كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

رواية توماس هاردي الشائكة تعود إلى الشاشة

«بعيدًا عن الحشد المجنون» في نسخة جديدة.. وحكاية امرأة ذات إرادة قويّة

نيويورك: محمد رُضا

 

فيلم «بعيدًا عن الحشد المجنون» (Far From The Madding Crowd) يعود إلى صالات السينما من جديد. ليس بنسخة مرممة أو معادة من فيلم المخرج البريطاني الراحل جون شليسنجر المقتبس بجدارة عن رواية توماس هاردي الأشهر، بل من تحقيق المخرج الدنماركي توماس فنتربيرغ، ومن إنتاج «BBC Films» البريطانية مع كاري موليغان وماثياس شوونيارتس ومايكل شين. وهناك جمهور عاشق للأفلام الدرامية المأخوذة عن أعمال أدبية، وجمهور موازٍ للأعمال التاريخية ذات الديكورات المميزة بطابع تلك الفترة وبتصاميم الملابس التي تبدو كما لو أنها مستوردة من المتحف التاريخي في وسط لندن.

لكن الفارق الأول بين الفيلمين هو أن - والأهم في جوانب عدّة - هو أن نسخة 1967 السابقة تمتعت بمدة عرض وصلت إلى ثلاث ساعات وثماني دقائق، في حين أن نسخة 2015 الحالية تتثاءب عند الدقيقة الـ119. احذف منها 7 أو 8 دقائق من الأسماء والمعلومات الواردة في نهاية الفيلم فيكون الناتج نحو ساعتين إلا بضع دقائق. الأهمية هنا مزدوجة المنحى، شليسنجر في فيلمه الأتقن لم يرد أن يحذف أي تفاصيل درامية أدبية خشية أن يتعرّض الأصل إلى التشويه. استند إلى سيناريو وضعه الكاتب فردريك رافاييل واعتمد عليه.

كان «بعيدًا عن الحشد المجنون» ثاني عمل بينهما بعد «دارلينغ» من بطولة جولي كريستي التي قامت ببطولة «بعيدًا عن الزحام المجنون» أيضًا. ورافاييل هو ذاته الذي كتب لاحقًا «عينان مغمّضتان باتساع» الذي حققه ستانلي كوبريك سنة 1999.

الأهمية الثانية هي أن تقصير المدّة بنحو ساعة، يعكس حالة المشاهدين أنفسهم.

خرج الفيلم الأول لجمهور ملم أكثر من جمهور اليوم. آنذاك، كانت الاقتباسات الأدبية الكلاسيكية (من جين أوستن إلى أغاثا كريستي، ومن غراهام غرين إلى جورج أوروَل ود. ه. لورنس أكثر إنتاجًا مما هي عليه اليوم. وإذا ما خرجت أفلام حديثة عن أعمال سابقة ففي الكثير من الحالات يكون الاقتباس مناسبة لاستعارة الفكرة وتطبيقها بروح عصرية متغرّبة كما حدث مع رواية «إيما» لجين أوستن (منشورة سنة 1815) التي تحوّلت إلى ترفيه مع موسيقى نطناطة بعنوان «بلا دليل» (Clueless، سنة 1995).

* وقت غير كافٍ

فيلم فنتربيرغ الحالي لا ينتمي إلى تلك الاستعارات، بل يحافظ على المصدر حتى وإن ضحّى بقدر من الأمانة لروح العمل وأغراضه الأدبية.

استمد توماس هاردي العنوان من شعر لتوماس غراي يعود إلى عام 1751 بعنوان «مرثاة كتبت في ساحة كنيسة البلد». ففي مقدّمتها سطر يقول: «بعيدًا عن الكفاح الحقير للحشد المجنون». الرواية (من 57 فصلا) وهي مروية بأسلوب هاردي التفصيلي من لدن وجهة نظر غيبية (طرف ثالث) في حين أن الفيلم الجديد يبدأ بصوت بطلة الرواية/ الفيلم باثشيبا (كاري موليغن) تمهيدًا لما سيلي. وما سيلي في خلاصته حكاية وُصفت أيامها بأنها سبقت عصرها من حيث تأييدها للمرأة مستقلة وصاحبة قرار. لكن الكاتب اللاحق هنري جيمس انتقد شخصية باثشيبا، معتبرًا إياها أنانية وغير مفهومة الدوافع. ومن الصعب الاستقرار على حكم هنا إلا بقراءة جديدة للرواية الطويلة إياها، ذلك لأن هدف توماس هاردي المؤكد هو أنه أراد تقديم حكاية امرأة ذات إرادة قويّة وحزم فاعل تجد أن خير وسيلة للدفاع عن نفسها، في مجتمع ريفي ذكوري، هو الالتزام بمواقفها، سواء أكانت صائبة أم خاطئة. في غمار ذلك، لا بأس إذا ما شغلت قلوب مريديها وأبرزهم ويليام (مايكل شين في النسخة الحالية) وغابريال (ماثياس شوونيارتس) حتى من بعد زواجها من تروي (توم ستوريدج). في نهاية الرواية، كما إلى حد في نهاية الفيلم، تعود إلى رشدها وتدرك أخطاءها وتداويها.

هناك مطارح في هذا الاقتباس غير مفهومة علما بأن الرواية تتطرّق إليها. مثلاً لا يوجد، في الفيلم، المبرر المفهوم (ناهيك بالمقبول) الذي يدفع باثشيبا للزواج من تروي.

لذلك، دور كاري موليغن، وقبلها جولي كريستي، صعب. هاردي كتب الشخصية بمتّسع من الوقت والكلمات لكي تتطوّر من وضع لآخر ولو بعد حين. الفيلم في تلخيصه ليس لديه الوقت الكافي لذلك، هذا عوضا عن أن تشخيص باثشيبا يقبل أكثر من وجهة فهي مجال مفتوح للابتكار. كريستي، في النسخة السابقة، فهمت الشخصية على نحو أفضل. عرفت أن باثشيبا هي امرأة لعوب وجسورة، لكنها ليست رخيصة. موليغن لم تؤدها برخص طبعًا، لكنها جذبتها إلى واقع كل يوم ومنحتها تشخيصًا معاصرًا.

* صياغة مشاعر

في المواجهة ذاتها بين أسلوب المخرج شليسنجر وأسلوب المخرج فنتربيرغ يمكن فهم منحى الأول وكيف أنه يوائم اختيار كريستي من سلوكها في أداء تلك الشخصية. شليسنجر أراد الأدب في العمل، بينما عمد فينتربيرغ إلى الحالة التي تطرح عناوين كبيرة مربوطة بالحاضر على صعيد وضع المرأة في المجتمع. صحيح أنه لا يزال يحكي عن أحداث وقعت في الزمن الفيكتوري، لكن من باب الولوج إلى نيل إعجاب المشاهدات في زمن المساواة الجنسية بين الرجال والنساء (وهو زمن لم يبلور وضعًا مثاليًا بالطبع، لكنه يختلف بالتأكيد عما كان الحال عليه حتى قبل بضعة عقود، فما البال بنحو ثلاثمائة سنة أو أكثر؟).

هذه الترجمة للزمن المعاصر وردت أيضا في نسخة شليسنجر في السبعينات. كان لا بد لها أن ترد لأنها مضمون مهم في الرواية وشخصيتها أساسًا. لكن همّ تقديم شخصية امرأة مستقلة ومتحررة بقي، هناك، ضمن طيّات الاستعارة من النص الأدبي وليس بالمعايشة المعاصرة.

بإقرار الفيلم الجديد أن تقوم بطلة الفيلم بقراءة تعليق على ما يرد أو سيرد، يكون المخرج دفع المشاهد ليتوقع كل شيء من العبارات الواردة في الدقائق الأولى من الفيلم.

وفي حين أن حب راعي الأغنام غبريال (يؤديه بلكنة غير موفقة شوونيارتس) في الرواية الأصلية حدث من النظرة الأولى (نعم، كان هذا يحدث كثيرًا) فإن حيلة الفيلم الجديد لمعالجة هذا الإحساس الجامح تأتي مبتورة ما يدل، وليس للمرّة الأولى، على أن ما يمكن صياغته بالنص المكتوب، لا يمكن اختزاله بالكاميرا لأن هذه أقرب إلى الحياة من أي فن تعبيري آخر والحياة ليس فيها من عروض زواج مفاجئة إلا من بعد تمهيد وهنا التمهيد غير كافٍ.

كل ذلك ويلتقي مع الكيفية التي صاغ بها الكاتب هاردي روايته، والتي لا يمكن لأحد أن يصوغها بالطريقة ذاتها أولاً لثراء تفاصيلها، وثانيًا لصعوبة فهم منطلقات شخصيّة بطلتها والموافقة على قراراتها حتى من بعد العودة عنها. إنها رواية تستمد أهميّتها من ذلك التشخيص الجلي للحكاية حول شخصية تتحدّى الحدود المرسومة لها بالهرب إلى الأمام، وترتكب في هذا الهدف أخطاء عاطفية عندما تمنع قلبها من التجاوب مع الحب الحقيقي الذي ينتظرها (ممثلاً بشخصية غبريـال) ثم لتجد، وكما كتب هاردي بنفسه (وكرر الفيلم الحالي) أنه «من الصعب لامرأة أن تعبّر عن مشاعرها (مستخدمة) الكلمات التي ابتكرها الرجال للتعبير عن مشاعرهم».

بوليوود تغزو هوليوود بممثليها ومخرجيها

العصر الذهبي لصناعة الأفلام الهندية

نيودلهي: براكريتي غوبتا

مع انطلاق صناعة الأفلام الهندية إلى الساحة العالمية، شرعت بوليوود كذلك في غزو هوليوود.

ومع تنامي الروابط بين صناعة الأفلام في كل من الهند والولايات المتحدة، لم يكن من قبيل المفاجأة توقيع ممثلة بوليوود برييانكا تشوبرا عقدًا مع شبكة تلفزيون «إيه بي سي» الشهيرة للاضطلاع بدور البطولة في عمل فني جديد بعنوان «كوانتيكو». وتلعب تشوبرا دور عميلة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في مدينة كوانتيكو، تحمل اسم أليكس ويفر.

المعروف أن «إيه بي سي» سبق وأن أنتجت أعمالاً بارزة مثل «كاسل» و«مودرن فاميلي»، إلا أن هذه المرة الأولى التي تستعين فيها الشركة بممثل هندي للقيام بدور البطولة. اللافت أن كيلي لي، نائبة الرئيس التنفيذي للشركة سافرت إلى الهند لمقابلة تشوبرا بنفسها وتوقيع العقد. وتشارك برييانكا حاليًا في تصوير العمل الذي يشارك فيه معها دوغراي سكوت وأونجانو إليس وجيك مكلوكلين وتيت إلينغتون وجوانا برادي وغراهام روجرز وياسمين المصري وبريان سميث.

كانت برييانكا قد حققت قفزة كبرى بمجال الغناء على الساحة العالمية، حيث أحرزت أعمالا لها مثل «إن ماي سيتي» و«إجزوتيك» نجاحًا كبيرًا بالدول الغربية. وفي عام 2009، أصبحت أول ممثلة هندية تؤخذ بصمة قدمها في متحف سالفاتوري فيراغاماتو الشهير في فلورنسا بإيطاليا. كما حققت خطوة كبيرة أخرى بعالم الموضة عام 2013، حيث أصبحت أول عارضة هندية يجري تمثيلها من جانب دار «غيس» الأميركية للملابس. وقد علق الرئيس التنفيذي للدار، بول مارتشيانو، على الأمر بقوله: «برييانكا تذكرني بصوفيا لورين في شبابها وكبار نجمات الخمسينات».

وعلى دربها، سارت ممثلة أخرى من بوليوود وهي نيمرات كور التي وقعت عقدًا للمشاركة للموسم الرابع في مسلسل «هوملاند» الأميركي.

ويثبت فوز جميلتي بوليوود بمثل هذه الأدوار البارزة في أعمال فنية أميركية أن العرق لا يمكنه دفن الموهبة. وفي تعليقها على تجاربها الفنية الأميركية، قالت نيمرات: «كانت مرضية للغاية، فقد كان شرفًا لي المشاركة في أعمال بها كلير دينيس وماندي باتنكين، وقد صورت مشاهد رائعة».

ويعتبر فيلم «سلمدوغ مليونير» الذي حاز ثماني جوائز أوسكار وحقق أكثر من 100 مليون دولار في شباك التذاكر، أول من فتح أعين هوليوود على الإمكانات الفنية الهندية وصناعة الأفلام بها. وبدأ ممثلو بوليوود في المشاركة بصورة متزايدة في أفلام هوليوود.

وبعد مشاركته في أعمال هوليوودية بارزة مثل «مايتي هارت» و«سلمدوغ مليونير» و«ذي إميزينغ سبايدر مان» و«لايف أوف باي»، تحول ممثل بوليوود إرفان خان لواحد من الأسماء الفنية العالمية وأحرز نجاحًا كبيرًا في الغرب. وشارك في فيلم الخيال العلمي والمغامرات «جوراسيك وورلد» المقرر طرحه في دور العرض في يونيو (حزيران) المقبل. ومن المقرر أن يشارك في عمل هوليوودي آخر يضطلع خلاله بدور محوري يحمل اسم «إنفرنو» الذي يقوم ببطولته توم هانكس.

ومع دمج هوليوود للمزيد من الشخصيات الهندية والآسيوية في قصصها، يتطلع النجوم الهنود حاليًا نحو الغرب. وتعد تينا ديساي واحدة من الممثلات النادرات التي نجحت في ترك بصمة في صناعة الأفلام بكل من بوليوود وهوليوود في الوقت ذاته.

ولدى سؤالها حول ما إذا كانت تسير على خطى إرفان خان، أجابت: «بالتأكيد آمل في ذلك. في الواقع، عندما يسألني الناس أيا من الصناعتين أختار، أجيب بأنني أود فعل ما يفعله (إرفان)».

من ناحية أخرى، سيشاهد الجمهور قريبًا سوارج شارما، في فيلم مع جون هام بعنوان «ميليون دولار آرم»، بعدما أبهر الجماهير بأدائه في فيلم «لايف أوف باي». وخلال عام 2014، شارك للموسم الرابع في مسلسل «هوملاند» التلفزيوني.

وبعد تاريخ في بوليوود استمر ثلاثة عقود، شارك ممثل بوليوود الموهوب أنيل كابور، في أول أعماله التي تعرض في هوليوود، «سلمدوغ مليونير». كما شارك في المسلسل التلفزيوني «24» الذي حقق نجاحًا كبيرًا على المستوى العالمي حيث لعب دور عمر حسن، رئيس جمهورية كاميستان الإسلامية (الخيالية). أيضا شارك في فيلم «ميشن إمبسيبل - غوست بروتوكول» مع النجم توم كروز، وكذلك في فيلم الإثارة «سيتيز» مع النجمين كليف أوين وأورلاندو بلوم.

ومن عساه أن ينسى فريدة بنتو التي انطلقت لعالم الشهرة بمشاركتها في «سلمدوغ مليونير» عام 2008، وأكسبها دورا في فيلم «رايز أوف ذي بلانيت أوف إيبس». والمثير أنه قبل انطلاقتها الهوليوودية، حاولت المشاركة في بوليوود، لكنها تعرضت للرفض بسبب أدائها غير التقليدي.

ومؤخرًا، تلقت بالاك شوكلا، التي تتمتع باسم بارز في عالم الموضة، عرضًا من المخرج الفرنسي باتريك جان، بعدما شاهد أول مشاركة لها في فيلم إنجليزي قصير بعنوان «بابا آند ذي بيبس». وقد انبهر جان بأدائه وقال عنها إنها: «ممثلة ذكية ومثالية لأي دور».

ويعتبر أوم بوري أحد أوائل الممثلين الهنود الذين يشاركون في أعمال فنية غربية، حيث لعب دورًا في المسلسل التلفزيوني البريطاني «ساماد مياه إقبال إن وايت تيث». كما شارك في الفيلم البريطاني «ذي بارول أوفيسر»، علاوة على أعمال هوليوودية مثل «إيست إز إيست» و«ذي غوست آند داركنس» و«سيتي أوف جوي». ويعد أوم بوري رائدًا في بوليوود فتح الباب أمام الممثلين الهنود في الغرب.

وبجانب ممثلات مثل إيشاواريا باتشان، شاركت نجمة بوليوود ماليكة شيروات في مشروعات عالمية. كما شارك نصير الدين شاه في فيلم «ذي ليغ أوف إكسترا أوردينري جنتلمين» بطولة شين كونري.

ولا يقتصر الأمر على الممثلين، حيث يضطلع مخرج ومنتج بوليوود البارز فيدهو فينود تشوبرا بأول تجربة له في هوليوود بعنوان «بروكين هورسيز» ويتناول حرب المخدرات على الحدود الأميركية - المكسيكية عبر قصة شقيقين بفكرين مختلفين. وقد قضى تشوبرا (62 سنة)، في السفر إلى نيو مكسيكو وأريزونا وتكساس للإعداد للفيلم، بجانب خمس سنوات في التعمق في القصة.

وبذلك، تحول الهنود الآن إلى دور المسيطر الحقيقي داخل هوليوود أمام وخلف الكاميرا.

الشرق الأوسط في

03.05.2015

 
 

التلفزيون المصري... حكاية شريط

هشام أصلان

1

في فيديو شهير في يوتيوب، يجلس طه حسين مثل ملك متوج، يلتفّ حوله عدد من الأدباء والكتّاب الصحافيين، يدردشون مع عميد الأدب العربي في قضايا الأدب والثقافة بشيء كبير من التقدير. حلقة ليست قصيرة، أسماء بحجم نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي وثروت أباظة ومحمود أمين العالم وعبد الرحمن بدوي وأنيس منصور ويوسف السباعي، وغيرهم ممن لا يقلّون شهرة على الأقل. الصورة مشوشة، الصوت يحمل "خروشه" لكنه نقي، والكلام كان واضحاً. انتشر الفيديو في يوتيوب بعدما بثته "قناة النيل الثقافية" ذات مرة. هاتفني والدي، لأحوّل عليها بسرعة، وظل معي على الهاتف، كلانا يتفرج على الحلقة في منزله. واستفسرت منه عن بعض الأسماء التي لم أتعرف الى شكلها بسهولة.

2

صديقنا الشاعر الإماراتي عادل خزام، هو أحد المسؤولين في قطاع القنوات في تلفزيون دبي، كان احتفل منذ أيام بإطلاق قناة "دبي زمان" التي يتولى إدارتها. قال لي إن القناة ستبث كنوزاً من المواد الأرشيفية المصرية، وأن لديهم لقاءات نادرة مع أم كلثوم وتوفيق الدقن ومحمود المليجي وشادية وغيرهم من نجوم تلك الأيام. تذكرت كلاماً يردده البعض عن اختفاء الكثير من اللقاءات المهمة مع التلفزيون المصري بسبب بيعها إلى تلفزيونات أخرى.. قلت لعادل باطمئنان، ومن باب الدردشة، إنهم بالتأكيد حصلوا على هذه المواد عبر شرائها من مصر. لكنه نفى المعلومة وقال إنها لقاءات صوّرت في دبي. أصابتني الدهشة، أولاً لأنني لم أكن أعرف بوجود مؤسسة تلفزيونية خارج مصر في ذلك الوقت، حيث أن الشاشات الصغيرة لم تكن، حتى، قد انتشرت في الأحياء المصرية، والجميع يلتف حول أجهزة الراديو بسحرها التاريخي. استغربت أيضاً، في كلام عادل، الاهتمام بالحفاظ على هذه المادة لعشرات السنين، دون أن تتأثر بعوامل الزمن والإهمال.

3

في عزاء والدة أحد الأصدقاء، قابلت الشاعر والصحافي المصري أحمد الشهاوي. وكان يقدم، منذ سنوات، برنامجاً في "النيل الثقافية"، حاور فيه العديد من نجوم الحياة الأدبية العربية. سألني إن كانت لدي صيغة للحصول على نسخة من الحلقة التي حاور فيها إبراهيم أصلان. لم أفهم.. قلت "المسألة بسيطة"، لكنه قال إنها ليست بسيطة، هناك تعقيدات إدارية، وأنه علينا إنقاذها قبل أن يتم مسحها كما فعلوا في حلقته مع محمود درويش وغيره! 
سألته: مسحوا حلقة قديمة مع درويش كي يسجلوا على شريطها مواضيع أخرى، من دون الاحتفاظ بنسخة من الحلقة؟..

أجاب: نعم!

صديق آخر موثوق به تحدث معي عن حلقة ضائعة لمحمود درويش، ويتمنى ألا يكونوا قد فعلوا الأمر نفسه مع حلقة إدوارد سعيد!

4

الشريط الشهير لطه حسين من مقتنيات الأرشيف في التلفزيون المصري. وبتأكيد الصديق نفسه، يعد من الأشرطة المهمة النادرة التي تم الاحتفاظ بها من ضمن اللقاءات الثقافية القديمة للتلفزيون، والتي سجلت على أكثر من شريط. الحفاظ على الشرائط، ليس مقصودا منه جودة التخزين، كما أوضح صديقي، بل عدم مسحها لتسجيل لقاءات أخرى عليها، ومسحها دون نقلها إلى أي من وسائل التسجيل الحديثة، التي لا أفقه عنها أي شيء، غير أنه هناك، بالتأكيد، صيغ كثيرة للحفاظ على الشرائط الثقافية.

ـ لماذا يمسحون التسجيلات القديمة ويسجلون عليها حلقات أخرى، ولا يسجلون على شرائط جديدة؟

ـ لأنه، ببساطة، لا توجد شرائط جديدة!

ـ ماذا عن أسهل طريقة للاحتفاظ بالتسجيلات المهمة في حال عدم وجود شرائط؟

ـ ببساطة أيضا، يستطيعون نقلها على "هارد ديسك" أو أكثر.

5

في 1966، أنتجت الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي، فيلم "صغيرة على الحب".. الناس يتذكرون الأوبريت الرئيس، والذي سمي الفيلم باسمه. غير أن هناك مساحة في الوجدان، تحتلها أغنية "التتر" عن مبنى مهول الحجم والإمكانات، كان كبيراً كما تطلعات الدولة التي أنشأته. ذهبت التطلعات، وبقى المبنى مصاباً بشيخوخة جاءت أسرع مما ينبغي.

المدن الإلكترونية في

03.05.2015

 
 

رحلة مع. ملحمة أكتوبر. العظيمة

بقلم: سعيد عبدالغنى

اثنان وأربعون عاما. ونحن نحتفل كل عام بنصر أكتوبر العظيم. اثنان وأربعون عاما ونحن ننتظر ونبحث عن فيلم أو عدد من الأفلام تحكى للأجيال تفاصيل هذه الملحمة المصرية. لتتعرف عليها الأجيال فى مصر. كما عرفتها الأجيال فى دول العالم. كل العالم. كانت الملحمة المصرية. العبور العظيم من أوائل اهتماماتها. بل وتدرس للعسكرية العالمية فنون وأسرار نجاح هذه العملية العسكرية المدهشة. ولماذا نخترل حرب أكتوبر فى فيلم واحد حتى الآن. إن لكل قائد. وأسرة. وجندى. وشهيد مصرى دور يستحق فيلما عالميا. وقصص البطولات جاهزة. لاينقصها إلا السيناريو. فهل تستطيع السينما أن تعبر أزماتها بأفلام العبور. أفلام الحروب التى تعرض حتى الآن حققت للسينما العالمية المليارات. والتجهيزات السرية التى أدت لنجاح العبور تستحق أفلاما تاريخية!.

انتظرنا اثنين وأربعين عاما أن تنهض السينما من صمتها. وسكونها وتقدم هذا السيل الجارف من البطولات التى قدمها جنود من شباب مصر. وقادة من علماء مصر. وشعب من شعب مصر. الكل اشترك فى هذه الملحمة حتى حقق العبور. والنصر التاريخى الذى لم يحدث للعدو الإسرائيلى طوال حياته. وهز عرش التعالى والغرور. ودفنه تحت تراب مصر أيام النكسة. والتى اغتصبت فى غفوة تاريخية. واستطاعت مصر بعدها فورا بحرب استنزاف رائعة والتى كانت بداية الطريق للعبور. والتخطيط له بأحدث الوسائل العلمية - وأغربها من الردارات العلمية إلى الردادات البشرية من الجنود المصريين الرابضة خلف تبات ومواقع العدو. ترصد مواقعه وتحركاته طوال أيام وصلت إلى مائة يوم بقيادة النقيب سامى بركة. وتساندها حرب الاستنزاف دون انقطاع.

وقيام أبطال الصاعقة. بدورها التاريخى فى إغلاق فتحات الأنابيب التى جهزت فى عمق مياه البحر من خلال خط برليف الحصين الذى أعلن أنه لن يهدم إلا بالقنابل الذرية. وكان القصد من هذه الأنابيب هو اندلاع النيران منها عند حدوث أى عبور على سطح مياه البحر. فتم سدها بنوع خاص من أخشاب بعض الأشجار التى أجريت عليها كثير من الأبحاث والتجارب. واستطاعت خراطيم المياه القوية أن تهزم خط برليف المنيع بعد أن أزالت مياه الخراطيم القوية. وفتحت ثمانين فتحة عبور على خط برليف من خلال سلاح المهندسين ومن ذلك المهندس المقدم باقى زكى. الذى استغل أسلوب جرف التراب بقوة طلمبات المياه من النيل أيام بناء السد العالى. وكان أحد رجال بناء السد وتم القيام بهذه الفكرة لجرف تراب خط برليف الحصين من خلال طلمبات وأنابيب تضرب تراب خط برليف الحصين لتعبر قواتنا بكل أسلحتها إلى أرضها المحتلة. طبعا قام سلاح المهندسين بأكثر من ثلاثمائة تجربة أثبت نجاح الفكرة وأزالت ثلاثة ملايين متر مكعب من التراب والأتربة.

وبدأت الملحمة بسلاح الطيران. قامت - 222 - طارة بأول طلعة ودمرت عددا من مواقع مطارات العدو. وعددا كبيرا من محطات الرداد. ومواقع المدفعية بعيدة المدى تحت ستار طلقات - 2000 - مدفع على طول الجبهة المصرية بالقصف لمدة - 53 - دقيقة بمعدل - 175 - دانة فى الثانية. وعادت الطائرات بعد نجاح طلعتها الأولى. وكان اختيار موعدها مفاجأة للعدو. وللعالم كله. وغيرت المواعيد المتعارف عليها فى الحروب التى عرفت بأنها إما أن تكون ليلا. أو فجرا. وكان موعد بداية الملحمة الحرب المصرية الساعة إثنين وخمس دقائق يوم السبت السادس من أكتوبر. فى عز النهار.

وانطلقت القوات بمراكبها المطاطية. وندائا الرائع - الله أكبر - وهى تبدأ صعودها على تراب بارليف الحصين وهى تحمل كل مصداتها. وبدأ أكثر من ثمانية الف مقاتل فى الصعود إلى قمة تراب برليف. ثم بعد دقائق وصل العدد إلى ثلاثة وثلاثين الف مقاتل استخدموا سبعمائة وخمسين قاربا. وعدد ألف وخمسمائة سلم للصعود إلى القمة. ورفع العلم المصرى على أعلى قمة من أرض مصر التى عادت وفى الأيام الثانى والثالث والرابع. كان الجيش المصرى قد نجح نجاحا. مدويا أدى إلى إنهيار الجيش الإسرائيلى. الذى تم تدميره. وتحطم عدد كبير من الطائرات الإسرائيلية. وتركت بسقوطها على أرض سيناء. تركت السماء للطيران المصرى ليقوم بمهامه ومساندة جنوده المصريين البواسل. الذى يستحق كل فرد فيه عمل فيلم سينمائى عالمى حرى بالسينما المصرية القيام بتقديمه لأجيال عصرنا، وكانت نتيجة الهزيمة على إسرائيل لها صرخات من رؤسائها فى القيادة العسكرية والسياسية تطلب من أمريكا المساعدة. وجعلت الهزيمة لبكاء جولدامائير وهى تطلب من هنرى كسينجر وزير خارجية أمريكا. أن ينقذها هى وإسرائيل من الضياع. ورد عليها بجملته الشهيرة التى قالها لجولدامائير. ياوجولدامائير. لقد خسرت الحرب. وسوف نقوم بإسعافك وفعلا قدمت أمريكا مساعدات عسكرية بإرسال دبابات جديدة بكامل طاقمها. وعناصر أخرى عسكرية لمساندة إسرائيل. وظل الجيش الثانى والجيش الثالث. يتحكم بإنتصاره فى أرض سيناء أرضه. وجزء مهم من وطنه والذى نجح فى عودتها إلى مصر!.

وبعد هذه الرحلة السريعة مع ملحمة العبور العظيم. وبعض التفاصيل المبهرة. والمذهلة. والتى يمكن أن تقدم أفلاما رائعة أبطالها وقصص بطولتهم. وشهداؤهم. وأسرهم. وتحقيق إنتصاراتهم المبهرة للعالم. كل هذه الأشياء لم تقدمها السينما بأفلام سينمائية عن هذه الحرب المذهلة وبطولات رجالها جنودا. وقادة!

وإن كانت هناك قد ظهرت بعض الأفلام عن حرب أكتوبر لم تكن للأسف على مستوى هذه الملحمة الكبرى. فهل تستطيع السينما بعد اثنين وأربعين عاما عاشتها فى صمت. أن تعبر من صمتها فى انتصار العبور الكبير لسينماها. وتقدم أفلاما لتتعرف عليها الأجيال المصرية كما عرفتها الأجيال فى دول العالم. والسينما العالمية مازالت تعرض أفلاما عن الحرب العالمية. الأولى. والثانية. والثالثة. التى تدور أحداثها فى العالم هذه الأيام!

وهل يمكن للسينما تحقيق أفلام الملحمة. والقوات المصرية المسلحة لن تدخر وسعا للمساعدة الفعالة فى تسهيل إخراج هذه الأفلام على المستوى الخاص بالانتصار. دون المساس طبعا بأى أسرار تظهر. تحافظ على سريتها القوات المسلحة. من أجل أمن مصر!.

وأظن أن السينما المصرية ترغب فى الانتظار لمدة إثنين وأربعين عاما أخرى. بمجرد الاحتفالات بذكرى انتصار اكتوبر دون أن تفيق. أظن ومتأكدا أن السينما ستحقق انتصارا لسينماها. بأفلام الملحمة العظيمة! 

عيون المشاهد.

فى منتهى السعادة

عيون المشاهد. فعلا فى منتهى السعادة هذا العدد. لما شاهدته وعاشت فيه من أخبار سعيدة. نشرتها الجرائد والمجلات لأحداث مليئة بالفرحة. والسعادة. من خلال الجمعيات المصرية. واللبنانية. والعربية. والأجنبية. وكلها تشير إلى أن دور الجمعيات له أهمية كبيرة فى إسعاد الأطفال. والنجوم فى عالم الطرب. ونجوم السينما وأفلامها التى تعرض فى المهرجانات الدولية. وتحصل على جوائز هامة لأفلامها المصرية.

ورحلة سريعة مع هذه الأحداث التى أسعدت قلوب النجوم. والأطفال. وكل من عرف بها. ولنا مع نماذج من أخبار السعادة التى تعيش معها قلوب كل عيون المشاهدين!

- بدأت أكاديمية الفنون. تكريم الفنانين من مصر. والوطن العربى وكانت الأكاديمية قد منحت الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب. الدكتوراه الفخرية عام - 1975 - وهذا العام منحت الدكتوراه الفخرية للنجم الهندى الشهير أميتاب باتشان. أثناء مشاركته فى مهرجان الهند على ضفاف النيل ومنحت الأكاديمية الدكتوراه الفخرية. المطرب الإماراتى حسين الجسمى والكويتى عبدالله الرويشد. والسعودى عبادى الجوهر. والفنانة المصرية المحبوبة شادية. وعبرت النجمة شادية عن فخرها واعتزازها بهذا التكريم من خلال كلمة مسجلة أرسلتها. للمشاركة فى أمسية التقدير والوفاء. وختمت الجملة. بحبك يامصر. وتحيا مصر!

- والحدث الثانى. كان فى الاحتفال. بيوم اليتيم العربى. العاشر. والذى نظمته دار الأورمان. والتى غنت فيه الفنانة صفاء أبوالسعود. بعد تكريمها، وغنت عديدا من أغنياتها الشهيرة الخاصة بالأطفال وسط تفاعل كبير من الأطفال الحاضرين. وشاركت فى حفل زفاف لأكثر من 150 - عريسا وعروسا!

وأعاد يوم اليتيم الفنانة نجوى فؤاد بعد سنوات اعتزالها الرقص. وقامت بالرقص أمام الأطفال الذين رحبوا بها واستقبلوها بحب شديد. واشترك إيمان البحر درويش وغنى للأطفال اليتامى الذين شاركوه الغناء. واشترك الأطفال اليتامى الفناء مع تامر حسنى بكل حماس.

- الحدث الثالث. أقامته الجمعية الخيرية لرعاية المسنين فى لبنان. برئاسة آسيا قاسم. وأقيم حفل التكريم فى مصر للمرة الأولى. بغرض رغبة الجمعية لدعم العلاقات الخيرية بين مصر. ولبنان. وكرمت الجمعية اللبنانية عددا كبيرا من نجمات الوطن العربى. منهن لطيفة. ولبلبة. وسلاف فواخرجى. وإلهام شاهين ونيللى كريم. وبوسى شلبى. ومجموعة من الشخصيات السياسية. وتم تكريم الراحلة. صباح. تسلمته ابنة شقيقتها. جاتو. وقامت بغناء. سلمولى على مصر!

- الحدث الرابع. هو المفاجأة السينمائية السعيدة. بفوز الفيلم المصرى الفيلم الأزرق - بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى مهرجان بروكسل الدولى لأفلام الرعب والإثارة فى دورته الثالثة والثلاثين والتى أقيمت فى مسرح بوزرار أكبر وأعرق المسارح البلجيكية. وكانت المفاجأة لمخرج الفيلم مروان حامد. حتى اللحظة الأخيرة التى طلب منه قبل الإعلان عن الجوائز أن يجلس بجوار سلم الصعود إلى المسرح. وأعلن عن فوز الفيلم. وتسلم الجائزة. وكان رد الجمهور كبيرا وإيجابيا. وإعجابا بالفيلم. وقف على خشبة المسرح وهو يحمل الجائزة. وكان عليه أن يغنى بناء على طلب الجماهير حيث جرت العادة فى هذا المهرجان منذ تأسيسه أنه يكون على من يفوز بجائزة ويقف على المسرح أن يغنى. والطريف أن مروان قام بغناء أغنية المطرب الشعبى أحمد عدوية - السح الدح إمبو - وخيم المسرح بالتصفيق ورد الجمهور كلمات الأغنية بترحاب كبير!

عيون سعيدة لاتنام 

غرائب المهرجانات السينمائية العالمية

يبدو. أن مهرجان كان يريد أن تكون دورته القادمة. شكلا ثانيا. وجديدا. ودورته القادمة رقم - 86 - بعد أن أعلن عن عدم التصوير بأسلوب صور - السيلفى على السجادة الحمراء. والتى انتشرت فى الفترة الأخيرة. بسبب أنها تتسبب فى فساد تنظيم العديد من الاحتفالات. قررت إدارة المهرجان استخدام. أفيش - البوستر - الخاص لدورة هذا العام. باختيار النجمة العالمية. إنجريد بريجمان تكون هى أفيش دورة هذا العام. ومع الاحتفاظ طبعا بشكل جوائز المهرجان التى على شكل السعفة الذهبية تحت صورة نجمة. أو نجم الأفيش. حتى لايفقد المهرجان أهم عناصره. الذى يحملها منذ سنوات بدايته. والمشهور بها. وطبعا مهرجان الأوسكار المنافس دائما للمهرجانات الدولية. يتمسك بالتمثال الذهبى. أوسكار. المجهول. أبدا. والتكريمات تكون بإهداء هذا التمثال. وقام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى. فى دورته الماضية. العام الماضى. بوضع صوره النجمة نادية لطفى. وعيونها لتكون أفيش المهرجان. ودون إهمال. الهرم الذهبى. الأفيش الدئم لمهرجان القاهرة السينمائى.

ويبدو أن ظاهرة. أشكال البوستر للمهرجانات ستتكرر كثيرا. فى دورات المهرجانات السينمائية. تحت مقولة. تكريمات لمشوار النجمات. أو النجوم. لمشوارهم الفنى. أو لإحياء الذكرى السنوية أو المئوية على ميلاد النجمة. مثل أنجريد بريجمان. مع ذكر مشوارها السينمائى لتقديمها عديدا من الأفلام المستقلة وغيرها الهوليوودية. والتى قالت عنها. ابنتها إيزابيلا روسولينى. أنها كانت تعشق عملها كممثلة. وكان التمثيل بالنسبة لها موهبة وليس مهنة. وكانت تقول. أنا لم أختر التمثيل بل التمثيل هو الذى اختارنى. وسيتم عرض فيلم وثائقى لها فى المهرجان! وتظل المهرجانات فى تقديم غرائبها السينمائية!. 

الفيلم. وصل. يا فندم

وفعلا. نجحت آمال. الجاسوسة المزدوجة. فى ضربتها الأولى. الخاصة بوجود ثلاثة أجهزة إطلاق صواريخ على طائرة جولدا مائير. وهى موجودة فى ثلاثة مطارات بتل أبيب. وفعلا تمكنت قوات الأمن الإسرائيلى من العثور على أجهزة الصواريخ الثلاثة فى مطارات تل أبيب. وكان هذا الخبر الذى أعلنته آمال لرجال الأمن الإسرائيلى فى أول لقاء لها معهم. سببا فى سعادة قوات الأمن الإسرائيلى بهذه الأخبار التى أعلنتها الجاسوسة آمال. وتم عقد اجتماع مهم وكبير ضم قيادات الأمن الإسرائيلى لتكريم آمال المصرية جسوستهم على مصر. وبمعلوماتها الصادقة التى أنقذت جولدا مائير من إنفجار طائرتها. وطبعا كان من قامت بوضع هذه الصواريخ هم رجال الأمن القومى المصرى. ليساعدوا آمال فى مهمتها الجديدة. وخلال هذا الاجتماع الذى أقيم لتكريمها. تعرفت على شخصية أحد ضباط الجيش الإسرائيلى. الذى مهمته الحفاظ على قطاع الأجهزة السرية الخاصة بكل الأسلحة الجديدة التى حصلت عليها إسرائيل مسجلة على أشرطة. فى الحجرة الكبيرة التى يحمل مفاتيحها هذا الضابط الذى أعجب تماما بآمال. وأصبح صديقا لها. وبدأت هى فى إغرائه بحبها المفتعل والقادرة على أدائها. وفى لقاء معها مع هذا الضابط بعد لقاءات عديدة كان فى إحدى حجرات أحد الفنادق. وبدأت معه بشرب الخمور فى الحجرة بعد أن وضعت فى كاسات الخمور التى يشربنها معا. راح الضابط فى نوم شديد. ونام مخدرا. وهنا استطاعت آمال. الحصول على مفاتيح الحجرة السرية التى يضعها الضابط فى سلسلة حول رقبته. باستمرار حرصا منه. وحتى لا يأخذها أحد. وكان يوجد فى الفندق بعض عمال توصيل الطلبات إلى الزبائن. وكان منهم عدد من المصريين يعملون لصالح قوات الأمن المصرى. وقامت آمال. بعد أن ظهر الشاب. وهو يحمل بعض الأغذية. وبينها كتلة من مادة لينة. وقامت آمال. بطبع المفتاح عليها مرتين. وحملها حامل الغذاء. وانصرف بها. وانتظرت آمال عودة هذا العامل. صباح الغد. بالإفطار. وهو يحمل المفتاح الذى تم رفعه وعمله مع رجال الأمن المصرى الذين يقومون بمساعدة آمال. فى مهمتها. وهم يعملون بالخفاء فى مهن عديدة فى إسرائيل. واستيقظ ضابط الأمن المهم. والمخدر فى الصباح وأول ما قام بعمله. هو الإطمئنان على وجود المفاتيح الخاصة بحجرة الأسلحة الهامة التى يحافظ على سريتها. وأطمأن بوجودها. وأسرع بالانصراف بعد أن داعب بحبه لآمال. وانصرف على موعد لقاء معها!.

وأسرعت آمال. إلى محل ملابس. صاحبته مصرية. وحصلت على رداء الجنود الإسرائيليين من النساء. وبدأت رحلتها. إلى داخل مبنى الأمن الكبير الذى به حجرة الأسلحة المهمة. التى لابد من تصويرها وإرسالها فيلمها إلى مصر. من خلال وجود عناصر من الأمن المصرى. فى تل أبيب. وفعلا بعد عديد من المواقف الخطرة. دخلت آمال إلى الحجرة وساعدها المفتاح فى الدخول. وجلست لتصور بسرعة. وبدقة شديدة كل الأشرطة المسجل عليها صور الأسلحة. بالكامل. وطبعا كان مشهدا صعبا جدا. من البداية حتى انتهت من تصوير كل الأسلحة المصورة على أشرطة سرية جدا. وخرجت وهى فى ملابسها العسكرية. تحمل الفيلم الذى يحمل كل صور الأسلحة المطلوبة. وعادت إلى المحل الذى حصلت منه على الرداء العسكرى. وأطمأنت على أن مهمتها قد تمت بنجاح وتم إرسال الفيلم إلى مصر بعد أن أعطته لأحد رجال الأمن المصرى الموجود فى إسرائيل!.

ووصل الفيلم إلى القاهرة. وهو يحمله ضابط الأمن المصرى الى يقوم بدوره المنتج الخاص بالفيلم محمد مختار. الذى أصبح ممثلا لدور ضابط الأمن المصرى. ووقف أمام رئيس المخابرات الذى قام بدوره الراحل النجم الكبير كمال الشناوى. ويقول له. الفيلم وصل يا فندم!

واقترب الفيلم. من النهاية!.

وإلى لقاء!.. 

الأهرام المسائي في

03.05.2015

 
 

سينما 2015

يحرره: تقدمها: خيرية البشلاوى

"أوكا" و"أورتيجا" و"وزة".. واللي يحب ربنا يرفع إيده

في شهر رمضان الماضي حينما اتسوق في أحد الاحياء الشعبية في مدينة السادس من أكتوبر. شد انتباهي وبقوة أغنية "هاتي بوسة يابت. هاتي حتة يابت" الكلمات والموسيقي الصاخبة واجهزة الكاسيت المنتشرة في السوق كما لو كانت علي اتفاق لبث الأغنية التي تتفق مع جلال الشهر. والناس جميعا صيام. والكل يتسوق لوجبة إفطار طيبة.. "هذا ما جال في خاطري وقتها ومن وجهة نظري بطبيعة الحال".

ولم أكن قد سمعت هذه الأغنية من قبل. ولم أكن اتصور أن مثلها يحقق هذا الأنتشار الواسع. ولم تكن الوسائط الجماهيرية "راديو ـ تليفزيون" تبثها حتي ذلك الحين.

وفي الاسبوع الماضي وبينما أمر أمام دار سينما "اوديون". وفي قاعة "زاوية" قرأت إعلانا لفيلم: "اللي يحب ربنا يرفع إيده" ولم أكن قد شاهدته أو سمعت به.

أعترف بجهلي وبدافع الفضول توجهت للشباك وحجزت مكانا. وانتظرت موعد العرض.. ولم يمض وقت طويل حتي وجدتني أمام الشاشة اتابع قصة ظهور وصعود "أوكا" مطرب أغنية "هاتي بوسة" ورفيق دربه "اورتيجا" وصديقهما "وزة" لابد أن اعترف بالقصور أولا عن عدم متابعتي لإفرازات الثقافة الشعبية السائدة والظروف التي احاطت بشيوعها ودور صناعة الترفيه في انتشارها والسوق الذي أفسح لها مكانا وسط الناس. ومزاج الناس انفسهم الذين تواصلوا معها و.. والخ..

صحيح أن الأفلام السينمائية في أغلبها استثمرت هؤلاء المطربين وجنت من وراء تسويقهم علي الشاشة أموالا كبيرة وروجت لهم مثلما روجت "للراقصات" وابقتهم علي مدي سنوات مادة أصيلة في قصص الأفلام.. مؤخراً سمعنا "محمود الليثي" في جل انتاج سينما "السبكي" ورانيا "اوكا واورتيجا وشحته كاريكا في أفلام سينيمائية".

وفي الفرق الشعبية التي تعكس احد اشكال الثقافة السائدة في الأحياء الشعبية الجديدة "العشوائيات" وفي المهرجانات التي يحيونها وتحضرها جماهير عريضة ويعاد انتاجها في أفلام يلعبون بطولتها وتحقق عائدا مرضيا.. انها ثقافة منشرة جداً ومؤثرة تساندها جماهير عريضة.

ولابد أن أعترف بالقصور الذي يطول أيضا وسائل الاتصال الجماهيرية الرسمية مثل الراديو وقنوات التليفزيون لتجاهلها التأثير الكبير الذي تمارسه مثل هذه الثقافة الشعبية بتجلياتها في مجال الاغنية والمهرجانات الشعبية المعتمدة علي المطربين الذين صاروا جزءا عضويا في نسيج الثقافة السائدة.

ولست في حاجة إلي التذكير بالدور الذي تلعبه الثقافات الشعبية في الشعوب والمعروفه بالـ"بوب كاتشر pop caltna" والتي في جوهرها تشكل جموع الأفكار والموقف وطرق النظر إلي العبور والطبقات الاجتماعية والظواهر التي تدخل في نسيج التيار الرئيسي للثقافة المحلية وتؤثر بقوة علي أساليب الحياه اليومية للأفراد وللمجتمع بالضرورة.

أوكا واورتيجا وكاريكا والليثي ونظائرهم من النساء ونوع الموسيقي والطرب وكلمات الأغاني واساليب الاداء ليست سوي مرحلة من مراحل تطور المجتمع وثقافتة الشعبية يمثل الغناء والطرب الشعبي الذي يضم عشرات الاسماء التي وصل انتاجها إلي اسماعنا بعد الاعتراف "الرسمي" باصواتهم ووصول اغانيهم إلي القنوات "الشرعية" "شفيق جلال. ومحمد طه. وخضره محمد خضر. "وابودراع" وليلي نظمي وحسن الاسمر وحتي العزبي. ورشدي.. إلخ".

وأسباب القصور أن الناس عادة ما تنظر إلي مثل هذا الانتاج للثقافة الشعبية بقدر من التعالي. وباعتبارها اشكالا متدنية من التعبير. وقد يكون ذلك من وجهه نظر كثيرين صحيحا. ولكنها شئنا أم ابينا تمثل إنعكاسا لثقافة دارجة وسائدة وتشق طريقها إلي وجدان نسبة كبيرة من الشعب المصري أيا كان رأينا الشخصي فيها. ربما رأي البعض منا انها لا تستحق الالتفات وانها لا شك تواجه احتقارا يقلل من أهميتها وأيا كان الأمر فهي في نهاية المطاف تعبر عن ذوق العامة وقيمهم وتشكل وجدان شرائح لا يستهان بها من الناس. وتعكس مزاجا يشبعه عن قصد وبهدف الربح تجار هذه الثقافة.

لقد عبر فيلم "اللي يحب ربنا يرفع ايده" عن ذكاء المخرجة سلمي الطرزي ووعيها بالدور الذي يلعبه امثال اوكا واورتيجا واغانيهما التي تجذب جمهورا كبيرا. ومن ثم رأت أهمية تسجيل مشوارهما من دون تدخل من جانبها حتي يعبر الفيلم عن عفوية هذه الثقافة. وعن الأحياء الشعبية مثل حي "المطرية". الذي يعتبر بيئة مواتية لميلاد نوع من الطرب يعبر عن سكانها وعن ثقافة تحتية موازية ومؤثرة جدا وكاشفة في نفس الوقت عن مسار الوجدان الشعبي في اطار تطور المجتمع نفسه. الذي تشكلت في صعوده هوة سحيقة بين من يملكون ومن لا يملكون. بين الفقر المدقع والفقر المحتمل وبين الغني الوحشي.. واللافت أن الفيلم يشير في ثناياه إلي "طبقية" الثقافة والي عملية "العبور" من شريحة إلي أخري بفضل النجاح الجماهيري الذي تحقق لمطرب مثل "عمرو دياب" وفكرة "الإنتقال" من شريحة إلي أخري استخدمتها المخرجة كحيلة في معالجتها لنشأة الثنائي "اوكا واورتيجا" حيث يبدأ الفيلم وهما في سيارة "وزة" "فنان" الـ"دي جي" الذي يؤجر في الأفراح وينتهي بنفس "السيارة" ولكن بعد انفصالهما عن "وزة" واستقلالها في كيان فني منفرد.

ويسجل فيلم "اللي يحب ربنا".. تمسك المطربين بانتمائهما العملي والفني والمهني بالحي الشعبي "المطرية" رغم انتقالهما من حال إلي حال علي مستوي النجاح الجماهيري الذي يتبعه بالضرورة نجاح مادي وادي هذا النجاح الي التفات وسائل الاتصال الجماهيرية إلي ضرورة استثمار هذا النجاح في "الاعلانات" التجارية. وبالطبع في وسائل التأثير الشعبي الأخري مثل الفيديو كليب. والـ "دي في دي" وبالطبع السينما.

"هاتي بوسة".. هاتي حتة".. وانتشارها بهذه الكثافة حتي في الشهر الفضيل. ليس نفاقا مجتمعيا ربما. ولا هي إزدواجية. ولكنها جزء من الروح السمحة الرافضة بأي شكل للتطرف والتعصب وعلي نحو تلقائي فلم أرصد حالة واحدة وسط زحام الناس في السوق تستهجن هذا الالحاح الثقيل لأغنية تقول كلماتها "هاتي بوسة يابت..." وقد يقطعها المكيرفون صلاة الشيخ الذي يؤذن للصلاة. وقد يختلط الصوتان وربما هرع أحد الباعة من أصحاب "الكاسيت" إلي الصلاة من دون أن يستشعر حالة التناقض أو المفارقة أو النفاق!!.

"اوكا" و"اورتيجا" لا يهتمان ربما بالسياسة ولكنها واعيان بتأثير التطرف الديني ويخشيان من حكم "إخواني" يحرم بضاعتهما ويصادرها.

إن أعمال هؤلاء المطربين الشعبيين الذين يتزايد انتشارهم ومن ثم تأثيرهم يشكل جزءا رئيسياً في ثقافة "الاستهلاك" أو الثقافة الاستهلاكية. التي يسيطر عليها "الميديا" الخاصة صناعة أصحاب رؤوس الأموال التي تنتج وتمول وتعرض وتوزع منتجات هذه الثقافة بل وتستورد وتدعم ظواهرها الطفيلية من أمثال "سما" و"صافينار" وبرديس والخ. فريق "الاستعراضات" حيث انتشر مصطلح "فنانة استعراضية" طبعات من النساء اللاتي يدخلن تحت مظلة الترفيه الشعبي الذي يقدم المتعة اللحظية المريحة والسهلة التي توزع علي نطاق واسع وعلي حساب مساحات المعرفة والفهم لقيم الثقافة الرفيعة والأصيلة.

في الخمسينات والستينات إستأثر التليفزيون بالنصيب الاكبر في صنع اذواق الناس وتغذية عقولهم بما هو استهلاكي وسريع مثل الوجبات السريعة.. وبعد ذلك دخلت وسائل أكثر سيطرة واستلاب لعقول الجماهير مثل الفيديو والكاسيت و"الدي في دي" ثم الانترنت .. الخ
لقد تم استبدال الفنون الرفيعة والثقافة الشعبية الأصيلة للجماهير الشعب بثقافة استهلاكية يتم تصنيعها علي نطاق واسع لإشباع اكثر الجوانب تدنيا في البشر.

رنات
رأي مختلف في "الرقابة"

بقلم: خيرية البشلاوى

كريستوف كيشلوفسكي "1941 ـ 1996" مخرج وكاتب سيناريو بولندي. اشتهر بأفلامه "ثلاثية الألوان" و"الحياة المزدوجة". لـ"فرونيك" وهو حسب تعريف الموسوعة "ويكيبديا" من أعظم المخرجين تأثيراً في العالم

لهذا المخرج المهم. رأي في الرقابة علي الأفلام يختلف عن الرأي السائد الآن.. حيث يري أن السينما الأمريكية حققت عصرها الذهبي وأنتجت أعظم أفلامها في الفترة من الأربعينيات وحتي بداية الستينيات.. في عصر الرقابة. وفي ظل "قانون الإنتاج" "Production Code" وقانون "Hays Code" وقانون "العفة" الذي فرضته الكنيسة الكاثوليكية. "Legion Of Decenccy". 

فبسبب الرقابة وقوانينها تواصل الكتاب ومديرو دور العرض "الموزعون" والمخرجون حتي يتجاوزوا الحدود الرقابية. ويجدوا طرائق تجعل المتفرج بدوره يتواصل ويفهم ما يرنو إليه صناع الأفلام. كانت الرقابة تضع العراقيل. وعلي صناع الأفلام الالتفاف حولها بمهارة وحرص من أن ينزلق علي الجليد. وكنا نرسل "الإشارات" ويستقبلها الجمهور. ويتفاعل معها. في حين لا يلتفت الرقباء ويصبح لا حول لهم ولا قوة. لأنهم غير قادرين علي الإمساك بهذه الإشارات أو إدانتها

وقد خلق هذا رباطاً خاصاً بين الفيلم والجمهور. فقد كان الجمهور يفهم ما يلمح إليه المخرج. ويتجاوب بأفضل مما كنا نتوقع. لقد فهموا نوايانا. وتوحدوا معنا. وحققت الأفلام نجاحاً كبيراً "المواطن كين.. ذهب مع الريح.. وإلخ..".

لقد كنا صناع الأفلام ضد "النظام" وضد "الرقابة" وكان الجمهور معنا علي نفس الخط. ولهذا السبب فهم كل منا الآخر

كيشلوفسكي. يري أنه بدلاً من الشكوي من الرقابة علينا أن نجد طريقة لاستخدامها. ولكن لمصلحتنا. فهي علي نحو أو آخر. تُقوي الإمكانيات الإبداعية للمخرج. وتدفعه للابتكار لتجاوز عقبات التعبير. فلم تكن "القبلة" هي القبلة. وإن كانت موجودة. ولا النظرة هي نفسها

وكان علي صناع الفيلم الإمعان في خلق تعبير دقيق ومتكامل يضفي بعض الغموض علي الفيلم. ويدفع المتفرج إلي التقاط ما بين التفاصيل المرئية.. ومع غياب الرقابة صارت اللغة أكثر صراحة ومباشرة والصورة مكشوفة بكل دلالاتها

قانون الإنتاج في عام 1934. أجبر ملاك الاستوديوهات علي تنقية إنتاجهم بما لا يخدش المعني والدلالة وكذلك قانون "العفة" الكاثوليكي.. وبالمثل أجبر الجمهور علي تعلم اللغة "المغطاة" والتي تحمل أكثر من معني. وأكثر من إشارة. فلم تكن "القبلة" مجرد قبلة مادية ملموسة. وإنما شحنة حسية لا يملك الرقيب أن يصطادها

وفي السنوات التي خضعت للرقابة والتي عرفت بعصر هوليود الذهبي. خرجت الكوميديا الموسيقية والابتكارات الفنية في لغة الصورة. وافتتن الجمهور بروعة الاستعراضات. وبأروع ما جادت به براعة المخرجين الذين صنعوا مجد السينما الهوليودية. والنجوم الذين ألقوها حتي الآن. تتلألأ بالبريق والمجد الفني

أفلام مثل "العربة" و"السيد سميث يذهب إلي واشنطن" و"الغناء تحت المطر" و"أضواء المدينة" و"شمال شمال غرب".... إلخ

ويقال إن العصر الذهبي لهوليود انتهي مع الستينيات من القرن الماضي. انتهي مع رقابة "التصنيف" Rating أي منذ أن ترأس جاك فالانتي الجمعية الأمريكية للسينمائيين الأمريكيين. Mpaa والذي ألغي جميع القوانين الخاصة بالرقابة علي الأفلام

إن حرية التعبير لا تقتلها الرقابة. لأن الحرية لا تعني انتهاك الحرمات وإسقاط الرهافة الفنية لحساب الفجاجة والوقاحة واغتيال العفة. والوجبات الترفيهية التي قدمها المخرجون المبدعون لا تتضمن بالضرورة أطباقاً جنسية صادمة. ولا قاتلة للقيم الأخلاقية

وبالقياس مازال الجمهور المصري وباختلاف أجياله يستمتعون بأفلام الأبيض والأسود. ويضعون نجوم هذه الحقبة علي رأس قائمة النجوم الذين صنعوا تاريخ صناعة السينما في مصر

ولو حاولنا أن نستعيد أمجاد هذه الصناعة الوطنية سنجد إجابة مقنعة علي كل الأسئلة المطروحة الآن والجدل الصاخب حول "الرقابة" فهذه الرقابة نفسها هي التي سمحت وتسمح بأسوأ وأردأ الأفلام وأكثرها "انحلالاً" وتدنياً فنياً وتحرراً فنياً وتحرراً من كل القيود

والقيمة الإبداعية لا تعني الانفلات ولا تتطلب هذا الصراخ العاجز من أجل التحلل من الرقابة.

المساء المصرية في

03.05.2015

 
 

"إيفرلي" لسلمى حايك يصل السينمات الإيطالية

24 ـ محمد هاشم عبد السلام

يعرض حالياً في دور العرض الإيطالية، بعد عرضه في السينمات الأمريكية وبعض الدول العربية، الفيلم الأمريكي "إيفرلي" من إخراج جو لينش وبطولة النجمة سلمى حايك.

تدور أحداث الفيلم، الذي ينتمي لنوعية أفلام الإثارة والحركة والعنف، ويمتد زمن عرضه لأكثر من ساعة ونصف الساعة قليلا، حول "إيفرلي" (سلمى حايك)، تلك المرأة التي تحاول الدفاع عن نفسها ضد مجموعة من القتلة المأجورين، الذين أرسلهم زوجها السابق "تايكو"، رئيس إحدى عصابات الياكوزا، للقضاء عليها بعدما حبسها لسنوات داخل مسكنها، وقيامها بالإبلاغ عنه.

وبالفعل يصل هؤلاء القتلة واحدًا تلو الآخر، إلى المسكن الذي تقيم فيه إيفرلي، وبينما هي محبوسة في مسكنها تحاول بشتى السبل الدفاع عن نفسها بمختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة، في حين تتواصل تليفونياً مع والدتها "إديث" لتأمينها، والاطمئنان على ابنتها، الأمر الذي يزيد من صعوبة المهمة عليها.

اشترك في بطولة الفيلم، إلى جانب النجمة سلمى حايك، الياباني هيروكي واتانابي في دور "تايكو"، وجابريلا رايت في دور "آنا"، وجينيفر بلانك في دور "دينا". وقد اشترك المخرج في كتابة سيناريو الفيلم مع كاتب السيناريو والقصة بيل هانون.

24 الإماراتي في

03.05.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)