يوميات "كان" السينمائي الدولي 2008 ... ( 4 )
وضع مخرجه دائرة حمراء حول القيادة
“الإسرائيلية”
“الرقص
مع بشير” رصد للمجازر
الصهيونية
كان
محمد رضا
وين العرب؟ تتساءل امرأة خرجت تتفقد ما حل بمخيمي صبرا وشاتيلا
من خراب وقتل وذبح إثر رحيل القوّات التي قامت بالمجزرة، سؤال يرد في
الفيلم “الإسرائيلي” “الرقص مع بشير” وهو سؤال بقي يتردد عدة مرّات كل سنة
منذ ذلك الحين. تردد خلال مذابح جنين وتردد خلال مذابح رام الله وتردد
كثيراً في غزة. طبعاً معظم العرب ليسوا هنا للإجابة عن هذا السؤال. لكن
الفيلم “الإسرائيلي” يطرحه على أي حال عبر اللقطة الوثائقية الحيّة الوحيدة
في الفيلم والتي ترد في نهايته لتتردد في صدى البال ولتعيد فتح العين
المغلقة على مذبحة ما كان لها أن تتم لولا “إسرائيل” ذاتها.
فيلم المسابقة الثاني هنا وهو “الرقص مع بشير” لآري فولمان له
أهميّات متعددة أوّلها أنه إنتاج هذا العام الذي تحتفل فيه “إسرائيل”
بولادتها قبل ستين سنة، وثانيها أن هذا الإنتاج تسلل الى شاشة أكبر مهرجان
سينمائي في العالم واستقبله ألوف المشاهدين، بعضهم لم يخف تعجّبه من أن
يكون هناك فيلماً “إسرائيلياً ضد إسرائيل” بهذا الشكل. ومع أن القول إنه ضد
“إسرائيل” ليس صحيحاً تماماً الا أن الناقد يستطيع إرجاء بحث هذه المسألة
لما بعد. الثابت هو أن المستوى الثالث من الأهمية يكمن في حقيقة أنه يفتح
تاريخ مذبحة صبرا وشاتيلا كما لم يفعل فيلم عربي الى اليوم، لا تسجيلي ولا
روائي ولا بالطبع كفيلم أنيماشن. “الرقص مع بشير” يفعل وإذ يفعل يجده
المتابع مثل صندوق من المتفجّرات كل واحدة أشد من سابقتها.
قبل وصول الفيلم الى هنا، تردد أنه عمل جديد من نوعه على أساس
أنه الفيلم الطويل الأول الذي يمزج نوعين من أنواع السينما الثلاث: إنه
فيلم أنيماشن بقدر ما هو فيلم وثائقي وهذا لا يتبدّى سريعاً، إذ في الوهلة
الأولى تجد نفسك مستعداً أن تحكم على الفيلم بأنه روائي يستخدم الأنيماشن
وهو الشكل الدارج بطبيعة الحال. لكن بعد فترة وجيزة تدرك صحة ذلك القول
فالمخرج ينطلق في رحلة من حاضره اليوم الى الماضي مستعيناً بذاكرة كانت
تخبو وصورة في اليد لا يكاد أحد يتبيّنها وسؤال ملح حول ماذا فعل
“الإسرائيليون” لجانب أنهم التزموا الصمت حين كانت قوّات الكتائب اللبنانية
تداهم مخيّمي صبرا وشاتيلا وتذبح الأبرياء من الناس فيهما؟
مثل أي فيلم تسجيلي يتحدّث عن رحلة مخرج باحث عن الحقيقة،
ينطلق هذا الفيلم من سؤال ملح: ماذا فعلت حين كنت على مقربة من مخيّمي صبرا
وشاتيلا عندما غزتهما قوات الكتائب اللبنانية؟
الجواب الذي يبرز في النهاية هو : لا شيء. آري فولمان لم يفعل
شيئاً. ربما فقط في النهاية -وهذا الاحتمال يقترحه هو- صرخ في بعض ميليشيا
الكتائب الذين كانوا يقودون حفنة متبقّية من الفلسطينيين الى حيث سيتم
إعدامهم، بالتوقف وإخلاء السبيل. وهؤلاء استجابوا. إن فعل، أنقذ حياة بضع
عشرات في أفضل الأحوال. إن لم يفعل فهو إما أنه، وحسب الفيلم وليس حسب رأي
منفصل، توهّم أنه فعل أو يحاول، وهو صاحب الفيلم، ان يبدو كما لو فعل أضعف
الإيمان.
لكن السؤال الملح الذي ينبثق طوال الوقت في هذا الفيلم الغريب
هو ماذا فعلت القيادة. وبقدر ما السؤال والجواب الأول صادقاً الى حد بعيد
ومسؤولاً الى حد أبعد، بقدر ما يشوب الثاني شيء من عدم التحديد. حسب
الفيلم، الذي يستخدم، كرتونياً، المقابلة مع أحد قادة الفرق “الإسرائيلية”،
فإن ذلك القائد اتصل بالسفّاح شارون وأخبره ما يدور فإذا بالثاني يشكره
لمعلوماته من دون أن يبدو عليه أنه اهتم فعلاً. بعض اللبنانيين يؤكدون أن
شارون كان حاضراً ولم يكن في تل أبيب او سواها حين وقعت المجزرة، لكن حتى
ولو لم يكن فإن المخرج يحيط موقف القيادة “الإسرائيلية” بدائرة حمراء كبيرة
تقصد أن تنتقد عدم مبالاتها إذا لم تكن تعرف ما يدور، مضيفاً أن عدم
معرفتها بما يدور أمر مشكوك فيه تماماً. إذاً كانت تعرف وكانت ترقب وكانت
توافق.
ما نراه على الشاشة هو سعي هذا المخرج آري فولمان المزدوج (هو
مخرج الفيلم وهو مخرج في الفيلم) لإماطة اللثام عن ذاكرة كانت غابت منذ ذلك
الحين وتعود إليه اليوم. لقد أخذ يحلم بمشهد نراه يتكرر كل قليل: إنه واحد
من مجموعة من أفراد الجيش “الإسرائيلي” الذين سبحوا في ظلمة الليل الى
الشاطئ اللبناني. يحلم المخرج بنفسه وهو يخرج من الماء عاريا، كما سواه،
ويمشي صوب ملابس تركت له على الشاطئ. لكن في كل مرة يحلم ذلك الحلم يتذكّر
واحداً من رفاقه. والتذكّر هو الوسيلة التي يستخدمها الفيلم للانتقال من
شخص الى آخر بسؤال حول ذكرياتهم حول دخول لبنان وماذا فعلوا حينها. بذلك هو
انتقال من ذاكرة الى أخرى، وكثير من هؤلاء كانوا نسوا او أرادوا أن ينسوا.
كثير مما يرد في تلك الذكريات هو في الواقع شهادات لا تسر لا الجيش
“الإسرائيلي” ولا الدولة العبرية في عيد ميلادها الستّين خصوصاً حينما يربط
طبيب نفسي يزوره المخرج بين حلمه ذاك وبين الرمز الذي يمثّله البحر في
الأحلام. يقول له: البحر هو التهديد. لقد حضرت مجازر ذكّرتك بمجازر
الهولوكوست وجعلتك تشعر من جديد بأنك مهدد.
ذكريات وشهادات رفاقه بالغة الأهمية. إنها في جانب لها تأريخ
لدخول الجيش “الإسرائيلي” لبنان لكنها في الجانب الآخر تأريخ للمقاومة من
دون سعي الفيلم لتبرير احتلاله او دخوله. يتساقط الجنود صرعى على أيدي
المقاومين، لكن حين يرد الجيش على المقاومة، قلّما يقتل حامل سلاح. جل من
يقتلهم، باعتراف الفيلم، أناس أبرياء. إحدى الشخصيات تؤكد: “فجأة يختفي كل
ما تعلّمناه في التدريبات العسكرية ونبدأ في إطلاق النار بخوف ومن دون
معرفة ما نطلق النار عليه”. الصورة المصاحبة لهذه الشهادة هي لسيارة تسقط
في خط القوّات “الإسرائيلية” التي ترشّها بالأسلحة النارية رشّاً قبل أن
تتقدّم صوبها لتكتشف أن كل فيها هو امرأة او طفل او رجل العائلة وكلهم بلا
أسلحة استقبلهم الموت وهم هاربون منه.
بذلك يفصح الفيلم أيضاً عن مجازر “إسرائيلية” ولو أن ضحاياها
لم يتم توقيفهم الى الجدار وإطلاق النار عليهم من الخلف كما فعل، وحسب
شهادة الفيلم، حزب الكتائب، كما يفصح عن فقدان الجنود بوصلة أخلاقية او
معرفة سياسية بما الذي دخلوا لبنان يحاربونه. ما شكل العدو ولم لا تفعل
القيادة شيئاً حيال سقوط الأبرياء. في الحقيقة، فيلم آري فولمان مهذّب في
نقده لكن تهذيبه لا يمنع من أن هذا النقد بحد ذاته حاد كالسكين. إنه فيلم
يستحق أن يُعرض في “إسرائيل” على المبتهجين بميلاد دولة مارست او اشتركت
بممارسة فظائع مدنية في كل أرض غزتها من فلسطين الى مصر ولبنان (وهو سيعرض
بلا محالة في “إسرائيل”). دولة لا تزال ترى في المواربة السياسية والعدوان
العسكري السبيل الوحيد للاستمرار علماً بأن كل ذلك لم يفعل سوى تأخير
السلام بينها وبين محيطها العربي.
يستخدم المخرج المقابلة الحيّة ثم يموّهها كرتونياً كما كان
فعل رتشارد لينكلتر في فيلميه الكرتونيين “حياة يقظة” و”سكانر داركلي”. أما
العنوان فيعود الى بشير الجميّل الذي كان اغتيل في ذلك الحين. الرقص مع
بشير هو تعبير رمزي استخدمه واحد من جنود الغزو حين أخذ، كما نقل رفاقه
عنه، يرقص حين حط على شاطئ المنطقة الغربية في بيروت وهو يطلق النار على
الذين تصدّوا للجنود “الإسرائيليين” وقد ارتسمت صور بشير الجميّل على
الجدران.
العنوان موح جيّد بالتعاون الوثيق الذي قام بين “إسرائيل” وحزب
الكتائب خلال الحرب اللبنانية (والفيلم يبيّنه في أكثر من وسيلة ومشهد)،
لكن المشكلة في هذا التحديد هو أن صور بشير الجميّل لم يتم لصقها على جدران
بيروت الغربية لا قبل اغتياله ولا بعد اغتياله. جدران ذلك القسم الوطني من
بيروت حملت صور جمال عبد الناصر وكمال شاتيلا وياسر عرفات وبعض القوى
الوطنية الأخرى والكثير الكثير من صور الشهداء، لكن لم تحمل صورة واحدة
لبشير الجميّل او أي من شخصيات الطرف الآخر.
على صعيد فني أيضاً، رسم المخرج كرتونياً واقعي. ما تراه ليس
توم أند جيري ولا نمط هوليوودي او ياباني من سينما الأنيماشن، بل فيلم
واقعي سواء بالحركة او بالإيقاع لعمل لا يُقصد منه التسلية او المرور على
الحدث المقصود مرور الكرام. ألوان الفيلم في البداية تبدو كما لو كانت غير
متناسقة، لكن لاحقاً ما يدرك المرء أنها جميعاً تنتمي الى الجو المؤلّف من
تلك الذاكرة ومن تلك الأحداث. لون قاتم قليل البهجة كتاريخ هذا الجزء من
العالم منذ 60 سنة.
إقبال على جناح “ثقافية أبوظبي” في
المهرجان
تواصل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مشاركتها الناجحة في
فعاليات الدورة 61 من مهرجان “كان” السينمائي الدولي في مدينة “كان”
الفرنسية بوفد برئاسة محمد خلف المزروعي مدير عام الهيئة نائب رئيس مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي ونشوة الرويني عضوة مجلس الإدارة ومديرة
المهرجان، وعيسى المزروعي مدير المشروع وعبدالله البستكي مدير مسابقة أفلام
من الإمارات.
وحاز جناح هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي اقبال واهتمام صناع الفيلم العالميين بدخول العاصمة
الإماراتية أبوظبي عالم صناعة السينما حيث احتوى الجناح على مطبوعات
تعريفية ووسائط عرض توضيحية تبرز النجاح الكبير الذي حققه مهرجان الشرق
الأوسط السينمائي الدولي في دورته الأولى التي أقيمت في أكتوبر/ تشرين
الأول العام الماضي بأبوظبي والذي كان محور اهتمام صناع الفيلم والمنتجين
ووسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم.
وأفردت المطبوعات الرسمية لمهرجان “كان” مساحات مهمة لمهرجان
أبوظبي الذي يعمل على تطوير وترويج فنون وعلم صناعة السينما وتشجيع التحاور
والتعاون الدولي في هذا الإطار.
وأكد محمد خلف المزروعي أن أبوظبي تسير بسرعة كبيرة نحو تحقيق
طموحها الى أن تصبح مركزا إقليميا وعالميا لإنتاج وصناعة الفيلم وتحفيز
كبار المنتجين العالميين لجذب نشاطهم للمنطقة، إذ بدأت السنة الماضية
بالدورة الأولى من مهرجان الشرق الأوسط بنجاح كبير فاق التوقعات.
وأوضح المزروعي ان المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة
والتراث أصبح علامة فارقة في عالم المهرجانات السينمائية خاصة من حيث كونه
المهرجان الوحيد في الشرق الأوسط الذي يسلط الضوء على تمويل الأفلام من
خلال تنظيم مؤتمر خاص في قلب احدى أهم المدن الاقتصادية في العالم وأسرعها
نموا. وقال ان هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وفي إطار استراتيجيتها الداعمة
للإبداع المحلي وتحفيزها للمواهب السينمائية الإماراتية الشابة تعمل على
توفير فرص الاحتكاك وتبادل الخبرات للسينمائيين الإماراتيين في مهرجان كان
وغيره من أهم المهرجانات السينمائية العالمية، مشيرا الى ان الهيئة عملت
على مشاركة بعض الفنانين الإماراتيين المتميزين في مهرجان كان والذين سبق
أن حازت أفلامهم جوائز مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها الأخيرة ومنهم
ناصر جابر آل رحمة وأحمد راشد المزروعي ومعاذ بن حافظ بما يعمل على توفير
الخبرة اللازمة لهم والتفاعل مع التجارب العالمية ورفع سقف الإبداع لديهم
وتحقيق طموحاتهم السينمائية.
من جهتها قالت نشوة الرويني إن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي
الدولي نجح في دورته الأولى في جذب أهم الأفلام المنتجة في عام 2007 وتمكن
من توفير جميع العناصر التنظيمية والسينمائية التي تستقطب صناع الفيلم
والمنتجين من كافة أنحاء العالم، مؤكدة ان الدورة المقبلة ستشهد تحقيق
المزيد من التطور للمهرجان الذي كان له السبق في إطلاق وابتكار العديد من
الأنشطة والفعاليات السينمائية الفريدة المرافقة للمسابقة الرسمية ونال
اشادة كبرى وسائل الإعلام العالمية وخاصة المتخصصة منها في عالم الفن
السابع.
وأشارت الى ان مهرجان الشرق الأوسط نجح ومن خلال مشاركته في
المهرجانات السينمائية العالمية في استقطاب العديد من أهم الأفلام المنتجة
لعام 2008 سواء الروائية أم القصيرة أم الوثائقية منها كما أن المهرجان
يعمل على توسيع فعالياته ليشمل شريحة أوسع من صناع الفيلم من مختلف قارات
العالم كما يحمل في طياته الكثير من المفاجآت التي سيكشف عنها لاحقا.
من ناحيته قال عيسى المزروعي مدير مشروع مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي ان تواجد الهيئة في مهرجان كان السينمائي يأتي في سياق
تكريس مشروعها السينمائي وحضورها الثقافي في المحافل العربية والدولية
والتواصل مع الآخر وتبادل الخبرات.
أوراق ناقد ..
الأسئلة الأكثر
انتشاراً
كان الزميل المخضرم الذي اعتاد حضور مهرجان كان السينمائي منذ
السبعينات غاب عن المهرجان لثلاث سنوات ثم ها هو يعود هذا العام، وجدته
واقفاً على رصيف الشارع ينظر حوله. تقدّمت منه وسألته ما حاجته: قال “ضيّعت
طريقي الى البيت. هل تعرف أين شقّتي؟”.
طبعاً لم أكن أعرف، لكن الله هدانا وبات ليلته في غرفته فعلاً
وليس على الشاطئ. لكن سؤاله البسيط هذا جعلني أفكّر في أكثر الاسئلة
تداولاً بين الصحافيين والسينمائيين على حد سواء المتكررة في كل دورة من
دورات هذا المهرجان. التالي قائمة قد لا تكون كاملة، لكنها بالتأكيد شاملة.
مثلاً: بعض الصحافيين الذين لا باع لهم في السينما حين يجلسون
الى ممثل معروف أو نصف معروف او غير معروف يبادر بالسؤال: كيف بدأت حياتك
الفنية؟
والصحافيون الذين يقتحمون المؤتمرات الصحافية كما لو كانت
إجابات السينمائيين فيها ستحل كل إشكال أو سوء فهم لا يزال يحمله الصحافي
في باله بعد مشاهدة الفيلم عادة ما يكون سؤالهم: لماذا هذا الفيلم؟
وهناك من يستخدم عبارة بالغة التواضع حين يتحدّث عن فيلم
معيّن، هؤلاء من النقاد الذين يريدون القول أنهم منفتحون على الرأي الآخر
وليسوا متشبّثين او مائة في المائة متأكدين من رأيهم فيفتح باب النقاش
بالقول: أعتقدت أن فيلم “كذا” كان جيّداً.
وكم من مرّة وصلت باب إحدى الحفلات المشادة بمناسبة عرض هذا
الفيلم او ذاك، او الذي تقيمه هذه الشركة او ذلك المهرجان ووجدت من يقف
أمامي وهو يصرخ في المسؤول عن إدخال الضيوف بعبارة واحدة لا تتغير:
بالتأكيد أنا على تلك اللائحة.
ويختلط الصدق بالكذب والإعجاب بالنفاق في عبارة تتكرر ظهر
مساء: أعجبني فيلمك. وفي هذه الحالة لا أنسى كيف كانت شلّة من الصحافيين
العرب تمزّق فيلماً شاهدته لمخرج “كبير” الى أن جاء المخرج نفسه على حين
غرّة فهب هؤلاء يرددون كم هو فيلم رائع وجيّد وعبارات التهنئة المختلفة.
والسؤال الذي لا تسمعه كثيراً لكنك تعرف أن هناك من يسأله
محاولاً أن يبدو كما لو أن سؤاله علمي يهدف الى شيء من الإحصاء او قدر
متواضع من الفضول هو: من أي اتجاه شاطئ نادي العراة؟
زوايا التاريخ
1961:السعفة المنقسمة
أهم
الأفلام المشتركة في مسابقة تلك الدورة
·
امرأتان: إخراج فيتوريو دي سيكا (إيطاليا).
·
أربعة عشر يوما: إخراج زرافكو فليميروفيتش
(يوغوسلافيا).
·
القاضي: إخراج ألف سيوبيرغ (السويد )
·
فيريديانا: إخراج لوي بونويل (المكسيك).
·
الغياب الطويل: إخراج هنري كولبي (فرنسا).
·
جوان الملائكة: إخراج ييرزي سكوفوفسكي
(بريطانيا).
·
أوتوتو: إخراج :كون إتشيكاوا (اليابان).
·
الغليظ: إخراج فابري سلطان (المجر).
السعفة
الذهبية
تناصف السعفة الذهبية فيلمين هما “الغياب الطويل” لهنري كولبي
و”فيريديانا” للوي بونويل. وفي حين طوى الزمن الدراما الفرنسية التي حققها
كولبي محاولاً فيها رسم خيوط قصّة حب في إطار فني لم يصل جيّداً، تألّق
فيلم لوي بونويل طوال الفترة التالية لفوزه بسبب من أسلوب المخرج السوريالي
في التعبير، كما رغبته في ذلك الفيلم كما سواه من قبل ومن بعد، الانطلاق في
نقد الكنيسة والسُلطة على حد سواء. فيلم بونويل بالأبيض والأسود لكن حسناته
الفنية الأخرى محدودة. ما يبقى له هو الحكاية التي أحسن المخرج بلورتها في
بيئتها القروية اللاتينية.
جائزة
لجنة التحكيم الخاصة
لفيلم “جوان الملائكة” للمخرج البولندي المهاجر الى بريطانيا
ييرزي سكولومفسكي
أفضل
ممثل:
أنطوني بيركنز عن دوره في الفيلم الأمريكي “وداعاً مرّة أخرى”
للمخرج أناتول لدفاك.
أفضل
ممثلة:
صوفيا لورين عن دورها في فيلم فيتوريو دي سيكا “امرأتان”.
أفضل
مخرج:
الروسية يوليّا سولنتزفا عن فيلم “مفكرة الأعوام الملتهبة” وهو
واحد من تسعة عشر فيلما حققتها المخرجة قبل رحيلها سنة 1989 عن 88 سنة.
الخليج الإماراتية في 17
مايو 2008
|