كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"الفن.. أن تَقتل سياسياً"

قيس قاسم

 

(ابنة البوما) Puma daughter للسويدي أولف هولتنبرغ ومساعدته أوسى فارينغر اعتُبر من بين أندر وأفضل الأفلام، التي تناولت الحرب الأهلية في غواتيمالا، وأكثرها ترشحياً وفوزاً بجوائز عالمية، وبعد عشرين عاماً على إنتاج الفيلم عام 1994، وبمناسبة اقتراب الجولة الأولى من الانتخابات العامة، قرر المخرجان العودة إلى غواتيمالا ثانية من أجل تسجيل الحدث السياسي.

لم يُفكِّرا بغير هذا لكن ثمة شيء حدث هناك أجبرهما على تغيير خطتهما والشروع بعمل نفس المشروع من زاوية أخرى غير تلك التي كتبوا تفاصيلها على الورق، فإزاحة مرشحة قوية لرئاسة البلاد بطريقة دراماتيكية اعتبروها موضوعاً يستحق تناوله سينمائياً، خاصة وأن الشخصية الرئيسية فيه هم يعرفونها جيداً وكرّسوا لها مساحة جيدة في فيلمهم الأول الذي ركّز على المجازر التي ارتكبها الجيش الغواتيمالي المتحالف مع الشركات الأمريكية المتنفذّة في البلاد ضد  السكان الأصليين (الهنود الحمر)ـ وأن إزاحتها بطريقة لا أخلاقية والتي تُشبه عملية تصفية مُعدَّة بشكل بارع تضع الانتخابات والعملية السياسية في البلاد أمام أسئلة محرجة حين يتعلق الأمر بقتل السياسي سياسياً، بخباثة وفن استحق عنواناً معبراً  كـ "الفن.. أن تَقتل سياسياً".

لا يحيل الوثائقي الحقيقة إلى نفسه بل إلى الذاكرة البصرية الجمعية الغواتيمالية والتي تستدعي بدورها خواطر عندنا حين نُصدم بمدى قوتها، فهي على عكس ما تعانيه ذاكرتنا البصرية من فقر وإهمال يبرزان بوضوح حين نشرع في أي محاولة لاستعادة تاريخنا المعاصر سينمائياً، وتتجلى المفارقة أكثر حين يتعلق الأمر ببلدان فقيرة لا يمكن مقارنة إمكاناتها الاقتصادية بما نملك. فقوة المحاججة التاريخية لـ "الفن.. أن تَقتل سياسياً" مُستمدَّة من عديد الأشرطة الوثائقية التي تناولت تاريخ غواتيمالا السياسي الحديث، وكل مقطع فيه مُحصَّن بقوة الصورة المتحركة، ولهذا مال صاحباه إلى استخدام "التعليق" المدعوم بالصورة ليغدو فيلمهم مثل حكاية بصرية يسردها صانعها السينمائي بتروي وبجعبته دوماً "الأدلة الدامغة": الأشرطة الوثائقية.

غواتيمالا.. أفقر بلدان أمريكا الوسطى على الإطلاق وسكانها الأصليون أشدّ مواطنيها بؤساً ولهذا لا غرابة في أن تكون من بين أكثر دول أمريكا اللاتينية خطورة، فالفساد الإداري وتجارة المخدرات وحوادث القتل والسطو فيها شبه عادية، وهي كما يعرضها الوثائقي في مفتتحه تأتي كنتاج موضوعي لسوء الأوضاع الاقتصادية ولهيمنة الجيش وجنرالاته على مقاليد الحكم لفترات طويلة، ومن هنا فإن الانتخابات تكتسب أهمية استثنائية فيها، وتُمهِّد لترسيخ تقاليد ديمقراطية مع كل ما يشوبها من أخطاء، كما أن ترشيح ساندار تورس للرئاسة يعطي أملاً للفقراء،  كَون برنامجها يعتمد بالأساس على تقليل الفوارق الاجتماعية وعلى دعم المواطنين الأصليين ـ الهنود الحمر سكان الجبال والقرى النائية ـ وتوفير حد أدنى من الضمانات الاجتماعية للمواطن، وهنا يكمن سر شعبيها وقوتها إلى جانب العامل المعنوي والتاريخي كونها أول امرأة تُرشَّح لرئاسة البلاد.

 أمام هذه الشخصية القومية وجد صانعا الوثائقي نفسيهما مشدوديّن لمتابعة تحركاتها وانتظار نتائج ما ستؤول إليه حملتها الانتخابية، خاصة وأن غريمها ومنافسها المحافظ "أوتو بيريز مولينا" يتمتع هو الآخر بموقع تنافسي قوي ويحظى بمساندة الجيش، ويمتلك علاوة على كل هذا رصيداً مالياً ضخما استثمر قسطاً كبيراً منه للدعاية والترويج لشخصه. هكذا بدا المشهد الانتخابي العام طبيعياً لولا بروز أخبار سبقت بداية التصويت بأسابيع قليلة أخرجته عن سياقه، ما استدعى الوثائقي لترك كاميراته جانباً، لبعض الوقت، والبحث عن دلالات وصول هذان المرشحان دون سواهما ولماذا بدأت صورة المرشحة بالاهتزاز إعلامياً؟

احتاجت غواتيمالا لتصل إلى اللحظة التي يخرج فيها الناس لانتخاب رئسيهم ديمقراطياً أكثر من ستة وثلاثين عاماً، شهدت خلالها البلاد حروباً أهلية وصراعات مسلحة راح ضحيتها آلاف من البشر. ووفق ما يُقدمه الوثائقي السويدي، من مقاطع قصيرة مأخوذة من أفلام وثائقية وليست برامج تلفزيونية إلا ما ندر، فقد شهدت فترة الثمانينات صعود الجنرال "أفراين ريوس مونت" بدعم مباشر من الرئيس الأمريكي ريغان، رافقه تصاعد الاحتجاجات وبروز القوى الشعبية المسلحة التي اتخذّت من الجبال وقرى الهنود الأصليين مركزاً لها.  لقد أراد الجنرال تجفيف منابع دعم المسلحين فقاد حملة دموية شعارها "جففوا المياه حتى لا تستطيع الأسماك السباحة" هذا الشعار سيُترجَم إلى مجازر رهيبة هُدرت فيها أرواح أكثر من ربع مليون إنسان جلهم من الفقراء والفلاحين المُعدمين.

يُثَبت الوثائقي الدور الذي لعبته الناشطة "ريغو بيرتا مينتشو" في كشف جرائم الجيش والمجازر الجماعية ومطالبتها بتقديم الجناة إلى المحاكم. مطالبات انضمت إليها حركات وأحزاب سياسية بعد أن نبّهت العالم لما يجري في البلاد، وعلى وقعها مُنحت الناشطة جائزة نوبل للسلام ودفعت الجنرالات إلى الانحناء أمام العاصفة وتوقيع اتفاق عام 1996 لرفع الحيف عن الضحايا وإقرار سياسة أقل تشدداً تُوجَّت مفاعيلها الاجتماعية بعد سنوات بوصول الاشتراكي الديمقراطي 
ألفارو كولوم" عام 2007 إلى الرئاسة حاملاً برامج إصلاحية طموحة. إلى جانب الرئيس ظهرت سيدة نشطة اسمها "ساندار تورس" تولّت تنفيذ البرنامج بحماس لافت، ثم وبعد مدة تزوجت من الرئيس، وهنا واحدة من العقد التي أراد حلّها الوثائقي وبرّر بها عودته إلى الماضي لأن مسألة زواجها ستظهر خلال الانتخابات كعقبة كبيرة تحول دون وصولها إلى دفة الحكم، بل ستمنعها من المشاركة فيها. بشكل مذهل رسم الوثائقي خارطته التاريخية ومراجعاته ولهذا صار سهلاً عليه الذهاب إلى التاريخ والعودة منه إلى اللحظة الآنية التي توقف عندها دون قطع حاد، ما أعطاه سلاسة سردية غاية في الإمتاع وحثّ على المتابعة، فتاريخ هذا البلد وفق الوثائقي المعني به بحاجة إلى إعادة قراءة بصرية وهي متوفرة بفضل الكم الكبير من التسجيلات وبفضل مهارة إخراجية يُحسدان عليها.

سيكتشف اليمينيون ورغم كل الأموال التي كرسوها لحملتهم الانتخابية، أن شعبية تورس قوية جداً وستذهب أغلبية الأصوات إليها، ما استدعى التركيز على نقاط قوتها فراحوا يشوهونها ويصورونها كمستغلة ومُبذِّرة للمال العام وينتقدون في نفس الوقت سياستها مدعين أن المساعدة الاجتماعية (قرابة أربعين دولارأ أمريكياً شهرياً) للفقراء تُنهك اقتصاد الدولة وتهدر أموال دافعي الضرائب، كما أن الجرائم وانتشار المخدرات بحاجة إلى "قبضة حديدية" لا تتوفر إلا بالمعارض مولينا. بدوره يناقش الوثائقي المعطيات فيظهر زيف ادعاء المرشح اليميني، فالأموال البسيطة ساعدت الفقراء ولم تحلّ مشاكلهم كلها وأن أوجه صرفها غير مشكوك فيها. فهل ستتوقف الحملة ضدها عند هذا الحد؟  

لقد أثار خصوم تورس مسألة زواجها كنقطة قانونية تمنع من ترشيحها. فالدستور وقانون الانتخابات يمنع ترشيح الرئيس لدورتين هو وأقاربه، وفي هذه الحالة لا يحق لزوجته الترشيح. سيلعب خصومها على هذه الورقة وستتصاعد تأثيراتها لدرجة تدفعها إلى إعلان طلاقها من زوجها حتى تُسقط عليهم حجتهم. يدخل الوثائقي من الخاصرة الرخوة للحدث الدراماتيكي ويسجل عذابات الزوجين والآثار النفسية التي تركها الطلاق عليهم إيفاءاً وانسجاماً مع قناعتهما، ومع هذا لم يتوقف الخصوم وقرروا "قتل" المنافسة سياسياً، فراحوا يشددون في وسائل الإعلام المملوكة لهم على بطلان الخطوة كون الطلاق جاء لأغراض سياسية تكتيكية، فحرّكوا آلاتهم السلطوية وأقنعوا قضاة المحكمة المدنية بإصدار قرار بطلان الزواج.

التنافس وأساليب اليمين غير الشرعية لإسقاط منافستهم ستوفر للوثائق فرصة نادرة ليكشف من خلالها سراً مذهلاً يتعلق بالمرشح القوي: أوتو بيريز مولينا. لقد عاد إلى التسجيلات والوثائق ووجد ريبورتاجاً مسجلاً يظهر فيه المنافس ورئيس الـ "الحزب الوطني" وهو يرتدي الزي العسكري ويحمل رتبة ملازم في إحدى القرى المبادة واضعاً جزمته فوق جثة ثائر قتيل من الهنود الأصليين، ويتحدث إلى الصحافي عن عمليات تجفيف منابع "الثوار الحمر" التي بدأت عام 1982. لقد كشف عن دوره كقائد للحملة العسكرية ضد الثوار وعن دعم الشركات الأمريكية العملاقة له في حملته العسكرية. قبل الرجوع إلى الشارع المكتظ بالناخبين يمضي الوثائقي في البحث عن دور هذه الشركات في السياسة الداخلية، فيظهر أنها الحاكم الفعلي للبلاد وهي من تُعيِّن الجنرالات وتخطط أدوارهم وبعد ثلاثين عاماً سيظهر أن المرشح الرئاسي قد نفّذ مشروعاً خلال خدمته العسكرية قلّل بموجبه الرقابة الحدودية على مُهربِّي المخدرات، وأن التجارة التي كانت مزدهرة في المكسيك انتقل قسم كبير منها إلى غواتيمالا وأن التعاون بين الجيش وأباطرة المخدرات أثمر عن شراكة تُؤمِّن المال للجيش وقادته وإلى الأحزاب المتوافقة معهم.

 لقد أسّسوا لفساد وصل إلى القضاء وكانت المرشحة الاشتراكية ضحيته. فقد أقرت المحكمة الدستورية زواجها ولكن سرعان ما تراجعت وحكمت بعدم شرعيته ما استدعى فريق عمل تورس التوجه إلى محكمة دول أمريكا الوسطى ليظهر من داخلها الدور المؤثر للشركات الأمريكية على أعضائها الذين تنكروا لدورهم وأعلنوا أن هذه المسألة ليست من اختصاصهم، فأصابت ساندرا تورس بمقتل! لقد خسرت حق الترشيح وفاز الضابط المسؤول عن أكبر المجازر ضد الغواتماليين بالرئاسة.

يراجع بعدها الوثائقي حكايته (إعادة الشريط إلى البداية) ويتوقف عند السياسية الخاسرة وهي تودع مؤيديها وتحثّهم على المضي في طريقهم الصحيح. وعلى الجانب الآخر يراجع مسيرة الرئيس الجديد منذ شبابه كيميني متطرف وكضابط متعاون مع الشركات الأمريكية وممثل عن مصالحها في البلاد، إلى اللحظة التي وضع فيها خطته لإسقاط منافسته، أو لنقل مجاراة مع الوثائقي، إلى اللحظة التي قتلها سياسياً بفن ينشد إظهار الدناءة لا الجمال

الجزيرة الوثائقية في

04.05.2015

 
 

قبل عشرة آلاف يوم كانت الحياة أجمل على الأرض

العرب/ طاهر علوان

في فيلم “10.000 يوم” للمخرج إيرك سمول، تعيش الأرض والمناخ والكوكب الأرضي برمته أزمات متصاعدة ومتلاحقة، العلماء تسمعهم يتصارخون ويحذرون مما هو آت بسبب كوارث متوقعة، قد تتسبب في تغيير نمط العيش وتتسبب أيضا في شح الموارد، لكن ماذا لو اختلفت المقادير والأسباب التي تنظم حركة الأفلاك والكواكب مما نتج عنه أن ضربت الأرض بنيزك لم يصبها مباشرة، بل أصاب الشمس في مقتل؟

يقدم فيلم “10.000 يوم” للمخرج إيرك سمول، ولسبب يتعلق بالاضطرابات التي وقعت في النظام الكوني والشمسي، يستهدف النيزك، الذي يحمل الرقم 23، الأرض ويتسبب في تحطيمها، وتتحول الحياة برمتها إلى حياة جليدية.

تموت الكائنات تباعا بسبب شح الموارد ولا تبقى على سطح الكوكب الأرضي سوى عائليتين هما عائلة بيك وعائلة فارون ويل، وينقسم ما تبقى من البشر بين العائلتين المتنافستين على ما بقي من موارد شحيحة أصلا لغرض البقاء على قيد الحياة.

نحن أمام سرد فيلمي يطرق موضوعا متجددا، ألا وهو ما يعرف بـ”أبوكاليبس”، وهو انهيار أو تحطم الأرض إما بسبب حرب نووية لا تبقي ولا تذر، أو بسبب اختلال في النظام الكوني جرّاء مشاكل التلوث والاحتباس الحراري، وما يترتب عنهما من تسونامي وطوفان محتمل. وسبب ثالث وهو تعرض الأرض إلى غزو من كواكب أخرى، أو أن تضرب الأرض بالشهب والنيازك كما هو الحال في هذا الفيلم، وبهذا تراوحت أغلب الأفلام التي تعرضت لتحطم الأرض وتحولها إلى ميدان للصراعات بين أحد الاحتمالات الثلاثة آنفة الذكر.

تبرز من بين شخصيات الفيلم شخصية لوكاس (الممثل كينيث ميسيرول) الذي يتحول إلى ندّ كبير لخصومه من الجانب الآخر لعائلة فارون ويل، لكن نقطة ضعفه الوحيدة أنه يعشق ليندا (الممثلة جيل ريميز) والتي تنتمي إلى قبيلة الخصوم، وهو ما يعرضه إلى انتقادات لاذعة من قبل قبيلته وأسرته في كونه يخترق قاعدة من قواعد الصراع.

ينمو ذلك ويترعرع وسط الصراع الذي يحتدم في كل مرة لسبب من الأسباب، لوكاس يلتقي ليندا خفية، يتقاسمان الهم المشترك، حيث تبدو المساحات الثلجية ممتدة على مدى البصر وأبعد، وحيث الجميع مختبئون في ملاجئ تحت الأرض يعدّون عدا تنازليا ما الذي يمكن أن يقع في المستقبل المنظور إذا ما نفد ما لديهم من طعام ومؤونة.

في هذه الأثناء يعثر لوكاس وصحبه على صبي من قبيلة فارون ويل، ويتحول إلى موضوع صراع إضافي بين القبيلتين، فهذه تتهم الأخرى باختطافه، والثانية تتهم بأنه أرسل لكي يشارك القبيلة مؤونتها ويقلل من مخزونها، بينما تقف نساء قبيلة بيك موقفا إنسانيا، لأن الغلام كان على وشك الموت بفعل التجمد.

ومن المفاجآت التي تصعد الدراما الفيلمية هي عثور لوكاس وصحبه على حطام طائرة هوت في قاع ثلجي قبل زمن غير محدد، وينجحون في فتح مداخلها ليجدوا بشرا متجمدين داخلها، كما يعثرون على رسائل ووثائق تتسبب في جدل متصاعد بين أفراد قبيلة بيك، عن خط مسار الطائرة وخط مسار الطائرة الرئاسية التي غيرت طريقها في آخر لحظة، وإلاّ لكانت استهدفت ذلك النيزك. ووسط النقاش تجد من يقترح أو يفكر بصوت عال نحو السعي للوصول إلى أماكن وجود الطاقة النووية والمفاعلات النووية الأميركية، إذ يتساءلون ما مصيرها وماذا حل بها؟

ويذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك، إلى محاولة الوصول إليها لغرض استخدامها بديلا وإنقاذا للوضع الإنساني الراهن، وهو أن تستخدم الطاقة الذرية في تسخين الأرض والتخلص من العصر الجليدي الذي يتفاقم كل يوم، إذ تعرف الأرض في كل يوم ليس أقل من أربع هزات يترتب عنها المزيد من التراكمات الجليدية.

ويتسبب هذا الموضوع في سجال شديد بين أفراد المجموعة، ولا سيما أن والد لوكاس هو أصلا خبير في شؤون الطاقة، ويعرف جيدا ما يمكن أن تنجرّ عن مغامرة كهذه من مخاطر فظيعة لا تحمد عقباها.

الفيلم لا يخلو من معارك حامية الوطيس يقودها فارون ويل (الممثل كيسي كامبيل)، الذي يقتحم أرض الخصوم حاملا فأسه ومشتبكا مع كل من يصادفه في رحلة استرجاعه للصبي الذي احتفظ به الخصوم وأحسنوا ضيافته فصار متعاطفا معهم.

خلال ذلك تتجول الكاميرا وسط جبال ووديان من الجليد، ولا تبدو الكائنات سوى أجسام لا تكاد ترى وسط العصف اليومي الذي أحال الحياة برمتها إلى جحيم جليدي لا نهاية له، فيما الجميع يصارعون من أجل البقاء. في الأثناء وبشكل مفاجئ تعود الأرض إلى مدارها الأصلي الذي كانت قد فقدته بسبب الانفجار الشمسي العظيم، فتتوقف عن الاهتزازات المتواصلة، وبالتالي تتوقف الانهيارات والعواصف الجليدية التي كانت متواصلة.

العرب اللندنية في

04.05.2015

 
 

«حلم شهرزاد» للجنوب أفريقي فرانسوا فيرستر سيمفونية بصرية عن قوة الشعوب في مواجهة الحكام

رانيا يوسف - القاهرة ـ «القدس العربي» :

التاريخ هو الحاضر، تلك المقولة التي أطلقها الكاتب التركي أورهان باموق أثناء أحد حواراته الصحافية في القاهرة الشهر الماضي، من دون أن يدري شيئا عن تجربة المخرج الجنوب أفريقي فرانسوا فيرستر الذي صنع وثائقيا يؤكد على هذا المعنى في تجربة فيلمه التسجيلي الأخير «حلم شهرزاد»، الذي عرض في القاهرة ضمن فعاليات مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة «دي كاف»، وعبر حكايات ألف ليلة وليلة الأسطورية الأشهر في تاريخ الأدب العالمي. يدخل المخرج إلى العالم السحري من خلال سيمفونية الموسيقار الروسي كورساكوف، بينما يدور الفيلم في ثلاث مدن مختلفة، حضارياً وثقافياً واجتماعياً، يمتد التوزيع البصري لموسيقى شهرزاد بينهما، العزف الذي ينفرد به قائد الاوركسترا التركي، يصنع إيقاعه الشعب المصري في ميدان التحرير، وفي الوقت الذي كانت تشهد فيه مدينة اسطنبول اندلاع موجة من الاحتجاجات الشعبية ضد إزالة أشجار في ميدان تقسيم، وإعادة إنشاء ثكنة عسكرية عثمانية، ثم توسعت لتصبح مظاهرات مناهضة لسياسات حكومة رئيس الوزراء اردوغان في مايو/أيار عام 2013، كانت إحدى الورش الفنية في مصر تواصل عروضها التي تحاكي مظاهر التحول السياسي في مصر، الذي لم ينتج عنه سوى مزيد من قمع حرية التعبير وتدني الوضع الإنساني وتدهور العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

يدخلنا الفيلم عبر أربعة فصول مقتبسة عن حكايات شهرزاد الخيالية، من خلال توظيف الدلالة الرمزية لقصة شهرزاد، التي حاولت تغيير سلوك الملك شهريار، باستخدام قوتها الناعمة في فن الحكي، التي تتفوق على قوة السيف، حيث يدعم الفيلم قوة تأثير الفنون على تغير المجتمعات، خاصة جيل الشباب الذي يلجأ إلى ممارسة الفنون أو تذوقها، كونها جزءا من أسلحة مقاومة السلطة ووسيلة لتحفيز الوعي.

اختار المخرج بعض الحكايات التراثية التي تتماس مع الحاضر ويستدل بها على أن ما يحدث في الحاضر ليس سوى جزء من تاريخ قديم يتكرر، مثل علي بابا والأربعين حرامي، وعلاء الدين والمصباح السحري وغيرها من القصص التي تروي علاقة الحاكم بشعبه، وأسلوب إدارة السلطة في مملكة الخيال التي تفوق الواقع عليها وتجاوزها، شهرزاد في هذا الفيلم هي الشعوب التي تروي قصتها مع الحكام المستبدين، الصراع بينهما لازال مستمرا لم ينتصر أو يهزم فيه أحد.

ثلاثة نماذج للقمع وتكبيل الحريات في القاهرة واسطنبول وبيروت، لكن أحداث ثورة يناير/كانون الثاني وحتى سقوط نظام الإخوان المسلمين احتلت الجزء الأكبر من الفيلم، وكانت احتجاجات ميدان تقسيم في اسطنبول عام 2013 هي الحدث الوحيد الذي عبر به الفيلم عن الصدام المباشر بين المعارضة التركية وحكومة أردوغان.

أما الوضع في بيروت فاختزله الفيلم في ممثلة شابة عانت هي وعائلتها أثناء العدوان على لبنان، وغادرت إلى مصر، حيث بدأت تسعى لتحقيق حلمها، في الواقع هي جملة لحنية واحدة لكنها تختلف في توزيعها الموسيقي، حيث تبدأ النغمة الأولى من اسطنبول مع قائد الأوركسترا الذي يحاول قيادة العازفين إلى التمرد على نظام التعليم الذي يعتمد على التلقين، وتحفيزهم على طرح الأسئلة وإثارة الحوار والتحرر من التبعية، ثم تأتي جملة موسيقية أشد حدة تعلن عن تصاعد حدة التوتر واندلاع الصراع بين شهرزاد وشهريار، عندما يتجول المايسترو في شوارع اسطنبول وسط المحتجين على سياسة أردوغان وبين الموالين له، ثم تنخفض النغمة مرة أخرى عندما يهرب إلى جزيرة بورغاز الهادئة في الجزء الآسيوي من اسطنبول.

تختفي موسيقى السيمفونية الشهيرة عندما تهبط الكاميرا في القاهرة، وتفرض الموسيقى الشعبية المصرية وجودها على الصورة، حيث تروي الكاميرا قصة أوركسترا أخرى لكنها أوركسترا من نوع خاص، تتجول في محافظات مصر الأكثر فقراً، وتعرض عليهم كافة أشكال الفنون، إنها فرقة الورشة للفنون التي قدمها الفيلم كنموذج مصغر عن تأثير تيار الفنون المستقلة، خاصة على جيل الشباب، لا يمكن لأحد أن ينكر دور الفنون المستقلة خلال السنوات العشر الأخيرة في ربط جيل الشباب بكافة أنواع الفنون، ودورها الأكبر في التخلص من توجيه الدولة لأفكار الفنانين بما يتناسب معها، ومحاصرة أي موجة أو تيار يخرج من تحت وصايتها، بعض هذه الفرق استمرت في انتقاد السلطة مستخدمة الفنون وسيلة لها، واقتربت بعضها من الشرائح الأكثر جهلاً بحقوقها وواجباتها، من خلال المواد التي تقدمها معظم الفرق الفنية المستقلة، المخرج أسقط لغة السرد واعتمد على توزيع الجمل الموسيقية بما يتناسب مع إيقاع الصورة، حتى أصبح السرد البصري والموسيقي نغمة واحدة متجانسة، خاصة المشاهد التسجيلية عن أحداث ثورة يناير وما تبعها من خلع نظام مبارك وممارسات المجلس العسكري، ثم الانتقال إلى فترة حكم الإخوان التي انتهت سريعا بخلع مرسي، سيطر فيها شريط الصوت الذي يصدح بموسيقى كورساكوف على شريط الصوت الثاني الذي ينادي فيه المتظاهرون بإسقاط النظام الديكتاتوري، ليؤكد أن النظام لم يسقط بعد.

اعتدنا في السنوات الأخيرة على مشاهدة أفلام تتعرض للثورات العربية أو لفترات الحرب الأهلية أو الأوضاع السياسية المتدهورة التي تميل إلى ابتزاز مشاعر الجمهور باستخدام الصور الأكثر عنفاً أو دموية لاستقطاب تعاطفهم مع وجهة نظر صناع الفيلم، لكن في هذا العمل كسر المخرج هذا الشكل النمطي باستخدام أحد أكثر الوسائل الفنية جمالاً وإبهاراً وهي الموسيقى التي جعلت المتفرج، من دون أن يختار يقف في جهة واحدة مع شخصيات الفيلم التي تستمر في طرح سؤال واحد وهو، هل اعتق شهريار شهرزاد حقاً، أم أنها انتزعت حريتها بذكائها ودهائها وقوتها الناعمة، وهل شهرزاد أصبحت سلطانة بعد أن أعتقها شهريار، أم أنها اصبحت أسيرة داخل هذا القصر؟ إما أن تحيا معه أو أن يقتلها، الوضع الذي أصبحت عليه شعوب البلاد التي تخضع لحكم الفرد.

الفيلم إنتاج مشترك بين عدة جهات منها مؤسسة جنوب أفريقيا الوطنية للسينما والفيديو، صندوق مهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية/بيرثا، صندوق ساندانس الوثائقي، أفلام سبير، صندوق وورلدفيو التابع لاتحاد إذاعات الكومنولث، الصندوق السينمائي الهولندي، الاتحاد الأوروبي ومبادرة وثائقيات لأفريقيا (أفري دوكس)، بالتعاون مع المنتج وائل عمر.

يعد المخرج فرنسوا فيرستر أحد صانعي الأفلام التسجيلية في جنوب أفريقيا شارك في عدد من الأفلام الروائية المستقلة، قبل أن يقدم فيلمه الوثائقي الأول كمخرج ومنتج، وهو فيلم «أرستقراطيو الرصيف: مشردو كيب تاون» (1998)، وهو الفيلم الذي نال عنه جائزة أفانتي الفنية، وقدم بعد هذا عدداً من الأعمال الحائزة جوائز دولية، منها فيلم «محاكمة أسد» (2002)، الفائز بـجائزة إيمي في 2006، «عندما تنتهي الحرب» (2002)، «منزل الأمهات» (2006) و»أيام لقاءات البحر» (2009).

القدس العربي اللندنية في

04.05.2015

 
 

رحيل المخرج عمار العسكري..

كاميرا ترصد بجرأة تحولات المجتمع الجزائري

عمان - ناجح حسن

غيّب الموت قبل أيام المخرج السينمائي الجزائري عمار العسكري عن 73 عاماً الذي يعتبر من بين أبرز أقطاب مؤسسي السينما الجزائرية التي نهضت إبان حرب التحرير.

قدّم المخرج الراحل المولود في (عنابة) العام 1942، التي ووري فيها الثرى السبت الفائت، مجموعة من الأعمال السينمائية بمضامين وأشكال تعبيرية لافتة من النوع الروائي والتسجيلي بشقيها الطويل والقصير، حيث أثرى فيها منجز السينما الجزائرية في أكثر من حقبة زمنية من تاريخها الطويل.

درس المخرج العسكري صناعة الأفلام في أكاديمية المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في بلغراد بيوغسلافيا السابقة، خلال فترة منتصف الستينات من القرن الفائت، وهناك حقق أولى أفلامه من النوع التسجيلي القصير كمشروع تخرج لنيل شهادة الأكاديمية، الذي صوّر فيه ألواناً من النهضة الجزائرية عقب التحرر من الإستعمار الفرنسي، ركز فيه على إظهار تنامي المصانع الوطنية وهي تستقطب عمالها من كافة شرائح المجتمع الجزائري من حرفيين وتقنيين وبسطاء لتحقيق متطلبات بنية تحتية تعمل على تمتين الإستقلال ورسوخه.

عقب تخرجه من أكاديمية السينما في بلغراد، إشتغل المخرج الراحل في الديوان القومي للصناعة والتجارة السينماتوغرافية بالجزائر، وفيه أنجز مجموعة من الأفلام التسجيلية المتباينة الطول من بينها أفلام: الرحلة الأولى 1967، البلاغ 1970، أمس المشاهدين 1971، وهي تستكشف طموحات وأسئلة الناس في مرحلة ما بعد الإنعتاق والتحرر.

في العام 1972 قدّم العسكري فيلمه الروائي الطويل الأول المعنون (دورية إلى الشرق)، أحد أفضل علامات السينما العربية الجديدة (البديلة)، الذي قطف عنه جائزة أفضل فيلم عن الثورة الجزائرية.

يتتبع فيلم (دورية إلى الشرق) وقائع وأحداث تسري إبان تنامي الثورة الجزائرية العام 1957، وذلك في منطقة واقعة على الحدود التونسية الجزائرية، حين جرى تكليف إحدى دوريات جيش التحرير بمهمة إصطحاب ضابط فرنسي أسير وتسليمه إلى مركز جيش التحرير الوطني الواقع على الحدود الشرقية في الجزائر.

يتعرض الفيلم من خلال هذه الرحلة، لجملة من المخاطر والعقبات والتحديات الجسام الاّ ان الفيلم يأخذ في تصوير تدفق الذكريات دواخل أفراد الدورية التي تحضر فيها تلك التكوينات الجمالية للمكان والبيئة الجزائرية، رغم قسوة واقع الفترة المشبعة بتلك اللحظات العصيبة التي تنهض على عناصر التوتر والتشويق والقلق والحيرة والترقب، قبل أن ينجح أحد أفراد الدورية في تنفيذ المهمة.

التحق فقيد السينما الجزائرية بصفوف ثورة التحرير، وهو لا يتعدى الخمسة عشر عاما من العمر، قبل أن ينضم إلى الرعيل الأول من المخرجين الجزائريين أمثال: محمد الأخضر حامينا، أحمد راشدي، محمد بوعماري،محمد ولد خليفة، وسيد علي مازيف، الذين منحوا الفيلم الجزائري سماته الفنية والفكرية الخاصة، كما نجحوا في اعطائه هوية جديدة لفترة ما بعد الأستقلال.

في العام 1979 أخرج الراحل فيلمه الروائي الطويل الثاني تحت عنوان (المفيد)، الحائز على الجائزة البرونزية في الدورة الأولى لمهرجان دمشق السينمائي.

في الفيلم بحث بصري ودرامي دقيق في البيئة الاجتماعية والثقافية للقرية بالجزائر عقب التحرير ويقدم العسكري كل هذه التناقضات والتحديات التي تواجه بيئة القرية الجزائرية من خلال قيام بعثة سينمائية تجول بالقرى التي يجري فيها تأهيل قاطنيها في حقل التنمية الزراعية.

من بين اعضاء البعثة هناك أحد المحاربين من أبناء احدى القرى يأخذ على عاتقه تسهيل مهمة البعثة في تعريفهم وتقديمهم للأهالي وخلال هذه المهمة تتبدى حجم المشكلات والنزاعات الآتية من مجموعة الأعراف والتقاليد الموروثة السائدة في مجتمع القرية، وأيضا بفعل تلك التحولات والتغيرات السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي شهدتها الجزائر عقب التحرير.

بعد مضي عشر سنوات تمكن العسكري من تحقيق فيلمه الروائي الثالث المعنون (أبواب الصمت) 1989، واتبعه بعد عقد آخر من السنوات بفيلمه الرابع والآخير (زهرة اللوتس) العام 1999 وكان من الانتاج المشترك بين الجزائر وفيتنام.

سجل العسكري من خلال (زهرة اللوتس) علامة مميزة في السينما الجزائرية، حيث طرح من خلاله توجه جديد في الفيلم الجزائري المعاصر، و هو التطرق إلى الجانب العاطفي الذي كان مغيبا إلى حد ما، في ظل قلة نصوص و سيناريوهات جيدة في المجال العاطفي.

حصل المخرج الراحل الذي عرف عنه اهتمامه بالنشاط النقابي، إذ كان أمينا عاماً لنقابة السينمائيين والتقنيين للإتحاد العام للعمال الجزائريين، كما كان آخر مدير للمركز الجزائري والصناعة السينماتوغرافية (كاييك) في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، على جوائز عديدة في مهرجانات دولية من بينها: قرطاج (تونس) وفاسباكو بواغادوغو (بوركينا فاسو).

إستذكرت المكتبة العربية مؤخراً جهود المخرج الراحل عمار العسكري في السينما والثقافة والفن والأفكار والرؤى الجريئة، التي تجسدت في كتاب تناول مشواره مع الحياة والابداع، حمل توقيع المؤلفة هدى بو عطيح، كما جرى تصوير شريط وثائقي لخص مسيرته السينمائية والكفاحية في جيش التحرير الجزائري مدعماً بشهادات مختلفة تشيد برحلته الطويلة في السينما البديلة.

بوفاة العسكري تكون السينما الجزائرية والعربية عموماً، قد خسرت أحد أبرز مبدعيها وأصواتها الجريئة، وهو الذي ترك إرثاً خصباً من الأفلام التي عملت على تأريخ وقائع حقبة التحرر والبحث عن الكرامة الإنسانية, جميعها ستظل عالقة في ذاكرة ووجدان عشاق السينما.

صدور كتاب «مفارقات هوليوودية .. الجزء الثاني» لـ الزواوي

عمان - الرأي

صدر حديثا عن سلسلة منشورات امانة عمان الكبرى كتاب (مفارقات هوليوودية: الجزء الثاني) للزميل الناقد والاعلامي محمود الزواوي .

يشتمل الكتاب على موضوعات وقضايا سينمائية تهتم بالعرض والتحليل والتعريف بجوانب ما يدور في صناعة الافلام في هوليوود التي اثرت الفن السابع عبر قرن من الزمان بالوان من اشكال التعبير السينمائي.

يشير المؤلف الى ان الكتاب يسعى الى تزويد القارئ برؤى سينمائية جديدة من خلال معلومات تبدو غريبة وغير متوقعة عن نجوم هوليوود موثقة بالتاريخ والارقام والاسماء التي تمثل العديد من انجازات السينما الاميركية وشكل بعضها محطات مهمة في السينما العالمية وجرى اختيارها على اساس مكانتها الفنية ، وقدرتها على التنافس والتألق في المهرجانات و حصادها لجوائز السينما بما فيها الاوسكار والكرات الذهبية وقدرتها على استقطاب اهتمام النقاد .

والكتاب جهد بحثي دقيق يستهدف القاء الضوء على بعض الجوانب والزوايا الشخصية الخاصة في حياة اشهر الاسماء الهوليودية عن طريق ابراز المفارقات في حياتهم ومسيرتهم رغم ما تتضمنه من مآسيوفواجع وطرائف وصدف وضربات الحظ ومحطات النجاح والفشل والتقلبات وجمع الثروات والانجازات .

وظف الزواوي لغة بسيطة وعفوية وسهلة شديدة لكنها الاعتناء في اختبار المصطلح الذي يقترب من ثقافة القارئ العادي بحيث اسهمت في وصول كتاباته الى غايتها الاساسية بلا تعقيد وان تكون مرجعا توثيقيا يحرص عليها المتخصصون والمتابعون والمهتمون، مثلما كشفت عن اسلوبية نقدية في تناول المشهد السينمائي في هوليوود يجري فيها طرح موضوعاته في تراتبية سلسة من عرض للافكار والاجواء المحيطة بالعمل في تحليل جذاب لخفايا صناعة الفيلم الهوليودي وعوالمه.

وتضمن الكتاب سردا للمعلومات الاساسية المتعلقة بعروض الافلام واسماء ممثليها الرئيسيين ومخرجيها وكتابها وبعض الفنيين المشتركين فيها وملخصا لقصصها وتقويما لاهم ما يميزها على الصعيد الفني وعرضا لاهم الجوائز السينمائية التي فازت بها وتكاليف انتاجها وشعبيتها الجماهيرية كما تنعكس في ايراداتها العالمية على شباك التذاكر .

من بين موضوعات الكتاب : ولادة النجومية في السينما الاميركية، جين فوندا بين السينما والمعارضة السياسية، فيلم كيلوبترا مشكلات غير مسبوقة، بيع تماثيل جوائز الاوسكار، الادوار والخلافات السينمائية في فيلم مولد نجمة، نجوم هوليوود ضحايا ادمان العقاقير، الممثلتان بيتي دايفز وجون كرافورد اطول عداء في تاريخ هوليوود وسواها كثير ..

 يفيد الكتاب في اثراء عشاق الفن السابع والدارسين والمهتمين بمعلومات مفيدة وممتعة عن نواحي العمل في صناعة الفيلم الاميركي كما يوفر للمهتمين مرجعا للمعلومات حول هوليوود وما يدور فيها من مفارقات .

يذكر ان الزواوي حاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير من جامعة جورج واشنطن ، ودراسات عليا من جامعة مريلاند الاميركية ، ومن مؤلفاته جوائز الاوسكار وصناعة الاحلام ومحاور السينما الاميركية ، الى جانب خمسة اجزاء من كتابه ( روائع السينما ) ، وهو ناشر مقالات عن السينما الاميركية في صحف ودوريات عربية ويحاضر حول السينما والاعلام.

الرأي الأردنية في

04.05.2015

 
 

حصل على انبهار مشاهديه وإعجابهم بتقنياته

«المنتقمون».. فيلم الدهشــة في «عصر ألترون»

المصدر: عُلا الشيخ ـــ دبي

يبدو أن حكايات الخارقين مازالت تستحوذ على عدد كبير من مرتادي السينما، وهذا الإعجاب من السهل لمسه، خصوصاً بعد طرح الجزء الجديد من فيلم «المنتقمون» في دور العرض المحلية، الفيلم الذي جاء بعنوان «المنتقمون: عصر ألترون» حصل على العلامة التامة بناء على استطلاع أجرته «الإمارات اليوم»، وقد عبر الأغلبية بأن الفيلم مصنوع بشكل جنوني بسبب كمية العناصر التكنولوجية فيه، إضافة إلى طريقة عرض القوى الخارقة في كل شخصية في الفيلم، مبدين إعجابهم بالشكل الجديد للبدلات الخارقة التي ظهرت مع الشخصيات، مؤكدين أن مثل هذه النوعية من الأفلام تعطي دافعاً للبحث عن المتعة، حتى لو كانت المتعة مجرد خيال، ويظهر في الفيلم الجديد، الذي أخرجه جوس هيدون، عدد من الأبطال من ذوي القوة الخارقة مثل الرجل الحديدي (روبرت داوني جونير) والثور(كريس هيمسوورث) والرجل الأخضر (مارك رافالو) وكابتن أميركا (كريس إيفانز) والأرملة السوداء (سكارليت جوهانسون) وألترون (جيمس سبيدر)، إضافة إلى د.هيلين جو التي تمثل شخصيتها الممثلة الكورية سو هيون.

الفيلم بدأ من نهاية الجزء الأول، من فكرة البحث عن حماية مدينة نيويورك، ليعم السلام العالم، وبوجود الوحدة من الأبطال الخارقين، يظهر ألترون الوحش الاصطناعي التكنولوجي الشرير الذي يسعى إلى تدمير البشرية، وهنا تبدأ المغامرة بين كفّتي الخير والشر، ضمن مشاهد مصنوعة من خلال التقنية الثلاثية الأبعاد، التي كانت كفيلة بتعزيز عنصري الحماس والدهشة لدى متابعي الفيلم.

الفيلم بالنسبة لعمر فايز (15 عاماً) « مليء بالأحداث التي تستهوي محبي أفلام الحركة والخيال»، وأضاف «لا أريد المقارنة بين الجزأين الأول والثاني، لكني شعرت بأن الجزء الثاني كان استعراضاً للصناعة التكنولوجية فيه، فالصورة كانت أقوى من أداء الممثلين».

في المقابل قال محمد الرشيدي (22 عاماً) «الفيلم مذهل وعبقري في طريقة صناعته، حتى إنه أشعرني بأنني جزء من أبطاله، الفكرة بحد ذاتها مثيرة، أن كل هؤلاء الخارقين الذي مروا بحياتنا يجتمعون في فيلم واحد»، مؤكداً «الفيلم فيه من العناصر ما يجعلك لا تتردد في مشاهدته مرة ثانية».

وبدورها علقت ميسون ناصر (26 عاماً) على دور النساء الخارقات في الفيلم «كان حضورهن جميلاً، لكن حتى الخارقات لا يمكن أن يتساوين مع الرجال»، موضحة باستهزاء «فالخيال لم ينصف المرأة أيضاً»، مؤكدة «لكن الفيلم بديع ويستحق المشاهدة».

فكرة الفيلم تستند إلى الدمار الذي يحدث بعد أي غزو، والذي بطبيعة الحال ينتج أشخاصاً سيئين وجيدين، وفي الفيلم هم أشرار وطيبون، اتجهت الفكرة إلى استعراض القوى التكنولوجية لكل فريق، أكثر منه مواجهات على الأرض. تالة محسن (19 عاماً) أكدت أن الفيلم عبارة عن إبداع فني وتقني على حساب الممثلين البشريين فيه، وقالت «أنا خرجت من الفيلم مذهولة من الإتقان في الصنعة، وفي الحركة، وحتى في الصراعات والحروب الدائرة، والتقنية الثلاثية الأبعاد جعلت من كل هذا جزءاً من طريقة المشاهدة بحد ذاتها»، وأضافت «سواء كنت متفقاً مع هذه النوعية من الأفلام أم لا، فمن الضروري أن تشاهدها كي تدرك معنى تطور شكل الفيلم السينمائي». في المقابل أشاد فيصل علاوي (30 عاماً) بالفيلم وقال إنه لاحظ وجود أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً «وأنا أرى أن الفيلم لا يتناسب مع الأطفال لأن فيه الكثير من مشاهد العنف والحروب التي قد تؤثر فيهم»، وقال «أما من ناحية أخرى فالفيلم عبارة عن بدعة فنية لا يمكن التعليق عليها سلباً».

نهاية الفيلم تنبئ بجزء قادم لا محالة، فإعادة إحياء مشروع السلام الذي انحرف، حسب مَشاهد في الفيلم، والتغيرات في نفسيات شخصياته، تؤكد ضرورة إعادة الحسابات مرة أخرى، لاستمرار الحياة على كوكب الأرض، وعلى الرغم من المحاولات الجمة لفصل الأفلام عن مجريات السياسة، إلا أنه من الصعب عدم ملاحظة أن الوحش الجديد المتمثل بـ«ألترون»، الذي يهدد البشرية، أشبه بالمنظمات المتطرفة، وهذا ما شعرت به خولة يزيد (27 عاماً)، وأكد عليه منذر علام (35 عاماً)، وفي الوقت نفسه يحاول الفيلم، ككثير من الأفلام الأميركية، إظهار أن الخلاص لن يكون إلا بيد أميركية.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

04.05.2015

 
 

كرمها السادات وأمر بصرف معاش استثنائي لها

الراحلة زينات صدقي اضطُرَّت لبيع أثاث منزلها

أحمد عدلي

يحتفل العالم العربي اليوم بالذكرى 102 لميلاد الفنانة القديرة زينات صدقي التي قدمت مئات الأعمال السينمائية الكوميدية ورحلت بصمتٍ بعد معاناتها مع المرض والمرور بظروفٍ مالية سيئة للغاية أجبرتها على بيع أثاث منزلها.

القاهرةيحتفل العالم العربي اليوم بالذكري 102 لميلاد الفنانة الكوميدية زينات صدقي التي ولدت بمدينة الإسكندرية في 4 مايو(أيار) عام 1913، واتجهت للفن في بداية حياتها بخلاف وجهة نظر أهلها، الذين حاولوا إبعادها عن المجال الفني قبل أن تنجح بخلق مكانةً خاصة بها.

هي من مواليد حي الجمرك في الإسكندرية، واسمها الحقيقي زينب محمد مسعد. وعاشت حياةً عادية مع عائلتها التي قامت بتزويجها مبكراً لإبعادها عن مجال الفن الذي أظهرت اهتماماً كبيراً به. فقد التحقت بالمدرسة التي أسسها الفنان الراحل زكي طليمات لتعليم الفن في الإسكندرية والتي أطلق عليها تسمية "معهد أنصار التمثيل والخيالة"، قبل أن تتوقف خلال فترة الزواج التي استمرت أقل من عام. ثم سافرت- بعد انفصالها عن زوجها الأول- إلى الشام برفقة صديقتها خيرية صدقي والتي حصلت على اسم الشهرة منها، حيث التقت صدفةً الفنان نجيب الريحاني الذي ضمها لفقرته، وأطلق عليها اسم زينات صدقي.

وتميّزت بأداء شخصية العانس، والسيدة سليطة اللسان، بينما كانت بدايتها السينمائية مبكرة من خلال فيلم "وراء الستار" الذي قدمته عام 1937 مع بدايات السينما المصرية، واستمرت لأكثر من 35 عاماً تظهر أمام كاميرات السينما حيث كان آخر اعمالها عام 1975 من خلال فيلم "بنت اسمها محمود".

يُذكر أنها قدمت أكثر من 350 فيلماً تعاونت فيهم مع جميع الفنانين تقريباً، فيما شكلت ثنائي ناجح مع الفنان "اسماعيل يس" في أكثر من عمل منها "ابن حميدو"، "اسماعيل يس في الاسطول"، اسماعيل يس بوليس سري"، "حلاق السيدات"، وغيرها من الأعمال الكوميدية الناجحة التي قدمت في منتصف الخمسينات. كما قدمت الراحلة مجموعة من الأعمال التي تناقش قضايا المرأة منها "الكمساريات الفاتنات"،"تمر حنة"، "تحيا الستات"، "بنات حواء"، فيما بدأت الأضواء تنحسر عنها في نهاية الستينات خاصة مع معاناة السينما المصرية من أزمة بسبب نكسة 1967 واحتلال سيناء.

هذا وعانت "صدقي" من المرض والوحدة لفترةٍ طويلة، لدرجة أنها قامت ببيع ما تملكه من أثاث في منزلها لكي تنفق على نفسها، وعندما كرمها الرئيس الراحل أنور السادات في عيد الفن عام 1976 اشتكت له من ضيق الحال، فأمر بصرف معاش استثنائي لها، فأنفقت منه على علاجها في سنواتها الأخيرة من مرض المياه على الرئة، حتى رحلت في 2 مارس(آذار) 1978.

إيلاف في

04.05.2015

 
 

وعود الحكومة.. «مدهونة بزبدة»

علا الشافعى

من الأمثال الشعبية التى تؤكد على عدم تنفيذ الوعود والاكتفاء بالكلام المعسول، وهو مثل بليغ شديد التعبير ويعكس الكثير مما نعيشه «كلام الليل مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح»، ومثلما يعكس المثل الكثير من الأمور الحياتية فإنه ينطبق تماما على علاقة الحكومة المصرية بصناعة السينما المصرية، حيث نجد الكثير من الكلام المعسول والغزل العفيف والصريح، عن الفن وأهمية السينما وحلاوتها، وضرورتها المجتمعية، ودورها فى محاربة الإرهاب والتطرف، وكثير من الكلام الحنجورى لكبار المسؤولين حول الخطط المستقبلية والنهوض بالفن وضرورة دعم السينما ومؤتمرات رايح جاى واجتماعات فى غرف مغلقة مع رئيس الحكومة، وأخرى مع مستشارة الرئيس للأمن القومى الدكتورة فايزة أبو النجا، ومؤسسات صحفية كبرى تعقد اجتماعا موسعا يضم كبار نجوم وسياسى مصر، ولقاءات وأحضان وقبلات.. كل هذا والواقع يؤكد أن كلام الحكومة مدهون بزبدة.. يطلع عليه النهار يسيح، فلا عادت الدولة للإنتاج جنبا إلى جنب مع المنتج الخاص ولا أعلنت الدولة عن عودة عدد من دور العرض المستأجرة لإدارتها، ولا قامت بضخ مليم فى الصناعة، ولا اتخذ المسؤولون قرارا واحدا عمليا يتعلق بملفات الصناعة والتى باتت تئن من كثرة أزماتها بدءا من الضرائب ورسوم التصوير أو ملف تصوير الأفلام الأجنبية فى مصر، أو تخفيض الرسوم المطلوبة للتصوير فى الأماكن السياحية، وغيرها من المنشآت ولا ملف القرصنة ولا العمل على تحديث البنى الأساسية فى استوديو مصر وغيره من المعامل، ولا أحد يعرف أين ذهبت الملايين التى تحدث عنها المسؤولون لدعم الصناعة لا شىء حتى هذه اللحظة رغم الملفات والاقتراحات والاجتماعات والتى تعقد منذ أكثر من عام وببساطة نستطيع أن نقول إنه ضجيج بلا طحن. سياسة الكلام والغزل التى تنتهجها الحكومة، لا تكشف إلا عن شىء واحد وهو جهل حقيقى بأهمية الفن وضرورة النهوض بالسينما، وأن الكلام الذى يتم ترديده عن أن السينما صناعة أمن قومى هو كلام يتم ترديده على لسان الحكومة بوزرائها دون وعى حقيقى أو إدراك لهذا المعنى لأن حكومة محلب لا تفعل شيئا سوى الإصرار على خذلان الصناعة، وإحباط القائمين عليها وتحديدا الذين يعملون ويصرون على بث الروح فى الصناعة وليس هؤلاء الذين لا يجيدون سوى الكلام والتقاط الصور إلى جوار المسؤولين أصحاب الكلام المدهون بالزبدة

مجدى أحمد على لـ"خالد صلاح":

السينما لم تشوه رجال الدين والأزهر مخترق

كتب إبراهيم حسان

نفى المخرج مجدى أحمد على، أن السينما فى العهود القديمة كانت السبب الأول فى تشويه رجال الدين والأزهر الشريف، موضحًا أن كثيرًا من الأدوار السينمائية التى تجسد رجال الأزهر الشريف كانت صحيحة ولم تقصد الإساءة له على الإطلاق، ولم يوجد مشكلة أن يصبح دور رجل الدين به دعابات وخفيف الظل. وأوضح أحمد على، خلال حواره مع الكاتب الصحفى خالد صلاح، ببرنامج "آخر النهار" المذاع على فضائية "النهار" أن الفن الذى تعلق به الناس لابد أن يكون على درجة كبيرة من الحرية، حيث انتقد تعيين وزير الثقافة الحالى قائلاً: "الدولة لما تجبلنا وزير ثقافة من الأزهر كده تبقى بتبص للثقافة بصه غريبة جدًا، وليس من المفترض أن يعين رجلا ليس له علاقة بالثقافة وزيرًا لها". وأوضح، أن مؤسسة الأزهر الشريف تم اختراقها من قبل السلفيين والإخوان، ولكن الروح الفنية التى تُجسَد فى الأدوار كانت نموذج أقرب للناس فى العهود القديمة، مضيفًا: "وأنا شخصيًا ضد تقديس رجال الدين". وانتقد المخرج السينمائى، إسناد مهمة تجديد الخطاب الدينى إلى مؤسسة الأزهر الشريف، موضحًا أنه كان لابد من مشاركة فئات مدنية فى تجديده، فضلاً عن مشاركة المجتمع بأكمله فى هذا الجانب.

ومحارب الأمية والمخترع.. فى ذكراه الـ103..

وجوه شكوكو البعيدة عن الفن.. النجار والمناضل والأراجوز

كتب حسن مجدى

قصة الفنان "محمود شكوكو" متفردة لرجل يأتى فى العمر مرة واحدة، الفن ليس سوى جزء صغير جدا من قصة أكبر لرجل عاش أكثر من حياة، وقدم ما هو أكثر من الفن على مدار رحلته التى امتزجت فيها العبقرية بالموهبة مع جدعنة الجمالية وخفة ظل أولاد البلد لتخرج فى النهاية حدوتة مصرية تحمل اسمه.

شكوكو "النجار".. صنايعى كَسيب

والده كان نجارا، وهو الآخر امتهن النجارة، ولكن على هامش مهنته كانت جينات الفن تجرى فى دمائه، فكان يقدم عروض المونولوج فى كل مكان على المقاهى وفى الشوارع، فيحكى عن رحلة النجارة قائلا إنه كان صنايعى قد الدنيا، واصفا نفسه بأنه كان "كسيب" وتصل يوميته إلى 25 قرشا، وبعد أن احترف الفن لم يترك النجارة واﻓﺗﺗﺢ ﻟﻧﻔسه ورشة ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓى ﻣﻧطﻘﺔ اﻟرويعى بجوار اﻟﻘﻠﻌﺔ وﻛﺎﻧت منتجاتها تباع فى أرقى المحلات.

شكوكو المناضل.. شكوكو بإزازة

لنضال شكوكو أوجه عدة، فالرجل الذى عاصر الاحتلال الإنجليزى لم يترك موضعا يمكن أن يفتح منه بابا للحرية إلا ودخله، ففى الوقت الذى كانت تبحث فيه المقاومة الشعبية عن زجاجات فارغة لصناعة المولوتوف، كانت عرائس شكوكو هى أداة جمع تلك الزجاجات الفارغة، وكان الباعة يرددون فى الشوارع عبارة شكوكو بإزازة، ويبدلون الزجاجات الفارغة بعرائس شكوكو ثم يقدمون الزجاجات لأفراد المقاومة. وفى الجانب الآخر قام شكوكو ببطولة فيلم عنتر ولبلب، الذى جسد معركة المصرى الجدع الفهلوى أمام الرجل المتغطرس القوى الغنى، والتى كانت لافتات المحلات فى حارة تصويره تطالب بالحرية مثل «مطعم الحرية»، و«جزارة القنال»، ولهذا تم وقف عرضه حتى قامت ثورة 52.

شكوكو المخترع.. الأراجوز

ولأن شكوكو كان عبقريا وموهوبا، ويملك كل أدوات اختراع فكرة ناجحة، فبدأ العمل فى عالم العرائس، ومنه أخرج شخصية الأراجوز التى ما زالت تعيش بيننا حتى اليوم، كل التفاصيل من الشكل وحتى الصوت والقصص والحكايات هى اختراع محمود شكوكو.

مسرح العرائس.. المؤسس

ولأن شكوكو كان نجارا ماهرا، فعمله فى العرائس لم يقتصر فقط على الغناء والفن والمونولوج، بل امتد لتصنيع العرائس، وأسس لمسرح محمود شكوكو للعرائس، مع المخرج صلاح السقا، وحينما شاهد السفير الرومانى ما يقدمه شكوكو واستغلاله للأراجوز والماريونيت، قدم له دعوة للسفر إلى رومانيا ودراسة الفن، وعاد محملا بالأفكار التى أنشأت مسرح القاهرة للعرائس.

شكوكو.. ومحو الأمية

شكوكو لم يتعلم القراءة أو الكتابة، ورغم أنه ألّف مئات الأغانى، وقدم مئات العبارات القوية الثابتة فى تراثنا حتى الآن مثل "فل عليك ورد عليك".. و"ورد عليك فل عليك".. إلّا أن كل ما جمعه من كلمات كان من ثقافة الشارع وزخم القهاوى والجدعنة، حاول أن يعلم نفسه حتى تعلم القراءة والكتابة بشكل بسيط.

"غرفة صناعة السينما" تقاضى "الحكومة" بسبب "قراصنة الأفلام"

كتبت أسماء مأمون

بعد فشل الحكومة فى مواجهة قراصنة الأفلام المصرية، قامت غرفة صناعة السينما التى يترأسها المنتج فاروق صبرى برفع قضية تحمل رقم 288 / 7ق بالمحكمة الاقتصادية، ضد رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وشركة النايل سات والهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة وتم تحديد أول جلسة فى الرابع من شهر يوليو المقبل لنظر القضية. وقال رئيس الغرفة فاروق صبرى لـ"اليوم السابع"، أن القنوات الفضائية المقرصنة تسرق الأفلام المصرية منذ عام 2005، وتقوم بإذاعتها من خلال ترددات قمر اليوتل سات الفرنسى على شاشاتها بعد أسبوع واحد من طرحها فى دور العرض، وهو الأمر الذى يتسبب فى خسارة 90% من إيرادات هذه الأفلام محليا وإقليميا لأن الدول العربية التى كانت تتعاقد على الفيلم أصبحت تبخس ثمنه بعدما يتم عرض النسخة المسروقة على هذه القنوات. وأوضح أن القضية بدأت بعدما استعانت شركة "النايل سات" بترددات إضافية لبث بعض القنوات فطلبت من شركة "اليوتل سات" الفرنسية أن تعدل مسار قمرها الصناعى، حتى تستطيع تأجير بعض الترددات من عليه، وبث القنوات داخل مصر وهو ما تم بالفعل ولكن الشركة لم تراع فى عقدها المبرم مع "اليوتل سات" الفرنسية أن تضع شرطا يقضى بعدم أحقية أى قناة بالبث داخل مصر إلا من خلال موافقة كتابية منها، ولذلك كثرت القنوات المقرصنة التى تبث داخل مصر من خلال ترددات اليوتل سات. وأشار إلى أن الغرفة خاطبت شركة اليوتل سات والمسئولين فى فرنسا ولكن جاء ردها مخيبا للآمال حيث قالوا "لماذا لم تتخذوا شروط تحميكم!!" ، لافتا إلى أن الشركة رفضت المساعدة لأنها مستفيدة من هذه القنوات التى تؤجر منها التردد الواحد بـ 20 ألف دولار، وبعدها بدأت شركة اليوتل سات فى تقديم تسهيلات لأصحاب هذه القنوات المقرصنة، وخفضت سعر تأجير التردد إلى 10 ألاف دولار مما ساهم فى زيادة القنوات المقرصنة من 10 قنوات إلى ما يزيد عن 70 قناة فى وقتنا الحالى. وأضاف أن الحكومة قادرة على حماية صناعة السينما ولكنها تتخاذل عن حمايتها لأسباب غير معلومة وتكتفى بالإجتماعات الصورية مع المبدعين، مستشهدا بأن الحكومة اتخذت مؤخرا إجراءات حاسمة بشأن أزمة السكر وفرضت ضريبة إغراق على استيراده لحماية صناعة السكر المحلية ونفس الإجراء تم اتخاذه مع الحديد. وتسائل رئيس الغرفة: هل الحكومة لا تعترف بصناعة السينما ولا تعتبرها صناعة أمن قومى؟! وأضاف أن تخاذل الحكومة فى هذا الملف تسبب فى تفاقم الأزمة بشكل مباشر إذ أن القنوات المقرصنة كان نشاطها فى بادئ الأمر مقتصرا على عرض أفلام قديمة، ولكنها عندما أيقنت أن الحكومة لن تقف فى طريقها أصبحت تعرض الأفلام الحديثة فور عرضها بالسينمات وتخسرنا ملايين. وأوضح أن المنتجين المصريين لن يستطيعوا تحمل عواقب السرقات المتتالية لإيرادات أعمالهم وسوف تدفعهم الخسارة إلى الهروب من مهنة الإنتاج السينمائى أو التحول لمهنة توزيع الأفلام الأجنبية أو يتجهون لإنتاج أفلام بميزانيات قليلة ومحتوى ترفيهى يقتصر على وجود راقصة وأغنية شعبية وبلطجى، فضلا عن أن هذه القنوات تقوم ببث إعلانات مضللة للمواطنين، وتعتمد فى استراتيجيتها على تخفيض رسوم الدقيقة الإعلانية، فى حين أن التلفزيون المصرى مديون بسبب قلة حصته من الإعلانات. وقال إن عددا من مالكى تلك القنوات استغل دخول إمكانية بث قنوات داخل مصر من خلال ترددات "اليوتل سات"، وقاموا بتخصيص قنوات معينة لتوجيه الشتائم للحكومة ولأعمالها ولمناهضة النظام والإضرار بالصالح العام بينما الحكومة لا تحرك ساكنا. وأنهى المنتج حديثه قائلا :"يئسنا من كل الوعود البراقة التى يعطيها إلينا الوزراء فى اجتماعات إنقاذ صناعة السينما والتى لا تسمن من جوع، وأقدر جيدا مشاغل الرئيس عبد الفتاح السيسى التى لا تنتهى، ولكن الأمر فى غاية الأهمية، وأهيب بالرئيس أن يتدخل لحل هذه الأزمة لأن هناك وزراء مهملين فى عملهم وهو وحده من يستطيع وضع الأمور فى نصابها الصحيح".

اليوم السابع المصرية في

04.05.2015

 
 

المخرج قاسم عبد:

لي فيلم صوري مميز .. يرصد ثلاث مدن

أن تبقى تراقب عدة أمكنة ولمدة سنين لكي تقوم بأخراج فيلما , لا شك انه أمر شاق يحتاج الى صبر طويل . هذا الصبر والترقب لأبعاد المكان ورصد وتصوير ما يحدث فيه قام به المخرج (قاسم عبد) الذي تجسدفي فيلم عنوانه (همس المدن) تم عرضه ليكون وثائقيا صامتا ,  لا ينطق فيه سوى شغب ما يحدث في تلك الأمكنة وما تدار بها من أحداث. قاسم عبد مخرج ومنتج ومدير تصوير،ولد في بغداد ودرس في معهد الفنون الجميلة وأكمل دراسته في معهد السينما في موسكو يعيش ويعمل في لندن منذ عام وأسس مع زملائه بعد الحرب الأخيرة على العراق كلية السينما والتلفزيون المستقلة في بغداد سنة 2004.ومن أعماله السينمائية :وسط حقول الذرة الغريبة ، حاجز سردا (وثائقي قصير)2005 حياة ما بعد السقوط 2008 الحاصل على الجائزة الأولى في مهرجان ميونيخ الدولي للفيلم الوثائقي،أجنحة الروح (وثائقي قصير) 2011  وفي السنتين الأخيرتين كان قاسم مديرا لمهرجانين سينمائيين في بغداد : الأول مهرجان الفيلم الوثائقي سنة 2011  والثاني عين بغداد - المهرجان الاول لأفلام حقوق الإنسان في العراق سنة 2012 .

يقول عبد عن (همس المدن): بدأ مشروع الفيلم في مدينة أربيل عام  2002 عندما كنت مدعواً لعمل ورشة لتدريس مبادئ الفيلم الوثائقي هناك،وخلال أوقات الفراغ كنت أقف في شرفة غرفتي في الفندق، لمراقبة جريان الحياة في الشارع الواقع تحت الفندق وشعوري بالحنين لروح الشرق بعد وجودي لسنوات طويلة في لندن.وبشكل تلقائي بدأت أصور شيئاً أشبه بيوميات نافذة ترصد حياة الناس وتفاعلهم مع بعضهم، عبر تفاصيل المكان المحيط بهم وعن بعد".وخلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ( 2000-2003 ) سافرت  مرات عدة إلى الضفة الغربية لتدريس أساليب العمل المختلفة في الفيلم الوثائقي في جامعة بير زيت،ويؤكد: " كنت دائما الضيف الوحيد في فندق الرويال كورت في مدينة رام الله، المدينة التي أحببتها بقوه وشعرت وكأنها وطني الثاني عندما كانت العودة الى العراق بالنسبة لي شبه مستحيلة.وكما هو الحال في مدينة أربيل كنت أقف في شرفة الفندق لساعات، أشاهد وأصور ما أراه أمام عيني".وعن بغداد قال عبد: مشاهد محزنة لمدينة كانت في يوم ما عاصمة الدنيا، ومشاهد كوميدية غير مقصودة رصدتها الكاميرا، خصوصا مشاهد رجل المرور الذي لا يتقيد بإشارته أحد، إدانة لقوات الاحتلال، والميليشيات، وكذلك لفوضى الناس، ورصد لحالات الفساد من خلال متابعة الكاميرا لبناء نافورة ماء وسط الساحة، ومايرافق هذا البناء من فساد تمثل في رداءة شكلها وإعادة تغليفها مرتين قبل أن تكتمل، وإشارة إعجاب إلى إصرار الناس والمدينة على الحياة، البناية تكتمل والناس مستمرون في العمل، عمال وشحاذون، موظفون، وطلبة يقيمون حفل تخرجهم في وسط الساحة حيث لا مكان آمنا في بغداد بعد، همس بغداد ينتهي بانتهاء عملية بناء العمارة، وهو ما أراد قاسم قوله ان الحياة مستمرة في بغداد،على الرغم من كل شيء.اما عن اربيل وهي المشهد الثالث الذي أخذ حيزا من ترقب المخرج لهذه المدينة قال " الكاميرا كانت مثبتة أمام بناية إحدى المدارس الثانوية، وترصد حركة الناس طلبة وأناس عاديين، وباعة متجولين يسترزقون من بيع مأكولاتهم وعصائرهم على طلبة المدرسة، في إشارة إلى فقر حال الناس، الطبيعة القاسية، تكون بالمرصاد لانسيابية الحياة، فالمطر في شمال العراق غيره في مدن العراق الأخرى، الباعة يعيشون من خلال الدخل اليومي الذي يكسبونه، والمطر قد يمنع الحصول عليه، لكن لا أحد ينسحب فالمطر لابد من أن يتوقف، والحياة مستمرة، اذ يعود الجميع الى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

الدستور العراقية في

04.05.2015

 
 

أمل العبدولي: الأنجليز أسسوا أول سينما خليجية بالشارقة

كتب: سحر المليجي

قالت الدكتورة الإماراتية أمل العبدولي، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، شهدت وجود أول سينما في منطقة الخليج وذلك عام 1945، وما زالت مقاعد وصور السينما في تلك الأيام موجودة في متحف المحطة بالشارقة، كما اعتبرت أن أحمد بن ماجد هو أول من قدم وسائل الإعلام في المنطقة قبل نحو خمسة قرون من خلال الرزنامة.

وأضافت في ندوة بعنوان: سينما الطفل العربي الواقع والطموح، والتي أدارها الإعلامي الإماراتي حسن حبيب في ملتقى الأدب ضمن فعاليات اليوم الأخير لمهرجان الشارقة القرائي في نسخته السابعة، من أرض الإمارات انطلقت وسائل الإعلام القديمة في الخليج، حيث كانت رزنامة أحمد بن ماجد تنقل أخبار البحار والمحيطات ويدون فيها المعلومات، وفي أرض الإمارات كانت أول سينما في الشارقة، جلبها الإنجليز للترفيه في البدايات، ومن حينها بدأت السينما في الظهور في أكثر من مكان في الإمارات، ولفتت إلى أن أول دار سينما تم افتتاحها كانت في منطقة المريجة في الشارقة عام 1945، وتم عرض أول فيلم فيها وهو عنتر وعبلة.

وأشارت الدكتورة العبدولي إلى أهمية التكنولوجيا في عالم السينما، ودورها في التأثير إيجاباً على الطفل، وعرضت بعض ملامح تجربتها في العمل مع الأطفال، مشيرة إلى أن الأطفال أكثر مصداقية في التمثيل والأداء، ولديهم حب الاطلاع والاستطلاع خصوصاً فيما يتعلق بالأجهزة التقنية الحديثة.

وأشادت العبدولي بدور وجهود الطفلة الإماراتية «دبي» التي تقدم أعمالاً فنية كمنتجة ومخرجة مبدعة ومتميزة، ما يؤشر على مدى اهتمام الدولة بالأطفال واقتحامهم مجال السينما والتمثيل والإخراج والإنتاج والتلفزيون.

ومن جانبه، قال الكاتب المصري، محمود قاسم، إن السينما العربية الموجهة للطفل تعاني من قلة الإنتاج السينمائي المخصص لهذه الفئة من أبناء المجتمعات العربية قياساً بما يتم إنتاجه لفئة الكبار، على الرغم من حماسة بعض الفنانين والمؤسسات والقائمين على الإنتاج السينمائي في فترات زمنية متفاوتة.

وعرض قاسم تجربة السينما المخصصة للأطفال في العالم الغربي، وفي العالم العربي، لافتاً إلى أن العالم العربي لم يقدم سينما طفل أو افلام سينمائية للطفل إلا فيلماَ واحداً لدريد لحام. كما تحدث عن أهمية السينما ودورها، مشيراً إلى أن الفنان الشهير يوسف وهبي الذي كان يعتبر المسرح «أبوالفنون»، عمل على تحويل كافة مسرحياته إلى أفلام سينمائية، وذلك تقديراً منه للسينما وأهميتها ومكانتها.

وأكد قاسم أن للسينما وأفلامها سحر خاص، وهي دوماً متعددة ومتنوعة ومتجددة ومبتكرة، ولها شغفها الخاص، وتحدث عن أهمية تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، لافتاً إلى أن كثيراً من الروايات العالمية تم العمل على تحويلها إلى أفلام سينمائية. وميز بين السينما والفيلم السينمائي من جهة، وبين الأعمال التلفزيونية من جهة أخرى، مؤكداً أن للسينما سحرها الخاص، خصوصاً أن المشاهد يندمج تماماً مع الشاشة والفيلم ويصبح أحد أبطال الفيلم بمجرد أن يتم إطفاء الأنوار.

المصري اليوم في

04.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)