يرافق وفوداً
صحافية، ليلتقي هناك
مع
حبيبة الامس «غادة عبدالرزاق»، التي افترق عنها منذ زمن بعيد. وتمضي
الحكاية وسط
كم من الالتباسات السياسية، والحوارات المباشرة، والسذاجة في
الطرح، وتنامي
الاحداث.
الكل يتحدث ذات الخطاب على طريقة «شعبان عبدالرحيم» «انا باكره
اسرائيل»
تلك الاغنية التي تتكرر مرات عدة.. وكأن معادلة الكره كافية بأن تحقق
العدالة. فيلم يريد ان يقول كل شيء، اعتبار من عودة القوة للرجل العائد،
الى
الرجولة الضائعة، الى قضايا فلسطين ولبنان والعراق.. وايضا «الهولوكوست»
والمجازر
التي تعرض لها اليهود على يد النازية والرايخ الثالث.
كل شيء..
ولاشيء.
كل القضايا، ولاقضية مكتوبة بعناية ودقة، الا المحور الخاص
بشخصية «حسام»
المصري العائد من اميركا، فهو مشغول بقضية اساسية «جنسية» ورغم ذلك نراه
يتحدث في السياسة، ويقلب الدنيا رأسا على عقب في احد المؤتمرات، التي يفترض
ان يكون
احد منظميها.
لو تتبعنا اي شخصية في الفيلم، نجد بأنها مرتبكة، غير مبنية
بدقه، هندستها الفكرية وتطورها الدرامي، بناؤها في سياق العمل
يذهب في اتجاهات
متفاوتة ومتضاربة.
اعتبارا من «حسام» الى «عوضين» الى سيدة الأعمال
الاميركية وبقية الشخصيات، التي ازدحم بها العمل، بمبرر تارة،
وبدون مبرر تارات
عدة.. وهي كثيرة.
وهذا ما يجعلنا نعود الى تلك الاسئلة، لماذا كل هذا،
ولماذا كل هذا الخلل، وهذا الانحدار المجلجل، وهذا الاندفاع
صوب
اللاشيء؟.
اجل كل هذا الفريق والانتاج.. الى ماذا يذهب؟. الى لاشيء؟.
وهذا
ما يحزن،
فنحن امام انتاج ضخم واكبر حشد من نجوم السينما المصرية والعربية، الذين
يتفاوت مستوى ادائهم، بعضهم يتجدد ويبتكر، يذهب بعيدا في التعامل مع
الشخصية التي
بين يديه، يقرأها بعناية وباهتمام والتزام، وهذا ما حصل تماما،
مع الفنان الكبير
محمود عبدالعزيز، الذي يدخل مرحلة جديدة من نضج تجربته.. ومشواره.. شخصيته
تتجاوز
ما
قدمه من ذي قبل في «العار» و«الكيت كات» وغيرها من اعماله.. مرحلة تؤكد
نضجه..
وفهمه.. واحتياجه الى قفزة جديدة.. وهذا ما يقوم به.. في «ليلة البيبي
دول». ونحن
هنا لانريد ان نعقد مقارنات، بين اداء هذا النجم او ذاك، لاننا امام كم من
الارتباكات، فتتجاوزها بموضوعية «سولاف فواخرجي» وهي تجسد دور الزوجة عازفة
«التشيلو» التي تنتظر عودة زوجها من اميركا من اجل تنظيم هيرموناتها
الانثوية التي
تعطلت.. اما بقية الشخصيات فهي الارتباك بعينه.. والتكرار بلا حدود وعدم
الاضافة..
ونتساءل كيف لنجم كبير بمستوى محمود حميدة ان يقدم هذه الشخصية بهذه
الطريقة من
الاداء المسطح.. والمبالغ.. والباهت.. وهكذا الامر بالنسبة للنجمة القديرة
ليلى
علوي، التي غرقت بمكياج الشخصية دون ان تهتم بمعادلاتها..
وأبعادها.
في
الفيلم اخطاء، تقترب من الكوارث، على صعيد الازياء.. والماكياج.
وفي الحين
ذاته، هنالك اشراقات تستحق الثناء، تمثلت في التصوير، وايضا الموسيقى
التصويرية
التي كتبها بعناية واحتراف الموسيقار ياسر عبدالرحمن. ونعود للمخرج عادل
اديب، الذي
اجتهد في تقديم تجربة، حاول بها ان يكون امينا على النص الذي
كتبه والده، ولكنه لم
يستطع ان يعيد قراءته.. وان يخلق حالة من السياق والايقاع لأي من مشاهد
الفيلم،
وحينما يضيع ايقاع المشهد، يضيع ايقاع الفيلم، فكيف وجملة المشاهد ضائعة
الايقاع
خالية من معادلات الاضافة للبنية الدرامية للفيلم.؟
لقد ذهب عادل اديب في
كافة الاتجاهات الا الاتجاه صوب فيلم «ليلة البيبي دول» يغرق في الغوغائية..
والخطابية.. والمباشرة..
وفيلم «ليلة البيبي دول» لم يشفع له حضور كبار
النجوم، الذين نسجوا ادوارهم كل حسب رغبته، امام مخرج ترك
الحبل على الغارب، وحينما
دخل الى غرفة المونتاج، وجد بأنه عمل كل شيء.. الا الايقاع.. والسياق..
والنبض..
والمقولة.
فيلم ينتهي الى لا مقولة..
وحينما يكون الفيلم بلا مقولة..
تكون «الكارثة».
ويحزن حقا، ان يكون اغلى انتاج سينمائي عربي.. هو بمثابة
كارثة فنية. ما نتأمله عن «غودنيوز غروب» وهم بلا ادنى شك
مجموعة طموحة.. المطلوب
المزيد من الالتفات الى قضايا الانسان.. والى المعادلات التي بها يفهم
الاخر.. من
اجل وصول العمل لاكبر قاعدة جماهيرية.
الابداع والتميز والمقولة السينمائية
الواضحة.
ونخلص..
«ليلة البيبي دول».. الخطاب السياسي المسطح..
والمقولات المرتبكة.. والقضايا المزدحمة.. والاداء الاستهلاكي المكرر.. كل
ذلك..
جعل
اللجنة المنظمة لمهرجان كان السينمائي تعتذر عن قبول الفيلم في اي من
التظاهرات
الرسمية، فكان مكانه سوق الفيلم فقط.. ولكن الى اي الاسواق سيصدر مثل هكذا
انتاج؟
اللهم الا اذا كانت الاسواق العربية هي المعنية بهكذا انتاج
لاتستطيع كل الاسواق
العربية والفضائيات تغطية كلفته.. المرتفعة
جداً.
annahar@annaharkw.com
النهار الكويتية في 19
مايو 2008
كاترين دينوف تحضر افتتاح فيلم «بدي شوف» اللبناني
حضرت النجمة الفرنسية
كاترين دينوف العرض الاول للفيلم اللبناني «بدي شوف» اخراج جوانا حاج توما
وخليل
جريج، وذلك في قاعة «كلود ديبوسى» في قصر المهرجانات في مدينة
كان الفرنسية، ضمن
تظاهرة «نظرة ما» وهي التظاهرة الثانية من حيث الاهمية. والفيلم يتناول حرب
2006،
وقيامها بجولة في انحاء متعددة من لبنان، حيث ترصد الكاميرا عذابات ونتائج
الحرب من
دمار وخراب. وبمناسبة افتتاح الفيلم قالت كاترين دينوف: انا
احب لبنان، وانا ضد
الحرب في كل مكان، وسعادتي كبيرة حينما شاركت في هذا الفيلم، رغم الظروف
الصعبة
التي رافقت تصوير الفيلم، الا انني اليوم في غاية السعادة فيما اشاهد العرض
مع
جمهور كان، متمنية ان يعود لبنان الى استقراره، حيث كان دائما
رمزا للحضارة ومنارة
للثقافة والتميز.
وكانت كاترين دينوف قد حضرت في اليوم الرابع للمهرجان عرض
فيلمها «حكاية عيد الميلاد» ضمن المسابقة الرسمية. كما تشارك
في الاعلان عن عدد من
المشاريع السينمائية الجديدة.
وجهة نظر
حرب
عبد الستار ناجي
نحترم جميع المهرجانات، ونعول كثيرا على
الدور الذي تضطلع به، ولكن ما يحصل في هذه المرحلة من تاريخ المهرجانات،
بالذات،
بين مهرجان دبي السينمائي الدولي ومهرجان الشرق الاوسط «في
ابوظبي» هو شيء يقترب من
تكسير العظام.
نحن نعلم نوعية اللحمة، والعلاقة، والاخوة، ولكن التنافس يذهب
بعيدا، بل الى مرحلة قصية يصعب معها تصديق كل ما يجري.
حرب ضروس وتصريحات
مبطنة وحضور يسابق الآخر وميزانيات مذهلة، ومحاولة استقطاب هذا الكادر وذلك
الفيلم
وغيرها من المعادلات الفنية.
حرب مجلجلة ضارية، تبدو اوراقها خفية، ولكنها
في حقيقة الامر صريحة وواضحة وحادة. ان المرحلة المقبلة من
تاريخ هذا المهرجان او
ذاك، تتطلب وعيا وادراكا مختلفين، وتتطلب ايضا منهجية عمل تأخذ بعين
الاعتبار السبل
المتطورة التي ذهبت اليها كبريات المهرجانات.
فكان مثلا، بعيدا عن المنافسة،
وبمسافات فلكية عن برلين وفينسيا وغيره، ورغم اقتراب مواعيد لوكارنو
وفينسيا وسان
سباستيان وايضا مونتريال، الا ان هناك تعوداً وعملاً مشتركاً،
فلماذا تختلف
المعادلة عندنا؟ وبمبادرة رائعة، تقوم ادارة مهرجان القاهرة مثلا بترحيل
الموعد
لأيام عدة كي تتيح الفرصة لمهرجاني دبي ومراكش من اجل العمل وفك الاشتباك
والتداخل
في المواعيد.
فلماذا لا نقرأ تجارب الآخرين، ولماذا نتطاحن ونندفع بقوة
لتصفية بعضنا بعضاً، والخاسر لن يكون هذا المهرجان او ذاك، بل
السينما وعشاقها واهل
الفن السابع.
فمن يبادر الى اطفاء عنف المواجهة بين مهرجاني دبي
وأبوظبي؟
وعلى المحبة نلتقي
النهار الكويتية في 19
مايو 2008
«أنديانا
جونز» يتوقع أن يحصد بليون دولار
عبد الستار ناجي
أعلن في مهرجان كان
السينمائي الدولي، وقبيل ساعات قليلة من اطلاق النسخة الجديدة من سلسلة «انديانا
جونز» والتي تحمل عنوان «أنديانا جونز وملكة الجمجمة الكرستال»
ان الفيلم يتوقع ان
يحصد من الأسواق العالمية في نهاية الأمر، مبلغا يتجاوز البليون دولار. وقد
أعلن ان
الفيلم تم بيعه الى 69 دولة دفعة واحدة، وحدد له الايام المقبلة للعرض في
جميع تلك
الأسواق وفي أوقات متقاربة جدا. هذا وسيكون العرض الأول للفيلم
في نسخته الجديدة،
هنا في مدينة كان الفرنسية، وضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي،
وبحضور نجوم
الفيلم يتقدمهم المخرج ستيفن سبيلبرغ والمنتج جورج لوكاس
والنجم الكبير هاريسون
فورد، الذي يعود لهذه السلسلة بعد انقطاع تجاوز العشرين عاما، والفيلم يمثل
تجربة
جديدة من أفلام المغامرات على الطريقة الهوليوودية، وقد بادرت الشركة
المنتجة الى
انتهاج منهجية عملت على اعادة الاجزاء السابقة في أكثر من 100
محطة في أنحاء
العالم، من أجل اعادة العلاقة بين الأجيال الجديدة، التي لم تشاهد تلك
الأجزاء من
ذي
قبل، وهو منهج احترافي رفيع المستوى عمل أولا على تسويق الأجزاء السابقة
وايضا
فتح الأبواب على مصراعيها امام الفيلم الجديد ليصل الى
الجماهير معتمدا على حرفية
اعلامية واعلانية عالية المستوى. وكان فريق عمل الفيلم قد وصل الى كان
ولمدة (48)
ساعة فقط، يقدم خلالها (4) عروض للفيلم ويشارك في مؤتمر صحافي في قاعة
السفراء في
قصر المهرجانات، والمشاركة في احتفالية خاصة تم توجيه الدعوة اليها
باشتراطات أمنية
عالية المستوى، لوجود أكبر حشد من نجوم السينما الأميركية.
سينما عربية
«الغار
الأخير» فيلم جزائري يبحث عن هوية
عبد الستار ناجي
ضمن تظاهرة «أسبوع
المخرجين» وهي التظاهرة الثالثة من حيث الأهمية، قدم فيلم «الغار الأخير»
من توقيع
الفرنسي الجزائري رباح أمير سميش، الذي كان قد قدم في الأعمال
الماضية مجموعة من
الأعمال السينمائية، التي يظل هاجسها البحث عن الهوية.
فهذا الشاب الجزائري
الأصل، والذي يمثل الجيل الثالث من المهاجرين الجزائريين، يجتهد في البحث
عن هويته،
فهل هو عربي أو قبائلي؟ هل هو مسلم أم أوروبي أم علماني أو
عشرات الهويات
المتداخلة؟
حكاية الفيلم في غاية البساطة، مجموعة من المهاجرين العرب
والأفارقة، الذين يعملون في أحد المشاريع في باريس والتي
يديرها رجل من أصول
عربية.
وتبدأ اشكاليات تلك المجموعة من المغتربين في تأكيد هويتهم
الاسلامية
على وجه
الخصوص، فهذا يريد أن يكمل اسلامه، فيقوم بتطهير نفسه بنفسه، وذلك يريد
بناء مسجد، وثالث يريد أن يصبح إماماً، وهكذا كم من التداخلات، التي تجسد
حالة
الالتباس التي يعيشها الكثير من المغتربين من العرب والأفارقة.
وتتطور
الأحداث بإيقاع بطيء، وهو جزء من ايقاع المخرج رباح سميش، الذي يظل في جملة
أعماله
السابقة، يعيش تلك الحالة المرتبكة من غياب الهوية الفنية والشخصية.
وقبل أن
نتواصل مع أحداث الفيلم، نشير إلى أن المخرج من مواليد الجزائر 1966، انتقل
مع
أسرته للإقامة في فرنسا عام 1968، وفي عام 1999 أسس شركته الخاصة للانتاج
السينمائي
بعنوان «سارازنك» وفي عام 2002 قدم فيلمه الروائي الأول «واش
واش» وفي عام 2005 كتب
وأخرج فيلم «شفرة رقم واحد» والذي عرض للمرة الأولى في تظاهرة «نظرة ما» في
مهرجان
كان السينمائي الدولي عام 2006.
ويتجدد اللقاء، وتمضي الحكاية، حيث الالتباس
والفهم الخاطئ للاسلام والقرآن، وأيضاً الكثير من الممارسات،
اعتباراً من الصلاة
إلى بقية الفروض والواجبات.
وفي الوقت الذي يعيش المسؤول اشكاليات مادية
وعملية، يرى البعض الآخر، مصلحته فوق كل شيء، فيبرر كل شيء حسب
مصلحته، ومن المشاهد
المشبعة بالسخرية، ذلك الرجل الذي يقوم بتطهير نفسه بنفسه، ما يتسبب له في
كثير من
الألم، ويتحمل ألمه، ليسقط في موقع العمل حتى يحصل على اصابة عمل، وهو يكذب
لأنه
قام بتطهير نفسه وحينما يرفض مسؤول العمل تعويضه مادياً، يرى
العامل في ذلك التصرف
نوعاً من الاعتداء على حقوقه.
وتتوالى التجارب.. كل منها، يؤكد أن الدين هو
المعاملة، وليس المغالاة، والفهم الملتبس، والتصرف الخاطئ،
وتفضيل المصالح الشخصية
والذاتية، على روح المجموعة.
ولكن كل ذلك، يأتي وسط حالة من الالتباسات،
تنطلق أصلاً، من الالتباس في الهوية، وعدم الفهم (الصريح) لدى
المخرج (أصلا)، فكان
أن
انعكس ذلك الخلل، على جملة المعطيات.
جملة الأحداث تتسم بالسذاجة، وأيضاً
الكتابة الركيكة للأحداث والحوار والشخصيات، على الرغم من أهمية الموضوع بل
وحساسيته.
مثل هكذا موضوع يتطلب بحثاً منهجياً وتحليلاً معمقاً للشخصيات
وظروفها، ولكننا طيلة الفيلم نظل نرصد مجموعة من الشخصيات
المفرغة، والهامشية،
المشغولة بقضايا الاسلام، دون معرفة أصغر الأشياء، والانشغال بالأشياء
الكبيرة، دون
معرفة الهامش والأشياء الصغيرة.
ومنذ اللحظة الأولى، نكتشف بأن الفيلم يسير
في اتجاه المواجهة، ولربما العنف، وهذا ما يحصل، حينما تكون
المواجهة بين العمال،
ومسؤولهم، حيث يتم ضربه، من أجل أن يرفع الأذان وتقام الصلاة، فأي صلاة
تقام
بالعنف؟ وأي صلاة تقام على جسد الآخر ومصلحته؟
ارتباك في القراءة، أدى إلى
ارتباك في التنفيذ والفهم.. والمحصلة.
كل ذلك، بسبب غياب الهوية لدى المخرج
رباح سميش.
النهار الكويتية في 19
مايو 2008
الفيلم الفلسطيني.. ملح هذا البحر
تكرار
لموضوع دائم
عبد الستار ناجي
ضمن تظاهرة - نظرة ما-
عرض الفيلم الفلسطيني «ملح هذا البحر» من اخراج آن ماري جاسر وبطولة سهير
حماد
وصلاح بكري، ونشير الى أن المخرجة الشابة آن ماري من مواليد 17 ابريل 1974
في بيت
لحم.
ونرصد الحكاية أولاً: حيث نتابع -ثريا- ذات 28 والتي تعود من
بروكلين
في
الولايات المتحدة، حيث ولدت وتحمل الجنسية الأميركية تعود الى فلسطين
المحتلة
حيث تبدأ المواجهات اعتباراً من التفتيش في المطار، وذلك بسبب اصولها
العربية الى
كم من الحكاية، التي تنطلق في مجموعة من المستويات أولها
رغبتها في استعادة مبلغ من
المال كان قد تركه جدها لافراد الأسرة، ولكن إدارة البنك ترفض صرف المبلغ
لأن ما تم
قبل الاحتلال قد انتهى وعليها ان تستدين اذا كانت تريد نقوداً، ولكنها تريد
نقودها
ونقود اسرتها.
وفي أحد المطاعم في رام الله تتعرف على شاب يعمل هناك وتتطور
العلاقة بينها وبين ذلك الشاب وصديق له يعمل كمصور سينمائي
وتتزايد الاشكاليات مع
الشاب في شغله ومعها لأن الفيزا المقررة لها ستنتهي وهي تريد البقاء في
اسرائيل كي
تظل قريبة من الذكريات التي تربت عليها فهي تعرف حيفا من خلال ذكريات جدها
ووالدها
وولدتها وتعرف ادق التفاصيل هناك.
ولكن بينها وبين بقية الانحاء الاسرائيلية
الفلسطينية الكثير من الحواجز والممنوعات.
وتقرر ان تقوم مع اصدقائها عامل
المطعم الذي ترتبط به عاطفياً وصديقه بعملية سرقة البنك واسترجاع المبلغ
الذي تركه
جدها.
وتنجح المغامرة ويقوم الثلاثة بسرقة المبلغ المطلوب وفوقه مبلغ
آخر
ليبدأوا
بعدها برحلة الى عمل الأراضي المحتلة وهم يتنكرون بالقلنسوة اليهودية
للرجال وبالطرحة الخاصة للفتيات ويصلون حيفا، بل ويزورون منزل الأسرة وفي
البداية
ترحب الساكنة التي تقطن البيت وانها تؤمن بحق الفلسطينيين في
الحياة والحوار
والأرض.
ولكن الفتاة العائدة تريد البيت وتريد طردها وتتصاعد المشكلة
ما
يدفع
-ثريا- لان تغادر المكان مع صديقها، وبقاء المصور بعد شيء من الاستلطاف مع
الفتاة الاسرائيلية وتمضي الرحلة حتى الوصول الى اصول الشباب والأماكن التي
شردت
منها اسرته وهناك يتم القبض عليها حيث يكون مصيرها التسفير
للعودة مجدداً الى
اميركا.
هذه هي الحكاية..
وهي حكاية تتعلق بمشاهدتها في السينما
الفلسطينية والسنوات بل العقود الطويلة ورغم التطور الكبير في الاحداث
والمتغيرات
السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلا أن خطاب الفيلم يظل
يتحرك في مساحة زمنية
تلقي ظلالاً على الماضي البعيد وترفض ان يتحرك الى اللحظة والزمن الجديد.
في
الفيلم مساحات من التفكك والتضادات في رسم ايقاع كل شهر بالإضافة الى
الحوار القريب
من
خطاب مراحل سابقة من تاريخ العالم العربي والصراع اليومي الإسرائيلي، وقد
يبدو
هذا الأمر مبرراً لقلة التجربة والوعي إلا أن المعطيات تشير
الى وجود لغة بصرية
جميلة عند المخرجة آن ماري جاسر.
ومقدرتها على توليف فعل سينمائي يحتاج الى
الكثير من النضج كي يصل الى مرحلة اكبر تتيح له التواصل مع
جمهور المشاهد في الغرب
على وجه الخصوص.
خطاب مكرر وصور تحمل الحنين..
والخطاب المكرر
والحنين وحدهما لا يمتلكان المبرر لتقديم عمل سينمائي يخاطب المشاهد
والنقاد وايضاً
يعمل على ايصال القضية المراد طرحها.
فيلم «ملح هذا البحر» فيلم يعاني من
الثبات حيث تصل المعلومة منذ اللحظة الأولى ولهذا فإن الأحداث على صعيد
الخطاب
السياسي تظل مكررة ولا تحمل أي إضافة وهنا الإشكالية الكبرى في
أي من التجارب
السينمائية.
النهار الكويتية في 19
مايو 2008
|