أفكار لمسرحيات وأغان جديدة تدين الإرهاب:
الكتاب والفنانون الأردنيون والعرب يواصلون إدانة
تفجيرات عمان وقتل المخرج العقاد
يحيي القيسي
عمان ـ القدس العربي بعد مرور نحو أسبوع علي التفجيرات الثلاثة التي طالت
بعض فنادق عمان، وأودت بحياة عشرات الأبرياء وجرح المئات، بدت ردود فعل
الكتاب والفنانين الأردنيين والعرب قوية وعالية متضامنة مع المكلومين،
ورافضة لكل أشكال الإرهاب قولا وعملا، وقد نشطت الصحافة اليومية في نقل
آراء المثقفين فيما جري وكيف يمكن أن لا يتكرر، وهي صدمة لم تبرز بعض
نتائجها علي الصعيد الثقافي بعد إذ جعلت الكثيرين مذهولين لشدتها، وهذه هي
أو مرة يشهد فيها الأردن هجوما انتحاريا بما يسمي القنابل البشرية ، أما
الصدمة الأخري التي جاءت أيضا فهي وفاة المخرج السوري مصطفي العقاد صاحب
فيلمي الرسالة وعمر المختار متأثرا بجراحه، وقد قام وزير الثقافة الأردني
د. أمين محمود بمرافقة الجثمان وتشييعه إلي حلب إضافة إلي وفود أخري من
المثقفين، ومن المنتظر أن تعلن أمانة عمان الكبري عن تسمية إحدي الشوارع أو
الساحات باسمه، إضافة إلي إقامة العديد من الفعاليات من قبل أطراف عديدة،
وقد بدا الفنانون أسرع من زملائهم الكتاب في التعبير عن سخطهم وحزنهم من
خلال بعض الأعمال التي قدمت بشكل مستعجل خلال الأيام الثلاثة الأولي للحدث،
فقد أنجز المطرب عمر العبدلات أغنية جماعية بعنوان يا بلدنا من كلمات ماجد
زريقات وأداء كل من المطربات الشابات زين عوض، ديانا كرزون، وغادة عباسي،
بمشاركة العبدلات أيضا وعدد من الممثلين، وقد بثها التلفزيون الأردني
مباشرة صباح الجمعة، كما أنجز الموسيقي الأردني طارق الناصر ثلاث أغنيات مع
فرقته رم، وبثها من منطقة الدوار الثالث حيث تقع الفنادق التي شهدت
التفجيرات العشوائية، وكانت انطلقت مسيرة شارك فيها الآلاف من المواطنين
وعدد من المثقفين مساء الأحد فيما ارتفع صوت الآذان وأجراس الكنائس وجاءت
كلمات الأغنيات تعبر عن الحزن والفجيعة التي عصفــــت بالنفـــوس فيما
تتعهد بأن تزول هذه الأحزان وتعود عمان عروسا بيضاء يكللها الفرح، ومن جهته
اطلق اتحاد الكتاب الأردنيين مسيرة لأعضائه الكتاب ومؤازريهم فيما قدمت
مجموعة من القراءات الشعـــرية المنــــددة بالعمل، وبعـــــض القصائد
الانفعالية المباشرة قد كتبت علي عجل للمناســبة، أما فرقة المسرح الحي
التي يشرف عليها المخرج المسرحي حكيم حرب فقد اختارت ساحة فندق الراديسون
ساس من أجل أن تقدم عملا تعبيريا مرتجلا علي وقع الأغنيات الوطنية، وقد
شارك فيه كل من الممثلين والممثلات: جمال مرعي، نضال جاموس، محمد الوالي،
سوزان البنوت، مني أحمد، تيسير البريجي وغيرهم، وقد شهد العرض مشاركة عدد
من أفراد الجمهور الحاضرين.
كما ألغت بعض المراكز الثقافية الأجنبية نشاطاتها أو أجلتها تضامنا مع دم
الضحايا، ولا سيما المركز الثقافي الفرنسي والمركز الثقافي الاسباني ـ
ثرفانتس، وأجل إقامة حفل توقيع ديوان محمود درويش الجديد كزهر اللوز أو
أبعد الذي كان مقررا أن يقام السبت الماضي في مسرح البلد وسط عمان.
الفنانون التشكيليون من جهتهم ينوون عمل جدراية الغضب تخليدا للضحايا،
وأعمال أخري، فيما طالبت بعض الجهات وزارة الثقافة لإقامة نصب تذكاري،
وتبرع أحد المواطنين بمبلغ خمسة آلاف دينار من جيبه الخاص لهذا الغرض، أما
برقيات (الاستنكار والشجب والتنديد) وهذه المصطلحات تبدو متلاصقة ومستهلكة
بشكل جلي فقد أرسلت من أغلب الجهات الثقافية مثل رابطة الكتاب ونقابة
الفنانين، ورابطة التشكيليين، واتحاد كتاب الإنترنت العرب، أما ردود الفعل
التي رصدت من قبل الأقسام الثقافية للصحافة الأردنية اليومية للكتاب
والمثقفين الأردنيين والعرب فقد كانت كبيرة، وأنقل هنا بعضها:
الأديب إبراهيم العجلوني: هذه التفجيرات هي انعكاس لوعي مأزوم وثقافة
متخلفة، وهي نتيجة فيما أعتقد لضعف التنوير الإسلامي في هذه المرحلة،
ولتقاعس المثقفين والكتاب الإسلاميين عن أداء دورهم الحقيقي في بيان أصول
الإسلام وأحكامه، والذي جري حرابة وبغي لجسم الفقه الإسلامي، والشباب
المغرر الذين قاموا بهذه الجريمة هم صرعي الجهل وأدوات الكيد المرسوم للأمة
.
الشاعر إبراهيم نصرالله: ما حدث هو شيء مرعب حقا، كان يمكن أن يكون أي واحد
منا وأي طفل من أطفالنا ضحيته، لذلك أقول بأن الذين قاموا به لا يختلفون
أبدا عن قوات احتلال همجية يدعون أنهم ضدها، فها هم يقتلون الأبرياء مثلما
يفعل أعداؤنا بنا، ويقطعون أوصال أطفالنا ويقتلون أولئك الذين لم يتجمعوا
إلا ليغنوا في أعراسنا، وأتذكر الآن تلك الغارة الامريكية علي أحد الأعراس
العام الماضي في العراق، وكيف حولت العرس ومن فيه إلي أشلاء. إنهم يفعلون
الشيء نفسه وبالبشاعة نفسها .
الروائي هاشم غرايبة: هي تفجيرات عمياء تستهدف أول ما تستهدف معنويات
الأردنيين، فإذا حافظنا علي معنوياتنا عالية فسنجعل من هذه الحادثة مجرد
حادثة عابرة لا تتكرر، وبالإمكان الاستفادة منها كمطعوم يوحدنا أمام الخطر
الإرهابي الأعمي، وما جري هز مشاعر الناس بقوة ونبههم إلي ضرورة اليقظة .
القاص يوسف ضمرة العملية مرفوضة بالتأكيد، ولكن أري أن لا نتوقف فقط عند
الإدانة والشجب والاستنكار، بل علينا أن ندرس هذه الظاهرة، ونحاول الوصول
إلي المبررات الحقيقية التي تقف وراءها، وعلينا أن نتذكر في هذا السياق
المشروع الامريكي الصهيوني الذي يعد لهذه المنطقة منذ سنوات طويلة، وما
قاله الرئيس الامريكي قبل فترة يؤكد ذلك، حين قال أن الامريكيين نجحوا في
نقل معركة الإرهاب من الولايات المتحدة إلي الشرق الأوسط، وهذا يدل علي أن
هذا المشروع الامريكي الصهيوني يوفر مناخا ملائما لمثل هذه الأحداث
والتوترات في المنطقة الأمر الذي يستدعي في النهاية تدخلا أمريكيا مباشرا
أو غير مباشر .
القاص نايف النوايسة: إذا أردنا أن نسجل ذلك نصرا لمقاومة ما أو منظمة لها
أهدافها ورؤاها أو شعب مظلوم، فليس ميدانه قتل الأبرياء وهم يحتفلون بمنتهي
المحبة والمودة في فندق أسس لراحة الإنسان والتماس الطمأنينة فيه، فمن كانت
لديه قضية فعليه أن يفتش عن عدوه، وما أكثر الأعداء، ولكن السلاح الموجه
إليهم هو بكل أسف لا يطال إلا الأبرياء، وفي رأيي أن ما حدث في عمان المحبة
هو إجرام لا يختلف عليه إثنان .
الشاعر د. عزالدين المناصرة: هي جريمة بشعة لأنها استهدفت المدنيين
وبالتالي هي إرهاب معلن، وبطبيعة الحال فهي تساهم في عدم الاستقرار، وأعتقد
أنه قد تم تصديرها إلي عمان التي نحب، وأكرر إدانتي لمثل هذه الأعمال
الإجرامية التي لا يقبلها عقل ولا دين، وهنا يمكن أن نستخلص كمثقفين الفرق
الواضح بين المقاومة والإرهاب دون التنظير الزائد عن حده .
القاص إلياس فركوح: هو عمل لا يستقيم في سياق أي معيار أخلاقي أو ديني أو
وطني بصرف النظر عن انتماء أي واحد منا إلي هنا أو هناك، وأنا لا أعتقد أن
عملا كهذا بصرف النظر عن التبريرات التي قد يعلنها فاعلوه يمكن أن يخدم
قضايا الإنسان العربي في مواجهته لكل من الإحتلالين الامريكي للعراق،
والإسرائيلي لفلسطين.
الباحث د. صلاح جرار: أستنكر بشدة استهداف هذا الوطن العزيز الذي يبدو أنه
يتعرض للحسد مما ينعم به من طمأنينة واستقرار، ومما لا شك فيه أن المواقف
الوطنية المشرفة لهذا الشعب وقيادته هي التي جعلته عرضة لمثل هذه الهجمات،
وهذا ما يدعونا إلي أن نتمسك بمواقفنا الثابتة الرافضة لكل ما تتعرض له
المنطقة من عدوان خارجي ينشر عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
القاصة بسمة النسور : لا كلام يعبر عن حجم الفاجعة، وهناك إحساس بالاعتداء
علي الاستقرار والأمان، وإحساس بثقل اليد الغاشمة التي تجرأت علي المس
بوداعة عمان المحمية بالمحبة، وأنا مؤمنة بأن الحادث الإجرامي سيزيد من
الحرص علي منعتنا واستقرارنا وأمننا، ونشعر اليوم بتضامن الأشقاء والأصدقاء
بأننا محصنون ضد الأذي، ولن يصيبنا الجناة بفعلتهم الشنيعة باليأس
والإحباط.
الفلسطينيون والأردنيون: مصابنا واحد
ومن جهتهم أصيب الفلسطينيون بمجموعة من الضحايا كانوا قادمين أصلا من
فلسطين لحضور الزفاف، أو أن الكثير منهم من أصول فلسطينية من الأردنيين
وخصوصا من قرية سيلة الظهر، وقد فتح مركز خليل السكاكيني برام الله قاعاته
لتقبل العزاء بالضحايا، ومنهم أحد أعضاء هيئته الإدارية، و صرح المخرج
المسرحي جورج إبراهيم مدير مسرح القصبة برام الله بأنه يفكر بتقديم مسرحية
تدين الإرهاب وقال أعتقد بأن الفن قادر علي الصمود في وجه جميع النوايا
الشريرة، وهذه التفجيرات تدل علي خطورة ما يحدث في المنطقة العربية، ولا بد
من تحرك سريع من الجميع للحيلولة دون تكرارها أما الشاعر المتوكل طه رئيس
الإتحاد العام للكتــاب الفلسطينيين فقد طالب بمــــؤتمر عاجل يجمع
المثقفــــــين والفنانين العرب من المحيط إلي الخــــليج لمناقشة ما حدث
نحن في فلسطين والأردن شعب واحد بروح واحدة وجسد مشترك، وما يصيب أهلنا في
الأردن يصيب قلب كل فلسطيني هنا، ولذا لا بد من انتفاضة للمثقفين والفنانين
في وجه الإرهاب .
الشاعر زكريا محمد قال طريق محاربة امريكا وإسرائيل أبعد ما تكون عن
تفجيرات عمان الإرهابية وغيرها من التفحيرات التي تطال المدنيين، و قد بات
علي المثقفين حمل راية التغيير سواء علي صعيد الاستقلال من السيطرة
الامريكية والإسرائيلية علي المنطق العربي أو علي صعيد مكافحة الإرهاب،
ولكن علي المثقفين ألا يفسحوا المجال للمجانين برفع راية التحرير عبر أعمال
إجرامية بدعوي محاربة امريكا أو اسرائيل .
أما الشاعر سميح القاسم فقال: لم أشعر بالانتماء إلي مسقط رأسي الأردني
مثلما شعرت به حين سمعت عن هذه الجريمة الكافرة، وكنت خلال زيارتي الأخيرة
لعمان قد تحدثت في أكثر من مناسبة ولأكثر من جمهور عن ضرورة الالتفاف حول
الحالة الأردنية الجديدة المتمثلة بحالة الانفتاح، وفتح الآفاق نحو الحوار
الفكري والديني والسياسي مستبشرا بدعوة الملك المثقف عبدالله بن الحسين
لمثل هذا الحوار، ولا يعقل ولا يجوز التهاون مع منفذي هذه الجريمة النكراء
.
الحوار الأخير للعقاد
قدر العقاد صاحب الفيلمين الشهيرين الرسالة 1976و أسد الصحراء 1981 أن يموت
علي أيدي تلك الفئة الضالة التي نشرت الموت في عمان، فقد كان قادما من
امريكا أصلا لحضور حفلة زفاف لأحد الأصدقاء في العقبة يوم الجمعة الماضي،
وكان ينتظر ابنته القادمة من بيروت في ردهة الفندق، ويبدو أيضا أنه كان
يحاور صحفيا من جريدة الوطن السعودية ما نقلت الصحف المحلية، وحينما قدمت
ابنته هب لملاقاتها فعاجلها الإنفجار الغادر، وقتلت علي الفور، وأصيب هو من
أمرين: هول الصدمة بوفاة ابنته الحبيبة وإصابته بشظايا، وهكذا رحل بعد ذلك.
ومما نقل عن العقاد في حواره الأخير قوله أنا قومي عربي مسلم لا أخشي أن
أتحدث في أي أمر من أمور الأمة ....، لو شاهد الشعب الامريكي ما نشاهده نحن
العرب علي شاشة الفضائيات من ممارسات ضد العرب والمسلمين سواء في فلسطين أو
العراق أو أفغانستان لأنقلب علي قيادته وضد اليهود، .... أنا أبكي عندما
آتي كل عام إلي العالم العربي لأشحن دينيا وقوميا من جذوري العربية وكم
أبكي عندما أعود إلي امريكا وأشاهد المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني
فلا أجد مظاهرة واحدة تسير في الشارع العربي لتعبر عن استيائها جراء هذه
الممارسات اللاإنسانية .
،وكان الملك عبدالله الثاني قد انتدب وزير الثقافة الأردني د. أمين محمود
لتشييع العقاد إلي مثواه الأخير في حلب، وكان مما قاله الوزير أمين من
تصريحات عن العقاد ورحليه لقد حمل رسالة أمته القومية بكل أمانة وصدق
ووفاء، ودافع عن الإسلام من خلال أعماله الفنية التي عكست رسالة الإسلام
السمحة، إسلام الاستنارة الذي يتفق ومنطق رسالة عمان وأضاف إننا فقدنا
فارسا من فرسان الثقافة العربية كان يعتز بانتمائه الوطني والقومي وقدم
لأمته أنصع صور الإخلاص والتضحية .
وفي أحد أعداد صحيفة الرأي نشرت صورة قلمية جميلة للعقاد، ومما جاء فيها
كان العقاد يحلم بفيلم صلاح الديــــن الذي كان ينوي إنتاجه، وحصل علي
موافـقــة من الممثل العالمي شين كونري، وهذا بالطبع ضمــان كبير لتحقيق
الإيرادات لمن يـــــرغب بالتمويل، ولرفع نسبة المشاهدة من خلال نجم شباك
مثله، ولذلك كان يحلم بعمل عدد من الأفــــلام التي تدافع عن العرب
والإسلام في وجه السيطرة اليهودية عـــلي الإعلام الامريكي وخصوصا صناعة
السيــــنما التي طالما أساءت للــــعرب، ويحمل أحلامه أينما حل باحثا عن
التمويل الذي كان سيناله لو رضخ لمطالب بعض الحكام الذين طلبوا إليه أن
يقدم أفلاما تمجدهم، وفي عمان التي زارها أكثر من مرة، لم يكن يخبأ أحلامه،
وأعلن في مؤتمر صحفي عقده قبل سنتين في مركز الحسين الثقافي أن الأردن مكان
مناسب لإنشاء مدينة سينمائية تعد معلما سياحيا في الوقت نفسه، وأنه قام
بجولة للإطلاع علي المكان الأردني لنيته إنجاز فيلم صلاح الدين في الأردن،
وقضي مصطفي وابنته ريما علي أيدي من كان ينافح ليقنع العالم بأن الإسلام
أكبر ممن يدعون أنهم وكلاء الله علي الأرض، ويفرضون رأيهم لا بالحكمة
والموعظة الحسنة بل بالحديد والنار والقنابل ...، قضي مصطفي الذي كرس حياته
للدفاع عن الإسلام والعروبة، والذي ابتاع الجنود الامريكيون نصف مليون نسخة
من فيلمه الرسالة ليفهموا الإسلام علي حقيقته .
أما بعض ردود الفعل من الفنانين العرب والأردنيين فقد قال نقيب الفنانين
الأردنيين شاهر الحديد نستنكر هذا العمل الإجرامي الذي قامت به مجموعة من
خفافيش الظلام، فالعقاد مبدع عربي كبير تبني القضايا العربية والإسلامية،
وسيقوم وفد من النقابة بالذهاب إلي سوريا لتقديم العزاء بفقيد الفن وأشارت
الممثلة والمخرجة نضال الأشقر إلي أن موجة الإرهاب لا تقتل الأعداء بل تقضي
علي الناس الأبرياء الذين يبحثون عن دقائق معدودة من الفرح في حياتهم
المضطربة، فيأتي هؤلاء الإرهابيون ليقتلوا الأبرياء الذين نعرفهم ولا
نعرفهم، ويقتلون مخرجا كبيرا من طراز العقاد وابنته التي أتيح لي أن أحضر
زفافها.. ، أما الممثل السوري عباس النوري فقد قال موت العقاد يشكل خسارة
كبيرة ليس من السهل تعويضها وسيترك فراغا كبيرا في حياتنا الثقافية والفنية
العربية وحتي علي المستوي الإنساني الشامل و أنا حزين جدا وأحس برعب حقيقي
ونحن بحاجة ماسة الآن لمواجهة حقيقية مع أصحاب الدعوات التكفيرية والمفاهيم
العمياء وما يفعلونه من غسيل أدمغة لشباب مغرر بهم ، ومن جهتها قالت
الممثلة الأردنية صبا مبارك لا يوجد أي مسوغ أو أي مبرر بكل الشرائع
الإنسانية يمكن أن يشرع هكذا أعمال جبانة، وفي نهاية الأمر فإن من يحسب
نفسه علي الجهاديين فليذهب لمواجهة الأعداء الحقيقيين المعروفة أماكن
تواجدهم تماما، والعقاد الذي اغتيل هو أهم مخرج عربي تحدث عن الإسلام
وشخصياته المتنورة ، وفي اتصال هاتفي لجريدة الدستور اليومية مع الممثلة
المصرية فردوس عبدالحميد قالت مصدومة أنا لا أفهم ما يجري، وما هذه الوحشية
ضد أنفسنا، لم نعرف من هي الجهات التي يمكن أن تنفذ إجراما بهذه البشاعة،
لقد اختلط الحابل بالنابل، والجهات الإرهابية تتناسل كل يوم، وليس ما يعلن
عنه بالضرورة هو الصحيح .
بقي أن أشير إلي أن الأيام القادمة تستحق أن يتوقف فيها المثقفون العرب،
ويتأملون ما حدث هنا أو هناك، من أجل تجنب رد الفعل المباشر، ومن أجل
المساهمة الحقيقية في نشر ثقافة مجتمعية جديدة، لا تقوم علي تمجيد الدم،
ولا القتل بمبرر أو بدونه، وأن تحاول أن ترقي بالخطاب الثقافي لإيصاله إلي
العالم من أجل أن يري أننا أمة تحب الحياة مثل باقي الأمم وتحتفي بها،
وتهوي عمارة الأرض كما أمر الله بها، لا تمجيد ثقافة الموت، والهروب من
وطأة الحياة وبؤسها باتجاه حلم جميل سرعان ما يتهاوي عند صياح الديك.
|