كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

رين متري تنبش الذاكرة المنكوبة:

أمراء الحرب هم حكّامنا اليوم

هوفيك حبشيان

 

تتصدى المخرجة اللبنانية رين متري للمخاوف المناطقية والديموغرافية التي تهيمن على باطن المجتمع اللبناني، في جديدها الوثائقي "لي قبور في هذه الأرض"، الذي عُرض في الدورة الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي، ينتظر الآن قرار الأمن العام كي تُفتتح عروضه التجارية في صالات لبنان. أربعة عقود من الخراب والتشرذم والضياع والانسلاخ والتصدع تطفو على السطح بواسطة خطاب يشير الى الخوف باعتباره العنصر المشترك بين سائر الأطراف اللبنانيين المتصارعين.

عند متري الكثير لتقوله عن التاريخ والذاكرة والتهجير الطائفي والعفو العام الذي رسم ملامح سلام هش في زمن الاستقرار المزعوم. تبدو هذه المخرجة في فيلمها كمَن تحقّق في جريمة كي تصل في النهاية الى استنتاج مفاده أن الجريمة وقعت ولكن ليس ثمة مرتكب أو مسؤول، على رغم أن الضحايا هم من الأطراف كافة. فيلم قد يشكل أرضاً خصبة (على رغم تضمنه الكثير من الهموم ما يمنعه من التنقيب في العمق)، لفهم عواقب صفحة لم تُطوَ بعد.

·        ¶ لماذا تعيدين نبش صفحاتٍ قديمة من تاريخ لبنان، فيما البعض يفضّل إرسالها كلياً الى النسيان؟

بالنسبة إليّ والى كثير من اللبنانيين، الصفحة لم تُطوَ والحرب لم تنتهِ. الجميع يشعر بأنّه الضحية. لم نصل الى محاسبة الجاني ولا سوقه الى المحاكمة. لا أعيد نبش ذاكرة الحرب بغية التورّط في "إثارة النعرات الطائفية". أفعل ذلك لأننا لا نزال نعيش تبعات الحرب والتقسيم الذي فرضته. أتكلّم على الفرز الديموغرافي الذي نعيشه يومياً. لا ننفكّ نشعر بالغربة في هذا البلد المشرذم. لا أريد العيش في منطقة مسيحية أو سنّية أو شيعية. طالما سُئلت إن كان عيشي في الضاحية ممكناً. لا أدري. حتى إني لا أعلم إن كانت الضاحية نفسها تتقبّل أن أعيش فيها.

·        ¶ في الفيلم، تقاربين الحرب والتهجير والديموغرافيا والسياسة... هل قررتِ مسبقاً الموضوعات أم أن الفيلم خضع لمراحل اكتشاف قبل تبلور صيغته النهائية؟

مرّ الفيلم طوال خمس سنوات تقريباً بتحوّلات عدّة هي أيضاً التحوّلات التي مررتُ بها. أبلغتُ المنتج الفرنسي في السنة الأولى من انجازه، رفضي الزجّ بذاتي في السياق. لم أُرِد فيلماً عن عائلتي وأقربائي في القرية. بدا من السهل أن أزور قريتي وألتقط صور أقاربي وأوثّق أحاديثهم الطائفية. أردتُ الهرب من هذه الدائرة. أمكن أخذ قريتي عين المير نموذجاً لطرح إشكالية بيع الأراضي واختزال تنامي المخاوف الديموغرافية فيها. تبيّن أنّه لا يمكن عزل الذات نهائياً فيما الوجع يلحّ لمواجهته. حين قررت أمي عرض المنزل للبيع (ولم تبعه كما قد يظنّ المتفرج)، تراءى الأمر مثل انفجار فتّح أبوابي الداخلية. لستُ ممّن يتحلّون بذاكرة قوية. أدخلتُ الى الفيلم كلّ اللمحات التي أذكر من زمن الحرب: الرجل الذي جُرَّ على الزفت ثم رُمي عن جسر المعاملتين مثلاً. في جونية لم أعش الحرب، لكنني لم أنفكّ أتساءل: ماذا أعرفُ عن الفلسطيني؟ متى علمتُ عن صبرا وشاتيلا؟ صببتُ تساؤلاتي كما هي. لم أدرس السينما ولم أتعلّم الانطلاق من نقطة.

·        ¶ متى وجدتِ نفسكِ بعيدة من محيطكِ الطائفي؟

منذ سنّ مبكرة. لا أذكر في طفولتي إني عشتُ رهاب الفلسطيني أو المسلم. الخطاب الطائفي مستحدث، والمخاوف كذلك. والدي في عين المير كان يؤجّر الأرض لمسلمين من صيدا. ووالدتي من قرية مختلطة مسيحية - شيعية. أقدّم فيلماً عن خوف الطوائف بعضها من بعض، من غير أن أكون قد تربّيت على هذه المخاوف أو تنشأتُ على ردّ الفعل عليها. وقد ساعدني أيضاً عدم تموضعي دينياً أو "قبضي" الدين بجدّية.

·        ¶ هل وجدتِ صعوبة في جَرّ الناس الى تذكّر تلك المرحلة والحديث عنها؟

في عين المير، لم يشأ أحدٌ الكلام. طفتُ بالكاميرا وحيدةً. أتحدّث عن ثلاث سنوات خلت. لم أصادف إلا شخصاً واحداً لم يمانع في التحدث قبالة الكاميرا. صوّرته سريعاً مخافة أن يتراجع. في مرحلة البحث ما بين 2010 و2011، حمل الجميع تقريباً الهواجس عينها: "شو بدّي بهالشغلة"، قالوا، ولا سيما مسيحيو الجبل...

·        ¶ هل لا يزال الخوف حتى اليوم حاضراً؟

- نعم، خصوصاً عند مسيحيي الجبل. المسيحي ابن بحمدون الذي وافق على الإدلاء بشهادته، فعل ذلك لعلمه أنّه لن يعود الى هناك ولم يبقَ له منزل. على رغم ذلك، تحدّث على مضض...

·        ¶ لنعد الى الخوف من البوح المرتبط باللبناني الذي عاش الحرب. كيف تفسّرين ذلك؟ لماذا الرفض حيال الماضي، كأنّ ما نعيشه اليوم ليس امتداداً لما نخشى الحديث عنه؟

 - يتراءى اللبناني راضخاً للقمع الذي تكرّسه السلطة. يحكمه اليوم مَن كانوا في الأمس أمراء حرب. تلازم قانون العفو مع سلطة رقابية تحذّر من نبش الماضي، فتآلف الناس مع الصمت. لم تُتَح لهم فرص المحاسبة. إنّها ثقافة الخوف حين تتوغّل في الفرد. السوريون أمضوا سنوات يتخبّطون خوفاً، فيما راح اللبنانيون يعايشونه منذ الطائف. حتى الحرب لم تجعلنا خائفين الى هذا الحدّ. أتاحت إمكان إطلاق الشتائم في كلّ اتجاه. في ما بعد، تشرّب الناس أن الكلام لا جدوى منه. ما الفائدة من اتهام جارٍ لجاره أنّه السبب وراء مقتل أبيه؟ قد يعيد حساباته ويرى أنّ فتح الدفاتر القديمة يهدده بالسوء، فيسكت.

·        ¶ تؤيدين المحاكمة وإعادة فتح الملفات؟

طبعاً! كان أسعد شفتري على الأرجح الوحيد الذي قدّم اعتذاراً رسمياً. سألني أحدهم ذات مرّة لماذا لم يُدلِ بمعلومات عن المقابر الجماعية وأماكن خطف المفقودين. لماذا تهرَّب؟ هو إن فعل، لكان سلَّم حياته للخطر ولاحتمال تعرّضه للتصفية. على الدولة تأمين سلامتنا لكنها متورّطة. رفعت زوجة أحد المخطوفين في صيدا العام 1982 دعوى ضدّ "القوات اللبنانية"، فماذا جرى؟ الدعوى تراوح مكانها، ومراراً أوقِفَت.

·        ¶  هل راودكِ شعورٌ، خلال مرحلة إنجاز الفيلم، بأنّ ثمة شيئاً لا يمكن ذكره؟ وبأن أموراً قد تشكّل عليكِ خطراً، أو حقائق قد تضرّ بـ"المصلحة العامة" مثلاً؟

- لا! لكني ترددتُ كثيراً أمام بعض الجُمل. تمهّلتُ أمام ذكر جرّافات الحزب التقدمي الاشتراكي التابعة لشركة "سعودي أوجيه"، ودورها في هدم المنازل في شرق صيدا. يخيفني هذا كله. لا أمارس على نفسي رقابة ذاتية، لكنني أشعر بالمسؤولية حيال الشهادات التي أسمع والتجارب التي أصوّر. لستُ أنا مصدر كلّ المعلومات لأقْدِم على ذكرها من غير تردّد. ما أثق به، أورده كما هو. لم أُخفِ مثلاً حقيقة أنّ حركة "أمل" حاصرت المخيمات الفلسطينية...

·        ¶ من أين أتيتِ بمعلوماتك؟

استقيتُ جزءاً من الكتب، وجزءاً آخر من شهادات الناس. لم يجرؤ كثيرون على الحديث عن وضع "حزب الله" يده على أراضٍ في الجنوب مثلاً. هم سكّان المنطقة ويخافون دفع الثمن. تبنّيتُ الموضوع وتحمّلتُ المسؤولية. لم آتِ على ذكر الأطراف كافة انطلاقاً من مبدأ "6 و 6 مكرر"، ولا إكراماً لأيّ توازنات طائفية. لم أجد مفراً من جعل الجميع معنياً. فرضت السردية ارتباط الحوادث بعضها ببعض. في كلّ مكان، ثمة الجاني والضحية.

·        ¶  هل ترك الفيلم عندك شيئاً من الارتياح وخفَّف القلق؟

كل ما هنالك أنه "فشّة خلق"، لم تحد من الخوف والقلق. شعرتُ كأنّ غمامة أُزيلت عن صدري، من غير أن يزول عني الشعور باللاطمأنينة. بكيتُ بينما كنت أقرأ رواية "بيروت مدينة العالم" لربيع جابر حول مجازر 1860. يعنيني هوس هذا الرجل بالتاريخ. مؤلم أن نستعيد كلّ ما حدث. لم يُكتب تاريخ الحرب الأهلية. الشخص الوحيد الذي أرّخ لمجازر 1860 وما عشناه من حرب، هو ربيع جابر.

·        ¶ هل تتوقعين أن تواجهكِ مشكلات ما، حين يُعرَض الفيلم في لبنان؟

-  أنتظرُ موافقة الأمن العام، وسنرى ما قد يحدث حينذاك.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

مانويل دو أوليفيرا: الملاك الحارس!

هـ. ح.

المرة الأولى "التقيتُ" فيها المخرج البرتغالي مانويل دو اوليفيرا (1908 - 2015)، كانت السنة التي سبقت قبل بلوغه المئة. شاهدته يمشي بعصاه الأسطورية على رصيف الواجهة البحرية في ليدو البندقية وخلفه سيدة تسعينية تصرخ "مانويل مانويل مانويل... انتظرني!". لا اعرف اذا كانت زوجته ماريا التي تزوجها في العام 1940 ولم يتفارقا منذ ذلك الحين. في العام التالي - وكان هو قفز فوق المئة - في فندق "اكسلسيور" الفينيسي، كنت ادخل الحمام - وكعادتي أدفش باب الحمّامات العامة إما بكوعي إو رجلي - فوجدته خلف الباب يستعد لسحب السيفون. في لحظات كهذه، لا يعرف المرء ماذا يقول، فقلت له اسخف شيء يمكن أن يخطر في البال: "تعال لنؤرخ هذه اللحظة بصورة؛ صورة للتاريخ". بدهشة سألني: "هنا...؟ في المرحاض؟". خرجنا من الحمّام، مشينا اربع خطوات او خمساً، والتقط صديق لي كان يمرّ من هناك صورة لنا. تاريخية؟ لا اعرف. لكنها صورة رجل كان بمنزلة شاهد على قرن كامل من تاريخ اوروبا، ومن تاريخ السينما فيها التي بدأ ينشغل بها منذ ايام الفيلم الصامت، وحتى العام الماضي كان يصّر، وهو في الـ105 من عمره، ان يقدم بنفسه افلامه إلى الجمهور في مدينته بورتو.

لنتخيل لحظة رجلاً بدأ يصنع الأفلام أيام السينما الصامتة وعاصر الناطق والألوان وكلّ التحولات التقنية التي شهدتها الشاشة وصولاً الى الأبعاد الثلاثة وثورة الديجيتال، ولا يزال نشطاً مواظباً معطاءً ينهض صباحاً ليفكر في مشروع جديد، لا بل يعود الى الفيلم القصير ("عجوز ريستيلو" - 2014)، ختاماً لمسيرته التي بدأها كومبارساً في أحد الأفلام الصامتة وهو في العشرين. من السينمائيين الذين انطلقوا في عهد السينما الصامتة، كان الوحيد الذي لا يزال بيننا، يأتينا، بين فترة وأخرى، بفيلم جديد. انه ايضاً الشاهد الأكبر على السينما وتطوراتها واتجاهاتها المختلفة، وأحد دعاة اعادتها الى ينبوعها، ذلك الذي رشف منه مثله العليا، من دراير الى ميزوغوشي. ظلّ يشارك في المهرجانات حتى سنوات قليلة قبل تدهور صحته، يتكئ على عصاه الغليظة ويمشي بخطى سريعة. الى السينما التي قدّمها، كانت هذه طريقته ليتحدى اخطار التحول الى قطعة اثرية في متحف. لم يكن يستسغ أن تعتّم مسألة العمر المديد التي كانت تُثار في المقابلات الصحافية على شغله، فيصبح هو الموضوع بدلاً من أفلامه.

في الأوساط السينمائية، كان الناس يضربون المثل به عندما يشعرون بوطأة العمر وتبعاته: رجل أعتق من ذكرى استقلال معظم الدول المعاصرة، زمنياً أبعد من أقدم اختراع عرفوه، ولا يزال يمارس الاخراج بنشاط رهيب، متجاوزاً الظروف البيولوجية، بحبّ وتفانٍ قلّ نظيرهما. كان في السادسة عندما اندلعت الحرب الاولى، في الستينات من عمره عندما وضع نيل أرمسترونغ قدميه على سطح القمر، على مشارف المئة في 11 أيلول، وابن مئة وستة أعوام عندما رمى عصاه بعد مسار يمتد على 80 عاماً. يكاد عمره يكون من عمر السينما نفسها التي احتفت قبل أيام بالذكرى الـ120 لولادة هذا الفنّ الذي كان سيبصح الأكثر شعبية بين الفنون. كثر من عمالقة السينما ولدوا بعد ولادته بعقود، وماتوا قبل موته بعقود. وجوده ملاكاً حارساً للسينما، كان طبيعياً الى حدّ أن موته - أكثر من حياته الطويلة - "هو" الأعجوبة!

النهار اللبنانية في

16.04.2015

 
 

رين متري: لا يريدون لنا تاريخاً واضحاً!

هوفيك حبشيان

على أحرّ من الجمر، تنتظر المخرجة اللبنانية رين متري إجازة الرقابة من جهاز الأمن العام، لتكشف النقاب أمام اللبنانيين عن تفاصيل فيلمها السجالي "لي قبور في هذه الأرض". فهذا الشريط الوثائقي الذي انطلق في مهرجان دبي الأخير، عُرض أيضاً لعدد محدود من المشاهدين، الشهر الماضي، في إطار "أيام بيروت السينمائية". 

شريط متري يستعرض، باختصار شديد، خوف الطوائف من بعضها البعض. خوف أفرزته المعطيات الديموغرافية الجديدة. في التحقيق الذي تجريه، نراها تنبش ذاكرة الحرب وتتصدى الى التقسيم الذي فرضته انطلاقاً من منظور الحاضر. بيد أنها لا تقف مع أحد، إيماناً منها بأنه كان هناك جلادون وضحايا في الطوائف كافة، على مدار أربعة عقود من الحرب الأهلية وغير الأهلية، لا بلّ يمكن القول بأنها تصب جام غضبها (المنضبط) على الجميع، وهذا ما قد يجعل الكلّ ضدها تقريباً.
أجلس مع رين متري في مقهى يطل على وسط بيروت الجديد، المفرغ من أي ذاكرة، فتروي انها من الحرب التي دمرت لبنان لا تذكر الكثير، تسكنها مشاهد قليلة كالرجل الذي جُرَّ على الزفت ثم رُمي عن جسر المعاملتين. خلال العرض اللبناني الأول للفيلم، فوجئت بالجمهور بعدما لازمها قلقٌ حيال النظرة الى الأشخاص داخل الفيلم. "لم أرد أن يشعروا بأنهم في دائرة التهمة، لا سيما الذين من أتباع القوات اللبنانية. لم أشأ أن يشكّل الفيلم إهانة لأحد، فلا بدّ في النهاية أن يطغى الانتماء على كلّ الاحتمالات الفنية. فوجئت بأنّ أحد القواتيين اعتبر أن الفيلم أنصفه. في هذا العمل، أضفيتُ الكثير من قلقي الشخصي وعدم ارتياحي. لا أشعر بالأمان هنا. ترى، ما مردُّ هذا الإحساس؟ هذا البلد المشرذم يشعرني دائماً انني غريبة فيها".

في نظر متري، الحرب بكامل تفاصيلها لا تزال قائمة، وهذا ما يشعر به الكثير من اللبنانيين في زمن الاستقرار المزيف الذي يمكن ان يتزعزع في أي لحظة، "ذلك ان الصفحة لم تُطوَ والحرب لم تنتهِ والجميع يشعر بأنّه الضحية، ولأننا لم نصل الى محاسبة الجاني ولا سوقه الى المحاكمة".

تاريخنا الحديث حافل بالعنف ولا نرى هذا العنف مباشرة في الفيلم، اذا تقدم متري على اختزاله في الشهادات والكلام، رأيٌ لا توافق عليه كثيراً: "في الواقع يتضمّن الفيلم بعض المَشاهد المؤذية، لا سيما المتعلّقة بالكارانتينا. وثمة في تل الزعتر جثث تحترق، ترددتُ قبل عرضها، ثم فعلت. الصورة مؤذية. أشبه بدمارٍ شامل. كلما استعدتُ صورة الفلسطينية أم محمد في برجا وهي تتكلّم على ابنها، ورأيتُ صورة علي، أبكي... الأرشيف الذي أستعين به هو صور مَن هم في حال هجوم وليس في حال دفاع. أصوّر المعتدي، علماً أنّ ثمة ضحايا في كلّ مكان. تحوّل الأمر في النهاية خياراً لاواعياً. الخيار الآخر هو وضع صور التهجير عوض صور الجثث. صور النزوح أكثر ألماً وذلاً من صور الموت".

عند الحديث عن الطائفية في لبنان، لا بد من تسمية الأمور بمسمياتها، بالرغم من الصوت المتصاعد في داخلنا الذي يقول: اخرج من هذا المنطق! أسألها: هل راودكِ هاجسٌ مماثل؟.. 

"بالطبع. راودني هاجس اللغة التي ينبغي أن أعبّر بها. كيف أتوجّه الى الآخرين من غير أن يحاسبوني على هويتي الطائفية. الأمر صعب. لازمني شعورٌ بأنّ المسيحي يظنني حليفة، والسنّي يراني مسيحية... إنه الواقع ولا مفرّ من مفرداته. أتذكّر سيدة سنّية من دوحة عرمون تملّكها الخوف بعد حوادث 7 أيار، تتحدّث عن سمير جعجع بفخرٍ وعزّة. حاججتُها بعد صدمة: لكنّه في الأمس ارتكب في حقّكم المجازر. كيف ذلك؟ بسرعة نسبتني الى الجهة الأخرى: إذاً أنتِ عونية! هكذا، يطاردكَ التصنيف في كلّ خطوة". يتملّكني الفضول لمعرفة كيف كان الفيلم ليُنجَز لو أنّ مخرجه سنّي أو شيعي. شئتُ أم أبيت (كما أقول في الفيلم)، أنا محسوبة على الطرف المسيحي. لا أستطيع الادعاء بأني ناطقة باسم البيئة الشيعية أو السنّية. المعضلة أننا وُلدنا وترعرعنا في مجتمعات مغلقة. في جونيه حيث أنا، لا شيعة ولا دروز ولا سنّة...".

والاستنتاج الذي توصلت اليه وهي تنجز الفيلم؟ 

"فوجئتُ بأنّ نظرية المؤامرة في أحيان قابلة لأن تُصدَّق. حتى نسيب غندور المنتمي الى "الجبهة الديموقراطية" في النبعة، قال إن اسقاط المسلخ تسبَّب باسقاط الدامور في المقابل. لماذا اخترتُ الدامور دون سواها رغم وجود أحياء مسيحية أخرى على الساحل؟ ثمة دائماً دوافع استراتيجية وراء كلّ هذا. السلاح حين يحضر يحسم كلّ شيء".

في النهاية، يحملنا "لي قبور في هذه الأرض" إلى طرح السؤال التابو: "هل يتطلب تاريخ لبنان إعادة كتابة انطلاقاً مما نجهله ومما يتعمّدون التعتيم عليه؟". بالنسبة إلى متري هذا أمر لا مفرّ منه. تقول: "لا يريدون لنا تاريخاً واضحاً. الشخص الوحيد الذي أرّخ مجازر 1860 وما عشناه من حرب، هو ربيع جابر. إنني ممن يحاولون فعل شيء. لا أدّعي قدرة توثيقية، لكنني أحاول. كلما كان الحديث عن تدوين التاريخ، تدخَّل كلّ طرفٍ وطالب بنسخته. لن نتوحّد حول حقيقة واحدة. منذ عامين حين حاولت لجنة، توحيد كتاب التاريخ، تظاهر طلاب الكتائب وتعرّضوا للضرب. رغم رفضي المنطق الذي نشأوا عليه، وجدتني أكنّ لهم التعاطف. هم أيضاً يريدون نسختهم. أرفض كتابة التاريخ وفق النسخة الكتائبية. وفي الوقت عينه أرفض أن يتولّى تلفزيون المنار هذه المهمة...".

المدن الإلكترونية في

16.04.2015

 
 

أفلام الحرب.. جزء يهرب منها وآخر عالق في ملفاتها

نديم جرجوره

تنتهي المسارات العسكرية للحرب الأهلية اللبنانية في 13 تشرين الأول 1990. تحاول صناعة الفيلم السينمائي في لبنان التقاط ما تيسّر من مخلّفات الحرب وآثارها، المادية وغير المادية. تحاول استعادة الحرب وأعوامها وتفاصيلها وأشيائها. رَفْعُ الأنقاض في ساحة البرج وخطوط التماس مُغرٍ للمصوّرين جميعهم، خصوصاً أولئك الذين يمتلكون حساسية فنية تذهب بهم إلى السينما. ليس عدد الساعات المُصوّرة حينها معروفٌ أو مؤكّد، لكنه ليس بالعدد القليل. التصوير الفوتوغرافي حاضرٌ بدوره. كَمٌّ كبيرٌ من الصُور يلتقط «نبض» المدينة بُعيد انقشاع بعض الغبار، في حين أن كثافة الغبار لا تزال تُشكّل نمط حياة متكاملة، في بلد متهالك. أشرطة تعكس واقعاً، وعدسات تحاول أن تحتفظ بالراهن، وعيون تتلصّص علناً، ورغبات معلنة أو مضمرة في عدم تغييب الماضي.

ذاكرة الحرب

لكن السؤال يحفر عميقاً وبقوّة: هل فعلاً لم يُغيَّب الماضي؟ في السياسة، تغييب الماضي مطلبٌ أساسيّ لتقاسم غنائم الحرب الأهلية، وممارسة تسلّط آخر على السلم المقبل. في الأمن، التغييب نفسه شرطٌ ـ بالنسبة إلى الممسكين بزمام أمور بلد ومجتمع منهارَين، وأناس تائهين ـ لإعادة «لُحمة» منقوصة إلى بلد ممزّق. في الثقافة؟ يحاول عديدون الاشتغال العمليّ على الذاكرة. في الفنون؟ لم يكن عددهم كبيراً أولئك الذين يريدون توثيق الحدث كلّه، وتحويل عناوينه ـ أو بعضها على الأقلّ ـ إلى مفاتيح للفهم والاكتشاف والمعرفة والتساؤل (أو لمحاولة الفهم ولاكتشاف والمعرفة والتساؤل). الجرح عظيمٌ. الأسئلة قاسية. النهاية مزعومة لحرب تُشوّه السلم الهشّ يومياً. ليست إعادة طرح المسائل نفسها عن دور الفن والثقافة مهمّة. هذه مسلّمات: على الفنون والإبداع والثقافة أن تتوغّل كلّها في المبطّن والمغيّب والمحجوب، كي تفضح وتعرّي (وهذا من بين «مهمّات» أخرى عديدة). ليس مطلوباً وضع حلول. ليس دور الفنون والإبداع والثقافة السجالية وضع حلول. إنها تؤدّي، باشتغالاتها، إلى شيء من الوضوح. التراكم، بهذا المعنى، مفيد وضروريّ.

لم يكن عبثاً التقاط ما تيسّر من صُوَر المدينة المفتوحة، حديثاً حينها، على جراحها وموتها وانشقاقاتها. ينتبه سينمائيون ومصوّرون فوتوغرافيون إلى أهمية اللحظة. ليس مهمّاً إذاً، فتنبّههم نابعٌ من وعي أو من «غريزة» المهنة وحساسياتها. الأهم أن هناك صُوراً يُفترض بها أن تؤسّس لحراك سينمائي أعمق وأهمّ وأقدر على مساءلة صدامية، وإن لم يتأسّس حراكٌ كهذا بالمعنى المتكامل للتعبير. يُفترض بها، بالأحرى، أن تؤرّخ وتؤرشف وتحمي الذاكرة، أو بعضها، من التلف والنسيان. غير أن السينما في لبنان، المعنية بالهمّ الإنساني للحرب الأهلية، تتعرّض يومياً لتشدّد رقابيّ متنوّع. تجتمع السلطات كلّها، بالإضافة إلى الأطراف المتنازعين سابقاً جميعهم، على التواطؤ معاً ضد كل من يتجرّأ على المسّ بـ «مسلّمات» سلم أهليّ يضعها «أمراء» الحرب والطوائف بناء على مصالحهم المشتركة. تواطؤ يتجذّر في صلب الحياة اللبنانية العامة بإصدار قانون عفو عام في 26 آب 1991 (منح العفو العام عن الجرائم المرتكبة في أعوام الحرب الأهلية لغاية 28 آذار 1991) «يُنقذ» هؤلاء الأمراء (وغيرهم من أزلامهم ومريديهم، وآخرين أيضاً) من كل محاسبة، ويتيح لهم استكمال مشاريعهم الخاصّة بهم عبر مؤسّسات الدولة. تريد السينما، بل بعضها، كشف المستور. لكن «الرقابة الرسمية» ـ وهي حصيلة رقابات مؤسّسات عديدة في الدولة والمجتمع، والطوائف طبعاً ـ تقف لها بالمرصاد. كل إشارة تدلّ على ما تظنّه الرقابة «مسّاً» بأمن الدولة أو بالشعائر الدينية أو بالمصالح العامة أو بـ «خدش الحياء» (!)، تُلغى فوراً. وهذه كلّها متأتية من صلب المعاناة والذاكرة والحرب الأهلية.

لكن السينمائيين منقسمون. في المرحلة اللاحقة لـ 13 تشرين الأول 1990، ينفضّ كثيرون منهم عن الحرب وتأثيراتها ومخلّفاتها. يريدون كلّ ما ليس له علاقة بها. كوميديا؟ وإن صنعوها بشكل ناقص. مسائل اجتماعية؟ وإن تناولوها بشكل مُسطّح، شكلاً ومضموناً. الأهم عندهم ألا يقتربوا من الحرب. يتعبون منها ويريدون ما يُسلّي انطلاقاً من مقولة بائدة مفادها أن «يلّي فات مات». لا بأس. الغالبية الساحقة من اللبنانيين تنبذ الحرب. لا تريد التنبّه إلى خطورة إلغائها قبل مناقشتها والتأمّل فيها. يؤيدون مخرجين يبتعدون عنها، ويُشاهدون أفلاماً يصنعها هؤلاء لراحة أو ترفيه أو تسلية، وإن بسذاجة «سينمائية» لا ينتبهون إليها، ولا يريدون الانتباه إليها، ولا يكترثون. من بين هؤلاء المخرجين من ينصرف إلى أفلام دينية تستقي من قدّيسين وشخصيات وقضايا وحكايات دينية مواد لها. لهذا النوع مريدوه، وهم كثر في بلد لن تلتئم جراحه أبداً. في بلد لا يزال، بعد 25 عاماً على النهاية المزعومة للحرب الأهلية فيه، «ينتشي» بتمزّقاته وانشقاقاته المتنوّعة، وبتقوقعه الطوائفيّ الضيّق، وإن ادّعى العكس.

خوف من الماضي

هذا حسنٌ. لكل واحد حقّ طبيعي في اختيار ما يريد، وفي تحقيق ما يشاء من أعمال. لكن، أن «يُشتَم» صانعو أفلام مغايرة، وأن تُشنّ حملات على ساعين إلى تفكيك الحرب وفهمها سينمائياً، فهذا يعكس حدّة المأزق الثقافي ـ الأخلاقي ـ الاجتماعي ـ الإنساني في البلد.

الذين يختارون الحرب، بعوالمها وحكاياتها وتفاصيلها وأسرارها ومناخاتها وآلامها وأوهامها وأحلامها، يواجهون رفضاً مزدوجاً: رفض مؤسّسات البلد، ورفض الغالبية الساحقة من اللبنانيين. الرفض الأول ناشئ من خوف السلطات من تاريخها وفضحه. الرفض الثاني نابعٌ من عدم الرغبة في تحمّل أدنى مسؤولية تجاه الحرب، أو تجاه إفرازاتها في سلم معلّق وملتبس. على الرغم من هذا، يُصرّون على خوض مغامرة البحث البصريّ في كيفية حماية الذاكرة من الاندثار، وفي آلية العمل السينمائيّ. لديهم مشاريعهم الفنية والجمالية والإنسانية. يواجهون ويتحدّون ويصنعون بعض ما يرغبون فيه.

أول فيلم في مرحلة ما بعد النهاية المزعومة للحرب الأهلية يحمل عنوان «الإعصار» (1992) لسمير حبشي. ميلٌ إلى صورة سوريالية في مقاربة كوابيس الحرب وتأثيراتها، ولقطات قاسية في توغّلها داخل النفس البشرية، أو في سعيها إلى استعراض ألم اللحظة وتشعّبات هذا الألم. لم ينضو الفيلم الثاني لحبشي، «دخان بلا نار» (2009)، في إطار الحرب الأهلية مباشرة، وإن اقترب منها عبر قراءة واقعٍ راهنٍ في تسعينيات القرن المنصرم في البلد ومحيطه العربيّ (القمع ومنع الحريات العامة، من بين عناوين أخرى). قبل هذا الأخير بعام، يُقدّم غسان سلهب أول روائيّ طويل له بعنوان «أشباح بيروت»: تداعيات الحرب موغلة في تحطيم من يحاول الخروج منها، وعودة مقاتل يظنّ الجميع أنه «شهيد» تفتح نوافذ عديدة على راهن معقّد، وماض معلّق.

أحد الأفلام اللبنانية المُنتجة عن الحرب الأهلية بعد انتهاء عملياتها العسكرية يحمل عنوان «بيروت الغربية» (1998) لزياد دويري. 3 مراهقين يعيشون في حيّ واحد عشية اندلاع الحرب. الخوف لدى الكبار في مقابل عفوية المراهقين ورغبتهم في تحدّي الموت والخراب. التعاون مع الصغار كشخصيات أساسية في أفلام لبنانية منسحبة أيضاً على «زوزو» (2005) لجوزيف فارس. الحرب والقتل والدمار تضع مراهقاً في مواجهة الحياة منفرداً، قبل هجرته المشؤومة إلى السويد. نُتفٌ من سِيرتَي مُخرجي هذين الفيلمين أساسية. لكنها منطلقٌ إلى قراءة سينمائية لحرب عبثية.

«لؤم» السينما

في اللائحة نفسها، هناك «معارك حبّ» (2004) لدانيال عربيد: يُمكن اعتباره بمثابة «أول» فيلم يعكس شيئاً من ثقافة بيئة مسيحية في ذروة الحرب الأهلية، بلغتها وأهوائها ومزاجياتها ونكهتها وأفكارها وتربيتها وسلوكها، عبر عيني مراهِقة تحاول أن تفهم حروب الداخل (المنزل العائلي) والخارج (الحرب برمّتها).

هناك «رصاصة طايشة» (2010) لجورج هاشم. بدايات الحرب الأهلية أيضاً. الأسئلة العفوية نفسها: كيف بدأت؟ ماذا كنا نفعل عندما بدأت؟ هل انتبهنا إلى خلفياتها قبل أن تبدأ؟ كيف عشنا البدايات هذه؟ كيف تفاعلنا معها (الحرب والبدايات) أو كيف لم نتفاعل معها؟ السينما «لئيمة». الشاشة الكبيرة قادرة على الكشف والبوح بـ «لؤم» سينمائيّ رائع. الخبث فعلٌ إبداعي. لكنه خبثٌ عاجزٌ عن مقاربة حالة إنسانية قاسية. بدايات الحرب الأهلية معطوفة، حينها ولاحقاً، على «اختفاء» 17 ألف إنسان من دون أن يعرف أحدٌ شيئاً عنهم (هل قلتُ أحدٌ؟ هناك من يعرف ويصمت، وهذه طامة أخلاقية كبرى). السينما تُقارب هذا العنوان الإنساني الأخطر. أمثلة؟ هاكم بعضها: الوثائقي «مخطوفون» (1998) والروائي الطويل «شتّي يا دني» (2010) لبهيج حجيج، ثم الوثائقي «ملاكي» (2010) لخليل زعرور. هذه أمثلة. هذا ملفٌ معلّق. تماماً كملفات أخرى: المعوّقون. الأبناء المتبنّون بطريقة غير شرعية. المهجّرون. المهاجرون. المنفيون من أرضهم داخل بلدهم. ماذا تفعل السينما؟ تقول وتوثّق وتعكس شيئاً من مرارة اللحظة؟ هل يكفي هذا؟ ربما نعم، يكفي. فهي غير معنية بأكثر من ذلك.
لم تنتهِ الحرب الأهلية اللبنانية في 13 تشرين الأول 1990. لم تنتهِ حكاية السينما الـ «حربية» في لبنان أيضاً.

«الذاكرة: مجهولة».. الحقّ في معرفة الجذور

نديم جرجوره

«تبنّي الأطفال بطريقة غير شرعية» يُعتبر أحد الملفّات المعلّقة من أعوام الحرب الأهلية اللبنانية. هذه مسائل واقعية منذ البداية المشؤومة للخراب اللبناني. هذه مسائل لم يشأ كثيرون تناولها والبحث فيها. ماذا يعني أن يكتشف أحدهم أنه مُتبنّى، لكن بطريقة غير شرعية؟ كيف يحدث هذا؟ مَن هم المسؤولون عن الجريمة، لأن هناك جريمة يتورّط فيها أناس يُفترض بهم أن يكونوا مسؤولين أخلاقيين أولاً وأساساً عن المولودين الجدد؟ هذه جريمة: أن «يُسرَق» مولودٌ جديدٌ من والدَيْه البيولوجيين الطبيعيين، كي «يُباع» لآخرين بأموال طائلة. أو، وهنا المأزق الأقسى والأخطر، أن «يبيع» أهلٌ مولوداً جديداً، في لحظات الموت والخراب اللبنانيين.

الحكاية معروفة لمن يُبدي استعداداً لالتزامها. قليلون هم الذين ينتبهون. وعندما ينتبهون، يجتهدون في طرح حلول لها، أو محاولات حلول. غياب «الدولة اللبنانية» قاتلٌ في المجالات كلّها. غياب الأحزاب الـ «علمانية»، إن كانت لا تزال حاضرة، قاتل هو أيضاً. البديل؟ جمعية مدنية مستقلّة اسمها «بدائل»، تأسَّست في أيار 2014 «بهدف المناداة بالحق بالجذور»، ضمن إطار مدني قانوني «يرعى عملية الفصل، ويُحدّد مروحة الرعاية البديلة ومعاييرها، والعقوبات في حال عدم الالتزام، مع التشديد على الدور الرقابيّ لوزارة الشؤون الاجتماعية». تقول رئيس الجمعية زينة علّوش إن «عدداً كبيراً تمّ تبّنيه بطريقة غير شرعية، وتمّ أخذه إلى دول أوروبية كفرنسا وهولندا والسويد، بالإضافة إلى الولايات المتحدّة الأميركية واليمن». تُحدّد تعبير «بطريقة غير شرعية» بقولها إن التبنّي المذكور يتضمّن مخالفات قانونية عديدة: تزوير الأوراق الثبوتية. دفع مبالغ مالية كبيرة تصل إلى 75 ألف دولار أميركي. عدم وجود توثيق لعملية التبنّي بحث يسمح (التوثيق) للمُتَبَنّى أن يعرف هوية أهله البيولوجيين. تُضيف علّوش بأن هناك 10 آلاف شخص تقريباً «متبنّون بطريقة غير شرعية»، مشيرة إلى أن مسألة أخرى تحظى باهتمام الجمعية: «أطفال كثر مودَعون في دور رعاية، في ظلّ غياب المعايير النوعية والرقابة، ما يُعرّضهم للانتهاكات»، وهؤلاء يصل عددهم إلى نحو 28 ألف طفل.

غداة الذكرى الـ 40 لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، تُنظّم «بدائل» احتفالاً ثقافياً ـ فنياً بدءاً من يوم غدٍ الجمعة، 17 نيسان 2015. تقول زينة علّوش إن هذا الاحتفال يتمّ في إطار قناعة بـ «أن الحرب مستمرة في غياب الإصلاح القانوني، والمحاسبة والتعويض». احتفال يُراد له تقديم نماذج من المأزق الأخلاقي ـ الإنساني، عبر 3 نشاطات: افتتاح «قهوة الجذور» («وست بسترو»، الحمرا)، التي ستُصبح لاحقاً مكاناً للقاءات شهرية تتناول مسألة الجذور والحقّ فيها وفي معرفتها (8 مساء)، يليه عرض فيلم وثائقي بعنوان «الذاكرة: مجهولة» (2012) لصوفي ديك (إنتاج «إل باسو فيلمز» لحساب «الجزيرة الوثائقية»). هناك أيضاً عرض فني بعنوان «حبل صرّة» يمزج الأداء والتعبير الجسدي بصُور تروي فصولاً من الحكاية (22/ 4).

الفيلم مُصوّر في هولندا والسويد ولبنان. يروي 5 قصص منتمية إلى الموضوع نفسه. محاولة بصرية لفهم بعض المخفيّ في مسألة حسّاسة. «كشف المستور» يُخيف كثيرين متورّطين بالجرم. لكنه كفيلٌ بتحريك ملف يُفترض به أن يحتلّ مكانة بارزة في الاهتمامات اللبنانية. الفيلم يُقدّم صورة عبر نماذج قليلة. 5 شخصيات: اثنتان من هولندا (ديفيد وهستر) و3 من السويد (إيميل وماغنوس وريتشارد). هناك ظهور سريع لـ «مُتَبنِّين غير شرعيين» آخرين أثناء لقاء يضمّهم والشخصيات الـ 5 تلك.

يستكمل «حبل صرّة» الحكاية. شهادات وحكايات قصيرة عن منسيين تمّ فصلهم قصرياً عن أهاليهم البيولوجيين. تقول زينة علّوش: «40 عاماً والحرب مستمرة لأننا لم نحاسب ولم نعوّض الخسارات. لأننا أيضاً لا نريد أن نتغيّر». صُور سامر معضاد تترافق والعرض الأدائي. العرض والصُور يرسمان معاً أحد أقسى المشاهد المرتبطة بذاكرة يُريد كثيرون أن تبقى «مجهولة».

السفير اللبنانية في

16.04.2015

 
 

حنان شومان تكتب..

سندريلا: الحكاية التى لا تموت

هى حكاية تبدأ بكان يا ما كان يا سادة يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر النبى عليه الصلاة والسلام، هذا فى عالمنا المسلم أما فى غيره فتبدأ بكان يا ما كان وبكل اللغات، ثم تأتى بعدها تفاصيل الحكاية حكاية بنت حلوة وطيبة تحب الخير ولكن حظها العسر أوقعها فى براثن زوجة أب شريرة ولها ابنتان لا يختلفان عنها فى الشر، وفى يوم من الأيام تلتقى صدفة بالأمير الذى يقع فى هواها وتساعدها الساحرة الطيبة فى لقائه فى حفل راقص كبير ولكن الجميلة سندريلا تضطر للهرب قبل أن تدق الساعة الثانية عشرة حسب أوامر الساحرة فتترك حذاءها وهى تجرى، فيبحث عنها الأمير فى كل مكان ويجمع فتيات البلد ليجربن الحذاء الذى لا يناسب إلا مقاس سندريلا وأخيرا يجدها بعد عناء ويتزوجان ويعيشوا فى تبات ونبات ويخلفوا صبيان وبنات وتوتة توتة خلصت الحدوتة...... تلك هى الحكاية التى سمعتها جداتنا من أمهاتهن، ثم روتها الأمهات لبناتهن، ثم حكتها البنات لأبنائهن حين أصبحن أمهات وهكذا من جيل إلى جيل تنتقل الحكاية التى تقول بعض المراجع إن عمرها من القرن السادس قبل الميلاد، ومازالت حية تعيش ومازالت سندريلا جميلة جميلات الخيال، ومازالت هوليوود تقدمها فى أفلام لا تعد ولا تحصى بكل الأشكال. أحدث نسخة لسندريلا هو الفيلم الذى يعرض حالياً من إنتاج شركة ديزنى من إخراج كينيث برانا مخرج أيرلندى وبطولة ليلى جيمس فى دور سندريلا وريتشارد مادن فى دور الأمير والممثلة العبقرية كيت بلانشيت فى دور زوجة الأب وهيلنا بونهام كارتر فى دور الساحرة، والفيلم هو الأعلى إيراداً فى السوق العالمية ولم يستطع أن يتخطاه إلا Furious7 وذلك لموت بطله فقد حصدت سندريلا حتى الآن 167 مليون دولار إيرادات، أى بعبارة أكثر تحديداً رغم مرور الزمن وتغير الأذواق واكتساح التكنولوجيا التى تكاد تتجاوز الخيال، فإن حكاية سندريلا وزوجة أبيها الشريرة والساحرة الطيبة مازالت تجد مشاهدين يدفعون الملايين لمشاهدتها، وهناك مقولة تتردد أن الكبار صغار يملكون نقوداً وربما هذا ما دفع شركة ديزنى لإعادة إنتاج الفيلم وقد صدق حدسها وتوقعها فالفيلم ربح، بل استطاعت التكنولوجيا الحديثة من جرافيكس وغيرها أن تجسد لنا عالم سندريلا الخيالى كأجمل وأروع ما يكون. نحن نملك كمصريين وعرب كثيرا من القصص بل آلاف من أصل الخيال فلماذا لا نستغله ونصنع منه أفلاما؟! ولكن المشكلة أظنها تقبع فى أن المشاهد المصرى خاصة والعربى عامة يفضل أن يرى علاء الدين وألف ليلة وليلة مصنوعة بيد والت ديزنى وشركته عن أن يصنعها عربى، وللحق فهم أقدر منا فى الصناعة بينما كنا نحن أقدر منهم فى الحكى

اليوم السابع المصرية في

16.04.2015

 
 

نجوم متهمون في وطنيتهم

كتابة : القاهرة (لها)

بعض النجوم وجدوا أنفسهم فجأة متهمون في وطنيتهم وانتماءهم لبلدهم ، فمن أبرز هؤلاء وما هي الأسباب التي جعلت البعض يوجه لهم مثل هذا الإتهام القاسي ؟ وكيف ردوا عليه؟

"أنا تونسية جداً"

رغم مشاركتها في الثورة التونسية ودعمها المستمر لبلدها وللشعب التونسي، حيث إنها لم تتخل عنه في العديد من الأزمات التي تعرض لها، وتعبر دائماً عن مواقفها السياسية بلا أي تردد، إلا أن الفنانة هند صبري اتهمت بعد الولاء لوطنها، بسبب تواجدها المستمر في مصر وزواجها من رجل أعمال مصري وحصلها على الجنسية المصرية.

هند رفضت الوقوف صامتة أمام هذه الاتهامات والانتقادات، وقررت الرد برسالة قاسية واختارت حسابها على موقع تويتر لكي تبعث هذه الرسالة لكل شخص يُشكك في وطنيتها، حيث غردت قائلة: "كلمة غاضبة جداً، كي أقطع الطريق على معدومي الضمير والمهنية الذين يحاولون التشكيك في وطنيتي: لن أصمت لكم ولن يصدقكم أحد. أنا تونسية جداً جداً، والدي تونسي من الصابرية ووالدتي تونسية من الكاف، وتونس عندي خط أحمر، ويكفيني شرفاً أن اسم وطني يرتبط بأي عمل فني أو جائزة أحصل عليها منذ 1994، وهي كثيرة والحمد لله، وأحب مصر جداً وأعتبر نفسي منها وأدين لها ولشعبها بالكثير والكثير، زوجي مصري وبناتي مزدوجتا الجنسية، وحصلت على الجنسية المصرية بحكم زواجي وهو شيء عادي لا ينقص من تونسيتي شيئاً، بل يزيدني فخراً بـ"عروبتي"و مشواري الذي لا يحتاج إلى تذكير، ليس هناك قانون يجرم ازدواج الجنسية للتونسيين على حد علمي، والترهات التي تختلقونها عني تعني أنكم تشككون في وطنية ملايين التونسيين مزدوجي الجنسية؛ الذين يمارسون حقوقهم وواجباتهم المدنية بكل وطنية، ومنهم وزراء ونواب الشعب، كفاكم نفاقاً، ولن أكون كبش فداء لأعداء النجاح وهوايتهم المفضلة تكسير أولاد البلاد".

وأضافت: "كما قلت تونس خط أحمر، وطنيتي خط أحمر، وأي "إعلامي ينسب إليَّ ولو كلمة لم أقلها أو يحرف أقوالي للحصول على "فرقعة" على حسابي، سوف أتخذ أنا وفريقي القانوني ضده الإجراءات القانونية اللازمة وشكرًا".

إعجاب لطيفة بالسيسي يثير أزمة

هند صبري ليست الفنانة التونسية الوحيدة التي تلاحقها انتقادات واتهامات تتعلق بولائها وانتمائها لوطنها، حيث تعرضت لطيفة لنفس الاتهامات من عدة شهور، والسبب يرجع إلى تصريح لها بإحدى الصحف قالت من خلاله: "أتمنى أن أكون مصرية حتى أنتخب عبدالفتاح السيسي".

هذا التصريح دفع البعض من جمهور لطيفة التونسي للتشكيك في وطنيتها وولائها لبلدها الأم تونس، بل وتعرضت أيضاً لهجوم وانتقادات ببعض المواقع الإلكترونية والقنوات الفضائية التونسية، واتهمها البعض أيضاً بمعارضتها للثورة التونسية وبحبها وولائها للنظام التونسي السابق؛ الذي أسقطته الثورة.

لطيفة حرصت على الرد على هذه الانتقادات، وقالت: "حبي لمصر لا يقاس بجواز أو جنسية، بل أكبر من ذلك بكثير، ولن أنكر فضلها وفضل شعبها عليَّ، ولم أتلق شيئاً من النظام السابق بتونس، وكل حفلاتي كنت أنفق عليها من حسابي الخاص، وطوال مشواري الفني لم يدعمني لا نظام ولا رئيس وأنا منتجة أعمالي".

"بشرة خير" تضع حسن الشافعي في موقف محرج

الفنانون المصريون لم يسلموا أيضاً من الاتهامات التي تشكك في وطنيتهم ومدى حبهم لمصر، فقد تسببت أغنية "بشرة خير" في هجوم البعض  على الفنان حسن الشافعي بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث اتهموه بالخائن والكاره لبلده، وقد بدأت الواقعة عندما استضاف برنامج "أراب آيدول" في موسمه الأخير الفنان حسين الجسمي، الذي غنى "بشرة خير" لتتفاعل معه نانسي عجرم وأحلام وكافة الحضور بالرقص والتصفيق، بينما ظل حسن الشافعي جالساً على كرسيه ولم يعط أي رد فعل يُظهر من خلاله إعجابه بالأغنية الوطنية.

حسن الشافعي انتابته حالة من الغضب بسبب هذا الهجوم، وعلق على هذه الاتهامات بتغريدة من خلال حسابه على موقع تويتر قائلاً: "أنا أول مرة أعرف أن في ناس بتقيس الوطنية وحب مصر بالرقص، بجد ما يستهلوشي".

مطالب بسحب الجنسية من خالد أبو النجا

عدم تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسي جعل البعض يشكك في وطنية الفنان خالد أبو النجا، ويتهمه بالخيانة العظمى، بل وطالب بعض الإعلاميين بسحب الجنسية المصرية منه؛ وطالب البعض الآخر بمعاقبته وحبسه.

الحرب التي تعرض لها خالد أبو النجا جعلت العديد من الفنانين والمخرجين يعلنون تضامنهم الكامل معه؛ رافضين محاولات تشويه صورته وتخوينه وتدمير مستقبله الفني، وأبرز هؤلاء المتضامنين المنتج محمد حفظي والمخرج عمرو سلامة والمخرجة نادين خان وأيضاً عمرو واكد، الذي له نفس الآراء السياسية التي لدى خالد أبو النجا، حيث رفض تأييد عبدالفتاح السيسي وأعلن رفضه لبعض قراراته السياسية.

أما خالد أبو النجا فاكتفى بإصدار بيان يعبر من خلاله عن رأيه في الهجوم الذي تعرض له، وقال: "تابعنا وبأسف شديد حالة التربص لكل أصحاب الرأي المخالف في عدد غير قليل من منابر الإعلام في مصر، وكان أملنا أن يكون الرد على الكلمة بالكلمة؛ من خلال مناقشة الرأي بالرأي لنتواصل، نتفق أو نختلف لا يهم، لأن كل ما يهم أن يملأنا اليقين دائماً أن غايتنا ومقصدنا جميعاً مصلحة الوطن، وإن اختلفنا في رؤيتنا لطريقة الوصول للمصلحة الفضلى للوطن".

وأضاف: "عبرت كمواطن مصري عن رأيي في طريقة إدارة شئون البلاد من خلال رئيس منتخب، مستخدماً حقي الذي منحني إياه الدستور باعتباره العهد الذي بين الشعب وحكامه في التعبير عن هذا الرأي، ولم أكن أتصور أن التعبير عن الرأي بالاختلاف صار مرفوضاً إلى هذا الحد الذي جعل الكثيرين يسيئون ويهينون، وكأن لغة السب والتخوين والنيل من سمعة الناس صارت هي الطريقة المثلى للرد على الاختلاف، لم تكن هذه المرة الأولى لمثل هذه الحملات المشوهة لمجرد الاختلاف في الرأي".

واختتم البيان قائلاً: "كنا نظن أن مثل هذه الحملات قد ولَّى زمانها مع أنظمة أسقطتها إرادة هذا الشعب العظيم مرتين، وأنه قد آن الأوان أن نوجه الاختلاف في الرأي لصالح الوطن؛ مثلنا مثل جميع الشعوب المتحضرة، التي نرى أن المصريين أولى أن يكونوا في طليعتها".

جمال سليمان وحساب مزيف

الفنانون السوريون لم يسلموا أيضاً من محاولات التشكيك في وطنيتهم؛ وأبرزهم جمال سليمان، فقد تسبب حساب مُزيف له على موقع فيس بوك في التشكيك في وطنيته، حيث قام مُنتحل شخصيته بإطلاق تصريحات على لسانه تقوم بتشويه صورة رجال السياسة في سوريا.

جمال سليمان طالب جمهوره بعدم تصديق ما يُكتب بهذه الحسابات المُزيفة، وطالب جمهوره بعدم الانسياق وراء أشخاص يعانون من الفراغ الشديد الذي يدفعهم لقضاء وقتهم على "فيس بوك" لتشويه صورة غيرهم.

مجلة لها السعودية في

16.04.2015

 
 

 خالد أبو النجا في مهرجان الفيلم العربي في برلين:

الحياة في الأفلام ليست مرسي أو السيسي و«عيون الحرامية» إضافة نوعية لمشواري الفني

برلين – من لافي خليل:

خالد أبو النجا فنان مثقف يجيد التحدث والمناظره، صاحب رؤيا سياسية واعية يجاهر برأيه في الحوارات والمقابلات ويرى أن للفن دورا مهما جدا في صياغة الوجدان العام، يختار أدواره السينمائيه بعناية وفي بعض الأحيان إيمانا بفكرة الفيلم، رغم ما قد يترتب على ذلك من مجازفة قد لا يكون لها النجاح الجماهيري المأمول.

التقيناه على هامش «مهرجان الفيلم العربي» في برلين، حيث يعرض له فيلمين «ديكور» إنتاج 2014 للمخرج المثير للجدل أحمد عبدالله ومشاركة حورية فرغلي في أول أدوارها الرئيسية وماجد الكدواني، وفيلم «فيلا 69» للمخرجه الشابة آيتن أمين ومشاركة الفنانة لبلبة ومجموعة من الممثلين الشباب.

بادرناه بالسؤال عن انطباعه عن الدورة الحالية السادسة لمهرجان الفيلم العربي وكيف يقيم التنظيم والأداء؟

□ أرى أن المهرجان في تحسن دائم، فقد كنت مصادفة في دورة سابقة وبالمقارنة مع الدورة الحالية هناك الكثير من الإيجابيات التي طرأت، كنوعية الأفلام المشاركة والدعاية المصاحبة والمستوى الفني، إضافة الى تزايد أعداد الجمهور الألماني المقبل على مشاهدة الأفلام العربية. ولكن أرى أن مؤشر نجاح مهرجانات الفيلم العربي في أوروبا ليس فقط بعرض الفيلم ليوم أو يومين بقدر ما هو خلق حالة تواصل ثقافي مع الجمهور الغربي وتكوين قاعدة جماهيرية تجعل من الفيلم العربي ضيفا دائما على الشاشات في الدول الأوروبية، قد يكون مهرجان مالمو في السويد على الطريق الصحيح لخلق هذه الحالة.

نقطة انطلاقك نحو النجومية كانت مع المخرج داود عبد السيد في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، هل تتفق مع هذا الرأي؟

□ العمل مع مخرج كبير ومتمكن كداود عبد السيد طبعا أعطاني الفرصة لأدوار أخرى مع أنني كنت قد صورت في الوقت نفسه فيلم «سهر الليالي»، ولكن تصادف أن عرض فيلم عبد السيد أولا. إضافة الى أهمية الفيلم وموضوعه وهو علاقة السلطه بشرائح المجتمع المختلفة أعطى الفرصة لي بأن أقوم بأول بطولة في السينما، وأيضا لوجوه أخرى كشعبان عبد الرحيم، والفنان الوحيد الذي سبق وقام بأدوار سينمائية هو الفنان صلاح عبدالله.

تعارفي مع المخرج داود عبد السيد كان سابقا لذلك عندما شاهد لي مسرحيات كانت تعرض في مسرح الجامعة الأمريكيه، وخصوصا مسرحية الكاتب الكبير توفيق الحكيم «رصاصة في القلب»، وأنا سعيد جدا بأني أعدت التجربه معه مؤخرا في فيلم «قدرات غير عادية» والذي سيشاهد النور قريبا على شاشات العرض.

أحمد عبدالله، آيتن أمين، نجوى النجار وغيرهم كلهم مخرجون شباب لهم رؤى مختلفة عن السينما التقليدية، ألا تعتقد بأن العمل معهم يحمل نوعا من المجازفة؟ أم أن دعمك لهم فيه من المثالية؟

□ وغير هذه الأسماء التي ذكرت هناك عشرات الأعمال لمخرجين جدد رفضتها لأني لم أجد فيها ما يضيف لي شيئا أو أني وجدت بأن أفكارهم لم تنضج بما فيه الكفايه أو لمجرد عدم الإلتقاء في وجهات النظر والمستويات لينتج عملا ناجحا. أنا طبعا أحب خوض المغامرة لإعطاء مساحة أكبر للتجريب وخلق سينما مختلفة لأنه لا يمكن للفن السينمائي أن يقف عند حد معين هذا اذا ما أردنا أن نثري المشهد الفني العربي ككل وأن ننتج سينما تستطيع المنافسة في الأسواق العالمية.

هل يمكن أن نشهد تصالحا بين ما يسمى فيلم المهرجانات والفيلم التجاري الشعبي؟

□ فيلم «ميكرفون» للمخرج أحمد عبدالله استطاع أن يحقق هذه المعادلة، حيث نجح جماهيريا عند عرضه في الصالات وشارك ايضا في مهرجانات عديدة وحصل ايضا على جوائز عالمية.

فيلما «ديكور» و»فيلا 69 « قد يكونا أقل حظا، نظرا للظروف الصعبة التي تمر بها مصر مما يجعل العزوف عن الذهاب الى السينما صفة عامة، وعكس ذلك في فيلم «ديكور» حظر التجوال الذي كان يعرض في الشوارع من ساعات المساء حتى الصباح. أعتقد أن الفيلمين كانا ضرورة ملحة لعملهما في هذا الوقت، ديكور الذي صور بالأسود والأبيض ينتقد حالة الإستقطاب السائدة في البلد بشكل مبطن، ويريد أن يوصل رسالة أن الحياة ليست أسود أو أبيض، وطني أو خائن وعميل، أما مرسي او السيسي. بطلة الفيلم وضعت بين خيارين وأرادت أن تقول في النهاية إن هناك خيارات اخرى بأن لا ترضى عن الأسلوبين وتختار طريقا جديدا.

«فيلا 69 « لم يكن هدفه الأول اظهار حكاية رجل هرم يموت، بل مسألة الإستبداد بالرأي وقمع كل من حواليه بشكل استفزازي.

الفيلم الفلسطيني «عيون الحرامية»، هل هو أول دور لك باللهجة غير المصرية وهل واجهت صعوبات بتعلم اللهجة الفلسطينية الدارجة؟

□ ابتسم وكأنه يستعيد ذكريات جميلة، وقال: أنا سعيد جدا بقيامي بدور طارق الفلسطيني في هذا الفيلم.

وكنت سأقبل بدور حتى لو كان صغيرا. عندما بدأت التمرن على اللهجة الفلسطينية، اكتشفت بأنها أقرب الي من اللبنانية مثلا، وعند دخولي الى فلسطين اكتشفت أن لكل شارع أو حارة فلسطينية لهجتها، التي تختلف عن الأخرى. وفي النهاية كان لا بد من الإستعانة بمدققة لهجات فلسطينية حتى لا تختلط الأمور ونصور كل مشهد بلهجة مختلفة. تنقلنا أثناء التصوير بين نابلس التي صورت فيها معظم المشاهد ومناطق قريبة من رام الله.

لم أشعر هناك أبدا بغربة المكان عني أو غربتي عنه، أحسست أني أتواجد في مدن مصرية لم أزرها من قبل، ولكني أعرفها تماما. وأدى احتضان أهلنا في فلسطين لنا في طاقم العمل الى شعورنا بأننا وسط أهلنا وناسنا. 

هل واجهتم صعوبة أثناء تصويركم العمل في المناطق الفلسطينية؟

- الصعوبة كانت فقط أثناء التنقل والمرور عند الحواجز الإسرائيلية، ولكن بفضل خبرة الفلسطينيين وقدرتهم على التعامل مع الوضع كنا نتغلب على ذلك.

هل خشيت عند دخولك إلى فلسطين من الإتهام بتشجيع التطبيع؟

□ انفعل خالد قليلا ورد: كلام فارغ، وتساءل هل يمنعني أحد من زيارة أخي السجين والتواصل معه لأنه عند سجان غريب يقف على الباب! إن ذلك أكثر مدعاة لمحاولة كسر الحصار واشعار إخوتنا بأنهم جزء منا.

نحن كنا فريق عمل عالميا من مصر والجزائر والأردن وفرنسا نتنقل بين المدن والقرى الفلسطينية لأن هذا هو الطبيعي أن تستمر الحياة جنبا الى جنب معا للمطالبة بالحقوق.

أنيسة العناية في «أفراح صغيرة»:

السينما المغربية تجاوزت عقدة الجنس

من فاطمة بوغنبور - الرباط – «القدس العربي»:

لفتت انتباه النقاد في دور المراهقة «نفيسة» التي اضطرت لمرافقة أمها للإقامة عند إحدى سيدات المجتمع التطواني. بمجرد التحاق الأخيرة بالبيت الكبير، تنشأ بينها وبين فطومة، حفيدة صاحبة البيت، علاقة صداقة قوية . تتعاهد الشابتان على أن لا تتخليا عن بعضهما وأن تتقاسما كل شيء. لكن عندما تعلم فطومة بأن نفيسة ستتزوج قريبا تتوتر العلاقة وتحاول فطومة المستحيل لتحافظ على صديقتها… تخللت الفيلم مشاهد توحي بعلاقة حميمة تجمع المراهقتين مما أثار جدلا كبيرا عقب عرض الفيلم في الجرائد والمواقع الإخبارية. لكن ذلك لم يمنع من حصول الفيلم على جائزة الجمهور في مهرجان تطوان السينمائي بل تنبأ بميلاد وجه سينمائي جديد قال عنه النقاد إنه مؤكد لديه الكثير مما سيقوله مستقبلا. في هذه الدردشة تعرفنا أكثر إلى نفيسة أو أنيسة العناية.

«أفراح صغيرة» هو أول بطولة في أول عمل سينمائي لك كيف جاء تعاملك مع المخرج محمد الشريف الطريبق؟

□ نحن ننتمي لمدينة العرائش في شمال المغرب، تعرفنا بداية في جمعية الشريف الإدريسي وهي جمعية ثقافية تقوم بأنشطة في الموسيقى والمسرح، حيث كنت أقوم بتداريب مسرحية وبعدها التحقت بمعهد المسرح والتنشيط الثقافي في الرباط للدراسة وكان قد علم بالأمر، ثم اتصل بي يوما يخبرني عن «كاستينغ» فيلم «أفراح صغيرة» حيت قمت بـ»تيست» أمام الكاميرا لأجده أياما بعد ذلك يعاود الاتصال ليخبرني أنه اختارني للقيام بالدور الرئيسي في الفيلم . كانت فرحتي لا توصف لم أصدق نفسي، ثم التقينا بعدها لأجل البدء في التمارين والتحضيرات لأني لم أكن أضبط بعض التفاصيل التي تفرق بين المسرح والسينما.

أثار الفيلم جدلا بسبب الإشارة لوجود علاقة مثلية بين البطلتين «نفيسة» و»فطومة» ألم يخيفك الأمر حين قرأت السيناريو؟

□ توقعنا منذ البداية هذا الجدل. لكن الفيلم قدم واقعا حقيقيا والبعض فقط من احتج وكتب وصنع منها قضية، فيما جمهور واسع تقبل الأمر، وظهر أن الفيلم ترك لديهم أثرا فنيا جميلا وانطباعا إيجابيا بدليل أنه حصد جائزة جمهور المدينة التي تحدث عن تاريخها وتقاليدها بل وصور فيها، ثم أنا أرى أن السينما المغربية قد تجاوزت كثيرا ما لمح له الفيلم بمشاهد أكثر جرأة وأحيانا بغير هدف أو معنى، والفيلم على الأقل تحدث عن واقع حقيقي وهناك شهادات حية عن ما جاء به في الوثائقي الذي حمل اسم الفيلم «أفراح صغيرة» للمخرج نفسه وهو عمل تحدث عن الموضوع والحقبة التي صورها الفيلم. الإشكال أن الجنس وعلاقتنا بالجسد هو طابو مجتمعي مغلف بقيم العيب و»الحشومة» وأيضا بحكم مرجعيتنا الدينية مرفوض معالجته سينمائيا.

كيف تلقيت الجدل والإنتقادات؟

□ بكل فرح وترحاب. ما زلت في بداية الطريق وعبر النقد يمكنني أن أتقدم وأطور من نفسي فأنا لا أتوقع فقط المجاملات ومنذ البداية انتظرت أيضا النقد.

تبدين مصرة على استكمال تكوينك الأكاديمي، رغم تألقك سينمائيا ومسرحيا؟

□ بداية درست في كلية الحقوق في طنجة مدة ثلاث سنوات لكني كنت دائما عاقدة العزم على دراسة الفن والتمثيل فتركت الحقوق والتحقت بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي وأنا الآن في السنة الثالثة، فالتسلح بالعلم والتكوين الأكاديمي خيار أساسي في حياتي. لأنه فرق كبير لدي بين أن أدرس التمثيل من الصفر حتى الإحتراف بشكل علمي وأكاديمي على أن أستيقظ يوما وأقرر فجأة أن أصبح ممثلة، ولو أعدت حياتي من جديد سأختار دائما الدراسة في المعهد، فالدراسة فضلا على أنها تسلحك بأصول المهنة هي أيضا تفيدك في جوانب حياتك فكريا وتثقيفيا.

جزء كبير من وجوه الميدان الفني في المغرب لم يدرسوا المسرح أو التمثيل ما رأيك؟

□ لا يزعجني مثل هذا الأمر ولم أفكر يوما في الفرق بين كلينا، بل ربما يتيح لنا منافسة من نوع آخر، ثم الساحة تتسع للجميع وللجميع الحق في التواجد فلكل أسلوبه الخاص ومساره الفني المختلف، العبرة أن تنجح في اختيارك .

خضت تجربة المسرح الإرتجالي عبر سلسلة «قليل ومداوم» لفرقة دابا تياتر. ماذا أضافت لك؟

□ كانت تجربة مميزة ارتحت لها واكتسبت منها معارف جديدة، للركح مذاق خاص خصوصا إذا كان من نوعية المسرح الارتجالي، وفكرة «قليل ومداوم» وتعني قليل لكنه مستمر. تقوم على ترك حرية اختيار موضوع المقاطع المسرحية للجمهور عبر «القرعة» وبعدها نفتح الباب لمن يرغب من الجمهور في مشاركتنا إعداد النص المسرحي وفق التيمة التي أفرزتها «القرعة» التي يقوم فيها بالفرز أيضا واحد من الجمهور ودقائق بعد ذلك نؤدي النص المسرحي بشكل ارتجالي. 

كفنانة في بداية الطريق ألا تخيفك لغة التشكي في الوسط الفني المغربي من صعوبات الميدان وقلة فرص الإنتاج؟

□ لا أنصت إلى هذه الادعاءات واعتقد أن هناك «سوء فهم» أو مبالغة في هذا، فالوضع الفني في تحسن والمخرجون والممثلون باتوا يشتغلون على مدار السنة في المغرب. – من هو المخرج المغربي الذي تحلمين بالوقوف أمامه؟

أتمنى أن أقف يوما أمام كاميرا المخرج المغربي «فوزي بنسعيدي»، أحب أسلوبه كمخرج وأتابع كل أعماله بشغف أرى أنها أعمال منتقاة بعناية وحس إبداعي فريد، وبشكل خاص توقفت كثيرا عند فيلمه السينمائي «موت للبيع».

من بين الوجوه الفنية في المغرب من ترين فيه نفسك؟

□ نموذجي الفني الأعلى هو الراحل محمد البسطاوي، أرى أنه فنان كبير مبهر قادر على تقمص الشخصيات كلها بدون استثناء. ومن الفنانات أحب فاطمة الزهراء بناصر تشعرني بأنها المرأة المناسبة في المكان الفني المناسب أحب اختياراتها الفنية وأجد نفسي أبحث عن جديدها. وأحب أيضا الفنانة «راوية» هاته الأخيرة يخيل لي أحيانا أنها لا تنتمي إلى هذا الكوكب بل تأتي من فضاءات خارجية لتمثل فقط ثم سرعان ما تغادر. أحلم أن يجمعني بها مشهد تمثيلي يوما ما.

القدس العربي اللندنية في

16.04.2015

 
 

للمخرج أندرياس دريسن

"عندما كنا نحلم" .. جديد السينما الألمانية

24 - محمد هاشم عبدالسلام

يعرض حالياً بالسينمات الألمانية العروض التجارية الأولى لفيلم "عندما كنا نحلم" للمخرج الألماني القدير أندرياس دريسن، في الثانية والخمسين من عمره، وذلك بعدما عرض الفيلم لأول مرة في دورة العام الفائت من مهرجان برلين.

عندما كنا نحلم هو أحد أفلام أندرياس دريسن. وتدور أحداثه في مدينة دريسدن، عقب سقوط جدار برلين مباشرة. والفيلم مقتبس عن رواية للأديب "كليمنس ماير"، وهي الرواية الثانية التي يقتبسها المخرج لنفس الأديب، أما السيناريو فهو للمخرج نفسه.

نتابع في فيلم، عبر مجموعة من الأبطال الشباب المراهقين، مرحلة سابقة على الوحدة الألمانية قبل ثلاثة عشر عاماً بينما كان الأبطال تلاميذاً يدرسون بإحدى المدارس الشيوعية، ومرحلة بعد سقوط جدار برلين وتوحيد شطري ألمانيا، في نوع من الانتقال بين هاتين المرحلتين.
ويعاني كل من هؤلاء الشباب الخمسة، مشاكل المراهقة، وعلى نحو شديد العنيف، حيث الجنوح الكامل، والتهور المفرط لآخرة قطرة، برغم كل تبعاته، إلى جانب أن كل منهم يعاني من مشكلات على المستوى النفسي أو الدراسي. حيث يتاجر أحدهم في المخدرات، والآخر لا يكف عن تعاطيها، ويعاني الثالث من مشكلات نفسية نتيجة حبه المجهض، والرابع من حلمه غير المتحقق بأن يصير ملاكماً، والأخير القائد الذي يحاول أن يدفعهم ويقودهم جميعاً لأقصى درجات العنف والتطرف في الأفعال والتصرفات.

وامتد زمن الفيلم لأكثر من ساعتين، أراد فيها دريسن أن يبين، عبر تلك الشريحة من الشباب، كيف كان الوضع أيام فترة التسعينات قبل سقوط الجدار، ومدى انصراف الشباب وعدم اهتمامه بأي شيء متعلق بمجتمعه وبلده على كافة المستويات، فقط حياتهم اليومية المنحصرة بين العنف والتسكع والإفراط في تناول الشراب والمخدرات واللهو، والمراهقة المثيرة للمتاعب والمشكلات. والغريب في الأمر أن دريسن لم يوضح لنا ما الذي كان يحلم به هؤلاء الشباب على وجه التحديد! واكتفى فقط ببضعة عناوين أو فواصل ذات عناوين بين مشاهد الفيلم.

بدأ تصويره في مارسيليا

"البقرة".. فيلم جديد للمخرج الجزائري محمد حميدي

24 - محمد هاشم عبدالسلام

بدأ المخرج الجزائري محمد حميدي تصوير أحدث أفلامه، والذي يحمل عنوان "البقرة"، وذلك في مدينة مارسليا الفرنسية، والفيلم بطولة الممثل الجزائري الأصل المعروف جمال ديبوزي، والممثل الجزائري الأصل فتاح بوي أحمد، والممثل الفرنسي المتميز لامبرت ويلسون.

وينتمي الفيلم لنوعية أفلام الطريق، حيث يسافر البطل متنقلاً من بلدة إلى أخرى على امتداد الفيلم. كما يمزج الفيلم أيضاً بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والسياسية. كتب سيناريو الفيلم وحواره المخرج محمد حميدي بالاشتراك مع كاتب السيناريو آلان ميشال بلانك.

ويقوم ببطولة "البقرة" جمال ديبوزي، جائز أحسن ممثل بمهرجان كان 2006 وترشيحين لسيزار عامي 2002، و2004، ويشاركه البطولة الممثل الفرنسي اللامع لامبرت ويلسون، جائزة جان جابان لأحسن ممثل 1990 والعديد من الترشحيات لسيزار، آخرها عن دوره اللافت في فيلم "عن البشر والآلهة" عام 2011.

مناطق التصوير

وسيستمر تصوير الفيلم حتى نهاية مايو (أيار) القادم، وذلك لتعدد مناطق التصوير، حيث يتم التصوير في الأماكن الطبيعية الأصلية بعيداً عن الاستوديو. ولذلك ينتقل طاقم الفيلم بعد انتهاء التصوير من مرسليا إلى باريس ثم إلى بوردو وأخيراً إلى المغرب.

ومحمد حميدي مخرج جرائزي فرنسي المعيشة والإقامة، في الثانية والأربعين من عمره، وهذا هو ثاني أفلامه الروائية الطويلة، بعد فيلمه الأول "الوطن" (2013)، الذي اختير وقتها للاشتراك في دورة مهرجان "كان" لذاك العام، وتم عرضه ضمن قسم "العروض الخاصة". وتناول الفيلم قصة والد المخرج ورحلة عودته إلى وطنه الجزائر.

قصة الفيلم

تدور أحداث الفيلم حول الشاب "فتاح"، الذي يتسم بالطيبة البالغة والبساطة الشديدة، بالضبط كما كان والده، ولكن هذا الأمر يتسبب له في الكثير من المعاناة والسخرية من جانب أهل قريته بالجزائر. وبالرغم من حبه العميق والبالغ لزوجته وابنتيه، لكن الكائن الوحيد الذي يشعر بالفعل أنه رفيقه في الحياة والذي يفهمه ويحس به فعلاً هو بقرته، جاكلين.

والبقرة من أجمل الأبقار في القرية والأكثر تميزاً، وفتاح لا يحلم سوى بشيء واحد فقط، اصطحابها كي تنافس في المعرض الزراعي بباريس. ولاقتناعه بحلمه، ينطلق فتاح في رحلة طويلة إلى فرنسا جاراً بقرته معه، حتى يصل مارسيليا وهناك يقطع رحلة طويلة شاقة إلى باريس سيراً على الأقدام مع بقرته يمر فيها بحقول ودروب مختلف القرى الفرنسية ويلتقي العديد من البشر، في حالة بحث من جانبه عن المعاملة اللائقة والقلوب الطيبة، والخير داخل النفوس البشرية.

موقع (24) الإماراتي في

16.04.2015

 
 

انسحاب 22 فيلماً من «مهرجان اسطنبول السينمائي» بسبب الرقابة

اسطنبول – رويترز

في أحدث احتجاج على الرقابة في تركيا، انسحب حوالي عشرين من صنّاع الأفلام، ومجموعة من النقاد الدوليين، من «مهرجان اسطنبول السينمائي الدولي»، بعدما منعت الحكومة عرض فيلم عن المتشددين الأكراد.

وقال منظمون إنه تم سحب 22 فيلماً على الأقل، هذا الاسبوع، من نحو 200 فيلم تم تقديمها للمهرجان، كما ألغيت مسابقة المهرجان بسبب الفيلم الوثائقي «باكور» (شمال)، الذي يوثق حياة المتشددين من حزب العمال الكردستاني المحظور.

وقالت وزارة الثقافة، في بيان، أول من أمس (الإثنين)، إن الفيلم لن يُعرض لأن منتجيه لم يحصلوا على المستندات اللازمة. وأضافت أن «الدعاية لحزب العمال الكردستاني» ليس لها مكان في مجتمع ديمقراطي.

وقالت الوزارة «من الواضح أن كلاً من منظمي المهرجان ومنتجي الفيلم لم يتبعوا العملية القانونية المطلوبة لعرض الفيلم».

وقالت مديرة المهرجان عزيزة تان إن الحكومة نادراً ما تطلب مثل هذه الأوراق، ولا تطلبها من صناع الافلام الأجنبية. وأضافت قائلة «ما نواجهه هنا هو لائحة مفروضة بصورة تعسفية استخدمت لمنع عرض الأفلام غير المرغوب فيها».

وقال الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين إن أعضاءه لن يشاركوا في لجنة تحكيم المهرجان.

وقالت نقابة منتجي السينما التركية إن منع عرض الفيلم هو أحدث مثال على الرقابة على السينما والفنون.

ويعرض الفيلم الذي تم تصويره في معسكرات حزب العمال الكردستاني في تركيا، ومناطق في سورية والعراق الحياة اليومية للمتشددين.

وتصنّف تركيا والولايات المتحدة وأوروبا «حزب العمال الكردستاني» على انه منظمة إرهابية. وشنّ الحزب تمرداً دام ثلاثة عقود سعياً الى مزيد من الحكم الذاتي للأقلية الكردية.

الحياة اللندنية في

16.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)