كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"عاشت فرنسا".. ماتت جزر بولينزيا !

قيس قاسم

 

ظلّت أنظار العالم ولسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية متجهة إلى هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين، فيما كانت تجرى في مناطق أخرى من العالم تجارب على قنابل ذرية أشدّ قوة من تلك التي أسقطها الأمريكان هناك بمئات المرات. ولكن بفارق؛ أنها كانت تجرى بصمت قاتل متعمَّد وتطبَّق عملياً على شعوب مسكينة معزولة في جزر المحيط الهادىء وهنا يتقدم الوثائقي السويدي "عاشت فرنسا" Vive La France 2014 ليكشف بشجاعة جزءاً بسيطاً عما كان يجري بالفعل في جزر وأرخبيلات "بولينزيا" الفرنسية في عمل سينمائي لافت يعرض جوانب من التخريب المتعمَّد والإبادة الواعية لشعوبها.

 لم يتوقف العالم عنده طويلاً لأسباب كثيرة ذات صلة مباشرة بسياسة الهيمنة والسيطرة الاستعمارية فيما يحاول المخرج هيلي فيلكسون ومساعدته تيتي جوهانسون في عملهما التنبيه إليه، ووضع أصابعهم على بعض جروح تلك الجزر النائية الغارقة في سكينة دائمة لم تفسدها سوى أصوات القنابل النووية التي انتظم الجيش الفرنسي على إجرائها طيلة سنوات، كانت خلالها الإشعاعات النووية تتسرّب بصمت إلى أجساد سكانها فيما ظلّت قوة التفجيرات المتتالية تُحدث في سطحها شروخاً عميقة قد تتسبّب في غرقها وزوالها من على وجه الأرض.

هذه الصورة المكثفة لمضمون "عاشت فرنسا!"، والتي ترد على لسان الزوجان كوا وتيريكي من سكان جزيرة توريا في المحيط الهادىء، يصرّ صانع الوثائقي على تثبيتها في مفتتح فيلمه رغم تهديدها المحتمل بتضييع عناصره التشويقية، لأنه ببساطة اعتمد في تأسيسه على قوة الفكرة لا الحدث، وهاجسه الأول كان التحرِّي عن الحقائق وترتيب الأحداث وفق تسلسل تطورها التاريخي والسياسي لا الارتكان على العنصر الدرامي فيها، لهذا نراه يعود بسرعة إلى الوراء، إلى العام الذي قرّرت فيه الحكومة الفرنسية منع إجراء تجاربها النووية فوق جزر المحيط دون ذكر للآثار التدميرية التي تركتها هناك. من هنا يبدأ كشفه، من المفارقة السياسية التي سبقت القرار بعام واحد حين أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك عام 1995 استمرار الجيش في تجاربه النووية في جزر بولينزيا وعدم توقّفها، ما أثار موجة من الاحتجاجات أجبرته بعد عام على وقفها.

لا يلعب شكلياً فيلكسون على تلك المفارقة الصارخة بل يذهب بعيداً في التاريخ، فيرجع إلى اللحظة التي أعلن فيها شارل ديغول وبعد سنوات قليلة على نهاية الحرب العالمية الثانية، بأن التجارب والتفجيرات التي تجرى في جزر المحيط الهادىء ستعود بالخير والنجاح على سكانها.
 
يُثبت الوثائقي عبر تسجيلات من الأرشيف خطابات الرئيس الفرنسي المتفوه والمتحدِّث اللبق أثناء زيارته لتاهيتي أكبر تلك الجزر، وهو يقدم فيها المزيد من التطمينات والوعود لشعوبها؛ بوفرة الخير القادم إليهم مع جيشه ومع تجاربهم وتفجيراتهم "البسيطة". سيصدق الناس كلامه وسيقبلون بموتهم!. ينقل "عاشت فرنسا!" بأسى كلام الناس اليوم وهم يشعرون بخيبة الأمل الكبيرة، وباكتشافهم لسذاجة آبائهم الذين صدّقوا الأكاذيب ورحبّوا بها، فيكرر عرض التسجيلات القديمة المصورة وهم يهتفون فيها مرات ومرات "عاشت فرنسا!".

عاشت فرنسا ماتت جزر بولينزيا! وبالتحديد جزيرتهم "توريا" كما سيهتف الوثائقي مرات ومرات. يربط الشريط الوثائقي المثير للشجن من خلال شخصيات فرنسية أدخلها على خطه لصلتها المباشرة بالحدث مثل؛ الباحث  والمعارض الفرنسي "برونو بارلو" الذي كرّس حياته للدفاع عن سكان الجزر، بين فقر الجزر واعتماد اقتصادها بالكامل تقريباً على المساعدات المالية الفرنسية، وبين قبول قادتها المحليين بما تمليه عليهم الإدارة الفرنسية المُتمثّلة بالمندوب السامي الفرنسي، الذي يزور الجزيرة مرة واحدة في العام يُقرّ خلالها الميزانية السنوية ويذهب. لقد باع الناس جزرهم ولكنهم لم يدركوا حتماً أنهم يهبون أجسادهم ويخاطرون بأرضهم مقابل سماحهم بوجود الجيش الفرنسي على أرضهم وقيامه بتجاربه النووية، التي لا يعرفون شيئاً عنها، سوى أنها تضيء الليل وتجعله مثل النهار وأن الأرض تهتزّ تحت أقدامهم يوم تفجيرها بالقرب من سواحلهم إلى جانب وجود الغيوم الدائم فوق رؤوسهم. استغلال الفقر والجهل وقوة المال أدّت إلى تدمير أجمل مناطق الأرض على الإطلاق.

 يثير الوثائقي الحسرة على جمال وضياع تلك المناطق الساحرة من خلال ترك كاميرته تُصوِّر تفاصيل الحياة فيها دون تبريز متعمّد لمفاتنها، بطريقة حذقة تولِّد إحساساً عميقاً بالضياع وببشاعة استغلال بشر يُمثِّل وجودهم أعلى درجات التقارب المثالي بين الطيبة الفطرية وبين جمال الطبيعة اللامحدود، وفي لحظة تراجيدية نادرة صورت بشراً أغلبيتهم أصيب بالسرطان، لدرجة تبدو الجزيرة وقد تحولت إلى مستوطنة سرطانية، ما يثير فزع الزوجين الشابين كوا وتيريكي وخوفهما الشديد على مستقبل طفلهما، ومن احتمال إصابتهم بالسرطان الناتج عن التفجيرات "النظيفة" كما يصرّ الفرنسيون على وصفها، على الرغم من كل المعطيات التي يقدمها الوثائقي من خلال الخبراء والعلماء الذين قُدِّمت مداخلاتهم في الشريط عبر رسومات توضيحية تُكذِّب ما يدّعيه المحتل.

يكرس الوثائقي وقتاً لسماع الخبراء وتثبيت وجهات نظرهم في الجوانب العلمية المتعلقة بتأثيرات أشعة اليورانيوم على أجساد الناس والطبيعة، وعلى قوة التفجيرات التي تمت تحت سطح الأرض وفي أعماق المياه الساحلية القريبة، وأحدثت شقوقاً عميقة في الجزر تهدد بإغراقها وزوالها بالكامل.

أكثر ما يؤلم في كلامهم وتوقعاتهم هو عجز الناس عن عمل شيء يمنع حدوثها في الواقع، فتراهم يبدون مستسلمين لأقدارهم غارقين في حيرة متناهية، لدرجة يظهر فيها الوثائقي وبقية من يريدون إسماع صوتهم وكشف الحقائق المتعلقة بتجربتهم إلى العالم، وكأنهم يقومون بهذا نيابة عنهم.

واحدة من الحقائق المؤثرة في المعادلة "البولينزية" هي قلة عددهم بالنسبة إلى مساحة جزرهم، والذي سيكتشف النشطاء والمطالبون بتعويض سكان الجزر عما لحق بهم من أذى، أن السياسية الغربية وبعد الحرب العالمية الثانية تعمدّت اختيار تلك المناطق لهذا السبب، فموت آلاف قليلة من البشر في جزر نائية لن يثير حفيظة العالم وعلى خلفية هذه الحقيقة سيدرك سكانها، متأخراً، أكاذيب فرنسا وقادتها حين ادّعوا أنهم قد جاؤوا من أجلهم ومن أجل مستقبلهم، ولهذا السبب سيثير الوثائقي الاقتحامي سؤالاً إشكالياً: لماذا لم يجرِ الفرنسيون نفس التجارب بالقرب من برج إيفل أو في مدن أوروبية أخرى؟ ولماذا لم يختاروا جزرا كبيرة العدد؟

يقع تحت يد المخرج السويدي شريطاً مسجلاً يظهر فيه المندوب الفرنسي أثناء إحدى زياراته السنوية للجزيرة، وحضوره حفلاً أقيم على شرفه وهو يتحدث إلى المسؤول المحلي الذي يطلب منه تخصيص طبيب مقيم نتيجة الأمراض الكثيرة المنتشرة فيها، وحالات الموت بسبب السرطان، فكان جوابه بأن هذا غير ممكن التحقيق لأنهم لم يُخصصوا في ميزانية الجزيرة السنوية راتباً لطبيب مقيم!. يأخذ "هيلي فيلكسون" هذا المقطع ويبني عليه مخططه للطبيعة العلاقة المختلة بين فرنسا ومستعمراتها.

يذهب إلى باريس ويتابع النقاشات الخاصة بالجزر وحقوقها ليكتشف بنفسه أكاذيب ولا مبالاة الأحزاب السياسية الفرنسية بهذا الجانب واكتفاءهم باللعب عليها أثناء الانتخابات فقط، إلى جانب تعاملهم الفوقي مع مجموعة يشعرون بأنهم يتفضلون عليها بالمساعدة الاقتصادية دون ذكر منهم للثمن الغالي الذي يدفعه سكانها، وجزيرتهم، التي راح يعرض الوثائقي بذكاء قضية غرقها المحتمل عبر صيغة سؤال علمي مجرد.

بعد ملاحقة مكثفّة سيبرهن العلماء أن الجزيرة في طريقها للغرق وأن غرقها سيتسبب بـ"تسونامي" جديد يدمر بقية الجزر القريبة. فانهيار ملايين الأطنان من الأرض في قعر البحر سيؤدي إلى ارتفاع  منسوب الأمواج في المحيط ليصل لأكثر من عشرين متراً  تكفي لإغراق الجزر المرجانية القريبة والتأثير على الحياة البحرية بأكملها

يترك "تعيش فرنسا!" باريس، بعد أن يأِس من حصوله على أجوبة شافية أو حماسة مرتجاة عند سياسيها لمتابعة مصير شعوب صغيرة وجزر ساحرة تموت بسببهم، ويعود إلى العائلة الشابة في جزيرة توريا وهي تتابع بقلق ما يجري في الجزيرة بعد تأكدها بأنها على شفى الانهيار.

يُسجِّل بروية مشاعرهم ومخاوفهم من المستقبل، وتفكيرهم بطفلهم والبحث عن طرق ممكنة تنقذه من مصير أسود محتوم رسمه المحتلّ وتركهم يواجهونه بمفردهم وبدون قوة ولا أدوات تعينهم، وحسب قول الأم "حتى قوارب نجاة صغيرة لا نملك" فيُعلِّق زوجها ساخراً والمرارة تملأ فمه: "عاشت فرنسا!". فيما يظلّ الوثائقي السويدي يهتف بطريقته السينمائية الخاصة والمؤثرة: "عاشت فرنسا.. ماتت جزر بولينزيا الساحرة!".

حوار: مهرجان المآسي البشرية

محمد موسى

بدلا من صور النجمات والنجوم، التي تُزيِّن بالعادة شوارع وساحات المدن أثناء المهرجانات السينمائية في الدول الأوروبية، لجذب الجمهور الى أفلام هذه المهرجانات، على اعتبار أن "النجم" هو البوابة البديهية والمُغريِّة للفيلم السينمائي، قام مهرجان "Movies that Matter " الهولندي لحقوق الإنسان والذي عُقد بين 20 إلى 28 من شهر مارس في مدينة لاهاي الهولندية، بتعليق صور ناشطين سياسيين واجتماعيين من ضيوف دورته هذا العام في الباحات المؤدية إلى الصالات السينمائية للمهرجان، من الذين مرّوا بشكل أو بآخر في أفلام عُرضت في المهرجان. فهؤلاء الناشطون هم نجوم المهرجان الحقيقيين، إذ أن التظاهرة السنوية معنيّة بشكل رئيسي بالحراك الذي تُحدثه السينما بين الجمهور، الذي يُقبل منذ سنوات على أفلام صعبة كثيراً في مواضيعها ومناخاتها للتعرُّف على ما يجري في العالم من مآسي وانتهاكات مُتواصلة، وربما المساهمة يوما ما في البحث عن حلول لبعض من المشاكل التي تنقلها هذه الأفلام.

ليس بعيداً كثيراً عن بناية محكمة العدل الدولية في المدينة الهولندية، يُنظَّم هذا المهرجان سنوياً، جامعاً كل عام بين أساليب ومدارس سينمائية مُختلفة، تشترك في تقديم الهَمَّ الإنساني بمُختلف تجلياته. هناك إلى جانب الأفلام الأولى لمخرجيها، أعمال لسينمائيين مكرسين، بعضها خطف أهم الجوائز العالمية في الأشهر الأخيرة.

عن المهرجان وطبيعيته وأهدافه كان هذا اللقاء مع مديره الهولندي تاكو راوخهافر :

        مهرجانكم من أوائل مهرجانات حقوق الإنسان السينمائية في العالم. في العقد الأخير شهدنا تصاعد في أعداد المهرجانات التي تعرض أفلاماً بنفس التيمات التي تقدمونها، في أوروبا على وجه الخصوص، وبشكل أقل في مناطق جغرافية أخرى، كيف ترون هذه الزيادة اللافتة في عدد هذه النوعية من المهرجانات، هل تترجم حاجة للجمهور، أم أن العدد الكبير من الأفلام التي تتناول موضوعات سياسية واجتماعية والتي تنتج سنوياً تحتاج إلى منصات أكثر للعرض؟

صحيح نحن من أوائل مهرجانات سينما حقوق الإنسان في العالم. أعمل منذ حوالي 16 عاماً في هذا المهرجان. عدما بدأت كان هناك حوالي 15 مبادرة من هذا النوع في العالم، بعدها انضمت إليها مجموعة أخرى في أوروبا. الشيء المُثير الذي بدأ في الأعوام العشر الأخيرة، أننا بدأنا نشاهد مبادرات من هذا النوع، تنطلق من دول تعاني من ضعف حقوق الإنسان والحريات الشخصية والإعلامية. الذين يقفون خلف هذه المهرجانات هم ناس أذكياء، فهم لجأوا إلى الأفلام، وهي خيار أمين نسبياً، لتقديم قصص من مواقع مختلفة من العالم، ثم تقوم هذه المهرجانات في حلقات النقاش التي تنظمها بطرح أسئلة على غرار: ولكن كيف الوضع هنا...؟

تنظيم مهرجان مثل مهرجاننا هو أمر بسيط، لأنه يجري في دولة غربية، لكن تنظيم المهرجان نفسه في دولة مازالت تصارع لنيل حقوقها هو أمر مُعقد كثيراً،. مثلاً تنظيم مهرجان عن حقوق المثليين في سان بطرسبورغ، أو مهرجان عن الحريات في بورما، هذه أمور صعبة جداً.

الحال إن زيادة أعداد مهرجانات حقوق الإنسان السينمائية له علاقه بتزايد الجهات التي بدأت بتنظيم هذه الفعاليات، مثل: الجامعات، أو الناشطون الاجتماعيون أو حتى صناع السينما أنفسهم. الآن في العالم، هناك ما يقارب الـ 41 مهرجاناً لسينما حقوق الإنسان. هؤلاء فقط من المُسجلّين في مؤسسة "مراقبة حقوق الإنسان". هناك أيضاً مهرجانات غير دورية، وهذه ليست مُسجّلة في المؤسسة المذكورة. نحن في مؤسسة "Movies that Matter "، نقوم بتنظيم هذا المهرجان، ونقوم أيضاً بمساعدة مُبادرات لتنظيم عروض أفلام في دول مختلفة حول العالم، من خلال الفرع الدولي لمؤسستنا.

        أين تكمن أهمية مهرجانات حقوق الإنسان السينمائية، إذا كنا نستطيع مشاهدة الأفلام ذاتها التي تعرضها هذه المهرجانات في الصالات السينمائية العادية أو على شاشات التلفزيون، لماذا اخترتم  إطار المهرجان السينمائي تحديداً؟

الشيء الرائع الذي يُميِّز المهرجان السينمائي هو النقاش الذي يجري بعد عرض الفيلم وفي كواليس المهرجان، نحن نطلق على ما نقوم به "مهرجان للفيلم والحوار". الحوار يجري بالعادة مع المُخرج، أو الشخصيات التي يدور عنها الفيلم، وأحياناً مع ناشطين من الدول التي صوِّرت فيها الأفلام، وحتى مع سياسيين أو صحفيين. هؤلاء يقومون مع الجمهور بتحليل ما تُقدّمه الأفلام. ليطرح سؤال: ما الذي شاهدناه الآن؟ كيف يمكن تغيير هذا الوضع؟ وما هو دور الدول أو المؤسسات في التغيير؟ ودورك  أنت أو أنا كجمهور، وكيف نعثر على ضوء ما في نهاية النفق. لهذه الأسباب، مهرجاننا هو مُناسبة سعيدة. من المؤكد أن كثيراً من الناس عندما يسمعون أن هناك مهرجاناً لأفلام حقوق الإنسان يعتقدون مباشرة، أنه سيكون مناسبة ثقيلة، تعرض فيها أفلام تحمل هموماً كثيرة، لكن المهرجان هو في الحقيقة مُناسبة سعيدة، لأن المشاهد لا يكتفي بمشاهدة المشاكل التي تقدمها الأفلام، ولكنه أيضاً سيفكر بالحلول والبحث عن الأمل. وهذه أهمية المهرجان التي سألتني عنها. كما أن إقامة المهرجان في مدينة لاهاي الهولندية له أهمية خاصة، لأنه يسهل الاتصال مع الشخصات صاحبة النفوذ، من سياسيين وغيرهم، من التي تعمل في المجالات الإنسانية والمجتمعية والتي اتخذت من مدينة لاهاي مقراً لها.

• هل لك أن تُحدثنا عن عملية اختيار الأفلام كل عام، كيف تجري، هل تختارون التيمات وبعدها الأفلام التي تناسب تلك التيمات. هل لكم موضوعات ثابتة كل سنة مثلاً؟

نحن لا نختار مُسبقاً التيمات الخاصة بكل دورة، نحن نتابع ما يقوم به المخرجون حول العالم. هؤلاء لهم أنف يشم القصص المُثيرة التي تحتاج أن تصل إلى الجمهور. يعرفون ما هي القصص الجديدة الراهنة، أو القصص المنسيّة، نحن نختار أفضل المُتوفِّر، وهذه ستشكل تيمات مهرجاننا.

        في يوم واحد من أيام المهرجان، شاهدت فيلماً تسجيلياً أعتبره سيء التنفيذ وبدائي، بعدها فيلم تسجيلي متميز ومُبتكر. هذا أمر مُحير، فنحن نتوقع بالعادة مستوى معين للأفلام التي تُعرض في المهرجانات السينمائية. كيف ترى ذلك؟

أي أفلام تقصدها؟

        الفيلم السيء كان "في ظلال الحرب"، والآخر "المطلوبون الـ 18".

لا أتفق معك بخصوص الفيلم الأول، فلا أجده فيلماً سيئاً، هو الفيلم الأول للمخرج، وهذا يمكن الاستدلال عليه  بسهوله. تم اختيار هذا الفيلم لأنه ينسجم مع خططنا للمهرجان وما نعرضه. في هذا العام نظمنا برنامجاً خاصاً بعنوان: "الماضي والحاضر"، وهو عن حروب ونزاعات سابقة بمفاعيل متواصلة حتى الساعة، بعضها انقضت سنوات طويلة على نهايتها، لكن آثارها مُستمرة لليوم. بعد عامين ستحلّ الذكرى المئوية للمذابح الأرمنية، رغم ذلك لازالت هذه القضية محل نقاش حاميّ وحتى هذه الساعة. ولازال الخلاف حول تعريفات المذبحة بين القوميين من كلا الطرفين. وقبل خمسين عاماً حدثت مذبحة أخرى في إندونيسيا، وهي أيضاً من المذابح التي يتم نكرانها بالكامل داخل الحكومة والإعلام والمدارس هناك. فيلم "في ظلال الحرب" يدور في هذا الفلك. هو عن شاب وُلد بعد حرب البلقان، رغم ذلك، هو يعاني من تبعات تلك الحرب. من آثار نفسية وغيرها. الفيلم عن جيل الأبناء الذي يدفع ثمن ما فعله الآباء في تلك الحرب. هذا الجانب نريد أن نعرضه للجمهور. هو يُمكن أن يكون تقليدياً في مقاربته لكننا لا نراه فيلماً سيئاً.

        هل الموضوع يأتي قبل المستوى الفنيّ في مهرجانكم؟

لا، الموضوع ليس أهم من الجودة الفنيّة، ربما نختلف على هذا الفيلم أو ذاك، لكننا بشكل عام نحرص على تقديم الأفلام التي تتميز بمستوى فنيّ عالٍ. عودة إلى الفيلم الذي قصدته، هو بالطبع يحمل سمات الفيلم الأول، وفيه مقاربة تقليدية، لكننا نريد أيضاً أن نشجع المخرجين والمخرجات الشباب عبر منحهم منصة يعرضون عليها أفلامهم. نحن مهتمون أيضاً بالنقاش على نوعية الأفلام بنفس القدر الذي يخص موضوعات الأفلام.

        عُرضت في مهرجانكم في السنوات الاخيرة أفلام عديدة عن منطقة الشرق الأوسط، بعضها بتوقيع مخرجين من تلك المنطقة. كيف ترى هذه الأفلام بشكل عام، هل هناك تغييرات في المُقاربات والمُعالجات؟

نحن هنا في أوروبا نتلقى المعلومات التي تخص مناطق العالم عن طريق الإعلام الغربي بشكل عام. وهي تُحدِّد نظرتنا لما يحدث في العالم من أحداث و تحولات. هذا ربما ليس بالأمر السيء دائماً، لكننا جميعا سنزداد ثراءاً وستكتسب نظرتنا للعالم أبعاداً إضافية، إذا قام مخرجون من تلك المناطق بعمل أفلام عن بلادهم. مثلاً مُخرج من رواندا يُنجز فيلماً عن بلده والمذابح هناك. على سبيل المثال، الفيلم الأمريكي الشهير "فندق رواندا"، والذي عُرض قبل أعوام، قام بجذب الانتباه لما حدث ويحدث في ذلك البلد الأفريقي. لكني قابلت بعدها مُخرجين من رواندا، وقالوا لي إن الفيلم الروائي الأمريكي جيد، لكننا نريد أن ننقل رؤيتنا الخاصة عن بلدنا. ما يحدث غالباً أن الجمهور الغربي يبحث عن شخصية رئيسية، ويفضل أن تكون غربية، حتى يستطيع التفاعل أو أن يضع نفسه في محلها. لذلك من المُهم عرض أفلام من مناطق مختلفة، ليس فقط من الشرق الأوسط، ولكن من أمكنة أخرى. نجد هذا مُهماً جداً.

وعن الشرق الأوسط تحديداً، كما تعرف هناك الكثير يحدث هناك. نوعية الأفلام عن المنطقة تتحسن، هناك تقاليد عريقة في بعض البلدان هناك، كما أن التطورات التكنولوجية التي تحدث في عالم السينما، ساهمت في تقليل الفروقات بين الشرق والغرب إن صح التعبير، وهو أمر مُفرح كثيراً. هذه الأفلام تُكمل ما يُقدمه الإعلام الهولندي من تغطيات إعلامية عن المنطقة.

        أريد أن أسألك عن الجمهور. يبدو لي وأنا أشاهد الجمهور الذي كان يحضر أفلام المهرجان، ويساهم بعدها في جلسات الحوار، جمهور واعي لا تنقصه المعرفة بأحوال العالم. هل يمكن أن تصف لنا جمهور مهرجانكم، وكيف تصلون إلى جماهير جديدة ومتنوعة؟

هناك جمهوراً أصبح مُعتاداً على هذا النوع من السينما، وله فضول واهتمام بما يُعرض، ويُحب أن يفكر بالأسئلة والمُعضلات التي تقدمها الأفلام. هو ما يمكن أن نطلق عليه وصف "النخبة المُثقفة"، نحن نعمل على جذب جمهور جديد، لكن يجب ألا ننسى أنه بدون الطبقات الأخرى لن توجد الطبقة المثقفة، وأن هذا التقسيم بين الطقبات الاجتماعية هو أمر طبيعي. نحن نتعاون أيضاً مع التلفزيون الهولندي لعرض بعض أفلامنا هناك. وهذا يوسِّع من دائرة جمهورنا، ونصل للذين لا يستطيعون الحضور إلى مدينة "لاهاي" لمشاهدة الأفلام في الصالات السينمائية.

هناك أيضاً في هولندا ما يعرف بالتعليم الإلزامي، أي أن المدارس تُجبر طلابها على الذهاب إلى فعاليات مثل مهرجاننا، حيث إن الثقافة تشكل إحدى مفردات التعليم، وكما يجب على الطالب تعلُّم القراءة والكتابة، عليه أن يتعرف على جوانب أخرى من العملية الثقافية. وأن يتعلَّم النقاش. نحن نصل مع مهرجاننا إلى سبعة آلاف طالب في كل دورة، والذين لم يختاروا الذهاب إلى هذه الفعالية، لكنهم، وكما بيَّن بحث أجريناه مؤخراً، تأثر الكثير منهم بموضوعات الأفلام. وأصبحوا يعرفون على نحو أفضل ما يجري في المناطق التي تقدمها الأفلام. البحث بيَّن أن نظام المدارس هذا حقق أهدافه ومحصلاته مُهمة وجيدة. منذ فترة قابلت شاباً كان من ضمن الطلاب الذين حضروا الأفلام قبل سنوات، وبعدها تحول إلى مُخرج وعرض فيلمه في المهرجان. وأيضاً نحاول جذب جمهوراً جديداً عن طريق عرض أفلام سهلة في أساليبها نحرص على اختيارها ضمن برمجتنا السنوية.

الجزيرة الوثائقية في

06.04.2015

 
 

رامي مالك: رفضت حصري في أدوار الإرهاب

مسلسل أمريكي مخرجه مصريّ تأثر بالثورات العربية وبطله مصري يقدم نوعاً من روبن هود عصر المعلوماتية

حسام عاصي - لوس انجلس- «القدس العربي»

اختراق شبكة سوني الإلكترونية في نهاية العام الماضي اثار فضول هوليوود والعالم بقراصنة الكمبيوتر، الذين تمكنوا من تحقيق أضرارا بالغة وخلق أزمة دولية بدون إطلاق رصاصة واحدة، مثبتين ان مراهقا متمكنا من مهارات في مجال الحاسوب وأمن المعلوماتية قادر على دحر أكبر شركات العالم من خلال استعمال حاسوبه في غرفة نومه من أي مكان في العالم. السؤال الذي واجهه صناع الافلام في هوليوود كان: كيف يمكن ان تخلق دراما من حياة مبرمج يقضي جل وقته امام الحاسوب ويعيش في عوالم افتراضية منعزلا عن غيره من البشر؟

طبعا الدراما وسبر الواقع ليست من أولويات هوليوود وانما الاثارة هي مسعاها. ومن اجل تحقيق ذلك، يتم تحويل قرصان الكمبيوتر من شاب نحيل ومنعزل الى بطل مغوار يتسم بالعضلات المفتولة وبخبرة قتالية، يقضي وقته ليس امام جهازه وانما في معارك ضارية يقاتل فيها اشرار العالم، كما فعل كيانو ريفز في فيلم «ماتريكس» ومؤخرا كريس هيمسوورث في «بلاك هات»، فضلا عن المؤثرات الخاصة التي تعزز اثارة الفيلم وتقلل من واقعيته. هذه الصورة المزورة لقراصنة الكمبيوتر تتناقض تماما مع الواقع، اذ ان القراصنة يعتمدون على عقولهم الذكية وليس على عضلاتهم الضخمة من اجل تحقيق اهدافهم وهذا ما حث الكاتب والمخرج الأمريكي – المصري سام اسماعيل على خلق البرنامج التلفزيوني التشويقي، «مستر روبوت» الذي يعكس واقعا ويسبر نفسانية قرصان الكمبيوتر.

«مستر روبوت» يتمحور حول شخصية مهندس امن المعلوماتية وهو إليوت، الذي يقضي لياليه في اختراق الحسابات الشخصية لبعض الناس، فاضحا جرائمهم. ولكن هدفه الاكبر هو فضح الشركات الكبرى وزعمائها الاثرياء ومن اجل تحقيق ذلك ينضم الى جماعة سرية تكرس جهودها لتحطيم الشركات العالمية الضخمة.

الغريب هو انني عندما التقيت باسماعيل في نيويورك، قال إنه استلهم قصة مستر روبوت ليس من عملية اختراق سوني وانما من احداث الربيع العربي. «مبرمجون يجلسون امام حواسيبهم حققوا ما فشل في تحقيقه ثوريون عسكريون في الشرق الاوسط، اذ نجحوا في حشد الجماهير من خلال نداءات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما ادى الى اطاحة حكامهم الطغاة. وهذا ألهمني ابتكار شخصية إليوت الذي يريد ان ينقذ العالم من تسلط الشركات الضخمة عليه،» يقول اسماعيل، الذي اخرج سابقا فيلم «قاميت».

ومن اجل عرض صورة حقيقية وواقعية لقرصان الحاسوب، لم يختر اسماعيل نجما هوليووديا لامعا ذا عضلات حديدية لتجسيد شخصية إليوت، بل جنّد الممثل الأمريكي – المصري، رامي مالك، الذي يقوم بأداء رائع يعكس بدقة حياة وطريقة عمل مبرمج حاسوب، اذ انه شخص غير اجتماعي ويعيش منعزلا عن غيره وليس منفوخا بالعضلات او متمكنا من فنون القتال. وبعكس افلام هوليوود التي تجعل من قرصان الحاسوب ساحرا يخترق شبكات الكترونية بضربة واحدة على الكيبورد، نشاهده في «مستر روبوت» يتبع عملية الاختراق الصحيحة وذلك بداية بجمع المعلومات عن الضحية ومن ثم الاختراق نفسه. وأحيانا تفشل العملية مما يعزز من واقعية البرنامج ومصداقيته.

أصالة البرنامج وشخصيته كانتا أمراً مهما لمالك. فبدلا من قضاء وقته في قاعة رياضية مع مدربين مختصين لتنمية عضلاته، كرس وقته يتشرب بقدر ما يستطيع من معلومات من قراصنة حواسيب، حضروا التصوير كمرشدين، وفي دراسة مهنتهم. «انا أظن ان إليوت شاب معقد جدا، جدا وممكن تفهمه،» يقول مالك. «هو منعزل، غاضب وحزين. أنا اظن انه يشعر مسجونا بطريقة ما ومعزول ولكن رغم ذلك يتجاوز كل هذه المشاعر ويساعد الناس المقربين اليه».

عزلة وغضب إليوت ليس امرا غريبا على شباب اليوم، الذين يحاولون ان يعيشون ويتقدمون في مجتمع مربك يستصعبون الانصياع لقوانينه وبالتالي يثورون ضد القوى التي تسيطر عليه، كما فعلوا في العالم العربي حيث ثاروا ضد حكامهم. أما في امريكا فغضب الشباب يوجه عادة الى الشركات الضخمة التي تتمتع بنفوذ اقوى من نفوذ البيت الابيض والكونغرس، اذ انها تفرض سلطتها على المؤسسات الحكومية من خلال شراء دعم السياسيين، متحكمة بقرارات سياسية تؤثر على حياة كل مواطن. المشكلة هي ان هذه القرارات تخدم مصالح الشركات وليس متطلبات الانسان البسيط مثل اليوت.

السؤال الذي يتبادر للأذهان هو هل إن إليوت مجرم أم مدافع عن حقوق الانسان؟ بلا شك ان إليوت هو مجرم من الناحية القانونية لأنه يقوم بتخريب ممتلكات، مع ان هدفه هو الانتقام للانسان البسيط الذي لا حول له ولا قوة في النظام الاقتصادي المعاصر من الشركات الضخمة التي تستغله وتنهب امواله بدون علمه. ومن جهة اخرى يمكن تشبيهه بروبن هود الذي كان ينهب الأغنياء ويوزع غنائمه على الفقراء. فإن دافع إليوت ليس أنانيته وانما رغبته في معاقبة الاثرياء لكي يكفوا عن استغلال الفقراء، عارفا ان السياسيين والقانون عاجزون عن فعل اي شيء ضد هذه القوى المستبدة.

اما مالك، فان تحدياته كعربي في هوليوود فتختلف كليا عن تحديات إليوت. فمثل غيره من الممثلين العرب في هوليوود، كان عرض العمل الاول له هو تأدية دور ارهابي. «بعد ان قمت بذلك قلت لنفسي، إذا كنت اريد ان اطور سيرة فنية على مستوى مهني فعلي ان لا استمر في هذا الإطار،» يقول مالك، الذي أخبر وكيله بانه ليس معنيا بتلك الادوار وان يبعده عنها.

وفعلا، لم يلعب مالك اي ادوار ارهابية بعد ذلك، مركزا على ادوار جوهرية خالية من النموذجية مثل دور زوج ابنة فيليب سيمور هوفمان في فيلم «السيد» (2012) ودور فرعون في سلسلة افلام «ليلة في المتحف» ودور عريف سنافو شيلتون في المسلسل التلفزيوني «ذي باسيفيك».

ولكن التحدي الاول الذي واجهه كان من والديه اللذين هاجرا من مصر الى لوس انجلس في اوائل الثمانينات. «والدي جاءا هنا لتحقيق الحلم الامريكي وهذا يعني من منظورهما ان يصبح اولادهم اطباء او محامين، ولكن أنا كنت دائما أريد شيئا اخر. كنت أجد نفسي أخلق اصواتا وأتخيل شخصيات مختلفة في حياتي واتفاعل معها. ومن ثم توجهت الى والدي واخبرتهما برغبتي في ممارسة التمثيل. أظن انني سوف اكون جيدا في ذلك وانه أمر يسرع دقات قلبي وينشط ذهني. انا أستميت للقيام به واشعر بالإحباط إذا حرمت من التمثيل».

في البداية لم يوافق والداه على ذلك ولكنهما فشلا في اقناعه بتغيير فكره. فكان يقوم بالتحضير لتجارب الأداءات في صالة بيتهم المتواضع امام ورغم معارضة أهله. «الحقيقة هي عندما بدأت الشيكات تصل رضوا عني ووافقوا على مهنتي» يقول ضاحكا.

ما حققه مالك في هوليوود من نيل دور بطولة مسلسل تلفزيوني في هوليوود، لم يحققه ممثل من أصل عربي غير طوني شلهوب، اللبناني الاصل، وهو نجم مسلسل «مونك». وما زال اغلب الممثلين العرب محصورين في ادوار اشرار او إرهابيين. جلي ان كاتب المشروع العربي، اسماعيل، كان عاملا مهما في اختيار مالك لهذا الدور الرئيسي. فهذه خطوة صغيرة ولكنها تطور مهم للمبدعين العرب في هوليوود. 

«انا اود ان اشكر سام اسماعيل على منحي هذه الهدية الكبرى وهو دور إليوت» يقول مالك. «سوف استمر في سرد قصص تؤثر على حضارتنا ومجتمعنا وحياتنا. هذا هو طموحي».
وقد نال «مستر روبوت» اعجاب رواد مهرجان «ساوث باي ساوث ويست» الذي عقد قبل شهرين في ولاية تكساس وحصل على جائزة الجمهور المرموقة لأفضل برنامج تلفزيوني. ربما هذا النجاح سوف يلهم الفنانين العرب الذين ما زالوا يحاولون اختراق اسوار هوليوود.

الدورة الرابعة للمهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير تنطلق اليوم وتكرم الممثل محمد مفتاح

وجدة- من أحمد سيجلماسي

تتميز الدورة الرابعة للمهرجان المغاربي للفيلم الروائي القصير (التي تنطلق اليوم 7 إلى 11 نيسان/أبريل 2015) بتكريم لمجموعة من الممثلين من بينهم النجم العربي الكبير محمد مفتاح، فيما يلي ورقة تلقي بعض الأضواء على مسيرته الفنية الطويلة:

سجل الممثل المغربي الكبير محمد مفتاح حضوره الفني بقوة على خشبات المسرح، منذ انطلاقة تجربته التشخيصية في الستينات من القرن الماضي، وعلى شاشات التلفزيون والسينما، من خلال مشاركاته المتعددة في أعمال مغربية وعربية وأجنبية.

كانت البداية من مسرح الهواة ثم المسرح الاحترافي، وبالموازاة مع ذلك انفتح على التلفزيون والسينما منذ السبعينات، وأصبح خلال العقد الأخير نجما من نجوم الدراما التلفزيونية العربية، خصوصا في مسلسلات: الفصول الأربعة، صلاح الدين الأيوبي، صقر قريش، ربيع قرطبة، ملوك الطوائف، عمر …، التي وقع أغلبها المخرج السوري المتميز حاتم علي .

ويكفي للوقوف على القيمة الفنية للممثل القدير محمد مفتاح ذكر عناوين بعض مسرحياته الناجحة مع الطيب الصديقي ك «مومو بوخرصة« و»ديوان سيدي عبد الرحمان المجدوب« و«سيدي ياسين في الطريق» و« الحراز« و« في انتظار مبروك« و«الراس والشعكوكة« و«الأكباش« و«ومحجوبة« و«مقامات بديع الزمان الهمداني«…، و مع شفيق السحيمي ك «الوجه والكفا«، ومع عبد الرزاق البدوي ك «راس الدرب« و«الحلقة فيها وفيها«، ومع عبد الرحمان الخياط ك «درهم الحلال«، ومع حميد الزوغي ك «سعدك يا مسعود« و«المعقول ماشي معقول«، ومع الراحل محمد سعيد عفيفي ك «الطمع طاعون« وغيرها … 

ومن الأفلام السينمائية المغربية والأجنبية الطويلة التي تألق فيها أو شارك فيها بأدوار متفاوتة القيمة نذكر العناوين التالية : « الشيء المستحيل « (1973) للمخرج الأمريكي جون فرانكهيمر و»القنفودي« (1978) و«الحاكم العام لجزيرة الشاكر باكر بن« (1980) و«كوماني« (1989) لنبيل لحلو و»44 أو أسطورة الليل« (1982) لمومن السميحي و«بامو« (1983) لإدريس المريني و«أول قصة« (1992) لمصطفى الدرقاوي و«البند الثاني« (1993) من إنتاج محمد عسلي وإخراج الإيطالي موريزيو زاكارو و«فرسان المجد« (1993) و«ظل فرعون« (1996) لسهيل بنبركة و«مكتوب« (1997) لنبيل عيوش و«باي باي السويرتي« (1998) لداوود أولاد السيد و«زنقة القاهرة« (1998) لمحمد عبد الكريم الدرقاوي و«أصدقاء الأمس« (1999) لحسن بنجلون و«ياقوت« (2000) لجمال بلمجدوب و«ضفائر« (2000) للجيلالي فرحاتي و«طيف نزار« (2001) لكمال كمال و«وبعد« (2002) لمحمد اسماعيل و«جارات أبي موسى« (2003) لمحمد عبد الرحمان التازي و«الطين جا« (2004) لحسن لكزولي و«هنا ولهيه« (2004) لمحمد إسماعيل و«عود الورد« (2007) للحسن زينون وغيرها.

ومن أعماله التلفزيونية المغربية نذكر على سبيل المثال «العيادة« و«الخابية« و«الخادمات« و«الرواسيات« لعبد الرحمان الخياط والراحل أحمد ناجي و«إثنان ناقص واحد« لمصطفى الدرقاوي و«صمت الليل« لإدريس اشويكة و«الملف الأزرق« للراحل محمد لطفي و«نهاية أسبوع في العرائش« لداوود أولاد السيد ومسلسل «دار الضمانة« (2015) لمحمد علي المجبود وغيرها …

إن هذا الريبرتوار المسرحي الغني وهذه الفيلموغرافيا المتنوعة يؤكدان أن محمد مفتاح أصبح إسما وازنا في تاريخ التشخيص المغربي والعربي والعالمي، ولهذا فهو أهل لأكثر من تكريم.

القدس العربي اللندنية في

06.04.2015

 
 

ماجدة موريس: الإعلانات المثيرة للأفلام تضعف إيراداتها

كتب الخبرأمين خيرالله

انتهى موسم «نصف العام» السينمائي ولم يحقق الإيرادات المتوقعة منه، رغم عودة ومشاركة نجوم كثر فيه... في السطور التالية نتحاور مع الناقدة السينمائية ماجدة موريس لنتبين منها سبب ضعف إقبال الجمهور على السينما خلال الموسم الماضي.

·        شهد موسم نصف العام السينمائي الماضي عودة أكثر من نجم أمثال نور الشريف وسمير صبري وميرفت أمين وإلهام شاهين ومحمود حميدة... هل ستستمر هذه العودة خلال المواسم المقبلة؟

للأسف، ستكون عودة مؤقتة، ولن يظل هؤلاء النجوم معنا في المواسم كافة لأسباب أولها أن عليهم أن يضحوا أكثر من ذلك، فإذا كانت إلهام شاهين تنتج راهناً بعض الأعمال التي تتولى بطولتها فإن نور الشريف لن يستطيع ذلك، بالإضافة إلى معاناته الصحية في الفترة الأخيرة. أما محمود حميدة فهو في مرحلة النضج الشديد وهذا يتطلب منه مجهوداً كبيراً حتى يجد السيناريو الذي يناسبه.

·        لكن في السينما العالمية قد نجد نجوماً كباراً يقومون بدور البطولة ويستمرون في ذلك لفترات طويلة. لماذا لا يحدث هذا في بلدنا؟

في الأساس السينما فن شاب لا يتعامل إلا مع الشباب، واستمرار حميدة في هذا المعترك أو أي فنان بلغ سن الستين مرهون بتحمس المنتجين له، أو بأن يجد الدور المناسب واللائق بخبرته التي كونها على مدار سنوات. لكن الأزمة الحقيقية تكمن في أن إنتاجنا ضعيف جداً مقارنة بالغرب الذي ينتج مئات الأفلام في العام، وإذا كان لديه فنانون كبار أمثال نور الشريف أو محمود عبدالعزيز أو عمر الشريف فإنه سيفتح لهم أبواب الإنتاج الضخم.

·        ما رأيك في أداء الفنانين الكبار خلال «نصف العام» ومدى انسجامهم مع الفنانين الشباب؟

كان دور نور الشريف في «بين القاهرة» قوياً ومؤثراً، ذلك على عكس دوري سمير صبري وميرفت أمين فلم يكونا على المستوى المطلوب أو المتوقع منهما. لكن عموماً، أرى أن «بتوقيت القاهرة» كان الأفضل على المستويات كافة بعدما جمع الشباب مع الكبار، فرأينا شريف رمزي يقف إلى جوار ميرفت أمين ونور الشريف وسمير صبري، ما جعل رمزي يقدم دوراً من أقوى أعماله السينمائية. أما في فيلم «قط وفار» الذي جمع محمود حميدة بمحمد فراج وسوزان نجم الدين وسوسن بدر فنجد الأداء قد جاء متفاوتاً: سوسن بدر كانت في حالة جيدة جداً، كذلك محمود حميدة كان أداؤه عالياً، أما سوزان نجم الدين فقد كان أداؤها مبالغاً فيه، إذ كانت طوال الوقت تصرخ بشكل هيستيري، فيما بقي محمد فراج مرضياً ومتوازناً. بالنسبة إلى فيلم «هز وسط البلد»، فرغم أن ثمة قضية يحاول صانعو الفيلم معالجتها، فإن الفيلم جاء بشكل سلبي.

·        لماذا جاءت الإيرادات ضعيفة على غير المتوقع، حيث حصد شباك التذاكر نحو 17.5 مليون جنيه فقط؟

رغم ضعف الإيرادات، فإن المؤشرات طيبة. لا يحصد «نصف العام» بطبيعته أموالاً كثيرة، لكن لو نظرنا إلى الموسمين السابقين له وهما عيد الفطر والأضحى نجد أنهما حققا مبالغ مالية كبيرة.

عموماً، ثمة أسباب أخرى تتسبب في ابتعاد الجمهور عن شاشات السينما مثل الإعلانات الدعائية للأفلام. مثلاً جُمعت في «برومو»  «ريجاتا» المشاهد المثيرة في الفيلم كافة، حتى شعر من شاهده أن الفيلم مليء بمشاهد الإثارة. لكن الحقيقة غير ذلك، وإذا كانت ثمة شريحة تبحث عن المشاهد المثيرة فإنها غير كافية لإنعاش شباك التذاكر.

·        ما أسباب عدم تحقيق فيلم «أسوار القمر» إيرادات عالية، رغم أنه يجمع بين نجومه كلاً من منى زكي وآسر ياسين وعمرو سعد؟

انتابت بعض المشاهدين الحيرة عند مشاهدة هؤلاء الممثلين في الفيلم، فالعمل صوِّر على مدار أربع سنوات أو أكثر، ما جعل الإطلالات تتغير أكثر من مرة، بالإضافة إلى أن غالبية أعمال طارق العريان رغم جودتها لا تحقق جماهيرية عالية باستثناءات قليلة مثل فيلم «الإمبراطور». لكن في جميع الأحوال، «أسوار القمر» افتقد إلى أمور مهمة مثل عدم جاذبية اسمه، فالعنوان قد يكون جيداً لديوان شعر أو رواية أو مجموعة قصصية، لكنه غير مناسب لفيلم، بالإضافة إلى ضعف الإعلانات الترويجية له. ثمة أيضاً أسباب تمنع المشاهد من دخول صالات العرض مثل عدم ملاءمة بعضها للمشاهدة الهادئة بسبب ضوضاء المشاهدين، ولا ننسى أيضاً أن إلغاء الحفلات الصباحية أسهم في ضعف الإقبال.

·        هل ثمة توقعات بأن تحدث طفرة سينمائية خلال الفترة المقبلة؟

تفاءلت خيراً بتصريحات وزير الثقافة الجديد الدكتور عبدالواحد النبوي الذي أكد خلالها أن الدولة ستدعم السينما، ورغم أن البعض تخوف من حديثه عن إنتاج الأعمال الوطنية أو لأنه خريج جامعة الأزهر، فإن تصريحه بأنه شاهد أفلام السينما المصرية كافة حتى «حلاوة روح» جعلني أتفاءل به، وأطالبه بفتح أبواب جديدة للإسهامات الحكومية في الإنتاج السينمائي.

فجر يوم جديد: {حليم} والمصباح السحري!

كتب الخبرمجدي الطيب

 في الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيله يظل النجاح الأسطوري للمطرب عبد الحليم حافظ (21 يونيو 1929 – 30 مارس 1977) كممثل على الشاشة الفضية، وقيامه ببطولة ما يقرب من ستة عشر فيلماً في الأعوام من 1955 إلى 1969، من بينها أربعة أفلام في موسم 1955 وحده، بمثابة اللغز الذي يستعصى على الفهم، وليس له من تفسير، بكل ما يحمله من سذاجة، سوى المقولة الشعبية «من أحبه الله حبب فيه خلقه»!

المثير للدهشة أن عبد الحليم حافظ لم يكتف بنجاحه كممثل، وإنما عاد بعد تسع سنوات من اتجاهه إلى السينما، وقيامه ببطولة ما يقرب من أربعة عشر فيلماً هي: {لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، ليالي الحب، أيام وليالي، موعد غرام، دليلة، بنات اليوم، الوسادة الخالية، فتى أحلامي، شارع الحب، حكاية حب، البنات والصيف، يوم من عمري والخطايا»، إلى المشاركة بالغناء فقط من دون الظهور على الشاشة، كما فعل في فيلم «أدهم الشرقاوي» (1964) قصة زكريا الحجاوي، التي صاغ لها السيناريو والحوار سعد الدين وهبة وأخرجها للشاشة حسام الدين مصطفى. وبعد ثلاث سنوات عاد ليشارك بالتمثيل والغناء في فيلم «معبودة الجماهير» (1967)، ثم كانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها على الشاشة عبر فيلم «أبي فوق الشجرة»، الذي قام ببطولته مع ميرفت أمين ونادية لطفي وأخرجه حسين كمال، وعُرض في سينما ديانا يوم 17 فبراير 1969.

 بدوره فجَّر مجدي العمروسي، شريك عبد الحليم حافظ وصديق عمره، مفاجأة مثيرة في كتابه «كراسة الحب والوطنية» (الطبعة الثانية 1998) عندما أكد أن «حليم» ظهر بصوته في عدد من الأفلام، التي سبقت ظهوره على الشاشة؛ مثل «بعد الوداع» من بطولة فاتن حمامة وعماد حمدي وإخراج أحمد ضياء الدين، كذلك اختاره المخرج حسن الأمام ليشارك بصوته في فيلم «بائعة الخبز» (1953) في رقصة مغناة أداها شكري سرحان وماجدة، التي استبدل بصوتها صوت مطربة تُدعى برلنتي حسن، ثم اختاره المخرج عاطف سالم ليؤدي دور «الراوي» في فيلم يحمل عنوان «فجر» (1955) قام ببطولته جمال فارس وماجدة.

أما المفاجأة الأخرى المدوية فقد كشف عنها العمروسي بقوله إن عبد الحليم شارك بالغناء في النسخة العربية من فيلم أجنبي مأخوذ عن الرواية الشهيرة «ألف ليلة وليلة» لمخرج يُدعى الفريد ريم اختار للفيلم عنوان «علاء الدين والمصباح السحري» (1951)؛ حيث اختاره المخرج الكبير أحمد كامل مرسي، الذي دبلج الفيلم إلى العربية، ليغني بدلاً من علاء الدين في حين قام شكري سرحان بالأداء الدرامي للشخصية التي وضع حوارها علي الزرقاني.

اللافت أن علاقة خفية ربطت بين عبد الحليم حافظ ومارس، الذي ارتبط بالاعتدال الربيعي، ففي ذلك الشهر عُرضت أفلامه: «لحن الوفاء، أيامنا الحلوة، موعد غرام، البنات والصيف، يوم من عمري والخطايا». بل إن فيلم «بعد الوداع»، الذي شارك فيه بصوته فقط، عُرض يوم الاثنين 30 مارس 1953، وبعد 24 عاماً من عرضه غيبه الموت في التاريخ نفسه!

أدرك منتجو الأفلام التي شارك فيها عبد الحليم حافظ أن تقديمه كممثل فقط يُعد مغامرة محفوفة بالمخاطر، وربما كانت عواقبها وخيمة للغاية، ومن ثم كان الحرص كبيراً على أن يقدم «حليم» ما لا يقل عن أربع أغانٍ في كل فيلم، زادت في فيلمي «لحن الوفاء» و{دليلة» إلى ست، ربما لأن شادية شاركته الغناء في الفيلمين، في حين كان فيلم «البنات والصيف» هو الاستثناء الوحيد؛ حيث اكتفى بأغنيتين، ربما لأنه ثلث فيلم في عمل ضم ثلاثة أفلام مأخوذة عن ثلاث قصص من تأليف إحسان عبد القدوس أخرج أولها عز الدين ذو الفقار، وثانيها صلاح أبو سيف، الذي اختار للبطولة عبد الحليم حافظ، والثالثة أخرجها فطين عبد الوهاب.

في الأحوال كافة ظلت تجربة «المطرب»، الذي تحوَّل إلى «ممثل» قادر على أن يُصبح «نجم شباك»، وينافس بإيرادات أفلامه الممثلين المحترفين، بمثابة «العقدة»، التي أصابت الكثير من المطربين، وقضت مضاجعهم؛ فقد نجح حليم في أن يقفز على «كلاسيكية» محمد عبد الوهاب، ويتخطى «عصبية» فريد الأطرش، و{شقاوة» محمد فوزي ونأى بنفسه عن «جهامة» كارم محمود وعبد العزيز محمود، واتسعت الهوة بينه ومحمد رشدي ومحرم فؤاد، ومن بعدهما جيل الشباب: مدحت صالح، عمرو دياب، محمد فؤاد، إيمان البحر درويش، مصطفى قمر، تامر حسني، حمادة هلال، حكيم وشادي شامل، الذين طاردتهم، وأرقتهم، الصورة الذهنية الإيجابية التي كرستها أفلامه لدى الملايين، وسعوا إلى محاكاتها، وفي ظنهم أن «التوليفة» تكمن في «الفقير صاحب الصوت العذب الذي ينتظر الفرصة» أو «الرومانسي العاشق»، وفات عليهم إدراك أن السر يكمن في «الشجن»!

لماذا غابت السينما الهندية عن الشاشات المصرية؟

كتب الخبرأحمد بركات

توجت فعاليات مصرية هندية مشتركة عدة بزيارة نجم السينما الهندية أميتاب باتشان للقاهرة، مع تساؤلات عدة عن مكانة السينما الهندية لدى المصريين، وسر غيابها الملموس عن دور العرض المصرية.

يرى الناقد الفني نادر عدلي أن ثمة عوامل عدة أسهمت في اختفاء الأفلام الهندية عن الساحة الفنية، منها ارتباط المنتجين الفنيين بالسوق الأميركي وشركات الإنتاج التابعة لهوليوود، وعدم توافر أي دور عرض لهذه النوعية من الأفلام، علاوة على أن أدبيات المجتمع المصري أساءت إلى فكرة مشاهدة تلك الأفلام بعبارة «ده فيلم هندي».

واعترف عدلي أن تلك الأفلام شابتها مبالغات عدة جعلت معالجتها أموراً بصرية عدة وفي حبكات السيناريو، تبدو «وهمية وغير واقعية»، ما أدى إلى حالة عزوف وتراجع عن مشاهدة  تلك الأفلام التي لمع نجومها وأحبهم الجمهور. وأشار إلى أن انتشار عدد من الفضائيات أخيراً متخصصة في عرض هذه الأفلام، بالإضافة إلى تدشين فعاليات كـ «الهند على ضفاف النيل» سيجبران الموزعين والمنتجين على الالتفات إلى بوليوود.

واختتم عدلي حديثه بأن لدى الأفلام الهندية رصيداً كبيراً في ذاكرة المشاهد المصري، والدليل الاحتفاء البالغ بالنجم أميتاب باتشان، وصفحات التواصل الاجتماعي التي انفجرت بكم هائل من الحديث عن النجم والوفد المرافق له وتسابق فضائيات كبرى لعقد لقاءات معه، ولو سألنا الأجيال الحالية عن نجوم من الهند سيذكرون على سبيل المثال شاروخان، وهي كلها مؤشرات تنفي أي مخاوف من الفشل، في حال عادت تلك النوعية إلى دور العرض.

وأوضح أن تلك العوامل تمثل عائقاً أمام عودة السينما الهندية، وأن الحل يكمن في تخصيص دور عرض للأفلام الهندية مثل سينما شبرا، والتي كانت لا تقدم سوى الأفلام الهندية وإنشاء شركة توزيع سينمائية مصرية - هندية.

وتمنى عدلي أن يثمر التقارب الهندي المصري الأخير عن توقيع اتفاقية تبادل سينمائي تعرض من خلالها الأفلام المصرية في الهند والعكس صحيح.

المنتج أحمد السبكي يقول إن «ثمة أعمالاً هندية نجحت بشكل كبير، ودخل عبرها نجوم السينما الهندية إلى دائرة الضوء أخيراً وظهروا في كثير من المحافل الدولية ومنصات التكريم. حتى إن بعضهم أطلَّ على الجمهور عبر دائرة هوليوود، الأمور التي ننظر إليها باعتبارها دلائل نجاح لتلك النوعية من الأفلام، وفي حال توجه القيمين على دور الإنتاج والموزعين السينمائيين إليها فمن ناحية تجارية بحته أرى أنهم لن يخسروا».

وفسر السبكي انحسار تواجد الأفلام الهندية عن الساحة بحالة التدهور العامة التي تعرض لها الوسط الفني نتيجة الأحداث السياسية، ففي العام 2013 كانت ثمة محاولات لعودة الأفلام الهندية إلى دور العرض، وسمعنا حينها عن تنسيق بين شركات إنتاج كبرى والسفارة الهندية في القاهرة واتفقت حينها على عرض أحد أجزاء فيلم يسمى بـ «كريش»، وهو أحد أشهر الأفلام الهندية الناجحة، ولكن الأمر لم يتحقق نتيجة التظاهرات الدائمة والصدامات أمام قصر الاتحادية في عهد مرسي.

واستطرد السبكي أن المشاهد المصري مقبل على نوع جديد من الدراما وهي الهندية، فإحدى الفضائيات حديثة الظهور تعاقدت على عرض «مسلسل هندي»، ونتابع ردود الفعل عليه، موضحاً أنه من الممكن حينها أن يتلفت كثير من أبناء الوسط إلى ضرورة التركيز على الأفلام الهندية وأتوقع أنها في حال ظهورها في السوق المصري في ظل حالات ركود تصيب السينما المصرية من حين إلى آخر ستشهد نجاحاً كبيراً.

انغلاق ثقافي

رأى الناقد الفني كمال رمزي أن عدم ظهور الأفلام الهندية على الساحة الفنية يرجع إلى أمرين أساسيين أولهما: «الانغلاق الثقافي» الذي يعانيه المجتمع ككل قبل المنتمين إلى الوسط الفني والقيمين على أمور الإنتاج والتوزيع، فثمة بلاد عدة في العالم تقدم أفلاماً رائعة كإيران وكوريا والهند، ولكننا لا نلتفت إليها بأي شكل، ولا نشاهد سوى الأفلام الأميركية التي تركز على المفاهيم الاستهلاكية البحتة والإبهار البصري والإنتاج الطائل، ولا يدرك كثيرون أننا أمام شرائح شبابية تتعرض لكل تلك الأنواع باعتبار عالمنا أصبح قرية صغيرة وألوان الإبداع كافة متاحة، إلا داخل دور العرض المصرية.

وتابع رمزي أن العامل الآخر يعود إلى سيادة «الأفلام التجارية» على دور العرض والساحة الفنية بأكملها، بالإضافة إلى اللجوء إلى أفلام تهدف إلى الربح السريع في مواسم سينمائية معروفة، مما شكل حواجز بين تلك المضامين وكل ما سواها من أفلام سواء محلية أو عالمية.

وأبدى رمزي قلقه من مسألة إقبال المصريين مجدداً على الأفلام الهندية في حال عرضها، لأن السببين الماضيين أدا بلا شك إلى تغير ذائقة الجمهور الذي قد لا يتفاعل مجدداً مع ما تحتوي عليه تلك الأفلام من ثقافات مغايرة أو أنماط لم يعتادوها من أغان ورقص واستعراضات (الأفلام الهندية) على عكس الأميركية والمصرية.

المخرج مسعد فودة أشار إلى أن السينما الهندية قد لا تطل إلى مجتمعنا عبر «دور العرض» فقط، فثمة مقترحات سابقة تنادي بتصوير أفلام هندية داخل الأراضي المصرية استغلالاً لبيئات عدة مشابهة بيننا وبينهم، علاوة على سمات مشتركة عدة من بينها الحضارة والميراث الثقافي والعلاقات القديمة، وسبق أن أعلن منتجون هنود كبار عن مبادرات لتنشيط السياحة المصرية عبر تصوير أفلام هندية في مصر.

وتابع فودة بأن تلك هي النافذة الوحيدة التي يرى أن من الممكن أن تعود بها صناعة السينما الهندية إلى مصر، وليس عبر الشاشات، لأنني أرى أن سينما الهند لا تشهد إقبالاً عالمياً أو رواجاً واضحاً في السوق السينمائي العربي منذ 25 عاماً، ولكن مصر تملك الإمكانات الطبيعية والمناخ الجغرافي والأجواء الصحراوية التي قد يحتاج إليها صانعو الأفلام الهندية لتصوير منتجاتهم في مصر، وحينها ستعود علينا منافع اقتصادية وسياحية واستثمارية دون اقتصار تواجد الهنود على الأفلام والنجوم وتذاكر الشباك.

الجريدة الكويتية في

06.04.2015

 
 

Furious 7 السلسلة تطفئ محركاتها

المصدر: "دليل النهار" - جوزفين حبشي

في عيد القيامة 2015، النجم بول واكر يقوم من الموت الذي خطفه في تشرين الثاني 2013 ويكمل ما تبقى له من مشاهد في الجزء السابع من سلسلة Fast and Furious، بفضل مشاركة شقيقيه كودي وكيلب للمشاهد البعيدة وبفضل الصور الرقمية وتقنيات شركة المؤثرات الخاصة Weta للقطات القريبة. وهذا تحديداً واحد من الاسباب الثلاثة العاطفية والمؤثرة التي تقف وراء النجاح الكاسح للجزء السابع في العالم كله. السببان الآخران لنجاح الفيلم "الخيالي" في لبنان والامارات العربية المتحدة تحديداً (حقق في اليوم الاول لعرضه في الصالات اللبنانية 25 الف مشاهد، وفي الامارات 132 الفا) يكمنان في سيارة الفيلم ومكان وجودها. انها "لايكن هايبر سبورت" السيارة الرياضية الخارقة والفاخرة واللبنانية مئة في المئة من انتاج شركةW Motors اللبنانية وتصنيعها، والتي تسيل لعاب بطلي الشريط فين ديزل وبول واكر. ليس هذا فحسب، اذ تصل سرعتها القصوى الى 390 كلم في الساعة، وهي ايضاً اغلى سيارة في العالم وتبلغ تكلفتها 3 ملايين 400 الف دولار اميركي، وسينتج منها عدد حصري لن يتعدى سبع نسخ فقط لا غير. هذه الايقونة كما يلقبونها تم تصويرها في امارة ابو ظبي، ومن هنا السبب الثالث لنجاح الفيلم عربياً، فالامارة تنبض بكل ترفها وابراجها وبذخها وكليشيهاتها وحركتها وخصوصاً "الاكشن"على طريقة "المهمة مستحيلة"، لكن هذه المرة لن نكتفي بطوم كروز يقفز من طابق الى طابق في برج شاهق، بل بسيارات تهبط من الجو بالمظلات الهوائية وبدوم توريتو وبراين اوكونور يقفزان بالعرض بالسيارة من برج اول الى ثان الى ثالث. مهمتهما اخراج جهاز تعقب متطور تم إخفاؤه داخل السيارة المحتجزة في البرج، ومن اجله حضرا الى ابو ظبي. ايضاً دوم وبراين وليتي (ميشيل رودريغز) والعميل الفيدرالي لوك هوبس (دواين جونسون) يواجهون انتقام ايان (جايسون ستاتام) الساعي الى الانتقام منهم لتحطيمهم شقيقه اوين شاو في الجزء الماضي...

ثلاثة ابراج امارتية وثلاثة اسباب لنجاح الفيلم السابع الذي احتاج اليها بقوة لينجح، رغم ان السلسلة لم تتعثر يوماً في السابق، بل تابعت سباقها بقوة متصاعدة على حلبة الحركة والترفيه والطرافة والاحتراف في تصوير الاكشن بشكل استعراضي مبهر ومثير منذ انطلاقها عام 2001. لكن حان الوقت لتطفئ السلسلة محركاتها، فالفيلم الذي اخرجه جايمس وان، والذي يعتبر الاضخم انتاجاً (وفاة بول واكر رفعت الانتاج من 200 مليون دولار الى 250 مليون) والاشهر بنجومه الذين تجمعهم كيمياء كبيرة (فين ديزل وبول واكر ودواين جونسون وميشيل رودرغز وجوردانا بروستر وجيسون ستاتام)، جاء الأضعف من ناحية السيناريو والحوارات والتمثيل. صحيح اننا لا نتابع هذه النوعية من الافلام من اجل الحكاية والحبكة، لكن حتى الاستعراض الذي لطالما اشتهرت به السلسلة والذي بلغ ذروته في الجزء السابق، لم يكن مقنعا كثيراً في هذا الجزء، إذ بدت مشاهد الحركة مصطنعة ومبالغة وغير منطقية في كثير من الاحيان. لكن تبقى قيمة هذا الجزء في انه الاخير بالنسبة الى بول واكر، لذلك يسيل دمعتنا مع الخاتمة التي شكّلت تحية وداع مؤثرة قدمها فين ديزل لصديقه وزميله ورفيق دربه الراحل.

الفيلم حالياً في صالات غراند وڤوكس وامپير وابراج.

النهار اللبنانية في

06.04.2015

 
 

«دى كاف» يعرض سينما شباب «مصر وأوروبا»

كتبت - آية رفعت

تستمر فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «دى كاف» للفنون المعاصرة حتى ابريل الجارى وقد اضافت ادارة الهرجان عددا من العروض المهمة التى تم عرضها او استضافتها خلال هذا العام، حيث قال المخرج أحمد العطار مؤسس ورئيس المهرجان إنهم يعتمدون على اتاحة الفرصة للفرق الشبابية المعروفة لتقديم مختلف الفنون التى تنتمى للاشكال المعاصرة مضيفا ان المهرجان يتيح للجمهور مشاهدة الدمج بين الاعمال المصرية والاوروبية من خلال عروض مختلفة سواء سينمائية أو مسرحية تقليدية او حركية او راقصة بالاضافة إلى الافلام القصيرة والروائية والتى حاذت على اقبال جماهيرى او جوائز بمهرجانات دولية. بالاضافة إلى تقديم اعمال للفرق الغنائية التى تسمى بفرق «الاندر جراوند» التى تتمثل فى فرق الشباب والتى تعتمد على نفسها وتم هذا العام استضافة كل الالوان سواء الشعبى او الروك اند رول او الراب او الاغانى الطربية العادية من مختلف الدول.

وأضاف العطار قائلا: «هدف المهرجان هو اتاحة الفرصة للفنانين للوصول إلى الجمهور والعكس صحيح حيث اننا نعتمد على رعاة يوفرون اماكن لعروض هذه الفرق ويعتبر هذا مجمعا للفنون من مختلف انحاء العالم وليس هدفنا فقط ان يحمل الفن رسالة مباشرة للجمهور ولكن من المكن ان تكون الرسالة مستترة وغير مرئية بوضوح وكل ما نقدمه له رسالة حتى لو كانت المتعة فقط فالجمهور بحاجة للاسترخاء والمتعة».

وأعلنت ادارة دى كاف عن استعدادها لعرض مجموعة من الافلام الحائزة على جوائز عالمية وذلك بمقر سينما زاوية وعلى رأسها فيلم «حلم شهرزاد» من جنوب افريقيا وذلك بعد حصوله على جائزة افضل فيلم فى الدورة الماضية من مهرجان الاقصر للسينما الافريقية وعرضه بمهرجان امستردام الدولى وضمن فعاليات عروض منظمة حقوق الانسان بلندن وحصوله على ثناء كبير هناك حيث تدور احداث الفيلم حول مشاكل التوترات الثقافية والسياسية التى مرت بها دولتا مصر وتركيا خلال الفترة الماضية وتم عرض قضية الفيلم من خلال قصص مأخوذة من الكتاب الخيالى الشهير «ألف ليلة وليلة» واستعان المخرج بموسيقى ألف ليلة وليلة الشهيرة ضمن الفيلم.

ويأتى عرض شهرزاد بعدما قدم المهرجان العرض الاول لفيلم «تومابتكو» المرشح لجائزة مهرجان كان السينمائي، بالاضافة للعديد من العروض مثل الفيلم الفرنسى «حنين إلى الضوء» والذى تدور احداثه فى صحراء أتاكاما الجرداء بتشيلى حيث يسلط الفيلم الضوء على الأثر السلبى الدائم لحكم أوجوستو بينوشيه الديكتاتورى ويظهر بالمقابل العمل الذى تقوم به مجموعة من علماء الفلك وعلماء الآثار حيث يستخدمون تلك المنطقة لمطالعة النجوم وعمل الأبحاث مقارنةً بالمعاناة المستمرة الذى يواجهها التشيليون بحثا عن رفات أقاربهم المنفذ فيهم حكم الإعدام. بالاضافة للفيلم السنغالى «اليوم» والذى يتناول قضية الهجرة.. كما سيعرض معه فى نفس اليوم 7 ابريل الجارى فيلم «أسافر لأنى مضطر واعود لانى احبك» والذى يتناول نفس القضية من البرازيل.

وعن الجانب الغنائى استطاع المهرجان توفير مجموعة من الحفلات التى تجمع الاغانى المصرية بالغربية حيث سيقدم أول مرة فرقة 8% لاعضائها اوكا واورتيجا بجانب فرقة «جولدى روكس» البريطانية. كما سيضاف للمهرجان حفل غنائى ضخم يضم فرقة «اسماعيل» من مصر وفرقة «مقاطعة» من فلسطين و«بيرث أوف جوي» من نيوزيلاند.

كما اعلنت ادارة المهرجان ان لديها عددا كبيرا من عروض مسارح الشباب ومنها «العبور/ الليل» على مسرح الفلكى يوم 8 ابريل و«مايحكمشي» يوم 7 على مسرح روابط و«إلياذة» على مسرح الفلكى يوم 5 من نفس الشهر.

متفائلة بمستقبل السينما ..

ولا أخشى البطولة الأولى لـ«وائل علاء»

كتب - أمير عبد النبى

يواصل فريق عمل فيلم «عمود فقرى» التصوير فى استوديو مصر لتصوير بعض المشاهد الخارجية فى لوكشين الحارة الشعبية وتواجد أثناء التصوير أبطال الفيلم علا غانم وإيناس النجار ووائل علاء وسليمان عيد وعبد الله مشرف وهياتم، وعندما دخلت الفنانة علا غانم لوكيشن التصوير التف حولها كاستينج العمل والمجموعات يصافحونها ويلتقطون معها الصور التذكارية وهو ما واجهته غانم بصعوبة شديدة وتطاولت عليهم بالسب واستنجدت بالمخرج وهو سريعا ما حل الموقف لاستكمال التصوير وبعد انتهاء غانم من التصوير تحدث مع المنتج بصوت عال مطالبة بأجرها عن الفيلم، لكن رفض المخرج وطلب منها أن تنتظر لحين انتهاء التصوير والاطمئنان على الفيلم، ومن جانبها قالت الفنانة علا غانم: إنها متفائلة بتجربة فليم «عمود فقرى» نظرا لأنه يحمل العديد من الرسائل المهمة مثل البطالة والعنوسة والفقر وأشارت إلى أنها ليست متخوفة من أن الفيلم البطولة الأولى للفنان وائل علاء وأكدت أن الكثير من الفنانين نجحوا فى أول  بطولة وحققوا شهرة كبيرة ويذكر أن الفنانة علا غانم تشارك فى رمضان المقبل بمسلسل «المطلقات» الذى يتناول معاناة السيدات المطلقات ونظرة المجتمع إليهن وهو من بطولة مى كساب ومى سليم ومحمد سليمان وحسام فارس وميريهان حسن وإخراج محمد الرشيدى وتشارك أيضا ضمن أحدث مسلسل «مملكة المغربى» وهو من إخراج عادل الأعصر وبطولة تامر عبد المنعم وعمرو عبد الجليل ونرمين الفقى وخالد سرحان وتعاقدت على فيلم «شبكة المزاج» الذى يتناول تجارة المخدرات وعلاقته بالمافيا وتأثير انتشار المخدرات على الشباب المدمنين والفيلم ينتمى إلى نوعية الأفلام الأكشن وهو من بطولة أحمد فهمى، حسن حسنى، عايدة رياض ولطفى لبيب ويعرض لها حاليا بالسينمات فيلم «الدنيا مقلوبة» الذى يقدم واقعا موازيا فى سياق أحداثه، حيث يفترض أن أمريكا قد تحولت إلى دولة نامية وأن مصر قد صارت من الدول العظمى ووسط المعاناة التى يعانيها أحد الشباب فى أمريكا يحاول بكل السبل الهجر إلى جمهورية مصر العظمى، لكن ما يقف فى طريقه كحجر عثرة هو كثرة الإجراءات البيروقراطية التى يواجهها من أجل حلم الهجرة إلى مصر، الفيلم بطولة باسم سمرة وإدوارد وأحمد عزمى وعبد الله مشرف وإخراج هانى صبرى.. على جانب آخر، تواصل علا غانم تصوير أحداث الجزء الثانى من مسلسل «سلسال الدم» الذى تشارك فى بطولته مع عبلة كامل ورياض الخولى وأحمد سعيد عبد الغنى وراندا البحيرى، حيث سيبدأعرضه على إحدى الفضائيات قريبا.

روز اليوسف اليومية في

06.04.2015

 
 

السينما المغربية تفوز بأربع جوائز في الدورة 21

تتويج 'الشاب الرائع' الإيطالي في مهرجان تطوان لسينما المتوسط

خالد لمنوري

فازت السينما المغربية بأربع جوائز مهمة من مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، الذي اختتمت فعاليات دورته الواحدة والعشرين بتتويج الفيلم الإيطالي "الشاب الرائع" للمخرج ماريو ماتوني بجائزة "تمودا" الذهبية للفيلم الطويل.

حصل المغرب على أربع جوائز، هي الجائزة الكبرى للفيلم القصير للمخرج كمال الأزرق عن فيلمه "مول الكلب"، الذي سبق له الفوز بجائزة المهر الذهبي لمهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة.

وفي فئة الفيلم الطويل، فاز "أفراح صغيرة" للمخرج محمد الشريف الطريبق بجائزة الجمهور، وتوج فيلم "نصف سماء" لعبد القادر لقطع بجائزة حقوق الإنسان للفيلم.

وفي صنف الأفلام الوثائقية منحت لجنة التحكيم، التي ترأسها السينمائي الجزائري أحمد البجاوي، جائزة العمل الأول لفيلم "قراصنة سلا" للمغربية مريم عدو.

وبخصوص باقي الجوائز، قررت لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي ترأسها السينمائي المغربي الفرنسي علي السكاكي، منح جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الإسبانية لولا ديوناس، عن دورها في فيلم "الظواهر"، وجائزة أحسن دور رجالي للممثل المصري آسر ياسين، عن دوره في فيلم "أسوار القمر" لمخرجه طارق العريان، وعادت جائزة العمل الأول، وتحمل اسم المخرج الجزائري عز الدين لمدور، للمخرج التركي خان موجديسي،  عن فيلمه "سيفاس"، وجائزة التحكيم الخاصة، التي تحمل اسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب، للمخرج الفرنسي جورج أوفاشيلي، عن فيلمه "أرض متلاشية". ونوهت اللجنة التي ضمت المخرج المغربي أحمد بولان، والممثل المصري فتحي عبد الوهاب، والنجمة الإسبانية فيرجينيا دي موراطا، والناقد السينمائي الإيطالي، جيونا نازارو، بفيلم "بدون 2"، للمخرج التونسي جيلاني السعدي.

 ومنحت لجنة الفيلم القصير، التي ترأسها المخرج المغربي سعد الشرايبي، جائزة الابتكار للإسباني ألبرتو روخو، عن فيلم "فلاش"، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفرنسي بيار أوركون، عن فيلم "آخر الفرنسيين الأقحاح"، ونوهت اللجنة بالفيلمين الإيطاليين "صلاة الغائب" لفالنتينا كارنلوتي، و"نجمة البحر" لجياكومو أبروزيزي.

وبخصوص الفيلم الوثائقي، منحت الجائزة الكبرى لمدينة تطوان لفيلم "روشميا" للفلسطيني سليم أبو جبل، وجائزة التحكيم الخاصة لفيلم "حلاوة الديار" للبنانية نادين ناعوس.

وتميز حفل اختتام الدورة 21 بتكريم الممثل المصري أحمد عز، وسط حضور متميز للنجوم العرب، من أبرزهم الفنانة السورية أصالة نصري، والنجمة المصرية منى زكي، بطلة فيلم "أسوار القمر"، والنجم المصري فتحي عبد الوهاب، عضو لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل.

وأعرب مدير المهرجان، أحمد حسني، في الحفل الختامي، الذي عرض فيه الفيلم الجزائري "الوهراني"، عن سعادته لنجاح الدورة، التي عرضت العديد من الأفلام المهمة والمتميزة، متمنيا أن يواصل المهرجان نجاحه خلال الدورات المقبلة.

الصحراء المغربية في

06.04.2015

 
 

آسر ياسين أفضل ممثل عن دوره في فيلم «أسوار القمر»

«الشاب الرائع» يفوز بالجائزة الكبرى في «تطوان السينمائي»

المصدر: تطوان (المغرب) ـــ رويترز

فاز فيلم «إل جيوفاني فافولوزو» (الشاب الرائع، للمخرج الإيطالي ماريو ماتوني، الليلة قبل الماضية، بالجائزة الكبرى «تمودا الذهبية» للفيلم الطويل، في ختام الدورة الـ21 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط.

وتنافس 12 فيلماً في هذه الفئة من الأفلام، كما فاز فيلم «أفراح صغيرة»، للمخرج المغربي محمد الشريف بجائزة الجمهور.

وفاز الممثل المصري آسر ياسين بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم «أسوار القمر»، للمخرج طارق العريان. وكانت جائزة أفضل ممثلة من نصيب الإسبانية لولا ديوناس عن دورها في فيلم «لوس فينومينوس» (الظواهر).

وعادت جائزة حقوق الإنسان التي يمنحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان لفيلم «نصف السماء»، للمخرج المغربي عبدالقادر لقطع.

وفاز الفيلم التركي «سيفاس» للمخرج كان موجديسي بجائزة العمل الأول التي تحمل اسم المخرج الجزائري الراحل عزالدين لمدور، بينما عادت جائزة التحكيم الخاصة التي تحمل اسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب للفيلم الفرنسي «تير إفيمير» للمخرج جورج اوفاشيلي.

وخلال هذه الدورة التي بدأت في 28 مارس الماضي عرض 66 فيلماً، منها 12 فيلماً طويلاً، و12 فيلماً قصيراً في المسابقة الرسمية، و15 فيلماً وثائقياً، إضافة إلى 12 فيلماً في فقرة التكريمات، وستة أفلام في فقرة استعادة، وسبعة أفلام في فقرة «عروض أولى» التي تعرض أفلاماً للمرة الأولى في المغرب، إضافة إلى فيلمي الافتتاح والختام.

وحصد جائزة الفيلم القصير فيلم «مول الكلب»، للمخرج المغربي كمال الأزرق، كما فاز فيلم «فلاش» للإسباني ألبرتو رويز بجائزة الابتكار، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم «آخر الفرنسيين الأقحاح»، للمخرج الفرنسي بيير امانويل اكون.

وفي فئة الأفلام الوثائقية فاز بالجائزة الكبرى فيلم «روشميا»، للمخرج الفلسطيني سليم أبوجبل، في حين عادت جائزة التحكيم الخاصة لفيلم «حلاوة الديار»، للبنانية نادين ناعوس.

وحصل فيلم «قراصنة سلا» للمخرجة المغربية الشابة مريم عدو على جائزة العمل الأول.

وعرض في ختام هذه الدورة الفيلم الجزائري «الوهراني» من إخراج الياس سالم، الحائز جائزة أفضل مخرج عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان أبوظبي السينمائي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان السينما المتوسطية في بروكسل.

افتتح المهرجان بعرض فيلم «الجزيرة الدنيا» للمخرج الإسباني ألبيرتو رودريغث، ويدور الفيلم حول رحلة للبحث عن مراهقتين اختفتا، وتعود أحداثه إلى أوائل ثمانينات القرن الماضي، حين كانت إسبانيا تجتاز فترة انتقال ديمقراطي بعد وفاة زعيمها الديكتاتور فرانكو، إذ بدأت ترسي مبادئ المصالحة مع نفسها وطي صفحة الماضي.

أحمد عز: فخور بتكريم تطوان

كرمت الدورة الـ21 لمهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط الممثل المصري أحمد عز، إذ سلمه درع التكريم الممثل المغربي محمد مفتاح. وقالت عنه إدارة المهرجان التي كرمته انه «نجم لا يهدأ في سماء السينما العربية، ما يجعله يستأثر باهتمامنا ويجعلنا حريصين على مساره».

في حين رد عز بأنه «شاكر جداً لحفاوة الاستقبال»، وأنه «فخور بالتكريم»، ولا يشعر بأنه «خرج من مصر».

الإمارات اليوم في

06.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)