كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

رحيل أكبر المخرجين المعمرين مانويل دي أوليڤييرا

قدم 62 فيلمًا طويلاً وقصيرًا

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضا

 

غادر المخرج مانويل دي أوليڤييرا السينما ولم تغادره. عاش 107 سنوات أمضى منها 84 سنة في السينما. بعض المخرجين لا يمضي أكثر من أربعة عقود فيها أو خمسة. كثيرون يتوقفون عند بلوغهم سن الخامسة والسبعين وحتى ما قبل ذلك. لكن المخرج البرتغالي الذي عُرف بأنه أكبر المخرجين المعمرين، أنجز 62 فيلما طويلا وقصيرا آخرها في العام الماضي بعنوان «رستوللو العجوز».

ولد في قرية برتغالية سنة 1908 أي قبل 6 سنوات من اندلاع الحرب العالمية الأولى وحقق أول أفلامه «فلوفيال الكادح» سنة 1931، قبل عام واحد من تسلم دي أوليفييرا آخر السلطة هو الديكتاتور أنطونيو دي أوليفييرا سالازار التي انتحت سلطته في منتصف السبعينات بعد سنوات من الحكم تمت فيها مقارنته بموسيلليني وفرانكو كأحد أضلع الحكام الديكتاتوريين في الغرب في تلك الحقبة.

ليس أن مهنة المخرج الراحل توقفت خلال سنوات حكم سالازار، لكنها بالتأكيد خلت من المميزات الفكرية والفنية لأن سالازار كان مشهوداً له بمعارضة أي تيار غير يميني بالكامل. ودي أوليفييرا كان على خط اليسار دوما. وكان عليه، ككل مخرج آخر، أن ينال موافقة مكتب رسمي للسينما يعطي التصاريح بعد أن يقرأ السيناريو ليرى ما إذا كان يصلح سياسيا أم لا (تماما كما كان في عهد الحقبة الستالينية في كل أرجاء أوروبا الشرقية آنذاك).

كان عمر السينما حين ولد دي أوليفييرا لا يتجاوز العشر سنوات بكثير لكنه إذ بدأ الإخراج في مطلع الثلاثينات، لم ينو اللحاق بأي مدرسة معروفة. صحيح أن أفلام أولى له مثل «دورو، نهر جار» و«بوبو» (1942) اتبعت سردا تقليديا إلى حد بعيد، إلا أن مواضيعها وطروحاتها كانت بعيدة جدا عن التقليد. في الواقع دي أوليفيير كان تقليدا قائما بحد ذاته ينطلق من رغبة في تتويج عمله بالمعنى الذي يريد الوصول إليه وليس بالأحداث التي تؤدي إلى ذلك المعنى.

كثير من أفلامه قبل عام 1970 كانت قصيرة وهي سينما داوم عليها دي أوليفييرا من دون انقطاع. لكن نشاطه في الفيلم الطويل ازداد حضورا بعد عام 1971 عبر أفلام مثل «حب مقضي عليه» و«الماضي والحاضر» و«فرنشيسكا».

سمة أخرى من سمات أعمال المخرج هي علاقته بالأدب. معظم أفلامه هي تحويل لنصوص روائية أو مسرحية بما فيها. وهو استمر في منوال عمله هذا حتى النهاية. وأحد أفضل ما حققه من أفلام هو «جيبو والظل» قبل 3 أعوام عندما كان المخرج في السنة 104 من عمره المقتبس عن مسرحية للبرتغالي الراحل (سنة 1930) راوول جرمانو برانداو حول عائلة، في أواخر القرن التاسع عشر، مؤلفة من رجل عجوز اسمه جيبو (قام بدوره الفرنسي ميشيل لاندسال) والأم دوروتيا (الإيطالية كلوديا كاردينالي) وزوجة ابنهما كانديدنا (جين مورو). هذه الصياغة ليست مستقلة لا عن النص ولا عن الصرح المسرحي في الشكل والتصميم العام وتستمد معظم شحنتها من الإجادة المطلقة من هذا الالتزام. فهي موضوعه في موقع واحد (غرفة استقبال في منزل متواضع) بل وفي مكان واحد من هذه الغرفة غالبا (مكتب يعمل عليه جيبو كمحاسب ولجانبه كرسي آخر تتبادل زوجته وزوجة ابنه الجلوس عليه) وفي زمن واحد (ليل ونهار) وبلا أحداث تتطلب فعلا معينا، باستثناء واحد يقع مباشرة بعد منتصف الفيلم الذي لا تزيد مدة عرضه عن 88 دقيقة.

رغم ذلك هو فيلم مشبع: جيبو محاسب يعيش وزوجته في دعة حالكة. ها هو يحصي للشركة المصاريف والعائدات بأناة وأذنه لشكوى زوجته من الفقر الشديد الذي يعيشانه. زوجة ابنه (التي يعطف عليها جيبو كثيرا) تستمع إلى حوارهما متأثرة. الثلاثة يعيشون وضعا ماديا وعاطفيا صعبا رغم قوة العلاقة الأسرية بينهم، تلك التي خرج عنها الابن الغائب.

في أحد المشاهد يعود الابن، المطارد من البوليس بسبب سرقاته ويسطو على مال أودعه الأب في خزنته قال إنه يعود إلى الشركة التي يعمل لها والذي عليه إعادته. لكن الحقيقة أن المال المسروق لم يكن ملك الشركة كما ادعى جيبو، بل مال سرقه جيبو من رجل قتله رغبة في استحواذه. في مطلع الفيلم نرى الجريمة ولا نرى القاتل. في نهايته يدخل البوليس مع شاهد عيان وهذا يشير بيده إلى جيبو.

بجانب هذا الفيلم حقق دي أوليفييرا أربعة أفلام أخرى حتى حين وفاته. وما بين سنة 1990 و2010 أنجز ما معدله فيلم (قصير أو طويل) واحد كل سنة. وعدد أفلامه الروائية الطويلة 21 كثير منها كان إنتاجا فرنسيا أو فرنسيا - إسبانيا مشتركا.

دي أوليفييرا كان مخرجا عتيقا ليس لأنه عاش كل هذه السنوات المديدة، بل لأنه لم يرض أن يتغير أو يغير منوال عمله واهتماماته. وهو، بعد كل تلك الحياة الشغوفة بالسينما، خرج منها وقد فاز بمكانته كأحد أساتذة العمل السينمائي ذي الميراث الفني والثقافي الواسع.

الشرق الأوسط في

04.04.2015

 
 

عائداً من بيروت إلى مشفاه في دمشق

رفيق سبيعي: أوصي السوريين أن لا ينتظروا أحداً

سامر محمد إسماعيل (دمشق)

فناجين القهوة وعلب التبغ الموضوعة بالقرب من سريره في الغرفة 23 في مستشفى الطلياني بدمشق، توحي للزائر أن رفيق سبيعي يقضي فترة استشفاء عادية؛ فالرجل الذي تجاوز الثمانين بخمس سنوات من دون أن يصيبه سأم زهير بن أبي سلمى؛ كان قد خرج للتوّ لأداء صلاة الجمعة العظيمة مع الراهبات في الكنيسة المقابلة للمستشفى ـ هكذا أخبرتنا ممرضته وهي تدعونا لانتظاره ريثما يعود.

وبالفعل لم يتأخر فنان الشعب عن موعده مع «السفير». حيث بدا «أبو صياح» على كرسيٍّ متحرك تصحبه ابنته السيدة هبة سبيعي وبعض أصدقاء العمر.

من دون مقدمات ابتسم الفنان السوري القدير في وجه زواره، مرحباً بهم، ومتجاهلاً بضحكاته الأبوية تحذيرات الطبيبة المشرفة عليه من إجهاد نفسه في الحديث للصحافة، لكن حتى أنبوب الأوكسجين الموصول إلى أنفه؛ لم يمنع صوته الهادر من التعبير عن حزنه وخوفه على بلاده التي دخلت غرفة العناية المشددة منذ أكثر من أربع سنوات.

كيف لا أمرض وأنا أشاهد يومياً ما وصلنا إليه؟ ـ تساءل صاحب شخصية «طوطح» مضيفاً: «سنوات طويلة صرفناها أنا ورفاق العمر كي يصير الفن والفنانون مقبولين في مجتمعاتنا، لقد حفرنا بعيوننا وأعصابنا وقلوبنا كي ينتصر الفن في هذه البلاد. كيف لا أمرض وأنا أرى على الشاشات وأشاهد بأم العين ما فعله الطغاة بتمثال الزعيم إبراهيم هنانو، لقد حطموه، تخيل، فعل لم تقم به حتى سلطات الاستعمار الفرنسي والذي حمل الثائر السوري البطل بندقية الشرف في وجهها. اليوم هؤلاء الكفرة يحطمون التماثيل ويعتبرونها أصناماً، لكن هل هم مقتنعون بذلك؟ لا أظن، هؤلاء يستخدمون الدين الإسلامي وسيلة لتنفيذ مخططات تم تكليفهم بها كي يشوهوا هذا الدين».

يسترسل الفنان القدير في سرد ما آلت إليه الأمور في وطنه فيقول: «رجعتُ من بيروت بعد دعوتي من تكريم أقامه لي الرفاق في الحزب القومي السوري، وأدهشني حجم الاحتفاء والحب الذي قوبلت فيه هناك، كنتُ سأحزن كثيراً لو لم أحضر تلك الأمسية، فالحب لا يمكن إلا أن تلبي دعوته، ورغم تعبي صحياً آثرتُ أن أكون مع من يحملون سورية في عيونهم وقلوبهم».

الطليعة

يتذكر بطل «حمام الهنا» بداياته مع فن التمثيل، وكيف كان «المشخصاتي» منبوذا من مجتمعه خمسينيات القرن الفائت: «دفعنا ضريبة باهظة في تلك الأيام، أبو خليل القباني وحكمت محسن وعبد اللطيف فتحي ونهاد قلعي وآخرون، كانوا في مقدمة الطليعة السورية التي ناضلت طويلاً لتكريس الفن في مجتمعاتها، لقد كان الفنان محتقراً وقتذاك، لكن اليوم صار الفن مقبولاً والفنان محترماً بين أبناء قومه».

هذا ما يجهله الجيل الجديد من الفنانين الذين يعتقدون أن المسارح الضخمة والمؤسسات التي ترعى الفن في سورية من معطيات الطبيعة ـ يتابع سبيعي: «هم لا يعرفون أن هذه الأوابد الحضارية هي نتاج كفاح مرير وطويل خضناه أنا وأبناء جيلي من أجل الحصول عليها».

الفنان الذي خرج من جوقة منشدي الحضرات والأذكار في زاوية الشيخ محمد الهامشي، كان يصر منذ يفاعته على أن يكون حاضراً كمنشد لأشعار ابن عربي وابن الفارض في جامع نور الدين الشهيد: «كنتُ أطير فرحاً وبهجة كلما اصطحبني أخي الكبير توفيق إلى حلقات الذكر، حيث كانت بالنسبة لي المتنفس الوحيد؛ فأبي الذي كان القاضي الأهل في سوق البزورية بين تجاره كان غير راضٍ عن مزاولتي للفن، وكم من مرة طردني من البيت بسبب وقوفي على المسرح في فرقة عبد اللطيف فتحي. الطريقة الوحيدة التي كنتُ أدخل فيها إلى بيت أهلي كانت عبر القفز على أسطح المنازل المجاورة، فتهمة الفن وقتذاك كانت أمراً جللاً وغير مقبول، والفنان كان يُنظر في تلك الأيام له كقواد».

الشام حبيبتي

لا أستطيع أن أبتعد عن هذه البلاد، عمري كله قضيته مشتاقاً لنسمة من نسمات الشام ـ يضيف الفنان السوري ويقول بصوتٍ تترجرج نبرته الرجولية العذبة: «في جولة قمنا بها أنا والراحل فهد بلان إلى دول أميركا الجنوبية مقتبل سبعينيات القرن الفائت، أذكر أنني لم أحتمل البقاء حتى إنهاء الجولة، وقمتُ شخصياً بالتأثير على متعهد الحفلات كي أقطع الزيارة، وأعود إلى دمشق. الشام حبيبتي، أمي، أختي التي لا طاقة لي على مفارقتها، وعلى إطالة البعد عنها».

تنفر دمعة من عينيه فيمسحها برجولة ويتابع: «اليوم أشاهد بأم العين كيف يستفيق الواحد من نومه لينقض على أبناء جلدته كالوحش، أين الإنسان الذي كنا ننشده ونتوسمه في فننا وحياتنا العامة؟ الشر والحقد وحب الجاه والثروة والسلطة أعمت الجميع؛ لذلك أوصي السوريين ألا ينتظروا أحداً وأن يغيروا قدرهم بأنفسهم، وهم قادرون على مواجهة الظلام والظلاميين وكل غربان الأرض التي تحاول تمزيق وتدمير هذا الوطن العزيز الغالي، انظر أنا الرجل الذي بلغت من العمر عتياً أرغب أن أخرج وأقاتل هؤلاء الكفرة، فما هو شعور من هم في عمر الشباب وهم يشاهدون وطنهم تنهشه الذئاب؟».

للأســـف الشديد نحن شعوب تعبد المال ـ يعقب سبيعي ويضيف: «الأعمال التــلفزيونية التي يوصي بها الخليج ويمولها، هي لتشويه سورية والسوريين؛ هذه مأساة.. أنا أضع اليوم عيني في عين الله، أموت اليوم أو غداً هذا أمر تركته للخالق، لكنني اليوم غير قادر على محاربة كل هذا الظلام إلا بقلبي، صدّقني؛ لو كنتُ شاباً لما تفرّجتُ عليهم وهم يستبيحون بلدي وثقافته وفنه».

السفير اللبنانية في

04.04.2015

 
 

(السرعة والغضب7) الفيلم الأخير لـ «بول ووكر»

لوس أنجلوس: جميل يوسف

حضرت العرض الخاص الذى أقامته مؤخرا شركة «يونيفرسال بيكتشر» فى لوس أنجلوس، لفيلم الأكشن والمطاردة «السرعة والغضب 7» بمشاركة معظم نجوم الفيلم، وبدأ عرضه للجمهور الأمريكى أمس وينتظر أن يتصدر الفيلم قائمة الإيرادات بنصيب خرافى وهائل فى تاريخ هوليوود خلال عطلة عيد القيامة بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكندا وأستراليا وأبو ظبى فى وقت واحد.

الفيلم من إخراج «جيمس وان» (الذى أنجز الجزء السادس)، وبطولة فين ديزل، بول ووكر، دوين جونسون، جوردانا بروستر، ميشيل رودريجز، ناتالى إيمانويل، روندا روزى، لوداريكس، تيريس جيبسون، لوكاس بلاك، دجيمون هونسو، جيسون ستاثام، وكيرت راسل. التصوير السينمائى لستيفين ويندون، والموسيقى لبرين تايلر.

وكان من المقرر أن يطرح الجزء السابع من سلسلة أفلام «السرعة والغضب 7» فى يوليو 2014،ولكن بعد وفاة النجم الشاب بول واكر فى حادث سيارة تأجل العرض إلى 2015،علما بأن الجزء السادس من السلسلة الشهيرة طرح فى منتصف .2013

وبعد الحادث فى شهر أبريل العام الماضى أعلنت شركة «يونيفرسال بيكتشر» أن شقيقى النجم الراحل بول ووكر، وودى وكاليب ووكر، سيكملان المشاهد المتبقية من الجزء السابع فى سلسلة الأفلام الشهيرة «السرعة والغضب» الذى حالت وفاة شقيقهما دون استكمال تصويره.

وأضاف بيان الشركة أن شقيقى ووكر استكملا أجزاء من مشاهد الحركة المتبقية وقاما بسد ثغرات صغيرة فى إنتاج العمل.

وأكد البيان أن وفاة ووكر تركت أثراً بالغاً فى نفوس أسرة فيلم «السرعة والغضب» وأدت إلى تعليق تصوير الجزء السابع منه، ولكن استؤنف التصوير مجدداً «لكى يخرج العمل إلى النور، وهو ما كان سيرغب فيه بول ووكر لو كان حيا».

ووافق المخرج «جيمس وان» على ذلك، وقرر العمل السريع وانتقل هو وفريق العمل إلى مدينة «أتلانتا» بعد بضعة أشهر من إعلان شركة «يونيفرسال بيكتشر»، حيث جرى بالفعل تصوير غالبية المشاهد، وبعد ذلك قرر صانعو الفيلم السفر إلى «أبوظبى» لتصوير المشاهد المهمة هناك، جاءت معظمها بالغة السخرية والاستهزاء على الأمراء والأثرياء العرب، وتخللها مشاهد جنسية مثيرة وصارخة لبعض الفاتنات والأميرات العرب وهن يرتدين البكينى، ويحضرن حفلات يومية صاخبة لأمير وبليونير أردنى تقوم بحراسته عدد من المجندات الأردنيات حسب رواية الفيلم.

وجاء «السرعة والغضب 7» ليطرح الكثير من علامات الاستفهام غير المفهومة أو المبررة فى أذهان نقاد هوليوود التى أثارت السخرية والتعجب ونحن نرى سيارات تسقط من إحدى الطائرات بـ«البراشوت» من آلاف الأميال على طريق جبلى فى أذربيجان لتبدأ المطاردات الشرسة والخطرة وتصفية الأشرار، وتخليص الرهينة «ناتالى إيمانويل»  بناء على تعليمات وتكليف من قائد بالمخابرات الأمريكية «كيرت راسل» الذى قدم دورا ضعيفا وباهتا للغاية منذ بداية الفيلم حتى مقتله فى إحدى المطاردات مع الإرهابيين فى أبو ظبى. أعتقد أن النجم «كيرت راسل» اضطر لأداء هذا الدور خاصة بعد الغياب الطويل له وندرة العروض المقدمة له.

بعدها نرى «فين ديزل» وفريقه فى ضيافة أمير وبليونير أردنى فى حفلة تنكرية فى ناطحة شاهقة بأبوظبى لحضور إحدى الحفلات الساقطة التى يقيمها الأمير البليونير بصفة يومية للتسلية وإرضاء ضيوفه بالعروض الجنسية والأكل والشرب والرقص والغناء مع الفاتنات الشرقيات والأجنبيات، بعدها نكتشف أن خطة «فين ديزل» وشريكه «بول ووكر» وأعضاء فريقه هى سرقة السيارة الفريدة التى يضعها الأمير بالدور الأخير للناطحة لاحتوائها على قطعة إلكترونية بها معلومات مهمة لأجهزة المخابرات الأمريكية، وبالفعل يتمكنان من سرقة السيارة بعد معارك عديدة ومطاردات لفريق الحراسة الخاصة بالأمير الأردنى، وبين قائدة الحرس النسائى «روندا روزى» و«ميشيل رودريجز» معركة نسائية مليئة بالإثارة والمتعة والتشويق

ويتمكن «فين ديزل» وشريكه «بول ووكر» من الهرب بالسيارة والطيران بها من ناطحة إلى أخرى إلى ناطحة كيف؟ لا أحد يعرف، لتسقط بعدها السيارة الفريدة من إحدى الناطحات محطمة تماما، مشهد مضحك للغاية، ومنتهى الفنتازيا للخيال، ولكن المهم نجاح النجم المفتول العضلات «فين ديزل» وشريكه «بول ووكر» فى المهمة المستحيلة، وحصولهما على القطعة الإلكترونية المهمة. منتهى التخريف أصابنى والحضور الكبير للعرض الخاص بسهتيريا الضحك والسخرية والتعجب.

المشهد الآخر الذى بلا معنى بالمرة كان لطائرة بدون طيار تدمر جزءًا كبيرًا من وسط مدينة لوس أنجلوس، يتم بعده تدمير طائرة الإرهابى العالمى «جيمون هونسو»  ووقوع الإرهابى البريطانى «جيسون ستاثام» فى يد رجل المخابرات الأمريكية «دوين جونسون» لنرى بعده مشهدا أكثر غرابة هو عودة «فين ديزل» للحياة من جديد بعد الطيران بسيارته (كيف لا تسأل كثيرا) وارتطامها بالطائرة التى تلقى بالقذائف على مدينة لوس أنجلوس وتسعى لقتل أفراد فريق «فين ديزل» بالكامل، وفى المشهد نرى سيارة «فين ديزل» محطمة بالكامل بعد سقوطها من سطح أحد المبانى العالية بالمنطقة وفوقها كم هائل من الركام، ليخرج بعدها البطل الذى لا يقهر بجرح سطحى فى الرأس تسيل منه الدماء، ونتوهم للحظة أنه مات مع نهاية سلسلة أفلام السرعة والغضب، لكن بعد حديث عاطفى دافئ فى أذنه من حبيبته «ميشيل رودريجز» يعود مرة أخرى إلى الحياة ليتبادلا القبلات.

أروع ما فى فيلم «السرعة والغضب 7» لمسة الوفاء التى انتهى بها الفيلم بمشهد لقاء بين سيارتى «فين ديزل» و«بول ووكر» بعد انتهاء المهمة الصعبة على أحد الطرق يتحدثان من نوافذ سيارتهما ليقول «بول ووكر» مبتسما لفين ديزل: ألا تعرف كيف تقول لى جوود باى؟، ومن ثم يفترق الاثنان فى طريقين مختلفين، ونرى عبارة أخيرة على الشاشة تقول: إلى بول، ونصفق جميعا للمسة الوفاء التى هزت مشاعرنا جميعا ونحن نتذكر بوب ووكر، ولتكون أيضا النهاية القوية لسلسلة أفلام «السرعة والغضب» الممتعة التى حفلت بالإثارة والتشويق والسخرية والمرح والجنون منذ عام .2001

يحسب للفيلم براعة تصوير وإخراج المعارك البدنية والضرب المبرح والمطاردات بين «فين ديزل» و«جيسون ستاثام» قرب نهاية الفيلم، وبين «دوين جونسون» و«جيسون ستاثام» بعد عدة دقائق قليلة من بداية الفيلم.

أيضا برزت مهارة المخرج «جيمس وان» فى المطاردات بين سيارات فريق «فين ديزل» وحافلة من السيارات وأتوبيس لإحدى العصابات المطلوب تصفيتها من قبل المخابرات الأمريكية على طريق جبلى على ارتفاع عالٍ فى أذربيجان، لتبلغ ذروتها فى تحطم الأتوبيس بالكامل على حافة الجبل وتعلق بول ووكر فى الهواء، مما يؤكد أن نجاته مستحيلة، لكن براعة ميشيل رودريجز تتمكن من إنقاذه فى اللحظات الأخيرة قبل سقوط الأتوبيس من حافة الجبل.

مجلة روز اليوسف في

04.04.2015

 
 

متى يظهر النجوم على الشاشة ومتى يحتجبون؟

تشهد الساحة الفنية من وقت إلى آخر احتجاب نجوم وعودة آخرين بعد طول غياب، وفي كلتا الحالتين ثمة إيجابيات وسلبيات على الفنانين إدراكها ومراعاتها، لتكون خطواتهم موفقة وناجحة وليست ضرباً في المجهول.

تتعدد أسباب الاحتجاب من بينها رغبة الفنان في إعطاء وقت لنفسه ليراجع حساباته، أو لعدم عثوره على دور يليق به، وهنا يؤدي الجمهور دوراً مهماً، إذ يكون محور أي قرار يتخذه الفنان لأنه هو من يصنع النجومية وهو من يحجبها.

{الجريدة} استطلعت آراء النجوم حول فكرة الابتعاد عن الشاشة، وتأثيرها على صورتهم لدى الجمهور، وحصدت الانطباعات التالية:

مراعاة الظرف والتوقيت

أحمد عبدالمحسن

إبراهيم بوطيان

«أعتقد أن هذه الأمور تُعتمد وفقاً لكل فنان، فعلى مستوى النجومية ثمة من  يخشون الغياب بصورة غريبة»، يؤكد الفنان ابراهيم بوطيبان، موضحاً  أن حديث النجومية لا يُمكن أن ينتهي وهو مستمر في الوسط الفني.

يضيف أن النجوم، غالباً، يميلون إلى الالتزام الموسمي في الوسط الفني، وهذا خطأ فادح قد يوقعهم في دائرة التكرار، ويرى أن  الغياب لأكثر من موسم قد يصيب الفنان بالذعر من فقدان الجمهور، كونه  يعتمد، بدرجة كبيرة، على تكوين قاعدة جماهيرية واسعة، ويرفض التخلي عنها أو خسارتها بأي شكل، «لكني أرى أن الغياب لمدة مدروسة والعودة بالأفضل، هو ما يفضله الجمهور الواعي والمدرك للواقع الفني الذي نعيشه راهناً».

ويتابع: {أن  أغيب وأعود بعمل  جبار، خير لي من البقاء والعيش في ظل نجاح من الموسم السابق، وهذه قاعدتي منذ بدايتي  الفنية، وما أجمل التجديد إن كان في عمل رائع يعشقه الجمهور، إذ يدل على حسن تدبير الفنان وعلى دهائه».

في المقابل  يلاحظ أن ثمة فنانين قد يُجددون لكن نحو الأسوأ، على غرار  ما حصل مع فنانين كثر في السابق، «لغاية اللحظة نشاهد فنانين يعودون بشكل غريب وبتصرفات وأدوار لا تُناسب أعمارهم ولا تليق بمكانتهم الفنية، فيبدأون بالانحدار من دون أن يشعروا بذلك».

فيصل الزايد

«أفضل الغياب لفترات متفاوتة والظهور بعد ذلك في دور يستحق الظهور»، يوضح الفنان فيصل الزايد، لافتاً إلى أن ابتعاد الفنان عن الوسط الفني يجب أن يكون لسبب ما وألا يختار أوقات ابتعاده عشوائياً.

يضيف فيصل الزايد: «في السابق ظهرت في التلفزيون  من ثم ابتعدت لبعض الظروف، وأعتقد أن ذلك كان أفضل بالنسبة إلي، لأنني رجعت  بشكل أقوى، والدليل أن منتجين كثراً اختاروني للمشاركة في أعمال درامية وهذا أمر أسعدني، لذلك أنصح زملائي الفنانين، إذا أرادوا الابتعاد عن الوسط الفني،  باختيار الوقت المناسب للابتعاد والوقت المناسب للعودة».

يرى الزايد أن الفنان يجب أن يعمل جاهداً حتى لا يخسر الجمهور  التائق لمتابعة أخباره، ويتابع: «بعض الفنانين يتجاهلون أحاسيس المتابعين من حولهم، ويتناسون أن لولا هذه القاعدة الجماهيرية لما كان الفنان نفسه في المكان الذي يحبه، لذا يجب أن يراعي شعور الجمهور  قبل أن يبتعد عن الوسط الفني وهذا أمر ضروري لاستمراريته».

إسماعيل الراشد

«على الفنان أن يفطن أن الابتعاد عن الوسط الفني خطير ولا يمكن أن يحقق عودة قوية بعد ذلك»، يوضح الفنان اسماعيل الراشد مشيراً إلى  أن خطوات الفنان يجب أن تكون مدروسة قبل أن يقدم على أي أمر يتعلق بحياته الفنية، ولافتاً إلى صعوبة حياة الفنان، نظراً إلى التضحيات التي يتطلبها الوسط الفني لبلوغ مراتب عليا.

يضيف: «يعمد بعض الفنانين، إذا أرادوا الابتعاد عن الوسط الفني، إلى شطب كل ما يتعلق بهم، ويعتقدون أنهم إذا عادوا سينسى الجمهور الشخصية السابقة التي ظهروا فيها، وهذا أمر خاطئ، فيما يبتعد البعض الآخر عن الإعلام فحسب، ويبقى في أعماله الفنية، وهذا ضروري حتى لا يمل المشاهد من تصريحاته  كل يوم».

يتابع أن عودة الفنانين بعد توقفهم لفترة  قد  تصيبهم بالصدمة بسبب الفشل الذي يواجهونه، ويرجع ذلك، من وجهة نظره، إلى الطريقة الخاطئة التي ابتعدوا بها عن الوسط الفني، «من هنا ضرورة أن يراعوا توقيت إبتعادهم وموعد عودتهم بالضبط».

من يزرع يحصد

بيروت  -   ربيع عواد

مادلين مطر

{تقديم جديد ضروري لكن حين تعاكس الظروف، يتفهم الجمهور  احتجابنا} تقول مادلين مطر مشيرة إلى أن ما من فنان  يهوى الابتعاد بإرادته، لأن من يعشق الفن يعمل دائماً على تقديم جديد ويبحث عن المختلف.

تضيف: {لا شك في  أن الاختفاء لفترة قصيرة بين الحين والآخر ضرورية للفنان كما للجمهور، لكن الغياب الطويل غير محبب، واليوم، في ظل الأجواء المتردية في المنطقة العربية، من ضمنها لبنان، وحدوث مفاجآت سواء أمنية أو سياسية أو من أي نوع آخر، يصعب على الفنان التخطيط للحاضر والمستقبل، فنحن نعيش في فوضى وأي طارئ قد يعرقل المشاريع الفنية}.

توضح أن الأعمال التي قدمتها منذ انطلاقتها في مجال الفن والصدق والشفافية اللذان ربطاها مع الجمهور، إضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، كلها أمور  تجعلها لا تخشى الغياب.

 تتابع: {الفنان الحقيقي الذي رسم هويّة خاصّة واجتهد في عمله وركز على النوعية وليس على الكميّة، يبقى حاضراً في ذهن الجمهور، ألمس ذلك من خلال احتكاكي اليومي بالناس في الأماكن العامة، وسؤالهم عن جديدي وسبب غيابي وتحضيراتي المستقبلية... أشعر بمكانتي في القلوب، وهي لم تأتِ من عبث، فقد خططت لها منذ دخولي الفن. لم أحترف الغناء للشهرة والأضواء بل للموهبة في داخلي ولتحقيق استمرارية ناجحة».

نقولا الأسطا

«أغيب بين الحين والآخر لكني أعود دائماً بانطلاقة فنية مختلفة، وملتزم بالأعمال اللائقة، ولو جاء ذلك على حساب تحقيق ثروة مادية أو حضور مستمر تحت الأضواء»، يوضح نقولا الأسطا الذي يعتبر أن الفنان بحاجة إلى الابتعاد  بين الحين والآخر وأخذ إجازة، ليتعطش الجمهور إلى إطلالته وأعماله.

يضيف:  «إلا أن الغياب الطويل، عادة، يكون بغير إرادة الفنان نفسه، نظراً إلى الأوضاع الأمنية والسياسية والإنتاجية، كذلك سياسيات وسائل الإعلام».

يتابع: «تحتّم طبيعة العمل الفني «النظيف» عليّ الغياب لفترات ومن ثم الحضور، لأنني عندما لا أجد أغنية ملائمة لطرحها في السوق، لا افتعل مشكلة أو أطلق إشاعة ليتم التداول باسمي في الإعلام. فضلا عن أنني لا أنتمي إلى شركة إنتاج معينة، لذلك لا أخضع لعملية بيع وشراء كأنني منتج يحتاج إلى تسويق».

يوضح أنه يعبّر عن الوجه الفني الجميل والمحترم، لكن تغييب بعض الأسماء، أحياناً، تتحمل مسؤوليته مؤسسات إعلامية تزن برامجها الفنية بمقدار الإعلانات التي تؤمنها لها، {لذلك أدعو هذه المؤسسات الخاصة إلى رقابة ذاتية بهدف تقديم الأفضل والتنافس على الصورة الأجمل، والتميز ليس من منطق الاختلاف لمجرد الاختلاف، بل من منطق التميّز بالمضمون النوعي}.

جوليا قصار

{عندما أتلقى نصّاً يعجبني، وتتوافر المكونات التي أطمح إليها في التلفزيون على صعد الكتابة والإخراج والإنتاج وفريق العمل، عندها لا أغيب}، تؤكد جوليا قصّار مشيرة إلى أنها لم تطمح يوماً إلى تحقيق حضور دائم على الشاشة، لأن ذلك لا يفيد الفنان وخياراته، بل طالما فضلت أن تكون متروية من دون خطوات ناقصة.

تضيف: {يسألني البعض عن سبب غيابي عن التلفزيون وحضوري أكثر في المسرح والسينما، يعود ذلك إلى كوني لم أتلقَّ، منذ سنوات، دوراً تلفزيونياً جاذباً لأؤديه، يرضيني فنياً ويحمّسني للمشاركة فيه، مع أنني أحب الإطلالة على الشاشة الصغيرة لاستمرار التواصل مع الناس، خصوصاً أن  هؤلاء يظنون بأنني بعيدة عن المهنة لغيابي عن الشاشة}.

حول بقائها في ذاكرة المشاهدين رغم غيابها عن التلفزيون توضح:  {فوجئت بردود فعل الجمهور الإيجابية، لدى مشاركتي في مسلسل {الشحرورة}، إلا أنني لم  أشارك في أي عمل بعده. مع أن ذاكرة الجمهور قصيرة في ما يخصّ التلفزيون،  إلا أنه يدرك أنني لا أختار إلا الأدوار الجيدة، وهذا ما يعبّر عنه الناس عندما التقيهم  في الأماكن العامة}.

تدقيق في الخيارات

القاهرة –  بهاء عمر

يؤكد محمود ياسين الذي ابتعد سنوات عن الشاشة، أن حسابات الفنانين مختلفة، وترتبط بقيمتهم ونظرتهم إلى تاريخهم، معتبراً أن تلك المعادلة قد تختلف بالنسبة إلى الشباب الذين يبحثون عن الانتشار، وقد يتورطون في كل ما يعرض عليهم من أعمال.

 يضيف أنه رفض أعمالا كثيرة على مدى سنوات، لاعتقاده بأنها تخصم من رصيده الفني وقيمته، وفضل التأني والبحث عن شكل جديد ودور متميز يطل بهما على الجمهور، وقد تحقق ذلك في فيلمي «الجزيرة» و{الوعد» اللذين كانا بمثابة عودة جيدة بعد سنوات من الغياب.

يرى ياسين أن الأزمة في السينما، تحديداً، بدأت في تسعينيات القرن الماضي، عندما اتجه  معظم المؤلفين إلى صناعة أفلام تقوم على الشاب البطل، من  دون وجود مساحة محترمة ومقبولة فنياً لفئات عمرية أخرى، ما دفع النجوم الذي ينتمون إلى أجيال سابقة إلى الاحتجاب، لأنهم لم يجدوا ما يعبر عنهم ويناسبهم، لافتاً، في الوقت عينه، الى أن فترات الابتعاد كان يوازيها ظهور شبه منتظم في الدراما التلفزيونية، لتعويض الغياب السينمائي، نظراً إلى قدرة الدراما على استيعاب حكايات تناسب أعمار الفنانين والتغيرات التي طرأت في شخصيتهم .

احترام الجمهور

لا تجد دينا فؤاد مانعاً من إعطاء نفسها إجازة لسببين: شخصي عندما تشعر بألا  طاقة لديها للعمل  وترغب في الراحة الجسدية والنفسية، ومهني عندما لا تجد جديداً تقدمه لجمهورها، مؤكدة أن الأخير يحترم الفنان الذي يؤثر الابتعاد عن الشاشة بدلا من الظهور الممل والمكرر، ما سيساهم في بناء تاريخ من الثقة بين الممثل والجمهور الذي يضع الفنان الحريص على التدقيق في خياراته، في قائمة الثقة ويتابع أعماله التي يختارها بعناية.

تضيف أنها كثيراً ما ترفض نصوصاً فنية، لأنها تحترم ثقة الجمهور، فضلاً عن أنها تعمل بهدف الاستمتاع بعملها وليس مجرد تحقيق مكسب لنفسها، وتتابع: {قد تكون المخاوف من نسيان الجمهور للفنان الذي يبتعد عن العمل صحيحة، في حال كان ذلك نوعاً من الكسل}، مشيرة إلى أنها عندما ترفض فكرة لا يهدأ بالها قبل أن تجد أخرى جديدة تناسبها وتدرسها من الأوجه كافة، لتقدم إلى الجمهور ما يليق به.

بدوره يرفض محمد رياض عروضاً سينمائية لأنها لا تناسبه، ويشرح فلسفته في الابتعاد عن الشاشة بأن الدور الجيد يفرض نفسه على الممثل والجمهور، لأن كلا منهما يبحث عن دور ملائم يشاهده ويمثله.

رغم قلة أعماله الفنية، إلا أنه راضٍ عن خياراته، ويكون في كامل سعادته عندما يلتقي جمهوره الذي يرحب به، مع أنه لم يقدم أعمالا منذ سنوات، ما يبيّن صحة رهانه بأن الابتعاد عن الشاشة في حال عدم وجود نص مناسب هو الأفضل، مشيراً إلى أن الأعمال المميزة لا تنسى.

شجاعة الابتعاد

تعدد القنوات التلفزيونية وتنوعها لم يترك فرصة للفنان في أن يتورط في عمل لا يرضى عنه، برأي نسرين أمين، خلافاً لما كان يحدث في السابق بسبب محدودية المواسم الفنية وحصرها في قنوات معينة.

 تضيف: {على الفنان أن يكون شجاعاً في قراره بالابتعاد، لأنه وحده يصنع تاريخه ويضع اسمه عليه، وهو الذي يتلقى ردود الفعل من الجمهور، وإذا كان الانتشار وقبول الأدوار كافة من دون تدقيقها جيداً في بدايته، فسيتحول إلى حالة ملل لدى الجمهور بعد فترة}.

تشير إلى أنها لا يمكنها تصور نفسها أمام  جمهور يمتعض من ظهورها المتكرر، {لذا الاختفاء بحثاً عن دور رغم تأثيره السلبي مؤقتاً وقد يمثل ضيقاً للفنان، لكنه الأبقى والأهم} بحسب رأيها.

«ذكريات واعترافات» دي أوليفيرا تعرضه مكتبة السينما البرتغالية الشهر الجاري

المصدر : AFP

تعتزم مكتبة السينما البرتغالية تقديم عرض أول عالمي في أبريل الجاري لفيلم السينمائي مانويل دي أوليفيرا الذي توفي الخميس الماضي عن 106 اعوام، وكان اعد برمجة خاصة لعرضه بعد رحيله.

وسيعرض "فيزيتا أو ميمورياس ايه كونفيسويس" (الزيارة أو ذكريات واعترافات)، وهو فيلم طويل يروي السيرة الذاتية للسينمائي الراحل، للمرة الاولى للجمهور في مكتبة السينما البرتغالية في لشبونة، وأوضحت المتحدثة باسم هذه الهيئة ان الفيلم سلم للمكتبة مختوما بعيد تصويره سنة 1982، من دون كشف موعد عرضه المحدد.

وأشارت الى ان هذا الفيلم يحمل نظرة مانويل دي اوليفيرا "إلى حياته والسينما الخاصة به" اذ كان السينمائي الراحل يتحدث عنه بوصفه "اعترافات" شخصية له.

وأثارت وفاة مانويل دي اوليفيرا، عميد السينمائيين في العالم، موجة تأثر في البرتغال التي اعلنت يومي حداد وطني للمناسبة. ودفن اوليفيرا ظهر أمس في مسقط رأسه مدينة بورتو شمال البرتغال.

وقال الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا بتأثر ان السينمائي الراحل كان "شاهدا لا مثيل له عن الثقافة البرتغالية".

كذلك قام مهرجان كان السينمائي بلفتة تكريمية للسينمائي مانويل دي أوليفيرا واصفا اياه بـ"السينمائي الاستثنائي" و"الفنان الكامل" و"منارة الثقافة الأوروبية والعالمية".

وكان المهرجان قد منح مانويل دي أوليفيرا جائزة السعفة الذهبية تكريما لمسيرته سنة 2008 لمناسبة بلوغه عامه المئة.

يذكر أن مانويل دي أوليفيرا ولد في مدينة بورتو شمال البرتغال في 11 ديسمبر 1908، وهو ابن صناعي مولع بالسينما. بدأ مسيرته ممثلا في دور ثانوي في سن العشرين في فيلم صامت بعنوان "فاتيما العجائبية"، قبل الانتقال الى الاخراج سنة 1931.

وبعد مسيرة حافلة استمرت اكثر من 80 عاما، ترك السينمائي الراحل وراءه حوالي خمسين فيلما صور أكثرها بعد سن الستين.

وفي نهاية 2014، حرص السينمائي البرتغالي لمناسبة احتفاله بعيد ميلاده السادس بعد المئة على لقاء جمهوره مجددا تزامنا مع بدء عرض فيلمه الاخير في البرتغال "او فيليو دي ريستيلو"، وهو فيلم قصير صوره قبل اشهر قليلة رغم وضعه الصحي المتدهور.

(أ ف ب)

الجريدة الكويتية في

04.04.2015

 
 

سعيد الماروق في محنة... والنجوم يساندونه

كتب الخبرالجريدة - بيروت

سادت الوسط الفني حالة من الحزن بعد إعلان إصابة المخرج سعيد الماروق بسرطان في الرئة بحجم 4 سم وبالحنجرة قرب الغدد اللمفاوية، وتردّد أنّ الأطباء لن يتمكّنوا من إجراء جراحة سريعة له قبل إخضاعه لعلاج كيماوي وإشعاعي يستدعي سفره العاجل إلى ألمانيا.

تمتلئ مواقع التواصل الاجتماعي بتمنيات النجوم بالشفاء للماروق، فهو تعامل مع القسم الأكبر منهم، وفي رصيده أعمال مميزة، وكان من الأوائل الذين استخدموا تقنيات حديثة في الكليب العربي  وحقق نقلة نوعية فيه.

تمنى عاصي الحلاني  الشفاء العاجل للماروق  ونشر صورة تجمعهما وعلق عليها: {أدعوا معايا بالشفاء العاجل للأخ والصديق والمبدع سعيد الماروق، اسأل الله العظيم رب العرش العظيم، أن يشفيه، أجل اللهم اشفه أنت الشافي ولا شفاء الا شفائك، اللهم لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه}.

دعم وأمنيات

عبرت ليلى اسكندر عن حزنها لما اصاب سعيد الماروق  ونشرت صورته وعلقت عليها: {مافي شي بالدني مستحيل... ياااارب اشفِ صديقي سعيد واعطِ الصبر والإيمان إلو ولعيلتو، وكل اللي بحبوك، عم صليلك من قلبي يا صديقي ورح ترجع من العلاج، وتضل أقوى مخرج وأحلى إنسان وسعيد الماروق اسم بيفتخر فيه لبنان دايماً... بحبك}.

{هذا هو أخي، هذا هو دمي، هذا هو أبي وأستاذي وصديق عمري ومشواري، هذا هو الإبداع، هذا هو العين والقلب والإحساس، هذا هو المخرج الكبير سعيد الماروق}، بهذه الكلمات ناشد سامو زين محبيه وجمهوره بالدعاء لشفاء الماروق، تابع قائلا عبر صفحته الخاصة على {فيسبوك}: {سعيد الماروق اسم غيّر تاريخ الصورة، وهو اليوم يحتاج إلى دعائنا جميعاً، أرجوكم أدعوا له يومياَ اللهم اشفه اللهم اشفه}.

بدورها أعربت زينة عن حزنها لإصابة المخرج سعيد الماروق بمرض سرطان الرئة والحنجرة، ونشرت له صورة عبر حسابها على إنستغرام، وعلقت عليها: {تعبت كثيراً في حياتك، وأنا على يقين بأنك أقوى من أي مرض وقادر أن تهزمه بإذن الله، ربنا يشفيك يا عظيم ويخليك لولادك ومراتك، حبيب قلبي يا سعيد}.

من جهته  أقام محمد ياسين، صاحب ورئيس مجلس إدارة تلفزيون {أرابيكا}، عشاء على شرف سعيد الماروق، حضره راغب علامة وزوجته مصممة المجوهرات جيهان علامة، وائل جسار، نادر الاتات، نهوى ومجموعة من الوجوه المعروفة، وتمنى الجميع الشفاء العاجل للمخرج المتميز. وقد انتشرت فيديوهات على موقع {إنستغرام} من اجواء السهرة، ظهر فيها راغب علامة  ونادر الأتات ووائل جسار وهم يؤدون  أغنياتهم ضمن أجواء من المحبة والإلفة.

سرطان متعدد

في معرض حديثه عن مرضه، أوضح سعيد الماروق أنه اكتشف إصابته بسرطان في الرئة اليمنى بعد فحص للخزعة، وسرطان في الغدد اللمفاوية الموجودة في القصبة الهوائية وهي التي تؤثر على الأوتار الصوتية، وذلك بعد إصابته بعوارض صحية.

أضاف:» الجراحة صعبة في الغدد اللمفاوية، بينما ورم الرئة يمكن استئصاله، لذلك قررنا معالجة ورم الغدد اللمفاوية بالعلاج الكيماوي والإشعاعي على مدى ستة  أسابيع في لبنان. ليس الوقت لصالحي، لذا سنبدأ العلاج قريباً جداً لكي أوقف انتشار المرض، وفي حال غادرت إلى المانيا يمكن أن أكمل العلاج»، تابع: «إيماني بالله كبير وثقتي برب العالمين لا تحدّ».

يتردّد أن معنويات سعيد الماروق ارتفعت، بعد تلقيه مكالمات ورسائل من أصدقاء ساندوه في مرضه، بالإضافة إلى محبي فنه.

كان من المقرر أن يستقر الماروق في مصر طول الفترة المقبلة، لبدء العمل في مشروع سينمائي جديد مع أحمد عز، ولكن بعدما اكتشف مرضه، أبلغ الشركة المنتجة بتأجيل المشروع إلى حين مرور الفترة الأولى من العلاج، وهو ما تقبلته الشركة وبطل الفيلم إلى حين الاطمئنان إلى صحته.

مخرج متميز

وقّع سعيد الماروق كليبات مع أهم نجوم العالم العربي  من بينهم: عاصي الحلاني (وان كان علي، غالي، خليك بقلبي...)، نانسي عجرم (شخبط شخابيط، بتفكر في ايه، مش فارقة كثير، وأحساس جديد...)، إليسا (كل يوم في عمري) ووقع خلاف بينهما من بعده.

أما سينمائيا ففي أرشيفه فيلم سينمائي واحد {365 يوم سعادة}، بطولة أحمد عز ولاميتا فرنجية... آخر ما قدمه الماروق كان كليباً لقمر، اعتبر أحد أهم الكليبات في العالم العربي كونه صور بطريقة سينمائية، كلفته الانتاجية مرتفعة.

الجريدة الكويتية في

05.04.2015

 
 

انغمار برغمان يتحدث عن سينمائيين آخرين وأفلامهم (بقسوة أحياناً):

هوفيك حبشيان

كان انغمار برغمان يرسل في مطلع حزيران من كل سنة لائحة بمئة وخمسين فيلما الى السينماتيك السويدية، فترسلها اليه في شاحنة الى مكان اقامته فوق جزيرة فارو ليشاهدها في صالته الخاصة المجهزة بأحدث تقنيات العرض والتي يقصدها عند الساعة الثالثة من بعد ظهر كل يوم، طوال الصيف، خمس مرات في الاسبوع، وغالبا برفقة ابنائه واحفاده الذين يزودهم كل اثنين لائحة البرمجة الاسبوعية. والى تلك الافلام المئة والخمسين، يمدّه الموزعون العالميون بأحدث الافلام التي تطلق في الصالات:

ـ ميكيلأنجلو انطونيوني: لم اكن شديد الحماسة لانطونيوني، باستثناء فيلمين مختلفين جداً عن باقي افلامه؛ "الليل" و"بلو أب". أملك "الصرخة" في نسخة فيديو. يا الهي كم هو مضجر، مرهق! لم يتلقن انطونيوني ابداً مهنته على نحو تام. انه في الواقع متذوق للجمال. لو اراد مثلاً شكلاً معيناً للشارع في "الصحراء الحمراء" فإنه يعيد طلاء المنازل في هذا الشارع. انه النموذج المثالي لمتذوقي الجمال. متيقّظ للقطة المستقلة، بيد انه لا يعي ان الفيلم هو سيل ايقاعي من الصور، سياق من التنفس، من الحركة. بالنسبة اليه، على العكس، هي تلك اللقطة، تليها لقطة ثانية فثالثة ايضاً. ثمة بالطبع تفاصيل باهرة في أفلامه. لكن "بلو أب" متماسك على نحو لا يقارن. الأمر نفسه بالنسبة الى "الليل" الذي املك نسخة منه ايضا واعود اليه بين الحين والآخر في اعجاب جم ومتعة عارمة. فيلم رائع تتجلى فيه الشابة آنذاك جان مورو. لكن فيلمه المحتفى به كثيراً "المغامرة"! آه، كلا، شكرا! لا اكنّ اي شعور لهذا الفيلم، سوى اللامبالاة. لا ادري لمَ حظي انطونيوني بهذا القدر المرتفع من التقدير. اما مونيكا فيتي فلطالما فكرت في انها ممثلة سيئة جداً.

ـــ فيديريكو فيلليني: علاقتي مختلفة بفيلليني وافلامه. كان يناديني "يا اخي". كان مفترضا ذات حين ان ننجز فيلما مشتركا، مع آخر من المفضلين لديّ، اكيرا كوروساوا. كانت الفكرة ان يصوّر كل منا قصة حب تشكل جزءا من فيلم ينتجه دينو دي لورنتيس. كتبت قصتي وسافرت الى روما حيث كان فيلليني يضع لمساته الاخيرة على "ساتيريكون". افدنا من لقاءاتنا المتوالية طوال ثلاثة اسابيع، في انتظار كوروساوا الذي تعرّض لالتهاب حاد في الرئتين. وفي النهاية تخلى دي لورنتيس عن المشروع قائلاً انه لن يكون هناك فيلم بعد اليوم. في صراحة تامة، كان صعباً دفع فيلليني الى اتخاذ قرار حول القصة التي ينوي روايتها. كنت قد كتبت وجلبت سيناريو محدداً جداً، في حين كان فلليني يملك ملخصاً من ثلاث صفحات يبغي تطويره الى سيناريو مع احد معاونيه الدائمين في الكتابة (...). في انتظار كوروساوا امضيت وقتاً في الاستوديو مع فيلليني متفرجاً على تصويره [ساتيريكون]. آسف كثيراً لعدم ابصار المشروع الثلاثي النور. كنت احب شخصية فيلليني. تناولتُ عشاء الفصح معه ومع زوجته جولييتا ماسّينا في منزلهما على الشاطئ. كنا نتبادل العاطفة. اواصل بالطبع مشاهدة افلامه. احب "لاسترادا"، و"اماركورد" هو الاحب إليّ.

ـــ فيكتور سيوستروم: هو الأول وقبل كل الآخرين، ثم هناك مارسيل كارنيه وكوروساوا وفيلليني. لا تفضيل لديّ في الترتيب. اني املك علاقة فريدة جداً بهم. ارغم نفسي على مشاهدة "العربة الشبح" لسيوستروم مرة كل سنة. اضحى الامر تقليدا ان ابدأ موسمي السينمائي مع "العربة الشبح" وانهيه ب"ابنة الارض الترابية". اني متعلق جدا بهذين الفيلمين. مشاهدتهما واعادة مشاهدتهما باتت نوعا من التقليد. انه مخدّر. او اذا كنت تفضل، آفة. لو استعدنا افلام فيكتور الهوليوودية فإننا نذكر اولا "الريح" الفيلم الرائع. لكني اعتبر، شخصياً، ان "دموع المهرج" ملفت اكثر. أليس امرا خارقا ان يستطيع التأقلم في هوليوود ويكون مجدَّدا في آن واحد؟ كان رجلا عجوزا رائعا، سخي النصح، بسيطا وحكيما. كان يقول لي: لا تثر مسائل كثيرة جدا لا يسعك بعد التحكم فيها، اذن لا تشغل بالك بها. لا تعقّد عمل الممثلين. الجأ الى الديكورات البسيطة، المتقشفة... كانت تلك النصائح غير مقبولة لعدوّ تقاليد مثلي تثيره فكرة الاختبار!

ــ مورناو: فيلمه "آخر الرجال" مع اميل جانينغز، فيلم مرويّ بالصور فحسب في رشاقة وحسيّة رائعتين لناحية الخيارات المشهدية المصوّرة على نحو باهر. ثم فيلمه "فاوست"، واخيرا تحفته "الفجر". ثلاثة افلام مدهشة تفيدنا بأن مورناو، في الوقت نفسه مع ستروهايم في هوليوود، كان منكبا على خلق لغة فريدة جدا ومستقلة. لديّ العديد من الافلام الالمانية المفضلة من تلك الحقبة.

ـــ بيلي وايلدر: لا احد يمسّني اكثر من عجوز فيينا ذاك. يسعني ان ألحظ عظمة جون فورد كسينمائي، لكن افلامه لا تقول لي شيئا. الامر مختلف مع وايلدر. انه ماهر مع الممثلين، حتى في حالة مايرلين مونرو. التقيته حين كان يصوّر "فيدورا" في استوديو بافاريا، وكنت في المانيا لتهيئة "عن حياة الدمى". اعشق افلامه من زمان بعيد.

ــ اورسون ويلز: ويلز بالنسبة اليّ هازل، مقدَّر على نحو مبالغ فيه. انه فارغ، غير مثير للاهتمام. "المواطن كاين" الذي املكه في مجموعتي هو بالتأكيد الفيلم المفضل لدى جميع النقاد، كما انه دوماً في مقدمة افضل الافلام في كل الازمنة. هذا الامر غير مفهوم لديّ على الاطلاق. خذ ناحية الاداء: انه رديء. يتجول ويلز بقناعه، مؤديا شخصية المتسلط المفترض انه وليم راندولف هرست، لكن يسعنا في كل لحظة رؤية نقاط الالتقاء بين قناعه وشخصيته الحقيقية. مرعب! أليس كذلك؟! انه فيلم سيئ، مضجر الى حد قاتل من وجهة نظري. "آل امبرسون الرائعون" مضجر كثيرا ايضا. ولم احبّ ويلز ممثلا كذلك. ثمة فئتان في هوليوود: الممثلون والشخصيات. ارى هذا التمييز مفيدا جدا. ويلز كان شخصية بلا مثيل. لكن في دور اوتيللو... لن اقول لك ما افكر فيه لأنه غير صالح للنشر.

ـــ مارسيل كارنيه / جان دوفيفييه: كان ذلك بين 1936 و1939، وكنت مذهولا بمشاهدة "رصيف الضباب" و"فندق الشمال" و"النهار يطلع" لكارنيه، كذلك "بيبيه لوموكو" و"كرّاس الحفل الراقص" لدوفيفييه. فكرت في انني لو نجحت يوما في ان اضحي مخرجا فإنما هو الاسلوب الذي اود تحقيق الافلام به، اسلوب كارنيه. اثّرت فيّ افلامه كثيرا. لكن حين ذكرت اسمي كارنيه ودوفيفييه في مهرجان فرنسي كان رد فعل الجمهور هزءا جماعيا مليئا بالسخرية والتعجرف. كان في وسعي ان اقرأ تعابير وجوههم: يا له من ابله، رأس غليظ، هذا البرغمان! لو قلت جان رنوار لكان الوضع افضل. لكن يمكن احدا ان يفكر في عمق نفسه تفكيرا حسنا في كارنيه ودوفيفييه.

ـــ "الموجة الجديدة": لا ازال اتمتع بمشاهدة افلامهم، واعتقد انهم جيدون جدا. ثمة حزن فيهم، حنان وحسية اجدها رائعة. هناك ذاك المشهد الرمزي في "الحياة الماجنة" لتروفو حيث يسرق الفتية صورة هارييت من مدخل السينما. احببت تروفو كثيرا، عشقته. طريقته في مخاطبة الجمهور، في رواية قصة، فاتنة وجذابة. ليست طريقتي في القص، بيد انه يُطلع منها موقفا رائعا قياسا بوسيلة التعبير السينمائية. "الليل الأميركي" فيلم ساحر. استطيع ان اشاهد واعاود مشاهدة بعض افلام تروفو من غير ان يصيبني التعب. مثل "الطفل الوحشي". الانسانية في هذا الفيلم خلّفت انطباعا كبيرا لديّ. لم استطع قط التواصل مع اي من افلامه، ولم افهمها كذلك. التقينا تروفو وانا مرارا في المهرجانات. حصل للتو تواطؤ بيننا وامتد الى افلامه. بيد اني اجد افلام غودار متصنّعة، ذهنية، مغترة بنفسها، بلا فائدة من الناحية السينمائية ومسئمة. غودار مضجر كثيرا. لطالما فكرت في انه يصنع افلامه للنقاد. صوّر هنا في اسوج فيلمه "مذكر – مؤنث" المضجر الى حد اوقف شَعري. اؤثر التحدث عن ثالث المخرجين البارزين في "الموجة الجديدة"، ذاك المتخصص في قصص الجريمة الدرامية، كلود شابرول. انه راو رائع في ميدان خاص، اذ كان لديّ دوماً ضعف حيال الثريلر. يسعني قول الامر عينه عن جان بيار ملفيل الذي تترافق لديه الجمالية المؤسلبة مع حسّ ممتاز بإضاءة المشهد. تمتعني كثيرا مشاهدة افلامه. فضلا عن كونه من اوائل المخرجين الذين ادركوا تماما كيفية استخدام السينما سكوب على نحو ذكي وحساس.

الـ FaceBook في

05.04.2015

 
 

يدور حول حياة الديكتاتور

تعرف على فيلم "الرئيس" للمخرج الإيراني مخملباف

24 - محمد هاشم عبد السلام

بعد ما يقترب من خمسة أعوام توقف فيها عن إخراج الأفلام الروائية الطويلة، عاد المخرج الإيراني المتميز محسن مخملباف إلى السينما بفيلمه الروائي "الرئيس"، الذي عرض العام الماضي في مهرجان فينيسيا السينمائي، ثم عرض بعدة مهرجانات دولية، وبدأت قبل أيام عروضه التجارية في العديد من دول العالم.

سيناريو وحوار فيلم "الرئيس" من تأليف محسن مخلملباف بالاشتراك مع زوجته المونتيرة وكاتبة السيناريو ميرزي ميشكني، ويمتد زمن عرض الفيلم لما يقترب من الساعتين، وهو من نوعية الأفلام الدرامية الساخرة، وترشح الفيلم لجائزة أحسن فيلم بمهرجان فينسيا، وفاز بجائزة الجمهور في مهرجان طوكيو وجائزة أحسن فيلم روائي في مهرجان شيكاغو.

واختار محسن مخملباف، مواليد طهران عام 1957، الممثل الجورجي ميشا جومياشفيلي للقيام ببطولة فيلمه، وذلك في دور رئيس الجمهورية الهارب، والطفل الجورجي داشي أورفيلاشفيلي في دور حفيد الرئيس.

وبالرغم من أن الفيلم لم يحدد اسم بلد الرئيس الذي تدور فيه الأحداث، إلا أنه ومن خلال أماكن تصوير الفيلم في جمهورية جورجيا، فإن الأجواء تبدو شبيهة أكثر بتلك التي للبلاد التي كانت خاضعة لحكم الاتحاد السوفيتي السابق.

تدور أحداث الفيلم حول الرئيس الديكتاتور الذي يحتمله شعبه بصعوبة بالغة، ولا يتورع هو عن إثارة ضيق وغضب شعبه ضده، كأن يأخذ، على سبيل المثال، من أجل تسلية حفيده في إطفاء الكهرباء عن البلاد ثم إعادتها ثانية، من أجل تسلية حفيده، وذلك حتى تنقطع تمامًا ذات مرة، إلى آخر تلك الأفعال الغريبة.

وبعدما يثور الشعب ضده بقوة وعنف ويخلعه عن العرش، يضطر هذا الرئيس إلى الفرار متخفيًا في أنحاء البلاد في ملابس حلاق، بصحبه حفيده البالغ من العمر خمس سنوات، وذلك بعدما رفض الحفيد ركوب الطائرة مع جدته ووالدته وخالته، مفضلاً البقاء مع جده الذي يعشقه، وبعدما فشلا معاً في العودة من المطار إلى حيث القصر مرة ثانية.

للمخرجة كوثر بن هنية

فيلم "شلاط تونس" في السينمات الفرنسية

24 ـ إعداد: محمد هاشم عبد السلام

بعد عرضه في العديد من المهرجانات مثل دبي وكان وسان سيباستيان والقاهرة، بدأ في دور العرض الفرنسية الأسبوع التجاري الأول للفيلم التونسي اللافت "شلاط تونس". والفيلم من إخراج وتأليف الكاتب والمخرجة التونسية المتميزة كوثر بن هنية.

ويمتد زمن عرض فيلم "شلاط تونس" لساعة ونصف الساعة تقريباً، وهو من نوعية الأفلام التي تمزج بين السينما التسجيلية والسينما الروائية، إلى جانب الاعتماد على أسلوب الريبورتاج الصحافي والمقابلات والحوارات التليفزيونية، وهو الفيلم الرابع في مسيرة المخرجة، بعد فيلم تسجيلي وفيلمين قصيرين.

وتتناول أحداث الفيلم تلك القصة الغامضة لذلك الشخص الذي أطلق عليه "شلاط تونس"، وذاع صيته السيئ في العاصمة التونسية عام 2003، حيث اقترف شلاط هذا عدة أفعال أو حوادث إجرامية غريبة على المجتمع التونسي وقتذاك.

وكلمة "التشليط" هي مفردة تونسية صرفة وتعني "شرط" أو جرح الجلد بمشرط أو سكين أو بأي آلة حادة بغية جرحه وإصابته، وذلك الشلاط كان يختار ضحاياه من النساء على وجه التحديد، وبالذات أولئك اللاتي يرى أنهن يرتدين ملابس ضيقة أو قصيرة أو غير لائقة من وجهة نظره، ويقوم بتشليطهن.

وقد ظلت تلك الشخصية، التي أطلق عليها الجميع شلاط تونس، مجهولة الهوية حتى الآن رغم مرور كل تلك السنوات، وتوقف الشلاط عن ارتكاب أفعاله تلك، لكن كوثر في فيلمها تتحرى أصل تلك القصة وتحاول البحث والتنقيب عن ذلك الشخص والوصول إليه لمعرفة الأسباب التي دفعته للقيام بما قام به ولماذا وكيف توقف.

وبالفعل تضع المخرجة الكثير من اللافتات بالمقاهي تطالب الشلاط بالظهور والتوجه إليها من أجل مقابلته والتصوير معه، وعلى امتداد الفيلم، وإلى جانب الكثير من المقابلات والحوارات التي تجريها مع العامة والمسؤولين والأطباء وعلماء الاجتماع، تتعرض كوثر للعديد من المواقف التي تكشف الكثير، وللمفارقة، أن من بينها، ادعاء الكثيرين أنهم أصحاب شخصية "شلاط" الحقيقية، وذلك كي يتم التصوير معهم ويظهرون في الفيلم.

موقع (24) الإماراتي في

05.04.2015

 
 

«الشاب الرائع» يفوز بجائزة «تمودا الذهبية» للفيلم الطويل في «تطوان السينمائي»

تطوان (المغرب) - رويترز

فاز فيلم "إل جيوفاني فافولوزو" (الشاب الرائع) للمخرج الإيطالي ماريو ماتوني أمس (السبت) بجائزة "تمودا الذهبية" الكبرى للفيلم الطويل في ختام الدورة الـ 21 لـ "مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط".

وبدأت الدورة في 28 آذار (مارس) الماضي، عرض خلالها 66 فيلماً منها 12 فيلماً طويلاً، و12 فيلماً قصيراً في المسابقة الرسمية، و15 فيلماً وثائقياً، بالإضافة إلى 12 فيلماً في فقرة "التكريمات"، وستة أفلام في فقرة "استعادة"، وسبعة أفلام في فقرة "عروض أولى" (التي تعرض للمرة الأولى مرة في المغرب)، بالإضافة إلى فيلمي الافتتاح والاختتام.

وفاز فيلم "أفراح صغيرة" للمخرج المغربي محمد الشريف الطريبق بـ "جائزة الجمهور"، وحصل مواطنه المخرج عبدالقادر لقطع على "جائزة حقوق الإنسان" التي يمنحها "المجلس الوطني لحقوق الإنسان" على فيلمه "نصف السماء".

وفاز الفيلم التركي "سيفاس" للمخرج كان موغديسي بـ "جائزة العمل الأول" التي تحمل اسم المخرج الجزائري الراحل عز الدين لمدور، بينما منحت "جائزة التحكيم الخاصة" التي تحمل اسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب إلى الفيلم الفرنسي "تير إفيمير" للمخرج جورج أوفاشيلي.

وحصد فيلم "مول الكلب" للمخرج المغربي كمال الأزرق على "جائزة الفيلم القصير"، وذهبت "جائزة الابتكار" إلى فيلم "فلاش" للإسباني ألبرتو رويز، فيما ذهبت "جائزة لجنة التحكيم الخاصة" إلى فيلم "آخر الفرنسيين الأقحاح" للمخرج الفرنسي بيير إيمانويل أكون.

وفي فئة الأفلام الوثائقية، فاز فيلم "روشميا" للمخرج الفلسطيني سليم أبو جبل بالجائزة الكبرى، ومنحت "جائزة التحكيم الخاصة" إلى فيلم "حلاوة الديار" للبنانية نادين ناعوس، فيما حصل فيلم "قراصنة سلا" للمخرجة المغربية الشابة مريم عدو على "جائزة العمل الأول".

وذهبت "جائزة أفضل ممثل" إلى المصري آسر ياسين عن دوره في فيلم "أسوار القمر" للمخرج طارق العريان، فيما حصلت الممثلة الإسبانية لولا ديوناس على "جائزة أفضل ممثلة"عن دورها في فيلم "لوس فينومينوس" (الظواهر).

وكرمت هذه الدورة الممثل المصري أحمد عز، إذ سلمه درع التكريم الممثل المغربي محمد مفتاح. واعتبرت إدارة المهرجان أن عز "نجم لا يهدأ في سماء السينما العربية، مما يجعله يستأثر باهتمامنا، ويجعلنا حريصين على مساره".

وعرض في ختام هذه الدورة، الفيلم الجزائري "الوهراني" من إخراج إلياس سالم.

الحياة اللندنية في

05.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)