توفي المخرج العربي العالمي مصطفى العقاد في مستشفى المركز
العربي بعمّان متأثراً بجراحه التي أصيب بها في التفجيرات التي
تبناها تنظيم
القاعدة في بلاد الرافدين في بيان أصدره الخميس الماضي، وقد يكون من
المفارقة
المؤلمة أن نذكر أن العقاد قد أعلن قبل أسبوعين من الآن في مؤتمر صحفي عقده
في دولة
الكويت أنه يفكر جدياً بإنتاج فيلم يحكي حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن
لادن،
لكن الموت عاجله على يد أتباع هذا التنظيم نفسه.
مصطفى العقاد الذي مات عن عمر ناهز الثامنة والستين وعرفه الجمهور العربي
والعالمي كأبرز السينمائيين الذين ناصروا فكرة الإسلام ونشروها
من خلال فيلميه
الشهيرين (الرسالة- the message)
وَ(أسد الصحراء: عمر المختار-lion of the desert)
كان قد بدأ ولعه بالسينما منذ طفولته حين كان يزور جاره المتخصص في عرض
الأفلام
السينمائية، عندها بدأ يفكر في دراسة الإخراج السينمائي في هوليود، وقد
فاجأ عائلته
بهذا الطلب الجريء عند بلوغه سن الثامنة عشرة، ومبعث الجرأة
والمفاجأة في هذا أنه
ينتمي لعائلة محدودة الدخل لا تملك ما يمكنها من إرسال ابنها الشاب إلى
أمريكا
للدراسة في مجال لا يبدو أنه سيقدم ربحاً في المستقبل، لكن العقاد صمم على
الذهاب
وعمل لمدة سنة كاملة كي يستطيع توفير قيمة التذكرة إلى أمريكا.
وهناك وبدءًا من
العام 1954 درس الإخراج حتى تخرج عام 1958 من جامعة كاليفورنيا ليبدأ حينها
عمله في
عاصمة السينما العالمية هوليود.
الانطلاقة الحقيقية للعقاد جاءت بعد نحو 18 عاماً من تخرجه من الجامعة وذلك
حين
قدم في العام 1976 فيلمه المستقل الأول (الرسالة
the message)
الذي يحكي سيرة
الرسول عليه الصلاة والسلام وقصة التأسيس الأولى للدولة الإسلامية، وقد
أثار الفيلم
جدلاً كبيراً لحظة عرضه، إذ جوبه بموجة اعتراض من العديد من الدول
الإسلامية، فيما
رحبت به دول أخرى، أما بالنسبة للجمهور الغربي فقد صدمه الفيلم
لكونه الأول الذي
يراه يسرد حياة شخصية جدلية بهدوء واتزان بعيداً عن النفس الاستشراقي الذي
يصاحب
عادة أغلب الأطروحات التي تتناول سيرة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
المعلومات
التي ظهرت في الفيلم صادق على صحتها ودقتها علماء من الأزهر الشريف. وقد
صنع العقاد
نسختين من الفيلم، واحدة عربية والأخرى إنجليزية، قام ببطولة النسخة
العربية النجم
المصري الراحل عبدالله غيث، أما الإنجليزية فمن بطولة النجم
العالمي أنتوني كوين،
وكلاهما أدى شخصية حمزة بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم. الفيلم
قبل
تصويره لفت انتباه الملاكم العالمي محمد علي كلاي الذي أعلن عن رغبته في
أداء دور
الصحابي بلال بن رباح لكن العقاد رفض طلبه لأسباب إنتاجية.
بعد النجاح الذي تحقق لفيلم (الرسالة) بدأ العقاد منذ العام 1978 بإنتاج
سلسلة
الرعب الشهيرة (هالويين-Halloween)
والتي أنتج منها حتى الآن ثمانية أجزاء. وفي
العام 1981 قام بإخراج فيلمه الثاني (أسد الصحراء: عمر المختار-lion
of the desert)
من بطولة النجم الراحل «أنتوني كوين» الذي تألق في رسم شخصية
الثائر الليبي عمر
المختار. ثم في عامي 1985 و1986 قام بتمويل فيلمي الرعب (موعد مع الخوف-
appointment with fear)
وَ(رحلة مجانية-free
ride)
وهما فيلمان تجاريان ، الأول
منهما كتب عليه اسم المخرج (ألان سميث) وهذا الاسم الهوليودي
المختلق يستخدم عادة
كمصطلح ورمز لانسحاب المخرج الأصلي من الفيلم الذي يخجل منه وإعلان البراءة
منه
لكيلا يذكر في سجله التاريخي. مصطفى العقاد أراد أن يؤكد نفسه كأبرز
المدافعين عن
الإسلام على المستوى السينمائي لذلك ظل منذ سنوات يبحث عن التمويل الكافي
للبدء
بتنفيذ مشروع ضخم يتناول حياة البطل الإسلامي صلاح الدين
الأيوبي لكنه عدل عن
الفكرة في النهاية لأسباب قد يكون من بينها قيام المخرج البريطاني «ريدلي
سكوت»
بصنع فيلم (ملكوت السماء) الذي يتناول نفس
الفترة. وقد أعلن العقاد مؤخراً صرفه
النظر عن هذا المشروع واتجاهه إلى فكرة فيلم يتناول حياة زعيم
تنظيم القاعدة أسامة
بن لادن. هذا إلى جانب تفكيره في صنع بعض الأفلام الأخرى التي تدور في ذات
الفلك،
والتي منها فكرة فيلم مستمدة من وثيقة نشرتها الصاندي تايمز خاصة بملك
إنجلترا
«جورج
الثالث» الذي بعث عام 1213 بوفد إلى الخليفة الإسلامي في قرطبة طالباً منه
الحماية ومتعهداً بأن يدفع الجزية وبأن تتحول بلاده إنجلترا إلى الدين
الإسلامي.
إذن وبعد هذه المسيرة الحافلة يرحل مصطفى العقاد عن الدنيا بوصفه أحد ضحايا
الإرهاب، ذلك الشبح الأسود الذي حاول أن ينفيه عن الإسلام من خلال أفلامه
التي
تركزت بشكل أساسي على إظهار عظمة هذا الدين وإنسانيته وسماحته
وبعد تعاليمه الأصيلة
عن كل ما ألصق بها من تهم الظلام والجهل
والإرهاب.
تعليقات
1
إلى روح العقاد ..
تفاجأة في صباح يوم الجمعة "مثل غيري بكل تأكيد" بخبر عاجل وقع علي
كالصاعقة
مفاده أن المخرج العالمي السوري مصطفى العقاد قضى نحبه متأثرا بجراحه جرأ
الاعتداءات الإجرامية التي وقعت في الأردن مؤخرا .
العقاد صاحب الفلم الشهير "عمر
المختار" هذا المجاهد الكبير الذي أعتقد أن جـل جيلي واللذين أتوا من بعدي
لم
يعرفوا هذه الشخصية إلا من خلال هذا الفلم الرائع الذي أنتج في هوليوود
ونحن نعرف
ما هي هوليوود
!!
كان العقاد العربي الوحيد الذي استطاع أن يدافع عن قضايا
العرب والمسلمين سينمائيا هناك في هذا المجمع العالمي .
قضى العقاد أجله
بأيدي الإرهابيين والذي كان العقاد مستاء جدا من أفعالهم ولانتمائهم زورا
للإسلام
والإسلام منهم براء ، وكان دائما يحاول إبراز الإسلام وخاصة
الجهاد بصورته الحقيقة
وكان ذلك من خلال فلميه الشهيرين "الرسالة" و"عمر المختار" وكان يستعد منذ
فترة
طويلة لفلم عن حياة القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي لكن أيدي الإرهابيين
طالته
وقضت على حياته وأحلامه
.
المضحك في الأمر أن يخرج أحد قادة الإرهابيين
ويتبنى العملية ويفخر أنه فجر الأمنيين وفجره معهم أرواح بريئة كانت بعضها
تستقبل
حياة جديدة بدخولها القفص الذهبي لكنه جعل هذا القفص قفصا أسود ملطخا
بالدماء
والأشلاء
..
هؤلاء الحمقاء الذين يفخرون بأعمالهم وتدميرهم إلا يعلمون أن
التخريب والدمار عمل سهل لا يتطلب عناء جهد وتفكير !! فربما لا
يتطلب أقل من ثانية
أو جزء من الثانية لتنسف بها عمارة أو ناطحة سحاب حتى
!!
ولكن البناء
والعطاء والحضارة تتطلب الوقت الكثير والجهد الطويل والتفكير العميق
والسنوات
العجاف حتى تصل لها
...
وهذا الفرق بيننا وبينهم .
رحم الله العقاد
مصطفى وجميع من قضى نحبه في تلك الليلة المشئومة على الأردنيين
..
فوزي القبوري _ روائي سعودي
04:27
صباحاً 2005/11/12
2
عمر المختار
والله صحيح خبر كان وقعه علي كبير.
فلم المجاهد عمر المختار من أفضل الأفلام
اللي شاهدتها في حياتي. لا حول ولا قوة إلا بالله ورحمه الله رحمة واسعه
حيث خلد
شخصية عمر المختار في ذاكرتنا إلى الأبد
محمد الناهض
05:14
صباحاً 2005/11/12
3
رحمك الله يامصطفى
لعمري ان فلم الرسالة انتاج عظيم يدل على عظمة صاحب هذا الانتاج لانه وصف
رسالة النبي الاكرم عليه صلاة الله وسلامه
سعيد بن احمد
08:38
صباحاً 2005/11/12
4
رحمك الله ياعقاد
رحمة الله عليه ..
من منا لم يتأثر بفيلم عمر المختار .. هذه الشخصية التي
عرفناها في صغرنا .. لم نكن لنعرفها بهذا الشكل من مناهجنا
الدراسية ..او مكتباتنا
العامة ..!
الخبر محزن بالفعل .. اللهم ألهم أهله وذويه الصبر والسلوان
..
اسامه احمد
10:26
صباحاً 2005/11/12
5
روائي سعودي
السلام عليكم..... رحم الله مصطفى العقاد , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فزاع
11:29
صباحاً 2005/11/12
6
العقاد ..سفير الكلمة والفن الصادق
نحن جماعة تخنق مثقفيها وعظمائها وقادة فكرها.. نحن مدن تجهض أفكارها
وثقافاتها
وتبعثر تاريخها.. سحقا لؤلئك الذين كانوا سببا في إزهاق أرواح طاهرة..
رحمك
الله يا عقاد ورحم أولئك الأبرياء الذين قضوا نحبهم
ميسون أبوبكر
04:42
مساءً 2005/11/12
7
يا مسلمون..العقاد لا زال حيا
نعم ، العقاد لا زال حيا" نرا ه في أعماله الإبداعية ، ونؤمل أنفسنا بأن
نجد
خليفة لهذا التاريخ البارز، بدلا" من أن نرى مسلسلا" عقيما" ك(الحور العين)
يركز
على زرع الإرهاب في مجتمع واحد وكأن منبعه من الأرض الطاهرة(بلد الحرمين)
التي
تألمت من الإرهاب أكثر من غيرها... الحاصل:نريد عقادا" آخر .
هل من مجيب؟.
مختار عبد العزيز
11:04
مساءً 2005/11/12
8
صلاة مالحة ووردة بيضاء لروحك يامصطفى العقاد
قبل سنوات ..ماكنا نرى في افلام السينما الا اشياء تحدث في الحياة..او خيال
لايمكن ان يكون الا في فيلم..اما الان فمايحدث في الحياة كانه فيلم وخيالي
لانه
لايصدق...بكيت بحرقة العقاد..
غدا يدفن في حلب..اعيش في حلب وادرك تماما الحزن
الذي سيغمرني حين تردم الحفرة.
كيف؟ تبا لك يازرقاوي..اصرخ بوجهك بابسط
مباديء الانسانية وشروطها
اكرهك ..انا التي لم اعرف الكره بحياتي.. تبا
لك.. تبا
عاجزة عن الكلام
إيمان الإبراهيم ـ شاعرة سورية
11:20
مساءً 2005/11/12
9
سيخنقنا الاسف عليك يا عقاد
بسم الله
كم انتشي فرحاً عندما اري أو أسمع أو اقراء لقاء مع العبقري مصطفى
العقاد,
أحس بالكثير من الفرحه وانا أشاهد نموذجا فريدا من المسلمين يكافح ليوصل
صورة الاسلام للغرب , يتألم لعدم قدرته لتمويل أحد افلامه من اموال اسلاميه
,ويحس
بالام امته مع كل نفس يأخذه وكل حركه يتحركها رغم غربته
الموحشه في بلاد الغرب التي
قلما ما تنصف المسلمين.
عندما اتذكر العقاد احس فعلا ان لكل فرد في هذه الامه
وظيفة ودور يجب عليه ان يؤديه تجاه ديننا العظيم كل حسب
امكانياته وقدرته , واحس
اني من أكثر المقصرين لخدمة اسلامنا.
العقاد مبدع في الاداء مبدع في استحضار
الفكرة ومبدع في تقديمها بشكل رائع وهو في حديثه قمة في الابداع لكثرة
تذكره
لامته ووطنه .
مات العقاد ومات معه الكثير من الاحلام والمشاريع الكبيره
,وانا
لا ارى في الأفق اي خليفة له وانما ارى اعلامنا يتمادى في الانحدار في
هاوية
التفاهات .
ولكن يكفينا ما وصلنا من ابداع هذا الشهيد بإذن الله , اسال الله ان
يجازيه خيراً على اعماله وآماله.
لقد راح ضحية إرهاب مسعور يترنح في عالمنا
الاسلامي مخلفا وراءه الدمار والخراب والتفكك, إرهاب ما كان لينمو ويقوى
لولا
مباركات العم سام وحلفاءه.
نوره بنت عبدالعزيز
11:20
مساءً 2005/11/12
10
لعنة الله على الزرقاوي وجماعته ومن على شاكلته
الا لعنة الله على الزرقاوي وأمثاله من الإرهابيين الف الف مرة . أنا عربية
ومسلمة ولكني أعيش في الولايات المتحدة منذ طفولتي . لقد كان لي فيلمي
الرسالة وعمر
المختار الرفيق الدائم لي منذ الطفولة .فلم الرسالة الذي أحفظ أنا واخوتي
حواراته
عن ظهر قلب كان له الدور الكبير في تعلقنا بهذا الدين العظيم
وكان لفلم عمر المختار
الدور الكبير في تعلقنا بأرضنا وجذورنا العربية وهو الفلم الذي كون وجداني
والذي
لازلت أبكي حتي اليوم كلما شاهدتهم وهم يسوقون الشيخ الجليل الوقور الى
الإعدام
مكبل اليدين والقدمين هذا الفلم الذي قال عنه مخرجون من هوليود
انه مدرسة في تعليم
الاخراج. حتى اصدقائي الأمريكان الذين شاهدوا الفيلمين تأثروا بهما جدا
ولاحظت
لديهم اهتمام وشغف كبير لمعرفة المزيد عن الاسلام والعرب . الم يحس
الزرقازي
وجماعته بالجريمة الانسانية التي ارتكبها حينما حرمنا من هذا
الانسان العبقري
المدرسة الذي حرمنا منه ومن فنه . يدعون بأنهم يحملون لواء الاسلام الا
يستحون من
قول ذلك بعد الآن وقد حرمونا الذي علي يديه رأينا وعرفنا صورة الاسلام
الصحيح
.
ماذا سأقول لأصدقائي الأمريكان الآن إن سألوني من الذي قتل الوجه
المشرق والمشرف
للإسلام وللعرب ؟ الا لعنة الله على الزرقاوي ومن يخطو مسلكه.
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته
ساره خليفة
03:27
صباحاً 2005/11/13
11
اللهم إنتقم ممن كان وراء هذه العملية أيا كان
أيا كان منفذ العملية في أردننا الحبيب
..
و أيا كان قاتلك يا مصطفى
العقاد
فالله أسئل أن ينتقم منه و من جماعته شر إنتقام.. اللهم
آمين
إبراهيم الحموري
05:58
صباحاً 2005/11/13
12
لكل شيء ثمن
رحم الله الأستاذ مصطفى العقاد..
لقد أخرج للعالم صورا من أروع صور الجهاد
والمقاومة الحقيقية ضد الظلم والاضطهاد..
وبين لنا عظمة إسلامنا من خلال
الفيلمين الرائعين (الرسالة) و (عمر المختار)..
أسأل الله أن يلهم مجاهدينا
أن يسيروا على خطى النبي صلى الله عليه وسلم..
كما أسأله أن لا يجعل فتنتنا
في ديننا.. والله الهادي إلى سواء السبيل
علي البتار
11:25
صباحاً 2005/11/14
13
إن الظن أكذب الحديث
أيها الأخوة..
هل تيقن خبر تبني القاعدة للعملية.........................
لا
إن الموقع الذي تم الاعلان فيه هو موقع غير تابع للقاعدة ، إنما هو موقع
متعاطف معها..
هل تعلمون أن المخابرات الإسرائيلية أخلت جميع مواطنيها من
الفنادق قبل الإنفجار.. وأن هذه المعلومة قد نشرت في صحيفة
هآرتس
الإسرائيلية..
أما بالنسبة لتنظيم القاعدة فإن طبيعة تركيبته تجعل من الصعب
عليهم في وضعهم الحالي أن يتأكدوا من صحة التبني..
إن كثير من العمليات التي
تابعتها كان الهدف منها تشويه صورة الزرقاوي وجماعته..
كما أننا نعلم يقينا أن
المخابرات العربية بشكل عام تستطيع وبكل سهولة أن تنزع اعترافا من الذئب
بارتكابه
لجريمة قتل يوسف عليه السلام وأن تظهره على شريط يذاع على وسائل
الإعلام..
أيها الأخوة إن الحرب على الإسلام لا تنقطع ولا تنفك..
فاحذروا وترووا واقرؤوا الخبر من جميع جوانبه..والله
الموفق والهادي
إلى سواء السبيل
د. خالد نور الخالدي
11:36
صباحاً
2005/11/14
|