كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

فيلم المصرية دينا حمزة 'جاي الزمان' مرثية مبهجة عن الباقين أحياء

العرب/ رامي عبدالرازق

 

“داخل خارج الغرفة”2011، هو الفيلم الأول للمخرجة المصرية دينا حمزة الذي قدمت فيه انطباعاتها التسجيلية عن فكرة الموت، من خلال الاقتراب من شخصية عشماوي الذي يعمل كنائب رسمي لعزرائيل، عبر مهنته التي تتلخص في إزهاق الأرواح بحكم القانون.

في فيلم دينا حمزة الثاني “جاي الزمان” الحائز على جائزة رضوان الكاشف من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الثالثة، قررت المخرجة الشابة المصرية أن تعيد الاقتراب من فكرة الموت التي طالتها بشكل شخصي، عندما فقدت والدها الشاعر الكبير محمد حمزة، أحد أبرز شعراء الأغنية المصرية في نصف القرن الماضي، وصاحب الأيقونات الغنائية التي شكلت وجدان أكثر من جيل في مصر ومختلف البلدان الناطقة والمعنية باللغة العربية.

لا تحاول دينا أن تطرح إجابتها عن الفكرة الوجودية المؤرقة، بل تحاول أن تطرح سؤالها الوثائقي الخاص، على نفسها قبل أن تطرحه على المتلقي. وهي تمهد لذلك في البداية عبر مقدمة طويلة تثقل من وثبة الانطلاق الأولى التي من المفترض فنيا أن تتحلى بالرشاقة، فنرى مشهدا تمثيليا يعيد لقطة الفتاة التي تنتحر من شرفة منزل عبدالحليم حافظ يوم وفاته، تاركة خطابا تتحدث فيه عن أن الحياة لم تعد لها قيمة، وأن الراحة من ألم فقدان عزيز بالموت لا تأتي سوى بالموت ذاته، فهو الداء والدواء.

ثم نرى المخرجة نفسها في مشهد تمثيلي تعيد فيه لقطة الانتحار بنفسها، لندرك فيما بعد أنه تجسيد لحلم يراودها منذ أن توفي والدها تاركا فراغا روحيا هائلا في داخلها، يدفعها هذا الفراغ إلى حضور جلسات علاج جماعي وعمل فيلم لكي يشاركها آخرون معاناة السؤال.

حضور وغياب

دينا لا تطرح إجابتها عن الفكرة الوجودية المؤرقة، بل تطرح سؤالها الوثائقي الخاص على نفسها قبل طرحه على المتلقي

تبدأ دينا من حيث الفراغ المكاني، حيث تستعرض بقايا والدها في مكتبه الذي يبدو أنه غادره للتوّ والبيت الذي انطفأ فيه وهج أيامه السابقة برحيله، ثم تنتقل إلى الفراغ الشعوري حين تترك اختها التوأم دعاء أمام الكاميرا، كي تحكي لنا عن الأب ويوم المغادرة ومشاعر ما بعد الرحيل الجسدي.

يبدو بطء الإيقاع في البداية سببه الحمل الشخصي الذي تحاول المخرجة أن تتخلص منه بإلقائه على أكتاف الفيلم، رغم أنها تفتح أقواسا بصرية جيدة بتوظيفها مواد من أرشيف العائلة، وعلى رأسها أعياد الميلاد الخاصة بها -وتوأمها بالطبع- أو لقطات من جلسات الغناء والشعر في المنزل بحضور عدد من الفنانين إبان الثمانينات.

بعض هذه الأقواس تغلق سريعا عبر المونتاج من خلال القطع ما بين المادة المصورة للمنزل العامر بالصحبة والإبداع في الماضي، وحالته الصامتة في حاضر ما بعد الرحيل، وبعضها الآخر يستمر حتى تنتهي المرثية، ويتسع سؤال الموت ليحتوي كمّا أكبر من علامات الاستفهام.

فنرى عيد ميلاد آخر لحفيدة الشاعر التي ولدت عقب ثلاثة أشهر فقط من وفاته -يوم عيد ميلاده-، وهو عيد الميلاد الذي يمثل ذروة حقيقة التساؤل في التجربة حول ماهية الموت واستمرارية الحياة؟

بعد هذه البداية يستقيم الإيقاع الفيلمي بشكل كبير، وتتضح معالم الأسلوبية التي تقررها المخرجة، حيث تبدأ معالم البهجة في المرثية تظهر بصورة ملفتة، فهي تستخدم تسجيلات صوتية للشاعر الراحل منتقاة بعناية توحي بأنه لا يزال باقيا يتحدث عما هو آني من مشكلات المجتمع والحياة، وفي نفس الوقت تربط هذه الأحاديث بموتيفة بصرية متكررة عبارة عن لقطة من عين شخص ما يسير رافعا نظره إلى أعلى، يتأمل أشجارا جميلة وورودا مزهرة، كأنما هو الشاعر نفسه ينتقي من الطبيعة ما يصلح لكي يصنع خبز أشعاره الطازج.

ثم تشرع المخرجة في رسم الملامح الداخلية لشخصيات الفيلم التي تريد توريطها في سؤال الموت، “أخوها الكبير” الذي عانى من أحلام جيله المهدرة -جيل ما بعد أكتوبر-، و”عاشقة عبدالحليم” التي تركت زوجها لتعيش مع حبيب غائب يصلح طيفه للإبقاء على الخيال حيا بعد أن مات الواقع. بالإضافة إلى الأخت التوأم وابنتها الصغيرة وبالطبع الشاعر الراحل والأم-الزوجة التي غادرت قبله.

دينا نجحت في صياغة مرثية مبهجة خلال الفصل الثاني من الفيلم والذي يمثل بدن الفكرة والسياق الحقيقي للتجربة، فليس ثمة بكاء على الأطلال ولا مفردات تترحم على الماضي

نجحت دينا في صياغة مرثية مبهجة خلال الفصل الثاني من الفيلم والذي يمثل بدن الفكرة والسياق الحقيقي للتجربة، فليس ثمة بكاء على الأطلال ولا مفردات تترحم على الماضي، وهو ما يتسق عضويا مع فكرة “جاي الزمان” وهي إحدى عبارات الشاعر الشهيرة في واحدة من أغنياته الباقية بصوت عبدالحليم حافظ “أي دمعة حزن لا”.

عشرات اللقطات والصور واللقاءات الأرشيفية التي انتقتها المخرجة للتأكيد على أن الموت ليس غيابا كاملا كما نتصور. ولكن بقيت الحرفية الأكثر طزاجة وقوة تتمثل في اختيار مقاطع من أغاني الشاعر -الذي كتب أكثر من 1200 أغنية- للتعبير أو التعليق روحيا على سياقات الفيلم، سواء اللقاءات التي تتمّ مع الشخصيات أو البوح الخالص الذي تمارسه المخرجة عبر شريط الصوت.

فكل مقطع تم اختياره ومعالجته صوتيا يبدو متسقا بشكل كامل مع سبقه من لقاء، أو ممهدا للقاء أو لقطة تالية له، ومعالجة الصوت حتى يصبح صدى متكررا من أبرز سمات الأسلوب، لأن الصدى أكثر خلودا وبقاء من الصوت ذاته، والصدى استمرارية واتصال، وهو ما تبحث عنه المخرجة في فيلمها تحديدا، فصدى الأغنيات هنا ليس مجرد مؤثر ميلودرامي للبكاء على الراحلين، بل هو اعتراف وتأكيد على أنهم باقون إلى النهاية.

حلم مغاير

تعود المخرجة في الفصل الأخير إلى فكرة إعادة التمثيل مرة أخرى، فتقدّم مشهدا لما قبل انتحار “فتاة شرفة العندليب”، وهي ترتدي ملابس ملونة وترفض شرب القهوة، وكأنها ترفض الاعتراف بموته، وهي تبتسم بينما الكل يبكي من حولها، ثم تنهض لتلقي بنفسها وسط صراخهم، ولكن يعيب المشهد بالطبع ضعف الأداء والمبالغة، كما أنه يبدو أطول نسبيا مما تحتمل الذروة التي من الطبيعي أن تصبح أكثر كثافة مع الصعود الهرمي لإيقاع الفيلم، من القاعدة الواسعة إلى القمة الدالة الضيقة.

تبدأ الذروة حين تقرر المخرجة عقب رحلتها الطويلة مع السؤال أن تذهب أخيرا لزيارة قبر والدها، وتبدو الزيارة هنا إشارة دالة على التصالح مع الزمن والحياة والموت ذاته، صحيح أنها قدمت بصريا بنفس النمط الميلودرامي من خلال تكوينات بصرية للمخرجة على باب القبر أو وهي تدخله وتغادره، لكن الدلالة الدرامية والمعنوية تصبح أكثر قوة من الصورة خاصة بعد رحلة البحث الطويلة مع السؤال.

صدى الأغنيات ليس مجرد مؤثر ميلودرامي تعتمده المخرجة للبكاء على الراحلين، بل تأكيد على أنهم باقون إلى النهاية

وفي محاولة المخرجة أن تصنع أكثر من ذروة خلال الفصل الأخير، تمرّ على شخصيات الفيلم الأساسية في لقطات سريعة، لكي نرى تأثير السؤال حول وجهة نظرهم في الموت.

وفي المقابل يفلت منها الإيقاع بدرجة ما في النهاية، حين تستطرد في تتبع بعض شخصيات عابرة ظهرت في لقطات قصيرة خلال جلسات العلاج الجماعي التي تحضرها دون أن تكون لها جذور درامية أو وثائقية في الفيلم، وظهور شخصيات جديدة في مواقف انفعالية قرب الذروة أو النهاية يخلق حالة تشتت نفسي وشعوري كبيرة لدى المتلقي، خاصة بعد ارتباطه بعدة شخصيات أساسية واستغراقه معها خلال العمل.

وتظل الذروة الأكثر تأثيرا وكثافة هي عيد ميلاد الحفيدة الصغيرة الذي يتناص بصريا ودراميا ووثائقيا مع عيد ميلاد الأختين في البداية، بل إننا نستشعر وجود الأب بينهم دون أي مؤثرات بصرية أو مزج مونتاجي.

وكما بدأت المخرجة فيلمها بحلم الانتحار، قررت أن تنهيه أيضا بحلم آخر لكنه حلم البهجة الذي ينتظرها، من خلال مشهد تمثيلي تتساقط فيه عليها مئات “البالونات” الملونة بعد أن تحررت عبر التجربة من ثقل السؤال، وأصبح لديها من القناعات والتصورات النفسية والمعنوية ما يمكن أن يعينها ذات يوم على الإجابة، طالما ظلت أصداء الباقين تتردد في داخلها، وطالما أن الزمان لم يذهب كلية، وأنه يمكن أن يجيء ثانية ذات يوم.

أحزان السينما الجزائرية تتواصل برحيل المخرج عمار العسكري

العرب/ صابر بليدي

فجعت السينما الجزائرية مؤخرا، في قامة من قاماتها التي رحلت عن العالم وعن الفن السابع، تاركة خلفها فراغا سينضاف إلى فراغات أخرى، تركها فنانون ومثقفون كبار، من طينة آسيا جبار، فتيحة بربار وسيد علي كويرات، وغيرهم، الذين التحق بهم صباح الجمعة غرة مايو الجاري رفيقهم وزميلهم المخرج السينمائي عمار العسكري.

لفظ المخرج السينمائي الجزائري عمار العسكري أنفاسه الأخيرة في مستشفى “الكادحين” مصطفى باشا بالعاصمة الجزائر، ولم يُسفّر إلى المشافي الفرنسية والأوروبية كما يسافر إليه علية الدولة ورموزها، لأنه لم ينخرط في لعبة قد ناضل من أجل محاربتها، واختار العيش على الهامش من أجل أن يبقى نظيفا ووفيا لمبادئه.

وبرحيل العسكري ذبلت “زهرة اللوتس” للأبد، ووصلت الدورية إلى نهايتها، وإن لم يتأكد رواد السينما من نجاح مهمة الزهرة والدورية، فإن التاريخ سيدون للأجيال، القدسية التي أولاها الراحل لقيمتي الحرية والحب في حياة الإنسان.

رحل عمار العسكري وفي حلقه غصة، وفي قلبه حرقة من الإقصاء والتهميش الذي طاله في أواخر العمر، فمنذ مغادرته لدواليب المؤسسات السينمائية في تسعينات القرن الماضي، لما كانت البلاد تقطر بدماء العشرية الحمراء وتستغيث فقرا جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة.

لم تشأ الهيئات الجديدة أن تفيد الأجيال الشابة برصيد أحد صناع مجد السينما الجزائرية، ولا منحه الفرصة للاستفادة من البذخ الذي تتكرم به يمينا وشمالا على الرداءة، فكانت “زهرة اللوتس” آخر الروائع التي أثرى بها العسكري خزائن السينما الجزائرية في 1999.

المخرج عمار العسكري بعدة جوائز في عدد من المهرجانات والمحافل السينمائية كقرطاج وفاسباكو بواغادوغو

والذين يعرفون الرجل أو كانوا ينفردون به في إقامة حي الموز بالعاصمة رفقة أصدقائه الآخرين، يدركون حجم المرارة التي كان يتجرعها الرجل في حلقه بصعوبة، فصاحب الرائعة الثورية “دورية نحو الشرق”، انتهى به المطاف مهمشا ومنعزلا، وأجبر على التقاعد القسري وهو في عز العطاء، وظل طاقة معطلة طيلة 15 عاما حتى وافاه الأجل.

وترك المخرج الراحل سجلا هاما من الأعمال المتميزة مثل “دورية نحو الشرق” الذي أنجزه عام 1974، و”المفيد” في 1979، و”أبواب الصمت” في 1989. و كان آخر أعماله فيلم “زهرة اللوتس” في 1999، وهو فيلم مشترك جزائري فيتنامي، يروي حكاية حب بين شاب جزائري وفتاة فيتنامية، جمعتهما الحرب ضد الاستعمار، وانتهت بهما زوجين يكرسان نبل وإنسانية قيمة الحرية في الجمع بين الشعوب، إلى جانب عدة أفلام قصيرة.

وتوج المخرج عمار العسكري بعدة جوائز في عدد من المهرجانات والمحافل السينمائية كقرطاج وفاسباكو بواغادوغو. ويعدّ الفقيد واحدا من الذين رفعوا السلاح ضد المستعمر، حيث التحق بصفوف الثورة التحريرية بعد إضراب الطلبة الجزائرية، وكان مجاهدا في الولاية التاريخية الثانية.

وعرف إلى جانب عمله الفني بنشاطه النقابي، إذ كان أمينا عاما لنقابة السينمائيين والتقنيين للاتحاد العام للعمال الجزائريين، كما كان آخر مدير للمركز الجزائري للصناعة السينماتوغرافية (كاييك) في التسعينات قبل أن يحلّ.

ويعتبر العسكري الذي ولد في 22 يناير 1942 بمدينة عين الباردة بعنابة (600 كلم شرقي العاصمة)، واحدا من الجيل السينمائي الجزائري الأول، الذي وظف الفن السابع لخدمة القضية الوطنية ومناهضة الاستعمار، وأنجز عدة روائع قدمت بالصورة والصوت نضال الجزائريين من أجل الحرية.

ويجمع رفاق الراحل على الخصال الإنسانية التي تطبع شخصيته، وعلى عبقرية المخرج في المجال السينمائي، وبدا المخرج أحمد رشدي متأثرا جدا بفقدان رفيقه وصديقه، الذي وصفه بـ”الفنان الكبير” وبـ”معلم السينما الجزائرية” و”الرجل الاستثنائي”.

وأكد عميد الممثلين الجزائريين طه لعميري، أنه كان “مناضلا كبيرا من أجل القضية الوطنية، وسينمائيا كبيرا في خدمة الثقافة الجزائرية من خلال أفلامه”. وأعرب عمار ربيع الذي تحدث باسم جمعية “أضواء” التي كان يرأسها الفقيد عن أسفه وحزنه لرحيل من وصفه بـ”رجل مبادئ وسينمائي كبير ذي مهارات عدة”.

وقال المخرج غوتي بن ددوش “عمار فنان كامل ذو حساسية كبيرة كان يحب تشجيع الشباب”، وأشار الممثل والمخرج مصطفى عياد إلى أن “عمار العسكري كان مناضلا كبيرا من أجل القضية الوطنية والثقافة الجزائرية”، في حين تأسف المخرج حاج رحيم لفقدان “صديق ورجل محب للجزائر يتميز بقيم إنسانية استثنائية”.

أما وزيرة الثقافة والمخرجة نادية لعبيدي، فقد أشادت في برقية التعزية، بمسار الفقيد معتبرة أن الجزائر “فقدت شخصية ثقافية وفنية هامة”. وأشادت لعبيدي بمن وصفته بـ”ابن الجزائر البار، وبنضال الفقيد سواء ضمن الكفاح المسلح من خلال انضمامه في صفوف اتحاد الطلبة الجزائريين، أو من خلال إبداعه كفنان ملتزم بعد الاستقلال”.

العرب اللندنية في

05.05.2015

 
 

المخرج إيهاب راضي: «تسعة» فيلم سياسي اجتماعي

كتب الخبرهند موسى

عاد المخرج إيهاب راضي إلى العمل السينمائي عبر فيلمه الجديد «تسعة»، الذي كتبه وأنتجه إلى جانب إخراجه، ومنح الفرصة فيه لمجموعة من الوجوه الشابة لتقديم أدوار البطولة، مشيراً إلى أن الاستعانة بالممثلين الجدد واجب على صانعي السينما لتجديد دماء المشاركين فيها باستمرار، والابتعاد عن فكرة نجوم شباك التذاكر.

حول كواليس التجربة، كان لنا معه هذا اللقاء.

·        حدثنا عن فكرة فيلم «تسعة»؟

الفيلم مأخوذ عن قصة للكاتبة أغاتا كريستي. شاركت في تأليفه إلى جانب المؤلف أحمد صبحي. تدور أحداثه حول فكرة تحقيق العدالة، ورؤية البعض بأنه يمكن أن يحققوا هذا الأمر عوضاً عن مؤسسات الدولة لشعورهم بالذنب أمام صمتهم على جرائم كثيرة.

·        ماذا عن أبطاله؟

مجموعة من الوجوه الجديدة الصاعدة. أتوقع أنهم سيصبحون نجوماً في وقت قريب، لذا رغبت في توفير الدعم لهم، وهم: حسن عيد، مها نصار، إيمان الشوكي، عابد عناني، ومصطفى منصور.

·        ألا تعتبرها مغامرة بإسنادك البطولة إلى هؤلاء الشباب؟

بالطبع هي مغامرة ومخاطرها كبيرة. أتوقع أن تكون نتائجها في صالح هؤلاء الشباب، وصالح العمل أيضاً. بل إن ضمن الأسباب الرئيسة التي جعلتني أقدم العمل رغبتي في كشف الضوء عن مواهب بحاجة إلى المساعدة، خصوصاً أننا في صناعة السينما تهمنا الدماء الجديدة، ولدينا مشروعات كثيرة يمكننا الاعتماد على الشباب فيها.

·        كيف ترى الأعمال السينمائية التي اعتمدت في بطولتها على شباب أيضاً؟

تجارب تستحق الإشادة. نحن، كشركة إنتاج، مؤمنون بضرورة القيام بهذا الدور لأجل تطوير صناعة السينما، لذا أتمنى أن يتفهم الجمهور ذلك، وينزل ليتابع عملاً يقدمه شباب موهوبون يطمحون في أن يحققوا حلم الشهرة بقدراتهم التمثيلية، خصوصاً أن السينما بحاجة إلى استيعاب أكبر كم من النجوم.

·        هل ساعدتك استعانتك بهم في تقليل النفقات؟

لم أستعن بهم لأجل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الإنتاج السينمائي، بل لدعمهم. ولكن، بالطبع قللت مشاركتهم في النفقات من ناحية الأجر فقط، وهذا لا يعني أن ميزانية الفيلم ضعيفة، بل ضخمة مثل أي عمل سينمائي مصري، لوجود فريق متميز خلف الكاميرا، ولرغبتي في تقديم عمل جيد من النواحي كافة.

·        حفل الفيلم بكثير من المشاهد الدموية... ألا تجدها مبالغاً فيها؟

موضوع الفيلم نفسه، ورغبتنا في إضفاء مصداقية على العمل، كي يتفاعل معه المشاهد دفعانا إلى ذلك. كذلك لم أكن أرغب في إيذاء المتفرج، ولكن جرائم حدثت طوال مدة الفيلم دفعت إلى أن تكون نهاية المشاركين فيه بهذه القسوة للحفاظ على أجواء العمل.

·        هل يمكننا تصنيف {تسعة} على أنه فيلم تشويقي؟

الإطار الخارجي له تشويقي لكن موضوعه سياسي اجتماعي، إذ يمس أموراً وأحداثاً كثيرة عاصرناها خلال السنوات الأخيرة الماضية، حاولت نقل نموذج منها في هذا العمل، الذي أتمنى أن يفهم الجمهور الهدف وراءه.

·        ما هو هذا الهدف؟

أن يقتنع الناس بأن فكرة العيش بعيداً عن القانون، والاستغناء عن مؤسسات الدولة الحاكمة فكرة مرفوضة تماماً، وأن ثمة أفراداً ووجهات موكلة بمحاسبة كل شخص أخطأ أو ارتكب جريمة ما.

·        كم استغرقت كتابة الفيلم وتصويره؟

نحو تسعة أشهر، من بينها خمسة أسابيع للتصويره. والحقيقة أن التصوير كان حافلاً بالمشاهد الصعبة، حيث تمّ  في فيلا مهجورة، وتركيزنا في المشاهد زاد من صعوبة تنفيذها، ولكن النتيجة جاءت مرضية لجميع المشاركين في العمل.

·        كيف وجدت تجربة تصوير أحداث فيلم داخل مكان واحد؟

فكرة التصوير في ديكور واحد فرضها الفيلم أيضاً لتحقيق الشعور بالحصار لدى الأبطال، ومن ثم اندماج المشاهد في هذا الشعور أيضاً، والتعايش معها.

·        ما تقييمك لهذه التجربة؟

أجد أننا قدمنا فيلم رعب تشويقياً بصدق، وبتركيز شديد. أتمنى أن ينال استحسان الجمهور، ونكون قد استطعنا نقل رسالته إلى المشاهدين، ليقدروا المغامرة التي خضناها من خلال فكرته وأبطاله وتنفيذه.

·        لماذا تم تصنيف الفيلم {للكبار فقط}؟

التصنيف منطقي، ولم يغضبني أيضاً، إذ يرجع إلى كثرة المشاهد الدموية التي تضمنها العمل، والتي قد تكون قاسية قليلًا على الجمهور، ولكنها مرتبطة بفكرة الفيلم المرتبطة بتحقيق العدالة.

·        لماذا تغيبت عن السينما منذ قدمت {غرفة 707}؟

لأنني أحاول انتقاء الموضوعات بعناية، ولا أحب وضع اسمي على أي عمل لمجرد التواجد على الساحة. وخلال الست سنوات التي تغيبتها كنت أفكر في الموضوع الذي أعود من خلاله حتى وجدت {تسعة}.

·        ما الذي يميز هذا العمل عن غيره من الأفلام المطروحة في الموسم نفسه؟

كونه ينتمي إلى نوعية مختلفة لم يتناولها أي عمل  منذ سنوات طويلة، كذلك عمل المشاركون فيه بصدق، راغبين في أن يصل ذلك إلى الجمهور، ويحقق النجاح الكبير.

·        ما مشروعاتك السينمائية الجديدة؟

أبدأ خلال شهرين تصوير فيلم {لما تحب حد} من بطولة الفنان مصطفى قمر، وذلك في ثاني تعاون بيننا بعد فيلم {حبك نار} الذي شاركته بطولته نيللي كريم، وأتوقع أن يشكل الفيلم عودة قوية لقمر إلى السينما.

فجر يوم جديد: {كابتن مصر}... و{الفهلوة}!

كتب الخبرمجدي الطيب

«الفهلوة» كما يراها د. سيد عويس، عميد علماء الاجتماع في الوطن العربي (1903- 1988)، «آفة أو فيروس اجتماعي تُجهض إرادة التطوير والتحديث، فضلاً عن كونها إحدى أهم عناصر التدهور الثقافي، والانهيار الحضاري والأخلاقي في المجتمعات». أما «أهل الفهلوة» في تعريف العالم المصري الكبير، فهم «العالمون ببواطن الأمور ممن يبحثون باستمرار عن أقصر الطرق وأسرعها لتحقيق الأهداف والمكاسب الدنيوية والأخروية على السواء، ويتجنبون دائماً طرق العناء والجد ويكون همهم ليس إنجاز العمل على أكمل وجه وإنما إنجازه بأي شكل».

أول مظاهر «الفهلوة» في فيلم «كابتن مصر» أن كاتبه عمر طاهر تعمد خلط الأوراق، والحقائق، عندما ماطل في الكشف عن المصدر الأجنبي، الذي نقل عنه فكرة الفيلم، واكتفى بلوحة تقول: «هذا الفيلم مستوحى من أفلام كتير»، ورغم أن اللوحة أشارت صراحة إلى فيلمي The Longest Yard وMean Machine، فإنه تعمد الزج بعناوين أفلام أخرى مثل: {تيتانيك}، {عمارة يعقوبيان}،{لحظات أنوثة}، {الشياطين والكورة} و{4-2-4} بهدف التشويش ليس أكثر!

ثاني أمر يستحق التوقف أن طاهر يصدمك بموافقته على أن يتصدر اسمه مواد الدعاية للفيلم بوصفه {المؤلف} في حين يُدرك، ومعه المخرج معتز التوني والشركة المنتجة، أنه اقتبس فكرة وأحداث الفيلم البريطاني Mean Machine 2001 إخراج باري سكولنيك، الذي يبدأ بالقبض على {داني مين ماشين}، فيني جونز، (ماكينة خط الوسط) وقائد منتخب إنكلترا السابق، والزج به في السجن لمدة ثلاث سنوات، تنفيذاً لحكم محكمة جنايات لندن، لأنه ضُبط مخموراً، ولأنه هاجم ضابطي شرطة أثناء القبض عليه. وفي السجن يؤسس فريقاً يضم إليه المساجين، ويهزم فريق السجانين (الحراس)!

في المقابل، يبدأ «كابتن مصر» بلاعب الكرة المغمور كمال نجيب وشهرته «كونجو»، محمد إمام، الذي قفز إلى قمة الشهرة، عقب نجاحه في تسجيل هدف في نادي الأهلي العريق، وقيام حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني بضمه إلى المنتخب. وفي اللحظة التي يظن فيها أن الدنيا ضحكت له يصدم أمين شرطة بسيارته الجديدة فيصيبه بعاهة مستديمة، ويُحكم عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، كالبطل الإنكليزي بالضبط!

على عكس الفيلم البريطاني، الذي يستغل فيه الحاكم، مُدمن المراهنات، وجود القائد السابق للمنتخب الإنكليزي في السجن، ويجبره على تكوين فريق من المساجين يلاعب حراس السجن، ويراهن عليه كي يتربح من ورائه، يفاجئنا طاهر بأن «كونجو» هو الذي يقترح على مأمور السجن، حسن حسني، تكوين الفريق، وكأنه في إعارة أو زائر مرموق، ويتدخل وزير الداخلية، ياسر علي ماهر، ويأمر بتنظيم مباراة بين منتخبي سجون مصر وألمانيا تنتهي بفوز الفريق المصري بعد مزايدة وطنية فجة!

غابت المصداقية عن «كابتن مصرط، بعدما ضاعت الدوافع، وسقطت المبررات؛ ففي الفيلم البريطاني كان الدافع قوياً لدى البطل للتخلص من ماضيه الأسود كنجم احترف التلاعب بنتائج المباريات، وأقوى لدى السجناء، الذين تملكهم طموح الفوز على الحراس للثأر منهم جراء القهر والتنكيل والعنصرية التي تُمارس ضدهم في سجن شديد الحراسة، وتكبيد الحاكم خسارة فادحة في الرهان، بينما بدا رفاق «كونجو» وكأنهم في نزهة، بدليل أنهم خرجوا من السجن إلى أحد المنتجعات السياحية في الغردقة ليقيموا معسكرهم هناك، في مهزلة لا تعكس الجهل بالقوانين الصارمة التي تحكم السجون فحسب، وإنما تُشير إلى فقر خيال المؤلف، وضعف إمكانات المخرج، وعجزهما الواضح عن صنع فيلم تدور أحداثه بالكامل داخل السجن، وهو الضعف الذي تكرر في نسج مواقف وعلاقات كثيرة، والمحاكاة الممسوخة لشخصية «مونك»، الذي قتل في الفيلم البريطاني 23 شخصاً بيد خاوية، ولقب بالراهب الأسطوري لأسباب روحانية، بينما قتل نظيره «تايسون»، خالد سرحان، 12 شخصاً من بينهم 8 في السجن وكأنه سفاح متعطش لسفك الدماء!

نجح طاهر في رسم الخلفيات التي قادت الشخصيات إلى السجن جراء قضايا اجتماعية مختلفة؛ كالثأر (أحمد فتحي)، الخيانة (إدوارد)، تعدد الزيجات (بيومي فؤاد)، القتل الخطأ (محمد سلام)، البلاهة (علي ربيع) والظلم الاجتماعي (مؤمن نور الذي صرخ «الله أكبر» عقب إبلاغه بأن زوجته أنجبت طفلاً فظنوه إرهابياً واعتقلوه !)، كما حالفه التوفيق في رصد «أحلامهم الفقيرة»، ولولا الباقة الجميلة من الممثلين الواعدين: علي ربيع، أحمد فتحي، محمد سلام وبيومي فؤاد لوجدنا أنفسنا أمام فيلم سطحي يزخر بالمواقف غير المنطقية (محمد إمام يُطارد الهاربين من معسكر الفريق بدراجة بخارية ليُعيدهم إلى السجن). وبينما حلقت بنا الدعاية إلى آفاق رحبة من الخيال، ووعدتنا بكوميديا رائعة، وجدنا أنفسنا حيال فيلم كسيح لا يخلو من سذاجة!

تكرار الشخصيات الكوميديَّة...

بين استغلال النجاح وإخفاق الإيرادات

كتب الخبرهيثم عسران

أعاد تقديم الممثل هشام إسماعيل شخصية «فزاع» التي اشتهر بها في مسلسل {الكبير قوي} عبر فيلم {فزاع} ظاهرة تكرار الشخصيات الكوميدية في أعمال سينمائية استغلالاً لنجاح حققته سواء في السينما أو في الدراما.

يدخل إلى لائحة التكرار نفسها الفيلم السينمائي الجديد {حياتي متبهدلة} من بطولة محمد سعد، وفيه يقدم شخصية «تتح».

قدَّم هشام إسماعيل شخصية «فزاع» في إطار اجتماعي كوميدي للمرة الأولى بعيداً عن شخصية {الكبير قوي} التي كان يعمل معها فزاع سابقاً، في حين لم تتخط إيرادات الفيلم حاجز 70 ألف دولار، وهي الأضعف في الموسم السينمائي الراهن، الأمر الذي دفع بالشركة الموزعة إلى رفعه من غالبية الصالات.

يرجع إسماعيل تقديم شخصية «فزاع» إلى وجود متغيرات عدة يمكن تقديمها في الفيلم الذي جاء مختلفاً عن الشكل الذي اعتاده الجمهور، مشيراً إلى أن العمل لم يحظ بحقه في دور العرض للحكم بشكل جيد عليه.

وأضاف إسماعيل أن لكل شخصية بعض الأهداف التي قد تنفد، من ثم لا يمكن تقديمها مجدداً، مشيراً إلى أن هذا الأمر لا ينطبق على «فزاع» لأنها لم تستهلك بشكل يجعل الجمهور ينفر منها، بل هو على العكس يطالب بمساحة أكبر لها.

يطاول التكرار أيضاً الفيلم السينمائي الجديد {حياتي متبهدلة} من بطولة محمد سعد، حيث يعيد تقديم شخصية «تتح» التي ظهر بها في فيلم قبل أكثر من ثماني سنوات، وقدمها في أكثر من عمل سينمائي.

الفيلم الذي تشارك في بطولته نيكول سابا، يطرح خلال موسم عيد الفطر المقبل، ويظهر «تتح» في عدد من المشاهد بدور رئيس، علماً بأن سعد يحرص على إظهار شخصيات قدمها سابقاً في أعماله الجديدة، من بينها «اللمبي» و«أطاطا».

ويراهن سعد على تقديم «تتح» بطريقة جديدة، خصوصاً أن استهلاك الشخصية في أكثر من عمل سينمائي سلفاً عرضه لانتقادات كثيرة وأخرجه من صدارة المنافسة على الإيرادات، ذلك على عكس بدايته التي شهدت تصدره إيرادات السينما سنوياً من خلال الشخصيات الكوميدية.

تكرار ظهور الشخصيات في أعمال سينمائية مستقلة لم يتوقف على الكوميديا، بل ارتبط أيضاً بشخصيات عدة، من بينها {برص} التي يجسدها رامي غيط في فيلم سينمائي بعد تقديمها للمرة الأولى في {دكان شحاتة}، الفيلم الذي لم يحقق إيرادات في السينما نهاية العام الماضي، ورفعه من الصالات سريعاً.

قال الناقد السينمائي محمود قاسم إن تكرار الشخصيات يعبر عن إفلاس فني، خصوصاً أنه يأتي نتيجة نجاح مرحلي لكل شخصية، مشيراً إلى أن إسماعيل ياسين على سبيل المثال كان كوميدياناً مبهراً لكنه لم يكرر نفسه، على عكس ما يفعل بعض فناني الكوميديا.

وأضاف قاسم أن حماسة الجمهور لمشاهدة شخصية محددة ستنفد مع مرور الوقت، وهو ما ظهر في أعمال أخيرة قدمها محمد سعد ولم تنجح بالشكل المتوقع، مؤكداً أن ثمة ضرورة حقيقية لتغيير نوعية الكوميديا التي يقدمونها كي يستمروا في الحضور.

وأكد أن لاستغلال نجاح الشخصيات وقتاً محدداً وينتهي، ثم يبحث الجمهور عن شخصيات جديدة سواء قدمها الفنانون على الساحة راهناً أو وجوه جديدة، مشيراً إلى أن من لن ينجح في تغيير جلده بالكوميديا سريعاً سيختفي من السينما التي يحتكم فيها المنتجون للإيرادات فحسب.

من جهتها، ترى الناقدة خيرية البشلاوي أن ظاهرة تكرار الشخصيات في الأعمال الكوميدية مرتبطة بتخوف بعض الفنانين من المغامرة خارج نطاق «المضمون» بالنسبة إليهم، لا سيما أن المنتجين يقيسون النجاح من خلال الإيرادات. بالتالي، من السهل بالنسبة إليهم تكرار الشخصيات التي تضمن تردد فئة من الجمهور لمشاهدتها.

وأكدت على أن أحمد مكي ومحمد سعد هما الأكثر تكراراً للشخصيات التي نجحا من خلالها، لافتة إلى أن بعض أعمالهما جاء جيداً والبعض الآخر سيطر عليه أسلوب الاستسهال في العمل.

وأشارت إلى أن إحجام الجمهور عن تلك الأعمال سيدفع هذه الظاهرة إلى التوقف، خصوصاً أن كثيراً منها لم ينجح بالشكل المتوقع، مؤكدةً على أن استمرار الفنانين في تقديمها سينهي «صلاحيتهم الفنية».

الجريدة الكويتية في

05.05.2015

 
 

«زنقة ستات».. نكهة السيناريو

«سينماتوغراف» ـ إسراء إمام

الكوميديا فن مُستعصى على الفِهم، أرقاه أعقد الكتابة، وأدناه أسهلها. الجيد منه بمثابة بطاقة هوية لصاحبه. بينما رديئه أول خطوة فى طريق الشَتات. الكوميديا فن يتقن التمنع، ولا يكتب عقده مع مبدعه بسهولة. وعلى الرغم من ذلك، فهو المرتع الأشد استباحة أمام كُتاب السينما المصرية. لأن ذروة الإندفاس فى القاع لا تعنيهم فى شىء، بقدر ما يهمهم الإنتفاع من شعبية النكتة عند الجماهير.

قِلال كٌتاب الكوميديا الذين حاولوا الدخول من بابها الصحيح، من ثابروا للحوز على بصمتها المشتهاه، حتى ولو بنسبة ضئيلة، لا تكاد تصل إلى درجة الكمال. ولكنها ستظل مُسجلة فى تاريخ عملهم، بإعتبارها الخطوات الأولى التى وطأت أرض التعامل مع هذا الفن بخطوات ثابتة.

«فهمى، شيكو، ماجد»

مِن هؤلاء الذين يحاولون إقامة علاقة صحية مع الكتابة الكوميدية، حتى وإن تفاوتت نسبة جودة سيناريوهاتهم، وحتى ولو اعتبرنا أنهم حققوا نسبة كافية من الإخفاق فى إحداها. ولكنها لن تُنكَر أبدا ككتابة تحمل شخصيتها، لها نكهتها فى بناء الإفيه، وبصمتها التى يمكننا أن نشعر بحضورها المشابه فى جميع افلامهم. ومنطقها الذى يمكن أن نعمل على تجميعه وفِهمه.

فيلم زنقة ستات، أبرز ما فيه السيناريو. سيناريو «هشام ماجد» و«كريم فهمى» بكل سقطاته، وسذاجاته، له منهجه ونكهته. وفيه من طريقة الكتابة التى عهدها الثلاثى إياه. كوميديا تفصيل الشخصيات، المشاهد، والحوار، و«رشِة الطققان».

مواطن ضعف

الحبكة التى استمات السيناريو فى تقديمها، حول علاقة «حسن الرداد» أو علي مع والده استنفذت وقتا طويلا فارغا لا قيمة له. فقد استهلك المتفرج نفسه وهو يحاول استيعاب الضغينة بين علي ووالده متمثلة فى كل الصور، ليصل فى النهاية إلى الرهان الذى سيتم بينهما، حول قدرة الابن على علاج أحد مرضى والده، المعقد من ثلاثة فتيات. الموضوع كله بدا ملفقا، لبلوغ فقط هذه النقطة دون أى هندمة درامية. فشكل حياة علي غير مقنع على الإطلاق، وحبه الهمجى للنصب، وتزوير الأوراق لا يبدو حقيقا، ولكنه كان أميل إلى حل درامى للخروج من مأزق الإنطلاق إلى الفكرة الرئيسية، وهى المفارقة التى سيوضع فيها علي وهو يتعامل مع الثلاث فتيات المختلفات. وانطلاقة الفيلم، بدت كنهايته السريعة اللاهثة، التى لم تترك لنا حيزا لإستيعاب كل هذه الحيرة فى اختيار النهاية المناسبة للتعقيدات الكوميدية التى نجح السيناريو فى تشكيلها.

تشريح كوميدى

نقاط جذب هذا السيناريو، تقم فى أساسها على نظريته فى التعب على الإفيه، وفيما يلى محاولة لتأمل الخامة الكوميدية التى سنراها فى فيلم «زنقة ستات»..

(شخصيات)

تتذكر شخصية إنعام سالوسة فى فيلم الحرب العالمية الثالثة؟، تلك السيدة التى تهوى الطبيخ فى أحلك لحظات شرها وتآمراتها. شخصية إدوارد فى فيلم بنات العم، رجل الأعمال الذى يهوى توظيف أطفال، ترتدى وتتحدث كالرجال. وشخصية شامبليون فى فيلم ورقة شفرة، الشاب الذى يدمن الآثار، ويعيش حياته وفقا لمعتقدات أجداده المصريين. وغيرهم. شخصيات قد لا تُضحكك بسبب من يؤديها، ولكنها تملك إفيهاتها، وتركيبة وجودها الداعية وحدها إلى الضحكة بتفكر وذهول.

هنا فى زنقة ستات..

نجد شخصية «جلال الجحش»، دكتور الجامعة المرتعب دوما من زوجته، والذى يهوى توظيف اللغة الفصحى فى حديثه بطريقة هزلية تدعو لإثارة الضحك. شخصية أخرى، تجدها بكل تفاصيلها وعوالمها تنتمى إلى ذلك المنطق فى الكتابة وهى شخصية «لبنى» السكرتيرة الجاهلة، المُعدَمَة، بملابسها الرثة قليلة الذوق، وشعرها المصبوغ بالأوكسجين، وطريقتها الفجة فى النطق. بالإضافة إلى شخصية أخو سميحة العو، والذى على الرغم من عدم مساهمة دوره بحدث مذكور، إلا أنه وكلما تحدقه الكاميرا فى مشهد ما، يستعرض قدراته فى تأليف الأغانى، بينما يبدأ فى ثرثرة كلمات دارجة لأغانيات شهيرة. ففى المثال الأخير بالذات، قد لا يمكننا الإنتباه لملامح الممثل ذاته، بقدر تذكر قوة منطق الإفيه، وهذه العناية بإستولاده بطريقة ممنهجة يمكننا أن نلاحظها، ونُدرجها تحت خانات سابقة شبيهة.

تفاصيل

ذلك الحرص على خلق تفصيلة معينة فى تعامل شخصية مع الأخرى، واعتبارها مصدرا لإفيه قوى، مثلما حدث بين على «حسن الرداد» ولبنى «ايمى سمير غانم»، تحديدا وقت اتضح لنا اعتياد الأول على ضرب الثانية كلما داومت استفزازه. تماما مثلما تكرر نفس المنطق الذى كان على يبتز به عمه جلال ليشاركه فى إتمام خطته فى خداع البنات.

كما اهتم السيناريو بنوع آخر من التفاصيل اللحظية، الملائمة لطبيعة الموقف مثلما حدث وقت إخراج سميحة العو«نسرين أمين» شفرة الموس من فمها عندما كانت على وشك تقبيل علي. إفيه شبيه نراه فى أول مشاهد الفيلم، حينما كانت لبنى تحاول مرارا التدريب على قول كلمة إنجليزية، بنطقها الخاطىء، على الرغم من أنها تسمع النطق الصحيح من برنامج الكمبيوتر.

مواقف جانبية

فى إطار ذهاب علي إلى منزل لبنى، بغرض الوصول إلى إتفاق ما له دور فى المنحى الدرامى. يقابل أخواتها، ويصيغ السيناريو موقفا بسيطا جانبيا لا علاقة له بسياق المشهد، لنعى منه مقدار فقر لبنى، وفى الوقت ذاته يجلب سببا وجيها للضحك. لن يسعفنا وصف الموقف نفسه على هذه السطور، لأن تنفيذه أهم من حكيه، ولكن ما نستخلصه بتأمل صياغة هذا الموقف، ملاحظة دأب الكتابة فى خلق الضحكة بشكل حر، خفيف الروح، دون تقييد بالفكرة الدرامية، وفى الوقت ذاته، متبعدا عن الاستناد إلى الحوار.

يتكرر هذا مرة أخرى، فى الزيارة التى قام بها علي ولبنى لمنزل الفتاة المتدينة التى يعملان معا على خداعها«آيتن عامر»، ففى منطق منفصل، نجد علي يخبر أصحاب المنزل أنه وأخته صائمان، فى الوقت الذى تتحسر فيه لبنى على عدم قدرتها الجلوس على مائدة الطعام، مما يدفعها فى غياب أصحاب المنزل إلى محاولة التحصل على بعض الطعام سرا. ومنذ بدء الموقف وحتى إتمامه، نجد له مكانا خارج غرض المشهد، ولكنه فى النهاية يعد مادة مقبولة على المستوى الدرامى والكوميدى.

الغرابة والجرأة «الطققان»

لم يتحرج السيناريو من رسم مشهدا صادما لعلي، وهو يتبختر فى ميوعة ليؤدى دور مدرب الرقص الشرقى. صيغة كتابية تشعر بها جلية فى شكل تنفيذ المشهد. توشى بأن المشهد يبدو بهذه الصورة طبقا لحروفها فقط، وبدون أى تدخل إخراجى أو إنتاجى. جرأة تذكرك بصياغة إفيهات سيناريو بنات العم. الخوض دون تحفظ فى إفيه جرىء، ودفعه إلى آخر رمق الكوميديا عن طريق الصدمة. وفى الوقت ذاته لا يمرق لنا إحساسا مبتذلا مرفوضا.

مشهدا آخر ينتمى إلى جموح مخيلة الثلاثى، وابتكارهم لحدوتة كوميدية، قائمة على محاكاة الموروثات، والعادات. نرى هذا حينما أقدم علي ولبنى على تخدير سهام، بعدما نصحوها بإجراء صلاة استيخارة تمكنها من حسم قرارها فى الزواج من علي. وبناءا عليه، بدءوا فى تمثيل مشاهد منامية لها دلالة على الخير الذى تحمله لها زيجة علي منها، لدفعها على القبول. إنها كوميديا موقف، شديدة الترقب والدقة لطبيعة ما سيثير اهتمام المتفرج. وفى الوقت نفسه، تبهره لأن مثلها لم يتم مقاربته من قبل. ويمكننا تذكر إيفيهات مماثلة عن عمرو خالد، والحجاب فى فيلم بنات العم. بما يواكب تفكير الناس، وفى الوقت ذاته يحمل ظلال سخرية هادئة.

مشهدا آخر، فيه من لمحة الطققان المعهودة منهم، وهو المشهد الذى يعمل على محاكاة المحادثة الشهيرة التى تمت فى فيلم الراقصة والطبال، بين أحمد زكى ونبيلة عبيد. واستغلالها فى إطلاق الضحكات، بإسقاطها على الموقف المماثل بين شكرية وعلي.

آخر كلمتين:

ـ نسرين أمين بدت مُدعية بما فيه الكفاية، عاجزة عن خلق الحضور الملائم وخفة الدم الواجب حضورها مع شخصية سميحة العو، فبدت الشخصية مخنوقة باهتة لا أثر لها.

ـ ايمى سمير غانم مجتهدة كعادتها، لها لمساتها على الدور، وقبولها الخاص الذى تتحرك به من شخصية إلى أخرى بمنتهى السلاسة.

«مكان خاص جدّاً»

يحصد الجائزة الكبرى لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير

الرباط ـ «سينماتوغراف»

أسدل الستار مساء يوم الأحد الماضي عن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بأيت ملول بتتويج الفيلم البحريني القصير «مكان خاص  جدّاً» لمخرجه «جمال الغيلان»، بالجائزة الكبرى للمهرجان. وتدور أحداث الفيلم حول سيّدة تعمل في مكان خاص جداً حيث تمتهن نظافة مرحاض وشغلها إزالة النفايات ومخلّفات البشر، في صّمت تّام إزاء ما يمكن أن تراه وأحياناً تتّهم بالسّرقة من طرف شخص ما، وهذا  بدوره يهدّد استمرارها في العمل.

وحصد جائزة الجمهور الفيلم الأردني «السّاعة الأخيرة» لمخرجه رؤى العزاوي، كما حاز كلّ من فيلم «اللّغز» لفداء السباعي من المغرب و«صوت بارد» لهشام عمارة على تنويه لجنة التحكيم.

وتوّج الفيلم الفلسطيني «قصص واحدة» لمخرجته وفاء نصر بجائزة الفيلم الوثائقي، في حين حاز فيلم «إنّه ضرب على السّطح» لمخرجه  «تيمور قادري» من إيران على  جائزة  لجنة التحكيم في نفس الصنف، كما تمّ  التّنويه بفيلمين وثائقيين الأوّل يحمل عنوان «وصيّة» لمحمد بلخشر من اليمن،و«المهرّبون» لمخرجيه التونسيين  العربية العياشي و مروان الطرابلسي.

وترأس لجنة التحكيم الأكاديمي المغربي المسرحي عبدالكريم برشيد، وعضوية كل من الناقد السينمائي محمد اعريوس، والمخرج المقيم ببلجيكا عمر خليفة، والمخرج والناقد العراقي برهان شاوي، ومن تونس الناقد الناصر الصردي.

وفي الفيلم التربوي منحت لجنة التحكيم المكونة من الناقد المغربي عبد السلام دخان والمخرج المصري أحمج توفيق فيلم «الدوّامة» لمخرجه عبدالمجيد ادهابي الجائزة الكبرى للمهرجان  في حين حصل فيلم «وتبقى الدموع»لمخرجه “محمد مجبور” على تنويه خاص ، وعادت الجائزة التشجيعية للفيلم التربوي «رغم كلّ شيئ» لمخرجه الحسن بوزيد.

وشهد حفل الاختتام تكريم المخرج المغربي «بوشتّى الإبراهيمي» رئيس غرفة السمعي البصري بالمركز السينمائي المغربي،  وأحد المخرجين الذين طبعوا أسماؤهم في مجال الأشرطة الوثائقية بالقناتين الأولى والثانية،  كما كان الرجل قد أخرج عشرة أفلام قصيرة وعدد  من الأفلام  الروائية الطويلة.

وكان مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير، قد إنطلق يوم 30 أبريل 2015  إمتد على أربعة أيام  توزّع برنامجها على دورتين تدريبيتن حول موضوع «صناعة الفيلم الروائي» و «صناعة السيناريو»، بالإضافة إلى عرض عدد  من الأفلام المشاركة في المهرجان  والتي تمثّل 17 دولة  فضلاً عن تكريم مجموعة من الوجوه الفنّية المغربية والعربية بما  فيها السينما التونسية التي حلّت كضيف شرف على الدّورة الثامنة.

سينماتوغراف في

05.05.2015

 
 

'مكان خاص جدّاً' يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير

ميدل ايست أونلاين/ الرباط

أحداث الفيلم البحريني تدور حول سيّدة تعمل في مكان خاص جداً حيث تمتهن نظافة مرحاض وشغلها إزالة النفايات ومخلّفات البشر.

أسدل الستار مساء الأحد 3 مايو/آيار الجاري عن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بأيت ملول بتتويج الفيلم البحريني القصير "مكان خاص جدّاً" لمخرجه جمال الغيلان بالجائزة الكبرى للمهرجان.

وتدور أحداث الفيلم حول سيّدة تعمل في مكان خاص جداً حيث تمتهن نظافة مرحاض وشغلها إزالة النفايات ومخلّفات البشر، في صّمت تّام إزاء ما يمكن أن تراه وأحياناً تتّهم بالسّرقة من طرف شخص ما، وهذا بدوره يهدّد استمرارها في العمل.

وعادت جائزة الجمهور للفيلم الأردني "السّاعة الأخيرة" لمخرجه رؤى العزاوي، كما حاز كلّ من فيلم "اللّغز" لفداء السباعي من المغرب و"صوت بارد" لهشام عمارة على تنويه لجنة التحكيم.

وتوّج الفيلم الفلسطيني "قصص واحدة" لمخرجته وفاء نصر بجائزة الفيلم الوثائقي، في حين حاز فيلم "إنّه ضرب على السّطح" لمخرجه تيمور قادري من إيران على جائزة لجنة التحكيم في نفس الصنف، كما تمّ التّنويه بفيلمين وثائقيين الأوّل يحمل عنوان "وصيّة" لمحمد بلخشر من اليمن، و"المهرّبون" لمخرجيه التونسيين العربية العياشي ومروان الطرابلسي.

وترأس لجنة التحكيم الأكاديمي المغربي المسرحي عبدالكريم برشيد، وعضوية كل من الناقد السينمائي محمد اعريوس، والمخرج المقيم ببلجيكا عمر خليفة، والمخرج والناقد العراقي برهان شاوي، ومن تونس الناقد الناصر الصردي.

وفي صنف الفيلم التربوي منحت لجنة التحكيم المكونة من الناقد المغربي عبدالسلام دخان والمخرج المصري أحمد توفيق، فيلم "الدوّامة" لمخرجه عبدالمجيد ادهابي الجائزة الكبرى للمهرجان، في حين حصل فيلم "وتبقى الدموع" لمخرجه محمد مجبور على تنويه خاص، وعادت الجائزة التشجيعية للفيلم التربوي "رغم كلّ شيء" لمخرجه الحسن بوزيد.

وشهد حفل الاختتام تكريم المخرج المغربي بوشتّى الإبراهيمي رئيس غرفة السمعي البصري بالمركز السينمائي المغربي، وأحد المخرجين الذين طبعوا أسماءهم في مجال الأشرطة الوثائقية بالقناتين الأولى والثانية، كما كان الرجل قد أخرج عشرة أفلام قصيرة وعددا من الأفلام الروائية الطويلة.

وكان مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير، قد نطلق في 30 أبريل/نيسان 2015 وامتد على أربعة أيام توزّع برنامجها على دورتين تدريبيتين حول موضوع "صناعة الفيلم الروائي" و"صناعة السيناريو"، بالإضافة إلى عرض عدد من الأفلام المشاركة في المهرجان والتي تمثّل 17 دولة فضلاً عن تكريم مجموعة من الوجوه الفنّية المغربية والعربية بما فيها السينما التونسية التي حلّت كضيف شرف على الدّورة الثامنة.

ميدل إيست أونلاين في

05.05.2015

 
 

يحمل جرعة أكبر من التشويق والكوميديا

«مزرعة يدو 2» في دور العرض الإماراتية والخليجية الخميس

المصدر: إيناس محيسن ـــ أبوظبي

بجرعة أكبر من التشويق والكوميديا، يأتي الجزء الثاني من الفيلم الإماراتي «مزرعة يدو 2»، الذي تبدأ عروضه الخميس المقبل في دور العرض في جميع مناطق الدولة، وفي دول الخليج، ويأتي الفيلم الجديد الذي يعد أول فيلم طويل يتكون من جزأين في منطقة الخليج، بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول «مزرعة يدو1» في بداية العام الماضي، حيث تواصلت عروضه بالقاعات السينمائية لما يزيد على أربعة أسابيع، وكذلك عرضه على متن «طيران الاتحاد» و«الإمارات» وتوزيعه من خلال «فيرجين ميجا ستورز»، فضلاً عن إدراجه ضمن خدمة تأجير الأفلام من خلال مؤسسة اتصالات، ومشاركته في مهرجان مالمو السينمائي بالسويد.

وأوضح مخرج ومؤلف الفيلم أحمد زين أن الجزء الثاني يتميز، إلى جانب زيادة جرعة الكوميديا والرعب، بوجود وجوه جديدة، والتصوير في أماكن مختلفة تسهم في إبراز العديد من معالم الإمارات الجمالية والسياحية.

وأشار زين إلى أن الدعم الذي تلقاه الفيلم من «توفور 54» ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، إلى جانب الدعم المادي الذي قدمته «شركة رؤية سينمائية» للإنتاج الفني، بالإضافة إلى شركة زووم آرتيستيك أبوظبي وهورايزون فيلم، كان مهما لتنفيذ الفيلم، لكنه لم يكن كافيا. موضحاً خلال المؤتمر الذي عقد أول من أمس في مقر «توفور 54» أن إنتاج الجزء الثاني من «مزرعة يدو» اعتمد على الإيرادات التي حققها الجزء الأول من الفيلم.

وأعرب زين عن تفاؤله بفرص نجاح الجزء الثاني، والإيرادات التي سيحققها، كاشفاً عن عزمه تنفيذ جزء ثالث منه، وقام بالفعل بكتابة الخطوط العريضة له.

من جانبه، اعتبر مدير المشروع، مدير شركة ظبي الخليج للأفلام، والمنتج المشارك في الفيلم، علي المرزوقي، أن فرص الدعم في الجزء الجديد كانت أفضل من السابق، مضيفاً أن الفيلم الإماراتي إذا استطاع أن يفرض نفسه على الساحة، فسيجد المزيد من فرص الدعم والرعاية. معرباً عن تفاؤله بتوزيع الفيلم على مستوى الخليج، وهي التجربة الأولى لهم، حيث سيتم عرضه في سلطنة عمان والبحرين وقطر والكويت.

بينما ذكر كاتب سيناريو الفيلم والمنتج المشارك إبراهيم المرزوقي أن أحداث الجزء الجديد تأتي امتداداً للجزء الأول، مع التركيز على قيمة الصداقة التي يحاول أن يحافظ عليها الأصدقاء أثناء مغامراتهم، وعلى عكس الجزء الأول الذي تركزت أحداثه داخل مزرعة الجدة «أم راشد»، يخرج الجزء الثاني إلى مواقع تصوير مختلفة يعكس من خلالها بيئة الإمارات مثل مسافي والذيد والفجيرة، لافتاً إلى أن فريق العمل كان حريصاً على الاستماع لكل ما قيل عن الفيلم من نقد سلبي أو إيجابي، والعمل على تفادي الأخطاء كافة التي وردت في الجزء الأول. وقال إن الفيلم من نوعية أفلام الرحلات والمغامرات التي تحتمل صناعة أجزاء عدة، وقد تم الاعتماد في الجزء الثاني على تنويع الأحداث، وزيادة جرعة التشويق في السيناريو، وإضافة شخصيات جديدة مؤثرّة في العمل.

وعبر مدير إنتاج الفيلم محمد مرشد عن فخره بأن «مزرعة يدو» هو أول فيلم طويل يتكون من أكثر من جزء على مستوى الخليج، لافتاً إلى أن عرض الفيلم تجارياً في الجزء الأول ونجاحه، شكلا دفعة لصناع الأفلام الإماراتيين، وغير الاتجاه على الساحة فبدلاً من التركيز فقط على صناعة أفلام للعرض في المهرجانات بدأ التفكير في العرض التجاري، وبالفعل شهد العام الماضي عرض عدد من الأفلام، ومن المتوقع أن يشهد العام الجاري عرض ستة أفلام إماراتية في دور العرض.

من ناحيتها؛ أعربت الفنانة سلامة المزروعي، التي انضمت إلى فريق عمل الجزء الثاني، عن سعادتها بترشيحها للمشاركة في الفيلم، لافتة إلى أنها شاهدت الفيلم في الجزء الأول أكثر من مرة، استعداداً للمشاركة في الجزء الثاني، وشدتها فكرة العمل التي تتناول الأشياء الخارقة والجن وغيرها، إلى جانب كونه فيلماً إماراتياً. وذكرت أن رسالة الفيلم تدعو للالتزام بالدين الإسلامي والبعد عن الشعوذة والعلاج بالقرآن وتحصين أبنائنا وبناتنا بالقرآن.

وأوضحت أنها تقوم بدور المعالجة الروحانية، وهو دور مهم لأنه يحسم للمشاهد رؤية الكاتب وتحليله وطريقة تناوله لموضوع المس الشيطاني أو تلبس الجن بالإنسان، ودوري هو حل اللغز والإجابة عن الأسئلة التي طرحها الجزء الأول من الفيلم. معتبرة أن الدور مهم ويختلف عن كل الأدوار التي قدمتها من قبل، ويضيف إلى مشوارها الفني كثيراً.

وقال الفنان خالد النعيمي، الذي شارك في الجزأين الأول والثاني، إن الأصدقاء الخمسة الذين يقومون بالبطولة في الفيلم، هم أصدقاء بالفعل في واقع الحياة، وهو ما جعل التصوير يتم في أجواء مرحة وتلقائية. متوقعاً أن يلقى الفيلم الجديد نجاحاً كبيراً، كما توقع من قبل نجاح الجزء الأول، لما يملكه من كل أدوات للنجاح من إخراج وتأليف وتصوير وممثلين، خصوصاً أنه أول فيلم إماراتي بالكامل كفريق للفيلم. لافتاً إلى أن الجمهور لم ينسَ الجزء الأول، وهنا تكون المسؤولية كبيرة للحفاظ على النجاح في الجزء الثاني.

معانٍ.. ومفاهيم

قال خالد النعيمي إن فيلم «مزرعة يدو» يحمل الكثير من المعاني والمفاهيم، ويبرز المعنى الحقيقي للصداقة والتعاون وكيفية التكاتف، وألا يسمح الأصدقاء للأخطاء والظروف الصعبة بأن تقضي على علاقتهم الطيبة. ويدعو إلى عدم التسرع والانصياع للطيش في تعاملنا مع الأحداث المعاصرة، ومعرفة الخطأ وتجنبه قبل الندم وفوات الأوان. معرباً عن تفاؤله بمستقبل السينما في دولة الإمارات.

الإمارات اليوم في

05.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)