كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«تاكسي» للإيراني جعفر بناهي:

حين يغلب جمالُ السينما قبحَ السلطة

سليم البيك - باريس ـ «القدس العربي»:

 

إن استمرّ الحكم الذي أنزلته السلطات الإيرانيّة على جعفر بناهي، واستمرّ الأخير في صناعة أفلام بما يُتاح، يمكن القول بأنّنا سنتوقّع مجموعة أفلام للمخرج الإيراني الممنوع من الإخراج، وإجراء المقابلات ومغادرة الأراضي الإيرانية لعشرين عاماً، سنتوقّع أفلاماً ستساعد على تأسيس نوع جديد من السينما، تُصوّر بكاميرات ديجيتال صغيرة، بإنتاج ومونتاج منزلي، ليس فيه ممثلون محترفون ولا جينيريك بلائحة طويلة بالعاملين في الفيلم، ومن دون أن يمنع ذلك من الخروج بفيلم ممتاز، يُعرض في مهرجانات عالميّة، كما في فيلمَي «ليس هذا فيلماً» المعروض في مهرجان كان 2011، و «ستائر مغلقة» المعروض في مهرجان برلين 2013، وتحديداً كما في فيلمه الأخير المعروض حالياً في الصالات، «تاكسي»، الحائز جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي هذا العام، الذي لم يحضره بناهي بسبب منعه من التحرّك خارج منزله.

وكذلك، لجعفر بناهي الآن ثلاثة أفلام يمكن أن تؤسّس، مع غيرها ربّما، لما يمكن أن يكون سينما إيرانيّة جديدة تُصنع أفلامها من دون نيل الرضى الحكومي في نظام شمولي وثيوقراطي كالنظام الإيراني، وبالحد الأدنى من الإمكانيّات التقنيّة واللوجستيّة وحدّ عال من الجماليات السينمائية. الأفلام الثلاثة المذكورة، خاصة آخرها، يمكن أن تساهم كذلك في إغناء «ثيمة» سينمائيّة عالميّة تتعدى الحدود الإيرانية، تتعلّق بصناعة الإبداع ضمن قمع وتضييقات لا تقتصر على السجون والمحاكم كأسهل وسائل استقواء الأنظمة القمعيّة على مبدعين خارجين عن طاعتها، يُنعتون بالمنشقّين.

من حيث الأسلوب، يذكّر «تاكسي» بفيلم معلّم بناهي، الإيراني عباس كياروستامي، «عشرة» (2002)، وبدرجة أقل بفيلم «طعم الكرز» (1997) لكياروستامي كذلك، كون مقاعد السيّارة مكانا أساسيّا في الفيلم. في «تاكسي» هو المكان الوحيد والمتنقّل في شوارع العاصمة طهران. ممثلون هواة يدخلون السيارة التي يقودها بناهي ويبدأون حوارات مع السائق، سنشاهد راكبة أساسيّة هي ابنة أخت بناهي التي ستشارك معظم مشاوير التاكسي، والتي ستذهب لاحقاً إلى برلين لنيل الجائزة عن خالها.

من حيث المضمون، الفيلم أقرب إلى أحد أفضل أفلام بناهي ذاته وهو «تسلّل» (2006)، الذي صُوّر في إيران ومُنع من العرض هناك، والذي كان سبباً في الحكم على بناهي بالترويج لدعاية مضادة للجمهورية الإسلامية. التهمة صحيحة، أي أن الفيلم فعلاً مؤذ للسلطات الإيرانية. كما في «تاكسي»، لا يتعرّض «تسلّل» إلى شموليّة النظام الإيراني بشكل مباشر، بل ينقل واقع هذا النظام الاجتماعي كما هو، بشاعته كما هي، إنّما من دون الإشارة المباشرة إلى ذلك، مشتغلاً على المستوى الفنّي والروائي للفيلم، فلا يكون فيلم كـ «تسلّل» إلا كشفاً جميلاً لفعل قبيح، وتالياً دعاية معادية (وصادقة) للجمهوريّة الإسلامية.

في «تسلّل» تُمنع فتيات من مشاهدة مباراة لكرة القدم على المدرّجات، يُحتجز من يتم الإمساك بهن في مكان على السطح، عند نهاية المباراة يتم جرّهن ونقلهنّ إلى قسم الشرطة والاتصال بأهاليهن للقدوم لاستلامهن، وهنّ متنكّرات بملابس صبيان. في «تاكسي» تشير إحدى الراكبات، وهي محامية وصديقة لبناهي، إلى فيلم «تسلّل» في حديثها عن واقعة اعتقال فتاة إيرانيّة لحضورها مباراة كرة طائرة للرجال، اعتقال أثار فضيحة (لأنّ الفتاة تحمل جوازاً بريطانياً ربّما) قبل أشهر من الآن مذكّراً بأنّ النظام الاجتماعي في إيران هو، فوق كل مساوئه، نظام أبويّ وصائي يتحكّم فيه الرجال بالنساء كما يتحكّم رجال الدين بالمدنيّين.

لطبيعته، يقع «تاكسي» كفيلم في المنتصف ما بين الروائي والوثائقي، يختلط فيه السيناريو المكتوب بالتلقائيّة وبالواقع خلف هذا السيناريو وخلف هذه المَشاهد، وهو فيلم يمكن وصفه بلقطة «سِلْفي» طويلة كون الكاميرا مثبّتة في معظم سير الفيلم على السائق بناهي، يتصوّر مع المدينة وشوارعها، مع أهلها من الركّاب، منهم مدرّسة ومنهم شاب أخرق ومنهم محامية وناشطة، غنّي مُعتدى عليه، وفقير مُصاب في حادثة، ونساء مسنّات، وابنة أخته الطفلة، وطالب جامعي، ومهرّب أفلام ممنوعة. كأنّها عيّنة من المجتمع الإيراني، يتصوّر معهم بناهي مظهراً، بالفيلم وبظروف تصويره وبقصّة بناهي مع السلطة، تنوّع المجتمع، أهالي المدينة، من جهة، ومن جهة أخرى أحاديّة السلطة خارج كادر الفيلم، إنّما الحاضرة في كل مَشاهده، من خلف هذه المَشاهد.

ليس في الفيلم حكاية يمكن سردها، بل أجزاء من حكايات قصيرة ومختلفة لركّاب التاكسي، لا تجمعهم غير المدينة، وكاميرا بناهي المثبّته أمامه على تابلو السيّارة تنقل هذه الحكايات. والكاميرا موضوعة لتفادي أي سرقة للسيارة، كما يقول بناهي لراكبه الأوّل. كاميرا تمنع السرقة سيتم سرقتها في نهاية الفيلم، لكن الفيلم سيخرج إلى العالم. قد يُراد من ذلك الترميز لمحاولة السلطات، بتضييقها وحكمها على بناهي، سرقةَ رغبته في صناعة الأفلام، سرقة كاميراته، وأنّه أساساً يحتمي من السارق بالكاميرا، وأنّها وإن سُرقت هنالك فيلم مُنجز سيَعرض هذه السرقة وسيحمي السينما من السلطة.

والفيلم، ومن دون الإشارة فيه بكلمة واحدة إلى ذلك، وثيقة سينمائية عالميّة ومُتقنة تدين كل أشكال القمع على كل أشكال الإبداع.

مارك رافالو: البساطة والصدق سر نجاح الفنان

الممثل الهوليوودي الذي وقف بصمود مع الشعب الفلسطيني

من حسام عاصي - لوس انجليس – «القدس العربي»:

عندما شنت إسرائيل الحرب على غزة الصيف الماضي، كان هناك عدد قليل من نجوم هوليوود الذين تجرأوا على انتقادها وفضح جرائمها، تصدرهم الممثل الهوليوودي مارك رافالو الذي عبّر عن استنكاره لقصف المستشفيات وقتل الأطفال على موقع التواصل الاجتماعي، «تويتر»، قائلا « كنت أظن أن قصف المستشفيات كان أمرا كل الإنسانية توافق على أنه مرفوض».

وفي رد على الصهاينة الذين اتهموه بمؤازرة حماس، التي ادعوا أنها كانت تستخدم أطفال شعبها كدرع بشري، تساءل «بصدق، هل تؤمنون أن هؤلاء الاخوة في البشرية يستخدمون أطفالهم كدروع بشرية؟ افتحوا قلوبكم».

وأخبرني ذلك الوقت بأنه تعرض لهجوم شنيع من مؤيدي اسرائيل الذين اتهموه باللاسامية. «علينا أن لا نصمت وأن نستمر في حملتنا لتحقيق العدل ورفع الظلم عن أهل غزة،» قال لي متحمسا.

الحقيقة أنه قلما أقابل نجما هوليووديا يتكلم بهذه الصراحة عن دعمه للقضية الفلسطينية، لأن هذه مخاطرة قد تلحق ضررا بسيرته المهنية وعمله في هوليوود، التي يسيطر عليها زملاء اسرائيل. ولكن رافالو لا يأبه بهذه التهديدات اذ أنه كان من الأقلية التي انتقدت بشدة حرب العراق عام 2003، والتعذيب في غوانتانامو بي، وحكم جورج بوش. كما أنه شكك في لجنة تحقيق 9/11، متهما اياها في التعتيم وعدم سبر الحقائق من أجل تبرير قوانين خنق الحريات في الولايات المتحدة. ويقوم النجم أيضا بحملات في مجالات إنسانية عدة، مثل خلق طاقة نظيفة ومناهضة حفر وتكسير الأراضي الزراعية من أجل استئصال الغاز الطبيعي، والدفاع عن حقوق المثليين.

وفي مقابلة أجريتها معه قبل أيام في ستوديوهات «وولت ديزني» في لوس أنجليس، قال لي إن حرية التعبير والنقاش هي مغروسة في الحضارة والهوية الامريكية. «ولكن هناك بعض القوى التي تريد أن تكبحها وتمنعنا من الحديث،» يضيف رافالو «هذا ليس جزءا من الحضارة والهوية الأمريكية. لهذا أنا لن أتوقف بما أفعله، ويؤسفني أن البعض يخضعون للتهديدات ولخوفهم من العواقب.»

وذكّرني أن في عام 2003، عشية حرب العراق، تم تخويف نجوم معارضين للحرب بادراجهم في قائمة سوداء. وكان هو الوحيد الذي سخر من تلك التهديدات وانتقد بشدة الحرب ومؤيديها على شاشة «سي أن أن» الخوف من الأفكار في أمريكا أو منع الحديث عن أمور معينة أو كونك ممثلا يجعلك غير مؤهل للتعبير عن نفسك أو فهم الواقع، كلها أمور تناقض الحلم الأمريكي والهوية الأمريكية. فأنا وجدت أن تصريحاتي على مواقع «توتير» و»تامبلر» تثير النقاش الموضوعي، وتستقطب الملاحظات التي تكون أغلبيتها إيجابية، 2٪ منها فقط تكون سلبية». يقول رافالو.

يبث آراءه ومواقفه لمتابعيه الـ 1.5 مليون على حسابه في موقع «تويتر»، ولكنه يحاول أيضا أن يسلط الضوء على قضايا اجتماعية وسياسية مهمة من خلال المشاريع السينمائية التي يشارك فيها. «انا أعمل في عالم الترفيه. أحيانا مهمتي هي الترفيه وأحيانا علي أن أثير اهتمام الناس بأسألة ذات عمق أو انورهم أو أسلط الضوء على جزء من التجربة الإنسانية التي لم تكن مألوفة بالنسبة لهم»، يقول رافالو.

فعلا فإن كثيرا من أفلام رافالو تتناول مواضيع اجتماعية مهمة ومثيرة للجدل، مثل فيلم «الأطفال كلهم على ما يرام (2012)» الذي جسد فيه دور متبرع سائل منوي يتعرف على أبنائه البيولوجيين بعد 15 عاما من ولادتهم لسيدتين سحاقيتين تعيشان معا. ونال رافالو ترشيحة أوسكار عن هذا الدور. كما حقق ترشيحة أوسكارا أخرى هذا العام عن أداء دور المصارع، دافيد شولتس، الذي لقي مصرعه برصاص الرجل الثري جون دوبان في فيلم القصة الحقيقية، «صائد الذئاب». وفي العام الماضي حاز على جائزة «الأيمي» للتلفزيون عن دور نيك ويد، الناشط المثلي ومؤسس مؤسسة مناصرة المصابين بمرض الأيدز عام 1982 في فيلم «القلب العادي». وفي فيمله الجديد «انفينيتلي بولار بير» يلعب دور أب مصاب بالهوس الاكتئابي توكله زوجته بالإعتناء ببناتهما عندما تلتحق بالجامعة.

«يمكن أنك لا تعرف شيئا عن نمط حياة زوجتين سحاقيتين، ولكن مشاهدة الفيلم تساهم في فهمك لهذا النمط، وتتساءل «ربما هؤلاء الناس لا يختلفون كثيرا عني وعن نمط حياتي. وهذا ما يثير اهتمامي ويحمسني للقيام بهذه المشاريع. فنعم، أحيانا أشترك في أفلام تتوافق مع مبادئي وقيمي»، يقول رافالو.

ولكن رافالو لم يكسب شهرته العالمية من أداء أدوار في أفلام فنية وإنما بفضل تجسيد دور بروس بانار أو الرجل الاخضر (الهالك) في فيلم أبطال القوى الخارقة «المنتقمون» عام 2012، وهو ثالث أكثر الأفلام ربحا في تاريخ هوليوود. في ذلك العام وصل دخل رافالو ما يعادل 96 مليون دولار وقوبل أداؤه بالمدح والتبجيل من قبل النقاد. وقام بأداء الدور مرة أخرى في الجزء الثاني وهو «المنتقمون: عصر ألترون،» الذي سينطلق نهاية هذا الأسبوع في الولايات المتحدة ودول أخرى.

في هذا الجزء الجديد من سلسلة «المنتقمون»، يفعِّل طوني ستارك نظام حفاظ سلام خامد، ألترون وهو آلة ذكية، ذات وعي وقدرة على التعلم من أجل التغلب على الأشرار. ولكن الخطة تلقى فشلا ذريعا،عندما يقرر ألترون أن البشر هم الأعداء ويعتزم سحقهم من على وجه الأرض، مجبر المنتقمون وهم الرجل الحديدي، كابتن أمريكا، ثور، الرجل الأخضر، الأرملة السوداء وهاكيوي على خوض معركة ضارية للقضاء عليه.

بروس، الذي يتحول الى الرجل الأخضر عندما يغضب، ليس بطلا قويا خارقا، حسب رافالو، بل هو والأرملة السوداء، التي تربطه بها علاقة خاصة، أكثر قربا من الناس العاديين. «إنهما هناك فوق إرادتهم. إنهما لم يخططا أن يكونا أبطال قوى خارقة، ولهذا نجدهما في لحظات رائعة ذات روح عائلية. يجلسان معا للحديث والشرب وتشعر أنهما عاديان وتفكر أنهما سوف يرتبطا بعلاقة رومانسية ويبنيا حياة معاً. ولكن هذا الخيال يتكسر عندما يضربه واقعهم وماهيتهم. هذه هي نظرتي تجاههما. هما متوافقان وفي النهاية سوف يرتبطان معا»، يضحك رافالو.

يدرك أيضا أن هذا النوع من أفلام هوليوود يخلو من القيم الفنية والمضامين المهمة التي تتسم بها أفلامه المستقلة ويكشف بصراحة أن هدف اشتراكه في هذه الأفلام هو الأجر السخي الذي يفوق بعدة مرات ما يحصده في الأفلام الفنية، وهذا ما يمكنه من تأمين الدخل لزوجته ولثلاثة أبنائه ويمنحه الفرصة للقيام بمشاريع أخرى تهمه. «أنا لم أتخل عن أي شيء من أجل القيام بهذا العمل»، يقول «إنه شعور جيد أن تعرف أنه سيكون جزءا آخر من «المنتقمون» سنة 2017. إن برنامج حياتي مخطط حول هذا الحدث. هكذا أعرف أن شيكا ضخما سوف يدخل الى حساب بنكي وهذا يمكنني من الذهاب الى عطلة طويلة مع عائلتي لأن قضاء الوقت معهم مقدس. كما أنه سمح لي بانتاج أفلام صغيرة تهمني وهذه نعمة.»

وُلد رافالو في مدينة كينوشا في ولاية ويسكونسينت الامريكية عام 1967 لأب بهائي من أصل إيطالي ولأم من أصل كندي فرنسي وإيطالي. وقضى طفولته في ولاية فيرجينيا، حيث تخرج من المدرسة الثانوية قبل أن ينتقل الى لوس أنجليس مع عائلته. ثم التحق بمدرسة ستيلا ادلار للتمثيل، وشارك في تأسيس فرقة مسرح أورفيوس وقام بكتابة إخراج وبطولة مسرحيات عدة، بينما كان يكسب رزقه كنادل لمدة 9 سنوات.

وبدأ سيرته المهنية في هوليوود بأدوار صغيرة في أفلام مثل «طبيب الأسنان (1996)» و»رجال آمنين (1998)» حتى لمع في دور أخ لورا ليني الطائش في الفيلم المرشح للأوسكار «يمكنك أن تعتمد علي» عام 2000، الذي ناله مديح النقاد، والذين قارنوه بالممثل الهوليوودي العملاق، مارلون براندو. واستمر رافالو بتقديم أداءات رائعة في أفلام مهمة، مثيرا اهتمام وإعجاب النقاد ورواد السينما، بفضل قدرته على التقمص التام والتعايش الكامل مع الشخصيات. ولكن رافالو ينكر أنه يتحول الى الشخصية التي يجسدها أو أنه ينتمي لإسلوب «الأداء الصادق»، وإنما يستخدم خياله لاستحضار تجارب مَرَّ بها في حياته الخاصة. «في داخلنا كل تجربة يمر بها كل إنسان عبر الزمن أو نُسَخ منها، ربما تكون بشكل صغير جدا، ولكن يمكننا أن نستخدمها ونستلهم منها».

يقول رافالو، مضيفا أنه ايضا يركز على الخصائص الجسدية للشخصية وحياتها الظاهرية: مظهرهم واسلوب مشيهم ونمط تصرفهم وتفاعلهم مع الآخرين. «أنت تعرف شخصا ليس فقط من خلال أقواله وانما من خلال افعاله. وهذا كان دائما مثيرا لي في تعاملي مع الشخصيات». كما أنه يعزو نجاحه في الأفلام لخلفيته في المسرح، حيث كان عليه أن يتمكن من كل انماط التمثيل إن كانت كوميديا، دراما او تراجيديا. «هذا ما علمونا هناك. عليك أن تمثل كل شيء وأن تحاول أن تمثل كل شيء وأن توسع آفاقك. تبعت هذا الأسلوب وأخذني الى رحلة مثيرة في حياتي المهنية،» يختم رافالو.

افتتاح الدورة الحادية عشرة لمهرجان «لقاء الصورة» بفيلم فرنسي عن صعيد مصر

القاهرة – «القدس العربي»:

یطلق المعهد الثقافي الفرنسي في مصر فعالیات الدورة الحادیة عشرة لمھرجان لقاء الصورة في الفترة من 2 إلى 8 مایو/آيار المقبل في المعھد الفرنسي في منطقة المنیرة في القاهرة.

وأكدت إدارة المهرجان خلال المؤتمر الصحافي، الذي عقدته للإعلان عن تفاصيل الأفلام المشاركة في الدورة الجديدة أن الهدف من إقامة هذه الفعالية هو تشجیع السینما المصریة المستقلة الشابة منذ عام 2005، ويهدف هذا اللقاء السینمائي الذي ینعقد سنويا الى تقدیم مجموعة من الأفلام القصیرة الحدیثة – بمختلف أنواعھا – أمام لجنة تحكیم تتكون هذا العام من المخرجة المصرية نادية كامل والناقد التونسي الطاهر الشيخاوي والمخرج المصري إسلام العزازي.

وأشارت الى أن المهرجان تلقى هذا العام 118 فيلما اختير منها 24 سوف تعرض في قسم المسابقة، يعقبها نقاش بين الجمهور والمخرجين، وعلى هامش المسابقة في إطار خمس أمسیات لعروض فیلمیة خاصة تقدم الدورة برنامجًا عن أفلام قصيرة لمخرجين كبار، وسوف يعرض المهرجان ثلاثة أفلام للمخرج إريك رومير تليها مناقشة مفتوحة مع المخرجة آيتن أمين والناقدة فاطمة عامر.

وسوف يعرض في إفتتاح المهرجان الفیلم التسجیلي «أنا الشعب» من إخراج أنا روسیون، بحضور المخرجة والبطل الرئيسي وهو أحد الفلاحين، حيث يدور الفيلم عن الحياة في إحدى قرى صعيد مصر.

يشمل المهرجان أيضا برنامجا حرا بعنوان «كارت بلانش» یتضمن عرض فیلمین من إختیارالناقد التونسي الطاهر الشیخاوي المدیر الفني للقاءات الدولیة للسینماءات العربیة بمارسیلیا، بحضور المخرجین، هما الفيلم التونسي بدون 2 للمخرج جيلاني سعدي والفيلم الفرنسي «شانتير أي» للمخرجين لوسي ديشي وطارق سامي، بالاضافة الى أمسیتين من إعداد الناقدة فاطمة عامر.

وعن جوائز هذا العام سيتم دعوة بعض الفائزین لحضور أحد المھرجانات السینمائیة الفرنسیة خلال عام 2015.

وعلى صعید آخر یشرع المعهد في شراكة مع شركة أروما للإنتاج التي ستقوم بتغطیة إنتاج وما بعد إنتاج مشروع الفیلم القصیر المقبل لأحد الفائزین، بينما یستأنف المعهـد الفرنسي تعاونه مع الفیمیس وهي إحدى أهم مدارس السينما في فرنسا وتعرض خلال المھرجان – خارج المسابقة – مجموعة من الأفلام القصیرة التي قام بإنجازها طلاب دفعة 2014.

وسوف یُقام على هامش المهرجان معرض للصور الفوتوغرافیة تم تصویره بواسطة الكامیرا ذات الثقب وهو من سلسلة «ھهنا یكمن الضوء الخام» للفنان الفرنسي كریستوف بروجلییولو. الذي قال خلال المؤتمر إن التجربة خطوة وسيطة خلال إنجازه العمل الفوتوغرافي الذي أقوم به حاليًّا، في محيط مدينة الأقصر، وعلى مقربة من ضفة النيل عند الجدار الفاصل للصحراء، تكمن ههنا أرض تأسرني وتستثير صدى في داخلي، ههنا أراض مجدبة وفوضوية وحقول للزراعات الموسمية منظمة بعناية فائقة ورجال ليسوا في عزلة ومبان في طور البناء على مرمى البصر وكأنها تنافس المعابد الفرعونية، حيث ضوء قاس وظلال عميقة وتناقضات جلية. إلتقطهم بالكاميرا ذات الثقب الأكثر بدائية. ومن هذه التصويرات البدائية والبطيئة، تخرج صور، يساعدني نسيجها في ترجمة ما أدركه بحواسي وعقلي، ويؤكد أن المعرض دعوة لنسيان الذات وسط الخطوط الأولية لهذه الأرض التي أحاول التقاطها.

سينما الحرب الأهلية اللبنانية.. حضور الأهل

عمر عامر

لم تُحقّق المخرجة اللبنانية، رين متري، فيلمها الوثائقيّ الجديد "لي قبور في هذه الأرض" (2014) بمناسبة مرور 40 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (13 أبريل/نيسان 1975). أصدفة هي أو لعبة قدر، أو تورّط سينمائيين لبنانيين شباب في البحث البصريّ في ذاكرة لا تزال حيّة، وفي أسئلة لا تزال معلّقة، وفي عناوين لا تزال عصيّة على الفهم والإدراك؟. لعلّ إطلاق الفيلم في المهرجانات بدءاً من الدورة الـ 11 (10 ـ 17 ديسمبر/كانون الأول 2014) لـ "مهرجان دبي السينمائي الدوليّ"، عشية ذكرى اندلاع تلك الحرب يشي بذلك. لكن رين متري ـ التي اختارت عناوين مترابطة عن التهجير الداخلي وتغيير الديموغرافيا اللبنانية و"الحروب الصغيرة" المتنقّلة في أرجاء البلد و"خارطة الخوف" كما تقول ـ عملت على فيلمها هذا منذ 2010، محاولة اكتشاف شيء من فظائع الأمور أثناء الحرب، وخلال الأعوام اللاحقة لنهايتها المزعومة في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990.

لن يكون فيلم متري أوّل فيلم يتناول مسائل متعلّقة بالحرب الأهلية اللبنانية، ولا أوّل فيلم "يدخل" الحرب عبر قصّة ذاتية بحتة، إذ إن المخرجة انطلقت من علاقتها بمنزل العائلة، إثر قرار والدتها بيعه، بعد أن قرّرت هي نفسها بيع "قطعة" أرض ورثتها من والدها الراحل، في منطقة "عين المير" الواقعة في الحدّ الفاصل أثناء الحرب بين أطراف متنازعة على طريق صيدا ـ جزين. ذلك لأن الأعوام القليلة الفائتة، كشفت عدداً من الأفلام الوثائقية الشبابية المنشغلة بهمّ الحرب وأسئلتها وتفاصيلها، إما عبر أحد أفراد العائلة (أب، أم، عمّ، وغيرهم)، وإما بشكل مباشر يتجرّد من الذاتي العائلي، كي ينفتح على الذاتي العام.

ومنذ بداية التسعينات غداة انتهاء العمليات العسكرية في لبنان، نجد أفلاماً مصنوعة بحماسة شباب يريدون قولاً أو بوحاً أو تعرية، بدءاً من سمير حبشي وفيلمه الروائي "الإعصار" (1992)؛ فيلم قاس بصُوَره الطالعة من كوابيس وانهيارات وبحث مضن عن خلاص مفقود. وهو مشغول برغبة صادقة في تعرية الذات وهواجسها، عبر قصص عن أناس يعانون ألم الحياة في مواجهة الموت. فيلم "بيروت الغربية" (1998) لزياد دويري أكثر نُضجاً، واشتغالاته التقنية والفنية والدرامية ذات مستوى راقٍ. يُطلّ جان شمعون بـ "طيف المدينة" (2000)، الممتدة أحداثه الدرامية بين عشية 1975 ونهاية التسعينيات، بمزيج التأريخي والتنظيري والسرديّ العاديّ. ثلاثة أفلام هي الأولى لمخرجيها، في لحظات مختلفة من التاريخ المشؤوم لسلم أهليّ منقوص وهشّ، تحاول رسم ملامح بيئة ومجتمع وتحوّلات، بمستويات مختلفة من التعبير السينمائيّ.

النتاج الوثائقي المُنجز منذ أعوام قليلة، يبقى الأهم والأقدر على اختراق المبطّن والـ "ممنوع"، عبر لغة سينمائية تُساهم في صناعة صورة واقعية عن البلد والناس وحكاياتهم، وأيضاً عن السينما اللبنانية الجديدة. الاستعانة بأحد أفراد العائلة طريقٌ مزدوجة الأهمية: مساجلة العلاقة القائمة بين جيلين، والذهاب عبر الجيل الأكبر سنّاً إلى الحكايات المروية شفهياً، لمن عاش واختبر أعوام الحرب. سينمائيون شباب يريدون الوثائقيّ نتاجاً إبداعياً، ويعودون إلى الماضي ليرسموا معالم الآنيّ عبر مقاربة الحدث من خلال معاصريه. أسئلتهم كثيرة، وأفلامهم تعبيرٌ صادقٌ عن بلاغة الارتباك في تفكيك الذاكرة لفهمها. مثل: "هيدا لبنان" (2008) لإليان الراهب و"سمعان بالضيعة" (2009) لسيمون الهبر. في عام 2009، قدّمت داليا فتح الله "بيروت كاوبوي"، ولحقت بها زينة صفير في العام التالي، منجزة "بيروت عالموس". في عام 2012، هناك فيلمان مهمّان: "القطاع صفر" لنديم مشلاوي، و"يامو" لرامي نيحاوي. هذه نماذج، ليست كلّها مفتوحة أمام أحد أفراد العائلة، إذ ينفرد مشلاوي عن الآخرين بتوجّهه مباشرة إلى لحظة آنية، كي يُفكّك تاريخاً وتحوّلات. يختار منطقة الكرنتينا، حيث كان مخيّم الفلسطينيين. مقبرة جماعية، وذاكرة مثقوبة بألف حكاية وحكاية، عن مسار مدينة وبيئة اجتماعية وثقافية وحياتية، وصولاً إلى لحظة راهنة متمثّلة ببناء ملهى ليليّ فوق المقبرة نفسها. الآخرون مرتبطون بأحد أفراد عائلاتهم: الأب في أفلام الراهب "هيدا لبنان" والهبر "الحوض الخامس" وفتح الله وصفير. العمّ في "سمعان بالضيعة"، والأم في فيلم نيحاوي، و"أبي ما زال شيوعياً" (2011) لأحمد غصين. شخصيات حقيقية تروي فصولاً عدّة من حروب البلد عبر اختبارات ذاتية، ولا تقف عند أعوام الحرب نفسها، بل تذهب إلى ما قبلها، راوية بعضاً من نفسيات وسلوكيات وأحوال أفضت كلّها إلى انشقاق كبير بين اللبنانيين أنفسهم، وبينهم وبين آخرين أيضاً.

إذا لم يختر نديم مشلاوي أحد أفراد عائلته لسرد حكايته في "القطاع صفر"، فإن تجربة إليان الراهب في "ليالٍ بلا نوم" 2013، تأخذها في رحلة قاسية داخل متاهات الحرب الأهلية. الشخصيتان الأساسيتان في الفيلم؛ المسؤول الأمني السابق في القوات اللبنانية أسعد شفتري (أوّل من أعلن اعتذاراً عاماً عن أهوال الحرب) ومريم السعيدي، والدة الشاب الشيوعي ماهر، الذي "اختفى" أثناء حرب الشويفات (كلية العلوم) بين القوات اللبنانية والقوات الوطنية، أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان (1982). مأساة الفقدان والخطف طاغية (فقدان ناس وخطف بلد وسلام)، وأسئلة الحرب متشعّبة. لكن السينما حاضرةٌ بلغتها وأدواتها وأساليبها في الكشف والفضح والتنقيب.

القدس العربي اللندنية في

21.04.2015

 
 

فانتازيا تغيير الواقع في السينما

ياسمين عادل – التقرير

من فينا لم يفكر يومًا في سوء حظه أو أنه كان في الإمكان أفضل مما كان وأن الظروف هي التي لم تكن في صفه؛ ما أودى به للنتيجة التي وصل إليها؟ مُدعيًا أن الأمر لو كان بيده لجرت الأحداث بطريقة أكثر نجاحًا أو مُلائمةً؟!

لنكن واقعيين وصرحاء؛ فالكثيرون بالفعل يفكرون بتلك الطريقة، بالطبع يأتي ذلك عادةً عند المرور بتجربة فاشلة أو إحباطات ما، حيث يبحثون وقتها عن أي وسيلة تُشعرهم أن عدم النجاح لم يكن بسببهم؛ بل يرجع لكونهم ضحايا إرادة ما أكبر منهم، تلك هى طريقتهم في تفريغ الشحنات السلبية بدلًا من الانفجار. حتى إن بعض الأشخاص قد يُرجعون الأمر كله لفكرة أكثر شمولية وهي أن الإنسان مُسيَّر لا مُخيَّر.

الغريب في الأمر أن الدول التي فكرت في مناقشة إمكانية أو حتى مدى صواب فكرة تغيير القدر واختيار الإنسان لخط سير حياته بنفسه، واللعب على تيمة الجَبر والاختيار الحُر هى الدول الأجنبية التي يُوصمها البعض بالكُفر بينما الدول التي من المفترض أنها إسلامية لم تُحاول طرح مثل تلك الأفكارالفلسفية ولا حتى بشكل فانتازي!

من الأفلام التي ناقشت مثل تلك الأفكار أو حتى الأفكار التي تتعلق بفكرة تغيير الواقع بشكل مقصود من عدمه:

Sliding Doors: إنتاج 1998، قصته بسيطة جدًا لكنها في غاية العمق والإثارة؛ حيث تدور حول هيلين التي تعيش مع حبيبها جيري وفي صباح يوم ما يتم فصلها من عملها فتعود للمنزل مبكرًا عن موعدها الأصلي، وهنا ينقسم الفيلم لطريقين متوازيين للبطلة أحدهما يحدث حين تستطيع لحاق المترو في آخر لحظة قبل انغلاق الباب، والآخر يحدث إذا تأخرث ثانية واحدة فلم تلحق به لتتأخر عن رجوعها بعض الوقت.

دعونا أولًا نمنح البطلة/البطلتين اسمي: هيلين وهيلين* حتى لا يلتبس الأمر.

في الخط الدرامي الأول: تستطيع هيلين اللحاق بالمترو وتتعرف على جيمس هناك، ثم تعود إلى منزلها لتكتشف خيانة حبيبها فتنفصل عنه، لتترك منزلها وتذهب للعيش مع صديقتها. يترتب على ذلك بحثها عن عمل ما ثم مقابلتها مرة أخرى لجيمس بالصدفة والذي تتوطد علاقتها به فيرتبطان وتحمل منه بطفل، ولكن قبل أن تخبره يحدث لها حادث ما فتنتقل للمستشفى وتفقد الجنين ثم تسوء حالتها وتموت.

في الخط الدرامي الثاني: تتأخر هيلين* عن اللحاق بالمترو؛ فتُقرر ركوب “تاكسي” لكنها تتعرض للسرقة والإصابة بالرأس؛ لذا تضطر للذهاب للمستشفى أولًا ما يجعلها تتأخر عن العودة للمنزل؛ وبالتالي تكون عشيقة حبيبها قد غادرت فلا تكتشف الخيانة لتستمر معه في علاقتهما وبعد فترة تكتشف أنها حامل، لكنها لا تخبر حبيبها في انتظار الوقت المناسب.

تضطر هيلين* للبحث عن عمل هي الأخرى وتتوالى الأحداث إلى أن تكتشف خيانة حبيبها بالصدفة أيضًا، غير أنها من هول الصدمة تسقط على الدرج -بنفس وقت حادث هيلين الأولى- فتنتقل إلى -نفس- المستشفى لتفقد جنينها هي الأخرى، وحين تفيق تنفصل عن الرجل الذي خانها. وقبل مغادرتها للمستشفى تقابل جيمس بالأسانسير وتتعرف عليه مثل أول مرة وهنا ينتهي الفيلم.

ولعل الملفت بالفيلم أكثر من عرض سيناريوهين لنفس الشخص -كان كلاهما يمكن أن يكون الآخر لولا ثوانٍ فاصلة- هو نقاط التقاطع والالتقاء التي كانت تحدث بين القصتين، سواء من خلال تواجدهما بنفس الأماكن والتقائهم بنفس الأشخاص أو حتى الأحداث المصيرية الحاسمة.

الفيلم الثاني والذي ناقش نفس الأفكار إلى حد ما ولكن بشكل مختلف وأكثر وضوحًا ورُعبًا:

The Butterfly Effect: فيلم صدر له ثلاثة أجزاء حتى الآن بسبب نجاحه واختلاف مضمونه عن الأفلام الأخرى، وهو يندرج تحت بند أفلام الإثارة والخيال العلمي. واليوم سنستعرض الجزء الأول فقط والذي تم إنتاجه عام 2004.

يبدأ الفيلم بعبارة: “عندما ترفرف فراشة بجناحيها في مكان ما، فهي تحدث ريحًا تؤدي توابعها إلى هبوب إعصار في مكان آخر بعيد“، وتعتبر هذه الجملة بمثابة النظرية التي يريد الفيلم طرحها، حيث التفاصيل الصغيرة يمكن أن تصنع نتائج ضخمة بمرور الوقت لم يكن يتوقع أحد أنها نتيجة لمجرد حدث لحظي ربما لم ينتبه له/يهتم به أي شخص وقتها.

تدور أحداث الفيلم حول “إيفان” الطفل الذي تكتشف والدته أنه يعاني من نوبات غريبة تجعله لا يتذكر بعض الأحداث التي يمر بها كما لو كانت سقطت من ذاكرته أو حدثت له بينما لم يكن في وعيه! ولأن والده كان يعاني من خلل ما مُشابه؛ ينصحها الطبيب المعالج بأن يبدأ ابنها في كتابة يومياته بشكل مستمر لمحاولة عدم نسيان أي شيء قدر الإمكان حتى لا يتفاقم عليه الأمر.

مع الوقت تحدث بعض الأحداث المؤسفة لإيفان وأصدقائه والتي لايستطيع تذكرها، يترتب على تلك الأحداث نتائج سيئة للكثيرين ما يجعل أمه تنتقل به لمكان آخر، لكنه لا ينسى أبدًا كيلي الفتاة التي وعدها بالرجوع من أجلها يومًا.

يكبر إيفان ويدخل الجامعة ثم يدرس علم النفس ويكتشف أنه قد مر عليه 7 سنوات دون أن يفقد أي شيء من ذاكرته، وكجزء من عملية احتفاله بذلك يُخرج مذكِّراته القديمة ويبدأ في قراءتها ليكتشف فجأة أنه بقراءته لتلك السطور يستطيع العودة مرة أخرى لوقت الحدث ومعايشته، ليبدأ في اكتشاف ما حدث بينما كان صغيرًا ولم يكن يستطيع تذكره وقتها!

وحتى يتأكد من أن ما يمر به حقيقيًا بالفعل يُقرر أن يعود لبلدته القديمة ليقابل كيلي ويسألها عن تفاصيل تجربة ما سيئة مرا بها سويًا. وفي اليوم التالي يصله خبر أنها قد انتحرت، وقتها يفكر إيفان في أنه عليه العودة للماضي عبر قراءته لمذكراته وتغيير بعضًا مما حدث كيلا يصل لنفس النتيجة البائسة والتي انتهت بموت البنت التي أحبها صغيرًا، بسببه.

ولكن، في كل مرة يعود فيها إيفان ليُغيِّر شيئًا يكتشف أن النتيجة لم تكن مثالية كما اعتقد، وأن طرفًا آخر قد خسر شيئًا فيعود من جديد لإصلاح موقف آخر وهكذا، 4 سيناريوهات مختلفة شديدة الحبكة والإثارة، وفي كل مرة هناك شخص ما يُعاني في حياته؛ بل وغالبًا ما ينتهي الأمر بشكل مآساوي للبطل نفسه.

تتوالى الأحداث بشكل يحبس الأنفاس، فبينما مع كل عودة بالزمن تشعر بالأسف والحزن تجاه أحدهم؛ ففي الوقت نفسه يتدفق داخلك كل كميات الأدرينالين الممكنة حيث لا تعرف هل سيتمكن البطل من الوصول لمذكراته يحياته الجديدة لتغيير ما حدث أم أنه قد حُبس للأبد داخل تلك الحياة التي اختارها بنفسه ظنًا منه أنها أفضل وأنه يعرف أكثر؟

ينتهي الفيلم بمحاولة أخيرة لإيفان لإصلاح ما أفسده حتى ولو كان ذلك على حساب سعادته من أجل راحة الآخرين، ليتركك الفيلم بعد ذلك مع أسئلة كثيرة حائرة ومواقف لا نهائية كنت تتوقع أنها لو جرت وفقًا لتصورك كانت لتكون تبعاتها أفضل.

في فيلم “ألف مبروك”، إفيه للفنان أحمد حلمي يقول فيه: “تيجي معايا وأنا بغير الواقع ولّا أروح لوحدي!؟” تلك الجملة التي وجدناها وقتها مضحكة جدًا بالنسبة لنا، ولكن بعد كل ما طرحناه اليوم، السؤال هو: ماذا ستفعل لو كان ذلك ممكنًا!؟

هل ستعود بالزمن للخلف لتصحح الأخطاء التي عانيت من نتائجها وتُغَيِّر واقعك، ومن ثَمَّ ستتحمل كل التبعات المحتمَلَة أم ستظل كما أنت بنفس تفاصيل حياتك الإيجابي منها والسلبي عن اقتناع أو عن استسهال!؟

 والأهم هل تعتقد فعليًا أنك إذا ما غيرت بعض الأحداث أو القرارات في حياتك أن الحياة ستختلف بإنجازاتها وإخفاقاتها أم أنك كنت ستصل لنفس النتائج بطريقة أو بأخرى!؟

على كل حال، الأمر بسيط جدًا ولا يتطلب آلة زمن أو خيال كاتب أو حتى الإصابة بمرض نادر لتتمكن من تحقيق أحلامك، خذ قرارًا بالبدء وتَغيّر أنت، كُن أنت الــمُعطَي الــمُتَغيِّر بالمعادلة.. رُبما وقتها فقط ستتغير النتيجة!

التقرير الإلكترونية في

21.04.2015

 
 

'أسوار القمر' فيلم مصري يقلب الأحلام إلى كوابيس

العرب/ سارة محمد

الفيلم المصري يتناسب مع أحلام الكثير من فتيات هذا العصر في ما يتعلق بالوقوع في حيرة اختيار شريك الحياة.

أحداث الفيلم المصري “أسوار القمر” لمخرجه طارق العريان تحمل في ظاهرها تفاصيل تتشابه مع عدد من القصص التي شاهدناها في أفلام سابقة، لكن هذه المرة جاءت بتناول مختلف، يتناسب مع أحلام الكثير من فتيات هذا العصر، في ما يتعلق بالوقوع في حيرة اختيار شريك الحياة، فعندما يرسم العقل مسارا صحيحا في اختيار الشريك المناسب، ينجذب القلب ويندفع لشخص آخر يعتقد أنه يتشابه مع أحلامه.

ظهرت النجمة المصرية منى زكي في أحداث فيلم “أسوار القمر” لطارق العريان، بشخصية زينة الضريرة التي تفقد بصرها بعد حادث تتعرض له على يد زوجها، حيث تبدأ الأحداث بظهور أحمد الخطيب الذي يتقاسم مع حبيبته جميع تفاصيل الحياة، بما فيها هوايتها وأحلامها، لكن زينة تظل طوال الوقت تشعر أن علاقتها به نوع من الاعتياد على وجوده في حياتها، وليس حبا كما تحلم بخيالها، لتلتقي يوما بشاب يدعى رشيد يعمل في مدينة الغردقة (على البحر الأحمر)، ويعيش حياة منفتحة مليئة بالشطحات الجريئة، بما فيها إدمان المخدرات.

بطلة الفيلم منى زكي تنجرف تجاه رشيد بعد أن تترك خطيبها أحمد اعتقادا أنه الأقرب إلى روحها المنطلقة والجريئة، وأحلامها المجنونة، فتتزوجه وتعيش معه حياة مليئة بوهم السعادة، وتبدأ هي أيضا في إدمان المخدرات، لكن غيرة الأول على زوجته تقلب حياتهما إلى جحيم، خاصة بعد توقفه عن العمل، واندفاعه نحو الإدمان بصورة مفرطة، من هنا ينشأ الخلل في علاقة رشيد وزينة.

عقب مرات متتالية من الاعتذار يقدمها الزوج، ترفض زينة الاستماع إلى حديثه خلال سيرهما بالسيارة، وتتساقط دموعه في حين تستمر هي في تلقي جرعتها من المخدر، وتنقلب بهما السيارة وتصاب بالعمى، وحاول الزوج طلب الغفران من زوجته، إلاّ أنها رفضت، وقررت رفع دعوى خلع (طلاق)، وأقنعته بذهابه إلى مصحة للعلاج من الإدمان.

حينها كسبت دعوتها القضائية، وهنا ظهر الخطيب الأول أحمد من جديد، لتتأكد أنها أخطأت، عندما أوهمت نفسها بعدم حبها له، وبالفعل تتزوج منه، لكن رشيد يستمر في الظهور لها في أحلامها إلى أن أصبح كابوسا، ويقوم بخطفها داخل مركبه (يخت) الخاص، ومع محاولات زوجها للحاق بها، يحاول رشيد التخلص منه بإشعال النيران في المركب.

ذهب بزينة إلى أعلى جبل، حاول إنهاء علاقتهما بالانتحار معا، ومع توسلها إليه بتركها للبقاء في الحياة، بعد تكبيلها معه بالحبال والنزول لمسافة بسيطة، في حفرة أسفل الجبل، يتركها لتعيش، ويقرر إنهاء رحلته على أرض الواقع.

البطل الحقيقي في العمل هو المجهود الكبير، الذي بذلته النجمة منى زكي في تقديم دورها، حيث مزجت بين مرحلتين “قبل وبعد الإصابة بالعمى”، فلم تكن الفنانة مثل غيرها من النجمات اللاتي أقبلن على مثل هذه النوعية بأداء معتاد ومكرر، لكنها خلقت لذاتها أفقا جديدا، يتمثل في الثبات على أدائها وحركة عينيها الممزوجة بطريقة تتناسب مع واقعها الجديد، بما أوحى إلى وعي البطلة بتفاصيل حياتها السابقة، من خلال ملامستها للأشياء حولها.

كما أن منى زكي لم تستسلم، لكونها على دراية بما حولها من أشياء ملموسة تعرفها في حياتها السابقة، لكنها تفاعلت مع كثير من المشاهد، ولا سيما أثناء مرحلة خطفها داخل المركب، في محاولة لإنقاذ زوجها، حيث سقطت على درجات السلم وسط تصاعد لافت لصدى أنفاسها، التي نقلت إلى المشاهد الإثارة والخوف، وكذلك محاولة إنقاذ الحبيب والهروب من الخطيب القديم.

وقف النجمان آسر ياسين وعمرو سعد في منطقة وسط في أدائهما بالفيلم، لا تزيد أو تنقص من نجومية كليهما، وإن كان دورهما أصبح ثقيلا من خلال لحظة التحول التي تحدث في عقل البطلة، حيث أن إصابتها بالعمى خلال حادث، تسببت في إصابة بالمخ، أدت بها إلى نسيان كثير من الأحداث في حياتها، حتى أنها خلال لحظة الخطف عندما تسقط على الأرض تفقد ذاكرتها مؤقتا، ثم تصاب بالارتباك في معرفة زوجها، هنا جاء دور النجمين، آسر وعمرو، حيث تبادلا الشخصيات بشكل مؤقت في عقل البطلة.

أما قصة الفيلم فهي من تأليف وسيناريو محمد حفظي، وتامر حبيب، وقد صنعا من أزمة إدمان المخدرات معالجة جيدة للأحداث، وإن لم تكن هي الأساس بالتأكيد.

مجموعة سينمائيي 'أبونضارة' يبدعون لغة فنية تليق بالراهن العاصف

أفلام مجموعة 'أبونضارة' لا تتناول فقط ممارسات النظام ودجله الإعلامي، بل تتناول ممارسات الدولة الإسلامية ضد المدنيين وضد الجيش الحر الثائر الحقيقي على أرض سوريا.

العرب/ دمشق – مجموعة “أبونضارة” السينمائية السورية طالبت وتطالب بالثورة السلمية، وتؤكد حق السوريين بالوقوف في وجه نظام دكتاتوري قاتل، وحقهم برفض مجموعات إرهابية دموية جاءت إلى مجتمعهم تقاتل باسمهم.

في الوقت الذي شهد المجتمع السوري اصطفافات واضحة، سواء إلى جانب النظام أو إلى جانب الجماعات المسلحة بكافة توجهاتها وأيديولوجياتها، يجوز القول بوجود تيار ثالث يرفض القتل والإرهاب المتمثل في دكتاتورية الأسد أو في تخلف الأصوليين على حدّ سواء.

ويجوز القول أن مجموعة“أبونضارة” السينمائية السورية هي أحد الممثلين لهذا التيار، المجموعة التي تعتقد بأن الإمعان في العنف من كل الأطراف لن يؤدي إلّا إلى الموت المحقق والدمار التام لسوريا وللمجتمع السوري.

مجموعة فنية نشأت على قاعدة العمل التطوعي، تواصل إنتاج الأفلام القصيرة من دون تمويل أو دعم خارجي، وتعمد في أفلامها إلى إظهار الجوانب الإنسانية لدى مختلف شرائح الشعب السوري بعيدا عن التوصيفات؛ مؤيد، معارض، إسلامي، علماني، إلخ…

تساؤلات ملحة

في رصيد “أبونضارة” اليوم أكثر من 245 فيديو، بعضها مقابلات مع مختلف أفراد المجتمع السوري بكل آرائهم وميولاتهم، وتعقيداتهم ومشاعرهم وأنماط سلوكهم، بهدف إظهار تنوّع هذا المجتمع والابتعاد عن حصر مكوناته في خانات وتسميات وتوصيفات طارئة.

ومن هنا فأفلام مجموعة “أبونضارة” لا تتناول فقط ممارسات النظام ودجله الإعلامي، بل تتناول ممارسات الدولة الإسلامية ضد المدنيين وضد الجيش الحر الثائر الحقيقي على أرض سوريا، والاعتقالات والتصفيات التي تقوم بها ضده كما في فيلم “عمي” المؤلف من ثلاثة أجزاء، وفيلم “الدولة الإسلامية للمبتدئين”.

ومن بواكير أفلام المجموعة وأحد أكثر أفلامها انتشارا فيلم “طلائع″ الذي يصور تلامذة صغارا في مدارس النظام السوري يؤدون تحية العلم، بينما هتاف الحرية يصل إليهم من الخارج.

مجموعة 'أبونضارة' تيار ثالث يرفض القتل والإرهاب المتمثل في دكتاتورية الأسد أو في تخلف الأصوليين على حد سواء

فهل يتخيل أحدنا الحالة التي يعيشها الطفل السوري الذي يؤدي تحية العلم الصباحية في مدرسته مرددا -بحكم الاعتياد- شعار حزب البعث (وحدة، حرية، اشتراكية)؟ وهو الذي شاهد بالأمس إما عبر شاشة التلفاز، أو على أرض الواقع في حيه شبابا اعتقلوا ونُكّل بهم، أو قتلوا رميا بالرصاص فقط لأنهم نادوا بكلمة واحدة من هذا الشعار “حرية”.

كم منهم يشاهد الموت والقمع والدمار في صورة هذا العلم، علم النظام ذي النجمتين الخضراوين؟ وكم منهم يغلق حدقتيه ويتخيل أنه يؤدي التحية لعلم الثورة الذي تتوسطه النجوم الحمراء الثلاث؟

أما فيلم “توجيه معنوي” أحد أواخر إنتاجات المجموعة، فالجزء الأول منه مأخوذ من موبايل أحد عناصر سلاح جو النظام الذي صور ووثق عملية إشعال فتيل البرميل المتفجر في طائرة النظام، وإلقائه على هذه البقعة من سوريا أو تلك، ثم تنتقل الصورة إلى ما التقطته كاميرا أحد المدنيين مما أحدثه هذا البرميل أو ذاك على أرض الواقع من دمار وموت.

وقد جاء فيلم “توجيه معنوي” ردا من المجموعة على الكذب الذي تفوه به بشار الأسد مؤخرا لقناة “بي بي سي”، عن عدم معرفته بأن سلاح جو نظامه يستخدم البراميل ضد المدنيين العزل في كافة أرجاء سوريا.

ومجموعة “أبونضارة” السينمائية تطرح قضايا في غاية الأهمية بعيدا عن الموت والدمار الذي يلف ويلف كل الجغرافيا السورية بكل مكوناتها المجتمعية، لأكثر من أربع سنوات.

فعبر فيلم “يوميات الزمن الحاضر” تطرح قضية الشعور بالانتماء إلى البلد، الوطن، سوريا، هذه القضية التي طرأت على تفكير ووجدان الشباب السوري مع بدء الثورة السورية.

أما فيلم “موعد مع القذيفة” الذي أنتجته المجموعة تحت شعار “نفعل ما يفعله السوريون: ننسى الألم” فهو يصور شابا اعتقله النظام عام 2012، وبعد خروجه يتحدث بابتسامة استثنائية وطرافة غريبة عن لحظة انفجار قذيفة بجانبه، وإصابته بشظاياها تلك الإصابة التي كادت تقتله، والحالة التي يروي بها الشاب تلك الحادثة لا تحرض الأسى والحزن، بقدر ما تثير تساؤلا ملحا مفاده: كيف مازال السوريون قادرين على العيش في سوريا متنقلين بين صدفة موت وصدفة حياة كل لحظة؟

245 فيديو تظهر تنوع المجتمع السوري بعيدا عن حصر مكوناته في خانات وتوصيفات طارئة

ضد الرقابة

مجموعة “أبونضارة” السينمائية تضمّ فنانين اختاروا لخمس سنوات -ولأسباب أمنية- أن يبقوا في الظل موزعين في المحافظات السورية، قاعدتها دمشق، هويتها جماعية ولها ناطق باسمها هو شريف كيوان، جاء تأسيسها عام 2010 كرد فعل على تردّي السينما الوثائقية في سوريا نتيجة تعرضها لرقابة صارمة.

ومع انطلاق الثورة السورية زاد نشاط المجموعة وتنوعت مواضيع أفلامها، فهي ملتزمة بإنتاج شريط قصير كل يوم جمعة، يرصد أهم حدث سياسي خلال الأسبوع ويتناوله أغلب الأحيان بطريقة كوميدية، محاولا تلافي طرح المآسي المباشرة التي يشاهدها السوري سواء على أرض الواقع، أو على شاشات التلفاز والشبكة العنكبوتية.

أفلام تتناول المأساة السورية عبر الغوص في صميمها بأسلوب فني يضمن تعاطف وتأثر المشاهد، دون صدمه أو المساس المباشر بمشاعره.

ولم تغفل المجموعة أهمية إيصال الصوت السوري إلى العالم لإنقاذ صورته، حيث دأب الإعلام العالمي على تصويره كإرهابي عبر بث ممارسات بشعة لمجموعات، أو أفراد جلهم لا ينتمي إلى الشعب السوري. فقامت بترجمة الأفلام التي تنتجها إلى اللغتين الفرنسية والإنكليزية، تلك الترجمة التي أتاحت إيصال الصوت السوري إلى الآخر.

منحت أيضا أفلام المجموعة انتشارا أوسع وفرصة للمشاركات السينمائية الدولية، فحصدت مشاركاتها وإنتاجاتها جوائز عديدة منها: جائزة الفيلم القصير ‏الوثائقي عن شريط “الله والكلاب” ومدته 12 دقيقة، وجائزة قائمة “فيرا” للفن والسياسة للعام 2014 التي تمنحها جامعة “نيو سكول” في مدينة نيويورك الأميركية.

وأيضا جائزة “الفن والسياسة” التي تعطى كل عامين لفنان أو مجموعة تعمل في ظل المخاطر، لتعزيز قيم العدالة الاجتماعية، ومؤخرا فازت بجائزة المبدعين في الدفاع عن حقوق الإنسان التي تمنحها الحكومة الهولندية.

أفلام تتناول المأساة السورية عبر الغوص في صميمها بأسلوب فني يضمن تعاطف وتأثر المشاهد، دون صدمه أو المساس المباشر بمشاعره

وقد تميز الحراك الفني والثقافي في زمن الثورة السورية بظهور العديد من المشاريع الثقافية والفنية التي نشأت، ثم توقفت بعد فترة قصيرة، بغض النظر عن أهميتها وعن أسباب توقفها، إلاّ أننا نجد مجموعة “أبونضارة” السينمائية تستمر لخمس سنوات وتتطور بشكل ملحوظ.

ولصحيفة “العرب” صرح شريف كيوان الناطق باسم المجموعة حول سر الاستمرارية قائلا “نستمر بالعمل لأنه ليس لدينا خيار آخر، نحن سوريون من اختصاصات مختلفة، نبحث عن لغة فنية تليق بثورة المجتمع السوري. انطلقنا من الرغبة في استخدام السينما لتصوير الواقع بمعزل عن أي أجندة سياسية أو إعلامية”.

ويضيف كيوان “نستخدم اليوم كل الأدوات المتاحة، الفنية منها أو الصحافية أو السياسية، للدفاع عن حق السوري بصورة كريمة”.

وحول مشاريع المجموعة المستقبلية قال “إضافة إلى أفلامنا الأسبوعية، نعمل على صناعة فيلم طويل، ونعمل مع جامعات ومنظمات دولية لتكريس الحق في الصورة كحق من حقوق الإنسان”.

القدس العربي اللندنية في

21.04.2015

 
 

رؤية نقدية: فيلم "قصة حقيقية" للممثل جيمس فرانكو

أوين غلايبرمان*

في فيلم "قصة حقيقية" (True Story)، يلعب الممثل جيمس فرانكو دور قاتل يقيم صداقة مع صحفي ويخدعه. لكن تقمص فرانكو لشخصية القاتل في ذلك الفيلم لم يكن مقنعا، كما يقول أوين غلايبرمان في رؤيته النقدية للفيلم.

جيمس فرانكو هو النجم الوحيد في السينما المعاصرة الذي لا يملك مهنة محددة رغم ما لديه من سيرة ذاتية قيمة. فبالإضافة إلى كونه ممثلا، هو أيضاً شاعر معروف، ومن هواة جمع الشهادات الأكاديمية بنهم، وهو مؤلف لفيلم وثائقي غريب يحمل اسم (انتيريور. ليذر بار)، ومخرج لفيلمين عن روايتين للكاتب الأمريكي الشهير ويليام فوكنر، وهما "الصخب والعنف"، و"عندما أرقد ميتاً"، كما أصبح أول مضيف للأوسكار يمثل الحركة الدادائية في الفنون والآداب.

من الواضح أن فرانكو ملتزم بتقديم نفسه كمغامر جريء، ومثقف متمرد. لهذا السبب يُكال المديح لبعض أدواره السينمائية على أنها أداء فني مميز. في فيلم "سبرنغ بريكرز"، حيث لعب دور مهووس بالجنس وتاجر مخدرات، احتوى أداؤه على بعد يستثير المذهبية الطائفية.

الآن في فيلم "قصة حقيقية" حيث يلعب دور شخص متهم بقتل عائلته، ندخل في أعماق فيلم وضع ليناسب إيقاع خاص بفرانكو، حيث لعب عدد كبير من الممثلين هذا الدور، دور القاتل الذي لا يرحم، لكن في هذا الفيلم يمثل القيام بهذا الدور مشروعاً ذا مفهوم فني خاص، وهو فرصة لفرانكو ليتأمل تأثيره والانطباع الذي يتركه على الجمهور.

في فيلم "قصة حقيقية"، يظهر فرانكو بلحية قصيرة داكنة تضفي عليه مزيداً من الوسامة، ويتلاشى بالتالي أي أثر للجانب الجذاب المعتاد في شخصيته. فهو هنا رسمي، ومباشر، وجوهر أدائه لهذا الدور هو السرية. قضينا وقت الفيلم ونحن ندقق في شخصيته، محاولين أن نجد ما الذي لم يجبنا عليه.

ويمثل فرانكو شخصية كريستيان لونغو الذي وضعه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" على قائمة أهم المطلوبين لديها عام 2002، بعد اتهامه بقتل زوجته وأبنائه الثلاثة في أوريغون. وخلال الأسابيع التي قضاها هارباً ومطارداً في المكسيك، استخدم لونغو اسما مستعارا، وهو مايكل فينكل، وهو نفس اسم الصحفي في نيويورك تايمز الذي كان لونغو معجباً به.

شخصية محورية

ويمثل الصحفي فينكل الشخصية المركزية في ذلك الفيلم، (وتبنى قصة الفيلم على مذكراته لعام 2009)، لكنه لم يكن بطلاً، كما عكس ذلك الممثل جونا هيل الذي مثل شخصيته. فهو وصولي يطرد من الصحيفة بعد أن يكتب قصة الغلاف لمجلة "سانداي ماغزين" التي تحول بالتزوير ستة من الأطفال الأفارقة الفقراء إلى شخصيات غير حقيقية.

ويصبح اسم فينكل غير محبب للمحررين، ونراه يتراجع مهزوماً في سيارة عشيقته فيليستي جونز، لكن عندما يعلم بمحاولة لونغو سرقة هويته، يقوم بترتيب مقابلة معه في السجن.

ويظهر فينكل كشخص متطفل ومحب للاستطلاع، وأحياناً يحب الإطراء. وهو كذلك يعرف أن هناك قصة من شأنها أن تنقذ وظيفته.

عندما التقى الرجلان، نشأت بينهما علاقة سريعة. يقرر فينكل أن يؤلف كتاباً عن لونغو، خطوة يائسة لاستثمار قصة القاتل المثيرة. بيد أن هذا الطموح لفهم لونغو أيضاً مدعاة للاحترام. لعبة صراع الأدمغة بين الرجلين هي صدى للعلاقة بين ترومان كابوت وبين بيري سميث، وموضوع فيلم "بدم بارد" (إن كولد بلود) الذي يحاول فيه كل من الطرفين الحصول على شيء من الطرف الآخر.

فينكل كمؤلف، ليس كابوت، ولكن لإنجاز كتابه، تعين عليه أن يقف على حقيقة ما جرى. هناك موقف مسبق يسود هذه الأيام يقوم على أننا لا ينبغي أن نفكر فيما دار في عقل القاتل أو القاتلة، وأنه أو أنها ببساطة مجرد إنسان شرير، لكن جوهر فيلم "قصة حقيقية" يكمن في محاولة فرانكو أن يغوص في عقل المجرم، ويعرض لنا ما الذي يفكر أو يشعر به.

تفاصيل الجريمة بشعة. الأم وابنتها الصغيرة تعرضتا للخنق، بينما ألقي بالطفلين الآخرين من أعلى جسر إلى مياه النهر المتجمدة. رغم ذلك، فإن لونغو، الذي يمثل فرانكو شخصيته، يظهر كرجل متعاطف ويفكر بعمق، يملأ قلبه الحزن على ما جرى، لدرجة أنه كان يصعب عليه أن يتحدث به.

ويرسل لفينكل قصة حياته في سلسلة من الرسائل، التي عنونها "المنحنيات الخاطئة"، وهي في مجموعها تمثل رواية متشابكة للإخلاص العائلي، والإخفاق الاقتصادي، والإذلال. السؤال هو: كيف أدى وجود مثل هذا الحزن إلى جريمة قتل بهذه القسوة؟

علاقة سوية؟

أتمنى فقط لو أن مخرج الفيلم وكاتبه، روبرت غولد، حاول أن يعرف الاجابة على هذا السؤال بقدر ما يحتاج الجمهور أيضاً لمعرفة هذه الاجابة. يبدأ فيلم "قصة حقيقية" بمستوى عادي ليس أكثر من جلوس هيل وفرانكو في زنزانة مضاءة داخل السجن، ويحاول كل منهما مواساة الآخر.

نقطة القوة لدى جونا هيل كممثل هو طاقته العقلية المتحفزة. ففي ذلك الفيلم يبدو مقتضباً ومباشراً، مثل الطالب المجتهد حفيد ادوارد روبنسون. ويخبر لونغو فينكل بأنه سيعترف بالحقيقة، لكن فقط بعد المحاكمة، وذلك الوعد يجعل الفيلم مشوقاً، على الأقل لفترة قصيرة.

من ناحية أخرى، أراد الفيلم أن يكون عاطفياً، بحيث أظهر العلاقة الوطيدة عاطفياً وشخصياً –ولكن ليس جنسياً- بين لونغو وفينكل. فنرى لونغو يكتب في إحدى رسائله: "ظننت أن بإمكانك إخباري أي نوع من الناس أكون أو أشبه". وبالتأكيد، يبدأ فينكل في الاعتقاد أنه هو ولونغو متشابهان. ويبدأ فينكل أيضاً في الاعتقاد بأن لونغو بريء.

من ناحية كونه توثيقاً درامياً لجريمة كبيرة ذات أصداء واسعة، يفتقر الفيلم إلى الدليل المقنع من الطب الشرعي، بحيث لم نسمع أي إشارة إليه. لكنه بدا واضحاً أن مكتب "إف بي آي" كان لديه دليل ما استند إليه لاعتقال لونغو، وهو أنه لم يهرب من البلاد بسبب ما أصابه من حزن شديد.

لذا، عندما يبدأ فينكل في الاعتقاد بأن لونغو لم يرتكب الجريمة، فهو بذلك يوقعنا في حيرة: هل يعرف شيئا لا نعرفه؟ أم أنه مجرد شخص سيء أقنع نفسه بأن رواية طويلة عن شخص بريئ يتهم بارتكاب جريمة ستزيد من مبيعات الكتاب الذي ألفه؟ على أي حال، لا يوجد جمهور يريد أن يعرف نتائج ما يجري من تحقيق في الفيلم قبل ظهورها. أي أن الجمهور يحب المفاجآت، ويستهويه الغموض.

ويقترب الفيلم من نهايته ليحرمنا مما أتينا من أجله: الفرصة لمشاهدة جيمس فرانكو يسقط بعيدا في قلب الظلام ويلقى به في السجن. وعندما وقف لونغو شاهداً، نراه يحكي قصة متعثرة، يحاول فيها تبرئة نفسه، ليكون الرعب الحقيقي في هذه القصة هو أن الشخص الوحيد الذي يريد أن يصدقها هو مايكل فينكل. لقد تبين أنه خُدع، وكذلك كان حال الجمهور.

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Culture.

*ناقد سينمائي

الـ BBC العربية في

21.04.2015

 
 

سلمى حايك تزور لبنان برفقة والدها والمخرج روجرز الليرز لإطلاق فيلم «النبي»

متحف جبران في بشري.. وعشاء لدى آل «رياشي».. ومزاد علني يعود ريعه لمركز علاج سرطان الأطفال

بيروت: فيفيان حداد

في زيارة هي الأولى من نوعها ستحط سلمى حايك النجمة السينمائية المكسيكية اللبنانية الأصل رحالها في لبنان في 24 من الشهر الحالي، وذلك بهدف إطلاق الفيلم السينمائي «النبي» وللمشاركة في عشاء خيري يعود ريعه لأطفال مرضى السرطان.

والمعروف أن سلمى حايك كانت قد بدأت منذ نحو خمس سنوات تنفيذ الفيلم المذكور، وهو من نوع الرسوم المتحرّكة بعد أن وضعت فكرته وتولّت إنتاجه.

أما الزيارة التي ستستمر من 24 حتى 28 أبريل (نيسان) الحالي فسيرافقها فيها والدها رجل الأعمال المكسيكي سامي الحايك، وكذلك مخرج الفيلم روجرز الليرز والموسيقي غبريال عبد النور (مؤلّف موسيقى فيلم «النبي») الذي هو أيضا من أصول لبنانية.

تستهلّ سلمى حايك برنامج زيارتها صباح 25 من الشهر الحالي، بحيث ستتوجه إلى منطقة البقاع لزيارة مخيم اللاجئين السوريين فيها للاطلاع على حاجاتهم ومعاناتهم. ومن المتوقع أن تمضي يوما كاملا هناك بحيث ستتناول طعام الغداء، ولتتجه بعدها إلى مكان إقامتها في أحد فنادق بيروت، تحضيرا لإطلالتها التلفزيونية الأولى على شاشة لبنانية (ال بي سي آي)، مع الإعلامي مارسيل غانم ضمن برنامجه «حديث الناس». وستتخلل إطلالتها الأولى هذه حوارا شيّقا يلقي الضوء على مدى ارتباط سلمى حايك بجذورها اللبنانية، كما سيتطرق إلى سبب قيامها بإنتاج هذا الفيلم وعن مدى تأثرها بكتاب «النبي» لجبران خليل جبران، والذي قررت أن تحولّه إلى فيلم سينمائي وأن تهديه إلى روح جدها. وقد رددت أكثر من مرة بأن هذا الكتاب كان بمثابة صديق جدها الدائم، فيقرأه قبل الإيواء إلى النوم بحيث كانت تشاهده يحتفظ به قرب سريره. أما ختام هذا اليوم الطويل فسيكلّل بحفلة عشاء ستقام على شرفها في منزل جان رياشي (أحد المموّلين الرئيسيين للفيلم)، والذي سيشاركها فيه إضافة إلى روجرز الليرز وغبريال عبد النور عدد من الوزراء والشخصيات اللبنانية المعروفة.

أما الأحد الواقع في 26 من الشهر الحالي، فستتوجه سلمى حايك إلى بلدة بشرّي (شمال لبنان)، التي تعدّ مسقط رأس الأديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران. هناك ستقوم بزيارة المتحف الخاص به، وتتوجه بعدها إلى بلدة اهدن وبالتحديد إلى منطقة نبع (مار سركيس) لتناول الغداء في أحد مطاعمه المشهورة.

وستتوّج ليلة الأحد بدعوة إلى العشاء من قبل مصمم الأزياء اللبناني العالمي إيلي صعب وزوجته. وسيحمل هذا العشاء طابع الحميمية بحيث سيحضره قلّة من الأصدقاء للطرفين. والمعروف أن سلمى حايك تتعاون مع المصمم اللبناني في غالبية إطلالاتها الإعلامية، وسيتولّى هو أيضا توقيع الأزياء التي سترتديها في حفلات العشاء الثلاث المدعوة إليها في لبنان. وفي حال استطاع زوجها رجل الأعمال الفرنسي فرنسوا هنري بينو (أحد أغنى رجال الأعمال في العالم)، المجيء إلى لبنان فسيشاركها هذا العشاء لدى آل صعب.

وفي اليوم الثالث لزيارتها لبنان، أي الاثنين الواقع في 27 من الشهر الحالي، فستلتقي سلمى حايك أهل الصحافة والإعلام خلال مؤتمر صحافي سيعقد في فندق «1866» الواقع في شارع بلسّ (غرب بيروت)، والذي سيسبقه عرض خاص بفيلم «النبي» في التاسعة صباحا، ليتسنّى للصحافيين الموجودين محاورتها حوله، وهو الأمر الذي شددت عليه سلمى حايك شخصيا.

وبعد أخذ قسط من الراحة ستقوم سلمى حايك بزيارة مركز علاج أطفال مرضى السرطان في الجامعة الأميركية، لتتناول هناك طعام الغداء مع السيدة نورا وليد جنبلاط كما هو متوقّع.

وفي نحو السادسة مساء ستتولّى سلمى حايك إطلاق فيلمها «النبي» من صالة «سينما سيتي» الواقعة داخل مجمع أسواق بيروت التجاري. وسيسير المدعوون إلى هذه المناسبة على السجادة الحمراء، ليبدأ العرض الرسمي للفيلم في الثامنة والنصف مساء.

ويلي عرض الفيلم حفلة عشاء خيرية ستقام في مركز جامعة الـ«ESA» (ecole superieur des affaires)، التي ستنظم باسمها من قبل مركز علاج سرطان الأطفال، وسيتخللها إجراء مزاد علني على تصاميم أزياء وإكسسوارات موقّعة من قبل أشهر دور الأزياء في العالم، أمثال غوتشي وايلي صعب وستيلا ماكارتني وبوميلاتو وغيرها، وسيعود ريعها كاملا للمركز الطبي المذكور. وتجدر الإشارة إلى أنه سيقتطع مبلغ وقدره 1000 ليرة، من ثمن كل بطاقة سينمائية يشتريها الجمهور لحضور فيلم «النبي»، وذلك في جميع الصالات التي تعرضه في لبنان الذي سيعود أيضا لمساعدة مركز علاج سرطان الأطفال.

وصباح 28 من الشهر الحالي سيكون موعد مغادرة سلمى حايك لبنان، بعد أن تكون قد أمضت في ربوعه 3 أيام متتالية.

والمعروف أن جذور سلمى حايك اللبنانية تعود إليها من والدها سامي، وأن جدّها من ناحية والدها هاجر إلى المكسيك من بلدته الأم بعبدات (في منطقة المتن) في أوائل القرن الماضي. وتعدّ هذه الزيارة الأولى لسلمى حايك ولوالدها أيضا، وهو المعروف في الخارج باسم سامي حايك دومينيغيز. وهو تنفيذي في شركة نفط وشغل منصب عمدة مدينة كوتزكولكوس المكسيكية في السابق.

وتردد أن أهالي بلدة بعبدات المتنية طالبوا سلمى حايك بزيارة مسقط رأس جدّها، خصوصا أنهم رتّبوا لها برنامجا خاصا للمناسبة لتتعرّف فيها إلى منزله ولتلتقي فعاليات البلدة وأهم رجالاته، إلا أن ارتباطات سلمى حايك كثيرة في زيارتها القصيرة هذه، لن تسمح لها بذلك كما هو متوقّع مما قد يدفع بوالدها إلى تلبية الدعوة وحده.

وتتكتّم أوساط الممثلة السينمائية على اسم الفندق الذي ستنزل فيه، وذلك ضمن الخطة الأمنية للزيارة المنوطة بها، مشيرة إلى أن وزارة الداخلية هي التي ستتولّى تسيير الحماية المطلوبة لها ضمن موكب قدّمته لها وكالة «غرغور» للسيارات (مرسيدس) في بيروت.

الشرق الأوسط في

21.04.2015

 
 

عيد الفن... يوم الوفاء للنجوم الكبار

كتب الخبرأمين خيرالله

تستعد النقابات الفنية المصرية للاحتفال بـ «عيد الفن»، ومن المتوقع أن يكرم الرئيس عبدالفتاح السيسي إضافة إلى رئيس الوزراء ووزير الثقافة مجموعة من الفنانين، وشخصيات معنية بالشأن الفني، كذلك وجهت الدعوة لنجوم كبار وشباب.

 يتولى خالد جلال إخراج الحفل وصمم الاستعراضات والفقرات ويجري بروفات لازمة للأوبريت في المسرح الكبير بدار الأوبرا، الذي يشارك فيه أكثر من مطرب، من بينهم: مدحت صالح ومروة ناجي ونسمة محجوب، ويتوقع أن يشارك فنانون آخرون لم يتم الاستقرار على أسمائهم حتى الآن.

كانت فاتن حمامة أحد المكرمين في حفل العام الماضي الذي أقيم قبل وفاتها بأشهر، بالإضافة إلى ماجدة ونادية لطفي وحسن يوسف، واسم الراحل رشدي أباظة واسم المخرج الراحل أيضاً عز الدين ذو الفقار، لكن انشغال الدولة هذا العام بالمؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ حال دون الاحتفال بـ «عيد الفن» في موعده المحدد له في مارس الماضي.

تكريم الكبار

يوضح المخرج خالد جلال انه سيضع اللمسات النهائية على برنامج الاحتفالية عندما يتبلّغ الموعد النهائي الذي سيكون غالباً في النصف الثاني من أبريل، مبدياً سعادته بترحيب الدولة بإقامة «عيد الفن» هذا العام، لأن الفن هو المحرك الأساسي لمشاعر المواطنين وقوة تدفع البلاد إلى الأمام دائماً».

يضيف: «تعوض هذه الفاعليات الفن والفنانين عن الأيام التي تم تجاهلهم فيها والهجوم الذي شُنّ ضدهم في السنوات الماضية»، مطالباً  بتنظيم تجمعات فنية تشهد تكريم جيل «الكبار» الذين كانوا سبباً مباشراً في وجود الجيل الحالي من الشباب المبدعين، ولا ننسى أيضاً أن هذا المجال أحد أهم روافد الاقتصاد المصري وأحد أهم الصناعات التي تدر دخلاً لخزانة الدولة».

أما عزت العلايلي الذي تم تكريمه العام الماضي فيقول: «شعرت بفخر واعتزاز وكرامة  لأن هذا التكريم تم في بلدي، وبلذة عملي كفنان ونسيت العراقيل التي واجهتنا والجهد المبذول طوال السنوات الماضية»، مشيراً إلى أن روحه المعنوية ارتفعت إلى السماء عندما أُبلغ العام الماضي بتكريمه لسببين: الأول شعوره بحب الناس له والثاني لعودة الاحتفال بهذا العيد الذي أعاد إلى الفنانين كرامتهم.

يضيف أن «عيد الفن» بمثابة تكريم للفن، لا سيما أن ثمة  نجوماً كباراً ابتعدوا عن الساحة الفنية وتكريمهم في هذه الاحتفالية يعيد لهم كرامتهم ومجدهم السابق، موضحاً أن الجائزة الحقيقية ليست في شهادة التقدير أو المبلغ المالي  بل في إحساس الفنان بأنه ما زال في ذاكرة الجمهور وزملائه وأبنائه النجوم الشباب رغم ابتعاده عن الساحة الفنية.

يشدد العلايلي على دور الفن الذي يراه مهماً جداً، لأنه ينقل المشكلات التي يعانيها المجتمع ليضع الجميع يده على السلبيات واقتراح حلول لها، مشيراً إلى أن الاحتفال بهذا اليوم واجب وطني لا يجوز تداركه، وما حدث في السنوات الماضية كان خطأً كبيراً وتجاهلاً متعمداً لا يصح تكراره.

تلاقي الأجيال

المطربة الشابة نسمة محجوب المشاركة في أوبريت الاحتفالية أبدت سعادتها بوجودها ضمن منظمي الاحتفالية، وترى هذا اليوم فرصة لا تعوض لتلاقي الأجيال الشابة مع الرموز الفنية التي ساهمت في ريادة الفن المصري وسيادة القوة الناعمة المصرية على مدى فترات طويلة من عمر البلد.

تضيف أنها ستبذل قصارى جهدها لتظهر في الحفلة بشكل جيد يليق بهذه المناسبة الخالدة، لاسيما أن هذه الاحتفالية دليل على وفاء الجمهور والدولة لكبار الفنانين الذين أفنوا عمرهم في خدمة الفن والوطن، فهذا اليوم ينتظره الجميع.

بدورها تتمنى الناقدة الفنية ماجدة خيرالله تكريم فنانين استحقوا تكريمهم خلال العام الماضي، لكن لم يحدث ذلك، على غرار المخرجين: محمد خان وداود عبدالسيد وأسامة فوزي وغيرهم ممن قدموا لمصر الكثير، موضحة أن هذه الاحتفالية هي حق لكل فنان مصري يجتهد ويبدع ويعمل لاستنارة بلده.

تضيف: «فنانون كثر لم ينالوا أي تكريم أو شهادة تقدير من الدولة وتقتصر تكريماتهم على مهرجانات خاصة، وهذا لا يليق بدولة على غرار مصر، من هنا  على القيمين على هذه الاحتفاليات البحث عمن يستحق ذلك، والاجتهاد في أن تكون  الحفلة أفضل مما كانت عليه العام الماضي، فهي لم تحظ على إعجابي بشكل كامل».

الجريدة الكويتية في

21.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)