كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

كمال جنبلاط يعود إلى الحياة في فيلم هادي زكاك

هوفيك حبشيان

 

في "مارسيدس"، طَرَح المخرج هادي زكاك سيرة الحرب الأهلية اللبنانية عبر الطلّة البهية للسيارة الألمانية التي تكاد تكون من الأشياء القليلة التي يتفق عليها أبناء الشعب الواحد. ومن خلال "درسٌ في التاريخ"، نقّب عميقاً في المناهج الدراسية ليكشف رؤية الطوائف المختلفة حيال ما عاشته جنباً الى جنب داخل الـ10452 كلم في زمن المِحَن. جديده، "جنبلاط: الشاهد والشهادة" (في الصالات اللبنانية بدءاً من الخميس المقبل)، لا يختلف البتة عن كلّ ما سبق للمخرج الشاب أن صوّره خلال السنوات الماضية، إذ نعيد اكتشاف كمال جنبلاط، المعلّم الثائر الذي طمحَ الى رصّ الصفوف حول الثوابت الوطنية وإرساء مبادئ العلمانية داخل مجتمع لا يزال يعيش دوامة الاصطفاف الطائفي البغيض.

غنيٌّ عن القول، إن هذا كله بات شأناً بعيداً اليوم في ذاكرة اللبنانيين المنكوبة؛ هم الذين بلغوا طوال العقود الأربعة الماضية نقطة اللاعودة في الخطاب الطائفي المسبب لكلّ انقسام، ما يتناقض مع ما كان يحلم به "سيد القصر" منذ نشأته ووعيه على العالم. يأتي زكاك بهذا الوثائقي المتسامك شكلاً ومضموناً ليذّكرنا باحتمالات كانت مطروحة أمامنا على امتداد تاريخنا المعاصر، في محاولة صريحة لربط الماضي بالحاضر. هنا، الماضي يتمخّض من الحاضر في خطاب ثنائي بينهما، يضيف عليه زكاك بعضاً من لمساته الشاعرية عبر لعبة بازل متداخلة. إنها سينما هادفة، كما قال رئيس "رابطة أصدقاء كمال جنبلاط" ليلة العرض الأول للفيلم في "سينماسيتي" أسواق بيروت، إلا انه بالنسبة الى كثيرين من هواة السينما، يقوم الفيلم على حرفة ممتازة، خصوصاً في ما يتعلق بالتداخل بين العام والخاص، بين صور الأرشيف والمَشاهد التي التقطها زكاك حديثاً (تصوير موريال ابو الروس)، وأخيراً بين صوت كمال جنبلاط وصوت رفعت طربيه.

اهتم زكاك بجنبلاط عندما قرأ كتاب ايغور تيموفييف، "كمال جنبلاط، الرجل والاسطورة"، فوجد في الزعيم والمفكر اللبناني مادة غنية ومتشعبة لصناعة فيلم. ولأن الطبع يغلب التطبّع، وجد المخرج في سيرته المأسوية مناسبة لطرح تساؤلات الجيل الذي ينتمي اليه؛ جيلٌ ولد مع الحرب اللبنانية ولا يزال يسعى الى فهم ما جرى، ويختلف على كيفية كتابة تاريخه. في ظلّ منطق النكران الذي يدعونا الى قلب الصفحة وردم الذاكرة وتجاهل التاريخ، يغدو الفيلم شاهداً على مرحلة زمنية من خلال عيني جنبلاط، ولكن أيضاً من خلال روحه الطفولية البسيطة المتمردة التي تُسَهِّل الانحياز لمعسكره.

هذه ليست المرة الأولى التي يُنجَز فيها فيلمٌ وثائقيٌّ عن جنبلاط، فسبق أن خصصّ له مارون بغدادي شريطاً غداة رحيله عام 1977، إلا أنّ عمل زكاك يختلف لجهة كونه يستند الى كتابات المعلّم، حدّ تحويله الى "شاهد على حياته". تتحول كتاباته ومقابلاته الصحافية هنا المادة الأساسية التي يستند اليها سيناريو الفيلم، منذ طفولته فدراسته في فرنسا ورحلاته المتكررة الى الهند بحثاً عن الروحانية، ثم نضاله السياسي وأفكاره التقدمية ومعارضته الدولة في عهد كميل شمعون، حتى لحظة اغتياله في السادس عشر من آذار 1977 (لحظة مجسدة بطريقة ايقاعية مشوقة). ولكن هل فعلاً مات جنبلاط وهو يسقط تحت وابل الرصاص في ذاك اليوم المشؤوم؟ ربما ليست كلمة موت الأنسب لوصف اغتياله، إذ كان يقول: "نحن موت وحياة دائمان. كلّ مرحلة من الحياة تمحي المرحلة السابقة. نحن لا نموت، بل نعبر. الجسد هو الذي يموت".

يطرح الفيلم جنبلاط باعتباره علمانياً يؤمن بالعنف في مواجهة العنف إذا اقتضت الحاجة. وهو بهذا المعنى نذير الانتفاضات العربية الحديثة. في إحدى المقابلات، يؤكد أنّ الذين وقفوا في وجه الفيودالية لم يكونوا فقراء بل ميسوري الحال، ويذكر كارل ماركس مثالاً. جنبلاط هنا متصوف ناسك أكثر من كونه سياسياً محنكاً، ويمكن القول استطراداً انه لو كان كذلك لما اغتيل.

نزور بصحبة ابنه وليد غرف قصره في المختارة، نخترق حميمية أشيائه التي كساها الغبار وأغرقتها الدماء. ننتشل من بين متروكاته كتاب "نكون أو لا نكون". ندخل الى المكان حيث كان يفترش أرضاً ليقرأ، دائماً محوطاً بالكتب وبوقار البساطة بعيداً من التكلف. الايمان العادي لم يرضه، كان يرى فيه حائطاً عليه أن يقفز فوقه ليكون سيّد نفسه. في فيلم لا ينطوي على مقابلات كثيرة، تتحول شهادة جنبلاط الابن لحظة مراجعة مؤثرة. يختلف هنا "وليد بك" عن اطلالاته التلفزيونية المعتادة. كاميرا زكاك تنجح في استدراجه، على الرغم من انه يتمسك بـ"جنبلاطياته". نراه قدميه على الأرض ورأسه في الغيوم. يعبر الفيلم كالتائب ("أبرياء مسيحيون قُتلوا جراء الثأر ولم يكونوا على علاقة بالاغتيال")، قبل أن يشبك يديه خلف ظهره ليمضي. وليد جنبلاط هو "حنظلة" هذا الفيلم.

في السطر الأخير من المقال الأخير لكمال جنبلاط قبل اغتياله، أضاف الجملة الآتية: "ربي أشهد أني بلغتُ". وها إنّ السينما موكلة اليوم إبلاغ إحدى الصفحات السوداء في التاريخ اللبناني.

المدن الإلكترونية في

07.05.2015

 
 

«غاندي» لريتشارد آتنبورو:

سيرة بطل اللاعنف في فيلم نزيه

ابراهيم العريس

نعرف أن الحديث عن زعيم الهند الأكبر المهاتما غاندي، ليس في حاجة إلى مناسبة، فمحرر الهند من كطريق اللاعنف حاضر بقوة في أذهان البشر، هو الذي يحاول السير على خطاه شرفاء كثر في هذا العالم. ومع هذا ثمة مناسبات تفرض العودة إليه كما حدث منذ حين، إذ رحل المخرج ريتشارد آتنبورو فكانت مناسبة يومذاك للعودة ليس إلى غاندي وحده، بل إلى الفيلم الضخم والنزيه الذي حققه عنه السينمائي الراحل... واليوم في كل مرة يُجرى الحديث عن فيلم عن زعيم عالمي يُقَدَّم فيلم غاندي مثالاً يحتذى. ومع هذا لا بدَّ من أي حديث عن هذا الفيلم من أن يكون حديث أرقام في المقام الأول.

> فـ «غاندي» هو بالنسبة إلى كتاب «غينيس» للأرقام القياسية، مثلاً الفيلم الذي استخدم، في مشهد واحد، أكبر عدد من الكومبارس في تاريخ الفن السابع (300 ألف لمشهد الجنازة، الفيلم الأول)، وبالنسبة إلى تاريخ السينما، واحد من الأفلام التي نالت عدداً كبيراً من جوائز الأوسكار (ثماني جوائز مقابل 11 ترشيحاً)، وبالنسبة إلى الهنود الفيلم الذي صور زعيمهم الوطني والقومي بأعين غربية ولم يجدوا غضاضة في ذلك، وبالنسبة إلى الباكستانيين الفيلم الكريه الذي صورهم وصور نضال مسلميهم من أجل الاستقلال بصورة «غير لائقة». أما بالنسبة إلى دايفيد لين، فإنه الفيلم الذي انتزع منه لقبه كواحد من أعظم الذين حققوا السينما التاريخية، لمصلحة ريتشارد آتنبورو. هذا الفيلم حققه آتنبورو عام 1982 انطلاقاً من السيرة الذاتية لزعيم حركة اللاعنف. و «غاندي»، منذ عرضه العالمي الأول في نيودلهي خريف ذلك العام، كان الفيلم الذي أحدث تجديداً أساسياً في سينما السيرة القائمة على تقديم حياة كبار عاشوا حقاً.

> يبدأ الفيلم بمشهد يحمل كل التناقض الأساسي الذي يمكننا رصده في حياة غاندي ومقتله. إنه مشهد العنف الذي وسم نهاية الزعيم: ففيما يكون غاندي خارجاً من صلاة المساء، هادئاً راضياً عن نفسه بما حقق سياسياً لبلاده من استقلال نالته من دون عنف مع المحتل على الأقل، يتحلق حوله الأنصار والمحبون ليقدموا له التحية المعتادة. فجأة يبرز من بين هؤلاء شاب يطلق عليه الرصاص ويرديه. يتمتم غاندي «يا إلهي» ثم يسقط. لم يكن غاندي ليتوقع أن تكون نهايته على هذا النحو، ولكن نتوقع نحن أن يكون وداعه، في الجنازة الشعبية الرسمية، وداعاً مذهلاً ومحزناً. مئات الألوف يجتمعون من أجل ذلك الوداع. والحقيقة أن فيلم آتنبورو، ينطلق من مشهد الجنازة الهائل ليعود إلى الوراء راوياً لنا فصولاً من حياة غاندي. والفيلم كان، على أية حال، قد نبهنا إلى أن من المستحيل على ساعات أيّ فيلم (حتى وإن استغرق عرضه أكثر من ثلاث ساعات كحال «غاندي») أن تختصر حياة شخص كغاندي. من هنا، فإن ما سنراه هو فقط، بعض الفصول الأساس في تلك الحياة. وواحد من أول هذه الفصول هو الذي تنتقل إليه الكاميرا، بعد مشهد الجنازة في رجوع إلى الوراء يجتاز ما يقرب من نصف قرن: تحديداً إلى عام 1893، حين كان غاندي شاباً يعيش في جنوب أفريقيا، مثل ألوف الهنود المهاجرين. ففي ذلك العام يحدث المشهد الذي سيغير لغاندي كل حياته ويحوله من شاب هادئ محايد يعيش حياته بدعة، إلى مناضل ضد الاحتلال... ثم لاحقاً ضد العنف. وهذا المشهد يدور في قطار يُرمى منه غاندي الشاب، لأنه هندي وجرؤ على أن يركب الدرجة الأولى المخصصة للإنكليز من رعايا الإمبراطورية. هنا، وللمرة الأولى في تاريخه، أدرك غاندي عملياً كيف أن القوانين مجحفة في حق السود والهنود في ذلك البلد، فبدأ نضاله ضد تلك القوانين. وقد تبدى نضاله هناك ناجحاً ولكن جزئياً، حيث أسفر عن منح الهنود بعض الحقوق... لكن السود ظلوا كما هم مضطهدين.

> على أثر النجاح الذي حققه غاندي، كما يقول لنا الفيلم، في بلد الهجرة، كان لا بد له من أن يستجيب للدعوات التي وجهت إليه وإلى أصحابه للعودة إلى الهند من أجل النضال في سبيل استقلالها. هكذا ينتقل بنا الفيلم إلى شبه القارة الهندية، ناقلاً نضال غاندي وجماعته إلى مستوى أكثر اتساعاً. فإذا كان النضال في جنوب أفريقيا نضالاً للحصول على حقوق مهضومة، فإنه في الهند سرعان ما سيتحول نضالاً في سبيل الاستقلال. فهل ينفع أسلوب غاندي القائم على اللاعنف، وعلى العصيان المدني في معركة لها تعقيد المعركة الاستقلالية في شبه القارة الهندية؟ هذا هو فحوى الأسئلة التي يطرحها غاندي على نفسه... ويحاول الفيلم، استناداً إلى التاريخ الحقيقي أن يجيب عنها، ويرينا بالتالي حجم تعقّدها. والفيلم كي يوضح هذا، يتابع اختياره لحظات حاسمة وذات دلالة من حياة غاندي ومن حياة الهند، ولكن في أحيان كثيرة منظوراً إليها من وجهة نظر أجانب أحاطوا بغاندي، مؤيدين ومعجبين (مثل المصورة مرغريت بورك وايت وقامت بدورها كانديس برغن) أو خصوماً معادين (مثل الجنرال ريجنالد رايدر وقام بدوره إدوارد فوكس)، وأحياناً أخرى من وجهة نظر زعماء من المنطقة سواء كانوا هندوساً (نهرو) أم مسلمين (محمد علي جناح)... كل هذا العالم كان جزءاً أساساً من ذلك التاريخ. والتاريخ نفسه، كما يرينا الفيلم في كل لحظة من لحظاته، كان تاريخاً شديد التعقيد، ذلك أن الصراع لم يكن صراعاً بسيطاً بين القوى الاستقلالية والقوى الاحتلالية... فلو كان الصراع كذلك لكانت الأمور سهلة في زمن كان العالم كله يتغير والإمبراطورية البريطانية تنهار لمصلحة صعود قوى جديدة. لكن الصراع كان في جزء أساس منه صراعاً بين المسلمين والهندوس (سيؤدي في النهاية إلى انفصال المناطق الشمالية - الغربية لتشكل دولة باكستان). ثم، بخاصة، داخل صفوف الهندوس أنفسهم، بين حمائمهم وصقورهم. والحمائم كانوا طبعاً من المقربين من غاندي، فيما كان الصقور من المتطرفين الذين كانوا يؤمنون بالعنف وبأن المطلوب «كل شي أو لا شي». ومن الأمور ذات الدلالة هنا أن يتم اغتيال غاندي، بعد مسيرته النضالية الطويلة على يد متطرفي أبناء جلدته الهندوس، لا على يد الإنكليز أو المسلمين، الذين كانوا خصوماً له.

> والحقيقة أن جزءاً أساساً من منطق الفيلم وسياقه يغوص في الصراعات «الداخلية» التي خاضها غاندي. وتحديداً لأنه اتبع مبدأ اللاعنف وهو كلي الإيمان بأن هذا المبدأ وممارسته قادران أكثر من أي نضال آخر على إيصال الهند إلى استقلالها. وما سياق الفيلم، وما المحطات التي يتوقف عندها من حياة غاندي، سوى تشديد في كل لحظة على أهمية ذلك الصراع الداخلي الذي عاشه غاندي. ومن نافل القول هنا أن الفيلم يتبنّى تماماً مواقف غاندي، سواء كانت ضد الإنكليز، أم ضد المنشقين الهندوس، أم ضد الذين سيؤسسون دولة باكستان، وإن كان - أي الفيلم - يرينا كيف أن واقعية غاندي وإيمانه بحق الشعوب في تقرير مصيرها، جعلاه لا يعارض في مشاريع انفصاليي المسلمين سوى نزعة العنف. كان يفضل لهم أن ينفصلوا بهدوء. ومن الواضح، أن هذا الموقف هو الذي كلفه غالياً، ثم قضى عليه، إذ اعتبره متطرفو الهندوس «تواطؤاً» مع المسلمين.

> على رغم أن ريتشارد آتنبورو لم يكن يحسب بين كبار المخرجين، هو الآتي أصلاً من التمثيل، نراه في هذا الفيلم حقق ما كان يشكل أملاً سينمائياً لكثر من كبار المبدعين، لا سيما منهم دايفيد لين الذي كان آخر سنوات الخمسين من القرن العشرين يسعى - مع المنتج سام شبيغل - إلى تحقيق فيلم عن «غاندي» يقوم سير أليك غينيس بدور الزعيم الهندي فيه، لكنه آثر في اللحظات الأخيرة أن يحقق «لورانس العرب» بدلاً منه. فسينمائيون كثر رأوا دائماً في سيرة غاندي موضوعاً سينمائياً محترماً. لكن آتنبورو حقق الحلم... ووفق خصوصاً في اختيار بن كنغسلي، الهندي الأصل، ليلعب دور غاندي. والحقيقة أن هذا لم يتبين شبيهاً جسدياً فقط بغاندي، بل روحياً أيضاً. وكانت هذه النقطة نقطة أساسية من مميزات هذا الفيلم، الذي يحسب عادة بين أعظم الأفلام التاريخية وأفلام السيرة في تاريخ الفن السابع.

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

07.05.2015

 
 

عروض سينمائية بالهواء الطلق في جبل محسن

عمر ابراهيم

من باب التبانة إلى جبل محسن، عروض سينمائية في الهواء الطلق، أنعشت قلوب سكان تلك المناطق المنكوبة، وكسرت حاجز الخوف النفسي لدى السكان بعدما كانت الخطة الأمنية حطمت الحواجز العسكرية والمتاريس وأعادت الأمن والاستقرار.

اليوم لم يشعر أبناء جبل محسن بالغبن أو التمييز المناطقي، بعدما كانوا شاهدوا قبل يوم أقرانهم في التبانة جالسين حول الشاشة العملاقة التي وضعت في الطريق والتفوا حولها لمشاهدة أحد الأفلام، حيث خصص لهم يوم مماثل، عاشوا خلاله نفس الأجواء وتفاعلوا مع مجريات الفيلم، الذي يندرج ضمن فعاليات "مهرجان طرابلس للأفلام".

حي الريفا الذي احتضن العرض، أضيء على غير عادته وشهد إقبالا كثيفا من المواطنين، والذين كانوا سابقا يفضلون عدم التجمع فيه ليلا نظرا لاسمه الذي اقترن بأشرس المواجهات المسلحة التي كانت تدور خلال جولات العنف السابقة بين الجبل والتبانة.

قبل بدء العرض تحدث مدير المهرجان الياس خلاط، فرحب بالحضور وشكر كل من ساهم في إنجاح هذا النشاط في جبل محسن ومن بينهم جمعية لبنان المحبة، واعدا بتقديم المزيد من النشاطات المماثلة في المستقبل.

وتواصلت فعاليات المهرجان، حيث كان للمرأة يوم طويل بالتعاون مع إدارة جامعة بيروت العربية فرع طرابلس، بحضور رئيس بلدية طرابلس المهندس عامر الرافعي، نائب رئيس جامعة بيروت العربية الدكتور خالد بغدادي، إلى جانب وفد من منتدى المدن الانتقالية في فعاليات المهرجان، حيث جرى عرض فيلم Vicenta    (تحريك) الذي يتناول معاناة سيدة اكوادورية عانت الفقر وفقدت ابنها على يد النظام الدكتاتوري لبينوشيه في التشيلي، و فيلم  (The Denied Yazidi Festival) الذي يتناول حياة ومعاناة الأزيديين في ظل الاضطرابات  في العالم العربي ، ثم عرض فيلم The Shebabs of Yarmouk )) الذي يتناول أحوال الشباب في مخيم اليرموك في دمشق في العام 2013، وبعده فيلم (10949 women) الذي يصور المناضلة الجزائرية نسيمة هبلل وهي تروي سيرتها الذاتية وقد توفيت عام 2013 بعد تصويرها للفيلم.

ثم ختاماً فيلم (طرابلس... فن، ذاكرة وسلام) الذي يتناول ذكريات سيدات مسنات يعشن في البداوي وطلعة العمري في طرابلس ويتذكرن ايام الماضي.

وقد جرى نقاش وحوارات بين الحضور والقيمين على الأفلام كما عرضت السيدة أمل حرقص الناشطة الاجتماعية وعضو التجمع النسائي الديمقراطي قراءة خاصة ومميزة لفيلم (10949 women) وإسقاطاته على واقع وأوضاع المرأة في لبنان.

السفير اللبنانية في

07.05.2015

 
 

دليل الشيطان إلى هوليوود:

نصائح أسطى في فن السيناريو (2)

بلال فضل – التقرير

استئنافًا لحلقة الأمس، أواصل نشر نصائح كاتب السيناريو الأمريكي الشهير جو إيزسترهاس للراغبين في كتابة السيناريو، والتي جاءت في أحد فصول كتابه الممتع (دليل الشيطان إلى هوليوود)، والتي من المهم التنبيه إلى أنها نصائح، لا يمكن فصلها عن تجربة جو نفسه كواحد من أنجح كتاب السينما في هوليوود؛ ولذلك لن تنطبق نصائحه على من يكتب أفلامًا لا تهتم بالبناء الهوليوودي الذي يجذب انتباه الجمهور، أو من تستهويه السينما المستقلة المتمردة على الأعراف السينمائية الهوليوودية، ومع أن كل نصيحة في النهاية لا تمثل سوى اقتراح فردي، يمكن أن يصيب أو يخيب، لكن نصائح جو إيزسترهاس تظل مهمة في تأمل طريقة صنع الفيلم الهوليوودي الأكثر نجاحًا حول العالم عبر تاريخ السينما، كما أنها تظل مهمة لأي كاتب أيًا كان نوع ما يكتبه، من حيث تحفيزه على عملية الكتابة نفسها، والتخلص من مشاكلها التقليدية. يقول جو إيزسترهاس في كتابه مازجًا بين النصائح العملية التفصيلية، والنصائح النظرية العامة:

ـ  لا تعتقد أنك أفضل من جمهورك.

ـ “يجب أن تكون الصفحة الواحدة دقيقة واحدة على الشاشة”. هكذا يقولون لك، لكن نصيحتي: لا تهتم بهذا الأمر في المسودة الأولى للسيناريو.

ـ لا تضع الندى على زهور الأوركيد؛ لا تتعامل بعاطفية مفرطة، ذات مرة سأل أحد الصحفيين وليام فولكنر: “ما الخطأ في العاطفية؟“، قال: “يخشاها الناس“.

ـ لا تستخدم التعليق الصوتي إلا للضرورة القصوى؛ يرى معظم المنتجين أن التعليق الصوتي هو “قبلة الموت”، يتم استخدامه فقط إذا كان بناء الفيلم لا يتناغم مع بعضه البعض. وإذا سمعت تعليقًا صوتيًا في أحد الأفلام، فمن المحتمل أن يكون مؤشرًا على أن الفيلم كان ومازال يعاني من مشكلة إبداعية كبيرة.

ـ كيف يمكن التعامل مع توقف الإلهام والكتابة؟ حجرة الفندق هي الحل.

ـ أعد قراءة كل صباح ما كتبته في الليلة الماضية؛ أول شيء يجب أن تفعله في الصباح، قبل بدء كتابة اليوم، هو  قراءة ما كتبته ولا تقم بتعديله، اقرأ مرتين فقط لتضع نفسك في نفس المزاج الذي كنت عليه عند الكتابة. وعند وصولك لكتابة النهاية، أعد قراءة النص كاملًا كل صباح قبل الكتابة؛ فإن هذا بالفعل يقودني إلى النهاية.

ـ لا تقلق من كتابة الكثير في يوم واحد؛ كتب بين هيتش في بعض الأحيان نصوصًا كاملة في ثلاثة أو أربعة أيام.  أنا لست من أنصار الكتابة السريعة، لكنني من أنصار قلة عدد أيام الكتابة؛ بحيث أكتب نحو 20 إلى 30 صفحة في اليوم الواحد، حتى أكون قادرًا على مواصلة السماع لأصوات شخصياتي.

ـ حاول أن تحرص على كتابة ست صفحات يوميًا؛ إذا كنت تشعر بقدرتك على  المواصلة، لا تأخذ عطلة نهاية الأسبوع راحة لك، فقط واصل الكتابة، وحاول أن تشرح لأحبابك وأصحابك لماذا تفعل هذا، حتى وإن لم يفهموا وابتعدوا عنك، تجاهلهم واستمر في الكتابة. ومن جهة أخرى، إذا لم تشعر بأنك لا تستطيع المواصلة، خذ  راحة عطلة الأسبوع وأنعش ذهنك.

ـ لا تكتب متعجلًا أو متعاطيًا للمخدرات؛ فإن هذا سيؤثر على تناغم مشاهدك، كما إن حالة الغضب الشديدة والسرعة المفرطة التي تكون عليها بسبب المخدرات، ستسلبك تناغم الكتابة، فلقد جربت هذا بنفسي. لا تكتب وأنت تتعاطى المشروبات الكحولية، أو حتى السجائر، فقد كنت كذلك واعتدت على حب الكتابة أثناء تناول القهوة والكونياك والسجائر التي لا تنتهي. ومنذ أن أحببت الكتابة، ودائمًا ما أكتب وأنا أدخن الكثير والكثير من السجائر، وأتناول الكونياك أكثر وأكثر. وكانت النتيجة أنني فقدت 80% من الحنجرة وأسعل لمدة ساعة كل صباح حتى أخرج البلغم المتبقي في الحلق.

ـ لا تفكر في الميزانية؛ بحكم خبرتي، إذا كتبت نصًا جيدًا بالفعل، فإن المنتجين سيغدقوا عليك الأموال بطريقة أو بأخرى لإنتاج الفيلم. فلا يجب أن تتحكم الميزانية في نصك، ولكن يتحكم نصك في الميزانية.

ـ أطلق لخيالك العنان؛ لا تقلق على كيفية تصوير أي شيء كتبته، فمع التقدم التقني الحديث، أصبح كل شيء يمكن تصويره.

ـ لا تكتب عن زوايا الكاميرا داخل نصك، ولا تذكر وجهة نظرك أيضًا، ولا تفعل كل ما يجب على المخرج فعله، دعه يكسب أجره بفعل شيء ما.

ـ لا تطلب أن يطري أحدهم على نصك؛ يرى الكثير من مديري شركات الإنتاج أن النص ليس لعبة كرة قدم أو بيسبول أو سلة، فإذا كانت القصة ساحرة بالقدر الكافي، وكان العالم الذي تجسده خلابًا، وشخصياتها مثيرة للاهتمام ومعقدة في نفس الوقت، فأنت لست في حاجة لأن يشير أحدهم إلى عظمة عملك في كل مرة يذكره فيها، أشير إلى فيلم (غريزة أساسية) باعتباره أفضل مثال، كانت الشخصيتان الرئيستان معيبتين وغير مثيرتين للاهتمام، ولكن الفيلم استطاع أن يكون أفضل فيلم في عامه، وحقق حوالي نصف مليار دولار. وإذا أخبرتني أن هذا المال تحقق بسبب المشاهد الإباحية، سأقول لك إنه حتى شارون ستون التي تشترط أجرًا عاليًا لتجسد مثل هذه المشاهد، ستختلف معك في أمر كهذا.

ـ اصنع المشهد الواحد بنفس طريقة صناعة النص كله؛ يجب أن يكون للمشهد  بداية ووسط ونهاية، ونهاية المشهد يجب أن يكون لها نفس تأثير نهاية النص.

ـ قاعدة قديمة: إذا كان السيناريو طويلًا، فيمكنك تقليصه، وإذا لم يكن كذلك فهنا تكمن المشكلة.

ـ لا تعرض السيناريو أثناء كتابته على أحد؛ لا تخبر أحدًا عن ما تكتبه كل يوم، فهذا أمر يخصك، كن أنت “إله” إلهامك؛ فلا تشوش عليه بأي شيء؛ حتى وإن كان هذا الشيء مخرج أفلامك أو المنتج أو وكيل أعمالك. وفقط عندما تنتهي من كتابة النص، يمكنك أن تعرضه على من ترغب.

ـ كلما كانت قراءة النص أسهل، كلما كان أفضل؛ يعتقد الكثيرون من مديري شركات الإنتاج الذين قابلتهم في حياتي بأنهم إذا استغرقوا أكثر من 45 دقيقة في قراءة أي نص، فإن ذلك النص ليس جيدًا. وإذا نظرنا إلى معظم مديري شركات الإنتاج الذين قابلتهم، سنجد أنهم بطيئون في القراءة، وليس من الضروري أن يحركوا شفاههم عند القراءة.

ـ “مجموعة عظام متماسكة”، هذا هو باختصار وصف النص السينمائي الجيد التركيب؛ إنه النص الذي له عمود فقري قوي.

ـ لا تحبس نفسك داخل النهاية؛ عندما تكتب ستضح لك النهاية تدريجيًا، وكأنها سفينة تخرج من وسط الضباب. ولكن، عليك أن تفكر في أكثر من نهاية، فقد تكون السفينة التي شقت الضباب هي السفينة الخاطئة. يتفق معي المخرج وليام وييلر حين يقول: “يكتب الكثير من الكتّاب بدايات رائعة لقصصهم. ولكن، الأهم هو النهاية الجيدة؛ لأن معظم القصص تفتقر إلى النهايات الجيدة“.

ـ نفذ نصيحة مايك تايسون حرفيًا؛ يقول هذا البطل العظيم السابق: “يود الناس أن يكذب المؤلفون عليهم، يريدون أن يروا أمامهم شخصيات بطولية؛ فالناس لا تريد أن تصدق أن معبوديهم هؤلاء أكذوبة”.

ـ ابدأ بالشخصية لا الحبكة؛ يقول الروائي فلانيزي أوكونيل: “الشخصية هي التي تصنع أحداث القصة في معظم القصص الجيدة. فإذا بدأت بشخصية حقيقية، فإن شيئًا جيدًا سيحدث”.

ـ قلب الشخصية: ما الذي يجعل شخصيتك مميزة؟، إنه سؤال صعب، خاصة إذا تم توجيهه إليك من المنتج أو المخرج أو مدير شركة الإنتاج والممثلين، ساعتها حاول أن تجمع بين ما قاله فرويد وشكسبير وهوميروس عن الشخصية المتميزة.

ـ لست الوحيد الذي يعاني مشكلة مع الحبكة الدرامية. يقول ألفين سارجينت الحائز على جائزة أوسكار عن فيلم “The Way We Were”: “عندما أموت سيُكتب على قبري: وأخيرًا، ها هي الحبكة الروائية”.

ـ كيف تتعامل مع انقطاع الإلهام والتوقف عن الكتابة: “الشلّوت هو الحل”. هذا الأمر يفلح معي، عندما يحدث معي ذلك التوقف المفاجئ، وأنا في الصفحة السابعة والخمسين، أعود مرة أخرى للصفحة الأولى، وأعيد كتابة كل شيء، وأثناء إعادتي لكتابة النص، أكتشف بعض الثغرات في النص، وأفهم لماذا قمت بها، وبقيامي بالتعديلات عليها أعيد الكتابة، فأجدني وقد استعدت قدرتي على الكتابة، فأعرف أنه أمر مرهق وشاق، أن أعود مرة أخرى للصفحة الأولى، ولكنه دائمًا يستحق العناء.

ـ الشخصية هي كل شيء؛ يقول الروائي والكاتب السينمائي لاري ماكميرتري: “تفتقر الأفلام اليوم إلى الاهتمام بالشخصية، بدليل أن أشهر وأهم شخصيتين في تاريخ السينما الآن هما سمك القرش والقرد الميكانيكي”.

ـ استمع لأصوات شخصياتك؛ يقول الكاتب الروائي العظيم وليام فولكنر الذي عمل في كتابة السيناريو أيضًا: “أنا استمع إلى الأصوات التي تهمس في ذهني، فأكتب ما تمليه عليّ. فأحيانا أجدها على صواب، بينما لا يعجبني قولها في أحيان أخرى، ولكني لا أغيره”.

ـ دع شخصيتك تحيا؛ يجب أن ترسم خطة لقصتك، ولكن خطة عامة غير واضحة المعالم. دع شخصياتك تتحدث إليك وتحدد طريقها في إطار الخطة التي رسمتها. وستعرف بأنك تمشي على الطريق الصحيح، عندما تشق شخصياتك طريقها وتملي عليك أفعالها التي قد تتدفق سريعًا في بعض؛ عندما تتحدث شخصياتك بالتفصيل، وتجول الكلمات والصور في عقلك (دون أن تتعاطى أي مخدرات).

ـ افهم قصتك جيدًا، ومَكِّن شخوصك من الحياة على الشاشة. اكتب عن البشر لا المشاهد. تقول الروائية يدورا ويلتي: “مع الزمن تغير منظوري الذي أرى العالم من خلاله، فأصبحت أرى أن الموقف أعظم من المشهد، والفعل أعظم من الموقف، ولكن أعظم ما في الأمر هو الإنسان الذي لا نستطيع أبدًا وضعه داخل أي إطار“.

ـ لا تجعل نصك لطيفًا أكثر من اللازم؛ لا تتعمد جعل شخصياتك محط إعجاب وتعاطف الجمهور في محاولة لجني الإيرادات؛ فإن الجمهور ليس غبيًا وسيعرف أن هذا هراء موجّه من الشاشة.

ـ دع شخصياتك على طبيعتها ولا تجعلها تشاركك آراءك ومعتقداتك؛ ظل ويليام فولكنر طيلة عمره يردد عبارة “ذات مرة قالت شخصية من شخصياتي“.

ـ لا ترهق شخصيتك الأساسية بالكثير من قصص الماضي؛ الحالة الوحيدة التي يجب أن تستخدم فيها القصص التي حدثت لشخصيتك في الماضي، هي إذا كانت الحبكة الدرامية متعلقة بتلك القصص، وهذا ما يحدث عادة في الأفلام البوليسية، ومع ذلك، فإن شخصية الممثل قد تعطي لك كل تاريخ الشخصية الذي تحتاجه.

ويتم وضع هذا في الاعتبار عند تحديد أجر الممثل؛ فإنهم يصنعون الإدراك العام لشخصياتك داخل الشخصية التي صنعتها، كما إن كلمة “إدراك” أساسية وجوهرية هنا، فعلى سبيل المثال، لا يهم إذا كان من يقوم بتجسيد الشخصية الرومانسية التي رسمتها ممثل مثلي جنسيًا، طالما أنه أمر غير معروف عنه، وطالما أن الإدراك العام له هو أنه روميو ومحب للجنس الآخر. وبالفعل، فإن في هوليوود بعض المثليين يحبون الجنس الخشن، ومع ذلك فهم متزوجون ولديهم أطفال، حفاظًا على ذلك “الإدراك العام” وحفاظًا على صورتهم الإيجابية أمام الجمهور.

ـ خذ وقتك لتظهر شخصيتك الأساسية؛ طالما أنك لا تكتب نصًا تليفزيونيًا ساذجًا، فلا تخبرني بكل ما أريد أن أعرفه عن الشخصية الأساسية في أول عشر دقائق. كن حريصًا على مفاجأة المشاهد ببعض التحولات الطفيفة والجوانب غير المكتشفة في الشخصية، حتى تصل إلى بداية الفصل الثالث؛ فعندها فقط يجب أن تكون  الشخصية الرئيسة محددة المعالم كاملة.

ـ العضلة العاصرة؛ إن الشخصية التي تعطي الروح الفكاهية للعمل الدرامي، هي بمثابة العضلة العاصرة في جسم الإنسان. على سبيل المثال، شخصية سام رانسوم الذي لعب دوره روبرت لوجيا، كانت العضلة العاصرة في فيلمي Jagged Edge، وقد لعب الدور بشكل جيد، لا يمكن تخيل الفيلم بدونه.

ـ لا تكتب نصًا مشوهًا؛ حتى إذا كانت المشاهد التي تظهر فيها الشخصيات، سيتم التخلص منها في المونتاج من أجل الميزانية والوقت، فلا تتنازل أبدًا في نسختك النهائية، عن كتابة تلك المشاهد التي أعطيتها من قلبك الكثير، فإن هذه المشاهد هي التي تضيف عمقًا لنصك، وإن لم تفعل سيكون الفيلم عبارة عن أحداث تتسارع بعضها تلو الآخر.

ـ أهم جزء في السيناريو، هو لحظات ذروة الأحداث، التي تؤدي إلى لحظة التنفيس وعواطف الشخصية.

ـ لا تظهر الشخصيات وهي تدخن في نصك؛ نظرا لأني كنت أدخن لعدة سنوات بحيث أستهلك أربع علب سجائر يوميًا. ولأنني كنت أرى أن التدخين منشط، فقد كنت أستاء دائمًا من تلك الهجمات الموجهة ضدي، لإظهاري شخصيات أفلامي من المدخنين، لم أكن أظن أن أفلامي هذه قد تزيد من معدل التدخين داخل المدخنين، ولا حتى أنها قد تكون سببًا في تبني بعض الشباب هذه العادة السيئة، ولكن بعد ذلك أصبت بمرض سرطان الحلق واعتبرت أن المرض كان عقابًا شخصيًا لي؛ لأنني سمحت لنفسي بتزيين صورة المدخن على الشاشة. لا تجعل هذا مصيرك فإني جعلته مصيري.

ـ دعنا نكرر هذا: يقول كيرك دوجلاس: “جعلتني هوليوود مدخنًا ووضعت السيجارة في يدي. نحن لا نعرف كم الذين بدؤوا التدخين بسبب ما يرونه على الشاشة؟ فكثير من الأفلام تقوم بتعظيم فعل التدخين، ولا يجب أن تكون هذه هي الطريقة التي نقدم بها التدخين على الشاشة“.

ـ الصراع يعني العمود الفقري للنص؛ أهم عنصر من عناصر العمود الفقري لنصك هو الصراع والاضطراب الدرامي الناجم عنه. وبدون التمهيد للصراع، لا يمكن أن تجذب انتباه جمهورك؛ فإذا لم تقدم لذلك الصراع جيدًا، فسيشعر الجمهور بعدم الراحة وسيتركوا كل ما كتبته بقلبك وروحك، ويذهبون إلى الحمام أو إلى أماكن شراء الحلوى بالسينما بدلًا من مشاهدة الفيلم، ولا يشترط أن يكون الصراع جسديًا ولكن يمكن أن يكون ذهنيًا، ومن الممكن أن يكون الصراع ضعيفًا وطفيفًا ولكن يجب أن يكون موجودًا دائمًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك دمج الصراع مع مشاهد التشويق، لتخلق توليفة رائعة تجذب وتسلي جمهورك، لقد فعلت هذا الأمر في كل من “Betrayed” و”Jagged Edged” و”Basic Instinct” فكان هناك صراع بين توم بيرنيجر ودبرا وينجر، وبين جيف بريدجز وجلين كلوز، فضلًا عن مايكل دوجلاس وشارون ستون؛ حيث أدى الصراع إلى جذب المشاهد، وأصبحت المشاهد التشويقية جزءًا من الصراع.

من أشد أنواع الصراعات صعوبة: عندما يكون القلب في صراع مع النفس ويتمزق القلب، في فيلم “Betrayed” وقعت دبرا في حب توم حتى عندما كانت تعرف أنه قاتل من “النازيين الجدد”، فقتلته وأطلقت النار على جزء من قلبها؛ وفي “Jagged Edged” وقعت جلين في حب جيف وأنقذته بمهاراتها وقوتها التي اكتسبتها من السجن ثم اكتشفت بأنه قاتل، وكان يستغلها طوال الوقت. أما في فيلم “Music box”، فلقد رأينا المرأة التي تحب والدها المهاجر وتحاول أن تحمي ابنها، من وحشية وعنصرية والدها وأفكاره المسممة.

ـ الدافع الحتمي: إن ما يدعوك حقًا للكتابة هو الدافع الذي يعطيك القوة، وهو ما يجعل بطل عملك يجتهد حتى يصل لما تريده أنت.

ـ نغمة الكتابة هي كل شيء؛ إن النغمة التي تتبناها في كتابتك هي أكثر أهمية من تركيب و بناء نص السيناريو نفسه. إنها مفتاح نجاح السيناريو الذي تكتبه. و إذا لم تظهر تلك النغمة، فإن فيلمك لن يكتب له النجاح. ليس مهمًا كيف كان تركيب السيناريو محكمًا، ولا كيف كان الحوار محددًا، فإن نصك هو رهن لنغمته. ومن واقع خبرتي، فإن الوصول إلى النغمة المثالية لأي نص، يأتي بعد إعادة الكتابة والتعديل. إن هذا الأمر يشبه كثيرًا اختيار درجة علو الصوت المثلى في جهاز “مجسم الصوت”، أو اختيار درجة علو الصوت لدى أحد الممثلين على المسرح: فإذا كان منخفضًا نوعًا ما، فعندها يبوء الأمر برمته بالفشل.

ـ اجتهد واتعب في كتابة الفصل الثاني من السيناريو؛ إن كتابة الفصل الثاني هي الأصعب؛ وذلك لأنه في الفصل الأول والثالث، تكون الاحتمالات الدرامية متوقعة وجاهزة بالفعل في خيال الكاتب. بينما في الفصل الثاني عليك أن تقوم بتحريك الشخصيات والأحداث بأسرع ما يمكن. وعندما كنت أقتطع أنا والمخرج ريتشارد ماركوند أجزاء من فيلم Jagged Edge لعرضه على عينة من الجمهور قبل إطلاقه، كانت دائمًا ردود أفعال الجمهور محبطة وتدعو للاكتئاب. ولكن، عند اقتطاعنا ثماني دقائق من الفصل الثاني من الفيلم، ضج المكان في نهاية العرض الذي تلا ذلك، بالتهليل والتصفيق.

ـ مشهد تشويق: إذا كانت أحداث السيناريو الذي تقوم بكتابته تتحرك ببطء، فأنت بحاجة إلى حقن السيناريو بمشهد مشوق ومثير؛ يعمل على إفراز أدرينالين المشاهد.

ـ لا تقلق بشأن نهاية الفصل الأول والفصل الثاني من السيناريو؛ أنت لا تحتاج لتلك النهايات. كل ما عليك أن تتبع طريقة الفصول الثلاثة، وليس عليك أن توجد لكل فصل نهاية. أنت بحاجة إلى نهاية واحدة، نهاية واحدة فقط، في نهاية الفيلم. هل تركت نهاية قصتك نهاية مفتوحة؟، هل وصلت قصتك للذروة؟ هل كانت قصتك محكمة البناء؟

– لا تخشَ الالتباس؛ يرجع الفضل في تلك النهاية الملتبسة لفيلم (جسر على نهر كواي) إلى المخرج سام سبيجل، والذي كان يؤمن بأنه “يجب أن يختار الجمهور النهاية“، كما أن المنتج دايفيد سيلزينك يؤمن أيضًا بالنهايات المفتوحة؛ فكان يقول دائمًا: “دع الجمهور يكتب النهاية”.

ـ النهايات المفتوحة تجلب لك الكثير من الأموال أيضًا؛ أظهرت استطلاعات الرأي بعد نجاح  فيلم (غريزة أساسية)، أن الكثيرين ذهبوا ليشاهدو الفيلم مرتين أو ثلاث مرات؛ لأنهم كانوا يدخلون في مناقشات وجدالات حول من هو القاتل في الفيلم. وقد كنت أُسأل حول نهاية الفيلم من قبل الأشخاص الذين يميزون أنني كاتب الفيلم: “كاثرين هي القاتلة، أليس كذلك؟“،  أو “كاثرين لم تقتل أحدًا، أليس كذلك؟”، وكان ردي على كل من يسألني أسئلة من هذا القبيل اذهب وشاهد الفيلم مرة أخرى، وكن أكثر تركيزًا؛ فهنالك مفتاح لذلك اللغز قرب نهاية الفيلم وهو ما سيجيب على كل الأسئلة التي تدور برأسك.

وإذا لم تعرف من القاتل، اذهب وشاهده مرة أخرى، أنا لست في حاجة لأن أقول بأن هناك بعض المفاتيح تحل لغز النهاية، لكن مع كل تذكرة إضافية تباع، ستربح أموالًا أكثر. ولكن في نفس الوقت، عليك أن تعلم إذا كنت تريد أن تبيع السيناريو الخاص بك، ستكون هناك مخاطرة في النهاية المفتوحة.

لقد كان مايكل دوجلاس بطل الفيلم معترضًا على النهاية الملتبسة للفيلم، فلقد كان يريد أن ينتهي الفيلم بمقتل شارون ستون. وقال إن الفيلم “ ينقصه عقاب المسيء”، وسيفشل في حصد الإيرادات المرجوة، ولم تعجب النهاية الملتبسة شركة الإنتاج أيضًا، ويرجع الفضل في بقاء نهاية الفيلم دون تغيير إلى المخرج بول فيرهوفين؛ فقد كان يرى أنه لن يسمح بأن تتأثر قصة  الفيلم ونهايته بالمزاج العام للجمهور .

نكمل الأربعاء القادم بإذن الله.

“?They shoot horses.. Don’t they”.. مأساة تتكرر بانتظام

أفنان فهيد – التقرير

قتْلُ الجياد، جريمة ترتكب في حق الجياد الطاعنة في السن. تلك التي تستطيع المضي قُدمًا في مهامها اليومية، فيُطلقها مالكها في الحقول لتركض لآخر مرة في حياتها. فالانطلاقة الأخيرة التي يسمح بها القاتل ما هي إلا تنفيسة، يعتقد بها الجواد أن في استطاعته المضي قُدمًا في حياته، وأنه في مأمن من غدر مالكه. ولكنه ما يلبث أن ينهكه التعب ليرجو صاحبه أن يطلق عليه رصاصة الرحمة؛ ويرفع عنه العناء.

“?They Shoot horses, Don’t they”، فيلم من كلاسيكيات السينما الأمريكية، مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للمؤلف Horace McCoy، والتي نشرت لأول مرة عام 1935. وتم تحويلها إلى فيلم عام 1969، وقام بكتابة السيناريو كل من James Poe وRobert E. Thompson، أما الإخراج فكان من نصيب Sydney Pollack.

يبدأ الفيلم بمشهد لحصان يركض وطفل يلعب معه، قبل أن يوجه والد الطفل رصاصة غادرة للجواد أمام عيني ابنه. ثم يصير هذا الولد شابًا، وهو بطل الفيلم “روبرت” الذي لعب دوره النجم “Michael Sarrazin“. لعب المخرج على تداخل المشاهد بين ماضي الولد وحاضره؛ فبينما كان يسير بقرب المحيط ويتذكر ذلك المشهد الأليم من طفولته، يدخل قاعة الرقص التي تقام بها مسابقة أسبوعية، تتطلب أن يبقى الثنائي الفائز واقفًا على قدميه، يرقص بلا توقف لمدة أسبوع كامل، على أن تكون مدة الراحة ساعة واحدة في اليوم. يدخل “روبرت” الصالة لمشاهدة المسابقة مثله مثل باقي المتفرجين، لكنه ما يلبث أن ينضم كمتسابق لبطلة الفيلم “جلوريا”، التي لعبت دورها “Jane Fonda”، بعد أن مُنع شريكها من الانضمام إلى المسابقة؛ نظرًا لظروفه الصحية.

تتحول المسابقة لمأساة حقيقية؛ فبعض المتسابقين يفقد عقله، والبعض يفقد حياته؛ أملًا في الفوز.

بالسير مع أحداث الفيلم، سيتضح تطور الشخصيات؛ ففي البداية، دخل جميع المشتركين المسابقة بمظهر لائق كأنهم “نجوم سينما”، وجميعهم مُصر على الفوز، لا يرى أحدهم أي مشكلة في أن يستمر في الرقص لمدة أسبوع بلا راحة. ثم بعد مرور اليوم الأول، يتضح لهم مدى صعوبة الأمر؛ وينهار بعضهم ويخرج من المسابقة.

“أليس”.. و”الطامة الكبرى”

من أبرز الشخصيات في الفيلم شخصية “أليس”، التي ادعت النجومية وأنها قادمة من لندن للاشتراك في المسابقة بكاليفورنيا.

الحقيقة أن “أليس” تطمح كغيرها أن تكون نجمة؛ فارتدت أفضل ثيابها واشتركت في تلك المسابقة التي ستضمن لها نصيبًا من الشهرة، وربما تحقق لها حلمها ويكتشفها أحدهم ويضمها إلى أحد أعماله الفنية.

ما لبثت أحلام “أليس” أن ذهبت أدراج الرياح، بعد أن فقدت مظهرها الفاتن وثياب النجومية أثناء المسابقة المميتة. ثم جاءت “الطامة الكبرى” عندما مات أحد المتسابقين على ساقيها، بعد أن أصيب بأزمة قلبية جراء أحداث المسابقة الوحشية؛ لتفقد “أليس” عقلها وتخرج من المسابقة بلا نجومية، وبلا عقل، وبلا حياتها السابقة.

قامت بدور “أليس” النجمة “Susannah York“، التي تألقت في أداء الدور وتدرج مراحل الشخصية؛ من أول الفتاة المدللة الجميلة محط أنظار الجميع، مرورًا بالبائسة الباحثة عن العاطفة مع أحد المتسابقين ليشعرها أنها لازالت جميلة، ثم نظرتها وهي تشاهد أكبر المتسابقين سنًا يموت على ساقيها. ثم المشهد الأخير لها عندما انطلقت الصافرات التي تعلن عن بدء الجولة الجديدة، وصراخها، ثم نظرتها لمدير الصالة وهي تخبره بهدوء: “أحدهم صرخ”؛ ليجيبها: “هذا كان أنتِ يا أليس”.

“روكي”

مالك قاعة الرقص، وبالتالي مالك كل الجياد، يقوم كل أسبوع بمذبحة مشابهة لتلك التي حدثت لأبطال الفيلم، ولا يتأثر أدنى تأثر بتحطيم أحلامهم وحياتهم جميًعا. “روكي” لا يهتم سوى بجمع أكبر قدر من المال عبر إعلانات الدعاية التي تتم على حساب أرواح المتسابقين وأحلامهم.

ليصدمهم في النهاية بأن الجائزة المقرر ربحها ستذهب لسداد فواتير الملابس والطعام والإضاءة والأطباء طيلة هذا الأسبوع، وأنهم لن يربحوا سوى لقب من استطاع الصمود للنهاية.

قام بدور “روكي” الفنان “Gig Young“، الذي أدى الدور بمهارة وبدون اصطناع؛ فجعل المشاهد يصدق أن هذا دوره في الحياة، عمل مسابقة للجياد والخاسر والرابح يتساويان في نهاية المطاف، ويكون خط النهاية طلقة الرصاص في رأس كل منهما.

تجلت القسوة في مشهده مع “جلوريا” عندما يقترح عليها الزواج من شريكها؛ لضمان أكبر قدر من الدعاية، وأنه في مقابل ذلك سيعطيها الكثير من الملابس والهدايا؛ لتسأله: “لماذا أفعل ذلك حينما يكون في مقدوري ربح 7500 دولار؟”، فيجيبها بمنتهى الهدوء أنه ربما لا يستطيع تحديد الفائز لكنه بالطبع يستطيع تحديد الخاسر، وأنها خاسرة لا محالة، وحتى في حالة فوزها فهي خاسرة؛ ففي كل الأحوال لا توجد أموال لربحها!

الزوجان الصامدان حتى النهاية

بعض المتسابقين دخلوا الحلبة سويًا، لكن معظمهم لم يكمل معًا، مثل “جلوريا” وشريكها “روبرت”، الذي تركته بعدما اكتشفت العلاقة التي نشأت بينه وبين “أليس”، ومثل المتسابق الكبير في السن الذي انهارت شريكته الشابة فانضم لـ “جلوريا” بعد أن انهار شريكها الشاب، الذي كان في الأصل شريك “أليس”، والعديد من التغيرات طرأت على المتسابقين؛ إلا أن الزوجين المذكورين، وهما “روبي” وزوجها “رولو”، بقيا سويًا حتى النهاية، رغم حمل “روبي” الذي كان في شهوره الأخيرة، وهو الدافع الحقيقي لبقائهم؛ فهم لا يستطيعون التكفل بمصاريف طفل؛ لذا انضموا للمسابقة.

المغزى من الرواية، وبالتالي الفيلم، كان أبعد من مجرد عرض لبعض الشخصيات في حلبة رقص؛ فالمغزى كان تسليط الضوء على كل الحالمين، والذين يتم سحق أحلامهم الواحد تلو الآخر إلى أن يفقد بعضهم عقله ومستقبله، والبعض الآخر الذي نجا بعقله يختار الموت ليريحه، كما فعلت “جلوريا” في نهاية الفيلم؛ فبعد أن عرفت المغزى الحقيقي من المسابقة وأنه لا يوجد مال لربحه، حاولت الانتحار ولكنها لم تستطع؛ فترجت شريكها “روبرت” لإتمام المهمة بدلًا عنها، والذي لم يثنها عن قرارها، بل ساعدها في تنفيذه بكل هدوء.

ثم يصوّر لنا المخرج “جلوريا” كأنها مهرة تعبة ارتاحت أخيرًا في الحقول الخضراء.

وعندما سأل ضباط الشرطة “روبرت” عن الدافع لفعلته؛ أجاب بكل منطقية: “هي أخبرتني”، ليسخر منه رجال الشرطة؛ فيجيب بإجابة أكثر منطقية وتعقيدًا: “إنهم يقتلون الجياد، أليس كذلك؟”.

الجياد الجامحة؛ هم نفسهم الشباب الحالم الذين صدمتهم الحياة أكثر من مرة، هم أصحاب القضية التي ضاقوا بها ذرعًا، وعندما قتلهم قاتلهم؛ قدم لهم أكبر خدمة، فكما قال “أمل دنقل”: “يا قاتلي إني صفحت عنك، في اللحظة التي استرحت بعدها مني؛ استرحت منك!“.

قاتل “جلوريا” الحقيقي لم يكن “روبرت”، ولم تكن هي صاحبة القرار؛ قاتلها الحقيقي كان “روكي” وشركاؤه، وكان حلمها أيضًا. حلم تحقيق الشهرة والوصول لسلم المجد، حلمها الذي مات قبلها فلم تستطع العيش بدونه.

أداء الممثلين في الفيلم فاق الوصف، فبعضهم على ما يبدو قد عانى من الميثود أكتينج “Method Acting”؛ ففي اللقطات التي أخذت لهم في كواليس الفيلم، اعترت أعينهم نفس النظرات وتعبير الوجه والجسد داخل الفيلم.

الفيلم أسطورة سينمائية وملحمة تعبر عن كل الحالمين في كل أنحاء العالم وهم يحاولون حمل بعضهم -حرفيًا- للنجاة، وهم يحاولون تحقيق الراحة الأخيرة لزملائهم.

قتل الجياد مأساة تتكرر بانتظام في حق الشباب والكهول، في حق كل حالم، وكل صاحب قضية. القتل هنا لم يكن مقصودًا به رصاصة الرحمة؛ فتلك الخدمة الوحيدة التي قام بها القاتل، ولكن القتل هنا هو إيصالهم إلى حد طلب رصاصة الرحمة، وأن الرصاصة هي الملاذ الوحيد والأخير لهم.

التقرير الإلكترونية في

07.05.2015

 
 

أفضل 77 فيلما للأطفال فى كل العصور

إعداد ــ رشا عبدالحميد:

التليجراف تختار «سنو وايت» و«بينوكيو» و«بيتر بان» و«الجميلة والوحش» و«الأسد الملك» من بين الأفضل فى الرسوم المتحركة

تهتم شركات الانتاج السينمائى فى العالم بتقديم افلام للاطفال من جيل إلى جيل، وقد اختارت صحيفة التليجراف من بين هذه الافلام افضل 77 فيلما للاطفال فى كل العصور، واحتوت هذه القائمة على مجموعة من اشهر واجمل افلام الاطفال المختلفة والمتنوعة والتى كانت كالتالى: فيلم «إميل والمخبرون» وهو من انتاج شركة والت ديزنى وقدم فى عام 1931، ويدور حول صبى تسرق امواله ولكنه يحاول استعادتها بتعقب اثر اللص المشتبه به فى شوارع المدينة بمساعدة بعض الاولاد والفيلم من اخراج جيرهارد لامبريشت .

فيلم «سنو وايت والاقزام السبعة» عام 1937 وهو فيلم رسوم متحركة من انتاج والت ديزنى، وهو يعد من اهم اعمال الرسوم المتحركة السينمائية، ويدور حول السيدة القاسية التى عملت كرئيسة لقصر الملك وتسببت فى قتل زوجة الملك ثم تزوجته وعاشت الاميرة سنو وايت بعد ذلك حياة بائسة إلى ان تزوجت الامير الذى حملها فى نهاية القصة على حصانه إلى قصره الكبير .

فيلم «ساحر اوز» عام 1939 وهو فيلم من انتاج مترو جولدن ماير، ويدور حول الفتاة دوروثى التى تقرر الهرب وفى طريقها تقابل رجلا عجوزا يقنعها بالعودة ولكن يمنعها اعصار يحمل بيت فتدخله ويسقط البيت فى ارض اوز العجيبة وتبحث هناك عن الساحر اوز الذى يمكن ان يعيدها إلى البيت، وينضم اليها فى طريقها إلى الساحر فزاعة يريد عقل، رجل صفيح يريد قلبا، واسد يريد ان يكون شجاعا على امل ان يحقق هذا الساحر امانيهم .

فيلم الرسوم المتحركة «بينوكيو» 1940 وهو ثانى فيلم رسوم متحركة لوالت ديزنى الكلاسيكية بعد نجاح سنو وايت ويروى قصة دمية خشبية تدخل فيها الحياة حورية زرقاء وتعده انه من الممكن ان يصبح انسانا اذا اثبت نفسه وامتلك الصفات الطيبة .

فيلم الرسوم المتحركة «دمبو» عام 1941 إنتاج والت ديزنى وهو يدور حول فيل صغير يعيش فى السيرك له اذن كبيرة تجعله قادرا على الطيران، ثم فيلم الرسوم المتحركة «بامبى» 1942 وهو يروى قصة غزال صغير يولد فى الغابة ويصبح له اصدقاء من الارانب ولكن تموت امه على ايدى الصيادين ويمر بمغامرات كثيرة بعد ذلك .

فيلم «الحديقة السرية» 1949 ويدور حول فتاة تسافر من الهند إلى انجلترا للعيش مع عمها الذى لا يريد رؤيتها واثناء اقامتها هناك تكتشف حديقة مهملة محاطة بسور تجعلها مع ابن عمها وشقيق احد الخدم عالمهم السرى، الفيلم من اخراج فريد ويلكوكس .

فيلم الرسوم المتحركة الشهير «بيتر بان» 1953 من انتاج والت ديزنى ويدور حول وندى التى تحكى لشقيقيها الصغيرين مغامرات الفتى بيتر بان فى نيفرلاند الارض التى لا يكبر بها الاطفال ابدا وذات يوم ياتى بيتر بان إلى غرفتها ومعه الجنيه الصغيرة تينكر بيل وتسافر مع بيتر إلى نيفرلاند السحرية وتمر بمغامرات كثيرة وتقابل القرصان هوك الشرير .

فيلم «البالون الاحمر» 1956 وهو قصة بالون احمر يرافق صبى صغير فى شوارع باريس ويعتبره الصبى صديقه، من تأليف واخراج البرى لاموريس، وفيلم الرسوم المتحركة «101 dalmatians» عام 1961 ويدور حول شاب يمتلك كلبا مرقطا يبحث عن زوجة له وكلبة تناسب كلبه ويجدهما فى احدى الحدائق وهو يتنزه مع كلبه لتبدأ الحكاية .

وهناك فيلم «مصيدة الآباء» 1961 ويدور حول فتاتين توأمين فى سن المراهقة يضعان خطة لاعادة والديهما المطلقين إلى بعضهما الفيلم من اخراج ديفيد سويفت .

كما لم يغب الفيلم الموسيقى «مارى بوبينز» عام 1964 من انتاج شركة والت ديزنى، ويدور حول مربية سحرية تأتى للعمل لدى عائلة غير سعيدة، وهو من اخراج روبرت ستيفنسون .

ومن ضمن القائمة ايضا فيلم الرسوم المتحركة «كتاب الادغال» وهو من انتاج والت ديزنى عام 1967 ويدور حول الطفل موغلى الذى يتربى وسط الغابة وبين الذئاب إلى ان يظهر النمر شيرخان الذى يأكل لحوم البشر فيبدأ موغلى رحلته إلى قرية البشر ولكن اثناء الرحلة يقرر البقاء فى الغابة ويمر بالكثير من المغامرات والاخطار ثم يتغلب على النمر شرخان وبعد ذلك يختار البقاء فى القرية ويترك الغابة .

فيلم «chitty chitty bang bang» عام 1968 ويدور حول مخترع يحول سيارة سباق معطلة إلى سيارة فاخرة لاولاده ثم يذهبون فى مغامرة خيالية سحرية وهو من اخراج كين هيوز .

ثم فيلم «اوليفر» 1968 من اخراج كارول ريد وهى قصة يتيم يهرب من دار للايتام وينضم إلى مجموعة من الاولاد مدربين ليكونوا نشالين، فيلم «اطفال السكك الحديدية» عام 1970، ويدور حول ثلاثة اطفال يحاولون اكتشاف سبب غياب والدهم الذى سجن بتهمة التجسس من اخراج ليونيل جيفريز .

فيلم «ويلى ونكا ومصنع الشيكولاتة» 1971 وهو يدور حول طفل فقير يفوز بالتذكرة الذهبية التى من يجدها ينال رحلة إلى مصنع حلويات ونكا الشهير ويتم تزويده بحصة من الشيكولاتة مدى الحياة، من اخراج ميل ستيوارت .

فيلم «قنفذ فى الضباب» اخراج يورى نورشتين عام 1975، ويدور حول قنفذ يحاول زيارة صديقه الدب فى الضباب الكثيف وهو يشعر بالرعب .

فيلم الرسوم المتحركة «الجميلة والوحش» اخراج جارى تروسدالى وكيرك وايز، وهو الفيلم الذى قلب الموازين وحقق ايرادات ضخمة ورشح لجائزة الاوسكار افضل فيلم ليكون فيلم رسوم المتحركة الوحيد الذى رشح لهذه الجائزة .

اما عن باقى الافلام التى تضمنتها القائمة هى فيلم «الحصان الاسود» 1979 إخراج كارول بالارد، فيلم «آى تى» الشهير عام 1982 ويدور حول صبى يدعى اليوت يصادق مخلوقا فضائيا ودودا ويحاول مساعدته للعودة إلى كوكبه، فيلم «the neverending story» عام 1984 اخراج ولفجانج بيترسن، فيلم «العودة إلى المستقبل» عام 1985 للمخرج روبرت زميكس، فيلم «الجونيس» اخراج ريتشارد دونر عام 1985، فيلم «متاهة» عام 1986 من اخراج جيم هانسون، فيلم «الاميرة العروس» اخراج روب راينر، الفيلم الكوميدى «كبير «بطولة توم هانكس واليزابيث بانكز عام 1988، فيلم «من ورط الارنب روجر» اخراج روبرت زيميكس، فيلم الرسوم المتحركة «حورية البحر» اخراج رون كليمنتس وجون موسكر، فيلم «وحيد فى المنزل» بطولة ماكولى كولكين واخراج كريس كولومبوس، فيلم «الساحرات» اخراج نيكولا رويج .

ولأن القائمة متنوعة وكبيرة ضمت ايضا فيلم «علاء الدين» من اخراج جون موسكر ورون كليمنتس، فيلمThe Muppet Christmas Carol، فيلم «السيدة داوتفاير» وفيلم «جومانجى» بطولة الممثل الراحل روبن ويليامز، فيلم «كابوس قبل عيد الميلاد»، فيلم الرسوم المتحركة «الاسد الملك» الذى حقق ارباحا هائلة، فيلم «القناع» بطولة جيم كارى، فيلم «سانتا كلوز»، فيلم «بيبى»، فيلم «اميرة صغيرة»، فيلم الرسوم المتحركة «حكاية لعبة» باجزائه، فيلم james and the giant peach، فيلم «ماتيلدا»، فيلم «العملاق الحديدى»، فيلم «شركة المرعبين المحدودة»، فيلم «شريك »، فيلم «قزم»، فيلم «البحث عن نيمو»، فيلم «ابطال خارقون»، فيلم «مدرسة الروك»، فيلم «المخطوفة»، فيلم «والاس وجروميت.. لعنة الارنب المستذئب»، فيلم «سيارات»، فيلم «الطباخ الصغير»، فيلم «كونج فو باندا »، فيلم « وول – ى»، فيلم « غائم مع فرصة لتساقط كرات اللحم »، فيلم « كورالين »، فيلم « مستر فوكس الرائع »، فيلم « فوق»، فيلم «كيف تروض تنينك»، فيلم «رابونزل»، فيلم «رانجو»، فيلم «هيوغو»، فيلم «الدمى المتحركة»، فيلم «انا الحقير 2»، فيلم «ملكة الثلج»، فيلم «الليجو»، فيلم «البطل الكبير 6»،وفيلم «بادينجتون».

ومن سلاسل الافلام الناجحة التى فى القائمة سلسلة افلام «حرب النجوم» وسلسلة افلام «هارى بوتر».

الشروق المصرية في

07.05.2015

 
 

المؤهلات الدراسية لعشرة فنانين قدامى من السينما الكلاسيكية تكشف مدى استنارتهم

كتب : محمد يوسف

هل ترك أهل الفن التعليم من أجل الشهرة؟ .. ربما يكون ذلك حدث مع البعض إلا أن الكثير منهم كان مستنير قبل الدخول عالم الفن وأصبح الفنانين والفنانات خاصة القدامى منهم لديهم الكثير من الخبرة التعليمية وهو ما ساهم في ارتقائهم.

وعلى سبيل المثال كان الفنان عبد الفتاح القصري الشهير بالمعلم حنفي في فيلم  ”ابن حميدو” خريج مدرسة الفرير – القديس يوسف –  بالخرنفش ورغم أن طريقته في التمثيل تميل إلى الشعبية إلا أنه لا احد يتخيل أن يكون ذلك الرجل مجيدا للفرنسية بطلاقة.

اما الفنان أحمد مظهر فكان احد ضباط الجيش المصري وسلاح المشاة وكان زميل لرئيس الجمهورية الراحل جمال عبد الناصر وأضطر لترك عمله في القوات المسلحة من أجل التمثيل بعد فترة من الاجازات.

ويأتي الفنان صلاح ذو الفقار فكان ضابط شرطة وعندما تخرج ألتحق بكلية الشركة بقسم التدريس ليؤهل طلبة الكلية كي يكونوا رجالا أقوياء داخل الوطن.

أما الفنان الكبير والكوميديان محمد رضا فكان مهندس بترول وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية وبعدها حصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية ليعمل بالفن.

النجم الكبير أحمد رمزي دونجوان السينما الكلاسيكية كان قد التحق بمدرسة الاورمان ثم كلية الطب مثل اغلب عائلته ولكنه فشل فيها بعد ان رسب ثلاث سنوات لينتقل إلى كلية التجارة ويتخرج منها.

الفنان كمال الشناوي احد من لقبوا بفتى الشاشة ونجم الشباك في الستينيات من القرن الماضي فتخرج من كلية التربية الفنية بجامعة حلون واتجه إلى الفن والتمثيل.

أما الفنان فؤاد خليل فكان يعمل طبيبا بعد أن تخرج من كلية الطب بجامعة الأسكندرية إلا انه دخل عالم الفن والتمثيل بعد ذلك.

النجم يحيى شاهين حصل على دبلوم الهندسة التطبيقية وأصبح مهندسا في شركة غزل المحلة للغزل والنسيج.

أما النجم يوسف وهبي فتخرج من المعهد العالي للتمثيل بميلانو في اوائل العشرينات من القرن الماضي ليدخل عالم التمثيل بناء على دراسة دقيقة وهو في مهده.

وتخرج الفنان عمر الشريف من كلية فيكتوريا وكان مزاملا لكل من الفنان يوسف شاهين والفنانة ماجدة ليدخل عالم الشهرة.

ورغم أن الكثير من شباب الجيل الحالي لا يفضل الاهتمام بالتعليم من أجل البحث عن فرصة في عالم الفن او حتى سوق العمل إلا أن ذلك لم يكن معروفا فديما على الإطلاق

نجوم تحولوا من كومبارس إلي الأشهر في السينما المصرية

كتب : علاء الشربيني

نجح العديد من كبار النجوم في شاشة السينما المصرية في التحول بشكل عاجل وسريع من لعب دور بسيط او كومبارس ليصبحوا الأبرز بين نجوم السينما المصرية طوال تاريخها.

ونشرت شبكة ام بي سي تقريرّا عن أبرز هؤلاء النجوم والذي يعدوا عمالقة في تاريخ الفن الراقي القديم. إليكم أبرز هؤلاء النجوم :

1/ أنور وجدي:

ظهر للمرة الأولى في دور ضابط روماني صامت غير مطالب له بالقيام بأي شىء في مسرحية “يوليوس قيصر” لكن بعد ذلك أصبح من أشهر نجوم السينما المصرية وانضم لمسرح ” يوسف وهبي ”  في 1931 .و أصبح أنور وجدي من أبرز الأسماء في الاربعينات في السينما المصرية .

2/ اسماعيل يس:

أبرز صانعي الضحكة والكوميديا في تاريخ السينما المصرية بدأ مشواره الفني يلقي “المونولوج” في الملهى الخاص بـ”بديعة مصابني” وذلك لقرابة العشرة سنوات .

وبدأ ” سمعة ” كما يلقب دخوله للسينما في أدوار بسيطة وثانوية عام1939 ولم ينل دور البطولة حتى عام 1944 .

3/ محمود المليجي:

عرف المليجي بأدوار الشر ليلقب بـ “أنتوني كوين الشرق” حيث لعبت تعبيرات وجهه دور كبير في نجاحه في هذه الأدور .

وبدأ المليجي العمل كممثل في فرقة “فاطمة رشدي” حيث كان يعمل خادم مقابل 4 جنيه في الشهر مما دفع فاطمة رشدي لاستغلال موهبته الفنية ومساعدته على الدخول لعالم السينما وعرف بالعمل بشكل مستمر بجانب فريد شوقي.

4/فريد شوقي:

بدأ وحش الشاشة المصرية عمله الفني كومبارس في فرقة يوسف وهبي حتى عمل  في فيلم “ملاك الرحمة” عام 1946.

و كانت بداية فريد شوقي في أدوار الشر الصغيرة مثل فيلم قلبي دليلي و غزل البنات لكن سرعان ما نال لقب البطل.

5/ هند رستم:

مارلين مونرو الشرق” وأحد ملكات الجمال في السينما المصرية القديمة لعبت أدوار صغيرة للغاية في الاربعينات لكن شهرتها بدأت في الخمسينات وعرفت بأدوار الاغراء .

6/ أحمد رمزي:

كان يجلس بشكل مستمر بجانب صديقه ” عمر الشريف” في أحد المقاهي حتى التقى بالمخرج يوسف شاهين لكن المفاجاة ان المخرج الشهير فضل عمر الشريف بدلا منه بالرغم من حبه الكبير للتمثيل.

و عانى رمزي من صدمة كبيرة لكن عمر الشريف عقب شهرته ساعدته بقوة على الدخول في السينما في البداية أدوار صغيرة ثم بعد ذلك لعب المخرج حلمي حليم دور كبير في فيلم أيامنا الحلوة عام 1955 حيث كان بطل بجانب عمر الشريف وعبد الحليم حافظ.

7/ فؤاد المهندس:

انضم فؤاد المهندس لفريق التمثيل في جامعة القاهرة حيث كان يدرس في كلية التجارة وكان عاشق للفنان نجيب الريحاني وخصيصا مسرحية “الدنيا على كف عفريت”.

و انضم استاذ السينما المصرية لفرقة نجيب الريحاني لكنه عانى بشكل مستمر من الأدوار الصغيرة لينتقل الي فرقة ساعة لقلبك عقب وفاة نجيب الريحاني ليبدأ التمثيل كوجه جديد في السينما عام 1952 بدور بسيط في فيلم “غضب الوالدين ” كما عمل كومبارس في فيلم زمن العجائب.

8/ عادل إمام:

عملاق الشاشة و الزعيم و صاحب خفة الدم لم يصل الي كل ذلك بسهولة على الاطلاق بل بمعاناة كبيرة وذلك منذ بدايته عام 1962.

و بدأ الزعيم أدواره الصغيرة في فيلم ” مراتي مدير عام ” و كذلك في ” كرامة زوجتي” .

وكانت شهرة عادل امام في السبعينات بلعب دور المهندس مجدي في  فيلم “البحث عن فضيحة”  بجانب سمير صبري وميرفت آمين .

نجوم مصرية في

06.05.2015

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)