كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سيناريو «نزوات امرأة شيطانية».. عالم متوحش مستمر

نديم جرجوره

 

بين النقد السينمائيّ وكتابة سيناريوهات وبرامج إذاعية وتلفزيونية، يُشكّل ظافر هنري عازار مرآة تنعكس عليها مراحل وحالات عديدة في التاريخ السينمائي اللبناني الحديث. ابتعاده عن الكتابة الصحافية والإعلامية لم يقف حائلاً دون ممارسة إحدى حرفياته الكتابية: السيناريو. يواجه تحدّياً صعباً، يتمثّل بغياب التنفيذ. لكن هذا لا يُثنيه عن الكتابة. «نزوات امرأة شيطانية» (لا ذكر لدار نشر، الطبعة الأولى، 2015) آخر إنجازاته في هذا المجال. سيناريو يقول كاتبه إنه موضوع أصلاً لفيلم روائي طويل، لكنه قابلٌ، بعد التوسيع والتطوير والمتابعة، لأن يُصبح مسلسلاً تلفزيونياً بـ 30 حلقة أو أكثر.

انكفاء ظافر هنري عازار عن واجهة المشهد النقدي المباشر لا يُلغي تجربته المرتبطة بجزء أساسيّ من الحركة السينمائية في لبنان. مؤلّفاته تشهد على ذلك. توغّله في شؤون الحركة هذه يؤدّي إلى مراجع يُمكن الركون إليها لكونها مزيجاً من التأريخ ـ الأرشفة والتحليل والنقاش النقديين: «ملف السينما اللبنانية» (1980)، «السينما اللبنانية.. سيرة محبة وتحية وفاء» (1996)، «الكتابة عن السينما في لبنان (لمحة تاريخية)» (2001). مؤلّفات أخرى موضوعة في مسائل عالمية متنوّعة. سيناريوهات وبرامج. هذا تاريخ شخصيّ لناقد مهموم بالفن السابع من دون تذمّر، ومشغول به بحماسة لا توصف. تاريخٌ مواكب لحركة سينمائية لا تزال تواجه ارتباكات وتخبّطات، لكنها قادرةٌ على ابتكار الجميل والمثير لمتعة المشاهدة، ولحساسية القراءة والنقاش. منذ العام 1977، يُعاين ظافر هنري عازار أحوال هذه الحركة بدقّة لا تخلو من مزاجية ذاتية في مقاربة المسائل، وبحرفية باحث عن جذور أو أحوال أو حكايات يريدها فاعلة في المشهد الثقافي ـ الفني اللبناني. حضوره الآنيّ في «مديرية شؤون السينما والمسرح والمعارض»، التابعة لـ «وزارة الثقافة اللبنانية»، جزءٌ من تفعيل هذه المعاينة، خصوصاً أنه معنيّ بـ «مهام التوثيق والأبحاث»، وهذا مطلبٌ أساسيّ لحماية تاريخ السينما في لبنان ولحراكها الراهن أيضاً من الاندثار.

السيناريو الجديد استمرارٌ لمسار ثابت في التزامه مهنية الإبداع. يمزج بين ماضي البلد بحروبه وفوضاه، وراهن الحكاية بتأثيرات هذا الماضي وعدم الانصياع لأولوية التطهّر منه. حكاية امرأة تدعى حياة، تواجه أشباح ماضيها لا بالانقضاض عليها بهدف التطهّر منها، بل بالتفاعل الذاتيّ معها إلى أقصى حدود الانهيارات الممكنة. الاعتداء الجسديّ عليها في إحدى فترات الحرب الأهلية اللبنانية يُسيطر عليها لغاية الآن. لا تريد الخروج من ألم الفعل الـ «جُرميّ»، لأنها متعطّشةٌ لانتقام وحشيّ. امرأة تريد الانتقام من المعتدين عليها، وزوج يحاول حمايتها من خطر الانزلاق في متاهة الفوضى والعنف، وصديقة تساهم في إيجاد أسس لدعم هذه الحماية. عالم متوحّش لا يزال حاضراً، وامرأة لا تعثر على خلاصها إلاّ بقناعة ذاتية بالثأر لنفسها عبر أساليب عنفية وخطرة، وماضٍ لا ينتهي، وحاضر مليء بأشباحه أيضاً.

الحرب والذات والتوهان داخل انهيارات وفوضى وأوجاع، أمورٌ أساسية في سيناريو يمزج شيئاً من لغة الأدب بكثير من حيوية الواقــع بتناقضاته كلّه.

السفير اللبنانية في

21.04.2015

 
 

أسامة عبد الفتاح يكتب:

"كابتن مصر" لا يصلح لخلافة عادل إمام

** يصادر صناع الفيلم على منتقدي الاقتباس لكنهم لا يذكرون مسلسل "الكبير" الذي أخذوا عنه الفكرة الرئيسية

إزاء بعض النوعيات السينمائية، مثل الفانتازيا وكوميديا "الفارص"، من الممكن - ومن المفروض - أن يُطلق المشاهد العنان لخياله، ويقبل ما يستحيل أن يقبله عقله أثناء تلقي النوعيات الأخرى، لكن بشروط أهمها: الصدق وعدم الافتعال وعدم الإخلال ببنود العقد غير المكتوب بين المبدع والمتلقي، وملخصها أن الثاني سيوافق على كل شطحات واختيارات الأول، مقابل أن يمتعه الأول ويضحكه، وأن يحترم قبل ذلك عقله ولا يستهين به.

مشكلة فيلم "كابتن مصر"، المعروض حاليا في قاعات السينما المصرية، والذي ينتمي إلى كوميديا "الفارص"، أي الكوميديا الفاقعة المبالغ فيها التي تستخدم كل شيء وأي شيء للإضحاك بغض النظر عن المنطق، أنه نموذج صارخ للافتعال، ويفتقد إلى الصدق، ويخل بجميع بنود العقد مع المشاهد، فلا يحترم عقله، ولا يمتعه، ولا يضحكه، ويبدو - فقط - محاولة بائسة لتنصيب بطله الممثل محمد إمام نجما كوميديا، على أمل أن يحل مكان والده النجم عادل إمام، وهذا لن يحدث أبدا لأسباب سأوضحها بعد قليل.

ولأن الفيلم، وهو من تأليف عمر طاهر وإخراج معتز التوني، لا يحقق شيئا ولا يلتزم بشيء مما ذكرت، فليس من حقه مطالبة المشاهد بأن يصدق ما يقدمه، أو أن يتعاطف حتى معه، ومنه أن وزير الداخلية يمكن أن يلعب الكرة مع مسجون، وأن يوافق على إقامة معسكر إعداد لفريق كرة من المساجين في منتجع سياحي بالغردقة، فيهربون منه وهو لا يعلم، ثم يعودون دون أن يعرف، وكأنهم أحرار يتعاملون مع وكالة بلا بواب.. ومنه أن الوزير يمكن أن ينظم مباراة بين منتخب من المساجين المصريين وآخر من المساجين الألمان، فتتحول إلى مواجهة "وطنية" بين مصر وألمانيا!

بالمناسبة، ما حكاية هذه الشجاعة التي انتابت السينمائيين فجأة، فجعلتهم يكثرون من ظهور وزير الداخلية والسخرية منه في أفلامهم، وأين كانت تلك الجسارة قبل الثورة؟

وفي ظل غياب الصدق وسيادة الافتعال والابتذال، لا يمكن قبول أداء الممثل المحبوب عبد الله مشرف دور مدرب كرة ألماني، أو أداء الممثل الكبير حسن حسني - وهو في الرابعة والثمانين من عمره - دور عميد شرطة في الخدمة، أو انضمام مسجون سابق، ولاعب قدمه لنا الفيلم على أساس أنه فاشل، إلى منتخب مصر الأول لكرة القدم!

يصدِّر صناع العمل فيلمهم بعبارة ملخصها أنه مستوحى عن عدة أفلام سبقته، وذلك ليقطعوا الطريق على الحقودين من أمثالي قبل أن يتهموهم باقتباسه - ولا أريد أن يقول سرقته - من آخرين.. ومن باب الاستظراف يذكرون، من بين تلك الأعمال التي سبقته، أفلاما ليس لها علاقة به على الإطلاق مثل "تايتانيك".. لكن الإفراط في الاستظراف أنساهم ذكر الأعمال الحقيقية التي نقلوا عنها، وأقربها إلى ذهن القارئ - فضلا عن العديد من الأفلام - مسلسل "الكبير" من بطولة النجم أحمد مكي، حين يكوِّن البطل فريقا لكرة القدم الأمريكية من أشخاص ليس لهم علاقة بالرياضة أصلا لمواجهة فريق أمريكي، وهي نفس الفكرة التي يقوم عليها فيلم "كابتن مصر"، مع تحويل كرة القدم الأمريكية إلى كرة قدم، والفريق الأمريكي إلى ألماني!

لم يذكر صناع الفيلم أيضا - في التصدير "خفيف الدم" - أنهم أعادوا استخدام اسم فيلم معروف ويُعرض في الفضائيات بانتظام، وهو "كابتن مصر"، الذي قام ببطولته محمد الكحلاوي وإسماعيل ياسين، وأخرجه بهاء الدين شرف عام 1955 عن قصة كمال محمد.

وتبقى المشكلة الأكبر، وهي الإصرار على الدفع بمحمد إمام في طريق الكوميديا، وفي طريق النجومية بشكل عام، رغم فشله في أفلامه السابقة، ومنها "البيه رومانسي".. وقد لمست في الفيلم الجديد تحديدا رغبة في تنصيب إمام خليفة لوالده النجم الكبير، ليس فقط بإسناد دور البطولة إليه، ولا بالإصرار على أن يردد الإفيهات السخيفة، ولكن باستخدام لقطة رد الفعل التي قام عليها مجد عادل إمام وصنعت منه نجما.. وقد حاول إمام الصغير كثيرا تقليد والده في تعبيرات ردود أفعاله الشهيرة لكن بلا جدوى.

لا يصلح محمد إمام لخلافة والده لأنه - ببساطة - لا يملك نفس الموهبة ولا نفس الحضور ولا نفس خفة الظل، لكن هذا لا يمنع كونه ممثلا جيدا قد يصلح لأدوار أخرى بعيدا عن الكوميديا.. وأرجو أن يقتنع - والمنتجون والمخرجون - بذلك قبل أن يتم "حرقه" بلغة السوق السينمائية كما حُرق غيره من قبل.

جريدة القاهرة في

21.04.2015

 
 

بفضل الاستقرار السياسي والأمني وتطور البنيات التحتية

تزايد إقبال السينما العالمية على التصوير بالمغرب

خالد لمنوري

بفضل استقراره السياسي والأمني، استقبل المغرب، منذ بداية السنة الجارية، تصوير 10 إنتاجات دولية منها 6 أفلام طويلة و4 مسلسلات تلفزيونية.

من أبرز الأعمال التي كشفت عنها قائمة المركز السينمائي المغربي للإنتاجات التي تصور حاليا بالمغرب، الفيلم الأمريكي "آرمي أوف وان" (جيش واحد)، الذي يصور جزء منه في المغرب إلى غاية 27 أبريل الجاري، وهو من بطولة النجم الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار نيكولاس كيج، وإخراج لاري تشارلز المعروف بإخراجه لفيلم "الديكتاتور".

ويجسد كيج في الفيلم دور مقاول أمريكي "هاري فولكنر"، يقرر البحث عن زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن في باكستان. ويعتمد سيناريو الفيلم على تقرير نشرته مجلة "GQ".

وإلى غاية 4 يوليوز المقبل، يصور المخرج الأمريكي الفائز بالأوسكار اَنغ لي جزءا من فيلمه Billy Lynn’s Long Halftime Walk ، المقتبس من الرواية الأكثر مبيعا للكاتب بين فاونتاين، وهو من بطولته الممثل الصاعد جو ألوين، والنجم ستيف مارتن، والنجمة الشابة كريستين ستيوارت.

وتتمحور أحداث الفيلم حول الجندي بيلي لين (ألوين)، الذي ينجو هو وفرقته من معركة طاحنة خلال حرب العراق، ولحسن حظهم، تصور المعركة بكاميرات إحدى القنوات التلفزيونية ليصبح لين ورفاقه من المشاهير، ويعودوا إلى الولايات المتحدة للقيام بجولة ترويجية، بلغت ذروتها خلال عرض مباراة كرة القدم يوم عيد الشكر. وتدور معظم أحداث الفيلم في يوم المباراة، مع مشاهد "فلاش باك" لأحداث الحرب.

كما تضم القائمة أربعة أفلام سينمائية أخرى، منها الفيلم الأمريكي "الأسلحة والكثبان الرملية" ARMS AND THE DUBES)) من إخراج تود فيليبس، وبطولة الممثل الأمريكي مايلز تيلر، الذي جذب الانتباه عام 2010 لدوره في "جحر الأرنب"، والممثلة الكوبية آنا دي أرماس، وجونا هيل، وآنا دي أرماس، وباري ليفنستون، وجوناه هيل.

وتدور أحداث الفيلم، الذي يصور جزء منه في المغرب من فاتح أبريل إلى 6 يونيو المقبل، حول اثنين من تجار الأسلحة، حصلا على عقد حكومي من البانتاغون لتزويد القوات الأمريكية وحلفائها بالأسلحة في أفغانستان.

ومن الأفلام التي صورت الشهر الجاري في المغرب، الفيلم الفرنسي BRAQUEURS للمخرج حوليان لوكليرك، الذي اشتهر بفيلمه "الهجوم"، حول اختطاف طائرة

"إيرباص" الفرنسية من الجزائر قبل 16 عاما. والفيلم البلجيكي "أينما كنت تستطيع سماعي"، للمخرج جان فيليب مارتان، صاحب شريط "الرجل الذي يخفي غابة"،

والفيلم الإيطالي "لعبة العلاج"GAME THERAPY) ) لترافيس رايان، الذي سيكلف، حسب الشركة المنتجة "إنديانا"، نحو 2.2 مليون أورو.

وفي المسلسلات، تضم القائمة أربعة أعمال من أبرزها المسلسل السوري "الإمام أحمد ابن حنبل"، للمخرج السوري عبد الباري محمد أبو الخير، الذي أخرج مسلسل "الحسن والحسين".

 ويتناول العمل، وهو من إنتاج شركة "المها للإنتاج الفني" للمنتج الكويتي محمد العنزي، وتشرف عليه "ALADIN FILMS" للمنتج زكريا الهلالي، سيرة الإمام أحمد كرابع أئمة أهل السنة والجماعة.

ومن المنتظر تصوير عملين جديدين بالمغرب، خلال الأسابيع المقبلة، هما "داحس والغبراء" للمخرج السوري سلوم حداد، الذي سيقارب حكاية الحرب، التي وقعت بين قبيلتي عبس و"ذبيان العربيتين، وهي أطول حروب العرب قبل الإسلام.

ومسلسل "الحرملك"، للمخرج سيف الدين سبيعي، عن تاريخ دمشق أيام حكم المماليك، سنة 1340 .

الصحراء المغربية في

21.04.2015

 
 

في سينما الصندوق الأسود بمعرض دبي الدولي للكتاب :تونس حاضرة بـ«يد اللوح»

ريم شاكر -  التونسية (تونس)

تنظم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة معرض  ابوظبي الدولي للكتاب  من 7 إلى 13 ماي ويواصل  المعرض في دورته الجديدة تقديم «سينما الصندوق الأسود» للسينمائي الإماراتي نواف الجناحي للعام الثاني على التوالي، تأكيدا لمكانة السينما في المشهد الثقافي العام. ، و قد تم التوسع في البرنامج السينمائي ليشمل أفلاما من دول عربية مختلفة، بعد نجاح تجربة العام الماضي حيث كان البرنامج مخصصاً للأفلام الإماراتية، التي عرضت داخل سينما مصغرة في المعرض،وصاحبتها ورشات عمل وندوات نقاشية

وقال جمعة القبيسي المدير التنفيذي لدار الكتب في الهيئة ومدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: «لاقت فكرة «سينما الصندوق الأسود» نجاحا كبيرا عندما قدمناها للمرة الأولى في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين الفائتة، فقد استقطبت العروض  أكثر من 1000 مشاهد، وكان التفاعل لافتا في الورشات والندوات، وتعرض السينما المصغرة هذا العام 14  فيلما قصيرا 5 منها من دولة الإمارات، أما الأفلام الأخرى فهي من المغرب والكويت والسعودية والبحرين وتونس ومصر وفلسطين ولبنان.  

ويتضمن برنامج عروض الأفلام القصيرة فيلم «أجورافوبيا» (الإمارات) للمخرج رسلان بكشينوف، «ألوان الصمت» (المغرب) للمخرجة أسماء المدير، «حالة غروب» (الإمارات) للمخرج مصطفى عباس، «الديناصور» (الكويت) للمخرج مقداد الكوت، «السيد أفكار» (الإمارات) للمخرج بلال عنتبلي، «ظلال» (الإمارات) للمخرج محمد مجدي، «عايش» (السعودية) للمخرج عبد الله آل عياف، «في عينيها» (الإمارات) للمخرجة سارة صابر، «ما بعد وضع حجر الأساس لمشروع الحمام الكيلو 375» (مصر) للمخرج عمر الزهيري، «مبنى الأمة» (فلسطين) للمخرجة لاريسا صنصور من فلسطين، «الناس يختفون طوال الوقت» (لبنان) للمخرج سيريل نعمة، «هنا لندن» (البحرين) للمخرج محمد راشد بوعلي و «يد اللوح» (تونس)  للمخرجة كوثر بن هنية.

موقع (التونسية) في

21.04.2015

 
 

وحيد حامد لـ«روزاليوسف»: السيسى اتغدى بـ «داعش»

حوار: هدى المصرى

للمبدع «رادار» يكشف له عن المستقبل، ويبدد الظلام حول القضايا غير الواضحة.

يقال إنها بصيرة خاصة.. ربما يكون التفسير مقبولاً، ويقال هى رؤية تستمد شفافيتها من قراءة الحاضر بعمق، وتنطلق من قاعدة أن المستقبل هو ابن الأمس والآن.

الكاتب والسيناريست وحيد حامد، واحد من أبرز المبدعين المصريين، الذين تنبأوا مبكرًا بوقوع مصر بين مطرقة الإخوان ومطرقة الفلول.. وكان ذلك فى فيلم «طيور الظلام» فى التسعينيات، ومن ثم فإن كلام الرجل الآن يكتسب أهمية خاصة.

ما تقييمك للمشهد السياسى الراهن  بعد سلسلة من الأحداث سالت خلالها دماء المصريين.. وهل نسير فى الاتجاه الصحيح؟

- ليس لدى أدنى شك فى أننا  نسير فى الاتجاه الصحيح، فالثابت أن ثورة يونيو قامت لاسترجاع الثورة الحقيقية التى اختطفها الإخوان من الشعب فى 25 يناير.

ولكن الغريب جداً.. والمحزن أيضاً أن هناك من يلقى بعقبات على الطريق وموانع بقصد التعطيل وعدم اكتمال المسيرة

هناك أحداث متتالية أسفرت عن مواجهات وسقوط ضحايا مثل مقتل الناشطة شيماء الصباغ وحادثة الدفاع الجوى الأخيرة، وهذا يستدعى من الجميع أن يعلى صوت العقل.

مقتل شيماء الصباغ قبل الذكرى الرابعة للثورة بيوم اعتبرها البعض رسالة تخويف لرموز ثورة يناير.. برأيك من وراء ذلك؟

- ليست مهمتى أو مهمة أى شخص توجيه الاتهام لكنها مهمة رجال البحث ومهمة أمنية بالدرجة الأولى، وعلى النيابة أن تحقق فى الوقائع، فنحن نريد أن نعرف من قتل شيماء لأن هذا الأمر سيريحنا جميعاً.

وما رأيك فى الاتهامات الموجهة للداخلية فى هذا الصدد؟

- أكثر ما يزعجنى أن نتحول إلى جهة تحقيق واتهام فى ذات الوقت، فحتى نكون موضوعيين علينا أن ندرك أن توجيه الاتهامات مهمة جهات التحقيق.

علينا أن نتحقق مما ستعرضه النيابة سواء كان القاتل ضابطاً أو فرد شرطة أو مندساً أو إخوانياً او أيا كانت هويته لابد أن يتم الكشف عنه لينال عقابه، لكن التخمينات مثلها مثل الشائعات تضر بالمجتمع المصرى وتصنع قلاقل كثيرة جداً.

لقد وثقت أعمالك فترة  شهدت حدة من عمليات العنف باسم الدين وكانت تلك الفترة بذوراً أو جذوراً لأزمة نعيشها اليوم، ما تقييمك لممارسات داعش الإرهابية؟

- المتفحص لهذه التمثيلية - داعش وأخواتها من التنظيمات الأخرى - يجد أنها استمرار حقيقى للمخطط الأمريكى الغربى الذى تقوم به أمريكا وتابعتها بريطانيا وبقية دول الغرب لتقسيم المنطقة العربية.

هذه التنظيمات الإرهابية صناعة أمريكية 100 ٪ الهدف منها أن يقتتل العرب داخليا، ففى البداية كانت الحرب مباشرة والآن هم يصنعون عدواً داخلياً على غرار المثل العامى «سيبهم ياكلوا بعض» بينما هم يشاهدون، وبالفعل هناك دعم وتمويل وتسليح لهذه التنظيمات وإمدادها بالخطط الحربية والأسرار الاستخباراتية والأقمار الصناعية.

أيهما أكثـر تهديداً لمصر خطر الدولة الإسلامية أم الإخوان المسلمين؟

- لا يوجد فرق بين داعش وجماعة الإخوان فالتنظيمات الإسلامية كلها أشبهها بالأفاعى والأفاعى ليست نوعاً واحداً فمنها السام ومنها القناصة، أنواع متعددة وإن اختلفت الأشكال والألوان لكنها جميعاً تنتمى لفصيلة واحدة ووراءها الغرب الذى يركز على العالم العربى ويسعى لتقسيمه.

هل تعتقد أن الدولة المصرية ستصمد أمام كل هذه التحديات؟ 

- لا تنسى أن الولايات المتحدة أصبحت على رأس قوى الشر فى العالم وجماعة الإخوان «مؤسسة الفساد» وصنيعة الإنجليز وتربطهم جميعاً مصالح مشتركة لتقسيم المنطقة، ورغم كل ذلك فإن مصر هى الدولة الوحيدة الصامدة فى وجه هذا المخطط الشيطانى، وهذه حقيقة لأننا نقاوم على الرغم من حصارنا من الجهات الأربع، ورغم ما يتم إنفاقه من مليارات الدولارات على الجماعات الإرهابية لصنع قلاقل داخل البلاد.

ما تقييمك لموقف القيادة السياسية وقرارها بالرد الفورى بعد ذبح داعش مواطنين مصريين؟

- الضربة الجوية أثبتت أن الرئيس السيسى كان صادقاً فى وعوده ويعى جيداً خطورة الموقف، وأنه استشعر رغبة المصريين بضرورة أن تكون الاستراتيجية الحاكمة فى هذا الموقف هى الدفاع عن المواطن المصرى عند اللزوم.

وبم ترد على القول بأن الضربة الجوية لن تصب فى صالح  مصر وأنها توريط لها فى المستنقع الليبى؟

- الدفاع عن أهلك ليس توريطاً،  وفى هذه الحالة تكون الوقاية خيراً من العلاج والصعيدى عندنا عندما يكون له عدو يقال له اتغدى بيه قبل ما يتعشى بيك، فمن غير المعقول أن ننتظر داعش حتى تدخل، خاصة أن هناك محاولات رصدتها الأجهزة الأمنية لأشخاص حاولوا التسلل عبر الحدود، أقول لهم لن ننتظر العدو حتى يأتينا ولنا الحق فى ضربات وقائية مشروعة والضربة الجوية كانت موفقة جداً، وفى رأيى هى دفاع شرعى عن الوطن.

ذكرت أن القضاء على الإرهاب لابد أن يبدأ من سيناء؟

- بالطبع علينا أن نبدأ من سيناء لأن كلهم واحد داعش ليبيا هى داعش سيناء هى داعش سوريا والعراق مهما اختلفت المسميات.

ما تقييمك للعمليات العسكرية فى سيناء؟

- هناك شىء متفق عليه أن الإرهاب لن ينتهى بين يوم وليلة لأن الأمر لا يتعلق بعدو ظاهر ومعروف بل عدو قد يتظاهر بأنه حليف وفى نفس الوقت منهم من يعيش بين الناس العاديين، فقد يكون جارك فى السكن إرهابياً وبالتالى فإن فرز تلك العناصر وتصفيتهم مسألة لن تتحقق على المدى القصير.

كانت لك ملاحظات على حال المواطن المصرى وما أصاب المجتمع  من عبث سياسى أصابه بالحيرة والارتباك؟

- للأسف الكل يتهم الكل بالكذب والتلفيق، المصريون الآن على حسب الحالة أصبحوا وكلاء نيابة وقضاة وعسكريين ولذلك أقول لجنرالات المقاهى ورواد الفضائيات ومروجى الفتاوى أن  يتركوا ما لا يعرفونه لأهل المعرفة.

نعم لدينا مشاكل علينا أن ندرك ذلك، وفى المقابل لدينا إعلام فارغ ومتخلف وسوف أضرب لك مثالا على ذلك بأحد الإعلاميين فى الفاجعة الأخيرة أراد أن يصنع من نفسه بطلاً فأذاع شريط ذبح المصريين على يد داعش دون مراعاة لمشاعر ذويهم ثم أخذ يكيل الاتهامات للحكومة  بقصد إحداث وقيعة وهذا قد يكون تافهاً يريد أن يحقق بطولة زائفة أو عميلاً يخدم مصالح خارجية فما هو ذنب الحكومة وما هو التقصير ليقول إن دمهم فى رقبة الحكومة.

هذا عن الإعلام ماذا عن المؤسسات الدينية؟

- المؤسسات الدينية تحتاج إلى تصويب حتى تخرج بأفكارها من  السلفية الوهابية التى عششت فى أدمغة بعض المصريين.

والسينما والدراما بشكل عام؟

- لا ينبغى الحديث عن السينما والدراما فى الوقت الحالى لأنها أضعف شىء فى الجبهة الآن، بل علينا الاعتماد على أدوات أخرى تأخذ إيقاع الحرب نفسها وتواكبها.

تأثير الدراما والسينما يستلزم وقتا، وحتى نصنع فيلما جيدا يواكب الأحداث سيستغرق هذا العمل عاما حتى يرى للنور.

لكنكم قدمتم أعمالاً جيدة فى ذروة إرهاب التسعينيات؟

- الفن عموما والدراما تحتاج إلى إعداد وتفكير أى تستلزم فترة جيدة للحمل إذا كنا نتحدث عن فن جيد مؤثر وليس Take away فأنا مثلا لا أستطيع أن اكتب عملا عن الثورة  المصرية الآن لأن الأمر يتطلب وقتا لتقييمها، خاصة أن هناك حقائق لم تطرح بعد وجديد ستكشف عنه الأيام، فلابد أن تكون الرؤية واضحة وأن تكون الحقائق ثابتة ومتفقاً عليها حتى نؤرخ فنيا ودراميا لمثل هذه الأحداث.

ذكرت أن الإخوان كسبوا فى عهد مبارك بلعب دور المظلومين.. كيف تقيم أوضاعهم الآن؟

- الإخوان من عهد مبارك وإلى الآن طوال الوقت يشتكون ويتباكون بأنهم مظلومون دائما وأبدا.

قطاع كبير لفظ الإخوان لكن قطاعاً آخر لا يزال يؤازرهم، خاصة المستفيدين منهم، فلا يمكن أن نتجاهل أن الإخوان ظلت مؤسسة كبيرة داخل الدولة تتكون من شبكات مصالح وشركات وموظفين وعلاقات مصاهرة.

ما رأيك فى ترشح أعضاء الوطنى المنحل للبرلمان القادم؟

- نحن بلد ديموقراطى ومن حق أى مواطن أن يترشح مادام ليس هناك مانع قانونى يحول دون ترشحه، وعلى الناخب أن يسقطه إذا كان لا يريده أو العكس، وبخلاف ذلك لا نستطيع منع أحد من الترشح، أما إذا سنت الدولة هذه السنة القبيحة فإنها تفتح بذلك الباب أمام الاعتراض على أى شخص، وهذا ليس فى صالحنا لأن ما يحكمنا هو القانون والدستور فعلينا أن نلتزم بهما حتى نحمى أنفسنا.

لكن الثورة قامت على هؤلاء؟

- الثورة كانت ثورة شعب وإذا كان الشعب يرفض هؤلاء فعليه ألا ينتخبهم.

لكن المال السياسى يحكم اللعبة؟

- هذا غير مجدٍ، الشعب عليه أن يختار وأن يرفض أى رشوة، حماية الناس وإقامة الديموقراطية لن تأتى بالمنع أو المصادرة، المسألة فيها غواية والحل عند الناس نفسها وليست الدولة، فالإصلاح يبدأ من القاعدة والقاعدة الشعبية هى التى تقود الأمة فكريا وسياسيا وحتى أخلاقيا وإذا أردت تغييراً لابد أن يكون التغيير من القاعدة أن يفهم المواطن المصرى العادى أن مصلحته فى اختيار شخص مناسب، يتسم بالشرف والنزاهة عليه أن يرفض الرشوة حتى إن جاع، أما إذا تدخلت الدولة فى ذلك فنكون قد أسهمنا بأنفسنا فى صناعة دولة ديكتاتورية.

والسلفيون أيضا؟

- السلفيون لهم شأن آخر بل هم مصيبة كبيرة فى حق الوطن لسبب بسيط هو أن هناك مخالفة صريحة لنصوص الدستور الذى  ينص على عدم إقامة أحزاب على أساس دينى وحزب النور حزب دينى ولكن للأسف هناك تغييب لأعين الناس.

حزب  النور السلفى يتحايل، وهناك صمت جماعى رغم هذه المخالفة التى يحظرها الدستور، وهذا ما أصفه بالمشهد المرتبك ولا أستطيع أن أفهم كيف يقبل مواطنون مسيحيون الانضمام لحزب هو داعش بوجه لم يظهر بعد يكرهه ويكفره ويحظر السلام عليه.

هل كان من الممكن أن تؤثر مذبحة داعش على العلاقة بين المصريين؟

- المصريون ليسوا دواعش، المسلمون المصريون معتدلون وطول عمرنا نعيش سويا فى السكن والدراسة والتعليم، لكن المتشددين إخواناً أو سلفيين هم من يحملون كراهية للمسيحيين أما غالبية المسلمين فيحملون الحب.

فى فيلمك الأخير فضحت مخبرى الصحافة؟

- ليس الصحافة ولكن الإعلام المصرى بشكل عام فيه فئة من المأجورين، وهناك من يعمل لأجل مصلحته سواء كان ذلك لحساب أشخاص بالداخل أو بالخارج، وهذا موجود فى كل المجتمعات، والثورة أفرزت الكثير، هناك من كانوا مع الإخوان ثم انقلبوا عليهم وهناك من كان مع نظام مبارك وتخلى عنه.

مجلة روز اليوسف في

21.04.2015

 
 

الفيشاوى خارج الخدمة بإرادته!

كتبت : جيهان الجوهري

كثيرة هى الأفلام السينمائية التى تناولت عالم تعاطى المخدرات، وبعض هذه الأفلام تناول الدوافع التى أدت للإدمان والبعض الآخر اكتفى بالتركيز على طرق تعاطى المخدرات سواء كان «حشيش» أو «هيروين» أو أى مُخدر جديد، وقليل منها للأسف تناول مُعاناة المُدمن فى عمله وعلاجه وجميع المُحيطين به.. وأيا كانت رؤية المؤلف والمخرج لفيلمهما إلا أن الرسالة التحذيرية واضحة فى جميع الأفلام لكن بدرجات متفاوتة فلا أحد يريد أن يرى ذاته فى موضع مُهين بسبب الإدمان مثلما شاهدنا أحمد زكى فى فيلم «المُدمن» ليوسف فرنسيس وهو بالمناسبة من أقوى الأفلام التى خدمت قضية «الإدمان»، ويليه فيلم «النمر والأنثى» لعادل إمام  وآثار الحكيم.

ومن الأفلام المُهمة التى تناولت قضية «الإدمان» لهذا الجيل فيلم «زى النهارده» تأليف وإخراج عمرو سلامة  الذى لعب فيه «آسر ياسين» دور المدمن الذى يعيش قصة حب مع مدمنة «أروى جودة» وفيه شاهدنا العلاقة الإنسانية بينهما فى ظل مشكلة إدمانهما ويعتبر هذا الفيلم صورة حقيقية من واقع بعض شباب هذه الأيام.

ليأتى بعده فيلم «خارج الخدمة» لأحمد الفيشاوى الذى شارك فى إنتاجه من خلال شركته التى أسسها مؤخراً.

صُناع الفيلم

ما الذى يجمع بين امرأة فى نهاية الأربعينيات وشاب فى الثلاثينيات؟ سؤال ستطرحه على نفسك بمجرد مشاهدتك لشخصيات الفيلم على الأفيش ليثير بداخلك شغف المُشاهدة خاصة أنه يحمل اسم أحمد الفيشاوى الذى له طريقة تفكير سينمائى مُختلفة ومتميزة عن أقرانه و«شيرين رضا» الموهوبة العائدة  للسينما بعد غياب فنى بلا مُبرر.

هل حدث تغيير إيجابى للمواطن البسيط بعد الثورة على جميع المستويات؟ الواقع يؤكد أن وضع المواطن البسيط كما هو ما زال ينتظر حياة أفضل ربما تأتى أو لا.

البعض منهم فقد الأمل واختار الهروب لعالم المُخدرات ليغيب عن واقعه. حالة من «الغيبوبة» أصبح يعيشها بعض الناس سواء باللجوء للمخدرات أو  عدم التفاعل واللامُبالاة المُتعمدة بكل ما يُحيط بهم من أحداث، هم «خارج الخدمة» بإرادتهم

 من أول مشهد بالفيلم سيجذبك شكل وأداء أحمد الفيشاوى لشخصية سعيد اللص المديون لمروجى المُخدرات  الذى يسرق أى شيء مهما كان تافهاً من شقق لا تنم عن وجود أشياء ثمينة بها ليجد ضالته فى «فلاشة» تكشف عن جريمة قتل لطفلة قامت بها امرأة تسكن فى نفس منطقته «شيرين» هدى ويعتبرها «مصلحة» ليبتزها  ماديا مُقابل التستر عليها. لكن الأمور تسير على عكس ما خططه مما يدفعه لاغتصابها، وبدون مُبرر درامى  يقرر السيناريست  بدء رحلة «خارج الخدمة» لأبطاله عندما تطلب هدى «شيرين» من مُغتصبها أحمد الفيشاوى «سعيد»  شراء الحشيش لها، وبحكم شبه إقامته معها غير المُبررة أيضا تدخل معه فى حوار تساومه فيه على حقها فى تجربة صنف «الكيف» الجديد ما دام  تناوله فى منزلها مهما كان تأثيره

على مدار ساعتين تقريبا ونحن أمام شخصيتين فى حالة غيبوبة اختيارية لا يستيقظان منها إلا فى الوقت الذى يحتاجان تدبير أمرهما فى شراء المخدرات. حتى عندما نبش سعيد «أحمد الفيشاوي» فى علبة أسرارها التى فيها سر لُغز جريمة القتل لم تهتم والتقطتها لتُعيدها إلى مكانها بهدوء وذهبت لإعداد كوبين من الشاى.

فكرة بلا «سيناريو»

فكرة شديدة الواقعية  انطلق منها عُمر سامى  فى أولى تجاربه  كسيناريست لكن الفكرة الجيدة وحدها لا تكفى لصنع فيلم مُكتمل العناصر فالقضية مُهمة وتسمح بتناولها من زوايا أكثر عُمقاً من التركيز على طرق التعاطى. وإذا توقفنا أمام شخصيات فيلمه سنجد أننا أمام شخصيتين رئيسيتين طوال أحداث الفيلم بلا أى خلفيات تتعلق بتاريخهما الأسرى الذى أوصلهما للإدمان - إلا إذا اعتبر مؤلف الفيلم المُتفرج دارسا لأسباب ودوافع الإدمان وينقصه فقط التعرف على طرق التعاطى من خلال فيلمه -  وبديهى أن تجد ثغرات وملاحظات فى السيناريو لم يستطع مؤلف الفيلم أن يجهد نفسه بها لكى يقطع عليك أى تساؤلات خاصة بالمُبررات التى دفعت شيرين «هدى» بالثقة بمن يطرق بابها ليبتزها ويغتصبها لتفتح له بيتها أى وقت لتندهش أكثر من سلوكها بعد اكتشافك سر لُغز جريمة القتل. وبالأسباب التى دفعت شخصياته بإغراق أنفسهم فى شتى أنواع المخدرات ثُم التفكير فى الإقلاع عن الإدمان كما شاهدنا بنهاية الفيلم عندما بدأت شيرين «هدى» فى التخلص من أدوات الإدمان وغلقها لباب شقتها بإحكام.  فقط اكتفى بطرح نموذجين متناقضين على اعتبار أن «الإدمان» يجمع أشخاص «الشامى على المغربي» بغض النظر عن مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. وركز على كيفية تعاطى المدمن للمخدرات بأنواعها.

 «الإدمان» من أخطر قضايا المجتمع وليس من المنطقى اختزالها فى طرق التعاطى.  

التحدى 

أعتقد أن أكبر تحد لمخرج الفيلم كان تصوير  90% من مشاهد الفيلم بالكامل فى حجرة وصالة وظهرت براعته فى استغلال جميع الزوايا بالشقة. ويحسب له أسلوبه فى تصوير مشهد الاغتصاب  ومشهد  تعاطى المخدرات أثناء مُتابعتهما للتليفزيون الذى يوضح التناقض الشديد بين شخصية شيرين «هدى» وأحمد الفيشاوى «سعيد» عندما  يقطعه المخرج  بأصوات مُذيعى  البرامج السياسية الذين يجلس أمامهم المُتفرج  يوميا لتسأل شيرين رفيقها فى تناول المخدرات: إيه رأيك فى الجيش؟ فيجيبها أنه لن يرتكب خطأ وتعاوده بسؤال آخر: إيه رأيك فى الإخوان؟ فيقول ناس طيبين وهكذا كانت إجابة سعيد مثل أغلب المواطنين البُسطاء الذين تعاطوا السياسة بطريقتهم وجعلت «الفتي» إحدى سماتهم، أيضاً مشهد «الضرب» الذى ناله أحمد الفيشاوى لعدم سداده ديونه البسيطة لمروجى المخدرات مُعبر جيد عن الإهانة التى يتعرض لها المُدمن.

«سعيد» فى فيلم  «خارج الخدمة» من الأدوار المُهمة فى مشوار أحمد الفيشاوى فهو من الممثلين القلائل الذين يريدون أن «يمثلوا» فقط لا غير  بعيداً عن منطق «السبوبة» فهو دائما يبحث عما يرضيه فنيا ليبقى فى ذاكرة المتفرج والسينما معاً بغض النظر عن مساحة الدور ووضعه على الأفيش وما إلى ذلك من الأشياء التى يتشبث بها غيره  بحثا عن نجومية زائفة تأتى وتذهب، باختصار هو يريد أن «يُمثل» فقط ما يحبه حتى إذا كان الأمر سيدفعه للإنتاج، أيضاً سيُحسب لشيرين هذا الدور بجميع تفاصيله  الذى سيضيف لرصيدها الفنى القليل.

 «خارج الخدمة» فيلم به ملاحظات عديدة حول السيناريو لكن فى النهاية أنت أمام فيلم يستحق الاحترام والتقدير لصُناعه الذين تحمسوا لتنفيذه دون اللجوء لمشاهد رخيصة فجة تسمح بها نوعية الفيلم، وإذا كانت الدعاية ظلمت الفيلم ودفعته لمُغادرة شاشات العرض سريعا فالمؤكد أنه سيجد حظاً أفضل على الفضائيات ويكفى أنه سيظل علامة مُضيئة لكل من شارك به.•

صباح الخير المصرية في

21.04.2015

 
 

ريهام حجاج بين "نصيبى" وقسمتك و"الكبريت الأحمر" وسعيدة بـ"كرم الكينج"

بقلم: انجى سمير

تواصل الفنانة ريهام حجاج تصوير مسلسلها "نصيبى وقسمتك" والذى تجسد فيه شخصية زوجة هانى سلامة ودائما يحدث بينهم كثير من المشكلات موضحة أنها تقدم حلقتين فى العمل وذلك لان أحداثه تدور فى 15 حلقة وكل حلقتين منهم تناقشان موضوعا مختلفا وكأنه يضم 15 حكاية وهذا يضيف شكلا جديدا للدراما المصرية بدلا من حكاية واحدة فقط. 

وأوضحت أن العمل يعتبر بطولة جماعية يضم كثيرا من الفنانات فنوعية هذه المسلسلات تخلق التعاون الجماعى لنجاح العمل بدلا من الإعتماد على فنان بعينه مشيرة الى انه من المفترض عرضه فى شهر رمضان ولكن لم تعرف هل الجهة المنتجة من الممكن ان تغير رأيها ام لا وهو من بطولة هانى سلامة ونيكول سابا ودرة ومى سليم وشيرى عادل وتأليف عمرو محمود ياسين وإخراج عطية أمين فى أولى تجاربه التليفزيونية بعد انسحاب على إدريس بشكل مفاجئ بالرغم من انتهائه من تصوير عدد من حلقات المسلسل بحجة انه لديه فيلم آخر يريد تصويره. 

وأضافت أنها تواصل تصوير مسلسلها الآخر الكبريت الأحمر والذى تجسد فيه شخصية فتاة فقيرة تلجأ للسحر والشعوذة لتتغلب على مشكلاتها فى إطار إجتماعى تشويقى غامض ويناقش قصص السحر والعفاريت. 

ومن ناحية أخرى أعربت ريهام عن سعادتها بردود الأفعال الايجابية التى تلقتها عن دورها فى فيلم كرم الكينج الذى طرح فى دور العرض السينمائى منذ عدة ايام بصرف النظر عن بعض الشائعات السخيفة التى ترددت بأنها إنسحبت من العرض الخاص لتبرئها من العمل متعجبة لماذا يطلق البعض مثل هذه الشائعات الخاطئة التى تضرها كفنانة موضحة أنها تجسد فيه شخصية فتاة تعيش فى احد الأحياء الشعبية ويقع فى غرامها احد تجار المخدرات ما يجعلها تتعرض للكثير من المشكلات وهو من بطولة محمود عبدالمغنى ومنذر رياحنة ولطفى لبيب. 

تأجيل عيد الفن. والسبب مجهول

بقلم: شريف نادى

جاء تأجيل عيد الفن ليعيد مخاوف عدم إقامته لعدة أعوام مثلما حدث من قبل خلال فترة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأن الحفل الذى أقيم العام الماضى كان مجرد احتفالية عابرة بالفنانين، وتردد أن التأجيل جاء بسبب ظروف خاصة، وجار تحديد موعد آخر بالفعل سيتم الإعلان عنه قريبا. الأهرام المسائى حاولت البحث عن إجابة للسؤال الصعب حول العيد والبحث عن الموعد المناسب لإقامته فى ظل ظروف مناسبة. 

فى البداية رفض الفنان سامح الصريطى وكيل نقابة المهن التمثيلية التصريح بالموعد الجديد لعيد الفن أو الأسباب الحقيقية وراء تأجيله، مشيرا إلى أن مسألة تأجيل العيد أو إقامته فى موعده هو أمر يخص وزارة الثقافة بالتنسيق مع الرئاسة. وأضاف أن نقابة المهن التمثيلية قامت بترشيح عدد من الفنانين لتكريمهم ولكن مسألة الاختيار النهائى ترجع إلى وزارة الثقافة ومؤسسة الرئاسة عقب عرض الأسماء عليها. 

بينما قالت د. إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا إنها بلغت بتأجيل موعد الحفل دون تحديد موعد آخر، ولم أحصل على أسباب محددة لتأجيل الحفل، مشيرة إلى أن تأجيل الحفل لم يمنع دار الأوبرا من الاستمرار فى استعداداتها لإقامة الإحتفال، ومستمرون حتى يتم إعلامنا بالموعد، لكى نكون على استعداد تام لإظهار حفل عيد الفن بصورة مشرفة وشكل يليق به. 

وقال خالد جلال مخرج العرض إن فرق باليه أوبرا القاهرة، وأوركسترا أوبرا القاهرة، وكورال أوبرا القاهرة جاهزون بشكل نهائى لتقديم العرض الذى يصل مدته إلى ساعة ونصف الساعة، يتخلله استعراض مدته ثلاث دقائق، مشيرا إلى أنه ينتظر حاليا تحديد موعد نهائى للحفل، خاصة أنه يعمل حاليا على تقفيل بعض الاستعراضات كنوع من التجويد. 

وأضاف أن الأوبريت المقرر تقديمه فى حفل عيد الفن يتناول علاقة الفن بالوطن على مدار التاريخ، وكيف كانت كل أنواع الفنون من سينما، أدب، شعر، غناء، مسرح حائط صد ضد هجمات التطرف، وقدم الرؤية الشعرية للأوبريت محمد بغدادي. يأتى ذلك فى الوقت الذى قال فيه مصدر رفض الإفصاح عن اسمه إن السبب وراء التأجيل يرجع إلى سقوط شهداء من الجيش والشرطة فى الفترة الأخيرة، وبالتالى كان من الصعب إقامة الحفل فى مثل هذا التوقيت، خاصة أنه إذا أقيم الحفل فى موعده كان سيسبب أثرا سلبيا لدى الجمهور حول عدم شعور الفنانين بما يدور فى وطنهم، وأنهم منفصلون عن الواقع، وبالتالى فإن قرار التأجيل كان صائبا بشكل كبير. 

الأهرام المسائي في

21.04.2015

 
 

السيناريست محمد حفظى:

فكرت فى عمل جزء ثان من "السلم والثعبان" لأننا نفتقد للأفلام الرومانسية

بقلم: اميرة انور عبدربه

رغم بدايته ككاتب سيناريو ناجح لعدد من الافلام التى حققت نجاحا مثل "السلم والثعبان" و"ملاكى اسكندرية" و"تيتو" و"فتح عينيك" و"لامؤخذا" كتابة السينايو لفيلمى "وردة" و"اسوار القمر" الا ان السيناريست محمد حفظى قرر ان يخوض مجالا اخر لا يقل متعة عن العناصر الفنية الاخرى وهو الانتاج الدى حقق فيه هو الاخر نجاحا مختلفا حيث تشعر من اختياراته برغبته فى تقديم اعمال فنية فيها قيمة مثل المنتجين القدامى ومنهم حلمى رفلة الذى كان يضع الفن فى المقام الاول دون النظر لحسابات المنتجين التى لا تهدف الا للربح والايرادات فقط فقدم "ميكروفون" و"هليوبوليس" و"فرش وغطا" و"لامؤاخذة". 

ولكن هل يكتفى حفظى بالكتابة والانتاج فقط؟ ام ان له طموحا اخر؟ هذا ما سنتعرف عليه فى الحوار فماذا قال؟ 

·        ابتعدت فترة طويلة عن الكتابة الى ان قدمت فيلم "وردة" فما السبب؟ 

لم ابتعد ولكننى كنت مشغولا بكتابة فيلم "اسوار القمر" الذى استغرقت كتابته ثلاث سنوات كما اننى انشغلت بتأسيس شركة الانتاج الخاصة بى فى 2005 ووقتها قمت بعمل ورش سيناريو لمدة عام ونصف العام حيث كان هدفها فى البداية تخريج جيل من كتاب السيناريو وليس الانتاج ولكن منذ 2007 اصبحنا ننتج افلاما وهذا الامر اثر على عملى كمؤلف. 

·        ولكن توقع البعض ان يطغى التأليف على الانتاج حيث البداية لك والنجاح فى عالم السينما؟

انا طوال عمرى اعشق الادب والمسرح والكتابة ولكن عندما احببت السينما كنت اتمنى العمل كمخرج فهذا كان حلمى فى البداية ولا يزال ولكننى كنت موهوبا فى الكتابة والبداية جاءت من خلالها فأجلت الاخراج فترة من الوقت بعدها وجدت الفرصة فى الانتاج فغيرت مسارى مرة اخرى خاصة ان الاخراج يحتاج الى تفرغ كبير منى وهو امر لا استطيع فعله الان وحاليا احاول التوازن بين الكتابة والانتاج بحيث اقدم كل ثلاث سنوات فيلما من تأليفى. 

·        افهم من كلامك ان الرغبة فى الانتاج اصبحت اقوى من الكتابة؟ 

الكثيرون يعتقدون ان الانتاج اقل متعة من اى عنصر اخر ولا يوجد فيه ابداع وهو امر غير صحيح فالمنتج لابد ان يكون لديه وعى وخبرة بأمور الاخراج والتصوير والتأليف اى بجميع العناصر الفنية فهذا هو دوره الحقيقى ولكن للأسف بعض المنتجين تحولوا الى ممولين فقط لا ينظرون الا على الايرادات. 

فأنا لدى شركة واهتم ايضا بالعنصر التجارى والربح ولكن هناك بعض الافلام مثل "ميكروفون" و"فرش وغطا" اعلم ان جمهورها محدود لذلك لها حسبة خاصة قد لا تحقق ايرادات ولكنها نالت استحسانا ونجاحا فى كثير من المهرجانات وقد تحقق ايضا نجاحا بعد عرضها فى التليفزيون. 

·        هل تقدم افلامك لنوعية ما من الجمهور؟ 

انا كمنتج اتمنى الوصول الى اكبر قدر من الجمهور مع مراعاة تقديم اعمال اكون فخورا بها وفى ذات الوقت يكون لها مردود مادى. 

ويضيف حفظى أن المشكلة فى ان هناك جمهورا يريد مشاهدة افلام السبكى واخر الافلام الاجنبية وآخر يحب افلام المهرجانات وهذا التنوع مطلوب. 

·        هل ترى ان بعض المنتجين الحاليين وراء تدنى الذوق العام للجمهور؟ 

نحن لدينا مشكلة فى الافلام الجادة والتى تنافس فى مهرجانات فتلك الافلام لن تستمر الا بدعم من وزارة الثقافة والحكومة ايضا لدعم السينما الجادة وكلامى عن الجادة لا يعنى اننى ضد الكوميديا ولكن ان تقدم بشكل جيد لجمهور يقدر صناعة السينما حتى نرتقى بمستوى الصناعة والتكنيك والصورة والتمثيل. 

·        ايرادات الافلام فى موسم شم النسيم واجازة نصف العام لم تتجاوز بعضها المليون جنيه رغم ان بعضها جيد فما السبب من وجهة نظرك؟ 

لان الجمهور اعتاد ان يذهب لمشاهدة افلام المهرجانات والافلام الشعبية او الافلام التى يوجد فيها نجوم كبار مثل السقا وحلمى ومكى واذا كانت الافلام خارج ذلك ففرصتها فى الاستمرارية تكون ضعيفة، والافلام الامريكية اصبحت تحقق ايرادات عالية جدا. 

·        هل يكمن السبب فى الجمهور؟

المنافسة الآن اصبحت صعبة فالافلام الامريكية كما قلت تحقق نجاحا الآن يفوق الفيلم المصرى بالاضافة الى القرصنة وامكانية ان يشاهد الجمهور الفيلم المصرى على اى قناة فضائية جديدة او على اليوتيوب ولكن الفيلم الاجنبى لا يستطيع ان يشاهده على النت. 

·        وما دور غرفة صناعة السينما فى ظل هذه التحديات؟ 

لابد ان نبذل مجهودا اكبر من ذلك ولكن لن يحدث شىء الا بمساعدة المسئولين فى الدولة وتقديم دعم لانتاج اكبر عدد من الافلام. 

·        نعود الى فيلمك الاخير "وردة" هل تتفق انه مغامرة فى ظل هذا الوضع للسينما المصرية؟

"وردة" مغامرة نتيجتها كانت محبطة بعض الشىء بالنسبة لى والسبب اننا لم نستطع تقديم الفيلم الذى انتظره الجمهور من الدعاية التى سبقته وصورته على انه فيلم رعب وهو ليس كذلك بالمعنى الكامل لفيلم رعب فهو يحمل قدرا من الاثارة والتشويق والغموض لعائلة يتعرض احد افرادها لمس شيطانى ورغبتنا فى ان نكون واقعيين هى ما جعلتنا نصور بكاميرا تسجيلية. 

·        لكن البعض انتقد فكرة التصوير بكاميرا تسجيلية؟ 

بالعكس التجربة مبنية على ذلك ولم يكن سيتم تصويرها الا بهذا الشكل ولكن شعورنا بالخوف من ان نكون غير حقيقيين وراء خروج الفيلم بهذا الشكلٍ. 

·        نتيجة تلك النوعية من الافلام على مدى تاريخ السينما غير مرضية للجمهور لماذا؟ 

لانها نوعية صعبة لا يتقبلها الجمهور المصرى ولكن فيلم "وردة" بعد عرضه سيجد الجمهور حالة خاصة اذا لم ينظر له على انه فيلم رعب. 

·        "اسوار القمر" فيلم استغرق فترة طويلة الى ان خرج للنور فما سبب ذلك؟ 

عندما قررنا بدء التصوير قامت الثورة وبعدها بفترة عدنا ثم توقفنا شهورا طويلة وهو ما جعل طارق العريان يغير خطة التصوير حيث كان من المقرر التصوير فى رومانيا او مالطا الجزء الخاص بالماء فقررنا ان ننقل ذلك الى مصر وهو ما تطلب وقتا اكبر، ولكن ردود الفعل الايجابية جعلتنا ننسى تلك الفترة. 

·        اسر ياسين حصل على جائزة احسن ممثل من مهرجان تطوان فى المغرب فهل كنت تتوقع الحصول على جائزة؟ 

انا لا اعتبر "اسوار القمر" فيلم مهرجانات ينافس فى مهرجانات بالخارج لذلك لم اكن انتظر جائزة منه. 

·        ماذا عن اعمالك الجديدة؟

انتهينا من تصوير فيلم محمد خان الجديد وهو بالاشتراك مع شركتى انتاج كما نستعد لتصوير فيلم "اشتباه" لمحمد دياب وهو انتاج مصرى فرنسى مشترك تدور احداثه فى سيارة ترحيلات فى يوم واحد. وهناك فيلم اخر مع شريف البندارى كأول تجربة اخراجيه له. 

·        ما رأيك فى عمل اجزاء ثانية للافلام وما الفيلم الذى يمكن ان تقدم جزء ثانيا له؟

لا امانع من تقديمها اذا كانت تستدعى عمل جزء ثان مثلما حقق "الجزيرة 2" نجاحا كبيرا والفيلم الذى فكرت فى عمل جزء ثان من افلامى هو "السلم والثعبان" لاننا نفتقد الافلام الرومانسية فى المرحلة الحالية. 

كتاب "الطريق إلى سينما 25 يناير". أهدر لحظة شعب

بقلم: د. مصطفي فهمي

دار الحديث كثيرا عن دور السينما فى التمهيد لثورة يناير 2011، من خلال أفلام عبرت عن الواقع الاجتماعى المتأثر بالقرارات، والخطط السياسية والاقتصادية فى السنوات الخمس السابقة لهذه الأحداث. 

فى هذا الصدد أصدرت هيئة قصور الثقافة ضمن سلسة "آفاق السينما" كتابا يحمل عنوان "الطريق إلى سينما 25 يناير" تأليف محمد بدر الدين، الذى قدم قراءة سينمائية تعتمد على تحليل البعدين الاجتماعى والسياسى لثورات مصر بداية من ثورة 1919 وتجليها عن ظهور فن النحت، ثورة 1952 وتجليها عن ازدهار فنى المسرح والسينما، وكيف عكست الأخيرة وضع مصر اجتماعيا، وسياسيا بعد ثورة 1919. وعبرت أيضا عن مبادئ الثورة. 

النقطة الثانية التى تناولها الكاتب فى عرضه كيفية تنبؤ السينما بسقوط الحاكم كما فى فيلم "لا شين" الذى سبق قيام ثورة يوليو بفترة قصيرة، وكذلك الأفلام التى مهدت لقيام ثورة يناير وتخلى مبارك عن الحكم. 

أما النقطة الثالثة فحمل بدر الدين نظام السادات سبب انحطاط فن السينما بداية من عام 1974، وفى هذه النقطة ظهرت النزعة الناصرية لدى الكاتب فخرج حديثه عن السياق الموضوعى، ليدخل فى سياق الانفعال اللفظى، واتهام نظام دون إبداء مبررات للقارئ كداعم لرأيه فظهرت آراؤه حول فترتى ناصر، والسادات محملة بالنقد الانطباعى النابع من إيديولوجيته وفكره الناصرى، ويؤكد ذلك بقفزة من عرض افلام فترتى الخمسينيات والستينيات إلى اواخر أيام مبارك بذكر الأفلام التى مهدت لنهاية حكمه، ليدخل فى الجزء الثانى من الكتاب، وهو الجزء التطبيقى التحليلى للسينما التسجيلية التى يرى المؤلف انها خير موثق للأحداث وهو محق فى ذلك. لكن هذا الجزء لم يأت بالشكل المطلوب من تحليل سينمائى مرتبط بالمجتمع واحواله السياسية، بسبب اعتماد المؤلف على حكى قصة الفيلم، مع إبداء رأى انطباعى. 

الكتاب محاولة لقراءة سياسية اجتماعية أثرت فى السينما، وتأثرت فى السينما كما ذكر بدر الدين فى مؤلفه سينما الثورة، ثورة السينما لكنه للأسف افتقد الأمساك بمنهجه جيدا فظهر الكتاب بأنه عبارة عن عرض سريع بقفزات كبيرة لفترات حاول الكاتب ان يربط بينها وبين ثورتى 1919، 1952، وثورة يناير 2011. لنجد فى النهاية أن عنوان الكتاب لا يليق بالمحتوى. ليظهر الاستفهام كيف غفل رئيس تحرير المطبوعة د. وليد سيف رئيس المركز القومى للسينما أمرا مهما مثل هذا؟. 

خوفا من تدمير صناعتهم.. أقطاب السينما يرفضون زيادة نسخ الأفلام الأجنبية بدور العرض

بقلم: محمد مختار أبودياب

جاء إعلان موزعي الأفلام الأجنبية بمصر عن رغبتهم فى زيادة نسخ الأفلام الأجنبية من 9 نسخ إلى 30 نسخة حتى تستطيع أن تغطى السوق وتعوض خسائرهم كموزعين للأفلام الاجنبية ليشعل النار داخل الوسط السينمائى حيث اعتبر البعض ان صدور مثل هذا القرار المقدم لوزارة الثقافة بمثابة كتابة شهادة وفاة للسينما المصرية. 

- هدم لصناعة السينما 

فى البداية أكد المنتج الفنى محسن بغدادى أن هذا القرار لو تم تطبيقه سوف يؤثر كليا وجزئيا على صناعة السينما المصرية وإذا كان حاليا يتم عرض الفيلم الاجنبى فى 9 دور عرض وهناك أزمة فما بالك لو تمت زيادتها إلى 30 دور عرض وهو ما يعنى هدم صناعة السينما المصرية. 

وأضاف بغدادى قائلا لكم فى لبنان مثل على ذلك حيث كانت فى الماضى تنتج أفلاما جيدة وعندما تم فتح الباب أمام الفيلم الأجنبى انتهت صناعة السينما هناك. 

وتساءل بغدادى هل غرفة صناعة السينما ستوافق على هذا القرار؟ وهل ستواصل الأفلام الأجنبية الزحف نحو دور العرض حتى تقضى على الفيلم المصرى حيث كان هناك فى البداية تصريح بفلمين ثم 3 أفلام وبعدها 5 أفلام وفى النهاية وصلنا الى 9 أفلام مع استثناء لفيلمين من الوزير ليصبح إجمالى العدد 11. 

وأنا مع زيادة عدد الأفلام الأجنبية ولكن ضد زيادة عدد النسخ حيث أن هناك 3 شركات فقط هى التى تستورد الأفلام الأجنبية وبدلا من استيرادها 100 فيلم عليها استيراد 200 فيلم وعرضها فى الـ9 دور عرض المخصصة لها والتى تعتبر شاشات عرض رئيسية لا يجدها الفيلم المصرى. 

- دراسة دقيقة 

ومن جانبه شدد الناقد الفنى طارق الشناوى على ضرورة دراسة الأمر بدقة شديدة بمعنى أنه من الملاحظ أن دور العرض لا تزيد بل تتناقص بالرغم من ان هناك زيادة فى معدل الإنتاج السينمائى وقد كانت هناك فترة فيها ازدهار لبناء دور عرض وكذلك إنتاج أفلام بميزانيات قليلة وبدون نجوم شباك ولا تجد طريقها لدور العرض، ويبقى السؤال هل السوق السينمائية تتحمل ان تزداد نسخ عرض الفيلم الاجنبى؟ وعلى الجانب الآخر نحن لا نوافق علي أن تكون هناك سينمات لا تعمل لذلك يجب عمل دراسة حقيقية هل زيادة عرض الأفلام الأجنبية سوف تؤثر خاصة أن عددا كبيرا من المنتجين والموزعين لا يجدون شاشة عرض لذلك ستتفاقم المشكلة. 

وكشف الشناوى عن وجود قرار وزارى صدر فى السبعينات بعدم عرض الأفلام الأجنبية فى الأعياد ومع هذا فقد تم اختراق هذا القرار والقفز عليه، وهناك شكوى من عدد من منتجى وموزعى الأفلام لذلك يجب عمل دراسات ويتم عرض الأمر على لجنة السينما بوزارة الثقافة باعتبارها الجهة المنوط بها إصدار أى قرار يتعلق بالسينما. 

- الجمهور صاحب القرار 

وأكد الموزع السينمائى أنطون زند أنه مقتنع بأن كل نوعية من الأفلام سواء المصرية أو الأجنبية لها روادها بمعنى أن الجمهور هو الذى يقرر ويختار ما يشاهده والفيلم الجيد يفرض نفسه، أما الفيلم الرديء سواء كان مصريا أو أجنبيا فلا يظل أكثر من أسبوع ويتم رفعه من دور العرض. 

وكشف زند عن أن الضريبة التى يتم دفعها للفيلم المصرى 5% فقط، بينما الضريبة التى يدفعها الفيلم الأجنبى 20% وبذلك يكون من مصلحة الموزعين وأصحاب دور العرض أن يقوموا بعرض فيلم مصرى جيد، وعلى سبيل المثال يعرض حاليا فيلم "كابتن مصر" وهو فيلم جيد وعليه إقبال كبير من الجمهور فهل يتم رفعه لمصلحة الفيلم الأجنبي بالعكس وجوده فى مصلحة الجميع. 

- تدمير للسينما 

وأوضحت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى أن زيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية سوف تؤذى وتدمر السينما المصرية لأنها تمثل إغراقا للسوق المحلية بالأفلام الأمريكية. 

وتساءلت هل أى قرار يتخذه وزير الثقافة يكون بمعزل عن الشارع المصرى؟ وأنا لا أتصور أن يصدر مثل هذا القرار الذى يدعم الأفلام الأمريكية والأجنبية وكلنا يعلم أن هذه الأفلام تدعم السياسات الخارجية، ولو صدر مثل هذا القرار فهو عشوائى لأنه يجب أن يتم ذلك عن طريق غرفة صناعة السينما وأن تتم دراسته بشكل جيد من كل جوانبه لمعرفة مدى تأثيره على صناعة السينما المصرية. 

واختتمت البشلاوى قائلة: نحن نشكو دائما قلة دور العرض وقلة الأفلام المنتجة منذ ثورة يناير حيث واجهت صناعة السينما مشاكل كبيرة جدا وبدلا من أن نقوم بدعمها نفتح المجال للأفلام الأجنبية وأتمنى أن يتم تدعيم السوق المصرية لعرض أفلام مصرية وطنية تتماشى مع المرحلة الحالية التى تمر بها البلاد. 

- نسعي للحل 

وتحدث شريف مندور نائب رئيس غرفة صناعة السينما قائلا ان لديه تخوفا كبيرا من زيادة عدد نسخ الأفلام الأجنبية من 9 نسخ إلى 30 نسخة لأن هذا الأمر سيؤثر على صناعة السينما المصرية التى نسعى للحفاظ عليها. 

وأشار مندور إلى انه قد يكون هناك إشكالية مع موزعى الأفلام بشأن زيادة الأفلام الأجنبية وسوف نسعى لحلها بما يحمى السينما المصرية حيث أن غرفة صناعة السينما ستعقد اجتماعا اليوم يتم خلاله مناقشة الموضوع من مختلف جوانبه ويتم اتخاذ القرار الذى يصب فى النهاية لمصلحة صناعة السينما المصرية. 

الأهرام اليومي في

22.04.2015

 
 

Tracers غارق في الديون وفي الحب

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

يبدو أن سلسلة Twilight انتهت وأنهت معها مسيرة نجاح بعض نجمومها. على عكس كريستن ستيوارت التي تألقت الى جانب جولييت بينوش في شريط Cloud of Sils Maria وفازت عنه بجائزة سيزار، وروبرت باتينسون الذي تميّز في شريط The Rover، يفشل المستذئب تايلور لوتنر في ايجاد مكان له تحت شمس النجاح الهوليوودي. خياراته بعد السلسلة ليست لافتة وتصب كلها في اطار الاكشن الباهت المخصص للمراهقين، فبعد فيلم Abduction من اخراج جون سينغلتون الذي يندرج في خانة افلام الحركة التي تحتوي رشة رومانسية وتعالج بشكل سطحي موضوع الذاكرة مثل سلسلة The Bourne Identity، يعود تايلور لوتنر مجدداً الى النوعية نفسها والموضوعات المكررة نفسها من خلال شريط Tracers. النوعية هي الاكشن الرومانسي المخصص للمراهقين، والموضوع المكرر هي رياضة "باركور" التي تتمثل بالقفز بسرعة ورشاقة لتخطي العقبات من دون الرجوع أبداً الى الخلف، وهي تمارس في بيئة حضرية أي في المدن المزدحمة. هذا الموضوع سبق وقدمه المنتج وكاتب السيناريو لوك بوسون في اكثر من فيلم في السينما مثل Yamakasi من اخراج اريال زيتون وDistrict 13 من اخراج بيار موريل وBrick Mansions من اخراج كميل دولامار. وها هو يكرره المخرج الاسباني دانيال بنماير عن سيناريو مسطّح وحافل بالكليشيه، ورغم ذلك احتاج الى أربعة كتاب سيناريو هم ايزلي بوهم ومات جونسون وكيفن لند وتي - جي سكوت.

يروي الفيلم حكاية كام (تايلور لوتنر) سائق دراجة هوائية يعمل على ايصال الاوراق والمستندات، تماماً مثل جوزف غوردون - ليفيت في فيلم Premium Rush. كام يضطر الى استدانة المال من احدى عصابات الاحياء النيويوركية الفقيرة حيث يقيم، من اجل فك رهن بيت امه قبل وفاتها. وهكذا يجد نفسه غارقاً في الديون، وفي حب نيكي (ماري افغروبولوس) التي يصدمها مصادفة بدراجته فيكتشف أنها تمارس رياضة "باركور" وأنها تنتمي مع شقيقها الى عصابة يرأسها ميلر (ادام راينر) تقوم بعمليات خارجة عن القانون. من اجل التقرب من الفتاة، يتمرّن كام على الرياضة. ومن خلال مشهدين مضحكين فقط يصبح محترفاً، وينضم الى العصابة ليفوز بالحب وليسدد ديونه.

طبعاً القصة تخلو من اي ابتكار والحبكة تفتقر الى عقد مقنعة اكثر والشخصيات تبدو باهتة وسطحية، لكن الأكشن ترفيهي والايقاع متوتر وينال اعجاب المراهقين، وخصوصاً أن تايلور لوتنر قد لا يكون ممثلاً مقنعاً بأدائه، لكنه لافت برشاقته وليونته الجسدية. صحيح أن المراهقات المعجبات به لن يستمتعن برؤيته عاري الصدر كثيراً في الفيلم، لكنهن يستمتعن بأدائه المقنع لمشاهد المطاردات والقفز وخصوصاً انه نفذ معظمها من دون الاستعانة ببديل، لأنه في الأصل بطل في الفنون القتالية.

الفيلم ابتداء من الخميس 23 نيسان في صالات أبراج وأمپير وغراند.

Serena انهيار طموح

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

هل يكفي ان تتوافر للفيلم مخرجة جيدة وممثلون بارعون وموضوع جذاب، كي ينجح؟ قبل ان تجيبوا بالايجاب، شاهدوا فيلم Serena للدانماركية سوزان باير مخرجةAfter The Wedding ، من بطولة برادلي كوبر وجنيفر لورانس، الثنائي الذي رشّح للاوسكار عن كل من شريطي Happiness Therapy عام 2013 (فازت لورنس بالجائزة) وAmerican Hustle عام 2014.

يحملنا Serena الى غابات كارولينا الشمالية عام 1929(الفيلم مصوّر في تشيكيا) ابان الازمة الاقتصادية العالمية، حيث يصل المستثمر في صناعة الاخشاب جورج مبرتون (برادلي كوبر) مع عروسه الفاتنة سيرينا (جنيفر لورانس) المرأة الغامضة التي تخفي ملامح جروح نفسية تسببت بها مأساة عائلية. لحظة وصولها، تكتشف سيرينا ان لزوجها طفلا غير شرعي من احدى العاملات لديه، لكنها تتجاهل الامر وتفرض نفسها شريكة لا يستهان بها في اعمال زوجها، مما يزعج شريكه بوشانان ومسؤول الامن في المنطقة الشريف مادويل.

سيرينا المرأة الطموح والمضطربة نفسياً والغيورة، مستعدة لازالة كل شيء في حياة جورج قد يعرقل وصولها الى السلطة والحب. كل شيء حتى الاشخاص، وخصوصاً بعدما خسرت فرصة ان تصبح اماً. علاقتهما المثالية تبدأ بالانهيار ومثلها امبراطورية اعمالهما.

Serenaشريط درامي اسود مقتبس بتصرف من رواية لرون راش، وهوالشريط الاميركي الثاني من اخراج سوزان باير الذي قيل الكثير عن موهبتها واسلوبها المختلف. بدوره الموضوع (دراما على خلفية صناعة الاخشاب في زمن الازمة الاقتصادية العالمية) جميل وغير معالج كثيراً في السينما، والتصوير خلاب وسط ديكورات طبيعية ساحرة وادارة فنية جميلة. اما الاداءات فحتماً لا تحتاج الى ايّ شهادة وخصوصاً ان الثنائي برادلي كوبر وجنيفر لورانس سبق وأثبتا موهبتهما ومدى نجاح الكيمياء والتفاعل بينهما. وجنيفر لورانس بارعة وتثير القشعريرة في شخصية معقدة سبق ومرّت في تجارب صعبة. لكن الثنائي الذي اثبت جدارته سابقاً لا يستطيع وحده، ويا للأسف، انقاذ شريط يعاني صعوبة في التصاعد الدرامي المقنع وخصوصاً ان الفيلم يدور حول علاقة الزوجين، ورغم ذلك كل شيء يتم بلمح البصر بينهما، فنحن لا نراهما معاً كثيراً على الشاشة، إذ أن كلا منهما مشغول بعمله، وكان الافضل لو ركز الفيلم عليهما معاً اكثر. اضافة الى ذلك ثمة تسرّع في الاحداث (جورج يعرض الزواج على سيرينا لحظة يراها)، وغياب التفاصيل عن الشخصيات التي بدت مختصرة، وسطحية في المعالجة تخيّم على معظم المشاهد، والأهم غياب الاحساس بالتوتر والخطر، فباستثناء بعض المشاهد المنفذة بشكل جيد ومشحون بالنفس المقطوع (قطع الاشجار واطلاق النار)، تمر معظم مشاهد الفيلم بشكل باهت وطويل، حتى في المواقف الصعبة. وهنا قد يكون التقطيع الرتيب هو السبب فهو لا يتغيّر طوال العرض، ومثله الايقاع الذي يحافظ على الوتيرة عينها محوّلاً الموقف الخطير محطة عادية.

الفيلم ابتداء من الخميس 23 نيسان في صالات امپير وسيني مول وڤوكس.

النهار اللبنانية في

22.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)