كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«سليمة بنمومن» تتحدث عن المسرح والسينما

وفترة الإعتقالات السياسية في المغرب زمن السبعينيات

فاطمة بوغنبور - الرباط – «القدس العربي»:

 

سليمة بنمومن: وجه سينمائي يحمل في ملامحه وجع الإنسان المغربي في معيشه اليومي، هكذا تبدو أدوارها على الشاشة الفضية، التي تفضلها عن باقي التعبيرات الفنية، رغم عشقها الكبير للمسرح. تألقت في أفلام تعتبر من أجود ما أعطت السينما المغربية في العقدين الأخيرين مثل «نساء ونساء»، «ضفائر»، «خوانيتا ذو طنجة»… مارست الإخراج الوثائقي، لكن التمثيل شاغلها الأهم، فالإحساس محركه والممثل أداة الفكرة وواجهتها، بحسب تعبيرها. تؤمن بأهمية دراسة الفن وتستعد لأدوارها بتحضير مكثف وإهتمام بالتفاصيل. «القدس العربي» التقتها عقب العرض ما قبل الأول لفيلمها الأخير«جوق العميين» لمخرجه محمد مفتكر:

كيف استعديت لدور الشيخة «المغنية الشعبية» في فيلم «جوق العميين»؟

□ أخدت الأمر بجدية ومنحته وقتا طويلا، أولا حصلت على عدد كبير من الأغاني الشعبية القديمة وكتبتها وحفظت الكلام ودرست معانيه ودلالته الإجتماعية وسياقه الزمني. كما أني شاهدت أفلاما تحدثت عن عالم الشيخات، منها الفيلم الوثائقي «دموع الشيخات» للمخرج علي الصافي وفيلم آخر عن الفنانة الشعبية الراحلة فاطمة بنت الحسين، ولأن الأغاني أديتها بتقنية «البلاي باك» عن الفنانة الشعبية ذات الصوت القوي جدا خديجة مركوم، فالأمر تطلب تداريب وتمارين في كيفية تتبع الأغنية وتحريك الشفتين وهي تقنية صعبة تتطلب مجهودا ونفسا طويلا وجب التدرب على كيفية الحفاظ عليه.

أعتُبر الفيلم أول بطولة جماعية في تاريخ السينما المغربية. كيف مرت أجواء العمل؟

□ البطل الحقيقي هو الطفل لأنه الراوي والرابط الأساس بين الأحداث والعين، التي سيرى بها المتفرج والفيلم كمشروع فني ومنذ الوهلة الأولى لا يدعك تفكر في كيف ستكون مكانتك بين الآخرين، لأنك بمجرد أن تقرأ الورق ستتوقع له النجاح فلا تسأل كيف سأكون ومن سيكون معي. كانت أجواء إحترافية مميزة، رغم القدر الذي لم يمهل الفنان محمد البسطاوي الذي غادرنا إلى دار البقاء مباشرة بعد الفيلم وهو في ذروة عطائه وتألقه كان ذلك محزنا لنا للغاية.

تعتبرين إبنة المسرح أيهما تفضلين سحر الشاشة الفضية أم الخشبة؟

□ هما عالمان مختلفان. المسرح أصعب من السينما ليس على مستوى العمل والأداء ولكن السينما توفر أشخاصا آخرين يهتمون عنك بتفاصيل أخرى كثيرة. ورغم ذلك المسرح هو حب حياتي الكبير، لكن صعوبته في المغرب تحبط، لهذا بت أفضل الإشتغال في السينما التي يمكن القول إن ظروفها تقارب الإحتراف والتنظيم الفني المحكم.

ما أوجه الإحباط في مسرح المغرب؟

□ ليست هناك قوانين منظمة للعمل المسرحي الإحترافي، لا تستطع أن تفرق بين فنان محترف وغيره إختلط الحابل بالنابل وتناسلت الفرق المسرحية بشكل كبير ولم نعد ندري أيها محترف وحقيقي وأيها مدعي، بعكس واقع السينما المغربية المتطور بإستمرار والواضحة الملامح بمخرجين معروفين، كما هو معروف نمط إشتغال وتوجه كل واحد فيهم.

إنضاف «جوق العميين» إلى قائمة الأفلام المغربية، التي تناولت فترة الإعتقالات السياسية زمن السبعينيات ما الجديد في هذا الفيلم؟

□ معالجة هذه الحقبة في «جوق العميين» لم تكن سياسية وبشكل مباشر، بل شكلت خلفية زمنية للأحداث بأجوائها العامة وملامح الشخصيات، لكنك تشعر بخصوصية الفترة وبثقلها دون أن يحتاج الفيلم إلى إعطاء تفاصيل دقيقة مباشرة ومقصودة، نحن في حاجة دائما إلى قراءة الماضي بكل الطرق المتاحة، وكل المواضيع بالنسبة لي هي صالحة للمعالجة سينمائيا حتى المؤلم والقاسي منها. فالسينما لغة قوية للتعبير عن الألم وكل خوالج النفس.

كأستاذة التمثيل في المعهد للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، هل تؤمنين بالموهبة الفطرية دون دراسة ما دام المشهد الفني في المغرب يضم وجوها كثيرة بهذا الشكل؟

□ البعض يأتي بدخلاء وبمن لم يدرس الفن فقط كي لا يدفع له وهذه في نظري «مقامرة» بذوق الجمهور وبالذوق الفني السليم. فأنت حين تأتي بشخص لم يدرس الفن بصرف النظر عن وجود موهبة من عدمه أنت تحرم من درس وتعلم وحصل على شواهد. وعلى القانون أن يتدخل في هذه الحالة ليحد من هذا التسيب وينمي فينا حس الضمير المهني. في مصر مثلا نلاحظ أن الأفلام كلها تحترم الأجيال القديمة وتفتح الباب للمواهب الشابة وتقدر مكانة النجوم الحاليين فتجد نفسك أمام فيلم يقدم توليفة فنية متنوعة. بعكس بعض النماذج لدينا التي تستعين بمجهولين فقط كي لا تدفع لهم مما ينعكس على العمل الفني الذي يبدو في النهاية باهتا.

رغم التطور السينمائي في المغرب، لكنه أفرز أيضا سينما مثيرة للجدل على مستوى الجرأة الزائدة واللغة المستعملة المستنبطة أحيانا من الشارع؟

□ السينما هي تعدد الرؤى وكلا الطرحين بالنسبة لي خاطئان، سواء القائل بوجود سينما تترفع عن تلك اللغة أو القائل بالإنغماس في منسوب الجرأة واللغة الفاضحة. لأن اللغة هي شخصية محددة لا يمكن أن يكون هناك فيلم شخصياته جميعها تتحدث بلسان واحد. وتنخرط في شكل لغوي واحد، إلا إذا كان الهدف هو ذاك. فاللغة هي وسيلة للتعبير عن أفكار شخصية تشبهها وتتماهى معها كثيرا. وهذا أساسا نقاش كبير بات مطروحا في الفترة الأخيرة. لا يمكن أن نأخذ لقطة من فيلم ما ونحكم عليها هل هي مقبولة أم لا، ولا يمكن أيضا الجزم في أحكامنا استنادا لمبدأ حرية الإبداع. في الأمر جدال وأخد ورد.

تبدين مبتعدة عن التلفزيون لماذا؟

□ لا أجد نفسي في التلفزيون. أفضل الأعمال القوية التي تعذبني وتأخذ كثيرا من مجهودي ووقتي. لا أحب أن أحفظ ثم أردد ما حفظته. قد يعجبني سيناريو تلفزيوني معين لدرجة إقناعي بأدائه، لكني إجمالا أحب كل ما هو صعب ونابع من الأعماق وذو حمولة إبداعية قوية، وليس هناك غير السينما بقادرة على تحقيقها.

مقهى «ة» يحيي النكبة في فيلم «المطلوبون الـ18»

هل تستعيد المقاهي سيرة أيام زمان؟

زهرة مرعي - بيروت ـ «القدس العربي» :

يشير بحث أكاديمي متخصص صدر عن قسم اللغات في الجامعة الأردنية إثر تتبعه لسيرة «المقهى» بهدف تحديد نشأته، بأنه عربي أصلاً وفصلاً. بدأ من اليمن وإنتشر في الجزيرة في القرن الخامس عشر. وصل إلى إسطنبول عبر التجار العرب. وفيها توسع المقهى ليصبح ذا شكل عثماني. وعبر الأتراك وصل إلى أوروبا، وفيها إتخذ طابعاً أدبياً. ومن ثم شكل المقهى المركز الأساس لإنطلاقة النهضة الاوروبية. فمن المقاهي تبلورت شرارة الثورة الفرنسية سنة 1789، ونشأت العلمانية التي قوضت سلطة الكنيسة. 

في بيروت يبرز سعي حثيث لمنح المقهى طابعاً ثقافياً عبر أنشطة منظمة وهادفة. هو شارع الحمراء، الذي شكّل بدءاً من النصف الأول من القرن الماضي، وصولاً إلى شرارة الحرب الأهلية، مركزاً مميزاً للقاءات الثقافية، من مسارح، دور سينما ومقاه، يعود إلى دائرة الاهتمام. مقهى «ة» أو ما يعرف تداولا بالتاء المربوطة، الذي تأسس في سنة 2006 تمّ إحياء ذكرى النكبة العربية في فلسطين. في السعي لمعلومات تفصيلية عن ماهية تلك الفعالية وغيرها من النشاطات الثقافية في «ة» كانت الإحالة إلى مسؤولة الأنشطة الثقافية في المقهى؟ 

مثير للإهتمام وجود وظيفة مماثلة في مقهى. أريج أبو حرب تشغل تلك المهمة نسألها: هل هي عودة لبدء حين شكّل المقهى تجمعاً لسماع سير الأبطال من «الزير سالم» وسواه أو لزمن ليس ببعيد حين كانت مقاهي القاهرة تكتظ لسماع الست «أم كلثوم» عبر الراديو في أول خميس من كل شهر؟ 

□ تقول: الأنشطة الثقافية صنو لنشوء «ة»، تضاءلت الفعاليات نسبياً، حاضراً نعمل لإستنهاض الحالة مجدداً. نعم قدمنا «السيرة» مع حكواتي شامي. ومشاريع جديدة، كما «اسكنديريللا». هدفنا أن تكون الثقافة، حيث يكون الناس. الثقافة في مشروعنا تبدأ من الموسيقى التي تبث للرواد. ونستهدف في أنشطتنا الأجيال كافة، تماماً كما هم روادنا.

في إحياء ذكرى النكبة قبل أيام برز إهتمام مميز من رواد المقهى. بدورها تقول أبو حرب إن الحافز المضاعف لإحيائها ينبعث من الإقصاء المتعمد لقضية فلسطين، وتناسي الإحتلال الصهيوني المسبب الأول لأزمات منطقتنا كافة. قررنا أن تكون السينما هي الأساس. السينما ذات الموقف، وليس سينما الضحية، كما درجت العادة. كان خيارنا في مكانه عبر فيلم «المطلوبون الـ18» للمخرج عامر شوملي وشريكه الكندي بول كوان. الفيلم إنتاج فلسطيني – كندي مشترك. في سيناريو الفيلم أنه مع إنطلاق الإنتفاضة الاولى سنة 1987 قرر سكان قرية بيت ساحور مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، فأحضروا 18 بقرة لتأمين حاجتهم من الحليب. البقرات الـ18 صارت هدفاً لجنود الإحتلال، فهم يهددون أمنها القومي. ففي هذا الفيلم ظهر الفلسطيني باحثاً عن بدائل لمقاومة الإحتلال. عرض الفيلم ليومين بحسب الإتفاق، وبحضور فاق قدرة الإستيعاب، وفتح حوار عبر السكايب مع المخرج عامر شوملي من رام الله، قادته رانية المصري المنضوية في حملة مقاطعة اسرائيل. وفي نشاط آخر تمّ عرض فيديو فني لمحمد تميم بعنوان «عرق» يسرد بأسلوب فني مميز حكاية الترحال الفلسطيني. وبالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت التي تقود مشروعاً لأرشفة التراث الشفوي الفلسطيني عبر الجيل الأول من النازحين، عرضنا بعضاً من تلك الأفلام. أنشطة ذكرى النكبة شكلت استقطاباً مميزاً للحضور. وتزامناً مع الذكرى صدر بوستر عن «ة»، وذكّرنا بالكتب المختصة بالقضية الفلسطينية والمتواجدة في مكتبة المقهى. فقسم محدود من مكتبتنا يتصدر مدخلها، والقسم الأكبر في الطبقة العلوية، حيث المطالعة متوفرة بهدوء أكبر. 

يأخذ «ة» في الإعتبار مدى نأي الجيل الحالي عن الثقافة. لا شك بقالب معاصر وجذّاب للثقافة التي نقدمها تقول أبو حرب قبل أن تستدرك: لا نبدّل ولا نتنازل عن الأساس بهدف الإستقطاب. في تقديم سيرة «الظاهر بيبرس» كان الحكواتي شامياً وقدمها بالطريقة التقليدية. وتابع تلك الفعالية الكثير من الشباب. الملاحظ أن الشباب لا يعرفون بمثل تلك الفعاليات الثقافية، وهم لا ينأون بأنفسهم عنها. 

«ة» تهتم بنشر ثقافة التشكيل والتجهيز الفني، الذي هو حكر على الصالات. قبل شهرين كان تجهيز للفنان السوري ثائر معروف، الذي أنجز عملاً بعنوان «الأب المفقود». تصف أبو حرب ذاك التجهيز بـ«الرسالة القوية المباشرة والصادمة». هو الموت القائم في سوريا، وحال الفقد الذي تعيشه آلاف العائلات. يتمثل التجهيز بلوحة داخلها أطفال مع خيال لأب مفقود. إطار اللوحة من الياسمين الشامي. وفي خارجها تمثال لرجل يرتدي الأبيض يغمر الإطار. تجهيز فاجأ الرواد وجذبهم. ونحن قريباً مع مفاجأة جديدة لروادنا.

في منطقة باهظة الكلفة ويشكل عامل الإستثمار الأقصى لكل متر مربع هدفاً أساسا، أفْرِد مكان رحب لمكتبة في مقهى «ة». كتبها متاحة لمن يرغب مع حيز رحب للقراءة. والمشروع المستقبلي إستعارة الكتب، تعلن أبو حرب. وللمكان استخدام آخر كأن يجمع من لديهم ورشة عمل ويحتاجون لحيز. وهذا يتم عبر التنسيق. وتُخصص المكتبة لعروض الأفلام والأمسيات الشعرية.
حفلات الموسيقى لها جمهور واسع. بحضورها يُقفل مطعم «ة» ويتحول لصالة، وتستقبل بحدود 120 شخصاً. قدمت «ة» قدوداً حلبية. كذلك كان الحال مع سيرة الظاهر بيبرس، ومحاضرة عن التراث الموسيقي. إقفال المطعم يحتمه عنوان النشاط بحد ذاته، ويمكن أن يفرض ذاته مرّة في مدى 45 يوماً أو يزيد.

الملاحظ في جمهور «ة» تشكله من العرب المقيمين في المدينة أو المارين فيها، والعديد من الأجانب. لا مشكلة لدى أبو حرب في عزو هذا الإستقطاب الكبير للمطبخ الشرقي الناجح والمشهور. ومن ثم جاء دور الأنشطة الثقافية التي تسعى لتكون بجودة الطعام. نسألها رفع الوجبة الثقافية «نكزة» عن الوجبة الغذائية. لكنها ترى «مش غلط» تساوي غذاء ومتعة العقل مع المعدة. نشاطنا ليس ثقافة ترفيهية، ولا نسعى لتوجيه الجمهور، وكذلك لسنا مستسلمين للسائد من ثقافة الإستهلاك. هذه محصلة تخلص إليها المسؤولة الثقافية في «ة». مشروعنا الثقافي جدي ويرتكز على بحث، ولا يأخذنا الحماس. تقول أبو حرب. 

السعي المستقبلي في المشروع الثقافي في «ة» برامج طويلة تصل لحدود السنة. الخروج من بين جدران «ة». فرقة اسكنديرللا المصرية أحيت حفلها في المركز الثقافي الروسي لأنه يتسع لـ300 شخص. هو حراك ثقافي في المدينة. التواصل الثقافي هدفنا المستقبلي. تقول أبو حرب وتضيف: نحن ننفذ مشاريع يقترحها روادنا، سواء في الثقافة أو المأكولات. معظم الأفلام التي نعرضها من إقتراحهم.

مقهى «ة» يحيي النكبة في فيلم «المطلوبون الـ18»

هل تستعيد المقاهي سيرة أيام زمان؟

«فيلم كلينك» و«فورتريس دبي» يطلقان شركة إنتاج سينمائي جديدة

دبي – «القدس العربي»:

كشفت شركة «فيلم كلينك» عن تعاونها مع مجموعة «فورتريس كابيتال إنفيستمينت» في دبي تأسيس شركة إنتاج إماراتية تحمل إسم «فورتريس فيلم كلينك»، جاء هذا خلال مشاركة «فيلم كلينك» في مهرجان كان السينمائي الذي تستمر دورته الحالية.

وقد تأسست «فورتريس فيلم كلينك» في مطلع العام الحالي 2015، وسوف تعمل الشركة الجديدة مع «فيلم كلينك» وجهات إنتاجية أخرى في تطوير وإنتاج وتوزيع أفلام سينمائية وعروض تلفزيونية، لتكون متوفرة في السوق العربي والعالمي، بالإضافة إلى العمل على مشروعات إعلامية ومع شركات وكيانات مختلفة، سوف يتم الكشف عنها في وقت محدد.

ويقول المنتج والسيناريست محمد حفظي «بعد 10 سنوات عملنا فيها فقط داخل مصر، لم تجد «فيلم كلينك» شريكاً أفضل ومناسباً أكثر من «فورتريس كابيتال إنفيستمينت» من أجل توسيع نطاق عملنا في العالم العربي، فائدة هذه الشراكة لا تتمثل فقط في المساهمة من الناحية التمويلية والتطوير المتواصل، ولكن لأنها مع أشخاص يحبون السينما أيضاً، ويتخذون أهدافنا نفسها في إكتشاف وتمكين المواهب الجديدة».

ويقول حامد مختار الشريك الإداري في الشركة أشعر بحماس بالغ نحو مشروعنا الجديد إلى مجال الإعلام، والذي جاء من خلال شراكتنا مع «فيلم كلينك»، فالرؤية التي نملكها واحدة، وهي خلق إستوديو وقوة إنتاجية تركز على تطوير المواهب الجديدة الواعدة، وجودة الإنتاج وقوة التوزيع، عبر العالم العربي والدول الأخرى.

وتمتلك شركة «فورتريس كابيتال إنفيستمينت» مشروعات سينمائية وتلفزيونية تشارك في العمل عليها خلال الوقت الحالي، من بينها الفيلمان الفلسطينيان «عرب أيدول» و»إمسك القمر»، والفيلم المصري «إشتباك»، وبرنامجان مصريان للتلفزيون سوف يتم الإعلان عنهما قريباً، مع مشروعات أخرى خلال هذا العام، سيتم الكشف عنها في وقت لاحق.

القدس العربي اللندنية في

22.05.2015

 
 

«سامبا» ... الاغتراب والهوية والحب في باريس

القاهرة - أحمد مجدي همام

في العام 2014، أطلقت المنتجة المصرية ماريان خوري، ابنة شقيقة المخرج الراحل يوسف شاهين، مبادرة «زاوية»، وهي عبارة عن قاعة العرض التي تحولت وجهة لعشاق السينما، والتي تقع في صالة سينما أوديون. وتخصصت «زاوية» في عرض الأفلام المظلومة تجارياً، أو تلك التي لا تجد فرصة حقيقية في العرض بشكل تجاري، لتتحول «زاوية» منذ انطلاقتها قبلة لعشاق الأفلام المستقلة، والأفلام التي يصعب العثور عليها في دور العرض الأخرى، سواء كانت روائية أو وثائقية طويلة أو قصيرة.

ومن بين نشاطاتها الأخيرة، عرضت «زاوية» فيلم «سامبا»، الذي أُنتج العام 2014، من بطولة عمر ساي، شارلوت غينسبرغ وطاهر رحيم.

ليست الهجرة غير الشرعية فقط القضية الوحيدة التي يطرحها فيلم «سامبا»، بل يتناول الفيلم أموراً عدة وقضايا أخرى، على رأسها العنصرية، والحب، وحتى فكرة الاغتراب، التي يعانيها الإنسان المعاصر، ســـواء كان ذلك الاغتراب جسدياً، بمعنى الوجود في مكان بعيد من الوطن، أو الاغتراب بمعناه الواسع، الاغتراب عن الذات والمجتمع وكل المحيطين.

الفيلم الذي اشترك في إخراجه وكتابة السيناريو الخاص به كل من أوليفر ناكاتــشي، وإريك توليدانو، يقدم قصة المهاجر السنغالي سامبا (عمر ساي)، الذي وجد نفسه فجأة بعد سنوات عشر من العمل في باريس، على موعد مع الترحيل، إثر إلقاء القبض عليه أثناء محاولته تــقديم أوراق الإقامة الدائمة. في محبس المرحلين يلتقي سامبا بآليس (شارلوت غينسبرغ) التي تخــضع لفترة عقوبة في خدمة المجتمع إثر تعدّيها بالضرب على أحد مرؤوسيها أثناء عملها مديراً تنفيذياً في إحدى الشركات.

إحساس مشترك بالضياع

سامبا وآليس يبدآن علاقة جديدة بعد هذا اللقاء، علاقة يشكل الحب والاحتياج جانباً كبيراً منها، بينما يشكل إحساسهما المشترك بالضياع بسبب الإيقاع المتسارع للمجتمعات الغربية الخاضعة برمتها لسلطة العولمة والقوانين الصارمة، أرضاً مشتركة تجمعهما. فيباشران محاولاتهما، سامبا للعثور على عمل وتقنين أوراقه ليتمكن من البقاء في فرنسا وإرسال المصروفات التي يعيل بها أسرته في السنغال، وآليس لتجاوز الأرق المزمن الذي أصابها وعدم قدرتها على الانخراط مجدداً في عملها السابق الذي حصلت على إجازة منه لتباشر علاجاً ناجعاً لأعصابها، يتمثل في الخضوع لكورسات والذهاب في نزهات إلى الطبيعة لمداعبة الجياد.

يقيم سامبا مع عمه، وهذا الأخير يعيش في فرنسا بصفة قانونية، ويقدم الكثير من التضحيات والنصائح لسامبا، غير أنهما يصطدمان من حين لآخر، فالعم يصر على أن ينجح سامبا في تحقيق حلمهما المشترك، وهو أن يرجعه إلى السنغال بصفة الملوك، بثروة طائلة تؤهلهما لشراء منزلين قرب البحيرة، ليقضيا بقية حياتهما في نعيم ورغد من العيش. إلا أن سامبا يخفق مرة بعد الأخرى. وفي إحدى إخفاقاته يلتقي في محبس المرحلين بأفريقي آخر هو «يونان»، والذي يطلب من سامبا – بعد أن تم الإفراج عنه– البحث له عن حبيبته غراسيوز في محلات الكوافير بباريس، وسامبا لا يكذّب خبراً ويسعى لمساعدة صديقه، إلا أنه وعندما يلتقي بغراسيوز، يقيم معها علاقة ضارباً بأمنيات صديقه عرض الحائط.

التصوير المدروس

يبدأ الفيلم بمشهد لإحدى الحفلات التي يرتادها صفوة المجتمع الباريسي، ما بين الرقص والموسيقى والوجوه النضرة المتوردة، ثم تنتقل الكاميرا بالتصوير الاستعراضي المتصل (بان) إلى كواليس الحفل حيث المطبخ وعمّال النظافة والمضيفين، المشهد يريد أن يقول: «هنا باريس، ستجد الثراء الفاحش، وبالمثل ستــجد المعدمين الذين يكدحون في ظروف صعبة ليضمنوا البقاء على قيد الحياة». كان ذلك مدخلاً جيداً للعمل، مدخلا يعرّف المشاهد أن هناك أكثر من عالم في هذه المدينة.

المخرجان تألقا في اختيار طريقة التصوير التي تناسب كل مشهد، فعندما يقع سامبا في يد قوات الشرطة لترحيله، وأثناء وجوده في محبس المرحلين، تتقافز الكاميرا في لقطات سريعة بين نماذج إنسانية للمرحلين، عرب من شمال إفريقيا، آسيويين، لاتينيين وأفارقة، لغات مختلفة ومشكلات متنوعة، يتخللها تعليقات كوميدية تعكس فوارق الثقافة بين المجتمع الفرنسي وقوانين الهجرة الخاصة به، وبين هؤلاء القادمين من جهات الأرض الأربع.

الكادرات القريبة، القصيرة، تعكس الحياة الضيقة التي يعيشها هؤلاء المهاجرون، في شــقق الأستوديو التي يتشاركون فيها، أو في المصاعد والحمامات ومطابخ المطاعم التي يتولون تنظيفها. أما الكادرات الواسعة فكانت تأتي في شـوارع المدينة، وفي لحظات الحب، سواء تلك التي عاشــها ســـامبا وآليس، أو التي عاشـــها صديقه ويلسون - وليد (طاهر رحيم) مع صديقة آليس.

يمر سامبا بمنعطفات عدة، ما بين فشله في الاستمرار في مهنة، إلى خطورة وضعه غير المقنن والذي يؤدي به لتعرضه لمطاردات من الشرطة، رفقة صديقه الجزائري الأصل وليد، مروراً بالصدامات العديدة التي تحصل بينه وبين عمه، وهذا الأخير مل من رعونة سامبا وانصياعه التام لآليس وقصة الحب الناشئة بينهما.

سامبا ينتحل شخصيات عدة لأفارقة عاشوا في باريس، وينتحل أوراقاً كلــما أتيح له ذلك ليحصل على عمل ويــفلت من الشرطة، فتتعدد أســماؤه، حتى يصل لمرحلة أن تختلط عليه هويته، فمرة ســـامبا، ومرة موديــبو، ومرة ينتحل اسم عمه.. وهكذا، هذا ما تتسبب به قوانين الهجرة والظروف التي يعيشها المهاجرون غير الشرعيين في باريس.

برازيلي من الجزائر

وعلى هامش هذه القصة يعرض فيلم «سامبا» لقصة فرعية، هي قصة الجزائري وليد، الذي يزعم أمام باريس كلها أنه برازيلي واسمه ويلسون، وليد فعل ذلك لأنه يرى أن فرص البرازيليين تبدو أسهل وأوفر حظاً في ما يتعلق بالعمل، وكذلك في ما يتعلق بالحصول على فتيات حسناوات. وليد وسامبا يشكلان ثنائياً مميزاً، ويظفران بآليس وصديقتها، وإن ظلت مشكلة الهجرة غير الشرعية والأوضاع غير المقننة بمثابة كابوس يطل عليهما من حين لآخر، فيهربان من مطاردات الشرطة، ويختبئان فوق أسطح المباني وفي الممرات المظلمة وبين أكوام النفايات.

غير أن تلك المغامرات تأخذ منعطفا آخر، عندما يُفاجأ سامبا بصديقه الأفريقي الذي رافقه في محبس المرحلين (يونان)، وقد حصل هذا الأخير على أوراق لجوء سياسي لمدة عشر سنوات، وخرج من المحبس ليبحث عن سامبا وينتقم منه بسبب العلاقة التي أقامها مع غراسيوز. فينشب شجار بينهما ينتهي بيونان ميتاً في قناة مائية، وهو ما يؤهل سامبا لانتزاع الأوراق الثبوتية الخاصة به، ومن ثم يصبح متاحاً له الاستمرار في باريس بتلك الأوراق المنتحلة، ليواصل مشوار كفاحه، ويكمل قصة حبه مع آليس.

«سامبا» في المجمل فيلم عن المجتمع والواقع، إلا أنه ومثل أي عمل فني، واقع أكثر غنى وعمقاً من الواقع الحقيقي.

الرعب الناجح ولو على الطريقة المصرية

القاهرة - عزة سلطان

تنجح سينما الرعب إذا ما اعتمدت على إثارة الخوف لدى المشاهد المستهدف. هذا هو المبدأ العام حيث يتعدد نمط أفلام الرعب في السينما العالمية. أما المُتابع أفلام «الرعب» في السينما المصرية فسيجدها لا تقوم إلا على فكرة العلاقة مع الجن، وتأثيرات تلك العلاقة على بطل الأحداث. وهذا ما نراه بوضوح في فيلمي «التعويذة» و «الإنس والجن» مثلاً، على اختلاف مخرجي العملين وكاتبيهما.

تخرج المخاوف في السينما من كونها مجرد هلوسات لتفعيل ما نخاف منه، فتصبح المشاهد والملابسات على الشاشة إشارة إلى هذا العدو الخفي، حيث إن مفارقات مثل هذه الوضعية هي التي تنتج حالة الخوف عبر الشاشة.

في هذا الإطار لا بد لنا من تصنيف فيلم «وردة» على أنه فيلم رُعب طويل، على رغم أن زمن عرضه يقل عن ساعة وربع الساعة. فهذا لا يمنع كونه ضمن الأفلام الروائية الطويلة.

تعتمد اللعبة الدرامية هنا، على مزج لافت بين الحقيقة والخيال، فالسيناريو قائم على الشخصية المحورية، وليد (فاروق هاشم) مخرج الأفلام الوثائقية الذي يعيش في هولندا لكنه يعود الآن إلى إحدى القرى التابعة لمحافظة المنوفية، حيث يقوم بتصوير عمل له في مواقع تصوير أرادها حقيقية، ما ينتج هنا ذلك المزيج الذي يتكون لدى المشاهد ويستمر لبعض الوقت متسائلاً: هل ما يراه هو فيلم وثائقي أم فيلم روائي.

ويستمر السؤال على مدار ثلثي الفيلم، انطلاقاً على الدوام من وجود مبررات لاستمرار التصوير، في وقت تتنقل فيه الكاميرا من يد وليد إلى يد صديقته التونسية (آمنة)، وكذلك إلى يد أخيه الصغير يوسف الذي يأخذ الكاميرا لبعض الوقت.

وليد الذي جاء ليصنع فيلماً وثائقياً عن عائلته وعن نفسه وبلده، يجد أخته وقد مسها جن كما تصف الأم حالتها، وأخته هي وردة التي تعيش في حال انسحاب من الواقع طيلة الوقت، وتعاني ذهولاً وتتصرف بغرابة. وهنا بين حال الرفض وحال القبول تمضي الأحداث، لنجد انتقال الفكرة إلى حالة مختلفة من الرعب، وهو ما نراه في آخر مشاهد الفيلم، حين تكشف الأحداث عن شيء آخر يتعدى فكرة مس الجن، وهو ما لا نعتاده في السينما العربية.

إننا هنا بالأحرى أمام نموذج من تلك الأفكار التي تقوم عليها قصص الرعب في سينما شرق آسيا، لكن الفيلم المصري سينتهي من دون أن يعطي المشاهد تفاصيل أكبر، ومن دون أن يسمح له كذلك بالتقاط أنفاسه.

ويمكن القول عن الفيلم أنه صناعة جيدة للغاية، فكتابة محمد حفظي جاءت متماسكة والتصاعد الدرامي طبيعياً ومنطقياً يخلو من الحشو والتطويل غير المبررين، وأداء الممثلين لم يكن مختلفاً عن هذا المستوى، وهو ما يزيد حالة الارتباك لدى المشاهد الذي تستمر معه التساؤلات حول كون الفيلم وثائقياً أم روائياً.

حيث إن التعامل مع المواقع الحقيقية والانتقال عبر وسائل المواصلات نفسها، والتصوير في أماكن فعلية، يعتمد على المعرفة المسبقة لدى كثير من المشاهدين بالجغرافيا وبنمط الحياة، كل ذلك يجري في تأكيد واقعية الفيلم، بما في ذلك تلك الجملة التي يبدأ بها الفيلم معلناً أنه يعتمد على قصة حقيقية.

الفيلم من إخراج هادي الباجوري وهو الأمر الذي يستحق التريث قليلاً، فالذين يعرفون هادي الباجوري يعرفون أن اسمه كثيراً ما ارتبط بتصوير الكليبات الغنائية، وهذا النمط من المواد المصورة يفترض أن هناك اهتماماً واضحاً بالصورة وتقنيات التصوير، وإخراجاً مُدهشاً وحركة مختلفة سواء للكاميرا أو الموديلز. غير أن الباجوري ينحاز هنا لمصلحة المشروع، ويتخلى عن كل جماليات تصوير الكليبات، ليقدم نمطاً جديداً مختلفاً عن أعماله السابقة. في المقابل إذا كان اسم محمد حفظي وشركة إنتاجه «فيلم كلينك» قد ارتبطا من البداية بتقديم التجارب المختلفة والاعتماد على نمط إنتاجي منخفض التكاليف، فإنه هنا على العكس يرتبط باسم الباجوري ونوعية ما يقدمه.

حركة ما...

هنا نرى الانحياز إلى نجاح المشروع ومدى تمكن صناع الفيلم من صنعتهم، فالباجوري يعتمد في لقطاته على الحركة، والتصوير بكاميرا محمولة في مواقف كثيرة، بل إنه أحياناً يعتمد على لقطات من كاميرات المراقبة، وباستثناء مشاهد قليلة تضم خدعاً بصرية جاءت لتخدم الفكرة وفق سيناريو متماسك ومصنوع بحرفية واضحة.

تبدو عبير منصور مبهرة في دورها (الأم) بحيث لا يمكن أن يداخلك الشك للحظة أنها ليست شخصية حقيقية، بانفعالاتها وطريقة الأداء أمام الكاميرا، وهو أيضاً ما نجده واضحاً عند فاروق هاشم (وليد) وباقي الممثلين. وباستثناء سميرة مقرون التي أدت دور آمنة يقدم الممثلون أداءً مميزاً يُشير إلى موهبة وإدارة جيدة من الباجوري.

أما آمنة أو سميرة مقرون تلك الفتاة التونسية التي تعيش في هولندا، وهي صديقة وليد وتأتي معه إلى بلدته كفر البتانون، فإنها تبدو هي نغمة نشاز وحيدة وذلك بخاصة بسبب لهجتها المصرية الخالصة والجيدة جداً كأهل مصر، وهو أمر يبدو غير مبرر بأي حال، فالفيلم يقدمها لنا تونسية وتعيش في هولندا منذ سنوات طويلة، لكن لكنتها ولهجتها فأتت مصرية كلهجة صبية لا تفارق شوارع القاهرة ولا ناسها. ولكن من ناحية ثانية لا بد من القول أن سميرة مقرون أدت دورها في شكل جيد إذا تناسينا فكرة اللهجة.

في الأحوال كلها لا شك في أن فيلم «وردة» مشروع لفيلم ناجح جماهيرياً، إذ إنه يعتمد قيمة اجتماعية متداولة، ويعبر عن مخاوف تسود عند طبقات متعددة وشرائح اجتماعية متنوعة.

ولا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن نمط السيناريو وهو تقديم فيلم روائي يحمل شبهة وثائقية، على رغم غرابته على المشاهد المصري والعربي، ممكن أن يكون المدخل لفيلم يتفاعل مع المشاهد أكثر، حيث يبتعد عن الأجواء المبهرة والممثلات الجميلات، والديكور الضخم، والمعارك الكبيرة والتي تروح ضحيتها عشرات السيارات.

إنه بعد كل شيء فيلم ينتمي إلى السينما الروائية التي لا تبتعد كثيراً عن تصوير حياة المشاهد، وهو ما ينتج حالة تقارب كبيرة ومُدهشة، ويجعل منه فيلماً ناجحاً جماهيرياً، فضلاً عن نجاحه النقدي، إذ يجد كل من المشاهد والناقد ضالته في هذا الفيلم.

فيلم «فورمطاج» لمراد الخوضي: سينما الصور الصاخبة

الدار البيضاء - مبارك حسني

من كلمة تقنية محضة صارت متداولة في الكلام اليومي، استقى المخرج المغربي الشاب مراد الخوضي فيلمه هذا الذي أراد له أن يكون منخرطاً في العصر الحالي برموزه ومنطوقه الشائع الشبابي طبعاً، حول مسح الذاكرة ومحاوﻻت استعادتها وإحيائها. ولهذا الغرض يًعَوم الشريط مشاهده في حمّى صوت وصورة صاخبين ومتسارعي الوقع، على غرار ما يُرى في اليوتوب والكليب الموسيقي الغربي والفيلم التقنوي الشكل والمضمون.

الزاوية- المعتقل

في المضمون لدينا في فيلم «فورمطاج»، شخص فقد ذاكرته ووجد نفسه في زاوية دينية هي مزار معروف وشهير، لكن هذه الزاوية هي في ذات الوقت مُعتقل لا يُصرّح باسمه هذا يُقفل فيه على المكتئبين المتوترين والمجانين والمرضى النفسانيين بالحديد والسلاسل في ظروف قاسية تعوّق حركتهم في شكل كبير. الفيلم يصور هذا المكان العجيب وقد أعيد إنشاؤه ديكوراً وفضاء مشابهين للأصل الذي ثمة تأكيدات بوجود ما يماثله على أرض الواقع، لكن النتيجة تحيل أكثر على موضع مُتخيل ومبني على شاكلة المخيمات من حيث اللباس والهيئة والسحنات التي للممثلين. والأجواء المنفرة الغريبة هي أقرب إلى مجمع غجر، ما يمنح في بداية الأمر المخرج إمكانية تصوير مُشوق بأفق انتظار خاص.

ذات يوم تتدخل امرأة وهي البطلة «ريحانة» لدى القائمين على أمور الزاوية بمدهم بالنقود رشوة لفك قيد أسير يحمل اسم رمزي. بالنسبة للمخرج هي محاولة لتوظيف موضوع اجتماعي معروف كمحاولة «فضح» لما يمارس في تلك «المصحات» النفسية الشعبية، لوﻻ أن وقائع الفيلم ﻻ تؤكد ذلك. لأن ما تم تصويره يضمن تلك المبالغة السينمائية التي تضيف من اﻹثارة، وهو ما سيظهر تباعاً داخل الشريط.

فالمرأة غرضها الأساسي هو تخليص الأسير الذي اسمه رمزي وتبوح له بأنه زوجها الذي تعاني من غيابه بعيداً منها ومن حالته المزرية. لكن سيتضح لاحقاً بأنه أيضاً عُرضة لرصد ومتابعة قريبة من المطاردة من طرف شخص رئيسي ثالث اسمه فاضل. وهكذا يجد رمزي نفسه طرفاً في ثلاثي غامض يؤكد حقائق ونقيضها. حقائق تُعلن أحداثاً نُشاهدها ونتتبعها من دون هوادة، في توالٍ اعتباطي حيناً ومنطقي حيناً أخرى. المرأة تمنحه من خلال التذكر والحكي حياة عائلية سابقة بكل ما تتضمن من دفء منزلي وذرية هي بنت ولحظات سعادة هادئة تشاهد من خلال الفلاش الباك. لكن فاضل يدحض كلّ ما باحت به المرأة وأكدته، بوضعها في خانة المرأة المُستغلة الوضيعة الأخلاق ما يجعل رمزي يحتاط وينزعج وينفر منها، أي يفعل ما كان يمكن ان يفعله اي انسان سوي وعادي.

يحصر رمزي المرأة إذن في خانة أخلاقية سلبية كمومس سابقة تحاول النصب عليه والزواج منه، واستغلال مرضه كي تتخلص من زوج ثان خارج من حكاية ثانية فيها زوج ثري لا تريد استمرار العلاقة برفقته بعد أن أخذت منه المال. ولأن الفراغ لا يجب أن يظل كذلك، ورمزي يجب أن يتوافر على هوية، فقد أخبره هذا الشخص الثالث فاضل الذي قدم نفسه كفاعل خير وكمنقذ بأنه في صلب عملية إجرام كبيرة ومتشعبة وتخص الأمن العام.

حل المعضلة

وهكذا نصبح أمام رجل منغلق منزوٍ يجد نفسه بين حالتين، الأولى حياة سعادة وهناء، والثانية حياة توتر ومغامرة، فأيهما يصدق وما التي ستنجذب إليها صفحة ذاكرته الممسوحة ؟ لا يهم في الحقيقة، فالأساسي هو كيف سيمَارس الفعل السينمائي وسيشتغل لحل معضلة بهذا الحجم الكبير؟ رمزي الذي تعرضت ذاكرته للمسح سيعمرها اﻵخرون، بكل ما يمكن تصوره. الفكرة في حد ذاتها تحوي دهاء سيناريستياً ملحوظاً. بطل بلا ماضٍ جسد بحواس، لكنه بات أداة طيعة بين يد السينما المعتادة على الإثارة كما قلنا.

وهكذا تتوالد الحكايا إذن من بعضها بعضاً بقدرة متكلفة تستسهل السرد الفيلمي بوثوقية المُشاهد المتعود على ملء العين بأفلام الحركة والتشويق وأفلام التحري الجماهيرية التي سمتها المبالغة والتضخيم في السينما العالمية الشائعة. والدليل هو كون فاضل يمتهن حرفة رجل المخابرات، وللكلمة وقع رهيب ومرعب في آذان جماهير غير مُحصنة بثقافة الحقوق المدنية والمواطنة. والسينما من ضروريات أهدافها أن تثير. وهذا عين ما قصده شريط «فورماطاج» بوضوح وعلانية. بتوليفة هي مزيج من الكوميديا السوداء والفانتازيا السطحية والدراما المُبكية، حيث المشاهد لا تقف على حالة إلا لكي تنزاح نحو الأخرى بيسر من لا تتملكه سوى جاذبية الصورة من دون سند موضوعي حقيقي. سينما شد العين واحتكارها.

وهذه الإثارة تتأكد أكثر عبر بعض الانفجارات، وعبر صور العنف المتبادل، والتداخل بين المصائر والأقدار مع تخيّر لقطات تحضر فيها النيران والوحل والفضاءات الخالية المقفرة والألوان المعتمة والكابية. على سبيل المثال نستحضر صور الزاوية المزار حيث نرى رجالاً بأسمال رثة وأقدام حافية تجر قيودها المثقلة في شمس حارقة، وأراضٍ قاحلة لتضخيم القسوة والألم (صورة ويسترن بمسحة مكسيكية). وصور سيارات تنفجر وتنقلب محدثة لهيباً جهنمياً حارقاً ومروعاً. وصور المٍرأة وهي في حالة عويل قاس ولقطات ضرب وتعنيف بالأيدي والأجساد. كما تحضر الإثارة حين يتخيّر الفيلم صفات لشخوصه مأخوذة من ذاكرة السينما أو لها علاقة بالمهنة كما لو أن الأمر خارق. فشخصية/شخص ثان هو أخ للزوجة المفترضة قُدم على أنه كاتب سيناريو يريد أن يقضي عليها بدعوى إساءتها للعائلة وكي ينال ثروتها ويحقق حلمه بممارسة هوايته السيناريسيتية. والواضح ان لدينا هنا تمازجاً سينمائياً متكلفاً قد يكون رغبة من المخرج لكنه سينما في سينما، بالمعنى الفرنسي للكلمة، أي وهم في وهم وليس سينما كرؤية.

«فورمطاج» شريط جماهيري من أشرطة النتاج التكنولوجي والسينما الرائجة. وهو كبعض الأفلام المغربية المشاهدة في الفترة الحالية، ينطلق من فكرة طيبة أو موضوع مثير للنقاش وللاهتمام اجتماعياً، ليمنح فيلماً آخر لا يبرر هذا المُنطلق. يصير فيلماً للجمهور قد يمتع لكنه لا يسمح كثيراً بالتفكير والأسئلة.

الحياة اللندنية في

22.05.2015

 
 

مائة عام من السينما ـ نظرة معاصرة (2)

كتب: أمير مصطفى

البرئ  (إنتاج 1986) يحتل المركز رقم 28 ضمن قائمة المائة .

قصة وسيناريو وحوار : وحيد حامد .

مدير تصوير : سعيد الشيمي ، مونتاج : نادية شكري .

موسيقى تصويرية وألحان : عمار الشريعى.

بطولة : أحمد زكي، محمود عبد العزيز، ممدوح عبد العليم، حسن حسني، إلهام شاهين.

إخراج : عاطف الطيب .

حقائق تاريخية :

هذا الفيلم قد واجه اعتراضات رقابية شديدة, حيث شاهدته لجنة رقابة شكلها مجلس الوزراء من 3 وزراء: وزير الدفاع المشير عبد الحليم أبو غزالة، ووزير الداخلية أحمد رشدي، ووزير الثقافة أحمد عبد المقصود هيكل في عام 1986 وقد قررت حذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته. بحجة أنّ الزمن لا يتناسب مع عرضه، وأخيرًا تم حظر عرض الفيلم نهائيًا .

فى العام 2005 بعد موافقة وزير الثقافة المصري فاروق حسني، في انتصار نادر لحرية الرأي والتعبير في العالم العربي على عرض النسخة الكاملة لفيلم البريء من دون حذف للمرة الأولى على شاشة السينما, بعد 19 عامًا من انتاجه. وبالفعل تم عرض الفيلم كاملة وبدون تقطيع ورقابة في أبريل 2005 في مهرجان السينما القومي تكريمًا للفنان الراحل أحمد زكي .

عن الفيلم :

هذا الفيلم يحمل أكثر من فكرة واحدة، فهو يتحدث عن الحرية بمعناها الشامل، وذلك عن طريق إظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر بعد سياسة الانفتاح، وبالتحديد خلال فترة ما سميت بانتفاضة 17 و18 يناير 1977, كما أن الفيلم يتحدث عن فكرة تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة معينة، ويختصر بعض النقاد فكرة الفيلم بعبارة قمع الحرية بجهل الأبرياء.

فقصة الفيلم تحكى عن أحمد سبع الليل) أحمد زكي (، الشاب الريفي الفقير الذي يعيش مع أمه وأخيه عبد الصبور المتخلف عقليًّا. لا يعرف أحمد سبع الليل من الدنيا إلا قريته حيث لم تمكنه ظروفه الاقتصادية من التعليم، مفهومه للوطن مفهوم بسيط فالبلد بالنسبة له هي الحقل الذي يزرعه بنفسه والترعة التي يقذف بجسده فيها ليقاوم حرارة الصيف، والأعداء هم من يمكن أن يراهم رؤيا العين وجهاً لوجه، حيث يتوقف استيعابه الذهني عند ذلك الحد، والترفيه الوحيد الذي يمارسه بعد عناء يوم شاق هو محل البقالة الوحيد الذي يتجمع عنده بعض شبان القرية لقضاء الوقت بالحديث أو بالتسلي بالسخرية من السذج أمثال أحمد سبع الليل.

والشاب الجامعي الوحيد في القرية حسين وهدان (ممدوح عبد العليم) المتعاطف مع أحمد سبع الليل ويمنع الشباب الآخرين من التمادي في السخرية من سذاجته، ويقوم بتشجيعه على تجنيد نفسه في القوات المسلحة للدفاع عن البلد ضد الأعداء.

حيث يمهد (عاطف الطيب) بهدوء وذكاء ظهور كل شخصية في الفيلم، بداية من أحمد سبع الليل ودعائه البسيط أن يلطف الله الجو ويطرح البركة فيه والبقرة ويحفظ الزرع من الحشرات، وكلامه مع الحمار كأنه في حديث مع صديق العمل، السذاجة الواضحة في الشخصية، كلها أمور توضح للمشاهد بطل الفيلم، ثم ينتقل إلى البطل الثاني حسين وهدان (ممدوح عبد العليم) ، المتعلم، الوقور، المثقف، البشوش، وأخيرًا البطل الثالث العقيد توفيق شركس (محمود عبد العزيز)، وقمة الازدواجية والفرق الهائل بين تعامله مع أسرته والمعتقلين، حيث يشارك طفلته في اختيار هدية عيد الميلاد ويرفض أن يبتاع لها لعبة على شكل عسكر وحرامية وإنما يختار لها آلة موسيقية رقيقة هي الجيتار، بل إنه لا يتعامل بغلظة مع شرطي المرور الذي يعنفه لوقوفه بسيارته في الممنوع ، وهكذا يوضح (عاطف الطيب) الشخصيات الثلاث المحورية في الفيلم ببساطة شديدة دون أى محاولات للتحذلق.

وعندما يتم استدعاء أحمد سبع الليل للتجنيد الإجباري ولأنه لا يعرف ما معنى التجنيد فيقوم حسين وهدان بتوضيح معنى التجنيد لأحمد سبع الليل فيقول إن الجيش يحمي البلد من أعداء الوطن، وهنا يرد أحمد:

بس بلدنا ما لهاش أعداء

( حيث مفهوم الوطن لديه هو حدود القرية كما سبق أن أوضحنا)

وهذه الجملة هي مفتاح أحداث الفيلم . يتضح فيما بعد أن المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية يخضعون لبرنامج مكثف من الفحص الطبي، بالإضافة إلى تصنيفهم تصنيفاً ثقافياً وعلمياً، فيصبح أحمد سبع الليل الأمي الذي يجهل القراءة والكتابة، في ذيل القائمة وينتهي الأمر به إلى الانخراط ضمن قوات حراسة أحد المعتقلات الخاصة بالمسجونين السياسيين في منطقة صحراوية معزولة، وهناك يتم تدريبه على إطاعة الأوامر بأسلوب الطاعة العمياء التي تتطلب تنفيذ الأوامر بدون أية مناقشة حتى ولو كانت منافية للمنطق.

في المعتقل نرى العقيد توفيق شركس يتحول إلى وحش بشري في معسكر الاعتقال، لا يخضع لأي وازع إلا إرضاء الروؤساء الذين يكلفونه بواجبات منصبه، فيبالغ في التنكيل بنزلاء المعتقل. يرى أحمد سبع الليل أن المعتقلين يجبرون على تناول الخبز من الأرض وأيديهم خلف ظهورهم، فيسأل لماذا؟ فيقول له الشاويش هؤلاء أعداء الوطن.

نرى من بين المعتقلين نرى الكاتب رشاد عويس) صلاح قابيل) وأستاذ الجيولوجيا) جميل راتب( ، ولسذاجة أحمد وبساطته فأنه يعترض على أن يقدم الجيش الطعام لأعداء الوطن ويقوم بحراستهم بكل يقظة والعمل على إجهاض أية محاولة من أحدهم للخروج عن نظام المعتقل، ولا يتأثر على الإطلاق بسوء المعاملة وقسوتها، التي يبديها قائد المعسكر العقيد توفيق شركس وضباطه للمسجونين؛ إلى حد الإهانات الجارحة والتعذيب البدني المبرح، بل إن أحمد سبع الليل يرى أنه من المفروض قتل هؤلاءالأعداء لكى يعود كل عسكري لغيطه وداره!

تمر أحداث الفيلم سريعاً بعد ذلك وتعكس صورة لواقع مرير من تزييف الحقائق حينما يتبدل حال السجن فور ورود معلومات بوجود لجنة تفتيش لتقييم السجن، فيعامل المساجين معاملة طيبة وتفتح لهم مكتبة وملاعب كرة القدم، وما إن تنتهي اللجنة من عملها وتغادر المعتقل حتى تعود الأمور لحالها السيء في البداية.

يستعمل المخرج الناي كرمز للإنسانية ، فأحمد سبع الليل يعشق الناي، وعندما يعزف أحمد على الناي في موقع حراسته يأمره الشاويش بإلقاء الناي، ونرى الناي، وهو يسقط من برج الحراسة إلى الأرض وتنتهي الحركة الأولى من الفيلم، وتبدأ الحركة الثانية بالغناء الجماعي للمعتقلين من تأليف عبد الرحمن الأبنودي دون موسيقى (أغني بدموعي لضحكة الأوطان. (

يبدأ في الجزء الثاني من الحبكة محاولة الكاتب رشاد عويس الهرب، ولأن الحارس الساذج أحمد يؤمن فعلا بأن المعتقلين أعداء الوطن، يقوم بمطاردته حتى آخر نفس، لتنتهي المطاردة بمعركة بين الجندي الشاب والكاتب المعتقل يزهق فيها الفتى روح الرجل خنقاً وسط هتاف المعتقلين إنت مش فاهم حاجة، وهو يعتقد أنه يطهر الوطن من مثل هذا العدو، وتكون مكافأته إجازة يذهب فيها إلى قريته وترقيته إلى رتبة العريف تقديراً لشجاعته وبطولته.

تأتي قمة الإثارة في الفيلم حينما يأتي مجموعة من طلاب الجامعة للتأديب في المعتقل لتعبيرهم عن رأيهم ويستعد أحمد بالعصا في يده لتأديب أعداء الوطن، ولكن المفاجأة أن أحد الطلاب هو ابن قريته حسين وهدان الذي يحبه أحمد حباً كبيراً، وتعلم على يديه العديد من أمور الحياة وواجبه تجاه الجندية، وهنا يعصي أحمد الأوامر ويمتنع عن ضرب ابن قريته، بل ويدافع عنه ويصرخ وهو يحميه بجسده ويتلقى السياط عنه ده حسين أفندي ابن الحاج وهدان، أنا عارفه، ده لا يمكن يكون من أعداء الوطن.

هنا تبدأ الحركة الأخيرة من هذا العمل السينمائي، وفيها يعاني أحمد لحظة التنوير عندما يدرك أنه لا يحارب أعداء الوطن، ويسجن مع حسين، ويموت حسين بين ذراعي صديقه متأثرًا بلدغة ثعبان، ويعود أحمد إلى عمله وعيناه تقولان إنه قرر أمرًا، ولكن أحدًا لا يستطيع التنبؤ به. ومرة ثانية يغني المعتقلون أغنية حزينة عن تبديل الحقيقة، وقلب المعاني. ويعزف أحمد على الناي القديم الذي صنعه بيديه، ومن موقعه في برج الحراسة، الناي في يد، والرشاش في اليد الأخرى، يرى السيارات قادمة تحمل المزيد من المعتقلين، فيرفع الرشاش ويصرخ صرخة مدوية ينتهي معها الفيلم كما عرض على الجمهور، ولكن الفيلم في نسخته الأصلية يتضمن خاتمة يطلق فيها أحمد الرصاص على الضباط والجنود، ويلقى مصرعه بدوره على يد أحد الجنود، بينما المعتقلون يدقون أبواب سيارات النقل الكبيرة من الداخل ويطالبون بالحرية .

يتقمص أحمد زكي الدور لدرجة تصيب المشاهد بالخوف، 12 دقيقة من عمر الفيلم هي المقدمة، قبل التتر، ليؤكد المخرج أن الشخصية أهم من اسم الفيلم أو التتر، أو حتى من اعتبار البطل، بريئًا أو متهمًا.

كذلك نجد علاقة الحب البريئة كعامل مهم في الفيلم، حيث يقع أحمد سبع الليل يقع في غرام أخت حسين وهدان نوارة (إلهام شاهين) وهى من ضمن أسباب إرتباطه بحسن وهدان ، أما العقيد توفيق فهو يمر بأزمات عاطفية مع زوجته ، والأستاذ حسين يتعامل مع الوطن الحبيبة.

الصراع القائم والأبدي بين السلطة والمثقف والمواطن، حيث السلطة ليس لها عزيز، فالكل خائن طالما يمشي خارج القضبان، السلطة تريد الكل آلات مبرمجة لخدمة مصالحها.

وهذا الفيلم لا يهاجم الدولة بقدر ما يهاجم الواقع و يعلن رفضه لمجريات الأمور ويعلى من حيرة الإنسان أمام خياراته

أخيرا كانت النهاية المحذوفة، هي النهاية المنطقية حيث تولد شخصية جديدة من رحم ما رأت ، من جوف الثلاثي المتشابك ، يثأر سبع الليل لصديقه حسين أفندي ، ليقتله جندي لا تعلم ماهيته ، لتستمر الحياة كما بدأت ، وكأن الفيلم يؤكد على إستمرار عبثية المآساة التى لن تنتهى بمجرد موت أفراد .

كتب وكتاب في

22.05.2015

 
 

قضية

نادي الكويت للسينما.. بعد استقالة النويري!

شريف صالح

قبل حوالي خمسة وأربعين عاما تأسس نادي الكويت للسينما وشارك في تأسيسه كوكبة من الشباب المبدع والمثقف آنذاك منهم: محمد السنعوسي، محمد الرميحي، عامر التميمي، عيسى العصفور، بدر المضف، محمد خالد الرومي، سليمان صالح الفهد، سامي البدر، حسن الابراهيم، رضا الفيلي، غازي السلطان، الشيخ حمد صباح الاحمد، خالد الصديق ومحمد شملان الحساوي، نجم عبد الكريم، وعبد الوهاب السلطان.

كان النادي محاولة لخلق وعي ومناخ سينمائي.. فالسينما ليست فقط صالات تجارية قائمة على الربح بل هي ثقافة.. وعدد لا بأس به ممن شاركوا في التأسيس سعوا الى تقديم انتاج سينمائي كويتي قادر على المنافسة عربيا وعالميا، وتظل تجربة خالد الصديق بينهم هي الأهم والأبرز.

ومع دوران عجلة الحياة وانشغال المؤسسين بمشاريع ومهام أخرى، تراجع نشاطهم في النادي وان وصل بعضهم الى سدة مجلس ادارته مثل عامر التميمي. ثم تلاهم جيل وراء جيل من الشباب الطامح.

ولمن لا يعرف فان النادي هو جمعية نفع عام تحت اشراف وزارة الشؤون الاجتماعية، ورغم محدودية الدعم المقدم له، ووجوده في مقر مؤقت في المدرسة القبلية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الا ان النادي بجهود مؤسسيه ومجالس ادارته لم يتوقف عن العطاء.
ولعل من أبرز الأمور التي تستوجب التوقف عندها ان تولى منصب مدير النادي خلال تلك السنوات ناقدان سينمائيان كبيران الأول هو الناقد والمخرج فاروق عبد العزيز لأكثر من خمسة عشر عاما وجهوده في نشر الثقافة السينمائية في الكويت لا تحتاج الى اشادة ولا شهادة وانما الى توثيق لتجربة الرجل.

ومن بعده أكمل المسيرة الناقد السينمائي القدير عماد النويري لأكثر من عشرين عاما.. ورغم ان أجواء الكويت بعد 1990 ليست مثل أجواء ما قبل هذا العام.. ورغم صعود تيارات معادية للفنون عموما لم يتراجع نشاط النادي وحافظ النويري على دوره ورسالته مستفيدا من ثقافته السينمائية الواسعة وعلاقته الطيبة مع الجميع.

النويري من موقعه خدم باخلاص بلده الكويت مثلما مثل فيها بلده مصر. وهو حالة مصرية كويتية مثل كثيرين ضحوا وأفنوا شبابهم من أجل أداء الرسالة التي يؤمنون بها. ومن خلال مبادراته التي تبنتها مجالس الادارة المختلفة أقام عشرات الورش في كتابة السيناريو والاخراج والتصوير والنقد. وحافظ على ديوانية الأفلام الأسبوعية التي كانت نافذة مهمة على السينمات العالمية والقومية.. وكان دائما مستعدا لعرض الفيلم وتقديمه والتعريف بجمالياته حتى لو كان في القاعة متفرج واحد!

ولعل من آخر مبادراته تبينه لمجموعة «استديو الأربعاء» التي أنعشت صالة النادي بعروض ونقاشات أسبوعية كل أربعاء وكذلك بتأسيس نادي السينما للأطفال كل جمعة.. وللأسف يبدو ان هذا النشاط الذي قارب العامين أثار حفيظة البعض فسعى الى «تطفيش» المجموعة من النادي!

والى جانب نشاطه الفني والاداري وثق النويري لتاريخ السينما في الكويت وفي الخليج في أكثر من كتاب، وعرّف بها في مهرجانات عربية وخليجية.. وكتب وأعد مجموعة من الأفلام القصيرة والتوثيقية.. وكان له الفضل في استضافة عشرات السينمائيين العرب بعلاقاته الشخصية منهم على سبيل المثال يوسف شاهين وأحمد زكي والهام شاهين وبوسي وغيرهم.

وبالطبع من الصعب اختزال دوره في هذه السطور وهو دور يستحق عنه التكريم والثناء بكل تأكيد.

ومن المؤسف بعد كل هذه السنوات الطويلة في خدمة نادي الكويت للسينما ان يعلن النويري استقالته ويضع نقطة في آخر السطر. رغم علمي ان هذا القرار كان يراوده منذ فترة.. فالأجواء لم تعد هي الأجواء.. وصراعات الشباب الطامع لمقاعد مجلس الادارة لم تعد رغبة في خدمة السينما ولا شغفا بالفن السابع.. بل هي مجرد طموح للمقعد.. ووصلت خلافاتها للصحف ولوزارة الشؤون نفسها.

صحيح ان التغيير سنة الحياة ومن حق النويري ان يجدد عطاءه في تجربة أخرى.. وأن يُفسح المجال لوجوه أخرى.. لكن الخطورة في ان يمنح منصب مدير النادي الى من لا يستحقه.. من لا يعرف دوره وتاريخه.. أو من يحوله الى ديوانية لشرب الشاي.. أو بؤرة صراعات بين المتنافسين على عضوية مجلس الادارة.

لا تبدو المؤشرات الحالية ايجابية مع كل التقدير والاحترام لجميع الأطراف.. فشباب استديو الأربعاء نقلوا نشاطهم الحيوي الى المكتبة الوطنية.. ومدير النادي استقال.. ولم يحسم بعد الصراع بين المتنافسين في الانتخابات.. وأخشى ما أخشاه ان النشاط الذي يقترب من نصف قرن يتلاشى هكذا.. ويتحول مقر النادي الى غرف شاحبة الاضاءة وتكتفي وزارة الشؤون بدفع رواتب موظفين أو ثلاثة حفاظا على مسمى النادي على الورق فقط!

وقناعتي التي لا تخص النادي وحده بل معظم جمعيات النفع العام خصوصا ذات النشاط الفني والثقافي ألا تقتصر الرقابة على النواحي الادارية واجراء الانتخابات.. بل يكون هناك دعم مادي أكبر وتقييم لدورها الثقافي والفني في المجتمع ولو ثبت ان مجالس الادارات عاجزة عن أداء هذا الدور يتم سحب الثقة منها.

النهار الكويتية في

22.05.2015

 
 

الزواج السّري عند النجوم: خافوا... فاعترفوا

القاهرة ــ مروة عبد الفضيل

"المضطر يركب الصعب"، عبارةٌ تشرح تماماً ما يحصل مع بعض الفنانين ممن اضطروا للكشف عن زيجاتهم العرفية التي كانت محاطة بسياج من السرية بسبب وقوعهم في أزمات قد تكون أقوى من الإعلان عن تلك الزيجة.

فمنذ أيام قليلة اضطر المغني الشعبي سعد الصغير للكشف عن زيجته العرفية من الراقصة المصرية شمس، بعدما أُلقي القبض عليه من قبل الأمن المصري الذي تلقى بلاغاً يفيد باعتداء الأخير على الراقصة في منزلها محاولاً تحطيم باب شقتها. وبعد القبض عليه، حاول سعد التهرب من تهمة التعدي بإعلان أن شمس زوجته، وانتهى الأمر بعقد جلسة تصالح بين الإثنين ليتمّ بعدها إخلاء سبيله.

"من النجوم المعترفين إلهام شاهين وشيرين عبد الوهاب وأنغام وطلعت زكريا"

يأتي هذا الاعتراف من سعد الصغير بعد سنوات من نكرانه للزيجة التي حاولت شمس مراراً الإعلان عنها، حتى أنها أرسلت بياناً إعلامياً لكل الصحف يتضمن وثيقة زواجها العرفي من سعد وبعض الصور الحميمية التي تجمعهما. وعلى الرغم من تلك الصور، استمرّ نكران سعد للزيجة. وقد أوضح في تصريحاته الكاذبة خلال السنوات الماضية أنه متزوج ولديه أبناء، وأن فكرة الزواج بالسر ليست من شيمه. وكان سعد قد شارك شمس بطولة فيلم "ولاد البلد".

وفي حكاية ثانية للزيجات السرية، اضطرت المطربة المصرية أنغام للإعلان عن زواجها من الممثل المصري أحمد عز بعد تدخّل القضاء بينهما، إذ حصل محامي الممثلة زينة على وثيقة الزواج بعدما أقامت الأخيرة دعوى إثبات نسب على عز، فاضطر محامي زينة إلى إظهار الوثيقة، علماً بأنه كان زواجاً رسمياً لكن دون معرفة أحد، وذلك ليثبت المحامي للجميع أن خصمه اعتمد الزواج السري. وصرّح عز بأنه أخفى الزيجة بطلب من أنغام خوفاً من خسارتها حضانة أبنائها لصالح والدهم الموزع الموسيقي فهد. وكان عز وأنغام قد انفصلا قبل الإعلان عن الزيجة بفترة حيث تم تداول وثيقة طلاقهما.

وكانت الممثلة المصرية إلهام شاهين قد اضطرت منذ سنوات أيضاً للإعلان عن زيجتها العرفية من رجل الأعمال المصري عزت قدورة، بعدما طاردها أحد الأشخاص بماء النار في محاولة لتشويه وجهها، ليتضح لاحقاً أن قدورة نفسه وظف الشخص لتنفيذ المهمة. وبعد الانفصال، اعترف المتّهم يومها بأن قدورة هو من حرّضه على ارتكاب جريمته، وبعد التحقيقات تم الكشف عن الزيجة.

ومنذ سنوات تم كشف النقاب عن زيجة سرية للممثل المصري طلعت زكريا بعد أزمة مرضه الذي أجبره على السفر لتلقّي العلاج في الخارج. تم حينها الكشف عن زواجه من سيدة كانت متزوجة قبله ولديها ثلاث بنات وكانت تقيم هي وبناتها في فيلا اشتراها لها طلعت من دون علم زوجته الأولى وأم أولاده السيدة صباح.

ولا يزال طلعت حتى اليوم متأهلاً من الاثنتين بعدما ارتضت زوجته الأولى بالأمر الواقع ورفضه للانفصال عن زوجته الثانية.

وفي بداية مشوارها الفني، اتضح أن المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب كانت متزوجة عرفياً من الموزع الموسيقي مدحت خميس، وتم الكشف عن هذه الزيجة بالصدفة أيضاً بعدما ذهبت شيرين إلى أحد أقسام الشرطة ومعها أوراقها لاستخراج بطاقة شخصية لها بدل ضائع. وبالكشف عن بياناتها تبين أسبقية زواجها على الرغم من أن أوراقها التي تم تزويرها كانت تقول إنها "آنسة" أي لم يسبق لها الزواج، وبتحويل شيرين إلى النيابة بتهمة التزوير في أوراق رسمية اضطرت إلى الاعتراف بزواجها الأول عرفياً.​

العربي الجديد اللندنية في

22.05.2015

 
 

وجع سوري بلغة سينمائية صامتة..

«ربيع مر من هنا» فيلم حصد النجاح العالمي في 7 دقائق..

داود: حققت الغاية المرجوة منه

سيريانديز- براء الأحمد

يستمر عرض الفيلم القصير (ربيع مر من هنا) لمخرجته السورية إيفا داود في مهرجان كان السينمائي يوميا طيلة أيام المهرجان على الرغم من محاولة منع عرضه لأسباب باتت معروفة للجميع والتي تندرج في سياق الحرب المفتوحة على سورية بشتى أشكالها منذ أكثر من أربع سنوات فهو يقدم الوجع السوري على شكل رشفة مكثفة من الألم بدقائقه السبعة , والفيلم من تأليف وبطولة الفنان عدنان أبو الشامات.

حول رسالة الفيلم ومشاركته في مهرجان كان العالمي وماذا يعني لها في هذا التوقيت بالذات وما تمر به سورية تقول المخرجة إيفا داود في تصريح خاص لسيريانديز :يحمل  الفيلم موضوع يرفض و بشكل واضح ما سوق له عالميا على أنه الربيع العربي

وتضيف : فيلمي هذا جردته من التعريف لأنه ربيع مسخ مشوه لا يعرف و لا يعول عليه , والفيلم دراما اجتماعية مدتها 7 دقائق تنشغل حكايته بهم شديد الخصوصية بلبوس إنساني عام، وذلك في ظل عنف خلفته تغيرات دراماتيكية عصفت فيما يعرف ببلاد "الربيع العربي".

مرت رياح التغيير و سميت الربيع ، و بطل العمل الذي يجسد شخصيته الفنان عدنان أبو الشامات هو من هؤلاء الناس الذين هبت عليهم تلك الرياح ، سلبته أغلى ما كان يملك و تركت آثارها اللامرئية في أعماق روحه جرحاً و تشوهاً.

وتشير المخرجة حسب رؤيتها وفلسفتها السينمائية في فيلمها الصامت إلى ( علم الانتداب) خلال مجريات أحداث الفيلم لتصل إلى أن تقول: (أن نجومكم الحمراء الثلاثة قتلت طفولة وطن و أطرت أحلامهم) وتبين أن الملفت في موضوع الفيلم انه ضد الربيع العربي ، لكن مهرجانات مهمة و عالمية من البلدان التي تبنت الربيع العربي هي من قبلته للمشاركة رسميا في مهرجاناتها.
و تعتقد داود أنه الفيلم السينمائي الوحيد الذي دار أهم المهرجانات العالمية و مخرجته و فكرته مؤيدة للجيش السوري و النظام بسورية.

وتؤكد:إن استحقاق الفيلم الحقيقي يبقى في وصول رسالته إلى الناس، والتي تتلخص بنداء لإيقاف حربٍ لا منتصر فيها، في وقت ستنال خسائرها من الجميع، وسيتجاوز خرابها ما يسمونه الخسائر لتصيب فينا خسارات لا عزاء لها.

وتضيف د.داود: هنا لابد أن أشير إلى أن الفيلم سبق وشارك بمسابقته الرسمية في ذات العام أيضا لكنهم طلبوا مني تصريحا لأسمح لهم إعادة عرضه في هذا العام أيضا وفي نفس المهرجان , وسبق وتم تصنيف الفيلم ضمن تصنيف فيلم عربي يحمل رسالة , و هي رسالة من المخرج لأنه يعبر عن وجع سوري بلغة سينمائية صامتة. أما لجان التحكيم فيعتبرون رسالته هي جرعة مكثفة عن ما تحملته سوريا بسنواتها الأربعة جعلتهم يلمسوه سينمائيا بسبع دقائق, وعلى الرغم أن الفيلم منطلق منذ عام 2014 في المهرجانات إلا انه حتى اليوم هذه المهرجانات هي التي تطلبه

وردا على سؤال حول الصدى الذي تركه هذا الفيلم وهو الذي شارك ب 32 مهرجانا عالميا ,خمسة منهم مهرجانات ترشح للأوسكار , ويحمل سبعة جوائز عالمية تقول داود: لقد حققت الغاية من الفيلم والدليل رأي لجان التحكيم بعد مشاهدتهم له والأثر الكبير الذي تركه ولمسته يؤكد على أن فيلمي استطاع أن يوضح تماماً الوجع والانهزام الذي مر على سكان هذه البلدان التي مرّ عليها الربيع المشؤوم.

فيلم “ربيع مرّ من هنا” كان فيلم الافتتاح في مهرجان شيكاغو للسلام على الأرض، لكن تم تصنيفه على أنه فيلم + 18 علما أن الفيلم لا يوجد فيه ولا قطرة دم أو أي مشهد من مشاهد العنف، فسارعت للاستفسار من مدير المهرجان عن سبب تصنيفه بـ+18 فقال: لأنه يحوي على جرعة نفسية مكثفة وعالية من الألم. وتضيف :

ورد ذلك أيضاً في مهرجان هوليوود للنساء في السينما وبعد أن شارك الفيلم في المنافسة لديهم، أرسلت لي مديرة المهرجان رسالة تقول لي: إيفا بعدما شاهدنا فيلمك جعلتِ شعر أجسادنا يتخدر، نحن نصلي من أجلكم في سورية. وهذا تماما ما أرسله لي مهرجان أثينث السينمائي العالي و هو مهرجان يرشح للأوسكار frown رمز تعبيري فيلم : ربيعٌ مرّ من هُنا .. بات يقدم على أنه فيلم عربي يحمل في طياته رسالة سينمائية عالية المستوى, فهو يقدم الوجع السوري على شكل رشفة مكثفة من الألم بدقائقه السبعة) فكان رأي اللجان ملفتا وهو(حي جعلتينا اليوم بعد أن تابعنا فيلمك نصلي لسوريا و جيشها) وفي مهرجان آخر في أوربا: خرج الجمهور من الصالة وقالوا لي: نجحتِ بجعلنا نتذوق مرارة الوجع الذي يمر به السوري في بلدك.

أما مهرجان مونتريال السينمائي وهو مهرجان يرشح للأوسكار أيضا كان رأي اللجان فيه أنه: مفيد و مختصر و فهمنا المغزى المنشود من الفيلم و الموسيقى فيه أسطورية .

وتختم المخرجة داود برأي مهرجان بالم سبرينغ أميريكا وهو الذي يرشح للأوسكار بقولهم: البطل الرئيسي كان رائعاً و قرأنا كل الدمار العاطفي بقسمات وجهه.

والجدير ذكره: أن المخرجة داود خريجة اقتصاد، دخلت عالم السينما لأنه حلم طفولتها الذي تحقق على كبر، فألفت وأخرجت العديد من الأفلام منها “ربيع مر من هنا” هو فيلمها القصير الخامس بعد أفلامها “السندريلا الجديدة” و”في غيابات من أحب” و”لو كنت معي” وحازت على العديد من الجوائز وكانت قد أنهت فيلمها الأخير “سارق النور” بداية هذا العام وهو الفيلم القصير السادس لها بعد أفلامها أنفة الذكر ويذكر أن فيلم (ربيع مر من هنا) هو الفيلم القصير الخامس الذي فاز بجائزة الإبداع والاستحقاق بالإخراج في مهرجان الولايات المتحدة الأميركية للأفلام القصيرة بولاية كاليفورنيا. الجائزة هي الرابعة للفيلم منذ انتهاء عملياته الفنية في أواخر آب الفائت العام الماضي. شارك الفيلم ب 32مهرجانا وفاز في سبعة جوائز ومن ضمنها مهرجان كان , علما أن خمسة من هذه المهرجانات ترشح للأوسكار كما سبق وأشرنا. وشارك بمهرجانات سينمائية عالمية في أميركا وفاز بأربعة جوائز هي: الجائزة الثالثة في مهرجان لافيم لسينما المرأة في لوس أنجلوس، الجائزة الثانية في مهرجان صانعي السينما والفنون البصرية- أميركا، جائزة الشرف كأحسن فيلم أجنبي غير ناطق بالإنكليزية في مهرجان وايلدروز العالمي للسينما، إضافة إلى جائزته الأخيرة.

ويذكر أن مهرجان كان السينمائي هو الحدث الأهم والأكثر انتظاراً سنوياً على مستوى العالم، وكان قد انطلق في دورته الـ68 في 13 الحالي على مدى 12 يوما ويستمر حتى 24 الجاري, وقد افتتحت فعالياته هذا العام بسحر الدراما الفرنسية وليس ببريق هوليود، أسوة بالسنوات الماضية.

سيريانديز في

22.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)