كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

«الشروق» تحاور «آسر ياسين» بعد فوزه بجائزة أفضل ممثل في «تطوان»:

هدفي أن أكون فخورا بأعمالي بعد 40 عاما

حوار ــ وليد أبوالسعود

 

·        سعادتي بالجائزة لأنها لمصر.. و«من ضهر راجل» فيلم غير مسبوق عن الملاكمة

·        «العهد» مسلسل سيعيد الجمهور لانتظار الحلقات الدرامية

حالة من السعادة يعيشها الفنان آسر ياسين بعد فوزه بجائزة أفضل ممثل بمهرجان «تطوان» السينمائي بالمغرب عن دوره في فيلم «أسوار القمر» وهي الجائزة التي يعتبرها ياسين جائزة للسينما المصرية كلها.

آسر يستعد حاليا لتجربتين مختلفتين بمسلسل «العهد» وفيلم «من ضهر راجل»، ويعد الجمهور بفيلم غير مسبوق عن الملاكمة، رافضا مقارنته بـ«النمر الأسود» للراحل أحمد زكي.

ويحلم آسر باستمرار مفاجآته ووعده لجمهوره بعدم تكرار أدواره واستخراج الجديد من مستودع خبراته وموهبته.

·        بداية تهنئتنا بالجائزة ودعنا نسألك كيف عرفت بها؟

ــ كنت فى التصوير، ولم أستطع السفر للأسف لحضور عرض فيلمي بالمهرجان نتيجة لارتباطي بتصوير مسلسل «العهد» وفيلم «من ضهر راجل»، وأبلغني هاتفيا مخرج العمل طارق العريان يوم الحفل بفوزي وتسلم هو الجائزة نيابة عني.

·        ماذا تمثل الجائزة بالنسبة لك؟

ــ لا يوجد من لا يسعد بتقدير النقاد والجماهير لدوره، وهذه الجائزة نوع من التقدير ورسالة أن مجهودك لم يذهب هباء، وهنا هي الجائزة المصرية في مهرجان لسينما البحر المتوسط، فهي جائزة تسعدني لكونها لمصر أولا ولي ثانيا ولكونها عن فيلم بذلنا فيه جميعا مجهودا كبيرا

·        «أسوار القمر» عرض بعد 5 سنوات من بدء تصويره.. كثير من الممثلين قد ينزعجون من ذلك خاصة لتغير الوضع في السوق والاسم على التيتر والأفيش، ألم تفكر في كل هذا؟

ــ لا.. خاصة وأننى وفى الأعوام الأربعة الماضية قضيت عامين كاملين لم أقدم خلالها أعمالا لأنه لم أجد ما يناسبني مما عرض على، وآخر ما قدمته هو مسلسل «البلطجي» وفيلم «فرش وغطا»، وبعدها تفرغت للتدريب على اللياقة البدنية ومشاهدة أفلام وقراءة وتثقيف أكثر وأنا مؤمن بأن الله لا يظلم أي شخص ولا توجد لدي أبدا في قاموسي كلمة الندم وما أوصلني لهذا هو اختياري وسعيي وثقتي بالله.

·        «أسوار القمر» فيلم صعب من حيث السيناريو والتمثيل فما بالك بالخروج والدخول للشخصيات على مدى أكبر من ثلاثة أعوام؟

ــ هذا هو التحدي الأكبر.. بالإضافة أيضا لكيفية خداع الناس كي تحدث المفاجأة مع تطور أحداث الفيلم هذا هو التحدي الأساسي، وأنا صورت «بيبو وبشير» وخلال التصوير كسرت ساقي وكلما عدنا كانت مجهدة وكل مشاهد البحر في شهر يناير ومدينة الإنتاج الإعلامي وكنت أنا ومنى زكي طوال الوقت مبللين بالمياه وبالطبع كان جهدا أكبر لكنني كنت واثقا في أن الله لن يضيع مجهودنا.

·        *البعض يخاف من تجسيد شخصية الشرير.. ألم تخف؟

ــ عندما يأتيني دور جيد وأعرف أنني سأؤديه جيدا أيا كانت نوعيته شريرا أو طيبا فلن أضيعه مني، فالبطولات موجودة وتتكرر أما الذي لن يتكرر هو الدور الجيد ولن أحدّ من نفسي ولا نوعية أدواري على الإطلاق أو حتى نوعية البطولة سواء فردية أو جماعية، المهم أنني أقدم ما أقدمه لأنني أعشق التمثيل.. وهدفي أن أكون فخورا بكل ما قدمته بعد أربعين عاما وأن تكون اختياراتي جيدة فبدايتي مع شريف عرفة وخيري بشارة هي التي أوصلتني للعمل معهما ثانية ومع وحيد حامد ومحمد يس وداوود عبدالسيد ويسري نصر الله.

·        تعجب البعض من قبول فيلم «من ضهر راجل» خصوصا أنه من إنتاج أحمد السبكي الذي تختلف أفلامه عما تقدمه؟

ــ هذا التساؤل يواجهني منذ فترة طويلة ومنذ قدمت فيلم «رسائل البحر» وكان ردي دوما لو وجد المشروع المناسب لكلينا فما المانع؟. وخصوصا أنه ومنذ انضمام ابنه كريم له أصبح يقدم أفلاما من عينة «كباريه» و«الفرح» و«ساعة ونص» و«واحد صحيح» وأنا أعرف كريم شخصيا الذي كان أصغر مني بدفعة في الجامعة الأمريكية ودرسنا الهندسة معا.

ودعنى أخبرك بمعلومة أن السيناريو تم عرضه على منذ أكثر من 4 سنوات وقتها كنت متخوفا من التجربة وكنت أصور فيلم «رسائل البحر» وعلى وشك أن انتهى من تصويره.. وكنت أعتقد أن خطوتى التى تليها تشبه «بيبو وبشير» و هو ما حدث بالفعل وبعدها ومع جلساتنا أنا وكريم ومحمد أمين راضى كاتب الفيلم كان السيناريو جيدا وأعجبنى وأنا واثق أنه يكون فيلما تجاريا وفنيا فى الوقت ذاته وهو ثانى فيلم لى ينتمى للرياضة ففى «بيبو وبشير» كنت لاعب كرة سلة وهنا ألعب دور ملاكم.

·        اسم الفيلم يوحى بالمقولة الشعبية «من ضهر راجل» فهل نحن بصدد علاقة خاصة بين أب وابنه فى هذا العمل؟

ــ بالفعل فالأب الذى يلعبه الفنان محمود حميدة يربى ابنه يتيم الأم منذ صغره، ووقع فى الاختيار بين الصواب والخطأ وبالفعل يستطيع أن يختار ويظهر فى أحداث الفيلم كإمام مسجد، وهنا نشاهد محنة الاختيار التى يتعرض لها الابن.

·        *يعتبر بعض الممثلين البطولة عبئا.. هل أنت منهم؟

ــ كنت متخوفا من فكرة البطولة وعندما عرض على السيناريست الكبير وحيد حامد والمخرج محمد يس بطولة «الوعد» أخبرتهما أن لدى فيلم «زى النهاردة» وسأصوره أولا وهو ما حدث بالفعل ومن وجهة نظرى الممثل الذى يؤدى دورا أقل فى المساحة تصبح فرصته لإبهار ومفاجأة جمهوره أكبر كثيرا من فرصة البطل.. أما البطل فيجب أن يكون جاذبا لجمهوره ليس بتمثيله فقط بل بحضوره وتمثيله وتركيزه فى نفس الوقت مما يلقى عليه عبئا أكبر طوال تصوير الفيلم.

وأنا أعتقد أن تجربة «الوعد» هى التى مهدتنى لبطولة «رسائل البحر» وأكثر ما أفادنى فى تلك التجارب أننى اتعلم تكنيكات جديدة تفيدنى كممثل.

والآن في مسلسل «العهد» أعمل مع المخرج خالد مرعي وهو يعطي حرية فى الأداء واستغل مخزون كل هذه الأعمال فى المسلسل وفى فيلم «من ضهر راجل» مع كريم السبكى. وانا لا استمتع بتقديم أدوار مكررة ووعدى مع جمهور هو تنوع الأدوار فكيف تعطى من وقتك وروحك ونفسك ولا تشعر بالمسئولية .

·        دور الملاكم تم تقديمه من قبل عدة مرات بالسينما العالمية والمصرية بينها «النمر الأسود».. ترى ما هى أسلحتك لتقديم ملاكم جديد يجذب الجمهور؟

ــ الإعداد الجيد للشخصية.. فأنا أتمرن منذ عام كامل على رياضة الملاكمة أما عالميا فقد تطورت السينما فى هذا المجال كثيرا، فيجب أن يكون الممثل الذى يؤدى دور الملاكم قد تدرب على هذه الرياضة بشكل جيد. والمثير هنا أن مخرج الفيلم كريم السبكى كان يلعب ملاكمة، وأعد جمهورى بفيلم غير مسبوق فى مصر عن الملاكمة.

·        حدثنا عن شخصيتك فى الفيلم؟

ــ شاب اسمه «رحيم» وهذه هى المرة الأولى التى أكشف فيها عن اسم شخصيتى بالفيلم وهو من اختيارى أنا، حيث كان الاسم الأصلى متشابها مع اسم شخصيتى فى مسلسل «البلطجى» فطلبت تغييره كى لا يكون هناك رابط بين الاثنين فقمنا باختيار اسم يتماشى مع تيمة الفيلم.

·        أنت أحد أبطال مسلسل «العهد» فأى عهد تقصدون؟

ــ لا أستطيع الحديث عن «العهد» بناء على تعليمات الصناع.

·        لماذا وافقت على المشاركة فى الحملة الترويجية للسياحة «مصر قريبة»؟

ــ أى شىء سيكون فيه مصلحة لبلدى سأقدمه بدون تفكير.. فمن قبل قدمت حملة «لا للمحاكمات العسكرية» وحملات أدعو الناس فيها للتصويت بالانتخابات فكيف أرفض حملة لتنشيط السياحة المصرية وبها ممثلون ونجوم عرب، فأين المنطق فى هذا. فالسائح الذى يظهر فى الأغنية خليجى ونحن قدمنا من قبل الكثير من الإعلانات الموجهة للأجانب، ولو حذفنا الخليجى فقط ووضعنا أجنبيا وبنفس الأوبريت فهل هذا سيريحهم؟.. أنا لا أقول إن الضابط هكذا فى المطار وبائعو الورد شكلهم هكذا أو الناس تمشى على الكورنيش بهذا الشكل الجميل. هذه أمنية ورسالة منا لأنفسنا.

فتخيل ضابط يبتسم وبائعة ورد تبيع ورد بابتسامة وأنا ومنذ أيام شاهدت على كوبرى أكتوبر فتاة تبيع الورد وتقلد غادة عادل بملابسها التى ظهرت بها فى الأغنية، لذلك أرى أن الأغنية تحمل رسالة إيجابية تصب فى صالح البلد، وأنا مواطن مصرى بسيط أحمل حلما جميلا لبلدي.

الشروق المصرية في

16.04.2015

 
 

سهر الصايغ: أتمنى أن أكُوّن ثنائياً مع هشام إسماعيل

كتب الخبرأمين خيرالله

كانت في السابعة من عمرها عندما تعرَّف إليها الجمهور، من خلال الدراما التلفزيونية... تجسد اليوم البطولة النسائية إلى جانب الممثل هشام إسماعيل خلال أحداث فيلم «فزاع}.

عن تجربتها في أولى بطولاتها كان هذا اللقاء.

·        كيف تقيمين تجربة «فزاع»، خصوصاً أن الشخصية الرئيسة مستوحاة من «سيت كوم» «الكبير قوي»، وهل تتشابه أحداث الفيلم مع العمل الأصلي؟

الاختلاف واضح، فشخصية «فزاع» فقط هي المستوحاة من المسلسل الأصلي. أما باقي الأحداث فمختلفة تماماً ولا تتشابه مع أحداث المسلسل، لا سيما أن مؤلف الفيلم وبطله هشام إسماعيل حرصا ألا تأتي الأحداث متشابهة. وإذا نظرنا إلى المسلسل نفسه فسنجد أن كل جزء كانت تختلف فيه شخصية فزاع عن الجزء السابق، لذا تختلف شخصيته في الفيلم عن أجزاء المسلسل كلها، ومن الممكن تلخيص الفيلم في جملة: «الحياة سهلة، وبمجرد أن تحلم سيتحقق الحلم».

·        هل تقلقين من رد فعل الجمهور تجاه الفيلم؟

خوفي من رد فعل الجمهور تجاه العمل لا علاقة له بتكرار شخصية فزاع، لكنه يتشابه مع خوفي من رد فعل الجمهور تجاه أي عمل أقدمه، لأن الثقة الزائدة قد تنقلب إلى الضد. ولكن عموماً، الشخصيات المستوحاة من أعمال أخرى يتوافر لها مناخ النجاح بشكل أكبر، فالناس متشوقة كي ترى ما سيقدمه فزاع هذه المرة بعدما ارتبط بهذه الشخصية منذ سنوات عدة.

·        هل من الممكن أن تشكلي ثنائياً كوميدياً سينمائياً مع هشام إسماعيل في الفترة المقبلة، خصوصاً أنكما بدأتما طريق البطولة مع بعضكما البعض؟

أتمنى ذلك وسأكون سعيدة في حال تحقق، فهشام إسماعيل فنان محترم وإنسان شديد الذكاء تتمنى أي فنانة الظهور معه.

·        ظهورك السينمائي قليل جداً، فلماذا تبتعدين عن الشاشة الفضية، خصوصاً أنك أمضيت وقتاً طويلاً في الدراما التلفزيونية، وهل ثمة أفلام جديدة ستشاركين فيها خلال الفترة المقبلة؟

لا أوجه تركيزي تجاه وسيط فني معين، لكني أترك نفسي للأعمال الجيدة التي تعرض عليَّ، فعندما أجد فيلماً جيداً أقصده وأقدمه، كذلك عندما أجد سيناريو مسلسل لافتاً أقدمه فوراً. ولا تزعجني قلة ظهوري في السينما، فالحمد لله ما زلت صغيرة في السن، وأرى أن خطواتي ثابتة وأنتقي الأعمال التي أقدمها بعناية شديدة.

·        ما الفارق بين السينما والدراما لديك، وأي اللقبين تفضلين النجمة السينمائية أم التلفزيونية؟

المهم أن يكون العمل جيداً، وأن يترك أثراً طيباً لدى الجمهور، وأن تكون شخصيتي مقبولة ومختلفة عمَّا قدمته سابقاً، وأطلب من الله أن أحافظ على اختياراتي الجيدة هكذا.

·        تعملين في الوسط الفني منذ كان عمرك سبع سنوات. لماذا تأخرت البطولة المطلقة بالنسبة إليك؟

لا أهتم بالبطولة المطلقة، ولا أتخوَّف من عدم وصولي إليها، فأنا والحمد لله أعمل منذ فترة طويلة والجمهور يعرفني جيداً، وأبذل مجهوداً كبيراً في عملي، ومتأكدة أن الله لا يضيع أجر من يجتهد في عمله.

·        أنت الفتاة الشعبية في معظم أدوارك. إلى متى ستقدمين هذه الشخصية؟

سأقدمها ما دام الدور يستحق، فأنا لا أخجل أو أنزعج من دور البنت الشعبية، بل أراه واقعياً والأقرب إلى مجتمعنا، والنسبة الكبرى من فتيات مصر تشبه هذه الشخصية، ولا ننسى أيضاً أن ملامحي سبب أساسي في ترشيحي لهذه الشخصية. عموماً، دور الفن أن يعبر عن المجتمع لا أن يتعالى عليه، ولا أنكر أني أحلم بتجسيد الشخصيات المركبة البعيدة عن طبيعتي كالمريضة النفسية، لأن الجمهور يتعلَّق كثيراً بالشخصيات الغريبة وتظل عالقة في ذهنه فترات طويلة.

·        طوال عملك في الفن لم نر لك أي مشهد إغراء. إلى أي مدى ستحافظين على هذا الاتجاه؟

أرفض أدوار الإغراء، الأمر الذي يتطابق أيضاً مع أخلاق معظم المصريات ولا أخشى ابتعاد بعض المنتجين عني بسبب رفضي هذه المشاهد، وإذا تطلَّب الأمر فمن الممكن استبدال بهذه المشاهد حركات تعبيرية أخرى حتى لا يكون أدائي مبتذلاً أو مبالغاً فيه.

·        ما الأعمال التي تتصويرينها حالياً؟

أصوِّر راهناً ثلاثة أعمال درامية الأول {أريد رجلاً} مع الفنان إياد نصار والمخرجة بتول عرفة. أما العمل الثاني فهو {يا أنا يا أنتي} مع الفنانتين سمية الخشاب وفيفي عبده والمخرج ياسر زايد، بالإضافة إلى {حالة عشق} مع النجمة مي عز الدين والمخرج إبراهيم فخر.

·        ألا يزعجك الظهور المكثف في الدراما التلفزيونية الرمضانية؟

لا أرى أن إطلالتي من خلال ثلاثة أعمال تُعتبر ظهوراً مكثفاً، خصوصاً أن واحداً منها {أريد رجلاً} بدأت تصويره منذ فترة طويلة، وسيعرض خلال الأيام المقبلة. أما العملان الآخران فمن المتوقع عرضهما خلال شهر رمضان، وعرض مسلسلين في وقت واحد لا يشكِّل أزمة بالنسبة إلى أي فنان أو فنانة.

فجر يوم جديد: {شهر زاد}... والنقاد!

كتب الخبرمجدي الطيب

«حلم شهر زاد» فيلم تسجيلي جنوب إفريقي انفرد مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الرابعة (16 – 21 مارس 2015) بعرضه الأول في العالم العربي، بعد عرضه العالمي الأول في الدورة السابعة والعشرين لمهرجان أمستردام الدولي للسينما الوثائقية، ومنحته لجنة تحكيم مسابقة أفلام الحريات بمهرجان الأقصر جائزة الحسيني أبو ضيف (2000 دولار وقناع توت عنخ آمون الذهبي) مقدمة من {آرت ووتش أفريكا» و{أرتيريال نتوورك» لأحسن فيلم يتناول حرية التعبير وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. ولفرط إعجاب المنتجة والمخرجة ماريان خوري عضو لجنة تحكيم المسابقة بالفيلم نجحت في الاتفاق على عرضه في سينما «زاوية» إحدى مبادرات شركة «أفلام مصر العالمية» لنشر الثقافة السينمائية في مصر، وتقديم مختارات بديلة للأفلام العربية وأفلام أوروبا ودول العالم، مع إلقاء الضوء على الأفلام المحلية المستقلة، وتشجيع شباب المخرجين على تسويق أعمالهم، وإتاحتها للجمهور.

انفردت «زاوية» بعرض فيلم «حلم شهر زاد»، الذي ربط مخرجه فرانسوا فيرستر بين السيمفونية العالمية «شهر زاد» للمؤلف الموسيقي الروسي ريمسكي كورساكوف، وثورات الاحتجاج في ميدان التحرير بمصر وميدان تقسيم في تركيا، وفتاة لبنانية تحوَّلت إلى ناشطة سياسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال القطع بين مايسترو تركي يقود الأوركسترا التي تعزف سيمفونية «شهر زاد»، والحراك السياسي الحاصل في تركيا ومصر ولبنان.

نجح المخرج الجنوب إفريقي في صنع فيلم مصري حتى النخاع، بل يمكن القول من دون مبالغة إنه أنجز فيلماً عبر عن الثورة المصرية، وروح مصر والمصريين، بأفضل مما فعل مخرجون مصريون كُثر. كما قدم إرهاصات ثورة 25 يناير وتداعياتها، رصد الواقع الضبابي (القاهرة الشاحبة المتوارية خلف دخان التلوث) وتأسى على الحضارة التي تتراجع وتوشك أن تندثر (الأهرامات تكاد تختفي بسبب زحف العشوائية)، وظف خيال الظل وصندوق الدنيا، إضافة إلى اللوحات التشكيلية، وعروض المسرح المتجول، وعروض الحكي، لالتقاط صور الحياة اليومية، ووجوه المصريين المكتسية بمشاعر يغلب عليها الدفء والحزن، فالأغاني أقرب إلى نواح أو أنات مهزومة، بل هي أقرب إلى «عدودة» حزينة تنعي شهداء الثورة، ومن بينهم أطفال وشباب في عمر الزهور، وتواسي أمهات الشهداء. من ثم أعلن الفيلم موقفاً منحازاً للتغيير، وحرية التعبير، ومناهض للقهر والفن المصطنع، لكنه نأى بنفسه عن مناهضة نظام بعينه!

 تجلَّت هذه الروح المصرية أيضاً في صوت الفنانة الراحلة زوزو نبيل وهي تروي حكايات «ألف ليلة وليلة» في المسلسل الإذاعي الشهير، كذلك لوحة الخيامية الضخمة التي صممها هاني المصري، وحملت اسم «ألف ليلة وليلة». لكن الروح تمثلت في القطع المتوازي بين الآلات  الموسيقية في السيمفونية الشهيرة وصوت طرق الأنابيب وصاجات بائع العرقسوس في الشارع المصري، فضلاً عن التأثر الواضح من المخرج، وهو نفسه كاتب السيناريو، برواية «ليالي ألف ليلة» لأديبنا الكبير نجيب محفوظ. في الرواية يقول محفوظ : {الجنة نفسها لا تغني عن الإنسان شيئا إذا خسر حريته»، بينما يتبنى الفيلم رسالة تقول: «الموت أفضل للشعب عن العيش بدون هدف». ومثلما ينتصر «محفوظ» في روايته للأنثى «شهر زاد»، التي تتعرض للقهر في المجتمع الذكوري، ينحاز الفيلم إلى المرأة في مصر وتركيا ولبنان، سواء أكانت محجبة أو سافرة، وترصد الكاميرا أكثر من «شهر زاد» في الشوارع والميادين.

 وضع ريمسكي كورساكوف قطعته الموسيقية الخالدة «شهر زاد» في أربع حركات، أولها «البحر وسفينة السندباد»، وثانيها «الأمير الكالنداري» وثالثها «الأمير الشاب والأميرة» ورابعها» الاحتفالات في بغداد» بينما حرص «فيرستر» على أن يتكون فيلمه من أربعة كتب تحمل عناوين ذات مغزى، ولعلها المرة الأولى التي يتم فيها توظيف سيمفونية «شهر زاد» بشكل تنويري أو تثويري، وبدلاً من تدشينها، كما هو معتاد، لتكريس الحلم الرومانسي، قُدمت كسلاح في وجه القمع، ووسيلة من وسائل التعبير السياسي؛ فالآلات النحاسية بصوتها المدوي، والوتريات بإيقاعها المخيف، والمهيب، تتناغم ووتيرة الأحداث والثورة والمظاهرات، وتتداخل الموسيقى والسياسة. ومشهد بعد الآخر، يؤكد الفيلم أن «ألف ليلة وليلة» ليست مجرد رواية خيالية لكنها الثقافة أو صورة الثقافة، ويثمن مكانة «شهر زاد»، التي تقول الحقيقة لكن الحقيقة لدى البعض دائماً ما تكون عارية، ويرى أن عودتها هي عودة للقيم الخالدة في المجتمع، ويُعيد على مسامعنا مقولة نجيب محفوظ: «الثورات يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويجنى ثمارها الجبناء»، ويتبنى مقولة حسن الجريتلي مؤسس فرقة «الورشة»: «الوعي الذي اكتسبه الشعب المصري بعد الثورة لن يختفي أبداً». لكن «حلم شهر زاد» كان سبباً في انقسام نقاد السينما المصريين بشكل مروع، ففي الوقت الذي امتدحه البعض بقوة اتهمه البعض الآخر بأنه «كابوس»!

{ولاد رزق} الاستثناء الوحيد

استوديوهات التصوير تنتعش بأفلام محدودة التكلفة

كتب الخبرهيثم عسران

رغم إيرادات كبيرة حققتها أفلام مرتفعة التكلفة في المواسم الماضية مثل «الجزيرة 2»، «الفيل الأزرق»، و{الحرب العالمية الثالثة»، فإن ذلك لم يكن كافياً من وجهة نظر صانعي السينما المصرية الذين قرروا التركيز على أعمال منخفضة التكلفة لتغطية تكاليف الإنتاج سريعاً سواء من الإيرادات أو من خلال بيعها للمحطات الفضائية.

لم يشرع أي منتج سينمائي مصري خلال الفترة الراهنة بالتحضير لمشروع سينمائي ضخم، بل تتراوح ميزانية غالبية الأفلام قيد التصوير بين مليونين وثمانية ملايين جنيه لأفلام نجوم الصف الأول الذين يحصلون على أجر كبير، علماً بأن الأفلام الجاري تصويرها أو التي تم الانتهاء منها تعتبر محدودة ومتوسطة التكلفة.

الاستثناء الوحيد في هذا المجال «ولاد رزق» من بطولة أحمد رزق وعمرو يوسف. تخطت تكلفته 10 ملايين جنيه بسبب أجور فريق العمل، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة التصوير وأعمال الغرافيك التي ينفذها المخرج طارق العريان تمهيداً لطرح الفيلم خلال موسم عيد الفطر المقبل.

ويبدو أن التراجع في الإنتاج السينمائي لن يكون في الكم، إذ يعمل الصانعون راهناً على تصوير أكثر من عمل سينمائي، فيما انتهوا من بعض الأعمال ويضعون عليها اللمسات الأخيرة.

وانتهى فريق عمل فيلم «بلاش تبوسني» من بطولة ياسمين رئيس من تصوير الأحداث بالكامل، ولكن لم يتحدد بعد الموعد الطرح في الصالات، وهو موقف فيلم «سعكيم مشكور» نفسه للمخرج عادل أديب الذي يعكف على مونتاج فيلمه الجديد.

أديب صوَّر الفيلم في أسبوعين فقط نظراً إلى اعتماده على ديكورات محدودة ولأن إيقاع الأحداث سريع. يتولى البطولة كل من دينا، وأحمد خليل، ودانا حمدان، وعدد من الفنانين الشباب، وسيصوِّر الممثلون ملصقاً دعائياً قبل طرح الفيلم.

كذلك انتهى المخرج محمد خان من تصوير فيلمه الجديد «قبل زحمة الصيف» من بطولة هنا شيحة، وأنجزت غالبية المشاهد في الإسكندرية في ديكورات خارجية. لكن موعد الطرح لم يتحدد حتى الآن.

ويبرز ضمن الأفلام الجاهزة للعرض «قدرات غير عادية» من بطولة كل من خالد أبو النجا ونجلاء بدر. وقد انتهى المخرج داود عبد السيد من تجهيز نسخة العرض، فيما جاءت التكلفة أقل من أربعة ملايين جنيه رغم تصوير عدد كبير من المشاهد في الإسكندرية.

«مش وش نعمة»

بدأ المخرج عمرو عبد العزيز تصوير أولى مشاهد فيلمه الجديد «مش وش نعمة» الذي لا تتجاوز تكلفة إنتاجه المليون جنيه، ويشارك في البطولة كل من أحمد عزمي، وهالة فاخر، وصبري عبد المنعم، علماً بأن تصوير الفيلم سيكون بين عدد من الشوارع الرئيسة والديكورات الرئيسة في أحد الأستوديوهات.

ينتهي التصوير خلال ثلاثة أسابيع، ليبدأ بعدها عمرو المونتاج تمهيداً لعرض الفيلم بعد الاتفاق مع شركة توزيع، علماً بأنه يشهد البطولة السينمائية الأولى لابنة الفنان طلعت زكريا إيمي، والتي تتقاسمها مع إيناس النجار.

كذلك تصوِّر المخرجه هالة خليل فيلمها الجديد «نوارة» مع منة شلبي. وقد انتهت من نصف مشاهده خلال الفترة الماضية، فيما تسبب انشغال البطلة بأكثر من عمل وتعرضها لإصابة في قدمها إلى توقف التصوير لفترة قبل أن يعود فريق العمل إلى استئنافه.

يشارك في بطولة الفيلم كل من محمود حميدة وشيرين رضا، ومرشح للعرض قبل نهاية العام الجاري في دور العرض، فيما لم يحدد فريق العمل ما إذا كان الفيلم سيشارك في أي من المهرجانات السينمائية قبل طرحه تجارياً.

وتعود الممثلة دلال عبد العزيز إلى السينما بعد غياب فترة طويلة من خلال فيلم «البر الغربي» (يتطرق إلى مشكلة الهجرة غير الشرعية) مع السيناريست زينب عزيز والمخرج علي إدريس، وتقوم بالبطولة بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب.

بدوره يواصل الممثل محمد رمضان التحضيرات لبداية تصوير فيلمه الجديد مع المنتج أحمد السبكي، الذي بدأ ببناء الديكورات الخاصة، لرغبته في طرحه خلال موسم عيد الفطر المقبل، رغم عدم الاستقرار على باقي فريق العمل بشكل نهائي حتى الآن.

ورفض المنتج أحمد السبكي الربط بين تكلفة الإنتاج وبين كثرة الأعمال، مؤكداً على أن كل فيلم سينمائي تكون تكلفته بحسب طبيعة أحداثه، فالأمر مرتبط بالقصة المكتوبة وليس بالأبطال.

وأضاف أن تحقيق أفلام إيرادات كبيرة بميزانية بسيطة يعوِّض المنتج أحياناً عن الخسائر التي يتكبدها في الأعمال مرتفعة التكلفة، مشيراً إلى أن الأهم من الميزانية التي تكلفها الفيلم هو تقديمه بشكل جيد، الوقرار هنا للمشاهد وليس لأي شخص آخر.

الجريدة الكويتية في

16.04.2015

 
 

أخيراً سلمى حايك في لبنان

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

أخيراً النجمة العالمية اللبنانية الأصل سلمى حايك تحقق حلمها بزيارة وطنها الأم للمرة الاولى في 24 نيسان الجاري. وتأتي الزيارة التي تستمر حتى صباح 28 نيسان، في سياق المشاركة في مناسبة خيرية تنظم بإسمها لدعم مركز علاج سرطان الأطفال، اضافة الى مشاركتها في افتتاح فيلمها الانيمايشن "النبي" المقتبس عن كتاب جبران خليل جبران والذي شارك باخراجه عدد من المخرجين باشراف الاميركي روجر آلرز.

وتشارك حايك الاحد بتصوير حلقة خاصة من برنامج "كلام الناس" مع الاعلامي مارسيل غانم، يليها حفل عشاء بمركز سرطان الاطفال في لبنان ومؤتمر صحافي مع طلاب الجامعة الاميركية في بيروت. وتسبق هذه المناسبة الانسانية، زيارة الى منطقة بشري السبت 25 نيسان حيث ستزور الديفا متحف جبران، قبل ان تتناول طعام الغداء في منطقة اهدن.

اما مساء الاثنين 27 نيسان فستكون أسواق بيروت على موعد مع النجمة المكسيكية-اللبنانية التي ستفتتح في الخامسة بعد الظهر فيلم الرسوم المتحركة "النبي" المقتبس عن كتاب الأديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران، والمهدى الى روح جدها اللبناني الاصل. يذكر أن حايك شاركت بانتاج الفيلم بعدما كانت ترى الكتاب قرب سرير جدها وهي صغيرة، ولكنها لم تستطع قراءته لأنه باللغة العربية. وعندما بلغت الـ18، بحثت عنه مجدداً وقرأته باللغة الانكليزية وتأثرت به جداً إذ علّمها اموراً عدة في الحياة تماماً مثل جدها. وقررت انتاجه بعدما اشترت الحقوق من جمعية جبران في لبنان، وهي من جسدت بصوتها شخصية "كاملة" التي تساعد "المصطفى".

النهار اللبنانية في

16.04.2015

 
 

«ديزني» ولغة المال في منافسة مع الذاكرة

«سندريلا».. نسخة حديثة باهـــتة

المصدر: عُلا الشيخ – دبي

الحكايات وحدها القادرة على تقريب الأجيال إلى بعضها بعضاً، من خلال سردها حكايات لها علاقة بالتاريخ، بالنضال، بالأمثال.. وحتى بالخيال، وعلى ما يبدو فشركة ديزني تريد أن يكون لها دور في ربط الأجيال، من خلال إعادة تقديم أعمالها الكلاسيكية بشكل يتواكب مع لغة العصر السينمائية.. لكن السؤال الملحّ هو هل نجحت في تحقيق هذا الهدف؟ وهل استطاعت الشركة بالفعل أن تقدم الصورة الحديثة بشكل يحترم ما علق بذاكرة أجيال؟

كل هذا من الممكن اختصاره والإجابة عنه، من خلال مشاهدة النسخة الحديثة لفيلم «سندريلا»، الذي عرض للمرة الأولى عالمياً في الدورة الـ65 من مهرجان برلين السينمائي، والذي من خلاله تثبت شركات الإنتاج أن التحدي مشروع بين لغة المال والذاكرة.

فيلم «سندريلا» من إخراج كينيث براناه، وبطولة ليلي جيمس، وكيت بلانشيت، إضافة إلى ريتشارد مادن وهيلينا بونام كارتر وستيلان سكارسجارد وهايلي أتويل.

الفيلم لم يتجاوز الحكاية الأصلية كثيراً، التي تتحدث عن «ايلا» التي تحول اسمها إلى «سندريلا» وتعني فتاة الرماد، بسبب المعاملة القاسية من زوجة أبيها وابنتيها بعد وفاة والدها، لكن الجديد في الفيلم يتمثل في المشهد الأول الذي تظهر فيه «ايلا» طفلة تنعم بدلال والديها، وهنا يرى المشاهد عائلة سندريلا قبيل تدهور حالتها؛ وتحولها إلى خادمة في منزلها، المشاهد الأولى كانت مليئة بالفرح والحب، خصوصاً في العلاقة بين الأب والأم مع ابنتهما التي كانت كل حياتهما، تنقلب الموازين عندما تصاب الأم بمرض يقرّبها من الموت، وقبل ذلك توصي ابنتها بأن تكون «شجاعة وطيبة»، هذه الوصية هي التي تجعل سندريلا صابرة على كل الويلات التي ستلقاها لاحقاً.

تكبر الفتاة في حضن والدها، وتصبح شابة جميلة، فيستأذنها والدها الذي يعمل بالتجارة ويسافر كثيراً، أن يتزوج من أرملة لديها ابنتان ستكونان شقيقتين لها، تبارك «ايلا» الخطوة، وتستعد لاستقبال عائلتها الجديدة على أمل أن تضفي حياة على منزلهم الذي بات ساكناً.

من الممكن القول إن هذا الجزء من الحكاية هو الأكثر إثارة في مجريات الأحداث في عالم سندريلا؛ لأنه جديد على المتلقي، فالغالبية لم ترَ أم سندريلا، وشاهدتها في هذا الفيلم الذي اعتمد بشكل كبير على الصورة الخلابة مع أداء باهت لمعظم الشخصيات؛ باستثناء كيت بلانشيت التي أدت دور زوجة الأم القاسية بحرفية عالية.

من المعروف أن أول نسخة لـ«سندريلا» أنتجت عام 1914، وقامت ماري بيكفورد بدور البطولة، ومع ذلك ظل الناس يتناولون هذا الفيلم كحجر أساس انطلقت منه سندريلا إلى عالم إنتاج الأفلام عنها، ومع أن القصة قد تتنافى مع الأفكار النسوية الحديثة التي تقف ضد استعباد المرأة، إلا أن المتلقي دائماً وأبداً يحتاج إلى فسحة من الخيال، ليعيش في عالم أكبر مشكلاته تتعلق بمعاملة زوجة أب لفتاة.

نعم؛ ظهرت سندريلا بملامح بريئة، خجولة، بسيطة، ومعتمدة على ما ورثته من جمال من والدتها المتوفاة، وعلى سلوكيات قامت بتطويرها بناء على وصية والدتها أيضاً، ينقلب تسلسل الأحداث مرة أخرى بعد وفاة والد سندريلا، إذ كانت زوجة الأب ومنذ لحظة سفر زوجها قد اتخذت قرارات لإبعاد سندريلا من الواجهة؛ ونقلتها إلى «العلية» في المنزل. ويزداد التسلط على الفتاة بعد فقدان والدها، وتحول زوجة الأب «ايلا» اللطيفة والبريئة والمحبة إلى خادمة، وتقرر بناء على رغبة ابنتيها تغيير اسمها أيضاً إلى «سندريلا».

خلال تلك الصور، يعايش المشاهد لحظات قريبة مما عايشه مع نسخ كثيرة لسندريلا، كرتونية كانت أو درامية: شكل الشقيقتين، صفاتهما، طريقة أزيائهما، أمل أمهما في أن يحظيا بزوجين ينتشلوهن من الديون، طريق تعامل زوجة الأب مع سندريلا، الطلبات التي لا تنتهي، الاحتقار، وتفاصيل يعرفها المشاهد تماماً.

يوجد إذاً ثلاثة انقلابات في حياة سندريلا: الأول عند وفاة الأم، والثاني عند وفاة الأب ورضوخها لأن تصبح خادمة في منزلها، والثالث عندما التقت الأمير «كيت»، هذا اللقاء في ظروف تقنية متطورة وحديثة، كان من الممكن أن يكون أفضل بكثير مما تم تقديمه، فالغابة المليئة بالمساحات الشاسعة، والطبيعة الخلابة لم تكن سوى خلفية لمشهد لقاء بدائي، حيث الكاميرا تدور معهما دون أي عنصر جذب، وكان هذا المشهد من أضعف المشاهد تقنية في الفيلم.

تبدو سندريلا غير مدركة أنها قابلت الأمير، لكنها موقنة أنها قابلت الرجل الذي تحب، في المقابل، يقف الأمير أمام والده الملك الذي يحتضر ويريد الاطمئنان على ابنه قبيل وفاته من خلال تزويجه، يقنعه بأن تضم حفلة اختيار العروس المرتقبة دعوة إلى عامة الشعب، والهدف الباطني لهذه الدعوة هو اللقاء بفتاة الغابة كما لقبها.

كان من الممكن أن تكون ليلي جيمس، التي أدت دور سندريلا، مؤثرة في الفيلم أكثر، لكن على ما يبدو أن وقوفها بمواجهة كيت بلانشيت التي أدت دور زوجة الأب لم يكن لصالحها، فكان الضعف في التأثير في المتلقي غير متوازن، مع أنها تحمل جانب الخير الذي ينتصر دائماً، وهذا التصنيف لا يقتصر فقط على جيمس، بل على معظم الممثلين في الفيلم.

تنتقل أحداث الفيلم إلى منحى آخر له علاقة بالحب هذه المرة، فجميع من في البلدة وصلته دعوة الملك للحفل الذي سيختار فيه الأمير عروسه، تفرح سندريلا كثيراً، لأنها تريد حضور الحفل؛ ليس لمقابلة الأمير بل لمقابلة «كيت» الرجل الذي التقته في الغابة؛ وهي لا تدرك أنه الأمير فعلاً، في هذا الوقت يزداد كره زوجة الأب لسندريلا، وترفض أن تخيط لها فستاناً كابنتيها، بينما تقوم سندريلا بإعادة خياطة لثوب أمها الراحلة؛ معتقدة أن ذلك سيجعل زوجة الأب ترضى اصطحابها، ويحدث العكس، إذ تمزق زوجة الأب فستان سندريلا؛ آمرة إياها بملازمة المنزل.

يأتي بعد ذلك المشهد العالق في ذهن معظم محبي سندريلا، مشهد الجنية الظريفة والحيوانات الصديقة، وكيف يتحدون لنصرة سندريلا أمام ظلم وجبروت زوجة الأب، لكن للأسف هذا المشهد أيضاً لم يكن على قدر التوقعات، بل كان الأشد ضعفاً أمام جميع مشاهد الجنية والحيوانات التي ظهرت في معظم أفلام سندريلا، فقد مر بهدوء ودون صخب ودون تأثير، وحس الفكاهة فيه لم يكن موجوداً.

رشح الفيلم للأوسكار ليس بسبب إتقان الممثلين، أو حبكة السيناريو، بل ربما بسبب الديكورات والأزياء وطريقة عرض الشخصيات، إذ لم يكن الإخراج على قدر كل هذه المساحات اللونية المتسقة مع الطبيعة، ولم تكن إدارة الممثلين فيه لافتة، إذ تبهر المشاهد الألوان والماكياج والأزياء، كأنك أمام عرض للأزياء على منصة سينمائية.

تعيش سندريلا لحظات السعادة الكاملة مع أميرها، أمام عامة الشعب، ويعيش معها المشاهد لأنه يعرف القصة لحظة الهروب مع دقات منتصف الليل، وفردة حذائها، وزوال السحر رويداً رويداً، كل تلك المشاهد التي غلبت الأزياء على تفاصيلها، ذهبت بلا طائل، فلم يكن للإبهار العاطفي المرجو وجود، ولم توظف عناصر الحكاية بشكلها الذي علق بالذاكرة، خصوصاً في ما يتعلق بالحيوانات «أصدقاء» سندريلا، إذ كان لها دور فاعل في القصة، وهنا كانت ضيوف شرف لا أكثر.

بعد ذلك، يأتي دور الأمير بعد أن أخذ مباركة والده في أن يتبع قلبه، ويقرر البحث عن سندريلا، من خلال فردة حذائها، ومن الأشياء الجديدة التي طرأت على الرواية أيضاً الصفقة التي حاولت زوجة الأب التي اكتشف سر السندريلا (بعد أن وجدت فردة الحذاء في غرفتها) أن تبرمها معها، فقد أكدت لها أنها ستبارك زواجها من الأمير مقابل أن تترك أمور حكم البلاد لها، من خلال توظيفها في القصر، وتزويج بناتها إلى رجال من كبار البلدة.

لكن هنا فقط قررت سندريلا أن تقف في وجه زوجة الأب: «كنت ضعيفة جداً لدرجة أنني لم أحافظ على بيتي، وسمحت لك بالسيطرة عليه وتحويلي إلى خادمة فيه، لكني لن أسمح لك بأن تسيطري على البلاد من خلالي، لأنها أغلى من أن يمسها أي شر». هنا تدرك زوجة الأب الخطر المحدق بها، وتقرر حبس سندريلا، في الوقت الذي يجوب فيه الأمير متخفياً مع جنوده البلدة، للبحث عن صاحبة الحذاء الزجاجي. الطيبة والشجاعة، الوصية التي حملتها سندريلا طوال حياتها من أمها، وجدت طريقها أخيراً، فقد التقت الأمير مرة أخرى، على الرغم من محاولات زوجة الأب عرقلة اللقاء، لكن كعادة أفلام الخيال انتصر الخير على الشر، وتزوج الأمير بسندريلا، وهربت زوجة الأب مع ابنتيها خارج البلدة، وقيل إن المملكة لم تشهد عدلاً كما شهدته في عهد الحبيبين «كيت وسندريلا»؛ طريقة تجسيد مشهد النهاية كانت واقعية شبه الطريقة الرسمية لزواج الملوك، تماماً مثل زواج حفل الأمير وليام وكيت ميدلتون، وتلك الشرفة التي أطلا من خلالها على عامة الشعب، والقبلة الملكية التي يجب أن يشهد عليها الجميع، ومن الواضح أن تناول المشهد بهذه الصورة هو التقريب بين الخيال والواقع.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

16.04.2015

 
 

السينما.. لغة الضوء البهية "مهرجان تطاوين الدولي للأفلام القصيرة "

د.برهان شاوي

وأنا في أجـواء مهـرجـان تطاوين الـدولي للأفلام القصيرة تداعت ذكرياتي عن دراستي للسينما وعملي فيها وتأليفي فيها وتدريسي لها......السينما لغة الضوء البهية....

تذكرت العام ١٩٨٠ حين دخلت معهد السينما العالي لعموم الاتحاد السوفيتي في موسكو لدراسة السينما بمعية السينمائي العراقي الأستاذ عزيز حداد لأول مرة..ولقائي بأستاذتي في علوم السينما البروفيسورة نينا بتروفنا تومانوفا وبعدها لقائي بالمخرج السينمائي الشهير سيرغي غيراسيموف وتعلمي أبجدية لغة الضوء..وتتلمذي على يد البروفيسور في تحليل الأدب العالمي بخموتسكي الذي علمني كيف يمكن قراءة الرواية سينمائياً..ثم دخولي العملي والمهني إلى عالم السينما بعيدا عن نزوات المراهقة والأحلام المتعلقة بالنجومية وعالم النساء الجميلات..

تذكرت كيف أنني خلال تلك السنوات الباهرة تهجيت أبجدية تلك اللغة وتعرفت على أسرار هذا العالم الباهر..تذكرت عشرات الوجوه التي خلدت في ذاكرة السينما العالمية، والتي تعرفت عليها عن قرب: أندريه تاركوفسكي، بوندرتشوك، باتالوف، خوتسييف، بانفيلوف، يانكوفسكي، سفتلانا توما، تيريخوفا، اوستروموفا،المنظر المسرحي أورلوف و المنظر السينمائي الكبير فيتالي جدان عميد معهد السينما....ثم تتسع الدائرة لتشمل الوجوه التي التقيتها وتعرفت عليها في مهرجانات السينما ....

تذكرت وجوه أصدقائي من الزملاء الذين صاروا في ما بعد من أبرز الوجوه السينمائية في بلدانهم وعربيا..عراقيا: المخرج والمصور قاسم عبد.. المخرج بهجت صبري، المخرج الراحل كاظم السعيدي..سوريا: المخرج باسل الخطيب، المخرج رياض شيا، السيناريست محمود عبد الواحد، والدكتور محمد قارصلي..والمرحوم السيناريست أحمد الشطا.. مصريا المخرج الدكتور محمد كامل القليوبي..سودانيا البروفيسور المخرج مجدي كامل..وهناك أصدقائي من منغوليا وفيتنام وأرمينيا وجورجيا وتشيلي وقبرص..

وتمر السنين لأقوم أنا بتجارب اخراجية سينمائية روائية ووثائقية..وأقوم بتدريس فن السينما..لاسيما فن كتابة السيناريو..ثم التوغل في جوانب الابداع الاخرى..فبعد تجارب سينمائية في الفيلم الروائي القصير مثل: السقوط إلى الأعلى (روائي ٥٣ دقيقة١٩٨٨)، قصة قديمة ..قديمة جدا (روائي ٢٤ دقيقة، سيناريو وإخراج ١٩٩٤)، ذات مساء(سيناريو وإخراج عن رواية ملف الحادثة ٦٧ لاسماعيل فهد اسماعيل،٢٠٠١)، رابعة - وثائقي سيناريو وإخراج ٢٥ دقيقة ١٩٨٧، كتابة سيناريو فيلم (الأقنعة الزجاجية) من إخراج حسن سيف الدين،ثم كتبي في السينما والفن السينمائي: جماليات اللغة السينمائية، وسحر السينما، وقبلهما المدخل إلى السينما الكوردية والذي كان اطروحتي في معهد السينما...أجدني على وشك الانتهاء من كتابي السينمائي الجديد: السينما والـرواية.

يالبهاء لغة الضوء....

الوطن الجزائرية في

16.04.2015

 
 

اختير للعرض فى 3 مهرجانات دولية ..

برة الشارع .. حدوتة مصرية

كتب - طاهر البهي

في فعاليات بينالي فينسيا الدولي يشارك المخرجان المصريان ياسمينة متولي وفيليب رزق والمنتج مصطفى يوسف بالفيلم المصري "برة الشارع" الذي يعرض داخل المهرجان، بعد أن كان بينالي فينيسيا قد قام باختيار مخرجي الفيلم اللذين يتناولان جانبا من جوانب الثورة المصرية ـ 25 يناير 2011 ـ لعقد ندوة حول الفيلم ضمن فعاليات المهرجان.

الفيلم كان قد تم اختياره رسميا في مهرجان برلين ضمن فعاليات قسم المنتدى الموسع ٢٠١٥ وتم عرضه هناك، وتم اختياره من قبل إدارة مهرجان "كان" في العام ٢٠١٣ قبل بداية تصويره في برنامج تطوير الأفلام الخاص به والمسمى "أتيليه مهرجان كان".

هذا هو أول فيلم مصري يشارك في هذا القسم - وبذلك يكون "برة في الشارع" قد شارك في التظاهرات الثلاث الكبرى في عالم السينما في سابقة هي الأولى من نوعها مصريا.

يذكر الفيلم مدته 72 دقيقة، وقد رصدا مخرجي الفيلم حالة العزلة الموجودة بصورة أساسية في العمل بالرغم من كونه يحمل عنوان "برة الشارع"، مؤكدان أنهما قصدا ألا يصنعا فيلما عن الثورة بل عن العوامل التي أدت لاندلاع الثورة كبعدين اقتصادي واجتماعي.

جدير بالذكر أن المخرجة استفادت من والدها الفنان المسرحي الراحل هناء عبد الفتاح في مزج السينما بالمسرح.

تدور قصة االفيلم حول مجموعة من عمال ضاحية حلوان في مصر، الحي ذو الأغلبية من الطبقة العاملة فيه يشترك عشرة عمال في ورشة تمثيل، خلال البروفات يستحضرون الكثير من قصص الظلم في المصنع، وعدد لا نهائي من قصص فساد واستغلال صاحب العمل، على سطح إحدى البنايات التي تطل على قلب القاهرة - تخلق مساحة ما بين الخيال والواقع - ليخرج المشاركون ويدخلون في الشخصيات لتشكيل العرض الذي يحكي واقعهم اليومي.

يدمج الفيلم مشاهد من ورشة العمل والعرض التمثيلي بناء على سيناريو وضعاه المخرجان معتمدين على بحثهم الاجتماعي عن أحوال العمال قبل ثورة ٢٥ يناير،  أيضاً مع لقطات قام بتصويرها أحد العمال على هاتفه المحمول كدليل للمحاكم لوقف تدمير مقر عمله، تهدف هذه الطريقة وهذا المزج لتشجيع  الاندماج الجماعي عبر عملية المشاهدة، واضعة المشاركين والمشاهدين داخل الموقف الاجتماعي ذاته.

حواء المصرية في

16.04.2015

 
 

القندس.. من يتحكم بالآخر؟

أفنان فهيد – التقرير

فيلم “The Beaver”، أو “القندس”، تجربة فريدة جمعت بين الصديقين “ميل جيبسون” و”جودي فوستر”، والذي تأخر إنتاجه نتيجة تأجيله أربع مرات؛ بسبب موجة الانتقادات التي وُجهت للفيلم بصفة عامة و”ميل جيبسون” بصورة خاصة، الذي وقع في مشاكل قضائية قبل صدور الفيلم.

الفيلم يحكي عن “والتر بلاك” المريض بالاكتئاب المزمن، الذي نزع منه حياته ونجاحه، ثم محاولته الانتحار أكثر من مرة؛ وكل مرة باءت بالفشل، إلى أن انتهى به الأمر فاقدَ الوعي على أرضية شقته وفي يده دُمية على شكل “قندس”. ما إن يستيقظ “والتر” حتى يشرع القندس في الحديث نيابة عنه؛ فقد تطور مرضه النفسي إلى مرحلة جديدة جعلته يُنفس عن شخصه من خلال شخصية القندس التي ستدير الدفة بدلًا منه.

من خلال عرض بعض مشاهد الفيلم، يتضح أنه لم يكن بإمكان أحد تأدية دور البطولة أفضل من “ميل جيبسون”.

ميلاد القندس

المشهد الأول لظهور شخصية القندس، وتحدث “ميل جيبسون” بلكنة مختلفة عن لكنته، ثم العودة للتحدث بطريقة “والتر بلاك” والتنقل بين اللكنتين بسلاسة.

ليس فقط اختلاف اللكنات ما أبرز موهبة “جيبسون” في أداء الدور؛ بل تحريك الدُمية وتجسيده شخصية “والتر بلاك” في آن واحد.

النزاع النفسي الذي ظهر بالمشهد، وصراخ “القندس” عليه ليقوم بتغيير حياته؛ يُدخل على المشاهد شعور أن “القندس” شخصية مستقلة تمامًا لا يقوم بتحريكها أحد.

من فضلك، وجه حديثك للقندس

ينتقل “والتر” إلى مرحلة جديدة في مرضه النفسي؛ فـ “والتر” نفى شخصيته الأصلية وتوارى وراء دُميته التي تتحدث بالنيابة عنه؛ الأمر الذي وصفه “ميل جيبسون” أن كل شيء من الممكن النطق به طالما أنك ترتدي الدُمية في إحدى ذراعيك وتدعي أن كل الحديث الذي يخرج من رأسك هو من رأس القندس ولا يعبر عما يدور بعقلك.

تقبل من حوله فكرة أن القندس ما هو إلا برنامج علاجي سيأخذ بعض الوقت إلى أن يستعيد توازنه، إلا أن زوجته بقيت لا تستسيغ تلك الفكرة. وفي تلك الأثناء، هيمنت شخصية القندس على شخصية “والتر”؛ مما جعلته لا يستيطع الاستغناء عنها ليلة واحدة.

مشهد عيد زواجهما

في المرة الأولى التي سيضطر “والتر” التخلي عن دُميته، تحت تأثير زوجته؛ سيبدو كأنه ضائع، لا يستوعب كلامها، ولا يستطيع خلق حديث؛ فيبدو العشاء فاترًا، وخصوصًا عندما تبدأ زوجته في الحديث عن الطقس لقطع الصمت (أسوأ ما يمكن أن تتحدث عنه في موعد غرامي هو أحوال الطقس).

بالرغم من أن “والتر” لم يترك الدُمية في المنزل، بل بقيت ملتصقة بيده؛ إلا أن اضطراره للحديث من خلال شخصيته هو لا الدُمية أثرعليه سلبيًا؛ كأنه لا يعرف أي شيء عما يدور حوله، أو عن المرأة الجالسة أمامه.

مَن يتحكم بالآخر؟

بعد فترة، يبدأ المشاهد بتوجيه سؤال لنفسه: من يتحكم بالآخر؟ وخصوصًا في مشهد القندس الأخير والصراع الذي دار بينهما، عندما أراد “والتر” التحرر منه أخيرًا تحت ضغط عائلته؛ مما خلف آثارًا دامية عليه.

المشهد تجلت فيه موهبة “جيبسون”؛ فحين الانتقال بين اللكنات بطريقة سريعة وسلسة، وكذلك الصراع الدامي بينه وبين نفسه التي تجسدت في شكل دُمية؛ جعل ذلك المشهد هو المشهد الرئيس في الفيلم، أو كما يطلق عليه “Master scene”.

نجوم الفيلم.. بين الإخراج والتمثيل

قامت “فوستر” بإخراج هذا الفيلم بجانب القيام بدور البطولة. الموازنة بين الأمرين بالطبع صعبة؛ إلا أن الإخراج في النهاية كان أفضل من التمثيل.

بجانب أنها لم تكن تجربة “فوستر” الأولى في مجال الإخراج؛ فقد قامت بإخراج ثلاثة أعمال قبل The Beaver، وثلاثة بعده، بالإضافة إلى أنها تصور الرابع، كما أنها شاركت في بطولة بعضهم.

الأداء التمثيلي لـ “جودي” في الفيلم لم يكن قويًا بما يكفي؛ ربما لأنها احتاجت لرأي مخرج غيرها ليوجهها بصورة أفضل، إلا أنها استأثرت القيام بالدورين.

أما نجم الفيلم “ميل جيبسون”، فله سبع تجارب إخراجية هو الآخر (آخرها في طور التنفيذ)، وإن كان من أشهرها “The Braveheart” و”The Passion of the Christ“؛ قام ببطولة الأول، أما الثاني فقد ساهم في كتابة النص السينمائي بجانب الإنتاج والإخراج كما سبق الذكر.

رأى الكثير من النقاد أن في هذا نوعًا من الأنانية أو عدم الحيادية أن تقوم “فوستر” بإخراج فيلم لكي تقوم ببطولته هي وصديقها المقرب، وأنهما لم يكونا أحق الناس بالدورين؛ إلا أن “جيبسون” قد أظهر خلاف ذلك عندما اندمج مع الشخصية.

كما وجه المشاهدون كثيرًا من الانتقادات للنص السينمائي والتشخيص الخاطئ لمرض “والتر” العقلي، وأن كثيرًا من المشاهد طغت عليها النزعة السينمائية دون دراسة حقيقية لأصحاب هذا النوع من المرض الذي صنفه الفيلم على أنه درجة من درجات الاكتئاب، في حين أنه تحول إلى نوع آخر من الأمراض العقلية.

كما تبنى الفيلم قضية رسامي “الجرافيتي”، وعبر عن مشاكلهم؛ باعتباره فنًا غير مقنن. وتخلت إحدى الفنانات (والتي قامت بدورها “جينيفر لورانس) عن حلمها في تلوين شوارع المدينة؛ بعد أن قُبض عليها في إحدى المرات، ثم تشجيعها على العودة لفنها مرة أخرى عبر صديقها “بورتر”، ابن “والتر بلاك”، والذي لعب دوره “أنطون يالكن”.

الفيلم جيد جدًا على المستوى العام؛ خاصة إذا غضضنا الطرف عن التشخيص المرضي غير الصحيح، وعن أداء “جودي فوستر” الباهت، وركزنا على الفيلم بصورة عامة، وعلى القصة الأصلية وعلى أداء باقي الممثلين، وبالطبع تحول “ميل جيبسون” إلى نوع جديد من الأدوار بعيدًا عن أدوار الأكشن التي اعتاد تقديمها وتحوله إلى أدوار أكثر عمقًا واضطرابًا.

التقرير الإلكترونية في

17.04.2015

 
 

فيلم «فيوريوس 7» تعبير جليّ عن تحكم رجال الأعمال بالفن السينمائي

جنون الإثارة حلّ محلّ السرد والدراما

من حسام عاصي - لوس أنجلس – «القدس العربي»:

حطم الجزء السابع من سلسلة أفلام «فاست أند فيوريوس» وهو «فيوريوس 7» رقما قياسيا في شباك التذاكر نهاية هذا الأسبوع، جامعا 384 مليون دولار، وأصبح رابع أكثر الأفلام ربحا في افتتاحيته في التاريخ، بعد فيلمين من سلسلة «هاري بوتر» وفيلم «المنتقمين». 
يعزو الخبراء هذا النجاح التجاري الهائل لفضول الجمهور بمصير نجم السلسلة، بول ووكر، الذي لقي حتفه في حادث طرق قبل اكمال تصوير الفيلم. طبعا هناك عوامل أخرى مثل المؤثرات الخاصة التي أفعمت الفيلم من بدايته حتى نهايته. رغم جنونها وسخافتها، فإن هذه المؤثرات باتت عنصر الإثارة الأول والأهم لرواد السينما المراهقين، بدلا من السرد والدراما اللذين تأسس عليهما فن السينما. السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يمكن أن نعتبر «فيوريوس 7» فيلما سينمائيا؟

الرؤية
السينما هي رؤية فريدة للمؤلف أو الفنان أو المخرج، تحمل منظومته الجمالية والفكرية وتعبر عن ذاته وأيديولوجيته ولا تعكس رغبات الجمهور. المخرج المؤلف هو الذي يطوّر السيناريو ويختار طاقمه من التقنيين والممثلين الذين يثق بهم من أجل تحقيق رؤيته، بدون تدخل من جهة أخرى. ولكن هذا يختلف تماما عما يحدث في نظام صناعة أفلام هوليوود الضخمة مثل «فيوريوس 7».

فعندما سألت مخرج الفيلم، جيمس وان، عن طموحه لهذا الفيلم قال «أهم شيء هو إرضاء رغبة معجبي السلسلة والجمهور». هذا الكلام نسمعه من خباز وبائع أو منتج سلع استهلاكية يلبي طلبات زبائنه وليس فنانا يعبر عن رؤيته. الحقيقة هي أن الأستوديو وظف «وان» ليس للتعبير عن ذاته وصبغ الفيلم برؤيته الخاصة وإنما لفهمه معادلة صنع الأفلام الهوليوودية اذ أنه كان اثبت ذلك في أفلامه السابقة التي درت الأرباح على شباك التذاكر فكان على وان أن يدرس الأجزاء السابقة من السلسلة لكي يخلق فيلما مشابها لها لأن هوليوود تتفادى المغامرات الابداعية.

كما كان عليه ان يلتزم بالسيناريو الذي طوّره كتاب الاستوديو الذين يتلقون أوامرهم من اقسام الترويج والتسويق، التي لا تعير اي اهتمام لقيمة السيناريو الفنية او مضمونه وانما تركز على جاذبيته للأسواق العالمية المتعطشة للمؤثرات الخاصة، والانفجارات، والعنف وغيرها من انواع الاثارة التي لا مبرر لها.

إذاً ما تصنعه هوليوود هذه الايام، وفعلا منذ 3 عقود، ليس سينما وانما منتوجات تسمى افلاما. يشترك في انتاجها عدد كبير من مسؤولي الاستوديو مثل المنتجين، والمحاسبين والمحامين والمروجين وغيرهم ممن لا يفقهون فن السينما ولكنهم خبراء في انتاج سلع والترويج لها وبيعها وهذا ما حققوه في «فيوريوس 7»، الذي لا يعبر عن رؤية مخرج وانما هو منتوج هوليوودي تجاري بحت.

المضمون
أول أفلام السينما التي ظهرت في نهاية القرن ال19 وبداية القرن ال 20، كانت عبارة عن مقاطع بدائية قصيرة تعرض قطارا متحركا او امواج بحر هائجة أو مسافرين في محطة قطار. ومع تطور اللغة السينمائية، تمكن السينمائيون من سرد قصص درامية من خلال استخدام ممثلين، لقطات بأحجام مختلفة والتوليف، وثم الصوت واللحن الموسيقي. كل هذه العناصر جُندت لابتكار شخصيات معقدة تخوض تجارب مختلفة منها الغرام، الحرب، الإجرام وغيرها من امور تربط المشاهد عاطفيا مع الفيلم. طبعا هذه الشخصيات هي خيالية يبدعها كاتب السيناريو او المخرج وتعيش في واقع خاص بها، ولكنها مستلهمة من واقع المشاهد وتتصرف مثله في مواجهة تحدياتها وحل مشاكلها في الحياة مما يسهل على المشاهد ان يتعاطف معها وينغمس في واقعها ويشاركها في مسيرتها العاطفية. تلك القصص تثير العواطف وتحث الاذهان وتنور العقول وتبقى معنا الى المدى البعيد.

اما «فيوريوس 7» فهو يخلو من اي مضمون او شخصيات تربطك بها وتخرج من الفيلم منهكا وغير مكترث بما حدث امامك من فوضى. الجليّ ان هدف صانعي الفيلم ليس سرد قصة وسبر شخصياتها وانما الاثارة العابرة للجمهور من خلال المؤثرات الخاصة السخيفة واللاواقعية. حقا ان السينما تخلق واقعا جديدا، ولكن يجب ان يكون هناك أسس منطقية لهذا الواقع لكي يتمكن المشاهد من تقبله وهذا ما افتقر إليه «فيوريوس 7» اذ ان جميع احداثه المثيرة المولدة بالحاسوب تتنافى مع قوانين الطبيعة والفيزياء، فنرى سيارات تصطدم ببعضها بسرعة هائلة وتتحطم ولكن سائقيها يخرجون منها بدون خدش او بقعة دم على ملابسهم وكأنهم قد جاؤوا من غرفة المكياج، جاهزين لخوض معركة جديدة.

كما نرى سيارة تتدهور على سفح الجبال وتصل الوادي محطمة تماما بدون ان يصاب راكبوها بأي ضرر. طبعا كل هذه المشاهد صنعت في الحاسوب الذي يغري صانعى الافلام بخلق المستحيل لإثارة المشاهد المراهق، الذي لا يدير اهتماما للسرد او واقعيته.

أنا لست ضد هذه المشاهد الخيالية ولكن عليها ان تعكس واقع الفيلم وتلتزم ببعض قوانين الفيزياء التي يرتكز عليها. فليس غريبا ان نشاهد جنودا يستخدمون سيوف الليزر في معاركهم في أفلام «حرب النجوم»، لأن ذلك يتوافق مع عالم الفضاء الذي خلقه المخرج، ولكن أبطال فيوريوس 7 هم بشر من لحم ودم وليسوا حديدا، فلهذا يصعب على المشاهد ان يتعاطف معهم بجدية إذا جردوا من إنسانيتهم. فبدلا من الانطلاق في مسيرة عاطفية مع شخصيات الفيلم ينشغل ذهن المتلقي بملاحقة السيارات السريعة التي تصمد امام كل تحديات الطبيعة وأحيانا تطير في الهواء، مع انها لا تملك الأجنحة.

جلي إذا ان غاية المؤثرات في هذا الفيلم ليس خدمة سرد القصة وتعميق شخصياتها وانما تخدير المشاهد بالتسلية الفارغة. وهذا ما اكده لي فون ديزل، بطل ومنتج الفيلم: «ّهدفنا في هذا الفيلم هو ابتكار أحدث المؤثرات الخاصة واكثرها تعقيدا من اجل إرضاء رغبة المعجبين.»

الشكل
كما ذكرنا أعلاه، يستخدم المخرج أدوات بصرية مختلفة لخلق وتعزيز الدراما في فيلمه من خلال تغيير حجم اللقطات وزاوية التصوير والايقاع واللحن الموسيقي. فأحيانا يمدد المخرج لقطة تقوم فيها شخصية الفيلم بالتأمل او بأداء عمل روتيني في بيئته الطبيعية ليكشف عن نفسيته ويمنح المشاهد الفرصة للارتباط به والتعاطف معه. فعلى سبيل المثال اللقطة الطويلة في فيلم المخرج ستانلي كوبريك «دروب الحرب» التي يتفقد فيها قائد الجيش جنوده في خنادقهم على جبهة القتال تُعرِّفنا على جوانب كثيرة من شخصيته من خلال رد فعله لما يشاهد وعلى الواقع الذي عليه ان يتعامل معه، اما في فيلم مايكل بي «بيرل هاربر» فلا يمكننا من التفاعل بما حدث بعد الهجوم الياباني لأن المخرج يقطع اللقطة التي يتفقد فيها القائد الخسائر المادية والبشرية بسرعة وذلك من اجل خلق الاثارة العابرة والفارغة، التي باتت هدف صناع الافلام في هوليوود.
«فيوريوس 7» تخلى عن عناصر السرد البصري التي تخلق الدراما والتشويق واتكل على الحركة الدائمة والايقاع السريع لإشعال الاثارة العابرة عند المشاهد، بدلا من التفاعل العاطفي، مما ينتج عن نسيان ما حدث في الفيلم عند الخروج من الصالة ولا يترك اثرا نفسيا او ذهنيا على المشاهد.

هوليوود

واضح ان هوليوود ضحت بالسينما من اجل الارباح المادية، مرجعة إياها الى بدايتها اذ بات الفيلم مكونا من صور مثيرة بدون سرد. طبعا هذا ليس غريبا لأن هوليوود لا يديرها صناع افلام وانما رجال اعمال، الذين يتلقون الاوامر من المستثمرين في وولت ستريت في نيويورك. «وظيفتي هي انجاز أكبر حجم من الارباح لشركتي وأن أؤمِّن المراتب للعاملين فيها. أنا رجل اعمال ولست فنانا» قال لي رئيس ستوديوهات فوكس. فهل يمكن لوم هوليوود إذن عن تدهور مستوى السينما؟

جواب مسؤولي هوليوود هو: نحن نلبي طلبات الجماهير. كلما كان هناك طلبا لهذه الافلام فسوف نستمر بصنعها. هذا منطقي ولكن البعض يتهم هوليوود بغسل دماغ وتجهيل الاجيال من الصغر من خلال تعويدهم على مشاهدة افلام المؤثرات الخاصة.

ربما هذا أحد العوامل ولكن هناك عوامل اخرى مثل الانترنت التي خلقت جيلا جديدا يريد كل شيء بسرعة وبدون انتظار. هذا الجيل يطلب الاثارة المستمرة ولا يريد التأمل والتفكير. فيبدو ان الإنسانية بأكملها في حالة تراجع وأصبحت ملكا للحاسوب الذي يخلق كل شيء بسرعة، ان كان تزويدنا بالمعلومات من خلال بحث الانترنت بثوان او توفير الاثارة المستمرة في افلام هوليوود.

الإيجابيات
نظام صنع الافلام الجديد في هوليوود، الذي نبع من تفوق الاسواق شباك التذاكر العالمية على نظيرها الامريكي، أثّر ايضا على عرض الشخصيات في الافلام. فبينما كانت شخصيات الخير والابطال دائما من البيض الامريكيين، فان الشخصيات الإيجابية في افلام اليوم مكونة من أعراق وديانات مختلفة ولا تُعرض بصورة نمطية.

فكل شخصيات «فيوريوس 7» من السود واللاتينيين ما عدا بول ووكر، وهذا ساهم في رفع دخل شباك التذاكر بين الاقليات في امريكا.

الحل
«اذا اردت افلاما ذات مضامين مهمة وقيم فنية فاذهب الى التلفزيون.» قال لي احد رؤساء استوديوهات هوليوود. فعلا فإن كثيرا من المخرجين المؤلفين وكتاب السيناريوهات انتقلوا للعمل في مجال التلفزيون حيث يجدون بيئة وحرية ابداعية أفضل بكثير من افلام السينما. فهل سيحل التلفزيون محل السينما وتتحول صالات السينما إلى صالات المؤثرات الخاصة؟

ريمون جبارة رحل إلى مثواه الأخير وشموع مسرحه ستبقى مضيئة

صانع الأحلام ومثير الشغب المسرحي

زهرة مرعي - بيروت – «القدس العربي» :

حتى في أمنية موته جنح ملك المسرح اللبناني وأحد بنات لبناته الأولى، نحو العبثية. رغب موتاً والسيجارة بين إصبعيه. لكنه فطن برغبة أخرى أن لا يكون في الفراش كي لا يحرقه «أحسن ما تزعل مرتي». الرحيل واحد، ورحيل الكبار ليس برحيل. هم لا يقتلعون. آثارهم تقبع في الذاكرة سواء المحفوظة في البال، أو في أعمالهم الخالدة التي تتحدث عنهم. هذا حال ريمون جبارة المزروع في مسارح بيروت والمناطق كافة، وفي ما نهل منه طلابه من فنون. بالأمس وري الثرى في بلدته قرنة شهوان بحضور رسمي، أكاديمي، فني وشعبي، وأخذ معه سنوات عمره الثمانين.

في العام 1935 ولد ريمون جبارة في قرنة شهوان من أبوين يقول إنهما ليسا سوى من الفقراء. في حوار معه يسترسل بعبثيته التي ولدت ملازمة له بأنه ينتمي لعائلة حمير. وفي تفسيره لهذا الوصف الذي ألصقه بعائلته أن والده كان موظفاً برتبة حاجب في الدوائر العقارية، لكنه غادر الوظيفة إلى الموت فقيراً، كما طيلة عمره. والسبب أنه لا يرتشي وبخاصة في مكان وظيفي يُصنف نهراً جارياً بسخاء للرشا. وبحسب جبارة يوصف غير المرتشي في لبنان بـ«الحمار».
مسيرة ريمون جبارة مع التمثيل والمسرح بدأت في عمر الطفولة. مسرحية «سقوط غرناطة» كانت البداية التي حملته إلى مسيرة طويلة استحق من خلالها لقب رائد المسرح العربي العبثي. تلك المسرحية لُعبت في قريته، ومن نص لأحد ابنائها، ومن اخراج المختار. عاكسته الأيام بعد موت مفاجئ لوالده وكاد يضل طريق المسرح بمهن اخرى، لكنه عاد إلى عشقه الأول وبلعبة من الصدفة، ومن خلال صديقه منير أبو دبس، الذي كان يدير في ذلك الحين «معهد التمثيل الحديث» والذي أصبح لاحقاً «مدرسة بيروت للمسرح الحديث». وهذه المدرسة خرّجت كبار المسرحيين في لبنان.

عُرف مسرح ريمون جبارة بسخريته المرّة والسوداء. فهو عبر من خلاله عن أساه من الحياة، وعن الظلم الذي لحق به وبالكثيرين من بني البشر. رغم شغفه بالمسرح وتفرغه شبه التام له، لكنه وصفه مرة بالحب المحرم الذي يمارسه في الخفاء.

جبارة الذي عُرف كواحد من كبار المخرجين بدأ ممثلاً، وظل حتى آخر حياته يحب الوقوف على الخشبة. فقد وقف ممثلاً في مسرحيات لبيرج فازليان. وأسس فرقة المسرح الحر مع الأخير ومع مادونا غازي. لكنه قرر في بداية السبعينيات أن يكون كاتباً ومخرجاً لمسرحياته فكانت أولى مسرحياته لتمت دسدمونة. ولاقت ترحيباً من الوسط الثقافي والنقدي بخلاف الوسط الشعبي. في مسرحه ابتكر جبارة عالماً قاسياً جارحاً فيه كل مآسي الحياة التي واجهته بالمرض والفقر. كذلك اخرج مسرحيات للراحل منصور الرحباني.

يذكر أن ريمون جبارة اصيب بشلل نصفي نتيجة عارض صحي في بداية التسعينيات، وبات يتنقل في سنواته الأخيرة على كرسي متحرك. لم يترك مسرحاً ولم يشاهده، وظل على تفاعل وتماس مع الحياة رغم المرض. كما أعاد تقديم العديد من مسرحياته بدءاً من 1990 ومع ممثلين جدد، وهذا ما جعله بنتعش.

وقد عرف برفيق المهمشين. كما ويعرف بالمتمرد على أي سلطة. تميزت خشبة مسرحه بالتقشف. وقد لاقى مسرحه ترحيباً مميزاً، وأثار نقاشاً عميقاً بين مريدي المسرح.

كان جبارة صديقاً لقائد حزب القوات اللبنانية. وبينهما جلسات حوار طويلة بحسب ما قاله سمير جعجع. والذي أكد في تصريح أدلى به بعد وفاة جبارة أن مواقفهما وأفكارهما كانت تتطابق على الدوام. 

من مسرحياته: لتمت ديسدمونة، زرادشت صار كلباً، دكر النحل، صانع الأحلام، من قطف زهرة الخريف، بيكنيك ع خطوط التماس، وآخر أعماله كانت مسرحية «مقتل إنّ وأخواتها» في العام 2012.

القدس العربي اللندنية في

17.04.2015

 
 

يشاركه البطولة كلايف أوين

"آخر الفرسان" .. جديد النجم مورغان فريمان

24 - محمد هاشم عبدالسلام

انطلقت في دور العرض الأمريكية، وبعض البلدان العربية، آخر أفلام النجم الأمريكي المتميز مورغان فريمان، ونجم البريطاني كلايف أوين، والذي يحمل عنوان "آخر الفرسان" وهو من إخراج الياباني كازواكي كيريا.

ويمتد زمن عرض الفيلم، الذي ينتمي لنوعية أفلام المغامرات والإثارة والدراما الحروب، لما يقترب من ساعتين، وكتب له السيناريو والحوار كاتبي السيناريو مايكل كونيف ودوف سوسمان ويتقاسم البطولة مع فريمان النجم البريطاني كلايف أوين.

ويضم فيلم "آخر الفرسان"، إلى جانب فريمان وكلايف، الكثير من الممثلين الذين ينتمون إلى العديد من البلدن، منها النرويج ونيوزيلاند وإيران وكوريا الجنوبية، وتم تصوير أحداث الفيلم في غابات جمهورية التشيك.

يقوم فريمان في الفيلم بدور "بارتوك"، في حين يقوم أوين بدور "رايدن". وتدور أحداث الفيلم في العصور الوسطى، في إحدى الإمبراطوريات القديمة غير المعروفة، التي تحكمها التقاليد الإقطاعية البالية والسياسة العنصرية، ويتحكم فيها أحد الحكام الغطاة، الذي لا يتورع عن ممارسة القتل يميناً ويساراً.

ويتمحور الفيلم حول الفارس النبيل والماهر رايدن الذي يعمل كحارس ومستشار مخلص في خدمة أحد النبلاء "بارتوك"، وهو معلمه وناصحه في ذات الوقت. يجبر ذلك الحاكم النبيل بارتوك على الخضوع لسلطته الفاسدة وتقديم فروض الولاء والطاعة والرشوة أيضاً. وبالطبع يرفض بارتوك هذا الأمر الذي لا يستقيم مع حياته وأخلاقه، الأمر الذي يعتبره الحاكم خروجاً على سلطته وعصياناً يستوجب عقوبة الإعدام.

وبالفعل بعد العديد من التطورات الدامية يتم إعدام بارتوك، الأمر الذي يدفع الفارس النبيل رايدن إلى الشعور بالذنب الشديد والتقصير، لا سيما بعدما تعرض بيته للدمار وتشردت أسرته، فيضطر رايدن، بعد عام كامل من الحزن والضياع والتشتت، إلى خوض غمار معارك دامية ضد هذا الحاكم الظالم للقضاء عليه وعلى أفعاله وفي نفس الوقت الاقتصاص لإعدام سيده ومعلمه.

موقع (24) الإماراتي في

17.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)