كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سلمى حايك أعادت تقديم الأديب اللبناني العالمي للأجيال الجديدة

«النبي».. إبداع يغوص في عمق الحياة وفلسفة جبران

مارلين سلوم

 

في أي خانة تضع هذا الفيلم؟ عمل تتحمس له وتحبه قبل أن تذهب إلى السينما لمشاهدته، ولعدة أسباب: أولها أنه يحمل اسم جبران خليل جبران، الكاتب والشاعر والفيلسوف والرسام اللبناني، ويقدم إحدى أجمل مؤلفاته «النبي». السبب الثاني، أن الفيلم من إنتاج النجمة سلمى حايك، ابنة الأرز أيضاً، والتي سعت إلى تحقيق حلمها من خلاله، وليبدو بصورة مشرفة لجبران ولها. سلمى التي حضرت إلى بشري مسقط رأس خليل جبران، وزارت بلدها من أجله لأول مرة، أطلقت الفيلم من لبنان إلى العالم، ونحن نشاهده اليوم في الصالات في الإمارات.

تشوقنا لمشاهدة فيلم «النبي» Khalil Gibran's The Prophet منذ أن كان فكرة تسعى سلمى حايك إلى تنفيذها. وكان من الصعب تخيل النتيجة خصوصاً أن الفيلم يصنف من نوع «الكرتون». أما بعد العرض، فالمشاهد تنتابه رغبة قوية من نوع آخر، وهي إعادة المشاهدة مرة ثانية وثالثة، من أجل المزيد من الاستمتاع بعمل مملوء بالإبداع الفني بمختلف مجالاته، من رسم إلى تحريك، إلى أبعاد فلسفية وروحانيات تجلت في كتابة جبران خليل جبران، إلى إتقان في الإخراج.

لا شك أننا كنا نتمنى أن يولد عمل من هذا النوع من رحم الشرق ليكرّم عبقرياً حمل الشرق إلى الغرب فزرع فيه نبتاً طيباً ما زالت الأجيال تنهل منه خصوصاً في أمريكا حيث عاش جبران، وتكتشف أبعاد فكره وتتداول اسمه، سواء من خلال تدريس مؤلفاته في المدارس، أو عبر تخليد اسمه بحديقة كبرى فيها. إنما جاء التكريم من الغرب إلينا، ومن خلال النجمة العالمية سلمى حايك ابنة سامي حايك الذي هاجر إلى المكسيك وتزوج وعاش فيها. وبسبب هذه الأصول، تعرفت سلمى إلى «النبي» وهي طفلة من خلال جدها الذي كان يحتفظ بالكتاب قرب سريره، وحين كبرت قررت أن تقرأه بالإنجليزية لتفهمه. ثم تحول ولعها بالكتاب إلى حلم تحويله إلى فيلم سينمائي، أصرت على تحقيقه فكان لها النجاح.

«النبي» فيلم مختلف، اجتمعت فيه إرادة مع عقول رأت في كلمات جبران أبعادها الفلسفية فحلقت معه بعيداً بإبداع متميز، كي تحمل المشاهدين من مقاعدهم في الصالات إلى عمق الوجدان، وكأنهم طيور تتنقل بين الفكرة والفكرة، وبين المشهد والمشهد. صحيح أن الفيلم لم ينخرط في سرب تقنيات الأبعاد الثلاثية، إلا أن مخرجيه الثمانية حملوا المشاهدين إلى أبعاد أعمق وغاصوا معهم في عمق الحياة وفلسفتها.

لم يستوحوا من جبران الكلمات ومعانيها الفلسفية فقط، بل أخذوا من ريشته مدخلاً ليغمس كل مخرج ريشته وينطلق إلى رسوم تشرح وتجسد المعاني والقصص. من هنا جاء الفيلم بأبعاد فنية، تتطلب الكثير من الإتقان لتكون موصولة ونوعاً ما مبسطة يسهل فهمها من قبل كل الفئات والأعمار، خصوصاً أن الكتاب وضع فيه جبران خلاصة فلسفته في الحياة، في 26 حكمة يتوجه بها «المصطفى» إلى الناس الذين يتجمعون في مدينة أو جزيرة أورفليس ليسألوه عن شؤون مختلفة قبل أن يغادر عائداً إلى وطنه على متن السفينة. لكن المصطفى يبقى أسير «أورفليس» وتحلق روحه مبحرة نحو الوطن.

المعروف أن أهل «أورفليس» يسألونه عن شؤون كثيرة في الحياة مثل «الموت» و«الزواج» و«المحبة».. وهو يجيبهم بحكم لو استطاع الإنسان أن يطبقها لاقترب من المثالية فتطغى الروحانيات على كل أفكاره وطريقة عيشه. والأهم أنه سيعرف طريق المحبة الحقيقية فينبذ العنف بكل أشكاله. وفي الكتاب تسأله «ألمطرة» غالبية الأسئلة. أما في الفيلم فنرى «ألميترا» طفلة صغيرة بكماء، تتصرف بعنف وتهرب من الناس وتسرق أشياء من السوق، والناس يطاردونها ويسخرون منها. وحده طائر النورس يفهمها وتحكي معه مقلدة صوته. أما والدتها «كاملة» فهي امرأة جميلة تربي ابنتها وتعمل في سجن ليس فيه إلا سجين واحد هو «مصطفى»، تهمته أنه شاعر يحبه الناس، وتعتبر السلطة العليا أنه يحرضهم على الثورة بأفكاره وكتاباته. يقررون الإفراج عنه بعد سبع سنوات من الأسر، شرط أن يوقّع على وثيقة يعترف بها أنه ضلل الناس، وأنه بريء من كل ما كتب، ثم يبحر على متن السفينة عائداً إلى وطنه. لكن الشاعر يرفض لأنه يرفض خيانة أفكاره، ولأنه يرى السجن الحقيقي في سجن الفكر لا الجسد

مصطفى شاعر ورسام كما كان جبران خليل جبران. بل نرى فيه هذه الصورة بوضوح في الفيلم. ومن قام بأخذ جزء من الكتاب لتحويله إلى فيلم مع إعادة كتابته سينمائياً، هو نفسه المخرج الذي تولى إدارة هذه السمفونية الرائعة بمهارة عالية، روجر آلرز مخرج أجمل أفلام الكرتون «ليون كينج» Lion King و«الجميلة والوحش» و«علاء الدين» Aladin. ساعده في الكتابة هانا ويغ ودوغلاس وود. آلرز اختار أن يقدم نماذج في القرية تقترب من واقع جبران الحقيقي، حيث استعار حالة والدة الشاعر والتي كان اسمها «كاملة» وسبق لها أن تزوجت من رجل قبل زواجها بوالد جبران، وسافرت معه إلى أمريكا حيث أنجبت طفلاً، لكن زوجها توفي سريعاً فعادت إلى لبنان مع طفلها، ثم تزوجت خليل جبران.. وهي من أوصلت ابنها جبران إلى أمريكا حيث حملت أطفالها ورحلت إليها مجدداً وهم بعد صغاراً.

في الفيلم تبدو كاملة أماً ل«ألميترا»، التي تأثرت بوفاة والدها المبكرة فالتزمت الصمت رافضة التحدث مع أي كان.. إلى أن التقت ب«مصطفى» فخاطب روحها، وبفضلها خرجت من أزمتها.

ثماني حِكم فقط يتناولها الفيلم، وكل حكمة نفذها مخرج وجميعهم من أشهر مخرجي «الأنيمايشن» أو التحريك عالمياً، ومن بينهم الإماراتي محمد سعيد حارب الذي أخرج حكمة «الخير والشر»، بينما عمل مايل سوتشا على «الحرية»، ونينا بالي «الأولاد»، وجوان سفار «الزواج»، وجوان غراتز «العمل» – سبق أن فازت بأوسكار أفضل فيلم أنيمايشن قصير «موناليزا» –، وبيل بلايمبتون «الغذاء والشرب»، وطوم مور «الحب»، وبول وغايتن بريزي «الموت».

تلك اللوحات استمدت من كلمات ورسومات جبران الوحي، فانطلق منها كل مخرج نحو عالم من الخيال الرائع. تقنيات حديثة خدمت الفكرة، فجاءت اللوحات بسيطة وعميقة، خطوطها توحي برسم طفولي وسريالي، وكل الرسوم تشعر أنها وليدة ريشة رسام واحد. ننسى أن الفيلم بكامله هو قائم على الرسوم، واللوحات تتجسد فيها روح الشرق ونرى فيها القرية اللبنانية والسوق العتيق، والأسماء العربية: حليم، كاملة..

الموسيقى أيضاً تعبق بسحر الشرق وقد شارك في وضعها الموسيقي اللبناني العالمي غابريال يارد الشهير في عالمي السينما الأمريكية والفرنسية والفائز بأوسكار عن موسيقى فيلم «المريض الإنجليزي» عام 1996. يارد قال إن سلمى حايك أعادته إلى لبنان، وتحمس لفكرة الفيلم كثيراً.

أسماء النجوم لم تقتصر على العاملين الفنيين والتقنيين، بل ضمت مجموعة إلى لائحة الممثلين الذين منحوا أصواتهم للشخصيات في الفيلم. سلمى حايك هي «كاملة»، وليام نيسون هو «مصطفى». الطفلة كوينزانيه واليس هي الصغيرة المشاغبة «ألميترا»، وألفرد مولينا هو مسؤول السجن.

صحيح أن اللغة الأصلية للفيلم هي الإنجليزية، والأغاني بعضها يمزج بين الغرب والشرق بإيقاعاته، لكننا نشعر بأن هذه اللغة وكل النجوم العاملين في الفيلم إنما التقوا لخدمة «النبي» وجبران خليل جبران ولتكريم مبدع من شرقنا، من لبنان. ومثلما أعادت سلمى حايك الكبير جبران خليل جبران ليكون على كل لسان وليدخل عالم السينما فيتلقفه الكبار والصغار، ويدخل أيضاً أبواب المهرجانات العالمية مثل «كان» وغيرها، فالكل مدعو للمشاركة في هذا الانتشار وفي إحياء الأدباء في السينما، علنا نعيد تقديمهم للأجيال الجديدة بشكل راق لا يخلو من الإبداع الذي يليق بالكبار.

أكشن

«قط وفأر» وحيد حامد أكشن

دائماً «مشاغب» هذا الكاتب. يحب مداعبة أهل السياسة بأسلوبه الذكي، فيمشي فوق الصفيح الساخن من دون أن يحترق أو يحرق عمله

وحيد حامد كاتب استثنائي، يعزف على أوتار الأفكار والكلمات وفق واقع الحياة وحقيقة ما يلمسه ويراه ويعيشه وسط مجتمعه. لا يبتعد عن السياسة ولا يهجر الشارع المصري. واقعي هو، ولكن واقعيته لا تعني الغرق في السوداوية أو الحزن والندب، ولا في عالم المخدرات والبلطجة ومشاهد الدماء المقززة. كل شخصياته في أفلامه مصنوعة من لحم ودم، أي أنك تشعر بمدى صدقها وقربها منك أياً كنت.

«قط وفار» هو آخر إبداعات الكبير وحيد حامد، وما أجمله عملاً مكتملاً، فيه كل العناصر الكفيلة بجذب الجمهور إلى صالات السينما لمشاهدته. خلطة من الكوميديا وروح الشباب، والإسقاطات السياسية لمرحلة شاءها عمداً حامد أن تكون ما قبل ثورة 25 يناير

يفاجئك بالعنوان أولاً، فتحسب أنك ستشاهد فيلماً عن لعبة القط والفأر، لكنه يكرر مفاجأتك بتحميل الاسمين أبعاداً أكثر مما توقعت، فيكون القط هو اسم وزير الداخلية عباس القط (محمود حميدة)، والفار اسم قريب له حمادة الفار الذي يجسد دوره محمد فراج بكثير من الإتقان. الوزير ترك الحي البسيط الذي ولد ونشأ فيه، لكن ابنة عمه ألطاف (سوسن بدر) وهي والدة حمادة، مازالت على علاقة بأسرته وتزور زوجته ميرفت (سوزان نجم الدين) كلما استدعتها بهدف خدمتها. ويبدأ الفيلم بمناسبة عيد الحب، واستعدادات أسرة الوزير لخطوبة ابنته. تأتي ألطاف إلى بيت الوزير بطلب من ميرفت لأن ابنتها تريد أن تسمع «زغرودة بلدي»، فتتحمس ألطاف وترقص لابنة الوزير لكنها تسقط ميتة. من هنا تبدأ المفارقات وتنقلب الأمور فيضطر الوزير للعودة إلى الحي الشعبي

المخرج تامر محسن أجاد تقديم أفكار وحيد حامد، فجاء الفيلم مميزاً بكل ما فيه. وأداء الممثلين ارتقى إلى مستوى العمل، فبدا فراج في الدور المناسب، وحميدة وسوسن بدر يؤديان بأريحية شديدة، خصوصاً أن بدر تلعب دور امرأة جميلة مازالت مرغوبة من الرجال، من دون أن تبدو متصنعة ولا مبالغة في أدائها. كذلك كان اختيار سوزان نجم الدين لدور ميرفت موفقاً، وهي إطلالتها الأولى في السينما المصرية

وحيد حامد عرف كيف ينتقد رجل السياسة بطرق عدة، خصوصاً حين أعاد «الوزير» إلى الحي الذي غادره بلا رجعة حين علا شأنه، وجعل امرأة عجوزاً تناديه باسمه «عباس» وتطلب منه كما كانت تفعل وهو صبي صغير، أن يذهب ليشتري لها الخبز

كثير من الضحك العفوي يخرج منك وأنت تشاهد «قط وفار»، وتشعر بسلاسة تسلسل الأحداث، وتدهشك أفكار وحيد حامد التي لا تكرر ذاتها، ولا تمل من نبش الحقائق لتقديمها بأسلوب يجدد شبابه ليصل على كل الناس.

م. س

marlynsalloum@gmail.com

الخليج الإماراتية في

13.05.2015

 
 

متى تنظر السينما إلى مستقبل الطفل

بقلم: عصام سعد

إلى أى مدى يمكن أن يكون الطفل فى مأمن من أن تشوّه هويته ويدمر ذكاؤه بأعمال سينمائية قاسية لا تنظر للطفل بمنظور مغاير حيث انه يعتبر أمل المستقبل فى البناء والتنمية. هناك تحديات وتهديدات متفاقمة يعانى منها الطفل نتيجة تقصير يلحق بكافة المؤسسات وعلى رأسها المؤسسات السينمائية وهى مسئولة مسئولية كاملة عن تنمية ذكاء الطفل وتأهيله ليكون انسانا فاعلا فى المجتمع. 

فلماذا لا تتجه السينما الى عمل أفلام جادة تخاطب الطفل باعتباره مستقبل هذا الوطن؟

- إعداد فنان للطفل:

فى هذا الصدد يقول دكتور مختار يونس رئيس معهد البحوث والدراسات العربية لإعداد فنان الطفل ان الاهتمام بالطفل ينصب فقط فى الحفلات التى تقدم فى المدارس وينتهى الامر على ذلك فى حين ان الفنون التعبيرية المختلفة وفى مقدمتها السينما من المفترض ان تتجه للطفل باعتباره مستقبل الوطن ولكن ما يحدث يأتى فى اطار تقديم شخصيات كارتونية تظهر القوى الخارقة للطفل بحيث يرتدى الطفل ثوبا غير ثوبه فى الوقت الذى انتهى فيه ادب القوى الخارقة، الطفل اصبح اكثر عقلانية فهو يحتاج الى الواقعية المبسطة وهذا لن يتحقق إلا من خلال إعداد فنان للطفل يعمل على تشكيل وجدانه بشكل صحيح، ولك ان تتخيل ان اكاديمية الفنون ليس بها معهد لإعداد فنان الطفل وكل الفنون التعبيرية السبعة التى تتعامل مع الطفل تأتى عن طريق الصدفة والاجتهاد الشخصى والنتيجة يخرج طفل مسطح العقل. 

ويضيف أن فنون الطفل مرتبطة بوضع الدولة الاقتصادى اذا كانت الدولة فى حالة رخاء من الممكن وقتها عمل أعمال سينمائية ترفيهية للطفل، ولكن اذا كنت تتحدث عن دولة بناء وتنمية لابد من مخاطبة الطفل من منظور مشاكله الحياتية فى مراحل عمره المختلفة فلا يمكن لطفل الثلاث سنوات ان يكون ضمن جمهور اطفال فى سن 15 و16 و17 و18 عاما لذلك لابد ان يكون هناك تصنيف عمرى للموضوع الذى يقدم للطفل فى ضوء حصيلته اللغوية التى تتكون من خلال البيئة التى يعيش فيها، فلم تعد الفنون بمثابة رفاهية للطفل ولكنها أصبحت شيئا اساسيا لمضاعفة ذكائه وتشكيل وجدانه وهذه الامور لن تتحقق فقط عن طريق الاستاذ فى المدرسة ولكنها ايضا تتحقق عن طريق فنان الطفل المتخصص فعدم وجود فنان متخصص فى فنون الطفل المختلفة يعد كارثة هذا الامر اقوم عليه فى معهد البحوث والدراسات لإعداد فنان الطفل وهو يعمل على اعداد كتاب مسرح وسينما ونصوص أدبية. وعلى جانب اخر ضرب دكتور مختار يونس مثالا على كيفية تنمية ذكاء الطفل من خلال تجربة عملية قامت بها البروفيسيرة الامريكية مريان ديمون حيث جاءت بثلاثة اقفاص بأحجام مختلفة ووضعت بها فئران تجارب ووضعت فى القفص الاول 7 فئران والثانى فأرا واحدا فقط والثالث وهو اكبر حجما 7 فئران وعملت على قياس ذكائها حيث وجدت ان الفئران الموجودة فى القفص الاكبر حجما نسبة ذكائهم اعلى وذلك لان القفص الكبير به بعض الوسائل الترفيهية التى تعمل على نشاط المخ، هذا ينطبق ايضا على الطفل بحيث تستطيع ان تضاعف ذكاءه اذا قمت باستثارة عقله من خلال السينما فهذا يضاعف سرعة ذكاء الطفل خاصة ان مرحلة المراهقة هى اسرع فترة فى مراحل الطفل العمرية يكون فيها اكثر ذكاء فإذا استثمرت هذه الفترة تحصل فى النهاية على انسان ذكى جدا. ويضيف فى العالم العربى تهدر تربية الطفل سينمائيا بأعمال فنية تدمر عقل الطفل لعدم التزامها بتربية الطفل فى سن مبكرة ثقافيا وفنيا.

فى النهاية الطفل له عالم داخلى وخارجى لابد من دراسته والاهتمام به فنيا وسينمائيا.

- التمويل والابداع:

سحر الدالى مديرة الرسوم المتحركة بالمركز القومى للسينما قالت: المشكلة تتلخص فى شقين اساسيين وهما التمويل والإبداع. اولا فنان الرسوم المتحركة لابد ان يكون مؤهلا منذ صغره على ابداعات الطفل المختلفة وهذا لن يتحقق إلا من خلال تبنى الدولة لهم وعمل مدارس متخصصة فى هذا الفن وكذلك عمل دورات تدريبية وإتاحة الفرصة للسفر لتبادل الخبرات والتعرف على الثقافات المختلفة حتى تتوسع مدارك فنان الطفل لكى يخرج من القبح الموجود حاليا ويستطيع تقديم ابداعات ترتقى بالطفل، ورغم ان المركز به فنانون على درجة ابداعية عالية وهم صفوة الفنانين من اوائل الخريجين من الكليات الفنية المختلفة إلا انهم يصدمون من طريقة العمل الروتينى والبيروقراطية الموجودة بالمركز بجانب صدمتهم بتمويل الافلام الضعيف جدا. 

وتقول: هناك محاولات جدية نقوم عليها من خلال ادارة الرسوم المتحركة بالمركز القومى للسينما تتضمن تخريج كوادر فنية جديدة بجانب عمل ورش ابداعية فى فنون الطفل بتكلفة قليلة لصناعة افلام للأطفال تخاطبهم بشكل صحيح وتضيف كان لابد من عمل ثورة جديدة فى الثقافة والفنون تقوم على بناء جيل جديد قادر على اصلاح المجتمع ولكن للأسف لم يتحقق ذلك حتى الان وتقول الطفل يحتاج الى تكاتفنا جميعا حتى نقوم بتربيته تربية صحيحة تشكل وجدانه وتؤهله لبناء المستقبل.

- أزمة الانتاج:

ومن جانبها، قالت المخرجة فايزة حسين: الازمة ليست فى الموضوعات التى تقدم للطفل بقدر ازمة الانتاج التى نعانى منها فهناك الكثير من الاعمال السينمائية الموجهة للطفل قمنا بتقديمها للجهات المعنية بالإنتاج ولكنها ترفض لعدم توافر الميزانية التى تعيننا على خروجها الى النور حتى يستفيد منها الطفل خاصة انها تناقش سلوكياته وتعمل على توجيهه نحو كيفية تحقيق رغبته المستقبلية فى الوقت الذى نسمع فيه عن توافر ميزانية مخصصة للأطفال بوزارة الثقافة فأين هى؟ وتقول نستورد افلام كارتون للطفل من الخارج تصرف عليها مبالغ كبيرة لكى يشاهدها الطفل ونكتشف بعد مشاهدتها انها تعلم الاطفال اشياء خاطئة ثم تصرف مبالغ اخرى لعمل برامج تقول ان هذه الاعمال ضارة بالطفل لذلك لابد ان يكون هناك جهة انتاجية وجهة توزيع حتى يتم عمل افلام توعى الطفل وتشكل وجدانه وتعمل على تربيته ثقافيا وفنيا، هناك العديد من الفنانين المتخصصين فى فنون الطفل امثال مصطفى الفرماوى وعمرو مغازى وزينب زمزم وعطية خيرى ومحمود الزيات وسامح الشرقاوى وغيرهم قادرون على عمل افلام سينمائية للطفل تؤهلهم لمستقبل افضل. 

قبيل انطلاقه بالقاهرة وشمال الصعيد

45 فيلماً فى «سينما الشباب» تحلم لبكرة

محمد مختار أبودياب

ينطلق يوم السبت المقبل لأول مرة بإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى مهرجان «سينما الشباب» برئاسة د. عبد الناصر الجميل تحت عنوان «بحلم لبكرة» للأفلام الروائية القصيرة - التسجيلية التحريك.

وتستمر الفعاليات 6 أيام وتحمل الدورة الأولى للمهرجان اسم المخرج عمر عبد العزيز ، وتمت دعوة وزيرى الثقافة، والشباب والرياضة لحضور حفلى الافتتاح والختام.

وتتكون لجنة التحكيم من د. غادة جبارة عميد المعهد العالى للسينما ود.منى الصبان الأستاذ بالمعهد والمخرجة نيفين شلبى، وفاتن التهامى مدير المهرجان ومنى عنتر مدير إدارة السينما بالإقليم.

وقال الدكتور عبد الناصر الجميل رئيس المهرجانمنذ توليت مسئولية إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافى قررت أن نبتعد عن الروتين وأن نقوم بتنفيذ شيئ يفيد الشباب وتم عرض فكرة المهرجان على وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوى الذى رحب بالفكرة وأوصى بإنتاج سينما للكبار والصغار وتقديم سينما جادة لها فعالية وتأثيرفى المجتمع بعيدا عن السينما التجارية التى تقدم فناً لا يعبر عن المجتمع المصرى.

وأضاف الجميل ما شجعنا على إقامة المهرجان أيضا وجود عدد كبير من الأفلام المتميزة التى يقوم بعملها طلاب وخريجى المعهد العالى للسينما والتى تحقق جوائز خارجية وهو ما ينطبق أيضا على باقى شباب الجامعات العاشقين للسينما ولديهم الموهبة فى صناعة فن راقٍ بعيدا عن الإسفاف والعمل على بث روح الانتماء والحفاظ على الهوية المصرية العريقة ومحاربة التطرف القادم إلينا من الدول الخارجية أمثال أمريكا وقطر وتركيا.

وأشار الجميل إلى أن مجلس إدارة المهرجان يهدف إلى إخراج الفعاليات بشكل رائع حيث تم التجهيز لها بشكل متميز وحصلنا على دعم مالى من وزارة الشباب قدمته لنا الدكتورة أمل جمال وكيل وزارة الشباب والرياضة ، كما تم إختيارعدد من الفنانين الكبار والشباب الذين أثروا الفن السينمائى ولم يتم تكريمهم بالشكل اللائق حيث سيتم تكريمهم خلال فعاليات المهرجان ومنهم المخرج عمر عبد العزيز الذى سميت الدورة باسمه لأنه متواصل جيد مع الشباب ، كما أنه يقوم بدعمهم وتوفير منح لهم من خلال نقابة المهن السينمائيه ، كما سيتم تكريم الفنانين الكبار نور الشريف ويحيى الفخرانى وعلى بدر خان وكريمة مختار وسهير المرشدى وعبد الرحمن أبوزهرة وسناء شافع وحسن الرداد ولقاء الخميسى ونسرين أمين والمصور السينمائى محمد شفيق ومهندس الديكور محمود محسن وأيضا تكريم لجنة التحكيم التى بذلت مجهودا كبيرا لإنجاح المهرجان وهم د. غادة جبارة ود.منى الصبان والمخرجة نيفين شلبى.

وأكدت فاتن التهامى أن المهرجان سوف يساعد على تخصيص برامج وقنوات لإظهار نوع السينما الجديدة لتكون قادرة على دعم المجتمع ومنحه طاقة ايجابية وطرد السينما الرديئة خاصة وأن السينما تعتبر مصدرا من مصادراً الأمن والدخل القومى ، كما أن الهدف من المهرجان هو المساهمة فى اخراج طاقات جديدة وفتح الأبواب أمام الشباب للتعبير عن قدراتهم الخاصة التى يتمتعون بها ولا يجدون متنفسا للتعبير عنها بسهولة

وأضافت أن عدد الافلام التى تقدمت للمشاركة بلغت 200 فيلم فى جميع فروع المسابقة وهى الأفلام القصيرة التسجيلية - التحريك والجميل فى الأمر هو مشاركة مختلف القطاعات فى المهرجان مثل كلية الاعلام بجامعة القاهرة والمعهد الدولى للإعلام بأكاديمية الشروق ومركز الجيل ، حيث تم اختيار 60 فيلما للعرض خلال فعاليات المهرجان منها 45 فيلما فى المسابقة الرسمية و15 فيلما سوف يتم عرضها فى اليوم الختامى على هامش المهرجان بعيدا عن المسابقة الرسمية وذلك لسابق مشاركتها فى مهرجانات أخرى وحصولها على جوائز ومنها فيلم«جريدى» الذى سبق له الحصول على 4 جوائز وعندما قمت بعرض الفكرة على لجنة التحكيم رحبت بذلك بهدف اتساع القاعدة وتحفيز الأفلام الجديدة بالمشاركة وحصد الجوائز ، مشيرة إلى أن إدارة المهرجان رفضت الإعلان عن أسماء الأفلام التى سيتم عرضها فى المهرجان فى سابقة جديدة بهدف بث الحماس فى نفوس جميع الشباب وتشجيعهم على المشاركة بفاعلية والاستفادة من الافلام المعروضة والتواصل مع زملائهم ومع الاعلام والمثقفين خاصة أنه سيتم إقامة ورشتى عمل الأولى فى «فن كتابة السيناريو» للكاتب والسيناريست نادر خليفة والتى سيتم من خلالها عمل تطبيق عملى على كتابة السيناريو ، والثانية فى «السنوغرافيا« «جماليات الصورة» للدكتور عبد الناصر الجميل أستاذ السينوغرافيا بالمعهد العالى للفنون المسرحية والهدف من إقامة الورشتين هو إكساب الشباب خبرات جديدة وتوظيف امكانيات أخرى مثل الديكور لإثراء العمل الفنى.

وكشفت التهامى عن وجود تعاون بين إدارة المهرجان ووزارة الشباب والرياضة والتى سوف تقوم باختيار مجموعة من الشباب للمشاركة فى ورشتى السيناريو والسينوغرافيا مع العلم أن هذه الورش سوف تمتد بعد انتهاء المهرجان حتى يستفيد الشباب بشكل متميز ، كما سيتم تكريم الرعاة من أجل تشجيعهم على دعم المهرجان وجذب رعاة جدد وذلك لتخفيف العبء عن كاهل الدولة حيث يرعى الدورة الحالية د. راندا رزق أستاذة بكلية الإعلام ود. عبد الله الدهشان رئيس مجلس إدارة معاهد العبور ود. هويدا مصطفى عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق، ومركز الجيل للكاتب أحمد عبد الله رزة حيث تقوم ابنته الفنانة بشرى بالمشاركة وتقديم جائزة باسم المركز بالإضافة لوزارة الشباب التى ساهمت أيضا بدعم المهرجان ماليا.

ومن جانبها، أكدت الدكتورة غادة جبارة أنه من الرائع أن تقوم وزارة الثقافة عن طريق قصور الثقافة بإقامة مثل هذه المهرجانات السينمائية التى من شأنها أن تساهم فى تشجيع المواهب الشابة وبث الحماس بداخلها للإبداع والانطلاق والمساهمة فى صنع سينما تحمل آلام وطموحات المجتمع، وأضافت جبارة أنها سعيدة بالإقبال الكبير من صناع الأفلام على المشاركة حتى أنه تقدم للمهرجان حوالى 200 فيلم تم تصفيتهم إلى 45 فيلما سوف تنافس خلال الفعاليات.

وأشارت عميد المعهد العالى للسينما إلى أن مصر تمتلك الكثير من المواهب فى كافة المجالات وتحتاج لمن يساعدها ويفتح لها الطريق حتى تستطيع أن تقدم نفسها بشكل راقٍ خاصة فى المجال السينمائى.

ومن جانبها أبدت المخرجة نيفين شلبى سعادتها بالمشاركة كعضو لجنة تحكيم بالمهرجان مؤكدة أنه من الجميل والرائع أن تقام مهرجانات عديدة تدعم الشباب وتساعدهم على إبراز طاقتهم والارتقاء بأعمالهم الفنية.

وأضافت شلبى أنها تتمنى أن يقام عدد كبير من المهرجانات بالمحافظات خاصة وأن شباب الأقاليم مظلوم لأنه لا يمتلك الإمكانيات لصناعة الأفلام.

الأهرام اليومي في

13.05.2015

 
 

«رسائل إلى ماكس».. عين على أبخازيا المنسية

الشارقة ــ وائل يوسف

ما الذي يحدد وجودنا، أهو اعتراف الآخرين بنا أم إدراكنا لذاتنا، ذلك ليس سؤالاً فلسفياً، وإنما حالة سياسية ترفض الاعتراف بأوضاع قائمة، فيما الرسائل ترفض تلك التوصيفات ليصبح الإنساني أهم من السياسي في فيلم «رسائل إلى ماكس» للمخرج إيريك بودلير، ويتحدث الفيلم الحائز الجائزة الأولى في بينالي الشارقة 12، عن جمهورية أبخازيا الموجودة بحكم الواقع منذ 20 سنة، والعالم يتظاهر بعدم وجودها، تماماً كما فلسطين.

فأبخازيا دولة موجودة بالمعنى الملموس لها حكومة وعلم ولغة، ومع هذا ليس لها وجود قانوني، إذ لم يعترف بها أحد طوال 20 عاماً، ولم يتغير الوضع كثيراً بعد اعتراف روسيا بها إلى جانب نيكاراغوا وناورو الدولة الأصغر في العالم، ليبدو الفيلم بمثابة عين على أبخازيا المنسية.

يبدأ الفيلم مع سلسلة من 74 رسالة، أرسلها المخرج إريك بودلير خلال 74 يوماً إلى مكسيم جفينجيا، وزير خارجية أبخازيا السابق، وهي جمهورية مطلة على البحر الأسود في منطقة القوقاز، لا تحظى باعتراف دولي واسع، والغريب أن معظم تلك الرسائل وصلت إلى وجهتها غير الموجودة، وقد بعث جفينجيا ردوداً مسجلة على تلك الرسائل، ليتحول محتوى تلك الردود إلى جزء من الشريط السردي في الفيلم.

اتجاه واحد

الفيلم يضع مشاهده أمام سؤال هل نحن أمام أمة ناشئة أم دولة قديمة، ويرد المخرج على ذلك بقوله: الرسائل إلى ماكس كانت أشبه برسالة في زجاجة ترسل في البحر، ولكنها وصلت في نهاية المطاف، الفيلم ليس إلا رسائل ما كان ينبغي لها أن تصل إلى مكان غير معروف، لكنها وصلت، إلى مكسيم، وبعد انتهاء المراسلات صورنا اللقطات في أبخازيا.

وتابع بودلير: التقيت بمكسيم في صيف عام 2000، وعلى مدى سنوات التقيت به خلال زيارات متفرقة لنصبح أصدقاء، حيث تجولنا في أنحاء أبخازيا، وكنت مسكوناً بهاجس كيفية التقاط صور لهذه الدولة المتخيلة، فيما كان مكسيم الذي عين في 2010 وزيراً للخارجية، مشغولاً ببنائها. وفي 2012 وبعد انتخابات جديدة تغيرت الحكومة وخسر مكسيم منصبه ليعود لحياته المدنية الاعتيادية، وعندها أرسلت الرسالة الأولى، واستمررت بذلك، وفي كل رسالة سؤال، قصة، ذكرى من السنوات العشر الماضية التي جمعتنا، لكن المفاجأة أن الرسائل كانت باتجاه واحد فقط، حيث لم يستطع مكسيم الرد برسائل، ولكنه سجل ردوده على أشرطة كاسيت.

تقرير المصير

لا يغوص الفيلم في إشكالات السياسة وحق تقرير المصير للشعوب، ومَن صاحب الحق في العيش على أرض أبخازيا، هل هم الأبخاز، أم الشعوب الأخرى التي استوطنت أرضهم وحاولت إبادة هذا الشعب الصغير، ويحاول تقديمها من خلال تفاصيل يومية صغيرة في حياة الدبلوماسي، وحياته مع أطفاله وعلاقته بطليقته، والغنى والفقر، والتجارة التي لم يحترفها ويلومه المحيطون به على عدم خوض غمارها في بلد فقير يحتاج فيه الشخص إلى أن يعمل بأكثر من مجال ليعيش في مستوى مقبول حتى لو كان دبلوماسياً. ويقول مكسيم خلال حواراته في الفيلم: «الإعلام يتحدث عن أطفال انفصاليين، يشربون حليباً انفصالياً، ويسيرون في شوارع انفصالية، ويتجهون إلى مدارس انفصالية، دون أن يكون الحضور الإنساني موجوداً».

أسئلة

أحد الأسئلة بين المخرج وبطل الفيلم، يقول: ما الذي يقوم به دبلوماسي في دولة غير معترف بها حين يأتي صباحاً إلى مكتبه؟ عندما أرسلت أول رسالة من باريس إلى عنوان العاصمة الأبخازية سوخومي، تخيلت أنها سترجع مع عبارة «المكان غير معروف»، ولكن بعد 10 أسابيع تلقيت اتصالاً من ماكس يخبرني فيه باستلام رسالتي، ولكنه لا يستطيع الرد عليها برسالة كون مكتب البريد الأبخازي لا يستطيع التعامل مع الرسائل الدولية، وليس لدي أي فكرة كيف أو لماذا وصلت رسائلي.

أوقات العرض

تصل مدة الفيلم إلى 103 دقائق، وتعرضه سفارة أبخازيا خلال الفترة من 14 – 16 الجاري، من الساعة 10 صباحاً وحتى 1 ظهراً، وشارك الفيلم في 15 مهرجاناً خرج منها محملاً بجائزة المسابقة الدولية بورتو/بوست/دوك الكبرى، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «دوك ليسبوا».

البيان الإماراتية في

13.05.2015

 
 

حين حلّ الأمير "ميشكن" ضيفًا على السينما

طارق خميس

استقلّ "دستويفسكي" القطار قاصدًا جنيف، وهناك توقف في مدينة "بازل" لمشاهدة لوحة قرأ عنها في مذكرات رحّالة روسي تُدعى "جسد المسيح الميت في الكفن" للفنان السويسري "هولبن".
أمام اللوحة كان ثمّة مسيح آخر يولد في مخيلة الروائي الروسي دستويفسكي، ملامح المسيح بدت بشرية على النقيض مما جرت العادة في رسمه، فغالباً ما كان النور والهالة والجلال هو ما يسم هذه الشخصية، في هذه اللوحة التي وقف أمامها دستويفسكي طويلاً كان المسيح ميتا ومتعفّنا حتى البشرية.

أخذ يتساءل: ماذا لو أنّ المسيح لم يكن إلهاً؟ ماذا لو أنه بشريّ؟ ومات بدون أن يحمل خطايانا؟ هل سيكون المسيح حينها أكثر وقعاً في نفوس الناس؟ هل يمكن - أساسًا - أن يوجد إنسانٌ مثل هذا على الأرض؟

سكنت الروائي الروسي تلك الشخصية التي قذفتها داخله لوحة هولبن، واستمر ينسج ملامح رجله القادم، شخصية طيبة بجمال لانهائي، هكذا ولدت رواية الأمير ميشكن  والتي حملت اسم "الأبله".

من هو "الأبله"؟

يملك علم النفس إجابة واضحة ومحددة بالأرقام عن سؤال "من هو الأبله؟". إنه الذي يقلّ ذكاؤه عن نسبة 75% ليحلّ بعده "المعتوه" ومن ثم "المجنون"، حسناً، ولكن هل يختلف هذا عن التاريخ الذي تحمله المعلبات الصالحة للاستهلاك؟! إن كان يمكن قياس الذكاء وبالتالي وصف مدى "طبيعيته" بالنسبة لمجتمعه، فكيف يمكن قياس المشاعر التي يحملها هذا الشخص تجاه المجتمع نفسه؟ كانت هذه مهمة السينما حين صاغت أسئلة الأبله الأخلاقية محاكمةً المجتمع الذي يبدو عليه التماسك والعقلانية، إنّ "الأبله" وهو يمارس خارجيته عن قواعد المجتمع، جعل تلك القواعد محلّ استفهام، وهي نفسها  - تلك القواعد - التي جعلته محلّ رفض وسخرية.

ومع أنّ صورة الأبله والمجنون لم تكن كذلك سابقاً، نقصد قبل تعميم المصنع وتقطيع الوقت لثوانٍ وقياس الإنسان بالأرقام. وهو الوقت الذي يؤرِّخ له الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو بالقرن السابع عشر في كتابه "تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي". لقد كان "المجنون" يعيش حريّة مطلقة، كان وقتها يعيش على "سطح" الثقافة حيث يعيش على مرأى من الجميع، فيما يقيم له الناسُ الأعياد ويحتفون به وله مكانته بالأدب والكتابة، بالإضافة لوجود مسارح له وحضور في أيقونات وصور عدّة منها:  أعمال "جيروم بوش" و"بريجيل".

ويستأنف فوكو بأنّ صورة "المجنون" قد تغيرت بعد أن أخذت العائلة بشكلها "البرجوازي" مكانًا مهمًا في المجتمع، عندما تغيرت الأحوال الاقتصادية في الحياة، بدا المجنون في ذلك العصر شخصًا كسولًا واعتُبر شخصية طفيلية تعتمد على مال الآخرين ولم تُسهم في التنمية، ومن هنا أصبح المجنون عالة على الآخرين، فيما تكفّلت الدولة بعد اكتشافها لأجساد السكان كمجال للسيطرة؛ ضبط وتأديب النزوع الذي لا يمكن تعريفه، أو بالأحرى ذلك الذي يعدّ خارج "الطبيعية" المطلوبة لسير النظام.

خطوة "أكيرا" الأولى

ربما تكون أول الاعمال التي تناولت "الأبله" هو فيلم المخرج الياباني أكيرا كوروساوا في فيلمه" The Idiot 1951"  وكان عملاً وفيّاً لرواية دستويفسكي حتى أنه اقتبس كلاماً منها في فصول الفيلم، يروي أكيرا في سيرته "عرق الضفدع" أنّ الفضل الأكبر في دخوله لعالم دستويفسكي يعود لشقيقه "هييقو"، أخذ أكيرا الأمير ميشكن ومع بعض التحديثات على شخصية بطل الرواية، أصبحت جاهزة للتجول في حياة اليابان التائهة بعد الحرب.

يبدأ الفيلم بصرخة فزعة يطلقها "كينجي هامادا" توقظ من في القطار، ثم تجده سريع الثقة بالناس، يخبرهم بأول ما يخطر بذهنه مثل الأطفال تمامًا، إنّ هذه البدائية التي تجهل أو تتجاهل القواعد العامة للسلوك الاجتماعي هي ما تجعل الشخص هذا موصوفاً بالأبله، لكنه لذات السبب يُلامس أرواح آخرين داخل المجتمع نفسه، فكما نرى مع أحداث الفيلم ينجح "هامادا" في أن يكسب حب أغلب من قابلهم: العاهرة الغنية التي يستطيع أن يرى في عينيها عيني جندي مقبل على الإعدام فيما يراها الآخرون جسداً ومالاً لا غير. الشابة الصغيرة التي تقع في غرامه أيضاً بسبب طيبته و تلقائيته...الخ. ولكن هل تنجح الطيبة المطلقة في أن لا تُمَسّ من مجتمع يطارد تفوقها عليها؟!

إنّ العيش بأقصى الاستطاعة هو القتال اليومي الذي كان يخوضه الأبله، كون النظام الاجتماعي صارما في معاقبة من يبدو غريباً عنه، يقول أكيرا واصفاً شخصيات أفلامه: "الشخصيات التي تعرضها أفلامي تحاول العيش باستقامة، والاستفادة من الحياة التي وُهبت لهم لأكثر حد ممكن".

الأسطح العميقة لسينما "الأبله"

قدّم توم هانكس في تحفته الخالدة "فورست غامب 1994" Forrest Gump واحدا من أهم أدواره التي تحكي قصة "أبله" يعتمد على نصائح أمه الحرفية في تجاوز الحياة، يبدأ الفيلم بصورة ريشة تطير في الهواء حتى تصل إلى "فورست" وهو جالس بالمحطة يروي كافة تفاصيل حياته لكل من يجلس بجانبه، وينتهي الفيلم بنفس الريشة التي تبتعد عن فورست، مشهدان مفتوحان على التأويل في تصوير هشاشة الوجود الاجتماعي للــ"أبله"، ومع أنّ المرّة الأولى التي نال فيها اعتراف المجتمع كانت تلك التي لم يحتَج فيها لأي قدرات عقلية وهي خدمته في الجيش الأمريكي، وكما يصف نفسه: "لسبب ما كنت بارعًا جدًا في الجيش".

يقع "فورست" في حب فتاة منبوذة يغتصبها أبوها بدون توقف، ويكون رفيقه المقرب في الجيش جندي أسود، يبدو الأمر وكأن فورست استطاع أن يجد له اعترافًا اجتماعيا عند أولئك الذين لم يُعترف بهم اجتماعياً.

في الفيلم الكوري "مُعجزة في الزِنزانة رقم 7 " للمخرج "لي هوانغ يونغ"  يحاكم "الأبله" القانون بموته، إنها قصة رجل "ريو سيونغ ريونغ" لديه ابنة صغيرة تدعى "يي سيونغ"، يُتهم بجريمة اغتصاب وقتل فتاة صغيرة، يُزجّ به في السجن وهناك يكوّن صداقاته الأولى مع السجناء، ومع أنهم في البداية يحاولون إيذاءه إلا أنّه سرعان ما يحظى بحبهم، لم ينجح في المرافعة عن نفسه أمام القانون، لكنّ علاقة الحب التي جمعته بمن حوله، من فتاته الوحيدة إلى رفاق السجن، جعلت المحكمة تعيد بعد سنين طويلة النظر في قضيته.

تقف "يي سيونغ" لتترافع عن أبيها الميت بعد أن كبرت ودرست المحاماة، ويأتي رفاق السجن السابقون ليدلوا بشهادتهم، التي تكون محلّ سخرية كونهم في عُرف الدولة مجرمين، لم يكن "إجرامهم" عائقاً للتواصل مع "الأبله" فيما كان القانون كذلك، وهي فئة (أي السجناء) في حكم فوكو أيضاً تخضع لمنطق الدولة التأديبي من خلال نظام السجن.

تحكم المحكمة ببراءته في القبر، ومع أنه لم يكن لينتفع ميت من حكم براءته، إلّا أنّ المحكمة برّأته في ذات الوقت الذي أدانت فيه القانون نفسه، إنه القانون الذي يُنصت بدقة لكل حرف يصوغه المنطق، بينما يّصمّ أذنيه عن "أبله" لم يكن يريد سوى أن يعيش بأمان مع ابنته الوحيدة.

وفي آخر الأعمال التي تتناول "الأبله" جاء الفيلم الهندي "pk"  2014 والذي أدى بطولته بإتقان فريد عامر خان،  يحكي الفيلم قصة زائر من كوكب آخر جاء إلى الأرض، وبما أنه جديد على طباعها ومعتقداتها فقد بدا شديد الغباء بالنسبة لسكانها؛ لكنّ جهله هذا يطرح الأسئلة الأكثر بدائية، وهي أسئلة يحسمها المجتمع لأبنائه قبل قدومهم، ويثابر على تلقينها لهم حتى تختفي كل إمكانية لمساءلتها، يتمحور الفيلم حول نقد الأديان أو بالأحرى رجال تلك الأديان الذين اتخذوا من الدين أداة للتفريق والاحتراب داخل المجتمع الهندي، وهنا يمتلك الأبله ميزة اللقاء الأول بالأشياء قبل فقدانها للبراءة وفي ذروة امتلائها بالدهشة، أمامها يجري تقشير المحاججات التي تحول بين الناس وبين الله والتي بطريقة أخرى تحول بين بعضهم البعض، ومع أن الفيلم (كعادة الأفلام الهندية) يمتاز بالمباشرة إلا أنه كان موفقاً في مقاربة سؤال التدين بكل بساطة.

محاكمة مضادة

لقد احتاجت السينما من "الأبله" أن يمارس معها نقد المجتمع وما يُمثلّه من قيم عقلنة وضبط وإقصاء، كما أنها قذفت من خلاله للمشاهد بأسئلة أخلاقية وفلسفية تتعلق بتعريف "الطبيعي" و"العقلاني"، والحق في التواصل خارج ما تم تعريفه اجتماعياً حدّ الابتذال، لم يكن "الأبله" في السينما مجرد شخص يستدعي التعاطف أو السخرية، وإنما كان منصّة يطلّ منها المجتمع على نفسه، واضعاً ما هو مُعطّى محلّ شك، إنها المحاكمة المضادة التي يهيئها الموقع الأشد هامشيةً في جعل المركز مفضوحاً.

في رواية "الأبله" يصرخ الأمير ميشكن: "لماذا تخلق الطبيعة أفضل الناس لتسخر منهم بعد ذلك؟ هذا ما تعمد إليه الطبيعة: حين أظهرت البشر على الإنسان الوحيد الذي عُدَّ الإنسانَ الكامل في هذا العالم، عهِدتْ إليه برسالة أن ينطق بأقوال كانت سببا في سفك دماء بلغت من الغزارة أنها لو سُفكت مرّةً واحدة لخنقت الإنسانية! إنها لسعادة أن أموت! ذلك أنّني إذا لم أمتْ فقد يُطلِقُ لساني كذبة رهيبة بدافع من الطبيعة!...أنا لم أفسد أحدًا.. لقد أردتُ أن أحيا لسعادة الناس جميعًا، أردتُ أنْ أحيا لاكتشاف الحقيقة ونشرها، فماذا كانت النتيجة؟ لا شيء! كانت النتيجة أنكم تحتقرونني. هذا دليلٌ على أنّني غبيٌّ أحمق، على أنّني امرؤٌ لا خير فيه ولا فائدة منه، وعلى أنّني قد آنَ لي أن أزول! وحين أزول، فلن أُخلّف ورائي أيّة ذكرى: لن أترك أيَّ صدى، لن أتركَ أيَ أثر، لن أترك أيَّ عمل! لم أنشرْ أيَّ رأي، لم أُذِعْ أيّة قناعة! لا تضحكوا من غبيٍّ أحمق! انسوه! انسوا كلَّ شيء! أرجوكم أنْ تنسوا! لا تكونوا قساةً!"

الجزيرة الوثائقية في

13.05.2015

 
 

غرائب وعجائب التليفزيون المصري

العرب/ أمير العمري*

هل 'الفنان' أكبر من التخصص؟ أي هل صيغة الإطلاق أفضل من صيغة التخصيص، أي وصف الشخص بـ'المغني' أو 'المطرب' أو 'المخرج'، أم أننا أصبحنا جميعا 'فنانين' دون أن ندري.

من آفات التليفزيون المصري، أنه لم يشهد تطورا في الأسلوب والنهج بل والشكل أيضا، منذ تأسيسه حتى يومنا هذا. صحيح أن الصورة أصبحت “بالألوان”، بعد أن كانت باللونين الأبيض والأسود فقط حتى منتصف السبعينات، وصحيح أن الإمكانيات المادية زادت، وأصبح هناك بدل القناة الواحدة في الماضي، أكثر من ثلاثين أو أربعين قناة حكومية بما في ذلك قنوات تتخصص في إعطاء دروس تعليمية للتلاميذ والطلاب على نحو لا مثيل له في أي مكان في العالم، فهو خلط مضحك بلا شك، بين دور وزارة التعليم، والتليفزيون كجهاز إعلام.

وإن كنت لا أحب كلمة إعلام لأنها تذكرني على الفور بفكرة الدعاية الحكومية، فليس من المفهوم بالضبط إعلام لمن ومن قبل من، ومن الذي يريد أن يُعلم، ويعلم من بماذا؟!

وكلها أسئلة لا نسألها لأنفسنا بل اعتدنا فقط تكرار كلمة الإعلام والإعلامي والإعلامية، دون أن نفهم ما هو مفهوم هذا الإعلام بالضبط، وهل الإعلام يأتي من قبل الحكومة أم أصحاب رءوس الأموال الذين يمتلكون حاليا عشرات القنوات الخاصة؟

قد يكون هذا موضوعا آخر يستحق التوقف أمامه، أما موضوع هذا المقال فهو كيف يصر التليفزيون المصري على التوقف عند زمن معين، أي حقبة الستينات، سواء في مواده وبرامجه، أو في أسلوب المذيعين والمذيعات.

انظر مثلا إلى نشرات الأخبار ستجد أن كل المذيعين والمذيعات الذين يقدمون نشرات الأخبار مصابون بحالة من التجمد والتكلس والجمود الذي يبدو على وجوههم، وكأنهم يقفون في طابور عسكري في وضع الانتباه، يخشون أن تتحرك عضلة واحدة في وجوههم، وإلاّ تعرضوا للعقاب الصارم المباشر.

لا شك أن لغة الجسد كما تعرف، أي تعبيرات الوجه والإيماءات الخاصة التي تضفي طابعا “إنسانيا” على المذيع والمذيعة، أصبحت منذ فترة طويلة، علامة مميزة تساعد المشاهد على متابعة ما يستمع إليه ويشاهده من أخبار وتقارير.

أما سمتا الجمود والتحجر البادي على وجوه كل المذيعين، وحظر الابتسام تماما عليهم، هو شكل يعادي الفطرة، ويجعل المذيع مجرد “روبوت”، أو آلة صماء تردد كلاما لا يتفاعل معه المشاهد وربما لا يفهمه.

المشكلة أيضا أن نشرات الأخبار مازالت تبدأ بأخبار الرئيس، ثم رئيس الحكومة، ثم الوزراء، والتعليق على الأخبار في برامج “التووك شو” اليومية، تصر على “التلقين”، أي تلقين المشاهدين مثلا كيف أن الدولة تواجه مؤامرة، وأنها تبذل كل ما لديها من إمكانات، وتكرار الحديث عن الإنجازات اليومية التي تتحقق على الأرض، في حين لا يرى الناس شيئا ملموسا على أرض الواقع، وكأن تكرار الحديث كفيل بتغيير الواقع.

وعندما يقدم المذيع أو المذيعة ضيفا له علاقة بالسينما أو المسرح أو الغناء من مصر أو العالم العربي، لا يتم تقديمه مثلما يتم تقديم أي مشتغل بهذه الفنون من الأجانب، فعادة ما يقال “الفنان” و”الفنان الكبير” و”الفنانة” في حين أن المتبع مع الأجانب أن يقال “الممثلة الأميركية” أو “المخرج الفرنسي”.

فلماذا تصبح لبلبة مثلا “الفنانة لبلبة” بينما تظل أنجلينا جولي “الممثلة الأميركية أنجلينا جولي” أو “النجمة” في أفضل الأحوال، أو يُقدم المخرج السينمائي داود عبدالسيد مثلا باعتباره “الفنان داود عبدالسيد”، في حين يقال المخرج الفرنسي كلود ليلوش.

وهل “الفنان” أكبر من التخصص؟ أي هل صيغة الإطلاق أفضل من صيغة التخصيص، أي وصف الشخص بـ”المغني” أو “المطرب” أو “المخرج”، أم أننا أصبحنا جميعا “فنانين” دون أن ندري.

*كاتب وناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

13.05.2015

 
 

بعد 12 عاما من المنع.. الجزائر تفرج عن «عرش» عريوات

الجزائر ـ «سينماتوغراف»: وردة ربيع

قررت وزارة الثقافة الجزائرية أخيرا الإفراج عن فيلم «العرش» للفنان وعراب السينما الجزائرية المعاصرة «عثمان عريوات» الذى غاب طويلا عن الساحة السينمائية بسبب رفض منح الترخيص لعرض فيلمه الذي استمر حظره لأكثر من 12 عاما، وهو العمل الذي يؤدى فيه«عريوات» شخصية ضابط سام في القوات العسكرية برتبة جنرال.

وصرحت الوزيرة لعبيدي خلال اجتماع مع نواب بلجنة المالية والميزانية بمقر المجلس الشعبي الوطني، بأن الوزارة وافقت على اعتماد الفيلم بكل مشاهده دون أن يتعرض لمحذوفات رقابية، وسيتم قريبا عرض الفيلم بعد أن تكفلت لجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة بنفقات إرساله إلى ايطاليا من أجل تحويله إلى 35 مللي، للتمكن من عرضه في قاعات السينما الجزائرية وهو المشروع الذي إنتظر الجمهور الجزائري خروجه للنور بشغف كبير منذ شرع عريوات في إخراجه عام 2002 بالإشتراك مع المخرج الجزائري «بشير سلامي» وأنتجته «فجر فيلم».

وبالإضافة إلى العراقيل الكثيرة التى صادفت الفيلم فق طرأ على عنوانه تغييرا مستمرا فمن «سنوات الإشهار» إلى«وقائع سنوات الإشهار» ثم «العرش الأحمر» ليستقر على عنوان أخير هو «العرش»، أي القبيلة التي ترمز إلى مسقط الرأس والجذور التي ينتمي إليها المواطن، والذي فيه الممثل «عريوات» بعيدا عن  دوره الذي اعتاد جمهوره رؤيته فيه كرجل قروّي بسيط وشعبي ليؤدي دور «جنرال»، وقد وصف فيلمه  بأنه فكاهي إجتماعي تدور أحداثه طيلة ثلاث ساعات حول أحلك الفترات التي عرفها المجتمع الجزائري خلال العشرية السوداء.

ويعرض فيلم عثمان عريوات قضايا مثيرة للجدل في المجتمع الجزائري، مثل الحجاب والوضع الأمني، الذي عاشته الجزائر في بداية التسعينات، ويشرّح العديد من الظواهر والمشاكل من صميم الواقع الجزائري المعاش خلال التسعينات من القرن الماضي وما أكثرها آنذاك، لكن بطريقة (شر البلية ما يضحك) وطابعه الخاص والمعروف عنه حضور النكتة دائما، وقد تم تصوير الفيلم في عدة مناطق بالجزائروفرنسا، وشارك في بطولة الفيلم ممثلين جزائريين من بينهم: أحمد بن حصير والعمري كعوان ويوسف ملياني، ومحمد سلام عباس.

وقد علمت «سينماتوغراف» من مصادر مطلعة أن وزارة الثقافة ستحتضن جديد «عثمان عريوات» وهو عمل سينمائي يحمل طابعا إجتماعيا فكاهيا بعنوان «تأشيرة إلى مارسيليا»، وسيكون الفيلم من بطولته وإخراجه.

سينماتوغراف في

13.05.2015

 
 

بطلة فيلم "شجرة العائلة"

طفلة إماراتية تصبح أيقونة جناح الامارات في "إكسبو" ميلانو

24 - وام

يتهافت زوار جناح الامارات في معرض "إكسبو" ميلانو، لالتقاط الصور التذكارية مع "سارة" بطلة فيلم "شجرة العائلة"، الذي أصبح حديث الساعة في المعرض.

تعشق مهرة التمثيل منذ طفولتها المبكرة وتبلغ من العمر ثماني سنوات، وتدرس حالياً في مدرسة رافلز الدولية بدبي

ويعتبر هؤلاء الزوار، أن سارة هي أبرز ايقونات الجناح الإماراتي، كونها تحكي في عشر دقائق تقريباً قصة تطوّر الإمارات من مجتمع صحراوي تندر فيه الموارد الاساسية للحياة إلى مجتمع الوفرة والرخاء.

وتعيش سارة واسمها الحقيقي مهرة هشام بن عبد اللطيف، أوقاتاً سعيدة مع هؤلاء الزوار من الإيطاليين والأجانب الذين تشرح لهم الفيلم ورسالته للمشاهد، وقالت سارة: "إن سبب سعادتها هو اهتمام هؤلاء بالتعرّف على الامارات وتاريخها بتفاصيله، مشيرة إلى أنهم كانوا يقفون في طوابير طويلة كي يشاهدوا الفيلم وباقي أقسام الجناح".

وأضافت سارة، أن الفيلم يمثّل أول مشاركة سينمائية لها، مشيرة إلى تجربة المشاركة العام الماضي في فيلم حول "جائزة الرياضيات" التي ترعاها رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الشيخة فاطمة بنت مبارك.

وأوضحت سارة، أن "فيلم شجرة العائلة يدور حول الانتقال من المستقبل إلى الماضي، للتعرّف على المجتمع الإماراتي وكفاحه من أجل التغلب على شظف العيش، وللحصول بالدرجة الأولى على الماء والطعام، مؤكدة أن هذين العنصرين هما موضوع شعار "إكسبو" ميلانو، "تغذية الكوكب طاقة للحياة"، مشيرة إلى أن جناح الامارات استطاع أن ينقل تجربة الدولة إلى جمهور المعرض.

كما تحدّثت سارة عن العناصر الرئيسية للفيلم، وأبرزها تعاون المجتمع وتماسك الأسرة والكفاح في الحياة، والإصرار على بلوغ الهدف، مشيرة إلى أن كل ذلك مثل رسالة للمشاهد.

ويعرض الجزء الثاني من الفيلم، الحلول والأجوبة التي يشارك فيها الجميع للأسئلة التي يطرحها الواجب اليومي لسارة عند عودتها من المدرسة إلى البيت حيث ينتهي الفيلم بأغنية خفيفة حول المصادر الرئيسة لاستدامة الحياة المعاصرة يشارك البطلة في ترديدها الممثلون ومشاهدو الفيلم في جو من الفرح والمرح.

وتعشق مهرة التمثيل منذ طفولتها المبكرة وتبلغ من العمر ثماني سنوات، وتدرس حالياً في مدرسة رافلز الدولية بدبي.

24 الإماراتي في

13.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)