كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فجر يوم جديد: {زنقة ستات}!

كتب الخبرمجدي الطيب

 

ذهبت لمشاهدة فيلم «زنقة ستات»، الذي كتبه هشام ماجد وكريم فهمي،  وأخرجه خالد الحلفاوي،  في أول تجربة له، وشعور يتملكني أن ثمة شيئاً غامضاً وراء مقالات المديح التي طاولت الفيلم، رغم عنوانه الذي لا يُبشر بالخير، وكونه من إنتاج أحمد السبكي، الذي لم يرض النقاد يوماً عن أفلامه،  وأشبعوه سخرية وهجوماً، فضلاً عن الحملة الدعائية التي ركزت على أغنية للمطرب الشعبي محمود الليثي في ملهى ليلي شارك فيها، كالعادة، كل أبطال الفيلم،  وتقول كلماتها: «كلمنى ع الفودافون السبكي ع التليفون»، ومن ثم جاءت صورة طبق الأصل من الحملات التي تسبق طرح أفلام «آل السبكي» في الصالات، وتطاردها اتهامات السطحية والابتذال وتشويه الذوق العام،  فما الذي تغير ليحقق «زنقة ستات» كل هذا المردود الإيجابي من النقاد؟

مع الدقائق الأولى أدركت أن ثمة مخرجاً يعرف هدفه، بداية من اختيار موضوعه، وتوظيف عناصره الفنية، وتسكين ممثليه في الشخصيات الدرامية بقدر من الجرأة التي لا يمكن تجاهلها، مثلما فعل مع نسرين أمين، التي اختار لها دور «سميحة العو»، التي تنافس الرجال في العنف والبلطجة، وندبة غائرة لا تفارق وجهها، وعاد ليُكرر الجرأة نفسها عندما تشبث بظهور أيتن عامر وهي ترتدي الحجاب طوال أحداث الفيلم ضارباً عرض الحائط بقطاع من الجمهور اعتادها في شكل نمطي رخيص!

في هذه النقطة تحديداً يأتي تفرد «الحلفاوي»، فإضافة إلى إصراره، ونجاحه، في الانقلاب على الصورة الذهنية والنمطية، اتسم موقفه بالنضج، وتبنى رؤية تلمح منها وعياً كبيراً بدور ورسالة الفيلم الكوميدي، الذي يلبي هدف الترفيه والإمتاع من دون أن يجنح إلى الإفيهات الخشنة والغلظة، والفجاجة، فضلاً عن الجرأة في اقتحام ظواهر شائكة من دون أن يعتلي منبر العظة والخطابة، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في رصده الموضوعي للعلاقة بين البطل «علي منير الجحش» (حسن الرداد) والفتاة المحجبة «سهام» (أيتن عامر) فكما أشار، بذكاء، إلى أن المسجد الذي تصلي فيه الفتاة، وكذلك مقر سكنها، يقعان في منطقة تحولت إلى نواة للتطرف الديني، احتفظ للفتاة المحجبة بصورة الفتاة المستنيرة، التي تفهم صحيح الدين، وترفض الغلو والتزيد، وفضح، على الوجه الآخر، صورة الشاب الجاهل، الذي تصور أن الدين لحية وجلبابٌ أبيض... وتحريم!

يُذكرك فيلم «زنقة ستات» بنوعية من الأفلام سادت فترة السبعينيات من القرن الماضي، لعل أشهرها فيلم {دقة قلب} تأليف فاروق صبري وإخراج محمد عبد العزيز، اتسمت برقي المعالجة، والحرص على تقديم الكوميديا المحترمة. وهو ما رأيته متجسداً في السيناريو الذي كتبه الثنائي هشام ماجد وكريم فهمي بسلاسة لا تنقصها الحرفية، وخفة ظل كانت سمة لمواقف الفيلم من دون تلفيق أو جرح لمشاعر الجمهور، الذي شكلت العائلات أغلبه، بينما بدا المخرج خالد الحلفاوي صاحب شخصية وأسلوب يعرف كيف يقدم الضحك الناتج عن تكرار «الإيفيه» نفسه، على غرار مذهب «المدبوليزم»، كما رأينا في المشاهد التي يصفع فيها الرداد مساعدته (إيمي سمير غانم)، ويجسد شخصية  «كوكو» مدرب الرقص المُخنث من دون أن يُشعرك بالتقزز،  ويمر مروراً له مغزى على العلاقة المرتبكة بين أستاذ الجامعة (بيومي فؤاد) وزوجته (عفاف رشاد) والنصب العصري عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة، تطبيق إمكانية محاكاة الصوت، وربما تحمل بعض المشاهد جرعة من المبالغة؛ خصوصاً مشهد اتفاق الأب الطبيب النفساني (سامي مغاوري) على أن يترك للابن (الرداد) مهمة علاج إحدى الحالات المستعصية مقابل منحه المصنع الذي يملكه في لندن. لكنها المبالغة المقبولة التي يمكن للمتابع أن يغفرها في السياق «الكاريكاتوري»، وفي السياق الذي يعكس احتراماً واضحاً للمتلقي، وليس استخفافاً به

هنا أتوقف عند حسن الرداد، الذي كنت أول من أشاد بحسه الكوميدي، في فيلمي «الآنسة مامي» و{نظرية عمتي»، وتمنيت لو أمكن استثمار موهبته، وتوظيفها في المكان الصحيح، وهو ما فعله «الحلفاوي»، الذي أظهر براعة في السيطرة على ممثليه، ولم يستثن ممثلي الأدوار المساعدة، وقدم لنا مواهب فنية مبشرة؛ مثل مينا فهيم (مونتاج) ومحمد عز العرب (مدير تصوير أنجز من «عنتر وبيسة») وتامر عطا الله (موسيقى) غير أنني لم أستطع أن ألتمس له العذر في موافقته على إنهاء الفيلم بأغنية دخيلة شكلاً وموضوعاً لمجرد أن يُرضي غرور المنتج أحمد السبكي، الذي يتفاءل، في ما يبدو، بأن تنتهي كل أفلامه، وشقيقه، بحفل جماعي يرقص فيه، ويغني، الأبطال على إيقاع  أغنية لمطرب شعبي، وهي الرغبة المشروعة التي يمكن تبريرها في أفلام على شاكلة «شارع الهرم» و{حصل خير». لكن لا يمكن غض الطرف عنها أو القبول بها في تجربة «زنقة ستات»!

منذر رياحنة: إيرادات «كرم الكينغ» لم تفرحني

كتب الخبرأحمد عارف

حالة من السعادة والنشاط الفني يعيشها الممثل الأردني منذر رياحنة بعد أيام من عرض أحدث أفلامه «كرم الكينغ»، خصوصاً أن طرح الفيلم تزامن مع انشغال منذر بتصوير مسلسل «مملكة يوسف المغربي» وتحضيره فيلماً جديداً بعنوان «خدود الفراولة».

عن «كرم الكينغ» وتعاونه مع محمود عبد المغني وتفاصيل أخرى، كان اللقاء مع منذر رياحنة.

·        كيف كانت ردود الفعل عقب فيلم «كرم الكينغ»؟

كانت إيجابية للغاية الحمدلله، خصوصاً منذ نشرت صورة ملصق الفيلم على الصفحة الشخصية الخاصة بي على الإنترنت، وكانت تعليقات الجمهور إيجابية. لكني لا أطمئن دائماً إلا عندما أشاهد العمل وسط الجمهور وألمس رد الفعل بنفسي، وهو ما أسعدني فعلاً، فقد لمست إعجاب الجمهور بالدور وبتفاصيل الشخصية والعمل ككل. باختصار، يبقى رد فعل الناس العادية في الشارع أهم شيء عندي وحب الجمهور المصري لي منذ تواجدي في هوليوود الشرق مصر ثروة كبيرة وكنز حقيقي أملكه.

·        هل أنت راض عن الإيرادات التي حققها الفيلم حتى الآن والتي وصفها البعض بالضعيفة؟

يهمني شباك التذاكر جداً بكل تأكيد، فهو أحد مقاييس نجاح العمل نسبة إلى إقبال الجمهور على دور العرض. ولكن للأسف، الإيرادات لم تفرحني تماماً، خصوصاً أن الفيلم لم يأخذ حقه في الصالات ولا في الدعاية المخصصة له.

·        علمنا أن ثمة خلافاً بين منتج العمل وبين الفنان محمود عبد المغني، هل هذا الكلام حقيقي؟

لم أعلم شيئاً عن هذا الموضوع. على العكس تماماً، فالعلاقة بين المنتج وجميع فريق العمل كانت ممتازة جداً، خصوصاً أثناء فترة التصوير، كنا أشبه بأسرة واحدة ومن دون أي مبالغة في التشبيه.

·        دورك صغير في العمل، لماذا؟

تتطلب طبيعة الدور أن يكون صغيراً. عموماً، لا أهتم بحجم الدور بقدر قيمته والشكل الذي سأظهر به، وذلك ما قدمني إلى الجمهور المصري من خلال فيلم «المصلحة» مع أحمد السقا في أولى تجاربي في مصر. كان الدور صغيراً جداً، ولكن الحمد لله كان محورياً وكان فاتحة خير لي في السوق الفني بهوليوود الشرق.

·        ماذا عن شخصية «مجدي المناعي» التي قدمتها في «كرم الكينغ»؟

شخصية مركبة. أميل دائماً إلى تجسيد هذه النوعية من الأدوار المركبة. كذلك أحرص على التنوع كي لا أحصر في قالب واحد، ويعتبر ذلك أهم الأسباب التي جعلتني أقدم شخصية مجدي المناعي والتي تطلبت مني مجهوداً شديداً في بداية التحضير لها، خصوصاً أن معظم أحداث الشخصية يدور في إطار الحركة.

فكرة الفيلم تحديداً، وليس شخصية مجدي المناعي التي قدمتها، تدور حول أن كل شخص يريد التخلص من الآخر عن طريق فكرة أن «الشر بيخلص على بعضه»، فالمناعي بلطجي يحاول السيطرة على سكان الحارة حيث يعيش.

·        ماذا عن تعاونك مع فريق العمل والمخرج حازم فودة؟

المخرج حازم فودة أحد المخرجين الذين رأيت فيهم حرصاً وإصراراً شديداً على النجاح من خلال دقته في جميع تفاصيل العمل، الصغيرة قبل الكبيرة، كذلك فريق العمل كله كان مميزاً للغاية، خصوصاً أنني سعدت على المستوى الشخصي بالتعاون مع محمود عبد المغني.

·        ما أصعب المواقف التي تعرضت لها أثناء التصوير وهل كانت إصابتك أكبر الأزمات؟

بكل تـأكيد كانت الإصابة أصعب موقف تعرضت له في الفيلم، لكن الحمدلله كانت بسيطة، خصوصاً أن في العمل مشاهد حركة كثيرة. وبعدما تعرضت لالتواء في قدمي اضطررت إلى معاودة استئناف التصوير. عموماً، أرى أن مشاهد العمل كافة التي قدمتها صعبة، لا سيما بسبب وجود عدد من مشاهد مطاردات تم تصويرها في الشوارع ولم يستعن المخرج بديكورات أو أستوديوهات مماثلة لها، وقرر أن تكون أكثر واقعية.

·        ماذا عن فيلمك الجديد «خدود الفراولة» مع المخرجة منال الصيفي؟

بصراحة شديدة، أنا أول الفنانين الذين وقعوا على عقد الفيلم. عند اطلاعي على تفاصيل الدور، تحمست جداً له، خصوصاً أنه جديد عليّ، بالإضافة إلى أنني بطبعي أميل ي إلى الأدوار الجديدة التي تقدمني بشكل مختلف للجمهور. كذلك المخرجة منال الصيفي أحد الأسماء التي لها تاريخ مشرف، وخلال أيام قليلة سيُعلن عن موعد بدء التصوير وباقي فريق العمل الذين يتم اختيارهم خلال هذه الأيام.

الأفلام المصريَّة... مشاكل بالجملة!

منع واعتراضات ودعوات للمقاطعة

كتب الخبرهيثم عسران

تواجه أفلام سينمائية عدة مشاكل مختلفة خلال الفترة الراهنة، بعضها مع جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والآخر مرتبط بدعوات قضائية للمطالبة بوقف العرض. إلا أن صانعي الأعمال لم يتأثروا بشكل كبير بالمشاكل حتى الآن.

أولى المشكلات في السينما المصرية يواجهها «جمهورية إمبابة» من بطولة الثلاثي باسم سمرة، علا غانم، أحمد وفيق. تعرَّض الفيلم لانتقادات من أهالي منطقة إمبابة، حيث أقام عدد من المحامين دعوى قضائية لوقف عرضه بداعي إساءته إلى أهالي المنطقة وتصويرهم على أنهم تجار مخدرات أمام الرأي العام.

مخرج الفيلم أحمد البدري، قال إن الفيلم لا يسيء إلى الأهالي كما يحاول بعض راغبي الشهرة الترويج لتحقيق شعبية على حساب عمل فني، مؤكداً أن عدداً كبيراً من المشاهد تم تصويرها في منطقة إمبابة واستقبل الأهالي فريق العمل بترحيب شديد.

وأضاف البدري أن العمل لم ينتقص من الأهالي أو يمجدهم ولكنه عرض نماذج لبعض الشخصيات الموجودة فعلاً في المجتمع المصري وليس في إمبابة فحسب، مشيراً إلى أن الهجوم على الفيلم لا مبرر له، خصوصاً أن الرقابة التي تعتبر الجهة المختصة بمراجعة الأعمال الفنية قبل عرضها أجازته كاملاً من دون إبداء أي ملاحظات.

وأشار إلى أن الفيلم صُنف لمن هم فوق 18 عاماً بسبب طبيعة أحداثه، وهو أمر تفهمه فريق العمل، مؤكداً أن أصحاب حملة الهجوم التي طاولته لم يشاهدوا العمل إنما اكتفوا بالهجوم عليه من «التريلر» الدعائي، أو بما نقل لهم عبر وسائل الإعلام، وهو أمر غير منطقي في الحكم على أي عمل سينمائي.

أما فيلم «أبو فتلة» من بطولة الفنانة الاستعراضية سما المصري فلا يزال أمام هيئة الرقابة على المصنفات الفنية التي رفضت التصريح بعرضه من دون حذف مجموعة مشاهد منه، ترى فيها تجاوزاً من بطلته، من بينها ثلاث أغان، بينما يتمسَّك المنتج بعرض الفيلم كاملاً تحت لافتة «للكبار فقط».

سما المصري قالت لـ{الجريدة» إن مصير الفيلم لا يزال معلقاً أمام الرقابة رغم انتهائها من تصويره منذ فترة طويلة، مشيرةً إلى أن تعنّت الرقابة مع الفيلم جعله يتأخر عن العرض، ما تسبَّب للمنتج في خسائر ناتجة من عدم قدرته على الاتفاق مع شركة توزيع لعرض الفيلم بموعد محدد.

وأكَّدت سما أن المشاهد التي تراها الرقابة غير مناسبة لا تتضمن ما يخدش الحياء، لافتة إلى أن الفيلم يتسم بالجرأة لا الإباحية كما روِّج في وسائل الإعلام من تقارير نسبت إلى الرقابة رغم عدم تسليم الأخيرة ملاحظات مكتوبة لأسرة الفيلم.

وأشارت إلى أن مصير الفيلم معلق حتى الآن، فهو لن يعرض من دون موافقة الرقابة، والشروط التي طلبتها الرقابة تخل بالفيلم ومضمونه، من ثم لا بد من التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، خصوصاً أن العمل حصل على موافقة مسبقة من الرقابة قبل التصوير.

«موميه حماتي»

بعد تعطيل لأشهر عدة، أجازت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية الفيلم السينمائي الجديد «موميه حماتي» الذي كتبه ويخرجه بيتر ميمي. جاءت موافقة الرقابة بعد فترة نحو ستة أشهر من المناقشات والسجال بينها وبين مؤلف الفيلم الذي أجرى تعديلات عدة كي يتمكَّن من الحصول على موافقة نهائية بتصويره، علماً بأن العمل لم يتحدد موعد لعرضه بعد بانتظار ترشيح الأبطال والبدء في تصويره.

أما فيلم «شد أجزاء» الذي يقوم ببطولته كل من محمد رمضان ورانيا يوسف وينتجه أحمد السبكي، فيواجه مشكلة متعلقة برغبة المواطنين القاطنين في أماكن التصوير في التقاط الصور التذكارية مع بطلي العمل، ما سبب مشكلة لفريق العمل الذي يفكر في اللجوء إلى بناء ديكورات بديلة لمنطقة السيدة زينب الشعبية حيث الأحداث الرئيسة في العمل.

واستبدل المنتج أحمد السبكي بالتصوير الخارجي خلال الفترة الحالية التصوير في الديكورات الرئيسة للفيلم، خصوصاً أن الأخير مرشح للعرض خلال موسم عيد الفطر ويرغب فريق العمل في إنجاز التصوير سريعاً، للحاق بالموعد المحدد للعرض.

ويواجه فيلم «ولاد عز» من بطولة كل من أحمد عز وعمرو يوسف دعوات لمقاطعته في دور العرض السينمائية بسبب القضية المنظورة أمام القضاء بين أحمد عز وزينة حول نسب طفليها، فقد بدأ عدد من أنصار زينة في تكثيف الدعوات للمقاطعة بالتزامن مع قرب عرض الفيلم خلال موسم عيد الفطر.

الجريدة الكويتية في

11.05.2015

 
 

زوم

مواجهة في القاهرة لمنع زيادة نسخ الأفلام الأجنبية!!!

بقلم محمد حجازي

نهجان يتحكّمان في واقع وحضور الفيلم المصري محلياً وفي دنيا العرب.

أول يرفض أي مساعٍ لزيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية المعروضة في الصالات المصرية، مخافة أن يعمد مديرو هذه الدور إلى إستبعاد الفيلم المصري تماماً من العرض في صالاتهم وافساح المجال أمام الشريط الأجنبي المضمون الجمهور أصلاً.

الإقتراح بالزيادة رفعته إلى وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي، الممثلة والمنتجة إسعاد يونس وتضامن معها غابي خوري (ابن شقيقة يوسف شاهين)، وهو طلب منها التداول في الأمر بين أعضاء غرفة صناعة السينما والعودة إليه بما اتفقوا عليه، وكانت المفاجأ كبيرة عندما ذهب الأعضاء الآخرون وبعضهم أركان في الغرفة، وفي آلية الانتاج (رئيس الغرفة فاروق صبري، صفوت غطاس، محسن علم الدين، هشام عبد الخالق، خالد عبد الجليل، سمير فرج) إلى حد إعتبار أي زيادة في نسخ الأفلام الأجنبية في مصر ضربة قاضية للفيلم المصري الذي يحاول الوقوف على رجليه حالياً وإستعادة الحضور محلياً وعلى المستوى العربي مما أحبط إسعاد وغابي وجعلهما يطرحان إقتراحاً يقضي بزيادة النسخ وإعطاء مساحة 75٪ من عدد الأفلام العربية للعرض، في مقابل 25٪ للأفلام الأجنبية الوافدة.

المتاح حالياً هو عشر نسخ من كل فيلم أجنبي فقط.

لماذا هذا الرقم الهزيل. أهو فقط لحماية الفيلم المصري؟! ومن قال ان هناك من يوجّه الجمهور في أي مكان في العالم. وكأنما يقول المنتجون المصريون، نحن نريد ألا يجد المشاهد أمامه سوى الأفلام المصرية لكي يشاهدها. لكن إذا كان الأمر كذلك فلتصدر مذكرة تمنع المواطنين من مشاهدة أي شريط غير مصري.

ليس بهذه الطريقة تتم حماية الصناعة المحلية. فلتترك السوق مفتوحة، ولتنزل إليها أفلام من أميركا وأوروبا ودنيا العرب، وليترك الخيار للناس ماذا يشاهدون، وقد قرأنا كلاماً يدفع إلى الضحك ويتناول الخوف من الأفلام الأميركية التي تجعل الناس تحب أميركا وتكره بلدها، إضافة إلى أنها تشجع الشباب على الهجرة إلى أميركا.

غريب أمر هذا الرأي، وهذا التوجّه! وهل أصبحت الأفلام وحدها قادرة على فعل كل هذا؟! وغمز بعض أعضاء غرفة صناعة السينما من قناة لبنان، وهم يتحدثون عن بلد مجاور فتح أبوابه للأفلام الأجنبية فتغرّب مواطنوه وباتت ثقافتهم أجنبية أكثر منها عربية، وتعلّم شبابه عادات وتقاليد أميركية وغربية ونسوا الكثير من المناخات العربية المختلفة.

المعركة فتحت في القاهرة حول هذا الموضوع لكنها لم تنتهِ بعد. والأطراف كل على موقفه واستوقفنا أن الأكثرية هي من المخضرمين الذين ما زالوا يعتقدون أن حماية الفيلم المصري من المنافسة والقتل تكون بالحد ما أمكن من دخول الأفلام الأجنبية إلى مصر.

هذا كلام لا يستقيم، ولا يقبل.. فقط لسبب بسيط وهو أن مصر عرفت السينما في وقت متقارب مع اكتشاف هذا الفن العظيم في باريس على يد الأخوين لوميير، فكيف يريدنا البعض أن نصدق بوجود خوف، أو حذر، من القيّمين على الانتاج السينمائي من منافسة الأعمال الوافدة من هوليوود أو غيرها، والسؤال الكبير هنا كنا طرحناه مؤخراً حول معنى تغييب الأفلام العربية المختلفة عن الشاشات المصرية، كأنما لا مجال للمصريين لكي يتثقفوا من حضور مهرجانات السينما التي تقدّم على نحو متحرر أفلاماً تمثل معظم العرب،  وأبرز ما صورته أميركا وأوروبا وآسيا من انتاجات.

مصر حتى لا ينافسها أحد تحدّ من إستيراد الأفلام الأجنبية، لكي يرتاح المنتج المصري إلى أن الروّاد لن يحيدوا عن المصري الوحيد على الشاشات.

«شاهد الأفلام المحلية غصباً عنك أو عدْ الى منزلك» هناك جانب غير قابل هنا للتصديق، ونحن نعرف من زملاء مصريين امتعاضهم من قبل هذه القرارات غير المنصفة التي تقول ان عليكم بالفيلم المحلي، فنحن أكثر من ننجز أفلاماً متميّزة في دنيا العرب. وهذا كلام غير دقيق، لأن كل قطر عربي عنده قدرات ممتازة على تقديم أفلام ممتازة وله في العلب 
أخرى من الدرجات الأقل. فحتى الأردن أدهش العالم منذ أشهر مع فيلمه: ذيب، كما قدّمت مصر: الفيل الأزرق، يعني ليست النوعية الجيدة قصراً على بلد دون اخر.

هذه الصورة تؤكد عدم صوابية القرار المصري في الحد من حضور الأفلام الوافدة على الشاشات المصرية، في وقت لا تحقق الأفلام المحلية الكفاية المثالية للجمهور وهناك قصور في الإنتاج والتقنيات والتوزيع، لذا وجب إعادة النظر.

عروض

طفل فنلندي ينقذ الرئيس الأميركي من الإختطاف على يد فريق يقوده خليجي

الفرنسي «بلان» خارج السرب.. والعربي «زنقة ستات» كوميديا باكية...

حركة العروض ناشطة، مميّزة ومتنوّعة.

لكن مفاجأة غير متوقعة حصلت مع فيلم (Big Game) للمخرج جالماري هيلاندر في إنتاج بلغ ثمانية ملايين دولار تولاه ويل كلارك، وبيتري جوكيرانتا، ونص وضعه المخرج باحكام، بعمق وبسلاسة، فكان الفيلم اللافت والجميل والقريب من القلب في 110 دقائق، والذي تعرضه الصالات الأميركية في 26 حزيران/ يونيو المقبل.

باختصار، نحن إزاء عملية اختطاف للرئيس الأميركي يتولاها عملاء من داخل جهاز أمنه الخاص، من رئيس حراسه موريس (راي ستيفنسون) من أحد عملاء الـ «سي آي إي» العربي وإبن أحد مشايخ الخليج الأثرياء هازار ويلعب الدور محمد كورتولوس (تركي)، لكن الإنقاذ يكون على يد طفل في الـ 11 من عمره، فنلندي، إسمه أوسكاري (أوني توميلا) يلتزم بكل ما يفعله والده تابيو (جورما توميلا - والده في الحياة أيضاً) الصياد البطل.

أوسكاري يريد والده أن يجعله رجلاً. يُرسل وحيداً إلى الغابة علّه يعود بصيد مميّز، فإذا به أمام مقصورة على شكل قمرة قيادة ترميها المركبات الفضائية في مياه البحر، عقب إنتهاء مهمات غزو الفضاء، لكن هذه القمرة بداخلها رئيس أميركا (صموئيل ل. جاكسون) الذي تعرّض لمؤامرة تقضي بإعتقاله، فينفجر صاروخان حول طائرة الرئاسة وهي تحلق فوق فنلندا في طريقها إلى هلسنكي، الأمر الذي يدفع بـ موريس لأن يضعه في القمرة التي تقذف خارج الطائرة بحماية عدّة رجال مظلات، لكن هؤلاء لا تفتح مظلاتهم فيسقطون جثثاً محطمة، فيما يهبط موريس في مكان قريب من القمرة ويلتقي هازار زعيم المجموعة المسلحة التي تقبض على الرئيس بعد قليل من نجاح أوسكاري في إخرجه من القمرة والذهاب معه على متن عربته الصغيرة إلى مكان أكثر أمناً.

وتحصل مصادمات، ويطرد الصغير، ويوضع الرئيس في ثلاجة عملاقة، لكن أوسكاري لا يتركه ويصعد فوق الثلاجة ويستعمل خنجره في قطع الأربطة، لتسقط الثلاجة ويتوه المسلحون ويصاب موريس ويقع من الطوافة إلى الوادي، ويصيب الرئيس خصمه هازار بزخّة رصاص من رشاش لأحد مرافقيه، وتصل طوافات البحرية الأميركية بالعشرات إلى المكان، ويكون إحتفال بنجاة الرئيس حياً عن طريق الفتى الصغير أوسكاري، فيما تبيّن أن نائب الرئيس (فيكتور غاربر) كان متواطئاً لنيل المنصب، وقتله العميل المنتدب للرصد إلى جانبه في العمليات.

{ (Les Souvenirs):

لـ جان بول روف. يحضر هذا الفيلم ومعه شريط لـ كريستيان كلافييه (Une Heure de Tranquillité)... عملان فرنسيان أقرب إلى الكوميديا منها إلى الدراما.

ميشال بلان حاضر في شخصية محطمة من زوجته ناتالي (شانتال لوبي) ووالدته (البلجيكية آني كوردي) لكن التعويض عبر نجله رومان (ماثيو سبينوزي) الذي حلّ عقدة جدته بأن رعاها وظل معها يؤانسها ويفعل لها ما شاءت، وعندما تذكّرت مدرستها وهي طفلة خلال الحرب العالمية الثانية إصطحبها إلى هناك، وجعلها تتعايش والأطفال حالياً فيها، وهم انسجموا معها وراحوا يستمعون إلى قصصها في تلك الحقبة من الزمن، ثم عمدوا إلى رسمها كل حسبما رآها وأحس بها، فكانت سعادتها لا تضاهى.

عادت إلى منزلها... ووقعت أرضاً..

إلى المستشفى أفاقت على فوضى من حول سريرها وعندما غادروا بقيت مع الحفيد ماثيو الذي منحها حناناً رائعاً ولفظت أنفاسها الأخيرة، ليكون حب بين ماثيو والمعلمة الشابة لويز (فلور بونافنتورا) التي استقبلت واحتفلت بالجدة.

مُـدّة الشريط 92 دقيقة. وقد عرضته باريس مطلع العام 2015.

{ (زنقة ستات):

جديد من مصر لـ خالد الحلفاوي (نجل الممثل نبيل الحلفاوي) عبر هامشياً في بيروت، وقد كنا مع خمسة أشخاص في الصالة الوحيدة التي تعرضه (غراند سينما) مثله مثل سابقه «يوم مالوش لازمة» لـ محمد هنيدي، وهذا يؤشر على إنسحاب الجماهيرية المحلية صوب الأعمال اللبنانية، ومن ثم العالمية التي تملأ الشاشات على إمتداد صالات البلد.

عن نص لـ هشام ماجد وكريم فهمي، حضر تسعة ممثلين أربعة رجال: حسن الرداد، بيومي فؤاد، صبري عبد المنعم، وسامي مغاوري. وخمس ممثلات: إيمي سمير غانم، آيتن عامر، نسرين أمين، مي سليم، وعفاف رشاد. والقصة تتمحور حول أربع نساء يسعين في إثر رجل واحد هو علي منير الجحش (الرداد) يردن الفوز به. وحين يُقرّر الإرتباط بإحداهن لبنى (إيمي) تكون هي نفسها التي رتبت له موقفاً لا يخطر ببال، لقد أرسلت إليه في طائرة السفر إلى لندن 3 عرائس للاحتفال بزواجه على كل واحدة منهن على حدة

شاعر

«ليوباردي» سيّد الكلمة كان وحيداً ومريضاً...

تحت عنوان: «أفلام فينيسيا في بيروت» شاهدنا الشريط الإيطالي الجيد (Leopardi) للمخرج ماريو مارتوني عن نص له مع إيبوليتا دي ماجو. صدر العام المنصرم 2014 في 143 دقيقة في ريكاناتي (مسقط رأس الشاعر والكاتب جياكومو ليوباردي)، وماسيرانا - مارش في إيطاليا، في إنتاج لـ كارلو ديغلي إيسبوزتي ونيكولا سيرا.

شاهدنا الشريط في عرض صباحي خاص بالصحافة. أدار تصويره ريناتو بيرتا، مونتاج جاكوبو كادري. وموسيقى ساشا رينغ، واشتغل على المؤثرات الخاصة والمشهدية فريقان قادهما: فابيو ترافرساري، ورودولفو ميغلياري.

شخصية ليوباردي الشاعر والمفكر هي محور الفيلم الذي جسّد البطولة فيه ايليو جيرمانو لنتعرّف على الشاعر الذي يعتبر عند الإيطاليين الثاني بعد دانتي، لكنه كان حزيناً، بائساً، فقيراً، منعزلاً، لا يعجبه شيء، درس اللاتينية واللاهوت والفلسفة وكتب أول عمل له ولم يكن أتم الـ 15 من عمره. كان ضعيف البنية عانى إنحرافاً في العمود الفقري، وكذلك عانى من الرمد الذي رافقه منذ الطفولة حتى آخر أيام حياته التي عاشها بين عامي 1798 و1837، أي انه عاش 39 عاماً فقط.

في سن العاشرة كان يعرف خمس لغات: اليونانية، العبرية، الإنكليزية، الإسبانية والفرنسية. أول كتبه حمل عنوان: تاريخ الفلك، ثم: مقالة حول الأخطاء الشعبية لدى القدامى، ومرثية خطابية إلى الإيطاليين.

من عناوين قصائده: الفكر المسيطر، حب وموت، إلى ذاته، كونسالفو، آسباسيا، غروب العمر ونبتة الوزّال.

مات ليوباردي في نابولي والشريط الموضوع عن حياته كان طويلاً، شارك فيه: ميشيل ريوندينو، ماسيمو بيبوليزيو، آنا موغلاليس، فاليريو بيناسكو، باولو غرازيوسي، إياي فورت، ساندرو لومباردي، ورافاييلا جيوردانو

اللواء اللبنانية في

11.05.2015

 
 

فيلم "البشع": خطاب الحرب اللبنانية بغير لغتها

حسن الساحلي

يعيد ماساو أداتشي، المخرج والعضو السابق في الجيش الأحمر الياباني، علاقته بلبنان عبر فيلم "البشع" (The Ugly One) لإيريك بودلير الذي عرض، السبت، في "مركز بيروت للفن"، وشارك أداتشي في كتابته من اليابان الممنوع من مغادرتها، منذ أن سلّمته السلطات اللبنانية إليها العام 2000، بعدما قضى أكثر من 27 عاما على أراضيها. والحال عند أداتشي الذي تعرّفه الحكومة اليابانية بـ"الإرهابي السابق"، وكان جزءاً من منظمة قاتلت الى جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يشبه في الفيلم حال شيوعيين سابقين، قاتلوا تحت عناوين "ثورية" خلال الحرب اللبنانية، وهم الآن في محاولتهم التصالح مع خياراتهم السابقة، يواجهون حتمية نقد تجاربهم المتصلة بنقد هذه المنظمة التي أخذت "العنف الثوري" كطريق لتحقيق أهدافها السياسية.
يخبر فيلم بودلير قصة ميشال (ربيع مروة) وليلي (جولييت نافيس) وهما كانا جزءاً من مجموعة يسارية لبنانية، نفذت عمليات خطف خلال الحرب. يدور ميشال في حلقة مفرغة باحثاً عن حقيقة ما حدث في الإجتماع الأخير لمجموعتهم قبل أن يتعرضوا للقصف. وينتقل مع ليلي بين أمكنة مرتبطة بالحاضر وأخرى بالماضي، كمسبح "هوليداي إن" المدمر وبعض المباني المهجورة منذ الحرب. وما بين الماضي والحاضر تقف الشخصيات في أمكنة هامشية زمنياً، يمثلها مشهد ليلي وهي تجمع عبوات تنك فارغة على شاطئ البحر وميشال يقف متفرجاً. تحاول ليلي خلال الفيلم النأي بنفسها عن الخطابات التي تسيطر على ميشال عن الحرب، ووجودها عند شاطئ البحر بما يحمله من رمزية كمكان خارج عن السياق السياسي للمدينة، يعتبر مكاناً مثالياً للهروب من الغموض الذي يلف ماضي هذه الشخصيات.

تثير طريقة صناعة الفيلم الإهتمام والتساؤل، فقد قرر بودلير صناعته خلال معرض "هنا الآن ثم في مكان آخر" الذي أقامه في بيروت العام 2013 عن الجيش الأحمر الياباني في المخيمات الفلسطينية، معتمداً على سيناريو طلب من أداتشي كتابته. كتب الأخير ما يستحيل تصويره، بحسب تعبيره، فاستعاض بودلير عن ذلك بوضع صوت أداتشي مخبراً السيناريو في مقتطفات خلال الفيلم. هكذا، في بعض المشاهد نسمع صوت العجوز الياباني، يخبر بودلير عن مشهد معيّن واصفاً اللحظة ومزاج الشخصيات والمكان، مثل مشهد الحب غير المكتمل بين ليلي وميشال الذي نراه في أول الفيلم، ثم نسمع وصف أداتشي عنه بعد دقائق ليضعنا المخرج أمام عملية تحول الكلام المحكي الى صورة سينمائية.

ليس هذا فقط ما يثير الإهتمام في العمل، فقد شارك الممثلون بشكل أساسي في صناعة الفيلم من خلال الإرتجال أحياناً، وفي كتابة مشاهد كاملة أخرى، مثل مشهد ربيع مروة الذي يخبر في نهاية الفيلم تفاصيل الإجتماع الذي كان يحاول تذكره والذي حدث في أحد الملاجئ التي تعرضت لقصف مباشر. لكن مروّة، بشخصية ميشال، هو نفسه صورة المخرج في الفيلم وهو الذي يدور في بيروت وصبرا وشاتيلا، ضائعاً بين حكايا ياباني عايَش الخراب، كما أنه يتحول الى الحكيم النفسي لليلي المتوترة أمامه، في مشهد يختلط على المتفرج فيه التمثيل والحقيقة.

يقول المخرج في مقابلة سابقة أن هذا المشهد حدث معه شخصياً، وبأنه قد لعب دور الطبيب النفسي مع أحد الممثلين. يأخذنا هذا الحدث العارض في الفيلم الى سؤال في غاية الأهمية. هل يلعب المخرجون الأجانب المهتمون بموضوع الحرب في لبنان، وبودلير أحدهم، دور الطبيب النفسي الذي يحاول أن يصالحنا مع ماضينا الدموي؟

وللإجابة عن هذا السؤال، نعود بالحكاية الى بدايتها: مخرج فرنسي يقوم بصناعة فيلم عن مخرج ياباني عاش 28 عاماً في لبنان. يقول بودلير في إحدى المقابلات: "أنا وأداتشي نفهم بعضنا بشكل كبير على الرغم من عدم تحدثنا في لغة واحدة"، فالمخرج الياباني يمثل لبودلير مرآة يحاول النظر الى لبنان من خلالها. لكن المخرج الفرنسي يعجز عن رؤية البلد من خلال محاربيه، فيستعير عيني أداتشي ليرى بشكل أفضل. ويقول أداتشي في بداية الفيلم "في اليابان البحر هادئ، من الصعب أن تسمع صوت ارتطام المياه بالرمل. أما في بيروت فيمكنك أن ترى كل شيء، حتى تغير أشكال الأمواج وألوانها". كأن أداتشي لم يبصر داخل بلده، وهو في قدومه الى لبنان صار يرى ويسمع بطريقة أفضل. صارت أحلامه اقرب الى التحقق، خصوصاً خلال "الزخم الثوري" الذي طغى على بداية الحرب.

في المعرض الذي أقامه بودلير في السابق، حول الجيش الأحمر الياباني، حاول طرح أسئلة مهمة عن كيفية صناعة الإعلام للصورة الإرهابية لأعضاء منظمة الجيش الأحمر الياباني، وعن قدرة الإعلام المتضامن معها على إقناعنا بحتمية انهيار الإمبريالية العالمية. كأن بودلير يحاول من خلال هذا الطرح، ربط الطريقة التي يرى بها الإعلام العالمي "الإرهاب" ويصنّفه، كما يصنّف المقاتلون اللبنانيون ماضيهم الحربي بعيون هذا الإعلام. ويعتبر هذا المشروع جزءاً من موجة عالمية اهتمت بالأحداث الثورية التي شهدها العالم خلال بداية السبعينات، ما يشبه الأفلام التي نفذت عن حركة بادر ماينهوف في ألمانيا على سبيل المثال وغيرها.

بدأت الحرب في لبنان في أوج هذه التحركات، وقد كان كل من لبنان وفلسطين مسرحاً لعدد منها. ويبدو أن السياق الذي بدأت فيه الحرب الأهلية اللبنانية منذ العام 1975 يرتبط بتصور المخرج، في هذه الموجة العالمية التي تظهر في الفيلم، كأن لبنان قد دفع ثمن فشلها لتعاني اليوم مثل المجموعة اليسارية اللبنانية من أزمة في نقد تجربتها بشكل واضح. 

تثير نظرة أداتشي وبودلير الى لبنان الإهتمام. أتى الأول من أجل تحقيق أحلام الجيش الأحمر المتصلة بأحلام عالمية. أما الثاني فيبدو واضحاً بحثه عن الإثارة والتي يتعاون معه في إعادة إنتاجها فنانون يدورون مثله حول خطابات هذه الحرب، ويعيدون انتاجها في أعمالهم الفنية. فيقدم بودلير من خلال هذا العمل وجهة نظر خارجية، ربما تضيف دماء جديدة تساهم في تحريك البلادة المريبة التي تلف "خطابات الحرب الأهلية".

المدن الإلكترونية في

11.05.2015

 
 

فيفيان ماير” الكنز الذي اكتشف متأخرا

ياسمين عادل – التقرير

أن تأتي الأشياء متأخرة أفضل من ألا تأتي أبدًا، قد لا تبدو تلك القاعدة صائبة في المطلق، ولكن فيما يتعلق باكتشاف المواهب والفنون يُمكننا أن نُصَدِّق على ذلك، خاصًة وإن كان صاحب الموهبة نفسه لم يُحاول أن يتم اكتشافه.

ولعل الفيلم الذي سنتناوله اليوم أفضل عمل يطرح تلك الإشكالية ويُبرهنها، وهو فيلم وثائقي بعنوانFinding Vivian Maier، صدر عام 2013، ترشَّح لأوسكار كأفضل فيلم وثائقي  2015، وجاء مُجمل الجوائز التي ترشح لها 17 ليفوز منها بـ 8.

الفيلم إخراج وكتابة كل من (John Maloof  و Charlie Siskel)، وبطولة فيفيان ماير نفسها من خلال صورها الشخصية وبعض التسجيلات الخاصة بها، بعض الأشخاص الذين عملت لديهم في حياتها، والأهم الصور التي التقطتها طوال عمرها.

القصة بدأت كالتالي..

في 2007 قام “جون مالوف” -كاتب ومخرج الفيلم- بحضور مزاد للخردة بشيكاغو، بحثًا عن بعض الصور رخيصة الثمن للمنطقة بين الخمسينيات والسبعينيات، إذ كان يقوم وقتها بتأليف كتاب عن تاريخ الحي الذي يعيش فيه، وهناك عثر على صندوق ضخم مليء بنيجاتيف لصور قديمة اشتره ب380 دولارًا.

فور عودته لمنزله اكتشف أن الصندوق به ما يقارب من 30 إلى 40 ألف صورة تم تصويرهم بين عامي 1950-1970، غير أنه لم يتم تحميضهم، لم يكن يعرف شيئًا عن صاحبة الصور إلا أن اسمها “فيفيان ماير”، فقام بالبحث عنها على جوجل إلا أنه لم يجد ولو معلومة واحدة عنها.

كانت الصور تبدو جميلة ومميزة إلا أنها لم تكن ما يبحث عنه وقتها، لذا تركها ولم يعد لها مرة أخرى إلا في 2009، حيث قام بتحميض وطباعة بعض الصور وإنشاء مدونة ليتشارك ما يقرب من 200 صورة مع العالم الافتراضي، إذ لم يكن يعرف وقتها هل تلك الصور جيدة بالنسبة له فقط أم أنها عبقرية بشكل عام. بعدها وضع رابط للصور على موقع “فليكر” وبسبب التفاعل من الكثيرين وانبهارهم التام بالصور التي تم نشرها قرر البحث عمن قام بتصويرها من جديد.

ولكن.. في البداية قام بتتبع كل من اشتروا صناديق النيجاتيف الخاصة بفيفيان بالمزاد القديم واشتراها منهم، وهنا أصبح كل ما عليه أن يفُك الشفرات الغامضة ويجمع قطع البازل الكثيرة لتتضح له/ لنا الصورة الكاملة. لم يكن يعرف أن القدر وضعه في طريق فيفيان ليكون الشخص الذي استطاع أن يُخرج المارد من المصباح.

قرر جون إعادة البحث عن أي معلومات حول فيفيان ماير على الإنترنت، فوجد فعلًا نعيًا لها قبل شهور قليلة، فظل يبحث بين أوراقها ودفاترها حتى وجد أحد العناوين القديمة، قام بالاتصال بأصحابه فإذا بهم يُخبرونه أن فيفيان ماير كانت المربية التي تعمل لديهم.

وهنا يأتي أول سؤال: لماذا تقوم مُربية بالتقاط هذا الكم الهائل من الصور!؟

وبالسؤال عنها علم جون أنها كانت وحيدة، لا عائلة لها أو زوج أو أطفال، ولعب الحظ لعبته للمرة الثانية حين اكتشف أن هؤلاء الأشخاص لديهم خزينة كاملة مملوءة بمتعلقات فيفيان التي ينوون التخلص منها فحصل عليها جميعًا، وهالَه ما وجد!

ففيان كانت شخصية تحتفظ بكل الأشياء التي استخدمتها أو مرت بحياتها يومًا من ملابس، اكسسوار، قبعات، جرائد، فواتير، إيصالات، وحتى العديد من الشيكات التي تستحق الدفع لها، شرائط كاسيت بصوتها، أفلام فيديو قامت بتصويرها، وبالطبع العديد والعديد من الصور والنيجاتيف.

وقد حاول جون التواصل مع بعض المتاحف والمعارض لمساعدته في تحميض الأفلام وطباعة وعرض الصور غير أن معظم الجهات الرسمية رفضت بسبب أنهم لا يقومون بطبع أو عرض أي عمل لفنان بعد وفاته طالما أنه لم يقم بعرض أعماله بحياته، ما جعل المهمة بأكملها تقع على عاتق جون.

بعد البحث الطويل استطاع جون معرفة كيف تبدو فيفيان، إذ يبدو إنها كانت تُحب التقاط الصور الشخصية لها وهذا يظهر واضحًا بكثرة من خلال الصور التي تم تحميضها، وهي على عكس المتوقع من مُربية أطفال لا مأوى أو عائلة لها لم تكن لتبدو بالصور شخصية ضعيفة أو منكسرة أو أقل من أي أحد.

فيفيان امرأة ذات شعر قصير وملامح دقيقة، لها نظرة صارمة لم تتغير مع مرور الزمن، ملابسها بسيطة تُشبه ملابس عاملات المصانع قديمًا، ذات مشية عسكرية، تحمل معها الكاميرا أينما ذهبت كما لو أنها سلاحها الذي تتحدى به العالم.

وقد أجمع معظم من عرفوها أو عملت لديهم على أنها شخصية غامضة ومتحفظة، تتسم بالوحدة والصلابة، حادة اللسان، لم تكن تسمح لأحد بالتدخل بشؤونها أو الاطلاع على محتويات غرفتها، ولا تتواصل مع مخدوميها أو الغرباء ما يتعارض تمامًا مع مدى الإنسانية والحساسية المُفرطة الواضحة بصورها.

كل تلك المعلومات أثارت فضول جون أكثر وجعلته يُصمم على أن يجعل مهمته إدخال فيفيان ماير التاريخ، خاصًة وأنها أثبتت من خلال صورها كم هي مصورة عظيمة، إذ تألقت صورها نتيجة امتلاك عَينها المصوِّرة للكثير من المميزات مثل القدرة على الجمع بين حس الدعابة والمأساة، قدرتها على اقتناص الصورة بالوقت المناسب لتعكس الواقع شديد البؤس أو شديد السخرية.

تلتقط صورها بعين حساسة يقودها الشغف لتثبر أغوار الآخر فتعرف كيف تخترق عوالم الغرباء دون أن تخرج من عزلتها أو تنفتح هي على ما يوجد خارج الحدود التي فرضتها بينها وبين الآخرين، كما يليق بمصوري الشوارع المحترفين هكذا كانت فيفيان.

لتترك لنا كنزًا هائلًا من الصور التي ترصد الحياة بمختلف أشكالها من حُب وقسوة،  رقة وعُنف، حُزن وسعادة، على هيئة نيجاتيف ظل عمرًا بأكمله ينتظر من ينفض عنه الغبار ويُريه للعالم أجمع.

وقد قام بعض المصورين الذين تم مقابلتهم من أجل الفيلم بمقارنة عمل فيفيان بمصوري الشارع المحترفين فوجدوا أنها عبقرية، إذ تحمل في صورها طابعها الخاص بالإضافة إلى الحس الجمالي العالي واستيعابها للدور الذي يلعبه الضوء والظل بالصور وكيفية استغلالهما، يزيد على ما سبق قُدرتها الفائقة على التقاط اللحظة المثالية للتصوير.

وبالطبع أهم أدواتها كانت الكاميرا التي تستخدمها، إذ اعتادت التصوير بكاميرا Rollieflex ذات العدستين وهي مثالية للتصوير بالشارع؛ لأن المصور يستطيع بواسطتها أن ينظر من مسقط علوي في الكاميرا، ما يوحي للآخرين أنه معني بأمرٍ آخر غير تصويرهم، ما كان يُمكِّن فيفيان من التقاط الصور الشخصية عن قُرب دون أن ينتبه من يتم تصويره أو يشعر أنه تم التلصص والتَطَفُّل عليه.

كما ساعدتها الكاميرا على تصوير بورتريهات شخصية ناتجة عن انعكاس صورتها على المرايا والأسطح الزجاجية المختلفة وما شابه.

”نوعًا ما أنا جاسوسة”

 هكذا اعتادت فيفيان أن تصف نفسها سواء للأطفال الذين تقوم بتربيتهم، أو لبعض من يحتكون بها في حياتها، كان يظن البعض أنها تقول ذلك من باب المزاح أو الغموض، ولكن رُبما كانت تقصد ذلك حقًا، وهي المرأة غريبة الأطوار التي لا يعرف عنها أحد شيئًا، بينما تعرف هي كل شيء وتُسجِّل كل ما يدور حولها لتوثِّق كل الحياة التي عاصرتها فتمنحها الخلود.

وعلى الرغم من أن الفيلم جاء يحمل الكثير من الأسئلة والقليل جدًا من الإجابات، نتيجة انغلاق البطلة أثناء حياتها على ذاتها واختلاف إجابات من عايشوها، إلا أنه في النهاية استطاع أن يمنحنا صورة عامة عن تاريخها، تاركًا الكثير والكثير مما لا نعرف عنه شيئًا لتبق حياة فيفيان ماير تُبطن أكثر مما تُظهر.

هكذا عرفنا أنها ليست امرأة فرنسية كما كانت تَدَّعي مُعتمدةً على لكنتها، إلا أنها لم تخلُ من جذور فرنسية تعود إلى والدتها، إذ أن أمها هربت من قرية فرنسية صغيرة وفقيرة على متن باخرة إلى نيويورك، وهناك تعرَّفَت على والد ماير وأنجبت منه فيفيان في 1926، لتنشأ ابنتها بين ضواحي نيويورك، وقريتها بفرنسا قبل أن تعود مرة أخرى إلى نيويورك عام 1951.

ويُقال أن فيفيان  عاشت السنوات الأولى من حياتها في شقة صغيرة تقاسمتها مع صديقة لأمها تعمل مُصورة، ويُتوَقَّع أنها رُبما ساعدت ماير على تعلم التصوير، وفي عام 1952 قامت فيفيان بشراء الكاميرا الرولفليكس التي ظلت تستخدمها في التقاط الصور التي تعكس كل تفاصيل حياتها اليومية.

وفي 1956 انتقلت فيفيان إلى شيكاغو لتعمل كمُربية للأطفال على مدار 40 عامًا، الأمر الذي دفع الكثيرين بعد موتها واكشاف كونها أحد أهم مصوري فن الشارع في القرن الواحد والعشرين يتسائلون عن سر اختيارها تلك المهنة المتواضعة على الرغم من قدرتها على الحصول على المال والشهرة إذا أرادت.

وجاءت الإجابة التخيلية أنها نظرًا لعدم امتلاكها سكنًا خاصًا بها أو موردًا للرزق، وكذلك عدم وجود عائلة، اختارت العمل كمُربية لتضمن المأوى، كما أن تلك المهنة كانت تُشبه الإجازة المفتوحة التي تؤهلها لارتياد الطرقات والحدائق وأي مكان مع الأطفال الذين ترعاهم فتكتسب ثقة المارة لكونها واحدة منهم من جهة ومن الأخرى يصبح لديها المتسع من الوقت للتصوير مُنغمسةً في شغفها الحقيقى.

 “لقد عشت حرة، وسأموت حرة، لأنني فعلت دائماً ما أريد”

هكذا قالت فيفيان بأحد التسجيلات الصوتية الخاصة بها، هذا ما كانت تفعله حقًا فعرفت كيف تعيش سعيدة من وجهة نظرها حتى أنها في مرحلة من حياتها تركت من كانت تعمل لديهم من أجل القيام برحلة حول العالم بمفردها مُشترطةً عليهم عند رجوعها أن تعود للعمل، هكذا كانت تثق بنفسها وتعرف أنها كَنز سواء بمجال التصوير أو تربية الأطفال.

فزارت مصر والهند واليابان وأمريكا الجنوبية وإيطاليا والكثير من البلدان الأخرى، والتقطت العديد من الصور التي لا تُلتقط بعين سائح بل بعين مُحترف، إذن فيفيان لم تكن تتعامل مع التصوير الفوتوغرافي أو حتى التصوير الصحفي والتوثيقات التي عُثر عليها بين أغراضها على أنها هواية، بل أنها كانت تعلم أنها تترك خلفها تُراثًا يستوجب التوثيق.

ليأتي السؤال الثاني: لماذا لم تقم بنشر أعمالها بحياتها؟ أو لماذا حتى لم تقُم بتحميض تلك الأفلام ورؤية عملها الشخصي؟

كان ذلك هو العائق الذي وقف أمام جون مع المتاحف التي رفضت عرض أعمالها بحجة أنها لم تقم بنشرها بحياتها، غير أن ما حدث بعد ذلك غيَّر الصورة المأخوةذ عن إن صور فيفيان كانت سرها الأكبر وأنها لم تكن لتوافق أو لترغب مشاركته مع العالم.

إذ عثر جون على خطاب بين أوراقها مكتوب إلى أحد رجال قريتها البعيدة بفرنسا، والذي قامت بطباعة كروت لبعض صورها لديه، تُخبره أنها تُريد أن تُرسل إليه جزء من أفلامها ليقوم بتحميضها وطبعها على هيئة كروت كالتي منحها إياها من قبل، إلا أن هذا الخطاب لم يُرسل أبدًا وبالطبع لن نعرف السبب.

وهكذا ظلت فيفيان تقوم بالتقاط الصور إلى أن مرت بضائقة مالية وبعض المشكلات بعملها عام 1980، وفي 1990 توقفت عن التصوير، واحتفظت بصناديق صورها،أفلامها، والنيجاتيف في صناديق بأحد المخازن، ذلك المخزن الذي قام ببيع الصناديق في 2007 أي أثناء حياة فيفيان بسبب عدم قدرتها على دفع الإيجار، على الرعم من أن جون عثر في ممتلكاتها على شيكات بآلاف الدورلات لم تقم بصرفها.

وهنا يتضح مدى حرص فيفيان على أن تترك عملها للعالم وإلا فلماذا كانت تدفع له إيجارًا في الوقت الذي لم تكن تملك فيه دخلًا يَكفيها؟ لماذا لم تقم بحرق النيجاتيف أو التخلص منه؟ فيفيان لم تكن امرأة ساذجة أو تأتي تصرفاتها اعتباطًا، هي امرأة تعرف جيدًا ماذا تفعل.

ثم جاءت النهاية تدريجيًا حيث عاشت فيفيان في الأعوام الأخيرة بشقة بمجمع سكني بشيكاغو يتحمل كل مصاريفها بعض الشباب الذين كانت تعمل كمربية لهم في طفولتهم، إلا أنها في 2008 سقطت على الجليد وبدأت صحتها في التدهور فاضطرت للانتقال في يناير 2009 إلى أحد دور الرعاية، وكل ما كان يعرفه عنها جيرانها هناك أنها السيدة التي تجلس على الكرسي وحيدة، لترحل بعد شهور قليلة في سلام في أبريل 2009 قبل أن يبدأ مالوف رحلته للبحث عنها في أكتوبر 2009.

تركت فيفيان خلفها ما يُقارب من 150 ألف صورة بالأبيض والأسود، ومازال هناك الكثير من نيجاتيف الصور الملونة التي لم يتم تحميضها بعد، وصورها الآن موجودة في مختلف أنحاء العالم، حيث أقيمت لأعمالها المعارض بأمريكا الشمالية والجنوبية، أوروبا، وآسيا، لتبلغ قيمة الصورة الواحدة حاليًا ما يقارب من 8 آلاف دولار.

لا أحد يستطيع أن يُنكر أن سيرة فيفيان على غموضها ثرية وجذابة ومُدهشة، غير أننا أولًا وأخيرًا لا يعنينا حياتها الشخصية قدر ما يهمنا عملها الفني الذي تركته لنا، ولعل ذلك كان أحد السلبيات التي أُخذت على جون مالوف الذي جعل فضوله يتخطى كل الحدود، كاسرًا حاجز الحرية الشخصية، وعاجزًا عن التفرقة بين حياة الفنان الشخصية ومسيرته الفنية.

وعلى كلٍ لا يمكن إلا أن نُشيد بفيلمه على أية حال، حيث جاء دافئًا وإنسانيًا على عكس الكثير من الأفلام الوثائقية المعروفة بجمودها واهتمامها بعرض الحقائق لا أكثر، ليكتب اسم فيفيان ماير بسطور من ذهب في صندوق التاريخ كما أراد جون مُكتشفها، مُطعمًا بالموسيقى التصويرية الجميلة وصور فيفيان التي لا يُضاهي إبداعها أي شيء.

وقد قامت قناة BBC بإعداد فيلمًا تسجيليًا عن فيفيان تزامن مع فيلم جونمالوف ما جعله يرفض الظهور بالفيلم التسجيلي، وقد لقَّبت الBBC فيفيان ب”شاعرة الضواحي”، و”ماري بوبينز الحاملة لكاميرا”.

أما شارلي سيسكل أحد مخرجي الفيلم فقد لقبها بالجاسوسة قائلًا عنها أنها:

“تسللت للحياة أينما ظهرت الحياة، في الحظائر والأحياء الفقيرة والضواحي، حيث قبضت على الكثيرين دون علمهم في لحظاتهم الهشة والإنسانية، وحبستهم في صور ستخلَّد عبر التاريخ“.

لمزيد من صور فيفيان ماير شاهد هنا

التقرير الإلكترونية في

11.05.2015

 
 

Big Game رئيس الولايات المتحدة في حماية رامي السهام

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

مسكينة فعلاً طائرة الرئاسة الاميركية "Air Force One"، فالدستور لا يحميها على ما يبدو كما يحمي الرئيس، بدليل ان الافلام السينمائية تحطمها و"تمسح بها الارض" من دون أن يعلو اي صوت مطالباً بالكف عن أذيتها. إذن بعد الشهير Air Force One من بطولة هاريسون فورد، وIndependance Day وWhite House Down و2012 وIron Man 3، طائرة الرئاسة الاميركية تتحطم مجدداً لكن هذه المرة في غابات فنلندا وهي تقل الرئيس الاسود سامويل آل جاكسون في شريط الاكشن والمغامرات الفنلندي البريطاني الالماني Big Game من اخراج جالماري هيلندر.
بموازنة بلغت 8 ملايين و500 الف يورو (وهي الأعلى لفيلم فنلندي) ينقلنا الشريط الى جبال الألب حيث تم التصوير بدل الجبال الفنلندية، ليقدم حكاية فتى خجول في الثالثة عشرة يدعى أوسكاري (اوني توميلا) يحمل قوساً وجعبة سهام وهو ينتمي الى بلدة صيادين وعليه ان يمضي يوماً كاملاً في الغابة وحده، ليثبت انه اصبح صياداً ماهراً. لكن أوسكاري لم يتخيّل أنه سيقع على طريدة ثمينة هي رئيس الولايات المتحدة الذي تعرضت طائرته لهجوم مجموعة ارهابية. وهكذا يتحول صيد الدب صيداً للارهابيين، فأوسكاري يضطر الى مساعدة الرئيس الشجاع وحمايته ممن ينوون الايقاع به.

رغم الموازنة البسيطة مقارنة بالانتاجات الاميركية الضخمة، استطاع المخرج جالماري هيلندر، في اخراجه الثاني، أن يحظى بالنجم الهوليوودي سامويل آل جاكسون لدور الرئيس، رغم انه كان يتمنى أن يسند الدور الى النجم ميل غيبسون. حتماً وجود سامويل آل جاكسون وقمم ثلجية وطائرة رئاسية محطمة وطائرات مروحية وألسنة نار وبعض مجموعات ارهابية، لا يعني بالضرورة اننا بصدد شريط استعراضي يذكرنا بتلك الأفلام الرئاسية من نوع الثريلر الحافلة بالمؤثرات والإبهار مثل White House Down و Olympus Has Fallen أو حتى الاكشن والمطاردات على طريقة Die Hard. الفيلم مخصص اكثر للمراهقين، وتكثر فيه المشاهد الطبيعية الساحرة وتقل فيه المشاهد الدموية.

النهار اللبنانية في

11.05.2015

 
 

"علامات مصرية"..

أفلام تسجيلية خارج الإطار التقليدى

بقلم: هبة اسماعيل

تعرض سينما "زاوية" يوم السبت المقبل عدد من الأفلام التسجيلية فى لقاء بعنوان علامات مصرية وهو يوم لعروض أفلام تسجيلية مصرية خرجت عن الإطارات التقليدية وتمثل تجارب فارقة فى تاريخ السينما المصرية.

ومن تلك الافلام آفاق إخراج شادي عبدالسلام انتاج 1973، و"فن العرائس" إخراج توفيق صالح انتاح 1957، كما ان هناك تركيز علي أعمال سمير عوف وعرض فيلميه "القاهرة 1830" انتاج 1969، ووجهان فى الفضاء انتاج 2000.

ويتبع عرض الافلام ندوة مع سمير عوف عن الفيلم التسجيلي خارج التعريف فى هذه الندوة يشرح للجمهور المخرج سمير عوف أدوات تعامله مع الفيلم كوسيط فني مجرد وكيف واجه صعوبات فى تعريف أفلامه بين التجريبي والتسجيلي والروائي كما يقدم لمحة عن الجيل السابق لصناع الأفلام التسجيلية تجاربهم ومواجهاتهما. 

تعرض سينما "زاوية" يوم السبت المقبل عدد من الأفلام التسجيلية فى لقاء بعنوان "علامات مصرية وهو يوم لعروض أفلام تسجيلية مصرية خرجت عن الإطارات التقليدية وتمثل تجارب فارقة فى تاريخ السينما المصرية.

ومن تلك الافلام آفاق إخراج شادي عبدالسلام انتاج 1973، و"فن العرائس" إخراج توفيق صالح انتاح 1957، كما ان هناك تركيز علي أعمال سمير عوف وعرض فيلميه "القاهرة 1830" انتاج 1969، ووجهان فى الفضاء انتاج 2000.

ويتبع عرض الافلام ندوة مع سمير عوف عن الفيلم التسجيلي خارج التعريف فى هذه الندوة يشرح للجمهور المخرج سمير عوف أدوات تعامله مع الفيلم كوسيط فني مجرد وكيف واجه صعوبات فى تعريف أفلامه بين التجريبي والتسجيلي والروائي كما يقدم لمحة عن الجيل السابق لصناع الأفلام التسجيلية تجاربهم ومواجهاتهما. 

مطالب غرفة صناعة السينما على مكتب الوزير

بقلم: شريف نادى

كشف سيد فتحي مدير غرفة صناعة السينما عن عدد من المطالب قدمتها الغرفة الي مكتب وزير الثقافة لا تزال فى انتظار الموافقة عليها، مشيرا إلي أنه من بين أبرز المطالب هو مخاطبة وزارة الخارجية بأن الغرفة معنية بحماية حقوق أعضائها من منتجين وموزعين ضد القرصنة علي الأفلام، وكذلك إبلاغ القنصليات فى جميع الدول بدعمنا ومشاركتنا فى أي مكان نذهب اليه من أجل وقف القرصنة علي الأعمال السينمائية ومن أبرز هذه الأماكن القمر الصناعي "يوتل سات" فى فرنسا، و"نور سات"، والمركز السمعي البصري.

وأضاف أن عمليات القرصنة المستمرة علي الأعمال السينمائية أدت إلي تدمير الصناعة وليس فقط المنتج، مؤكدا أن الضرر وصل الي الدولة نفسها التي تحصل علي ضرائب يومية توردها دور العرض الي خزائن البلد، مشيرا إلي أنه يتمنى أن يحدث تحرك سريع نستطيع من خلاله القضاء علي مثل هذه الأمور.

وأوضح انه من بين المطالب التي مازالت تنتظر موافقة وزير الثقافة هو أن تكون الغرفة هي المسئولة بشكل كامل عن إصدار الشهادات الفنية للقنوات الفضائية والتسويق الداخلي والخارجي لها وليست وزارة الثقافة، مؤكدا أنه خلال الفترة الماضية عرض هذه المطالب علي خمس وزراء تناوبوا علي منصب وزير الثقافة وكل وزير يقول انه كلام جيد ولا نجد أي تحرك تجاه القضايا، مطالبا بالتحرك السريع فى مثل هذه القضايا الهامة التي من شأنها أن تساهم فى إنهاء أزمة السينما.

من ناحية أخرى قال أن هناك لجنة مكونه من "إسعاد يونس، هشام عبدالخالق، جابي خوري، خالد عبدالجليل" لبحث مدى إمكانية زيادة عدد النسخ الأجنبية فى دور العرض الي أكثر من عشرة نسخ للفيلم الواحد أو الثبات علي هذا العدد، حيث من المقرر أن يصدر خلال الفترة القليلة القادمة قرارهم النهائي للتصويت عليه، مشيرا إلي أنه يرى بعيدا عن قرارات اللجنة وجود عشرة نسخ فى كل محافظة، ولكن ليس فى توقيت واحد، بل بشكل متتالي بحيث انه فور الانتهاء من عرض النسخ بمحافظة القاهرة ترفع من دور العرض، ليبدأ عرضها بمحافظة الإسكندرية، ثم باقي المحافظات باعتبار ان دور العرض فى المحافظات الأخرى قليلة، أو العمل بقرار رقم 459 لعام 1973 والذي ينص علي تشجيع المنتج الذي يقوم بإنتاج فيلم بالسماح له بعرض فيلمين أجنبي فى العام علي ان يتم تعديل هذا القرار طبقا للواقع الحالي. 

الأهرام المسائي في

11.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)