كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

حليم يوجد جديد دائمًا

كتبت - أمينة الشريف

 

06/04/2015 - 10:18:41

38 عاماً علي رحيل العندليب .. ومازالت سيرته عطرة تفوح منها نفحات تزين صفحات المجلات والجرائد والمواقع الإلكترونية حديثا وهذا العام بدأنا فى الكواكب الحديث عن كيفية إحياء ذكري العندليب بشكل مختلف لا يصطدم بالجملة المشهورة "قتل بحثاً" منذ أكثر من ثلاثة أشهر نتبادل الأفكار.. هذه لا .. وتلك نشرت العام الماضي أو قبل الماضي..ألم يعد هناك جديد فى حياة حليم ننشره؟! حتي أهدى إلينا الزميل المجهتد النابه محمود الرفاعي باعتباره متخصصا فى الغناء والموسيقى فكرة نيرة جاءت في ثنايا كلامه عندما ذكر أن حليم قضي جزءاً كبيراً من عمره فى الخارج!!

وأمسكنا بطرف الخيط.. وسرنا معه إلي أن أوصلنا إلي مفردات كثيرة مهمة يمكن أن تصلح عدداً خاصا لعبدالحليم .. اعتمدنا علي كنوز دار الهلال القديمة.. المتمثلة فى "الاثنين" وأعداد الكواكب القديمة وقضي فريق العمل والزميل المهذب محمد فتحي ساعات طويلة في الأرشيف والمكتبة ينقب ويبحث عن كل ما له صلة بالفكرة الرئيسية لعنوان العدد "العندليب يغرد فى بلاد الدنيا" وكانت المفاجأة غير متوقعة ورصيداً هائلاً من الذكريات والحكايات والأسرار والصور غير المعتادة فى النشر كلها تشير إلي أن حليم بالفعل كان "سواح" فى العالم بالإضافة إلي حوار مع بعض الذين رافقوه فى رحلاته الخارجية.. هذا العدد تحية وتقدير لفنان منح فنه وحياته لعشاقه ومحبيه.

06/04/2015 - 10:17:28

من دفتر أحوال حليم في الصحافة

كتب - محمد بغدادى

خلال سنوات حياته، كان العندليب دائما محط أنظار الصحافة في كل مكان في العالم، وعلي الرغم من أن الصحافة كان تفرد لحليم صفحات عديدة، ولكن من وقت للآخر كانت تسرع في نشر أخبار قصيرة سريعة له.. وإليكم مجموعة من الأخبار علي سنوات مختلفة ..

22 يناير 1957: ينتظر ان تتم قريبا خطبة المطرب المعروف "عبد الحليم حافظ" وإحدي الحسناوات المثقفات اللبنانيات، وتوقع اعلان الخبر قريبا .

19 نوفمبر 1957: كانت اغرب هدية حملها عبد الحليم حافظ الي اصدقائه عند عودته من لندن مجموعة من باكوات الشاي الفاخر أهداها الي المخرج صلاح ابو سيف، وكان صلاح قد طلب هذه الهدية من عبد الحليم لانه "كييف" شاي ولانه لا يشرب الا صنفا معينا من الشاي لايوجد في أسواقنا في الوقت الحاضر.

26 نوفمبر 1957: عاد عبد الحليم حافظ من لبنان بعد ان قضي هناك يومين لحضور حفل العرض الاول لفيلم "الوسادة الخالية" مع لبني عبد العزيز.

23 مايو 1967: عبد الحليم حافظ تلقي في الاسبوع الماضي سيناريو الفيلم الانجليزي الذي سيشارك في بطولته مع ايرول فلين وجورج كوتن، الفيلم اسمه "رجل السلاح" سيقوم فيه عبد الحليم بدور شاب مكسيكي يكره العنف في معاملاته مع الناس، ويبدأ تصويره في اغسطس مابين يوغوسلافيا ولندن والمكسيك.

4 يوليو 1967: اعتذر عبد الحليم حافظ عن تنفيذ العقد الذي وقعه في الشهر الماضي لاحياء 4 حفلات في الجزائر بسبب الوضع الراهن الذي يلزم بأن يكون كل الفنانين موجودين في بلدهم.

8 اغسطس 1967: عبد الحليم حافظ يغني اغنيتين إحداهما من الفلكلور العراقي والثانية من الفلكلور السعودي، قام بتطويرهما الموسيقي بليغ حمدي وسيتم تسجيلهما هذا الشهر.

19 سبتمبر 1967: عبد الحليم حافظ أجّل سفره الي بيروت، يسافر في الاسبوع القادم وبصحبته علي رضا للاتفاق علي برنامج الحفلات التي ستقام في بيروت وبغداد وعمان ولندن وباريس لصالح المجهود الحربي.

15 يناير 1970 : ترددت شائعات كثيرة في اجواء بيروت الاجتماعية عن عزم العندليب الاسمر اعلان خطوبته علي فتاة لبنانية من احدي العائلات الكبيرة، وقد زاد من تكاثر هذه الشائعات عندما جاء الي بيروت منذ اسبوعين قادما من لندن لم ينزل في فندق ستراند وانما كان ضيفا لمدة 3 أيام علي احدي العائلات التي تربطها صلة قرابة بالفتاة المرشحة للزواج له.

3 مارس 1970 : قرر فريد الاطرش ان يقيم حفلة غنائية في مسرح "البيسين" بلبنان مساء 30 يوليو المقبل لكي يسبق الحفلتين التي سيقيمهما العندليب الاسمر بعد ذلك والتي سيغني فيهما زي الهوا والتي اكتسحت الاسواق الغنائية مؤخرا بينما سيقدم فريد اغانيه القديمة .

15 مايو 1970 : قطع عبد الحليم حافظ وصلته الغنائية في سهرة اضواء المدينة بالاسكندرية ليلقي كلمة يحيى فيها شعب لبنان وجيشه، بعد وقوع العدوان الاسرائيلي علي جنوب لبنان، كما انتهي من تسجيل اغنية خلال 24 ساعة فقط من كلمات محمد سلمان وألحان بليغ حمدي، وحمل الشريط ووصل الي بيروت وقدم الاغنية إلى إذاعة لبنان التي رحبت بها وبادرت باذاعتها فور وصولها وكان ذلك بعد نشرة اخبار الساعة الواحدة ظهرا، ليصير الفنان العربي الوحيد الذي استوحي أغنية من وقفة لبنان الصامدة ضد العدوان الصهيوني .

18 يونيه 1970 : مكاتب التوزيع السينمائي في لبنان تتزاحم علي شراء فيلم "وتمضي الايام" الذي سيبدأ العندليب في تصويره الصيف المقبل مع سعاد حسني، علي الرغم من ان مجدي العمروسي حدد مبلغ نصف مليون ليرة كحق استغلال للفيلم في الاقطار العربية، وهو يزيد على ثمن بيع فيلم حليم الاخير "ابي فوق الشجرة" بحوالي 10000 جنيه.

28 يناير 1971 : عبد الحليم حافظ يرسل برقية الي الموسيقار محمد عبد الوهاب، يبلغه ان الفحوصات الطبية التي اجريت له في مستشفي "لندن كلينيك" دلت علي أنه ليس هناك مايدعو الي القلق، وأكد حليم انه امضي كل اوقاته في المستشفي يشاهد التليفزيون ويراجع سيناريو فيلمه الجديد "وتمر الايام" الذي قرر ان يبدأ تمثيله في الربيع، كما أكد انه لن يرهق نفسه في أي حفلة مسرحية هذا الموسم .

9 فبراير 1971 : نتيجة الفحوص والتحاليل التي اجراها عبدالحليم حافظ في لندن جاءت كلها مطمئنة، ومن لندن قام عبد الحليم بعدة اتصالات مع اكبر طبيب في المعدة في امريكا وحدد له موعدا لزيارته في شهر يونيه القادم، لاستكمال علاجه من حالات النزيف التي تفاجئه بين الحين والآخر.

30 مارس 1971 : في الاسبوع الماضي اتصل الموسيقار محمد عبد الوهاب بالرباط مرتين للاطمئنان علي صحة عبد الحليم حافظ الذي فاجأه النزيف مرة أخري وهو يحيى حفلات عيد جلوس ملك المغرب، هذه هي المرة الثانية التي يفاجأ فيها النزيف عبد الحليم أثناء وجوده في المغرب، المرة الأولي كانت العام الماضي.

مارس 1972 : قرر العندليب إلغاء حفله في شم النسيم بالقاهرة، لتواجده في المغرب حتي الآن بسبب اصابته بنزيف اضطره الي ملازمة الفراش وحذره طبيبه الخاص من القيام بأية حركة، وتقول مصادر بشركة صوت الفن إن عبد الحليم حافظ لن يعود في الوقت الحاضر الي القاهرة، وربما تابع سفره من المغرب الي امريكا ليعالج في مستشفي بوسطن الذي ذهب اليه العام الماضي.

18 مايو 1972 : ستجري لعبد الحليم عملية جراحية دقيقة في معدته في مستشفي سالبترين بباريس، وكان قد أجريت له عملية مماثلة منذ سبع سنوات، وينزل مرافقو حليم وهم محمد شبانة وابن خالته شحاتة وطبيبه الدكتور هشام عيسي وسكرتيرته في فندق الكارلتون، وفواتير المستشفي والفندق تحول الي القصر الملكي بالرباط، ويسمح الاطباء لعبد الحليم الاتصال تليفونيا بالقاهرة مرة كل يومين علي ألا تستمر المكالمة لاكثر من 3 دقائق فقط.

21 سبتمبر 1972 : وصل عبد الحليم إلي بيروت منتصف الاسبوع الماضي، مع طبيبه الخاص الدكتور هشام عيسي، ونزل كعادته في جناح خاص بفندق ستراند بشارع الحمراء، ولوحظ ان العندليب يتقيد ببرنامج صحي معين، وألا يرهق نفسه بالزيارات والمقابلات ويكتفي بالسؤال عن الاصدقاء بالتليفون، وسهر عبد الحليم في ملهي "الكاف دو روا" مع شلة من الاصدقاء في مقدمتهم السيدة دنيز جبور، وكان يرتدي بلوفر سميكا بالرغم من شدة الحر وذلك خشية من ان يصاب بأي لفحة هواء .

30 نوفمبر 1972 : كان عبد الحليم حافظ في طريقه الي لندن لإكمال علاجه، وحرص علي ان يقوم بزيارة مطعم فريد الاطرش الجديد في محلة الروشة ببيروت، ويقطع له وعدا بأن يحضر حفل الافتتاح بل ويغني فيه ايضا، اذا سمحت له حالته الصحية بذلك.

22 فبراير 1973 : ظهر عبد الحليم حافظ في نهاية الاسبوع الماضي في كازينو فريد الاطرش وهو يتمتع بكافة أمارات الصحة والسعادة، وحضر عبد الحليم البرنامج، وصفق طويلا للراقصة ناهد صبري، وحين غني محمد جمال بمصاحبة الآلة الجديدة "النشاة كار" تفحصها عبد الحليم طويلا وطلب من جمال أن يهديه إياها، واشتري بالفعل جمال الآلة واهداه إياها وينتظر ان تصبح في عداد الآلات الجديدة التي ستظهر في حفلات عبد الحليم الموسم المقبل .

06/04/2015 - 10:16:42

في تسجيل للتليفزيون اللبناني عام 73 ..

حليم : المطرب هو المسئول عن الأغنية أمام الجمهور

أعد التسجيل للنشر - محمد المكاوى

شهد ربيع عام 1973 إطلاق ثلاث روائع غنائية للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وهي قصيدة "رسالة من تحت الماء" من كلمات الشاعر نزار قباني وموشح "يامالكا قلبي" من كلمات الشاعر أحمد مخمير وهما من ألحان الموسيقار محمد الموجي والأغنية الثالثة هي"حاول تفتكرني" من كلمات الشاعر محمد حمزة وألحان الموسيقار بليغ حمدي بعدها سافر حليم إلي باريس لإجراء بعض الفحوصات الطبية وفي طريق عودته توقف لمدة يومين في بيروت وقد انتهز التليفزيون اللبناني وجود العندليب في لبنان وقام بإجراء هذا اللقاء معه فماذا قال حليم في هذا اللقاء؟ خاصة حول الجدل الذي ثار بينه وبين المطربة نجاة بشأن ملكية قصيدة "رسالة من تحت الماء"؟!

المذيع: العربي الأسمر قدم إلي بيروت في غمرة هذا الصيف الحار والصيف اللبناني حاملا سمرة القاهرة وحلاوتها الأستاذ عبدالحليم حافظ في كل مرة ينزل في لبنان طبعا ينزل بين أهله وأصدقائه ومحبيه والمعجبين به وفي كل مرة لـ "سجل مفتوح" لقاء ولو خاطفا مع عبدالحليم حافظ خلال مروره الخاطف في بيروت .. أهلا وسهلا أستاذ عبدالحليم

حليم: أهلا وسهلا أستاذ عادل

المذيع: لابد بعد هذه الغيبة إلي حد ما الطويلة بالنسبة للمشاهدين والمعجبين بك أن يستهل هذا اللقاء بنشرة إخبارية عن عبدالحليم حافظ .. النشرة تبدأ بأخبارك الصحية .. شهوية؟!

حليم: الحمدلله أنا طبعا جاي من باريس أطمأنيت علي صحتي لكن لازم أرجع في أواخر سبتمبر عشان أعمل عملية الحقن داخل المعدة في أول أكتوبر بإذن الله.

المذيع: ولكن الوضع الصحي بشكل عام يمكن القول: عنه أنه ممتاز

حليم: ممتاز كويس .. الحمد لله

المذيع: إذن طالما الوضع الصحي ممتاز يمكن التحدث عن أخبار ثانية.. أخبار فنية أو مهنية

حليم : آه .. آه

المذيع : شوهيه مشاريعك في المستقبل القريب والمستقبل البعيد؟

حليم: أنا عندي طبعا فيلم إن شاء الله هابتدي فيه بعد أكتوبر علي طول يعني بعد ما أخلص العلاج.

المذيع: العلاج!!

حليم : أيوه.. العلاج وبعدين عندي أغاني كتير هأقدمها علي المسرح وأنا كنت متعود الحقيقة أغني كل سنة حفلة واحدة السنة دي هاخالف القاعدة وهاغني في الصيف يمكن الشهر ده هاغني يمكن يوم 7 اللي جاي وكمان يوم 28 وعندى حفلة

المذيع: يعني خلال شهر أغسطس "آب" هناك حفل بالنسبة لك.

حليم: حفلتين إن شاء الله

المذيع : عظيم .. أستاذ عبدالحليم احنا مثل كل الجمهور العربي استمع للأغنية الحديثة وهي "رسالة من تحت الماء" ممكن نعرف قصة اختيارك لهذه القصيدة؟

حليم: إنت عارف - يضحك - لأن أنا برضه كنت معاك مرة في "سجل مفتوح" يقصد اسم البرنامج - وكان معانا الأستاذ الشاعر نزار قباني وأفتكر كان لسه مانشرش هذه القصيدة وقالها لأول مرة في وجودي فأنا طلبت منه أن يسمح لي أغنيها فسمح وأن كانت فيها أبيات تقال علي لسان سيدة وهو بيت واحد اللي هو غيره:

فأنا مفتون من رأسي حتي قدمي

وكان في الأول

فأنا عاشقة من رأسي حتي قدمي

ولما ابتدينا تلحين القصيدة حصلت لخبطة كتيرة وكنت أنا تعبت قوي قوي المرة اللي فاتت وقعدت حوالي سنتين ما أغنيش والأستاذ الموجي كان عنده اللحن ولحن أول القصيدة وراح يظهر سمعها للسيدة نجاة الصغيرة وسمعها لناس تانين فطبعا عجبتهم لأن القصيدة كويسة من ناحية الكلام ومن ناحية اللحن كمان وبعد كده لما أنا خفيت وابتديت أغني ماكنش حد لسه غناها فأنا قلت له : يامحمد هل أنت ارتبطت مع أى حد بالنسبة لهذه القصيدة؟ فقال : لا فقلت له: يعني مافيش أي حد اختارها منك؟ فقال لا فقلت له: طيب هل أنا ممكن أغنيها؟ فقال : آه وحصل أن احنا قعدنا مع بعض - الأستاذ محمد يكمل تلحينها وبعدين لقينا نفسنا مضطرين أن الأستاذ نزار يضيف لنا بعض الأبيات ويحذف لنا بعض الأبيات نظرا للقيود الموجودة عندنا في النصوص يعني مثلا:

حبك للسحر فخلصني من هذا الكفر

ما وافقوش عليها عندنا

المذيع: يعني اضطررتوا لتغيير بعض الكلمات

حليم: تغيير بعض الكلمات وإدخال كلمات

يامن صورت لي الدنيا كقصيدة شعر

وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر

دي مش موجودة حتي في الديوان كمان

ياكل الحاضر والماضي ياعمر العمر

هل تسمع صوتي القادم من أعماق البحر

برضه ماكنتش موجودة والأستاذ نزار أضافها وماضيعش معني القصيدة ولا المعني اللي يقصده.

المذيع: فيه ملاحظتان هنا يا أستاذ عبدالحليم.. الملاحظة الأولي هنا بين هلالين أن الأستاذ نزار كان مفترضا يشترك معانا في هذا اللقاء ولكن اضطر للسفر إلي لندن لأسباب شخصية، الملاحظة الثانية .. هناك ملابسات رافقت كثير قصة غنائك للقصيدة نأمل بعد التوضيح الذي أشرت إليه أن يوضع حد لهذه الملابسات.

حليم: مافيش أي ملابسات..

المذيع : مش بالنسبة لك وإنما بالنسبة لأطراف فنية ثانية.

حليم: علي إيديك أنت أنا أول واحد اخترتها والأستاذ نزار كتب لي تنازل عنها منذ هذا التاريخ وموجود عندي التنازل وبعدين لما حاولت أغنيها من جديد كتب لي تنازلاً جديداً بعدما أضاف الأبيات وكده مافيش حد من حقه يدعي ملكية القصيدة خصوصا إذا كان الشاعر والملحن هما اللي أكدوا ده.

المذيع: صحيح .. صحيح .. راح نترك هذا الجدل القائم حول الموضوع وياريت نستمع لمقطع أو مقطعين من القصيدة يا أستاذ عبدالحليم

حليم: أنا مستعد أغني لك مقطع .. يضحك..

المذيع : لاسباب صحية .. طيب

وهنا يبدأ حليم غناء الكوبليه الأول من القصيدة حتي نهايته.

المذيع: أستاذ عبدالحليم .. معروف عنك أنك تعيش الأغنية سواء في الكلمة أو اللحن أو الأداء وهذه الأغنية أو هذه القصيدة ماذا كان احساسك الأول وأنت تغنيها؟!

حليم: الحقيقة فيه ناس كتير قوي استعجبت إني أغني هذا الكلام .. مش عارف ليه؟! مع إنه كلام جميل ويمكن أنا هاغني أصعب منه وهي "قارئة الفنجان" لكن أنا احساس إنه فعلا إنسان بيحب إنسان لدرجة كبيرة جدا وهذا الإنسان لا يبادله هذا الشعور فيطلب منه أن يعلمه إزاي يعمل اللي هوه بيعمله حتي يمكن تلاقي في الأداء في البداية..

أن كنت حبيبي ساعدني كى أرحل عنك

يعني حاجة زي الأمر وفيه توسل وفيه استرحام وفيه عنف ده اللي أنا حسيته واعتقد أن ده المعني اللي كان بيقصده الأستاذ نزار قباني من الكلام واللي قصده الأستاذ الموجي ساعة تلحينه.

المذيع: يعني فيه تناغم بين الكلام واللحن وبين الأداء فأنت عبرت عن انفعالات قصدها الشاعر نزار قباني وشارك فيها الأستاذ الموجي فأنت جئت أعطيت الصورة الفنية كاملة.

حليم: أنا بأعتقد يا أستاذ أن أي فنان يغني ليس دوره مجرد أن يحفظ اللحن.

المذيع: طبعا .. طبعا

حليم: يعني أنا قعدت مع الأستاذ نزار كثير عشان أفهم ما وراء الكلمات لأن ممكن أنا أقول لإنسان أنا بحبك وفي نفس الوقت الكلمة تطلع الكلمة وكأني اشتمه أو "أسبه" كما تقولوا هنا باللبناني.. يضحك

المذيع: آه .. "يضحك"

حليم: يعني فيه ما وراء الكلام

المذيع:: خلفية الكلام

حليم: خلفية الكلام..وأنا عشت ده مع الأستاذ نزار فترة كبيرة جدا وفهمته منه وشربته منه وبعدين الأستاذ الموجي كان عامل بداية اللحن ولما كمل اللحن أكمله وأنا موجود فكنت أتعايش مع كل جملة بيخلقها لسه فأحسست بها وبأعتقد أن ده أحد أسباب النجاح.

المذيع: أستاذ عبدالحليم.. انطلاقا من هذه التجربة الأخيرة بينك وبين نزار قباني هل فيه إمكانية تعاون آخر وأن تغني قصائد أخري لنزار؟

- حليم: ما أنا عندي.. عندي قصيدة "قارئة الفنجان" ونبحث فيها بإدخال بعض التعديلات وأدخلها اللي هيه جلست والخوف بعينيها.. تتأمل فنجاني المقلوب

وهو يمكن كان قالها في إحدى الجلسات معانا ودي هاغنيها ان شاء الله وفيه قصيدة "حزن" كمان هاغنيها برضه ان شاء الله.

المذيع : إمتي؟

حليم: قريبا ومقدرش أقولك امتي بالتحديد الحقيقة لأن امتي دي بتخليني أبقي ملتزم.

المذيع : محدد

حليم: آه.. بتخليني محدد وأبقي ملتزم

زي ما يكون لازم أعمله ضروري.. والعمل الفني يتعمل كله ويخلص وبعدين يطلع للناس يعني أنا "رسالة من تحت الماء" أو"حاول تفتكرنى" أو "يامالكا قلبي" الناس سمعوهم الثلاثة في ليلة واحدة لكن معرفوش إيه المجهود اللي وراهم .. المجهود اللي وراهم إني يمكن عملت في "رسالة تحت الماء" 22 بروفة وحاول تفتكرني عملت فيها 35 بروفة

المذيع: يعني عمل متواصل..

حليم : كل يوم .. كل يوم .. كل يوم

المذيع: استاذ عبدالحليم بالنسبة لتعاونك مع عدد من الملحنين طبعا الأستاذ الموجي أعطي فعلا أشياء حلوة كتير في هذه القصيدة شأنه في ألحان كتيرة وليس المقصود بين ملحن وملحن للتفضيل ولكن علي أساس إحساس فني معين فأنت لمن ترتاح.. بليغ أكثر أو الموجي أو لأي شخص آخر؟

حليم: لا .. مش مسألة برتاح أولا أرتاح إنما مسألة إيه العمل اللي بيقدم لي أنا يعني العمل الي بيقدم لي من بليغ أو الموجي أو عبدالوهاب اللي هو أستاذنا كلنا لو ماكنتش أنا مقتنع بيه وراضي عنه لا يمكن هاغنيه ولذلك أنا باتحمل أمام الناس- لا قدر الله - مسئولية فشل أي عمل وكذلك اتحمل مسئولية النجاح وأتحمل مسئولية الناس دي علي اكتافي يعني أنا باتحمل مسئولية الكلمة ومسئولية اللحن وأواجه بيها الجماهير..

المذيع : صحيح

حليم: علشان الجماهير بتطلع تقول عبدالحليم غني كويس أو غني وحش، لأن بليغ بيلحن كويس والموجي بيلحن كويس والأستاذ عبدالوهاب طبعا بيلحن كويس باقي الملحنين كل واحد في لونه بيلحن كويس لكن اللي بيتحمل المسئولية هو المطرب.

المذيع: ما في شك

حليم: المطرب اللي فاهم بيقول يه

المذيع: يعني هو في الصف الأول يتحمل مسئولية معنوية كاملة

حليم: يتحمل المسئولية المعنوية كاملة والأدبية كاملة بعد كده النجاح ينطبق علي الثلاثة.

المذيع: أستاذ عبدالحليم طبعا الحديث معاك يطول ولكن ننهي هذا اللقاء الخاطف بشأن زيارتك الخاطفة لبيروت "يضحك"..

حليم: يضحك أيضا

المذيع: نتمني لك أن تتمتع دائما بصحة طيبة

حليم : ألف شكر

المذيع: وتستمر في أداء هذه الرسالة الفنية الجميلة ونحن علي موعد معك خلال هذا الصيف والخريف المقبل مع المزيد من الإنتاج والعطاء وشكراً لك وعودة إلي القاهرة ثم عودة مرة ثانية وثالثة إلي بيروت.

حليم: إن شاء الله .. وشكرا لك...

06/04/2015 - 10:15:21

يحكي أسراره لتليفزيون تونس ..

العندليب الأسمر: على حسب وداد تروى قصة وداد الغازية

كتب - محمد المكاوى

كان أحد أحلام عندليب الغناء العربي عبدالحليم حافظ هو الغناء في «تونس الخضراء» وزيارة معالمها السياحية وفي شهر يوليو عام 1968 تحققت له تلك الأمنية ووجهت إليه الدعوة للغناء في ربوع تونس ومشاركة الشعب التونسي الفرحة بأعياد تونس الوطنية، وتابعت الصحافة والتليفزيون التونسي حليم خطوة بخطوة، وسجلت عنه فيلما وثائقيا لتلك الرحلة، وأجري معه التليفزيون التونسي حوارات مع الموسيقار بليغ حمدي الذي رافقه في تلك الرحلة ونحن هنا ننشر نص اللقاء التليفزيوني الذي سجله حليم وعبر فيه عن اعتزازه بالجمهور التونسي الذي أحب أغنياته قبل أن يلتقيه وجها لوجه، وفي هذه الرحلة ارتدي حليم وهو يغني علي المسرح الجلباب التونسي وغني أيضاً عددا من الأغنيات لأول مرة وهي «الويل .. الويل» و«يا مولعين بالسهرة» كما تحدث العندليب عن مفهومه للسعادة والصداقة في حياته.. وإليكم تفاصيل هذا اللقاء الذى أذيع علي شاشة التليفزيون التونسي منذ 47 عاماً.

المذيع: علي حسب وداد قلبي يابوي أكمل المقطع

حليم: علي حسب وداد قلبي يابوي

راح أجول للزين سلامات

ضعيت عليه العمر يابوي

وأنا ليه معاه حكايات

ده كلام جديد إنما الكلام القديم حاجة تانية خالص وفيه بعض من الجمود هنا ممكن يسأل يعني إيه «حسب»؟

المذيع: أيوه

حليم: إحنا عندنا في الصعيد المصري «علي حسب» يعني علي حساب علي قدر ما يودك قلبي أنا بسلم عليك

المذيع: هل صحيح أن أغنية علي حسب وداد لها قصة أو أنها تروي قصة؟

حليم: هي تروي قصة كانت معمولة عن واحدة اسمها «وداد الغازية» وهي من أشهر الراقصات التي تجوب الصعيد فوقع في غرامها أحد الباشوات في ذاك العصر وهي كانت تحب ابن واحد فلاح بسيط زيها.

المذيع: شعبي

حليم : آه وكان هو يمشي ويقول لها

علي حسب وداد قلبي يابوي

وأنا أجول للزين سلامات

واسم «وداد» جاي من اسمها وفي نفس الوقت جاي من الود

المذيع: بالفعل.. استاذ عبدالحليم اقنعتنا بحديثك ونحن نعرف أنك مرتبط بمواعيد.

حليم: لا أبدا - أنا تحت أمرك وتحت أمر جمهور التليفزيون.

المذيع: شكراً.. أستاذ عبدالحليم، كثير من الناس.

حليم : نعم

المذيع: ينسبون نجاح الأغنية العربية والمصرية بالذات إلي السينما فهل هذا صحيح، أو هل ساعدها علي النجاح والانتشار؟

حليم: هو عامل مساعد، ما فيش شك السينما عامل مساعد.. التليفزيون .. كل جهاز تصدر عنه الأغنية هو عامل مساعد في سبيل أن الناس تتعرف علي الأغنية، والنجاح الحقيقي للأغنية ذاتها هو المؤلف والملحن والمؤدي.

المذيع: فيه ناس تحب القصيدة وتتجاوب جداً مع القصائد إلي الغناء الخفيف.

حليم: أيوه

المذيع: ونجد فيه كلمات شعبية في مستوي فهمهم، فمثلا كثير من الناس الشعبيين، يحبون سماع عبدالحليم حافظ جدا، ويحبوا أن يستمعوا إليه وهو يغني «سواح»، ولما يغني «جئت لا أعلم من أين» يسمعها، ولكن لا يرددها فكيف تري السبيل لارضاء القسمين؟

حليم: ضاحكا.. موجود بدليل أني بأغني «سواح» وبأغني «جئت لا أعلم من أين».

المذيع: لكن لماذا لا يكون للفنان لون خاص به؟

حليم: ليه؟!.. ليه الفنان اللي بيغني يبقي حاطط نفسه في إطار واحد مادام هو يستطيع أن يؤدي جميع الألوان.. ليه؟!

يبقي حاطط نفسه انه يغني قصائد بس أو أغاني شعبية بس؟! أو أغاني عاطفية بس أو أغاني راقصة بس؟!

- وهنا تنساب موسيقي أغنية «الويل.. الويل» علي مشاهد لعبد الحليم وهو يتجول في معالم تونس السياحية، ثم يلقي عبدالحليم كلمات الأغنية بصوته..

الويل .. الويل يا يمه

دق الهوي علي الباب..

من يمة الأحباب

قال الحليوة جاي

أتاري الهوي كداب

ضبط علي وغاب

وراح ما رد علي

لا جاب لي منه جواب

ولا حمل له عتاب

ما لوش أمان يا خي

«الويل» كلمة مأخوذة أيضا عندنا من الصعيد.

المذيع: كنت أريد أن أسألك عن معناها؟

حليم: الويل.. وساعات نقولها «الوي.. الوي» من غير «اللام» واحنا نقولها أحيانا «الويل» أو «الوي»

المذيع: إذن هي كلمة صعيدية أيضاً؟

حليم: نعم.. الكلمة صعيدية

المذيع: والألحان لمن؟

حليم: للأستاذ محمد عبدالوهاب وأنا غنيته لأول مرة في الحفلات اللي عملتها في تونس، وجاءت علينا فترة كنا نغني أغاني عاطفية.. أغاني كلاسيكية فيها شجن وهو نوع أرقي بكثير من الحزن، الشجن هو الإحساس الكبير.. الإحساس العميق، كنا نغنيه ونجح.. إذن كان يعبر عن احتياجات الناس.

المذيع: أحب أن أعرف مفهمومك للسعادة؟

حليم: أنا بالذات مفهومي للسعادة أن أري الناس سعداء.

المذيع: سعادتكم مستمدة من سعادة الناس.

حليم: وأكثر شيء يسعدني شخصيا أن أساهم ولو بجزء بسيط.. بسيط في إسعاد الناس دي السعادة بالنسبة لي، ومفهوم السعادة عموما أن يرضي الإنسان وعندما يرضي الإنسان يكون سعيداً.

المذيع: جميل جدا.. الجواب هذا شكرا أستاذ عبدالحليم وهو فعلا جواب رشيق جدا، السعادة الكاملة في الرضا والقناعة وهذه هي السعادة الحقيقية.

حليم: أيوه .. مضبوط

المذيع: من هو الشخص الذي أحببته بصدق؟

حليم: أنا كل أصدقائي أحببتهم بصدق

المذيع : لا .. هناك شخص معين بالذات في حياتك أحببته باخلاص وتفان ولا يمكن تنساه؟

حليم: كل إنسان ربطتني به صداقة أحببته بصدق وبإخلاص ولم أفضل أحد عن أحد في علاقتي به، ما فيش واحد قلت: لا .. دا شوية أو نص نص، ولذلك تجد أنا شخصيا أصدقائي قليلين.. مش كتير.

المذيع: ليه؟

حليم: لأنه من الصعب أنك تجد كل الناس تقدر تفتح لهم قلبك وتقدر تديهم احساسك وتديهم وفاءك وتديهم اخلاصك صعب لأن مش كل الناس ها يبادلوك هذا.

المذيع: صحيح

حليم: واخد بال حضرتك.. فأنا يمكن لي 10 أو 12 صديقاً طول هذا العمر ومن أول ما طلعت لغاية دلوقت هما .. هما أصدقائي لم يتبدلوا ولم يتغير أي أحد فينا رغم أن حياتنا امتلأت أشغال وكل واحد فينا بيشتغل في حتة، لكن لازلنا زي ما كنا أصدقاء نحب بعضنا وكل واحد فينا يخلص للثاني ويحبه فعلا من قلبه.

المذيع: ما فيش أي سابقة أتمنيتها في حياتك وتحققت؟

حليم: بلا نفاق

المذيع: طبعا

حليم: وأنا ما بتكلمش هذا لأني باتكلم فى التليفزيون التونسي.. لأن أنا كانت أمنية من أمنيات حياتي فعلا أني أزور تونس وقد تحققت لي الأمنية الأيام دي .

المذيع: طبعا جرنا جوابك هذا إلي سؤال بخصوص تونس..

حليم: نعم

المذيع: طبعا كنت تتصور تونس

حليم: غير

المذيع: آه

حليم : أنا كنت بأقرأ عن تونس وعن شعب تونس وبأحس أنى كفنان فيه تقارب بين فني والجمهور في تونس، فحبيت أن يكون هذا التقارب بيني أنا أيضا وبين جمهور تونس.

المذيع: طيب.. أستاذ عبدالحليم هل زرت بعض الأمكن في تونس؟

حليم: أنا زرت تونس العاصمة وطبرقة - اللي احنا فيها دلوقت - وبعض ضواحي تونس «سيدي بوسعيد».

المذيع: عجبتك بوسعيد؟

حليم: عظيمة وكل مكان في تونس عظيم ونظيف.

المذيع: يمكن أن تقارنها بمكان آخر شاهدته في رحلاتك، هل هناك أوجه شبه خاصة من الناس السياحيين؟ بتفكرك بإيه «سيدي بوسعيد»؟

حليم: والله أنا أفضل «سيدي بوسعيد» تبقي شيء قائم بذاته مش شبه حاجة، لأن احنا يهمنا كعرب أن يكون عندنا حتة تشبه حتة تانية في العالم يبقي عندنا حتة بتاعتنا لما الناس تيجي تزورها علشان الحتة دي مش موجودة في أي مكان في العالم.

06/04/2015 - 10:13:59

بدون أي حراسة حوله ..

7 حفلات في 16 يوماً مع الشعب التونسي

كتبت - نيفين الزهيري

16 يوما قضاها عبد الحليم حافظ عام 1968 قضاها بالكامل وسط الشعب التونسي ومعالم كل مدينة من مدن تونس الخضراء، وتحت رعاية الرئيس الحبيب بورقيبة، وقدم خلال هذه الرحلة 7 حفلات غنائية منها حفل خاص بالرئيس، ولكن كان استقبال الشعب التونسي له بمثابة عيد حيث خرجت تونس كلها تستقبل العندليب الاسمر وتعيش معه ليالي تشع بهجة، فقد كان كل حفل من حفلاته عيداً فنياً.

وقد لقي العندليب الترحيب من التوانسة منذ وطأت قدماه أرض المطار، وكان طريقه للخروج عملية شاقة يشترك فيها رجال الشرطة من أجل إنجاح المهمة، ولكن رجال الشرطة انفسهم لم يتركوه الا بعدما صافحهم واحدا واحدا، وما ان استقر في الفندق الذي اختير لاقامته فيه حتي قال بالميكروفون لجموع الشعب من محبيه "شعوري وانا أزور تونس هو شعور المحب وهو يري حبيبا له بعد طول غياب، لقد غمرتموني بالحب وبالزهور وانا لا املك سوي فني وقلبي اقدمهما لكم"... ومع نهاية هذه الكلمات كانت عيون العندليب مليئة بدموع السعادة ..



 

كانت اولي حفلات العندليب في مدينة "طبرقة" والتي أقيمت في يوم "عيد المرجان"، حيث اقيمت في الصباح احتفالات شعبية تقليدية في الشارع اشترك فيها ابناء المدينة وبناتها، وفي المساء كان لقاؤهم مع العندليب في حفل أحياه بداخل ملعب كرة اتسع لـ 28 ألف متفرج، والذي استقبله بعاصفة من التصفيق استمرت لـ 15 دقيقة متوالية، ليشدو بعدها بأغانيه ويرددها الآلاف معه، وشاركه الحفل شريفة فاضل و المنولوجست أحمد غانم والراقصة ناهد صبري .

أما الحفلة الثانية كانت في تونس العاصمة، ثم انتقل الموكب الفني الي مدينة صفاقس عاصمة الجنوب، اما الحفلة التي تلتها فأقيمت في مدينة "المنيستر" مسقط رأس الحبيب بورقيبة، وأقيمت حفلتا الختام في العاصمة تونس، واستجاب العندليب خلال هذه الحفلات لرغبات جمهوره، فأنشد الأغاني الجديدة وخاصة الأغاني الفلكلورية منها "علي حسب وداد قلبي" و"سواح" و"كامل الأوصاف"، ولما كان الملحن بليغ حمدي يرافق العندليب في رحلته، فقد رأي بعد النجاح الذي لقيته ألحانه ان يقدمه للناس، وعانقه امام الجماهير التي راحت تصفق طويلا.

وخلال الحفلات التي قدمها العندليب في تونس فاجأ الجمهور بأغنية جديدة، قضت الفرقة الماسية في التدريب عليها ساعات طويلة، وفي تونس العاصمة وقف العندليب لاول مرة يغني اغنيته "الوي .. الوي" وهي الاغنية التي نظمها الشاعر صالح جودت ولحنها عبد الوهاب، وبلغ نجاح هذه الاغنية انهم طلبوا اعادتها مرات ومرات حتي اضطر العندليب الي تكرار المطلع وحده ثماني مرات .

وكان العندليب ينزل الي الجمهور ليتجول في المدن ويتعرف علي الناس، وفي إحدي المرات رأي الشعب يحتفل بأعياده بإقامة مهرجان وطني، فما كان منه الا ان توسط الجماهير وراح يردد معهم اغنياتهم الوطنية، وطلب الجمهور التقاط صور له مع العندليب، وانتهت الرحلة القصيرة بإضافة رصيد كبير من الحب يحمل اسم تونس في حياته .. تاركا وراءه اصداء اغنيات عذبة وصوراً للذكريات في قلوب الجمهور الذي عشقه، خاصة وان هذه الرحلة وصفت بأنها "رحلة العمر"، قدم خلالها العندليب 7 حفلات شاهدها 80 ألف شخص.

ونشرت الصحف التونسية وقتها صفحات طوال عن رحلة العمر، حيث وصفوا الحفلات بأنها من أحلي وأجمل ما قدم في تونس حتي الآن، وقالت صحيفة العمل التونسية " ان زيارة عبد الحليم حافظ لتونس كانت مفاجأة كبيرة من الفنان العربي الكبير الذي يزور تونس لأول مرة وهي بحق أهم حدث فني هذا العام يجري في الربوع الخضراء.

أما العندليب فقال عن الشعب التونسي: " الجمهور التونسي حساس جدا يشعر بالجهد الذي يقدمه الفنان وينفعل معه في الاداء، فجمهور تونس سميع وحساس كالمطرب، وكل اضافة جديدة في الأغنية والاداء يدركها ويحسها تماما " . 

06/04/2015 - 10:13:05

من وحى حفلاته فى أوربا

كتبت - د. رانيا يحيى

استطاع الفنان المبدع عبد الحليم حافظ أن يوقظ همم العرب بما قدمه من إحساس صادق ومشاعر فياضة خلال الحفلات التى قدمها فى أوربا..وخاصة الحفلين الهامين الأول بقاعة ألبرت هول بلندن عقب نكسة 1967 والتى تبرع بها للمجهود الحربى وقدم خلالها عددا من الأغنيات العاطفية والوطنية منها سواح ألحان بليغ حمدى وكلمات محمد حمزة ،على حسب وداد ،المسيح ،وعدى النهار وجميعها من ألحان بليغ حمدى وكلمات صلاح أبو سلم والشاعر عبد الرحمن الأبنودى حيث كانا بطلى هذه الحفلة بجانب النجم البارز العندليب الأسمر.

وفى الذكرى الثامنة والثلاثين أود أن أقف عند أغنية "عدى النهار" كواحدة من أجمل الأغنيات الوطنية التى تبرز مدى إيمان القائمين عليها بالنصر على العدو وعدم الاستسلام للهزيمة التى لحقت بالعرب بعد حرب 67 ،والأغنية من مقام العجم أى السلم الماجير فى الموسيقى الغربية ووضع اللحن فى إطار التوزيع الأوركسترالى الذى أعطى قوة بالإضافة للأبعاد النفسية والجمالية على اللحن ،فرغم التعبيرية الشديدة التى تتحلى بها الجمل الموسيقية للأغنية إلا أن أداء الأوركسترا بالغ فى تأثير الموسيقى للمتلقى ،أما الأداء التطريبى الرائع لعبد الحليم فكان يتسم بالشرقية الصميمة مع نبرة شجن تغلف أداءه ..والمقدمة الموسيقية بها لمحة حزن مع ضربة السيمبال فى البداية ودخول صولو الكورانجليه بصوته الشجنى المنكسر ثم دخول الإيقاع والوتريات مع نهاية كل جملة منفردة لتعضيد الحالة السيكولوجية رافضة للانكسار والهوان ،فتتصاعد الجملة اللحنية بأداء الوتريات بقوة مع توزيعات هارمونية لآلات النفخ ،ويخفت صوت الأوركسترا تدريجياً ونستمع لضربات الأجراس التى توحى بحالة روحانية دينية نظراً لما تتركه الأجراس فى نفوسنا من ارتباط بالموسيقى الكنسية ،ويرافقها أداء الوتريات بالقوس على نغمة واحدة مجرد تآلف يدعم صوت الأجراس درامياً بجانب المثلث المعدنى البراق ،ومع دخول الغناء بـ "عدى النهار" فى أساس المقام ،ثم "والمغربية جاية تتخفى ورا ضهر الشجر" ،بأسلوب حليم المشابه للغناء الحر المحدد بإيقاع ،وضربات المثلث بين الحين والآخر تفصل بين الجمل الشعرية والموسيقية على حدِ سواء وبعضها البعض ،بالإضافة لما لها من بريق يوحى بالتفاؤل القادم ،وتلعب الدراما دوراً حيث عبرت كلمات الأبنودى بالاستعارة المكنية عن مصر مشبهاً إياها بالفتاة التى تقف على الترعة تغسل شعرها وتقدم لها خطيب لم يستطع أن يدفع مهرها الغالى الثمين بلحن بليغ حمدى الذى بدأ يتصاعد نسبياً مع نغمات ركوز ثابتة وواضحة وأداء حليم التلقائى وإحساسه الذى توغل فى وجداننا جميعاً بمنتهى الصدق ..بعد ذلك تساؤل حليم "يا هل ترى الليل الحزين" مع مصاحبة تريموللو عبارة عن ترعيد من الوتريات يوحى بالقلق والتوتر مع هذا الاستنكار والأداء الغنائى يتصاعد لحنياً وسيكولوجياً وضربات السيمبال توحى بالقوة رغم الهزيمة ،ومع كلمة "أبداً.. أبداً بلدنا" فى المساحة الصوتية الحادة ومع الأداء الجماعى للكورال الرجال يؤكد عدم صمت أبناء مصر الأشداء لمواجهة العدو الغاصب ،والتوزيعات الأوركسترالية تؤكد هذه الروح القتالية فى المصريين الرافضين للهزيمة ،وبعد "كل دار" نجد تغيراً ملحوظاً فى شكل الجمل الموسيقية والتوزيع الآلى المعتمد على آلات النفخ والإيقاع بكل قوتها فنشعر بتناقض واضح ما بين قوة أداء الآلات الأوركسترالية الغربية والتى تؤكدها آلات النفخ النحاسية مع الغناء المنكسر وخاصة فى البداية ..ويحدث تغيير مقامى للصبا زمزمة الحزين مع دخول شطرة "والليل يلف ورا السواقى" ،ونستمع لأداء منفرد لختام عبارة موسيقية بلزمة تفصل الجمل اللحنية ،ثم يتغير شكل اللحن الذى ينساق بأسلوب متقطع لموتيفات قصيرة مع الآلات الموسيقية المستخدمة وإبراز للمثلث مع كل ضربة إيقاعية مع بداية جزء "تحلم بلدنا بالسنابل" والعودة للمقام الأصلى العجم ،وغناء تطريبى من حليم يستمر لحين نستمع لمقطع "فى المتاجر والمصانع....." والاستخدام القوى للتوزيع الأوركسترالى الذى يؤكد على الإصرار ،وآلات النفخ الخشبية تؤدى توزيعات هارمونية لتعضيد التآلفات بالقوة ،كذلك الصرامة والإصرار فى "أبداً بلدنا للنهار بتحب موال النهار" وهى لنصرة العرب على العدو ،وتدعم الحالة النفسية بهذا الأداء الحماسى القوى وتختتم بأداء حليم الشجنى مع الختام "لما يعدى فى الدروب ويغنى أدام كل دار" بشجنية تعود بنا للانكسار فى البداية وفرض الواقع المخزى بالهزيمة ،والألفاظ التى عبر عنها الأبنودى كانت توارى مشاعر العطاء للوطن بفيض غزير وكأننا فى حلم بيوم النصر ،حيث بدأ بانكسار واقعى ثم انطلاقة بهذا الحلم العربى الشامخ وعاد بنا الأبنودى مرة أخرى لهذا الواقع المرير حتى نتذكره ليظل الحلم هو الهدف حتى تحقيقه ..وأعتقد أن عبقرية بليغ حمدى فى وضع هذه المأساة الشعورية المغناة فى مقام غربى دون أن نشعر حيث غلبت موسيقيته وعبقريته فى استمرار الإحساس الشجنى والشرقى مع مقام العجم الذى ساعد على وجود توزيع أوركسترالى ضخم يشعرنا بتكاتف العرب جميعاً كما تتكاتف آلات الأوركسترا رغم اختلافها لكنها تتحد لإنتاج عمل جماعى قوى يتسم بالجمال.

والحفل الثاني لحليم الذى نود الإشارة له حفل قصر المؤتمرات بباريس عام 1974 والذى قوبل بحفاوة بالغة وتغنى بعدد من الأغنيات تضمنت فاتت جنبنا كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب ،زى الهوى ،وأى دمعة حزن ألحان بليغ حمدى وكلمات محمد حمزة ،وأيضاً رسالة من تحت الماء كلمات نزار قبانى وألحان محمد الموجى وهذه الأغنية كثيراً ما كان يتغنى بها حليم فى ذكرى عيد الربيع وهو ما جعلنى فى مثل هذه الأيام التى نستهل فيها فصل الربيع أتحدث عن روعة تلك القصيدة فى عجالة حيث تحتاج تلك القصيدة لكتب لاكتشاف جمالياتها الجلية والمتوارية ،ولعلنا نبدأ بالمقدمة الموسيقية الطويلة التى تستبق الغناء حيث وضعها الملحن فى مقام العجم ولم يعتمد في بدايتها على آلات الإيقاع بينما استخدم الآلات الكهربائية بشكل أساسى كالجيتار والأورج الذى دخل فى بداية السبعينيات وأضاف لوناً صوتياً جديداً وكان بطل المقدمة ،كما أدت الوتريات مصاحبة مع نهايات العبارات الموسيقية مع استخدام التريموللو ليضيف إحساساً بالقلق وأحياناً موتيفات إيقاعية تدعم الحالة النفسية التى تستبق دخول المطرب ،ويتكرر لحن الأورج السابق لكن هذه المرة بالفرقة الموسيقية مكتملة مع الأكورديون ،والوتريات هنا تلعب دور البطولة بجانب الإيقاعات الشرقية التى تضيف بعداً جمالىاً وحسىاً ،ثم نستمع للأداء الحر المنفرد من الفيولينة الكهربائية فى طبقة أكثر حدة مع وجود زخارف لحنية مع استخدام تقنية الجليساندو أى الزحلقة فيما بين النغمات بأداء ليجاتو مربوط ،وللعلم هذه الآلة كانت لأول مرة تدخل فى توزيع الأغنيات العربية ..والجمل الموسيقية عادة داخل اللحن فى حالة تصاعد نغمى وأيضاً تتصاعد من حيث القوة الكريشندو ..وننجذب جميعاً للاستهلالة الجميلة للقصيدة بـ "إن كنت حبيبى...." بصوت العندليب بأداء تطريبى حر بعض الشئ مع خلفية موسيقية ،ومع "لو أنى أعرف أن الحب...." المصاحبة الموسيقية تتسم بالرشاقة والأداء المتقطع الاستكاتو، وينتهى المقطع الأول من القصيدة بجملة "لو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت" وتنتهى الجملة اللحنية بهبوط سلمى مرافق للكلمة بوضوح ليعبر عن خاتمته بالموسيقى ولتأكيد المعنى اللغوى فى مقام العجم.. بعدها يبدأ لحن جديد كمقدمة للجزء التالى فى مقام الصبا الأكثر شجنية ،ورغم ذلك استطاع الموجى بعبقريته الموسيقية وموهبته الفطرية الفذة أن يضع هذا المقام الحزين داخل إيقاع موسيقى راقص لا يُشعِر المتلقى بالحزن الدفين ،ونجد هنا المزج بين المتناقضات فرحته بالاشتياق وحزنه على الرحيل والبعاد باستخدام المقام الحزين لكن الإيقاع الراقص عبر عن الشوق والسعادة ..وننتقل مع دخول الغناء بإبداع قبانى فى الكلمات "اشتقت إليك فعلمنى ألا أشتاق...." ومع جملة "علمنى كيف أقص هواك" تصاعد لحنى ثم هبوط لأساس المقام فى كلمة مع "الأعماق" ليعبر عن هذا العمق بالموسيقى حيث تتفاعل الموسيقى مع الكلمة درامياً لخلق حالة فنية إبداعية متكاملة الأركان ،ومع عبقرية اللحن ينتقل بنا الموجى إلى مقام الحجاز بما يعبر عنه من لمسة حزن فى مقطع "يا من صورت لى الدنيا كقصيدة شعر" ويعمل هذا الانتقال المقامى على تعدد الأمزجة داخل القصيدة المغناة لإضافة أبعاد حسية وجمالية للجمهور تؤكد على المفردات المراد تعميقها داخل النفس ،ويعود الموجى ببراعة مطلقة إلى مقام العجم بجزء من المذهب فى جملة "لو أنى أعرف خاتمتى ما كنت بدأت" وكأنها الفكرة الأساسية داخل القصيدة والتى يعضدها بالتكرار ،ويليها تعبير بالموسيقى عن كلمة "حتى قدمى" بهبوط لحنى ملحوظ بعد ذلك نستمتع بلزمة موسيقية تسبق كوبليه "الموج الأزرق فى عينى...." فى مقام نادر الاستخدام نسبياً فى الموسيقى العربية وهو الأثر كرد ،وأداء آلة الفيولينة هنا يختلف عن أداء نفس الآلة فى المقدمة الموسيقية حيث الآلة الطبيعية الأكوستيك بمهارة وتلقائية وشرقية مفرطة وأداء حر أكثر من رائع ومع شطرة "إنى أتنفس تحت الماء" بأداء حليم المتصاعد وما يحمله من صمت بين الحين والآخر يضيف جمالاً فوق هذا الجمال حيث الغموض وشد انتباه المتلقى ،ويلمس الموجى مرة أخرى المقام الأساسى العجم مع تلك الكلمات "إنى أغرق أغرق" والتكرار لتعميق فكرة الغرق بهجر المحبوب ، ومع هذه الإبداعات المتلاحقة داخل القصيدة ينتقل بنا الموجى مرة أخرى فى جولة قصيرة إلى مقام النهاوند أو السلم الصغير فى الموسيقى الغربية مع مقطع "يا كل الحاضر والماضى يا عمر العمر" بالتعبير عن الحنين للمحبوب الذى يمثل الماضى والحاضر أى عمر هذا الحبيب بأكمله ،ويعود فى "إن كنت قوياً أخرجنى من هذ اليم" إلى المقام الأساسى العجم بحالة من الفرح والإيقاع الراقص، ودور الأورج فى أداء بعض الأجزاء المنفردة بمصاحبة الفرقة.. ونشعر من شدة جمال الموسيقى أنها تتحدث ولها القدرة على ترجمة تلك المشاعر الإنسانية حتى بدون كلمات ..فالمقدمات الموسيقية التى تستبق الكوبليهات قمة فى صدق المشاعر وفيض غزير من الإحساس، وحليم ينهى القصيدة بتكرار "ما كنت بدأت" للتأكيد على إحساسه العاشق فى تصاعد ثم هبوط بنفس الكلمات لتختتم بقفلة تامة.

06/04/2015 - 10:12:03

تعلمت الطبخ الشرقي لتتقرب منه ..

جوليونا الفرنسية التي وقعت في حب العندليب

كتب - محمد رمضان علوش

عاش عبد الحليم حافظ قصص حب عدة داخل مصر وخارجها، ولم لا وهو العندليب الأسمر الذي يفتن كل الحسناوات شقراء كانت أو سمراء.

هناك قصة حب ساخنة بين عبد الحليم وفتاة فرنسية لا يعرفها إلا القليلون جدا، يرويها المصور الشهير فاروق إبراهيم والذي كان أحد الأصدقاء المقربين من أسطورة الغناء العندليب الأسمر.

(جوليونا) هو اسم الفتاة الفرنسية والتي كانت بطلة القصة التي بدأت وقائعها في السنوات الأخيرة من حياة العندليب في باريس، عندما اتفق حليم على القيام ببطولة فيلم (لا) للكاتب الكبير مصطفى أمين، واختارت الشركة المخصصة بالدعاية فتاة فرنسية رائعة الجمال لتكون مترجمة لعبد الحليم خلال تصوير مشاهد الفيلم بباريس.

ويستكمل المصور الشهير روايته قائلاً: فتن العندليب بالفتاة الفرنسية لما تمتلكه من جمال فرنسي أخاذ، ولها جسم نحيل ممشوق وهو القوام الذي يعشقه عبدالحليم إلى جانب كل ذلك تتمتع برقة طاغية، وهنا جن جنون عبدالحليم من أول نظرة إلى المترجمة الفاتنة.. لكنه صدم في أول رد فعل لها، إذ عاملته ببرود أوروبي وبشكل رسمي كمترجمة فقط وظل عبدالحليم يحاول أن يلفت نظرها بتكرار إعجابه بها.. لكنها ظلت تعامله بشكل رسمى.

وبعد ذلك قررت الشركة المنتجة للفيلم الذي كان يخرجه الجزائري أحمد الراشدي أن تنظم حفلة غنائية للعندليب بباريس وتجهز الأغاني المصورة في الحفل الحي مع الجمهور للاستخدامها في الفيلم وحضرت المترجمة الفاتنة الحفل مع الجمهور ورأت ما لم تكن تتصوره قفز وصراخ وإعجاب فوق الوصف من كل الجنسيات العربية وغير العربية وأن هذا المطرب الذي تترجم له هو أسطورة وكل البنات والسيدات الحاضرات فى الحفل مخبولات به، ومن هذه اللحظة جن جنون الفاتنة الفرنسية بحليم وكان أول تصرف لها أن اعتذرت عن عملها الرسمي كمترجمة وتفرغت لعبد الحليم كصديقة وهائمة ولم تتركه لحظة واحدة في باريس صباحا أو مساء، وكانت تصحبه في جولات الشراء وفي زيارة المعالم الفرنسية وفي السهرات.

وأضاف فاروق: أحلى أيام عشناها كانت في صحبة عبد الحليم ومحبوبته الفرنسية.. وكان هو في أحلى حالاته المعنوية وكان يحرص على وجودنا بجواره خشية أي مفاجأة صحية وبالرغم من ذلك كان يُخفي عنها أي معلومات عن مرضه وتأجل موعد عودتنا من باريس عدة مرات بسبب قصة الحب الساخنة، وفي يوم الوداع بكت جوليونا بمرارة شديدة.. ودعاها عبد الحليم لزيارة مصر وبقيت معه فترة طويلة، وتعلمت طبخ الوجبات المصرية التي يحبها العندليب لتقترب منه أكثر لكن كان لابد من النهاية وانتهت القصة عندما تأكدت جوليانا أن عبدالحليم له موقف نهائي من الزواج وعادت حزينة إلى باريس. 

06/04/2015 - 10:11:11

بعد رفض بريطانيا دخول حليم أراضيها ..

شائعة موته طاردته فى السويد

كتبت - نورا أنور

كان لرفض موظفة السفارة البريطانية فى سويسرا حصول العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ علي تأشيرة الدخول إلي انجلترا السبب في توجه حليم إلي السويد كما طلب منه طبيبه الخاص د.زكي سويدان لإجراء التحاليل الطبية وصور الأشعة ليعود بها إلي مصر مرة أخري، وما إن وصل إلي مدينة مالمو إحدي المدن السويدية حتي دق التليفون في حجرة العندليب ليدور هذا الحوار بينه وبين شخص علي الهاتف ..

هل أنت عبد الحليم حافظ

نعم ..

هل توفيت ؟ ..

كيف أتوفي وأنا أحدثك ..

هل أنت حقا في السويد ؟

سيدي ما الحكاية .. كيف تسألني هل أنا في السويد مع أنك تكلمني في فندق فيها ..

ويخبره الرجل ان محطة صوت بريطانيا أذاعت خبراً بأن العندليب أجري عملية جراحية في لندن وأنه توفي، الا ان حليم نفي الأمر، مؤكدا انه لم يدخل انجلترا لأنه ممنوع من دخولها، وكان الشخص الذي يسأله صحفيا من إحدي وكالات الأنباء، وعلم من حليم أن السبب في منع حليم انه يغني أغاني وطنية لبلده وزعيمه، ووعد الصحفي حليم في نهاية المكالمة أن يعرف العالم كله لماذا حرم من العلاج في لندن؟

وبعدها تلقي حليم أكثر من عشر مكالمات عن نفس الموضوع "خبر وفاته"، وسارع حليم بالاتصال بأهله ليطمئنهم عليه، ويعلم وقتها ان الخبر انتشر في مصر إلا أن أخيه إسماعيل شبانة كذبه، وسارع حليم بإجراء التحاليل الطبية وصور الأشعة في مستشفيات السويد.

وفي اليوم الثالث من المحادثات مع وكالات الأنباء دق جرس الهاتف في غرفة حليم وكان المتحدث السفارة البريطانية وجري هذا الحوار ..

هل أنت عبد الحليم حافظ.

أنا عبد الحليم علي إسماعيل شبانة الشهير بعبد الحليم حافظ.

حسنا أيا كان اسمك فإننا تلقينا خبرا من سفارتنا في سويسرا بأنك تستطيع دخول انجلترا.

وماذا أفعل الآن؟

تذهب الي سويسرا وتحصل علي التأشيرة ... أو تستطيع إرسال جواز السفر لسويسرا فتوضع عليه التأشيرة ويعود إليك.

وبالفعل نفذ حليم ما قالته السفارة البريطانية، ولكن حليم وقتها آمن بقوة الصحافة ورسالتها، فكان كل ما كتبته وكالات الأنباء عن حليم السبب الأول والأخير في دخوله انجلترا، وهو ما جعله يتصل بأول صحفي سأله ويشكره.

ووصف حليم هذه الرحلة قائلا : أعجبني في السويد >النموذجية< في كل شئ .. المرأة هناك جميلة وجمالها نموذجي، والخلق طيب ونموذجي، والشوارع نظيفة، وصحة الناس جيدة، لدرجة أني سألت هل يموت أحد من هؤلاء المواطنين؟! .. ولكني استمتعت بكل ساعة قضيتها هناك".

06/04/2015 - 10:10:16

حليم يتعرض لموقف محرج في سويسرا

كتبت - نيفين الزهيرى

سويسرا من البلدان التي زارها حليم ولم ينشر عنها الكثير كانت سويسرا التي قضي فيها فترات ليست قليلة في رحلة علاجه في أواخر الخمسينيات والتي لمس فيها ردود الأفعال حول ماتعيشه مصر بعد العدوان الثلاثي ورد فعل العالم علي ماكان يقوم به جمال عبد الناصر وقتها وكان سعيدا بكل مايسمعه من الأجانب حول بلده التي يغيب عنها مؤقتاً.

يقول حليم: " سويسرا جنة أوربا تستهويني كل مدينة فيها، أحسست وأنا أعامل الناس في زيورخ وبرن وجينيف وغيرها من مدن سويسرا الجميلة أن مصر دولة صغيرة علي شكل عملاق، أحسست بإيمان الناس بحقنا في حياة كريمة، تجنبت الحديث عن الفن والموسيقي والطرب حتى أجيب عن كل الأسئلة التي وجهت لي، وفرحت لأن استعداد الناس لتقبل المعلومات والحقائق عن مصر رغم كل الدعايات الصهيونية التي تنشط في أوربا نشاطا لا يتصوره عقل".

وعن زيوخ قال أعجبني استقامتها، فهي مدينة لا تحب السهر، تغلق أبواب ملاهيها في منتصف الليل، ولاتسهر بعد ذلك بدقيقة واحدة، ولكنها علي غير عادة المدن الاوربية تبدأ نهارها في السادسة من الصباح، وأهلها بسطاء محتشمون، والبحيرة التي ترقد المدينة علي شاطئيها جميلة وخلابة، والشركات هناك تنظم رحلات في قوارب ويخوت وسفن صغيرة تدفع في الرحلة الواحدة خمسين قرشا وتتنزه في طول البحيرة وعرضها وتتناول طعام الغداء، ويشترك في هذه الرحلات ما لايقل عن 3000 كل يوم، ورحلة بحيرة زيورخ من أمتع ما قمت به في هذه الرحلة

أما جينيف فحكي عنها العندليب "أنها مدينة الحياد المشهورة، وتستطيع أن تعيش فيها عاما دون أن تشعر بالغربة، لانها ملتقي المصريين، أينما سرت تجد مصريين، فحدثتني السيدة تماضر توفيق عند عودتها من أمريكا لتسأل عني، وقالت ليّ إن هناك من يريد ان يتحدث إلىّ، وأعطت سماعة التليفون لصديق حميم هو إحسان عبد القدوس، وبعد ذلك بساعات التقيت بالاستاذ حسني نجيب، وفي المساء قابلت الاستاذ عبد الفتاح حسن سفيرنا في سويسرا.. كل هذا في يوم واحد".

إلا أن حليم واجهه موقف محرج أثناء تواجده في سويسرا وبشكل خاص عند توجهه إلى السفارة البريطانية للتقدم بطلب تأشيرة لدخول الأراضي البريطانية لمقابلة الأطباء في لندن وإجراء العديد من الفحوصات الطبية حيث رفضت الموظفة إعطاءه التأشيرة لأنه يغني ضد انجلترا فاتصل بطبيبه المعالج د.زكي سويدان الذي طلب منه الاتجاه إلي السويد. 

الكواكب المصرية في

06.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)