كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

عصام زكريا يكتب :

عودة الابن الضال ويوم من عمري

 

هل شاهدت فيلم "عودة الابن الضال" حديثا؟

هل شاهدته بعناية...في نسخة جيدة بدون إعلانات مزعجة، أو بالحد الأدنى من الاعلانات؟

هناك أفلام تحفر نفسها في ذاكرتك وقلبك وتصبح مثل الجوهرة التي تزداد قيمتها وبهائها بمرور الزمن...وبالنسبة لي فإن "عودة الابن الضال" ينتمي لهذه الأفلام.

هو واحد من أجمل أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين، بل السينما العربية، وربما العالمية...ولدي أسبابي التي سأسوقها بعد قليل

لكن أجبني على السؤال أولا: هل شاهدت الفيلم مؤخرا؟

كانت المرة الأولى التي شاهدت فيها الفيلم عندما عرض على شاشة التليفزيون المصري بعد عرضه السينمائي بفترة قصيرة. لم أفهم الكثير منه ولكن سحرتني الأغاني و"المود" العام للفيلم

النسخة التي عرضت في التليفزيون كانت مشوهة بعد أن حذفت منها بعض اللقطات التي لا يمكن بدونها أن تفهم النهاية الدموية للفيلم، وعلى كل حال كانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي عرض فيها. لم يبق منه على الشاشة سوى أغنيتي ماجدة الرومي "مفترق الطرق" و"يا مدرستنا" اللتين كانتا تعرضان في برامج الأغاني من حين إلى آخر.

في نهاية الثمانينات أو بداية التسعينات عرض الفيلم في حضور يوسف شاهين في المركز الثقافي الروسي ، وهو أحد المراكز الأجنبية التي لديها نادي سينما عريق تخصص في عرض روائع السينما السوفيتية والروسية والمصرية.

أتذكر جيدا رد فعل الجمهور، الذي يتشكل من شباب مثقفين وسينمائيين، والذي كان يتأرجح بين الدهشة والصدمة. وقد شعرت بالحزن عندما ضحك البعض من طريقة الغناء الأوبرالي لماجدة الرومي في أغنية "مفترق الطرق". 

بعد نهاية الفيلم، في ظلام القاعة، خرج شاب غاضبا وهو يهاجم الفيلم وصاحبه وفي اللحظة التي صاح فيها "دا مخرج حمار" كان يوسف شاهين يقف في مواجهته مباشرة

عندما أفكر في الواقعة ورد فعل شاهين الهادئ، الذي اعتاد منذ فيلمه "باب الحديد" على غضب الجمهور وشتائمه، أكرر لنفسي أن الفن ليس عملا سهلا يجلب المال والشهرة والمديح لصاحبه، وأن الفن العظيم كثيرا ما تكون نتيجته الوحيدة هي اللعنات.

خلال العقدين الأخيرين، مع ظهور الانترنت والثورة الرقمية الهائلة ظهرت أجيال جديدة لديها ذوق فني مختلف وأكثر مواكبة للعصر، أعادت الاعتبار والتقدير لأفلام المجددين الكبار مثل يوسف شاهين وشادي عبد السلام ويسري نصر الله. لم يعد "عودة الابن الضال" يصدم أحدا، وإن كان لا يزال قادرا على ادهاش الكثيرين بجماله وكماله الفني

يبدو "عودة الابن الضال" وكأنه صنع بالأمس فقط، بالرغم من أنه أنتج وعرض منذ ما يقرب من أربعين عاما، سواء في موضوعه أو  لغته السينمائية وأسلوبه الفني.

يوسف شاهين مشهور بتكثيفه الشديد للأحداث والمواقف، وإيقاعه اللاهث الذي يتحقق من خلال الحركة الدائمة للكاميرا وللممثلين داخل الكادر وأسلوب نطقهم للحوار العصبي والسريع، وكذلك التقطيع – المونتاج- السريع للقطات والانتقالات بين المشاهد. في "العصفور" و"إسكندرية ليه"، ثم "إسكندرية كمان وكمان"، يصل شاهين إلى لغته وسينماه الخاصة التي لا تشبه أي سينمائي آخر مصري أو عالمي.

لكن يوسف شاهين يستطيع أيضا أن يروي حكايات ممتعة وحبكات مشوقة وأن يصنع شخصيات حية تبقى في الذاكرة، كما نجد في "باب الحديد" و"الناصر صلاح الدين" و"الأرض" مثلا

المشكلة تحدث أحيانا عندما لا تكون الحكاية والشخصيات على مستوى الاسلوب، مثل بعض أفلام مرحلتيه الأولى والأخيرة، أو عندما يطغى الاسلوب على الموضوع والشخصيات، كما في "حدوتة مصرية" أو "وداعا بونابرت" أو "اليوم السادس".

"عودة الابن الضال" هو الذروة التي يتكامل فيها فن الحكي مع جمال الاسلوب عند شاهين، والتي تتكامل فيها عناصر الفيلم بحيث لا يوجد تقريبا- وأكاد أجزم وأقول بالتأكيد- لقطة أو ثانية أو كلمة واحدة يمكن الاستغناء عنها أو نقلها من مكانها.

الفيلم هو أيضا أكبر إنجاز سينمائي لشاعر العامية ومؤلف الأغاني ورسام الكاريكاتير والممثل صلاح جاهين، الذي قام بكتابة أغانيه وشارك يوسف شاهين في كتابة السيناريو والحوار. وقد أطلق الاثنان على عملهما "مأساة موسيقية"، ولست أعلم هل كانا يقصدان بالفعل اختراع نوع فني جديد يعارض "الملهاة الموسيقية"، أو "الميوزيكال كوميدي"، الذي اخترعته هوليوود.

ما أعلمه هو أن الفيلم امتداد سينمائي لفنون السيرة الشعبية والموسيقى المصرية. الصراع العائلي الميلودرامي الذي يتجسد من خلاله صراع الخير والشر، والصراعات السياسية، كما نرى في أسطورة إيزيس وأوزيريس وأخيه الشرير ست، أو في السيرة الهلالية أو في "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ أو الأعمال الأولى لأسامة أنور عكاشة مثل "الشهد والدموع" و"ليالي الحلمية".

إن الصراع الذي يضرب عائلة المدبولي الريفية هنا هو تجسيد للحرب الأهلية التي ضربت العالم العربي، وخاصة لبنان، عقب هزيمة 1967، وهي حرب أكثر دموية ووحشية الآن من أي وقت مضى. ورغبة الأجيال الجديدة في الخروج من المستنقع  وتوديع الماضي المثخن بجرائم النظم القمعية المستبدة هي أقوى من أي وقت مضى.

يزاوج الفيلم بين صراع أفراد آل المدبولي وبين الأوضاع السياسية التي سبقت وأعقبت الهزيمة السياسية: الفساد، الاستبداد، اغتصاب الكبار للسلطة والثروة والمرأة وسعيهم لإخصاء الأجيال الصغيرة.

وبعيدا عن الموضوع والشخصيات المكتوبة ببراعة نادرة يصل التمثيل في هذا الفيلم إلى مستوى غير مسبوق أو ملحوق في السينما العربية. يقدم شكري سرحان ومحمود المليجي وهدى سلطان ورجاء حسين وسهير المرشدي أفضل أدوارهم على الاطلاق. أحمد محرز يبدو وكأنه لم يخلق سوى لأداء شخصية علي في هذا الفيلم،  أما هشام سليم وماجدة الرومي فلا أعرف فيلما مصريا قدم ثنائي شابين مراهقين عاشقين أجمل منهما.

تصوير عبد العزيز فهمي عالمي وسابق للعصر، رغم تواضع الامكانيات وقتها. وكل من كمال الطويل وبليغ حمدي يبدعان ألحانا تزلزل المشاعر والوجدان. أما يوسف شاهين فلا يكفي أي كلام لوصف إبداعه الذي يتجلى في كل "كادر".

هل شاهدت "عودة الابن الضال" مؤخرا؟

البوابة الوثائقية المصرية في

10.05.2015

 
 

لماذا لا يكون متحفاً لفنون المسرح والسينما والموسيقى؟

بقلم: سمير فريد

طالب إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية بتحويل مقر الحزب الوطنى المقرر إزالته، إلى متحف مفتوح، على غرار بعض متاحف أوروبا، باعتباره امتداداً «طبيعياً» للمتحف المصرى.

وقد عرفت الأستاذ إلهامى، وهو خبير سياحى دولى بكل معنى الكلمة، عندما توليت رئاسة الدورة الـ٣٦ من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى العام الماضى، ووجدت فيه مثقفاً وطنياً وإنساناً راقياً، تشرفت بمعرفته كثيراً، وأتمنى أن يستمر التواصل معه، رغم البيروقراطية الفاسدة التى أزعجته، والتى دفعتنى إلى الاستقالة من رئاسة المهرجان.

واقتراح الأستاذ بخصوص المبنى المحترق فى مكانه تماماً، وتاريخ هذا المبنى يلخص الحالة المصرية بدقة، فالذين أقاموا المتحف المصرى الذى افتتح عام ١٩٠٢ فى عهد عباس حلمى الثانى العظيم، ومثل كل المتاحف الكبرى فى العالم، فكروا فى المستقبل وإمكانية امتداد المتحف، وتركوا مساحة كبيرة خالية لذلك، ولكن محافظة القاهرة قررت إقامة مبنى جديد لها فى هذا المكان، ثم تحول إلى الاتحاد الاشتراكى ثم إلى الحزب الوطنى، ومن المدهش أن أنصار هذا وذاك يرفضون هدم المبنى لأنه «تاريخ»، ولكنهم لا يقولون أى تاريخ، وما هى إنجازات الاتحاد الاشتراكى أو الحزب الوطنى التى يجب أن نتذكرها، وهل نقيم متحفاً للخيبات المتكررة.

ورغم قبح المبنى الذى أقيم بأسلوب العمارة «الاشتراكية»، التى تتحول فيها الحجرات إلى ما يشبه الزنازين فى السجون، والكثير منها به ممرات تطابق ممرات السجون فعلاً، مثل ما يسمى عمارات العرائس فى قصر العينى، فالأفضل عدم هدم المبنى المحترق، وهناك اليوم أساليب كثيرة حديثة لترميم وتطوير حتى المبانى الأثرية، طالما أن الأساس لايزال صامداً، ولا حدود للابتكار فى العمارة.

ومن المعروف أن المتحف المصرى الكبير الذى يقام فى منطقة الأهرامات، سوف يكون الجناح الثانى بعد متحف ميدان التحرير الذى يتوجه إليه عشاق الحضارة المصرية القديمة من كل مكان فى العالم، وبالتالى لا توجد ضرورة لمتحف جديد للآثار «الفرعونية» إلى جانب المتحف المصرى القديم، وإنما أن يكون متحفاً لفنون المسرح والسينما والموسيقى، ويكون بذلك تلبية لاحتياج حقيقى من ناحية، وتعبيراً عن مصر الحديثة فى نفس الوقت: هناك آثار للمسرح والسينما والموسيقى أيضاً، ولكن ليس لها متحف، وتكاد تندثر لعدم وجود متحف.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

10.05.2015

 
 

السّيرة الكاملة لحياة "كيرت كوباين" القصيرة

محمد موسى

جَسَّدَ المطرب الأمريكي الشاب "كيرت كوباين" هواجس جيل الثمانينات و التسعينات من القرن الماضي، وهو الجيل الذي يُوسم بغياب الشخصية والرؤية والوجهة. فنقل عبر أغانيه أحلامهم وغضبهم وخيباتهم.

 رفعه انتحاره في عام 1994 عن عمر السابعة والعشرين عاماً إلى مرتبة الأيقونة. ليُخلّد دائماً في المُخيلة الجماعية كحلم مُعذّب هَزمه العالم الخارجي القاسي، ولينضم إلى مجموعة الشخصيات الفنيّة التي لم تَحتمل ثِقل مواهبها فذبلت وتحطمت.

هو أيضاً أحد الذين يُشكِّلون ما أصبح يُعرف بـ "نادي 27"، للمطربين الذين رحلوا في عمر السابعة والعشرين، ومنهم البريطانية ايمي واينهاوس وعازف الغيتار الأمريكي جيمي هيندركس.

 عن حياة كيرت كوباين يُعرض حالياً في صالات سينمائية في العديد من الدول الأوروبية فيلم "كيرت كوباين: مونتاج أوف هيك"، والذي يأتي بعد أكثر من عشرين عاماً على رحيل المُطرب، جامعاً ولأول مرة، شهادات مُعظم المقربين منه، ومنها واحدة لزوجته المطربة الجدليّة كورتني لوف.

لأكثر من ساعتين يُقلِّب المخرج بريت مورغن الكثير من تفاصيل وخفايا حياة المطرب الراحل، بل هو يبدأ من سنوات ما قبل ولادته في عام 1967، في أبردين، المدينة الأمريكية الصغيرة التي ستشهد سنوات كيرت كوباين السعيدة الأولى، قبل أن يبدأ عالمه بالتقوُّض، بدئاً من طلاق والديه، وتنقُّله بعدها بينهما وبين الأعمام والأجداد، الذين لن يحتملوا الطاقة الكبيرة للفتى، الذي عاش الوحدة الشديدة وهو في المدرسة الإبتدائية وفكر بالانتحار، بل توجّه في أمسية كئيبة ماطرة إلى سكة القطار القريبة وتمدّد عليها منتظراً القطار القادم الذي غيّر اتجاهه في اللحظة الأخيرة.

هذا كله حدث قبل اكتشافه الموسيقى، لكن هذه الأخيرة ستقوده إلى مزيد من الضياع والتشتّت وستوصله إلى النهاية العنيفة، فالنجاح السريع سيربك حياته، وسيضيع بين المخدرات والبحث عن المعنى الصافي للحياة، والعائلة، التي فقدها عندما تخلّت عنه أُمه يوما ما في طفولته.

يتنقّل الفيلم التسجيلي بين شهادات المقرّبين من المطرب الراحل، ومنهم والديه وشقيقته وصديقته السابقة، وبين ما تركه الشاب من شهادات مُسجّلة جاء بعضها ضمن حوارات إذاعية، أو ما سجّله من يومياته، أحياناً على قصاصات ورقية صغيرة عديدة، ليعيد الفيلم تمثيل بعض الوقائع عبر أفلام تحريك سوداوية الروح، نقلت بتميز الضيق الذي كان يهيمن على حياة كيرت كوباين في سنوات مراهقته وشبابه، فيما جاءت شهادات عائلة المطرب في مُجملها مُحافظة قليلاً، ولم تضيء الكثير من الجحيم الذي كان يعيش فيه إبنها. كما بدت تلك الشهادات حريصة على "تبييض" سيرتها وإلقاء مسؤولية أزمة الإبن على الآخرين.

فيما استحوذت حياة "كيرت كوباين" بعد زواجه من "كورتني لوف"، على ما يُقارب ساعة من وقت الفيلم. تنطوي تفاصيل العلاقة بين كيرت كوباين و كورتني لوف التي ظهرت في الفيلم على أهمية خاصة، بسبب السبق الصحفي الذي تمثله، فكورتني لوف لم تتحدث من قبل بإسهاب عن سنوات زواجها مع المطرب الشاب الراحل، كما حظيت العلاقة تلك باهتمام إعلامي كبير وقتها، ومازالت تثير كثير من الأسئلة والغضب بين المعجبين بكيرت كوباين ، ذلك أن كثير منهم يُحَمّل كورتني لوف مسؤولية النهاية المأساوية لنجمهم، بمحاصرته بأسلوب حياتها المُدمِّر، ودفعه إلى تناول الهيروين، رغم أن هناك من أكدّ في الفيلم أن كيرت كوباين بدأ بتعاطي المادة المُخدرة الخطرة قبل سنوات من لقائه زوجته.

تتمثّل أهمية أفلام السِيَر الذاتية التسجيلية بالعادة فيما تجمعه من شهادات ووثائق تخص أبطال هذه السير. رغم أنه من المُهم هنا التمييز بين الأهمية الأرشيفية والفنيّة، والاثنتان حاضرتان في هذا العمل، إذ يوظف المخرج "بريت مورغن" كنز الوثائق والأفلام الأرشيفية التي وفرّتها العائلة والزوجة في مُعالجة فنيّة خاصة حاولت أن تقترب من الحالة النفسية للمطرب الراحل رغم صعوبة ذلك أحياناً.

تفتح العائلة خزائنها من الوثائق لمُخرج الفيلم. هناك أفلام عائلية نادرة من طفولة المطرب الشاب، إضافة إلى الأفلام الحميمة الخاصة التي وفرّتها زوجته، والتي صورتها مع زوجها، ويبدوان فيها وكأنهما في رحلة مجنونة وقودها "الهيروين".

إلى ذلك جاءت شهادة الزوجة نفسها بلا أهمية كبيرة، ربما لرغبتها في حفظ الصورة الخيالية المتمردّة  لها ولحياتها مع زوجها. هي لم تفتح قلبها بالكامل للمخرج كما أُشيع قبل بدء عروض الفيلم. كما لم يتحدَّ الفيلم كورتني لوف بمواجهتها بأسئلة صعبة أو مُحرجة، وكأن موافقتها الغير متوقعة على المشاركة في الفيلم أربكت نفس الأخير التحقيقي، ليتركها تواصل تشييد وحماية الأسطورة ذاتها التي يُعاد تدويرها وإنتاجها منذ وفاة المطرب الشاب.

ولعل الأمر الغائب عن الفيلم الملحمي هذا، هو تقديم أو تحليل علاقة كيرت كوباين بجمهوره، فهذه العلاقة كانت ولازالت أساسية في فهم ظاهرة المطرب الشاب. لم يطرح الفيلم أسئلة عن طبيعة ذلك الجمهور، ولماذا حركت موسيقى كيرت كوباين وفرقته "نيفادا" عواطفة، أو كيف قام ذلك الجمهور بأسطرة المطرب، وهي العمليات المتواصلة لليوم. إلى ذلك بدا الفيلم غير قادر أحياناً على تفسير الأزمات النفسية للمطرب الراحل، ربما لأنه هو نفسه لم يكن قادراً على شرحها أو توصيفها في حياته، وأن الموسيقى التي صنعها في عمره القصير فسرّت القليل فقط مما كان يهمّه.

بيد أن الفيلم قدّم بعض المشاهد الأرشيفية التي تُظهر المطرب الشاب وهو يضرب بجسمه الجدار خلفه على أهمية كبيرة، هذه المشاهد تكاد تكون الأشدّ قرباً لنقل حالة كيرت كوباين النفسية، والغضب والطاقة التي كان يحملها، وشعوره الدائم بالضيق وانسداد الأفق، وبحثه عن منفذ، وشوقه إلى الموت

الجزيرة الوثائقية في

10.05.2015

 
 

محاولات شابّة لإنقاذ الفيلم العراقي

بغداد - عطيل الجفّال

ليس للعراق تاريخ طويل في السينما. ظلّ العراقيون يجرّبون في هذا الفن طوال قرن كامل، وحتّى عام 2003 لم يُنتج أكثر من مئة فيلم. غرق بعض هذه الأعمال في الأيديولوجيا السياسية التي روّجت لنظام صدّام حسين وحروبه، وبعضها حاول التجريب في الكوميديا، إلا أنها سقطت في فخِّ الابتذال.

ورغم ما حملته لحظة 9 نيسان/ أبريل 2003 من قلق على مستقبل البلاد، وما ستؤول إليه في ظلّ فوضى الاحتلال وحلّ مؤسسات الدولة، فإن السينمائي الشاب عُدي رشيد أيقن مبكراً أنه لا يجب انتظار تشكيل المؤسسة الرسميّة لإنتاج سينما، فذهب إلى "دائرة السينما والمسرح"، وانتشل المعدّات القديمة والمتهالكة وأنتج فيلمه الأوّل "غير صالح للعرض".

كان رشيد أوّل من وضع القطار على سكّة السينما العراقية الجديدة المتحرّرة من الأعباء السياسية، ومن ثمّ لحق به محمّد الدراجي، وأنتج فيلمه الأول "أحلام". وسُرعان ما تحلّق حول المخرجَين عدد من الشبّان ممن يدرسون السينما في "أكاديمية الفنون الجميلة" في بغداد.

"كسروا أقلاماً حمراء احتجاجاً على تجاهل وزارة الثقافة لهم"

بعد أن جمّع رشيد والدراجي مجموعة حالمين بـ "سينما مستقلة"، خطرت فكرة إنشاء "المركز العراقي للفيلم المستقل" عام 2009. أعدّ رشيد مسوّدة العمل الذي يجب أن يقوم به المركز، وحصل، بعد عامين، على موافقة تخصيص مقر له بشارع الرشيد في بغداد، وخلال هذه الأعوام قام المركز بإنتاج عشرين فيلماً بين روائي وقصير.

في شباط / فبراير الماضي، احتفل "المركز العراقي للفيلم المستقل" بمرور ستة أعوام على تأسيسه، وعدّ الاحتفال فرصة لرفض الفساد المستشري في جسد الثقافة العراقيّة، إذ قام القائمون على المركز بكسر أقلام حمراء، محتجين بهذه الإشارة على رفض وزارة الثقافة الموافقة على تمويل أفلام تقدّم بها المركز.

المخرج السينمائي والمدير الإعلامي للمركز مهند حيّال، بيّن في حديث لـ "العربي الجديد" أن "المركز أدّى أعمالاً خدمت السينما، في ظلّ خراب البنية التحتية للثقافة العراقية، بعد أن تحوّلت دُور العرض إلى خرائب ومخازن خردة"، مشيراً إلى أن "المركز قدّم أكثر من مشروع للحكومة العراقيّة لتطوير قطاع السينما إلا أنها قوبلت بالإهمال".

حصدت الأفلام التي أنتجها المركز نحو 100 جائزة عربيّة وعالمية، ونال فيلم "ابن بابل" لمحمّد الدراجي 22 جائزة وحده، وكانت "الدب الكريستالي" آخر جائزة حصل عليها المركز في "مهرجان برلين" عن فيلم "هديّة أبي" للمخرج سلام سلمان. يحضِّر المركز حالياً لإنتاج ستة أفلام من بينها فيلم لعديّ رشيد مقتبس عن رواية "يا مريم" للروائي العراقي سنان أنطون، التي تتحدث عن أوضاع المسيحيّين العراقيين بعد احتلال بغداد.

يحاول "المركز العراقي للفيلم المستقل" التأسيس لسينما عراقية جادّة، ويراهن الوسط العراقي السينمائي على هؤلاء الشباب الذين تتجاهلهم المؤسسة الرسمية وتحتفي بهم مهرجانات السينما العالمية.

العربي الجديد اللندنية في

10.05.2015

 
 

«الرجل الأسطورة» من المختارة إلى الهند

محمد همدر

انطلق البحث والإعداد لوثائقي «كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة» منذ عام 2012. عملية قادت إلى زيارة بلدان عدة، والتقاء وجوه كانت شاهدة على تلك الشخصية الاستثنائية بتناقضاتها وتمرّدها ومواقفها

فعلياً، انطلقت عملية البحث عام 2012. الشائع عن كمال جنبلاط (1917 ـــ 1977) يكفي لإثارة العديد من الأسئلة حول تلك الشخصية، سليل العائلة الحاكمة منذ عهود، منذ العثمانيين، الى ما بعد الاستقلال عام 1943 لغاية اليوم. رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وزعيم الأحزاب اليسارية والحركة الوطنية وزعيم طائفة الموحدين الدروز في آن، اغتيل عام 1977، بعد خوضه وقيادته الجولات العسكرية إبان حرب السنتين، واجه فيها أحزاب اليمين والتدخل العسكري السوري في لبنان.

الوقوف في باحة قصر المختارة، الصرح التاريخي الذي سكنه زعماء آل جنبلاط على مرّ العهود، لا يترك انطباعاً يخالف انطباع غسان تويني حين كتب بعد حضوره احتفال إعلان تأسيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» عام 1949: «مولد حزب اشتراكي في حفلة شاي بورجوازية».

لكن مع دخول غرفة كمال جنبلاط الخاصة، الصغيرة والبسيطة داخل القصر الكبير، تبدأ زوايا أخرى في شخصية الرجل في الظهور. شمل البحث جبهات عدة: أرشيف العائلة، أرشيف الأصدقاء، الأرشيف الخاصّ، الصحف، التلفزيون، مراكز البحث، المكتبات، شهادات من عاصره على مختلف المستويات، بخاصة من عرفه داخل المنزل أو القصر أو الخلوة. العشرات من المؤلفات التي تتضمن ما كَتَبه وأشرف على إصداره، وما جُمع من كتاباته ومقالاته ودراساته وما كتب عنه، بين ما أصدرته الدار التقدمية ودور نشر أخرى، ظهر فيها كمال المفكّر، المنظّر في السياسة والاقتصاد، وعلم الاجتماع، والفلسفة، وأيضاً الشاعر والإنسان المؤمن الروحاني، فاستحق أيضاً لقب «المعلّم».

علّق الراحل غسان تويني لدى حضوره الاحتفال: «مولد حزب اشتراكي في حفلة شاي بورجوازية»

كان لا بدّ من العودة لتاريخ هذه العائلة لفهم من أين يأتي لقب «سيّد القصر» الذي أحاط بجنبلاط منذ طفولته في القصر، ودراسة تاريخ هذه العائلة وتاريخ لبنان والجبل والمنطقة، ما دفع المؤرخ الروسي إيغور تيموفييف إلى إضافة فصل عن تاريخ آل جنبلاط في كتابه «كمال جنبلاط: الرجل الأسطورة». والأهمّ كان فتح من جديد صفحات من تاريخ لبنان الذي لم يدوّن رسمياً بعد ولم يطلّع على تفاصيله من لم يشهد أحداثه من الأجيال في لبنان، منذ عهد بشارة الخوري، وكميل شمعون، وفؤاد شهاب، وسليمان فرنجية الياس سركيس وصولاً الى اندلاع حرب الـ75.

سياسياً، يظهر كمال جنبلاط، النائب والوزير المشاكس منذ دخوله الحياة السياسية عام 1943، متمسّكاً بالعلمانية ومحاربة الفساد والمحاصصة. يقود حملات سلمية أو عسكرية لإسقاط رؤساء، ويوصَف بصانع الرؤساء، حتى أنه يمتحن المرشحين للرئاسة. يستقبله زعماء العالم الغربي والعربي ورؤساؤه وملوكه. إنّه قريب جداً من جمال عبد الناصر ومن القيادات الفلسطينية وفاعل في قضيتهم وكفاحهم. باختصار، يظهر بدور أكبر من حجم موقعه السياسي الرسمي الحزبي أو الطائفي. معه عدنا الى الحقبة التي ساد فيها التنافس الفكري والفلسفي بين الأحزاب السياسية ومنظريها، الى مرحلة النقاش بين نظريات ومشاريع سياسية وفكرية واقتصادية. بعيداً عن السياسة التي خاض صاحب كتاب «أدب الحياة» غمارها مرغماً، استطاع جنبلاط أن يلائم جدوله للتفرّغ لمسائل الفكر والفلسفة والطبيعة والتأمّل والمعرفة الروحية، والصحة البدنية ونظام التغذية المتوازن والاهتمام البيئي. من موقعه، كان منظراً وناقلاً ومترجماً لجميع النظريات والعلوم التي تحيط بهذه المسائل، يناقشها في كتاباته، ولقاءاته الإعلامية والندوات التي يلقيها. وهنا يظهر وجه آخر لجنبلاط، مختلف تماماً، عن الوجه السياسي.

في عزّ أيام الترويج للبنان «سويسرا الشرق»، يضيء كمال جنبلاط على ما يتغاضى عن ذكره أو الاعتراف به المسؤولون، عن حزام البؤس في العاصمة، تكدّس الضواحي الفقيرة، نزوح المواطنين من الأطراف المُهْملة، وتركهم للزراعة والأرض، تراكم المشاكل الناتجة من التلوّث وعدم الاهتمام بالبيئة والطبيعة والمناخ.

نتبعه في بحثنا الى الأماكن التي كانت تخصّه. تعكس تفاصيل كل مكان نزوره خلال البحث، مزايا من شخصيته. نلحق به الى الهند التي كان يزورها سنوياً منذ عام 1951، يتذكّره أحفاد الحكيم شري اتمانندا الذي كان يقصده. يتذكرون ذلك الرجل الطويل القامة، الضيف الذي يقال عنه بأنّه وزير وزعيم في البلاد الآتي منها.

يشدّ كمال جنبلاط الشباب في تمرّده على الإقطاعية التي خرج من عباءتها، وعلى التقاليد والأفكار السياسية والاجتماعية السائدة حينها. هو أوّل من سجّل زواجاً مدنياً رغم اقترانه بالأميرة مي إرسلان (ينتميان الى الطائفة نفسها)، ثم استفزّ وخاصم بعض الجيل الصاعد الشاب، عند تمسكه بالعديد من القيم «المحافظة» الأخرى، فطلب الرقابة على الأفلام وقفل بعض الملاهي الليلية ومنع بعض أنواع الرقص الغربي في الحانات، واعترض على الاستيراد العشوائي للأفكار والثقافة الغربية «الهدّامة» وأشاد بالأعمال الفنية والثقافية الهادفة الملتزمة والجميلة، فطرب ومدح بصوت فيروز بعد مشاهدته حفلاً لها والتقائه بالصحافة عند انتهاء الحفل.

كان كمال جنبلاط ينتقد حلفاءه كما خصومه في السياسة. عارضه ويعارضه كثيرون في خياراته وتصرفاته السياسية وغير السياسية. ويعارض نفسه أيضاً وينتقد تقصيره أو عدم تقديره الصحيح لبعض مواقفه من خلال بعض خطاباته في الجمعية العمومية السنوية للحزب أو خلال مقالات أو كتابات قام خلالها بمراجعات للسياسة ودور وفعالية الحزب. لذا، كنا أمام شخصية استثنائية، أشبه بنافذة على كمّ من المعلومات المهمة والأحداث المؤثرة في تاريخنا وتاريخ منطقتنا، لا يستطيع معها البحث أن يتوقف، ولا يستطيع شريط وثائقي أن يجمعها ويقدمها في ساعة ونصف الساعة.

* محمد همدر ــــ باحث/مساعد مخرج فيلم «كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة».

*** «كمال جنبلاط، الشاهد والشهادة»: بدءاً من 14 أيار (مايو) في صالات «أمبير» (1269): «دون»، «سينما سيتي»، و«متروبوليس أمبير صوفيل»

الأخبار اللبنانية في

11.05.2015

 
 

حسن الرداد: «زنقة ستات» علمني الفرق بين الكوميديا والاستظراف

اعترف بأن الجمهور متعطش للضحك بعيدا عن الاستخفاف

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أدواره السينمائية الأولى لم تكن تنبئ بقدرته على تقديم الأعمال الكوميدية إذ جاء أول أفلامه «خيانة مشروعة»بعيد تماما عن الكوميديا، وقدمه المخرج يسرى نصر الله  حسن الرداد بطلا سينمائيا من خلال فيلم «احكى ياشهرزاد» وأدى من خلاله شخصية الزوج الانتهازى لمنى زكى، لكن جاءت تجربته فى فيلم «زنقة ستات» لتؤكد تميزه فى أداء الأدوار الكوميدية، وتحقق نجاحا مزدوجا، نجاح جماهيرى ترجمته ايرادات شباك التذاكر، ونجاح على مستوى النقاد الذين اعتبروا الفيلم نقطة انطلاق كبيرة له كنجم سينمائى.

وهو ما عبر عنه الرداد لـ«سينماتوغراف» قائلا : سعدت للغاية بهذا الفيلم وبكل ماحققه من ردود أفعال سواء النجاح الجماهيرى الفيلم أو آراء أغلب النقاد التى أنصفتنى وأثنت على أدائى، فقد كتبت الناقدة خيرية البشلاوى مشيدة بالفيلم وأدائى للشخصية، وكتب الناقد طارق الشناوى يقول «فى هذا الفيلم أثبت حسن الرداد أنه نجما كوميديا»، وسعدت برأى الشناوى لأنه كان كثيرا ما ينتقد أدائى الكوميدى ويقول أننى «ليس لى فى الكوميديا»، وبشكل عام كانت الأراء كلها ايجابية ومشجعة بشكل كبير، الى جانب أراء الجمهور التى تابعتها على «السوشيال ميديا»،  والمعروف أن الكوميديا من أصعب ألوان  الأداء اذ يستطيع الممثل المحترف أن يؤدي المشاهد الدرامية أو الميلودرامية بسهولة، لكن أن ينجح فى إضحاك الجمهور فهو شئ صعب جدا، وهناك خيط رفيع جدا بين الكوميديا والاستظراف ولذلك كنا جميعا حريصين على هذا «الخيط الرفيع» فى الأداء واشتغلنا كثيرا على فكرة الفيلم، وهو من نوعية الأعمال التى تحقق دعايتها من خلال الجمهور.

وعن فيلمه القادم يقول الرداد لدى سيناريوهات عديدة لم انته من قراءتها لانشغالى بتصوير المسلسل  الرمضانى«حق ميت»، وبمجرد أن انتهى من تصويره سأتفرغ لاختيار سيناريو فيلمى الجديد الذى أميل ليكون كوميديا أيضا، فالناس أصبحت متعطشة لشئ يضحكها، بعيدا عن الاستخفاف بعقولها.

الرداد الذى اكتشفه المخرج خالد يوسف  قدمه سينمائيا فى «خيانة مشروعة» ثم التقى معه فى «كف القمر»وهو من علمه كيف يواجه كاميرات السينما أذ كان فى السنة الاولى بمعهد  الفنون المسرحية، ولم يكن يعرف كيف يواجه الكاميرا ولا كيف يتعامل داخل البلاتوه، فساعده كثيرا وبعدها بسنوات اختاره ليشارك فى بطولة فيلم  «كف القمر» الذى تم تصويره فى 2010 وعرض بعدها بعام لظروف ثورة يناير، وهو من الافلام التى يعتز بها الرداد حيث ادى فيه شخصية «بكر».

وجاءت تجربته مع يسرى نصر الله  فى «احكى ياشهرزاد» ليكتسب مزيدا من الثقة فى أدائه، فالفيلم يعد أحد تجاربه المهمة ـ سواء فى العمل مع يسرى نصر الله أو سيناريو المؤلف الكبير وحيد حامد ثم العمل مع الفنانة منى زكى ـ  فنصر الله كما يؤكد الرداد صاحب مدرسة مختلفة فى الأداء، ومن المقولات التى لاينساها له «إن الممثل يختلف عن أى شخص آخر وإن أدائه للشخصية لابد أن يظهر فى عينيه»، وكما أنه يقول دائما«لايوجد شئ اسمه مشهد صعب».

ولعل الرداد يعتبر نفسه محظوظا لأنه عمل مع مخرجين على درجة عالية من الموهبة، وكان من حسن حظه أن عمل مع وائل احسان وياسمين عبد العزير فى فيلمى «الآنسة مامى» و «جوازة ميرى» وعن ذلك يقول: وائل مدرسة فى الضحك وياسمين موهوبة بالفطرة وكان هذين الفيلمين بداية انطلاقى فى مجال الكوميديا.

وعن فيلمه «زنقة ستات» الذي بدأ عرضه مع فيلم «كابتن مصر» لمحمد عادل إمام الذى حقق المركز الأول فى الايرادات وجاء بعده فيلم الرداد، يعلق على ذلك قائلا : السينما عندنا تستوعب مائة بطل، وأنا شخصيا أرى أن النجاح يكون له معنى أكبر وأهم فى ظل منافسة مشروعة.

سينماتوغراف في

11.05.2015

 
 

خالد الناصري: فيلم "العروسة" يُحاكم قوانين الهجرة

حاوره/هيثم حسين

لا يخفي المخرج الفلسطيني خالد سليمان الناصري ارتياحه وسعادته للنتائج التي ساهم في تحقيقها فيلمه المشترك "أنا مع العروسة"، وذلك في سياق الانتصار لقضية الهجرة والتعبير عن معاناة اللاجئين الذين يخوضون مغامرات رهيبة للوصول إلى ضفة المتوسط الشمالية، باحثين عن الأمان وهاربين من جحيم الحروب.

ويشير الناصري إلى رغبته وشركاؤه في الفيلم في جعل الناس يبدؤون بالتفكير في أنهم قادرون على العصيان بوسائل غير تقليدية، وإبراز أن هناك قوانين تتناقض مع جوهر الديمقراطية والحرية، وأنه لا بد من التمرد عليها بغية الدفع إلى إعادة النظر فيها.

وحصد فيلم "أنا مع العروسة" حتى الآن ثلاث جوائز، وهي جائزة مجمع نوادي السينما الإيطالية (فيديك)، وجائزة النقاد الاجتماعية، وجائزة حقوق الإنسان في مهرجان فينيسيا (البندقية) السينمائي الدولي في إيطاليا، كما شارك أخيرا في مهرجان الفيلم الوثائقي في كندا.

وكان للجزيرة نت مع مخرج الفيلم خالد الناصري الحوار التالي:

·        حدثنا عن انبثاق فكرة العمل، ومراحل تطورها وصولا إلى صالات العرض والفوز بجوائز عدة حتى الآن.

بدأت فكرة العمل منذ بدأ المهاجرون السوريون والفلسطينيون، الهاربون من جحيم الحرب في سوريا، بالوصول إلى ميلانو، حيث كنا نذهب وأنا وصديقاي المشتركان معي في الفيلم، وهما غابريله دل ألغرانده وطارق الجبر، كنا نذهب هناك ونحاول مساعدة أولئك الواصلين على قدر الإمكان. تعرفنا وقتها على المهاجرين الخمسة معنا في الفيلم وأصبحوا أصدقاء لنا، وأردنا أن نساعدهم بأي حال، وحتى من دون عمل فيلم عن المشروع.

ثم جاءت فكرة الفيلم الذي كان بالنسبة لنا وسيلة لإيصال صوت ومشكلات اللاجئين، والتراجيديا التي يعيشها المهاجرون الواصلون إلى إيطاليا. وبدت لنا فكرة تصوير فيلم بهذا الشكل وسيلة ممتازة أيضا، لأن الفيلم يلبي رغبتنا في الاعتراض على ما يجري بحقهم.

ثم التقينا بأنطونيو الذي وفر لنا الدعم التقني اللازم، وبدا كل شيء جاهزا لنخوض تلك المغامرة، وفي سعينا لإيجاد التمويل اللازم لمرحلة ما بعد الإنتاج نشرنا ما فعلناه على أحد مواقع التمويل الجماعي، ولاقت فعلتنا تلك تأييدا كبيرا. وبدأ الناس يقدمون لنا الدعم، وفجأة صار هذا المشروع أكبر مشروع ممول بهذه الطريقة على مستوى تاريخ السينما الإيطالية.

وتمكنا من إنهاء الفيلم وتقدمنا به لمهرجان فينيسيا (البندقية) وتم قبوله، وحقق نجاحا كبيرا أثناء عرضه وقتها.

·        ألا ترى أن القيام بمغامرة اختراع عرس وهمي لعبور الحدود، وإيصال بضعة لاجئين سوريين وفلسطينيين من إيطاليا إلى السويد، يشكل تهديدا وتحريضا على تجاوز القوانين؟

أجل، هذا ما أردناه بالضبط، أي أن القوانين التي تقف عائقا في وجه إنسان لا ذنب له إلا الهرب من الحرب يجب أن يتم التمرد عليها وتجاوزها.

·        تتأسس فكرة الفيلم على تحدي قوانين الهجرة، وقد وُصف عملكم بأنه "نوع من عصيان لتلك القوانين"، وتسعون إلى حض السلطات على التفكير في تغيير قوانين الهجرة، هل تشعرون أن صوتكم وصل إلى غايته؟

طالما أن القانون الذي قمنا بعصيانه -العصيان المدني بالتأكيد- لم يتغير، فهذا يعني أننا لم نصل بعدُ، بكل الأحوال كانت غاية حلمنا أن نجعل الناس أولا يفكرون في أنهم قادرون على العصيان بوسائل جديدة غير تلك التقليدية، ولا أخفي ارتياحنا للنتائج التي ساهم فيها الفيلم ولكننا لسنا سعداء بعد.

·        يحمل العمل في طياته رسائل محبة وسلام بين شعوب البحر الأبيض المتوسط، والدعوة لنوع من التضامن فيما بينها، فهل يساهم الفيلم في كسر الصورة النمطية عن اللاجئين في أوروبا؟

اعتادت جميع الأفلام التي تتناول قضية الهجرة في أوروبا على ثنائية أساسية، وهي الأوروبي الطيب والمهاجر المسكين المحتاج للمساعدة والشفقة والعطف وما إلى ذلك. في فيلمنا هذا الموضوع تماما شيء آخر، فهنا المهاجر هو صاحب حق وهو الذي يحاسب أوروبا ويحاكمها أخلاقيا، وأظن أن هذا ما يميز صورة المهاجر في هذا الفيلم.

·        اشترك معك في فيلمك "أنا مع العروسة" الإيطاليان غابريله دل ألغرانده وأنطونيو أوغليارو، كيف تقيّم تجربتك المشتركة؟ وهل ساهم ذلك في بلورة نظرة شرقية غربية لقضية الهجرة التي تشكل محور نقاش وسجال متجدد لدى الدول والمجتمعات الأوروبية؟

لا أظن أنه يمكن أن تتوحد نظرة شرقية غربية لقضية الهجرة، خاصة وأن الشرق يصدّر مهاجرين والغرب يستقبل، فالقضية ليست متبادلة حاليا. ما أردنا أن نذكّر به هو أن قضية الهجرة قضية إنسانية محضة، وهي من أقدم حقوق البشر: إذا تعرضت للمجاعة أو الحرب أو أية كارثة أخرى فماذا تفعل؟ بالتأكيد تهاجر. لذا تقصّدنا أن نعبر في رحلتنا أثناء الفيلم من معبر قديم كان يستخدمه الإيطاليون للهجرة هربا من الفاشية أو بحثا عن العمل في فرنسا حين لم تكن هناك تأشيرة "شنغن". نحن الثلاثة نتفق فقط على هذه الأفكار الأساسية، وأردنا تأكيدها وتذكير الذي يتناساها.

·        وكيف توفق بين كتابتك الشعرية ونشرك وصناعتك للفيلم؟ وهل هناك مشاريع سينمائية أو وثائقية قريبة قادمة؟

صراحة لا أعرف كيف! ولم أعتقد أني أوفق بينها جميعا.. فأنا أفعل ما ينبغي عليّ فعله كل يوم، ولا أدري غير أن الأمور تمشي بوحدها. أضف إلى ذلك أني محظوظ جسديا، فجسدي يكتفي بثلاث أو أربع ساعات نوم يوميا، وأستثمر الباقي في العمل، ويمكنك أن تقول إني أعمل بـ"الطاقة القمرية". أما بالنسبة للمشاريع القادمة، بالتأكيد هناك سعي واشتغال لتحقيقها، والعمل جار على قدم وساق لإنجازها.

الجزيرة نت في

11.05.2015

 
 

بالفيديو.. «الغني والفقير» في السينما من «ابن الجنايني اللي بقى ظابط» لـ«أيام السادات»

كتب – مصطفى ندا وأسماء مصطفى

«الصراع الطبقي.. بين الغني والفقير».. أم «المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات».. ثنائية فرضت نفسها على واقع المجتمع المصري منذ ثورة 23 يوليو 1952 وانتهاء عصر «الباشاوات».
ولم تكن السينما المصرية بعيدة عن التحولات الاجتماعية والسياسية التي مرت بها مصر على مدار تاريخها.. وبحسب إجماع صناع الدراما على أن «السينما مرآة للمجتمع» تعكس واقعا يعيشه أهلها.. فـ«علي ابن الجنايني.. إبراهيم التربي.. سيدة التي لا تزرع الشوك» شخصيات نسجت جميعها من خيال كبار الكتاب والروائيين ووظفتها الدراما المصرية في افلام سينمائية لتعكس حالة الصراع الطبقي بين الأغنياء والفقراء في المجتمع المصري.

أنا لا أكذب ولكني أتجمل.. 

شخصية «إبراهيم»، الشاب الجامعي الذي جسدها الفنان أحمد ذكي وكان يعاني من أزمة نفسية بسبب نشأته في أسرة فقيرة تسكن المقابر، وعمل والدته كخادمة في المنازل، وفي الوقت نفسه لا يستطيع مواجهة المجتمع بفقره، فيعيش حياته الاجتماعية في كذب متواصل، وتتفاقم المشكلة حين تقع في حبه فتاة من أسرة غنية وعريقة، يصادف أن تقوم والدته بالعمل في منزلها

حتى لا يطير الدخان ..

الشاب الفقير «فهمي»، أو «عال إمام» الذي يرفض أصدقاءه، كمال ومدحت ورؤوف إقراضه المال اللازم لإجراء علمية جراحية لأمه التي تموت فيقرر الانتقام منهم، ينتهي من دراسته ويكون ثروة كبيرة بطرق مشبوهة.

أيام السادات .. من شيال لرئيس جمهورية

ربما تناول هذا الفيلم السيرة الذاتية للرئيس الراحل انور السادات وركز على المراحل الصعبة والحياة المضجعة بالفقر التي مر بها بعد خروجه من «زنزانة 54» ليجد نفسه مضطرا للعمل شيال في حافلات اللوري التي تنقل البضائع والخضراوات والفاكهة ثم تشاء الأقدار لكي يكون على سدة الحكم يوما من الأيام كرئيس لجمهورية مصر العربية ويلقب ببطل الحرب والسلام

رد قلبي.. ابن الجنايني بقا ضابط يا إنجي 

يربط الحب بين «علي» الذى يعمل والده فى قصر أحد أمراء الاسرة المالكة وإنجي ابنة الباشا منذ الصغر، يصبح علي ضابطًا. يكتشف علاء شقيق إنجي العلاقة بين أخته وعلي، فيقرر والده طرد أبيه من عمله، وبعد ثورة 52، يرأس علي لجنة مصادرة أملاك الأمير، تلقاه إنجي التي تظن أنه جاء شامتًا ولكنها تكتشف صدق عاطفته. يطلق علاء الرصاص نحو علي فيصيبه إصابة بالغة ولكن علي يقتله .

نحن لا نزرع الشوك.. لم يتزوجها بسبب الفقر 

بعد ان تعاني الفتاة اليتيمة «سيدة» ، قسوة زوجة أبيها، تنتقل للعيش في بيت أحد أصدقاء والدها المتوفي، لكن زوجته تعاملها كخادمة، ومن هنا يبدأ مشوارها في العمل كخادمة في المنازل، وتنتقل للعمل بمنزل «حمدي السمادوني» الذي تقع في حبه، لكنه بحكم الظروف الاجتماعية، يختار أن يتزوج فتاة أخرى غيرها ... 

فيلم أفواه وأرانب.. نعمة تتغلب على الفوارق الاجتماعية وتتزوج من «الثري»

«نعمة»، أو فاتن حمامة، التي تعيش مع شقيقتها الكبرى وأسرتها المكونة من زوجها عبد المجيد وأولادهم التسعة، وتعاني الأسره من ضيق الحال، لتهرب نعمة إلى المنصورة وتجد عملا في مزرعة محمود بيه، الذي سرعان ما يكتشف مهارتها وحسن تصرفها فيقربها منه حتى يقع في حبها خصوصا بعد انفصاله عن خطيبته. وتعارض شقيقته الزواج من نعمة ولكنه لم يكن مهتما بالفوارق الاجتماعية أو الثقافية..

الشروق المصرية في

11.05.2015

 
 

الجمهور أشاد بتطور تقنيات الفيلم المحلي

«مزرعة يدو 2».. السينما الإمـاراتية تُثبت حضورها

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

يُعرض في دور السينما المحلية وبعض الدور الخليجية الجزء الثاني من الفيلم الإماراتي «مزرعة يدو» للمخرج أحمد زين، وهذه الخطوة تعد الأولى من نوعها محلياً وخليجياً بأن تكون صفة الجزء الثاني تطلق على فيلم إماراتي أو خليجي، وهي إشارة واضحة الى أن الحراك السينمائي الإماراتي، سواء كان حاضراً في المهرجانات السينمائية أو التجارية، يصر على وجوده وإثبات جدارته. ويأتي الجزء الثاني من «مزرعة يدو» ليعطي نوعاً من الأمل، وهذا ما لاحظته «الإمارات اليوم» في الاستطلاع الذي أجرته مع بعض مشاهدي الفيلم، الذين أكدوا أن الفيلم فيه الكثير من التطور عن الجزء الأول، مُثنين على أداء الممثلين، ومتفقين على أن الجرعة الكوميدية فيه كانت متوازنة ومتسقة مع أحداث الفيلم، التي تتسم بالرعب لارتباطها بحكايات الجن، مانحين إياه علامة راوحت بين خمس وثماني درجات.

الفيلم أعلن عن نفسه أنه فيلم إماراتي 100% من ناحية الصناعة ككل، بدءاً من السيناريو والتأليف والتمثيل والانتاج والاخراج، وهو من بطولة عدد كبير من الفنانين الإماراتيين، من بينهم منصور الفيلي، عبدالله بوهاجوس، سلامة المزروعي، عبدالله سعيد بن حيدر، محمد مرشد، ياسر النيادي، سعيد الشرياني، عبدالله الحميري، عائشة السويدي و(أم راشد).

يقول منذر العبار (30 عاماً): «بصراحة أنا شاهدت الجزء الأول من الفيلم رغبة مني في معرفة التطور الذي يحصل في صناعة السينما المحلية، ووجدت أن ثمة تطوراً في الجزء الثاني، لكن في الوقت نفسه توجد أخطاء كثيرة، خصوصاً في الاضاءة وتناسق اللقطات»، مانحاً اياه خمس درجات.

في المقابل، قال كمال علي (26 عاماً): «أحببت الفيلم، وشعرت بالفخر لوجود فيلم اماراتي على هذا الشكل، حتى القصة فيه مثيرة وتناولها كوميديا كان كنوع من تخفيف جرعة الرعب في الفيلم»، مانحاً إياه ثماني درجات.

فالفيلم يبدأ أحداثه الفعلية في المزرعة حول الجدة (أم راشد) التي تستدعي احدى المطوعات المتخصصات بالجن الى المزرعة بسبب البحث حول تناقص عدد الأغنام كل ليلة، والظروف المحيطة بهذا الحدث هو أساس قصة الجزء الثاني من «مزرعة يدو».

يقول إحسان محمد (29 عاماً): «أنا من مصر، الرائدة في صناعة السينما العربية، وأستطيع ببساطة لمس التطور الذي يحدث في الفيلم الإماراتي»، موضحاً «الفيلم جميل ومتمكن من أدواته، ويوجد تطور واضح في طريقة الصنع بين الجزأين الأول والثاني»، مانحاً اياه سبع درجات.

أما بالنسبة للعنود محمد (20 عاماً)، فالفيلم لا يمت للسينما بصلة «كإماراتية لم أشعر بالفيلم، نحن بحاجة الى سينما تواكب تطور بلادنا، لا أن تعيدها الى الوراء»، رافضة إعطاء أي نتيجة.

وبرأي مغاير قالت زينب الظاهري (24 عاماً): «أنا أرى أن وجود فيلم اماراتي في السينما التجارية هو إنجاز بحد ذاته»، وأضافت «يوجد العديد من الأفلام العالمية والعربية نتفق معها ونختلف، لكن وجودها في منافسة يعطيها دفعة لأن يقدم صنّاعها المختلف في الأعوام المقبلة»، مانحة إياه ست درجات.

يتم كشف أن السبب وراء اختفاء الأغنام هو الجن الساكن في المزرعة، في الوقت الذي نرى فيه الشباب الخمسة الأصدقاء يخططون لرحلة بحرية وبرية، لا يدركون أن الخطر بات قريباً منهم، خصوصاً بعد اعلان أن الجن لن يرحل إلا بموت أحدهم، وهنا تنتقل أحداث القصة الى قيمة الصداقة والترابط.

يقول محمد نضال (16 عاماً): «سمعت بوجود فيلم إماراتي في دور العرض المحلية، وأحببت أن أشاهده، وبالفعل أعجبني، وبدأت أنصح اصدقائي بمشاهدته، فقصته جميلة والتمثيل فيه راقٍ»، مانحاً إياه ثماني درجات.

في المقابل، أكدت منيرة الحمادي (28 عاماً)، أن أداء الممثلات أضعف من أداء الممثلين «المرأة في الفيلم باستثناء (أم راشد) لم يكن لها أي تأثير، حتى المعالجة الروحانية كانت بسيطة بأدائها ولم تقنعني»، مؤكدة «نحن مع دعم صناعة السينما في الدولة، لكن يجب على صناع الأفلام أن يحترموا عقولنا أكثر، فنحن نتعامل مع أفلام عالمية من الصعب أن لا نقارن ما نشاهده معها»، مانحة الفيلم خمس درجات.

ويهدف «مزرعة يدو 2»، حسب صناع الفيلم، إلى تثقيف المشاهد بمسألة الجن، وكيفية تفاديه والعلاج منه بطرق شرعية عبر القرآن الكريم والأحاديث النبوية والأدعية، بعيداً عن الدجل والأكاذيب المضللة لضعاف النفوس.

ومازال الفيلم يُعرض في دور السينما المحلية، وفيه الكثير من الأحداث المتسمة بالرعب والكوميديا.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

11.05.2015

 
 

محور مناقشات في نقابة الفنانين

أفلام الجوائز الأردنية على طاولة النقد

عمّان - ماهر عريف:

واجهت أعمال أردنية حاصلة على جوائز في مهرجان الفيلم الأول والثاني انتقادات عدة خلال جلسات مناقشة أسبوعية تلت عرضها تباعاً على مدى شهر إبريل/نيسان الماضي في مقر نقابة الفنانين سجّلت "الخليج" أبرز ما جاء فيها .

رأت تحفظات اعترت فيلم "هي أختك" الحائز على جائزتي أفضل مخرج علاء ربابعة وممثلة دور أول تحرير القريوتي في المهرجان الأول أن العمل الذي طرح معاناة المرأة، سقط في فخ نص متواضع ومبالغة غير مطلوبة لازمت أداء أغلب المشاركين .

وقال المخرج محمد عزيزية المعقب الرئيس بعد عرض الفيلم: "غلبت تعبيرات زائدة على الحد أداء عدد من الممثلين وهناك حوارات شكّلت عبئاً ثقيلاً ومشاهد فقدت التبرير الدرامي المناسب بينها مغادرة الفتاة فجأة منطقة خاوية بعدما ذهبت مع شاب تُدرك مُسبقاً نياته السيئة وفي المقابل نجح المخرج في تقديم رؤية بصرية مُتقنة .

وصف الفنان جميل عواد النص بأنه "متهاوٍ ومتهافت ومتكرر" ورأى أن محاولات المخرج بُنيت على سيناريو ضعيف وممثلين متواضعي الإمكانات فيما أشاد بمدير التصوير .

وتساءل الفنان زياد أبو سويلم عن قصد الفكرة الرئيسة المطروحة من الموضوع بين هواجس جرائم الشرف وقمع المرأة، واصفاً بعض المشاهد بأنها "مبتورة ولم تصل رسالتها الكاملة" فيما شدد الناقد رسمي محاسنة على تحمّل المخرج بطريقة أو أخرى جزءاً أساسياً من المسؤولية حيال اختيار النص وأداء الممثلين، وقال: "دعونا لا نجامل ولنضع الأمور في نصابها الصحيح" . 

ووجدت تعليقات تبعت عرض "السلم والحيوان" الحائز ممثله محمد الإبراهيمي على جائزة أفضل دور ثانٍ في مهرجان الفيلم الأول، أن مخرجه سيف الساحر لم يتعامل كما يجب مع "إقحام" مشاهد للحوار الضمني مع الحيوانات، بصورة أخذت أسلوباً هزلياً أقرب للسياق "الكرتوني" بما لا يتناسب مع طرح قضية معاناة الفنانين في العمل .

ورصد المعقب الرئيس على العرض المخرج فيصل الزعيي ما نعتها "إشكالات" طالت بناء السيناريو الفيلمي والانتقال "المفاجئ" بين بعض الشخصيات، وعدم تكوين مدخل درامي ملائم للحوارات المُفترضة منتقداً بشدة "التقطيع" السريع الذي عدّه الأكثر سوءاً في العمل "لأنه جاء أثناء المونتاج وبعد الانتهاء من كل متطلبات التصوير" كما أبدى ملاحظات على الإضاءة.

وقالت الفنانة نادرة عمران إن الفيلم أقرب إلى تجربة شبابية ومحاولة مبتدئة لا تندرج ضمن مقومات ومفاهيم صناعة السينما . ودعت المخرج لدراسة السيناريو بدقة في المرات المقبلة فضلاً عن الاهتمام بجمالية الصورة وشروط تقديمها .

وأجمعت تحفظات لازمت فيلم "خيانة جسد" الذي تناول مخرجه ومؤلفه أحمد المفالح تداعيات إصابة شابة بمرض السرطان، ونالت من خلاله إيمان ياسين ونهى سمارة جائزتي أفضل ممثلة دور أول وثانٍ إلى جانب جائزة أفضل أزياء في مهرجان الفيلم الثاني على "اختلال لافت في التوازن الفني والموضوعي"، وقال المعقب الرئيس المخرج نبيل الشوملي: "مدخل الفيلم لم يكن مبرراً جعل من شخصية الطفل الثانوية محوراً رئيساً، وظهرت البطلة ذات سمات سلبية حيال التعامل مع المرض بصورة تتنافى مع موقعها وكان الصراع الدرامي غير مكتمل والبناء الموضوعي ضعيفاً وغابت متعة الأداء في التفاعل مع الأحداث وساد السرد المُخالف لأساس العمل الفيلمي وتكرر "المونولوج" الذي عفا عليه الزمن" . 

وزاد الشوملي: "لمستُ ارتباكاً في النص وأنصح المخرج بعدم تكرار تجربة الكتابة الفيلمية في بداياته وكان يحب معالجة معضلة واضحة تجلت في افتقاد حرفية التعبير في بعض المشاهد والتخلص من "تركيبة زائدة" جانبت صواب التعامل مع الشخصيات" .

وعاب المخرج فيصل الزعبي على التمثيل الخارجي وليس الداخلي للشخصيات فيما علقت الفنانة ريم سعادة بأن المخرج كان مقيّداً في تعامله مع الموضوع وانعكس ذلك على أداء الممثلين حيال مناقشة قضية حساسة وعدم مراعاة التناغم تماماً مع الشخصيات، بينما رأت الفنانة أسماء مصطفى أن هناك غياباً للروح في العمل ووجد المخرج بسام المصري نقصاً في اكتمال مضمون المشاهد حتى النهاية .

غياب الانضباط الدرامي

خلصت ملاحظات محدودة على فيلم "5 .37" الحاصل على 7 جوائز في مقدمتها أفضل عمل متكامل في مهرجان الفيلم الأول إلى إغفال المخرج حماد الزعبي تبني وجهة نظر محددة بين تقديم معايشة الشخصيات التي جسدها الفنان شاكر جابر تفاصيل خيالية افتراضية منذ البداية أو ذهابها إلى أحلام بعيدة المدى، وقال الزعبي: هناك "عدم انضباط" درامي إذ لم يتضح إن كان المتشرد والمريض والبرجوازي والطبيب وغيرهم شخصاً واحداً يعاني انفصاماً أم أنها مجرد رغبات . وأضاف: "الصورة جميلة بلا شك والممثل أتقن أدواره المتباينة لكن بعض "اللقطات" عابها "جغرافية المشهد" ولم تكن اتجاهات الالتفاف يميناً ويساراً دقيقة" .

الخليج الإماراتية في

11.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)