كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

السينما صناعة لقيطة

علا الشافعى

 

حرب تكسير العظام بين أعضاء الغرفة على زيادة نسخ «الفيلم الأجنبى».. وقضية ضد الحكومة بسبب «القرصنة».. والدولة «ودن من طين وودن من عجين»

لا أحد يعرف حتى الآن، شكل المشهد السينمائى مستقبلا، خصوصا في تلك المعارك الضارية التى تخوضها غرفة صناعة السينما في الفترة الحالية، علي أكثر من جبهة حتى داخليا بين أعضاء الغرفة حيث يطالب البعض منهم زيادة نسخ الفيلم الأجنبى بسبب قلة الإنتاج المصرى، ومنهم المنتجة إسعاد يونس والمنتج جابى خورى واللذان يشددان علي ضرورة زيادة نسخ الفيلم الأجنبي، ضمانا لاستمرار الشاشات في العمل وعرض أفلام، في حين أن باقي أعضاء الغرفة ورئيسها المنتج فاروق صبرى يرفضان هذا الاتجاه، مؤكدين أن زيادة نسخ الفيلم الأجنبي معناها ببساطة اغتيال المنتج المصرى، وهى المعركة التى تدور رحاها، داخل الغرفة وبين أروقتها ودخل فيها وزير الثقافة كطرف ومن ناحية أخرى قام رئيس الغرفة برفع دعوى قضائية، أمام المحكمة الاقتصادية ضد الحكومة، والتى لم تتخذ أية إجراءات رادعة حيث رفعت الغرفة قضية تحمل رقم 288 / 7ق ، ضد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وشركة النايل سات والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وتم تحديد أول جلسة فى الرابع من شهر يوليو المقبل لنظر القضية.

ولفت فاروق صبرى إلى أن الغرفة مع بداية ظاهرة القرصنة وسرقة الأفلام من دور العرض، وهي تناشد الدولة التدخل لإنقاذ الصناعة من الانهيار خصوصا وأن القنوات الفضائية المقرصنة تسرق الأفلام المصرية منذ عام 2005، وتقوم بإذاعتها من خلال ترددات قمر اليوتل سات الفرنسى على شاشاتها بعد أسبوع واحد من طرحها فى دور العرض، وهو الأمر الذى يتسبب فى خسارة 90% من إيرادات هذه الأفلام محليا وإقليميا لأن الدول العربية التى كانت تتعاقد على الفيلم أصبحت تبخس ثمنه بعدما يتم عرض النسخة المسروقة على هذه القنوات.

وأوضح أن القضية بدأت بعدما استعانت شركة «النايل سات» بترددات إضافية لبث بعض القنوات فطلبت من شركة «اليوتل سات» الفرنسية أن تعدل مسار قمرها الصناعى، حتى تستطيع تأجير بعض الترددات من عليه، وبث القنوات داخل مصر وهو ما تم بالفعل ولكن الشركة لم تراع فى عقدها المبرم مع «اليوتل سات» الفرنسية أن تضع شرطا يقضى بعدم أحقية أى قناة بالبث داخل مصر إلا من خلال موافقة كتابية منها، ولذلك كثرت القنوات المقرصنة التى تبث داخل مصر من خلال ترددات اليوتل سات، ويبدو أن الحكومة تعمل ودن من طين وودن من عجين، حيث تركت السينمائيين بمفردهم في مواجهة الأمر لدرجة أن الكثير من الدول التى تمت مخاطبتها خاطبت شركة اليوتل سات والمسئولين فى فرنسا ولكن جاء ردها مخيبا وقالوا «لماذا لم تتخذوا شروطا تحميكم!!».

الحديث عن القوى الناعمة.. فى القاعات المغلقة..

ويبدو أن الحكومة، والتى يتحدث وزراؤها وقادتها دائما، عن أهمية القوى الناعمة، وضرورة توظيفها، لتستعيد الدولة شخصيتها وهويتها، هو مجرد كلام لطيف يتم ترديده في القاعات والاجتماعات التى جرت بين السينمائيين، والذين قدموا ملفات بكل مشاكل وأزمات الصناعة، ولكن للأسف يبدو أن مكانها الأدراج فالحكومة تحاول بقدر كبير الحفاظ علي بعض الصناعات ولكن يبدو أن صناعة السينما تأتى في ذيل قائمة اهتمامات الحكومة، فمن يصدق ان الاجتماعات الكثيرة التى عقدها رئيس الوزراء ابراهيم محلب، والأخري التى عقدت تحت إشراف مستشارة الرئيس للأمن القومى الدكتورة فايزة أبو النجا والتى لم تسفر هي الأخري سوى عن مجموعة من الوعود لم يتحقق منها شئ علي أرض الواقع، ولذلك يصفها رئيس الغرفة والقائمون علي الصناعة بالاجتماعات الصورية.

ومن هنا يتساءل رئيس الغرفةهل الحكومة لا تعترف بصناعة السينما ولا تعتبرها صناعة أمن قومى؟وأضاف أن تخاذل الحكومة فى هذا الملف تسبب فى تفاقم الأزمة بشكل مباشر إذ أن القنوات المقرصنة كان نشاطها فى بادئ الأمر مقصورا على عرض أفلام قديمة، ولكنها عندما أيقنت أن الحكومة لن تقف فى طريقها أصبحت تعرض الأفلام الحديثة فور عرضها بالسينمات وتخسرنا ملايين، وأوضح أن المنتجين المصريين لن يستطيعوا تحمل عواقب السرقات المتتالية لإيرادات أعمالهم وسوف تدفعهم الخسارة إلى الهروب من مهنة الإنتاج السينمائى أو التحول لمهنة توزيع الأفلام الأجنبية.

ويبدو أن تصريحات رئيس الغرفة لها منطقها خصوصا وأن هناك بعض المنتجين والموزعين الذين أعلنوا عن رغبتهم في زيادة عدد النسخ المعروضة من الفيلم الأجنبي مادامت الحكومة لا تحل ولا تربط ولم تف بأي وعد حتى فيما يتعلق بتعديل القوانين لذلك قرر بعض القائمين علي الصناعة البحث عن مصلحتهم، حيث دعت المنتجة إسعاد يونس والمنتج جابى خورى للمطالبة بزيادة نسخ الأفلام الأجنبى على حساب العربى، بدعوى أن الوقت الحالى يشهد زيادة فى عدد دور العرض السينمائية عن السابق، واحتياج هذه الدور لوجود نسخ كثيرة من الأفلام الأجنبية حتى تعرضها على شاشتها، إضافة لعرض الأفلام الأجنبى فى السينمات الموجودة بالأقاليم، وهو ما رفضه عدد من أعضاء الغرفة ومنهم المنتج فاروق صبرى رئيس الغرفة والمنتج هشام عبد الخالق وخالد عبد الجليل وسمير فرج لأن من شأن هذا القرار أن يقضى على صناعة السينما المصرية، مؤكدين أنه فى حالة سماح الغرفة بزيادة نسخ الأفلام الأجنبى سيقوم أصحاب دور العرض برفع الأفلام المصرية من السينمات حتى يفسحوا مجالا أكبر للأفلام الأجنبية مما سيتسبب فى خسارة مادية للأفلام المصرية التى لن تستطيع بميزانيتها المحدودة منافسة الأفلام الأجنبية ذات الميزانيات الضخمة والتقنيات الحديثة والمبهرة للمشاهدين، خصوصا وأن هناك دولاً عديدة تضررت وفقدت صناعة السينما بسبب الانفتاح واستيراد الأفلام الأجنبية بدون حساب، مثل السينما الإيطالية التى تضررت من عرض الفيلم الأمريكى بكثافة لديها، مما جعل المنتجين المحليين غير القادرين على المنافسة والذين يقدمون أفلاما متوسطة الميزانية، إلى ترك مجال الإنتاج السينمائى والتحول إلى توزيع الأفلام الأجنبية، سعيا وراء المكسب السريع لأن موزع الفيلم الأجنبى يعطى الفيلم للموزع المحلى بالدولة التى يريد عرضه بها مجانا، ويشترط عليه أن يقوم بعمل حملة دعائية مكثفة للفيلم، ويقوم بعرض نسخة فى سينمات كبيرة وعليها إقبالا شديدا، ثم يتفق معه على نسبة 15 % أو غيرها من الأرباح التى يحققها الفيلم، وبذلك يكسب الموزعين أموالا طائلة بدون المجازفة بالإنتاج أو تحمل مخاطره، وهو ما سيئول إليه الأمر بالنسبة لصناعة الفيلم المصرى فى حالة سماح الغرفة بزيادة نسخ الأفلام الأجنبى المعروضة بالسينمات.

في حين أكد أشرف مصيلحى مسئول دور عرض، أن عدم عرضهم للفيلم الأجنبى يكّبدهم خسائر باهظة، خصوصا وأن تقنيات العرض ستتغير في سينمات الاقاليم من ال35 مللي الي الديجتال، وستحتاج هذه السينمات إلى نسخ أكثر من الأفلام الأجنبى، موضحا أن في حالة وجود أفلام مصرية سيتم بالطبع إعطاؤها الأولوية، لذلك فمن الممكن زيادة نسخ الأفلام الأجنبية مقابل أن تضع الغرفة قرارا يلزم أصحاب دور العرض بتخصيص 75% من وقت القاعة لعرض الفيلم المصرى بدعوى أن من شأن هذا القرار أن يضمن عرض الفيلم المصرى بصورة أكبر من الفيلم الأجنبى.

ولا أحد يعرف الي أين ستنتهي تلك المعارك، والتى تؤكد أن صناعة السينما هي صناعة لقيطة بمعنى الكلمة وما يؤكد تلك النظرة هو وكل ممارسات الحكومة، وأيضا بعض العاملين في الصناعة والذي أعتقد أن هناك عددا منهم لا يعمل بإخلاص لتلك المهنة التى طالما منحتهم المكاسب من حق إسعاد يونس أن تطالب بزيادة النسخ ولكن عليها أيضا دور في دعم وتشجيع الإنتاج المصري؟ بدل من استسهال المطالبة بزيادة النسخ للفيلم الاجنبي عليها أن يكون لديها خطة موازية لانتاج عدد من الأفلام لأن شركاتها هى وغيرها ممن رفع ايديهم عن السينما في السنوات العجاف الاربع الماضية، تم تأسيسها انطلاقا من كونها شركات انتاج وتوزيع وليس العكس ، واذا كانت الحكومة تتعامل مع الصناعة بتجاهل شديد مكتفية بالكلام المعسول فمن باب أولي أن يخشي السينمائيون علي الصناعة ويدافعوا عنها أو يشتغلوا بإخلاص، لتعود حركة الإنتاج الي سابق عهدها ووقتها يحق لهم المطالبة بزيادة النسخ.

الأهرام اليومي في

08.05.2015

 
 

فجر يوم جديد: {جمهورية إمبابة}... السادية!

كتب الخبرمجدي الطيب

أغرب ما في الفيلم المسمى «جمهورية إمبابة»، الذي كتبه مصطفى السبكي وأخرجه أحمد البدري، أنه انتهى بمقتل كل من شارك فيه، فالبطل «حسن» (باسم سمرة) لا يكتفي بقتل غريمه المعلم «ياسين» (أيمن قنديل) وإنما يلغ في دمه ويلتهم قلبه، والفتاة المُغرر بها «ميادة» (علا غانم) تطعن حبيبها «ذوق» (محمد فاروق)، وتتشفى فيه وهو يلفظ أنفاسه، بينما تُقتل «نهلة» (الراقصة كاميليا) ربما لأنها «حملت في الحرام»، ولحق بها «طه» (أحمد وفيق) كونه شريكها في الإثم. والأمر نفسه بالنسبة إلى المرأة اللعوب «سوزي» (إيناس عز الدين) التي تدفع ثمن خيانتها. ولولا أن الرقابة اعترضت، في ما يبدو، على قيام «حسن» بإطلاق الرصاص على قوات الشرطة، لحظة القبض عليه، لأمكنه قتل الجميع!

يقدم «جمهورية إمبابة» الحارة المصرية في أسوأ صورها، فإضافة إلى الزيف والصنعة والتكلف، تخاصم الواقعية (ديكور خالد ناجي)، وتقطر ضحالة وبلادة وفجاجة وتقليدية وسطحية، بينما يبدو الدم مُستباحاً، ويقفز بغزارة في وجوهنا، بالدرجة التي تدفعنا إلى الشك بأن أصحاب الفيلم «ساديون»!  

يبدأ الفيلم بتقديم أهل الحارة، حيث الشاب {طه} الناقم على وضعه فيستغل أزمة السولار، ويبيع الجاز المغشوش، وسائق الميكروباص المكافح {حسن}، الذي يعشق {سلمى} (فريال يوسف) لكن شقيقها البلطجي {ذوق} يسعى إلى استثمار جمالها بأن يزوجها لتاجر المخدرات، وهو نفسه الذي يُغرر بجارته {ميادة} التي تحبه، لكنها لا تجد ما يحول دون موافقتها على بيع جسدها بحجة الخلاص من الفقر، وجمع الأموال التي تعجل بزواجهما. ثم تنتقل الكاميرا فجأة، إلى ملهى ليلي بحجة أن {طه} يعمل فيه، ونُدرك، على الفور، أن الانتقال كان مطلوباً لتقديم الفقرة المعتادة للراقصة ذات الأرداف المثيرة، والصدر العاري، ومعها المطرب الشعبي، بالإضافة إلى مؤخرات وصدور الفتيات التي تترجرج أمام الكاميرا من دون حساب، فالمنتجان (ريهام صبري وطارق عبد العزيز) لم يكتفيا بالاستعانة بأحد أفراد عائلة {السبكي} ليكتب، وأحمد البدري الذي يدين للعائلة بالكثير ليخرج، وإنما استعارا {الخلطة السبكية} المعروفة، حيث المكان القبيح، والشخصيات الشائهة، وكل ما يكرس الذوق المنحط، ورغبة من جانبهما في تحقيق المزيد من النجاح تجاوزا {الجرعة السبكية}، وشجعا السيناريست والمخرج على تقديم راقصة ومطرب بين المشهد والآخر، وإطلاق {الإفيهات السمجة} (عليها جسم يودي القسم / أولها كلام وآخرها برشام / اللحم الرخيص الناس عليه بتهيص)، والاحتفاء بالعُهر الأخلاقي، والغرق في وحل المراهقة السياسية (الظلم الاجتماعي يدفع الفقراء إلى أشرار يستعذبون الفساد والرذيلة)!

لا تصدق الزعم بأن غياب قبضة الأجهزة الأمنية، وضياع هيبة الدولة، متعمدٌ للإيحاء بأن إمبابة أصبحت {جمهورية داخل الجمهورية}، فهي محض ادعاءات وافتراءات مثلها مثل المواقف العشوائية، والانقلابات الفجائية، التي امتلأ بها الفيلم، ولم يكلف أصحابه أنفسهم اطلاعنا بمبرراتها الدرامية، فابن البلد... الشهم {حسن}، الذي لا يقبل العيب ويرفض الحرام يتحوَّل إلى مجرم محترف ما بين طرفة عين وانتباهتها، ويتحوَّل إلى واحد من أساطين تجارة السلاح والمخدرات والآثار وغسيل الأموال. والحبيبة {سلمى} تقبل الزواج من تاجر المخدرات بحجة أنها تضحي لإنقاذ حبيبها. و{طه} المُضرب عن الحب والزواج يتراجع عن قراره، عقب اكتشافه أن عشيقته الراقصة {حامل}، بينما صديقتها {سوزي} تتحرش بابن الحارة، الذي يتجاهلها، وتثأر منه بأن تنضم إلى عصابة أعدائه. ويصبح تاجر المخدرات الآمر الناهي في الحارة، وتصل سطوته إلى الدرجة التي يتخذ فيها قراراً بطرد {حسن} وأمه من دون أن يتحرك {شنب} في الحارة المطلوب منا أن نصدق أنها {شعبية}، ثم يعود ليحرق بيتهما، والأم في داخله!

أزعم أنني لم أر في حياتي فيلماً يُعاني خللاً في الرؤية، وفي تسكين الأدوار، والعجز عن إدارة الممثلين، كما هي الحال في {جمهورية إمبابة}، حيث الرقص والغناء {على قفا من يشيل}، والأداء الضعيف ليس مقصوراً على باسم سمرة، أحمد وفيق، فريال يوسف وعلا غانم، الذين كانوا في أسوأ حالاتهم، وإنما ينسحب على أيمن قنديل الذي جسد القبح شكلاً ومضموناً، ومحمد فاروق الذي ينبغي عليه أن يتلقى دروساً في كيفية أداء أدوار الشر، فما يفعله، ومعه مراد فكري وإيناس عز الدين، لهو دليل صارخ على أن {التمثيل مهنة من لا مهنة له}.

في العام 2005، قدَّم الكاتب الكبير وحيد حامد فيلماً بعنوان {دم الغزال} رصد فيه تدشين ما سمي وقتها بـ {جمهورية إمبابة الإسلامية} على يد {أمير} كان في الأصل {طبالاً} (!) ومع انتصاف عام 2015 نجد أنفسنا أمام فيلم يزعم أصحابه أنه يرصد القبح والعنف والعشوائية بينما هو مستنقع للقبح والسادية!

زيادة نسخ الفيلم الأجنبي...

ضربة جديدة للسينما المصرية

كتب الخبرجمال عبد القادر

أثار طلب بعض أصحاب دور العرض، في مقدمهم المنتجة إسعاد يونس والمنتج جابي خوري، بزيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي في الصالات من 12 إلى 30 نسخة، موجة من الانتقادات والغضب، لما يحمله الطلب من تأثير سلبي على السينما المصرية.

عن مبررات الطلب وتأثيره على السينما المصرية كانت لنا هذه المتابعة.

يرى المنتج محمد العدل أن انخفاض الإنتاج السينمائي دفع أصحاب دور العرض إلى طلب زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبي في الصالات، و{هو مبرر غير صحيح. أولاً، لأن بعض أصحاب الصالات في الأساس منتجون وهم توقفوا عن الإنتاج السينمائي بمحض إرادتهم. ثانياً، سمح القانون لبعض المنتجين باستيراد الأفلام الأجنبية تشجيعاً لهم على دخولهم مجال الإنتاج السينمائي ولكن بعد أن توقفوا عن الإنتاج كان لا بد من توقيفهم عن الاستيراد}.

وأضاف العدل أن تشابك المصالح بين الإنتاج والتوزيع وملكية دور العرض هي التي أدت إلى ما نحن عليه الآن، وهو البحث عن المصلحة الشخصية من دون الاهتمام بالمصلحة العامة، والسينما المصرية عموماً. وتساءل: {لماذا لم يقدم الموزعون وأصحاب دور العرض الدعم الكامل للفيلم المصري وللأفلام المستقلة كي تخرج السينما المصرية من أزمتها. إن كانوا قد توقفوا عن الإنتاج فعليهم تقديم الدعم لمن لم يتوقف أو يحاول الاستمرار في الإنتاج، بدلاً من توجية الضربة القاضية والأخيرة إلى السينما}.

في السياق نفسه، رأى المنتج والمخرج هاني جرجس فوزي أن السبب الرئيس في طلب زيادة نسخ الفيلم الأجنبي هي سيطرة رجال الأعمال والقطاع الخاص على صناعة السينما وتراجع دور الدولة، حتى في سن قوانين وتشريعات تنظم العمل بالصناعة، {ما سمح لكل صاحب مصلحة بالسعي إلى تحقيق أهدافه من دون أي اهتمام بمصير السينما. على ذلك، سيتحكم صاحب دار العرض في الفيلمين المصري والأجنبي ويرفع أي فيلم وقتما يشاء... أي أن الأمر سيتحول من فوضى وعشوائية إلى فوضى مقننة وعشوائية بموافقة الجهات المسؤولة}.

كذلك ذكر الناقد نادر عدلي أن وزير الثقافة المصري لا علم له بصناعة السينما وما يدور فيها، فقد تجاهل المجلس الأعلى للثقافة ولجنة السينما التابعة له والمركز القومي للسينما ومستشاريه، وحوَّل طلب زيادة النسخ إلى غرفة صناعة السينما لإبداء الرأي، وذلك رغم أن البت في الطلب من صميم عمل الوزير وصلاحياته.

تابع: {كان على الوزير أن يطلب مشورة الجهات السابق ذكرها بدلاً من تحويل الطلب إلى الغرفة التي يُسيطر عليها أصحاب دور العرض والموزعون، حتى أصبحوا خصماً وحكماً في الوقت نفسه. وإذا حدث ووافق الوزير بعد ذلك على الزيادة سيتحوَّل هو شخصياً إلى مندوب توزيع للفيلم الأجنبي في مصر جراء هذا القرار الخاطئ}.

وأضاف عدلي أن الموافقة على الطلب بمثابة المسمار الأخير في نعش السينما المصرية التي بدأت تتعافى أخيراً، فلأول مرة منذ الخمسينيات يُعرض 17 فيلماً خلال أربعة أشهر فقط، من ثم فإن الحديث عن انخفاض الإنتاج كذب وتضليل.

بدوره أكد الناقد طارق الشناوي أن {العشوائية والمصلحة الشخصية اللتين تُسيطران على صناعة السينما هما وراء طلب زيادة نسخ الفيلم الأجنبي في الصالات المصرية، لأن المطالبين بذلك يسعون إلى مصالحهم الشخصية التي بدأت مع ظهور الاحتكار ومحتكرين سيطروا على السينما وحققوا كل ما يريدون. وأشار أنه لا بد من دراسة الأمر بدقة قبل اتخاذ أي قرار، كذلك يجب تفعيل الحد الأدنى للإيرادات، ونزع الأمر من يد أصحاب دور العرض كي لا يرفعوا الأفلام كما يشاؤون، وهو ما يحدث الآن مع بعض الأفلام.

بينت الناقدة علا الشافعي أن تحقيق الطلب سيؤثر سلباً على السينما المصرية، ليس فحسب بسبب دخول الفيلم الأجنبي وإزاحته الفيلم المصري، ولكن بسبب التوقيت السيئ الذي اختاره أصحاب دور العرض لتقديم طلب الزيادة. تابعت: {وإذا كان مبررهم قلة الإنتاج، فلماذا توقفوا عنه وهم في الأساس منتجون، وأصحاب شركات إنتاج استقدموا الأفلام الأجنبية من خلالها. وأضافت علا أن {تراخي الدولة وعدم اهتمامها بصناعة السينما أديا إلى الوضع المؤسف الذي وصلت إليه السينما المصرية، لذا يجب على الدولة، حسب رأي الفنان الكبير نور الشريف، والذي أوافقه، أن تعود إلى الصناعة، أولاً عبر دور العرض التي تملكها وتركتها للقطاع الخاص يديرها. ستشكل عودة الدولة إلى دورها طوق نجاة للفيلم المصري. كذلك يجب أو توضح رؤيتها واستراتيجيتها تجاه السينما وتبدي الاهتمام عبر تنظيم الصناعة وإصدار قوانين وتشريعات}.

اختتمت علا: {على جميع المنتجين أولاً أن يعودوا إلى الإنتاج، ثم أهلا بالفيلم الأجنبي بأي عدد من النسخ}.

تحدث نائب رئيس غرفة صناعة السينما شريف مندور قائلاً إن لديه {تخوفاً كبيراً من زيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية من تسع نسخ إلى 30 نسخة، لأن الأمر سيؤثر على صناعة السينما المصرية التي نسعى إلى الحفاظ عليها}. وأشار إلى إشكالية مع موزعي الأفلام بشأن زيادة الأفلام الأجنبية، سيسعون إلى حلها بما يحمي السينما المصرية، فغرفة صناعة السينما شتناقش الموضوع من مختلف جوانبه لاتخاذ قرار يصب في مصلحة صناعة السينما المصرية.

كذلك أكد المنتج الفني محسن بغدادي أن القرار، في حال تطبيقه، سيؤثر كلياً وجزئياً على صناعة السينما المصرية، موضحاً أن الفيلم الأجنبي يشكل أزمة وهو يُعرض راهناً في تسع دور عرض فما بالك لو أصبحت 30 داراً، ما يعني هدم صناعة السينما المصرية.

وأضاف بغدادي: {كان لبنان ينتج أفلاماً لافتة، وعندما فتح الباب أمام الفيلم الأجنبي انتهت صناعة السينما هناك}. وتساءل: {هل غرفة صناعة السينما ستوافق على القرار؟ هل ستواصل الأفلام الأجنبية الزحف نحو دور العرض حتى تقضي على الفيلم المصري؟ ففي البداية كان التصريح بفلمين ثم بثلاثة وبعدها خمسة، وفي النهاية وصلنا إلى تسعة أفلام مع استثناء لفيلمين من الوزير ليصبح إجمالي العدد11. أنا مع زيادة عدد الأفلام الأجنبية ولكن ضد زيادة عدد النسخ، ففي مصر ثلاث شركات فقط هي تستورد الأفلام الأجنبية وبدلا من استيرادها مئة فيلم عليها استيراد 200 فيلم وعرضها في تسع دور مخصصة لها، والتي تعتبر شاشات عرض رئيسة لا يجدها الفيلم المصري.

عمر سامي: {خارج الخدمة} لا يروج للمخدرات

كتب الخبرهند موسى

في تجربته التأليفية الأولى، كتب المؤلف والمنتج عمر سامي عملاً مختلفاً عن القصص السائدة والمطروحة في دور العرض، هو فيلم {خارج الخدمة}. اختار أحداث ما بعد 30 يونيو لتكون الأساس، وشارك في إنتاج الفيلم مع مخرجه محمود كامل وبطليه أحمد الفيشاوي وشيرين رضا.

حول تقييمه هذه التجربة، وردود الفعل حولها، والجدل الذي أثير حول القصة كان لنا معه هذا اللقاء.

·        كيف جاءتك فكرة {خارج الخدمة}؟

في البداية، كتبت ملخصاً للقصة، كان مبنياً على الفترة السابقة لأحداث 30 يونيو. وجدت لاحقاً أن كثيرين يعانون حالة إحباط وملل شديدة بسبب الحوادث في البلد، لذا اختاروا الغياب عن الواقع عبر المخدرات، وثمة أيضاً من يتاجرون فيها، لذا اخترت هذا الاسم للعمل.

·        ولكن هذه النماذج ليست مستحدثة في مصر.

صحيح أنها موجودة منذ زمن طويل، لكن الأحداث، والمشكلات النفسية تسببت في زيادة نسبتها، خصوصاً في ظل ارتفاع الأسعار، وعدم استقرار الأوضاع الاقتصادية، لذا كان يجب تقديم إسقاطات حول هذه الأمور في الفيلم لبيان قدر التغييب الذي يعيشه بطلا الفيلم عن الواقع في مصر {سعيد} و{هدى}.

·        هل قابلت أشخاصاً مثل {سعيد}؟

بالطبع. ثمة أفراد يشبهونه كثيراً، فهم يرون الحياة جيدة، ولا مساوئ فيها، كذلك يعتقدون أن لا عداء بين الجيش والإخوان، فالجيش لم يتعرض لهم ولا مرة، والإخوان أحياناً يفعلون أموراً جيدة لأجل الناس. بل إن حالة الضياع التي يعيشها هؤلاء، وصلت بهم إلى درجة أنهم غير مدركين أن الطرفين يحاربان بعضهما لأنهما لا يشاهدان التلفزيون، ولا يتابعان الجديد في الساحة السياسية.

·        طريقة مشي بطل الفيلم مميزة ولافتة. لماذا لم تقدم تفسيراً درامياً لها؟

في البداية، ليست هذه الطريقة أو الحركة عاهة، وقد تكون طريقته الطبيعية في السير، والبطل يعاني آلاماً في ظهره، وإن كان هذا لم يمنعه من الركض في أحد المشاهد بسبب حالة الهلع الذي أصابه أثناء مطاردته، ولم تسأله عنها {هدى} بطله الفيلم لأن العلاقة بينهما ليست عميقة، كذلك لم تتوافر مناسبة لطرح هذا السؤال.

·        ألا ترى تناقضاً في العلاقة التي جمعت بطلي الفيلم؟

من خلال تجارب شخصية مررت بها، وأخرى تابعتها لدى المحيطين بي، اكتشفت أن علاقة قد تنشأ بين اثنين بغض النظر عن مستواهما المادي والتعليمي، ومع غياب أي لغة مشتركة للتفاهم بينهما، فربما يجدان ضالتهما ولو من خلال نقطة صغيرة تجمعهما.

·        ما الذي دفعك إلى المشاركة في إنتاج الفيلم؟

أنا منتج في الأساس، ولكن عندما بدأنا العمل على {خارج الخدمة}، وتعاقدنا مع الشركة الأساسية T production فضلت الشركة ألا تكون المنتج الوحيد للعمل، لذا دخلت هي بالجزء الأكبر من المال، ومن جانبي دخلت مع المخرج محمود كامل والبطلين بأجورنا كشركاء، وذلك كي لا نهبط بمستوى الفيلم.

·        لماذا اعتمدتم على تصوير الفيلم بمدير تصوير أجنبي؟

صحيح أن لدينا مديرين تصوير مصريين موهوبين، لكنني اقترحت والمنتج المنفذ تيمور الأعصر على المخرج محمود كامل أن يتعاون مع مدير التصوير الإيطالي أرتورو سميث لأننا تجمعنا به علاقة شخصية، وشاهدنا له أفلاماً روائية طويلة كثيرة، وأعجبنا بتصويره. كذلك يعد {خارج الخدمة} الفيلم رقم 25 في مشواره الذي نال خلاله مجموعة من الجوائز، ودفعه إعجابه بالسيناريو إلى أن يقبل الانضمام إلى فريق عمله.

·        هل ترى أن تعاونه أثمر عن فيلم مختلف؟

بالإضافة إلى الصورة الجيدة التي خرج بها على الجمهور، يعد العمل الوحيد في السينما المصرية الذي تم تصويره بعدسة واحدة 85 مل، والمشهد الأخير فقط نفذناه بعدسة 35 مل، وكان ذلك مقصوداً لأنها تفتح النظر على ما يجري في الشقة بشكل أوسع وأكبر.

·        ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم؟

تصوير 28 يوماً في الشقة نفسها بين غرفة وصالة، وكان يتوجب على المخرج تقديم كل مشهد من زوايا مختلفة، مع ضبط الإضاءة والحركة، كذلك إبراز أحاسيس مختلفة، فتارة يتعارك البطلان، وطوراً يتعاطيان المخدرات.

·        ألم تقترح الرقابة وضع لافتة {للكبار فقط} على الفيلم؟

لا، ولكن كان لديها بعض التعليقات والاعتراضات على نقاط معينة مثل الألفاظ المستخدمة، وإن كانت أصبحت دارجة في الوقت الحالي ومطروحة في أفلام كثيرة. طالبتنا الرقابة بحذفها، لكننا استبدلنا بها صوت صفارة، رغبة منّا في إضفاء واقعية على العمل لأن المدمنين لا يتحدثون إلا بهذه الطريقة والألفاظ.

·        هل حُذفت مشاهد من العمل؟

مشهد فقط كان يتضمن تفاصيل متعلقة بأخذ {بطل الفيلم} حقنة تسببت في إحداث نزيف في ذراعه، بطريقة مستفزة، تقصدناها لجعل المشاهد يكره الإدمان، وليس دفعه إلى ذلك كما اعتقد البعض.

·        ماذا عن نهاية الفيلم؟

متروكة للمشاهد ليشغل عقله فيها، فهو بإمكانه استنتاج بعض الأمور الخاصة بالشخصيتين الرئيستين، وما إذا كانا سيتزوجان أم سيظلان مع بعضهما من دون رابط شرعي. كذلك اختلفت ردود فعل الجمهور حولها، فمنهم من اعتبرها نهاية إيجابية، وثمة من نظر إليها كنهاية مفتوحة. الأهم من ذلك أن يفكر المشاهد: هل هما من ضحايا المجتمع أم لا؟

·        ما جديدك؟

لدي أكثر من مشروع سينمائي أعمل على الانتهاء من كتابته حالياً، كذلك لدي خطة إنتاجية مع شركة T production، ومن المبكر التحدث عن العمل الذي سنبدأ به.

الجريدة الكويتية في

08.05.2015

 
 

بين السماء والأرض

محمود عبد الشكور

ظل فيلم "بين السماء والأرض" عقدة مخرجه لسنوات، صلاح أبو سيف لم يصدق عند عرض الفيلم، أن يضيع جهده الكبير، وأن يفشل الفيلم فشلا مدويا، أصابه الإحباط الشديد، ولكن العرض التليفزيونى، بعد سنوات طويلة، أعاد للفيلم اعتباره، ليس فقط باعتباره من أفضل الأفلام الكوميدية المصرية، ولكن أيضا باعتباره عملا جسورا وطليعيا مقارنة بأفلام تلك الفترة، كوميديا سوداء فى حدودها الرفيعة، 15 شخصية بين الموت والحياة، ومع ذلك، نضحك ونتأمل، بل ولا يعدم الفيلم بعدا سياسيا واضحا: مجتمع تحت الميكروسكوب، معلّق فى الفراغ، قواه القديمة ما زالت تتصارع مع قواه الجديدة الصاعدة، طبقات مختلفة تختبر تعايشها الجديد، فى ظروف استثنائية، إلى حد كبير، تتغلب الفردية والإنانية، يبدو المجتمع وكأن أفكارًا وقيما جديدة تجذبه إلى أعلى، بينما تصارع القيم والأفكار القديمة لكى تشدّه إلى أسفل، السيناريو وبراعة المخرج تدخلان المتفرج فورا إلى قلب الأسانسير، تجعلانه جزءًا من لعبة الصعود والهبوط، كاستنج مذهل، وأداء لا ينسى من كل الممثلين، تكثيف رائع للزمن من خلال المونتاج، وتحية عذبة يقدمها صلاح أبو سيف فى مشهد النهاية لفن السينما، ولكن جمهور تلك السنوات، لم يتفاعل مع التجربة، ربما استغرب الحكاية، فكرتها استقاها أبو سيف من حادث تعطل الأسانسير بزوجته وهى حامل، أظن أن المشكلة الأكبر التى واجهها المتفرج أنه لم يقدم بطلا للفيلم، أقصد هنا البطل السوبر الذى يضرب ويحقق الخير فى معظم أفلام الأبيض والأسود، أو البطل الرومانسى الذى يفوز بقلب المحبوبة، ليس هذا فحسب، فقد اكتظ الفيلم، بديلا عن صورة البطل التقليدية، بعدد كبير ممن يستحقون لقب البطل الضد: لص خزائن، نشال، زوجة تخون زوجها، ممثلة متعالية، مدير عمارة يلهو مع صديقته، بوابون أقرب إلى الأطفال فى سوء تصرفهم ونزقهم، بك يثير السخرية، مجنون هارب من المستشفى، مخرج متشدد متفرنج، رجل عجوز يريد الزواج من شابة صغيرة، امرأة على وشك الوضع، امتلأ الفيلم بنقيض البطل التقليدى على طول الخط، أما المنقذون من رجال المطافئ فهم شخصيات لا يعرفها أحد، كان الفيلم، دون قصد، على عكس الموجة بشكل كامل، لعل جرعة الخطر لم تكن مريحة رغم المواقف الكوميدية الصارخة. بعد سنوات، كانت ترسخت أكثر فكرة البطل الضد فى الأفلام، وكانت أفلام الكوارث قد حفرت لنفسها مسارات فى السينما العالمية، عاد الجمهور ليكتشف تحفة اسمها "بين السماء والأرض"، اكتشف أن أفضل وسيلة لكى تواجه الخطر فى الأفلام، هى أن تضحك لتخفف التوتر، بل لعل ذلك يشعرك بالأمان، لأنك فى الواقع داخل قاعة للعرض، ولم تكن يوما فى مثل هذا المأزق.        

فيلم "بين السما والأرض" يحتاج إلى دراسة تفصيلية شاملة، ولكنى سأكتفى فقط بتحليل لمشاهد الأسانسير بسبب أستاذية مخرجه فى عمل تكوينات بارعة من ثقب الإبرة إذا جاز التعبير.

من أصعب ما يتعرض له أى مخرج وجود عدد كبير من الشخصيات فى حيز مكانى ضيق، الصعوبة تكمن فى توزيع تلك الشخصيات فى تكوينات دالة ترتبط بالدراما، فما بالك إذا كانت المشاهد المحورية كلها فى "بين السما والأرض" مرتبطة بحبس أبطال الفيلم فى أسانسير صغير، طيب إزاى قام صلاح أبو سيف بحل هذا المأزق الذى يحيّر أكبر المخرجين؟

(1) تم عمل ديكور فى الأستديو بالطبع للأسانسير، مع حرية نزع كل جدار عند اللزوم، مما أتاح للكاميرا أن تلتقط تكوينات من جهات المكان الأربع، وبالتالى أصبح هناك مبدئيا أربع زوايا بنقل الكاميرات وتفريغ الديكور لعمل تكوينات متنوعة لشخصيات لا تتحرك تقريبا بسبب ضيق المكان، هذه ميزة لا وجود لها فى المسرح.

(2) أضاف أبو سيف لقطات من زاوية منخفضة جدا، وأخرى من زاوية مرتفعة جدا (لقطات الهرج والمرج ومابعد الولادة)، مما أضفى على المكان حيوية كبيرة، وأعطى إحساسا وهميا بفضاء لا وجود له، وكأنه يمنح أبطاله قدرة على التنفس من أجل البقاء.

(3) نجح أبو سيف فى تنويع "أحجام اللقطات" داخل المكان، قدم أحيانا كلوزات لوجه بمفرده، أو لقطة لاثنين أو لثلاثة فقط، ولكن ظلت اللقطات الغالبة لكتلة من الشخصيات معا، وصلت أحيانا إلى ثمانية أشخاص فى كادر واحد، وبذلك جمعت التكوينات بين الإحساس بالتكدس والاختناق، وهو أمر أساسى ومطلوب، وبين التركيز على جمل حوار معينة، أو بعض الثنائيات، مثل العلاقة بين محمود المليجى (اللص الكبير) وعبد المنعم مدبولى (الحرامى الصغير).  

(4) لجأ أبو سيف أحيانا إلى حركة الممثل المحسوبة إلى الأمام وسط زملائه، حدث ذلك عندما احتاج الأمر إلى أن تتحرك شخصية لكى تتصدر التكوين لأهمية ما تقوله أو ما ستفعله فى لحظة معينة. 

(5) رغم التكدس وتزاحم الوجوه فإن المخرج الكبير استعان بممثلين كبار قدموا ما يشبه مهرجانا مفتوحا للتعبيرات (أرجو مراجعة تعبيرات المشخصاتى الفذ عبد المنعم إبراهيم على وجه الخصوص).

(6) لم يتردد أبو سيف فى أن يمنح بعض "الأشياء" دورا محوريا فى التكوين كالشخوص سواء بسواء، منها مثلا صينية البطاطس فوق رأس السفرجى.

(7) أضاف أبو سيف لقطات للأسانسير من البئر الخاص به وكأنه يسقط فى الهاوية، وباستخدام المونتاج للقطع بين الداخل والخارج، ثم متابعة ما يجرى فى المكاتب وعلى السطح، وفى مباراة الكرة، وفى حجرة ماكينة الأسانسير، أصبحت لدينا مساحة بصرية متسعة خرجت من أصغر مكان ربما فى تاريخ الأفلام المصرية.

(8) لكل هذه الأسباب، فقد أعتبرت دوما أن فيلم "بين السما والأرض" هو أفضل وأعظم أفلام صلاح أبو سيف من حيث تكامل كل عناصر الحرفة والصنعة، تكفى حلول المخرج الكبير لتقديم تكوينات لأشخاص كثيرة فى أضيق مساحة ممكنة.

اليوم الجديد المصرية في

08.05.2015

 
 

وحيد حامد: أفضل من بيع"الفشار"

الفيلم الأجنبي يشعل الخلاف داخل "صناعة السينما"

القاهرة - بوابة الوفد - أحمد عثمان:

رغم محاولات الإصلاح التي تنادي بها الجهات المعنية لحال السينما المصرية والحفاظ على هويتها ومحاولات غرفة صناعة السينما التصدى لظواهر القرصنة وسرقة الأفلام وتحفيز شركات الإنتاج الكبيرة العودة للإنتاج، ظهرت في الأفق أزمة جديدة داخل أروقة غرفة صناعة السينما خاصة بعد مطالبة المنتجة والموزعة إسعاد يونس والمنتج جابى خورى

بضرورة زيادة نسخ الفيلم الأجنبي في دور العرض ومبررهم في ذلك تشغيل دور العرض وتدبير نفقات العاملين فيه وملء الفراغ؛ بسبب قلة الأفلام المصرية وضعف مستواها، فى حين أن قيادات بالغرفة ترى أن هذا المطلب هو استمرار لتدمير صناعة السينما والفيلم المصرى.

السيناريست والمنتج فاروق صبرى، رئيس غرفة صناعة السينما، يقول: نحاول جاهدين وقف نزيف الخسائر في صناعة السينما المصرية والنهوض بمستواها مرة أخرى ونسعى جاهدين لدى الحكومة المصرية لمواجهة أزمة القرصنة التي ستقضى على ما تبقى من الصناعة وهذا ما دفعنا لرفع دعوى قضائية ضد الحكومة لتقاعسها عن مواجهة هذه الظاهرة.

وأضاف: من يطالب بزيادة الأفلام الأجنبية في دور العرض لماذا لا ينتج ويملأ دور عرضه وهو في الأساس منتج وليس مستورداً أليس هذا دعماً للصناعة الوطنية.

وأشار رئيس الغرفة إلى أن فرنسا وقعت في هذا الفخ عندما اقتحمها الفيلم الأمريكي وتوقف الإنتاج الفرنسي حتى استيقظت الحكومة الفرنسية وتنبهت للمؤامرة وعاد الإنتاج الفرنسي من جديد ونحن لماذا نقبل بهذه المقترحات في الوقت الذي تمر فيه الصناعة بأزمة طاحنة وتواجه بقدر المستطاع مشاكلها التي تطنش الحكومة عن حلها.

الكاتب والمنتج السينمائى وحيد حامد يقول: هناك حالة تحفظ ونترك المصالح تقودنا، وعلينا أن نعترف بأن الإنتاج السينمائى المصرى ليس بالعدد الكافي ولا المستوى الجاذب ومن حق أصحاب دور العرض أن تستمر مهمتهم موجودة لأن عليهم التزامات وكما هو معروف الأولوية للفيلم المصري لكن بما أن الفيلم أصبح عديم المستوى، ودور العرض والجهات الرقابية لا تستطيع منع أي منتج سواء كان مصريا أو غيره وصاحب دور العرض هنا من حقه أن يعرض المتاح سواء كان فيلما أجنبيا أم مصريا ولا يبيع في دور عرضه «فيشار» مثلاً لكن المصلحة تقتضي الآن أن نتعاون جميعاً لإنتاج أفلام جيدة ولا نلجأ للحل الأسهل ونتشدق بأزمة السينما التي أسمع عنها منذ دخولي الوسط السينمائى منذ خمسين عاما وهي لا تتغير ولا يتم حلها، والدولة تغمض عينيها عن القرصنة السائدة على السينما وكأنها تريد عمل سوق موازٍ لدرجة أن غرفة صناعة السينما يئست من تدخلها واضطرت لرفع دعوى قضائية ضد الحكومة عملاً بمنطق المثل القائل: «العيار الذي لا يصيب.. يدوش».

المخرج السينمائى عمر عبدالعزيز، وكيل أول نقابة المهن السينمائية، يرى أن المطالبة التي ينادي بها البعض لزيادة عدد الأفلام الأجنبية ونسخ عرضها في مصر خطر كبير على الفيلم المصرى وبدلاً من المطالبة بزيادة الأجنبية لماذا لا يعود هؤلاء المطالبون للإنتاج وصناعة أفلام ذات مستوى جيد تستوعب دور العرض ورغبة الجمهور المصري المتعطش للفن الجيد، أما الاستسهال والاعتماد على الفيلم الأجنبي يجعل الجمهور يهرب له مثلما هرب الجمهور العربي للمسلسلات والأفلام التركية والهندية وبدلاً من الجدل حول هذا الموضوع كان لابد من توحيد الدعوة للشركات الإنتاجية الكبيرة أن تعود للإنتاج الجيد وأعطى «عبدالعزيز» مثالاً بالسينما الإيرانية التي فرضت نفسها على خريطة السينما العالمية.

وأضاف: الفيلم الذي فاز بالجائزة الأولي في مهرجان القاهرة السينمائى الأخير إيرانى وهو المهرجان الذي نظمته مصر، ويكمل: للأسف نحن نواجه بنقد كبير من التواجد كوفد سينمائى في مهرجان «فجر» للسينما الإيرانية في طهران ويتهموننا بالتطبيع مع أنه والكلام لعبدالعزيز مع أي تطبيع فنى راق مع أي جهة لأن العند ليس له علاقة بالسياسة وأضاف: نحن نسافر  لإيران ونحضر مهرجانها في النور.

الدعاوى القضائية والأفيشات ودور العرض أهم أزمات الأفلام

القاهرة - بوابة الوفد - علاء عادل:

شهدت أفلام موسم الربيع العديد من الأزمات علي الرغم من تحقيقه إيرادات غير مسبوقة في المواسم المشابهة من قبل، التي بدأت بمجرد طرح أفيشات الأفلام إلى أن تم عرضها، وأول من تعرض لتلك الأزمات هو فيلم «زنقة ستات» بطولة حسن الرداد وإيمي سمير غانم وأيتن عامر ونسرين أمين، ومن تأليف كريم فهمي وهشام ماجد وإخراج خالد الحلفاوى.

قامت الرقابة بتصنيفه «للكبار فقط»، بسبب وجود بعض المصطلحات الخادشة للحياء التي أكد عليها بوستر العمل الذي ظهر فيه الرداد بدون ملابس داخل الحمام، مما اضطر المنتج أحمد السبكى لحذف تلك الجمل من الفيلم والتأكيد على فكرة أن العمل يتناسب مع الأسرة المصرية ومحتواه للعائلات.

أما الأزمة الثانية التي طفت على السطح بعد أول أسبوع من الموسم كان بطلها فيلم «فزاع» الذي بدأت أزمته بمجرد طرحه بدور العرض، وهو ما اضطر مؤلف العمل وبطله هشام إسماعيل للتأكيد على أن هناك مؤامرة ضد العمل تجسدت في منع الجمهور من دخول العرض لصالح أعمال أخرى، وتم رفع العمل من دور العرض بعد أسبوع واحد من طرحه وتحقيقه إيرادات 200 ألف جنيه فقط.

«فزاع» بطولة هشام إسماعيل وإنعام سالوسة وسيمون وحمدي الوزير وتأليف هشام إسماعيل وإخراج ياسر زايد.

بينما الأزمة الثالثة كان بطلها فيلم «جمهورية إمبابة» الذي تعرض لهجوم من قبل أهالي إمبابة، حيث أقام عدد منهم دعوى قضائية لوقف عرض الفيلم، وسبب رفع الدعوى ما رآه سكان المنطقة من إساءة يحملها الفيلم بشكل كامل لسكان إمبابة ووصفهم بالخزى والعار والإشارة إليهم بكونهم تجارا للمخدرات.

«جمهورية إمبابة» بطولة باسم سمرة وعلا غانم وأحمد وفيق وإخراج أحمد البدرى.

الأزمة الرابعة التي تشهدها الساحة السينمائية حاليا هي رغبة موزعى الأفلام الأجنبية في مصر، في زيادة عدد نسخ عرضهم بدور العرض، مما يدخلهم في صراع مع شركات الإنتاج المصرية، التي تجد في ذلك خطورة على صناعتها، وسبق أن تم عرض هذا الاقتراح على وزير الثقافة عبدالواحد النبوى من قبل غرفة صناعة السينما، وقوبل بالرفض.

الوفد المصرية في

08.05.2015

 
 

ملحق فضائيات وفنون

ترفض تمثيل أي فيلم لا تحترمه وتعترض على الأجور المبالغ فيها

سيغورني ويفر حان الوقت لمواجهة التمييز في هوليوود

إعداد: محمد هاني عطوي

عندما تلتقي بشخصية نسائية ممشوقة القوام وفارهة الطول (82 .1) متر وتلفها سترة جلدية، فلا شك أنك ربما تحس بارتباك خاصة إذا كنت لا تمتلك طولاً مماثلاً، لكن المجاملة الرائعة التي تسمعها تذكرك بأن سيغورني ويفر ليست غريبة في هذا الأدب الجم، كيف لا وقد تربت في أجواء "الواسب" والطبقة العليا البرجوازية المتعلمة (يعتبر الواسب جزءاً من الطبقة العليا الثريَّة والمتعلمَّة في الولايات المتحدة أي بمثابة النخبة الاجتماعية التي تتحكم في الاقتصاد والسياسة والمجتمع الأمريكي) .

في سن ال 14 تغير اسمها من سوزان إلى سيغورني الأكثر تميزاً، والمأخوذ من رواية "غاتسبي العظيم" . بدأت سيغورني مسيرتها كممثلة مسرح، وتعلمت في جامعة ييل . وفي الوقت الذي تجاهلها فيه أساتذتها كانت زميلتها ميريل ستريب تفوز بكل الجوائز لأن قوامها الممشوق الطويل لم يكن ليطابق معايير هوليوود، ولذا اكتفت لنفسها بأدوار صغيرة على مسرح برودواي قبل أن تدخل بقوة للسينما ولكن في وقت متأخر نوعاً ما . ومن كل ما قدمته من أدوار - "سنة كل المخاطر"، "الفتاة العاملة" "غوريلا في الضباب"، و"عاصفة الثلج"، نحفظ لهذه الممثلة المكافحة، شخصية إلين ريبلي، "المحاربة الغريبة" التي تتميز بشجاعة جنونية وبخطاب تحرري . هذا الدور الفريد جعل منها رمزاً نسوياً مهماً . فسيغورني ويفر هي تلك المراة الجميلة التي لم تخلط أبداً هويتها بمظهرها الخارجي، ففي سن 65 عاماً، لم تزل تتابع مسيرتها بلا جوائز أوسكار وأيضاً بلا "بوتوكس" .

في فيلم "شاباي" الذي يروي قصة ابتكار رجل آلي ذو ذكاء متفوق يعيش مغامرة مع أصدقائه مملوءة بالأكشن والكوميديا، تجسد النجمة الأمريكية سيغورني ويفر دور تاجرة أسلحة تريد تدمير هذا الروبوت الذي يحمل مشاعر إنسانية عالية . قفزة جديدة في عالم الخيال العلمي بالنسبة لممثلة تدفعها الجرأة دائماً في خياراتها . مجلة "باري ماتش" قابلتها وكان معها هذا اللقاء . .

·        ما الذي يحملك في كل مرة وبانتظام إلى الخيال العلمي؟

- إنه نوع يحمل أكثر من أي نوع آخر، أهمية فلسفية من خلال أسئلته حول مكاننا في العالم والكون . ففي "شاباي" مثلاً ألعب دور الرئيسة التنفيذية لشركة بيع أسلحة كبيرة على الرغم من أنه لا يوجد على مكتبي سوى صور للكلاب! هذا التناقض أعجبني علماً بأنني لم ألعب مثل هذا النوع من الأدوار منذ فيلم "فتاة عاملة" . 

·        نيل بلومكامب، مخرج فيلم "شاباي" هو أيضاً مخرج فيلم "الغريبة 5" . فهل أنت جزء من هذه السلسلة؟

- من الصعب أن أتصور أنني لست جزءاً منها . فأنا أحب كثيراً هذه السلسلة التي بدأت قبل أكثر من خمسة وثلاثين عاماً وتنتهي عند علامة أكثر تفاؤلاً من مجرد التخلي عن ريبلي لتسبح في الفضاء، فهذا يجعلنا نعيش شعور العمل الذي لم ينته بعد

·        شخصية إلين ريبلي غيرت النظرة إلى المرأة على الشاشة . ولكن هل غيرتك أنت؟

- إنها مختلفة جداً عني، أنا التي تصرخ عندما تلمح عنكبوتاً! لقد كانت إحدى الصديقات هي مصدر إلهام لي فهي لم تتمكن من الانغماس في المستقبل والعيش في الوقت الحاضر الحقيقي . وأعتقد أن ريبلي موجودة في كل شخص منا وأنا لم أفكر فيها إلا عندما اقترب نيل بلومكامب مني . وبالتأكيد، نيل وأنا وجدنا كي نتلاقى، وعندما بدأت العمل لم يكن قد ولد بعد

·        في ليلة الأوسكار، طلبت باتريسيا أركيت المساواة في حقوق المرأة . فهل هذا موضوع يؤثر فيك؟

- بالطبع . في هوليوود، يدفع لجميع الفنانين أكثر من اللازم، ولكن حان الوقت لمواجهة التمييز، ويسرني أن باتريسيا أركيت خطت الخطوة الأولى نحو هذا الهدف . وكثيراً ما يقال لنا إن الرجال هم الذين يجلبون الجمهور إلى السينما، ولكن هذا ليس صحيحاً . فالنساء أيضاً يدلين بدلوهن على الشاشة .

·        لو كنت رجلاً، هل كان أجرك في "الغريبة 4" الذي بلغ 11 مليون دولار سيولد هذا الجدل؟

- لو كنت رجلاً لأخذت أكثر من ذلك بكثير! فلحظة المفاوضات لا تزال بالنسبة لمعنويات النساء محبطة جداً، وعلينا أن نكون متحدين لهذا الغرض خاصة أن الاستوديوهات تحب أن تحل الروبوتات مكاننا أو تستبدلنا بكائنات طيعة .

·        لسنوات، لم تعرف هوليوود ماذا تفعل معك . فهل ما زالت هذه الحالة حتى الآن؟

- إنها مسألة تثير الاكتئاب، وأنا أحاول عدم التفكير في ذلك . لكنني لست مستاءة لأن افتقارهم للخيال يمنعني من أن أشتغل أشياء سخيفة جداً ومقابلة سينمائيين تقليديين .

·        يبدو أنك تميلين إلى تجسيد الشخصيات المكافحة . فهل كنت تودين لعب دور نساء أكثر هشاشة أو ضعفاً؟

- النساء اللواتي أجسد شخصياتهن ضعيفات، ومظلومات، ويعشن وحيدات أو يخضعن لشخص قوي . مثلي تماما! وأنا أحاول أن أدعي أنني أسيطر على كل شيء، بينما أنني أسير فوق أرض هشة .

·        ما هو الدور الذي أثراك أكثر منه غيره على المستوى الشخصي؟

- "الفتاة والموت"، لرومان بولانسكي . فقد كانت المرة الأولى التي يخاطر فيها مخرج ويمنحني فيها مثل هذا الدور الدرامي . لقد كانت تلك نقطة تحول في مسيرتي . ومنذ ذلك الحين انتهت بالنسبة لي مسألة الحرص على معرفة ما إذا كنت قادرة على القيام بهذا العمل أو ذاك .

·        كانت والدتك ممثلة رأيناها في فيلم "الخطوات 39" لألفريد هيتشكوك، في حين كان والدك رئيس لمحطة ال NBC فهل يعني ذلك أن صناعة ( ألشو بزنس ) تسير في دمك؟

- كانت والدتي كتومة للغاية . وكنت أعشقها ومعجبة بها، لكنني لم أكن أعرفها عن كثب . وبعد وفاتها وجدت في أعمالها سيناريوهات مهمة وتتبعت مسيرتها . ولقد تخلت عن وظيفتها من أجل الزواج بوالدي، وكان الأمر مؤلماً جداً لدى الحديث عن ذلك أمامها . وحتى عندما أصبحت ممثلة، لم تحك لي أي من أسرار تجربتها . أما والدي، فكان يتحدث في كثير من الأحيان عن عمله وبأنه أوجد البرامج الحوارية مثل "تونايت شو" و"توداي شو" . وكان يتردد كثيراً على شخصيات تعمل في "الشو بزنس" وتعشق المزاح والترفيه أو المرح . وأعتقد ان هذا هو الكرم الذي نجده في هذا العالم، بل إن الحياة المرحة لهؤلاء الناس هي التي منحتني الرغبة في أن أكون جزءاً من هذا المجتمع .

·        الغريب أنه في الجامعة، كان يقال لك أنك شخصية غير جذابة، وبأنك لن تنجحي . فما الذي أمدك بالقوة من أجل الصمود؟

- الشراسة والضغينة! كما أنني كنت غاضبة جداً لأنني كنت أدفع مالاً لتلقي الدروس من فئة ميسورة جداً من المعلمين الذين كانوا يقولون لنا أشياء مرعبة مثل "يجب عليك طلب الطلاق، ويجب أن تذهبي إلى طبيب نفسي"، لقد كان الأمر غير عادل وقاس . في جامعة ييل، كنت جزءاً من فصل دراسي يضم ثمانية عشر طالباً . وفي نهاية العام، طردوا عشرة منا . ولكن بعد اختيار طالب من أصل ألف، لم يكن لديهم الحق في تدميرنا خلال السنة الدراسية ليقولوا لنا إننا لا نحمل أية موهبة! لا شك أن كراهية النظام التعليمي هذا هي التي جعلتني مكافحة .

·        هل كنت طموحة؟

- كنت أطمح لإثبات أن هؤلاء على خطأ، على الرغم من أنني لم أكن جذابة جداً برجلي الطويلتين وبخصري الضيق الذي كنت ألف حوله حبلاً ليكون بمثابة الحزام . لقد كانوا يريدونني أن أتصرف كممثلة رائدة وهذا أمر صعب على مبتدئة، فأنا حتى اليوم لم أزل أشعر أنني ممثلة غير ناضجة وربما سخيفة بعض الشيء . من ناحية ثانية، جيمس كاميرون، الذي يعرفني جيداً، كتب لي دوراً على مقاسي في الأجزاء الثلاثة من " أفاتار" . 

·        اليوم، نجد أن عدداً من الممثلات طويلات القامة، فهل تعودت أخيراً على طولك الفارع؟

- كثيراً ما أدخل إلى أماكن فيها رجال لكنهم يتجنبون الوقوف بجانبي وذلك كما فعل آل باتشينو عندما حضرت وقت اختيار الممثلين لفيلم "سكارفيس" مع أن عظمة موهبته لا تقاس بالسنتيمترات .

·        هل الزواج والأمومة جعلاك متوازنة؟

- عائلتي هي سعادتي الكبرى . وباعتباره مخرجاً مسرحياً، أعتقد أن زوجي جيم سيمبسون، "تزوجته في العام 1985" هو فنان يفهم وضعي المعقد في بعض الأحيان ويشجعني . بالنسبة لابنتي شارلوت، التي تبلغ ال 24 عاماً فهي على النقيض من أبيها، حانقة دائماً وعندما أشعر بشيء من عدم الأمان تجعلني أحصر نفسي في زاوية ضيقة لحمايتها . والحقيقة أنني لا أستطيع أن أتخيل نفسي في هذا النوع من الأعمال، بنجاحاته واخفاقاته من دون أن أسلي نفسي بأن لدي وظيفة مهمة أخرى وعلي القيام بها على أكمل وجه وهي أنني زوجة وأم وربة أسرة .

·        هل أنت نادمة على شيء؟

- يؤسفني أنني لم استغل كل الفرص التي عرضت علي لأنني كنت سأتعلم بسرعة أكبر . لقد كنت مغرورة من الناحية الفكرية ومقتنعة بأن خياراتي تعبر عن شخصيتي . وكنت آخذ الأمور كثيراً على محمل الجد . اليوم، أنا أضحك وأمزح وما زلت مخلصة وصادقة، ولن أمثل فيلماً لا أحترمه .

الخليج الإماراتية في

08.05.2015

 
 

بعد سنوات من التأجيل

فيلم "الصمت" لمارتن سكورسيزي يخرج إلى النور

24 - محمد هاشم عبد السلام

بعد سنوات طويلة من الانتظار والتحضير والتأجيل، أوشك المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي على الانتهاء أخيراً من تصوير أحدث أفلامه، الذي يحمل عنوان "الصمت".

وسيحتفل سكورسيزي وفريق عمله، في 15 مايو (أيار) الجاري بالعاصمة التايوانية تايبيه، بانتهاء تصويره الفيلم، الذي يجمع بين الدراما والتاريخ ويحمل عنوان "الصمت"، وهو من بطولة ليام نيسن وأندرو جارفيلد وآدم درايفر.

وتحدث سكورسيزي في مؤتمر صحافي عن حلمه بتحقيق هذا الفيلم، والصعاب التي خاضها من أجل خروجه إلى النور، منذ أن كان مجرد سيناريو، وذلك منذ عام 1992.

وفيلم "الصمت"، الذي لم يتحدد بعد موعد نزوله العام القادم بدور العرض، من سيناريو والحوار جاي كوكس، وهو مقتبس عن رواية يابانية ذائعة الصيت تحمل نفس العنوان، ترجمت إلى العربية قبل سنوات، للكاتب والأديب الياباني المعاصر شوساكو إندو، وتستند أحداثها جزئياً لوقائع حقيقية.

وتدور أحداث الفيلم في اليابان بالقرن السابع عشر، خلال عهد شاع فيه اضطهاد الرعايا اليابانيين الكاثوليك، بعد انتشار الكاثوليكية نتيجة للبعثات التبشيرية والتجارية من البرتغاليين، إثر اكتشافهم طريق رأس الرجاء الصالح.

24 الإماراتي في

08.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)