كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

4 أعمال خرجت من حلبة المنافسة

أفلام الربيع.. نجوم أقل.. إيرادات أكثر

علا الشافعى

 

6 أفلام طرحت بدور العرض فى موسم «شم النسيم».. جميعها أفلام تغلب عليها الصبغة التجارية رغم تفاوت مستواها، وهى «زنقة ستات»، و«كابتن مصر»، و«فزاع»، و«تسعة»، و«كرم الكينج»، و«جمهورية إمبابة»..

ومع رفع بعضها من دور العرض، أصبحت المنافسة الحقيقية محصورة ما بين فيلمى «زنقة ستات» لحسن الرداد، وإيمى سمير غانم، وإخراج خالد الحلفاوى، فى أولى تجاربه السينمائية، والذى يتصدر الإيرادات بما يقارب الـ10 ملايين جنيه، و«كابتن مصر»، لمحمد عادل إمام، وعدد من نجوم الكوميديا، ومنهم على ربيع، وبيومى فؤاد، وأحمد فتحى، من تأليف عمر طاهر، وإخراج معتز التونى، بإيرادات تتجاوز الـ9 ملايين جنيه، فى حين تم تأجيل أفلام النجوم، مثل «الليلة الكبيرة»والذى يضم عددأ كبيرًا من نجوم مصر، منهم زينة، ووفاء عامر، وسمية الخشاب، وإخراج سامح عبد العزيز، وفيلم «حياتى مبهدلة» للنجم محمد سعد، ونيكول سابا، و«قدرات غير عادية» لداود عبد السيد.

يبدو أن القائمين على صناعة السينما لا يزالوا يتعاملون مع السينما بمنطق «جس النبض» أو بمعنى آخر «خَلّى الصناعة تشتغل»، خصوصًا وأن هذا الموسم قصير وغير مضمون أن تحقق الأفلام التى تعرض به إيرادات تغطى كلفتها الإنتاجية، لذلك تم عرض أفلام تضم عددًا من الوجوه الجديدة، مثل فيلم «تسعة»، أو تركيبة كوميدية مثل «كابتن مصر»، تضم العديد من الوجوه الكوميدية التى حققت نجاحًا مع أشرف عبد الباقى من خلال تجربة «تياترو مصر»، وأحمد مكى فى «الكبير أوى»، ومنهم محمد سلام، وأحمد فتحى، وبيومى فؤاد، وعلى ربيع، وهى نفس التوليفة التى صنعها هنيدى فى فيلمه الأخير «يوم مالوش لازمة»، حيث استعان بعدد كبير من تلك الوجوه والتى تم توظيفها بشكل درامى جيد خدم هنيدى نفسه، وحققت نجاحًا مماثلًا مع نجم صاحب جماهيرية بالأساس، ويبدو أنها كلمة السر والتميمة التى حققت نجاحها أيضا مع محمد عادل إمام فى محاولات تقديمه كبطل سينمائى رغم أن فيلمه«البيه رومانسى» لم يحقق إيرادات تذكر فى عالم المنافسة، فى حين أنه يتصدر شباك شباك التذاكر هذا الموسم وينافس علي المركز الثانى .

وتشهد دور العرض صراعًا بين «زنقة ستات» و«كابتن مصر» على جنى أعلى الإيرادات واحتلال المرتبة الأولي ، إذ يسعى كل فريق لجذب الجمهور إلى فيلمه، ففى الوقت الذى يتواجد فيه أحمد السبكى بسينمات وسط البلد بصحبة حسن الرداد وإيمى سمير غانم، للترويج لـ«زنقة ستات» من أجل حصد أعلى ربح، يحضر الزعيم عادل إمام برفقة مجموعة من أصدقائه منهم السيناريست يوسف معاطى فيلم«كابتن مصر» بسينمات أكتوبر، ويرى كل فريق أنه الأحق بالفوز من الآخر، خصوصا وأن فيلم «كابتن مصر» لا يعتمد على وجود بطلة كما هو معتاد فى الأفلام السينمائية، وربما هذا ما دفع بعض صنّاعه للقول بأن أغنية «ابعد عنى» التى تبث ليلًا ونهارًا لفيلم «زنقة ستات» والتى يرقص فيها الرداد ويغنى مع 4 نجمات وهن إيمى سمير غانم، وآيتن عامر، ونسرين أمين، ومى سليم، هى السبب فى نجاحه.

الفيلم يحكى قصة على منير الجحش طبيب نفسي درس الطب رغما عنه ، وهو شاب ثري يحاول دائمًا أن يوقع بالفتيات، وخصوصًا من أولئك اللاتى يزرن العيادة النفسية لوالده ، وهو زير النساء هو الآخر،وسرعان ما يكتشف والده ان ابنه يقوم باستغلال مريضاته عن طريق الممرضة التى تعمل عنده وتجسد دورها «ايمي سمير غانم «والتى تقوم بتسريب ملفات المريضات إليه ليعرف مفتاح وطريقة الدخول اليها، ويقع خلاف بينه وبين والده بعد أن تفضحه إحدى المريضات، يدخل كلاهما في رهان على مصنع هو ميراثه من والدته الانجليزية، يضع الأب يده عليه ، حيث يتوجب عليه أن يساعد مريض لديه بالشفاء من عقدته مع النساء بأن يخدع 4فتيات تعرف عليهن المريض ورفضوا حبه، وهن سهام بدر، وشكرية تورتة وسميحة العو.، وبين المفارقات وتنوع الشخصيات تتصاعد أحداث الفيلم .

وإذا كان فيلم «زنقة الستات» يقدم نفس التوليفة التى اعتاد أن يقدمها السبكى فى أفلامه، ولكن هذه المرة ولوجود مخرج واع، جاء الفيلم أقل سخونة من أفلام السبكى السابقة، وبجرعة كبيرة من الكوميديا يستجيب لها الجمهور، فهو فيلم ناجح بالمعيار التجارى، واستطاع الفنان حسن الرداد أن يثبت من خلاله أنه نجم لديه قدرة على الجذب الجماهيرى.

وفى الوقت الذى تشهد فيه سينمات القاهرة صراع الإيرادات، تشهد الأقاليم بالإسكندرية والإسماعيلية صراعًا من نوع آخر، حيث يتم توجيه رواد السينما لمشاهدة أفلام بعينها من قبل مندوبى الأفلام هناك، وهذه ليست المرة الأولى التى تشهد فيها دور العرض هذا الصراع القائم بين الأفلام، بل أن سوق التوزيع السينمائى دائما ما يحدث فيه مثل هذه الصراعات.

ولذلك لا يزال الصراع مشتعلًا بعد أن تم عرض فيلم «كابتن مصر» فى سينما ميامى، فى الوقت الذى كان يعرض فيه «زنقة ستات»، وطالب المنتج أحمد السبكى، إدارة السينما برفع فيلمه، واستجابت على الفور، لتوفير جميع الحفلات لفيلم «كابتن مصر».

«كابتن مصر» تأليف عمر طاهر وإخراج معتز التونى يحكى قصة لاعب كرة قدم مكافح، يحقق ما كان يطمح له منذ زمن بأن يكون واحدًا من أبرز لاعبي كرة القدم في مصر، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهى السفن، حيث يقوم بدهس رجل بالخطأ أثناء قيادته السيارة مما ينتج عنه وفاته، ليحكم على اللاعب بالسجن لمدة 3 سنوات بتهمة القتل الخطأ، لكن اليأس لا يعرف لشغفه طريقًا، فيقرر أن يشكل داخل السجن فريقًا محترفًا لكرة القدم من زملائه المساجين.

ورغم أن أفلام الموسم ليس بها نجم ذو شعبية، إلا أن هناك انتعاشًا جماهيريًا كبيرًا تشهده دور العرض، حيث يقول مديرو السينمات بوسط البلد: «موسم الربيع أحدث صحوة حقيقية، وعاد الرواج الي دور العرض، والناس عايزة تفرح، وخرجت من بيوتها، والحفلات الليلية تستمر حتى الفجر فى بعض الأيام نظرًا لكثافة الحضور»، يأتى هذا رغم أن الفيلمين تجاريين ولا يحملان أى أشكال فنية لكنهما نجحا فى إعادة الجمهور إلى السينمات بشكل كبير، وأغلب الحفلات لا تزال تحمل لافتة كامل العدد.

واذا كان عدد من النجوم التى عرضت أفلامهم، بهذا الموسم لم يحققوا نجاحا يذكر ومنهم باسم سمرة بفيلمه «جمهورية إمبابة ومحمود عبدالمغنى بفيلمه» كرم الكنج«الا أن الفيلم الذى تعرض لمفرمة حقيقية هو فيلم فزاع لهشام اسماعيل خصوصا وانه طرح بدور العرض بعد فيلم «زنقة ستات» وقبل «كابتن مصر»..ورغم الشعبية الجارفة لشخصية «فزاع «الا ان الفيلم الذي تم رفعه لصالح الفيلمين تعرض لظلم حقيقي ولم يأخذ حقه في العرض .

واذا كان هناك خاسرون في هذا الموسم فان الرابحون حقا، بعد حسن الرداد هم نجوم الكوميديا بيومى فؤاد، وأحمد فتحى،وعلي ربيع، ومحمد سلام، والذين هم العامل الأساسي في نجاح فيلم «كابتن مصر».

الأهرام اليومي في

24.04.2015

 
 

نجوم جدد على ملصقات سينما «ربيع 2015»

كتب الخبرأمين خيرالله

ظهرت خلال موسم ربيع 2015 أسماء جديدة نراها للمرة الأولى على أفيشات الأفلام، ورغم مشاركة بعضها في أعمال سينمائية سابقة، فإنه، للمرة الأولى، يحتل مكانة مميزة على الأفيشات.

مع أن «كرم الكينج» هو الظهور السينمائي الثالث له، بعد «المصلحة» و{هز وسط البلد»، إلا أن اسم الأردني منذر رياحنة يظهر للمرة الأولى بشكل واضح في ملصق فيلم سينمائي وأتاح له وضع صورته كبطل، إلى جوار محمود عبدالمغني وريهام حجاج، أما في «هز وسط البلد» فكانت صورته ضمن 12 فناناً، هم أغلب من ظهروا في الفيلم من دون تمييز.

فرص وبطولة

أتاح فيلم «كابتن مصر» ظهور نجوم جدد للمرة الأولى على الملصقات من بينهم: بيومي فؤاد وعلي ربيع وأحمد فتحي ومحمد سلام، فالأول رغم مشاركاته العديدة وظهوره على ملصق أحد المسلسلات، إلا أن اسمه يظهر للمرة الأولى سينمائياً، الحال نفسه مع الثلاثي ربيع وفتحي وسلام الذين بدأوا يأخذون فرصتهم الحقيقية بعدما عرفهم الجمهور وتعلق بهم.

تدور قصة «كابتن مصر» (إخراج معتز التوني، قصة عمر طاهر) حول لاعب كرة قدم موهوب، كان يطمح أن يكون أحد أبرز لاعبي كرة القدم في مصر، لكنه يتعرض لأزمة يدخل بسببها السجن، مع ذلك لا يعرف اليأس ويشكل داخل السجن فريقاً محترفاً لكرة القدم من زملائه المساجين.

كوميديا

أما فيلم {فزاع} فظهر بطلاه هشام إسماعيل وسهر الصايغ على ملصقه للمرة الأولى. تدور أحداثه في إطار كوميدي حول شخصية {فزاع} التي قدمها هشام إسماعيل في مسلسل {الكبير أوي} مع أحمد مكي، وحقق نجاحاً، يشارك في البطولة: هالة فاخر، سيمون، وعمرو رمزي، إخراج ياسر زايد.

من جهتها تظهر نسرين أمين للمرة الأولى على أفيشات السينما في فيلم {زنقة ستات}، الذي تشارك في بطولته مع: حسن الرداد، إيمي سمير غانم، ومي سليم وآيتن عامر، تدور الأحداث حول شاب ثري يتصيد الفتيات خصوصاً اللواتي يزرن العيادة النفسية لأبيه وهو زير نساء بدوره.

معوقات

يوضح هشام اسماعيل، بطل فيلم {فزاع} أنه واجه معوقات اعترضت طريقه كبطل سينمائي للمرة الأولى، مؤكداً أنه لن ييأس أو يشعر بالملل، ومشيراً إلى أنه يراهن على ذائقة الجمهور الذي يعرف جيداً الفرق بين الثمين والرخيص والجيد والرديء، موضحاً أن الفيلم حورب في دور العرض لمصلحة أفلام أخرى، في وقت ما زال الإقبال عليه واضحاً.

يضيف: {ساعدتني معرفة الجمهور بشخصية فزاع كثيراً، وأعطتني جرأة على تقديم بطولة سينمائية للمرة الأولى، لا سيما أن الجمهور أصبح يناديني فزاع»، مشيراً إلى أن هذا الفيلم كان بمثابة تحد كبير له، وتحمل بطولة فيلم ليست بالأمر السهل وتحتاج تركيزاً وعملاً دؤوباً.

بدورها أكدت نسرين أمين أن «زنقة ستات»  أتاح لها مشاركة سينمائية مميزة، لذا هي سعيدة بالمشاركة فيه، لافتة إلى أنها أدت دوراً صعباً للغاية، إذ تجسد شخصية بلطجية تسيطر على المنطقة التي تعيش فيها، وهذا ما اتضح من المطواة التي لا تفارق يدها، بالإضافة إلى طريقة كلامها غير المعتادة.

تضيف: «حرصت على أداء دوري بشكل جيد ومختلف، فلا يتوقع أحد مزج هذه الشخصية بالكوميديا، رغم العنف المرافق لها»،  موضحة أنها كانت تضحك فور انتهاء تصوير كل مشهد، ومؤكدة أن العمل بالسينما له مذاقه الخاص الذي يختلف عن العمل التلفزيوني الذي تعشقه أيضاً».

خبرة وأداء

يعزو الناقد السينمائي محمود قاسم السبب في دخول أبطال جدد إلى السينما المصرية إلى الدراما التلفزيونية التي فتحت مجالاً أمام الفنانين، وعندما أخذوا خبرة كافية تحول أغلبهم إلى السينما، على غرار هشام اسماعيل، نسرين أمين، بيومي فؤاد وسهر الصايغ، مشيراً إلى أن من سيجيد منهم ويطور أداءه سيستمر في السينما ويصبح نجماً كبيراً.

يضيف: «ثمة فنانون سبقوا هؤلاء الأبطال الجدد وخاضوا تجارب سينمائية، لكنهم أخذوا وقتهم وابتعدوا عن السينما، على غرار عمرو يوسف ويوسف الشريف، اللذين لم يستطيعا مسايرة الشاشة الفضية بشكل كاف، فاكتفيا بالدراما التلفزيونية، مشيراً إلى أن دخول عناصر جديدة إلى المعترك السينمائي أمر جيد ويستحق التشجيع لما له من فائدة فنية».

يتابع: «ميزة الموسم السينمائي الحالي أنه أتاح فرصة للوجوه الجديدة أو بمعنى أصح الأبطال الجدد»، لافتاً إلى أن بيومي فؤاد أجاد كعادته ويستحق أن نرى صورته على ملصق فيلم «كابتن مصر»، موضحاً أن نسرين أمين عرفها الجمهور من خلال مسلسل «سجن النساء» الذي أجادت فيه.

فجر يوم جديد: {نيجاتيف} الشاروط!

كتب الخبرمجدي الطيب

 {في السفر سبع فوائد} من بينها صحبة الأمجاد، ومن بين {الأمجاد} الذين عرفتهم، وتوطدت علاقتي بهم، وسعدت بصحبتهم، في كل مرة أحضر فيها فعاليات مهرجان {دبي السينمائي الدولي}،  الناقد العراقي د. فراس عبد الجليل الشاروط، الذي أدركت في ما بعد أنه أكاديمي مرموق تخرّج في قسم السينما بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، وحصل على شهادة الماجستير بالإخراج والنقد السينمائي ثم الدكتوراه بالنقد السينمائي، وأستاذ مادة مبادئ الإخراج في كلية الفنون الجميلة بجامعة القادسية العراقية، بالإضافة إلى كونه كاتباً في عدد من الإصدارات العراقية، مثل: صحيفة {المدى} اليومية، صحيفة {العالم الجديد}، مجلة {الشبكة} الأسبوعية، ومشاركاً في دراسات عدة، مثل: {بنية الصورة بين الشعر والسينما} ضمن كتاب {السينما الشعرية} و{الشخصية في الفيلم الوثائقي: آليات اشتغالها دراميا} ضمن كتاب {الفيلم القصير}، وصدر كلا الكتابين عن مسابقة أفلام الإمارات في أبو ظبي (2005 و2006)، كذلك  أثرى المكتبة العربية بكتب حول الثقافة السينمائية، أهمها: {الجنس والوعي: دراسة في دلالات الجنس بالسينما}، {الواقعية الجديدة وما بعدها في السينما الإيطالية} و{دلالة السينما}.

غير أنني فوجئت عندما علمت أن ملكات {الشاروط} الإبداعية تجاوزت ذلك إلى موهبة صنع أفلام قصيرة، فأخرج الوثائقي {يطير الحمام… يحط الحمام} (1996)، الروائي القصير {روما ترانزيت} (2010)، الروائي القصير {نيجاتيف} (2014)، الذي أسعدني الحظ بمشاهدته، فأيقنت أن مبدعاً كبيراً خلفه، ذلك أن الفيلم الذي لا تتجاوز مدة عرضه على الشاشة حوالى ست دقائق ونصف دقيقة، بلغ مستوى من الإبداع التقني والفكري يؤهل {الشاروط} لأن يحتل مكانة رفيعة بين السينمائيين العرب، ويحملني للظن بأن تجربته الأولى في إخراج الفيلم الروائي الطويل ستكون محل حفاوة وتقدير.

أول ما يسترعي الانتباه في فيلم {نيجاتيف} الموسيقى التي وضعها المايسترو حسين فج، كونها حملت، بتركيزها على الآلات الوترية، فيضاً من مشاعر الحزن والشجن والأسى، بالقدر نفسه الذي أحالت فيه الإضاءة والتصوير (حيدر خيون) الحجرة الضيقة، التي لا تخرج عنها أحداث الفيلم، إلى آفاق رحبة من السحر والعذوبة، بما يجعل المتلقي يغرق إلى أذنيه في الاندماج،  والسيناريو الذي كتبه  بشاعرية مفرطة، ملاك عبد علي، فقبل أن تنزل العناوين نرى أنفسنا مع امرأة في قميص نوم أسود عاري الصدر، وهي تدخن سيجارة وبصيص ضوء يتسلل من نافذة قريبة تتطلع إليها، وكأنها تنتظر شيئاً ما، ثم تشيح بنظرها جانباً وهي تنفث الدخان ويحل الظلام.

هنا تغمر الموسيقى الحجرة المتواضعة الحال التي تتصدر الشاشة في لقطة ثابتة طويلة، تتيح لنا تأمل تفاصيلها ومحتوياتها، الجدران التي دُمرت بفعل الرطوبة، السرير القديم المتهالك، الأريكة التي هزمها الزمن ومنضدة الزينة العتيقة التي تتكئ على حجر لينقذها من السقوط، بينما  نلمح لوحة على الحائط سرعان ما نعرف، في لقطة تالية، أنها لسورة يس، بينما تخترق قطرات الماء التي تتسرب إلى الجدران الصمت الذي لا يقطعه سوى صوت الريح، وهي تحاول اقتلاع خيوط العنكبوت المتشبثة بالمكان الذي يعتمد على ضوء بسيط تسلل من نافذتين بائستين!

هدوء مُخيف يطبق على الحجرة، التي تأخذ شكلاً تجريدياً، تمتد بعده أصابع امرأة إلى مؤشر المذياع، الذي يُصدر صوتاً مزعجاً كالحشرجة، باحثة بين المحطات إلى أن تستقر عند أغنية للمطربة زكية جورج، أول عراقية غنت في إذاعة بغداد بعد تأسيسها،  تتحدث عن لوعة الفراق وخيبة الأمل في الحبيب، وتبدو المرأة في قميص النوم، كأنها تتزين لاستقبال الحبيب، ويتحول الجدار بفعل قطرات الماء إلى لوحة تشكيلية قبل أن تهب ريح عاتية تُطيح بصور الأفلام المصرية، التي تتذكر المرأة مقاطع من حواراتها، وتندمج معها، وتتحسس جسدها العاري، لكنها تستيقظ على جملة يسرا اللوزي في فيلم {بالألوان الطبيعية}: {أنا حاسة بالذنب... وخايفة من عقاب ربنا}.

وفي توقيت متزامن يُعلن المذياع قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وتتطلع المرأة إلى بصيص الضوء المتبقي، ويسيطر عليها خوف من المقبل، في اللحظة التي يظهر فيها عقرب، وذنبه ومخالبه في وضع استعداد للدغ الضحية، وهو يُسرع الخطى، في تكثيف رائع للمعنى، فوق صور نجوم ونجمات السينما المصرية، فيما يؤكد البيان أن التنظيم اقترب من التمكين، وتدخل صبية الصورة، وهي جالسة على كرسي متحرك، في إيحاء بالعجز، وتتداخل أصوات طلقات الرصاص، والتكبيرات، مع ضجيج المحطات الإذاعية ثم يحل الظلام، ويعود الشجن مع الموسيقى، وتهبط العناوين باللون الأبيض لكن الخلفية السوداء لا تغيب عن اللوحة!

{الشاروط} لا يصنع فيلماً، إنما يتبنى موقفاً عندما يتأسى على الواقع الراهن، ويُحذر من اللدغة التي تنتظر السينما.. ويا لها من رسالة!    

هشام إسماعيل:

«فزاع» تعرّض لحرب وسأحافظ على الأمل

خاض الفنان هشام اسماعيل تجربة البطولة للمرة الأولى في فيلمه الجديد «فزاع» الذي استقبلته دور العرض أخيراً.

حول الفيلم والأزمة التي واجهها في الأيام الأولى لعرضه كان اللقاء التالي معه.

·        ما سبب اختيارك شخصية فزاع لتقدمها في السينما؟

نجاحها في مسلسل «الكبير قوي»، وحماسة الجمهور  لها ورغبته في مشاهدتها. عادة استمع إلى تعليقات الجمهور وأحرص على تنفيذها، لذا قررت تقديم هذه الشخصية  في مشروع سينمائي جديد، وقد أخذ العمل وقته في الكتابة والتصوير حتى خرج بصورة جيدة، جعلتني أشعر بالرضا عن المجهود المبذول في التحضير والتصوير.

·        لكن يرى البعض أن تكرار الشخصيات التي نجح فيها الممثل قد يؤدي إلى الفشل.

لم تظهر شخصية فزاع إلا من خلال «الكبير قوي»، ولم أستهلكها في أكثر من عمل حتى يمكن الحكم عليها بالفشل، ثم تماشت كتابة الفيلم مع طبيعة الشخصية في المسلسل، لذا لم يكن  ثمة تغير محوري في طبيعتها يجعل الجمهور يبتعد عنها، مع أن البعض  روج بأن الفيلم فشل في اليوم الأول لطرحه.

رغم ما حدث سأظل أؤمن بأن على الإنسان البحث عن الأمل، كما جاء في الفيلم، وسأعتمد على موهبتي في التمثيل وليس على أي «شلة» في الوسط الفني. لست محسوباً على أحد، وكل ما أرغب فيه تقديم أعمال تنال إعجاب الجمهور.

·        لم يستمر الفيلم طويلاً في الصالات الرئيسية، ما السبب؟

تعرضه لمجزرة لم تحدث مع أي فيلم آخر، فهو لم يحصل على حقه في العرض منذ اليوم الأول لطرحه، وحورب في دور العرض، ووصف بالفاشل من دون أن يشاهده الجمهور الذي كان يذهب إلى قاعة العرض ولا يجد الفيلم بداعي أن الإقبال ضعيف أو أن العدد اكتمل في الصالة. وقد تكررت هذه الشكوى مع الناس في أماكن مختلفة، لم يكن بينهم من رابط سوى أنهم اخبروني وتواصلوا معي عبر صفحتي على «فيسبوك»، ما اضطر كثر إما إلى مشاهدة فيلم آخر أو مغادرة السينما.

·        كيف تفسّر ما حدث مع الفيلم؟

ثمة  كيانات إنتاجية لم ترحب بإسناد دور البطولة إلي بعيدا عنها، وأرادت محاربتي لأظل تحت سيطرتها، وأقدم أدواراً ثانية، وما حدث فاق توقعي، خصوصاً  أن موقف المنتج كان سلبياً للغاية ولم يقف مع الفيلم.

·        لكن أصحاب دور العرض يقولون إن الفيلم لم يحقق إيرادات.

لا يمكن الحكم على أي فيلم إلا بعد مرور أسبوعين على الأقل من طرحه، وليس بعد يوم أو أكثر، وهذا لا يمكن تفسيره سوى بالحرب على الفيلم، لم يتمكن أصدقائي من مشاهدته لعدم عرضه، وكشف البعض ذلك أمام الجمهور في السينما، ووصل الأمر إلى أنني حجزت تذاكر وأخبرني المسؤول في السينما أن الفيلم لن يعرض.

·        لكن الشركة الموزعة والمنتج تمسكا بأن العمل لم يحقق نجاحاً.

المبررات غير منطقية على الإطلاق، ويبدو أن المنتج لديه مصادر أخرى يمكن أن يعوض منها أمواله، بالنسبة إلي أنتظر ردة فعل الجمهور بعد عرض الفيلم على التلفزيون.

لا بد لأي فيلم يطرح في موسم مثل إجازات شم النسيم من أن يحقق إيرادات،  لرغبة الجمهور في الذهاب إلى السينما ومشاهدة أعمال جديدة.

·        لماذا وصفت موقف المنتج بالسلبي؟

اتصلت به وأخبرته بما يحدث، خصوصاً  أنني توقعت استمرار الفيلم حتى بداية شهر رمضان المقبل، على غرار مع الأفلام التي تطرح في الموسم، لكن فوجئت بقرار رفعه من دور العرض وهو ما  صدمني.

·        طرحت أفلام عدة  في الموسم، فلماذا حدث ذلك مع فيلمك فحسب؟

ما حدث مع «فزاع» تكرر مع فيلم «تسعة»، ينتمي فيلمي إلى الأفلام الكوميدية، وبالتالي منافساه الأساسيان هما «كابتن مصر» و{زنقة ستات»، ولم يرغب منتجا الفيلمين في أن يكون ثمة منافس ثالث لهما في الإيرادات، ثم الأفلام التي طرحت في التوقيت نفسه، لم يكن جمهورها هو جمهور الأفلام الكوميدية ذاته، لذا لم تكن ثمة مشكلة لدى الموزعين معها، فضلاً عن أن المنافسة بين أبطال الأفلام الكوميدية الثلاثة في نفس الفئة تقريباً، وبالتالي كان يمكن أن يحقق «فزاع» إيرادات تصل إلى 5 ملايين جنيه على الأقل، إذا حظي بفرصته في العرض. تمنيت  معرفة الإيرادات التي يمكن أن أحققها في السينما بشكل عادل، لكن لم أستطع معرفة ذلك بسبب ما تعرض له الفيلم.

·        هل أثرت الدعاية على إيراداته؟

بالطبع، لم تكن ثمة حملة دعائية على الإطلاق، واقتصرت على الملصقات الدعائية الموجودة على أبواب قاعات السينما.

الجريدة الكويتية في

24.04.2015

 
 

المُستقبل طفل بين الحياة والموت

محمد موسى

منذ هجرة مخرجين إيرانيين معروفين بعضهم من أبرز سينمائيي بلدهم، إلى وجهات مُختلفة في العالم والتي حدثت على مراحل في السنوات الخمس الأخيرة، وإنكفاء مخرجين آخرين في بيوتهم بسبب عقوبات طاولتهم لمواقف سياسية مناهضة لنظامهم السياسي، ثمة فراغ واضح خلفه غيابهم في سينما هذا البلد. صحيح أن جميع المخرجين المهاجرين لم يتوقفوا عن العمل السينمائي لكن في أفلام بقصص ولغات أخرى (عباس كيارستمي، اصغر فرهادی، محسن مخملباف على سبيل المثال)، إلا أن السينما تفتقد منذ بضع سنوات الأفلام الكبيرة المصنوعة في إيران ذاتها، إذ ما زال فيلم «الانفصال» لاصغر فرهادی من عام 2011، آخر التحف التي منحتنا إياها تلك السينما الخاصة.

إمارات نهضة ما...

ولكن مؤخراً بدأت بشارات موجة سينمائية إيرانية جديدة، يقودها ما يُمكن أن يُشكل الجيل الثالث أسلوبياً في السينما الإيرانية الحديثة، إذ عُرض في الدورة الأخيرة لمهرجان اسطنبول السينمائي، فيلمان مُهمان من البلد الذي تحيطه دائماً الألغاز والمتاعب.

ينحصر زمن أحداث الفيلمين الإيرانيين: «ملبورن» لرضا ميركريمي (عرض في برنامج رؤى جديدة، بعدما كان قد نال الجائزة الكبرى في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة قبل شهور) و«اليوم» للمخرج نيما جويدي (عرض في مسابقة أفلام حقوق الإنسان) في يوم واحد. لكن أزمات أبطال قصتي الفيلمين والتي يقترب بعضها من الكوابيس، جعلت هذا اليوم يبدو وكأنه الأبدية. هناك في الفيلمين طفلان ولدا للتو. وإذا كان حضور الطفل في فيلم «اليوم» لا يخرج عن الترميز البديهي الذي يجعل ولادة الطفل في نهاية الفيلم، وكأنها بداية لحياة جديدة، إلا أن الطفل نفسه في الفيلم الثاني، والذي تطلق حادثة موته المفاجئ شرارة الدراما الشديدة القسوة، هو كناية قانطة عن المستقبل الذي ولد ميتاً، وأن لا أمل على الإطلاق من عبور الحياة بدون جروح أو خدوش، كما أن النيران تطاول بلهيبها حتى الذين كانوا يقفون على الحياد واختاروا التفرج عن بعد على ما يجري.

تذكر بداية فيلم «ملبورن»، بتلك لفيلم «عن إيلي» لاصغر فرهادی، ربما بسبب الممثل المتميز پيمان مُعادی، الذي يلعب البطولة في كلا الفيلمين، وأيضاً لانتقالات الكاميرا المحمولة اللاهثة خلف الشخصيات، ونُذر الفاجعة القادمة التي تلوح فوق الجميع. الفيلم الجديد عن زوجين يستعدان للسفر في غضون ساعات قليلة إلى مدينة ملبورن الأسترالية بعد أن حصلا على منحة دراسية هناك. مبكراً كثيراً في زمن الفيلم، يكتشف الزوجان الشابان أن الطفل الذي تركته الجارة معهما لبضع ساعات، فارق الحياة. عندها يبدأ عالم الزوجين بالتقوض، فمن جانب تفصلهم ساعات عن «حياة جديدة»، في الوقت الذي يبدو موت الطفل الغامض وكأنه تذكير بأن الخراب سيتبعهم أينما توجهوا.

تفتح الحادثة الفيلم على أسئلة عديدة، كما ستكون مناسبة للمرور على شخصيات إيرانية أخرى آتية من خلفيات اجتماعية وبمتاعب مُختلفة. عندها ينضم الفيلم إلى الأعمال ذات الهَمّ النقدي التشريحي الاجتماعي، وإن كان ثقل موت الرضيع سيهيمن على روح الفيلم بالكامل. فالمشاهد التي قدمت ذلك الطفل مُلقًى على بطنه ميتاً في غرفة بأثاث بسيط، هي ربما واحدة من أشد مشاهد السينما الحديثة قسوة. بيد أن الفيلم عانى كثيراً بتقديم تفاصيل توازي نفسياً تلك الحادثة، كما لم يغص الفيلم بالقدر الكافي في طبيعة العلاقة بين الزوجين، فلم يتبلور في هذا الاتجاه تطور درامي مناسب يتفاعل مع الحادثة، وحتى عندما فشل الزوج في إخبار محيطه ومن ضمنهم والدا الطفل بما حصل، لم ينم هذا باتجاه مُحاسبة مُعمقة أو تحليل جديّ عن الأسباب التي جعلته يكذب. رغم ذلك هناك الكثير المُحكم في هذا الفيلم، وخاصة في مشاهد الذهول التي أصابت الزوجين، والتي بدت أكثر فعالية من مشاهد النقاشات والحركة، التي غاب عنها النفس التشويقي والكشف التدريجي عن ما تحت الطبقات الخارجية للشخصيات.

سائق تاكسي إيراني

من ناحيته، يدخل فيلم «اليوم» منطقة مُحرمات إيرانية شائكة، بثقة لافتة. هو عن علاقة خارج التعريفات الشائعة تنشأ بين سائق تاكسي تجاوز الخمسينات من العمر وامــراة تحمل ابناً غير شرعي استقلت سيارته في طريقها إلى المستشفى. لسبب ما غامض، يعجز سائق التاكسي أن يترك تلك المرأة لحالها بعد أن أوصلها إلى هناك، فيبقى قريباً منها ومن المستشفى ليوم كامل وحتى النهاية التي جاءت مأسوية. وإذا كانت الحركة والانتقالات التوليفية السريعة لم تتوقف في فيلم «ملبورن»، فإن فيلم «اليوم» تميز بسكونه وتأملاته. هو فيلم مناخات عن المدينة وحياة ناسها. بالإضافة للشخصيتين الرئيسيتين، ستمر في الفيلم شخصيات أخرى، منها عاملات في مستشفى التوليد، لتكون هذه الأخيرة، الشاهد على واقع مخفي لنساء إيرانيات يجبرن على وضع أطفالهن في السر، بسبب مخالفتهن للسائد الاجتماعي والديني.

لا يقدم الفيلم قصصاً خلفية عن شخصيتيه الرئيسيتين، في المقابل ينشغل بالتفاصيل الشكليّة والدرامية التي تبعد تينك الشخصيتين عن التنميط، وتدفع إلى التفكير في حياتهما والطريق الذي قادهما إلى هذا اليوم بالتحديد. فالمرأة بجمالها المتوسط هي بعيدة كثيراً عن مفاهيم الغواية الشائعة. لتثير العلاقة التي ربطتها بوالد طفلها المجهول أسئلة عن الخطأ والصواب الاجتماعي والكبت الجسدي النسوي والمصائر المُعتمة لنساء يمررن بتجارب مشابهة. إذ تبدو البطلة وهي تتجه وحيدة إلى المستشفى وكأنها ذاهبة إلى حتفها.

في المقابل يحيط الغموض الكبير الشخصية الأخرى (سائق التاكسي)، فلن نعرف له قصة. في أحد المشاهد الافتتاحية، وقبل أن يصل الفيلم إلى المرأة الحامل، يطرد البطل زبوناً كان يتحدث برعونة من هاتفه النقال. هل هذا يشير لموقف أخلاقي ما ونبل وشجاعة مفقودين في حياة المدن الكبرى؟ ربما... لكن سيارة التاكسي هي بالتأكيد مملكة الرجل الوحيدة والأخيرة. وبعد أن تهاوت عوالمه الأخرى. هو يشبه «ترافيس بيكل» سائق فيلم مارتن سكورسيزي الشهير، لجهة أنه مُنتج للزمن والأحداث التي سبقته وأثرت فيه. هناك إشارات عن الحرب العراقية الإيرانية، فهل البطل مرَّ في تلك الحرب؟ لن نعرف أيضاً إجابة لهذا السؤال. لكن في المقابل ما نراه على الشاشة هو عودة ربما أخيرة لهذا الرجل المُتعب إلى الحياة وصراعاتها، وبعد أن وصلت الشيخوخة المُبكرة إلى جسده.

حزن المدينة

يشترك الفيلمان بقصصهما اليائسة ومقاربتهما القاتمة، والحزن الهائل الذي نسجت فيه عوالمها. هذا الحزن يأتي في الفيلمين من الخارج، من المدينة بالتحديد، التي لا تتوقف عن تذكير ناسها بالخراب الذي يحيط الجميع. لا شكوك بانتماء المخرجين الشابين إلى المدرسة الإيرانية السينمائية برموزها ومناخاتها وشاعريتها المعروفة، لكنهما يذهبان إلى خطوات أبعد في غوصهما في الحزن الفردي والجمعي، بشاعرية مُكثفة أحياناً، كالمشاهد التي قدمت بدون حوارات مثلاً، والتي كان يكفي فيها أن تنظر هذه الشخصية أو تلك إلى الكاميرا، ليتفجر حزن دفين ليس له قرار أو نهاية.

«الشعيبية» وسط عوالم الفن التشكيلي

الدار البيضاء – نور الدين محقق

تمكنت السينما المغربية، من خلال تنوّع موضوعاتها وتطرّقها الى جوانب اجتماعية وثقافية وسياسية مختلفة، من تحقيق تفاعل قوي بينها وبين الجمهور المتعطّش الى رؤية صورته في مرآة هذه السينما، لا سيما أنّها حرصت على المباشرة في الطرح والوضوح في التقديم، بعيداً من لعبة التجريب السينمائي كما كان الأمر سابقاً، وكما ظلّ الأمر حاضراً عند بعض المخرجين السينمائيين المغاربة بكيفية أخرى، مثلما هي الحال مع فوزي بنسعيدي وهشام العسري ومحمد زين الدين وغيرهم.

وبهذا، تكون السينما المغربية قد ولجت إلى رحاب أفلام السيرة الغيرية، من طريق فيلم سينمائي عن الفنانة التشكيلية الكبيرة الشعيبية طلال، بالإضافة طبعاً إلى الأفلام السينمائية الاجتماعية التي قدّمتها، والتي تناولت من خلالها قضايا المرأة والطفولة في مختلف تجلّياتهما، كما تناولت فيها علاقة الفرد المغربي بمحيطه الأسري وبالمجتمع الذي يعيش فيه. وهذه الأفلام السينمائية الغيرية، هي التي تم فيها التركيز على تقديم شخصية مهمة، ساهمت في شكل أو في آخر في تحقيق مسار اجتماعي، ثقافي أو فني مختلف عن المعتاد، وهو ما تم اعتماده في هذا الفيلم السينمائي بالذات.

مسار...

منذ البداية، بل منذ عنوان الفيلم الذي حمل اسم «الشعيبية»، لاحظنا أن المخرج يوسف بريطل سعى إلى تتبّع مسار هذه الفنانة التشكيلية المغربية الكبيرة، منذ كانت طفلة في منطقة «أشتوكة» الواقعة قرب نهر أم الربيع، إلى بروزها وتألّقها العالمي في ميدان الفن التشكيلي، وتحقيقها شهرة كبيرة في رحابه لم يصل إليها إلا كبار الفنانين في العالم. لقد انفتح الفيلم بطريقة تصويرية عميقة على صورة الشعيبية وهي طفلة تعيش في بيت والديها، هناك في البادية حيث كانت تختلي بنفسها وتقوم بتشييد عوالمها التخييلية المتميزة بعيداً من عالم الأطفال الآخرين، ما دفع والدها مراراً إلى البحث عنها وإعادتها إلى البيت ودعوته لها بعدم الابتعاد عنه. أما الأطفال، الذين كانوا في مثل سنّها، فكانوا يلقبونها بصفة «المهبولة»، وهي صفة تشير إلى الانعزالية وعدم اهتمام الشخص بالعالم الذي يحيط به، لأنه يكون منشغلاً بعوالمه الذاتية. لقد عانت هذه الفنانة منذ صغرها، من عدم فهم المحيط الذي وُلدت فيه لموهبتها القوية في فهم العالم، ومحاولة رؤيته في شكل فني يتجاوز حدود المرئي البسيط ليصل إلى كنه اللامرئي البعيد. هكذا، سيتم نقل الشعيبية بعد ذلك إلى مدينة الدار البيضاء عند عمّها، ليتم تزويجها هناك وهي ما زالت صغيرة لأحد الرجال المسنين، وهو أمر ستعاني منه كثيراً، إذ إن زوجها سيموت تاركاً لها ابناً صغيراً تتكفّل به، هي التي لم تكن تعرف من الدنيا إلا القليل. وعلى رغم هذا كله، سنجدها تتحدّى هذه الظروف كافة بعملها عند إحدى السيدات الفرنسيات، حيث كانت تنجز لها أشغال البيت.

لقد حرص المخرج يوسف بريطل، وهو يقدّم لنا صورة هذه الفنانة عبر هذه المراحل، على تنويع الممثلات اللواتي قمن بدورها. فهناك الطفلة التي أجادت تقمّص هذا الدور كما يجب، وبدت ملامح وجهها حاملة كل معالم النبوغ الطفولي والموهبة المتألقة التي تحاول إظهار نفسها. وهناك الممثلة الثانية التي قامت بإتمام الدور، فجسدت شخصية الشعيبية في مرحلة زواجها. بعد ذلك، ستتكفل الممثلة المغربية البارعة السعدية أزكون بتقمّص شخصية الفنانة الشعيبية في شكل إبداعي كبير، سواء على مستوى الشكل الخارجي حيث بدت هذه الممثلة شديدة الشبه بالشعيبية، أو على مستوى البنية النفسية إذ استطاعت التعبير عن دواخل الشخصية بعمق في مختلف المواقف التي عاشتها مع ابنها من جهة، ومع المحيط الفني التشكيلي الذي ولجت إليه من جهة أخرى. لقد تجلّى ذلك مثلاً، في إظهار اهتمامها بمشاهدة الرسوم ثم في قيامها بالرسم، وبعدها لحظة اختيار رسومها من لدن الناقد الفرنسي بيير كوديبرت، الذي جاء لرؤية ابنها الحسين طلال برفقة الفنان التشكيلي أحمد الشرقاوي وأندري الباز، فاستغلّت الفرصة وأخبرته برسوماتها هي أيضاً. يومها، أعجب هذا الناقد الفرنسي برسوماتها، ودعاها الى عرضها في فرنسا بدلاً من ابنها الذي تميّز هو الآخر برسوماته التشكيلية. لقد كانت رسوماتها عفوية تنبعث من أعماق نفسها. كانت وهي ترسم، تحاول تجسيد كل ما تشعر به تجاه ما يحيط بها. لقد جسّدت الممثلة السعدية أزكون كل ذلك، كما تمكنت من إيصال شعور الشخصية التي تجسّدها تجاه أصدقائها من الفنانين، لا سيما الجيلالي الغرباوي من جهة وأحمد الشرقاوي من جهة أخرى. كما تميّز باقي الممثلين الآخرين في تجسيد الأدوار المسندة إليهم، نذكر منهم كلّ من: مراد الزاوي وسارة حنين ومارتينا بنزوم ومحمد خيي وعصام بوعلي ومحمد نظيف ورونو فواسي وسعيد باي، ما منح الفيلم قوة إضافية.

وُفّق الفيلم وهو يتتبّع مسار هذه الشخصية الفنية الكبيرة في مختلف لحظات حياتها، في رصد خصوصيات هذا المسار، بحيث أتى فيلماً ناجحاً من هذه الناحية، لكنه وككل السينما التي تتناول سير المشاهير، يظلّ مقيداّ بتاريخ هذه الشخصية وبما عرف عنها. وهو أمر يكون غالباً، معروفاً لدى الجمهور، ما قد يقلّص من عنصر الدهشة لديه.

على أية حال، استطاع هذا الفيلم أن يلج بالسينما المغربية إلى رحاب السيرة الغيرية، وأن ينجح في ذلك.

خالد صالح... في الأصل حلواني!

القاهرة - «الحياة»

أهدى مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية دورته الرابعة - آذار (مارس) 2015- إلى اسم الفنان الراحل خالد صالح وتجلى ذلك في إصدار كتاب «خالد صالح... في الأصل حلواني» للناقد السينمائي طارق الشناوي، والذي يقول في مقدمته: «خالد صالح (1964-2014) هو نموذج لجيلنا الذي بدأ رحلة كفاحه على طريق الفن مع بداية الثمانينات من القرن الماضي على مسرح الجامعة والمسرح المستقل... كنا أصدقاء يجمعنا حلم واحد ونتوكأ على بعضنا البعض في دروب الحياة وكنا جميعنا نعاني من نفس الظروف والإحباطات».

لكن خالد صالح رغم موهبته الكبيرة... لم يحصل على النجومية إلا متأخراً شأنه شأن غالبية هذا الجيل ومن كتب له النجاح من مجموعته وحصل على التحقق بدرجة أو بأخرى، حصل عليه متأخراً وكأن عشر سنوات أو أزيَد لم تحسب من عمر الزمان حتى تتحقق الأحلام.

«مشهدان في بداية مشواره الفني لا أنساهما أبداً»، هكذا يقول الشناوي، «المشهد الأول أداؤه لدور عمي الشاعر الغنائي مأمون الشناوي في مسلسل أم كلثوم في العام 2000، وكيف التقط روح الشاعر وهو لم يلتقه ولا مرة، والمشهد الثاني بعدها بعامين في دور القاضي في فيلم «محامي خلع». فخالد صالح يبدو للوهلة الأولى موهبة مترامية الأطراف بلا شطآن وهو ذلك بالفعل، إلا أن هذه الموهبة يحوطها عقل متوازن استوعب كل تاريخ السينما».

ويضيف الشناوي: «خالد صالح الذي بدأ في مسرح الهواة ومـع رفيق دربه وتوأمه خالد الصاوي، اجتمعا بناء على رغبة الجماهير في فيلم «الحرامي والعبيط» في العام 2013. لم يكن الفيلم بقدر المنتظر ولكنه وثق علاقة خاصة بين الخالدين.... بين نجمين من نفس الجيل ومن نفس الفصيلة الإبداعية».

ويرى الشناوي أنه لم يكن ممكناً أن تمر موهبة خالد صالح مرور الكرام على السينما المصرية، «فبعد فيلم «محامي خلع» تعددت وتنوعت أدواره ما بين الأكشن («تيتو» و «حرب اطاليا») والبوليسي «ملاكي إسكندرية» والسياسي «عمارة يعقوبيان» والفانتازيا «فبراير الأسود» والكوميدي «ثمن دستة أشرار». فخالد صالح يمنح الدور درجة ملحوظة من السيطرة والقدرة على الاستحواذ على الشاشة وعلى الجمهور سوياً... فهو قادر أن يعبر بالسيناريو إلى الجمهور ببساطته الشديدة».

أما أبرز أعماله السينمائية، بعد ذلك فكانت: فيلم «هي فوضى» وجملته الشهيرة (اللي مالوش خير في حاتم مالوش خير في مصر) و «حين ميسرة» و «المصلحة» و «فبراير الأسود» و «كف القمر» و «أحلى الأوقات» و «فتح عينيك» و «أحلام حقيقية» و «خلي الدماغ صاحي» و «الريس عمر حرب». كما تقاسم خالد صلاح البطولة مع أحمد السقا في ستة أفلام هي «تيتو» و «حرب اطاليا» و «المصلحة» و «ابن القنصل» و «عن العشق والهوي» و «الجزيرة-2 « والذي عرض قبيل وفاته بقليل في العام 2014 وشارك من قبل في بطولة فيلمين قصيرين من إنتاج السينما المستقلة «طيري يا طيارة» للمخرجة هالة خليل و «ألوان الحب» للمخرج أحمد غانم».

وفي التلفزيون قدم خالد صالح مسلسلات: «محمود المصري» و «الدم والنار» و «تاجر السعادة» و «الريان» و «9 شارع جامعة الدول» و «سلطان الغرام» و «أحلام عادية» و «بعد الفراق» و «فرعون» و «حلاوة روح» 2014

أما على المسرح فقد قدم خالد صالح مسرحيات «انطوريو وكيلوبطة» و «الميلاد» و «طقوس الإشارات والتحولات» و «الغفير» و «فلسطين».

ويروي الناقد السينمائي طارق الشناوي لمن لا يعرف، أن خالد صالح كان في الأصل حلوانياً ويقول: «كان الخيط الأول الذي قاده إلى هذا العالم عندما سأله أخوه الأكبر(الحاج إنسان... هذا اسمه فعلاً) بعدما أنهى دراسته في كلية الحقوق... هل تحب المحاماة حقاً يا خالد؟ فأجابه: أبداً ولا أطيقها... وقتها اقترح عليه أخوه أن يشتري كيلو سكر وكيلو دقيق وقالب زبدة وطلب منه أن يقلبهما جيداً، وأن يضع الخليط في الفرن ليصنع أول قالب حلوى في حياته فباع واحداً وتعاقد في اليوم نفسه على أربعين ثم أصبح لدى شقيقه مصنع وعربات تجوب شوارع القاهرة ترفع شعار الحلوى للجميع... ومن هنا جاء الاسم إذن!! (خالد صالح... كان في الأصل حلواني)».

كذبة افتراضية حول قضايا اجتماعية سياسية

مونتريال - «الحياة»

تعرض شاشات مونتريال، لأول مرة، فيلماً كندياً بعنوان «ملف أمينة – Amina Profile». وهــو عمل وثائقي مدته 84 دقيقـــة، من إخراج وتصوير صـــوفي ديــراســب وبطولة ساندرا باغـــاريا والأميركية السورية أمينة عبدالله عراف العمري.

والفيلم ناطق بالانكليزية مع ترجمة إلى الفرنسية والعربية، وموسيقاه التصويرية لسام شلبي. وفي أسفل الشاشة تحذير للأطفال لاحتوائه على بعض المشاهد العارية.

قصة الفيلم الحقيقية من النوع الذي لا يصدق. فهي حكاية افتراضية تعرّف فيها أمينة عن نفسها بأنها مدونة أميركية – سورية ثورية مثلية مقيمة في دمشق.

وصدفة تتلقى ساندرا وهي فتاة مونتريالية مثلية أيضاً، هذه المعلومات على عنوانها الإلكتروني. فتنشأ بين الفتاتين صداقة وقصة حب عن بعد، ومراسلات وصور وأسرار وأوهام ومغامرات لا تخلو من إيحاءات جنسية. ومع مرور الوقت تصبح المحادثات الافتراضية بين الفتاتين واحدة من أهم المصادر التي تتلقفها وسائل الإعلام الغربية.

خطف افتراضي وخداع

ظلــت ساندرا على علاقة وثيقة ومتواصلة عبر الإنترنت مـــع أمينة حتى اختفى أثرها في دمشق ذات يوم. وتوحي مشاهد الفيـــلم الموثقة لهذه الحقبة من العـــام 2011 بأن أمينة قد اختطفت في العاصمة السورية في وضح النهار على يد رجال الأمن السريين. ويثير اختفاؤها قلق ساندرا التي تباشر باتصالات دولية مكثفة تطالب بإطلاق سراح أمينة وعدم تعرضها للتعذيب أو الاغتصاب أو القتل. ووصلت هذه التعبئة إلى أشهر وسائل الإعلام العالمية مثل صحيفة «الغارديان» ومحطة «بي بي سي» البريطانيتين و«نيويورك تايمز» و«سي ان ان» الأميركيتين، إضافة إلى حشد كبير من نشطاء وأنصار ثورات الربيع العربي داخل سوريا وخارجها. وسرعان ما يتبين أن اختفاء أمينة يدخل في دوائر الألغاز والظنون والشكوك والخيال، وذلك قبل أن يتبين أن الضجيج الإعلامي الذي رافق الاختفاء المزعوم لم يكن سوى تضليل وخداع.

يكشف الفيلم أن أمينة شخصية وهمية وبطلة رواية مخادعة ومضللة أنتجها مواطن أميركي يدعى طوم ماكماستر كان هو باعترافه من «فبرك» حكاية مستندة إلى حكاية أقل تعقيداً عن مدونة أميركية سورية شابة جميلة مقيمة في دمشق وتناضل في صفوف الثورة لتحرير سوريا وشعبها من ظلم النظام واستبداده.

ولدى مشاركتها في إحدى التظاهرات ضد الحكم السوري عام 2011 أرسل أحد أقربائها رسالة الكترونية تلقتها ساندرا ومفادها أن أمينة اختفت في 6 حزيران (يونيو) من العام ذاته. وسرعان ما أشعلت هذه القصة مواقع إعلامية عالمية في فضاء الانترنت.

وماكماستر الذي اعترف واعتذر عن نشر مدونته عن «اختطاف السحاقية المزعومة في دمشق» أكد أنه لم يكن يتوقع أن تحظى قصته «الوهمية» بمثل هذا الاهتمام العالمي.

أصداء

حول هذا الفيلم الذي يجمل القضية بصرياً قال المخرج الكـــندي فيكتور بيليرين أن «ملف أميـــنة» مزيج مـــن الخيال والواقع، و «قصـــة حقيقية عن كذبة كبيرة لم يكن بحاجة إلى افتعالها».

أما الناقد اندريه دوشين فيؤكد أن الفيلم يستند إلى بناء وثائقي حقيقي ما جعل منه عملاً قوياً متماسكاً تعتبر قصته نموذجاً لعمل إعلامي سينمائي». ومن جهته يعتقد الناقد إدي ترامبليه أن «ملف أمينة يبدأ كقصة حب بين امرأتين ليتحول إلى فيلم اجتماعي سياسي ذي أبعاد دولية، وينتهي بتسليط الضوء على دخول وسائل الإعلام لعبة الخلط بين الحقيقة والواقع في عصر الانترنت».

الحياة اللندنية في

24.04.2015

 
 

الصحافة تلاحقها… وبلدتها «بعبدات» تنتظرها ومنزل جدّها يعود إلى سنة 1888

بعد شاكيرا سلمى حايك في لبنان لإفتتاح فيلمها الجديد «النبي»

بيروت - «القدس العربي» - من سعد الياس:

بعد سنوات على قيام الفنانة شاكيرا المتحدرة من أصل لبناني بزيارة لبنان ومدينة زحلة التي تتحدر منها عائلتها، بدأت الممثلة العالمية اللبنانية الأصل سلمى حايك بزيارة لبنان بهدف إفتتاح فيلمها الجديد «النبي» المقتبس عن كتاب جبران خليل جبران، وكما لاحقت عدسات المصورين شاكيرا قبل أعوام هكذا تلاحق الصحافة اللبنانية سلمى حايك، وقد بدأت «أل بي سي» ببث إعلانات ترويجية عن حلقة خاصة ستجمعها مع الإعلامي مارسيل غانم.

وقبيل توجه إبنته إلى لبنان زار والد سلمى حايك، السيد سامي حايك، السفارة اللبنانية في مكسيكو، حيث أطلع السفير اللبناني هشام حمدان على تفاصيل زيارتها إلى لبنان، وأفاد حايك أن إبنته ستتوجه بعد عودتها من لبنان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لتسلم جائزة «جبران خليل جبران روح الانسانية» للعام 2015 من المعهد العربي الأمريكي.

وأوردت مجلة «جبلنا ماغازين» الصادرة في الإغتراب نبذة عن كيفية هجرة عائلة سلمى حايك الى المكسيك فذكرت أنه «بتاريخ السادس عشر من كانون الثاني/ يناير من العام 1922، وصل جد الفنانة العالمية اللبنانية الأصل إلى المكسيك»، وكتبت «أن والدها سامي الحايك، رجل أعمال معروف في المكسيك يملك شركة مختصة بتنقية المياه الملوثة».

وأضافت أنه «تم تسجيل العائلة في السفارة اللبنانية بتاريخ 9/8/1956. فيما جرى تسجيل «سلمى» عام 2009 خلال مهمة السفير السابق نهاد محمود». وفي المعلومات التي أفاد بها السفير اللبناني في المكسيك هشام حمدان فإن حايك هي من بلدة بعبدات في المتن ورقم سجل العائلة 369.

وقال السفير حمدان «سبق أن قمت عام 2013 بتوجيه دعوة للسيدة سلمى ووالدها السيد سامي الحايك، الذي التقيته في مناسبات عدة، لزيارة لبنان لكنها اعتذرت في حينه بسبب حملها».

الى ذلك، كتب الإعلامي روبير فرنجية «هل أن طبق الكبة الزغرتاوية الموعود في 25 نيسان/أبريل في إهدن هو وراء إعلان بعض الباحثين في الشأن الإغترابي أن سلمى حايك هي إهدنية الجذور؟ أم لكون هذه العائلة المتشعّبة الجذور بين إهدن وسبعل والكورة وزحلة وبعبدات والجنوب بين موارنة وأرثوذكس وشيعة… هو الذي جعل هوية النجمة المكسيكية الهوليودية حزورة؟».

وقال «تبيّن أن أصول النجمة حايك في بعبدات تعود إلى الجدّ الأول جرجس حايك، الذي بنى منزله في البلدة سنة 1888 قبل أن يجعله إبنه سعيد مركزاً للبروتستانت سنة 1892، ثم للآباء الكبوشيين. وجرجس حايك كان يلقب بـ»شيخ صلح» في بعبدات يومذاك. 

والمؤرّخ جوزيف لبكي إبن بلدة بعبدات وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سابقاً والذي صدر له كتاب: «بعبدات بين المارونية والبروتستانتية واللاتينية» يقول: سلمى حايك تيمناً بإسم عمتها (مواليد 1952) وهي أكيدة الإنتماء لبلدتنا، اذ سجل نفوس والدها سامي وجدّها الياس هو 369. والدها مواليد بعبدات 1937. 

ومن المعروف أن الياس حايك جد سلمى، وبعد وفاة زوجته في الحرب العالمية الأولى متأثّرة بأحداث المجاعة، اصطحب إبنه سامي وعائلته وهاجر. ويضيف: لقد زار الياس، وهو متأهل من إبنة بعبدات نسب شاكر، بلدته ووطنه عام 1974. وهي كما تقول، أي النجمة سلمى حايك، كانت كثيرة التأثّر بروايات جدها، ومنه أخذت العشق والشغف بكتاب «النبي» لجبران خليل جبران».

ولفت رئيس مجلس بلدية بعبدات الدكتور نبيل سلهب الى أنه «لا يزال منزل آل الحايك، أي الجدّ جرجس، المشيد عام 1888 على حاله مع تعديلات طفيفة تراعي متطلّبات العصر، ويقطنه اليوم السيد أرنست مطر. إذ أصبح مالكه مطر مطر بعدما ورثه عن أمه إبنة جريس حايك».

وهكذا فإن الكل في بعبدات يتحدّث عن الزيارة المرتقبة وعن «حارة حايك» في البلـدة، وعن جذور سلمى حايك المنتمية إلى البلدة. ويستشـهدون بعضوية أحد أفراد عائلتها في شجـرة العائـلة بالمجـلس البـلدي اليـوم. وجميعهم يعرفون حكـاية سلمـى حايك إبنة سـامي حـايك (مواليد سنة 1966 – المكسيك) وسامي حايك إبن الياس والياس إبن حبيب وحبيب إبن جرجس حـايك.

حسن الرداد: الرقابة لم تعترض على أي مشهد في فيلم «زنقة الستات»

قال إن تعليقات الشباب على الإنترنت دليل النجاح

من محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي» :

نفى الفنان المصري حسن الرداد إعتراض الرقابة على أي مشاهد من فيلم «زنقة الستات» ولم يحذف أي لقطات.

وقال: نقدم هذا العمل للأسرة، وبالتالي لا يتضمن الفيلم ما يؤذي قيم الأسرة.

وعن إختيار إسم الفيلم قال: الجميع إقترح أسماء واستقر عند رأي المؤلف كريم فهمي، الذي شاركه التأليف هشام ماجد وإنتهينا من «زنقة الستات» إلى «زنقة ستات».

وأضاف: حذفنا «أل» من الستات، لأن هناك فيلما بطولة فيفي عبده بعنوان «زنقة الستات» عام 2000.

وحول تعليقات الشباب على الفيلم على مواقع التواصل الإجتماعي قال: لم أقرأها وعلمت ببعضها من الأصدقاء، وهذا يؤكد على نجاح الفيلم، وإلا ما أحدث تلك الآراء المتناقضة، وهذا فيلم كوميدي ولا بد من التعامل معه على أساس دراما ضاحكة.

وعن دراما رمضان قال: نصور مسلسلا يختلف عن الأدوار «اللايت الكوميدي»، التي قدمتها مؤخرا وهو بعنوان «حق ميت»، وتشاركني العمل إيمي سمير غانم ودلال عبد العزيز وأشرف زكي وصبا مبارك وأحمد راتب، تأليف باهر دويدار، وإخراج فاضل الجارحي.

ويجسد الرداد في المسلسل، الذي يعرض في رمضان المقبل دور شاب يتهم ظلما بجريمة يدخل على أثرها السجن وعلاقته مع إيمي تساعده على تحمل المصاعب.

وحول تغيير إسم المسلسل من «رد إعتبار» إلى «حق ميت» قال: الإسم الأخير يتعلق أكثر بأحداث المسلسل الذي يطرح فكرة تحول الإنسان من شخص وديع جدا إلى شرس عندما يضيع حقه ولا يستسلم أبدا في إطار من التشويق.

وعن فكرة وجود جزء ثان من مسلسل «إتهام»، الذي قام ببطولته رمضان الماضي أمام المطربة ميريام فارس قال: لا وجود لهذه الفكرة ولم يبلغني أحد وأفضل دائما الأعمال الجديدة.

وعن تجربة الإعلانات قال أنظر لها باعتبارها ترمومترا لقياس نجومية الفنان، فالإعلانات تحتاج إلى مواصفات نجومية حتى يكون الفنان واجهة جيدة للمنتج أو السلعة المعلن عنها، ولا بد أن يكون الفنان محبوبا بدرجة كبيرة من الجمهور للتعاقد معه على تصوير إعلانات، وأفضل أن يكون الإعلان عن سلعة ذات جودة عالية حتى لا أضيع أمام سلعة يرفضها الناس.

وحول أصعب ألوان التمثيل يقول: الكوميدي فكي أضحك صعب، خاصة اضحاك جمهور يقال عنه «إبن نكتة» فلا بد من إقناعه بالأداء التمثيلي حتى يضحك.

وفي سؤالنا له أن هناك من يقارن بينه وبين الفنان الراحل رشدي أباظة يرد: رشدي أباظة نجم له جماله في الأداء والشكل وهو علامة في تاريخ السينما المصرية، لكن موضوع فيلمنا له تيمة مختلفة وأسعى أن يكون لي أسلوبي.

- عملت مع أحمد السبكي، هل غير بأدوارك قال: أراه من أهم المنتجين في مصر، خاصة بعد 25 يناير/كانون الثاني 2011 عندما أنتج بكل قوة ورفض وقف الصناعة وهو يقدم جميع الأذواق، ولكل الطبقات الإجتماعية ولديه إنتقاء في الموضوعات التي ينتجها.

- كنت أقدم أدوار الجد منذ تخرجي من معهد الفنون المسرحية مثل «الدالي» و «كف القمر».. الخ. وكنت أبحث عن الدور الذي يجعلني «مفكوكا» في الأداء وبعيدا عن الشخصيات الجادة.

وأضاف: بدأت أعثر على تلك النوعية في الفترة الأخيرة، مثل «زنقة ستات»، وأواصل الطريق لأقدم ما لا يتوقعه الجمهور مني.

القدس العربي اللندنية في

24.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)