كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

خوليو غارسيا اسبينوزا:

نحو سينما غير كاملة جمالياً وتقنياً

ناصر ونوس

 

من بين رواد السينما الكوبية يقف خوليو غارسيا اسبينوزا Julio García Espinosa في المقدمة إلى جانب سانتياغو ألفاريز وهومبيرتو سولاس وتوماس غوتيريز أليا. كتب اسبينوزا سيناريوهات أهم الأفلام في تاريخ السينما الكوبية والأمريكية اللاتينية، مثل “لوسيا Lucia” لهومبيرتو سولاس، و”معركة تشيلي Battle of Chile”  لباتريسيو غوزمان. و”إيل ميغانو El Megano ” أو “عامل الفحم” الذي شارك في إخراجه مع توماس غوتيريز أليا وألفريدو غيفارا وخوسيه ماسيب. وبدعوته لـ “سينما غير كاملة” اعتبر اسبينوزا أحد أهم منظري سينما العالم الثالث، والسينما الأمريكية اللاتينية الجديدة (سينما نوفو). تلك السينما التي ساهم في تطويرها من خلال إخراجه لأربعة عشر فيلماً وكتابته لثمانية عشر فيلماً أتت وفق منظور هذه السينما ومبادئها. وأشهرها فيلم بعنوان “مغامرات خوان كوين كوين Las aventuras de Juan Quin

ولد خوليو غارسيا اسبينوزا في هافانا في الخامس من أيلول/ سبتمبر عام 1926. بدأ حياته الفنية كممثل ومخرج في مسرح فيرناكولو، ومن ثم كمخرج لأحد البرامج الإذاعية. وكان أحد المخرجين الكوبيين الأوائل الذين درسوا السينما في المركز التجريبي للفنون السينمائية في العاصمة الإيطالية روما، وبالتالي أحد المتأثرين بسينما الواقعية الإيطالية الجديدة. ترأس قسم السينما في جمعية “زمننا” السينمائية. وأسس مع عدد من زملائه مجموعة “مسرح الأوستوديو”. عام 1955 شارك في كتابة وإخراج الفيلم الشهير “عامل الفحم”. ومع نجاح الثورة في كوبا تولى عدداً من المناصب الثقافية والسينمائية أرفعها نائباً لوزير الثقافة. ثم كتب قصة وسيناريو الفيلم الوثائقي “هذه الأرض لنا” (1959)، وشارك توماس غوتيريز أليا في إخراجه، وهو من إنتاج مؤسسة السينما الكوبية التي تم تأسيسها بعد نجاح الثورة مباشرة. ويكفي عنوان هذا الفيلم للإشارة إلى مضمونه والقضية التي يعالجها ويدافع عنها. في العام نفسه يخرج فيلماً وثائقياً قصيراً بعنوان “البيت”. وبعد كتابته وإخراجه لفيلمين روائيين هما “رقصات كوبا” و”الشاب المتمرد”  يكتب ويخرج فيلمه الأشهر “مغامرات خوان كوين كوين” عن رواية لصامويل فييجو، والذي نال الجائزة الكبرى في مهرجان موسكو السينمائي الدولي لعام 1967. وكانت تلك أول جائزة ينالها المخرج في مهرجان دولي. تدور أحداث الفيلم في كوبا قبل الثورة ويتحدث عن تحولات الشخصية الرئيسية فيه خوان كوين كوين (لعبها الممثل خوليو مارتينيز) من مصارع ثيران إلى فدائي مقاتل يخوض حرب عصابات، إلى حارس غرفة المقدسات في إحدى الكنائس. وكل ذلك على خلفية الأوضاع الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في كوبا والتي قادت إلى الثورة.

بعد هذا الفيلم ينقطع اسبينوزا عن الإخراج لعشر سنوات، لكن يستمر في كتابة السيناريوهات لزملائه المخرجين، أهمها سيناريو فيلم “لوسيا” لهومبيرتو سولاس، والفيلم الأشهر في تاريخ السينما التشيلية، أي “معركة تشيلي” إخراج باتريسيو غوزمان. كما يكتب مقالته التنظيرية الشهيرة “نحو سينما غير كاملة”، وهي واحدة من المقالات التي شكلت ما يمكن تسميته بـ “نظرية السينما في أمريكا اللاتينية” إلى جانب مقالات كل من البرازيلي غلاوبير روشا “جمالية الجوع”، والأرجنتينيين فرناندو سولاناسس وأوكتافيو جيتينو: “نحو سينما ثالثة – ملاحظات وتجارب من أجل تطوير سينما التحرر في أمريكا اللاتينية”، و فيرناندو بيري: “السينما والتخلف”، وغيرها.

كتب اسبينوزا مقالته التنظيرية “نحو سينما غير كاملة” عام 1969 ونشرت في العددين 66/ 67 من مجلة “السينما الكوبية” (Cine cubano)، وظهرت ترجمتها الإنكليزية للمرة الأولى في مجلة السينما البريطانية Afterimage صيف 1971 بعد أن حذفت منها بعض الفقرات والجمل دون الإشارة إلى هذا الحذف. ثم نشرت للمرة الثانية كاملة في مجلة Jump Cut: A Review of Contemporary Media ، عدد 20، 1979. (ولم نجد لها ترجمة إلى العربية حتى الآن). في هذه المقالة يدعو اسبينوزا لتحاشي الكمال التقني والجمالي في صناعة الفيلم. وهو لا يجادل بأن الكمال التقني والجمالي هما خطئان بحد ذاتهما، وإنما يجادل بأنهما يمكن أن يصبحا غاية في حد ذاتهما بالنسبة لصناع الأفلام والجمهور على حد سواء. يمكن للكمال الجمالي أن يتطلب من المشاهدين أن يشاهدوا ويتمعتوا على نحو سلبي، وهنا الخطورة. بينما السينما غير الكاملة التي يدعو إليها هي السينما التي تعالج القضايا وتهتم بجمهورها. وهي بالتالي تطالب المشاهدين المشاركة في التفكير والنقاش في القضية التي يطرحها الفيلم. تذكرنا هذه الأطروحة بأطروحة المسرحي الألماني بيرتولت بريشت عن “التغريب” و”كسر الإيهام المسرحي” كي لا يندمج المشاهد في الحدث لكي يبقى متيقظاً يشاهد المسرحية بعين نقدية، ويتفاعل مع الأحداث المعروضة والقضية المثارة أمامه ويساهم في النقاش الدائر حولها.

ينطلق اسبينوزا في مقالته هذه من السؤال المقلق المتعلق بالفن عموماً والسينما على وجه الخصوص، وهو: كيف يمكن للسينما أن تصبح لا نخبوية. والسينما غير الكاملة، وفق تعريفه، هي سينما “ملتزمة”. وهو يرفض الفكرة القائلة بأن أي نوع من الفن يمكن أن يكون “جمالياً” محضاً. ويقول إن المخرجين الأمريكيين اللاتينيين الذين يحاكون النموذج الأوروبي في “الكمال” الجمالي والتقني إنما هم يتبعون معياراً زائفاً للجودة يختلف تماماً عن المعيار الذي يتطلبه الواقع السياسي والاجتماعي الجديد في بلدانهم[1]. بعد خمسة عشر عاماً على نشره لهذه المقالة يعود اسبينوزا ويتأمل في التجربة والنتائج فيكتب مقالة بعنوان “تأملات في “سينما غير كاملة… بعد خمسة عشر عاماً”” (مجلة سكرين Screen 26، عدد 3-4، 1985). ويؤكد فيها على الأطروحات والأفكار التي جاءت في تلك المقالة.

في عقد التسعينات كان “الملك والملكة Reina y Rey” أهم أفلام اسبينوزا. حيث ينال عليه العديد من الجوائز العالمية، ويتحدث الفيلم عن قضية الكوبيين المهاجرين في الولايات المتحدة ويخلص إلى نتيجة مفادها بأن كوبا أجمل مكان على الأرض يمكن للكوبي أن يعيش فيه رغم كل شيء.

آخر ما أخرجه اسبينوزا كان عام 1998 حلقة في مسلسل وثائقي يتألف من اثنتي عشرة حلقة عن السينما الأمريكية اللاتينية بعنوان “تشابك الظلال”. شارك في إخراجه اثنا عشر مخرجاً من أنحاء القارة الأمريكية اللاتينية. وكانت حلقة اسبينوزا بعنوان “اللعب بجد” وتتحدث عن صعوبات الصناعة السينمائية ومتعها في الوقت ذاته. أما آخر ما كتبه فكان عام 2006، وهو فيلم وثائقي من إخراج الأرجنتيني فيرناندو بيري بعنوان ” ZA 05. Lo viejo y lo nuev”.

عربياً لم نجد لخوليو غارسيا اسبينوزا أي مشاركة في أي مهرجان سينمائي عربي. كما لم يكتب عنه أو عن أفلامه أو حتى عن دعوته لـ “سينما غير كاملة” أي شيء، رغم أهميته وأهمية أفلامه ودعوته على وجه الخصوص. لنكون بذلك أمام واحدة من مفارقات الثقافة العربية على وجه العموم.

[1] – تتألف مقالة اسبينوزا هذه من أكثر من خمسة آلاف وخمسمئة كلمة في الإنكليزية ويصعب في هذه العجالة استعراض كافة الأفكار التي تضمنتها. لكننا سنترجمها وننشرها ضمن كتاب نعمل عليه بعنوان “نظرية السينما في أمريكا اللاتينية”.

*نشرت المقالة أولاً في مجلة دبي الثقافية

سينما العالم الثالث في

16.05.2015

 
 

لعبة الصياد والفريسة في The Gunman

محمد حمدي – التقرير

ما الذي يحدث عندما تنقلب الآية، ويصبح القناص فريسة لمجموعة احترافية تسعى للنيل منه؟ ويصبح -من كان يفر الجميع من رصاصاته- هاربًا من رصاصات الآخرين؟ هذه هي التيمة الأساسية التي يلعب عليها فيلم The Gunman للمخرج بير موريل Pierre Morel.

البطولة هنا كانت للنجم شون بن Sean Penn، هذا الذي كان يبلغ من العمر 55 عامًا أثناء تصوير أحداث الفيلم. أي فيلم حركة هذا الذي نتوقعه من رجل يقترب عمره من الستين؟ لكن ليس كل الرجال كـ (بن)، الفنان الذي استطاع التلاعب بمشاعر المشاهدين وتقمص كل الأدوار التي أوكلت إليه عبر مشوار فني تنوع بين الإخراج والتمثيل.

يحكي الفيلم عن قناص أمريكي يحاول التقاعد بهدوء بعد تاريخ صاخب من العمل السري، كان قد قتل من قبل وزير التعدين في الكونغو. العملية التي أجبرته على الاختفاء عن الأنظار ومحاولة الانخراط في حياة أقل حركة وأكثر تركيزًا على الهدوء.

هذه الحياة الهادئة ستنقلب رأسًا على عقب عندما يعلم أن اسمه لايزال على لائحة اغتيالات من قبل مجموعة مجهولة من القتلة المحترفين والدمويين؛ الأمر الذي يجبره على الخروج من هروبه الطويل من الماضي. المواجهة التي يعرضها الفيلم تبدو في ظاهرها مواجهة بين قناص سابق ومجموعة من القتلة. لكن، المواجهة الحقيقية في أحداث الفيلم بين الرجل وماضيه!

مشاهد الحركة في الفيلم ذكرتنا بفيلم آخر تحول بسرعة لأسطورة في أوساط محبي أفلام الحركة، نتحدث هنا عن فيلم Taken الذي حرك مشاعر الملايين عبر العالم، بطله كان كهلًا آخر نسينا في خضم بحثه عن ابنته المختطفة في الشوارع الجانبية لباريس مدى تقدمه في السن، إنه ليم نيسون، ولا عجب في تشابه مشاهد الحركة بين الفيلمين عندما نعرف أن مخرج الفيلمين هو نفس الرجل.

في Gunman، كانت السطوة لاستخدام الأسلحة النارية؛ من المدفع القناص الضخم ذي الطلقات الفتاكة، وحتى المسدس التقليدي، مرورًا بالمدافع الرشاشة المتطورة وباقي معدات مجموعات القتال عالية التدريب، وإن احتفظ المخرج بإبداعه في مشاهد الحركة المعتمدة على القتال البدني والأسلحة البيضاء وحركات الكونغ فو البدنية، وظهرت مشاهد الذكاء الحركي -التي عج بها فيلم Taken- على استحياء في بعض المشاهد.

في جعبة المخرج بيير موريل المزيد من أفلام الأكشن؛ فعلى سبيل المثال هو مخرج فيلم From Paris with love عام 2011، حيث (جيمس) يحاول البقاء على قيد الحياة في مواجهة عصابة مسلحة شديدة الوطء، نلاحظ هنا مدى تأثر المخرج بنشأته الفرنسية، ما يدفعه دفعًا لإدخال فرنسا وعاصمتها باريس في جمل مفيدة في أعماله. فلا يوجد ما هو أكثر اقترابًا من الحقيقة عندما يخرج الرجل فيلمًا عن مدينة عرفها جيدًا وتمرغ بين أروقة شوارعها يومًا.

استطاع المخرج تطويع إمكانيات (شون) المتميزة، وقدرته على تقمص الشخصية حتى النخاع، يُظهر لنا في كل مشهد كيف تحول (مارتن تيريار) لرجل على حافة الموت، مع حالة مرضية ميؤوس من شفائها تلتهم خلايا مخه بنهم، وكيف تحولت أخطاء الأمس لخطايا عملاقة يدفع ثمنها في شيخوخته التي لم يرد فيها سوى البقاء آمنًا في أيامه الأخيرة.

ذئب آخر تشارك البطولة مع (شون)، هو خافير باردييم، من مواليد 1969 في إسبانيا، صاحب الأداء الاستثنائي في الشخصية الشريرة لفيلم جيمس بوند Skyfall إنتاج 2012 عن ضابط مخابرات منقلب على المخابرات الملكية، يسعى للظفر برئيسة المخابرات انتقامًا منها لتخليها عنه في عملية سابقة. ويمكن القول إن الرجل حول الشخصية الشريرة لشخصيات بوند لمستوى غير تقليدي على الإطلاق. ولا عجب من هذا الأداء للفنان الذي حصد أوسكار أفضل ممثل مساعد عام 2008 عن فيلم No Country for Old Men.

أداء خافيير في The gunman لم يكن عبقريًا كباقي أعماله، لكنه ترك بصمة لا يمكن نسيانها في أحداث الفيلم، واستطاع تقديم أداء منافس للبطل (بن) على الرغم من القصر النسبي لحجم الدور. ولنا عودة أكثر تفصيلًا مع Skyfall بمناسبة جديد جيمس بوند الذي سيحدث ثورة في دور العرض Spectre.

لا ننكر تسرب الملل إلى أنفسنا في بعض مشاهد الفيلم، لكن الموسيقى التصويرية كانت حاضرة بقوة في خلفية المشاهد، وخصوصًا مشاهد الحركة التي شهدت تركيزًا موسيقيًا لعب على تأجيج مشاعر الترقب والخوف في عدد من المشاهد.

لا ننكر العبء النفسي الذي طالنا كمشاهدين في تتبع رحلة رجل مقترب من الموت في محاولة أخيرة للنجاة بحياته وحياة حبيبته وأعضاء فريقه. فيما يحاول شخص ما في جهة ما إجباره على دفع ثمن عملياته القذرة. ولا ننكر قدرة فريق الفيلم على إجبارنا إجبارًا على التعاطف مع البطل في رحلته التي قد لا تكون على حق.

الفيلم مقتبس عن رواية Prone Gunman، للكاتب Jean-Patrick Manchette.

The Gunman، قد لا يكون فيلمًا مثاليًا لعشاق الحركة من أجل الحركة، وقد لا يكون مثاليًا لما تم الترويج له لكون الفيلم لمخرج فيلم Taken، لكن عشاق أفلام الحركة ذات الخلفية الإنسانية، مع الخيط الرومانسي الذي يغلف الأحداث قد يجدون في الفيلم ضالتهم. فنادرًا ما يتوغل الفيلم في خلفية البطل الإنسانية والمرضية إلى هذا الحد الموجع والمثقل.

تقييم IMDB للفيلم 5.6 من 10، وتقييمنا الشخصي قد يذهب إلى 6 من 10. يمكنكم الاستزادة عن الفيلم من هنا أو مشاهدة إعلان الفيلم من هنا. أما تقييمكم النهائي فننتظره في تعليقاتكم التي تعني لنا الكثير.

التقرير اللبنانية في

16.05.2015

 
 

في آخر أفلامه Run All Night

ليام نيسون يدفع ثمن أخطائه... ولو بعد حين

الوسط - منصورة عبدالأمير

أن تعيش حياتك مطارداً بذنوب وآثام ارتكبتها في مرحلة ما من حياتك، أن تلاحقك جرائم اقترفتها يداك في ماض قريب أو بعيد. وأن تنال منك تلك الذنوب والآثام... ولو بعد حين، وتدفع لها ثمناً غالياً... أكبر بكثير مما خطر على بالك يوماً... أن تحصد ثمار كل ما زرعته من شوك.

وبعدها أن تجد حياتك ممزقة بين ألم يعتصرك ندماً على ماضٍ أسود، يمتلئ بالذنوب والجرائم، وبين ضرورة العودة لذلك الماضي بشكل أو بآخر وارتكاب المزيد والأكثر بشاعة من الذنوب والجرائم، ربما لتصحيح أو لتخفيف حدة آثار وتبعات ذلك الماضي الأليم على حاضرك الممزق البائس.

ذلك هو العذاب وتلك هي الفوضى التي يعيشها ليام نيسون في آخر أفلامه Run All Night المعروض منذ أسابيع في دور العرض بمجمعي السيتي سنتر والسيف مول.

نيسون يؤدي في الفيلم دور جيمي كونلون، The Gravedigger (حفّار القبور)، عضو العصابة الدموية التي تشبه في سلوكها وتعاملاتها وعلاقاتها ودمويتها وعنفها عصابة عائلة فييتو كورليوني في فيلم The Godfather، ويقدم زعيمها شون ماغواير (إد هاريس) أداءاً يقارب في قوته وتأثيره ذلك الذي قدمه مارلون براندو، ولا سبيل للمقارنة بالطبع بين الفيلمين والفنانين.

وعودة إلى ليام نيسون، الذي يقدم شخصية «شريرة»، ظلامية، هذه المرة، إلا أننا سنجد أنفسنا مجبرين على أن نقف منه موقفاً إنسانياً، ونحاول إيجاد خط رجعة لهذا القاتل الذي تلطخت يداه بدماء كثير من الأبرياء وغير الأبرياء. كيف لا وهو يدفع أمامنا ثمناً باهظاً لكل ما فعله في حياته.

جيمي (نيسون) على أية حال، ظل يكرر طوال الفيلم عبارة حول دفعه ثمن ماضيه الأسود، ما جعل هذه العبارة تجد لها صدى في أنفسنا وتخلق معه تعاطفاً حين تتعقد الأمور وتتشابك الأشياء. لم ينفك يكرر أننا جميعاً ندفع ثمن أخطائنا وذنوبنا وكل ما اقترفناه في هذه الدنيا قبل الآخرة، وبأننا نحصد دائماً ما نزرع. وهانحن نشهد كيف فقد هذا الرجل كل شيء، بدءاً من عائلته، زوجته التي رحلت، وابنه الذي يرفض الاعتراف به ويشعره بالقرف والاشمئزاز من ماضيه، وعمه الذي يرفضه، وصولاً لفقدانه كل اتزان ووقار، فهو السكير الغاضب دائماً الذي يكرهه الجميع، أفراد عصابته، ومن تبقى من «شرفاء» رجال الشرطة، الذين يتوقون لوضعه خلف القضبان لينال عقاب ما ارتكبه من جرائم نكرة.

هذا الرجل البائس، هو بقايا رجل... تطارده أشباح ماضيه، يكرهه ابنه الوحيد، ولا تتعرف عليه حفيداته. يقتله الشعور بالذنب ويظل يحمل هاجس ملاحقة ذنوبه له التي دفع لها ثمناً غالياً ويعلم أن هناك ثمناً آخر سيدفعه قريباً.

بالفعل تأتي تصفية حسابات القدر مع جيمي عبر ابنه مايك، الذي يضع والده في موقف يتوجب عليه فيه الاختيار بين العودة لذنوبه القديمة وبين الرضوخ والاستسلام لرغبة رئيس عصابته الذي يسعى لقتل ابنه.

مايك الذي يشهد جريمة قتل يرتكبها داني، ابن رئيس العصابة، يصبح هدفاً للابن مرتكب الجريمة أولاً، ثم للأب رئيس العصابة. وكما فعل نيسون المستحيل لينقذ ابنته في Taken هاهو يفعل المثل هنا حين يجد نفسه مجبراً على قتل داني، وهكذا يصبح مطارداً من قبل العصابة ذاتها التي ارتكب من أجلها الكثير من الجرائم ودمر حياته لتصفية حسابات رئيسها.

ينتهي الأمر بعملية قتل مروعة وانتقام بشع يذهب ضحيته جميع أفراد العصابة بمن فيهم شون ماغواير وجيمي نفسه. ويطالعنا الفيلم قبل دقائق من انتهائه بمشهد هو ذاته الذي بدأ به، يختصر كل ما أراد الفيلم قوله طوال ساعتين «ندفع ثمن أخطائنا... غالياً... ولو بعد حين».

ونيسون هو أفضل من يمكن أن يؤدي مشاهد بهذه الروعة، نجده ملقى في وسط الغابة يلفظ أنفاسه الأخيرة، ويسترجع كل ماضيه بندم وألم لا يوصفان.

على أية حال، تألق نيسون في الأعوام الأخيرة في أدوار الأكشن والإثارة وذلك عبر عدة أفلام أبرزته كواحد من أهم نجوم الأكشن في هوليوود، أهمها Taken بأجزائه الثلاثة، وفيلم Non-Stop وحتى فيلم The Grey (2011) بإثارته وأكشنه المختلف قليلاً.

كل تلك الأفلام مكنت هذا الفنان الإيرلندي من أن يصنع لنفسه موقعاً خاصاً كأحد نجوم الأكشن المفضلين في هوليوود، بأداء لا يقل قوة عن أداء أفضلهم. وهو برغم عمره الذي يتجاوز الستين عاماً يظل محتفظاً بمقومات ممثل أكشن مميز ومقنع. ليس ذلك وحسب، لكن نيسون يضفي على كل الشخصيات التي يقدمها لمسة إنسانية عاطفية تغير موقف المشاهد من تلك الشخصيات مهما بلغ سوؤها، كما حدث في هذا الفيلم.

أداؤه في هذا الفيلم كما هو معتاد منه، وإن كان مكرراً، إلا أنه مبهر، قوي، مؤثر، مقنع، وأكثر من رائع. أعطى للفيلم قوة وطابعاً خاصاً، ومنح نيسون نقاطاً إضافية تجعله واحداً من بين الأفضل. نعم يتم استغلال قدراته في الأكشن لتقديم سلسلة من الأفلام المتشابهة، لكنه استغلال مثمر وناجح على أية حال.

وعلى رغم أننا أمام فيلم أكشن هوليوودي، كلاسيكي، من حيث الحبكة والأداء وبعض تفاصيل المشاهد، إلا أنه لا يمكننا إنكار تميّز مواقع تصوير الفيلم، ومشاهد المطاردات المنفذة بإتقان.

كذلك تستوقفنا موسيقى الفيلم التي وضعها الدانماركي جنكي إكس إل، والتي لا تشبه موسيقى أفلام الأكشن المعتادة، فهي تحمل «ثيمات» عاطفية إلى جانب «الثيمات» المعتادة، ما أضفى على المشاهد قوة خاصة، تشبه تلك القوة العاطفية التي يحملها نيسون بين ثنيات وجهه وفي صوته القوي وعينيه.

عن «حوريتها وعينها» السينمائية

شهد أمين: أتمنى أن أحكي قصصاً عن النساء المضطهدات

جدة السعودي - خالد ربيع السيد

درست المخرجة السعودية الواعدة شهد أمين في مدرسة متروبوليتان السينمائية بلندن، وبادرت أثناء فترة دراستها تلك بصناعة أفلام قصيرة، برز منها فيلم بعنوان «موسيقانا».

ولكن أول مشاركة حقيقية لها كانت في الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي 2012م حيث عرضت فيلم قصير آخر بعنوان (نافذة ليلى) وحكت فيه عن فتاة في السابعة من عمرها تحمل في قلبها سراً وتقوم بالتمرد على عائلتها. كانت تلك انطلاقتها في عالم السينما التي قدمت بها نفسها للجماهير.

غير أن القفزة التي حققتها كانت مع فيلم (حورية وعين) الذي عرضته أول مرة في مهرجان دبي السينمائي 2013 ثم في مسابقة أفلام الإمارات بمهرجان أبوظبي السينمائي 2013م ونالت عنه الجائزة الأولى للأفلام القصيرة، ثم عرضته في فبراير/ شباط 2015م بمهرجان الأفلام السعودية ونالت عنه جائزة النخلة الفضية.

وعي يخلق قيمة الفن

من يتأمل منطق هذه المخرجة الشابة يجد فيه قدراً كبيراً من الوعي، و»عينها» السينمائية، رغم أن عمرها لم يتجاوز الستة والعشرين عاماً... تقول شهد أمين، عندما سئلت عن شعورها بفوزها بالجائزة الأولى في مهرجان أبوظبي السينمائي: «أن الجوائز لم تكن أبداً طموحي، والفن هو طموحي الأول والأخير، فأنا أسعى لتحقيق أحلامي الفنية من خلال توصيل القصص التي أحب أن أرويها عن من لديهم قصص إنسانية، والفيلم الجيد الذي أستطيع إنجازه هو الجائزة الفعلية لي».

وعن العوالم التي تحب أن تحقق عنها أفلامها توضح شهد «أحب أن أتحدث عن الطفولة والنساء والعاطفة بشكل عام، فالفيلم تجربة، كما أحب أن أتحدث عن المهمشين اجتماعياً»... ولعل في تصريحها هذا شيئاً مما يمكن التنبؤ به عن مستقبلها السينمائي والاتجاه الذي تود أن تنخرط فيه، إن قدر لها أن تحقق أفلاماً بالكيفية التي تراها، وساعدتها الظروف لتمكينها من ذلك. أما عن نظرتها لقضايا المرأة السعودية بشكل عام، فهي تعتبر أن «المرأة السعودية لها تاريخ من الاضطهاد، والكثير من النساء السعوديات يملكن أصواتاً بدت الآن صادحة ومؤثرة، لكن البعض منهن يعانين من الظلم الاجتماعي والتعامل الذكوري القائم على إقصائهن وفرض سلطة الرجل عليهن، لذلك أتمنى أن أقف بجانبهن وأن أحكي قصصاً، بواسطة فن السينما، عن أولائك النساء اللواتي يتعرضن للاضطهاد بشكل مستمر، والأمل كبير في أن يتخلصن منه ويتحررن مثل «الحورية» في الفيلم.

وهي تفسر الاضطهاد الواقع على المرأة السعودية بأنه ناتج من فهمها وحراكها الخامد، فهي لا تحارب من أجل نفسها، وتنتظر الآخرين ليأخذوا حقها لها، فإشكالية المرأة السعودية الحقيقية تكمن في عدم ثقتها بنفسها، وأرجو أن لا يفهم من كلامي بأني أعمم ذلك على المرأة السعودية بشكل مطلق، ولكني أتحدث عن فئة منهن رضين بالاضطهاد فأصبحن ضحايا له.

شيء من قيمة فيلم «حور وعين»

بالعودة إلى فيلمها «حور وعين» الواقع في 15 دقيقة، فإنها شاركت به في مهرجان تورنتو السينمائي 2014م ضمن قسم «تقاطعات دولية»، حيث عرض مرتين ولفت أنظار الجماهير والنقاد.

وأخيراً شاركت شهد بفيلمها حورية وعين، خلال مارس 2015م، في مهرجان أتلانتا السينمائي، ونافس الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان ضمن قسم «المستقلات الصاعدات» الذي تشارك فيه أفلام لمخرجات وصانعات أفلام نسائية بشكل رئيسي.

إذن يعتبر فيلم «حورية وعين»، الذي مولته ونفذته مؤسسة الدوحة للأفلام، التجربة الثالثة لهذه المخرجة الواعدة، بعد مشاركتها، كما أسلفنا، بفيلم «نافذة ليلى» و فيلم قصير آخر بعنوان «موسيقانا»، وهما فيلمان روائيان يلمس المشاهد لهما جودة الاشتغال الاحترافي، بما يعد بتقديم تجارب ناجحة في المستقبل.

يروي فيلم «حورية وعين» قصة بسيطة تخلط بين الدراما والفنتازيا، وتدور في مخيلة طفلة تدعى حنان (الطفلة بسيمة حجار) في العاشرة من عمرها تعيش في قرية خليجية، غير محددة في أي دولة، وتقع على ضفاف الخليج العربي، ويعمل والدها (الممثل راشد الشيب) في صيد الأسماك واللؤلؤ، ويبدأ الفيلم بمشاهد قصيرة تأخذ المشاهد إلى عالم البحر وسفن الصيد والعلاقة الحميمة بين طفلة ووالدها الذي اعتاد أن يحضر إليها حبات اللؤلؤ الأسود كلما دلف إلى البحر وغاص في أعماقه.

في الرحلة الأخيرة وعدها والدها أن يحضر لها حبة لؤلؤ أخرى، وطلب منها أن تعده بأن لا تختبئ وراء السفن القديمة وبيوت الطين المبنية على شاطئ البحر، ربما لكي لا تراقب عمله، وبعدما عاد من رحلة الصيد شاهدته حنان وهو برفقة البحارة وهم يحملون سمكة ضخمة، اتضح فيما بعد أنها حورية (الممثلة سارة الدوراني)، وأخذ البحارة في قطع ذيلها بعدما فصلوه عن نصفها العلوي الشبيه بجسد الإنسان، وهنا يترك والدها والبحارة الحورية بعدما انتزع والد حنان حبة لؤلؤ أسود ملتصقة في وجنة الحورية ليهديها إلى طفلته.

يغادر البحارة المكان، فتأتي حنان وتحاول مساعدة الحورية لإعادتها إلى البحر، حيث تعود إلى حياتها الطبيعية الحرة في الأعماق وبين الأمواج... ولكن كانت تجمعت لدى حنان حبات لؤلؤ جلبها إليها والدها من رحلات الصيد العديدة التي يقوم بها، وهكذا جمعت الطفلة حبات اللؤلؤ ونظمت منها عقداً جميلاً، وتمر الأيام والسنين وتكبر حنان لتصبح شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، (قام بأداء الدور الممثلة نادين فضايل) بعدما توفي والدها الصياد، ولكنها تصاب بحالة غريبة لازمتها منذ اكتشافها لأمر الحوريات الموؤدات، متمثلة في الوجوم والجمود الروحي وعدم القدرة على ذرف الدموع والبكاء حتى عندما توفي والدها، لذلك تقرر أن تعيد حبات اللؤلؤ المنظومة في عقد إلى الحوريات في البحر، لعل ذلك يغفر لأبيها ذنبه الذي اقترفه.

وبالفعل تبحر في سفينة والدها حتى منتصف البحر، وتغوص لتبحث عن إحدى الحوريات، وعندما وجدتها أعطتها عقد اللؤلؤ الأسود.. فيدب النشاط في الحورية وتملأ السعادة روحها وتعود تجوب البحر بكامل حريتها وحيويتها.

رمزية بليغة

القصة كما تبدو بتخييلها تحمل قدراً من الرمزية التي يمكن تأويلها على أنها همسة لمنع المساس بحرية المرأة، وعدم العبث بحرمتها الروحية أو الجسدية، لأن أثر ذلك سيكون عميقاً ويستمر طوال سنين حياتها... فعندما كانت الطفلة (حنان) صغيرة كانت تفرح باللآلئ التي يهديها إليها والدها، وهي لا تعرف أنها مأخوذة من أجساد الحوريات، ولكن عندما عرفت رفضتها بحس فطري قوي، واستنكرت على أبيها صيد الحوريات وحرمانهن من ذيولهن التي تمنحهن الانطلاق والغوص في البحار، وفي ذلك رمزية بليغة وتشبيه مؤثر لحساسية المرأة، للدرجة التي جعلت حنان لا تحزن على أبيها عند موته ولم تذرف عليه الدموع، في إشارة قوية لإدانته ورفضها لصنيعه في قتل حوريات البحر والتكسب من بيع ذيولهن... هي إذن إدانة للذكورة التي تسرق أحلام الصبايا وتوهمهن بالسعادة، إدانة للمتاجرة بالمرأة الحرة وتسليعها والكسب من جمالها. ورغم حميمية العلاقة الإنسانية الظاهرة بين الذكور والإناث في المجتمع (علاقة حنان بوالدها) إلا أن هناك ممارسات رجعية ونفعية تقوم بها المجتمعات الذكورية وتؤدي إلى شرخ نفسي كبير في وجدان المرأة... الفيلم عبر عن ذلك بلغة فنية، ممتعة بصرياً وعميقة فكرياً.

سرد بصري مكثف

الفيلم رغم قصره (15 دقيقة) إلا أنه يتميز بسرد مكثف عبر صورة بالغة اكتملت مع اختيار مواقع التصوير في القرية الواقعة على ضفة البحر ببيوتها المبنية بالطين والبيئة التي توحي بزمن غير محدد، مما يضفي بعداً أسطورياً خيالياً للفيلم بأكمله، أجاد المصور توماس هاينز في اختيار زوايا التصوير وأمعن في توازن حجوم الكوادر و ملاءمتها بالشكل الذي يمنح المشاهد إحساساً حقيقياً لما يشاهد، وخصوصاً في اللقطات الواسعة للبحر والسفينة في عرضه، وكذلك في منظر البيوت القديمة، ثم في اللقطات التي صورت حورية البحر وهي مقطوعة الذيل وتزحف نحو الشاطئ، بما لا يترك أي إحساس بأن اللقطات غير حقيقية أو مشتغلة كخدع بصرية، فهي تثير المشاعر، وتعمق الإحساس بالرهبة عند ظهور الحورية المقطوعة.

وبالطبع فإن لجودة عمل (الميك آب) دعم أساسي لذلك الإحساس القوي بالطبيعية، إلى جانب دقة صناعة الدمية (الحورية)، مع انسجام المؤثرات الصوتية والموسيقية التي رافقت الصور، وطبيعية أداء جميع الممثلين الذين ظهروا في الفيلم، إلى جانب حرفية الإنتاج التي قادها السينمائي الشاب محمد سندي... هكذا تضافرت للمخرجة شهد أمين الأدوات المتكاملة التي مكنتها من قيادة فريق العمل بجرأة لتقدم عملاً جديراً بالمشاهدة دون الإحساس بأي ترهل في نسيجه.

الوسط البحرينية في

16.05.2015

 
 

السينما المصرية والمهرجانات العالمية

بقلم: سعيد عبدالغنى

أهلا. بكل الأعداد الكثيرة للمهرجانات السينمائية التى ظهرت وتظهر هذه الأيام فى مصر بكل أنواعها. ومسمياتها. وأهدافها ومهرجانات السينما المصرية العديدة الشهيرة. والتى على رأسها. مهرجان القاهرة السينمائى الدولى بحق. أهلا بكل المهرجانات المصرية. وإذا كانت السينما هى مرآة الشعوب فإن. فيلما واحدا مصريا يشارك فى أى مهرجان دولى. وعالمى. أو فى المهرجانات العربية يؤدى رسالة وجه مصر المشرق. وهى تعيش فى مصرها الجديدة الأمل الذى بدأ تحقيقه!

يانجوم السينما. وصناعها. بكل عناصرها. عليكم الآن. أن تقوموا بدوركم. ولو بفيلم واحد. يشارك فى المهرجانات الدولية. وغيرها. ليكون رسالة من مصر عن مصر. للعالم كله!

والسينما المصرية. لن ينقذها إلا نجومها وصناعها. والدولة مستعدة لمساعدتها بكل الإمكانات اللازمة تسهيلا لايحملها. مالا يؤثر عليها. ونجوم السينما عليهم أن يقدموا. فيلم الرسالة المصرية العالمية. إلى كل المهرجانات العالمية. وغيرها. بدون أجور الملايين وبدون أى أجور. وبنجوم السينما الكبار. والشباب. وكل صناع السينما. والوجوه الجديدة فى تقديم فيلم الرسالة المصرية فى المهرجانات الدولية فى العالم كله. بمرآة مصر الجديدة هذه الأيام!

أين ذهبت السينما المصرية من مهرجان - كان - الذى يشغل العالم الآن. وأين سينماها التى ساندت مهرجان كان فى دوراته منذ بدايتها بعد الحرب العالمية الثانية. وحتى لاننسي! فهذه رحلة سريعة مع سينمانا ونجومها وصناعها والتى ساندت وشاركت. بأفلام الرسالة فى نجاح مهرجان كان . ومعا لنتذكر ولاننسى دور السينما المصرية. فى مهرجان كان !

ورحلت مع حلمى الحقيقى مع نجوم السينما المصرية. هاهو. يوسف بك وهبى يسير بخطى واثقة وبزهو النجم القدير الواثق فى طريقه على السجادة الحمراء إلى حيث لجنة تحكيم المهرجان عام - 6491 - والذى كان أهم أعضاء لجنة المسابقة الرسمية! وهاهو المخرج الكبير محمد كريم يسير على نفس البساط الأحمر تلاحقه فلاشات الكاميرات وهو فى طريقه إلى المسرح الكبير. ليشارك بفيلمه. كأول فيلم مصرى يشارك فى المسابقة الرسمية. بفيلم - دنيا - فى أولى دورات المهرجان. وتمر ثلاث سنوات. لنشاهد هذا الشاب الذى يسير مع زوجته واثق الخطوة. وهو ينظر يسارا. ويمينا. وتلاحقه فلاشات الكاميرات وهو ينظر إليها. وهم يسألون. من هذا الشاب الواثق بالسير أمام كاميراتنا. ويكون الرد. إنه المهرج الشاب. يوسف شاهين. الذى يشارك بفيلمه. إبن النيل. بطولة شكرى سرحان. وفى نفس العام يظهر المخرج أحمد كامل مرسى. يشارك بفيلمه - مغامرات عنتر وعبلة - فى المسابقة الرسمية - وبعد لحظات يظهر المخرج الكبير أحمد بدرخان. ليشارك بفيلمه. ليلة غرام. فى المسابقة الرسمية. وعلى فكرة. كل الأفلام التى اشتركت فى الحلم الحقيقى. كلها اشتركت فى المسابقة الرسمية!
ومرة أخرى يظهر المخرج الشاب يوسف شاهين ليشارك بفيلمه. صراع فى الوادى. لعمر الشريف. وفاتن حمامه. ومعه المخرج الكبير صلاح أبوسيف ليشارك بفيلمه. الوحش . وتمر لحظات الحلم. التى هى سنوات الواقع حتى عام 5591 ليشارك المخرج كمال الشيخ. بفيلم - حياة أو موت - وفى العام الذى يليه يشترك المخرج صلاح أبوسيف بفيلم الضجة. شباب امرأة بطولة تحية كاريوكا. وشادية. وشكرى سرحان. وعبدالوارث عسر. وسبب الضجة أن النجمة تحية كاريوكا حضرت المهرجان بالملابس التى كانت ترتديها فى الفيلم - جلابية بلدى ومشاهدتها بهذا الزى أحدثت الضجة. وبعد مشاهدة الفيلم. أطلق عليها إسم - النجمة مصاصة الدماء - وهى فى جلسة حفل عشاء مع الممثلة العالمية الأمريكية سوزان هيوارد. التى تطاولت فى حديثها على العرب وعندما سمعت تحية هذا الكلام إندفعت إليها. وضربتها كما ذكر بالحذاء. وللعلم النجمة تحية كانت تتحدث الإنجليزية جيدا! وقذفتها بأشياء أخرى. وقد حصلت تحية كاريوكا على جائزة النقاد فى هذا المهرجان عن دورها فى شباب إمرأة. وفى عام - 4691 - اشترك المخرج كمال الشيخ بفيلم. الليلة الأخيرة. وفى عام - 5691 - اشترك المخرج هنرى بركات. بفيلم الحرام لفاتن حمامة وفى عام - 5691 - يعود المخرج يوسف شاهين ليقدم فيلم - الأرض - لمحمود المليجى. ويحيى شاهين وعزت العلايلى وفى عام - 5891 - قدم يوسف شاهين على جائزة - اليوبيل الذهبى لمهرجان كان . عن مجمل أعماله. وظل التصفيق أكثر من سبع دقائق. من الجمهور وهو يتسلم جائزته. وأيقظنى صوت التصفيق من حلمى الجميل الحقيقى. ومجموعة أحداثه ومشاهدة الجزء العظيم من تاريخ السينما المصرية. رسالتها للعالم من خلال أفلام. أو حتى فيلم واحد لكل مهرجان. فيلم الرسالة المصرية العالمية. وأهلا بكل المهرجانات السينمائية المصرية. وللعلم. فهناك فى مهرجان كان هذا العام. فيلم مصرى قصير تسجيلى للمخرج الشاب - مهند دياب - وهو فى لجنة تحكيم نظرة ما. والفيلم اسمه. حياة طاهرة - عن السيدة التى نبغت فى فن اللحام والحدادة. التى اشتهرت فى الصعيد كله! ونتمنى أن هذا الفيلم التسجيلى القصير. أن يشير للسينما المصرية إشارة يقظة. بتأثيره فى مهرجان حتى الآن! 

تغيرات فى انتخابات النقابات الفنية. ومفاجآت مرفوضة

تغيرات فى متابعة أحداث إنتخابات النقابات الفنية وتم نشرها فى عيون. المشاهد. الأسبوع الماضى. وأعلنت العيون عن أنها ستتابع هذه الإنتخابات التى ستكون لاختيار رؤساء للنقابات الثلاث للفنون. التمثيلية. والسينمائية. والموسيقية. وفوجئت العيون. ببعض التصريحات التى أعلنت من المرشحين. وظهور إعلان رسمى من مرشحين جدد. لرئاسة النقابات. وأعضاء مجالس النقابات!

وأولى المفاجآت. تخص نقابة المهن السينمائية التى كان أعلن عنها المخرج الكبير على بدرخان. بأنه سيرشح نفسه لرئاسة نقابة السينمائيين وأعلن عن أسباب ترشحه بالتفصيل ومنها أن النقابة السينمائية أصبحت نقابة للتليفزيون وإختفى منها دور نقابة السينمائيين. وجاءت مفاجأة المخرج على بدرخان بتصريح جديد. يعلن فيه عدم ترشحه نقيبا للسينمائيين قرار جديد ونهائى. لأن المناصب لاتعنيه. وأن زملاءه هم الذين دفعوه للترشح وألغى تماما ترشحه لمنصب النقيب. وطالب زملاءه من أعضاء النقابة بمساندة النقيب الحالى. مسعد فودة. وأعلن بدرخان أن عدم ترشحه كنقيب يرجع لسببين. الأول. أنه لايحب المناصب. والثانى لأنه تخطى سن السبعين. ولاينوى الترشح!

والمفاجأة الثانية. هى إعلان د. أشرف زكى ترشيح نفسه رسميا. لعودته لرئاسة نقابة الممثلين لأخوض الإنتخابات لأنال شرف خدمة زملائى. وشكرا لمن قدموا ضدى أكثر من 50 بلاغا. ومعى شهادات موثقة من الجهات المعنية بمشروعية مصادر دخلى. وشكرى لمن قدموا بلاغات ضدى. لأنهم أسهموا فى كشف براءتي! وأننى إنسحبت من إنتخابات النقابة السابقة حتى لا أشق الصف. ومدين لزملائى. وأبنائى بمعهد الفنون المسرحية بعودة الروح لى.

أما باقى النقابات. والترشيحات التى أعلن عنها. ونشرت فى العدد الماضى. فلم يحدث لها أى تغيير فكل مرشح منهم مازال يتمسك بدخول انتخابات رئاسة النقابات وعدد الستة أعضاء مجلس النقابة الذين يستمرون فى المنافسة على عضوية المجلس. وأسماؤهم تملأ الاتصالات الخاصة بالدعاية لهم عقب التليفونات المحمولة. وغيرها ونرجو النجاح للانتخابات بشكل يناسب دور النقابات الفنية الثلاث ورسالتها!

ووصلت للعيون. رسائل مهمة تطالب بالنظر والرجاء من الإعلانات غير الحقيقية بالنسبة لوفاة بعض نجوم الفن. وهم مازالوا على قيد الحياة ولكنهم فى حالات مرضية ويتم علاجهم. ويشفيهم الله عز وجل. بعد أن يصابوا هم وأهلهم بصدمات إعلان. وفاتهم. والمرجو منهم. توخى الحرص. وضرورة التأكد من هذه الأخبار وصحتها. والتى أصبحت كثيرة وتصيب كثيرا من النجوم. ولاينفيها جملة مجرد شائعات، وآخر من طالتهم شائعات الوفاة الكاذبة هو الفنان الكبير حسن مصطفى حيث نفت زوجته الفنانة ميمى جمال الشائعة وقالت انه حى يرزق وانا بجواره فى مستشفى الأنجلو - وكفاية إشاعات. وأكدت أن زوجها بدأ يتحدث معها وأولاده. بعد أن كان فى غرفة العناية المركزة. على أجهزة التنفس الصناعى. وأنه فى خلال أيام بناء على كلام الأطباء سيغادر غرفة العناية المركزة. وأن حالته الصحية والمعنوية بدأت تتحسن.

والرسالة وصلت إلى عيون المشاهد. الصديق المخلص لزوجك المريض. ولكل مريض. وتطلب عدم التسرع فى نشر الأخبار. والشائعات. قبل التأكد من صحتها. ونرجو تكون الرسالة وصلت إلى كل من يقرأ. أو ينشر. أى أخبار تصيب أصحابها. بأضرار لايعرف من ينشر صعوبتها وآلامها!
وعيون. المشاهد. لاتنام. ولكنها تتألم! 

أول الطريق. إلى عالم السينما. والتليفزيون

دخلت مبنى التليفزيون. وأنا أحمل معى. مسرحية قمت بتأليفها وإخراجها. وقدمتها مع مجموعة فرقة التمثيل بجريدة الأهرام اليومى. والتى كل أعضائها نجوم من كل عناصر الموظفين. والعمال. والصحفيين. من التحرير. والإعلان. وكانت أيامها فى الثمانينيات. توجد مسابقات بين فرق التمثيل فى المحافظات منافسات للفوز من خلال لجان من أكبر نجوم المسرح المصرى. ونجوم التأليف. والإخراج. وتصل المنافسات إلى عدد من الفرق الفائزة يصل إلى ست فرق. تعقد لهم لجنة من كبار رجال المسرح وتجهز لهم المنافسة على مسرح الإسكندرية الشهير. وتتم عروض المسرحيات. ويتم تقدير الفرق الفائزة ويعلن عن الفائزين بهذه الدرع من الفرق الأولى. والثانية. والثالثة. وحصلت فرقة الأهرام المسرحية. على سبع جوائز أولى خلال سبع سنوات وهى تحصل على درع الفوز الأول. وأظن أن هذه الدروع السبع موجودة حتى الآن. فى حجرة رئيس التحرير. أو حجرة رئيس مجلس إدارة الأهرام اليومى حتى الآن.

وأردت أن أصور المسرحية التى كنت أحملها تليفزيونيا. وقد طلب منى المخرج الصديق الكبير نور الدمرداش الذى كان يتابع مسابقات هذه المسرحيات. وقام بتصوير مسرحيتين كنت قمت بتأليفهما وتمثيلهما مشاركا مع أبطالهما. وتعرضان فى مسرح الطليعة الذى كان يرأسه صديقى العزيز الراحل النجم أحمد عبدالحليم. وهما مسرحيتا - القرار - وجبل المغناطيس. وكان أبطالهما من نجوم المسرح. زهرة العلا. وفاروق الفيشاوى. وصلاح السقا. ومجموعة نجوم مسرح الطليعة. أيام الحرب التى حدثت بعد تأميم قناة السويس. من ثلاث دول. وظهرت أغنية. مدد. مدد. شدى حيلك يا بلد. وإن كان فى بلدك مات شهيد. فيه ألف غيره بيتولد للراحل محمد نوح!

المهم. دخلت إلى لجنة التصريح بالمسرحية. واستقبلتنى رئيسة اللجنة. المخرجة الرائعة الراحلة. علوية زكى. وتجلس بجوارها النجمة الراحلة العظيمة. زوزو نبيل. المهم أخذت المخرجة علوية المسرحية. وبعد نظرتها على الإسم. نظرت إلى. وقالت لى. أنت مؤلف المسرحية. ومخرجها وبطلها كمان. وكان ردى بابتسامة صادقة. كتير شوية معلهش! فقالت لى. طيب أطلب منك طلب. أنا عندى فيلم بقاله أكثر من سنة أبحث له عن بطل. وواضح أنك ممثل جيد. والشخصية التى أبحث عنها. وجدتها فى كل تصرفاتك معنا من أجل الموافقة على تصوير مسرحيتك وأن أرشحك لبطولة هذا الفيلم. ونظرت إلى النجمة زوزو نبيل التى كانت تجلس بجوارها. ويبدو أنها أشارت لها بأنى أصلح للدور الذى تبحث عن بطلة. فقلت لها. وأنا من غير أى تعقيدات ليس عندى مانع ويشرفنى أن أكون فى فيلم من إخراجك. فقالت. ومعك البطلة الكبيرة زوزو نبيل. وفتحت درج المكتب الذى تجلس عليه. وأخرجت نسخة الفيلم. وقالت. هذا هو الفيلم. وإسمه خريف ابريل وبطل الفيلم. يقدم شخصية طبيب نفسى. يعالج ابنة النجمة الجالسة أمامك زوزو نبيل. وأعرف أن من حقك أن تقرأ الفيلم لتتعرف على أحداثه وأنا فى انتظار زيارتك لنا غدا. صباحا ولاتخش أى مانع يمنعك. عن الموافقة. أو عن عدم الموافقة. وأخذت نسخة الفيلم. وقمت بتحيتها هى والنجمة زوزو نبيل. وأنا على موعد الغد وإبداء الرأي!

وإلى لقاء!. 

أخبار سريعة

- الكاتب الكبير وحيد حامد. يعكف الآن على كتابة تفاصيل الجزء الثانى. من مسلسل الجماعة والذى تم عرض الجزء الأول منه عام - 2010 

- وسوف يتم تصويره بعد شهر رمضان مباشرة. وتبدأ أحداث المسلسل من تولى المرشد حسن الهضيبى زمام الجماعة بعد اغتيال المرشد الأول حسن البنا. وحتى اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات. وسيتولى إخراج المسلسل إما نجل الكاتب وحيد حامد أو محمد ياسين الذى أخرج الجزء الأول!

- فوجئ جمهور فيلم - كابتن مصر - بوجود النجم عادل إمام بينهم داخل دار عرض الفيلم. ليشاهد ابنه محمد إمام الذى يشارك فى بطولة الفيلم مع مجموعة من الشباب. وكان مع عادل المؤلف يوسف معاطى. واستفسر عن إيرادات الفيلم. وكان سعيدا بإقبال الجماهير على الفيلم. والفيلم تأليف عمر طاهر وإخراج معتز التونى. وزادت سعادته عندما علم أن إيرادات الفيلم وصلت إلى ثمانية ملايين ونصف المليون جنيه. وأصر عادل على أن يدفع ثمن التذاكر الخاصة به. ومن معه من المرافقين!

- أسرة برنامج استوديو الفن الذى تعرضه شاشة قناة القاهرة. أصيبت بالاندهاش عندما طلب الممثل أحمد الفيشاوى خمسمائة جنيه كأجر مقابل استضافته فى البرنامج. مما جعل أسرة العمل يدبرون المبلغ ولكن بعد فترة تحدثوا إليه. فقال إنه مرتبط بتصوير. وحين ينتهى سوف يأتى. ولم يأت. كما أعلنوا!

- فيلم - الحشاشين - وتدور أحداثه حول أول جماعة اغتيال سياسى فى الدين الإسلامى. وأعلن الفنان طارق لطفى أنه يقوم ببطولة الفيلم. ويجسد دور أمير الجماعة حسن الصباح والفيلم يتناول كيفية استدراج الشباب فى هذه الجماعة. وقد استغرق وقتا طويلا جدا فى تحضيره وتصويره. وسيتم عرض الفيلم فى موسم الصيف!

- النجم. يحيى الفخرانى. بدأ فى إجراء بروفات مسرحية - ليلة من ألف ليلة - والتى سيقدمها فى المسرح خلال رمضان المقبل. والنص قدمته الإذاعة من قبل بشكل غنائى أخرجه يوسف الحطاب. وكتبه بيرم التونسى والذى وضع فى نصوصه أوجاع الدول العربية وأوجاعه الشخصية. وهذا النص تحديدا يقدم أجواء وأحداث - الف ليلة وليلة - وشهريار وشهرزاد. ولكن بشكل سهل ومتطور. يناقش الجديد من أحداث. ويدلى بإسقاطات سياسية دون الدخول فى معترك السياسة بشكل سهل وبنعومة وتسلية تناسب الشهر الكريم. وأعلن يحيى أنه سيقضى رمضان. على خشبة المسرح!

- يبدأ من اليوم على قناة MBC مصر عرض المسلسل الجديد أسرار بطولة نادية الجندى وأحمد سعيد عبدالغنى وفريال يوسف وعبير صبرى وعزت أبوعوف، تأليف أحمد صبحى وإخراج وائل فهمى عبدالحميد. 

الأهرام المسائي في

17.05.2015

 
 

شعار بعض النجوم.. أنا الزعيم !

محمد رفعت

لعبة السياسة أصبحت تستهوى نجوم ونجمات الفن..بعضهم اندمج فيها لدرجة اعتزال العمل الفنى والتفرغ للعمل السياسى مثل المخرج خالد يوسف، والبعض الآخر اختارته الأمم المتحدة ليكون سفيرا للنوايا الحسنة، مثل معظم نجوم ونجمات هوليوود، ومثل حسين فهمى وعادل إمام وصفية العمرى..والبعض اكتفى بالاشتباك مع السياسة من خلال الفن نفسه، فقدم رؤيته السياسية من خلال الأفلام مثل المخرجين الراحلين يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وعاطف الطيب، والنجم المسرحى محمد صبحى..لكن بعض النجوم يعترفون بأنهم لا يجيدون لعبة السياسة ولا يفهمون فيها، وأن أفلامهم السياسية لا تعبر عن شغف حقيقى بالسياسة، ولكنها رغبة فنية فى تقديم مختلف الألوان ومنها اللون السياسى..

وهناك فنانون استطاعوا من خلال الممارسة السياسية سرقة الكاميرا والأضواء من محترفى العمل السياسى، أشهرهم «الزعيم» عادل إمام الذى يعتبر نفسه حزبا مستقلا، والفنانة رغدة، والممثل المثقف خالد الصاوى، والفنانة تيسير فهمى، وهى أول فنانة تؤسس حزباً سياسياً، والفنان خالد أبوالنجا، صاحب الآراء والمواقف السياسية المثيرة للجدل.

وتقول الفنانة تيسير فهمى: إن الفنان يمثل نبض الشارع فى المقام الأول، وظهور الفنان فى اجتماعات القوى السياسية التى تناقش قضايا الوطن أمر مطلوب، والفنان يقرر حضورها تأكيدا لرؤيته فى بعض القضايا المصرية والعربية فهو ابن هذا الشعب، فسيد درويش كان من أهم جنود مصر الذين قاوموا الاحتلال الإنجليزى وكان يواجه المستعمرين بإلقاء الأغانى الوطنية التى يرددها البسطاء وأولاد البلد فى مقاهى الإسكندرية.

أما الفنان حمدى أحمد فيؤكد اعتزازه الشديد بإظهار انتمائه السياسى والكتابة فى الصحف المستقلة لتوضيح رأيه فى العديد من القضايا السياسية التى تهم الوطن، ويرى حمدى الذى كان عضوا سابقا بمجلس الشعب أن الفنان لا يجب أن ينعزل عن هموم الوطن وعليه التفاعل مع قضايا الأمة العربية والإسلامية. 

وللفنانة رغدة مواقف سياسية معروفة، وقد أعلنت منذ بداية ثورات الربيع العربى بشجاعة تحسد عليها موقفها المؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد فى وجه المعارضين له، ومن بينهم عدد غير قليل من نجوم الفن فى سوريا. 

وكانت الميول السياسية لرغدة قد ظهرت منذ نحو 20 عاماً حينما تبنت وقتها حملة شعبية داخل نقابة الصحفيين والحزب العربى الناصرى لجمع مواد غذائية وأدوية لتقديمها للشعب العراقى، وكان أكثر ظهور سياسى لرغدة فى أوائل التسعينات عندما أصدر مجلس الشعب قانونا يجيز الحبس الاحتياطى للصحفيين، والذى عرف إعلاميا وقتها باسم «قانون اغتيال الصحافة» وتحركت العاطفة السياسية لدى رغدة وتوجهت من تلقاء نفسها إلى مقر نقابة الصحفيين، وقررت الاعتصام طوال اليوم مع الصحفيين المعتصمين.

ولا يختلف الولاء السياسى والنضالى للفنانين نور الشريف وصلاح السعدنى وسعيد صالح ومحمد منير وعلى الحجار وإيمان البحر درويش وحميد الشاعرى عن غيرهم من الفنانين الذين يعبرون عن مواقف سياسية تجاه بعض القضايا الداخلية والخارجية، فمعظم هؤلاء الفنانين لاحقتهم عروض مغريـــة لزيــارة إسرائيل، لكنهم رفضوا بشدة وفسروا للرأى العام أسباب الرفض.

ويعتبر عادل إمام من أكثر الفنانين ذوى التوجــه السياسى، فرغم أنه لا يحضر الاجتماعات السياسية للأحزاب، إلا أنه يعتبر نفسه رئيس حزب سياسى، وكل الجمهور المصرى أعضاء فى حزبه الكبير، وقد ركز عادل إمام جهوده فى مناهضة جماعات الإسلام السياسى عندما أصر بعد اغتيال السادات على عرض مسرحيته «الواد سيد الشغال» على أحد مسارح مدينة أسيوط ..وكانت وقتها مشتعلة بحوادث القتل نتيجة المواجهات بين الشرطة والجماعات الإسلامية ، كما مثل عدة أفلام تتحدى الجماعات الإرهابية مثل فيلم «الإرهاب والكباب» و«الإرهابى».

أما نادية الجندى التى قامت بأداء أدوار البطولة فى عدد من الأفلام السياسية، وخاصة أفلام الجاسوسية مثل “مهمة فى تل أبيب”، فضلا عن بعض الأفلام التى تتناول قضايا سياسية داخلية كفيلم «امرأة هزت عرش مصر» الذى تعرض للصراع السياسى والاجتماعى فى عهد الملك فاروق، فإن أداءها السياسى اقتصرعلى التمثيل فقط، ولم تشارك على الاطلاق فى العمل العام.

ورغم اختياراته الكوميدية، وعدم اهتمامه بتقديم الموضوعات الكوميدية بشكل ساخر، كما يفعل بعض زملاء جيله، مثل هانى رمزى وأحمد عيد، إلا أن محمد هنيدى لا يمكن أن ينسى أبدا فيلمه الأول كبطولة مطلقة «صعيدى فى الجامعة الأمريكية»، والذى أحرق فيه هنيدى ضمن أحداث الفيلم علم إسرائيل.

وهل أنصفنا الأجانب فى أفلامنا حتى ينصفوننا؟

محمود عبدالشكور

أدهشنى الصديق والكاتب الصحفى والروائى محمد رفعت بهذا الجهد الكبير الذى بذله فى كتابه الجديد «الآخر بين الرواية والشاشة» الصادر عن دار المعارف. فيما أعلم أن هذه هى المرة الأولى التى يتعرض فيها كتاب لصورة الآخر (الأوربى والأمريكى عادة) فى الرواية المصرية والعربية وفى السينما معا، وهو موضوع شيق وشائك يحتاج إلى معلومات ودراسات وتحليلات موضوعية، والرائع حقا أن رفعت قد نجح إلى حد كبير فى إثارة الاهتمام أولا بالفكرة المبتكرة، كما قدم نماذج ممتعة لدراسات رصينة قليلة تناولت هذا الموضوع، وأضاف دائما رأيه الخاص فى كثير من المواضع منتهيا إلى أنه إذا كانت صورة العربى فى السينما الهوليوودية مثلا سيئة، وأقرب ما تكون إلى الكليشيهات والأنماط والصور الذهنية المسبقة، فإن صورة الأجنبى أو الأجنبية ليست أفضل حالا فى أعمالنا الفنية، باستثناءات بالطبع تؤكد القاعدة ولا تنفيها، أى أن الحال ليس أفضل من بعضه، ويبدو أن الشرق سيظل شرقا، والغرب سيظل غربا حتى إشعار آخر.

توقفت طويلا فى الكتاب عند دراسات تحلل نماذج لعلاقة الأنا والآخر فى الرواية العربية من مرحلة الانبهار إلى ما يقترب من العداء، واسترجعت على صفحات الكتاب أعمالا قرأتها ترصد علاقتنا بالغرب من «عصفور من الشرق» و«أديب» إلى «الحى اللاتينى» و»قنديل أم هاشم» وصولا إلى رواية «أصوات» الخطيرة، و«موسم الهجرة إلى الشمال» إحدى أنضج الروايات العربية لمؤلفها الطيب صالح، وبين معلومات هامة عن دور الجالية الإيطالية فى الإسكندرية فى إنشاء أول استديوهات السينما فى باتية القرن العشرين (دور الكبير إلفيزى أورفانيللى الذى يأخذ حقه)، ومعلومات وتحليلات لدور اليهود فى صناعة السينما المصرية (توجو مزراحى هو أبو السينما التجارية تقريبا)، يتعرض رفعت بالتفصيل لصورة الأجانب فى الأفلام المصرية، فالمرأة الأجنبية تكاد تكون مشروع عاهرة واليهودى المصرى يظهر بصورة نمطية صوتا وصورة، والشخصية اليونانية تثير الضحك بلغتها المكسرة، وتكتمل الصورة بالحديث التفصيلى عن تجارب يوسف شاهين الذى أفسح فى أفلامه مساحات واسعة للشخصية الأجنبية، كما أنه صاحب تجارب متعددة ومهمة فى الإنتاج المشترك، وهى قضية مثيرة للجدل، لها وعليها، وقد تعرض شاهين بالذات إلى حملة عارمة ضده بعد فيلم «القاهرة منورة بأهلها» القصير، والذى اتهم مخرجه بأنه أنتج بفلوس فرنسا ليسىء إلى سمعة مصر!

ربما يكون أهم ما تخرج بعد من قراءة هذا الكتاب المهم الذى كتبه محمد رفعت بأسلوبه السلس هو أن هناك تربصا متبادلا إن جاز التعبير، وأن المشكلة ثقافية وربما تغذيها أيضا انحيازات السياسة، ولذلك لايتوقع رفعت أن تتحسن الأمور بين الطرفين فى القريب العاجل.

أكتوبر المصرية في

17.05.2015

 
 

الفردوس لم "يتورط" في الحرب

علاء الدين العالم

خلف الأحداث الكبرى التي عصفت، ولا تزال تعصف، بالشعب السوري منذ أربعة أعوام، تتراكم قصص الناس الصغيرة، التي يستقي المخرج السوري محمد عبد العزيز منها مادة فيلمه الجديد "الرابعة بتوقيت الفردوس" الذي يعرض هذه الأيام في "سينما سيتي" و"سينما الكندي" في دمشق.

أبطال الشريط السينمائي؛ بشير (الممثل محمد آل رشي)، رجل أربعيني يسعى جاهداً لإنقاذ زوجته من الموت، فيقف في وجهه الفقر، ومايا (الممثلة نوّار يوسف) فتاة ثلاثينية قتلها استبداد أبيها قبل أن يُقعدها السرطان في أحد أسرّة مستشفى "الأسد الجامعي"، وهاني (سامر عمران) الرجل الذي قضى نصف حياته في المعتقل، وحين خرج بدأ يبحث عن الموسيقى.

هؤلاء إضافة إلى أبطال آخرين؛ شبان أعاقتهم الحرب عن أي فعل؛ كنان وهلا ونانسي. كذلك لينا (الراقصة يارا عيد)، فتاة أوقفها الموت الطائش عن الرقص.

تشكّل القصص التي استقاها المخرج عبد العزيز من الواقع السوري، الأساس الذي يبني عليه رؤيته عن اللحظة الراهنة. لا جديد على صعيد بنية الحكاية فالحبكة بسيطة، تنطلق، تتعقد ثم تتصاعد لتصل إلى ذروتها. يتتبع عبد العزيز البعد الإنساني لحكايات فيلمه، يحاول ألا "يتورط" في الوضع السياسي، لكنه لا ينجح في ذلك تماماً.

"كوادر المخرج المعتادة اكتسبت قيمتها من أداء الممثلين"

الرابعة هي الساعة التي تنتهي عندها الأقاصيص كلها. لن تكون ساعة المسرح بالنسبة ليارا، لأنها ستموت بتفجير عبثي. الرابعة أيضاً هي الساعة التي تنتهي فيها المهلة الممنوحة لبشير لتأمين دواء زوجته، فلن يصل في الوقت المحدد لأنه قُتل طعناً. وهي الساعة التي سيظهر فيها هاني إلى جمهوره لأول مرة بعد خروجه من المعتقل، بدلاً من المسرح سيتمدد مع حبيبته مايا على بركة الماء في بيته الدمشقي، بعد أن أفصح له صديق عمره بأنه هو من وشى به.

في البداية، يحاول المخرج اللعب، عبر المونتاج، مع الزمن، دامجاً السابق باللاحق، لتتجه الخطوط إلى نهايتها تصاعدياً، من دون سبك درامي متين. بذلك ظهرت تقنية المونتاج غير مبرّرة في بعض مواقع الفيلم فأثّرت في بنيته وشتّتت المشاهد.

لا جديد في كاميرا عبد العزيز على صعيد الكادر، فما زال البيت الدمشقي هو العنصر الجمالي الذي ما فتئ المخرج يستخدمه منذ فيلمه "دمشق مع حبي"، وحتى هذا الأخير الذي ينتهي بصورة من الأعلى لسامر ونوّار ممددين في بركة تتوسط بيتاً دمشقياً في سوق "ساروجة".

الفارق الجوهري في الفيلم صنعه الممثل لا المخرج. كوادر عبد العزيز العادية اكتسبت قيمتها من الأداء المميز للممثلين. مثلاً يثبت محمد آل رشي نفسه كممثل من طراز رفيع ليس في المسرح فحسب، بل في السينما أيضاً. البؤس، الفقر، التشرّد والغضب صفات يحملها آل رشي على ظهره المحني، كما حمل في الفيلم زوجته على أوتستراد "المزّة" لينقذها من الموت، بكلماته الكردية القليلة وصمته المركّب هيمن على المَشاهد.

وفي السياق السابق نفسه، كان ضبط التفاصيل بمثابة مفتاح للممثل سامر عمران للوصول إلى أداء مميز يجعل من حوارات الفيلم الركيكة، أحياناً، مشهداً سينمائياً يمسّ المتفرج ويستثيره. في مشاهد أخرى، لمعت الممثلة الشابة نوّار يوسف، وصبّت طاقاتها الأدائية في الشخصية المكتوبة، فظهرت كما لو أنها اختبرت فعلاً مرض السرطان من قبل.

وأخيراً يأتي مشهد الفتيات الأربع في سوق "البزورية"، إنهن عرائس الحرية وصورة محفورة في ذاكرة السوريين الحديثة، جسدّتها الممثلات هلا بدير، وكندة حميدان، ونانسي خوري، وغفران خضور. في محاولة لاستعادة لحظة قامت فيها فتيات حقيقيات بالوقوف في المكان نفسه هناك يطالبن بحقن الدماء، انتهى أداء الممثلات الأربع بأخذهن في سيارة الأمن، تماماً كما حدث في الواقع قبل سنتين.

العربي الجديد اللندنية في

17.05.2015

 
 

دورته السادسة تقام تحت شعار «من الطلبة إلى الطلبة»

مهرجان جامعة زايد السينمائي يفتتح فعالياته اليوم

أبوظبي- البيان

تحت رعاية معالي الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي رئيسة جامعة زايد، يفتتح رياض المهيدب مدير الجامعة ظهر اليوم، فعاليات الدورة السادسة من مهرجان جامعة زايد الشرق الأوسط السينمائي، التي تستمر على مدى يومين في مركز المؤتمرات بفرع جامعة زايد في أبوظبي.

ويعد هذا المهرجان، الذي تنظمه كلية علوم الاتصال والإعلام بالجامعة سنوياً، وتحمل دوراته شعار «من الطلبة إلى الطلبة»، الحدث الوحيد من نوعه، المخصص لعرض تجارب سينمائية من إبداع الطلبة، إذ تنحصر المشاركة فيه بشكل أساسي في الطلبة المنتظمين في دراستهم الآن، أو أولئك المسجلين في إحدى المؤسسات التعليمية العليا في الوطن العربي وخارجه، ولكنهم ينتمون إلى منطقة الشرق الأوسط.

تكريم

وتترقب الأنظار، حفل ختام المهرجان الذي سيقام في السادسة من مساء غد، والذي سيتم خلاله إعلان وتكريم صانعي الأفلام الخمسة الفائزة من بين 15 فيلماً، صعدت إلى مرحلة المنافسة النهائية، بعد اجتيازها القائمة القصيرة التي ضمت 65 فيلماً، من بين أكثر من 100 فيلم تقدمت للمشاركة في المهرجان، ممثلة لأربعين جامعة في 16 دولة من الوطن العربي والعالم، وتنتمي الأفلام التي تم ترشيحها للنهائيات، إلى سبع دول، هي الأردن وفلسطين ولبنان وقطر ومصر وقبرص والإمارات العربية المتحدة.

خبرة

وتضم لجنة التحكيم، ثلاثة أعضاء من ذوي الخبرة في صناعة الأفلام، هم: مسعود أمر الله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وإسكندر قبطي مخرج أفلام مرشح للاؤسكار، وكريس نيوبولد مراسل سينمائي من صحيفة «ذا ناشيونال»، وستختار اللجنة، الأفلام الفائزة وفقاً للمقومات التالية:

السرد (القصة والحبكة)، الفكرة (موضوع الفيلم والرسالة التي يبثها)، التمثيل (أداء الممثلين وتجسيد الشخصيات)، المونتاج (النقلات، القطع، الاستمرارية، الإيقاع)، الصوت (الموسيقى، الحوار، الصمت، اللغة، المؤثرات الصوتية، الجو الفني)، الصنعة السينمائية (الجودة، اللقطات، التركيز، الإطار، زوايا التصوير، الحركة، الفراغ، الضوء، الصوت)، التقييم الكلي للإنتاج، والإخراج.

معايير

ويتم اختيار الأفلام الفائزة وفق خمس فئات، هي: أفضل الأفضل، أفضل فيلم روائي، أفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم وثائقي، بالإضافة إلى جائزة أكاديمية نيويورك - مهرجان جامعة زايد الشرق الأوسط السينمائي، وهي جائزة المخرج الطموح.

تعاون

وسيعقب تكريم الفائزين وتوزيع الجوائز، عرض سينمائي خاص للفيلم «ألف إلى باء» للمخرج علي مصطفى، الذي كان فيلم الافتتاح في دورة مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لعام 2014.

وقد شهد هذا الفيلم تعاوناً بين فريق من كبار صناع السينما العربية، فهو من إخراج على مصطفى، والسيناريست والمنتج المصري محمد حفظي، والمنتج اللبناني بول بابوجيان، والمنتج السعودي محمد التركى، كما ساهمت مؤسسة Twofourb54 أبوظبى في عملية الإنتاج، ويستعرض الفيلم رحلة ثلاثة أصدقاء منذ الطفولة قرروا القيام برحلة من أبوظبي إلى بيروت، تكريماً لصديقهم المتوفى.

استمرارية

وصرح علي مصطفى قائلاً: «أتذكر حضوري مهرجان زايد السينمائي في نسخته الأولى في الحرم الجامعي السابق، وقد أذهلتني هذه الاستمرارية، لذلك، أنا فخور بأن يعرض فيلمي في هذا المهرجان في نسخته السادسة، وأتمنى أن يكون مصدراً لإلهام الجيل الجديد من صانعي الأفلام»..

وتُعقَد تحت مظلة الدورة السادسة ورش عمل مع كل من المخرج إسكندر القبطي وشركة نيكون، كما يقام معرض للصور المتحركة، بمشاركة من متحف دبي للصورة المتحركة، ومعرض للصور السينمائية للطالبة سارة البلوشي من جامعة زايد.

الرعاة

وتضم قائمة الرعاة والشركاء لمهرجان جامعة زايد الشرق الأوسط السينمائي لهذا العام: الاتحاد للطيران، فندق بارك روتانا، أكاديمية نيويورك للأفلام، إيميج نيشن، نيكون، عالم فيراري، ياس ووتر وورلد، فاست لتأجير السيارات، أبيلا، نوبل للطباعة، فيتال، دو، أفلامنا، الأرشيف السينمائي الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، متحف دبي للصور المتحركة وجامعة زايد.

للمرة الأولى، يفتح المهرجان أبوابه مجاناً للجمهور من داخل وخارج الجامعة، حيث ستتوالى عروض الأفلام المتنافسة اليوم، ابتداء من الافتتاح في الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى الخامسة عصراً، وغداً، ابتداء من الساعة العاشرة صباحاً وحتى حفل الختام.

البيان الإماراتية في

17.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)