كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

دليل الشيطان إلى هوليوود:

نصائح أسطى في فن السيناريو (الرابعة والأخيرة)

بلال فضل – التقرير

 

في هذه الحلقة نختتم عرض نصائح كاتب السيناريو الأمريكي الشهير جو إيزسترهاس، لكتاب السيناريو والتي أوردها في كتابه (دليل الشيطان إلى هوليوود) الذي أقوم بترجمته أنا والزميلة شيماء خليل، في هذا الجزء يتحدث جو عن مرحلة ما بعد الانتهاء من السيناريو والذهاب به إلى المنتجين؛ حيث يخضع السيناريو لدورة حياة أخرى، تعتمد على الحظ والعلاقات الإنسانية، أكثر من اعتمادها على مهارة كاتب السيناريو فقط، وإن كان لكل قاعدة استثناءات، وهو يقدم بمصاحبة هذه النصائح بعضًا من تجاربه التي لم تكن كلها تجارب تعيسة، فهو واحد من الذين تمكنوا من تحطيم الأرقام القياسية للأجور التي كان يحصل عليها كتاب السيناريو في هوليوود، وتحطيم رقم عدد الأيام التي يتم فيها كتابة فيلم ناجح تجاريًا أيضًا، وبإذن الله حين تصدر ترجمة الكتاب إلى النور، سنرى كيف لم تقتصر نصائح جو إيزسترهاس على مرحلة كتابة السيناريو فقط؛ بل شملت كل مراحل العمل السينمائي، ونبقى الآن مع ختام نصائح مرحلة السيناريو السينمائي، مكملين ما يتعلق بمرحلة اختيار عنوان الفيلم والتي كنا قد ذكرنا بعضها بالأمس:

ـ هل شاهدت فيلم Anhedonia؟: كان المخرج وودي آلان يريد تغيير اسم فيلم Annie Hall  ليصير Anhedonia بينما كان مساعده مارشال بريكمان يريد تغييره إلى It Had to be a Jew.

ـ قم بتوفير عناوين السيناريو؛ قمتُ بكتابة نص سينمائي عن مغامرة قام بها صبيان وأسميته Pals، وقمت ببيع السيناريو بهذا العنوان لشركة Lorimar Picture، ولكن العنوان لم يعجب المسؤولين في الشركة Big Shots. وبعد سنين من إنتاج الفيلم، وعندما كنت أتحدث مع ريتشارد ماركوند حول فكرة القيام بفيلم عن قصة رجل قاسي القلب وعلاقته بطفلين صغيرين، أسميته Pals. ولكن، شركة الإنتاج غيرت العنوان بعدها ليصبح Lion on The Lam أو هروب أسد، ثم تم تغييره مرة أخرى ليصبح Nowhere to Run. وبمرور كل هذه السنوات، وبعد أن أصبحت أبًا لأربعة أبناء، فإنني أجهز اليوم لفيلم عن رجل قاسي القلب وعلاقته بأربعة أطفال وسأسميه Pals أو رفقاء.

ـ تستطيع إعادة تدوير عناوين أفلامك؛ قبل اختياري عنوان فيلم Betrayed، اخترت عنوانًا آخر وهو Sins of The Fathers، ثم قمت بتغييره ليصبح Father of the Lies، ثم Heartland، ثم Eighty- Eight. وعندما كتبت فيلم Music Box، في البداية أسميته Sins of the Fathers، ثم Fathers of the Lies.

ـ لا تستطيع أن تحصل على حقوق ملكية لعناوين أفلامك؛ في عام 1927، كتب بين هيشت سيناريو وأسماه American Beauty، وبعدها بسنوات طويلة فاز فيلم آخر بعنوان American Beauty  بجائزة أوسكار أحسن فيلم.

ـ يمكنهم سرقة عناوين أفلامك؛ كانت إحدى شركات الإنتاج السينمائي تعمل على تنفيذ سيناريو للكاتب المسرحي برنارد سلاد، في الوقت الذي كانت مسرحيته Fatal Attraction تعرض في لندن. ثم تراجعت الشركة عن التعامل مع برنارد، وعملت مع كاتب شاب يدعى جيمس ديردن. وبالفعل تم عرض الفيلم ولاقى نجاحًا كبيرًا. كان عنوان الفيلم Fatal Attraction، لا تظلم أحدًا؛ فهي محض صدفة؛ فالفيلم ليست له علاقة بمسرحية برنارد سلاد.

ـ الآن وقد أنهيت كتابة نصك، إنها أعظم لحظات حياتك ككاتب سيناريو؛ يقول الكاتب المسرحي روبرت أندرسون: “عندما أنتهي من كتابة أي نص مسرحي وتحديدًا قبيل إرساله إلى أي شخص ليقرأه، أكون في أسعد لحظات حياتي، تلك اللحظة قبل أن يراه أي شخص، قبل أن يتمكن أي شخص من التعقيب عليه، قبل أن يرفضه ويحتقره أي شخص”.

ـ احتفظ بمسودة السيناريو الأولى وكذلك ملاحظاتك الأولى عليه؛ هل تعلم أن كل أن مصير معظم السيناريوهات هو الرمي في أحد المخازن، لكنني لا زلت أحتفظ بمسودتي الأولى لسيناريو فيلم Basic Instinct والتي كتبتها على الآلة الكاتبة تحت عنوان Love Hurts، وبها الملاحظات التي كنت أكتبها لنفسي في الهوامش لأعمل بها في المسودة الثانية. وفي العام الماضي، عرض عليّ أحد هواة جمع الأفلام، وكان فرنسي الجنسية مبلغ نصف مليون دولار أمريكي مقابل تلك المسودة، ولكنني رفضت؛ لأني أعتقد أنه في المستقبل يستطيع أحفادي بيعه، بمقابل أكثر من الثلاثة ملايين دولار التي حصلت عليها مقابل كتابتي للفيلم.

أعتقد أيضًا أنه سيأتي اليوم الذي ينتج فيه بول فيرهوفين مخرج فيلم غريزة أساسية فيلمًا من الأموال التي سيحصل عليها مقابل بيع سيناريو Showgirls الذي قمت أنا بكتابته، ليس لأن الفيلم كان عظيمًا؛ وإنما لأن بول كان يرسم بقلمه الرصاص في كل صفحة من صفحات السيناريو تصوره لكل مشهد كتبته. بالمناسبة أعلم أيضًا أن بول لا يزال يحتفظ بالملابس الداخلية التي كانت ترتديها شارون ستون في فيلم غريزة أساسية.

ـ عند انتهائك من كتابة السيناريو، يكون تحكمك فيه قاصرًا؛ يقول الروائي وكاتب السيناريو جورج بليكانوز: “فيما يتعلق بالسيناريو، هناك الكثير الذي لا تستطيع التحكم فيه ككاتب. فإن المنتج الشرير والممثلين والمخرج والمونتير ومدير التصوير وباقي فريق العمل لهم الحق في التدخل في السيناريو وتعديله، في الفترة ما بين خروجك من غرفتك، منهيًا كتابة النص إلى ظهور ذلك النص مجسدًا على الشاشة الفضية”.

ـ اطبع العديد من النسخ للسيناريو الواحد؛ فكر في الأجيال القادمة؛ أرسل نسخًا من السيناريو الذي كتبته إلى أصدقائك وأقربائك، وجميع المكتبات التي تقبل السيناريوهات. يقول الروائي وكاتب السيناريو ريموند تشاندلر: “لا يوجد كيان مستقل خاص بفن كتابة السيناريو؛ لذا فإن كتابة السيناريو تنتمي إلى شركات الإنتاج، وبالطبع فإن شركات الإنتاج لن تظهر تلك السيناريوهات للجمهور“.

ـ ما الذي يمكن أن تفعله إذا سُرق لك نص سينمائي؟ إن الأمر ليس سهلًا؛ فأمامك القليل جدًا لتفعله لحماية نفسك من السرقة. في اليوم الذي تنتهي فيه من كتابة السيناريو، قم بإرساله لنفسك عبر البريد، وعندما يصلك الظرف الذي يحوي نصك، لا تفتحه واحفظه في مكان آمن. فإذا تمت سرقة نصك، سيقوم المحامي الخاص بك بفتح المظروف الذي يحوي نصك بشكل درامي في قاعة المحكمة؛ مبينًا أولًا: أنك من قمت بكتابة السيناريو، وثانيًا: تاريخ كتابتك له. كما أن هناك أمرًا هامًا أيضًا عليك فعله لحماية نصك من السرقة: تستطيع أن ترسل فكرة لسيناريو تنوي كتابته، أونصًا سينمائيًا كاملًا، أو ملخصًا لأحد نصوص السيناريوهات التي كتبتها إلى نقابة الكتّاب وتقوم بتسجيله باسمك. تستطيع أن تفعل هذا عن طريق الإنترنت، سيكلفك هذا الأمر عشرين دولارًا إذا لم تكن عضوًا بالنقابة؛ وبالتالي إذا تمت سرقة نصك، تستطيع الإشارة إلى أنك قمت بتسجيله في نقابة الكتّاب وتاريخ التسجيل. وإذا كنت على وشك الاجتماع بأحد المنتجين أو مدير تنفيذي لإحدى شركات الإنتاج، أو مخرج، أو مساعد أو وكيل لأي منهم، حتى تقوم بعرض النص الذي قمت بكتابته عليه، فبمجرد انتهائك من الاجتماع وعودتك إلى المنزل، قم بكتابة مذكرة تشرح تفاصيل الاجتماع وتفاصيل ما قمت بسرده عليهم فيما يخص السيناريو. وقم بإرسال هذه المذكرة إلى نفسك، وعند وصولها، لا تفتح المظروف، واحفظها في مكان آمن.

ولكن، إذا تمت سرقتك بالفعل، كل ما تستطيع أن تفعله، هو أن تقوم برفع دعوى قضائية، فالأمر خطير ويستلزم ذلك حقًا، وتتعامل مكاتب المحاماة مع تلك القضايا بالكثير من الاهتمام. وفي الغالب لا ترغب شركات الإنتاج في التورط في مثل تلك القضايا والذهاب إلى المحاكم والنيابات؛ لذلك فإن الفرصة لحصولك على تعويضات من خلال بعض التسويات تكون أفضل.

ـ لا تخبر الصحافة أبدًا بما تقوم بكتابته؛ لقد تمت سرقة السيناريو الأول لي F.I.S.T. وسريعًا بعد أن نقلت الصحف عني موضوع فيلم F.I.S.T، قام أحد كتاب السيناريو الحائزين على جائزة الأوسكار بتوقيع عقد مع إحدى شبكات التليفزيون للقيام بكتابة نفس القصة كفيلم تليفزيوني. ولأن صناعة الأفلام التليفزيونية لا تستغرق ذلك الوقت الطويل الذي تستغرقه صناعة الأفلام السينمائية، عُرض الفيلم التليفزيوني Power قبل فيلمي F.I.S.T .و بدا الأمر وكأنني أنا السارق. علمت بعد ذلك أن هذا الكاتب قد تم فصله في الماضي من نفس الجريدة التي كنت أعمل بها أنا أيضًا؛ وذلك لأنه قام بسرقة ساعة أثناء تغطيته لسرقة محل مجوهرات. ولكن، الأكثر إثارة في الأمر أنني أيضًا فُصلت من نفس الجريدة، ولكن ليس بسبب سرقة ساعة، ولكن لأنني كتبت مقالًا بإحدى الجرائد، وصفت فيه رئيس التحرير بصفات سيئة. ملعونون أولئك الكتاب الذين يدمرون بعضهم البعض، ملعونون حقًا؛ هو سارق وأنا جاحد.

ـ الطريقة المثلى كي لا تُسرق: يقول جاي لينو: “عليك أن تكتب بأسرع مما يسرقون“.

ـ سيقوم وكيل أعمالك الجديد بتقديم النص الخاص بك الى الاستوديو. ويخبرك أن قارئ السيناريوهات بالاستوديو سيقوم بقراءته، فمن هو قارئ الاستوديو ؟: إن قارىء الاستوديو، والذي يكون أول من يتسلم نصك فيقوم إما بتزكيته أو رفضه لدى مديري التنفيذ داخل الاستوديو، هو عدوك اللدود. إن هذا الشخص يسعى لأن يكون كاتبًا سينمائيًا، ويحاول يائسًا أن يقتحم هذا المجال. فهو يريد أن يصرخ معلنًا عن معرفته ومهارته السينمائية، ليثير إعجاب مديري التنفيذ داخل الاستوديو، عن طريق تحليله السيئ لنصك وسلبه مغزاه وعناصر القوة فيه، وأيضًا قوله لمديري التنفيذ إنه قادر على تعديل هذا النص، وجعله أفضل مما هو عليه.

للأسف، قلّما تجد قارئ أستوديو يشيد بأحد النصوص؛ وذلك لأنهم يعلمون أن القليل من تلك النصوص يمكن أن يصبح أفلامًا ناجحة. فهم لا يريدون أن يضعوا قرحهم وجلودهم الباهتة على المحك، بسبب دعمهم لنص ليس من المحتمل أصلًا  أن يتم تحويله إلى فيلم وحتى وإن تم تنفيذه سيصبح كارثة.

عندما عرضت نص فيلم Basic Instinct على الاستوديوهات وشركات الإنتاج، قام القارئ بشركة استديوهات وارنر بروذرز، بتمزيقه ونصح بعدم المراهنة عليه. لكن، عندما اكتشف الاستوديو بعدها بعدة ساعات أن النص يزايد عليه جميع من بالمدينة، قرر مديرو التنفيذ باستوديو (وارنر) أن يزايدوا عليه هم أيضًا، وذلك على الرغم من أنهم لم يقوموا بقراءته أصلًا، وأن قارئهم نصحهم بألا يفعلوا. ويرجع سبب ذلك الى أنهم توصلوا إلى أنه اذا كان كل من في المدينة يجدون هذا النص جيدًا، لدرجة أنهم يدخلون في مزايدة لشرائه، فلابد وأن يكون هذا النص جيدًا بالفعل، وأن قارئهم الذي يريد أن يصبح كاتبًا سينمائيًا كان مخطئًا.

كان من الممكن أن يقوم مديرو التنفيذ بالاستوديو بحبس أنفسهم في مكاتبهم لساعة أو ساعتين ليتمكنوا من قراءة النص. لكن، حيث إن جميعهم يكرهون القراءة؛ فإنهم لم يقوموا بقراءته، فقد قاموا أوتوماتيكيًا بالمزايدة عليه دون قراءة. وعرضوا له مبلغ 2.5 مليون دولار، وتم بيع الفيلم بـ 3 ملايين دولار. وعندما انتهت المناقصة، قاموا بفصل القارئ الذي يريد أن يصبح كاتبًا سينمائيًا؛ حيث إنه قام باختيار خاطئ. وعندما تم تنفيذ سيناريو فيلم Basic Instinct، وحقق 500 مليون دولار، قام جنود الاستوديو ذات ليلة بالإمساك بقارئ الاستوديو البائس وأخذه إلى المنطقة الخلفية (بالقرب من الفنار) عند استوديو الإخوة وارنر وقاموا بشنقه. أمزح بالطبع.

ـ ذكر شوجر راي روبينسون بطل العالم السابق للوزن المتوسط: “لن تدرك مدى صلابتك حتى يقوم شخص ما بكسرك ثم تقرر بعدها إذا ما كنت تريد أن تبني نفسك مرة ثانية أم لا”.

ـ النص الذي يكون بمثابة كارت تعريف بهوية كاتبه: إنه هو النص الذي لا تبيعه ولكن يقرؤه منفذو الاستوديو كدليل على موهبتك، حتى وإن لم تقم ببيعه، فإن ذلك النص الذي وضعت فيه قلبك وعصارة أفكارك، قد يجعلك تحصل على وظيفة كاتب في إحدى شركات الإنتاج، فقد تحدثت مع أحد قراء السيناريوهات بإحدى شركات الإنتاج، والذي يريد أن يصبح كاتبًا سينمائيًا، وقال لي: “أنا لم أبع شيئًا حتى الآن، لكنني حصلت على ستة أو سبعة نصوص رائعة ككارت تعريف“.

ـ الضعيف يُطرد؛ وفقًا للمنتج روبرت ايفانز، هذا يعتبر اتفاقًا إلى حد كبير يتم العمل به.

ـ لو نجح وكيلك بعد عدة أشهر وعدة محاولات من بيع نصك الى استوديو، ومن ثم سُئلت بعد ذلك عن الوقت الذي استغرقته في كتابة هذا النص. عندها عليك أن تكذب.

بعد أن بعت سيناريو فيلم Basic Instinct بمبلغ 3 ملايين دولار، سألني الكثيرون عن الوقت الذي استغرقته لكتابة هذا النص. فكان يتعين عليّ أن أجيب بقولي “حسنًا، لقد عملت على كتابة هذا النص تقريبًا طيلة حياتي، فهو عن نوازع القتل لدى الإنسان وقتل الرعب، وقد كنت مهووسًا بتلك الأشياء لمدة الخمس والعشرين سنة الماضية، وأتذكر أنني عندما كنت أعمل صحفيًا بمجلة (رولينج ستون) أجريت حوارًا صحفيًا مع سفاحٍ يدعى إدوارد كيمبر. وأيضًا، قبلها عندما كنت أعمل مراسلًا في كليفلاند، أجريت حوار صحفيًا مع طفلين كانا قد قاما بقتل والديهما، هما فريدي إشريك وتريفا كروست وايت. كما إنني عرفت وتعاملت مع جثامين الأموات، منذ أن قمت بتغطية حادث ضرب الشرطة في كليفلاند، إلى الوقت الذي أجريت فيه حوارًا صحفيًا بمجلة رولينج ستون مع وكلاء لمدمنين للمخدرات. وكان مكتبي في كليفلاند في الدور الأرضي الخاص بقسم الشرطة المركزي. فقمت بتغطية حادث لإطلاق النار سقط فيه ثمانية قتلى من رجال الشرطة، وكان هذا على مقربة مئتي قدم فقط مني. كما قمت من قبل برسم صورة جانبية لجثة محروقة، تشبه إلى حد كبير شخصية نيك كارن في الفيلم، فقد كان متورطًا في كثير من عمليات إطلاق النار، وكان مشتبهًا فيه من قبل الشرطة. ومن وجهة نظر الشخصيات المركزية الأخرى بالفيلم  ككاثرين تراميل،  فإنني قمت بكتابة ثلاثة أفلام سينمائية يتم فيها إساءة استغلال النساء من قبل الرجال وهم (Betrayed، و Jagged Edge، و Music Box)، وأردت أن أكتب قصة عن امرأة ذكية، وحساسة جدًا لدرجة أنها قادرة على استغلال حتى أكثر القتلة من الشرطة ذكاءً، وهكذا وددت أن أدخل في فكرة أن أصبح مثل شخصيات فيلمي، وأن أقترب جدًا من النار حتى يحرقني لهيبها. وكما ترى فقد جاء هذا النص من أعماق نفسي ولعل هذا هو سبب بيعه بهذا المبلغ الكبير؛ فقد يكون المشترون له شعروا بصدق وحقيقة النص“. هذا كله حقيقي لكنه هراء أيضًا؛ لأنه وإن كنت قد فعلت كل الأشياء التي ذكرتها، إلا أنني قد استغرقت ثلاثة عشر يومًا، منذ لحظة تفكيري بفكرة النص إلى اللحظة التي قام فيها وكيل أعمالي ببيع النص في المزاد. والحقيقة هي أني حصلت على ثلاثة ملايين دولار مقابل عشرة أيام من الكتابة. وبالتأكيد لم أكن لأخبر أحدًا بهذا الأمر.

هل ذكرت لكم أن الكثير من الناس في هوليوود كانوا سيقولون فورًا: “لا يهم، إذا كنت بعت نصًا استغرقت كتابته عشرة أيام فقط مقابل ثلاثة ملايين دولار؛ إذن فهو نص فاشل“. (القليلون في هوليوود من يعرفون أو مهتمون بأن يعرفوا أن ويليام فولكنر استغرق ستة اسابيع ليكتب سيناريو فيلم The Sound of Fiory أو صوت الغضب، والذي يعتبر واحدًا من أكثر السيناريوهات تعقيدًا في وقتنا الحالي).

فقط بعد نجاح فيلم Basic Instinct كان السؤال الذي يؤرقني هو: هل أخبر الصحافة أنني قد استغرقت فقط ثلاثة عشر يومًا منذ بداية التفكير في كتابة النص إلى لحظة البيع. وقلت الحقيقة والتي كانت مفاجأة لهوليوود.

التقرير الإلكترونية في

14.05.2015

 
 

«حين تمر البجع» لكالاتوزوف:

شلال دموع وسط الحرب الوطنية

ابراهيم العريس

لم يكن قد سبق لأي فيلم سوفياتي أن حقق مثل ذلك النجاح الكبير على صعيد عروضه العالمية. ولكن كذلك لم يكن قد سبق في ذلك الحين لأي فيلم «وطني» سوفياتي أن كان بعيداً كل ذلك البعد من «القواعد» الستالينية في عالم الفن السابع. مهما يكن لا بد من ملاحظة ان هذا الفيلم حقّق وعرض في العام 1957، أي بعد عام واحد من تقرير خروتشيف أمام المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي، المؤتمر والتقرير اللذين شرعا ينزعان الستالينية في تلك الامبراطورية الفسيحة. والسينما، على عادتها، باعتبارها الفن الأكثر حساسية، ما كان من شأنها إلا أن تستقبل ذلك التوجه بترحاب. فماذا إذ كان المخرج نفسه، ميخائيل كالاتوزوف، قد سبق له أن أرسل من قبل سلطات بلاده الى هوليوود عند نهاية سنوات الأربعين كي يشرف على إقامة «علاقات بناءة» مع صناعيي السينما الأميركيين، فتعرّف إلى «السينما الامبريالية» عن قرب، وأدرك عن قرب ايضاً انه اذا كانت هناك رغبة في بلده السوفياتي، في الانفتاح على العالم، يتعين أن تبتعد السينما عن الكليشيهات وتقدم مواضيع انسانية تهم الانسان في كل مكان. لقد قدم كالاتوزوف ارهاصات في هذا السياق، لكنه كان مضطراً لانتظار نزع الجليد الستاليني لكي يخبط خبطته الكبرى فكان فيلمه «حين تمر البجع»، الذي أسال من الدموع لدى متفرجي العالم بقدر ما أسأل من حبر للكتابة عنه داخل الستار الحديدي وخارجه. وأثار من الإعجاب ما جعل بطلته تاتيانا صامواليفا واحدة من كبيرات نجمات العالم لسنوات، بل حتى العام الفائت حين رحلت عن عالمنا، فتذكرها العالم بكل خير وتذكروا معها «حين تمر البجع».

> تدور حكاية «حين تمر البجع» خلال الحرب العالمية الأولى، وتبدأ في موسكو، في عام 1941، تماماً مثلما يبدأ كثير من الأفلام الحربية، التي تريد ان تمجد تضحيات الشبان المجندين الذين يرسَلون الى الجبهة للدفاع عن الوطن. مثل هذه الأفلام كثرت في ذلك الحين في الاتحاد السوفياتي، ولكن كذلك في المانيا وأميركا وبريطانيا وغيرها. فالسينما كانت قد «اكتُشفت» كسلاح للتعبئة لا يشق له غبار، ولا سيما في البلدان ذات السيطرة التوتاليتارية، حيث تملك الدولة (والحزب) كل شيء، ويمكنهما التحكم بالعقول وتحويل كل حرب الى «حرب وطنية»... إذاً، نحن هنا في موسكو في عام 1942، لدينا عند بداية الفيلم شاب وشابة في مقتبل العمر يحبان بعضهما البعض. هما فيرونيكا الغارقة في غرامها وتحلم بيوم الزفاف، وبوريس حبيبها، الذي، وهو في عز إقباله على الحب والحياة، يُستدعى الى الخدمة العسكرية. ويكون عليه ان يلبي النداء... ولكن بعد موعد أخير بضربه لحبيبته قبل توجهه الى الجبهة. فيرونيكا تتأخر على الموعد ويمضي القطار ببوريس فلا يلتقيان ذلك اللقاء الأخير. بيد ان بوريس لا ينسى بالطبع عيد ميلاد فيرونيكا، فيترك لها دمية سنجاب خبأ في داخلها رسالة وداع لطيفة. غير ان فيرونيكا التي لم تتمكن من العثور على الرسالة، تركض محاولة وداع حبيبها من دون جدوى. بعد حين، وخلال قصف الطائرات الألمانية لموسكو، تفقد فيرونيكا بيتها وأهلها، فيستقبلها أهل بوريس في بيتهم، من دون ان يتلقى اي منهم اية رسالة تطمئنهم على مصير بوريس وأحواله في الجبهة. ويلاحق القصف المأوى الجديد، وفي لحظة لجوء مشتركة تستسلم فيرونيكا لرغبات الفتى الأرعن مارك، ابن عم بوريس، الذي «يغتصبها» تقريباً، في الوقت الذي يختفي فيه بوريس على الجبهة... وإزاء هذا الوضع الجديد، لا تجد فيرونيكا أمامها إلا أن ترضى بالزواج من مارك.

> يشتد خناق النازيين على موسكو ويلجأ الجميع الى سيبيريا، حيث يتولى والد بوريس ادارة مستشفى هناك. وذات يوم تصغي فيرونيكا لوالد حبيبها السابق وهو يحاول تهدئة جندي جريح تخلت عنه خطيبته، وخلال التهدئة لا يتورع الأب عن التنديد بالفتيات اللواتي لا يعرفن الى الاخلاص طريقاً ويتخلين عن حبيبهن ما إن يبتعد. تشعر فيرونيكا وكأن هذا الكلام اللائم والعنيف يتوجه اليها، فتركض الى حيث ترغب في ان تلقي بنفسها تحت عجلات القطار غير ان هذا يحوَّل عن خطه في اللحظات الاخيرة، فتنجو فيرونيكا التي سرعان ما تتمكن بعد ذلك من إنقاذ طفل كان على وشك ان يُدهس من قبل شاحنة عابرة. وهي إذ تتوجه الى حيث تقيم بغية تقديم السنجاب القديم هدية عزاء الى ذلك الطفل، تجد عشيقة زوجها تلهو بالسنجاب وقد عثرت في داخله على رسالة بوريس التي لم تكن فيرونيكا قد تمكنت من العثور عليها من قبل. بعد ذلك ستعرف فيرونيكا من خلال واحد من رفاق بوريس ان حبيبها قد قضى على الجبهة. لكنها لا تحب ان تصدق ذلك، هي التي تقرأ الرسالة العتيقة وتقرأها مراراً وتكراراً واجدة فيها وعداً مؤكداً باللقاء. ولاحقاً حين تنتهي الحرب تظل فيرونيكا متمسكة بأمل عودة بوريس... وهكذا حين يبدأ الجنود الاحياء بالعودة من الجبهة في القطار، وكانت فتاتنا قد عادت بدورها الى موسكو، تسارع متوجهة الى محطة القطار في العاصمة وقد حملت باقة من الورد ووقفت تنتظر آملة وهي تراقب زرافات الجنود العائدين. وذات لحظة تلتقي بالجندي ستيفان الذي كان بوريس قد جُنِّد معه وتوجها معاً الى الجبهة... فيؤكد لها ستيفان ان بوريس قد مات موت الأبطال. وهنا تقف فيرونيكا مذهولة تنظر حواليها الى جموع العائدين والمستقبلين، ثم في حركة تلقائية تبدأ بتوزيع ورد باقتها على الناس في المحطة...

> طبعاً لسنا في حاجة الى التذكير هنا بكيف ان هذا المشهد الأخير، ظل لسنوات طويلة حياً في ذاكرة الملايين الذين شاهدوا هذا الفيلم وأحبوه في أنحاء العالم كافة. وكيف ان وجه تاتيانا صامواليفا، ظل من خلال المشهد مشعاً ومعبراً وحنوناً وحزيناً وقوياً، يمثل اليأس والأمل، والحب والغضب... بل يمثل في رأي كثر، كل القدر المطلوب من العداء للحرب، كل حرب، بوصف الحرب المكان الذي يقتل الحب. الحرب التي حتى حين يكون الانتصار خاتمتها، لن يفوت حتى المنتصرين ان يتساءلوا: ما هو الثمن؟ وما معنى الانتصار حقاً؟

> لقد كانت هناك حماسة كبيرة من حول هذا الفيلم، حتى وان كان النقد قد وسمه بأنه «عمل ميلودرامي»، واصفاً بطلته بأنها «بطلة ميلودرامية» و»امرأة بالنسبة اليها لا توجد الحرب إلا من خلال تأمل الناس المحيطين بها، للحرب». حيث ان الحرب ليست هنا مريعة إلا لأنها خطفت من فيرونيكا حبيبها، لا أكثر ولا أقل. ولعل اللافت هنا هو رد فعل الصحافة الشيوعية الفرنسية الذي كان شديد الايجابية تجاه الفيلم، على رغم عنف قراءته بين السطور، إذ كتبت ناقدة في صحيفة «الآداب الفرنسية» التي كان يشرف عليها الشاعر أراغون (9 حزيران – يونيو – 1958): «منذ زمن بعيد، بل بعيد جداً، لم توفر لنا السينما مثل هذا الشعور المتكامل والذي دغدغ كل حساسيتنا. منذ زمن بعيد لم نحس بكل هذا الامتلاء، هذا السرور الهادئ والعميق الذي يستشعره المرء حين يعطيه الفيلم الذي يحبه ويدافع عنه ويؤمن به، ما يتوقع منه».

> وميخائيل كالاتوزوف (واسمه الأصلي كالاتوزيفشفيلي) مخرج سوفياتي من أصل جورجي، ولد العام 1903 في تبليسي ليرحل العام 1973 في موسكو. وهو بعد دراسة العلوم الاقتصادية آثر الانصراف الى العمل السينمائي منذ عام 1925، ممثلاً أولاً، ثم اشتغل بالتصوير في استديوات تبليسي، ليحقق اول فيلم من اخراجه («الأعمى») عام 1930، بادئاً بهذا مساراً مهنياً تراوح بين الأعمال التسجيلية والروائية، واستمر حتى عامين قبل رحيله، هو الذي وصل الى ذروة ابداعه في عام 1964 حين حقق فيلم «أنا كوبا» الذي يعتبر من أفضل الأفلام التي حققها مخرج سوفياتي خارج بلاده، مع ان الفيلم ظل ممنوعاً من العرض العام حتى أعيد اكتشافه اخيراً وصارت له مكانته في تاريخ السينما. ومن أفلام كالاتوزف الاخرى «محاكمة المحكومين» (1950)، و «ثلاثة رجال وطوف» (1954) الذي ندد فيه بالبيروقراطية في بلده، و «الرسالة غير المكتملة» (1960).

 alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

14.05.2015

 
 

رائعة جبران خليل جبران في فيلم «كرتون» من إنتاج سلمى حايك

«النبي».. قبب وسجون ووجوه

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

خلال ساعة ونصف الساعة في فيلم الكرتون «النبي»، المأخوذ عن كتاب «النبي» للراحل جبران خليل جبران، تعيش عوالم الحياة والحب، الحرية، العلم، السلطة، الزواج، الموت، والكثير الكثير من الحكم والمواعظ التي تدور في فلك الشخصية الرئيسة «مصطفى» المسجون، حسب تفسيره، لأنه شاعر، والطفلة الخرساء «الميترا» التي فقدت الرغبة في الكلام بعد وفاة والدها. ثماني قصص حكيمة من أصل 24 قصة في الكتاب يعيشها المشاهد، ويشعر للحظات أنه في مكان خاص للاسترخاء، بسبب الحكايات المعبرة الممزوجة بموسيقى ساحرة ولوحات فنية خلابة.

الفيلم الذي أسهمت في إنتاجه الفنانة سلمى حايك، وشارك في اخراجه ثمانية مخرجين، من بينهم الإماراتي محمد سعيد حارب، ويعرض حالياً في دور السينما المحلية، أراد أن يصل الى الأطفال قبل الكبار، ومع أن اللغة فيه عالية المستوى، الا أن فكرة ايصال مثل هذه اللغة للطفل، بحد ذاتها، قيّمة.

تبدأ الحكاية مع الطفلة الميترا الخرساء المشاغبة التي يبغضها معظم سكان الحي، فهي لا تعبر بالصوت عن ما تريده، وتقوم بأعمال سيئة كسرقة الكعك من الخباز، لكن في عيونها حزن شديد تشاطره مع طائر، تلتقي به في السطح وتحاول الطيران معه، أمها الأرملة، التي تحاول قدر استطاعتها تعويض البائعين عن الخراب الذي تتسبب فيه ابنتها، تعمل في رعاية مسجون رأي اسمه مصطفى.

استرخاء كامل، هذا هو الوصف الدقيق فعلاً أثناء مشاهدتك الفيلم، الذي يحتاج إلى عقل متيقظ لتتبع كل جملة فيه وكل نغمة، وكل مشهد تمثيلي لكل حكاية، فعلاقة المرء مع الخوف كانت حاضرة عندما حاول مصطفى استنطاق الميترا، وفاجأها بأنه يعرف اسمها، انبهرت به، وبدأت بالإنصات له. كتاب «النبي» يعتبر من أكثر الكتب مبيعاً وانتشاراً في العالم، حتى إن بعض النصوص فيه كانت تدرس في المناهج المدرسية، خصوصاً في بلاد الشام. يحاول مصطفى أن يتحدث الى الميترا عن الروح، التي يعتبرها أسمى من الجسد، يحاول قدر استطاعته تبسيط الأمر، من خلال مجسم لطائر يحلق، وهي العاشقة للطيور، يقول لها بعضاً من مقتطفات المشهد «الخلاص من الخوف، هو لن يكون بيد الأشباح التي تخافونها، بل بقوة قلوبكم»، وقال أيضاً «تصبح حقاً حراً ليس عندما تملأ السكينة لياليك، وعندما تتمكن من الارتفاع فوق كل الأشياء التي تربطك بالحياة».

تنبهر الصغيرة الميترا في الوقت الذي يدخل فيه رئيس الشرطة يبشر مصطفى بحريته، على شرط العودة إلى بلاده، فكل الأحداث تحدث في مدينة أورفليس الخيالية، وكل الحبكة تبدأ من هذه المدينة إلى الميناء التي يجب أن يذهب على أحد سفنه مصطفى إلى بلاده، فبين المدينة والبحر قصة حياة وموت سيعيشها المشاهد بتفاصيل عذبة، مع رسم له علاقة بوجوه تشبهنا أكثر، لديها ملامح كملامحنا، وردّات فعل شعبية قريبة من شوارعنا، هذا النوع من الرسم الذي كاد أن يصبح في طي النسيان.

في ذكاء طفلة استطاعت الميترا أن تكتشف أن موضوع حرية مصطفى ما هو إلا خدعة، ويكون حدسها في محله، فتقرر اللحاق به كي توحي له بالخطر، ومعه تعيش حب الناس لمصطفى، الذي يؤكد في أحد المشاهد مع مسؤول الحي بصفة أقرب إلى رئيسهم «الناس لا تنسى الكلمة التي تدخل العقل قبل القلب، فالسجن سبع سنوات لم يكن حاجزاً».

قبل خروجه كان مصطفى يتحدث مع والدة الميترا، عن علاقة الآباء مع الأبناء، عندما شكت له حال عدم خنوع ابنتها لها، ويقول لها: «أولادكم ليسوا أولاداً لكم. إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها، بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم فهم ليسوا ملكاً لكم». ويقول لها أيضاً: «يمكنكم أن تجهدوا كي تكونوا مثلهم، لكن ليس عليكم أن تجعلوهم مثلكم، لأن الحياة لا تمشي القهقرى ولا تتمهل مع الأمس، انتم الأقواس التي تطلق أولادكم كما تنطلق السهام الحية الى البعيد، حامل القوس يبصر الهدف، كي تنطلق سهامه سريعة وصائبة، عندما يحنيكم حامل القوس طاوعوه عن بهجة ورضا، لأنه مثلما يحب السهم المنطلق يحب كذلك القوس الثابت في يده».

أولى المحطات خارج السجن كانت أمام فرح للزواج، التفّ الجميع حول مصطفى يهنئونه على حريته، فطلبت أم العروس أن يقول شيئاً عن الارتباط، صوته ذهب مع لوحة تعبيرية بين رجل وامرأة وصوت مصطفى وعظته مع موسيقى «قد ولدتم معاً، وستظلون معاً إلى الأبد. وستكونون معاً عندما تبدد أيامكم أجنحة الموت البيضاء.. أحبوا بعضكم بعضاً، ولكن لا تقيدوا المحبة بالقيود.. قفوا معاً ولكن لا يقرب أحدكم من الآخر كثيراً، لأن عمودي الهيكل يقفان منفصلين، والسنديانة والسروة لا تنمو الواحدة منهما في ظل رفيقتها».

(غابريال يارد) المؤلف الموسيقي للفيلم، استطاع بالفعل أن يكون محركاً أساسياً لكل أقوال مصطفى، فالمزج في موسيقاه كانت حاضرة، في كل مشهد، بين المساجد والقبب والسجون ووجوه المارة ولهفتهم، وحتى أمام الميناء الذي كان يعبر عن الخلاص، حركت موسيقاه الكثير من المشاعر، ويبدو أن مشاهدة مثل هذا الفيلم في ظل الأوضاع المليئة بالأوجاع التي تعيشها اقطار عربية كان سبباً في طريقة وقع الفيلم على المتلقين، ففيلم البؤساء على سبيل المثال لا الحصر، وقع مشاهدته قبل الثورات العربية مختلف تماماً عن بعدها، هكذا هي السينما قادرة بشكل ساحر أن تدخلك الى عوالمك التي تريد لها جواباً.

اللغة البصرية في الفيلم التي من الممكن أن تكون العنصر الأساسي في فيلم موجه للأطفال، لم تستطع إلا أن تكون على قدر الكلمة والمقطوعات الموسيقية، لذلك من الصعب أن يفهم الطفل الكثير من حالة الفيلم القريبة الى الروحانيات منها الى الواقع، فهنا لا نتحدث عن الخيال الذي من المفترض أن يذهب به الطفل الى أبعد حد، بل نتحدث عن قيمة الروح في التعاطي مع أساسيات الكون، فالحديث مثلاً عن التعاضد بين المجتمع الواحد دون نبذ الآخر، خصوصاً في علاقة الحي مع الطفلة الخرساء الميترا قال مصطفى: «اذهبوا للحب قدر استطاعتكم، ستتحدان معاً، وليكن مجال في ما بينكم كي ترقص رياح السلام، أحبوا بعضكم بعضاً، لكن حذاري أن تجعلوا الحب قيداً، بل يكن حبكم بحراً ترتاح فيه شواطئ نفوسكم، وليملأ الواحد كأس رفيقه لكن دون أن يشرب الاثنان من كأس واحد، وليعطي واحدكم الآخر من خبزه، لكن من غير أن يأكل الاثنان من الرغيف عينه، غنوا وارقصوا لكن ليبقَ كل واحد منكم على حدة، كما تبقى أوتار القيثارة على حدة، اذ هي تهتز معاً على نغم واحد، جودوا بقلوبكم، لكن دون أن تأتمنوا سواكم عليها، فما من يد تسع قلوبكم إلا يد الحياة».

هذه محطات يقف فيها مصطفى والميترا تلحقه طوال رحلته، وفي مشهد يقول فيه ضابط الشرطة لمصطفى إن الخراف تظل خرافاً كناية عن الشعب الذي يخاف اليد الحديدية، يأتي مشهد لخروف وهو يسقط الضابط، فيقول له مصطفى: «أرأيت يستطيع خروف ان تكون لديه كلمته اذا قرر أن يخرج من القطيع».

يصل مصطفى إلى الحي الذي يكره الميترا، يرحبون به، ويدللونه، بالطعام والشراب، يلتفون حوله، يقولون مدى تأثرهم به، وكيف استطاعت كلماته أن تغير حياتهم للأفضل، يتكلمون عن العمل ومستوياته، مع مشهد لرجل فقير يعمل بأمور بسيطة، فرد عليه مصطفى أمام الجمع «كل الأعمال نبيلة، أنتم تعملون طواعية للأرض ولروح الأرض، أما البطالة فغريبة عن الأرض، وليس هو من موكب الحياة، نحن اللامتناهي، وانتم عندما تعملون تتحولون الى ناي يصدر موسيقى عذبة، وعندما تعملون بحب تتحالفون مع انفسكم ومع الآخرين، العمل هو كالنسيج الذي تخيطه كي ترتديه حبيبة قلبك».

من الصعب جداً تلخيص ما حدث في الفيلم، بين مقتطفات وصور، ولقطات، فهو مليء بالعناصر التي تحقق الشغف، فالكرم تحدث فيه بشكل يجب أن تشاهده قبل أن تسمعه، تتخيل معه قيمته وممن بعض ما قال «عندما تعصر كرومك، قل عن نفسك أنك أنت نفسك كرمة، يجب أن يتذوقني الكثير».

في المشهد الذي يعترف فيه الشرطي حليم التابع لرئيس الشرطة المتسلط في حبه لوالدة الميترا، قال مصطفى عن الحب «إذا الحب أومأ اليكم فاتبعوه، وان كانت مسالكه وعرة، واذا لفّكم بجناحيه فثقوا به، مع أن روحه مختبئة، واذا الحب خاطبكم صدقوه، حتى لو كان الصوت في أحلامكم، يهز جذوركم في الأرض كيفما اكتشفت اسرار قلوبكم، الخوف ضد الحب، فاذا خفت ابتعد، الحب لا يعطي إلا من نفسه، الحب لا يطيق ان يكون مملوكاً، وحسب الحب أنه حب».

حدس الميترا في محله، وخرج مصطفى من زنزانته على أساس عودته إلى بلاده كان ينتظرها شرطا قاسيا على كل ما يحمل في قلبه رسالة أو مبدأ، فقد وقف مصطفى أمام الرئيس ينظر الحي، بعد أن ثار الشعب على الشرطة وتعاركوا معهم، بعد إدراكهم المصيدة التي وضعت لمصطفى، يجب على مصطفى أن يوقع على ورقة مفادها أن كل ما كتبه ونشره عبارة عن خزعبلات وهراء، وهو نادم على كل كلمة، حريته مقابل موته، لا خيار ثالثاً، ولأنه من دعاة الحرية قرر الموت، لكن قبل الحديث عن معنى الموت، من الجميل أخذ مقتطفات من ما قاله مصطفى في تهدئة الشعب الذي ثار من أجله «الشر، هو أن الفرق بينه وبين الخير الذي اذا عطش يشرب من المياه الآسرة، أنتم اخيار عندما تعطون من ذواتكم، ولكن لن تكونوا اشراراً اذا طلبتم الربح لأنفسكم، فالعطاء حاجة من حاجات الثمرة، كما الجذر حاجة من حاجات المنح، انتم أخيار عندما تعلمون ما تنطقون به، لكنكم لن تكونوا اشراراً اذا تلعثمت حروفكم».

في الوقت الذي اقترب من نهاية مصطفى، يظهر حليم بقوة، وبالرغم من أنه يخدم في سلك يضطهد الشعب الا أنه قرر الانسياق إلى هذا الشعب، لأن الحب يملأ قلبه، يقرر هو ووالدة الميترا بمساعدة الميترا على الصعود الى شباك الزنزانة، لرؤية مصطفى، ولأول مرة بعد وفاة والدها تقرر النطق، مع دموع والدتها المنسابة فرحاً، تقول لمصطفى إن عليه أن يطير، فهي شاهدته بمخيلتها وهو يطير، وهي لن تتحمل فكرة الفقدان مرة أخرى، فتكون النهاية مع فكرة الموت الذي قال عنه مصطفى موجهاً حديثه إلى الميترا «يجب ان لا نخشى الموت لأن الحياة والموت واحد، كما ان النهر والبحر واحد، كيف ستعرف سر الموت ما لم تفتش عنه في قلب الحياة، إن البومة عمياء في الليل، لكنها مبصرة في النهار، في أعماقكم تستطيعون معرفة أسرار ما بعد الموت، الا تثقون بأحلامكم لأن خلفها توجد آمالكم الأبدية؟ الموت هو أن يقف الانسان عارياً أمام الريح حتى يذوب مع الشمس، وهل استطاعت النفس سوى إعتاقه من مده وجزره كي يؤجل أو يسرع ذهاب الروح الى الأعلى، فقط اذا شربتم من نهر الصمت ستهابون الموت». يوصي مصطفى الصغيرة الميترا بأخذ كل متعلقاته ورسوماته التي تركها في زنزانته، وطلب منها نشرها للبشر، ووقف أمام الموت منتصب القامة غير خائف، يسمع أنين الشعب الذي يقف خلف الجدران، وانطلقت رصاصة الموت الى صدره، واندمجت مع مشهد كتابته التي تطايرت من يد الميترا ووالدتها في الجو، فالرسالة وصلت للجميع.

لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

14.05.2015

 
 

أشرف عبد الباقى يشكو غيابهن :

الكوميديانات أصبحن عملة نادرة

حوار - أميرة إسماعيل

لديه حضور خاص, وشخصية مقتنعة بالنجاح ومساعدة الغير لنيل الفرصة والظهور أمام الجمهور, يرى الإبداع فى التجديد والفكر المختلف الذى يخدم الجمهور ويخدم فى الوقت ذاته تاريخ الفنان.. هو بطل "تياترو مصر" الذى قدم رؤية وشكل جديد للمسرح.. الفنان أشرف عبد الباقى الذى التقته "حواء" فى حوار حول طموحه الفنى وما يستعد له خلال الفترة المقبلة.

·        فى رأيك.. هل يمثل "تياترو مصر " شكلا بديلا للمسرح التقليدى؟

تياترو مصر يرفض المسميات فهو مشروع جيد(مقسم إلى موسمين كل موسم 20 مسرحية) وقد اجتهدنا فيه ولاقى قبولا عند الجمهور ولا نسمى شيئا بديلا عن الآخر ولكن نقول إننا قدمنا عملا محترما, وأنجزنا موسمين كاملين بنجاح ودون مشاكل وعلى ذكر المشاكل أود أن أشير إلى أن هذا المشروع منذ بدايته وظهور فكرته لدى منذ ثمانى سنوات وهو يلاقى صعوبة انتاجية خاصة وأن فكرته قائمة على تواجدى أنا فقط مع تقديم بعض المواهب الشابة الأخرى وإعطائهم الفرصة للظهور وإثبات موهبتهم, فالفكرة كانت فى عرض مسرحية كل أسبوع تختلف عما قبلها.

·        وماذا عن الموسم الثالث ؟

لم نستقر بعد على تفاصيله.

·        وما تقييمك للمواهب الشابة حاليا وهل تمثل نواة للكوميديا المستقبلية؟

أرى أن لديهم طاقة قد تفوق الكثير من النجوم, وفى تياترو مصر تم فرد مساحة كبيرة لهم فهناك مسرحيات كان ظهورى فيها قليلا وكانوا هم القائمين على باقى العمل, وأثبتوا قدراتهم بالفعل وانتشروا فى أعمال درامية وسينمائية في ما بعد.

·        وما رأيك فى حركة المسرح الآن؟

أنا لا أحكم على المسرح أنا فقط أعمل ولا أريد أن يكون رأيى مجرد كلام!

·        وماذا عن تواجد الكوميديا النسائية؟

دائما ما يتبادر إلى أذهاننا عند الحديث عن الكوميديا النسائية نجمات كبيرات مثل سهير البابلى وإسعاد يونس وسعاد نصر وسناء يونس ومن قبلهن زينات صدقى ومارى منيب ولكن فى نهاية مازال عددهن قليلا مقارنة بالرجال, وهناك نجمات متواجدات على استحياء مثل هالة فاخر ونشوى مصطفى, وهناك أيضا ومواهب شابة مثل إيمان السيد ودينا.

·        هل هناك أعمال فنية تستعد لتقديمها فى رمضان المقبل؟

كنت أستعد لأداء شخصية نجيب الريحانى وتوقف العمل لضيق الوقت فلا يصح ألا نعطى العمل حقه كاملا وبالتالى تم تأجيله لحين توافر الوقت الكافى لإنجازه.

·        ومسلسل "أنا وبابا وماما"؟

هى تجربة اجتماعية عن فكرة العيلة والأسرة المصرية والمشاكل التى تمر بها من خلال التقدم التكنولوجى الرهيب وفارق السن بين الآباء والأبناء وظهور العديد من المشاكل نتيجة ذلك ومحاولة مواجهتها بحكمة فى إطار اجتماعى مقبول, أما عن تصوير المسلسل فقد صورنا بالفعل جزأين للمسلسل منذ بدايته وتم عرض 30 حلقة فى رمضان الماضى وسيتم عرض الجزء الثانى فى رمضان المقبل بإذن الله.

·        حدثنا عن "حواء" فى حياتك؟

حواء فى حياتى بدايتها من الأم التى تعنى الحنان والتربية وزرع البذرة الصالحة فى أبنائها وفكرة أن الأم مدرسة هى فكرة تنطبق على كل أم وكذلك الزوجة التى تمنح زوجها الراحة ليستكمل نجاحه وعمله, ويخطىء من يقلل من أهمية ودور الزوجة فى حياة الأسرة فهى مسئولة  ولديها عمل لا يقل أهمية عن عمل الزوج فى رعاية بيتها وإدارة شئونة بحكمة ومودة.

ولا نهمل دور حواء السياسى فى دفع كل من حولها للمشاركة فى العملية السياسية وهذا يدل ذلك على نضجها وتأثيرها في من حولها.

·        أشرف عبد الباقى.. بنسبة كم وصلت إلى طموحك؟

بنسبة 300%.

·        هل يعنى ذلك لا شىء ينقصك؟!

بالطبع لا.. فالأحلام متجددة ومتغيرة وأحلامى لم تنته بعد ويأتى إلى ذهنى دائما "لو بطلنا نحلم نموت".

·        وما حلمك الآن؟

أحلم باللعب خارج الصندوق أو التفكير خارج الصندوق, فتكون لدينا الأفكار الجديدة والمتغيرة فمثلا قدمت فكرة برنامج كانت جديدة وقدمت أول فكرة لـ"السيت كوم" وكذلك تجربتى فى المسرح كانت مختلفة وبالتالى فأنا دائما أفكر فى الخروج من القالب النمطى الطبيعى إلى التجديد والابتكار وخلق فكرة جديدة.

·        الإبداع.. الجمهور.. الكوميديا.. أشرف عبد الباقى .. ماذا تعنى هذه الكلمات بالنسبة لك؟

هى معانى لا تنفصل عن بعضها البعض وهى مكملة لبعضها وتخدم كل كلمة الكلمة الأخرى, والأهم هو الاستمتاع بمعانى كل هذه الكلمات ومعرفة قدرها وطريق الوصول إليها.

حواء المصرية في

14.05.2015

 
 

دكاكين صناعة النجوم

من منا لا يحب الفن، الحقيقة لا أحد، مهما اختلفت الآراء والأذواق والشرائح والطبقات، فمن لم يتمكن من ممارسته لا يتوقف عن متابعته، وبالرغم من تعالى الأصوات التى تميل للتشاؤم حول وضع الفن فى مصر والتأكيدات بأنه لا أمل، ولن ينصلح حاله إلا أن هناك كثيرًا من الشواهد التى تراها عينى تؤكد أن القادم أفضل، ربما مررنا بحالة من الكسل ومر المبدعون بحالة من اليأس، ولكن فى كثير من الأحيان، يكون هذا المناخ صحيًا ليولد فن حقيقى، بعيدا عن الفزلكة أو السطحية وأشعر أن الظروف التى عشناها كما فجرت ماهو سيئ، وأخرجته على السطح هى أيضًا صدمت البعض وجعلته يبحث عن ذاته، وهو ما أراه اليوم بوضوح فى «دكاكين صناعة النجوم» فورش تعليم التمثيل أصبحت منتشرة بشكل كبير جدًا، وبالرغم من أنها ليست تقليعة جديدة إلا أن انتشارها أصبح لافتًا للانتباه، لتخلصنا من طرق التمثيل التقليدية والوجوه المملة، فهو مكان لا يشترط أن يكون فخمًا وضخمًا ولكنه يساعد من يحب الفن أن يكتشف ما بداخله وينميه بعيدًا عن برامج «سبوبة اكتشاف المواهب» التى تهدف لجذب الإعلانات بغض النظر عن استفادة هؤلاء الموهوبين ومشاعرهم فمعظمها متاجر رخيصة، ولهذا يبقى الأمل فى ورش التمثيل التى يشرف عليها صناع فن حقيقى وأجمل ما فى التجربة هى أنها بعيدة عن التقعير والتنظير الأكاديمى الذى يقدمه دكاتره المعاهد المتخصصة فى السينما وغيرها، فهذه الورش يشرف عليها الشباب ويعلم فيها من يتمتعون بروح الشباب لهذا لابد للدولة أن تكثف هذه المراكز وتشرف عليها لتزيدها، وتحميها من المدعين، وبالرغم من أن هناك  آراء مختلفة حول اشكالية هل التمثل علم يكتسبه الفنان أم موهبة يمكن تطوريرها وتنميتها إلا أنه فى كل الأحوال من الصعب الاختلاف حول أن الإبداع يحتاج إلى تغذية وشحن، هذه الورش تعلم التحرر من القيود، فدورها لا يقل أهمية عن مراكز الشباب واعتبرها مراكز للابداع.

فتنمية الثقة بالنفس دور أساسى لها، فالطالب يكتشف مكوناته الأساسية من جديد، وهى ليست مجرد طريقة للبحث عن فرصة عمل أو تحقيق شهرة ونجومية لكنها وقاية وربما علاج والرائع أن هناك مراكز للإبداع تستقبل الأطفال تعلمهم وتدربهم على فنون مختلفة وبهذا تنقذ مواهب ثمينة داخل أطفال لا يجيد أهاليهم التنقيب عنها وتعرف هذا الطفل منذ البداية حقيقة ونقاط الضعف والقوة لديه فيتحول من مجرد آلة بفضل نظم التعليم الفاشلة لدينا إلى فنان متحرر ومنطلق وواثق وجرىء، وهناك نماذج كثيرة للأطفال قدمتهم الدراما وبمجرد أن تراهم على الشاشة تشعر بفرحة ممزوجة بالغيرة، وربما الندم لأنك لم تجد من يكتشفك وأنت فى عمره، كما أنك لم تر طفلك بالشكل السليم، أما الوقاية فهو دور لا يقل أهمية حيث يميز هذه الورش أنها لا ترتبط بمرحلة عمرية أو درجة دراسية، ولهذا نجد فيها نوعيات وشرائح مختلفة تؤكد أن التجربة تستحق الانتشار، فهى أنقذت وقادرة على أن تنقذ كثيرين من الغرق فى دوامة الاكتئاب واليأس وعدم التحقق، لهذا على من يحب الفن ألا يتردد فى اكتشاف نفسه ويلبى نداء موهبته، فالوقت مازال مبكرًا ويسمح، عليك فقط ألا تترك نفسك للأفكار البالية تهمس فى أذنك وتقول: «بعد ما شاب ودوه الكتاب»  «لم يعد فى العمر أد ما مضى» فقط عليك أن تقول: «NEVER  SAY NEVER».

خصوصًا أن التجربة أثبتت نجاحها بدليل أن أبرز الممثلين الذين لفتوا الأنظار الفترة الأخيرة وصنعوا نجاح أعمال الكبار من خريجى هذه الدكاكين سواء كانت ولادتهم فى ورشة خالد جلال مثل بيومى فؤاد وأحمد إسماعيل ومحمد فراج ونضال الشافعى وغيرهم أو ورشة مروة جبريل التى أخرجت إياد داود ودينا الشربينى ومهند حسنى وياسمين رئيس.

روز اليوسف اليومية في

14.05.2015

 
 

محمد خان رئيساً لتحكيم مهرجان أفلام الوحدة الوطنية (2)

أعلن مدير مهرجان أفلام الوحدة الوطنية الدولي حسين العريبي إن لجنة تحكيم دولية ستتولى تحكيم أفلام المهرجان الذي يفتتح في 28 مايو 2015 على صالة نادي الخريجين بالعدلية.

وقال إن المهرجان يضم هذا العام لجنة تحكيم دولية وعربية تحكم مختلف مسابقات المهرجان حيث يترأس لجنة تحكيم الأفلام الدولية المخرج البريطاني – المصري محمد خان الذي يعتبر من رواد المدرسة الواقعية في السينما المصرية وله عشرات الأفلام التي شاركت في العديد من المهرجانات العربية والعالمية وحصدت العديد من الجوائز ومن أبرزها: زوجة رجل مهم (1988) أحلام هند وكاميليا (1988) أيام السادات (2001) بنات وسط البلد (2005) في شقة مصر الجديدة (2007) فتاة المصنع (2014).

ويشاركه في لجنة تحكيم الأفلام الدولية الكاتبة هبة مشاري حمادة وهي كاتبة كويتية، ذاع صيتها في الألفية الثالثة بعد أن ألفت عشرات المسلسلات الخليجية التي حققت نجاحاً باهراً. حصلت على درجة الماجستير في الأدب والنقد، واتجهت بعد ذلك لكتابة الدراما التليفزيونية. ألفت زهاء 19 عملاً تراوحن بين المسرحيات والمسلسلات والبرامج التلفزيونية ومن أبرز أعمالها مسلسل زوارة خميس.

ويكمل عقد لجنة تحكيم الأفلام الدولي الفنان البحريني قحطان القحطاني الذي تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت عام 1978،و بدأ التمثيل في المسرح في عام ،1973 وشارك في العام 1990 بطولة أول فيلم بحريني روائي طويل ( الحاجز)

وتولى القحطاني منصب رئيس الانتاج التليفزيوني في هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين من عام 1984 حتى 2000 ، وهي السنوات التي شهدت إنتاجا درامياً قومياً خصباً، كما عمل كذلك مستشاراً للشئون المسرحية في فترة لاحقة.

وعلى صعيد متصل يترأس الفنان عبدالله يوسف لجنة تحكيم أفلام الوحدة الوطنية والأفلام البحرينية، وهو فنان تشكيلي ومسرحي ومخرج تلفزيوني بحريني، له العديد من الأعمال المسرحية من بينها مسرحية (البراحة) ومسرحية (بنت النوخذة) ومسرحية ((وجوه)، والذين لاقوا جميعاً نجاحاً محلياً وعربياً باهراً.

من أعماله الدرامية (العربة) (ملح ورماد) و (بن عقل) و(عويشة). 

وعرف عن عبدالله يوسف أنه يحاول في أعماله التلفزيونية والمسرحية أن يوثّق الواقع البحريني الذي عاشه، أو الذي يتخيله عبر أعمال درامية ومسرحية تنحو باتجاه أعمال التاريخ الحديث أو المعاصر.

وفي ذات لجنة التحكيم يشارك النجم الخليجي محسن النمر وهو من ألمع نجوم الدراما الخليجية، ويعتبر من أشهر الوجوه الدرامية السعودية. بدأ مشواره ممثلاً مسرحياً في نهاية السبعينيات. وأستطاع ان يحقق صيتاً ذائعاً مما جعله من الوجوه الرئيسية في عشرات المسلسلات الدرامية الخليجية. من المسلسلات التي شارك في بطولتها النمر: الطيور، أوراق متساقطة، مجاديف الأمل، دمعة عمر، فنجان الدم، الدروازه، الدنيا لحظة، ياخوي، حتى التجمد، عرس الدم، أوه يا مال. ومن أفلامه الشمس، وظلال الصمت.

و يكمل أعضاء لجنة تحكيم أفلام الوحدة الوطنية والأفلام البحرينية المخرج سلمان العريبي، الذي بدأ حياته الفنية منذ كان طفلاً في ثمانينيات القرن الماضي، وقد شارك ممثلاً في العديد من الأعمال المسرحية في مسرح الطفل البحريني. في نهاية الثمانينيات شكل احد الأعمدة الرئيسية لمدرسة الأستاذ عبدالله السعداوي، مما ساهم في رسم خط المسرح التجريبي في البحرين انطلاقا من فرقة نادي مدينة عيسى المسرحية. وفي عام 1991 كان من أوائل المؤسسين لمسرح الصواري. كان لتجاربه الإخراجية بصمة مؤثرة في مسار المسرح التجريبي و عرف عنه توظيف المشهدية السينمائية في العرض المسرحي، ترشحت مسرحيته ( ضوء وظل) لجائزة أفضل سينوغرافيا في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي منافسة مئات العروض العالمية. قام في سنة 2010 بإخراج الحفل الفني لفعاليات تاء الشباب( هوا المنامة) احتفاءً بعاصمة البحرين وما تحمله من ثقافة وتراث.

الوسط البحرينية في

14.05.2015

 
 

النمر في لجنة تحكيم مهرجان البحرين

الدمام - ثقافة اليوم

انضم الفنان عبدالمحسن النمر إلى لجنة تحكيم مهرجان أفلام الوحدة الوطنية الدولي بمملكة البحرين.

النمر عبر عن سعادته بمشاركته في المهرجان مؤكداً أهمية فكرته وتنظيمه للمرة الثانية، مشيراً إلى أنه لم يتردد في الانضمام للجنة التحكيم بعد التأكد من أن توقيت المهرجان مناسب بالنسبة إلى مواعيد تصوير أعماله.

وسينطلق المهرجان في 28 من مايو الجاري بمشاركة نحو 80 فيلماً خليجياً وعربياً وعالمياً تمثل أكثر من 100 دولة.

وسيشهدالمهرجان هذا العام مشاركة لجنة تحكيم خليجية وعربية وتكريم رواد السينما في الخليج، وحضور مجموعة من المخرجين الدوليين، ونجوم البحرين والخليج في حفلي الافتتاح والختام، كما يقدم المهرجان ورشة خاصة في فنون كتابة السيناريو.

الرياض السعودية في

14.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)