مسابقة "أفلام من الإمارات"، التي اختتمت فعاليات دورتها الثالثة في النصف
الأول من الشهر الماضي.. كانت مناسبة هامة للحديث عن حماسة فنية طاغية..
بفنانين متعطشين لهذا الفن الجميل.. تجارب خاصة جداً يمكنها أن تكون نواة
أو حجر صغير لفعل سينمائي مستقبلي.. ولن أقول لسينما إماراتية.. باعتبار أن
جميع هذه التجارب الفيلمية (التي قاربت الثلاثمائة فيلم منذ الدورة الأولى
عام 2001 وحتى الآن)، وبغض النظر عن مستواها الفني والتقني، هي بمثابة
تجارب شخصية في أغلبها نفذت بكاميرات فيديو.. وليس هناك عجلة إنتاج
سينمائية ثابتة ذات كيان خاص، يمكن أن تشكل استمرارية إنتاجية. وهذا ينطبق
على مجمل الأفلام في الدول العربية باستثناء مصر.
وهذا لا ينكر على المناسبة من أن تكون تظاهرة فنية متميزة، قد أثمرت مجموعة
من الفنانين المتحمسين، بل وعاشقين للفن السينمائي. إي بمعنى أن لدينا في
دولة الإمارات سينمائيون بلا سينما.. وهذا هو العنوان الذي راودني وأنا
أتابع مسابقة "أفلام من الإمارات"، من خلال الصحافة العربية.
هنا يبرز السؤال.. لماذا يكون هناك سينمائيون متحمسون لهذا الفن الشعبي..
وليس هناك سينما بالمعنى الحقيقي للكمة؟! والإجابة على هكذا تساؤل ليس
بالأمر الهين.. فالأجهزة الرسمية والشعبية مازالت تشك في قدرات هذا الفنان
المتحمس في أن يصنع جمهور سينمائي يمكن التعويل عليه.. أو لنقل بأن هذه
الأجهزة ليس لديها هذه الروح المغامرة لادخار ميزانيات أفلام مستقبلها
مجهول!!
عموماً.. من خلال متابعتي هذه لمسابقة "أفلام من الإمارات".. يمكنني الجزم،
بأن السينما كصناعة في هذه الإمارات (كما في بقية دول الخليج)، لن تكون لها
قائمة إلا من خلال القطاع العام.. أي الأجهزة والمؤسسات الرسمية الحكومية..
باعتبار أن الهم الفني والتثقيفي يتزامنان مع توجهات هذه الدول لتربية جيل
مثقف ومهتم بالأدب والفن بشكل عام، والإحساس من جانب هذه الحكومات
بالمسئولية تجاه المواطن، بغض النظر عن الربح المادي.. هذا ما يتراءى لنا
من خلال تصريحات المسئولين في هذه الدول.
أما التعويل على القطاع الخاص في قيام سينما محلية.. فهذا أمر لا يمكن
المثول له.. باعتبار أن رأس المال الخاص، سينتظر كثيراً إلى أن يطمئن بأن
هناك جمهور سينمائي.. أو بالأحرى مستهلك جيد.. لهذه الصناعة المنتظرة!!
حسن
حداد