كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مائة عام على مذابح العثمانيين ضد الأرمن..

مشاهد فى ذاكرة السينما

خالد محمود

 

فاتح أكين كسر الصمت التركى بـ«القطع»: الفيلم تكفير عن جريمتنا

مخرج كندى فى رسالة بفيلمه «ارارات».. اعتراف الجناة وغفران المجنى عليهم

«أمريكا أمريكا».. نهاية البطل كماسح أحذية على رصيف الميناء بعد نجاته من المجزرة

عمر الشريف كان له نصيب من تلك الموجة بفيلم عن أسرة فرت إلى مارسيليا بسفينة بضائع

ربما لم تعرف واقعة تاريخية طريقها إلى السينما، كما عرفت مذابح الأرمن على يد الدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى، إذا استثنيا أحداث الحرب العالمية الثانية، ولا يتعلق الأمر بعدد الأفلام بقدر تعلقه بالتنوع فى المعالجة والرؤى والزوايا، بين عمل يدين الجانب التركى وآخر يحاول تبرئته، وبين قصص إنسانية ترصد الضحايا الأرمن، وأعمال تلقى الضوء على موجات النزوح الجماعية.. بين كل ذلك كان للسينما كلمتها.

وفى كل تلك المعالجات ظلت السينما وجهة نظر فى الأحداث، التى لا تزال محل جدل ونقاش بعد مرور مائة عام عليها، بين من يصر على وصفها بجريمة «إبادة جماعية»، وبين من يعتبرها مجرد معركة ضمن مئات المعارك التى شهدتها الحرب العالمية الأولى.

أحدث الأفلام التى تناولت المجزرة كان «القطع» للمخرج الألمانى التركى الأصل فاتح أكين، وجاء بمثابة صرخة ضد المذبحة، ويشكل برؤية أكثر واقعية نتائج تلك المذبحة التى تركت تأثيرا سلبيا كبيرا.

وجاءت شهادة اكين نفسه بالقول إن «الشعب التركى يعتبر الحديث عن الجرائم التى ارتكبتها الدولة العثمانية بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى، من المحرمات، التى يخشى الحديث حولها من قرب أو بعيد».

ويصورالعمل بل ويناقش المذابح ضد الأرمن فى الحرب الأولى، والتى تنكرها الحكومات التركية، وأشار فاتح إلى أن المشكلة التى واجهته كانت فى الرقابة الداخلية للمجتمع التركى، وأن بعض أصحاب دور العرض عبروا له عن مخاوفهم من عرض الفيلم داخل تركيا.

غير أنه عاد وقال إن الكثير من الأتراك بدأوا أخيرا فى استيعاب ما جرى ضد الأرمن، موضحا أنه اختار عدم تكرار كلمة «مذبحة» فى الفيلم الذى تبلغ مدته 138 دقيقة، لأن الكلمة عندما تتكرر لا يكون لها معنى، وهو ما جعله يركز على أجزاء معينة فى هذه المذبحة لتوضيح الحقيقة.

والواقع أن اكين قدم ــ بصورة مدهشة وسيناريو ذكى وحوار ملهم بواقعيته وموسيقى إلكسندر هاكس الموحيةــ مجازر الإبادة الجماعية عام 1915، حيث قام الأتراك بالتعاون مع عشائر كردية بإبادة مئات القرى شرقى البلاد فى محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق، وهى واحدة من أقسى وأبشع المجازر الإنسانية فى القرن الماضى، وكان جريئا فى تناول هذا الملف الشائك رغم أصوله التركية، والواقع أيضا أنه قدم رؤية محايدة عن هذه الأحداث تعتمد على الحقائق التاريخية وهو يرصد لحظات إنسانية شديدة الخصوصية مع رحلة بطله الذى تعرض للاضطهاد والتعذيب، وفقد أسرته، ولم يتبقَ منها سوى واحدة من ابنتيه التوأم التى طاف البلاد حتى يجدها.

ــ لماذا قدم فيلما عن مذبحة الأرمن؟ السؤال فرض نفسه على فاتح اكين، وأجاب:

أنا بالأساس أنتمى لأصول تركية، وهو ما يعنى أن أهلى وأجدادى هم من قاموا بهذه الجريمة، وهناك الكثيرون منهم حتى الآن لا يريدون الاعتراف بهذه المجزرة، وهو ما جعلنى أعتبر الفيلم نوعا من التكفير بهذه الجريمة لتوضيح الحقيقة أمام العالم كله.

وهناك أيضا الفيلم الايطالى «مزرعة القبّرة» إخراج الأخوين تافيانى، عام 2009 والفيلم هو السيرة الذاتية للكاتبة الإيطالية من أصل أرمنى أنطونيا أرسلان، ومأخوذ عن روايتها «مزرعة القبّرة»، ويتناول ما تعرض له الأرمن من إبادة عام 1915، حيث يختصر التراجيديا الأرمنية من خلال سيرة عائلة «أفاكيان»، والتى كانت تنتظر عودة الأخ الأصغر البروفيسور أسادور أفاكيان من البندقية بعد غياب طويل، وحين تقع الإبادة يقتل جميع الذكور شيوخا وشبابا، فيما يرحّل النساء والأطفال إلى حلب ومن ثم إلى دير الزور لتتم هناك تصفية ما تبقى منهم على قيد الحياة. الفيلم فى الحقيقة يبدأ بمشاهد قاسية لعجوز أرمنى على فراش الموت يخيل إليه قبل مفارقته الحياة أن أيام صعبة تنتظر عائلته.. وبعد أيام أو أسابيع تبدأ الأحداث القاسية بالفعل حين تظهر الأوامر بضرورة جمع كل الأرمن وقتلهم أو ترحيلهم.

وقد لجأ الفيلم إلى حد ما إلى لغة وسطية تجلت من خلال العلاقة التى تربط عائلة أفاكيان مع الأتراك، الذين يحضرون جنازة الجد الأرمنى وعلى رأسهم الكولونيل أركان الذى يقدم تعازيه للعائلة بالإضافة إلى الشحاذ التركى ناظم الذى تحتضنه العائلة، كما تتجلى أيضا من خلال حديث الكولونيل أركان بأن الأرمن لا يشكلون تهديدا للأتراك وبأنهم مصدر للاقتصاد، كذلك حديث أحد الضباط الأتراك بقوله أن الأرمن يحرثون حقول كرومهم ويقرأون الكتب، وهم مسالمون.

ليس كل الأتراك قتلة، هذا ما يريد الفيلم قوله عبر تلك اللقطات، لكن أيضا هناك من ارتكب الجرائم وقد شاهدنا هؤلاء فى قفص الاتهام فى مشهد المحكمة فى نهاية الفيلم ،وهناك من اجبر على القت، كما فى حالة الجندى يوسف الذى أحب نونيك أفاكيان واضطر لقتلها وقد اعترف بذلك أمام القاضى.

وفى النهاية يؤكد الفيلم أن تركيا تتحمل مسؤولية جريمة الإبادة وبخاصة نخبهم السياسية والثقافية عبر الاعتراف بهذه الجريمة والتعويض للأرمن حسب القانون الدولى، ولذلك كانت العبارة الأخيرة فى مشهد النهاية أن الشعب الأرمنى لا يزال ينتظر تحقيق العدالة.

باولو تافيانى أحد مخرجى الفيلم قال فى حوار مع مجلة شبيجل أونلاين الإلكترونية: «هذا الفيلم ليس فيلما عن تركيا عام 1915، ولكنه أيضا فيلم عن الحاضر، لقد رأينا مشاهد مماثلة فى البلقان، فى راوندا وفى السودان. نحن الإيطاليون ارتكبنا جرائم قتل والألمان ارتكبوا جرائم قتل. إن الرعب يمكن أن يحدث فى أى زمان وفى أى مكان.. ولكن يبقى السؤال: لماذا نتكتم على المأساة الأرمنية؟».

المخرج الكندى اتوم ايجوايان –42 عاما ــ قدم فيلما روائيا عن المذبحة التى تعرض لها الأرمن وهو فيلم «ارارات» ــ نسبة للجبل المطل الذى يقع شرق تركياــ وقد كتبه بنفسه بعد أن علم أن أجداده كانوا من ضحايا المذبحة، وقد هرب بعض أقاربه إلى لبنان وبعضهم هرب إلى القاهرة.

و«ارارات» الذى قدم عام 2002 ولعب بطولته شارل ازنافور وكريستوفر بلامر، لا يبدأ بنقطة من التاريخ ويستمر فيها، ولا هو يبدأ بشخص يروى ما حدث ثم نعود فى «فلاش باك» إلى الماضى نجتر منه، هناك أكثر من زاوية ورؤية تتمردمن الشكل السردى فى مثل هذه النوعية من الاعمال.

فى الفيلم نرى الشاب رافى يعمل سائق سيارة فى الشركة التى تنتج فيلما عن المذبحة الارمنية عنوانه «ارارات»، والدته مؤرخة يتم توظيفها فى الفيلم كمستشارة تاريخية، خصوصا أن الفيلم يتعامل أيضا مع فن الرسام الأرمنى أرشيل جوركى ينطلق رافى إلى تركيا لمهمة جمع حقائق عن المذبحة، وعند عودته يستجوبه ضابط الجمارك عن محتويات أربع علب من الأفلام بحوزته، حيث يشك أنها قد تحتوى على مخدرات مهربة، وعبر الاستجواب الطويل يتنقل بنا المخرج بين موقع التصوير فى الاستوديو وما يحدث فيه تارة والموقعة ذاتها كإعادة سرد تاريخى للمجزرة تارة أخرى.

رسالة الفيلم تكمن فى قيمة «الاعتراف والغفران»، الاعتراف من قبل الذين قاموا بالمذبحة والغفران من قبل الذين تعرضوا لها، وذلك بحسب شهادة المخرج نفسه للناقد السينمائى محمد رضا.

«أحد أهم شخصياتى فى الفيلم هو ممثل من أصل تركى اسمه على (يقوم به الياس كوتياس) يحاول إقناع رافى بأن ينسى، لكن لا يبدو أن رافى لا يريد أن ينسى. إنه يريد أن يسمع اعتذارا من على، لكن على جيل لاحق لا يعرف عن تركيا نفسها أى شىء».

إنجز إيجوايان فيلما يثير الجدل بلا ريب، واعترف أنه أقرب الافلام إلى نفسه، ولذلك قررت عرضه خارج المسابقة فى مهرجان «كان».

وقال إيجوايان: «لم أرد أن يقع التداول حول القضية السياسية بين أعضاء لجنة التحكيم التى قد لا يفهم كل أعضائها الدوافع على نحو سليم، فيلم بسيط راقٍ عن مجموعة من الأجيال المتعاقبة تربطهم علاقات إنسانية راقية، تجسد الواقع الأرمينى الذى لم تضمد جراحه بعد».

وتدور أحداث (آرارات:2002) حول المجزرة الأرمينية، على يد الأتراك عام 1915، عبر عدة حكايات تتقاطع وتتشابك فى كثير من الأحيان، لكن يبقى الرابط واحدا، وهو الذاكرة التى تأبى أن تفارق الخيال، عبر شخصيات لم ترث فى بحثها عن الهوية غير الوجع والألم.

التليفزيون الإيطالى عرض أخيرا فيلما وثائقيا بعنوان «الرجل الغامض» للمخرج روبرتو سورانى والباحث تيتو دى لوكا وهما كانا معا فى رحلة بحث فى تركيا لسنوات طويلة للبحث عن أى أثر لسفينة نوح على قمة وسفوح جبال «ارارات» الأرمنية إلا أنهم تفاجئا أن كل ما يظهر أمامهما هو عبارة عن أدلة وإشارات على الابادة الجماعية الأرمينية، وليس سفينة نوح.

أيضا هناك العراقى «عطر السماء» عام 2012، وتم إنتاج الفيلم العام 2012 من قبل المعهد العراقى.

وهو من اخراج عباس الوندى وسيناريو لعلى وجيه الذى تناول مذبحة الأرمن 1915، التى بلغ ضحاياها أكثر من مليون مواطن فى الامبراطورية العثمانية بسبب الانتماء العرقى.

وهناك أيضا فيلم«امريكا أمريكا» عام 1963 لالياكازان وبطولة الممثل اليونانى ستاثيز يالاليز، الذى قام بدور البطل الأرمنى الشاب (ستافروس).

فى فيلم إيليا كازان الذى يروى فيه قصة عمه، يرغب ستافروس فى مغادرة تركيا بعد أن يشهد المذابح التى يرتكبها العثمانيون ضدّ الأرمن فى هضبة أنطاليا، ويخوض بالتالى رحلة شاقة حاملا معه بعض الأوانى الفضية التى تصبح كل ثروته.

يتعرف خلال الرحلة فى الطريق، على رجل تركى مسلم، يصلى الوقت فى وقته كما يقولون، ولكنه لا يتورّع عن سرقة الآخرين مبررا سرقاته، بأنه يسطو على كل ما يملكه ستافروس ويتركه مجرّدا يواجه العالم وحيدا فقيرا جائعا.

لكن ستافروس يتمكن بمعجزة من الوصول إلى القسطنطينية (اسطنبول)، حيث ينزل لدى عمه الجشع الذى يرغب فى تزويجه من فتاة تنتمى إلى أسرة ثرية، ويكاد يتزوّجها بالفعل، قبل أن يقرر مواصلة حلمه الشخصى بالنجاة فى اتجاه الحلم الأمريكى.

وعلى ظهر السفينة التى نجح فى التسلل إليها بعد أن دفع لربانها رشوة، يقيم علاقة مع سيدة أمريكية متزوجة من رجل ثرى عليل، تغويه وتغدق عليه، إلى أن يصل إلى نيويورك، وينجح بالتحايل وبمساعدة الأصدقاء المتعاطفين معه، فى دخول أمريكا، وينتهى به الأمر إلى ماسح أحذية على أرصفة الميناء.

ورغم ما بين الفيلمين من عناصر مشتركة، فإن فيلم «أمريكا أمريكا» يتفوّق كثيرا رغم ما فيه من نقاط ضعف، على فيلم فاتح أكين «القطع»، حيث إن العنصر التشكيلى لدى كازان أقوى وأكثر تأثيرا.

وكذلك استخدامه المرموق للموسيقى ونجاحه فى إعادة تجسيد مدينة اسطنبول فى أوائل العشرينات من القرن الماضى، وكيفية استخدامه الضوء فى التشكيل بالأبيض والأسود، ونجاحه الباهر فى تحريك الممثلين.

هناك اتفاق بين الفيلمين فى فكرة المذبحة، وفى الرغبة الملحة لدى البطل فى الهرب، فى النجاة، وفى فكرة الرحلة الطويلة الشاقة التى يتعرض خلالها للكثير من المفاجآت.

ولكن بطل كازان كان مدفوعا بالحلم الأمريكى، أى بالرغبة فى تحقيق الانعتاق فى «العالم الجديد» من أسر العبودية، والفرار من ذلك العالم الخانق فى الشرق، فى تركيا العثمانية التى تستخدم الإسلام سلاحا أيديولوجيا ضدّ الأقليات من السكان، والتى واجهت عائلته فيها الويلات، وكانت صورة أمريكا وقتذاك، لا تزال صورة رومانسية، وإن كان الفيلم ينتهى ببطلنا فى أسفل السلم الاجتماعى كماسح لأحذية على رصيف ميناء نيويورك، فى إشارة قوية إلى ما ينتظره من متاعب كثيرة فى «جنة المهاجرين».

الفنان المصرى العالمى عمر الشريف كان له هو الآخر نصيب من تلك الأفلام التى تناولت مأساة الأرمن، من خلال فيلم «مايريج» الذى قدمه المخرج الفرنسى الأرمانى هنرى فيرنوى عام ١٩٩١.

ويروى الفيلم قصة عائلة أرمنية تشبه قصص الأرمن فى مارسيليا التى وصلوها عام 1920، حيث صور هنرى ماضيها الذى يتجلى فى الطفل «اشود مالاكيان»، الذى فر من المجزرة الأرمنية ونزل فى ميناء مارسيليا مع والده الذى يلعب دوره عمر الشريف ووالدته التى تجسدها كلوديا كاردينالى وعمتيه.

وعرف هنرى فيرناى ميناء مارسيليا فى نفس الوقت مع مئات اللاجئين الأرمن، ونقل من خلال الفيلم كل التفاصيل الصغيرة، حيث استعمل سفينة بضائع قديمة كسفينة مادزيكيريكوس، التى جاءت عائلة مالاكيان على متنها، وحملت الفيلم شهادة فى شكل إشادات للطائفة الأرمنية فى هذا البلد.

الشروق المصرية في

15.04.2015

 
 

نسرين أمين: جسدت دور «بلطجية» ولم أقلد «دنيا»

كتبت- مريم الشريف

نفت نسرين أمين شعورها بأى انزعاج من شخصية البلطجية والتى قدمتها خلال فيلم «زنقة ستات»، والذى شاركت فى بطولته مع الفنان حسن الراداد، مى سليم، آيتن عامر، إيمى سمير غانم ، ومن إخراج خالد الحلفاوى.

وأضافت أن هذه الشخصية مختلفة تماما عما قدمته دنيا سمير غانم فى فيلم «الفرح» الذى عرض خلال السينما منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى أن الشخصية التى جسدتها لبلطجية وامرأة مسيطرة على المنطقة وهذا ما اتضح من خلال الجرح الذى فى وجهها، والمطواة التى لا تفارق يدها بالإضافة إلى طريقة كلامها.

وتابعت: حرصت على تقديم هذه الشخصية بشكل يميل إلى الكوميديا رغم ما تضمنه من عنف، لدرجة أننى عقب انتهاء المشهد الخاص بى كنت أسقط من الضحك وباقى فريق العمل.

وعبرت عن مدى شعورها بالسعادة من مشاركتها فى هذا الفيلم، مع مجموعة كبيرة من شباب الفنانين، متمنية أن يعجب الجمهور.

وعن مشاركتها فى فيلم «أولاد رزق» أكدت انها تقدم خلال هذا العمل شخصية مختلفة تماما عن «زنقة ستات»، حيث تجسد شخصية خطيبة أحمد عز، معبرة عن مدى سعادتها لاختيارها لدور البطولة النسائية فى هذا الفيلم.

وعن مسلسل «بين السرايات» قالت نسرين أمين إنها من المقرر أن تستأنف تصوير مشاهدها فى العمل خلال الأسبوع المقبل.

وتشارك فى بطولة «بين السرايات» مع مجموعة كبيرة من الفنانين منهم باسم سمرة، سيمون، آيتن عامر، روجينا، أحمد وفيق، نجلاء بدر، صبرى فواز ومن تأليف أحمد عبدالله وإخراج سامح عبدالعزيز.

وعن مشاركتها فى مسلسل «البيوت أسرار» أكدت أن هذا من ضمن الدراما النسائية التى تعشقها، رغم مدى صعوبة العمل لكونه ينتمى إلى مسلسلات السوب أوبرا حيث تصل عدد حلقاته إلى ستين حلقة.

وأضافت أنها تواصل تصوير العمل خلال الفترة الحالية، حيث إنه من المقرر عرضه خلال شهر مايو المقبل.

 وتشارك فى بطولة «البيوت أسرار» مع مجموعة من الفنانين منهم هنا شيحة، آيتن عامر، شيرى عادل، بيومى فؤاد، وهو فكرة محمد أمين راضى، ومن إخراج كريم العدل.

ومن ناحية أخرى نفت ما تردد حول مشاركتها فى مسلسل «تحت السيطرة»، خاصة أنها اعتذرت عن هذا العمل منذ فترة ، لعدم مناسبة الدور لها أو إضافته أى جديد.

مخرج الخلبوص:«الأفيش» ليس مسروقًا.. وانتهى منه خلال أيام

كتب – أميرعبدالنبى

يواصل المخرج إسماعيل فاروق مونتاج ومكساج فيلم «الخلبوص» على أن ينتهى منه خلال أيام ليكون جاهزًا للعرض فى السينمات، وعن تأجيل العمل أكثر من مرة قال فاروق إلى أنه يحدد مع شركة الإنتاج الوقت الأنسب والأفضل لعرض الفيلم. ويشير فاروق أن الشركة المنتجة ستطرح الإعلان الخاص بالفيلم خلال أيام، وعن الأفيش الأول للفيلم الذى أثار جدلاً واسعًا، أكد فاروق أنه ليس مسروقًا من أى أفيشات أفلام أخرى، وذلك لأن البوستر سيحمل معانى ورسائل سيكتشفه من يشاهد الفيلم، ويشير فاروق إلى أنه يعود من خلال «الخلبوص» بالفنان محمد رجب إلى الكوميديا، وذلك لأن العمل يدور فى إطار كوميدى رومانسى ويتناول العديد من القضايا الاجتماعية التى يتم تقديمها فى إطار كوميدى ساخر. وتدور الأحداث حول شاب متعدد العلاقات النسائية يتورط فى العديد من المشكلات مع أربع بنات والعمل من بطولة محمد رجب وإيمان العاصى وإيناس كامل ومحمد سليمان وميريهان حسين ورانيا ملاح وسامية الطرابلسى، ومن تأليف محمد سمير مبروك وإنتاج نيوسينشرى ودولار فيلم ومن إخراج إسماعيل فاروق، وكان من المفترض عرض الفيلم بالسينمات الأربعاء الماضى ولكن تم تأجيله بشكل مفاجئ. يذكر أن آخر أعمال الفنان محمد رجب فيلم «سالم أبوأخته» الذى قدم من خلاله شخصية (سالم) الذى يعمل بائعًا متجولًا يتحمل مسئولية شقيقته بعد وفاة والديهما نتيجة لذلك يطلق عليه المقربون له وجيرانه لقب (سالم أبوأخته) بعد أحداث ثورة 25 يناير تتحول حياته إلى جحيم خاصةً بعد وقوعه فى العديد من المشاكل بسبب البلطجية وضباط الشرطة ويحاول التغلب عليها.

وشاركه البطولة حورية فرغلى ومحمد الشقنقيرى وآيتن عامر وريم البارودى من إنتاج أحمد السبكى للمخرج محمد حمدى، وآخر أعمال المخرج إسماعيل فاروق فيلم «واحد صعيدى» الذى قدم من خلاله شخصية (فالح) شاب صعيدى تخرج من كلية الحقوق توسط والده فى أجل مساعدته فى البحث عن عمل ليتم تعيينه فى أحد المنتجعات السياحية كفرد أمن أثناء إحدى جولاته فى المكان يسمع بالصدفة أحد الوافدين وهو يخطط لقتل نزيلة تدعى سماح ليجد ثلاث نزيلات فى المنتجع يدعين سماح فمن منهن هى المقصودة بطولة محمد رمضان وإيناس النجار وراندا البحيرى، وفيلم «النبطشى» الذى قدم من خلاله شخصية  (سعد) يعمل نبطشى بالأفراح وهو الشخص الذى يتولى تقديم المغنين والفقرات الاستعراضية على خشبة المسرح فى الأفراح الشعبية، يبحث هذا الشاب عن فرصة لتحقيق ذاته وأحلامه كى يخرج من البيئة التى يعيش فيها هو وأمه ويتزوج من يحب، ولكنه يواجه العديد من المشاكل فى سبيل تحقيق ذلك بطولة محمود عبدالمغنى وايناس كامل وهبة عبدالغنى وهالة صدقى وتم عرض الفيلمين فى موسم عيد الفطر الماضى.

روز اليوسف اليومية في

15.04.2015

 
 

جدلية الصحافة والفيلم الوثائقي

هاني بشر

رغم أن الأفلام الوثائقية ارتبطت بالتجربة السينمائية في دول العالم المختلفة، إلا أن انتشار التليفزيونات وثقافة الفيديو والانترنت نقلت الأفلام الوثائقية نقلة أخرى أصبحت من خلالها أكثر التصاقا بالعمل الصحفي من حيث المفهوم والمضمون. يتجلّى هذا في عدة مناح منها ما يبدأ من مواد الفيلم الوثائقية الدراسية في كليات الصحافة والإعلام التي اعتمدت منذ فترة طويلة تدريسه في الجامعات الغربية والعربية، ومرورا بمراكز التدريب الصحفي والإعلامي وصولا لكونه أصبح أحد القوالب الصحفية الهامة التي يستخدمها الصحفيون التلفزيونيون في أعمالهم. ولهذا بدأت الحدود الفاصلة بين العمل الصحفي والعمل الوثائقي في التلاشي شيئا فشيئا.

هناك من يرى أن التلاقي بين الصحافة والأفلام الوثائقية محصور في البحث والتوثيق فقط، وأن الاختلاف قائم فيما عدا ذلك. ومن هؤلاء المخرج المغربي عز الدين العلوي الذي يرى أن صانع الفيلم الوثائقي ملتزم فقط برؤيته الفكرية للوجود وبالعمل على إخراج أفكاره وانحيازه للطبقات التي لا صوت لها، في مقابل الصحفي الملتزم بخط تحريري معين وفق رؤية يحدها زمان ومكان. غير أن مثل هذه الآراء تغفل من ناحية الاستقلال الفكري المفترض للصحفي والذي يطبع معالجته للقصص الخبرية، ومن ناحية أخرى تغفل أن هناك تأثيرا متبادلا استفادت منه الصحافة في وجود قالب جديد أكثر جاذبية للمتلقي وهو الفيلم الوثائقي الذي يعيد صياغة المعلومات والأخبار في قالب درامي أكثر تشويقا، واستفاد منه الفيلم الوثائقي عبر ارتباطه بالأحداث الجارية بأن حقق مزيدا من الانتشار كقالب فني وثقافة إنتاج وإخراج. كما دخل الفيلم الوثائقي إلى مساحة أخرى وهي التحقيق والاستقصاء التي هي جوهر العمل الصحفي في الأساس، وأصبحنا أمام تجارب مغامرات بوليسية شيقة في الفيلم الوثائقي.

 أوجه الاستفادة لا تقف عند هذا الحد، فالطريق المهني بين الصحفي ومخرج الفيلم الوثائقي أصبح ذي اتجاهين، ينتقل فيه الصحفي من العمل الإخباري الصرف إلى مساحة الإنتاج والإخراج الوثائقي المتخصص من خلال شركات فنية تجارية أو داخل قنوات تليفزيونية وأحيانا داخل مؤسسات أهلية كالجمعيات الخيرية. وينتقل في المقابل المخرج أو المنتج أو المصور للأفلام الوثائقية من الإنتاج الفني الوثائقي الصرف إلى العمل الصحفي الإخباري بسبب قلة التمويل وزيادة الطلب على هذه الوظائف في القنوات الإخبارية.

هذه الاستفادة المتبادلة بين كلا المجالين يقابلها عدة إشكاليات تحتاج إلى حل وربما حسم. أولى هذه الإشكاليات هي أسر الفيلم الوثائقي داخل منظومة العمل الصحفي واشتراطاتها المتعلقة مثلا بتنويع المصادر المعبرة عن الاتجاهات السياسية المختلفة في الفيلم الواحد لتحقيق التوازن في عرض الرؤى، مما يزيد من فرصة الإقحام الدرامي لشخصيات داخل القصة تحقق غرضا تحريريا وقد تخلق مشكلة فنية جمالية في السياق الدرامي. وثاني هذه الإشكاليات هي التغاضي عن النسق البصري المرئي الجمالي للفيلم الوثائقي وتسلسله لصالح الأهمية الخبرية لصور بعينها، فنتيجة المقارنة بين جمالية الصورة وأهميتها الخبرية محسومة سلفا لصالح هذه الأخيرة حين يتعلق الأمر بالعمل الصحفي. وهذا يعني أن المسألة تحولت إلى وظيفة صحفية للفيلم الوثائقي قد يتخلى فيها هذا الفيلم عن هويته الفنية الجمالية لصالح مجال آخر.

مثل هذه الإشكاليات ليست بالضرورة ضريبة لازمة للتزاوج بين الفيلم الوثائقي والعمل الصحفي، لكنها تحتاج إلى متخصص متعمق في آليات إخراج الفيلم الوثائقي وذي دراية واسعة باشتراطات العمل الصحفي ومتطلباته. وهذا المتخصص إن وجد كمشرف على مشاريع الإنتاج الوثائقية، التي تنتج لأغراض صحفية، لا يكون غالبا متوفرا على مستوى المخرجين الذين يقومون بتنفيذ العمل.  فآليات الإشراف والمراقبة قد تداري وتعالج بعض العيوب ولكنها لا تستطيع أن تنزع ذاتية المخرج التي تطبع العمل.

في الوقت نفسه هناك صعوبة تعتري احتفاظ المخرج بذاتيته، التي قد تكون صحفية، وهو يخطو بأعماله نحو مرحلة أخرى يحلّ بها مثل هذه الإشكاليات كي يحافظ على شخصية الفيلم الوثائقي المستقلة. لكن هناك من حقق هذه المعادلة الصعبة وإن بقيت تجربته في إطار الاستثناء وليس الأصل، وهو الصحفي والمخرج الأسترالي البريطاني جون بيلجر John Pilger  والذي بدأ حياته الصحفية في بلده الأم استراليا قبل أن ينتقل منها إلى بريطانيا في السيتينات، وكان مراسلا حربيا أثناء حرب فيتنام وأول مراسل أجنبي يصل لمصر لتغطية حرب أكتوبر 1973. أنتج أول فيلم بعنوان "التمرُّد الصامت" عن تمرد المجندين الأمريكيين في الجيش الأميركي في فيتنام عام 1970 ويرى بيلجر أن الفيلم كان أحد الأسباب القوية التي أخرجت الولايات المتحدة من فيتنام لكونه يتحدث عن تفكك الجيش الأميركي من الداخل.
يمثل بيلجر تجربة صحفية فريدة على مدار أكثر من نصف قرن في الجمع بين العمل الصحفي والعمل الوثائقي. فاستقلاليته المهنية وحرصه على إنتاج أفلام وثائقية تعرض على شاشات السينما وهو يحمل بوضوح أفكاره وآراءه شديدة القسوة ضد قوى الهيمنة الدولية وخاصة سياسة الولايات المتحدة الخارجية جعلت منه ظاهرة تستحق التوقف عندها. وأهم ملامح هذه الظاهرة هي القفز بالفيلم الوثائقي الذي يلعب فيه الصحفي دورا رئيسيا من شاشات المهرجانات السينمائية وربما بعض القنوات التليفزيونية إلى شاشات السينما في العالم. حيث احتفظ جون بيلجر بذاتيته كصحفي  في العمل الفني لكنه، وبمساعدة فريق عمل بالطبع، لم يتنازل عن جماليات ونسق الفيلم الوثائقي. ويسوق بيجلر تعريفا للصحافة، يصلح لأن يكون أحد القواسم المشتركة الهامة بين العمل الصحفي والعمل الوثائقي من حيث المضمون، إذ يرى أن "الصحافة في الأساس تتمحور حول الإنسانية وحول الذاكرة وتُعدّ ضمانة ألا ننسى" أي أن للصحافة دورا توثيقيا لا يقل أهمية عن دور الفيلم الوثائقي.

ولاشك أن التفاعل لا يزال قائما بين الصحافة والفيلم الوثائقي ليس فقط لأوجه الاستفادة المتبادلة بين كلا المجالين ولكن لأن التقدم التقني أيضا يلعب دورا هاما في إزالة الحواجز شيئا فشيئا بينهما، حيث أصبحت أدوات التصوير فائق الجودة متاحة في أيدي الجميع فضلا عن برامج المونتاج المبسطة. لكن هذا التفاعل يستدعي لمواكبة ضبط فني على مستوى نشر ثقافة معايير الأداء لا يتخلى فيها الفيلم الوثائقي عن شخصيته وجمالياته ولا تتنازل فيها الصحافة عن قواعدها المهنية. وقد يحتاج الفيلم الوثائقي للجانب الأكبر من العناية في ظل الانتشار المتسارع للوسائط الصحفية.

الجزيرة الوثائقية في

15.04.2015

 
 

كواليس "ذي شاينينغ" في فيلم وثائقي..

غموضات دراما الرعب النفسية لستانلي كوبريك

ترجمة: عباس المفرجي

المشاهدون الأصليون لفيلم " شاينينغ " جلسوا ليتابعوا فيلم رعب نفسي حول رجل يعتزل داخل فندق محاصر بالثلج، يفقد قواه العقلية ويحاول قتل أسرته. بعد ثلاثة عقود صاروا محل هزء؛ كانوا قرأوا العمل كله على نحو خاطئ. " شاينينغ " هو في الحقيقة فيلم هولوكوست متنكّر. خربشْ هذه العبارة: " شاينينغ " هو، في الواقع، نسخة ستانلي كوبريك من ثيسيوس [ بطل إغريقي أسطوري ] والمتاهة. لا، مهلا: إنه إعتذاره المبطـَّن عن مساعدة (ناسا) في تزييف الهبوط على القمر، أو إنه درس تاريخ شامل في الشرّ البشري، منذ فجر الإنسان حتى نهاية الزمن. إن كان يوما ثمة فيلم أثار جنون المشاهد، فإن " شاينينغ " يفي بهذا الغرض.

صرّح المخرج رودني آشر بأنه إستخدم فقط 10% من المقابلات التي أدارها من أجل فيلمه " الغرفة 237 "، فيلمه الوثائقي الملفت للإنتباه، الذي يدور حول فيلم كوبريك " ذي شاينينغ " وشيخوخته، أغلب الظن خوفاً من الضياع في المتاهة،لكن تلك المقابلات التي تبقّت هي مخيفة بما يكفي. أصوات محررة من الجسد، تعبّر عن الغضب في الشريط الصوتي، كل صوت له نظريته المفضلة الخاصة به، له مؤامرته الرهيبة الخاصة به. هؤلاء يفهمون فيلم كوبريك بالمقلوب. إنهم يريدون أن يرووا لنا عن (النافذة السرية ) في مكتب أولمان،عن مغزى الغرفة رقم 42، وعن ( بيل واتسون الغامض )، مستخدم الفندق المتواضع الذي هو ربما من (لسي آي أي) بعد فترة، وهو الشيء الأكثر رعباً، تبدأ الأصوات بالتعبير عن شيء من المنطق. 

رقع آشر أجزاء " الغرفة 237 " معا بميزانية مقترة، مجريا عملية المونتاج في البيت، ليلا، بعد أن يضع طفله في فراش النوم. ( قطعت الفيلم بين الساعة الثامنة مساءً والساعة الثالثة صباحا) وتلك الساعات ملائمة جدا لإحداث جنون إرتياب معين. كان عليّ الإستماع لكل تلك التفسيرات وأفكِّر، ’ حسنا نعم، لكن لا، لكن ربما. ‘ كان الأمر يشبه فتح كتاب نيكرونوميكون أو السقوط في رمال متحركة.

محكوم بمجرد قيمته الإسمية، كان " شاينينغ " إقتباسا لكوبريك عن الرواية البستسيليرز لستيفن كنغ. قام ببطولته جاك نيكلسون بدور جاك تورانس، كاتب مكافح وكحولي سابق، يتخذ وظيفة ناظر شتائي في فندق مسكون. في عرضه الأولي، أثار الفيلم الحيرة. كان " شاينينغ " فنيا أكثر مما يجب بالنسبة لهواة أفلام الرعب وتافه أكثر مما يجب بالنسبة لمعجبي كوبريك.

سيكون أمراً مريحاً لو رفضنا شخصيات آشر بإعتبارها مجموعة من فانبويز [ هواة ] بلهاء، سريعي الإهتياج، في متناولهم الكثير جدا من الوقت،لكن الأمر بشكل مضايق، لن يكون على هذا النحو. جفري كوكس، الذي يرى في الفيلم حكاية رمزية عن الهولوكوست، هو بروفيسور في التاريخ في كلية ميشيغان. بيل بلاكمور، الذي قرر أن الفيلم يدور حول التطهير العرقي لسكان أميركا الأصليين، بعد ظهور علبة من صودا الخَبْز في خلفية أحد المشاهد، هو مراسل رئيسي في محطة الأخبار أي بي سي. هؤلاء الناس هم متعلمون، متحدثون لبقون، وغالبا جديرون بالتصديق. مع هذا بطريقة ما كان " شاينينغ " أثّر عليهم. قهري، خانق ومسنَد ترافقيا في كل بوصة منه، يصف " الغرفة 237 " فيلم كوبريك بنوع من صحفة بتري [ صحن زجاجي رقيق يستعمل في المختبرات ] سينمائية. تبرز نظريات المؤامرة على نحو غير متوقع مثل نبات الفطر في الظلام.

أطلق البي أف آي [ معهد الفيلم البريطاني ] جزءاً مرمما وموسعا من" شاينينغ "، فذهبت الى مشاهدته قبل عرضه على الجمهور. على نحو مضايق الى حد ما، يستوقفني الفيلم بطريقة ما أغنى، أغرب واعمق أكثر مما فعل في الماضي. جزء من هذا هو ببساطة فائدة مشاهدته على شاشة كبيرة. جزء، كما أخشى، مسؤول عنه فيلم " الغرفة 237 ". بالكاد 10 دقائق منه بدأت أفهم من أين جاءت هذه النظريات، حين يركب داني الصغير ( داني لويد ) دراجته مارّا بالغرفة المحظورة رقم 237، والشبح القديم للفتاة يدعوه الى ( اللعب معنا الى الأبد والأبد ). المشكلة في فيلم كوبريك هي انه، على نحو موسوس، مؤلف بشكل جيد. له ذلك العمق السخيف من التركيز. ينتاب المرء شعورا بأن كل شيء في هذه الكوادر المحتشدة ( الصور المعلّقة على الجدران، علب الكرتونلا على الرفوف ) هو هناك لسبب ما، نابض بمغزى معين. مشاهدة " شاينينغ " تشبه إنعام النظر في لوحة لريتشارد داد، إن حدّقت بها مطوّلا ستفقد موضوعها، لكن كم عددا مثل هذه المشاهد النزوية التي وضعت بقصد؟ عندما يرتكب مخرج عادي أخطاءً متواصلة، فهذا يعتبر برهانا على قلة الكفاءة. عندما يفعل الشيء نفسه مخرج عبقري مبجّل، فنحن نتساءل ماذا كانت تعني. يصبح الفيلم ملغزا بالقطع غير المتقن وبديكوره المتنافر. كرسي يتلاشى من مكانه قرب الجدار، بينما تختفي الرقعة اللاصقة على باب غرفة النوم، وفي منتصف الطريق، تغيّر ألالة الكاتبة ألوان حروفها.

يتحزّر آشر أن كوبريك ربما كان يجد بعض المتعة في مضايقة جمهوره، رغم انه يسلم بأن بعض الأجزاء ربما تكون مجرد خاطئة. أنه مأسور بشكل خاص بسجاد الفندق الذي يتغيّر نمطه من لقطة الى لقطة تالية. لك هو الأكثر خداعا، لأنه يعني تحريك الكاميرا من طرف لموقع الى آخر. تلك هي عملية كبيرة. إنها تشتمل على قصدية حقيقية بلا شك، يمكن للعديد من التفسيرات الأكثر غرابة أن تكون ببساطة مؤكدة من خلال الحديث مع اولئك الذين عملوا في الفيلم. مع هذا، يحجم آشر بعمد عن سلوك هذا الطريق. ( حتى إذا عرفت نوايا المخرج، فهذا بالضرورة لا يجعل كل شيء مفهوما. ) اللاوعي، ربما، هو البطل غير المتغنى به في أي عمل من أعمال الفن. غير آبه بالعوائق، إتصلت بجان هرلان، أخ زوجة كوبريك والمنتج المنفذ في " شاينينغ ". لا، قال لي، أن الفيلم هو ليس إعتذارا عن تزييف الهبوط على القمر. تلك الشائعة، جزئيا، كان منشأها فيلم تلفزيوني وثائقي فرنسي، تمّ بثه بعد وفاة المخرج عام 1999، ويبدو إنها إنتشرت على نطاق واسع منذ ذلك الحين. إستهجن هارلان ذلك بغضب. ( إنه لم يفعل، بالطبع. لكن القصة لا زالت دائرة) كوبريك، كما يشرح قائلا، كان منكبّا دائما على الشغل بهذا الشكل، إذ يترك العمل مفتوحا أمام تفسيرات متعددة، مثله مثل الإنطباعيين الفرنسيين أو رسامي المدرسة التكعيبية. ( فيلم رعب صريح، لم يكن ما يهتم به) يصرّ هارلان قائلا( كان يبغي إلتباسا أكثر. لو كان يريد صنع فيلم عن الأشباح، لكن جعله فيلم اشباح من البداية حتى النهاية. كان موقع الفيلم أُنشأ عن قصد ليكون غريب الأطوار ونائي، بحيث أن قاعة الرقص الضخمة ما كانت في الواقع ملائمة في داخله. جمهور المشاهدين جُعِلوا بعمد لا يعرفون الي أين هم ذاهبون. يقول الناس أن " شاينينغ " لم يكن مفهوما. بوسمه على هذا النحو، هو فيلم أشباح. إذن ليس من المفروض أن يكون مفهوما هل سيمدّ هذا آشر بالإرتياح؟ ذلك هو ما نخمنه جميعا. أثناء تجميع فيلم " الغرفة 237 "، وجد المخرج نفسه يتابع " شاينينغ " المرة تلو المرة، بدماغ يطنّ، وأحاسيس تصطخب. بشكل لا سبيل الى إجتنابه، جاء هو بنظرية خاصة به. ( هناك مشهد، يقول فيه اولمان أن غريدي يكّدس الجثث في الجناح الغربي من الفندق ) يقول آشر ( فكّرت، ’ الجناح الغربي ‘؟ ذلك يبدو أشبه بـ ’ البيت الأبيض ‘. إغتيال كندي. كل تلك الأمور) كان عليه المضي قدما؛ كان يجب أن يفلت. في ذهني صورة عنه وهو لم يزل منتظرا داخل ذلك الفندق المسكون، لم يزل تائها في الأنماط المتغيرة لسجاد المدخل، معرَّضا لخطر اللعب الى الأبد والأبد.

خليل شوقي وأيام بغداد الجميلة

د. عباس العلي

لم يتسن للمشاهد العراقي أن ينسى "الذئب وعيون المدينة" ولا يمكنه مع مرور أكثر من ثلاثة عقود مرت أن ينسى عبد القادر بيك, بغداد في ظل التحول الأكبر بين عصرين, بغداد التي انتقلت ومعها قدوري إلى عالمها الجديد بمظهر جديد وشخصية جيدة وإن كانت متسترة أو مزيفة وتركت "غفوري ورحومي" في خانات بالية هي بقايا العهد القديم.

كان الفنان القدير شيخ وعميد الفنانين العراقيين الجميل في كل شيء، خليل شوقي نقطة التألق في هذا العمل الدرامي الضخم الذي لم تنتج الدراما العراقية عملا أصيلا شد المشاهد العراقي له كما فعل الذئب وعيون المدينة.

الشخصية الدرامية الناجحة لا يمكن أن ترسم ملامح تألقها بدون أن تكون هي بذاتها قادرة على التحسس والتفاعل معها بكل جدية وصدق وإيمان برسالة الفن.

خليل شوقي المبدع أقنع الكثيرين أنه هو فعلا "عبد القادر بيك" ومرة التقيته في بغداد في بداية التسعينات لم يخطر ببالي وأنا المتابع والواعي أن أكون إلا بحضرة السيد عبد القادر بيك لكنني اكتشفت شيئا غريبا عن قدوري الحقيقي أنه كان يمتلك ابتسامة ساحرة وضحكة عريضة لم أشاهدها من قبل في كل حلقات المسلسل, هذا التجسيد المشخصن لا يمكن أن يتوافر عليه كل من مارس التمثيل إلا أن يكون فعلا ممتلكا الحس الإبداعي في أعلى الدرجات وفي أرقى صور التفاعل الحي.

الفنان الشيخ المبدع خليل شوقي وهو يعبر التسعين من عمره المديد سجل طوال حياته الفنية العديد من البصمات الفنية التي لا يمكن أن ينساه الفن وجمهوره وناقدوه على أن ثلة من المبدعين رسموا صورة الإخلاص لفنهم دون أن يفرطوا بالرسالة تجاه المغريات أو الخضوع لقوانين السوق المتهافت, كانوا أكاديميين ومحترفين وببراءة الإبداع الفطري انجزوا لهم قامات فنية عصية على التقليد أو التكرار مرة أخرى, أخص منهم، إضافة له الفنان يوسف العاني, سامي عبد الحميد, قاسم محمد, وإبراهيم جلال وبدري حسون فريد وأخيرا طه سالم, هذه الطليعة التي وحدها لها احتكار جمال الإبداع العراقي وتأسيس قيمه الوطنية، إضافة للفنية.

لقد قدّم خليل شوقي في مجمل أعماله، كاتبا ومخرجا وممثلا، نموذجا صادقا وأمينا وكاشفا للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وأبعاد نفسية وسلوكية داخلية بما تتوافر عليه من أسباب ومعطيات وركائز من قوة وضعف في ظل ما تعرضت له من خيبات وانفعالات من بيئة تتعرض يوميا لهزات اجتماعية واقتصادية وتحولات سياسية ودينية، إضافة لما تعانيه من متاعب الحياة بالكثير من التفصيلات التي جسدها فنيا وبصدق وبتلقائية قريبة من روح المشاهد وأجوائه الطبيعية.

فهو كفنان وإنسان امتلك ناصية الإبداع وأتقن من ممارسة أدواته الاحترافية شغوفاً بتفاصيل الحياة الشعبية وتنوعاتها وطرح النماذج الأصيلة الصادقة التي تكشف زيف واقعنا ليضعنا في الصورة الجميلة، حريصا علي أداء مهمته الاجتماعية من خلال الفن، بحرص واضح علي الكمال تجاوز بعض ثغرات ضعف البناء الدرامي أحيانا وأحيانا اخرى ضعف التقنيات أو الجهد الفني، لقد ظلتا في كل أعماله رصينة جادة يمكن لنا أن نشاهد جزءا منها لنعرف أننا أمام خليل شوقي الفنان البغدادي الأصيل ونأي بنفسه عن الانزلاق في شرك الأعمال التجارية في زمن الحصار الجائر الذي تعرض له العراق، وقد اثر الانسحاب من الساحة واختار حياة المنفي القسري في هولندة، تاركا بصمات إبداعه علي ما خلّفه من ارث درامي، ليظل اسما متألقا في ذاكرة الثقافة العراقية.

بعيداً عن الخشبة، بعيداً عن الوطن...

زهير الجزائري

في كل صباح أنزل من الغرفة العليا في بيتنا بلندن فأجد خليل شوقي يدخن سيكارته الأولى عند باب الحديقة ،أصبحه بالخير فيبدأ حكايته الأولى، او يستكمل حكاية انقطعت أمس.. هكذا عاش خليل شوقي سنواته الأخيرة في المنفى، راوي حكايات، وكانت بغداد حكايته الأزلية.

يأخذني معه في أزقة بغداد القديمة زقاقا زقاقا ، وفي تضاريس تاريخها منذ أن شطر شارع الرشيد دروبها المتجهة الى النهر. بأصابعه وقد نبتت السيكارة بينها يرسم لي معمار بيوتها ، يدخلني في الباحة ويأخذني ندور بين مسقط الضوء ونتسرب الى الغرف ، نصعد الى الطابق العلوي درجة ، درجة لنطل من هناك على امتداد الزقاق

يتلبس خليل شخصيات الحرفيين ويرسم حركاتهم : العرضحالجي في باب المحكمة، القهوجي وهو يدور بصينية الشاي بين الجلاس ، خادم العتبة وهو يقود زائرا ، وقارئ الجريدة في المقهى. لقد حفظ حركاتهم بتعمد وقصد واستعادهم مع نفسه. ( هذه كانت مدرستي الأولى في التمثيل). علمني كيف يقتصد البخيل في حركاته وفي جمله عند الكلام، وكيف يسير الشقاوة البغدادي في فضوة المحلة وكيف يتنحنح الروزخون ليجلو أوتار صوته قبل أن يبدأ الحديث....كنت وأنا أصغي إليه أعبر المكان في بيتنا بلندن فأراه على المسرح يستكمل دور مصطفى الدلال في مسرحية النخلة والجيران التي نبتت في مخيلتي

حتى وهو لوحده أراه منحنيا وأمام وجهه خيط نحيل من دخان السيكارة، يستعيد ماضيه ويجسر الفجوات فيه ليرويه لنفسه أو لغيره حكاية متسقة. صار هذا الماضي حاضر خليل ومستقبله، يقبض عليه في ذاكرته ويؤطره في الأمكنة حتى لا تفلت خرزاته

لطالما طالبته بأن يكتب هذا التاريخ بدلا من أن يبدده بالحديث، لكن تاريخه والزمن الذي عاشه كان موضوع استئناف دائم بينه وبين نفسه، وقد كان الكمال هاجسه المعرقل للكتابة. في بيته الصغير في لاهاي بهولندا كنت أنزل معه الى غرفته في الطابق الأسفل، أحثه على أن يجلس خلف طاولة الكتابة ويبدأ السيره:

-المهم أن تبدأ، وسيأتي الكمال لاحقا.

تزدحم الأحداث وهو يرويها لينظم أفكاره . من أين يبدأ.؟من المكان الحالي ثم يعود، من وقفة على المسرح، أم من مكان الولادة؟ أراد أن يهيئ الخشبة أولا ، ثم يدخل في سيرته. وكنت أرى في هذه السيرة تاريخا للحداثة في العراق، تاريخ بلد بدأ يعي نفسه. بدلا من السيرة كان خليل يقرأ لي قصصا كتبها في منفاه. لم يكن مؤمنا بقدرته كقاص واعتبرها نوعا من اللهو بغياب المسرح ، لكني وجدت في قصصه مهارة المسرحي الذي يعرف سلوك الشخصية وأسلوبها في الحوار.لا تنقطع أحاديثنا خلال تناول الطعام. يترك الملعقة وترتفع أصابعه بيننا فأحثه للطعام، وكان جوابه الدائم ( هذه عادتي: أذل الطعام ثم آكله). لكثرة ما تحدثنا توهمت أني مثل أولاده وبناته، عرفنا كل حكاياته، لكنني مع صديقي السينمائي قتيبه الجنابي قررنا أن نستعيد خزينه من الحكايات في أطول لقاء دام اكثر من عشرين ساعة على مدى أسبوع. عبرنا البحر مع الكاميرات ونحن نفكر بمدخل للفلم. المنفى كان هاجسي. فكرت برجل عاش في بلاده نجما وقدوة. كيف سيتقبل المنفى هذا الرجل الذي يلخص سيرته ( أنا كردي، بغدادي الهوى وطني العراق)؟. بدا لي هذا الزقاق الذي يحمل اسم موسيقي نسيته في مدينة لاهاي بهولندا محض خيال: ما الذي جاء به الى هذا المكان؟ لا يغادر خليل هذا البيت الى المدينة الكبيرة إلا نادرا، يريد أن يحصر نفسه في قشرة جوز ليرى الرحاب هناك. لذلك عاش ازدواجية كونه هنا وهناك في نفس الوقت. واقعيا، وهو يرفض هذا الواقع، هو هنا في هذا المجمع السكني الذي يضم بعض عائلته ، ولكن كل صوره الشخصية وكل ذكرياته هناك. المنفى بدوره كان ينفيه. خرجنا من باب بيته لنرافق جولته اليومية مع زوجته. الجيران من نوافذهم راقبوا باستغراب:لم نفعل ذلك ، لم نصوره، ما حقيقة جارهم العجوز؟ المنفى يُصفر المنفيين ويحيلهم الى كائنات بلا سمات خاصة غير كونهم ( لا جئين ). أوقفنا خليل في المحطة يراقب القطارات المسرعة وهي تمر به دون أن تتوقف . أردنا أن نجسد اختلال المكان وعدميته . لن أنسى أبدا القامة المنحنية التي تعصفها القطارات الذاهبة الآتية ولا سحنة الرجل الذاهل الذي يسأل نفسه: أين أنا، وإلى أين ذاهب.؟كأن كل سياق المنطق انقطع لمجرد أنه انقطع عن مدينته ومسرحه وجمهوره.

في عودة قصيرة الى بغداد أخذته الى المسرح الذي مثل فيه أجمل أدواره. فتحنا باب المسرح بصعوبة. تسللنا عبر الحطام وركام الحجارة الى خشبة المسرح. تركته على الخشبة ونزلت الى الجمهور الغائب. نفضت التراب المتراكم على الكرسي الأول. وحين جلست بعث الكرسي صريرا حادا مثل صرخة ذبيح. أما خليل فقد وقف يتصفح الوجوه أمامه على الخشبة: زينب ، يوسف ، ناهدة ، ابراهيم ، قاسم ... ثم التفت الى الجمهور ، مد أصابعه عبر حاجز الوهم ، دار بعينيه ، انتظرت ... لكن لم تخرج الكلمة.

خليل شوقي.. سيرة مطرزة بالتألق والإبداع

إعداد: عراقيون

توفي في الغربة  فنان الشعب خليل شوقي، عن عمر 91 عاما في احد مستشفيات هولاندا التي يقيم فيها منذ 19 عاما مع أسرته.ورحل شوقي عن الدنيا يوم التاسع من نيسان 2015 بعد صراع مع الشيخوخة والمرض، ورحل في غربته أيضا.ويعد الفنان خليل شوقي من أعظم فناني العراق وقامة عالية من قامات الفن العربي، وصاحب مسيرة فنية استثنائية، قدم للمسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة أعمالا ظلت راسخة في الذاكرة الشعبية للناس ومن ثم الذاكرة الفنية للعراق.

ولد خليل شوقي عام 1924م في العاصمة بغداد.

- ارتبط بالفن بتشجيع من أخيه الأكبر، دخل قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة ببغداد مع بداية تأسيس هذا القسم.

- هجر الدراسة فيه بعد أربع سنوات، وما لبث أن عاد إليه ليكمل دراسته ويتخرج منه حاملاً معه شهادةً دبلوم في فن التمثيل عام 1954.

- عمل موظفًا في دائرة السكك الحديد لفترة من الوقت.

- أشرف على وحدة الأفلام فيها وأخرج لها العديد من الأفلام الوثائقية والإخبارية، وعُرضت في تلفزيون بغداد بين عامي 1959 و 1964.

- يعد الفنان القدير خليل شوقي فنانًا شاملاً، فقد جمع بين التأليف والإخراج والتمثيل وغطى نشاطه الفني مجالات المسرح والتلفزيون والسينما والإذاعة.

- كانت بدايته مع المسرح وكان من مؤسسي "الفرقة الشعبية للتمثيل" في عام 1947، ولم تقدم الفرقة المذكورة آنذاك سوى مسرحية واحدة شارك فيها الفنان خليل شوقي ممثلاً وكانت تحمل عنوان "شهداء الوطنية" وأخرجها الفنان الراحل إبراهيم جلال.

- في عام 1964 شكّل فرقة مسرحية بعنوان "جماعة المسرح الفني" بعد أن كانت اجازات الفرق المسرحية "ومنها الفرقة المسرحية المشهورة فرقة المسرح الحديث التي كان ينتمي إليها" قد ألغيت في عام 1963، وقد اقتصر نشاط الفرقة المذكورة على الإذاعة والتلفزيون.

- كان أيضا ضمن الهيئة المؤسسة التي أعادت في عام 1965 تأسيس "فرقة المسرح الحديث" تحت مسمى "فرقة المسرح الفني الحديث" وانتُخب سكرتيرًا لهيئتها الإدارية، وعمل في الفرقة ممثلا ومخرجا وإداريا وظل مرتبطا بها إلى أن توقفت الفرقة المذكورة عن العمل.

- أخرج للفرقة مسرحية "الحلم" عام 1965، وهي من اعداد الفنان الراحل قاسم محمد.

- من أشهر أدواره المسرحية التي قدمها ممثلا دور (مصطفى الدلال) في مسرحية "النخلة والجيران" وكان تناغم أدائه مع أداء الفنانة الراحلة زينب مثيرا للإعجاب، ودور البخيل في مسرحية "بغداد الأزل بين الجد والهزل"، ودور الراوية في مسرحية "كان يا ما كان"، وهذه المسرحيات الثلاث من إعداد الفنان الراحل قاسم محمد.

- قدّم خليل شوقي في مجمل أعماله، كاتبا ومخرجا وممثلا، نموذجا للشخصية العراقية بكل ما تنطوي عليه من قيم وتتوافرعليه من قوة وضعف في ظل ما تتعرض له من جور وما تعانيه من متاعب الحياة.

- مثل دور المختار في مسرحية "خيط البريسم" التي أعدها وأخرجها للمسرح الفنان فاضل خليل.

- اشترك في مسرحية "الينبوع".

- مثل في مسرحية "الانسان الطيب" التي أخرجها الراحل عوني كرومي، وشارك فيها ممثلون من فرقتي "المسرح الفني الحديث" و"فرقة المسرح الشعبي".

- اشترك في مسرحية "السيد والعبد" إخراج الراحل: عوني كرومي

من أعماله السينمائية التي قدمها:

- فيلم "من المسؤول ؟" للمخرج: عبد الجبار ولي 1956م.

- فيلم "أبو هيلة" للمخرج محمد شكري جميل وجرجيس يوسف حمد 1962م.

- فيلم "الظامئون" للمخرج محمد شكري جميل 1972م.

- فيلم "يوم آخر" للمخرج الراحل صاحب حداد 1979م.

- فيلم (شيء من القوة) للمخرج كارلو هارتيون.

- فيلم "العاشق" للمخرج محمد منير فنري.

- فيلم "الفارس والجبل" للمخرج محمد شكري جميل.

- أما في مجال الإخراج السينمائي فقد تهيأت له في عام 1967 فرصة إخراج فيلم "الحارس" الذي كتب قصته الفنان قاسم حول، ومثلت فيه الفنانة الراحلة زينب ومكي البدري وسليمة خضير وقاسم حول ونخبة آخرون، وقد شارك في عدد من المهرجانات السينمائية، ففاز بالجائزة الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي عام 1968 كما فاز بجائزتين تقديريتين في مهرجاني طاشقند وكارلو فيفاري السينمائي.

- وفي مجال التأليف السينمائي كتب سيناريو فيلم "البيت" الذي أخرجه عبد الهادي الراوي في عام 1988 والذي قال عنه الفنان يوسف العاني: "إنني وأنا أشاهد الفيلم لم أتصور أحدا منا يستطيع كتابة السيناريو صدقا وواقعا قدر خليل شوقي".

من مساهماته في التلفزيون:

عمل في تلفزيون بغداد منذ عام 1956 وهو عام تأسيسه، عمل مخرجا وممثلا بعد أن مر بفترة تدريب فيه، وذكر انه كتب أول تمثيلية عراقية للتلفزيون، وهي ثاني تمثيلية تقدم من تلفزيون بغداد ولكنها أول تمثيلية تكتب خصيصا للتلفزيون.

من أبرز مشاركاته التلفزيونية

- مسلسل "الذئب وعيون المدينة" تأليف عادل كاظم - اخراج ابراهيم عبد الجليل.

- مسلسل "النسر وعيون المدينة" تأليف عادل كاظم - اخراج ابراهيم عبد الجليل.

- مسلسل "الاحفاد وعيون المدينة" تأليف عادل كاظم - اخراج الراحل حسن الجنابي.

- مسلسل "جذور وأغصان" الذي كتبه عبد الوهاب الدايني وأخرجه عبد الهادي مبارك.

- مسلسل "صابر" تأليف: عبد الباري العبودي - وإخراج: حسين التكريتي.

- مسلسل "الكنز" تأليف: عبد الباري العبودي - وإخراج: حسين التكريتي.

- مسلسل ( بيت الحبايب) تأليف : عبد الباري العبودي - وإخراج حسن حسني.

- مسلسل "الواهمون" تأليف علي صبري - وإخراج عادل طاهر.

- مسلسل "دائما نحب" الذي أعده وأخرجه صلاح كرم عن مسلسل كتبه قاسم جابر للإذاعة.

- مسلسل " ايمان " تأليف معاذ يوسف - ومن إخراج حسين التكريتي.

- مسلسل "بيت العنكبوت" من تأليف عبد الوهاب عبد الرحمن "في أول عمل درامي نراه له على الشاشة الصغيرة" - وإخراج بسام الوردي.

- تمثيلية "المغنية والراعي" التي كتبها معاذ يوسف وأخرجها حسن حسني.

أبرز مساهماته الاخراجية في التلفزيون: حيث كان لخليل شوقي حضوره الواضح في مجال الاخراج التلفزيوني لاسيما الدراما التي قدّم عددا من أعمالها المتميزة التي اتسمت بالرصانة 
-
وشهد عام 1973 ذروة نشاطه في اخراج الدراما. فقد عرض تلفزيون بغداد من أعماله تمثيليات: "طيور البنجاب" و "كنز السلطان"، و"لجنة محترمة"، و"الافول"، إلى جانب مسلسل "من كل بيت قصة" الذي جاء في ثماني حلقات، ومن أعماله الاخراجية تمثيليات : "زقاق في العالم الثالث" لزهير الدجيلي، و"السهم" لمعاذ يوسف، و"الهجرة إلى الداخل" لعبد الوهاب الدايني

- وكانت تمثيلية "الهجرة إلى الداخل" التي أخرجها خليل شوقي والتي كتبها عبد الوهاب الدايني. قد شارك العراق بها، ضمن خمس وأربعين دولة عربية وأجنبية، في مهرجان براغ للأعمال التلفزيونية عام 1985 وحصلت على استحسان واسع ونال الفنان الراحل جعفر السعدي جائزة احسن أداء عن دوره فيها.

- ومن أعماله أيضاً تمثيلية "شروق شمس تغيب" لصباح عطوان

- تمثيلية "العمارة" التي كتبها الفنان القدير بدري حسون فريد

- مسلسل "الاضبارة" لطه سالم

- وقد آثر الانسحاب من الساحة واختار حياة المنفى القسري في هولندا، تاركا بصمات ابداعه على ما خلّفه من ارث درامي، ليظل اسماً متألقاً في ذاكرة الثقافة العراقية.

المدى العراقية في

15.04.2015

 
 

The Longest Ride صداقة تداوي الروح

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

فرخ البط عوام. كلينت ايستوود كان ابرع من امتطى الاحصنة في افلام الوسترن. بدوره ابنه سكوت ايستوود اشطر من يمتطي الثيران، لكنه ليس افضل من يقع في حب بريت روبنسون في الشريط الرومانسيThe Longest Ride عن قصة لنيكولاس سباركس. ايضاً شارلي شابلن كان ملك الكوميديا الذي يخفي في داخله ألماً. ومثله حفيدته أونا شابلن التي تضحك لها الدنيا عندما تجد الحب الكبير مع جاك هيوستن في الفيلم عينه، لكن الالم يعتصرها من الدخل لحرمانها نعمة انجاب الاولاد.

مصير تلك الشخصيات الاربع تتقاطع بين الماضي والحاضر كما جرت العادة في الافلام المستوحاة من احدى روايات ملك قصص الاقتباسات السينمائية نيكولاس سباركس مثل Dear John وThe Notbook وA Walk to Remember وغيرها. إذن، محبو اجواء نيكولاس سباركس الرومانسية التقليدية القائمة دائماً على التقاء الماضي بالحاضر، على موعد مع المناخات الحالمة نفسها والديكورات الطبيعية الشاعرية عينها من خلال اربعة عشاق وسيمين تتقاطع سبلهم على طريق ليلي بعد تحطم سيارة العجوز ايرا ليفنسون (الن الدا). الشابان لوك (سكوت ايستوود) وصوفيا (بريت روبنسون) العائدان من لقاء تعارفي اول، ينتشلانه من سيارته ويوصلانه الى المستشفى قبل ان يتودعا، فطريقاهما مختلفتان لأنها هي تطمح للانتقال الى نيويورك والعمل في مجال المعارض الفنية، وهو يركب الثيران لإنقاذ مزرعته من الديون.

صوفيا تواظب على زيارة ايرا في المستشفى وتكتشف قصة الحب التي جمعته وهو شاب (جاك هيوستن) بزوجته روث (أونا شابلن) التي لم يحقق لها حلمها بانجاب الاولاد نتيجة تعرضه لاصابة في الحرب العالمية الثانية، فيعوضها بملء بيتهما باللوحات الفنية التي كانت تعشقها. الصداقة التي تجمع الثنائي الشاب بالرجل العجوز تساعدهم جميعاً على مداواة الجروح وتخطي العراقيل ومتابعة مشوار الحياة.

Last knights معركة الانتقام

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

مخرج ياباني (كازواكي كيريا) سبق وقدم افلاماً مضرّجة بالدماء والمعارك، وعنوان يقفز منه فرسان شجعان يشنون آخر المعارك واقساها، وملصق اعلاني يضم اشهر النجوم العالميين امثال كلايف اوين ومورغان فريمان و... رغم كل ذلك، مرتبة شريط Last knights ستكون تقريباً الـ Last على لائحة افلام الاكشن التاريخية المهمة والضخمة، وخصوصاً ان فيه كثيراً من الملل وقليلاً من الاكشن، والاهم انه يعتمد على سيناريو ركيك وقصة غير متماسكة وغير مقنعة (من اعداد مايكل كونيفس ودوف سوسمان).

يروي الفيلم حكاية المحارب رايدن (كلايف اوين) الذي يعمل مستشارا للنبيل بارتوك (مورغان فريمان) الذي ينتمي الى امبراطورية لا اسم لها لكن ملامحها تدل على انها اوروبية ــ آسيوية، ويحكمها امبراطور (الممثل الايراني الاصل بايمان موادي) يصغي جداً لمستشاره الشرير والفاسد جيزا موت (اكسل هيني). محاولات النبيل بارتوك للحد من الفساد تبوء بالفشل، ليس هذا فحسب بل ان جيزا موت يقنع الامبراطور بضرورة قطع رأس بارتوك بسيف خادمه ومستشاره الوفي رايدن.

طبعاً جيزا موت يتحصن داخل قصره خوفاً من انتقام رايدن ورجاله، لكن رايدن يحاول اقناعنا بانه هجر حياة الفروسية وان الشعور بالذنب حطمه وجعله يبيع سيفه ويتخلى عن زوجته. لكن حتى المواراة هذه لا تخلو من الكليشيه والاجواء المتوقعة، فكلنا كنا متأكدين أنه يتحضّر مع رجاله في السر لشن معركة الانتقام لشرف سيده. طوال متابعتنا هذا الشريط، لم نتوقف عن التساؤل ما الذي يدفع نجوما كباراً مثل الـ King Arthur كلايف اوين والقدير مورغان فريمان الى المشاركة، وخصوصاً اننا شعرنا بعدم اكتراثهم وقلة جهدهم لاظهار حد ادنى من الانفعالات المطلوبة. وحده الممثل اكسل هيني بدور المستشار الشرير للامبراطور يقدم تركيباً آسراً للشخصية وإن بشكل كرتوني مضحك احياناً. ووحدها الديكورات الساحرة المصورة في تشيكيا تلفت في هذا الفيلم الذي يخدعنا بكونه شريط حركة، فاذا به يماطل اكثر من ساعة قبل ان تبدأ الحركة ومعها المعارك الجيدة والفرسان الذين لا يقهرون.

الفيلم ابتداءَ من الخميس 16 نيسان في صالات ابراج وامپير.

Mall Cop 2 الشرطي الأخرق يضرب مجددا

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

كيفن جيمس، الذي تألق وسرق الاضواء من نجم السينما ويل سميث عندما شاركه في بطولة الفيلم الكوميديHitch عام 2005، استطاع بسهولة ايضاً أن يسرق الاضواء عندما تحوّل حارساَ ليلياً، وقام بإلقاء القبض على سارقي متجر تجاري مكلف هو شخصياً حمايته في شريط Mall Copعام 2009.

طرافة كيفن الكبيرة في تلك الكوميديا الترفيهية الخفيفة نجحت في تحقيق ارباح طائلة لمنتجه نجم الكوميديا آدم ساندلر الذي فرح حتماً عندما نجح الفيلم الذي لم تتخط موازنته 26 مليون دولار، في تحقيق ارباح وصلت الى 65 مليون دولار بعد عشرة ايام فقط على بدء عروضه في الصالات الاميركية، و150 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها.

وطبعاً كما جرت العادة، من المستحيل أن يتخلى المنتجون في هوليوود عن فرصة "حلب" جرّة جديدة من الارباح. لذلك، وبعد غيبة ستة اعوام، قرر آدام ساندلر، بمشاركة كيفن جيمس، انتاج جزء ثان، لكن ليس في كل مرة "تسلم الجرّة"!

المغامرة الثانية بطلها ايضاً بول بلارت الحارس الليلي المطلّق الذي تمنى دائماً أن يصبح شرطياً، لكن ضخامة جسمه حالت دون نجاحه في تخطي اختبارات الرياضة والحركة. وهو يقودها هذه المرة بواسطة دراجة كهربائية جعلته يشعر كأنه "كاوبوي" يمتطي حصاناً. اما الاخراج فيقوده مخرج جديد هو اندي فيكمان عن سيناريو أعده كيفن جيمس.

في هذا الجزء ينطلق بول الى لاس فيغاس للمشاركة في مؤتمر، ترافقه ابنته المراهقة مايا (رايني رودريغز) التي قررت اخذ اجازة قبل دخولها الجامعة. لكن الامن لا يأخذ اجازة، وحماية متجر ليلي لا تختلف بالنسبة الى بول عن حماية فندق في لاس فيغاس يحتوي ملايين الدولارات التي يخطط فينسنت (نيل ماكدونوف) لسرقتها. هكذا يتكفل حارسنا الطبوش إضاءة ليل مدينة المقامرة بأنوار المغامرات العائلية الطريفة وغير الوقحة التي ترتكز كالعادة على كتفَي الممثل كيفن جيمس و"كرشه" و"شنبه" وطرافته الخرقاء، اضافة الى مجموعة كليشيهات وقفشات مفتعلة وسهلة وحوادث متوقعة حافلة باجواء العطلة ولا تجري في مكان واحد كما في الشريط الاول، بل في فندقين ضخمين، أحدهما Wynn الذي تم التصوير فعلا في داخله وهذه تعد سابقة. حتماً التصوير الفعلي داخل فنادق وكازينوهات لاس فيغاس صعب جداً فمدينة الميسر لا تنام، لا 24 ساعة في اليوم ولا 7 ايام في الاسبوع، ولا يمكن تالياً وقف الحركة من اجل التصوير. لذلك كان على فريق الفيلم التكيّف مع العمل الطبيعي اليومي للمدينة، وخصوصاً انهم لجأوا معظم الوقت الى التصوير في ساعات الصباح الاولى كي لا يزعجوا زبائن الفندق. لكن كل هذه الاجراءات الاستثنائية، لم تنعكس استثنائية على الشريط الذي جاء اقل من الاول من حيث طرافته الضعيفة ومحطاته التي تتكرر، والتطويل والايقاع الكسول والفكاهة المفتعلة التي لا تثير الضحك وخصوصاً النكات التي لا يزال بعضها يدور حول الموضوعات نفسها مثل ضخامة بول. بدوره كيفن جيمس الذي كان لافتاً بظرفه في السابق، لم يعد مشرقطاً.

الفيلم ابتداء من الخميس 16 نيسان في صالات امپير وغراند وڤوكس.

النهار اللبنانية في

15.04.2015

 
 

الفيلم الرابع في رصيد جورج تيلمان جونيور

«ذا لونغيست رايد».. علاقات إنسانية تتجاوز التحديات

دبي ـ غسان خروب

بجرعة رومانسية عالية يطل علينا المخرج الأميركي جورج تيلمان جونيور في أحدث أفلامه «ذا لونغيست رايد» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، لنعيش فيه تفاصيل قصتي حب تنتميان لجيلين مختلفين، الأولى تعود إلى الاربعينات فيما الثانية معاصرة، عنوانهما التضحية والإصرار على إنجاح العلاقة بتجاوز ما تواجهه من تحديات، ليثبت لنا هذا الفيلم التزام المخرج تيلمان بخط الرومانسية والدراما الذي سلكه منذ اللحظة الأولى لدخوله هذا المجال، فقد سبق له تقديم أفلام «مشاهد للروح» (1995)، و«رجال الشرف» (2000)، و«نوتوريوس» (2009) الذي يوثق فيه لأسطورة الهيب هوب كريستوفر والاس.

ورغم ما يتضمنه «ذا لونغيست رايد» من مشاهد تتصل بالرياضة وأخرى بالفن، إلا أن الرومانسية غلفت أحداثه التي تدور حول علاقة حب تجمع بين «لوك» (الممثل سكوت ايستوود) البطل في رياضة ركوب الثيران، وبين «صوفيا» (الممثلة بريت روبرتسون) الطالبة الجامعية والتي تكون على وشك أن تحوز على وظيفة أحلامها في نيويورك، وعلى نحو غير متوقع، تتلاقى مسارات العاشقين مع مسار «ايرا» (الممثل الان الدا)، والذي يستلهمان منه ذكرياته التي تعود بدايتها الى الاربعينيات، لتدوم سنوات طويلة مع عشيقته «روث» (الممثلة أونا شابلن)، ليلتقوا جميعاً في قصة حب متشابهة تماماً، ليس في شكل العلاقة فقط وإنما في تفاصيلها أيضاً، فصوفيا وروث يشتركان في عشقهما للفن بكل أنماطه، فيما يتمتع «لوك» و«ايرا» ببساطتهما، وبسعيهما لتحقيق سعادة «روث» و«صوفيا».

علاقة انسانية

الفيلم تمكن خلال عرضه في أميركا، من اقتناص 7 درجات في تقييم النقاد، الذين اجتهدوا في مقارنته مع نص رواية الأميركي نيكولاس سباركس التي اقتبس عنها، ليجد بعضهم أنه اقترب من الخط الرومانسي للرواية، فيما اعتبر البعض الاخر ان أحداثه لم تصل إلى مستوى قوة الرواية التي اقتبست مرات عدة، وبر غم ذلك جاء رضا المشاهد المحلي عنه عالياً، مانحاً إياه 8 درجات، حيث ترى سارة محمد أنه فيلم جميل لجرعة الرومانسية العالية، وقالت: «بالنسبة لي أحببت الفيلم، فعدا عن ما يتضمنه من رومانسية، فقد وجدت فيه دعوة للتضحية في سبيل انجاح أي علاقة انسانية، وهي الكلمة التي دأب »ايرا« على ترديدها في الفيلم عندما قال: »الحياة تتطلب التضحية دائما«، وبتقديري أن هذه الجملة كانت رائعة ومؤثرة جداً بالفيلم».

وتابعت: «اعتقد أن المخرج وصل بنا في بعض المشاهد إلى لحظات عميقة، تحمل نوعاً من التراجيديا، فيها دعوة للتفكير في طبيعة العلاقة التي يزرعها الانسان، فإذا كانت جميلة سيحصد الجمال مستقبلاً، كما حدث مع علاقة »روث« بالطفل دانيال الذي عاد بعد سنوات ليقدم لزوجها لوحة تبين مدى حبه لروث التي كانت معلمته وملهمته لأن يكون عالم فلك».

متعدد المستويات

على النسق ذاته، جاء رأي سلمى متولي، والتي قالت: «الفيلم متعدد المستويات، فمرة تجده يتصل بالرياضة، ومرة أخرى تشعر بأنه من أفلام الأبيض والأسود، ومرة أخرى تجده رومانسياً مغلفاً بالكثير من الحب، ولكن في عمومه يبدو فيلماً جميلاً، لما تتضمنه الأحداث تقوم اساساً على قصة حب جميلة فيها الكثير من التحديات التي تثير في النفس اسئلة كثيرة حول مدى قدرتها على الصمود».

وواصلت: «اعجبني أداء صوفيا كثيراً، فقد بينت مدى شغفها بالفن، رغم أنني شعرت بأن اداءها في بعض المشاهد كان بارداً، والأمر ذاته كان مع شخصية لوك، ففي بعض المشاهد لا تستطيع أن تحدد طبيعة ردة فعله التي تخفيها بروده ملامح وجهه، واعتقد أن هذا الأمر ساهم نوعاً ما في شد المشاهد نحو الفيلم».

أما أحمد عاروري فقال: «في الفيلم لحظات جميلة ورومانسية، قد لا تتناسب كثيراً مع مشاهد رياضة ركوب الثيران التي تتميز بخطورتها، والتي عبرت عنها ام لوك بجملة مختصرة في لحظة عتاب لأبنها، عندما قالت: »في هذه الرياضة قد تخسر حياتك في 8 ثوان، بينما مع هذه الفتاة فأنت تضمن حياتك للأبد«، وبتقديري أن هذه الجملة كانت مؤثرة جداً، وفيها دعوة إلى التضحية من أجل الاخر».

دراسة

لأجل هذا الفيلم عكفت الممثلة بريت روبرتسون لفترة طويلة على دراسة الفن وتاريخه، واطلعت على كافة الأنماط الفنية، كما عملت مع مدرسة الفن في كلية محلية في ويلمنغتون، وانغمست بحسب تعبيرها في احدى المقابلات كلياً في تجربة الكلية لتتكمن من تقمص شخصية صوفيا.

البيان الإماراتية في

15.04.2015

 
 

تكريم روح السينمائي أحمد البوعناني في الدورة الثالثة

تتويج فيلم 'ميراج' بالجائزة الكبرى لمهرجان تنغير

المغربية

أسدل الستار، مساء يوم الأحد 12 أبريل، على فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان تنغير بتتويج لفيلم "ميراج" لمخرجه حمزة أوجامع من كلية متعددة التخصصات بورزازات، بالجائزة الكبرى للمهرجان، وآلت الجائزة الثانية لفيلم "رحمة" لمخرجيه محمد زغو ويوسف بلقاس من معهد المتخصص في المهن السينمائية، وفاز فيلم "تواركيت" بالجائزة الثالثة، وعادت جائزة أحسن فيلم محلي لشريط "10 دراهم".

شهد حفل الاختتام الذي حضرته الفنانة المغربية بشرى إيجورك، والفنان عبدو المسناوي، تكريم روح السينمائي الراحل أحمد البوعناني، إلى جانب وجوه محلية مثل محمد باليزيد ومحمد مبشور.

وفي تصريح لـ"لمغربية" أبرزت تودا بوعناني، نجلة السينمائي أحمد البوعناني، وعضوة لجنة تحكيم المهرجان، أن تكريم روح والدها في مدينة تنغير يعتبر شرفا للعائلة، ومناسبة للوقوف على الأعمال السينمائية التي أنتجها الراحل وتقاسمها مع الوجوه السينمائية الشابة للوقوف على الخصائص الفنية والجمالية لمدرسة أحمد البوعناني السينمائية، وتقديمها للشباب الممارس للفعل السينمائي لاستخراج الدروس وعمق المحتوى واستخراج الأسس التقنية من هرم أفنى حياته خدمة للصورة السينمائية المغربية.

وعن معايير اختيار الأفلام المشاركة، أبرز عامر الشرقي، عضو لجنة تحكيم المهرجان، أن لجنة التحكيم رأت في الأفلام المشاركة كتابة سيناريستية رصينة تحترم القواعد المعمول بها، فضلا عن احترام القواعد التقنية واللمسة الإبداعية، مبرزا أن اختيار الأفلام تم بالتشاور مع لجنة التحكيم، التي بعد أخذ ورد ارتأت اختيار الأفلام المتوجة، والخروج بصيغة توافقية، مقدمة توصيات أساسية للأفلام المشاركة بضرورة التكوين المستمر في المجال، واحترام الضوابط الفنية والجمالية والتقنية للإنتاج السينمائي الشبابي باعتباره أحد أسس المستقبل السينمائي المغربي.

من جهته، أعرب عزيز عبد الرسول، رئيس جمعية فن شباب بلاحدود، أن النسخة الثالثة مرت في أجواء حسنة وفي مستوى يليق بسكان المدينة، الذين رأوا من خلال ارتساماتهم تقدم النسخة الحالية مقارنة مع الدورات السابقة، مبرزا أن عروض الأفلام المشاركة كانت في المستوى المطلوب، إلى جانب لجنة تحكيم وضيوف شرف النسخة الثالثة الذين ألهموا بحضورهم الوازن الجمهور التنغيري، وعبروا بصدق المشاعر عن تلاقح الفن والفنانين بقربهم الفعلي من الجماهير.

 ووعد رئيس الجمعية الجمهور التنغيري والمغربي بالعمل على الرقي بالمهرجان في إطار نسخته الرابعة.

وشاركت في النسخة الثالثة للمهرجان عدد من الأفلام التي تترجم عمل طلبة المدارس السينمائية الخاصة، والكليات المتخصصة في العمل السينمائي، ممثلة لعدد من الأقاليم، بالإضافة إلى أفلام لشباب مدينة تنغير ضمن المسابقة الرسمية، إلى جانب عدد من الأوراش التطبيقية حول كتابة السيناريو، والإخراج، وورشة ثالثة حول فن التصوير.

كما شمل برنامج المهرجان عرض أفلام شرفية، ومائدة مستديرة ناقشت موضوع "علاقة السينما بالتنمية" ووصلات فنية للفرق المحلية، في إطار التفاعل التام بين الموسيقى والفن السابع، إلى جانب حفل عشاء خاص أقامه عامل الإقليم على شرف المشاركين وضيوف النسخة الثالثة.

وتجدر الإشارة إلى أن فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان تنغير للسينما تنظم من طرف جمعية فن شباب بلا حدود، بشراكة مع المجلس الاقليمي، والمجلس البلدي لتنغير وجمعية سوس ماسة درعة للتنمية الاقتصادية ومتعاونين خواص.

الصحراء المغربية في

15.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)