كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فساد المؤسسات وغياب المبدعين وراء تراجع السينما المصرية

العرب/ أمير العمري

 

كثيرا ما يقال إن دخل مصر من صناعة السينما، أي من تصدير الأفلام إلى الخارج، كان في الماضي، يأتي في المرتبة الثانية بعد عائدات تصدير القطن، ومن المعروف أن القطن كان المصدر الأول للدخل القومي المصري، ولكن ربما كان هذا في الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن العشرين، قبل تأميم قناة السويس وقبل اكتشاف البترول، والبدء في خطة طموحة للتصنيع.

لا أحد، قال متى عرف الإنتاج السينمائي المصري ذروته من حيث الدخل العائد للدولة، ومتى تحديدا بدأ تراجع الفيلم المصري إذا افترضنا أنه تراجع أو أن تراجعه أمر حديث، وكم من الزمن استمر عائد تصدير الأفلام المصدر الثاني بعد القطن، وكم كان يبلغ الدخل من تصدير الأفلام بالضبط، وأي البلدان كانت تستورد الفيلم المصري، وما هي الأسباب التي أدّت إلى هبوط التصدير ثم توقفه؟

نعم، ربما كانت مصر تنتج في الأربعينات والنصف الأول من الخمسينات، عددا كبيرا من الأفلام سنويا لم تصل إليه بعد ذلك، لكن ازدهار صناعة السينما في الأربعينات كان مرتبطا بتضخم ثروات “تجار الحرب” الذين دخلوا إلى تلك الصناعة الناشئة، فطغوا على الإنتاج وفرضوا نمطا استهلاكيا متدنيا من الأفلام، وكان المناخ مهيّئا للإقبال على التسلية في أدنى صورها، من أجل نسيان حالة القلق والتوتر بسبب ما خلقته الحرب.

ومع ذلك فتلك الفترة التي يتباكى عليها الكثيرون كانت أسوأ مرحلة في تاريخ السينما المصرية، فقد سيطر تجار الحديد الخردة والخيش والإطارات القديمة على صناعة السينما، وفرضوا شروطهم المعروفة ومنها ضرورة وجود عدة رقصات في الفيلم، وعدد من الأغاني، وبعض المشاجرات والمشاهد الهزلية.

عشوائية الإنتاج

ما نشهده في السينما المصرية حاليا يعيدنا مجددا إلى تلك الأجواء، بعد أن انسحب معظم المنتجين الجادين الذين يفهمون في الصناعة، من السوق، مع سيطرة تجار اللحوم والمخدرات، الذين يمولون الأفلام الرديئة ورخيصة التكاليف بالجملة، فارضين نوعا مبتذلا من الصور والمناظر النمطية التي تستنسخ ما ساد في سينما “أثرياء الحرب”.

هجمة التجار الذين لا صلة لهم بفن السينما، أدت إلى غلبة الفيلم الذي يعتمد أكبر كم من التهريج باسم الكوميديا

غاب إذن المنتج الحقيقي عن الساحة، في انتظار استقرار السوق المضطربة بفعل التقلبات السياسية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، وكانت نوعية الأفلام المبتذلة قد أدت إلى توقف الأسرة المصرية عن التردد على دور السينما، ثم تقلص الإقبال أكثر مع غزو الفيديو ثم الإسطوانات المدمجة، ثم ظهور القنوات الفضائية المتعددة التي تعرض الأفلام القديمة والجديدة بانتظام.

في الوقت الحالي يحتكر أيضا عدد محدود من الموزعين لا يزيد عن ثلاثة أو أربعة، توزيع الفيلم المصري في دور العرض المتوفرة حاليا بعد أن أغلقت العشرات منها، مع هيمنة فكرة أن السينما حرام، واستسلام الشارع المصري طويلا لدعوات المتأسلمين المؤدلجين.

هجمة التجار الذين لا صلة لهم بفن السينما، أدّت أيضا إلى غلبة نوع واحد من الأفلام هو الفيلم الذي يعتمد أكبر كم من التهريج باسم الكوميديا، وفيه يعتمد الممثل على المغالاة في إظهار عيوبه، والمبالغة في استخدام صوته، بهدف إضحاك المشاهدين عليه وليس على الموقف الدرامي الذي يشارك فيه.

بعد رحيل أهم أبناء الأجيال التي أسست للفيلم كفن سينمائي وليس كصنعة فقط، أمثال يوسف شاهين وعزالدين ذو الفقار وتوفيق صالح وصلاح أبوسيف وبركات وعاطف سالم وحسين كمال وسعيد مروزق وعاطف الطيب ونادر جلال، لم يبق في الساحة حاليا سوى عدد محدود من مخرجي السينما الجادة مثل محمد خان وداود عبدالسيد وعلي بدرخان وخيري بشارة، ولكن معظم هؤلاء لا يعملون سوى نادرا، وقد تحول معظمهم إلى إخراج المسلسلات التلفزيونية.

غياب المبدعين

من ضمن مشاكل الفيلم المصري أنه يراهن على سوق داخلية تتدنى باستمرار، نتيجة غياب الثقافة السينمائية وتقاعس النقاد عن أداء مهمتهم

لا شك أن غياب المخرج الفنان صاحب البصمة السينمائية المميزة، الذي يتعامل مع الفيلم كمنتج فني، وراء غياب الأفلام الفنية وتراجع سمعة الفيلم المصري، لولا ظهور جيل جديد من المخرجين الذين يطلقون على أنفسهم مخرجي السينما المستقلة مثل إبراهيم البطوط وهالة لطفي وأحـمد عـبدالله. ومع ذلك تبقى مشكلة أفلام هؤلاء أنها لا تصل إلى الجمهور، بسبب طبيعة إنتاجها خارج الأطر المعروفة، مما يؤدي عادة، إلى تهميشها وإقصائها.

في الوقت نفسه يعاني معهد القاهرة للسينما من مشكلة كون الغالبية العظمى من أساتذته لا علاقة لهم بالعمل السينمائي الفعلي، خصوصا أساتذة الإخراج، فهم إما أنهم مخرجون فشلت الأفلام القليلة التي أخرجوها على المستويين، الفني والجماهيري، أو أنهم لا يخرجون الأفلام أصلا، اكتفاء بتدريس الإخراج كمادة نظرية، أي لا يوجد لديهم رصيد يمكنهم البناء عليه واتخاذه مثالا أمام طلابهم.

ومع المقارنة مع ما كان قائما في الماضي نجد أن من بين أساتذة المعهد في الستينات، يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وتوفيق صالح وعلي الزرقاني، كما كان المعهد يستعين بأساتذة زائرين من الأجانب، من كندا وإيطاليا، يأتون بتعاقدات خاصة للتدريس.

حاليا يعاني المعهد أيضا من تدهور الأجهزة المتاحة وعدم توفر المواد الخام التي تتيح للطلاب تنفيذ أفلامهم، كما يعتمد قبول الطلاب على الوساطة والمعرفة الشخصية ويُطلب توفير ميزانية إنتاج مشاريع تخرّجهم من المعهد.

بوجه عام يتخرج من المعهد حاليا حرفيون ليسوا فنانين بالمعنى الإبداعي، يعرفون قيمة السينما كفن من الفنون الرفيعة، فالطالب يحتاج أساسا إلى شهادة من المعهد لكي تتاح له فرصة العمل في “السوق”، وقلما يظهر من بين خريجي المعهد مخرج مبدع يتمتع بموهبة حقيقية.

دور الدولة

يتباكى كثيرون على غياب دور الدولة وتقاعسها عن الدخول كطرف رئيسي في إنتاج الأفلام كما كانت تفعل في الماضي، في عهد الدولة الناصرية، ناسين أن الدولة عندما تتدخل في إنتاج الأفلام، فإنما تفعل لخدمة أهدافها الأيديولوجية، ومع العشوائية السياسية القائمة وغياب فكر سياسي محدد في المجتمع، لا يبدو أن الدولة ترحب بالتورط في إنتاج الأفلام، ومن الناحية الاقتصادية، كيف تنتج الدولة وهي تتبنى منذ السبعينات اقتصاد السوق المفتوحة.

غياب المخرج الفنان صاحب البصمة السينمائية المميزة، وراء انقراض الأفلام الفنية وتراجع سمعة الفيلم المصري

أفضل ما يمكن للدولة القيام به هو أن تتبنى النموذج الفرنسي في تقديم دعم مادي للأفلام الفنية الطموحة، لكن فساد مؤسسات الثقافة الرسمية في مصر يجعل هذا الدعم، لا يذهب إلى من يستحقونه، مع اتساع نطاق الرشاوى التي تفرض على السينمائيين الراغبين في الحصول على الدعم، كما أن الدعم لا يتجاوز 20 في المائة من ميزانية الفيلم، في انتظار أن يقدم منتج خاص باقي الميزانية المطلوبة لإنتاجه.

كانت لوزارة الثقافة المصرية تجربة وحيدة منذ سنوات، عندما تحمس الوزير الأسبق فاروق حسني لسيناريو فيلم “المسافر” لمخرج مغمور، كان يقدم فيلمه الطويل الأول، ورصدت له ميزانية بلغت 24 مليون جنيه، أي أنها تجاوزت قيمة ما يقدم من الدعم لعشرة أفلام أو أكثر سنويا، لكن الفيلم فشل في تحقيق الهدف من إنتاجه، أي الحصول على جائزة في أي مهرجان دولي، كما فشل فشلا ذريعا في السوق المصرية.

وقد بلغت التجاوزات المالية التي وقعت أثناء إنتاج فيلم “المسافر” حدّا بالغ الخطورة، ويوجد حاليا ملف كامل بتلك التجاوزات، لكن لا أحد يتحمس لتقديمه إلى القضاء، لأن ما يتضمنه قد يمس الكثير من المسؤولين الحاليين والسابقين.

من ضمن مشاكل الفيلم المصري أنه يراهن على سوق داخلية تتدنى باستمرار، نتيجة غياب الثقافة السينمائية وتقاعس النقاد عن أداء مهمتهم، فهم يكتفون بالكتابة عن الأفلام بالمديح في معظم الأحوال، متغاضين عن الكثير من الأفلام الرديئة، مع المبالغة في كيل المديح لأفلام لو عرضت في أي محفل دولي لأثارت السخرية، ومعظمهم لا يتعرض قط لما هو قائم من فساد في المؤسسات الرسمية حفاظا على مصالحهم.

'سندريلا' صورة نمطية لفتاة خانعة مسلوبة الإرادة

العرب/ نهى الصراف

مرة أخرى، تحولت قصة سندريلا الشهيرة إلى فيلم أنتجته وقدمته شركة “ديزني” في شهر مارس الماضي 2015، وهو من إخراج كينيث برانا ومن بطولة لي لي جيمس وريتشارد مادين وكيت بلانشيت.

تدور أحداث فيلم “سندريلا” حول عمل ديزني الكلاسيكي الشهير “سندريلا” الذي تم تقديمه للمرة الأولى عام 1950، واعتبره عشاق السينما حينذاك تحفة رسوم متحركة، أما الفيلم بنسخته الجديدة فهو من إخراج كينيث برانا، ومن بطولة لي لي جيمس وريتشارد مادين وكيت بلانشيت في دور زوجة الأب الشريرة.

ولم يخرج الفيلم عن إطار القصة الكلاسيكية المعروفة، الفتاة الجميلة التي تعاني من قسوة زوجة الأب المتسلطة والأمير الوسيم الذي ينقذها من حياة هامشية قدّرت لها بسبب طيبتها وأخلاقها الرفيعة.

ولأن العناصر السحرية لم تغادر حبكة القصة، كالملاك الحارس والحذاء الفضي وعربة اليقطين والفئران الطيبين أصدقاء سندريلا، فإن بعض المؤثرات التقنية كان لا بد أن تضيف مزيدا من الإبهار إلى عناصر القصة المشوقة، طالما أن صنّاع السينما مصرّون على تطويع الحكايات القديمة، بدلا من البحث في مخيّلة الكتّاب عن حكايات جديدة تتناغم ومفاهيم العصر الحديث.

لأجل ذلك كله، لعبت حركة الكاميرا والكوادر العريضة وطريقة اختيار المؤثرات والإضاءة ومواقع التصوير والإكسسوارات، دورا مهما في ضمان عدم تسرب الملل إلى مشاهد دفعه الفضول إلى البحث عن بدايات ونهايات غير تقليدية للقصة القديمة.

كما أسهم اختيار الكادر من ممثلين رئيسيين وثانويين في إضافة لمسة واضحة إلى الخيال القديم الذي كان لدينا والتصورات المسبقة لملامح الشخصيات، لهذا، فإن وجود نجمة مثل كيت بلانشيت لتلعب دور زوجة الأب الشريرة بجمالها وأناقتها، أزاحت الشخصية قليلا عن إطار الصورة القديمة القبيحة لزوجة أب سندريلا في القصة الأصلية، التي كانت تتمتع بطلّة مخيفة، في إشارة ذكية إلى أن الشر لا يرتبط بالضرورة بقبح الملامح، فالجميلات يمكنهن أيضا أن يلعبن هذا الدور ببراعة، ولعل هذا الأمر ينطبق تماما على الدورين اللذين قامت بهما صوفيا ماك شيرا في دور درازيلا وهوليداي كرينغر في دور أنستازيا، وهما شقيقتا سندريلا الشريرتان.

حكاية سندريلا تعود جذورها إلى قصة للفرنسي تشالز بيرالت كتبها عام 1697، لكنها عرفت في أنحاء العالم بصورة مختلفة

على الرغم من ذلك، حقق الفيلم منذ بداية عرضه على شاشات السينما، في منتصف شهر مارس الماضي، إيرادات بلغت أكثر من 450 مليون دولار على مستوى العالم. وهو رقم أولي وتقديري، مع وجود جمهور كبير من المتخصصين الذين قابلوا محتوى الفيلم بفتور، حين اعترض البعض على طريقة عرض شخصية سندريلا التي لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر.

فهي مازالت تلك الفتاة الضعيفة المغلوبة على أمرها والتي تتمتع بطيبة غير واقعية، حتى وصفها البعض بأنها مملة في طريقة استسلامها لظروف حياة كان يمكن تغييرها إذا امتلكت العزيمة، لكنها فضّلت الخضوع للأمر الواقع وقبلت أن تتعرض للمعاملة السيئة لولا تدخل الأمير لإنقاذها، وهو يعاكس تماما الواقع الذي يفترض بأن للفتيات في العصر الحديث إرادة قوية لتغيير أقدارهن، ودورا أكبر في تحديد مسارهن الذي يخترنه حتى من دون الحاجة إلى مساعدة الرجل.

بعض الآراء الأكاديمية، ذهبت إلى أن الفيلم يمرر رسالة سلبية في ما يتعلق بالمظهر، حيث ظهرت الممثلة التي أدت دور سندريلا ببنية ضعيفة جدا وخصر نحيف، بدت معه وهي في فستانها الأزرق وكأنها شخصية خيالية لا تمت لواقعنا بصلة، ما يوحي بأن المقاييس المثالية -من وجهة نظر صنّاع الفيلم- مازالت تتعلق بالجمال وحده وليس أي جمال، بل هو الجمال التي تسعى إلى ترويجه وسائل الإعلام بشتى صورها.

ويرى متخصصون في علم النفس التربوي، بأن ثقافة الأميرات تشكل جزءا مهما من العالم الخيالي للفتيات الصغيرات، ومن هذا المنطلق تتمثل أهمية مثل هذه الأفلام المأخوذة عن أكثر الحكايات الخيالية جاذبية، وخطورة محتواها في التأثير على تكوين شخصية الفتاة الصغيرة، مع العالم الحقيقي بعد أن تخرج إلى الواقع ويبدأ احتكاكها مع الشخصيات التي يفرضها عليها محيط متنوع، لا يمت بصلة لتوقعاتها التي انبنت على الصورة الخيالية.

موريتانيا ضيف شرف مهرجان الصحراء المغربي

مهرجان أسا المغربي لسينما الصحراء يشكل فضاء للتلاقي والتواصل بين الفنانين المغاربة المحترفين ونظرائهم الهواة.

العرب/ الرباط- حلت موريتانيا ضيف شرف الدورة الثالثة لمهرجان أسا المغربي لسينما الصحراء، وحملت الدورة التي اختتمت مؤخرا شعار “سينما الصحراء وآفاق التنمية الجهوية”.

وشاركت موريتانيا في هذه التظاهرة، التي نظمتها جمعية مهرجان أسا السينمائي للطفولة والشباب، بثلاثة أفلام حول ثيمة الصحراء، وهي “تيتا بائعة النعناع” و”ما في الأرحام” للمخرج عبدالرحمان لاهي و”ديمي منت أبا” للمخرجة السالمة الوالي.

وحسب المنظمين فإن هذه التظاهرة، شكلت فضاء للتلاقي والتواصل وتبادل المعارف والخبرات بين الفنانين المغاربة المحترفين ونظرائهم الهواة، ومناسبة للتفكير في الوسائل الكفيلة من أجل إبداع إنتاجات سينمائية بمدينة أسا كمجال صحراوي مشبع بجمالية المكان ونافذة سينمائية فريدة من نوعها.

كما تهدف إلى التأسيس لثقافة سينمائية نوعية تتخذ من الصحراء فضاء ملهما لموضوعاتها وترسيخ هذه الثقافة لدى شباب المنطقة، وإبراز التنوع الثقافي الذي يزخر به الإقليم، وكذلك إتاحة الفرصة لعشاق السينما للاستمتاع بآخر الإبداعات السينمائية المغربية والعربية.

وتضمن برنامج الدورة تقديم مجموعة من العروض السينمائية، وإجراء مباراة في كتابة السيناريو حول قضايا الصحراء وعن مواضيع ذات الصلة بنمط الترحال ومقومات العيش في الواحات والعادات والتقاليد الصحراوية والمآثر العمرانية.

كما تم في إطار هذه الدورة، تنظيم ورشات تكوينية في كتابة السيناريو والإخراج والمونتاج والتشخيص لفائدة شباب وتلاميذ المؤسسات التعليمية.

العرب اللندنية في

08.05.2015

 
 

البحث عن السعادة.. تلك الرحلة التي لا نمل منها

ياسمين عادل – التقرير

“كلنا عايزين سعادة

بس إيه هي السعادة؟

ولا إيه معنى السعادة؟

قولي يا صاحب السعادة، قولي، قولي“.

هكذا غنّى إسماعيل يس منذ سنوات؛ فالسعادة لطالما كانت مَسعى ومَطلبًا عامًا لنا جميعًا، نعيش حياتنا نُجرِّب هذا وذاك ونَتَخَبَّط بين حكاية وأخرى لعلنا نجدها. وعلى ذلك، لم نقع أبدًا على إجابة نموذجية أو وصفة مُجرَّبة تليق بالجميع نمنحها للباحثين عنها؛ توفيرًا للوقت والمجهود.

فيلم بريطاني إنتاج 2014، إخراج “بيتر تشيلسوم Peter Chelsom” وبطولة “سايمون بيج/ هيكتور Simon Pegg” و”روزاموند بايك/ كلارا Rosamund Pike”. وهو مأخوذ عن كتاب بنفس العنوان للفرنسي François Lelord، الطبيب النفسي الذي يحكي قصة بحثه عن السعادة في كتاب لفت الانتباه حَد تحويله إلى فيلم.

Hector and the Search for Happiness 

 “كان هناك طبيب نفسي يُدعى هيكتور، كانت له حياة مُرضية جدًا، كان عالمه مُرتبًا، غير مُعقد، وكان يُحبه بتلك الطريقة. فأصبح مرتاحًا جدًا لأنماط عالمه المتوقعة، أنماط كانت حبيبته كلارا سعيدة بالمحافظة عليها“.

هكذا يبدأ الفيلم واصفًا هيكتور، الذي يعيش حياة هادئة ولطيفة لا مغامرة فيها أو أي خروج عن المألوف، أيامه تُشبه بعضها لدرجة تكاد تصل إلى المُطابقة، وعلى الرغم من وجوده داخل علاقة عاطفية مُستقرة؛ إلا أنها تبدو لنا كما لو كان ينقصها الحماس والاشتعال، حتى إن هيكتور وكلارا (حبيبته) يبدوان أحيانًا كما لو كانا يمارسان السعادة، والضحك، والألفة معًا من باب المُجاملة والعادة ليس إلا.

وهيكتور طبيب نفسي غير حميمي مع مرضاه، يستمع إليهم بينما يرسم اسكتشات مُصورة مُتظاهرًا بأنه يدون ملحوظاته حول ما يقولونه، يُجيب أسئلتهم بأسئلة أكثر بديهية لكنها بلا إجابات؛ رُبما لأن هو نفسه لا يعرف الإجابة! وهنا تبدأ مشكلة هيكتور في الظهور، حين يكتشف أنه لم يعد يعرف كيف يمنح مرضاه السعادة؛ فيُقرر الذهاب في رحلة بمفرده لعمل بحث عن مُسببات السعادة فلرُبما يستطيع أن يُسعد مرضاه/ نفسه.

تتوالى الأحداث، فيسافر هيكتور للصين ثم جنوب إفريقيا ثم للوس أنجلوس قبل أن يعود لبيته وحبيبته. وفي كل بلد، يُقابل الكثير من المواقف الكوميدية والإنسانية والتي يُصاحبها دائمًا تلك المفكرة الصغيرة التي يُدوِّن فيها أسباب السعادة الخاصة بهؤلاء الذين يُقابلهم برحلته، مع بعض الرسومات الكوميدية التوضيحية؛ فعلى مدار رحلته سأل كل من قابلهم عما يُسعدهم، بينما لم يسأل نفسه ولو لمرة نفس السؤال!

وتنتهي رحلة هيكتور أخيرًا بعد أن يكتشف أنه رحل بحثًا عن السعادة بينما كانت كل أسباب سعادته هناك في بيته موجودة منذ البدء، كل ما في الأمر أنه لم يكن ينتبه لها أو يمنحها التقدير المُناسب. لينتهي الفيلم بتوصيف جديد لحياة هيكتور كما حدث بالبداية.

“كان عالمه معقدًا وأحيانًا فوضويًا، وهو أحبه بتلك الطريقة؛ أصبح مرتاحًا لأنماط حياته العشوائية والغنية بالأحداث، استمع لمرضاه بشغف حقيقي، وأحب كما لم يُحب من قبل“.

اختلفت الآراء حول الفيلم؛ فهناك من أحبه جدًا، وهناك آخرون رؤوا فيه نسخة كوميدية من أفلام قُدِّمَت في نفس الاتجاه عن الأشخاص الذين يسلكون رحلات بحثًا عن أنفسهم وسعادتهم وشعورهم بالرضا. مثل “Eat, Pray, LoveThe Secret Life of Walter Mitty”. كما صَرَّح بعض النُقاد بأن الفكرة قُدِّمَت بشكل أكثر عُمقًا ومصداقية وابتكارًا، وإن كان أقل كوميدية في أفلام أخرى مثل “Wizard of Oz, It’s a Wonderful Life, Stranger Than Fiction”.

إلا أنه على الرغم من كل تلك الآراء لم يختلف أحد مع كَون الفيلم ممتعًا وسيأخذك معه طوال الرحلة لتبحث أنت نفسك عن سعادتك بين سطور هيكتور أو أسباب سعادة الآخرين، لعل عينيك تتفتح على طريق مُختصر تصل به إلى ما يجعلك أكثر بهجةً وتصالحًا مع الحياة.

أما عن الإخراج، فكان جيدًا، وإن نقصه عنصر المغامرة والإثارة ليتميز عن الأفلام التي تناولت نفس الفكرة، لكنه على أية حال جاء مليئًا بالمشاهد التي تعكس طبيعة الحياة بكل بلد ذهب إليها هيكتور، وقد جاءت الأجواء والمناظر التي تم تصويرها بـ “التبت” مُريحة للنفس؛ إذ يبدو كما لو أن التبت صارت مكانًا طبيعيًا لكل من يبحث عن السعادة.

وقد برع المخرج في تصوير الحال بجنوب إفريقيا من مناظر طبيعية وألوان مُبهجة. وإن كانت تلك المشاهد لم تأت بجديد للمتفرج الذي اعتاد على ما يُشبهها بالأفلام التي صُوِّرَت بنفس المناطق. لذا؛ قد يُعاب على المخرج عدم استغلال المساحة الهائلة من الإبداع التي أُتيحت له إذا أراد أن يُقدم عملًا مُختلفًا عما قُدِّم من قبل.

وعن القصة نفسها، فهي ممتعة وظريفة، وإن جاءت مُباشرة بعض الشيء؛ سواء في طريقة سردها بتفاصيلها المُتعلقة بتدوين ملحوظات هيكتور لينتبه/ ننتبه لها طوال الوقت، أو في طريقة التفكير التي تقول إن الفقراء أو الذين لا يملكون شيئًا عمومًا هم الأكثر قُدرة على معرفة سر الحياة وكيفية الحصول على السعادة. وكذلك جاءت النهاية مُحبطة ومُخَيبة لآمال البعض، الذين رؤوا أنها شديدة التقليدية. بينما رأى آخرون أنها النهاية الأكثر منطقية وواقعية؛ ما يجعلها حقيقية ومُمتنعة رغم سهولتها.

وإن كان ما يُمكن أن يؤخذ على القصة فعلًا هو النظرة القاصرة التي عُرِضَ بها حال إفريقيا، كحالة غير آمنة تعيش بين طلقات النار والسلاح المنتشر بالشوارع، والحيوانات الموجودة بكل مكان حتى وإن كانت غير أليفة، والنساء السعيدات على الرغم من كل ذلك!

أما الموسيقى التصويرية، فكانت جيدة وفي موضعها. وعن أداء الممثلين، فقد أجاد الجميع في أداء أدوارهم، سواء سايمون في دور هيكتور أو باقي طاقم العمل، حتى الأدوار الثانوية تألقت في أماكنها واستطاعت أن تترك بصمتها بالعمل رغم قِلة مشاهدها؛ ليخرج العمل الفني بشكل مُتكامل دون أي شعور أن الفيلم كان يحمله بطلٌ واحد.

وإن كانت النقطة السلبية الوحيدة هي دور كلارا الذي لم تظهر لنا أبعاده، بعيدًا عن علاقتها بهيكتور، كما لم يتضح تطوره مع الأحداث، خاصة وأنه تم التلميح في البدايات أنها شخصية ناجحة، واثقة من نفسها، سعيدة في المطلق دون الاعتماد على حبيبها كمصدر لسعادتها، ما ظهر عكسه تمامًا حين رحل عنها هيكتور لرحلته؛ فاختل توازنها كما لو أنها انكسرت.

أما عن الشخصية نفسها “كلارا”، التي لعبتها روزاموند بايك؛ فالأمر كان غريبًا جدًا لدرجة عدم الاستساغة أحيانًا بعد مُشاهدة دورها الأعظم والذي ترشحت عنه للأوسكار في فيلم Gone Girl؛ إذ يصعُب الاقتناع بأنها بعد الدور الذي لعبته هناك نراها هنا فتاة مغلوبة على أمرها، تنتظر حبيبها أن يعود لتُرَد إليها سعادتها!

على كل حال، الفيلم ممتع فعلًا ويستحق المشاهدة، وإن كان ليس أول فيلم يُناقش قضية السعادة والبحث عنها فهو قطعًا لن يكون الأخير؛ إذ إنه لا عَيب من تكرار الفكرة شَرط تقديمها بشكل مُختلف وجديد، بالإضافة لأن الفكرة نفسها لم تكن ليُعاد تقديمها على مدار السنوات إلا إذا كان من شبه المستحيل إيجاد إجابة يُمكن أن يُعال عليها للسؤال الذي تطرحه ضمنيًا.

وكما ذُكر بالفيلم، المسألة لا تتعلق بأن تكون لدينا القدرة على الشعور بالسعادة، أو الحق لنكون سعداء، قَدر كونه أمرًا إجباريًا علينا أن نفعله، وعلى ذلك؛ علينا الانتباه كي لا نشغل أنفسنا بمطاردة السعادة بل بالتركيز على سعادة المطاردة.

لمشاهدة تريلر الفيلم الذي حاز على جائزة أفضل تريلر لفيلم كوميدي أجنبي من هنا

التقرير الإلكترونية في

08.05.2015

 
 

"سينمات عمّان" صالات العرض في انتظار الإغلاق

عمّان ـ محمد الفضيلات

يجلس السّتيني محمد محفوظ أمام دار سينما فلسطين، التي يديرها، وسط العاصمة عمّان، وإلى جانبه دفتر التذاكر منتظراً رواد السينما الذين يأتون في أوقات متباعدة، دون أن يتجاوز عددهم الثلاثين شخصاً يومياً، حسب تقديراته، مشيراً إلى أن معظمهم لا يأتون لحضور العروض، فيقول "بعضهم يأتي بحثاً عن مكان ينام فيه".

"انتهى عصر السينما في وسط البلد"، يُضيف الرجل الذي أمضى نحو أربعين عاماً من العمل في العديد من سينماتها التاريخية، التي أغلقت غالبيتها، فيما توشك الباقية على الإغلاق، نتيجة تراكم الخسائر بسبب تراجع عدد مرتاديها.

يتذكر محفوظ العصر الذهبي لدور السينما في وسط البلد، يوم كانت إدارتها تضطر للاستعانة بقوات الأمن لتنظيم الدور بسبب ازدحام الراغبين بالدخول لمشاهدة العروض، يقول لـ"العربي الجديد": "عندما عرضت مسرحية (شاهد ما شفش حاجة) في سينما الحسين، التي كنت أعمل فيها في ثمانينيات القرن الماضي، طلبت من الشرطة المساعدة في تنظيم الدور بعد أن تجمهر الناس بأعداد كبيرة للحصول على التذاكر". ويضيف بأسف: "الأمر نفسه تكرر خلال العديد من العروض خلال نهاية السبعينيات وطول الثمانينيات من القرن الماضي، قبل أن تتراجع دور السينما ويصبح المرتادون يأتون مصادفة".

خلال مسيرته الطويلة، عمل محفوظ كموزع للأفلام ومديراً لسينما الحسين التي افتتحت بالتزامن مع سينما فلسطين نهاية خمسينات القرن الماضي، وأغلقت منذ أكثر من عشر سنوات نتيجة لتراكم الخسائر بعد أن عاشت عصراً ذهبياً اعتبرت فيه أفخم دار سينما يوم افتتاحها وحتى قبل سنوات من أغلاقها .

وبعد إغلاق سينما الحسين الملاصقة لسينما فلسطين، أستأجر محفوظ سينما فلسطين ليبقى في "الكار" الذي أحبه، لكنه وجد نفسه غارقاً في الديون وعاجزاً عن تسديد الأجرة السنوية البالغة 9 آلاف دينار، نحو (12700 دولار)، في وقت يبلغ ثمن التذكرة ديناراً ونصف الدينار (قرابة 2 دولار). يشير إلى أنه منذ قرابة ثلاث سنوات لم يدفع سوى 4 آلاف سنوياً نحو (5650 دولاراً)، وهو الأمر الذي دفع مالك السينما لرفع دعوى قضائية للمطالبة بإخلاء السينما والأجور المتراكمة. يؤكّد محفوظ أنه على استعداد لإخلاء السينما لو تنازل مالك السينما عن القضية، فهو لا يستطيع دفع الأجور المتراكمة، ويشير إلى أنه في حال أخلى السينما بالتوافق أو بقرار قضائي فإن مصيرها سيكون الإغلاق مثل غيرها من دور السينما.

وتعتبر سينما البتراء أقدم سينمات عمّان، حيث افتتحت منتصف عشرينيات القرن الماضي، وشهدت في العام 1943 حضور الموسيقار فريد الأطرش وشقيقته أسمهان لافتتاح ​العرض الأول من فيلمهما "انتصار الشباب" وسط حضور نخبوي ضم أمراء ووزراء، وهي السينما التي جرت أزالتها في سبعينيات القرن الماضي استجابة لإعادة تخطيط الموقع الذي كانت موجودة فيه.

ويقول محفوظ: "خلال عشرينيات القرن الماضي، لم يكن أمام الناس سوى دور السينما للترفيه عن أنفسهم، أمّا اليوم فتوجد عدّة أماكن للهو"، مؤكداً على أن النهوض بواقع دور السينما يحتاج إلى دعم رسمي يتمثل في إلغاء الضرائب والتراخيص وإعادة تأهيل المدينة، لكنه لا يتوقع ذلك الدعم أبداً، فيقول: "ينظرون إلى دور السينما على اعتبارها مشاريع استثمارية وليست جزءاً من تاريخ المدينة والحركة الثقافية والفنية".

دور السينما التي كانت حكراً على العائلات في الزمن الماضي، أصبحت شعبية تستقبل أي أحد يقف على بوابة التذاكر، وتلاقي رواجاً لدى العمّال الوافدين الذين يقضون الساعات الطويلة بداخلها عندما لا يحالفهم الحظ بالعمل، وخاصة أنها تطبّق نظام "العرض مستمر" طول ساعات عملها، وفي بعض الحالات توجّه عددٌ منها إلى عرض الأفلام الإباحية طمعاً في زيادة عدد مرتاديها من الشباب والمراهقين ليكون مصيرها الإغلاق من قبل الجهات الرسمية لمخالفتها القوانين التي تمنع عرض تلك الأفلام.

وبلغ عدد دور السينما في وسط البلد قرابة الخمسة عشر، قبل أن تتناقص تدريجياً لتبقى اليوم أربع صالات تعاني أوضاعاً صعبة تجعلها عرضةً للإغلاق. ومن دور السينما العريقة التي أغلقت في السنوات الأخيرة، سينما الفردوس وزهران والخيام وبسمان والأردن وأستوديو الأردن ورغدان، هذه الصالات كانت قد افتتحت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وتحوّلت المباني التي تضمها اليوم إلى أماكن مهجورة ومكاناً لتراكم الغبار على ما تبقى من إعلانات الأفلام المتآكلة.

ليس حال سينما فلسطين، أفضل من حال سينما الحمرا، التي افتتحت منتصف ستينيات القرن الماضي في شارع الملك طلال، واحدٌ من أقدم شوارع وسط البلد وأكثرها حيوية، وتعيش اليوم شيخوخة واضحة للعيان، حيث مبناها المتهالك ومدخلها الموحش، ومقاعدها الممزقة ومرافقها القذرة، وتوجد في بناية معروضة للبيع.

يقول مالكها أبو يوسف: "لا يوجد دخل للترميم. إيراد السينما لا يكفي لدفع الكلف التشغيلية من إيجار وكهرباء ورواتب للعاملين". يفكر أبو يوسف بإغلاق السينما وافتتاح مقهى مكانها. ويبرّر أسباب تراجع الإقبال على دور السينما في وسط البلد، بالتراجع العام للمنطقة سياحياً، حيث لم يعد يرتادها الكثير من الناس رغم كونها أقدم وأعرق مناطق العاصمة عمّان. وعن الشارع غير المزدحم يقول: "أنظر، وسط البلد خالٍ من الزوار، هذا الشارع لم تكن تجد فيه مكاناً للجلوس والتسكّع سابقاً".

إضافةً إلى ذلك يشير أبو يوسف إلى أثر التكنولوجيا الحديثة على تراجع جمهور السينما: "تجد اليوم مئات القنوات التي تبث الأفلام الحديثة، بالإضافة إلى توافر أجهزة الـ(دي في دي) والأفلام التي يكلّف إنتاجها ملايين الدولارات، تباع بأسعار قليلة بعد نسخها، فما حاجة الناس إلى السينما؟". يعتبر الأغنياء اليوم مشاهدة السينما ترفيه عائلي، فباتت أجهزة السينما المنزلية مجهّزة في بيوتهم، كل تلك العوامل مجتمعة أدّت إلى تراجع أداء دور سينما وسط البلد، ليقترب يوم إعلان المنطقة خاليةً من السينمات.

العربي الجديد اللندنية في

08.05.2015

 
 

في ذكراه الـ ٢٤ موسيقار الأجيال يكشف أسرار مشواره الفني

والدي كان يتمني أن يراني مقرئا للقرآن

محمـــد قنـــاوى

كشف موسيقار الاجيال محمد عبد الوهاب عن الكثير من اسرار مشواره الفني وذلك في لقاء القمة الذي جمع بينه وبين والكاتب الكبير سعد الدين وهبة في اطول حوار تليفزيوني حيث أكد محمد عبد الوهاب ان والده كان يتمني ان يراه مقرئا للقرآن وليس  ملحنا ومطربا ؛ وان اول اجر تقاضاه في حياته عن الغناء كان خمسة قروش فقط وكان يرتدي جلابية النوم لان اسرته كانت لاتعلم انه يغني في تياترو ، وانه هرب من الاسرة وهو طفل من اجل الغناء وذهب للعمل في سيرك بدمنهور واضطر للنوم في حظيرة حيوانات السيرك ، وان أمير الشعراء أحمد شوقي قدم شكوي ضده للحكمدار الانجليزي ليمنعه من الغناء بحجة انه طفل لا يستطيع السهر في التياترو واكد انه رغم علاقته الصداقة التي جمعة بينه وبين محمد التابعي الا انه هاجمني بمجموعة مقالات بعنوان» فن الحرامية» وكان ذلك لاسباب خاصة واشار عبد الوهاب الي ان الشيخ الحصري طلب مني مساعدة ابنته ياسمين في احتراف الغناء ولكن بشروط.

اعترافات لمحمد عبد الوهاب جاءت في حواره التليفزيوني الذي اجراه معه الكاتب سعد الدين وهبة والذي بلغت حلقاته 30 حلقة ومؤخرا قام الكاتب الصحفي  بالاخبار المسائي الامير اباظة باعداد هذه الحلقات للنشر في كتاب  بعنوان» انهر الخالد» حوارات سعد الدين وهبة مع موسيقار الاجيال والذي صدر ضمن سلسلة «عالم الموسيقي» التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في الذكري الرابعة والعشرين لرحيل محمد عبد الوهاب في ذكراه الــ 24.

يأتي الكتاب في ثلاثين فصلا يحمل كل فصل عنوانا مستقلا تتناول مراحل حياة موسيقار الأجيال حيث يحمل الفصل الأول عنوان « بداية الرحلة» وفيه يحدث محمد عبد الوهاب في حواره مع سعد وهبه عن بداياته الأولي في مركز أبو كبير شرقية فيقول : نشأت العائلة في أبو كبير ونحن ننتسب إلي سيدي عبد الوهاب الشعراني , وهو الذي له مسجد في حي باب الشعرية بالقاهرة ولكن أنا ولدت في القاهرة بعد أن حضرت الأسرة لخدمة مسجد الشعراني وأصبح إلي شيخ الجامع وعمي الأمام , وقد كان والدي يخطط أن يراني رجل دين والحقني بالكتاب لتعليم القرآن وأثناء حفظي للقران لفت نظر الشيخ عبد العزيز عاشور صوتي في القراءة فأخبر والدي وقاله «صوت ابنك مش بطال» فتخيل أبي أنني سأصبح مقرئا وقد كان والدي يحب الشيخ علي محمود ومحمد رفعت الشيخ منصور.

الكلوب المصري

ويكمل موسيقار الأجيال حديثه لسعد وهبه عن كيفية دخوله عالم الفن وهو في سن مبكرة جدا فيقول : الصدفة أوقعت في طريقي وأنا طفل رجلا اسمه محمد يوسف «وكان يعمل كورس» في تياترو « فوزي الجزايرلي » وكان اسمه « الكلوب المصري « ويقع في حي سيدنا الحسين يعني مش بعيد عن باب الشعرية وسمعني محمد يوسف وأعجب بصوتي , وبعد يومين قابلني وقال لي : أنا امبارح قلت للاستاذ فوزي الجزايرلي إني سمعت عيل بيغني حاجات الشيخ سلامة كويس واقدح علي أنني أذهب إليه واسمعه صوتي , فوافقت ولكن وجدت صعوبة في الذهاب للمسرح لان شغلي بالليل وأنا لا أستطيع الخروج من المنزل بعد الساعة الثامنة مساء , وبعد تفكير قررت أن أذهب دون علم أحد فخرجت من البيت بعد أن نام الجميع بجلابية النوم وانبهرت بالمسرح والأضواء والصبايا وأنبهرت بالشخصيات اللي بيعملوها علي المسرح , المهم قابلت فوزي الجزايرلي وسمعني بعد أن غنيت له « ويلاه ما حيلتي « وانبسط مني , واقترح علي أن أقدم الأغنية بين فواصل المسرحية كل يوم ويعطيني آخر « خمسة صاغ » في الليلة وغنيت وكانت دي أول مرة أغني أمام الناس الذين انبسطوا مني جدا وكنت كل يوم أخرج بعد ما كل البيت ينام وأذهب لمسرح فوزي الجزايرلي ولكن حسن شقيقي الأكبر شك في خروجي وراقبني وذهب ورائي للمسرح وشاهدني وأنا أغني وكان نتيجة ذلك أنه ربطني بالحبل وجرني من سيدي الحسين إلي البيت في باب الشعرية لأن شقيقي كان يري أن غنائي يلوث سمعة العائلة، وقال لأمي ما حدث فأخفت والدتي عن والدي الأمر لأنه الأب لو عرف كان يسفرني إلي أبو كبير.. وكانت هذه الواقعة مهمة في حياتي لأنني من خلالها جربت الجمهور والتصفيق والستارة.

سيرك دمنهور

وكان يمكن أن يتوقف طريق محمد عبد الوهاب عن هذا الحد بعد أن عاد به شقيقه الشيخ حسن إلي البيت ولكن كان هناك شيئ داخل أعماق هذا الفتي يبحث عن فرصة للانطلاق وجاءت الفرصة التي يكشف عنها في الحلقة الثانية من الحوار والتي جاءت بعنوان «السيرك» فيقول محمد عبد الوهاب : في يوم كلمني محمد يوسف وقالي تروح سيرك دمنهور وقلت له : أروح، وهربت من البيت إلي دمنهور فوجدت سيرك كحيان درجة سابعة واذكر أنني لم أجد مكانا أنام فيه فنمت في حظيرة الحيوانات وكنت أغني كل يوم , وللصدفة قابلت سيد درويش وسمعني وأنا أغني « ويلاه ما حيلتي « وطلب أن يراني وأذكر أنه شالني من الأرض وطلعني فوق علشان يبوسني فشعرت أنه طلعني من الأرض للسما , ودي كانت أول شهادة من فنان كبير وأعتز بها جدا , وخلال تلك الفترة اللي هربت فيها لدمنهور الاسرة كلها كانت تبحث عني بكل الطرق الي أن عرفوا أنني في دمنهور ورضخت الأسرة لحبي للفن.

ويكمل محمد عبد الوهاب حديثه عن بداياته : بعد العودة من دمنهور عملت في مسرح عبد الرحمن رشدي وأغني بين الفقرات وكنت وقتها تخلصت من الجلابية وبدأت ألبس جاكت وبنطلون وفي تلك الفترة حدثت ثورة 1919 وشارك فيها المصريون جميعا وأغلقت المسارح وعندما أعيد فتحها حدث أمر هام في حياتي فقد تم منعي من الغناء بأمر من حكمدار العاصمة وكان رجل انجليزي اسمه «رسل باشا» بعد أن أخبره أحمد بك شوقي أني طفل ورغم أنني غضبت مما حدث إلا أنه ربما يكون رب ضارة نافعه فقد حرمت من الغناء ولكن كانت مفيدة لي لأنني اتجهت للعلم , لأن أملي أكون مطرب وموسيقي لابد أن أتعلم.

حضن بديعة

في الفصل الثالث الذي جاء بعنوان « ثورة علي القديم « يحكي عبد الوهاب كيف بدأ يتعلم الموسيقي وعلي يد من ؟ وكيف نجح في أن يجمع بين الجديد والقديم ؟! فيقول : قبل الحديث عن فترة تعلم العود اشتغلت مع نجيب الريحاني ولكن ليس في القاهرة بل سافرت معه في رحلة حيفا ويافا والقدس وبيروت لكي أغني بين الفصول وكانت تلك أول رحلة أخرج فيها من مصر وكان عدد الفرقة أربعين فردا ولم يكن هناك ميزانية تستوعب هذا العدد في الأوتيل فكان كل ثلاثة أو أربعة ينامون في غرفة واحدة وكان من حظي أنام مع بديعة مصابني سلطانة الرقص وكنت أنام في حضنها في السرير وكنت سعيد جدا.

وبعد العودة من الرحلة بدأت أتعلم العود من الاستاذ محمد القصبجي أحسن عواد في مصر وكان عمري وقتها 13 عاما وارتبطت بالقصبجي جدا وكل يوم كنت اتعشي عنده كوسه ما اعرفشي ليه ؟ واستكملت تعليم العود في نادي الموسيقي الشرقية الذي التحقت به ورغم ذلك لم انقطع عن القصبجي وتعلمت التواشيح ولكن تعرفت علي واحد علمني التواشيح بشكل جديد اسمه الشيخ درويش الحريري وهو الذي علمني التجديد في الموسيقي والاداء وكنت أؤدي التواشيح بطريقة مختلفة مما أحدث صداما بيني وبين أعضاء نادي الموسيقي الشرقية فقاموا بطردي من معهد نادي الموسيقي واتهموني بأني أفسد الغناء والتواشيح ولكن ظهرت جماعة من أنصار التجديد فأجبروهم علي اعادتي إلي عضوية النادي بل وأحضروا واحد روسي يعلمنا الموسيقي الأوروبية , وبعد ذلك التحقت بمعهد ايطالي اسمه « برجرين » تعلمت فيه الهارموني والبيانو والغناء الأوبرالي.

أنا وإحسان عبد القدوس

وفي الفصل الرابع من الكتاب يتحدث موسيقار الأجيال عن  بداية علاقته بالكاتب إحسان عبد القدوس كيف بدأت فيقول : كنت أعمل في مدرسة السلحدار في شبرا وكان احسان عبد القدوس تلميذا فيها , وقد تسبب احسان في أحد الأيام في أنني لم أحصل علي علاوة كان سيمنحها لي وزير جاي يحضر حفلة , فقد كان صوت أحسان نشاذ وطلبت مني والدته روزاليوسف أن يشارك في الحفلة فرفضت ولكن طلبت مني أن يشارك بحركات شفايفه دون أن يخرج منه صوت , ولكن احسان لم يلزم فصوته خرج أثناء الغناء وكانت النتيجة أن الحفلة « باظت « وراحت علي العلاوة الـ 7 جنيه.

وتحدث عبد الوهاب عن علاقته بالشاعر أحمد شوقي فيقول : تسبب في منعي من الغناء وأنا طفل ورغم ذلك ارتبطت به سنوات طويلة بعد أن كبرت وسمعني في حفل بالاسكندرية وظلت 8 سنوات لازمته خلالها واقتربت منه جدا وكان له تأثير كبير في حياتي وهو أول من نبهني أن الانسان نفسه ولا يقلد أحدا..

ويضيف محمد عبد الوهاب: كان شوقي يكره التصوير واذا رأي مصورا يشعر بالرعب كما أنه يرتعش من أن يشاهده احد وهو بيمضي حاجة فمرة سألته ليه يا باشا : قال لي أصلك أنت ما تفهمش : «وأنا بمضي باحط شرفي مكان التوقيع» وعندما مات شوقي شعرت أن أبويا مات.

وفي الفصل السادس يتحدث عبد الوهاب عن سفره الأول لمدينة النور«باريس » وكيف التقي بالحضارة الغربية وكانت الرحلة عام 1927 فيقول : رحلتي الأولي لباريس لا تنسي فقد كانت علي مركب اسمها « ميريت باشا « وكان معي فيها وهيب دوس ومحمد التابعي وكان أيامها متألقا ولسه طالع جديد , والتقيت فيها بفيصل ملك العراق وطبعا أحمد شوقي باشا وعبد الحميد بدوي باشا وكانت المركب تزور بلاد المتوسط مثل مارسليا ونابولي قبل ما تصل لبارس وبسبب هذه الزيارة الأولي أصبحت مدمن باريس.

سيد درويش

وفي الفصل السابع من كتاب «النهر الخالد» يحكي محمد عبد الوهاب لسعد وهبة عن قصة لقاؤه الثاني بسيد درويش فيقول : التقيت بسيد درويش عندما كان يجري بروفات شهر زاد وكان ذلك في مسرح بريتانيا وحضرت البروفة إلي أن وصل لاغنية «انا المصري كريم العنصرين» وجدت نفسي اجري في الشوارع وأنا مش عارف ليه.. وبعدها اكتشفت ان سبب ذلك انبهاري ان سيد درويش تجاوز الزمن بالاغنية دي وعندما بدأت الحن مشيت علي خط سيد درويش مرحلة من الزمن ثم اخذت خطي الخاص ولكن لا أنكر تأثير سيد درويش في حياتي. 

ويتحدث عبد الوهاب في الفصل الثامن عن المسرح في حياته بداية من فرقة فوزي الجزايرلي وعبد الرحمن رشدي والريحاني والكسارومنيرة المهدية ويكشف من خلاله لماذا لم يواصل رحلته مع المسرح ولماذا توقف منذ زمن بعيد عن التمثيل والغناء في أعماله المسرحية فقال : تركت المسرح لانني وجدته ياخذني من مهمتي الاولي وهي التلحين لانني كنت اري المسرح إدارة وفرقة من رجال وصبايا وسيدات واوركسترا وهيصة وزمبليطة».

فن الحرامية

وفي الفصل العاشر يتحدث عبد الوهاب عن علاقته بالصحافة فمنها من رحب به واحتضنته ومنها من هاجمته وصدرت مجلات خصيصا كي تهاجمه فهناك تاريخ طويل بين محمد عبد الوهاب والصحافة فيقول : من الصحفيين الذين شجعوني في بداياتي : فكري أباظة ومحمد التابعي وابراهيم المصري وعبد القادر حمزة وايضا المازني والعقاد.. اما من هاجموني فكثيرون لدرجة ان مجلة تكونت لمهاجمتي اسمها الصباح، وعموما كانت علاقتي بالصحافة طيبة وسيئة في نفس الوقت فحتي التابعي الذي كان أعز أصدقائي انقلب علي في يوم من الأيام وكتب عدة مقالات بعنوان «فن الحرامية» وكان ذلك بسبب خاص بيني وبينه.

وفي الفصل الحادي عشر يحكي محمد عبد الوهاب كيف بدأ يغني لغيره من الملحنين والمطربين ثم كيف يغني لنفسه ألحانا وضعها لنفسه وما الذي أضافه عبد الوهاب للغناء ومن الذي عانده وما المعارك التي دخلها لكي يقدم شيئا جديدا وما هو رأيه في دور المطرب والجمهور.
مشواره في السينما 

والي جانب الغناء والتلحين، كان لعبد الوهاب دور كبير في دعم مسيرة السينما الغنائية من خلال أفلامه السبعة، التي قدمها طيلة مشواره الفني والتي قدم أولها في عام 1932 مع المخرج محمد كريم، وحمل اسم «الوردة البيضاء»، والذي كتب قصته كل من سليمان نجيب ومحمد كريم وتوفيق البردلنس، وكتب أغانيه الشاعر أحمد رامي، وقد تم إخراج هذا الفيلم في باريس، لأن مصر وقتها لم تكن تملك استديو للافلام وعرض الفيلم في عام 1933. ونجح نجاحا كبيرا بمقاييس عصره، ليقدم بعدها عبد الوهاب عددا من الأفلام هي «دموع الحب» عام 1935، و«يحيا الحب» عام 1938، و«يوم سعيد» في عام 1940، و«ممنوع الحب» في عام 1942، و«رصاصة في القلب» عام 1944، وأخيرا فيلم «لست ملاكا» عام 1946. إلا أن عبد الوهاب كان يمتلك من الذكاء ما جعله يقرر التوقف عن تقديم المزيد من الافلام السينمائية. فقد أدرك بحسه أن الزمن ليس زمنه، بعد أن ظهر الفنانون الشباب وبدأوا في تقديم نوعية من الأفلام، التي أقبل عليها الجمهورإلي جانب أن شخصية عبد الوهاب بطبيعتها، لا تتحمل الفشل بأي حال من الأحوال. فآثر التفرغ للغناء والتلحين.

السهل الممتنع

المتتبع لحياة عبد الوهاب ومسيرته الفنية يستطيع أن يلحظ انها لم تسر علي وتيرة واحدة، ولكنها تنوعت ما بين الابداع الشديد في أول حياته الفنية، والتي قدم فيها نمطا جديدا للأغنية العربية، مما دفع الجماهير للالتفاف حوله بعد أن أحست بموهبته التي أبهرت الجميع. ومن بين أغاني تلك الفترة «ياجارة الوادي» و«كلنا بنحب القمر» و»بالله يا ليل تجينا»وهي أغاني صنعت جماهيرية عبد الوهاب. بعد هذه المرحلة، جاءت المرحلة الثانية في مسيرة عبد الوهاب، قدم عبد الوهاب الاغاني الوصفية التي تضمنتها أفلامه السينمائية، واستطاع من خلالها تقديم الحان متميزة لكلمات اعتاد الناس سماعها في حياتهم اليومية، مثل اغنية «يا وابور قول لي رايح علي فين» و«ياوردة الحب الصافي» و»حكيم عيون ثم كانت القصيدة عنوانا للمرحلة الثالثة في مسيرة عبد الوهاب الفنية، حيث اهتم في هذه المرحلة بتقديم القصيدة الطويلة بأسلوب جديد. وعلي الرغم من عدم وجود قاعدة جماهيرية للقصيدة في ذلك الوقت، الا أن عبد الوهاب نجح من خلال اسلوب السهل الممتنع الذي اتبعه فيها في جعل الناس يقبلون علي الاستماع لها بشغف. ولعل من أشهر ما لحنه من قصائد «الكرنك» و«الجندول» وكانت في وقتها من الاحداث الفنية المهمة في ميدان الغناء العربي. وتأتي المرحلة الرابعة التي يري بعض الموسيقيين أنها لم تكن علي مستوي ما سبقها من مراحل غنائية، وغني فيها أغنيات من بينها «تراعيني قيراط اراعيك قيراطين». وعلي الرغم من ذلك الا ان هذه المرحلة نفسها هي التي شهدت لقاء السحاب بين ام كلثوم وعبد الوهاب، وقدما معا عددا من الاغنيات بدأت بأغنية «انت عمري»، وتبعتها أغنيات اخري لا تقل عنها إبداعا منها «أمل حياتي».

حكاية ياسمين الحصري

وفي فصل آخر من فصول الكتاب يتحدث موسيقار الاجيال لسعد الدين وهبة عن المطربين الذين اكتشفهم أو قام بالتلحين لهم فيقول: اكتشفت ليلي مراد ورجاء عبده وصباح ومحمد أمين ونجاة وفايزة احمد وسعد عبد الوهاب كما لحنت لوردة وقدمت لشادية ثلاثة الحان فقط ومن الجيل الجديد لحنت لمحمد ثروت وزينب يونس. 

ويضيف عبد الوهاب : لحنت لياسمين الخيام أغنية عاطفية ثم أخري دينية واغنية قدمتها في عيد ميلاد الملك حسين الخمسين.. وياسمين عرفتها عن طريق زوجة بهجت باشا التلهوتي اللي قالت لي ان بنت الشيخ الحصري عاوزه تغني.. وفي أحد الأيام كلمني الشيخ الحصري وطلب مقابلتي هو ابنته و «افراج» ودا اسمها الحقيقي وزوجها وخلال الزيارة قال لي انها تحب المغني ومش عاوز اقف امام هوايتها بس بشرط تغني كلمات دينية وتبتعد عن أي الفاظ نابية او تمس الخلق والسمعة.

لقاء القمة

وتتوالي الحوارات بين عبد الوهاب ووهبة الي ان  نصل الي حلقة«لقاء القمم» يتحدث فيها عن اللقاء الاول الذي جمعه بكوكب الشرق ام كلثوم ومتي التقي بها وكيف واين ؟ومن هو الوسيط الذي جمع بينهما ؟فيقول عبد الوهاب : احمد رامي هو ما عرفني علي ام كلثوم وكان ذلك عام 1925 فقد اخبرني بان هناك فتاة اسمها ام كلثوم تغني في صالة اسمها«سنتي» في حديقة الازبكية وكنت وقتها لسه صغير ومش واعي كويس لاحكم عليها وسمعتها ولكن حسيت انه في شئ مهم في صوتها ؛ وفي عام 1933 كنت وقتها طالبا في معهد الموسيقي التقينا في منزل ابو بكر خيرت المحامي وغنينا سوا أغنية «قد الليل» الحان سيد درويش وهذا كان اللحن الوحيد واليتيم اللي غنيته مع أم كلثوم حتي بعد ان كبرنا وانا بقيت ملحن وهي مغنية كبيرة لم نفكر احنا الاثنين إني الحن لها ولا هي تغني لي !!

الحكايات لا تنتهي بين محمد عبد الوهاب وسعد الدين وهبة في اطول حوار تليفزيوني صوره موسيقار الأجيال حيث بلغت حلقاته ثلاثين حلقة تلفزيونية قدم من خلالها شهادة موسيقار الاجيال ليس فقط علي مسيرته الفنية ولكن وثيقة عن تاريخ الموسيقي والغناء في القرن العشرين في حوار لا ينسي مع «سعد وهبة»وهو واحد من أهم الكتاب العرب مسرحيا وسينمائيا وسياسيا خلال النصف الثاني من القرن العشرين.

إسعاد يونس: زيادة النسخ الأجنبي لن تؤثر على الصناعة المصرية

الفيلم الأجنبي يتحدى المصري.. خسائر فادحة

أحمد سيد

المطالبات المستمرة من قبل أصحاب دور العرض بزيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى، أثارت جدلا واسعًا بين صناع السينما، فيرى بعض المنتجون أن هذه الزيادة لا تضر بالفيلم المصرى، إلا أن البعض الآخر رفض الزيادة، مؤكدين أنها تكبد الصناعة المصرية خسائر فادحة.

لم تكن هذه المطالبات وليدة اللحظة إلا أنها أزمة قديمة، ودائمًا ما تتجدد من فترة لأخرى، خاصة فى ظل تراجع الإنتاج المصري.

فالمرة الأولى التى تثأر فيها هذه الأزمة، فمنذ نحو 20 عامًا، ونتحدث عن زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى، ومع كل فترة تتجدد الأزمة حيث كانت آخرها فى عام 2003 حيث تقدم عدد كبير من أصحاب دور العرض وموزعى الأفلام الأجنبية الى غرفة صناعة السينما بشأن الموافقة على زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى إلى 8 نسخ بدلاً من 5.

جاءت هذه الحملة بعد انخفاض الإنتاج المصرى من الأفلام، ما بين 20 إلى 25 فيلما فى العام، ومعظم هذه الأفلام يجرى رفعها بعد أسبوع أو أسبوعين من عرضها بسبب ضعف مستوى الإنتاج أو عدم وجود إقبال جماهيرى أو عدم تحقيق الحد الأدنى من الإيرادات.

ومع زيادة عدد دور العرض السينمائى والمجهزة على أحدث طراز، أصبحت فى مأزق ، حيث لم يجد أصحاب هذه الدور الأفلام المصرية التى تكفى للعرض على هذه الشاشات مما دفع الأغلبية منهم الى طلب زيادة نسخ الفيلم الأجنبى.

جاء عرض نسخ من الفيلم الأجنبى فى البداية بفيلمين ثم تطورت إلى أربعة أفلام، وبعدها طالب أصحاب دور العرض بزيادتها الى 6 نسخ الى أن وصلت الى 9 نسخ، ولكن مع ضعف الإنتاج و قلة الإيرادات التى يحققها الفيلم المصرى عاد مجددا أصحاب دور العرض بمطالبة زيادة عدد النسخ من 9 الى 30 نسخة، وقد طالب بذلك كل من المنتجين إسعاد يونس وجابى خورى فى اجتماع غرفة صناعة السينما.

"غير مضر"

"زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى لن تؤثر على الفيلم المصرى كما يعتقد البعض"، هكذا قالت إسعاد يونس.

وتضيف: "نحاول الإرتقاء بالصناعة و يكون هناك نوع من الاستثمار؛ خاصة بعد زيادة عدد دور العرض وشاشات السينما، ومن وظيفتنا فى نفس الوقت الحفاظ على صدارة الفيلم المصرى.

تشير إسعاد الى أن المستثمر الأجنبى بدأ يعزف عن تواجده فى السوق المصرى؛ الأمر الذى يهدد الصناعة أيضا، فضلا عن أن أصحاب دور العرض يعانون من قلة الإيرادات، وهناك بعض الالتزامات التى يجب أن يسددها أصحاب دور العرض مثل أجور ومرتبات العاملين بدور العرض المفتوحة دون جدوى بعد رفع الفيلم المصرى من دور العرض أو قلة الإقبال عليه.

وتوضح أنها لا ترغب فى سقوط الفيلم المصرى كما يردد البعض، ولكنها ترغب فى النهوض بالصناعة التى تحتاج الى موارد مادية تدفعها للأمام حتى يتم إنتاج أفلام جديدة.

"المصري أولا"

يختلف فى الرأى معها المنتج فاروق صبرى، رئيس غرفة صناعة السينما قائلا: "إن الفيلم المصرى له الأولوية عن أى فيلم أخر، لأننا من وظيفتنا أن نحافظ على الفيلم المصرى، وبالتأكيد هناك مكسب مادى قد يعود على دور العرض من زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى، ولكن هناك ضرر واضح وصريح يقع على الفيلم المصرى حيث تهتم دور العرض بالنسخ الأجنبى على حساب الفيلم المصرى".

يوضح صبري قائلا: "بصفتى رئيس لغرفة صناعة السينما وكمنتج أهتم بالفيلم المصرى أولا، وفى النهاية لا بد من وقف هذه المخططات التى تضر بالصناعة ونلتفت الى التصدى للأهم، والذى يكبد السينما خسائر ضخمة أهمها القرصنة".

"لا ضوابط"

ويتفق معه في الرأى المنتج هشام عبدالخالق فيقول: "إن زيادة نسخ الفيلم الأجنبى أمر يضر بالصناعة المصرية، وكل الأسباب التى تبناها بعض المنتجين هى أسباب واهية وغير منطقية، فإن المستثمر الأجنبى لا يهرب بل يحاول الاستثمار فى من خلال انشاء مولات للسينما، وهو الأمر الذى يعكس ما يقولونه أما مسألة الاقاليم التى ينادون بها أن من حقها مشاهدة أفلام أجنبية، فأرى من الأفضل أن يزيد دور العرض و يتم عرض أفلام مصرية بها حتى لا تتأثر الاقاليم بالهوية الأمريكية".

يشير هشام إلى أن أصحاب دور العرض فى حالة زيادة نسخ الفيلم الأجنبى وعرضها فإن ذلك يؤثر بشكل كبير على السينما المتوسطة لان الفيلم الأجنبى له قوته الفنية و التى تؤثر على مشاهدة الفيلم المصرى.

يضيف: "ليس هناك ضوابط أو قوانين يمكن أن تحكم الأزمة ففى كل فترة يتم زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى، وإننا فى أمس الحاجة فى الفترة الحالية الاهتمام بالفيلم المصرى حتى نعود الى سابق عهدنا ونقدم أفلاما تستحق المشاهدة ويقبل عليها الجمهور المصرى". 

"رفض تام"

"رفضنا تماما فكرة زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى وقمنا بإرسال خطاب رسمى الى المنتج فاروق صبرى رئيس غرفة صناعة السينما نطلب منه عدم السماح بزيادة النسخ من الأفلام الأجنبية حتى لا يقضى هذا القرار على صناعة الأفلام المصرية"، هكذا قال المخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين

ويضيف مسعد قائلا : "إن الصناعة تحتاج الى وقفة حقيقية من قبل المنتجين، وعلى دور العرض والمنتجين اللجوء الى وسائل أخرى لزيادة عدد الإيرادات من خلال زيادة الإنتاج المصرى". 

"خارج الصندوق"

بينما يرى المنتج والمخرج شريف مندور، أن الأزمة الحقيقية منذ إثارة فكرة زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى هى أننا نتعامل معها من منظور واحد هو الضرر و النفع أو كما يقال "أبيض أو أسود"، و لا نبحث عن حلول حقيقية تفيد الصناعة وفى نفس الوقت نحافظ على مكانة الفيلم المصرى.

يقول مندور: نحاول أن نفكر "خارج الصندوق"، ونضع بعض الضوابط التى نستفيد منها حيث كنا منذ فترة طويلة عندما أثرت هذه الأزمة التى لم تكن وليدة اللحظة، كان هناك أحد الحلول التى يمكن أن نعيد تطبيقها وهى أن شركات الإنتاج التى تنتج الفيلم المصرى تأخذ حقوق توزيع الفيلم الأجنبى، وهو الأمر الذى يفتح المجال للفيلم الأجنبى وفى نفس الوقت لا يضر الفيلم المصرى.

ويشير شريف إلى أن الغرفة هدفها الأول والأخير الحفاظ على الفيلم المصرى و حقوقه فى التوزيع على دور العرض وهو ما نحاول أن نقوم به , ولكن فى نفس الوقت نحاول ان نرتقى بالسينما من خلال استغلال المستثمر الأجنبى.

"عدد كاف"

يرى الناقد كمال رمزي أن أزمة زيادة نسخ الفيلم الأجنبى لم تكن المرة الأولى حيث كان قديما بدأ المنتجون والموزعون بالاستعانة بنسختين من الفيلم الأجنبى ثم تم زيادته الى أربعة نسخ ثم ستة نسخ الى أن أصبح تسعة نسخ، وأتصور ان هذا العدد يكفى لوجوده فى دور العرض المصرية حتى لا يضر بالفيلم المصرى.

يضيف رمزي قائلا : "أرى أنه فى حالة الإصرار على زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى أتصور أن يكون الحل فى هذه الحالة استكمال المشروع الفنى حتى نستطيع الإستفادة لصالح المنتج المصرى، فيتم التعاقد على زيادة عدد نسخ الفيلم الأجنبى فى مقابل اسهام شركات الإنتاج الأجنبية فى إنتاج أفلام مصرية مميزة، فعلى سبيل المثال فى حالة عرض أربعة أفلام أجنبى تشارك شركة الإنتاج فى إنتاج فيلم مصرى".

فارس السينما المصرية.. فنان برتبة عقيد

دعاء فوده

أحمد مظهر "فارس السينما" الذي اقتحم أبوابها عبر صلاح الدين الأيوبي، والذي أبدع في ثاني أدواره عندما جسد دور الأرستقراطي في "رد قلبي"، خطف القلوب بأدائه الراقي وحفر اسمه في تاريخ السينما المصرية تاركا إرثًا كبيرًا من الإبداع.

تمر الذكرى الـ 13على رحيل فارس السينما المصرية والناصر صلاح الدين الفنان الراحل أحمد مظهر الذي ترك بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية، الجمعة 8 مايو.

وتمتع مظهر بموهبة من نوع خاص، وتألق فنان الزمن الجميل في جميع الأدوار التي قام بها فتميز بخفة الدم أحياناً والجد في أحيان أخرى، دخل مظهر الفن من باب الفروسية حيث لقب بفارس السينما المصرية.

تخرج من الكلية الحربية مع الرئيسين أنور السادات وجمال عبد الناصر ثم التحق بسلاح المشاة وانتقل بعدها لسلاح الفرسان حتى تولى منصب قيادة مدرسة الفروسية، كما شارك في حرب فلسطين عام 1948 حتى تفرغ بعدها لعالم الفن وقدم أعمالاً لا مثيل لها حتى اليوم.

بدأ أحمد مظهر عمله الفني في مسرحية الوطن، وبعدها فيلم فجر الإسلام، حتى رشحه الأديب الكبير يوسف السباعي لبطولة فيلم رد قلبي حيث حقق نجاحاً كبيراً، وقرر بعده أن يستقيل ورتبته عقيد والتفرغ للفن.

قدم أحمد مظهر للسينما المصرية العديد من الأفلام التي وصل عددها إلى 135 فيلما من أشهرها "غصن الزيتون"، و"ليلة الزفاف"، و"غرام الأسياد"، و"الأيدي الناعمة"، و"النظارة السوداء"، و"اسلاماه"، و"النمر الأسود" ، و"شفيقة ومتولي" و"رد قلبي"، و قام ببطولة أحد أهم الأفلام وأضخمها إنتاجا في تاريخ السينما وهو فيلم "الناصر صلاح الدين" الذي جسد فيه شخصية الناصر صلاح الدين.

وشارك في 20 مسلسلا منها "ليالي الحلمية" و"عصر الفرسان" و"على هامش السيرة" و"ضمير أبلة حكمت"، ولم تتوقف موهبة "مظهر" في التمثيل فقط بل كتب وأخرج فيلمين وهما "نفوس حائرة، وحبيبة غيري" فقد عرف عن مظهر حبه للأدب والكتابة، جعله ذلك يصبح عضواً مؤسساً في جمعية الحرافيش التي يرأسها الكاتب الكبير"نجيب محفوظ".

وبعد مشوار حافل قضاه أحمد مظهر في السينما، أصبح رصيده من الجوائز 40 جائزة إلى جانب تكريمه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نفسه، ، وكذلك من قبل الرئيس الراحل أنور السادات بوسام آخر رفيع في احتفالات مصر بعيد الفن، وتم تكريمه أيضاً في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

توفي أحمد مظهر عام 2002 بعد رحلة صراع مع المرض عن عمر يناهز 84 عاما.

أخبار اليوم المصرية في

08.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)