كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرج كريستوفر نولان يراهن على الجمهور في كل مرّة

«أهتم بالشخصيات في كل فيلم لكني لا أؤمن بأن تكون مسطحة»

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضا

 

كان مفاجئًا لكثيرين في هوليوود مرور فيلم كريستوفر نولان «نجمي» Interstellar مرورًا شبه عابر أمام جمهور مرتادي السينما. الآن، والفيلم انطلق على أسطوانات في الأسبوع الماضي، يتصدّر قائمة أكثر الأسطوانات الأميركية مبيعًا، لكن هذا الفيلم الخيالي - العلمي - المستقبلي حقق داخل الولايات المتحدة حين عرض في أواخر العام الماضي 188 مليون دولار في مقابل التكلفة التي بلغت 165 مليون دولار. ولولا أن السوق العالمية استوعبته على نحو جيّد، إذ تجاوزت إيراداته فيه 660 مليون دولار، لدخل خانة الخسائر الكبيرة.

أحد الذين فوجئوا بهذا الإعراض بين الجمهور الأميركي كان مخرج الفيلم كريستوفر نولان. إن لم يكن بسبب أن الفيلم من النوع الخيالي، فعلى الأقل لأن الجمهور الغالب يدرك أنه يقف وراء نجاحات فائقة من قبل. يكفي أنه أنجز ثلاثة أجزاء كبيرة من «باتمان» مجموع ما حققته عالميًا يتجاوز الثلاثة مليارات دولار.

لقد حوّل نولان الشخصية المعروفة من مجرد بطولة خارقة معهودة إلى شخصية أقرب لأن تكون واقعية بمعايير الأدب الذي جاءت منه. الجزء الأول من الثلاثية الحديثة من مسلسل «باتمان» التي انطلقت، سنة 2005، بفيلم «باتمان يبدأ» وتوسطت بفيلم «الفارس الداكن» (2008) وانتهت بـ«الفارس الداكن يرتفع» (2012). بين كل المشاريع التي آلت إليه اختار مشروع فيلم «نجمي» ومن بين كل الممثلين الذين يتمنون العمل تحت إدارته اختار ماثيو ماكونوهي.

فيلم «نجمي»، بحد ذاته، عمل رائع الصورة وعميق الدلالات. يقع في المستقبل المنظور، حيث انخفض الأكسجين وارتفعت نسبة النيتروجين. في الزمن المستقبلي غير البعيد، يعاني الناس، كما المحصولات الغذائية، من خطر اضمحلال شروط الحياة إذ ما عاد ينفع زراعة أي شيء باستثناء الذرة وحتى هذه لن تعيش طويلاً. النهاية مخيفة، لكن كوبر (ماكونوهي) ربما ما زال لديه أمل ما. هنا في هذه الفترة من الفيلم يبني نولان أرضيّته ليس للحكاية وحدها، بل للعلاقات الإنسانية الحميمة بين أفراد الأسرة الواحدة. هذه العلاقة يحملها كوبر معه إلى الفضاء عندما يصدّق قول العالم (مايكل كاين) إن الحل إنما يكمن في الفضاء لأجل نقل إنسان الغد من الأرض إلى كوكب آخر.

* الرداء الأسود

«نجمي» كان أكثر من مجرد فيلم خيالي يستند إلى بعض الواقع الحاضر (التلوّث البيئي، الانحباس الحراري.. إلخ). كان رغبة في رثاء الإنسان وتصوير حتمية نهاية مظلمة. لا بديل للأرض والأرض باتت تئن تحت وقع ما يحدث عليها.

بالإضافة إلى ذلك، هو فيلم رائع في بصرياته وتقنياته. أخذ المخرج نولان من فيلم ستانلي كوبريك الإبهار التقني في «2001: أوديسا الفضاء» ويستوحي الهم الإنساني من فيلم أندريه تاركوفسكي في «سولاريس» وعالجهما مضاعفين. لا تعرف ما تتوقع على أي صعيد ولا يشتبك الفيلم بين المغامرة الخيالية العلمية وبين البوح الإنساني الرائع الذي يربط بين شخصيات الأرض وشخصيات الفضاء. يتوه قليلاً قبل ربع ساعة من نهايته، لكنه يعود إلى خطّه المستقيم سريعًا من بعد، لكن توهانه ذاك ليس نتيجة ضعف أو ركاكة، بل مجرد مد خط إضافي كان يمكن تجاوزه (المشهد الذي يرى فيه كوبر ابنته من وراء عالم موازٍ بخمسة أبعاد).

وُلد نولان في الثلاثين من شهر أغسطس (آب) 1970. بعد 28 سنة أخرج فيلمه الأول Following. بعد عامين احتل مكانته في فيلمه الثاني مباشرة وهو «ميمونتو». هذا كان فيلمًا تشويقيًا حول رجل فقد ذاكرته جزئيًا ولا يستطيع أن يسرد ما حدث له إلا بتتبع خطواته من الحاضر إلى الأمس بالتدريج. بالتالي، حقق نولان الفيلم بالشكل نفسه. سرد الحكاية من النهاية إلى البداية ولفت الأنظار لا بين النقاد فقط، بل بين المشاهدين.

لاحقًا ما وجد نفسه أمام وضع مشابه إلى حد في فيلمه «أرق»، حيث آل باتشينو هو التحري الذي يستعصي النوم عليه والذي لأسباب وظروف يقتل عرضًا (أو قصدًا) زميلاً له في أحداث تقع في ألاسكا.

هذا كله قبل أن يتسلم نولان دفّة «باتمان» في ثلاثيتها الجديدة. وكما منح فيلميه المذكورين «ميمنتو» و«أرق» غوصًا نفسيًا يفصل ما بين الفيلم البوليسي والتشويقي المعتاد وبين ما ينجزه هو في إطاره، قام في «باتمان يبدأ» بتقديم عمل رائع لا يخلو من البحث في الظروف والدوافع النفسية في الوقت الذي لا يزال يسرد فيه حكاية مبهرة حول ذلك التحري ذي الرداء الأسود الذي يسعى لإنقاذ نيويورك من الفساد القائم.

* الفن أو الجمهور

ما بين عرض «نجمي» على الشاشة وبين إطلاقه على أسطوانات، جلس نولان يتحدّث عن فيلمه ورؤيته للسينما التي يهوى تقديمها. والملاحظة التي يخرج بها المرء حين مقابلته هو رغبته في إيضاح كل شيء كما لو كان يدرك أن أفلامه هي أعمق (بقليل أو بكثير) من العشرات من الأعمال المشابهة لها كنوح أو كصفة إنتاج.

وفيما يلي نص الحوار:

·        لماذا في رأيك تختلف أفلامك عن أفلام سواك؟ هناك الكثير من أفلام الخيال العلمي وأفلام السوبر هيرو، لكن أفلامك مميّزة لا بإتقانها وتفاصيلها فقط، بل بتلك النظرة الباحثة في الجانب النفسي لشخصياتك؟

- لقد قلتها.. أهتم بالجانب النفسي للشخصيات لأنني لا أؤمن بأن الشخصيات التي تظهر على الشاشة يجب أن تكون مسطّحة. لا يوجد في الواقع شخصية ببعدين. كل واحد منّا يملك عمقًا ثالثًا. ما أحاول تجنّبه هو أن تكون الشخصيات مربّعة الأضلع على الشاشة. هذا لا يعني بالضرورة تركيب الجوانب النفسية والشخصية فوق بعضها البعض لكي أخلق كثافة. كل شيء يتبع عملية التأليف ذاتها التي يجب أن تراعي مسائل أخرى مثل رغبة الجمهور في استيعاب هذه الشخصيات وكيفية التجاوب معها من دون أن ينتج عن هذه التجارب أي تسطيح.

·        ما الذي تهتم به أولاً.. أنت أو فنك أو الجمهور؟

- أنا وفني واحد. أقدم ما أعتقد أنه طريقتي وما أحبه في السينما وأتمنّى أن يجد القبول بين المشاهدين.

·        هل تجد أن أفلامك صعبة على الجمهور؟ وهل تعمد إلى التنازل لأجل أن تحقق رؤيتك نجاحات تجارية؟

- سؤالك شائك؛ لأن رغبتي من وراء عملي هي تقديم أفلام تثير الجمهور، لكنني أتمسّك في الوقت ذاته بما أراه المستوى الذي أريد العمل فيه. كل شيء في «نجمي» قائم على هذه الغاية التي لا تستبعد الجمهور مطلقًا لأن السينما هي للترفيه أولاً. الاختلاف هو أن تكون للترفيه الجيد في الوقت ذاته. مهم جدًّا بالنسبة لي أن أقدم للجمهور قصّة تصلح للتداول بعد الخروج من الصالة. بعد المشاهدة. الفيلم رحلة. أقصد أي فيلم هو رحلة الغاية منها أن تكتشف ما تعود منه بخبرات ومعرفة وتتذكره بسعادة. كمنظم الرحلة يسعده أكثر إذا ما وجد الكثير من الناس تريد الاشتراك فيها. لكن عليه أن يكون جاهزًا ليؤمن ما يريدهم العودة به من تلك الفوائد.

·        اختيار ماثيو ماكونوهي ومن قبله كريستيان بايل في أفلام «باتمان» وليوناردو ديكابريو في «تمهيد» هو جزء من رغبتك في الوصول إلى أكبر عدد من المشاهدين؟

- كل واحد من الذين ذكرتهم هو ممثل جيّد قبل أن يكون نجمًا كبيرًا. وأنا أريد الممثل الجيّد وإذا ما استطعت اختيار الممثل الجيّد الذي هو نجم كبير فليكن. كنت أعرف أن ماكونوهي ممثل رائع بصرف النظر عن الدور الذي يقوم به، لكن شعبيته لم تغب عن بالي في الوقت ذاته. المهم عندي هو أنني وضعت شخصية مثيرة للتأمّل أو للمتابعة أو التجاوب وحتى أفعل ذلك عليها أن تكون مثيرة بحد ذاتها وهذا يتطلب ما ذكرته سابقًا وهو تأليف شخصية ذات أبعاد.

·        في «نجمي» أو في سواه، طالما نتحدث عن عمق مدلولات الأفلام التي أخرجتها وشخصياتها، هل تجد أن ما تريد الوصول إليه واضح لدى الممثلين أم تلجأ إلى الجلوس مع كل منهم لتفسير ما تريد؟

- السيناريو مكتوب لكي يكوّن للممثل، وللآخرين طبعًا، ما هو مطلوب منه. ما الذي عليه أن يتوقعه من دور وهذا ما سيدفعه للتفكير في الشخصية وكيف سيقوم بتمثيلها. لكن الجلسات ضرورية. السيناريو لا يستطيع أن يقول كل شيء. الممثل قد يكون لديه أسئلة، وقد تكون عندي أسئلة بخصوص تلقيه لما هو مكتوب. الحالتان تقعان على نحو طبيعي.

·        كيف تحافظ على سريّة سيناريوهاتك؟

- هذا أمر صعب جدًّا في هذا العصر.

·        كوينتين تارانتينو كاد يلغي فيلمه المقبل بعدما تم نشر فحواه على الإنترنت..

- هذا صحيح. هذا ما أقصده. في هذا العصر بات من الصعب جدًا إبقاء ما هو شخصي شخصيا أو ما هو سري سريا. لكن أريد أن أضيف شيئًا لم أقله في معرض الحديث عن السيناريو والممثلين. أجلس مع كل ممثل على حدة لكي أتأكد من أن كل شيء واضح. والحقيقة أن بعض أسئلتهم لي رائعة. اكتشفت أن آن هاثاواي (بطلة الفيلم) لديها معرفة واهتمام كبيرين بخصوص كل ما هو علمي. لا تريد أن تظهر ذلك، لكنها بالفعل تعرف الكثير عن الفيزياء. بينما وجدت ماكونوهي أكثر انصرافًا صوب العلاقة الروحانية التي يمكن للمشاهد أن يستلهمها من الفيلم. كلاهما كان لديه أسئلة مثيرة، وكلاهما كان يتابع ما في بالي ويطرح عليّ ما لديه من تساؤلات. وجدت ذلك مثيرا جدًا للاهتمام.

* الخوف من الماء

·        هذه الأسئلة هي التي في بال المشاهدين. أعتقد أنك تهدف إلى جعلهم قادرين على استبدال المتوقع من فيلم خيالي - علمي بأفكار أخرى.

- شكرًا.

·        وهذا أيضًا موجود في شخصية باتمان مثلاً. كلنا شاهدنا السلسلة السابقة حين لعب جورج كلوني ومايكل كيتون الدور الرئيسي، لكن باتمان كما أعدت تقديمه أنت يختلف.

- .. لكن هذا الاختلاف له علاقة بأنني لم أرد إعادة صنع فيلم، بل تقديمه من جديد. كلنا نعرف أن الأفلام السابقة وصلت إلى الجمهور. الرهان على كيفية تقديمها من جديد علما بأنه ما بين التسعينات عندما تم تقديم تلك الأفلام وسنة 2005 عندما أنجزت «باتمان يبدأ» مسافة زمنية قصيرة. لو أن الجمهور وجد نفسه أمام فيلم مشابه لما كرر الحضور. لسقط المشروع بأكمله. له أيضًا علاقة بأسلوب كل مخرج على حدة. أحب النظر إلى أفلام تيم بيرتون عمومًا وإلى «باتمان» كما أخرجه على وجه خاص، لكن ما أنجزه يتبع مفهومه الخاص وما أنجزه أنا يتبع مفهومي الخاص أيضًا.

·        بعض الصحف ذكرت أنك تخاف من الماء.. هل هناك سبب؟

- نعم. سبب مهم (يضحك). ذات مرّة تعرضت لحادثة وأنا أقوم بـ«السيرف» كادت تعطب ظهري. في الواقع كان الألم في كتفي اليمنى شديدًا لفترة طويلة ومن يومها وأنا أخشى البحر والأمواج.

·        لكن واحدًا من أفضل مشاهد «نجمي» هو ذلك الذي نرى فيه أمواجًا عالية كالجبال وهي تتقدّم صوب المركبة الفضائية. هل جودة هذا المشهد لها علاقة بمخاوفك؟

- (يضحك) لا بد.. كل الأفلام انعكاسات شخصية لأصحابها.

·        تكتب سيناريوهاتك مع أخيك جوناثان. كيف بدأ هذا التعاون؟

- في سنة 2000 كتب جوناثان قصّة قصيرة لم تنشر. هذه القصّة كانت الأساس لفيلم «ميمنتو» والتعاون انطلق من ذلك الحين.

·        كيف تعملان على مشاريعكما؟

- أحب العمل مع جوناثان لأنه عمل مرتاح. العمل مع أشخاص تعرفهم ويعرفونك عن كثب يمنحك الحرية ويجعلك قادرًا على الالتزام بمنهجك السينمائي ومن دون محاولة شرحه لعنصر آخر في كل مرة. جوناثان يعرف ما أريد ورغم ذلك على كل منا أن يثق بالآخر. تعلم أن زوجتي هي شريكتي في الإنتاج أيضا وما أقوله عن شقيقي أستطيع قوله عن عملي مع إيما (توماس).

* الرهان

·        لماذا تركت مشروع العمل على «باتمان»؟ أقصد أن الكثير قيل عن أنك استوفيت رغبتك في هذه الثلاثية. لكن هل هذا هو السبب الأساسي؟

- نعم. هو بالفعل كذلك. ثلاثة أفلام من السلسلة كافية لكي تقرر أن تنزح عن المشروع وتبحث عن سواه. فيلم آخر من السلسلة قد يكون أكثر مما تستطيع أن تكترث له.

·        لكنك منتج منفذ للفيلم المقبل «باتمان ضد سوبرمان».. هل تستطيع الحديث عنه؟

- لا أعتقد.

·        هل كانت كتابة الفيلم ليجمع بين بطلين من «السوبر هيرو» صعبة؟

- في البداية كانت كذلك. دعني أوضح، في أي فيلم يقوم على طموح كهذا، سيمر وقت طويل من الكتابة تليها إعادة كتابة أكثر من مرّة إلى أن يجد صانعو الفيلم ما يبحثون عنه. ما يطمئون إليه. لذلك، من هذه الناحية كان البحث صعبًا. هناك عناصر في الحكاية وفي المشروع ككل لا أستطيع بحثها، لكنها ضرورية. كان لا بد من وجودها قبل أن نقول صرنا جاهزين.

·        ما هو الرهان الذي تقوم به، بينك وبين نفسك، كلما استعددت لإخراج فيلم جديد؟

- أراهن على أن أستطيع أن أخدم حبي للسينما والجمهور معًا.

·        بعض أفلامك، بل كل أفلامك في الحقيقة، تتطلب وعيًا إضافيًا من الجمهور. ألا تخشى ألا تصل رسالتك إليه؟ أن يشكل عدم قدرة البعض على فهم الفيلم بمثابة عائق يحول دون نجاح الفيلم؟

- طوال الوقت. في الواقع هي مخاطرة. لكني أعتقد أنه إذا كنت تستطيع أن تكسب الناس عاطفيًا حيال ما تعرضه، تستطيع أن تضمن رغبتهم في السير معك وصولاً إلى ما تريد من الفيلم أن يسرده أو يقوله. لا تريد للفيلم أن يكون لغزيًا تريد له أن يكون لغزًا مفهومًا أو أن يكون لغزًا يستطيع الجمهور الاشتراك به.

·        رغم ذلك هي مخاطرة..

- بالطبع. ما أستطيع أن أقوله في كيفية تجاوزها هو أن ما يجب أن يُثير الجمهور لا يمكن أن يكون شأنًا ثقافيًا حتى ولو أن الموضوع كان عميقًا وعلميًا أو يطرح مسائل فكرية. عليه أن يكون الاهتمام منبثقًا من الشخصية وهذه عليها أن تنطلق دائمًا من وضع روائي. تسرد الحكاية وتسردها جيّدًا وإذا فعلت تستطيع أن تتضمنها ما تريد.

الشرق الأوسط في

22.04.2015

 
 

داني كولينز..

حين يصنع آل باتشينو من “فسيخ” الواقع “شربات

بلال فضل – التقرير

ستستمتع بهذا الفيلم، فقط إذا تركت نفسك تتفاعل مع ممثليه وأدائهم المدهش، فهو من نوعية الأفلام التي يتميز أبطالها في الأداء، بشكل يضفي وهجا على تقليدية قصته وعادية أحداثه، وربما لذلك لو حاولت معرفة قصته، قبل أن تقرر مشاهدته، لترددت في ذلك، حتى لو كنت تحب نجمه الممثل الكبير آل باتشينو، لأن أي تلخيص مهما كان بارعا لقصة الفيلم سيدفعك للحكم عليه سلبا، خاصة وأن مؤلفه ومخرجه حشدا له الكثير من تيمات الدراما مضمونة التأثير، وعلى رأسها تيمة الأب الذي لم ير ابنه لسنين طويلة، وحين يقرر أن يختم حياته برؤيته، يكتشف وجود أزمة ضخمة يقع فيها ابنه، فيحاول التدخل لمساعدته، وسط مقاومة من الابن الذي يرغب في الانتقام من أبيه لبعده الطويل عنه، وربما لذلك حرص صناع الفيلم على أن يضعوا في مقدمة الفيلم تعبيرا يقول “الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية نوعا ما”، لتشعر وأنت تشاهد الفيلم أن الواقع لا يكف عن إدهاشنا، ولو كان ذلك بقدرته على إعادة إحياء كليشيهات الدراما التي تتداولها المسلسلات المكسيكية والأفلام الهندية.

فيما بعد ستفهم سر تعبير “نوعا ما” الذي استخدمه صناع الفيلم، لتدرك أن الواقعة الحقيقية التي اعتمدت عليها القصة، لم يتم استخدامها إلا كنقطة انطلاق درامية تتحرك منها الأحداث، إلى مساحة تختلط فيها الكوميديا بالميلودراما، وكان يمكن لذلك أن يصنع فيلما أقل من العادي، لولا التمثيل المدهش الذي قدمه النجمان آل باتشينو وآنيت بانينج التي لم تفقد سحرها وتألقها، ومعهما الممثل المستمر في الصعود منذ سنوات بوبي كانيفالي، الذي قدم أداءا مختلفا عن الصورة التي تعود المشاهدون على رؤيته بها من قبل، وهو يبرع في أداء أدوار الشر، كما لا يمكن إغفال الدورين اللطيفين الذين لعبهما الممثل المخضرم كريستوفر بلامر والنجمة جنيفر جارنر، حيث تحولت بعض المشاهد التي سبق أن رأينا مثيلا لها في أعمال درامية كثيرة، إلى مباريات ممتعة في التمثيل، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر، مشهد لقاء الأب (باتشينو) بابنه وزوجته وحفيدته لأول مرة، أو مشاهد مغازلة باتشينو لأنيت بانينج، ومحاولته دعوتها إلى العشاء معه ورفضها المتكرر لذلك، إلى أن ينجح في النهاية بعد أن “ذلّت أنفاسه”.

يلعب آل باتشينو في الفيلم دور نجم روك في السبعين من عمره، وهو هنا لا يظهر كنجم روك متقاعد يتذكر أمجاد الماضي الغابرة التي يلعب مشاهدها ممثل أصغر سنا، بل يلعب دور نجم روك ناجح لا يزال قادرا على إحياء حفلات حاشدة، يتوافد فيها جمهوره المنتمي إلى أعمار مختلفة، وإن كانت نسبة لا يُستهان بها من الجمهور، من السيدات الكبيرات في السن، اللواتي يذكرهن بزهوة شبابهن، ومع أنني من محبي باتشينو، وممن يعتقدون بقدرته على لعب أي دور يناسب سنين عمره التي ستكمل الخامسة والسبعين بعد أيام، إلا أن تصوره وهو يغني على خشبة المسرح، ويؤدي حركات استعراضية تثير حماس الجمهور المحتشد لمشاهدته، كان يتطلب مجهودا في الإقناع لا علاقة له بالحب المسبق لمشواره التمثيلي، ومن المؤكد أن باتشينو لو لم يدرس مليا تجارب بعض المغنين الذين تجاوزوا السبعين، وبالأخص باري مانيلو الذي بدا في بعض المشاهد قريب الشبه به وبطريقة أدائه، لما كان قد أبدع في أداء المشاهد القليلة التي يغني ويرقص فيها، والتي يتوقف عليها اقناع الفيلم للمشاهد بقصته البسيطة، ولما حصل الفيلم على العروض النقدية الجيدة التي نالها، ولا على إعجاب الجمهور الذي تزايد بشكل ملحوظ بعد عرضه في عدد محدود من دور العرض، ولما لقي الفيلم إقبالا جماهيريا أكثر مما حققه فيلمه السابق (التواضع)، الذي جمعه مع المخرج باري ليفينسون، عن رواية للكاتب الأمريكي الكبير فيليب روث، وأدى فيه باتشينو شخصية ممثل مسرحي يعاني من تقدم العمر وتقلب الزمان، وقد سبق أن كتبت عن ذلك الفيلم قبل أشهر، ونشرت تصريحات لمخرجه عن صنع الفيلم وعن مشواره الفني أيضا، اقرأ ما كتبته هنا إن أحببت.

كاتب الفيلم ومخرجه هو دان فوجيلمان، وهي التجربة الإخراجية الأولى له، بعد سلسلة من الأعمال الكوميدية الناجحة التي ألفها، ومن أشهرها فيلم “كريزي، ستيوبيد، لوف”، وفيلم الرسوم المتحركة الناجح “كارز”، وأتصور أنه قدم بداية اخراجية قوية وملفتة، بدءا من أول مشهد اختار أن  تدور أحداثه في سبعينات القرن الماضي، يظهر فيه شاب يعشق كتابة وتلحين الأغاني، وهو يتحدث في حوار صحفي عن أحلامه الفنية وتصوراته للأغنية كما يحبها، ويتحدث عن بطله المفضل جون لينون وتأثيره عليه، وبعد ذلك الحوار ينقلنا الفيلم إلى لقطات مقربة تظهر لنا رجلا عجوزا، يحاول شد كرشه المتضخم بـ”كورسيه”، ويقوم بالتأكد من صبغ شعره الأبيض جيدا، ويكمل ارتداء ملابسه واكسسواراته، لنرى مع اتساع الكادر أن هذا هو بطل فيلمنا داني كولينز بعد أربعين عاما من ذلك اللقاء، الذي أعقبه فشل ألبوم غنائي، قرر فيه أن يصنع أغانيه كما يحبها، دون أن يلقي اعتبارا لرغبات المنتجين وما يتصورون أنه ذوق الجمهور، ولأن فشل الألبوم جاء صدمة حادة له، فقد قرر أن يستجيب للضغوط، ويصنع الغناء الذي يتصور المنتجون أنه سيعجب الناس، وحين تنجح أغانيه الجديدة، يقرر أن يسلم نفسه لرغبات الآخرين، وها نحن نراه بعد أربعين عاما من النجاح التجاري، مع زوجة فاتنة الجمال والتي تبلغ نصف عمره، في ظل ثراء فاحش لم يكن سيحصل عليه لو دام فشله، ومع جمهور لا زال وفيا له، لكننا برغم ذلك نشعر أنه فاقد للروح، ولا يشعر باقبال على كل ما حوله، ولذلك يهرب إلى إدمان الكوكايين من الخواء المقبض الذي يشعر به وسط كل ذلك الصخب المحيط به.

لكن كل ذلك ينقلب رأسا على عقب، حين يقوم مدير أعماله ورفيق مشواره، في عيد ميلاده، بمنحه هدية شديدة الخصوصية، هي عبارة عن رسالة مكتوبة بخط يد بطله القديم جون لينون، كان قد أرسلها زمان إلى المجلة التي نشرت حواره القديم، لكن رئيس تحرير المجلة لم ينشرها، وقرر أن يحتفظ بها في مقتنياته الشخصية، ليتم بيعها بعد ذلك بسنوات، وتنتقل من يد إلى يد، حتى تعرض على شبكة الإنترنت في أحد المزادات، فتستقر في يد مدير أعماله، الذي قرر أن يفاجئ صديقه القديم برسالة جون لينون، وبالمناسبة هذه هي الواقعة الحقيقية التي يستند عليها الفيلم “نوعا ما”، والتي سبق أن حدثت بالفعل مع ستيف تيلستون مغني الفولك البريطاني، الذي تحدث قبل ثلاثين عاما في حوار صحفي عن تأثره بملهمه جون لينون، وعن خوفه من أن تؤثر عليه الشهرة والمال فتجعله يؤدي فنا لا يحبه، فأرسل إليه جون رسالة لم تصله إلا بعد ثلاثين عاما، وقام بوضع رقم تليفونه في الرسالة لكي يتصل به، وهو ما لم يحدث أبدا، لأن جون لينون تعرض بعدها للاغتيال، فقرر شخص حقير مجهول الهوية في إدارة المجلة، أن يستغل الفرصة ماديا ويقوم ببيع الرسالة، فلم يعلم بها رئيس تحرير المجلة وبالتالي لم تصل إلى من تستحق الوصول إليه.

الفارق هنا بين بطل الفيلم داني كولينز، وبين بطل الواقعة الحقيقي، أن الأخير لم ينجب ولدا ظل بعيدا عنه طيلة حياته، كما أنه لم يؤثر النجاح بشكل سلبي على مشواره، فقد بقي مخلصا لموسيقى الفولك التي أحبها، وظل طيلة عمره يؤديها، حتى حصل على جائزة كبيرة من البي بي سي عام 2012 عن أعماله المتميزة فيها، لذلك حرص الفيلم على استخدام تعبير “نوعا ما”، ليؤكد أن التفاصيل التي يقدمها الفيلم عن بطله داني كولينز، مختلفة عن الطريقة التي أثرت بها الرسالة الحقيقية لجون لينون على المغني البريطاني، الذي تظهره تيترات الفيلم الختامية وهو يحمل الرسالة الأصلية بيده،  لكن الرسالة التي صنعها الفيلم من أجل بطله دان كولينز، وتم تقليد خط لينون فيها، استوحت أفكار جون لينون الموجودة في الرسالة الأصلية، فجاءت ملهمة واستثنائية، فقد نصح فيها المغني الشاب داني “بأن يكون وفيا لنفسه، وأن يدرك أن المال والشهرة لا يفسدان الفنان، بقدر ما تفسده خياراته الشخصية والرذائل التي قد تؤدي إلى سقوطه”، لتكون تلك الرسالة الملهمة التي تأخرت طويلا، سببا في اتخاذ داني لقرارات حاسمة، بضرورة تغيير حياته تغييرا شاملا، فيكشف لزوجته أنه كان يشك طول الوقت أنها تخونه، ويتمنى لها السعادة في حياتها مع الشاب الذي تحبه، وأنه لن يدخل معها في أي نزاعات مادية كما تتصور، لأنه سيترك كل شيء خلفه، وسيحتفظ فقط بالبيانو الذي تعود أن يكتب عليه أغانيه، وسيذهب للإقامة في فندق في إحدى مناطق ولاية نيوجرسي، حيث لا يوجد معه شيء من حياته القديمة، سوى البيانو، والرغبة في أن يستعيد ذاته التي فقدها منذ سنين.

يدرك صديقه ومدير أعماله أنه ارتكب كارثة، بإظهار تلك الرسالة التي كان يظن أنها ستسعد صديقه وتحمسه للمزيد من العمل، فإذا بها تدفعه إلى أن يطلب إلغاء جولة فنية كبيرة، كانت ستجلب لهما الكثير من الأموال، ولا ينتظر أخذ رأي صديقه في هذا القرار، بل يترك له عنوان الفندق الصغير الواقع في ولاية نيوجرسي على مقربة من مدينة نيويورك، وحين يحاول صديقه فهم لماذا اختار هذا الفندق بالذات في هذه الولاية التي يكرهها، يعرف أخيرا أن السبب هو رغبة داني، في الاقتراب من محل سكن ابنه الذي لم يره منذ سنوات طويلة، والذي كان ناتجا لعلاقة عاطفية عابرة مع إحدى المعجبات.

يبدأ الفيلم منذ هذه النقطة في غزل خيوط علاقات متعددة بين داني وكل من ابنه الغاضب المأزوم الذي يعاني من ضغوط الحياة، وزوجة ابنه التي تدرك كم يكرهه ابنه، وحفيدته الطفلة شديدة الحيوية والتي لا تعرف عنه شيئا، سوى أن أباها كلما رآه في التلفزيون طلب إغلاقه بعصبية، ومديرة الفندق الستينية الجميلة التي تتسلل إلى روحه ووجدانه شيئا فشيئا، وتتشابك كل هذه الخطوط لنرى كيف يعاود من خلالها داني بحثه عن ذاته، وكيف يعيد اكتشاف تصوراته للفن والغناء التي خلفها ورائه قديما، ولا يحدث ذلك التغيير بشكل تصاعدي خطي، فنحن نراه  برغم كل ما اتخذه من قرارات، يجبن عن المضي قدما في تغيير حياته أحيانا، ثم يتشجع أحيانا أخرى، ونرى أيضا أن مهمته في استعادة ابنه لم تكن سهلة، فهو ينجح بصعوبة بالغة في اقناع ابنه بأن يجعله يقترب من أسرته ليوم واحد، وبعد حدوث عدة تطورات تتوثق العلاقة بين الجد والحفيدة رغما عن الابن، ثم تتعقد العلاقة ليبتعد من جديد ابتعادا يبدو أنه نهائي وحاسم.

وفي نهاية الفيلم وبعد عدد من المنعطفات الدرامية المشغولة بحنية ولطف، تتحول علاقة الأبوة إلى علاقة صداقة في مشهد النهاية، الذي أظن أنه واحد من أعذب المشاهد التي قدمت في هذه النوعية من الأفلام مؤخرا، ليتوج باتشينو بأدائه في ذلك المشهد تأكيده من خلال هذا الفيلم، أنه أبعد ما يكون عن هم نضوب الموهبة الذي كان يشغل بطل فيلمه السابق، وأنه إذا وجد شخصية ثرية إنسانيا ودراميا، سيستطيع أن يقول من خلالها الكثير، كما أثبت بوبي كانيفالي في أدائه أنه ممثل عريض الموهبة، وأن توهجه الذي وصل إلى ذروته في الموسم الرابع من مسلسل “بوردووك إمباير”، ثم انطفأ قليلا، لم يكن وراءه ضعف موهبته، بل عدم حصوله على أدوار تفجر فيه مناطق مختلفة عن منطقة الشخصيات الشريرة والإجرامية، وأثبت مخرج الفيلم دان فوجيلمان أن قراره بالانتقال من مقعد المؤلف إلى مقعد المخرج، كان مغامرة محسوبة، ربما كانت بداية لمشوار اخراجي متميز.

سيُضحكك هذا الفيلم كثيرا، وسيبكيك كثيرا، فقط اترك نفسك لتتورط معه.

لغة الفقدان في فيلم “lilting”

جنة عادل – التقرير

في قالب نوستالجي رقيق، مزج المخرج الكمبودي “Hong Khao هونج كاو” بين مرارة الفقدان وبين العجز عن التأقلم مع فرق اللغة والحضارة،  ليقدم في فيلمه Lilting من إنتاج العام 2014، قصة ناعمة متناغمة، تشبه حياته الخاصة إلى حد كبير، أو هكذا قال في حواره مع مجلة New Republic.

يدور الفيلم حول علاقة معقدة بين “جون”، الأرملة الستينية الصينية من أصول كمبودية، التي تعيش في لندن وتجهل عنها كل شيء، وكأنما تتجنب الامتزاج بثقافتها ولغتها عمدًا، و”ريتشارد”، الشاب الإنجليزي المثلي الذي يحاول رعايتها، بعد رحيل “كاي”، ابن الأولى وعشيق الأخير، بطريقة مأسوية؛ ما تركهما في حالة من عدم الارتياح والعتاب الصامت طوال الوقت.

تعيش “جون” التي تؤدي دورها النجمة “Pie Pie Cheng  بي بي تشنيج”، في دار للمسنين، حيث أودعها “كاي” قبل رحيله بعد أن تعذر عليه الجمع بين رعايتها وبين علاقته بحبيبه “ريتشارد”، خاصة أنها لم تكن تعلم شيئًا عن كونه مثليًا؛ إذ لم يكن مستعدًا للاعتراف لها بتلك الحقيقة بعد.

في الدار، تعاني “جون” حالة من العزلة، امرأة مسنة في مكان لا تعرف فيه أحدًا ولا تتحدث لغة المحيطين بها فيه، ليصبح الإيماء لغة التواصل الوحيدة بينها وبينهم، وفي أضيق الحدود بالطبع، ولتصبح سلواها الوحيدة هي ذكريات وحيدها الراحل والكثير من الحوارات المتخيلة معه، وعلاقة حب نشأت حديثًا بينها وبين “آلن”، أحد نزلاء الدار التي تعيش بها، والذي لا يجيد حرفًا من لغتها، ومع هذا لا يكف عن مناجاتها وجلب الزهور لها كل يوم.

ربما بدافع من الشعور بالمسؤولية، ربما بحثًا عن الأثر الوحيد الباقي من صديق عمره الراحل، يقرر “ريتشارد” الذي يؤدي دوره ببراعة النجم “Ben Whishaw بين ويشاو”، أن يعتني بـ”جون” ويواسيها، ليجد منها صدًا ونفورًا، يحاول تجاوزه بطلب المساعدة من صديقته “فان” التي تؤدي دورها النجمة “Naomi Christie ناعومي كريستي”، والتي تجيد لغة الماندرين كما تجيد الإنجليزية، لتقوم بالترجمة بينها وبينه، وبينها وبين “آلن”.

مع تطور الأحداث، نلاحظ استغراق كل من “جون” و”ريتشارد” في اجترار ذكرياتهما مع “كاي”، كما نلاحظ العتاب الذي يضمره كل منهما للآخر، فمن ناحية، يرى “ريتشارد” أن “جون” كانت ترهق “كاي” الراحل بحاجتها المستمرة لرعايته لها، واتهامها له بالتقصير في حقها مرارًا، وعدم قدرتها على التأقلم مع ما حولها، برغم أنها أمضت في بريطانيا ما يزيد عن الخمس سنوات، بينما ترى “جون” أن “ريتشارد” صرف عنها اهتمام طفلها الوحيد، وكان سببًا في أن وضعها في تلك الدار التي تكرهها، عوضًا عن الحياة معه.

كما نلاحظ انصراف “جون” عن “آلن” بعد أن قامت “فان” بدور المترجمة لفترة، وهو الشيء الذي لا يرجع لأنها رأت فيه ما لا يعجبها، بقدر ما هي حالة من الزهد واللامبالاة التي تسيطر عليها وعلى موقفها من متاع الحياة في العموم، الشيء الذي يغضب “ريتشارد” كثيرًا ويرى فيه نوعًا من الانتقام منه بأن تدعه يشعر بالذنب لأنها وحيدة وبائسة باستمرار، ما يجعله يقرر مصارحتها بحقيقة علاقته بولدها علّها تتفهم فجيعته وتعينه عليها وتسمح له بمعاونتها.

يسرد “كاو” أحداث فيلمه العذب باللغتين، الإنجليزية والصينية، متجاهلًا عرض الترجمة في مشاهد بعينها، لا سيما مشاهد “ريتشارد” مع “جون”، ليجعل المُشاهد في موقف “ريتشارد” تمامًا، وليضعه في مأزق اللغة ذاته الذي يجد “ريتشارد” نفسه فيه حينًا، وتعيشه “جون” أغلب الوقت، كما تم تصوير مشاهد الفيلم بالكامل تقريبًا في أماكن مغلقة، ساعد الديكور واختيار الألوان الدافئة فيها على خلق حالة من الحميمية.

كما تستمر الاختيارات الموسيقية العذبة للفيلم منذ اللحظة الأولى وحتى اللحظة الأخيرة في التسلل لقلب المشاهد، بمجموعة مميزة من الأغنيات الكلاسيكية الصينية، والتي تتزامن مع ظهور “جون” على الشاشة، وكأنما يغلق عليها عالمها الخاص الذي لم تعرف الإنجليزية طريقها إليه أبدًا.

يعبر “كاو” عن إحساس كل من “جون” و”ريتشاد” بالفقد والحنين بالكثير من الفلاش باك الذي يستحضر فيه كل منهما ذكرى “كاي”،  وإن عمد لسبب غير مفهوم على تكرار مشهد الذكرى الواحدة مرارًا دون داع، وبينما تبدو شخصية ريتشارد هشة ضعيفة، يغلبها البكاء كلما حدث/قيل ما يذكره بـ”كاي”، تتسلح “جون” بالعصبية والصمت في مواجهة الفاجعة.

يتنقل الفيلم في سلاسة بين أكثر من قضية هامة معًا، فمن الحديث عن علاقة شاب بأمه المسنة، وعلاقة امرأة بعالم تحيا فيه وحيدة دون أن تفهمه، وعلاقة شابين مثليين بأحدهما الآخر، بكل ما تحمله من عاطفة -عذبة إن جاز التعبير- ومشاركة في المسؤولية، ومخاوف من تقبل المجتمع لعلاقتهما وميولهما، وعلاقة المترجم بمن يترجم عنهم، والتي نراها تفصيلًا في انفعالات “فان” أثناء ترجمتها للأجزاء الأكثر حساسية وتفصيلًا في حوار “جون” و”ريتشارد”، ومحاولاتها للتدخل في بعض الأحيان والتصرف وفقًا لما تراه مناسبًا، ما يسبب المزيد من الارتباك بالطبع.

أداء “ويشاو” لدور “ريتشارد” يأتي فريدًا مميزًا ثريًا، حتى ليبدو في بعض الأوقات أن حزن “ريتشادر” على فراق “كاي” يفوق حزن أمه نفسها عليه.

أما عن أداء “بي بي تشينج” فيأتي قويًا، لتخرج في النهاية شخصية “جون” كامرأة جعلها الفقد أكثر حدة وانغلاقًا على نفسها، وأقل تقبلًا لمحاولات الآخرين للتواصل وعرض المساعدة.

في فيلم “كاو”، يعجز الكلام عن مساعدة “جون” و”ريتشارد” على السواء، في التعبير عما يشعرا به؛ ففي حالة”جون”، يمنعها اختلاف اللغة من التعبير بالكلام عن مرارة فقد وحيدها، وفي حالة “ريتشارد”، تمنعه طبيعة علاقته بـ”كاي” من الحديث عن مشاعره بحرية، مخافة رفض الآخرين له أو نفورهم منه، ليتمكن كلاهما في النهاية من التوصل إلى لغة خاصة مشتركة من الحنين، يفهمها كلاهما ويجيدا استخدام مفرداتها دون مترجم.

التقرير الإلكترونية في

22.04.2015

 
 

القصبجي..«الكمسري» الذي أضحك الملايين وتزوج 9مرات ولم يجد مصاريف علاجه

محمد منسي

تطل علينا اليوم الخميس، 23 أبريل، الذكرى الـ 52، لرحيل نجم الكوميديا رياض القصبجي، الذي ارتبط اسمه بأفلام الفنان إسماعيل ياسين، وظلت أدواره عالقة في أذهان المصريين، لاسيمًا دور "الشاويش عطية".

وُلد القصبجي، 13 سبتمبر 1903، بمحافظة سوهاج، وتوفى 23 أبريل 1963.

تزوج القصبجي، 9 مرات، وقدم خلال مسيرته الفنية أكثر من 150 فيلمًا.

ورغم ظهوره في معظم أدواره بروح الفكاهة، أو الأسلوب الحاد للرجل الشرير صاحب الملامح الغليظة، إلا أنه تميز بوجود عدد كبير من المعجبات به.

عمل القصبحي، بداية حياته، "كمسري" بالسكة الحديد، إلا أنه نظرًا لحبه واهتمامه المبكر بالتمثيل انضم لفرقة التمثيل الخاصة بالسكة الحديد، وأصبح عضوًا بارزًا بهذه الفرقة، ثم انضم لفرق مسرحية عديدة منها فرقة الهواة وفرقة أحمد الشامي وفرقة على الكسار وفرقة جورج ودولت أبيض وأخيرا فرقة إسماعيل يس المسرحية.

أشهر إفيهات القصبجي

اشتهر القصبجي، بإفيهات كوميدية، منها "بورورم.. شغلتك على المدفع بورورم"، و"هو بعينه بغباوته وشكله العكر"، و"صباحية مباركة يا ابن العبيطة"، و"بتضحك قدامي يارفدي يا ابن الرفدي".

الكوميدي الذي لم يجد مصروفات علاجه

أُصيب القصبجي، بشلل نصفي في الجانب الأيسر نتيجة ارتفاع ضغط الدم، ولم يستطع أن يغادر الفراش ولم يستطع سداد مصروفات العلاج.

وسمع الفنان محمود المليجى بالأمر، فسارع بالذهاب إلى بيت القصبجى هو والمنتج جمال الليثى الذي لم يكد يرى القصبجى طريح الفراش حتى خرج ثائرًا على نقابة الممثلين، وقام بجمع التبرعات لعلاج القصبجى، وشاركه المخرج فطين عبدالوهاب والسيناريست على الزرقاني.

"الشاويش عطية" يسقط أمام الكاميرا

وفي أبريل 1962، كان المخرج حسن الإمام يقوم بتصوير فيلم "الخطايا" الذي أنتجه الراحل عبد الحليم حافظ، وأرسل الإمام إلى القصبجي للقيام بدور في الفيلم، بعد تماثله للشفاء بعد الشلل الذي أصابه وبدأ يمشي ويتحرك، فأراد أن يرفع من روحه المعنوية وكان الدور مناسبًا للغاية له.

جاء الشاويش عطية إلى البلاتوه مستندًا على ذراع شقيقته وتحامل على نفسه ليظهر أمام العاملين في البلاتوه أن باستطاعته أن يعمل.

وقف الشاويش عطية يهييء نفسه فرحًا بمواجهة الكاميرا التي طال ابتعاده عنها واشتياقه إليها، ومضت لحظة سكون قبل أن ينطلق صوت الكلاكيت وفتحت الكاميرا عيونها على الشاويش عطية الذي بدأ يتحرك مندمجًا في أداء دوره.. وفي لحظة سقط في مكانه، وانهمرت الدموع من عينيه، وهم يساعدونه على النهوض ويحملونه بعيدًا عن البلاتوه، وعاد إلى بيته حزينًا وكانت تلك آخر مرة يدخل فيها البلاتوه وآخر مرة يواجه فيها الكاميرا.

أكل الطعمية وسمع أم كلثوم.. ومات

لفظ القصبجي، أنفاسه الأخيرة، في 23 أبريل 1963، عن عمر يناهز 60 عامًا، بعد أن قضى سهرة الوداع مع عائلته وتناول خلالها "الطعمية"، واستمع لصوت أم كلثوم الذي يعشقه عبر الاذاعة.

ولم تجد أسرته ما يُغطي تكاليف جنازته، وظل جسده مسجى في فراشه ينتظر تكاليف جنازته ودفنه حتى تبرع بكل هذه التكاليف إحدى المنتج جمال الليثي.

طلعت زكريا يتمنى تجسيد "الشاويش عطية"

قال الفنان طلعت زكريا، خلال حواره صحفي، منذ عدة أشهر، عن أمنيته تجسيد شخصية الفنان الكوميدي رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية، نظرًا لما قدمه من أدوار يصعب على الفنانين الموجودين حاليًا تقديمها، فضلًا عن تأثره بشخصيته.

بالصور| «شلة عادل إمام».. 9 فنانين شاركوا الزعيم في بناء إمبراطوريته

كتب- أحمد مطاوع

صاحب الزعيم عادل إمام على مدار مشواره الفنى العديد من النجوم، ولكن ظلت هناك دويتوهات أومجموعة معينة كانت جزء لا يجتزأ من أعماله الفنية وارتباطت أسماء الكثير منهم بالزعيم، وإن كان يحدث تغييرات لهؤلاء النجوم أوالمجموعات على فترات، ومنهم من شاركه البطولة فى أعمال عديدة و، منهم قام بالأدوار الثانوية، وحتى الكومبارس، وإن جاز أن نسميهم فهم "شلة عادل إمام"..

ونستعرض لكم أبرز الفنانين الذين ضمتهم شلة الزعيم..

1- يسرا

تعد يسرا من أكثر الفنانات التى شاركت الفنان عادل إمام أدوار البطولة فى العديد من الأفلام على مدار سنوات من التألق الفنى لهم، خاصة من بداية الثمانيات، ومن هذه الأعمال الإنسان يعيش مرة واحدة، وليلة شتاء دافئة، والأفوكاتو، والإنس والجن، وكراكون فى الشارع، والمولد، وجزيرة الشيطان، والإرهاب والكباب، والمنسى، ورسالة إلى الوالى، وعمارة يعقوبيان، وبوبوس.

2- سعيد صالح

شكل الفنان الراحل سعيد صالح دويتو كوميدى قوى مع الزعيم عادل إمام، خلال الأعمال التى جمعتهما، وإن كان النجم سعيد صالح دائمًا ما يقوم بدور البطل الثانى فى أفلامهم، والتى كانت دئمًا ما تشهد سمة مكررة لعلها كانت وليدة الصدفة، وهى موت الفنان سعيد صالح مقتولًا خلال أحداث الفيلم، وبقاء الفنان عادل إمام ليأخذ بالثأر لصاحبه، ومن أبرز الأعمال التى جمعت النجمين سلام يا صاحبي، والهلفوت، وعلى باب الوزير، وأنا اللي قتلت الحنش، والمشبوه، أمير الظلام، زهايمر، وغيرها من الأفلام.

3- أحمد راتب

شارك الفنان أحمد راتب فى العديد من أفلام الفنان عادل إمام، ليكون واحدًا من الفنانين الذين شكلوا "شلة الزعيم"، ومن أشهر الأفلام التى جمعت النجمين، قاتل مقتلش حد، وجزيرة الشيطان، والإرهاب والكباب، والمنسى،والفنكوش، وطيور الظلام، والسفارة فى العمارة، وعمارة يعقوبيان٫٫ وغيرها من الأعمال التى تخطت الـ20 فيلمًا.

4- لبلبة

كاريزما من نوع خاص جمعت الفنان عادل إمام وولبلبة، تشارك الثنائى فى البطولة المطلقة لـ 6 أفلام تقريبًا علمت فى ذاكرة مشاهدى السينما المصرية، وأديا دور العاشقين والزوجين فيها ، كفيلم خلى بالك من جيرانك، وعصابة حمادة وتوتو، واحترس من الخط، وعريس من جهة أمنية، وحسن ومرقص.

5- يوسف داوود

ارتبط اسم الفنان الراحل يوسف داود بشكل كبير بالفنان عادل امام، وجمعتهم مشاركات كثيرة في العديد من الأعمال السينمائية و المسرحية، وكانت تتميز أغلبها بالطابع الكوميدي ولاقت هذه الأعمال إعجابًا كبيرًا من قبل الجماهير فقد كانا يضيفان نكهة خاصة جدًا ،ومن أبرزها حنفي الأبهة، النمر و الأنثى، كراكون في الشارع، عمارة يعقوبيان، حسن و مرقص، و غيرها من الأفلام.

6- خالد سرحان

اكتشف الزعيم موهبته التمثيلية، وشارك معه فى العديد من الأعمال منها أمير الظلام، والسفارة فى العمارة والتجربة الدنماركية،، ووضع الفنان عادل إمام بنفسه دورًا له فى فيلم رسالة إلى الوالى.

7- سعيد طرابيك

ارتبط الفنان سعيد طرابيك بالفنان عادل إمام ،حيث مثل معه العديد من الأفلام والمسرحيات، ومنها سلام يا صاحبى، وجزيرة الشيطان، ورمضان فوق البركان،عصابة حمادة وتوتو، وقال الزعيم عنه أنه يتفائل بوجوده معه فى أعماله.

8 سامى سرحان

هو شقيق الفنان شكرى سرحان، وشارك فى العديد من الأعمال مع النجم عادل إمام، ورغم إن أدوارها كانت قصيرة إلا أنها كانت تتميز بطابع خاص لموهبته الكبيرة وخفة ظله، ومن أهم هذه الأفلام الإرهاب والكباب، والواد محروس بتاع الوزير، والتجربة الدنماركية، والنوم فى العسل.

9- ضياء الميرغنى

واحد ممن أدوا العديد من الأدوار المميزة مع النجم عادل إمام، والتى أضفى عليها جوًا من البهجة بظله الكوميدى، ومن أبرز هذه الأفلام، الواد محروس بتاع الوزير، والنوم فى العسل، والسفارة فى العمارة، وحسن ومرقص، ومرجان أحمد مرجان، وبوبوس، وغيرها.

7 أدوار لجاك نيكلسون تكشف عن شخصيته «الحقيقية»

محمد الحكيم

أدى الفنان الأمريكي جاك نيكلسون، العديد من الأدوار السينمائية المعقدة منذ عام 1958، لكن هناك 7 أدوار حددها موقع "نيوزماكس" تكشف شخصيته الحقيقية، وهي كالتالي:

1- One Flew Over the Cuckoo's Nest

ربما كان دوره في هذا الفيلم الأكثر سخرية، فقد تمكن المخرج "راندل بي مكورفي" من بناء أسطورته في هوليوود كفنان رائع؛ وتم تصوير الفيلم عام 1957، وهو مقتبس عن مسرحية كانت تعرض بنفس الاسم، وأصبح أول فيلم منذ 41 عامًا يحصل على الخمس ألقاب الكبرى في جائزة الأوسكار "أفضل ممثل، ممثلة، سيناريو، صورة، مخرج".

وفاز نيكلسون بأول "أوسكار" له، رغم ترشيحه لثلاث مرات سابقة - وفقًا لمجلة "ترنر كلاسيك موفيز".

2- As Good As It Gets

فاز نيكلسون بجائزة الأوسكار للمرة الثالثة، عن دوره في الفيلم، فتجسيده شخصية "ميلفين أودال" لم يكن بالسهل، في هذا الفيلم الكلاسيكي عام 1997.

3- The Shining

لم يكن نيكلسون هو النجم الوحيد في الفيلم، الذي كان يستند على رواية "ستيفن كينج"، لكنه أضاف بطريقة إلقائه للجمل في السيناريو بُعدًا آخر، فمشهد "Here's Jonny" أصبح من أكثر المشاهد رعبًا في تاريخ السينما - بحسب تقرير صحيفة "الجارديان" البريطانية.

4- Chinatown

حصل جاك نيكلسون على جائزة أوسكار أخرى عن تجسيد دور المحقق "جي جي جيتس" في مدينة لوس أنجلوس، إذ طغت شخصيته حرفيًّا في كل مشهد خلال 31 دقيقة، كانت مجمل المشاهد التي ظهر فيها؛ وقال الناقد "روجر إبيرت": إن أداء نيكلسون أصبح المعيار لصورة الجريمة في المسلسلات والأفلام.

5- A Few Good Men

بالكاد ظهر نيكلسون في مظهره الكلاسيكي التسعيني، وهو يلعب دور "الكولونيل ناثان جيسب"، في هذا الفيلم، ظهر فقط في 4 مشاهد، لكن مَن منا لا يعرف الجملة الرنانة "You can't handle the truth"، التي قالها نيكلسون في مشهد المحكمة، وأصبحت جزءًا من ثقافته.

6- Easy Rider

لا يمكن التغاضي عن الكنز الذي غُلّف تغليفًا مثاليًّا بروح ثقافة الستينيات في فيلم "Easy Rider"، وتحول إلى اسم أسرته اليوم، فأداؤه في الفيلم مع النجوم بيتر فوندا، ودينيس هوبر، جعل الجميع يعترف بموهوبته عبر الأجيال.

7- Batman

وفقًا لشبكة "سي إن إن"، فقد حصل نيكلسون على أعلى أرباح في حياته، والتي وصلت لما بين 60 و90 مليون دولار، عن دور المهرج في فيلم "باتمان"؛ واعترف الجميع بأنه لا يستطيع أحد أن يؤدي الدور بالمهارة ذاتها.

التحرير المصرية في

23.04.2015

 
 

الرقابة السورية لا «تعشق» عبد اللطيف عبد الحميد

علي وجيه

يحار المرء في تركيبة الرقابة الفنيّة في سوريا. ما توافق عليه رقابة وزارة الثقافة، قد ترفضه رقابة العرض في وزارة الإعلام، وهي المخوّلة بإجازة أو منع ما يُعرض على القنوات الرسمية. كذلك، قد لا يروق لهذه الرقابة ما تجيزه رقابة النصوص في الوزارة نفسها. لطالما تاه المبدع السوري في هذه المتاهات. آخر «إنجازات» التلفزيون السوري في هذا المجال، إيقاف عرض إعلان فيلم «العاشق» (سيناريو وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ــ 2012) على الشاشات الرسمية، بعد أيام من بدء بثه تزامناً مع العرض الجماهيري للشريط في كل من دمشق وطرطوس.

السبب واضح في بداية الـ«تريلر». وجد الرقيب/ الموظّف أنّ هناك سخرية من شعارات «حزب البعث العربي الإشتراكي» الحاكم، وأسلوب ترديدها الكاريكاتوري في إحدى المدارس الريفيّة: «أمّة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة. أهدافنا: وحدة حريّة إشتراكية». هكذا، اتخّذ قراراً بنسف جهود عشرات الأشخاص ممّن عملوا لإنجاز الشريط، مخالفاً التعديل الدستوري الأخير الذي ألغى المادّة الثامنة، وجعل حزب «البعث» كغيره من الأحزاب السورية.

أوقف التلفزيون الرسمي عرض إعلان فيلم «العاشق»

«هذا أمر معيب» يصف عبد الحميد ما حصل في تصريح لـ«الأخبار»، مضيفاً: «كيف يمكن للرقابة أن تقف عند «بروموشن» فيلم، بعد كلّ ما جرى في البلاد؟». الأنكى أنّ ذلك ترافق مع أنباء مماثلة بخصوص إعلان فيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس» (سيناريو وإخراج محمد عبد العزيز، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما ــ 2013).

أثناء ورشة «مستقبل الدراما السورية» التي أقامتها مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي في أيلول (سبتمبر) الفائت، سمع وزير الإعلام كلاماً قاسياً حول الرقابة من المشاركين. لمس إجماعاً حول مزاجية الرقيب وضيق أفقه، وعدم وجود معايير واضحة لعمله.

آنذاك، أوصت الورشة بـ«إعادة هيكلة آلية الرقابة بحيث نحتكم لفكر رقابي مؤسساتي، وليس لمزاجية الرقيب». لا يبدو أنّ هذا حصل حتى اليوم. على العكس، صارت الحرب شمّاعة إضافيةً بيد الرقيب/ الموظّف. لا أسهل من منح صكوك الوطنيّة، واختلاق مبرّرات من قبيل «الأزمة والوقت المناسب».

إذاً، لا تبعث المؤشرات على التفاؤل بصدر رقابي رحب، مع اقتراب شهر العرض الرمضاني. إذا كانت رقابة العرض تعمل بعكس كل التوصيات والآراء، وتتجاوز موافقة رقابة رسمية أخرى (وزارة الثقافة)، فكيف يمكن أن تتصرّف مع أعمال الشركات الخاصّة مثلاً؟

الأخبار اللبنانية في

23.04.2015

 
 

علا الشافعي تكتب:

عن خالعي الملابس في زمن مالوش ملامح.. “كل ما تتزنق اقلع

أعتقد أنه لا يوجد أحد فينا ينسى تلك الجملة الشهيرة بمسرحية “مدرسة المشاغبين”، والتي دارت بين الفنان الراحل عبد الله فرغلي، والذي كان يجسد دور الاستاذ الملاوني وأبطال المسرحية عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكى ويونس شلبي وهادي الجيار، وفي المسرحية كان الملاوني رجلا طيبا وأستاذا يسخر منه تلاميذه ويتفقون عليه حتى يقوم بخلع ملابسه قطعة قطعة.. مرددين: “كل ما تتزنق اقلع”، وخلع الملاونى ملابسه بعد أن ضحك عليه الطلبة، وهو الموقف الذي كان مبررا دراميا، لكن في مسرح أحداث اليوم، يوجد الكثيرون ممن يقومون بخلع ملابسهم قطعة قطعة متطوعين، ودون أن يطلب منهم أحد ذلك، وكلما زادت قدرة أحدهم على “القلع” دون أن يشعر بالحياء حتى أو يحاول أن يستر عورته، يخرج من ينافسه لدرجة أن يشعرك أنت وغيرك بأن الخلل يكمن فيك أنت.. أنت من يحرص على ارتداء ملابسه مثل البنى آدمين، وبالطبع الكثيرون منهم يدركون أنه كلما زادت قدرته على خلع ملابسه، كلما حصل على مكاسب أكثر، أو تسلطت عليه الأضواء أكثر وأكثر، بل إن بعضا منهم يتحولون إلى نجوم ينافسون نجوم السيما في التواجد، والأموال، التي يجمعونها والشهرة بكل أمراضها، ولم يعد الفارق كبيرا بين امرأة تكشف الجزء الأكبر من جسدها، لتحصل على مكاسب أكبر، وكلما “قصرت جيبتها أو فستانها”، أو ظهر جزء من صدرها وتمايلت واضعة يدها على طرف مكتب رئيسها وهي تحدثه ليرى المكشوف ويأمل في الجزء المستور بالكاد، ليحصلن على مكاسب أكثر.

بعض النساء يمتهن الرخص، ويكشفن ليحصلن على ما يطمحن إليه، خصوصا قليلات الموهبة، ومنعدمات الثقة، وصاحبات الطموح المدمر، والكثيرات منهن يتحولن إلى قصص تروى، وتلكوها الألسن، وسياسي يبيع كل شئ من أجل غاية أو مصلحة يهدف إليها، أو رجل دين يتواطأ مع السلطة ويبرر لها كل جرائمها بفتاوى تفصل تفصيلا على حجم الديكتاتور الجالس هناك على الكرسي، أو رجل دين آخر يسمح بتهجير أهل ديانته، لأن الأغلبية المتطرفة ارتضت ذلك، ويصمد ويرضخ، بدعوى أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، أو إعلامى يمثل على الشاشات دور المعارض، وهو عقل الديكتاتور، والذي يوصيه دائماً بأن يكون حاسما وحادا ويقطع الرؤوس والألسنة، وآخر قرر أن يخلع كل ما يرتديه ليأخذ مكانة زميله الإعلامى اللي عامل نفسه ديكتاتور، ليتصدر هو المشهد ويميل أكثر على آذان الحاكم أيا كان ذلك الحاكم وأيا كان توجهه، وهؤلاء الذين يملأون الصفحات بالأكاذيب، والذين يحاولون أن يقنعوا بعضنا بأن القادم أفضل، وأن كل ما يحدث لصالح المواطن المقهور، أو أستاذ الجامعة الذي يهدد بقطع الرؤوس وحرق الأكباد بعد انتزاعها، أو أولئك الذين يزيفون التاريخ ويضعون معلومات مغلوطة، أو مختزلة لصالح الملك الجالس على كرسي العرش، أو من يصنعون أغان مبتذلة تبتذل أسمى المعانى.

الفارق لم يعد كبيرا، بل تضاءل إلى درجة التماهي بين المرأة التي تمتهن جسدها أو تلك التي تتبع نظرية “شوق ولا تتدوق”، وهؤلاء الذين يخلعون طواعية.

كان الأستاذ ملاونى غلبان ولم يؤذ سوى نفسه عندما خلع ملابسه، وسخر منه تلاميذه، لدرجة أنهم حولوه إلى مسخة عندما لم يتبق له سوى “لباسه” الداخلي والذي تركه ليستر عورته، وقالوا له اقلع، فرد ضاحكا: “لا أبرد”، إلا أن خالعى الملابس فى هذا العصر لا يخشون من البرد، ولا يرغبون حتى فيما يستر عواراتهم.. ليس ذلك فقط، بل إنهم يحاسبونا نحن لأننا تجرأنا ورأينا عوارتهم!

اليوم السابع المصرية في

23.04.2015

 
 

في ذكرى نعيمة عاكف.. "لهاليبو" لم تكرم حتي الآن

القاهرة- بوابة الوفد - محمود عبد المنعم :

"يا تمر حنة يا تمر حنة.. خليتي بينا وبعدتي عنا.. كنت شمعتنا كنت نور بيتنا"، بهذا الكلمات الشهير لاغنية للفنانة سمير أحمد من فيلم "تمر حنة"، ودع الشعب المصري في 23 أبريل 1966 الفنانه نعيمة عاكف التي توفيات عمر يناهز 36 عامًا، بعد صراع مع المرض، والتي ولدت عاكف في السابع من أكتوبر 1922 بمدينة طنطا.

تحل اليوم الذكرى الـ49 لرحيل الفنانة نعيمة عاكف التي أثبتت قدرتها على الرقص وتقديم الاستعراضات والتمثيل وأثرت السينما المصرية بالعمال فنية مازالت تعيش في وجدان الجماهير المصرية والعربية حتى الآن، وجاء اكتشفها على يد المخرج أحمد كامل مرسي، وقدمها في فيلم "ست البيت" وعندما رآها المخرج حسين فوزي، الذي أعجب بموهبتها واختارها لتشارك في بطولة فيلمه "العيش والملح"، وبعده تعاقد معها بعد نجاح الفيلم، وقامت بأول بطولة سينمائية لها في فيلم "لهاليبو" وبعد ذلك تزوجها لمدة عشر سنوات تعاونا خلالهما في 15 فيلمًا .

ومن جانبها، أكدت الفنانه هند عاكف ابنت شقيق الفنانه، أن الراحلة كانت تعشق التواجد بشكل دائم مع الاسرة، وتحرص على  الفصل بين العمل والاسرة في كل شي، وكانت تربطها علاقة طيبة جدا بجميع افراد العائلة، وكانت تحرص على التواجد بينهما و الأطلاع على احولهم بستمرار .

وأضافت عاكف في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد" مساء اليوم الخميس، أن الفنانة الراحلة كانت تملك قلب ابيض وطيب، مشيرة إلى أنها كانت تتمتع بشخصية قوية عقلانية، وجميع افراد العائلة كانوا يحرصون على أخذ رأيها في أي موقف مصيري.

وأوضحت عاكف أن الفنانة الراحلة كانت انسانه بكل ما تحملة الكلمه من معاني الصدق والوفاء والمحبة وتحب الخير لجميع، لافتة إلى أنها تزوجت من صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد، وكانت تحرص على عمل توازن بين حياتها الشخصية والأسرية وعملها الفني، بالاضافة إلى أنها كانت أم وزوجه ناجحه جدا حتى توفيت بمستشفى دار الشفاء.

وقالت ابنت شقيق الفنانه الراحلة أن نعيمة لم تكرم في مهرجان القاهرة الدولي لسينما حتى الآن، رغم أنها اثرت الفن المصري بأعمال كثيرة، وكانت هي سبب ظهور الفن الاستعراضي.

وأردفت أنها طلبت تكريمها من الفنان حسين فهمي، والفنان عزت ابو عوف ولم يحدث هذا حتى الآن، مشدده على ضرورة تكريم كل فنان قدم فن حقيقي للسينما المصرية، وتابعت تم تكريم نعيمة عاكف في فرنسا و موسكو ولم تكرم في مصر.

الوفد المصرية في

23.04.2015

 
 

«معركة الجزائر» على قائمة أفضل 50 فيلما في تاريخ السينما العالمية

الجزائر ـ «سينماتوغراف»: نبيلة رزايق

صنفت المجلة البريطانية «Sight & Sound» المختصة في السينما التي تصدر عن المعهد البريطاني للفيلم مؤخراً، الفيلم الجزائري «معركة الجزائر» ضمن الأعمال السينمائية الخالدة . وتضمنت القائمة التي أصدرتها نهاية الأسبوع الماضي 50 فيلماً قالت إنها الأحسن في تاريخ السينما العالمية.

وجاء التقرير بناء على دراسة تضمنت تصويتاً شارك فيه 846 من المختصين في شؤون السينما معظمهم نقاد. وتصدر القائمة فيلم «Vertigo» للمخرج الفريد هيتشكوك 1958 بمجموع 191 صوتاً تلاه في المركز الثاني«سيتيزان» 1941 لمخرجه أورسون ويلس بمجموع 157 صوتاً، بينما احتل فيلم «رحلة إلى طوكيو 1953» للمخرج ياسوجيرو أوزو المرتبة الثالثة ب107 أصوات.

أما «معركة الجزائر» فاحتل المركز 48 بمجموع 31 صوتاً بعدد متساو من الأصوات مع ثمانية أفلام أخرى سبقته في الترتيب، لأسباب ربما تقديرية احتلت المراتب من 40 الى 47.

 وأنتج فيلم «معركة الجزائر» عام 1966 من إخراج الإيطالي جيلو بونتيكورفو وتدور قصته عن الجزائري ياسف سعدي وهو بطل الفيلم وأيضاً البطل الحقيقي الذي قاد معركة مدينة الجزائر عام 1957 خلال حرب الاستقلال، حيث كان مشرفاً على شبكات تضم مئات من النساء والرجال الفدائيات والفدائيين الذين قادوا حرباً متعددة الأوجه على الوجود الاستعماري في مدينتهم انطلاقاً من حي القصبة العتيق الذي يسكنه الجزائريون العرب والامازيغ وتتخلله ثكنات عسكرية.

سينماتوغراف في

23.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)