كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

حيرة السينما العربية فى أفلام «مهرجان برلين العربى»

من برلين: عصام زكريا

 

ثمانية أيام قضيتها فى العاصمة الألمانية برلين، حللت فى نصفها ضيفا على مهرجان الفيلم العربى الذى عقدت دورته السادسة فى الفترة من 8 إلى 16 إبريل.. ما بين المهرجان الذى يعد الأول من نوعه فى ألمانيا، والمدينة التى تتفتح ترحيبا بقدوم الربيع مثل الزهور وأوراق الأشجار التى بدأت تنبت وتدب فيها الحياة من جديد بعد شهور الشتاء والظلام الطويلة، قضيت أيامى مثل لمح البصر، بين الشوارع والمكتبات وقاعات العرض والمعارض وعربات المترو والترام التى تجوب المدينة.

أبدأ مع المهرجان. منذ تسع سنوات تقريبا قام عدد من العرب المقيمين فى مدينة برلين بتأسيس جمعية أهلية ثقافية أصبح أبرز نشاطاتها مهرجانا سنويا للفيلم العربى يجمع بعضا من أفضل إنتاجات السينما العربية خلال عام، من الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية والتجريبية
فى دورته السادسة والأخيرة استطاع المهرجان أن يتجاوز تواضع البدايات وأن يحجز لنفسه مساحة على الساحة السينمائية فى مدينة تعج بالنشاطات الثقافية والفنية هذا الحضور تمثل أولا فى أعداد المشاهدين الذين توافدوا لمشاهدة الأفلام المعروضة، وفى نوعية دارى العرض اللتين استضافتا الأفلام، وهما دارا عرض متخصصتان فى الأفلام الفنية الراقية إحداهما، وهى «أرسنال» ملحقة بمبنى متحف السينما بالقرب من ميدان «بوستدامر» الشهير، الذى يوجد به قصر الـ«برليناله»، أو مهرجان برلين الدولى الشهير.

استضاف المهرجان هذا العام النجمة المصرية يسرا وخصص برنامجا استعاديا - رتروسبيكتيف - لسبعة من أفلامها تلخص مسيرتها الفنية الطويلة والثرية، ونظم جلسة حوار فنى معها أدارها كاتب هذه السطور، فى حضور جمهور المهرجان.

البرنامج الرئيسى للمهرجان، وهو لا يتضمن مسابقات أو جوائز بالمناسبة، ينقسم إلى ثلاثة برامج أو أقسام: الأول للأفلام الطويلة، روائية والثانى للأفلام القصيرة، والثالث للأفلام التجريبية والفيديو آرت.. كان للأفلام المصرية نصيب كبير بالمهرجان، فبجانب برنامج يسرا افتتح المهرجان بفيلم «ديكور» للمخرج أحمد عبد الله وبطولة حورية فرغلى وخالد أبو النجا وماجد الكدواني، وتضمن قسم الأفلام الروائية الطويلة ثلاثة أفلام أخرى هى «لا مؤاخذة» للمخرج عمر سلامة، و«فيلا 69» للمخرجة أيتن أمين و«أوضة الفيران» الذى قام بإخراجه ستة مخرجين شباب من الإسكندرية، أما قسم الأفلام القصيرة فتضمن فيلمين هما «130 كم إلى السماء» للمخرج خالد خلة، وفيلم «أو لا لا» إخراج إسلام أحمد السيد.

ضم المهرجان أيضا عددا من أفضل الأفلام العربية المنتجة حديثا، منها «باستاردو» للمخرج التونسى نجيب بلقاضي، «وداعا المغرب» للجزائرى نذير مقناش، «غدي» للبنانى أمين درة، ومن الأفلام الوثائقية «يوميات شهرزاد» للبنانية زينة دكاش، و«بيت التوت» لليمنية سارة إسحق.

بجانب الأفلام نظم المهرجان ندوة عن الإنتاج السينمائى المشترك بين ألمانيا والبلاد العربية، حضرها عدد من السينمائيين العرب والألمان بالإضافة إلى ممثلين لمؤسسة روبرت بوش الثقافية التى خصصت أحد برامجها لدعم الأفلام العربية من خلال جوائز تحمل اسم المؤسسة وتمنح للسينمائيين الشباب بهدف إتمام أعمالهم التى قاموا بتصويرها بالفعل، وهو ما يطلق عليه «منحة ما بعد الإنتاج».

وداعا المغرب.. من الجزائر

من أجمل الأفلام التى شاهدتها فى المهرجان «وداعا المغرب». مخرج الفيلم نذير مقناش جزائرى كما ذكرت، ولكن عنوان الفيلم يحمل اسم المغرب، حيث تدور أحداثه، وحيث تم تصويره أيضا.
السبب وراء ذلك ليس فقط رغبة المخرج الجزائرى فى صنع فيلم عن المغرب، ولكن ببساطة لأنه ممنوع من دخول الجزائر أو عرض أفلامه فيها منذ أن قدم فيلمه «ديليسبالوما» عام 2007 الذى تناول فيه انتشار الرشوة والفساد فى الجزائر، حيث هاجت الدنيا وماجت، كعادة العالم العربى الذى يخفى رأسه فى الرمل بينما ظهره مكشوف وعارٍ، وقد تم اعتبار الفيلم مسيئا لسمعة الجزائر ومسئوليها الشرفاء. ومن يومها لم يدخل نذير مقناش إلى بلده، وقرر أن يعيش ويصنع أفلامه فى الخارج. و«وداعا المغرب» هو أول فيلم صنعه فى المنفى واستغرق عمله خمس سنوات، وتم تصويره بين طنجة والدار البيضاء فى المغرب ومدينة ليون فى فرنسا.

الفيلم إنتاج فرنسى بلجيكى مشترك وبدأ عرضه فى فرنسا فى فبراير الماضى كما شارك فى عدد من المهرجانات الدولية وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى «مهرجان الدوحة ترايبيكا» الأخير. وهو من بطولة البلجيكية الجنسية الإسبانية المغربية الأصل لبنى أزبال.. وهى واحدة من أفضل وألمع الممثلات ذوات الأصول العربية، وهى تتألق فى كل فيلم تظهر فيه، مثل «البعيد» للمخرج الفرنسى أندرى تشيني، «منافي» للفرنسى تونى جاتليف، «الجنة الآن» للفلسطينى هانى أبوأسعد، «حرائق» للكندى دونى فيلينوف، الذى حصلت عنه على عدة جوائز دولية، «روك القصبة» للمغربية ليلى مراكشي، و«تحيا الجزائر» الذى صنعه نذير مقناش أيضا عام 2004.

«وداعا المغرب» تم منعه من العرض فى الجزائر أيضا بحجة أنه يصور الشذوذ لأن اثنين من شخصياته مثليان جنسيًا

الفيلم يدور حول دنيا عبدالله، تلعب دورها لبنى أزبال، وهى امرأة مطلقة وأم لطفل تعيش فى مدينة طنجة مع عشيقها الصربي، تتعرض لمقاطعة ورفض عائلتها التى تجد هذه العلاقة فاضحة، وصديق الطفولة والسائق علي، الذى لعب دوره المخرج المغربى فوزى بن سعيدي، والذى يحبها منذ الطفولة.

تعمل دنيا على إدارة ورشة بناء مع صديقها، وعدد من العمال السنغاليين، وأثناء التنقيب يتم اكتشاف جدران أثرية تعود إلى القرن الرابع الميلادي، فتستغل دنيا الفرصة للمتاجرة بالقطعة الأثرية أملا فى جمع المال الكافى من أجل مغادرة المغرب مع ابنها وعشيقها.

الفيلم يدور فى قالب بوليسى تشويقى من النوع الذى يطلق عليه «فيلم نوار» أو «الفيلم الأسود»، يتسم بشخصياته الغريبة ومشاعره الباردة وجوه المتشائم وأسلوبه الفنى المركب. وأجمل ما فيه هو إيقاعه المحكم السريع، ولغته السينمائية المقتصدة، حيث لا لقطة زائدة ولا جملة حوار مجانية ولا فعل أو رد فعل لا يسهم فى دفع الدراما إلى الأمام.

تلمع لبنى أزابال وتستحوذ على كل مشهد تظهر فيه، وهى تظهر فى معظم مشاهد الفيلم. المرأة فى «الفيلم نوار» غالبا ما تكون قوية، مثيرة، خطيرة، من ذلك النوع الذى يطلق عليها «الغاوية» أو «الفتاكة» femme fatale ولكن المرأة فى هذه النوعية نادرا ما تكون البطلة الأولى المسيطرة على مسار الأحداث، كما نرى فى «وداعا المغرب» الذى يبدو فيه الرجال كأشباح باهتة مقارنة بالمرأة القوية المسيطرة التى تؤديها أزابال.

باستاردو.. الثورة اللقيطة

الثورات العربية التى بدأت من تونس لم تنته بعد على الأرض، أما فى السينما فهى ربما لم تبدأ بعد، فكل ما صنع من أفلام يتناول هذه الثورات مجرد خربشات بدائية ومن المؤكد أن هذه الثورات بحلوها ومرها سوف تصبح المادة الخام للفنون والسينما لعشرات السنوات القادمة.

المخرج التونسى نجيب بلقاضى يحاول فى فيلمه «باستاردو» تقديم رواية ورؤية رمزية للثورة التونسية من خلال قصة حى شعبى تلعب فيه الشخصيات نماذج من علاقات السلطة تشبه إلى حد ما علاقات السلطة فى المجتمع التونسى عقب الثورة.

محسن هو شاب بسيط ضعيف النظر يناديه الجميع باسم «باستاردو» أو اللقيط، نظرا لأنه غير معروف الأب. محسن كان مثار سخرية الجميع طوال حياته، ولكن عندما تحل عليه ثروة كبيرة من تجارة الهواتف المحمولة يبدأ الصراع الدامى بينه وبين عصابة الفتوات التى تسيطر على الحى.

أجمل ما فى «باستاردو» ليس لعبة الرموز السياسية ولكن الصور البصرية الأخاذة والصادمة التى يرسمها نجيب بلقاضى والتى تذكرنا بروائع من الفن السيريالى مثل «كلب أندلسي» لسلفادور دالى ولويس بونويل، أو «تحت الأرض» لأمير كوستاريتشا، وغيرها

بلقاضى ينجح أيضا فى خلق شخصيات عجيبة لا تنسي، مليئة بالعنف والقبح والإنسانية فى الوقت نفسه. •

عودة  Fezooo

كتب : مي الوزير وتصوير: شريف الليثى

ليس عيبا أن ينجح فى شخصية أحبه الجمهور من خلالها وتعلق به.. وتصبح المعادلة هى نجاح هذه الشخصية إذا أعيد استخدامها فى أكثر من عمل، نجح هشام إسماعيل فى تقديم شخصية فزاع على مدار أكثر من عام وأراد استثمار هذا النجاح فى مشروعه السينمائى الأول والخطوة الأولى التى مزجها فى معالجة درامية لرواية الأديب العالمى باولو كويلهو «الخيميائى» فى إطار كوميدى يحاول من خلاله تقديم رسائل وأقوال مأثورة، وتلك خطوة فى مشوار حلمه بتقديم أعمال بسيطة بعيدة عن التعقيد كما كانت الأعمال الفنية الكوميدية فى الستينيات.

        فكرة استغلال شخصية ناجحة فى عمل مغامرة ونتائجها غير مضمونة ما رأيك؟

- عنصر المغامرة  موجود من البداية خاصة أن التجربة لكاتب يكتب لأول مرة وبطل جديد يتحمل مسئولية عمل لأول مرة - رغم تحفظى على كلمة بطل - ولكن من يتحمل المسئولية ويتحمل نجاح أو فشل التجربة، حاولت أن اتفادى فكرة المجازفة وأن ادخلها كمغامرة محسوبة الخطوات، وكانت الفكرة الأساسية فى استخدام شخصية عرفها الناس وأحبوها، ولكن ليس باستسهال وألا أعتمد عليها فى الفيلم وفى حياتى بأكملها، ولكن هذه شخصية من ضمن شخصيات كثيرة قدمتها ولكنها أكثرها نجاحا لأنها كانت ضمن إطار  وهو مسلسل «الكبير»  والأكثر شعبية بنجومه وفريق عمله، ربما لو كنت  تقدمت بعيدا عن شخصية فزاع فى البداية لم أكن لأجد من يتحمس للفكرة لأن الشخصية نجحت مع الناس وحققت شعبية كبيرة.

وكان فى ذهنى الأطفال والأسر  وان يكون الفيلم ملائما لهم، ويحمل أفكارا بها تفاؤل وقيم دفع للأمام وللأفضل، تلك الحالة التى كانت تنتابنى بعد مشاهدة فيلم رسوم متحركة أجنبى، كنت أشعر بالغيرة وأتمنى أن يكون لدينا هذه النوعية من الأفلام التى تصدر تلك الطاقة الإيجابية ووضعت هذا فى قائمة أحلامى السينمائية.

كان رهانى فى الأساس على الموضوع وليس على شخصية فزاع نفسها لأنها بالفعل ناجحة الرهان كان على الموضوع والمعالجة التى قدمتها وعلى  كل من شارك فى العمل من  نجوم كلهم أبطال.

أحلام

        ذكرت لى أن لك أحلاما سينمائية، لخص لى رؤيتك لتلك الأحلام والأهداف.

- لدى حوالى عشر أفكار أريد العمل عليها وأعمل عليها بالتوازى، قريبة من أعمال الستينيات الكوميدية التى تحمل إبداعا، التى كانت عبارة عن دراما عادية تحمل مواقف كوميدية جدا مثل «عائلة زيزى» وأفلام الفنان «فؤاد المهندس»  الممتعة والراقية بعيدا عن التقعير وادعاء العمق.

        سأعود معك إلى «فزاع» الفيلم عن معالجة لرواية  «الخيميائى» باولو كويلهو فى إطار كوميدى، كيف قمت بصياغة وتطوير هذه الفكرة؟

- الفكرة أننى أردت وضع إطار كوميدى لفيلم يحمل المواصفات التى أخبرتك عنها ولكى أستطيع أن أقدم مواقف كوميدية لطيفة فيجب أن يكون لدى أساس قوى تقوم عليه ولم أكن أفكر وقتها فى رواية باولو كويلهو ولكن الناس اعتادت على فزاع فى إطار كوميدى لموقف يقع فيه ويتصرف بتلقائيته ومن هنا تكمن الكوميديا فى شخصيته دون أن يقصد هذا، لذلك قررت أن يكون هذا من خلال ظهور فزاع فى ستة أو سبعة أماكن مختلفة وكذلك أكثر من لوكيشن فى سيكونس   مختلف يتورط فيها.

ومن هنا فكرت فى فكرة بسيطة معتادة وهى أن يكون لديه هاجس أنه يريد الحصول على مبلغ معين للوصول إلى هدفه وتحقيق حلمه أو الحصول على كنز مثل التفكير الطفولى لدى البعض.
ومن هنا كان هذا المبرر الدرامى لنزول فزاع إلى القاهرة، بعيدا عن الصعيدى الذى اعتاد الجمهور مشاهدته، والرابط أنه يذهب إلى القاهرة للبحث عن خالته التى ستعطيه تلك الأموال، وبالتالى   يبحث عنها فى أكثر من مكان ولا يجدها فينتقل للآخر ومن هنا يحدث التطور وهذه فكرة متعارف عليها فى معالجات درامية كثيرة ولكنها تحتاج إلى حرفية فى طريقة  ترابطها. ومن  هنا تولدت لدَّى فكرة ربطها من خلال رواية الخيميائى  وأن يتم هذا من خلال حكم ومقولات من الرواية لتدعيم الفيلم من خلال بساطة وتلقائية فزاع مقابل الرسائل الموجودة من الرواية الأصلية وأن يستفيد فزاع والمتفرج من تلك الأقوال المأثورة. ومن هنا نشأت فكرة الاستعانة بالفنان  حمدى الوزير فى العمل من خلال فكرة غير متوقعة وهى أن يظهر بشخصيته الحقيقية فى العمل   وأن يقوم هو بتوجيه تلك الرسائل لفزاع. وأن يكون بعيدا عن شخصية الحكيم الذى يتوقع منه الناس أن يقوم بتوجيه الحكم والأقوال المأثورة، فكان شخصية لا يتوقعها الناس فى هذا الإطار لأن الناس اعتادته فى نمط الشخص الشرير من خلال أعماله فيتفاجأ الناس به فى هذا الإطار  وبتطور الأحداث نجد أن ما يقوله هو الصواب وهو الذى يدفع فزاع إلى فهم الرحلة التى يمر بها، كل هذه الأفكار أعطتنى القوة لاستكمال الرواية وأصبحت لدَّى صورة لما ستكون عليه

بطولة جماعية

        بدأت مشروعك الخاص كبطل -رغم تحفظك على هذا المصطلح - ولكن هل سيبعدك هذا عن مشاريع البطولات الجماعية؟

- لا أستطيع الاستغناء عن فكرة البطولة الجماعية خاصة لإشراك كل الأجيال بمعنى الكلمة وليس فقط بطولة جماعية لشباب من نفس جيلى كما يحدث الآن فى معظم الأعمال الفنية ولكن محاولة إبراز فنانين ابتعدوا لفترة وفنانين كبار كما يحدث فى السينما العالمية التى تستعين بتلك المواهب حتى من خلال مشهد أو مشهدين مؤثرين وقويين كما حدث مع الفنانة سيمون معنا فى الفيلم.

        رغم نجاحك فى الأعمال الكوميدية التى فرضت نفسها مؤخرا إلا أننا شاهدناك فى أعمال مثل قصة «حب» و«ذات» بوجه مختلف، فى أى اتجاه ستتوجه بوصلتك الفترة المقبلة؟

- ليس لدى عقدة الفنان الكوميدى وهى التى تدفع الفنان للتقعير والاتجاه إلى أعمال بعيدة عن الكوميديا لمجرد استعراض العضلات وليثبت للناس أنه يستطيع أن يقدم كل الأنماط وأثبت أننى بالفعل أستطيع النجاح فى كل الأنماط ومن يرانى فى أى دور سيعرضه على ولكن بشكل شخصى  البريق لديَّ يتجلى فى الأعمال الكوميدية ورسم الكراكتر لكل شخصية كوميدية أقدمها.

 • تعطشى للكوميديا

        انطلاقا من مقولة «الجمهور عايز كده» التى فرضت نفسها على نوعية الأفلام، من وجهة نظرك (الجمهور عايز إيه) ؟

- المزاج العام والذوق العام تغير  ويسود الشارع الآن حالة من الهدوء النسبى والتفاؤل  جعلت الناس متعطشة للكوميديا  للبعد عن (الغم) ومواضيع مبتكرة بها حالة من الغموض والابتكار  وكان نموذج على هذا فيلم الفيل الأزرق والنجاح الذى حققه لأن فريق العمل نجح فى تحقيق هذه المعادلة.

        خريج كلية التجارة وعملت فى بنك لسنوات.. كلمنى عن المسافة من كلية التجارة حتى ورشة مركز الإبداع؟

- كانت المسافة 8 سنوات مارست الفن فيها كهواية أثناء عملى فى البنك لسنوات أعطتنى ثقلا  وممارسة للمهنة وقدمت خلالها 25 مسرحية، والتحقت بورشة مركز الإبداع التى تعلمت من خلالها الكثير مع المبدع خالد جلال  وسنجد أن كل من شارك فى هذه الورشة وعرض «قهوة سادة» ترك بصمة كمحمد فراج، وحمزة العيلى   وعندما جاءتنى فرص احترافية من خلال مركز الإبداع الفنى قررت أن أترك وظيفتى فى البنك فى عام 2007 وكان من أصعب قراراتى ولكن الحياة اختيارات وقرارات.

        من خلال هذه التجربة هل هناك أشخاص بعينهم تركوا بصمة فى حياتك وتحمسوا لمشروع (هشام إسماعيل)؟

- من البداية المخرج خالد جلال الذى تعلمت منه الكثير فى مركز الإبداع ومشاركتى معه فتحت لى أبوابا كثيرة؛ وبالنسبة لتجربتى الأولى ومشروع الفيلم فهى شخصية واحدة فقط تحمست للمشروع وشجعتنى وهى الأستاذة (إسعاد يونس) وهى السبب فى ظهور هذه التجربة إلى النور.•

صباح الخير المصرية في

05.05.2015

 
 

أسامة عبد الفتاح يكتب:

"زنقة ستات".. عندما يتدخل السبكي ويرقص!

** كانت الفكرة جيدة وتصلح لعمل كوميديا رومانسية لها قيمة.. لكن جاءت إضافات المنتج لتُفسد كل شيء

ماذا تفعل لو كنت مخرجا شابا، على قدر من الموهبة، وتلازم بيتك بلا عمل رغم مرور سنوات على تخرجك، أو لو كنت مؤلفا قدمت عددا من الأفلام المختلفة، التي تحمس لها منتجون جادون، ثم توقف هؤلاء المنتجون عن العمل، فأصبحت مشروعاتك الجديدة حبيسة الأدراج والأذهان؟
الإجابة في الحالتين أصبحت تتلخص - في أغلب الحالات - في كلمة واحدة: "السبكي"، تلك العائلة التي تستمر وحدها تقريبا - بشركاتها المختلفة - في الإنتاج السينمائي بالسوق المصرية، ولذلك تفرض شروطها و"خلطتها" الخاصة على الجميع، لاسيما السينمائيين الشبان قليلي الحيلة، الذين يريدون أن يعملوا بأي طريقة، حتى لو كان الثمن تشويه مشروعات أفلامهم، وليّ ذراعها، وتحويلها إلى مسخ مما كانوا يحلمون به.

ليس عندي أي معلومات، ولا أعرف شيئا، لكن أظن أن ذلك هو ما حدث مع المخرج الشاب خالد الحلفاوي، والمؤلفين هشام ماجد وكريم فهمي، لدى تنفيذ فيلمهم "زنقة ستات"، المعروض حاليا في القاعات المصرية.. فلمسات "السبكي" واضحة جدا عليه، وتبدو غريبة عنه، وأُقحمت إقحاما عليه لكي يحمل الجنسية "السبكية" ويصبح مؤهلا تجاريا - من وجهة نظرهم بالطبع - لخوض موسم شم النسيم وجمع الإيرادات.

لا أظن، على سبيل المثال، أن النص المكتوب كان يتضمن ذكرا بالاسم في الحوار للسبكي، ولا إشارة إلى أغنية تقول كلماتها: "كلمني ع الفودافون.. السبكي ع التليفون"، ولا أغنية ختامية يظهر فيها أحمد السبكي شخصيا، ويصعد على المسرح ليرقص مع الأبطال، متأسيا - ربما - بالمخرج الأسطوري ألفريد هيتشكوك، الذي كان يحب الظهور في أفلامه، ولو في لقطة واحدة!
هذه الأغنية الختامية، تحديدا، من أكبر عيوب الفيلم، ليس لأن المنتج يظهر فيها لكي يرقص بفلوسه مع الحسناوات اللاتي دفع أجورهن، ولكن لأنها دخيلة تماما على العمل، وتهد ما يظل يبنيه طوال مدة العرض، حيث يظهر فيها الأبطال بشخصياتهم الحقيقية ليكسروا الإيهام على أنغام المهرجانات الشعبية!

صحيح أن كسر الإيهام معترف به وموجود في العديد من الأفلام العربية والأجنبية، ولكن في هذا الفيلم تحديدا، بدا الأمر وكأنه فرصة لآيتن عامر لكي تخلع الحجاب الذي ترتديه طوال الفيلم وترينا شعرها الطويل المسترسل وبلوزتها العارية، وفرصة لنسرين أمين لكي تتخلص من شكل "سميحة العو"، ذي "البشلة" على الوجه، وترينا أنها أجمل من ذلك، والأهم: فرصة لوضع الأغنية في المقدمة الدعائية للفيلم لتذاع على الفضائيات وتجتذب أكبر عدد من محبي "الشعبي"!
كانت الفكرة، التي تتلخص في سعي طبيب فاشل للإيقاع بأربع فتيات بهدف علاج مريض نفسي، جيدة، وتصلح لعمل كوميديا رومانسية - أو كوميديا صرفة - لها قيمة، لكن جاء التنفيذ ليفسد كل شيء، ليس فقط بسبب تدخلات وإضافات السبكي، ولكن لأن نوعية الكوميديا الرومانسية، التي تبرع فيها دول أخرى على رأسها الولايات المتحدة، تستعصي دائما على المصريين، وتتحول على أيديهم إما إلى كوميديا فجة أو إلى رومانسية خائبة.

ورغم أن الفيلم يحمل بعض آثار سينما الثلاثي (أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد) التي ينتمي إليها ماجد، والتي اعتادت تقديم الكوميديا الجديدة والمختلفة، ويحمل أيضا بصمات كريم فهمي، الذي قدم بدوره من قبل تجارب مختلفة كمؤلف على رأسها "هاتولي راجل"، إلا أن اشتراطات وإضافات السبكي أزالت أي أثر لأي شيء له قيمة.. وإذا كنت تريد أن تعرف ما أقصده بالضبط، قارن بين أفلام الثلاثي الأولى وبين فيلمهم الذي أنتجه آل السبكي (الحرب العالمية الثالثة)، أو فيلمنا هذا، وقارن أيضا بين "هاتولي راجل" و"زنقة ستات".

وبالطبع، لا يتحمل المنتج وحده مسئولية تراجع مستوى الفيلم، فهناك شيء من عدم الصدق في الطرح، والكثير من المبالغات الفجة التي لا يمكن قبولها حتى تحت شعار الكوميديا، مثل موافقة أستاذ جامعي (بيومي فؤاد) على التنكر في زي بلطجي مرة، وثري عربي أخرى، والاشتراك في تمثيليات سخيفة، لمجرد أن ابن شقيقه هدده بمستند يعرف أنه مزور! 

وهناك عنصر آخر يحول بيني - وغيري - وبين الفيلم، وهو حسن الردّاد، الذي قد يكون ممثلا جيدا، لكنه لا يصلح أبدا للكوميديا، ورغم ذلك يصر بعض المنتجين على قيامه ببطولات كوميدية.. وكلنا نتذكر كيف كان اشتراكه مع ياسمين عبد العزيز في فيلم "الآنسة مامي" إيذانا بنهاية فترة تألقها، والخوف الآن على مسيرة الموهوبة إيمي سمير غانم!

جريدة القاهرة في

05.05.2015

 
 

من جديد.. الأفلام العراقية في صالات العرض

كاظم مرشد السلوم

شهدت احدى صالات سينما مول المنصور والتي يشرف عليها الأستاذ زيد فاضل، أول عرض تجاري لأحد الأفلام التي أنتجت ضمن فعالية بغداد عاصمة للثقافة العربية، وهو فيلم “سر القوارير” للمخرج علي حنون، بوصفه أول عرض تجاري لفيلم عراقي منذ أن عرضت سينما النصر آخر عرض تجاري لفيلم عراقي العام 1993 عبر فيلم الملك غازي للمخرج محمد شكري جميل، هذا بالطبع اذا ما استثنينا العروض التجارية لأفلام السكرين التي ظهرت في فترة الحصار الاقتصادي الذي فرضه التحالف الدولي على العراق بعد غزو الكويت، كون البعض يعترض على هذه الأفلام ولا يعدها أفلاماً سينمائية، لأنها لم تخضع لاشتراطات الانتاج السينمائي، ولهبوط مستواها، وتسببها بدخول الكثير من الطارئين إلى الوسط الفني السينمائي العراقي حسب رأيهم.

العرض تمسك بالتقاليد المتبعة في صالات العرض السينمائي العالمي من حيث حضور ملاك الفيلم، ممثلين ومخرج وبقية فريق العمل، إضافة إلى العديد من الدعوات التي وجهت للصحافة، والمهتمين بالشأن الفني.

هذا العرض يمثل محاولة لإعادة طقس المشاهدة السينمائي أولاً، ويشجع على الانتاج السينمائي العراقي المراهن على النجاح في شباك التذاكر، كون السينما في أبسط تعريفاتها هي “صناعة وفن تخضع لحسابات السوق ودلالة شباك التذاكر” وهو التعريف الذي تعتمده كل شركات الانتاج السينمائي العالمي، لديمومة نتاجها السينمائي، وكما هو معروف فان الاستثمار في السينما سواء الانتاج أو بناء صالات عرض سينمائية، كان أحد أهم أسباب توقف النتاج السينمائي العراقي لفترة طويلة.

الآن وقد افتتحت سبع صالات عرض سينما في مول المنصور، والنية تتجه إلى بناء صالات أخرى في عدد من المولات الحديثة، مثل هذه الصالات هي السائدة الآن في كل دول العالم، ولم يتبق من يبني صالة تتسع لألف مشاهد، كما كان، فكل عروض أفلام مهرجان أبو ظبي السينمائي تعرض في صالات فوكس سينما في مارينا مول وهي سبع صالات كذلك، باستثناء عرض الافتتاح والختام كونها تتضمن بروتوكول الافتتاح والختام التي يعتمدها المهرجان.

بوجود هذه الصالات في مول المنصور أو في مولات أخرى مستقبلاً سواء في بغداد أو المحافظات، نكون قد وفرنا دور سينما لعرض الأفلام المنتجة، والذي تبقى هو اقدام المنتجين على انتاج أفلام ذات مضامين يمكن أن تجذب المشاهد إلى هذه الصالات.

شيء آخر مهم توفره هذه العروض، هو الرأي المهم للجمهور بهذه الأفلام، فقد قيل الكثير عنها من قبل النقاد والأكاديميين والمهتمين، لكن الجمهور هو الحكم الفصل وهو صاحب الرأي بنجاح هذا الفيلم أو ذاك، وكل بورصات الأفلام التي تعرض يومياً عن أهم الأفلام التي نجحت والتي تحتل الصدارة إنما يأتي تقييمها من قبل الجمهور العام وليس من قبل النقاد السينمائيين فقط.

ليس فيلم “سر القوارير” فقط هو من يستحق أن يعرض تجارياً في صالات سينما المنصور، بل هناك أكثر من فيلم، مثل فلمي “ابن بابل” و”تحت رمال بابل” لمحمد الدراجي، و”صمت الراعي” لرعد مشتت، و”بحيرة الوجع” لجلال كامل، وأفلام عراقية أخرى نالت العديد من الجوائز مثل فيلم “الأوديسا العراقية” لسمير جمال الدين، و”همس المدن” لقاسم عبد، و”قبل سقوط الثلج” لهشام زمان، و”بلادي الحلوة”، بلادي الحادة”، لهنر سليم، و”ذكريات منقوشة على حجر”، لشوكت أمين كوركي، حتى نوفر للمشاهد العراقي فرصة مشاهدة الأفلام العراقية التي تشارك في المهرجانات وتنال العديد من الجوائز من دون أن يشاهدها جمهور السينما عندنا.

الصباح الجديد العراقية في

05.05.2015

 
 

المخرج العراقي عدي رشيد

ابتسام عازم

تروج تعابير فضفاضة عن واقع السينما في العراق، كتعبير السينما العراقية، الذي يبدو مخاتلًا ومجافيًا للواقع، فتكريس السينمائيين العراقيين حياتهم لإنجاز أفلام، لا يعني بوجود صناعة سينمائية عراقية، ويظهر أن الأوهام لا تداني، كما يظهر في هذا الحوار، المخرج العراقي عدي رشيد المولود في بغداد : "لا يمكننا القول بوجود سينما عراقية، بل أفلام عراقية. إذ لم تكن في العراق مؤسسات لإنتاج سينما عراقية.. ثمة محاولات لصنع سينما عراقية، لكنها لم تنجح حتى الآن. إحداها معهد السينما. بيد أن صناعة السينما مختلفة، فهي تعني وجود مجتمع متفاعل مع هذه الفكرة وهو ما لا ينطبق على العراق في ما يخص السينما، خلافًا للفنون الأخرى كالرسم والشعر والمسرح ربما". لم ينهِ عدي رشيد تعليمه في معهد كلية الفنون، بيد أنه تعلّم "الحرفة السينمائية" إن جاز التعبير عبر الممارسة والعمل، ولعلّ ظروف العراق غير الخافية أثّرت في ذلك، فالالتحاق بمجالات مختلفة من أجل التعلّم ومن ثم تركها نبع لديه كما يقول "من شعوري بالأمور وسيرورتها في البلاد، وإحساس كامل باللا جدوى. كانت طفولتي ومراهقتي في ثمانينيات القرن المنصرم، ومرحلة عبث مطلق غير منته: الحرب مع إيران، التوابيت القادمة من الجبهة بلا انقطاع. وبعد احتلال الكويت، تمّ سحق الصورة الموجودة للعراقي؛ صورتنا عن أنفسنا وصورة الآخرين عنا. ثم بدأت تظهر آثار الحصار على المجتمع العراقي، كانت قاسية جداً. هذه هي الفترة التي تشكّلت فيها هوّيتي. كان الأمل غائبًا، أمّا الشعور باللا جدوي فقد كان المسيطر. رغم ذلك، توّلد لدي أمل بإنجاز فيلم. عندها قرّرت ألاّ أهاجر، رفضت الفكرة. هكذا بدأت فيلمي الأوّل مباشرةً بعد سقوط صدّام".

اختار رشيد لفيلمه الأوّل عنوانًا معبّرًا: "غير صالح"، إذ هو يبطن إلى حدّ ما ظروف إنجاز الفيلم، ويشير في الوقت ذاته إلى حال الخراب التي كانت عليها بغداد عشية نيسان 2003 وصباحه أيضًا. يغيب السيناريو عن الفيلم بسبب ظروف إنجازه وملابساتها التي يعرفها عدي جيدًا: "علينا العودة إلى الوراء لمعرفة كيف صُنع الفيلم مباشرة بعد احتلال بغداد. في التسعينيات كان لدي، أنا ومجموعة من الأصدقاء، حلم بصناعة فيلم على شريط 35 ملم. وكنت أعمل في معهد الفنون الجميلة، رغم توقفي عن الدراسة. عرفت بوجود مادة خام وأشرطة في مخزن دار السينما والمسرح، لكنها غير صالحة للتصوير والاستعمال، أي أن ألوانها منتهية الصلاحية. استخدمت هذه المواد رغم ذلك، في تصوير فيلم "نبض المدينة"، قبل الاجتياح الأميركي. وعند القصف احترق ما صورته مع أصدقائي، واحترقت مواد التصوير الخام، ونُهب بعضها الآخر. سرقوها لبيعها كـ "خردات فضة". فلملمت ما احترق أنا وأصدقائي، واشترينا ما سُرق منها وما نُهب". المواد التالفة والخام القديمة، هي ما قدح شرارة الفيلم الأولى، فقد طرح عدي رشيد الفكرة على مسؤول التصوير زياد تركي :"قال لي زياد، في هذه الحال سيكون الفيلم من دون ألوان، فأجبته وأين ترى الألوان في هذه المدينة، لنصنع فيلمًا يظهرها؟، هكذا غدا الشريط التالف واستعماله في التصوير، رمزًا للحال التي وصل إليها العراق. صحيح لم أكتب سيناريو، بل ملاحظات وأفكار رفقة الشاعر فارس حرام ومدير التصوير زياد تركي، وحيدر حلو مساعد الإخراج وسمير قحطان الممثل الرئيس في الفيلم. وكنّا نستنطق المشهد من أحاسيسنا. لم نعمل بشكل تقليدي، واستغرق تصوير الفيلم اثنين وثلاثين يومًا امتدّت على فترة سبعة شهور. قصّة الفيلم نمت وتطوّرت مع التصوير والمونتاج. هو فيلم مليء بأحاسيس ذاتية، وفيه أيضًا ما يشبه النبوءة لما سيصيب العراق بعد عام 2003، للأسف صحّت النبوءة. وأفكر أن عدم صلاحية الشريط السينمائي يشبه عدم صلاحية الحياة التي عشناها".

هذه الظروف الاستثنائية التي أُنجز "غير صالح" في ظلّها، تختلف عن ظروف إنجاز فيلم عدي رشيد الثاني؛ "كرنتينا" الذي يتناول موضوع "القتل المأجور"، ذاك الذي شاع في العراق وبلغ ذروته عام 2006 عند انتشار النزاعات الطائفية، العنوان أيضًا لافت وحاملٌ للمجاز، فأفصح عدي عن ذلك: "كرنتينا مصطلح عتيق، يعني المكان الذي ظنّ بعض الناس أنه يحمي المرضى النفسيين الذين لا أمل بشفائهم. لكنه كان أقرب إلى السجن، إذ بدا نزلاؤه وكأنهم ارتكبوا جرماً لا ذنب لهم فيه". يوضّح رشيد موضوع الفيلم: "لم يعرف العراق ظاهرة القتل المأجور، حتّى تحت حكم نظام البعث والبلاهة التي حكمنا بها والسطوة الصدّامية التي عشنا تحتها. بدأت أنسج الحكاية، المبنية على شخصية حقيقية. ثم تطورت كتابة السيناريو، فذهب باتجاه وضع المرأة ودورها في المجتمع العراقي. لأنه أمر يقضّ مضجعي وأراه مرتبطًا بالسطوة الأبوية والشوفينية في مجتمعاتنا. الفيلم يتناول أكثر من حكاية ولكنه يربط بينها".

ربما تصلح ظروف إنجاز الفيلمين، إلى التطرّق إلى خلفيات العمل السينمائي العراقي في ظلّ غياب "سينما عراقية"، بالمعنى الاصطلاحي وكذا الواقعي. لذا سألت المخرج، عن الأمر الذي يشغل بال أغلب السينمائيين العرب لا العراقيين وحدهم : التمويل. أجاب عدي رشيد: "اختلفت ظروف التمويل بين الفيلمين؛ "غير صالح" و"كرنتينا". فظروف إنجاز الأوّل، أدّت إلى تمويله على مرحلتين: الأولى مرحلة التصوير والتحضير، وكانت على نفقتنا نحن الذين اشتركنا بإنجاز الفيلم، بل إن بعضنا باع حاجيات خاصة من أجل التمويل. المرحلة الثانية، كانت بعد الانتهاء من تصويره، حيث حصلنا على تمويل للقيام بعملية المونتاج من شركة ألمانية، وبالطبع لم نجنِ أي ربح. أمّا فيلم "كرنتينا"، فبلغت تكلفة إنجازه حوالى 400 ألف دولار. ومولته جهات عدّة، من بينها وزارة الثقافة العراقية، ومهرجان أبو ظبي ومهرجان نوتردام ومهرجانات أخرى. التمويل كما لا يخفى مشكلة كبرى تواجه السينمائيين العرب، وبشكل خاصّ السينمائيين العراقيين. لأن العراق بلد غني، وكثير من شركات الانتاج لا تموّل أبناء البلدان الغنية، وحجّتهم في ذلك أن في العراق ثمة رأس مال وأغنياء يمكنهم تمويل الإنتاج. وأعكف الآن على إنجاز فيلم ثالث، ويحتاج لتمويله إلى أكثر من مليون دولار، حصلت على جزءٍ منها من منتجة فرنسية، وأبحث عن ممولين آخرين لأتمكّن من إنجازه، وأرغب بتصويره في العراق بالطبع، وفي بغداد تحديدًا، فهو أمرٌ مهمّ جدًا بالنسبة لي".

وهنا سألته عن هذا الفيلم، فتبيّن أنه مقتبس من رواية "يا مريم" للروائي العراقي سنان أنطون. وأردت معرفة السبب، فقال عدي: "بحسب رأيي، فإن رواية يا "مريم" تمثّل المدخل الأهم في السرد العربي المعاصر، في ما يخصّ مفهوم الهويّة وارتباطها بالرحيل، بقطع النظر عن هوية الراحل. إذ إن صراعات الشخصيات الرئيسة في الرواية، هي الصراعات التي عشتها بشكلٍ كاملٍ. لكنني، عند كتابة السيناريو، فقد كتبت لغتي، واستطعت إيجاد تلك المنطقة الرمادية بين السيناريو والرواية. إنها منطقة جديدة، وأجد في العلاقة بين الرواية والفيلم تحدياً كبيراً. الرواية كما تعلمين عن الأقليات والأغلبية في بلد هو العراق، بيد أن ذلك ينطبق بالطبع على دولٍ عربية أخرى، فنحن أبناء الأغلبية سواءٌ أكانت دينية أم مذهبية، نتعامل مع النسيج الاجتماعي والثقافي للبلد الذي نعيش فيه، من منظور الأغلبية، وكثيرًا ما نهمّش مسألة تقول إن "الأقليات" جزءٌ من ثقافتا وهويتنا. تتحدّث الرواية عن عائلة عراقية مسيحية، بيد أن كل ما يحصل لها يمكن عدّه رمزًا وجزءًا لكل ما يحدث في العراق. حيث يتم التعامل مع "الأقليات" كما لو أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، على الرغم من دورهم الرئيس في بناء ثقافة العراق وإرثه التاريخي. وإذ أفكّر ببغداد، أجد أن عدم قدرتي على العيش فيها مجدّدًا لا يعني البتة أن الحياة انتفت فيها، أو اختفت منها ولذا أرغب في تصوير الفيلم وعمله فيها، لأن الحياة تستمرّ". وإذ بدا كلام عدي رشيد عن بغداد مفاجئًا، كان لا بدّ من سؤاله مباشرة: وماذا لو تغيّر الوضع في العراق وفي بغداد مستقبلًا، ألن تعود لتعيش فيها؟ فأجاب رشيد: "مستحيل. سأذهب من أجل الزيارة فحسب، لكنني لن أعود للعيش فيها. فهنا في نيويورك حيث أقيم، حققّت لي هذه المدينة كلّ ما كنت أبحث عنه في بغداد؛ الحرية المطلقة سواء أكانت حرية إبداعية أو شخصية. أضحت حياتي الشخصية هنا، والأشخاص الذين أحبهم وجدتهم هنا. كذلك ثمة هذا التنوع الثقافي في الحيز المديني. لقد جرّبت الحياة في أوروبا ولم تعجبني كثيراً. في حين، توّفر لي نيويورك سهولة التوازن مع فكرة المواطنة. فهنا الجميع مهاجر، والجميع عابر سبيل. هي واحدة من أكثر مدن العالم حريةً، ولعلّها المركز الثقافي الأهم عالميًا كذلك. كما أن طبيعة التنوع الإثني والديني فيها، منسجمة تماماً مع رغبتي بالعيش ضمن هذا التنوع. أمّا بغداد، فهي الذاكرة. أحملها كمدينة في داخلي، هذه حقيقة مؤلمة. ستبقى بغداد هكذا بالنسبة لي".

العربي الجديد اللندنية في

05.05.2015

 
 

بعد غياب دور النجمة البطلة عن معظم الأعمال الحديثة

"إيلاف" تستطلع الآراء حول البطولة المطلقة والجماعية

مصطفى القياس

تغيّر الكثير من مفاهيم الفن ومصطلحات ومعايير الأعمال الفنية منذ مطلع الألفية الثالثة. فبعد أن كانت البطولة تُسنَد لبطل أو بطلة منفردة باتت البطولة بمعظم الأعمال جماعية، وتضاءلت النجومية التي كانت كفيلةً بتسويق العمل لأهمية اسم من يقوم ببطولته. "إيلاف" استطلعت الآراء وعادت بما يلي:

القاهرةتغيّر الكثير من مفاهيم الفن ومصطلحات ومعايير الأعمال الفنية منذ مطلع الألفية الثالثة. فبعد أن كانت البطولة تُسنَد لبطل أو بطلة منفردة باتت البطولة بمعظم الأعمال جماعية، وتضاءلت النجومية التي كانت كفيلةً بتسويق العمل لأهمية اسم من يقوم ببطولته. ففي أعمال الأمس تحملت الكثير من النجمات بطولة الأعمال بمفردهن، وكان يتم بيعها بأسمائهن. حيث سيطرت نادية الجندي ونبيلة عبيد وغيرهما على شباك التذاكر لفترةٍ طويلة وكن يحملن لقب "النجمة الأولى". ولكن واقع اليوم قد تبدل، فاختفت فكرة البطولة المطلقة إلا نادراً. "إيلاف" تعرض هذه القضية من وجهة نظر بعض الفنانات، والتفاصيل في السطور التالية:

هالة صدقي: البطولة الجماعية هي الأصح

وصرّحت الفنانة هالة صدقي أنها لا ترى ضرورةً لوجود النجم الأول أو الثاني إلا لأسبابٍ مهنية يستدعيها سيناريو العمل. فالبطولة الجماعية برأيها هي الفكرة الصحيحة في الفن لأنه في الأساس عمل جماعي وليس فردياً، مشيرةً الى أنها ترى أهميةً كبيرة بالأدوار الصغيرة، لأن ضعف مثل هذه الأدوار قد يكون سبباً بفشل أي عمل. وأضافت: لقد اختفت فكرة النجمة الأولى في الوقت الحالي، وذلك لأن البطولة المطلقة تتوقف على متطلبات الأحداث التي يدور حولها العمل الذي لن ينجح بدون سيناريو جيد حتى لو كانت هناك ممثلة عبقرية. وذلك لأن نجاح الأعمال الفنية يعتمد على تكاملها. وشددت على أن السيناريو يأتي في المرتبة الأولى في سلم الأهمية، ومن بعده يأتي دور النجمة أو النجم. وعلى أساسه تُحدّد نوعية البطولة، وقالت: الفنان الشاطر هو من يختار السيناريو المميز الذي يحقق له النجاح.

سلوى خطاب: السيناريو يحدد نوع البطولة

ورأت الفنانة سلوى خطاب أن الأمر يعتمد على كيفية تناول العمل للأحداث. فليس شرطاً أن يكون ذات بطولة جماعية أو مطلقة كي ينجح. ومن الطبيعي أن الدراما التلفزيونية الطويلة بشكلٍ خاص تحتمل تعددية الأبطال بشكلٍ أوسع بسبب طول مجريات الأحداث، التي قد تتخطى الثلاثين حلقة على عكس السينما التي تحتمل فكرة البطولة المطلقة أكثر.

وعن رأيها في إختفاء "النجمة الأولى"، قالت: لا أستطيع أن أطلق في هذا الأمر أحكاماً مطلقة. لكنني أرى أننا أصبحنا في وقتٍ لا يحتمل تقديم نجمة واحدة في عمل فني كما كان الأمر قديماً. وذلك لأن الأحداث كانت تتحرك على أساس بطلة أو بطل العمل. فموضوع العمل والسيناريو نفسه يتحكمان باختيار الأبطال وطبيعة الأدوار المسندة إليهم. بحيث أنه لا يجب تهميش بقية الشخصيات المشاركة. فهناك أعمال تحتمل وجود بطلة واحدة وأخرى تحتاج لأكثر. والدليل على ذلك أنه في الأفلام القديمة مثل أعمال نادية الجندي ونبيلة عبيد كانت هناك فنانات يشاركن معهما بأدوار مميزة. حتى في أفلام الخمسينات كنّا نجد أكثر من نجمة تحت سقف عمل واحد مثل "لا أنام" و"ثرثرة فوق النيل"، وغيرهما من الأعمال التي شاركت فيها أكثر من فنانة".

أميرة العايدي:منى زكي وياسمين عبد العزيز أفضل من قدم البطولة المطلقة

ورأت الفنانة أميرة العايدي أن منى زكي وياسمين عبدالعزيز هما أفضل من قدم البطولة المطلقة. حيث أحدثت "زكي" نقلةً نوعية من حيث اختيار النصوص التي تناسب المرأة والمجتمع بشكلٍ عام. ورغم ذلك، فقد ظهرت بفيلم "أسوار القمر" وكان معها آسر ياسين وعمرو سعد. ولكن "عبدالعزيز" لها مواضيع خاصة جداً وتحب تقديم سينما الأطفال لأنها تتميّز في هذا النمط، وكذلك هند صبري تميّزت للغاية بتقديم فيلم "أسماء". 

وإذ أشارت الى أن الناس يحبون البطولات الجماعية، قالت: أنا لا أحب البطولة المطلقة إلا إذا كان الموضوع يحتملها أو يتطلبها. فالجمهور المشاهد أصبح بحاجةٍ ماسة لمشاهدة أكثر من بطلة وبطل في عملٍ، لأن متابعة نجمة أو نجم واحد تصيب العمل بالملل. وعلى العكس، فالبطولات الجماعية تخلق حالة تنافس وتغنيه. ويبقى إن كان الموضوع لا يحتمل سوى بطلة واحدة، فإن طبيعته هي التي تصنِّف دور الأبطال.

ريهام عبد الغفور: غادة عبد الرازق هي النجمة الأولى

واعتبرت الفنانة ريهام عبد الغفور أن غادة عبد الرازق هي النجمة الأولى في مصر بالوقت الحالي، مشيرةً الى أنها قدمت الكثير من البطولات الناجحة. وأوضحت: "أنا لا أنا أفكر في البطولة المطلقة أبداً، ولا أرى نفسي لائقة للقيام بها في الوقت الحالي. فأكثر ما يهمنى وأسعى إليه هو الدور المميّز الذي يجذبني نحوه ويكون مؤثراً في سياق العمل الفني ككل. كما أنني أعتقد أن الجمهور يهتم فقط بنوعية العمل والأدوار الجيدة ولا يضع في حساباته التمييز بين البطولة المطلقة أو الجماعية.

إيلاف في

05.05.2015

 
 

انتهى من تصوير فيلم «مذكرات قريتي»

كريم ترايديا: أرتقى كلما استفاد أحد من خبرتي

مشاري حامد

تواجد خلال الفترة الماضية المخرج العالمي كريم ترايديا للمشاركة في مخيم لوياك السينمائي الذي يقام حاليا ولمدة شهرين بالمشاركة مع المخرجة السعودية شهد أمين وعن مشاركته في لوياك قال: في الحقيقة عندما عرفت نادية احمد في الدوحة من خلال احدى الورش وايضا بوجود المخرجة شهد امين وطلبوا ان أدير ورشة عمل مع الشباب خاصة انني مهتم كثيرا في هذا الامر وخاصة عندما يكون الامر في مساعدة فئة مهتمة بهذا الشأن واقصد به السينما بصورة عامة واعطائهم ما اكتسبته من خبرة خلال السنوات التي مضت ولا يكون الامر مجرد تعليم بقدر ان يكون هناك الهام واعطاء جزء مما نعرفه.

وأضاف قائلا : نحن نعاني من امر هو في الوطن العربي وخاصة في الجزائر بان البعض لا يعطون من خبرتهم الى الشباب ولا يساعدونهم لعل الامر هو التخوف من المكانة التي وصل اليها او المنصب واعطاء الغير من الخبرة يعتبرها خسارة وانا أرفض ذلك تماما لانني أعتبر نفسي ارتقي وأصعد في السلم كلما استفاد أحد من خبرتي وسعادة لا توصف عندما يتحقق هذا الامر وانا أكون سببا في طريق النجاح لاي مخرج مبتدئ بحيث يكون واعيا فيما يريده من خلال الفيلم الذي يقوم باخراجه

وعن ان كان الامر متعبا بالنسبة اليه فقد قال: لم يتعبني الامر بقدر ما يكون هناك شخص حاضر معي فقط لمجرد الحضور وليس الاستفادة بل اريد يكون في بال أي شخص منضم الى الورشة ان يكون لديه الاصرار لكي يطلب النجاح

وعن وطنه الأم الجزائر اذا ما كانت حاضرة في باله قال: في أفكاري السينمائية دائما تكون الجزائر معي خاصة مكان طفولتي وهي مرحلة مهمة من حياتي وبودي ان تكون قريتي في العالم وخاصة ان خروجي من الجزائر كان بلحظة غضب من الحياة السياسية ومهما نغادر او نهرب فان الجزائر ملتصقة فينا وفي كل صورة تمر امامي وعندنا مثل يقول انت تخرج من الجزائر والجزائر لا تخرج منك.

واما عن مشاركته في المهرجانات السينمائية قال: أحرص جدا على التواجد في تلك المهرجانات ولكن منذ عدة سنوات لم أكن متواجدا لانشغالي بفيلم طويل الذي صورته وهو بمرحلة الانتاج وسيتم الانتهاء منه خلال شهر اكتوبر القادم وحلمي ان يتم عرضه في مهرجان كان ولكن الهدف الاول عندي ان أعرض الفيلم في قريتي التي تعيدنا الى مراحل طفولتنا وهذا الامر اعتبره أكبر جائزة بالنسبة لي واسم الفيلم هو مذكرات قريتي

وبسؤاله عن السينما العربية قال: ليس هناك سينما عربية بل هناك سينما عراقية ومصرية وجزائرية وعندما نقول عربية يجب ان يكون هناك اتحاد بين المخرجين خاصة في الجزائر لم نتحد ولعل اولا يجب ان يكون هناك دعم وهذا الامر لعله موجود في المهرجانات التي يكون هدفها الاول هو الالتقاء فقط ويجب ان نعطي الفرصة للشباب ونؤمن بقدراتهم وهو الحل الوحيد لانهم هم المستقبل.

النهار الكويتية في

05.05.2015

 
 

«مزج».. الوثائقي يغير العالم في «زاوية»

انتصار صالح

مسترجعًا لحظات ومشاهد من العصر الذهبي للسينما المصرية من خلال مسيرة سندريلا الشاشة يفتتح فيلم “اختفاءات سعاد حسني الثلاثة”، للمخرجة رانيا اسطفان، عروض برنامج “مزج: الفيلم التسجيلي من زاوية مختلفة” في السابعة والنصف مساء غد الأربعاء بسينما زاوية التي تتولي تنظيم البرنامج بدعم من الصندوق العربي لفنون والثقافة، وتتواصل عروضه حتي 26 مايو الجاري.

يضم البرنامج 20 فيلما تتنوع من حيث زمن الإنتاج، منها ماهو منتج هذا العام وسابقه، ومنها ما أنتج عام 1922، وتعرض جميعها في إطار 3 أقسام للبرنامج: «سرديات» ويقدم الأفلام الوثائقية الواقعية ذات نمط الحكي التقليدي، وتعرض في إطاره عدة أفلام هامة، منها فيلم هنا وفي مكان آخر للمخرج الفرنسي المناصر للقضية الفلسطينية جان لوك غودار، وهو فيلم أثار جدلًا نقديًا واسعًا عند عرضه للمرة الأولى. وعرضين من فنون فيديو لكل من الفنان اللبناني مارا أرسانيوس والفنان السوري سيمون فتال، وفيلم لقطة مقربة للمخرج الإيراني عباس كياروستامى.

يركز القسم الثاني «أنثروبولوجيا على الشاشة/بدايات» على عملية صناعة الأفلام نفسها وطرق استكشاف البشر والعصور والظواهر المختلفة من خلال الفيلم الوثائقي. ويضم أفلامًا تناقش عددا من الموضوعات، منها البقاء على قيد الحياة في الدائرة القطبية الشمالية قاسية البرودة، القضايا الاجتماعية والسياسية في فترة الستينيات في فرنسا، حرفة صيد الأسماك في قارة أمريكا الشمالية، كما يعرض فيلمين من أعمال المخرج وعالم الأنثروبولوجيا جان روش “سجل وقائع صيف”و”الأرامل بنات الخامسة عشر”.

أما القسم الثالث «مختارات حديثة» فتعرض من خلاله مجموعة مختارة من الأفلام الوثائقية الأكثر حداثة، ومنها الفيلم الأمريكي الذي نال شهرة كبيرة “المواطن أربعة”، الذي يحكي القصة المذهلة لإدوارد سنودن، الذي فضح برامج مراقبة وكالة الأمن القومي بالولايات المتحدة، وآثار هذا الكشف على حياته وحياة صناع هذا الفيلم.

يشمل برنامج العروض لقاءً مع المخرج سمير عوف ومحاضرة بعنوان “الوثائقي غير القابل للتعريف”، واحتفاء بالسينما التسجيلية المصرية في أعمال كبار السينمائيين يعرض في إطاره عدد من الأفلام الوثائقية المصرية القصيرة المميزة وهي: آفاق للمخرج شادي عبد السلام (1973) وفن العرائس للمخرج توفيق صالح (1953)، والقاهرة 1830، ووجهان في الفضاء للمخرج سمير عوف.

كما يشمل برنامج فعاليات «مزج» تنظيم عددًا من ورش العمل والندوات، بالتعاون مع شركة «س» للإنتاج السينمائي، تتناول قضايا مختلفة، منها الإنتاج العربي المشترك، في مقابل الدولي، وإشكالية علاقة السينمائي بالجمهور، والفيلم الوثائقي كوسيلة لتغيير العالم.

تختتم عروض «مزج» بالفيلم المصري الطويل “جاي الزمان” للمخرجة دينا حمزة، الفائز بجائزة رضوان الكاشف لشباب الفنانين المستقلين بمهرجان الأقصر الثالث للسينما الإفريقية، والذي تقوم من خلاله المخرجة بإلقاء نظرة متفحصة على تراث والدها الراحل، الشاعر الغنائي محمد حمزة، وتحكي من خلال تلك العملية قصة تطلع أمة بأكملها إلى التغيير منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر.

البديل المصرية في

05.05.2015

 
 

«بين المؤمنين».. فيلم تقشعر له الأبدان

إعداد ــ رشا عبدالحميد:

• «ذا ديلى بيست»: الفيلم الوثائقى يكشف خطوات إعداد المتطرفين الصغار داخل المسجد الأحمر بباكستان

يلقى الفيلم الوثائقى الباكستانى «بين المؤمنين» اهتماما خاصا من الصحف والمواقع العالمية، منذ أن عرض لأول مرة الشهر الماضى فى مهرجان تريبيكا السينمائى وحتى الآن، وقد نشر موقع «ذا ديلى بيست» أخيرا مقالا عما يبرزه هذا الفيلم من أحداث حقيقية، وكشفه ما وراء كواليس صورة المسجد الأحمر فى إسلام أباد فى باكستان.

الموقع وصف هذا الفيلم بأنه «فيلم تقشعر له الأبدان»، حيث يتناول قصة صبى يبلغ من العمر خمس سنوات، تخلى والده عن والدته وتركه وحده فى هذا العالم، فتوجه الطفل إلى شخص يدعى عبدالعزيز غازى وهو معروف لمساعديه باسم مولانا عزيز والذى سأل الطفل: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟، فرد الطفل: مجاهد، وهل تذكر تلك المواعظ التى علمتها لك؟ فوقف الصبى وقال: أعوذ بالله من الشيطان ابدأ بسم الله الرحمن الرحيم، وانظر إلى تضحيات شهداء المسجد الأحمر، ثم يتحول سلوك الطفل الهادئ إلى العنف عندما يبدأ فى الصراخ وفى هز قبضته الصغيرة فى الهواء ويقول: إننا سوف ندمرك إذا هاجمتنا! لا يمكنك الدخول هنا !لا يمكنك قهرنا! لا تستطيع! واذا تجرأت على الدخول هنا سوف ندمرك باسم الجهاد!، وينظر الطفل إلى رجل الدين الذى يقول له: «أحسنت»، وهو ما يكشف الكثير مما كان يجرى داخل هذا المسجد.

فيلم «بين المؤمنين» يروى خمس سنوات خلف أسوار المسجد الأحمر والذى يعد مدرسة دينية مثيرة للجدل فى اسلام أباد فى باكستان، تعد الأطفال منذ الخامسة وتدربهم للجهاد، فهو القاعدة الرئيسية لشبكة مدرسة المسجد الأحمر التى تضم 30 مدرسة وجيشا من 10.000 طالب منتشرين فى أنحاء باكستان.

وتصدر المسجد الأحمر عناوين الصفحات فى 3 يوليو عام 2007، بعد أن نشبت مواجهات دامية واشتباكات بين الطلاب المتحصنين داخل المسجد وقوات الأمن الباكستانية، وتم إلقاء القبض على مولانا عبدالعزيز، بينما كان يحاول الفرار من مكان الحادث متخفيا بالنقاب، حيث تم نزع النقاب عنه أمام الجمهور وتناقلته كاميرات التليفزيون.

يتضمن الفيلم عدة حوارات منها حواران مع طالبين فى المسجد الأحمر، بينهما فتاة تدعى زارينا «12 عاما» نجت من المسجد الأحمر بالقفز فوق جدار حجرى وتركت النقاب وراء ظهرها، وقالت عن تجربتها هناك: الفتيات تأكل شريحة واحدة من الخبز يوميا ويتعرضون للضرب إذا خرجوا من المسجد (...) إنهم لا يريدون السلام، إنهم لا يريدون سوى القتل، هم ليسوا مسلمين وإنما كفار.

الشروق المصرية في

05.05.2015

 
 

عن رواية بنفس العنوان

"إنها فقط نهاية العالم".. فيلم جديد للمخرج خافيير دولان

24 - محمد هشام عبدالسلام

أعلن المخرج السينمائي الكندي الشهير خافيير دولان عن بدء تصوير فيلمه الجديد، وذلك مع نهاية هذا الشهر، وأن الفيلم سيحمل عنوان "إنها فقط نهاية العالم".

وصرّح المخرج خافيير دولان، صاحب جائزة لجنة التحكيم العام الماضي في مهرجان "كان" مناصفة مع القدير جان لوك جودار عن فيلمه "مومي"، أن فيلمه القادم، والذي سيبدأ تصويره مع نهاية هذا الشهر، سيكون من بطولة النجمتين الفرنسيتين الشهيرتين ماريون كوتيار وليا سيدو، بالإضافة إلى النجم فينسينت كاسيل.

والفيلم الجديد للكاتب والممثل والمخرج الكندي خافيير دولان، مواليد عام 1989، الذي يحمل عنوان "إنها فقط نهاية العالم"، هو الفيلم الروائي السادس في مسيرة المخرج، وكتب له السيناريو والحوار كاتب السيناريو والكاتب والأديب جان لوك لاغارس وهو مقتبس عن مسرحية له بنفس العنوان.

أحداث الفيلم

وتدور أحداث الفيلم، المنتظر عرضه العام القادم، والمنتمي لنوعية أفلام الدراما، حول كاتب يعود إلى مسقط رأسه بعد اثني عشر عاماً، وقد خطط لأن يعلن لأسرته عن وفاته الوشيكة. وقبيل وفاته، يحاول الكاتب أن يبذل كل ما في وسعه من أجل التقريب بين الناس وإشاعة جو من الود والصفاء والحب في مسقط رأسه، بدلاً من النزاعات والوحدة والشك.

والجدير بالذكر أنه كان من المنتظر أن يبدأ خافيير في تصوير فيلمه "حياة ووفاة جون إف. دونوفان" خلال قبل هذا الفيلم، لكن نظرًا لتعذر تمويل الفيلم، قرر خافيير تأجيله والشروع في تصوير "إنها فقط نهاية العالم"، وذلك بعد عودته مباشرة من مهرجان "كان"، حيث يشترك خافيير في عضوية لجنة التحكيم الرئيسية للمهرجان هذا العام.

24 الإماراتي في

05.05.2015

 
 

ذكريات مخرجة عراقية عن العالم الساحر ليوسف شاهين

القاهرة ـ «سينماتوغراف»

أقام قصر السينما بجاردن سيتي في القاهرة ندوة عن أحدث الكتب التي صدرت عن المخرج الراحل الكبير يوسف شاهين كتبته المخرجة العراقية خيرية المنصور التي جاءت من بغداد إلي القاهرة عام 1981 لتعمل مساعدة مخرج مع شاهين في فيلم «حدوته مصرية» وقد حضر الندوة عدد كبير من تلاميذ المخرج الراحل وأدارها الناقد د.ياقوت الديب.

استهل الديب حديثه قائلا: من بداية عنوان الكاتب «شرنقة شاهين الحريرية» يدرك القارئ مدي الفهم العميق لدي مؤلفته المخرجة العراقية خيرية المنصور..  وهو تشبيه بليغ لعالم العبقري «يوسف شاهين» وكواليسه. وتقدير لمن كانوا داخله وهم مجموعة متميزة من السينمائيين الشباب «وقتها» منهم: أسماء البكري. علاء كريم. يسري نصر الله. خالد يوسف. علي بدرخان. رضوان الكاشف. وبالطبع «خيرية المنصور» وغيرهم.. أما الشرنقة فهي ذلك العالم الجواني الذي يلفه غطاء حريري غاية في الرقة. مبهر في نسيجة. تكمن اللمعة في خيوطه.. انه عالم «شاهين»الساحر الخامض الخاص الذي لا يناظره عالم آخر عند أي من صناع السينما في مصر وعالمنا العربي.

تبدأ «خيرية المنصور» مقاطع كتابها. بخواطرها حول «اللقاء الأول» مع «جو» عندما زار العراق وحضر تصوير فيلم«الأيام الطويلة» للمخرج توفيق صالح وقتها كانت «خوخة» كما اطلق عليها شاهين تعمل مساعدة في هذا الفيلم.. وبعد حديثها معه حول فيلم «العصفور» وقضايا أخري وبعد انتهاء الحديث قال للمخرج توفيق صالح: عايز البنت دي معايا مساعدة يومها قرر «شاهين» ان تلتحق «خيرية» بفريق عمله في القاهرة وتحديدا في فيلم «حدوتة مصرية»كانت هذه المرة الأولي لقدومها لمصر وتحديدا لبيت «شاهين» وأكاديميته الخاصة وعالمه الساحر.

وقفت «خيرية المنصور» علي كل تفاصيل تنفيذ فيلم «حدوتة مصرية» لاستاذها يوسف شاهين عن قرب بل وداخل شرنقته الذهبية واكاديميته الخاصة التي ينتقي لها تلاميذه وفق منطقه ورؤيته فمن يختاره.. وفي الكتاب نتابع مع المؤلفة مشوار شاق وتجربة فريدة ونكتشف معها كواليس عمل الاستاذ: كيف يعد لفيلمه منذ مرحلة كتابة السيناريو مروراً بكتابة «الديكوباج» ووصولا إلي النسخة النهائية للفيلم.. عمل دؤوب ومتواصل وشاق لكنه مع «جو»ممتع ومفيد ومثمر ونظام تعليمي قاس ودقيق يفضي إلي خلق جيل من شباب السينما في مصر والعالم العربي من «شرنقة شاهين الحريرية».. كانت خيرية المنصور واحدة من تلاميذ «يوسف شاهين» والوحيدة التي كتبت تجربتها المثيرة بكل تفاصيلها بعد ان عاشت عالم «شاهين» وتعايشت مع صاحبه في اربع تجارب مهمة في حياة «شاهين نفسه: « حدوتة مصرية»1982  و«اسكندرية كمان وكمان»1989  و«المصير»1997  وفيلم «كلها خطوة»1998.

سينماتوغراف في

05.05.2015

 
 

محاور التبانة والجبل تخترقها السينما

المدن - ثقافة

تختصر طرابلس مهرجاناتها. لا بد من الاعتراف بأن المدينة الغارقة في ملفات الموقوفين الإسلاميين وتداعيات الخطط الأمنية، وصراع العيش اليومي، ليست مهيئة لاستقطاب مهرجان سينمائي دولي. بدت المحاولة الثانية لإطلاق المهرجان تحدياً جريئاً للظروف التي آلت اليها المدينة، على الأقل في بنيتيها، الثقافية والمجتمعية.

ورغم محاولات المنظمين التحايل على "نخبوية" المهرجان من خلال مدّ انشطته عبر الاحياء الفقيرة، واطلاق عروض في الهواء الطلق، في منطقتي "باب التبانة" و"جبل محسن"، والتي لا تزال كل منهما تعيش الخراب في نسيجها الاجتماعي جراء الحروب المتقطعة، فإن استقطاب الجمهور ما زال ضعيفاً، نسبة الى نوعية المهرجان والأفلام المشاركة فيه (39 فيلماً من 20 دولة)، والتي إن دلت على شيء فإنها تدل على جهود بذلتها اللجنة المنظمة من أجل تقديم مهرجان مشابه لمهرجانات تقام في العاصمة بيروت، لا بل تفوقها في مستوى الضيوف والمدّة والتنظيم

وربما من هنا جاء شعار المهرجان بلهجة عالية "مقاومة مركزية الثقافة". حيث لا يحظى المهرجان بتغطية وافية من وسائل الاعلام كونه في مدينة يعدّها كثر بعيدة، ويتجنب اعلاميو بيروت الخوض في تغطية فعالياتها الثقافية (الا اذا كانت برعاية أحد أقطاب السياسة الشمالية).

بطبيعة الحال، يشكل المهرجان إضافة نوعية على يوميات المدينة. اذ كانت انطلاقته منذ أيام بمثابة عودة للمشهد الثقافي، الذي بقي في الظل، بسبب الأوضاع الأمنية، وهيمنة السياسة على مفاصل الثقافة، وتمويل أنشطتها كان ولا زال يتم عبر مخرجات المراكز التابعة للرئيس نجيب ميقاتي من جهة، والوزير محمد الصفدي من جهة أخرى. عدا عن أن المشهد الثقافي الطرابلسي ما زال "ضائع" الهوية، بعد تورمه بفرق "الراب" الشعبية، ومعارض رسوم "الهواة"، وأمسيات الشعر الضئيلة، وكلها تنم عن سرعة في الانتقاء والتنظيم وشخصانية الدعم.

ويواصل المهرجان عروضه، حيث سيشهد شارع "الريفا"، الذي كان أحد أبرز محاور الاحتراب بين مجموعات التبانة والجبل، يشهد اليوم عروضاً مماثلة لتلك التي بثت في "بعل الدراويش"، وحضرها المخرج العراقي البريطاني مازن شربياني، والمخرج اللبناني الشاب ريمون أفتيموس.

وسيتم عرض أفلام: "Aubade"(تحريك - سويسرا) للمخرج مورو كارارو، "حكاية زبيب"(تحريك - لبنان) للمخرج ريمون افتيموس، و"ستديو بيروت" (لبنان) للمخرج مختار بيروت، و"بولولاد" (تونس) للمخرج لطفي عاشور.

وستطلق بالتوازي عروض تحمل عنوان: "نساء ونزاعات" في مبنى جامعة بيروت العربية، وهي تعمل على تكريس رسالة المرأة ودورها اثناء الحروب.

وضم المهرجان نشاطات موازية. بدءاً من ندوة عن معرض رشيد كرامي الدولي، وهو بمثابة تحية لمصممه المهندس العالمي اوسكار نيماير، وصولاً الى معرض صور للمصور الطرابلسي إسبر ملحم.

يشار الى انه تم اختيار الأفلام من بين 178 فيلماً، وجاء توزيعهم حسب بلد الإنتاج الرئيسي على النحو الآتي: فرنسا 44 فيلماً، لبنان 21 فيلماً، مصر 13 فيلماً، إيران 12 فيلماً، المكسيك 10 أفلام، سويسرا 6 أفلام. و5 أفلام لكل من ايطاليا وهونغ كونغ، 4 أفلام لكل من اليابان، سلوفينيا، بولونيا، البرتغال، 3 أفلام لكل من الإمارات العربية المتحدة، اليونان، ليتوانيا، تشيكيا. وفيلمين لكل من: تايوان، الولايات المتحدة الأمريكية، الأردن، كولومبيا، ألمانيا، كرواتيا، ايرلندا، تونس، تركيا، بلجيكا. وفيلم واحد لكل من: روسيا، أذربيجان، السويد، المملكة المتحدة البريطانية، استراليا، كردستان، الهند، المغرب، البحرين، هولندا، الأرجنتين، رومانيا، جورجيا، ماليزيا.

المدن الإلكترونية في

05.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)