كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

لقبوه بسيناترا العرب

7000 شخص يستقبلون العندليب في باريس

الكواكب

 

06/04/2015 - 10:09:19

أمطار غزيرة استقبلت العندليب الأسمر عند غنائه للمرة الاولي امام الجمهور في عاصمة النور "باريس" في اكتوبر 1974، حيث كان الجمهور داخل صالة "باليه دي كونجريه" وخارجها، وصل عددهم الي 7000 مشاهد بين عرب واجانب هتفوا "يحيا العرب" واعادوها مرارا بينما كان العندليب يغني في أرقي واكبر صالة في اوربا كلها، وكانت هذه الحفلة بمثابة علامة نصر وفرح للجماهير العربية المقيمة في العاصمة الفرنسية.

ومثل استقبال الجماهير له كان استقبال الصحافة الفرنسية التي رحبت به وأفردت صفحات لهذا الصوت الرخيم المعبر لدرجة انهم اطلقوا عليه لقب "سيناترا العرب"، كما أن المعجبين والمعجبات لم يكتفوا بالتوافد الي فندقه بل انتظروا قدومه امام المسرح، وأقاموا تظاهرة إعجاب امام الصالة ، وعبد الحليم كان يبتسم لهم بلطف ويلبي رغباتهم لدرجة انه دخل المسرح بصعوبة شديدة.

وفور صعوده علي خشبة المسرح قام العندليب بتوجيه التحية للجمهور باللغتين العربية والفرنسية وسط هتافات الجمهور، ثم بدأت الفرقة في عزف المقدمة الموسيقية لقصيدة "رسالة من تحت الماء" وبعد كل مقطع كان الجمهور يهلل ويصفق وكانوا يطلبون منه اغنيات معينة ومنها اغنية "فاتت جنبنا" والتي راحوا يرددونها معه اثناء غنائه لها علي الرغم من انها اغنية طويلة وجديدة، ثم أنشد عبد الحليم "أي دمعة حزن" و"زي الهوي".

وفي الاستراحة قال مواطن فرنسي عن العندليب "هذا الشاب القادم من الشرق له قدرة غريبة علي التعبير فليس مهما ان افهم العربية التي يشدو بها بل المهم انه جعلني استمتع بغنائه الشجي"، وكان شركة "كونسيرت سيتر" التي نظمت الحفلة، قد طبعت برنامجا خاصا ضم الاغنيات التي انشدها العندليب بـ >3 لغات العربية والفرنسية< أمااللغة الثالثة فكانت حروفا لاتينية لكلام الاغنيات بالعربية لتمكين الحاضرين من تتبع الكلام مع المطرب. 

06/04/2015 - 10:08:22

رفض تقاضى أجراً فى أول زيارة لها ..

تفاصيل 7 أيام للعندليب في اليمن

كتبت - نيفين الزهيرى

7 أيام قضاها عبد الحليم حافظ في اليمن لأول مرة في حياته، بين أولاد بلده في موقعهم اثناء الحرب فوق قمم الجبال وعلي مشارف الوديان في صنعاء والحديدة في عام 1967، وقال وقتها العندليب " رأيت إخوتي اليمنيين يخرجون من عصور التخلف ويعيدون صنع الحياة علي ارضهم، ويحاولون اللحاق بانطلاقة البشرية وتقدمها ..وستبقي هذه الايام محفورة في ذاكرتي بكل دقائقها وستظل صورها عالقة في رأسي علي مدي العمر، ومهما قلت فلا يمكن أن احدد معالم الدور المجيد الذي يقوم به رجالنا هناك ولايمكن أن اعبر عن الاعتزاز والفخر تجاه كل واحد منهم" .

وحاول العندليب ان يتفهم الدور السياسي لوجود اولاد بلده في اليمن قبل نزوله لمطار صنعاء، ولكن لم يشعر بذلك الا عندما شاهد علي الطبيعة من جهد للبناء والتعمير، وتجول وقتها حليم بين صنعاء والحديدة وتعز ومراكز التجمع ورأهم يشاركون في إقامة المستشفيات والمدارس وفي زراعة الاراضي وفي رصف الطرق بسواعدهم، لدرجة ان حليم سأل احد الجنود عن معني وجوده في اليمن ارتسمت علي وجهه ابتسامة عريضة فرد عليه وهو يشير الي مجموعة من الاطفال اليمنيين " من اجل هؤلاء الصغار ومن اجل مستقبلهم .. اني اتصورهم اطفالي في القرية وادرك معني الثورة لانقاذهم من مصير الفناء.وشعر العندليب بمدي فهم جنودنا لمهمتهم، فدمعت عيونه عندما سمع أفكارهم ونسي نفسه ووقف يغني لهم تحت الأمطار ووسط العواصف لدرجة انه لم يشعر بالتعب وكأنه كان يحاول أن يشاركهم ولو بجهد صغير في دورهم الإنساني الكبير، فكان يخرج من معسكر لآخر ويغني في أي مكان دون فرقة موسيقية، كان يريد أن يغني ويبذل أقصي جهد ليسعدهم، وليجعلهم يشعرون بأن القاهرة لا تنساهم رغم البعد وأنها تنتقل بفنها واهتمامها إليهم في مواقعهم.

فلقد ارتدي حليم الملابس العسكرية ووقف يغني للجنود المصريين في اليمن ..غني " اهلا بالمعارك" و "صورة ..صورة" و"سواح" و"علي حسب وداد قلبي" .. وفي المقابل استقبله الجنود بالهتاف والزغاريد والرقص، وأحيانا كانت تشاركه الفرقة الماسية بعزف بعض المقطوعات الموسيقية، وقدم احمد غانم الجانب الفكاهي، وقام عبد الحليم بزيارة الابطال المرضي في مستشفي القوات المسلحة في تعز وغني لهم أيضا..

وأكد حليم معلقا عن هذه الجولة " الواقع الذي أكده من خلال مشاهداتي في جولتي انه لاتوجد اية معارك أو عمليات عسكرية في اليمن، وان جنودنا يشعرون كما لو كانوا في الإسماعيلية أو سيناء أو الصحراء الغربية ويحسون أنهم بين عشيرتهم وذويهم، وقد ألفوا الحياة بدرجة أن كل مجموعة تزرع الأرض من حول معسكرها وتربي الأغنام وتحقق اكتفاءها الذاتي وتساهم في البناء والتعمير بقدر إمكانياتها، كما لاحظت ملامح الدور الإنساني لرجالنا من خلال المنشآت التي ترتفع في صنعاء والحديدة والمدارس والمستشفيات والمباني الحديثة والمحلات التجارية، والشوارع المرصوفة والأضواء الكهربائية ودور السينما".

واضاف " ان بعد كل ما رأيته وسمعته لايكفي ان يذهب الفنانون الناشئون الي اليمن، وإنما لابد أن يتحرك النجوم الكبار إلي هناك ويعيشوا الدور الإنساني لرجالنا ويتفاعلوا معهم ويعبروا عنه بفنهم واحاسيسهم وكذلك لكي يشعر اخواننا وأولادنا بكل الاهتمام والتقدير من جانب الفن لدورهم الحضاري الذي يقومون به في صمت، لقد أكلت معهم طعام الميدان وصعدت إليهم فوق الجبال وعشت حياتهم سبعة أيام بقسوتها وحلاوتها وبكل معانيها، وصدقوني كانت أروع أيام في حياتي" .

يذكر ان العندليب رفض ان يتقاضي أي أجر ولو رمزيا عن حفلاته في اليمن، ورفض أيضا أن يحصل علي بدل السفر المقرر له وطلب من الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أن تتيح له فرصة اللقاء مرة أخري مع القوات المصرية في اليمن، والبقاء لفترة أطول بين رجالها، وذلك مشاركة عنه في الدور الإنساني لهم هناك. 

06/04/2015 - 10:07:25

نفدت تذاكر ألبرت هول قبل الحفل بأسبوعين ..

بائع انجليزي يطلب من العندليب التدخل لحل أزمة القطن

كتب - محمود الرفاعي

كتب لمدينة لندن أن تكون لها مكانة كبيرة وهامة في حياة عبد الحليم حافظ، فمثلما قال عندما احببتها وكرهتها بنفس الدرجة، فهى المدينة التي خرجت فيها روحه الطاهرة الى بارئها.

الحفلة التاريخية

خمس أغنيات غناها عبد الحليم حافظ على مسرح البرت هول في لندن بمنتصف شهر نوفمبر من عام 1967، ليلة عربية نقلها التليفزيون الإنجليزي واذاعت فقراتها إذاعة لندن وتحدثت صحف لندن الصباحية عن عبد الحليم حافظ وفرقة رضا حتى الفرقة الموسيقية التي صاحبت حليم ورضا بقيادة على إسماعيل.

ففي ليلة ساهرة حتى الصباح على مسرح البرت هول غنى حليم 5 أغنيات وقدم تابلوهاً راقصاً وشاركته فرقة أردنية للفنون الشعبية في تقديم الرقصات.

ليلة لندن خاتمة لرحلة غنائية كان قد أداها وقتها حليم بزيارة الكويت والأردن وكانت تصاحبه فى هذه الرحلة فرقة رضا والمطربة شريفة فاضل والمطرب سيد الملاح ولكن فرقة رضا هي التي اشتركت معه في حفل لندن مع فرقة أردنية دعتها الشريفة دينا عبد الحميد ملكة الأردن السابقة التي أشرفت على تنظيم الحفل في العاصمة الإنجليزية.

ومسرح البرت هول الذى قدم عليه حليم ليلته الغنائية يسع 8000 متفرج وبيعت تذاكره قبل موعد الحفل بأسبوعين وتراوحت فئات التذاكر بين 2 جنيه أسترليني و3 جنيهات وكانت الشريفة دينا عبد الحميد ملكة الأردن السابقة قد بدأت ترتب لإقامة الحفل منذ فترة واقامت معرضا للفن العربي هناك وخصصت اثمان لوحاته المبيعة لضحايا العدوان الإسرائيلي الاستعماري على الدول العربية بالإضافة الى دخل الحفل الذى احياه عبد الحليم وفرقة رضا والفرقة الأردنية.

عاشت جماهير لندن مع صوت عبد الحليم ثلاث ساعات كاملة غنى حليم خمس أغنيات هي «طلع النهار وعلى حسب وداد قلبي ثم التوبة وسواح» ثم اختتم الحفل بأغنيته التي تذاع لأول مرة من كلمات الابنودي ولحن بليغ حمدى عن المسيح.

الأميرة علياء ابنة الملك حسين والشريفة دينا حضرت الحفل ووضعت على المسرح باقة ورد لتكون في استقبال حليم، وصفقت طويلا لكل اغنية وفى نهاية كل فقرة من فقرات الحفل كانت تسرع الى الكواليس لتتحدث مع حليم.

قضى عبد الحليم اليوم كله في بروفات مستمرة على المسرح، و غادر المسرح ليتناول غداءه ثم عاد اليه ليستأنف البروفات ورفعت الستار في التاسعة تماما فغنى حليم طلع النهار واستقبلته عاصفة من التصفيق.

صحف لندن في الصباح كلها بلا استثناء تحدثت عن حفل حليم وكانت العناوين تقول "ليلة من الف ليلة وليلة بفن عربي، سيناترا من السويس هو نجم الحفل العربي، وسيناترا تشبيه اطلقته الصحافة الإنجليزية على عبد الحليم حافظ.

التليفزيون الإنجليزي صور فقرات الحفل كلها وإذاعة لندن العربية سجلت أغنيات عبد الحليم بعد ان اذاعت بعضها على الهواء مباشرة وكان جمال فارس هو الذي قدم الحفل لجمهور المسرح بعد ان اعتذر عمر الشريف عن تقديمه ولم تحضر فاتن حمامة من باريس الى لندن.

الصحافة البريطانية

ظلت الصحف البريطانية تتحدث عن عبد الحليم بوصفه أحد أهم كوادر ثورة يوليو وأكثرها تأثيرا في الجماهير العربية، إذ كتبت الصنداي تايمز عام1963 مقالا طويلا تقول فيه إن عبدالحليم وصل إلي مركز يشبه مركز سفير كبير دون أن يفعل شيئا سوي غناء الألحان العاطفية والحماسية التي تلهب مشاعر الجماهير، وأضافت الصنداي: إن سر شهرة عبدالحليم يمكن أن نجده في عنوان أغنيته: المسئولية وحكاية شعب. بينما ذهبت «التايمز» إلي القول بأن عبدالحليم حافظ هو أحد الأسلحة السرية التي يستخدمها عبدالناصر لنشر رسالة الثورة.

هايد بارك

عندما تحدث حليم عن أجمل ما احبه في لندن قال :" اجمل ما شاهدته في لندن هي حدائق هايد بارك ومنابر الخطابة فيها وأعجبني ان الوعي قد ازداد بين الطلبة العرب بشكل ملحوظ فكوّنوا اتحاداً قويا ونظموا ايفاد خطباء الى حدائق هايد بارك للخطابة فيها وقد استمعت الى هذه الخطب ورأيت مئات من الانجليز والسائحين الأجانب يقفون عند الخطباء العرب ويستمعون الى وجهات نظرهم ويصفقون لهم".

القطن المصري في إنجلترا

لحليم قصة طريفة مع القطن المصري بلندن، تحدث عنها للكواكب في عام 1958 قال فيها :" فى احدى المرات قابلت طبيباً وحمدت الله لأنه قال ان صحتي بخير وسمح لي بالخروج من المستشفى وحينها دخلت أحد المحلات التي اجتذبني اليها ملاءة سرير جميلة في واجهة المحل وسألت الرجل عن ثمنها فقال ثمنا عاليا وقرأ السيد الدهشة على وجهي فاستطرد قائلا ياسيدي هذه من القطن المصري، انتظر قليلا فوجدته احضر ملاءات اخري من التيل الايرلندي وقال هذه بثلث ثمن الاولي فاترك المصرية وخذ من التيل الايرلندي

فقلت له اني اريد الملاية المصرية وأريد عليها اثنتين أخريين

فقال له هذه آخر واحدة عندنا وان "ايدن" تهور وشن حربا على مصر فمنعت عنا القطن فتوقفت مصانع النسيج عن امدادنا به وأصاب الكساد سوقنا.

قلت للرجل: انا مصري وانا فخور بان اسمع هذا الكلام عن قطن بلادي

فرد الرجل وفى لهجة توسل : ارجوك يا سيدي اذا كنت صاحب نفوذ ان ترسلوا الينا قطنكم اننا نحب مصر ولا شأن لنا بالسياسة.

06/04/2015 - 10:06:17

بعيداً عن العيون .. العندليب والسندريللا فى سويسرا

كتب - نيفين الزهيرى

بعد كل القصص والشهادات الكثيرة حول قصة زواج العندليب من السندريللا سعاد حسني والتي وصلت حتي شوارع سويسرا، كان الصحفي الكبير إبراهيم سعدة شاهد عيان ومرافقاً سعاد حسني وعبدالحليم حافظ في رحلة سويسرا عام 1962، تلك الرحلة التي قيل إنهما تزوجا خلالها، وذلك ضمن مهمة صحفية بتكليف من الكاتب الكبير مصطفى أمين الذي كان لديه خبر عن هذه العلاقة، وعندما سافر سعدة إلى جنيف لترقب وصول النجمين الكبيرين من المغرب، ذكر أنه ظل يتردد على مطار جينيف أكثر من مرة يوميا ليسأل عن موعد وصولهما رغم أنها كانت رحلة سرية، إلى أن أخبره مصطفى أمين في مكالمة هاتفية أنهما وصلا بالفعل إلى سويسرا دون أن يكتشف أحد وجودهما هناك.

وظل سعدة يبحث في كل الفنادق الفخمة عن سعاد وحليم دون جدوى، حتى التقى بالصدفة بالنجم عمر الحريري الذي جاء على نفس رحلة عبدالحليم من المغرب حيث كان أيضا مدعوا لحضور احتفالات عيد جلوس الملك الحسن آنذاك، وهنا أدرك سعدة أن الحريري يعرف مكان عبدالحليم واكتشف أن العندليب والسندريللا يقيمان في فندق غير فخم بعيداً عن الأعين.

ومن هنا بدأت المهمة الصحفية وهي مرافقة العندليب والسندريللا لمعرفة أسرار وكواليس العلاقة بينهما وحقيقة تتويجها بالزواج، الا أن أغرب ما يرويه سعدة عن ذكريات تلك الرحلة الخاصة جداً، هو أنه ذات يوم طلب حليم من صديق لإبراهيم سعدة أن يدله على اشهر محل مجوهرات في سويسرا، واصطحب معه سعاد، وطلب منها أن تختار من بين أغلى القطع المعروضة، حتى اختارت عقدا ماسيا أعجبت بجماله عندما ارتدته، سألها عبدالحليم اذا كان هذا العقد قد أعجبها، فأكدت له اعجابها وسعادتها به، فاذا به يرد عليها قائلا "تفتكري هيعجب علية؟" شقيقة عبدالحليم، وكانت هذه العبارة بمثابة صدمة أصابت سعاد في مقتل وجعلتها تبكي، كما أصابت إبراهيم سعدة وصديقه بالذهول! لتصل بعدها علاقة العندليب والسندريللا إلى طريق مسدود لم يستطع أحد تأكيد نهايته بعد!.

06/04/2015 - 10:05:25

الملابس كانت هداياه المفضلة ..

محفوظ عبد الرحمن : حليم كان يسافر بدون جواز سفر

حوار- أمينة الشريف

رغم أن الحظ لم يحالف فيلم "حليم" الذى كتبه محفوظ عبدالرحمن وأخرجه شريف عرفة وقام ببطولته النجم أحمد زكى، وذلك بسبب مرضه الأخير.. وهو الفيلم الذى قدم سيرة حياة العندليب الأسمر إلا أن ذاكرة الكاتب محفوظ عبدالرحمن مازالت تزدحم بالكثير من الحكايات غير المعروفة عن هذا المطرب الذى أحبه الناس حتي بعد وفاته.

محفوظ يسرد لنا بعضها فى هذا الحوار الشيق بطريقة مبهرة وكأنه يريد أن نشاركه إحساسه بروعة هذه الذكريات الجميلة.

قال الكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن: إن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ أحيا العديد من الحفلات فى عدد من الدول العربية من بينها "الكويت، المغرب"، مشيراً إلى أن الراحل كانت تربطه علاقة وثيقة بـ محمد الخامس " ملك المغرب" آنذاك كان الأخير يتولى على نفقته الخاصة انتقالات حليم وعلاجه، كما أنه خصص له طائرة خاصة يستقلها فى سفره إلى دولة فرنسا.

وفيما يتعلق بغنائه فى الكويت قال عبد الرحمن، إنه لم يكن عيبا أن يغنى عبد الحليم فى دولة الكويت وخاصة أنها كانت متعاطفة مع مصر فى ذاك الوقت، وكان يتم ذلك تحت رعاية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر، وأضاف عندما سقط عبد الحليم على خشبة المسرح ولزم الفراش زاره الرئيس الراحل للاطمئنان على صحته بصحبة المشير .

المغرب

وروى محفوظ عبد الرحمن حكاية خاصة بالفنان الراحل عبد الحليم حافظ أثناء إحدى رحلاته إلى المغرب، وكان يسجل إحدى الأغنيات فى الإذاعة المغربية فى الوقت الذى حدث فيه انقلاب على النظام فى المغرب، وفوجئ أثناء وجوده فى الاستوديو بعدد من الانقلابيين يحملون الأسلحة يطالبونه بإلقاء ما اسموه "بيان الثورة" ضد محمد الخامس، وهذا الأمر كان سيترتب عليه موقف معاد لعبد الحليم فى المغرب، ورفض حليم أكثر من مرة حتى لا يتورط فى هذا الموقف وقد علم الملك بعد ذلك هذا الموقف وظل يحمل لعبد الحليم مكانة عظيمة فى قلبه.

فرنسا

قال محفوظ إن أحد الصحفيين كتب عن العندليب أثناء سفره إلى دولة فرنسا فى رحلة علاج، أنه يدعى المرض ليجذب إليه الجماهير التى انصرفت عنه، مضيفاً أن عبد الحليم عندما قرأ هذا الكلام أصيب بحالة من الإحباط والاكتئاب الشديد الذى أودى بحياته .

الجنسية

وأشار " محفوظ" إلى أن العندليب لم يكن فى حاجة إلى حمل جنسية أية دولة عربية أو أوروبية، ولم يتلق أيضا أية عروض من هذا النوع من قبل رؤساء الدول الذى قام بالغناء فيها، بل إنه كان يسافر فى بعض الأحيان دون "جواز سفر" واصفاً عبد حليم بأنه دولة كاملة فهو مطرب له تاريخ وقدرات وتوجه" .

الضرائب

قال محفوظ عبد الرحمن إن العندليب وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب طلبا مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، يشكوان له كثرة الضرائب عليهما وعلى الفنانين وبالفعل إستقبلهما فى منزله ووجه إليهما سؤالا مفاده " كم دخلك وكم مصروفاتك "، وهذا ما أجاب عنه عبد الحليم قائلاً : " بكسب كتير وبصرف كتير "، وفى نهاية اللقاء قال الرئيس الراحل لعبد الحليم : " انت هتنشف دماغك معايا" ، وبعدها قرر الرئيس تفعيل قانون يعفى الفنانين من دفع الضرائب بنسبة "20 % " من الدخل.

لندن

وذكر" محفوظ" أن عبد الحليم كان يفضل الجلوس خارج غرفته فى المستشفى الذى كان يعالج فيه بلندن نظراً لحالة الضيق الشديد التى يشعر بها وهو داخل الغرفة بمفرده حيث إنه كان يجلس دائماً على أريكة ويستمع إلى أغنية " طريقك مسدود" ، ودخل بعدها فى حالة اكتئاب شديد، وظل النزيف مستمراً ولم يكن فى وسعه إجراء عملية زراعة كبد، لعدم تقدم الطب وقتها .

تكريمات

وأكد الكاتب محفوظ "عبد الرحمن" أن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ حصل على العديد من الجوائز من مختلف البلدان العربية ، الا أن الاحتفاء به لم يكن بنفس المستوى الذى يستقبل به كوكب الشرق أم كلثوم، وعلى سبيل المثال فى لبنان التى غنت ام كلثوم فيها بعد 40 عاما من بداية مشوارها الغنائئ على عكس عبد الحليم الذى كان دائم السفر إلى بيروت

وفيما يتعلق بالصدى الذى حققته حفلات عبد الحليم فى الخارج قال محفوظ : " عبد الحليم كانت شبكة علاقاته أوسع من أم كلثوم وكان حريصاً على اقامة علاقة صداقة بصغار الصحفيين ، وكان يقدم هدايا لاصدقائه وأصحابه وتربطه صداقة مع كل الناس من كافة أطياف المجتمع "

هدايا عبد الحليم

ذكر الكاتب الكبير أن عبد الحليم كان يفضل دائما أن يجلب الهدايا التذكارية لأصدقائه ومحبيه، وخاصة الملابس ، نظراً لمشاكل الاستيراد التى كانت تعيق السوق المصرى وقتها .

سيرة ذاتية

وعن فكرة تجسيد شخصية عبد الحليم حافظ، قال محفوظ عبد الرحمن : فكرة تجسيد سيرة ذاتية لفنان راحل تحتاج فقط إلى ممثل موهوب، لان القضية ليست فى تحقيق الشبه فى الشكل، ولذلك كان توقعى أن أحمد زكى سوف يجسد العندليب بشكل ممتاز، الا انه مع بداية التصوير كان المرض قد تمكن منه حتى وصل إلى المرحلة الثالثة وظهر عليه ذلك فى الفيلم.

غناء أكاديمى

وقال إن عبد الحليم كان أكاديمى بمعنى أنه كان يطبق نظريات المعهد، ودائماً كان شديد الاهتمام بالكلمة واللحن، ولم يعتمد على صوته فقط، كان شديد الذكاء فى اختيار أغنياته، ويذكر أنه فى أحد الأيام اتصل بالشاعر نزار قبانى ليطلب منه تعديلاً فى بعض كلمات أغنية وجاءت فاتورة هذه المكالمة بحوالى 3000 جنيه آنذاك، مشيراً إلى أن من أكثر النجوم الذين اهتموا بالكلمة فى ذلك الوقت هما عبد الحليم حافظ وأم كلثوم.

قارئة الفنجان

وأشار محفوظ إلى أن أغنية قارئة الفنجان تم إنتاج فيلم " تونسى أو جزائرى " عنها، مضيفاً أن ذلك ليس كثيراً على موهبة مثل هذا الفنان الراحل العندليب الأسمر، الذى ظل يصنع فنه حتى آخر لحظات حياته، وكان يحارب المرض بأغنياته وصوته العذب .

06/04/2015 - 10:04:20

يحكى ذكرياته مع حليم ..

مجدى الحسينى : العندليب فنان بكل لغات العالم

حوار- عمرو محيى الدين

ذكريات لا تنسى عاشها عازف الأورج الشهير مجدى الحسينى مع "أبيه الروحى" عبدالحليم حافظ، الذى احتواه فنيا، ودافع عن موهبته، وأعطى له فرصة الظهور والانطلاق الفنى بين قمم الموسيقى والغناء العربى، رغم حداثة سنه، كان الحسينى صبيا لم يتجاوز الرابعة عشر عاما، إلا أنه استطاع بموهبته الفريدة فى عزف الأورج، أن يدفع العندليب إلى ضمه لفرقته الموسيقية، واصطحابه فى أغلب رحلاته خارج مصر.

عن أول لقاء جمعه بعبدالحليم يقول مجدى الحسينى: كنت أعمل ضمن فرقة موسيقية اسمها «البلاك كوتس»، وكان عبدالحليم حافظ يجهز أغانى فيلم أبى فوق الشجرة، ويفكر فى الاستعانة بآلة الأورج فى إحدى أغنياته، وتلقيت خبرا من صديقى عمر خورشيد أن عبدالحليم يريد مقابلتى، لم تسعن الفرحة، وعند لقائى به، عزفت أمامه، وكان ينصت باهتمام بالغ، وأعطانى الفرصة لعزف لحن إحدى أغنيات الفيلم، وحينها نشأت صداقة قوية بينى وبين عبدالحليم، وكنت أرافقه فى معظم حفلاته خارج مصر، بصحبة الفنان بليغ حمدى وطبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى.

غناء وعلاج

ويضيف الحسينى: المشكلة الوحيدة التي واجهتني أثناء عملى مع عبدالحليم هي رفض أعضاء الفرقة ظهوري بجانبهم على المسرح؛ لأنني بالنسبة كنت مجرد «طفل صغير»، إلا ان العندليب تدخل فى الأمر، وقالى لى: "ستظهر بجوارهم على المسرح" و"أنا المسئول عنك"، حتى أنه أصر على اصطحابى مع فرقته إلى لبنان لإحياء حفل غنائى هناك ، وكانت تجربة السفر الأولى بالنسبة لى، كما سافرت معه إلى فرنسا عندما أجرى بعض الفحوصات الطبية هناك، عبدالحليم سافر إلى معظم دول العالم، إما للغناء أو للعلاج. وأستطيع أن أقول إن الحليم أبى الروحى.. احتوانى فنيا.. ودافع عنى.. ومنحنى فرصة الظهور.

ويتابع: كان العندليب أثناء سفره لا يتوقف عن الضحك والقفشات الكوميدية، ورغم مرضه الذى رافقه طيلة حياته، والآلام التى تجرعها لسنوات، إلا أن الابتسامة لم تكن تفارقه، فالرحلات خارج مصر، لم يكن لها طعم بدونه، فكان يطلق النكات والقفشات، وجلساته لا تخلو من الضحك.

وعن قفشات عبد الحليم يقول الحسينى: المرة الأولى التى ركبت فيها طائرة،كانت بصحبة عبد الحليم حافظ ومصوره فاروق إبراهيم،والموسيقار بليغ حمدى، وفوجئت بالعندليب وأنا على متن الطائرة، يقول لى : " جبت معاك الـ 500 دولار" .. قلت له" بتوع إيه؟!!".. فرد " " كان لازم تجيب معاك 500 دولار .. ده ثمن الأكل اللى فى الطيارة".. فاندهشت من الأمر وقلت: "ده كتير أوى" .. فأجابنى عبدالحليم : "ما تنساش اننا بين السما والأرض وده أقل تمن للأكل هنا" فظللت طيلة الرحلة ممتنعا عن الطعام، حتى أنى رفضت الطعام أثناء قيام المضيفة بتقديم وجبة الغداء لى.. ، وظل عبدالخليم يضحك هو وبليغ وفاروق إبراهيم، وأنا لا أعرف سبب الضحك، حتى فهمت الأمر بعد ذلك.

شاى بالزبادى

وأذكر أنه عند سفرنا إلى لبنان، طلبت من خدمة الحجرات بالفندق كوب" شاى باللبن" وفى لبنان كلمة لبن تعنى زبادى فى لغتهم، وكان الرجل المسئول عن خدمة توصيل الطلبات مندهشا جدا من طلبى، ويقول لى " كيف هذا؟؟" فأجبته" ما العجيب فى الأمر؟!!.. " عايز شاي باللبن" .. فاعترض الرجل، ولم يفهم قصدى فاتصلت بعبدالحليم، أخبره بالأمر فضحك وقالى لى: انت كده طالب شاى بزبادى يا مجدى!! .

ويتابع: كان عبدالحليم معتادا على النوم نهارا، وأحيانا لا يغمض له جفن حتى الساعة التاسعة صباحا، وعند وصولنا إلى أى بلد مساء يظل مستيقظا، يسمع الأغانى، ويقابل أصدقاءه وأحباءه، أما البلاد التى كنا نصل إليها نهارا، أجد عبدالحليم يركن إلى النوم طالبا منى ومن أصدقائه عدم الإزعاج تماما لأخد قسط من الراحة، ويترك لنا رقم خدمة الغرف لتلبية احتياجاتنا.

استقبال الملوك

ويقول الحسينى: لم يكن عبد الحليم يشعر بالغربة فى أى بلد تطأها قدماه، فأحبابه فى كل مكان فى الدول العربية والعالم، وكان استقباله فى معظم الدول كاستقبال الملوك، فبمجرد وصوله إلى أى بلد، يجد استقبالا حافلا من شخصيات عامة على أعلى مستوى، وأمراء دول وفنانين وأطباء وأساتذة وشخصيات سياسية مرموقة ومعجبين، فكل الوطن وطنه وكل العالم عالمه وكل الناس أهله على اختلاف جنسياتهم، فى زيارات عبدالحليم إلى المغرب كان الملك الحسن دائما فى استقباله، وكذلك الأمر مع الرئيس حافظ الأسد فى سوريا، وفى زياراته إلى لبنان تجد فريد الأطرش وفهد بلان على أبواب المطار يستقبلانه استقبالا حافلا.. حتى فى لندن وباريس كان له أصدقاء.

ويكشف الحسينى عن الشخصيات التى رافقته فى رحلاته فيقول: تنقسم رحلات العندليب خارج مصر إلى قسمين، الأول رحلات علاجية وكان يصطحب فيها أخته أو أحد أقاربه، والثانية رحلات فنية، وكان يرافقه فيها الموسيقار بليغ حمدى، والمصور فاروق إبراهيم، والشاعر الغنائى محمد حمزة وطبيبه الخاص الدكتور هشام عيسى، كما حالف الملحن العبقرى حلمى بكر الحظ فى مرافقته العندليب فى الكثير من رحلاته خارج مصر.

العندليب وفريد

ويضيف: كانت علاقة عبدالحليم بكل من حوله علاقة طيبة تسودها الصداقة والمحبة، حتى أن ما تردد حول خلافاته مع فريد الأطرش، لم يكن صحيحا، فأذكر أنه كان يسافر لإحياء حفلات غنائية فى لبنان كل شهرين تقريبا، وكان يشارك فى تلك الحفلات كبار نجوم الغناء، منهم شادية وفريد الأطرش ووردة وصباح وفايزة أحمد ونجاة الصغيرة، ويصادف معظم المرات أن يغنى فريد الأطرش فى اليوم الذى يلى عبدالحليم، وحينها كان العندليب يقف على خشبة المسرح، ويشجع الجمهور على حضور الحفل الذى يقدمه الأطرش، ويقول: انتظروا فريد الحفلة المقبلة.. سيغنى أغانيه الرائعة.. وهكذا كانت العلاقة بين العندليب والأطرش علاقة صداقة وحب وتنافس شريف، كما كان العندليب يدندن أغانى لفهد بلان باللهجة اللبنانية.

أناقة

ويكشف الحسينى عن سر ولع العندليب بالأناقة فيقول: كان عبدالحليم حافظ مثالا للأناقة، والاهتمام بمظهره، كان لا يرتدى إلا العلامات التجارية "السينييه"، فى سفرياته إلى باريس كان يقتنى أجمل العطور، وفى لندن كان يشترى أجمل الأحذية والبدل، وفى سويسرا كان يجوب أرجاء المحلات ويشاهد الساعات القيمة، فكان يحب ماركات «التايقر» فى الأحذية، والشيرويل فى البناطيل، والجفنشى فى البدل والقمصان، فكان أمير الأناقة بلا منازع، وللعلم كان الملك الحسن( ملك المغرب) يعطى تعليمات للترزى الخاص به، أن يفصل بدل لعبدالحليم مماثلة لبدله.

موضة عبدالحليم

ويوضح الحسينى: كنا فى شبابنا نأخذ صيحات الموضة من عبدالحليم حافظ، فننتظر حتى يخرج علينا بشكل جديد، ونسير على دربه، فأذكر أن معظم شباب جيلى كان ينظر إلى طريقة ملابس عبدالحليم، ساعاته وبناطيله وقمصانه وتسريحة شعره، وطريقة كلامه الحالمة الهادئة، وأنا كنت أقلده فى الكثير من مقتنياته، ولا سيما العطر الذى كان يفضله.

ويتابع: كان حليم خلال سفرياته يستمع لكل أنواع الموسيقى.. الهندية والإسبانية والفرنسية والانجليزية، وكذلك إلى كافة المطربين على اختلاف جنسياتهم، ومنهم فرانك سيناترا، ودين مارتن، ومار إرياى، وتوم جونز، وأذكر أنه فى إحدى رحلاته إلى مدريد كان يسمع مقطوعات موسيقية إسبانية ، ونالت إعجابه جدا فطلب منى أن نظهر بعض لمسات الموسيقى الإسبانية فى أغانينا، وظهر ذلك فى أغنيته" نبتدى منين الحكاية"، فكان ملما بكل ما حوله من جديد، ويتعرف فى رحلاته خارج مصر على أحدث آلات الموسيقى والعزف، وأدخل آلات أورج جديدة فى أغانيه ومنها " الهوا هوايا" و" جانا الهوا"، وفى رحلتى معه إلى باريس؛ لإجرائه بعض الفحوص الطبية ، رأيتُ «أورج» من موديل حديث كان اسمه «السانتيزر» في أحد محال «الشانزلزيه»، حيث كان بإمكان هذا الأورج إصدار صوت معظم الآلات الموسيقية، وأخبرت عبدالحليم الذي تحمَّس لشرائه، حتى أنه قام باسترداد ثمن ساعة يد، كان قد اشتراها أثناء الرحلة، ليشترى الأورج الحديث، فقد كان سخيا كريما معطاء، يحب فنه ويخلص له.

واختتم الحسينى كلامه قائلا: سيظل عبدالحليم خالدا بذكراه العطرة ويزداد انتشارا أكبر، ومحبة فى قلوب الأجيال، مهما مر الزمن، فكان هو أقوى مطرب من بين جميع الجنسيات، ووصل إلى العالمية بأحاسيسه الجياشة، تلك الأحاسيس التى تسبق اللغات.

06/04/2015 - 10:03:22

أصدقاؤه المقربون يطلقون عليه معالى الباشا ..

حلمى بكر: كان يشترى أحدث الآلات الموسيقية لفرقته

حوار - طارق شحاتة

"أكد الموسيقار الكبير "حلمى بكر" أن عبدالحليم حافظ فى رحلاته خارج البلاد كان يتمتع بخفة ظل عالية وكان بارعاً فى ابتكار "المقالب" مع من حوله ليضفى جواً من البهجة والسعادة على المكان،مشيرا الى أنه كان أقل من الانسان العادى و"متواضعاً" لأبعد الحدود مؤكدا أن نجوميته لم تتكرر مرة أخرى،لافتا الى أنه متربع وسيظل متربعاً على عرش الغناء ،كما كشف النقاب"لأول مرة" فى حواره معنا عن أهم سفرياته إلى الخارج وأحب البلاد الى قلبه و"طقوسه" الخاصة فى السفر والترحال ..ورحلة العلاج الأخيرة ، وإجادته للعبة "الكوتشينة" مع عمرالشريف وصالح سليم فى لندن و..و..وأسرار كثيرة أخرى..

ماذا تتذكر عن رحلات العندليب الأسمرعبدالحليم حافظ إلى الخارج؟

- رحلات "عبدالحليم" إلى الخارج منها خارج إطار العمل وأخرى إحياء الحفلات وأحيانا كان يرافقه فى تلك الرحلات أصدقاؤه المقربون أمثال الأمراء عبدالمجيد بن عبدالعزيز، وبدر بن عبدالعزيز.. وغيرهما، لأنهم كانوا يحبون الفن المصرى ، وعبدالحليم على وجه الخصوص، وكانوا يزورون "هاواى" وبعض البلدان والجزر الشهيرة فى فرنسا وأمريكا وبلاد سياحية أخرى توجد أفلام مصورة بالفيديو لدىّ عائلته عن تلك الرحلات ولكن أغلبها كانت للعلاج بدأت مع طائرة الملك الحسن الخاصة التى استقلها الى فرنسا للعلاج، وتم انقاذه وقتها من الموت أثناء تعرضه للنزيف الشديد ،ثم سافرمنها الى إنجلترا.. وأؤكد أن "عبدالحليم" لم يكلف الدولة" مليما" فى علاجه ،وكان يتحمل نفقات علاجه بنفسه بجانب الملك الحسن أوبعض الأمراء

هل تذكر إحدى الرحلات التى رافقته خلالها فى الخارج؟

- كانت هناك رحلات إلى باريس ولندن ،ورحلة "واحدة" الى جزر "هاواى" الشهيرة مسموح بزيارتها رأينا العجائب فى هذه الرحلة حيث أقيمت لنا حفلات بالمشاعل على الرمال مع رقصات بنات هاواى،كما أطلعنا على ألوان الفنون الجميلة فى هذه الرحلات كان "حليم" يهوى الاستعانة بالآلات الموسيقية الحديثة مثل "الكوردا بوكس"،التى حرص على شرائها ومنحها للعازف مختارالسيد ولكن القدرلم يمهله استخدامها فى حفلاته وأغانيه المميزة.

هل كان يقوم بطقوس له طقوس خاصة قبل السفرللخارج؟

- "عبدالحليم" فى السفر إنسان متواضع جدا مثل الطفل الذى يلعب و"يعبث" مع من حوله ، وماهر فى عمل المقالب بتلقائية شديدة تملأ الجو المحيط به بالدعابة وكل جلساته ممكن أن تسميها الـقعدة الحلوة" التى يحيطها جو من السعادة والمرح وتجبرك على الجلوس معه وعدم تركه أبدا لأنه بالمعنى الدارج "مايتشبعش منه".. ولم يكن حليم من الذين يخططون لرحلاتهم مسبقا ولكنه يترك نفسه على "سجيتها" فى التعامل مع الآخرين ،كما كانت له لقاءات جميلة مع بعض الناس، بخلاف قصص الحب الوهمية ،لأنه كان عاشقاً لحالة الحب وينهيها بمجرد سفره إلى الخارج .. ويمضى بكر فى حديثه قائلا:

- كنا نجتمع فى الخارج فى ضيافة الأمير عبدالمجيد على الغداء أو العشاء ، وأذكر يوماً اجتمع معنا موسيقارالأجيال محمد عبدالوهاب فى أحد المطاعم وأقاموا لنا "شو" كبيراً صاحبه عرض موسيقى على شرف طبق "كبد البط" الشهير ما أحلاها "صحبة" فى السفر مع عبدالوهاب وعبدالحليم - يرحمهما الله - وكان حريصاً على النوم والاستيقاظ كما يشاء ويسأل المحيطين به عن مكان السهر الذى يذهبون إليه؟.

ما هى أحب المشتريات التى كان يحرص على اقتنائها؟

- رقم واحد"البدل"،وملابس "الكاجوال"،و"الجينز"، و"الفضيات" و"الاكسسوارات"، التى كانت يرتديها مع ملابسه ، وأذكر أنه فى حفل نادى الجزيرة طلب استعارة "ساعة" الأمير عبدالله التى تشبه ريش الطاووس، مع ملابس الكاجوال التى كان يرتديها لأنه كان حريصاً جدا على مظهره،لأن المطرب زمان نجاحاته تعتمد فى المقام الأول على صوته عكس الآن!.. كما كان - يرحمه الله- ذكىاً جدا فى نوعية اختياراته الغنائية على المسرح مع الملابس المصاحبة لها مع رؤيته لنوعية الجمهور ومتطلباته..وهكذا

وهل كانت ملابسه .. من ماركات عالمية؟

- بالطبع كان يرتدى ملابسه من أرقى المحلات فى العالم ،وتوجد لديه قطع ملابس لم تتكرر مرة أخرى ،ومنها مايطلق عليه "سينيه"، مثلما كان يفعل عبدالوهاب بالضبط ،الذى كان يذهب إليه أشهر مصممى الأزياء فى العالم وكذلك الأحذية .. إلى آخره ،كما كان عبدالحليم يهوى البرفانات والساعات والكرافتات ،رغم أنه كان يفضل ارتداء الملابس "الكاجوال" دائما ، أما فى حفلاته فكان يرتدى "الأسموكن"مع "البابيون" و"الكرافت"

وهل كان يفضل الذهاب إلى أماكن وأسواق معينة بالخارج؟

- توجد أفلام مصورة خاصة ببعض رحلاته الى الخارج ،ويظهر من خلالها أناقته الشديدة من ملابس وأحذية خاصة به ،بخلاف الآلات الموسيقية كان يحرص على شراء الحديث منها دوما لأعضاء فرقته الموسيقية ، كان يعيش حياة طبيعية تماما بعيدا عن البروتوكلات حينما يكون فى الخارج وكان يخرج إلى الشوارع بصحبة شحاته ابن خالته فى أغلب سفرياته الى الخارج .. وكان يحب الجلوس وقضاء بعض الوقت فى لندن مع عمرالشريف وصالح سليم وبليغ حمدى ومحمد حمزة ،وكانوا جميعا يلعبون "الكوتشينة" على الارض،كما كان يحب الذهاب الى بعض العروض الموسيقية ،وهذا كان أحد أسباب تطوره ومواكبته لكل ما هو جديد.

وهل كان يحب متابعة عروض الاوبرا بالخارج؟

- لأ..ليس بشكل مكثف ،إنما كان يحرص - أحيانا- على حضور عروض "الميوزيكال شو".

ماذا كانت ردود أفعال الجاليات العربية عند ذهاب عبدالحليم إليهم فى الخارج؟

- الصورة تفوق الخيال عندما كان يسير فى أشهر الشوارع فى لندن وباريس كان الناس يحرصون على الحصول على التوقيع الخاص به على أتوجرافاتهم والتصوير معه ،كما كانت حفلاته هناك ترفع لافتة "كامل العدد"

كيف كانت مكانة حليم وسط نجوم الأغنية بالخارج؟

- عالمك..العالم العربي"، وأنت عالمى بهم ، وعبدالوهاب الوحيد الذى حضرت له تكريم مع مطرب الأوبرا- الأول - فى فرنسا ،وغنى على أنغام العود الذى طلبته وقتها على المسرح أغنية "أنده عليك بالحب تيجى لي".. وتغنى باسمى ضمن أشطار أبيات الأغنية لدرجة أن مطرب الاوبرا الأول فى فرنسا أستأذنه فى التوقيع على المنديل الخاص به والعالم الغربي لايعى إلاّ مايدور داخله ، ولايعنيه مايدور خارجه ..أما عالمية "عبدالحليم" كانت داخل المحيط العربي، فأذكر أنهم فى إسبانيا كشفوا عن وجود المطربة المشهورة" نجاة " على حسب المذياع فى أحد الأماكن الشهيرة التى كانت تجلس فيها هناك وإذا بفرقة موسيقية اسبانية تحيط بها فغنت ليلتها "ماأظنش ياحبيبى ..عندى أحاسيس ماتنتهيش"

وماذا عن الهدايا التى تلقاها من الخارج؟

- آخر هدية آتت الى عبدالحليم ولم يرها جاءت بعد وفاته عبارة عن عربة فيديو بكاميراتها تعد استديو متنقلاً

هل تتذكر موقفاً داهمه المرض فيه أثناء الغناء؟

- الواقعة الأشهر له بالخارج عندما سقط على المسرح بالمغرب وهو يغنى بعد أن داهمه النزيف فأمرالملك الحسن بعلاجه ونقله الى فرنسا عبر طائرته الخاصة كانت بداية شقائه ورحلته مع المرض لمدة "17" عاما حتى رحيله عن دنيانا ..وللعلم عبدالحليم سبق وقضى بالخارج شهرين بعد إجرائه عملية جراحية على يد البروفيسير "بانر" الذى استأصل له جزءاً من المعدة وعاد إلى القاهرة واستكمل تصوير فيلمه الشهير "حكاية حب".. وأذكرأننى عملت اختبار تمثيل فى هذا التوقيت من خلال فيلم "القلب له أحكام"مع أحمد رمزى وفاتن حمامة، وكان المفروض أن أقوم بالدورالثانى وأقدم أغنيتين بالفيلم بصوتى ، ولكن التحاقى بالجيش وأدائى الخدمة العسكرية حال دون ذلك ..ويستطرد بكر قائلا: كنا نجلس أنا وجليل البندارى وعصام بصيلة ومحمود شكوكو ونلعب الكوتشينة يضفى حليم على الجو العام من حولنا المرح والمقالب ..وتلك الأيام لاتعوض بأى حال من الأحوال

وهل كانت هذه أطول رحلة علاج له بالخارج؟

- بالفعل هذا صحيح ، بخلاف رحلة العلاج الأخيرة التى توفاه الله بعدها والغريب أنه كان يحفظ وقتها أغنية "من غير ليه" واختلف مع عبدالوهاب وأذكر أنه قال لنا مقولته الشهيرة أمامى وبحضور جلال معوض والأمير بدر وآخرين قبل رحلة علاجه الأخيرة.. "قلبي مقبوض من السفرية دى.. وحاسس إنى رايح مش راجع"،..كما كان عصبىاً جدا فى هذه الأثناء، وكان يتحدث معى حتى قبل وفاته بأربعة أيام لدرجة أنه قال لي حرفيا"حلمى..أنا بقيت كويس واطمئن ..آخر إجراء طبي أقوم به " المنظار "الذى كان يشبه "خرطوم" المطافىء عكس الأدوات الحديثة المستخدمة الآن ،وأذكر أنه نشرت له وقتها صورة بمجلة "الشبكة"،

وظهر فى هذه الصورة ووزنه زائد جدا بسبب حقن الجزء السليم من "الكبد" الخاص به بـ"الكورتيزون"لدرجة أن المعالج له الدكتور ياسين عبدالغفارقال وقتها طالما تناول عقارالكورتيزون اعتبروه - مات إكلينيكيا- وبرغم أنه كان فى طريقه للعودة سالما للبلاد إلا أن الذى سبقه خبر وفاته والذى أصابنا جميعاً، حقيقة ما حدث قبل الوفاة مباشرة أن د.روجرز كان يقوم بعملية "كى" الدوالي بمعدة عبدالحليم من خلال المنظار وأثناء تلك العملية أصاب "وريد نافر" ،فأدى لحدوث نزيف حاد على الفور لم تتم السيطرة عليه بكافة السبل حتى من خلال الاختراع الجديد وقتها المسمى بـ"البالونة"،التى تمتليء داخل المعدة لوقف النزيف ولكن حتى هذه لم تفلح فى حالة عبدالحليم وتوفى فى هذه اللحظات ..وأعتقد أن هذه التفاصيل التى ذكرتها لم تنشر من قبل .

ما هى أهم الأشياء التى كان يحرص على اصطحابها معه فى كل رحلاته للخارج؟

- الأدوية الخاصة به ،بخلاف ملابس كثيرة خاصة بإحيائه الحفلات المختلفة فى الداخل والخارج..وكانت تؤرقه دائما الأغنية الجديدة التى مازال يبحث عنها حتى يغنيها أمام الناس ،فأذكر أن "معالى الباشا"- وهذا هو الاسم الحركى لعبدالحليم- الذى كنا نطلقه عليه كان يتناول العشاء فى أحد الأماكن بعد انتهائه من إحياء إحدى الحفلات وكنا معه وهو لا يأكل معنا فسألته عن السبب.. فرد عليّ الحفلة كانت رائعة - اليوم - ولكن الأغنية القادمة سيكون شكلها إيه؟!.. وهذا هو الفارق بينه وبين طابور الغناء الحالي ، كان - يرحمه الله - حالة غير عادية فى فنه الخاص به صاحب أول مملكة الاحساس والتعبير ،وهذه مدرسة لم تكن موجودة فى مصر.

وهل كان يخاف من ركوب الطائرات ؟!

- لا.. وإلا كان يتوقف عن الغناء وإحياء الحفلات بسبب مرضه الشديد،فالخوف لم يعرف طريقه إليه ،ولكن "عبدالوهاب" هومن كان يخاف ركوب الطائرات ويستبدلها بالسفن والطريق البري ، وأذكر أن "عبدالوهاب" ركب الطائرة لأول مرة فى حياته عندما سافر الى أمريكا ، وغنى خلال تلك الرحلة "مجنون ليلى" كاملة ورقص على أنغامها من فرط سعادته، كما كان "عبدالحليم" يحرص على تلاوة بعض آيات الذكرالحكيم من خلال المصحف الشريف ونحن على متن الطائرة .. وفى طريق عودته للقاهرة كانت سعادته لا توصف لأنه مصرى حتى النخاع قد كان صادقاً فى كل أغانيه الوطنية التى لم يغنها "اعتباطا" ولكن حبا فى بلده ،و"الفن..فن" ،ولاتقارن بين فنان مبدع وآخر "يتاجر بفنه".

فى رأيك.. ما سر تربع عبدالحليم على عرش الغناء حتى الآن؟

- هذا دليل على انهيارنا الحالي "فنيا"،لأن الشباب جرى وراء "الموضة" ابتداء من حلاقة شعر إلى رسم "أسد" على الكتف ولم يفلح ووجد نفسه "هايف"..!، ثم لجأ فى النهاية إلى أغانى عبدالحليم ، بمعنى أن "هيافتنا..وتفاهتنا" أدت لتربع عبدالحليم على القمة.. وسيظل على القمة بإذن الله.

06/04/2015 - 10:02:12

هل غنى حليم في عرس ابنة صدام حسين ؟ ..

30 أغنية مجهولة غناها للملوك والرؤساء!

كتب - محمد دياب

من بين تراث عبد الحليم حافظ الغنائى هناك مجموعة من الأغنيات يبدو معظمها غريبا على آذان الجمهور وكثير منها مجهول عند قطاع عريض من عشاقه ، ولم يرغب عبد الحليم في أن تجد طريقها الي الأسماع لأنه كان يعتبرها أغاني مناسبات ، لذا ظلت حبيسة الأدراج طوال حياته وهى الأغنيات التي قدمها حليم في مناسبات خاصة لملوك ورؤساء وأمراء عرب ، على رأسهم الملك الحسن الثاني ملك المغرب ، والرئيس التونسي الحبيب بورقيبة ، والأمير السعودي عبد العزيز بن محمد آل سعود.كما قدم أغنيات باللهجات المغربية واللبنانية والكويتية.

كانت العلاقة بين الملك الحسن وعبد الحليم أكثر حميمية من علاقته بجمال عبد الناصر ، قرب الحسن حليم منه وجعله مطربه الأول يدعي كل عام الي القصر الملكي ليغني للملك الفنان في عيد الشباب وهو نفسه عيد ميلاد الملك الذي عشق الفن حتى أنه كان يقود الفرقة الموسيقية بنفسه خلال غناء مطربي مصر له ، قدم حليم للملك الحسن نحو ست عشرة أغنية على الأقل _ وهو ما أمكن حصره حتى اليوم - قدمها في نحو سبعة أعوام تحديدا منذ عام 1969 وحتى 1976 ، بعضها لايزال مجهولا ، وهو عدد يفوق ماقدمه حليم من أغنيات للزعيم جمال عبد الناصر وهي حقيقة قد تبدو صادمة للكثيرين ، بل إن علاقة حليم الغنائية بالملك الحسن لايضاهيها سوى علاقة أم كلثوم غنائيا بالملك فاروق فقد أنشدت للملك في عيد ميلاده وعيد تتويجه وفي زواجه وفي عيد زواجه وفي ميلاد أبنائه وفي زواج شقيقته فوزية . كذلك غني حليم للملك الحسن في عيد ميلاده وعيد تتويجه وفي ميلاد الامير الرشيد وفي أعياد ميلاده وأعياد ميلاد شقيقه ولي العهد وقتها الأمير محمد السادس ملك المملكة المغربية اليوم .، الفارق هنا بين العلاقتين هو أن الملك الحسن كان يعتبر حليم صديقا شخصيا له .

غني عبد الحليم حافظ للمرة الأولى في المغرب في حفلات أضواء المدينة في ملعب الثيران الدار البيضاء في الرابع والعشرين من يونيه 1962 حيث قدمته سعاد حسني وغني "بالأحضان" و"قوللي حاجة" و "حكاية شعب" وهي الزيارة الشهيرة التي التقطت صور لحليم وسعاد في قصر الملك هو يغني وهي ترقص ، كان الحسن تولى الحكم بعد رحيل والده الملك محمد الخامس في عام 1961 ، ولم يلتق بعبد الحليم سوى مرة واحدة عندما حضر الحسن مع والده احتفالات البدء في بناء السد العالي في أسوان حيث غني عبد الحليم "حكاية شعب" في يناير عام 1960 ، لكن العلاقة انقطعت بعد زيارة حليم للمغرب 1962 ولم يدع مرة أخرى للغناء هناك واكتشف أن أفلامه وأغنياته ممنوعة في المغرب وظلت كذلك حتى عام 1969 أي لسبعة أعوام متصلة ، حتى أرسل حليم العمروسي للمغرب لاستقصاء الأمر هناك وكما حكي العمروسي في كتابه "أعز الناس" ساعده الملحن المغربي أحمد البيضاوي وكان يشغل منصبا مرموقا في الإذاعة المغربية وقتها الذي أخبره أن وشاية في حق حليم هي التي جعلت الملك يصدر هذا القرار بالمنع وان الوشاية تقول إن حليم عندما سافر إلى الجزائر خلال احتفالاته بالذكرى الأولى لتحريره في عام 1963 قدم أغنية يهاجم فيها المغرب ، وهي الاغنية المعروفة " قضبان حديد اتكسرت " التي قدمها حليم قبلها بعام بمناسبة إطلاق فرنسا سراح الأحرار الخمسة وكان من بينهم أول رئيس جزائري أحمد بن بيلا وغناها حليم في حفلة أقيمت في القاهرة في حضور الأحرار الخمسة والزعيم جمال عبد الناصر ، أرسل حليم خطابا إلي الملك مع أحمد البيضاوي يشرح له فيه موقفه مرفقا بشريط مسجل عليه الأغنية محل الاتهام ، استقبل بعدها بأيام حليم مدير الاذاعة المغربية الذي حضر خصيصا لدعوة حليم لإحياء أعياد الشباب في المملكة والاحتفال بعيد ميلاد الملك الأربعين وسافر حليم ومعه محرم فؤاد وسعاد محمد وفايزة أحمد ومحمد قنديل والفرقة الماسية للمشاركة في احتفالات المغرب بملكها ،وغني حليم يومها أغنية "الماء والخضرة والوجة الحسن عرائس تختال في عيد الحسن" من تأليف مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي ، الاغنية سجلت في القاهرة وطلب حليم من الشاعر أن يكتب مقطعا عن القدس خصوصا وأنه كان قد تم اختيار الملك الحسن ليتولى شئون القدس في القمة العربية التي عقدت في الرباط قبلها بأعوام ، وغني حليم : "يالحسن ياعربي يانفحة من بيت النبي / أرض السلام صبحت آلام والقدس صاحية في الظلام/ تحلم بأجراس الكنايس بالأذان بالله أكبر ياسلام" ، وفي لفتة شكر من حليم للملحن المغربي أحمد البيضاوي غنى عبد الحليم من ألحانه وكلمات محمد الطنجاوي أغنية "سلام من المصري للمغربي" وهي الأغنية الوحيدة التي غناها حليم لمؤلف وملحن مغربيين ، وفي هذه الأغنية أيضا كانت فلسطين حاضرة حيث تقول كلماتها التي كتبت بالعربية الفصحى لا باللهجة المغربية : " سلام من المصري للمغربي يد في يد وقوتنا في الكفاح / لكل المعارك أمضى سلاح/ تحية شعب لعيدك في الأربعين/ رأى في الجهاد طريقا إلى الحرية/ ستخفق في القدس أعلامنا / في جنين في غزة في نابلس في دير ياسين". في العام التالي 1970 قدم حليم أغنيتين للملك الأولى في عيد ميلاده " بلد الحبايب" كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي والثانية " ليلة قمر" كلمات محمد حمزة وألحان حلمي بكر في أول تعاون له مع عبد الحليم ، في الأغنية الأولى تحدث حليم بشكل واضح ومباشر عن حبه للملك الحسن :" قالولي مين حبيبك مين / قلتلهم ده حبيبي وروحي وضي عنيه البسمة فوق جبينه وعيونه عربية / قالولي فين حبيبك فين / قولتلهم دا حبيبي هناك في المغربية بقالي والله زمان واحشاني المغربية " ، والأغنية الثانية قدمت في مناسبة ميلاد الأمير الرشيد :" في ليلة قمر حلوة قالوا الرشيد أتولد/ فرحه قلب الحسن والفرح عم البلد" وهي المناسبة التي سيواظب حليم على الغناء فيها "عيد ميلاد الرشيد" في الأعوام التالية ،غير أن العلاقة بينه وبين الملك الحسن شهدت صعودا كبيرا في عام 1971 خصوصا بعد رفض حليم قراءة البيان رقم واحد للانقلابيين عندما حاصروه في الإذاعة المغربية وهددوه بالقتل في حال رفضه ، ماعرف وقتها بحادثة قصر الصخيرات ومحاولة الانقلاب الفاشلة التي قادها الجنرال أوفقير، بعدها منح الملك حليم جواز سفر دبلوماسي مغربياً ، وغنى له عبد الحليم من كلمات محمد حمزة وألحان محمد الموجي أغنية "السفينة وصلت عالبر" الشهيرة باسم "بالسلامة وصلت سفينة الحر" ، في أعوام تالية غني عبد الحليم في عيد الملك " ياليالي العيد" لمحمد حمزة وبليغ حمدي و"فرحة " لعبد الوهاب محمد ومحمد الموجي و" في يوم ميلادك يالحسن" لمحمد حمزة وحلمي بكر التي ورد فيها ذكر مشاركة المغرب في حرب اكتوبر 1973 حيث غني حليم للحسن :" وجيشك المغربي له في الجولان بطولات/ وعلى رمالك ياسينا شارك في رفع الرايات" ، و"الليلة جينا نهني" لمنير مراد ، " عشت يالحسن" لمحمد حمزة ومحمد عبد الوهاب الذي قدم ايضا أغنية بصوته ومن ألحانه للملك بعنوان "عرش وشعب" ، أيضا غني حليم "أقبل الحسن علينا" لمحمد حمزة وبليغ حمدي ، وفي عيد ميلاد الأمير الرشيد غنى "نداني الحب" لعبد الوهاب محمد وحلمي بكر ،و" رأيت في مولد الرشيد عيدي" لعبد الوهاب محمد وألحان محمد الموجي ، ولنفس الشاعر والملحن أغنية "غننا وردد واصدح يازمن" كما أكد لكاتب السطور الملحن الموجي الصغير قدم الموجي الكبير أربع أغنيات في مناسبات الملك كما سجل بنفسه في قائمة أغنياته ، وهناك أغنية منسية ذكرني بها الموسيقار الكبير محمد سلطان الذي أكد لي أنه لحن لحليم أغنية في عيد ميلاد الملك تحمل عنوان "ألفين مبروك" يقول الملحن الكبير كنت في الفندق في المغرب في ضيافة الملك حيث غنت فايزة أحمد بدعوة كريمة من الحسن الثاني وفوجئت بحليم يدخل علينا في الفندق وفي يده ورقة مكتوب عليها نص الاغنية كما كتبها محمد حمزة وطلب منى تلحينها وبالفعل لحنتها وسجلت هناك وغناها حليم في حضور الملك لكنني للأسف ليس بحوزتي نسخة منها ويتداول عشاق حليم عبر الانترنت اسماء أغنيات سجلها حليم في المغرب ولم تظهر تسجيلاتها الي اليوم منها "لم شمل العرب يالحسن بعد عبد الناصر" وأغنية أخرى بعنوان "الهوى عالأرض" من تلحين خالد الأمير ، غير أن الأمير نفي للكواكب ان يكون قد وضع أية ألحان لحليم في المغرب أو غير المغرب، في النهاية لم يترك حليم اغنية باللهجة المغربية سوي مقطعين واحد من أغنية عبد الوهاب الدوكالي "حبيتك هكذا" ، والثاني لأغنية "لاتسأليني" للملحن عبد السلام عامر.

عيد ميلاد الحبيب بورقيبة

كما غني حليم للملك الحسن في عيد ميلاده قدم كذلك أغنية واحدة في عيد ميلاد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة وكان ذلك في مطلع السبعينيات خلال إحيائه لحفلات هناك وكان بصحبته محمد حمزة وبليغ حمدي وعندما دعاهم الرئيس لحفل أقيم لمناسبة عيد ميلاده خرجت أغنية "يامولعين بالسهر هنا يغني العندليب / والليل يزهو والقمر في عيد ميلاد الحبيب".

هناك أغنية قدمها حليم في مناسبة زواج أحد أمراء السعودية وهي أغنية "ليلة فرح" المعروفة باسم "مبروك ياعريس السعودية " وهي كلمات محمد حمزة وألحان حلمي بكر ، الطريف أن اسم العريس واسم العروسة واسمي والديهما مذكورون في الاغنية العريس الأمير عبد العزيز بن محمد والعروسة هالة ابنة صدام ، وأكد الموسيقار حلمي بكر للكواكب أن الأغنية قدمت في منتصف السبعينيات في مناسبة زفاف الأمير إلي هالة ابنة الرئيس العراقي السابق صدام حسين ، وهي مفاجأة بكل المقاييس غير أننا عندما بحثنا عن أسماء بنات صدام حسين لم نجد من بينهن من تحمل اسم هالة وبنات صدام هن رنا و رغد وحلا .

الغناء باللهجة الكويتية

كانت دولة الكويت هي المحطة الأولى لعبد الحليم حافظ عربيا فهي الدولة العربية الوحيدة التي تغني عبد الحليم حافظ بلهجتها المحلية، والكويت التي استقلت عن بريطانيا عام 1961 دأبت على إقامة احتفالات بعيد الاستقلال كان يدعى فيه كبار مطربي مصر ليس فقط لتقديم أغانيهم العاطفية بل وتقديم اغنيات وطنية للكويت وكان على رأس هؤلاء أم كلثوم التي قدمت أغنيتين للكويت هما "ارض الجدود" و"يادار يادرانا" ومحمد عبد الوهاب "الكويت بلدي" وفيروز "العيد يروي ثناها" ونجاة الصغيرة "ياساحل الفنطاس" وغيرهم ، وكانت الكويت على موعد مع عبد الحليم ليشاركها احتفالاتها بأعيادها الوطنية فقدم ثلاث أغنيات وطنية كويتية لكن باللهجة المصرية كتبها شعراء مصريون ولحنها ملحنون مصريون لكن قبل ذلك قدم حليم ثلاث أغنيات باللهجة الكويتية وكان ذلك مفاجأة بكل المقاييس فهي اللهجة العربية الوحيدة التي غنى بها حليم بعد اللهجة المصرية اغنيات صنعت خصيصا له لا اغنيات لمطربين عرب غني مقاطع منها على العود في جلساته الخاصة كما حدث في المغرب ولبنان ، ليس هذا وحسب بل صورها حليم التليفزيون الكويت وهو يرتدى الزي الوطنى الكويتي .

خرجت الفكرة من المسئولين في إذاعة الكويت حوالي عام 1965 لماذا لاتنتشر اللهجة الكويتية عربيا عبر صوت يتمتع بشعبية طاغية في العالم العربي؟ وهو صوت عبد الحليم الذي رحب بالفكرة بأريحية شديدة وكانت الأغنيات الثلاث "ياهلي ياهلي يكفي ملامي والعتاب" من كلمات الشاعر الكويتي وليد جعفر وألحان الكويتي عبد الحميد السيد ، وقد حققت الاغنية انتشارا ونجاحا طغى على الاغنيتين الأخريين وهما "يافرحة السمارعادت لياليهم" للشاعر أحمد العدواني والملحن حميد الرجيب و"عيني ضناها السهر من حب ظبي جفاني " للشاعر عبد المحسن الرفاعي وألحان سعود الراشد. الاغنيات الثلاث طرحتها شركة "صوت الفن" تجاريا وهي الشركة التي كان أسسها حليم بمشاركة محمد عبد الوهاب ومجدي العمروسي، وقد ظلت هذه التجربة هي الوحيدة والفريدة في مسيرة حليم الغنائية .

أما الأغنيات الوطنية الثلاث كانت جميعها من ألحان كمال الطويل أولاها أغنية "من الجهرة للسالمية " من كلمات محمد حمزة يقول مطلعها "من الجهرة للسالمية رافعين علم الحرية رايحة ألوف وجاية ألوف تهني بعيد الحرية كويتية كويتية" ، والأغنية الثانية "العيد العيد" أو "ليالي العيد" من شعر محسن الخياط ، وهناك أغنية أخرى مختلفة قدمها في المغرب تحمل العنوان نفسه.

الأغنية الكويتية كانت تحمل موسيقاها لمحات من لحن منير مراد "وحياة قلبي وأفراحه"!

الأغنية الثالثة والأخيرة فكانت " خدني معاك ياهوى يابو الجناحات " للشاعر محمد حمزة وتبدو من عنوانها كأغنية عاطفية لكنها تتحدث عن الكويت وكانت لزمتها الغنائية الجملة الخليجية الشهيرة "ياعمري يابعد عمري ياقلبي يابعد قلبي يا أهل الكويت ده عيدكو عيدنا كلنا" وكان آخر عمل قدمه حليم للكويت قبل أن يتم استبعاده من الفنانين المدعوين لإحياء عيد الكويت القومي بسبب مخالفته طلب وزير الداخلية الكويتي بعدم تقديم أي من أغانيه الوطنية المصرية في حفلاته في الكويت وفي إحدى هذه الحفلات غنى "بالأحضان" نزولا على رغبة الجمهور حسب رواية مجدي العمروسي للواقعة في كتابه "أعز الناس" ، والأغنيات الثلاث لم تطرح تجاريا وإن كان يعود الفضل للتليفزيون الكويتي في نشرها بعد تسجيلها من قبل عشاق العندليب وتداولها على شبكة الإنترنت.

ياسلام علي لبنان

من الكويت إلي لبنان الذي كان محطة مفضلة لعبد الحليم وبليغ حمدي ومعهما محمد حمزة منذ منتصف الستينيات ، ومن قبل الستينيات كان حليم دائم الزيارة للبنان وإقامة الحفلات هناك ، غير أنه لم يتعاون مع فنانين لبنانيين ملحنين وشعراء إلا في حدود قليلة جدا نذكر طبعا غناءه لقصيدة الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي " الطلاسم" أو "لست أدري" في فيلم "الخطايا " من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب ، وخلال جلساته الخاصة في لبنان مع فيروز والاخوين رحباني ووديع الصافي وغيرهم كان يدندن بأغنيات لفيروز ووديع الصافي وكانت بعض هذه الجلسات مسجلة وصلنا من هذه التسجيلات الأغنية البديعة للفنان وديع الصافي غناء ولحنا "ولو هيك بتطلعوا منا " من شعر أسعد السبعلي بصوت عبد الحليم حافظ مسجلة بمصاحبة العود والكمان ، وقد أداها حليم من طبقة صوته منخفضة كثيرا بالطبع عن الطبقة التي غناها بها صاحب الحنجرة الجبارة وديع الصافي وهناك واقعة معروفة حدثت خلال إحدى السهرات تلك فبعد تجلي الصافي غناء قال له حليم " لا أنا كده أرجع مصر أبيع ترمس" ! ، ولم تخرج الأغنية الي النور بصوت حليم الا بعد رحيله، تعاون حليم مع الاخوين رحباني في أغنية واحدة رغم انه كانت هناك اكثر من مشروع مقترح يجمعه بفيروز والرحابنة منه مشروع غناء حليم وفيروز لأوبريت "مجنون ليلى" بعد انتهاء محمد عبد الوهاب من تلحينه كاملا منتصف الستينيات ، الاغنية الرحبانية اليتيمة كانت بالطبع "ضي القناديل" التي كتبها ووزعها عاصي ومنصور الرحباني ولحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب وسجلت في ستديو بعلبك في بيروت 1962 ، والصحفي اللبناني الكبير جورج ابراهيم الخوري ذكر أن الاغنية كانت لفيروز لكنها رفضت تسجيلها وقالت انها تصلح لرجل لا امرأة ، لانه في حال غنتها امرأة ستبدو وكأنها فتاة ليل تقف في شارع طويل يلمؤه الضباب وحيدة ، وأشك في هذه الواقعة لأن عاصي الرحباني كان يعرف جيدا مايليق بفيروز كما أن الأغنية كتبت باللهجة المصرية .

نأتي إلي الأغنية التي ظلت لفترة طويلة مجهولة ومغيبة وهي أغنية "ياسلام على لبنان " وهي الأغنية المعروفة باسم "طاير على جناح الحمام" وهي الأغنية الوطنية الوحيدة التي قدمها حليم للبنان، لم تظلم هذه الأغنية فقط بتغيبها سنوات بل ظلم مؤلفها وملحنها ولا يزالون، فقد طبعتها شركة "صوت الفن" في اسطوانة تذكارية صدرت لمناسبة مرور عشرين عاما على رحيل العندليب وكتب على غلاف الإسطوانة أن كلماتها من الشعر القديم ولحنها للموسيقار محمد عبد الوهاب ، والحقيقة أنها من ألحان بليغ حمدي وأن العمروسي نفسه أشرف على تسجيل الأغنية حسب تحقيق صحفي نشرته الزميلة مجلة "الشبكة" عام 1970 وذلك بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان الذي حدث في ذلك العام سجلت الأغنية في القاهرة وغناها في إحدى حفلاته في مدرج عالية في لبنان ، وكان مجدي العمروسي ذكر عند إصدار الشركة للإسطوانة أن حليم قدمها خلال الحرب الأهلية اللبنانية ويبدو رحمه الله أن ذاكرته خانته بسبب تقدمه في العمر.

يقول سلمان في أحد مقاطع الأغنية "صرخت صبية من الجنوب الغدر ناول عالدروب / وقفوا الرجال زي الجبال سمع الصباح صوت السلاح/ والغدر داق طعم الجراح" .

في النهاية إذا كانت الإذاعة غيبت معظم هذه الأعمال لسنوات طويلة عن الذاكرة فإن شبكة الإنترنت كتبت لها الحياة مجددا عبر تداولها من خلال الشبكة العنقودية في منتديات الأغاني وموقع "يوتيوب" .

06/04/2015 - 10:01:17

وتستمر غراميات حليم ..

القدر لم يمهله للزواج من الفتاة السعودية .. وقصة المغربية المتزوجة

كتب - محمد علوش

ومن الفتاة الفرنسية إلى الفاتنة السعودية التي بدأت قصة حبها للعندليب في منتصف مارس عام 1977، أي قبل رحيله بخمسة عشر يومًا.

ويروى الإعلامي حسن إمام عمر وقائع تلك القصة قائلاً: كان حليم يعالج في مستشفى كينجر كوليج في لندن، وخلال وجودي معه كان في لحظات صحوه يحدثني عن الماضي والحاضر والمستقبل. وذات يوم فاجأني بقوله إنه قرر الزواج وحكى لي قصة حبه الجديدة لفتاة سعودية من أسرة متوسطة الحال، وروى لي كيف أحبها من أول لقاء، وأنها تتصل به يوميا للاطمئنان عليه، وأكد حليم أن سيتزوج تلك الفتاة إذا أنعم الله عليه بالشفاء.

وأضاف عمر: اتصل العندليب بشقيقه محمد شبانة فى القاهرة يطلب منه تجديد شقته في الزمالك استعدادا لهذا الحدث السعيد، وفي آخر حديث تليفوني بين حليم وحبيبته السعودية وعدته بالحضور إلى لندن بصحبة والدتها في عيد الربيع. ولكن قبل أن يحين موعد اللقاء بأيام قليلة فارق حليم الحياة.

مغربية ولبنانية

ومن نوادر الحب التي تروى عن الفتى الأسمر ابن الشرقية قصة حبه بسيدة مغربية متزوجة وقع في غرامها، ولكنه خشى على نفسه من زوجها العسكري، فصرف النظر عن الموضوع وعاد إلى القاهرة، وأثناء انهماكه في التحضير لأغنية "رسالة من تحت الماء" فوجئ بوصولها إلى القاهرة فقضى معها أياما جميلة. ومن المغربية إلى المليونيرة اللبنانية الشقراء التي ما إن رأته حتى سقطت في هواه وأخذت تطارده في كل مكان بين بيروت ولندن والقاهرة. 

06/04/2015 - 10:00:26

كان سيغنى باللغة الإنجليزية .. فيلم أإسبانى رفضه العندليب

كتب - محمود الرفاعى

ذات ليلة فى شهر أبريل من عام 1967، أرسل منتج أمريكي رسالة إلى العندليب عبد الحليم حافظ يقول له فيها:

عزيزى هليم

يسرني أن ابعت إليك بهذا السيناريو السينمائي الذى يحمل اسم >الرجل المسدس< وأرجو ان تقرأه وتخطرني أن كان يروقك أن تلعب دور الشاب الإسباني اميجو وقد اقترحت اسمك على مخرج الفيلم مستر روبرت هاتون ووافق على اقتراحي إنك يجب ان تغنى اغنية للفيلم.

من المقرر أن يبدأ تصوير الفيلم في 12 يونيه القادم" 1967"، ورأيى الصريح يا عزيزي هليم ان هذا الدور مهم جدا و>مغري< بل إني أؤيد المخرج في أنه يكاد يكون مرسوما لك.

كيف ترشح؟

قصة أول فيلم عالمي كان سيظهر فيه العندليب ويتغني فيه بألحان الغجر المنتشرين في اسبانيا واوساط اوروبا وأنحاء العالم بدأت عام 1965 عندما التقى عبد الحليم حافظ برجل اسمه مستر وليم موريس يتولى أعمال عمر الشريف واليزابيث تايلور وبورتون وانطوني كوين واخذ الرجل يفحص عبد الحليم حافظ بعينه لمدة ربع ساعة دون أن يتبادل معه الكلام، ثم قال لسكرتيره

ارجو ان تحدد لي موعدا غدا مع مستر حافظ، وعاد حليم في اليوم الثانى وجلس أمام وليم موريس وفتح وليم درج مكتبه وأخرج منه أشرطة، وأخذ يقرأ على حليم المعلومات التي تلقاها من مكاتب شركته المنتشرة في انحاء العالم والشرق الأوسط.

لقد كانت هذه الأشرطة تضم تاريخ حياة عبد الحليم منذ حفلة وجيه أباظة على مسرح الاندلس في احتفالات الثورة إلى آخر أفلامه معبودة الجماهير الذى بيع في الدول العربية بثروة قدرت بمبلغ 95 ألف جنيه بل ان الأشرطة حملت إليه الرقم الذى حققه آخر أفلامه في القاهرة والإسكندرية وهو مبلغ 25700 جنيه.

قصة الفيلم

يبدأ السيناريو كما كتبه روبرت هاتون بشابين يقومان بالسطو على أحد البنوك في تكساس ويطاردهما أحد رجال البوليس فيطلق أحدهما الرصاص على الجندى فيقتله وعندما يجد اللصان مكانا أمينا يعاتب أحدهما زميله الذى قتل الجندي ويسأله لماذا قتله لو كان يمكنك ان تصيبه فقط؟!.

ثم يقرر الانفصال عنه ويطالبه بنصيبه لينصرف كل إلى طريقه ولكن القاتل لا يعطيه نصيبه انما يخرج مسدسه ويصوبه نحوه ويطلقه وهو يقول له هذا هو نصيبك.

ويهرب القاتل والبوليس يطارده حتي يجتاز الحدود الى المكسيك برصاصة في كتفه وفى بيت أبيه يعالج ويعيش ويكتشف أبوه كيس النقود ويعتقد انه اكتسبها بعرق جبينه، ويسافر الاب ويترك ابنه القاتل الهارب مع زوجته والتي يحاول مع توالي الاحداث أن يعتدي عليها.

ثم يظهر دور عبد الحليم حافظ هو الشاب الذى يدعي "اميجو" الذى يتقابل صدفة مع القاتل ويكتشف انه القاتل الذى طلبت الشرطة القبض عليه مقابل مكافأة مقدارها 5 آلاف جنيه، ويواجه حليم بالأمر وبالمكافأة فيحاول القاتل ان يساومه الا ان حليم يمسك بالمسدس ويوجهه ناحيته.

ويأتي نص الحوار كالتالي:

القاتل: ألم تأخذ ضعف المبلغ لتتركني

حليم: لم اتفق معك على اطلاق سراحك، ويأخذ حليم القاتل ويعبر به الحدود ويحاول ان يسلمه الى السلطات لاستلام المكافأة ولكن في الوقت ذاته يعود الأب ويري ابنه وهو موجه له السلاح فيقتل الشخص الذى يهدد حياة ابنه ويموت عبد الحليم أو كما يسمي في العمل "أميجو".. وفى النزع الأخير يتغني بكلمات الاغنية ويقول:

اننى أقاوم الشر بالشر ولكن

يوجد ناس كثيرون

يمكن أن يعالجوا الشر بالخير

ولا يموتوا بالرصاص مثلي

الاغنية التي كان سيتغنى بها حليم هي أغنية باللغة الإنجليزية، ومأخوذة عن النغم الاسباني الشعبي المنتشر على ألسنة المطربين الرحالة المعروفين في إسبانيا ووسط أوروبا بالغجر وموضوع الاغنية هو الخير والشر.

النهاية

ورغم أن الإعلاميين والصحفيين في ذلك الوقت تمنوا من حليم ان يوافق على المشاركة في هذا العمل الكبير، وقال له الصحفي الراحل جليل البنداري بالنص :هذه هي فرصة عمره، فالطريق مفتوح الآن امام عبد الحليم حافظ ليصبح واحدا من نجوم العالم الذي يتخصصون في تمثيل وغناء ألحان الغجر، فهي فرصة لا تعوض" ، إلا أن النكسة كتبت نهاية الفيلم وجعلت من حليم صوتاً يحارب من أجل النصر.

06/04/2015 - 9:59:20

3 أغنيات له باللهجة الكويتية ..

لا تكذبى أشعلت الحرب بين العندليب ونجاة الصغيرة

كتب - محمد بغدادى

عبد الحليم حافظ كان من اكثر المطربين العرب الذين تعلقت بهم الجماهير، استطاع ان يحظى بشعبية جارفة فى كافة البلدان العربية وعلى رأسهم دولة الكويت، حيث زارها مرات عديدة وغنى باللهجة الكويتية فى التليفزيون، كما ظهر فى بعض السهرات باللباس الكويتى أيضاً .

وقدم العندليب الراحل "3" أغنيات باللهجة الكويتية فى الستينيات من القرن الماضى وهى يا " هلى" من كلمات وليد جعفر وألحان عبد الحميد السيد، "يا فرحة السمار" كلمات أحمد العدوانى وألحان حمد الرجيب، "عينى ضناها السهر" كلمات عبد المحسن الرفاعى وألحان سعود الراشد، ونالت أغنية "يا هلى" وقتها نصيباً من الشهرة لم تنله الأخريان.

ما لا يعلمه الكثير أن أغنية "يا هلى" تم تصويرها لتليفزيون الكويت مرتين، ويذكر أن وزارة الإعلام الكويتية وهى أول تجربة فى تصوير ما يعرف الآن بالفيديو كليب، فقد استعانت بالمخرج يوسف شاهين وطلبت منه تصوير أغنية " أحبك " للعندليب الأسمر، تصويراً تليفزيونياً، واستعان " شاهين " وقتها بالممثلة الراحلة عائشة إبراهيم كى تمثل أمام عبد الحليم فى الفيديو كليب، كما تم تصوير كليب آخر وهو لأغنية "بلاش عتاب".

ويذكر أن عشقه وإخلاصه لفنه جعلاه غيوراً عليه وأشد حرصاً على تاريخه الحافل بالنجاحات، وقد نشب بينه وبين الفنانة نجاة خلاف بشأن أغنية " لا تكذبى" ، حيث إنه سعى جاهداً أن يغنى هذه الأغنية، إلا أن نجاة هى من فازت بها، مما جعله يأخذ مع شركته "صوت الفن" عهداً ألا تطلقها فى مناسبات عامة، وعندما غنتها نجاة فى حفل الأندلس فى الكويت عام 1965، أيقن ذلك عبد الحليم، فكان أن غناها وسجلها ونشرها .

وتجدر الإشارة إلى أن عبد الحليم كانت قد تدهورت حالته الصحية أثناء زيارته لدولة الكويت، وامتدت فترة اقامته من خمسة عشر يوماً إلى 40 يوماً كى يتلقى العلاج وظل فى فراش المرض خمسة وعشرين يوما حتى تماثل للشفاء .

06/04/2015 - 9:58:18

عبدالحليم حافظ رحل في الوقت المناسب!

كتب - حسن صبرا - رئيس تحرير الشراع اللبنانية

بعد أن يُصدم القارئ بهذا العنوان.. أخفف عنه بالقول إنني من عشاق عبدالحليم حافظ، صوته وأغانيه وألحانها، وأدواره في السينما.

أكاد أحفظ كل أغانيه، وأعرف معظم ملحنيها، وأحفظ أدواره في السينما وأسماءه فيها: صلاح في "الوسادة الخالية" مع لبني عبدالعزيز وصلاح أيضاً في "يوم من عمري"مع زبيدة ثروت، ويحيي في "أيام وليالي" مع إيمان، وعبدالمنعم "منعم" في "شارع الحب" مع صباح، وجلال في "لحن الوفاء" مع شادية، ومحمود في "دليلة" وأيضاً مع شادية وإبراهيم في "معبودة الجماهيربنات اليوم" مع ماجدة وآمال فريد وأحمد رمزي، وأحمد ممتاز في "ليالي الحب" مع آمال فريد وعبدالسلام النابلسي. وعلي في "أيامنا الحلوة" مع عمر الشريف وأحمد رمزي وفاتن حمامة، وسمير في "موعد غرام" مع فاتن حمامة، وحسين في "الخطايا" مع نادية لطفي وعماد حمدي ومديحة يسري، وأحمد في "حكاية حب" مع مريم فخر الدين، لم أتوقف عن الكتابة في ذكراه منذ رحيله يوم الأربعاء في 30 مارس 1977.

أعيش مع عبدالحليم وجدانيا وعاطفيا كجزء أصيل من حياتي منذ وعيت علي الدنيا، أذكر أجمل أيامها علي نبرات صوته، وهزال جسده، ومعاناته صغيراً ومرضه كبيراً، أقشعر بدني فرحاً عندما قرأت إهداء فيلم محمد خان: زوجة رجل مهم بطولة ميرفت أمين وأحمد زكي إلي عبدالحليم حافظ وزمانه.

ومازلت أهتز كلما سمعت عبدالحليم يغني لعبد الناصر معشوقي السياسي وزمانه العظيم وثورة يوليو الخالدة، التي أحياها شعب مصر في 30 يونيه و3 و 26 يوليو عام 2013 علي أيدي عبدالفتاح السيسي.

تكاد دموعي تنهمر كلما غني "في يوم من الأيام" عندما يصل إلي مقطع "لو كان بإيدي كنت أفضل جنبك وأجيب لعمري ألف عمر وأحبكصاحبو رماه وناسي بقي له جمعين فى أغنية "ظلموه" وأرقص طربا وهو يردد "والاقيلك مشغول وشاغلني بيك وعنيا تيجي في عينيك" في أغنية "أهواك" أو وهو يردد قلنا يا زعيمنا قلوبنا أهي في أغنية "صورة صورة" وهو يردد يارب احفظ ريسنا وبطلنا في بالأحضان.

"أحلف بسماها وبترابها، أحلف بدروبها وأبوابها أحلف بالقمح وبالمصنع أحلم بالمدنة وبالمدفع بولادي بأيامي الجاية ما تغيب الشمس العربية طول مانا عايش فوق الدنيا".

بعد هذه المقدمة الطويلة التبريرية للعنوان الصادم.. نعود إلي تفصيله:

1 - عشاق عبدالحليم كانوا يعانون معه في مرضه، ومع أن بعض وسائل الإعلام، ومنافسي عبدالحليم أو الذين يتهيأ لهم إمكانية منافسته، كانوا يروجون أن مرضه مجرد شائعة أو دعاية له قبل حفلاته المشهورة، أو أفلامه أو أغانيه الجديدة.. إلا أن الحقيقة أن معظم حالات سقوط عبدالحليم مريضا يعاني كانت تأتي دائماً بعد حفلاته هذه، أو المجهود الذى يبذله في التحضير لتسجيل أغانيه واطلاقها فى أول ظهوره في الأفلام.

2- رحل عبدالحليم وهو في قمة عطائه الفني في جميع حقول الفن.. والناس تذكر عبدالحليم الأول غنائيا عاطفيا ووطنيا وتذكر صورته الجميلة وشكله الشاب حتي في هزاله كان لعينيه بريق جاذب وفي ابتسامته جاذبية أكثر وفي سلوكياته رقي وعاطفة ورشاقة وابن بلد وهذه أجمل صورة يحملها الجيل أو الأجيال التي عاصرت عبدالحليم وعشقه تركت في عيونها بصمة فنان كبير في أجمل صورة.

3- رحيل عبدالحليم جاء رحيلاً للعصر الذهبي في مصر للفن ورمزية القيادة الجماهيرية الهالة التي مثلها غياب جمال عبدالناصر وتغيب الدور المصري الذي طال لأكثر من 40 عاماً.

ومن مفارقات الاقدار ومن استعادة التاريخ لبلد عظيم كمصر، هي دورة كاملة في الحياة السياسية اكتملت هبوطا ثم صعودا بمجئ عبدالفتاح السيسي إيذانا بعصر جديد، كان من ملامحه الرمزية المهمة إعادة الاعتبار لأغنيات عبدالحليم الوطنية، وطنيا لدوره معبرا عن عصر جمال عبدالناصر.. والآن عصر عبدالفتاح السيسي .. والمفارقة أن أحد أبرز المعبرين عنه وعن معاركه في كل المجالات السياسية والثقافية والميدانية والإعلانية والتنويرية هو عبدالحليم حافظ.

أليس مثيرا للاهتمام، أن أحدا من جيل المغنيين الحاليين في مصر لم ولن يستطيع التعبير عن هذه التحديات وإحاطة الناس بها والمشاركين في تحملها، وهم بين هارب من خدمة وطنه، وملحوق متلهف لجمع المال، ومتهرب من الضريبة، ولاهثا وراء حفلات المطاعم والفنادق والسهرات الخاصة، لم يسمع، لم يقرأ، لم يشاهد المصريون أي عطاء لأي منهم رغم مرور سنوات علي الثورة الشعبية.

كان عبدالحليم ابن الشعب المصري، معبرا عنه، والمغنيون الحاليون لاهثون وراء كنز المال للابتعاد علي هموم المصريين فكيف كان عبدالحليم سيعيش وسط هؤلاء.. هو ابن الخامسة والثمانين وهم أصغر منه بعقود أربعة أو خمسة..

4- يعترف عبدالحليم بأن مجده لم يصنعه وحده بل كان إلي جانبه عظام في التلحين في مقدمتهم محمد عبدالوهاب ومحمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي ومنير مراد هؤلاء جميعا رحلوا بعده وأخذوا معهم مدارسه التلحينية وبعد رحيل عظماء التلحين الآخرين محمد القصبجي ورياض السنباطي وفريد الاطرش ومحمود الشريف وأحمد صدقي ومحمد فوزي وحسين ومحمد إسماعيل وعزت الجاهلي وأحمد صبره.. كان سيصعب علي عبدالحليم أن يظل وحيدا يبحث عبثا عن ملحنين يواكبون العصر الذي عزت فيه المقامات الجديدة بعد أن قدم العظماء الواردة اسماؤهم في المقامات الغنائية الوسيطية في ألحان عبدالحليم وغيره.

ماذا كان عبدالحليم ليطيق إنجازاته الغنائية وهو في القمة؟ كل الخوف كان أن يعيد عبدالحليم تكرار أغانيه نفسها.. أو يقدم ألحانا ينصرف عنها المستمعون الجدد، وهو رجل وكان عدد سكان مصر نحو 38 مليون إنسان، والآن يبلغ عدد سكان المحروسة 90 مليوناً، ودخلت إلي مجتمعهم تقاليد وعادات ومناهج تكفّر الفن.. وأخري تستسهله ليكون الذوق فيه وصوله متواكبا مع كل شئ سريع وسهل ومائع وبلا معني.. تخيلوا أن اللحن الوحيد الذي واكب ثورتي يناير ويونيه العظيمتين في مصر هو تسلم الأيادي وهو لحن ملطوش بالكامل من أغنية شريفة فاضل "هل البدر بدري والأيام بتجري".

صحيح أن أغنياته مازالت حية في الأسماع وفي الذكريات.. وصحيح أن الأجيال التي ولدت بعد رحيله، تتذوق أعماله.. عندما يتابع لها سماعها.. لكن عصر تجارة الألحان المسروقة.. والجوائز المدفوعة الثمن ووسائل التواصل الاجتماعي، وهبوط الذوق العام، في الفن وفي السلوكيات، وصعود التسطيح فى التدين وسهولة التكفير، وبروز نجوم التدين ليصبحوا أعلاما تنافس الفنانين في جذب الملايين.. كلها عوامل ما كانت لتكون في مصلحة عبدالحليم لو ظل علي قيد الحياة.

سبحان الله.. رحل عبدالحليم في قمة عطائه وشبابه، والإقبال علي سماعه مازال يتقدم علي كل ما عداه من الراحلين والباقين.

عبدالحليم أيقونة الحب.. أحبه الله ليحبب فيه الناس، أحبه الله وهو في رحابه.. ولحكمة منه عز وجل اختاره يوم الأربعاء في 30 مارس منذ 38 سنة.

الكواكب المصرية في

06.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)