كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

مدغشقر .. ملاذٌ غير آمن لقرود الليمور

عدنان حسين أحمد

 

ينتقي المخرج الكندي "ديفيد دوجلاس" موضوعات أفلامه الوثائقية بعناية فائقة شأنه شأن المخرجين المبدعين في مختلف أنحاء العالم، الذين يعتمدون على أبحاث علمية ودراسات معمّقة قبل أن يخوضوا في تصوير أفلامهم ويشرعوا في كتابة قصصهم السينمائية التي تُكتب غالباً بعد التصوير الذي يوفِّر لهم حرية التنقّل بين اللقطات والمَشاهِد الكثيرة التي صوّرتها الحاسة البصرية الخبيرة، التي تنطوي على الكثير من المحمولات الفنية الثاوية في أشرطة التصوير التي تُعتبر مادة خام قبل أن تمتدّ إليها يد المونتير وتبثّ في لقطاتها ومشاهِدها إكسير الحياة النابض وتحوِّلها إلى خطاب بصري يجمع بين المتعة والفائدة في آنٍ معا.

تقترن أفلام دوجلاس غالباً بالبيئة والمجتمع ويكفي أن نشير هنا إلى فيلمه الوثائقي ذائع الصيت "حرائق الكويت" لنثبت اهتمامه بالبيئة وقلقه الدائم عليها. أما إطلالته الجديدة في فيلم "مدغشقر: جزيرة قرود الليمور"2014  Island of Lemurs: Madagascar  فهي تكشف عن ولعه بالطبيعة المدغشقرية من جهة وبحيواناتها البرية من جهة أخرى، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه القارة "الثامنة" ملاذاً غير آمن لقرود الليمور التي تعرضت لمخاطر جسيمة سببّها، مع الأسف الشديد، الكائن البشري منذ وصوله إلى الجزيرة الكبيرة قبل ألفي سنة ولا يزال يُشكِّل تهديداً كبيراً لحياتها قد يفضي بها إلى الانقراض وذلك بفعل الحرائق التي تلتهم القسم الأكبر من غابات هذه الجنة الأرضية.

بنى الكاتب درُو فيلْمان سيناريو هذا الفيلم على قصة مُحكَمة مزج فيها الحقيقة الدامغة بالخيال المجنّح حينما أظهرَ لنا القسم الجنوبي الشرقي من قارة أفريقيا وهي تتعرض لتساقط الكويكبات التي دمرت الديناصورات وقضت عليها نهائياً قبل ستين مليون سنة، لكنها لم تقضِ على حياة قرود الليمور التي وصلت إلى مدغشقر على حصائر نباتية اقتلعتها انفجارات الكويكبات ثم دفعتها الأمواج إلى الجزيرة الكبيرة المواجهة للقارة السمراء. ثم أكمل الهيكل المعماري لهذه القصة السينمائية التي شارك في بنائها ثلاث شخصيات مهمة وهي السارد الصوتي "مورجان فريمان"، الفائز بجائزة الأوسكار لأفضل دور ثانوي عن دوره في فيلم "فتاة المليون دولار"، والدكتورة "باتريشا رايت" المتخصصة بالقردة العليا وعلم الأنثروبولوجيا والحفاظ على البيئة. و"هانتانيرينا رازاميمانانا"، الملاغاشية المتخصصة في الأنثروبولوجيا البيئية والتي درست سلوك الليمور في بيرينتي منذ عام 1983. وقد تناوبت الشخصيات الثلاث على سرد حكاياتها التي تتمحور على قرود الليمور التي وفدت إلى جزيرة مدغشقر قبل ستين مليون سنة في أفضل تقدير.

يشدّنا المخرج "ديفيد دوجلاس" منذ المشهد الاستهلالي إلى جمال الطبيعة المدغشقرية وسحرها الخلاب، كما يلفت انتباهنا منذ البدء إلى خلو الجزيرة من الحيوانات المفترسة الأمر الذي أتاح لقرود الليمور أن تلهو بحركات رشيقة على السواحل الرملية وبين أشجار الغابات المطيرة العذراء التي لم تمتد إليها يد الإنسان بعد.

تطلّ علينا شخصية الدكتورة باتريشا رايت بتقنية "الفويس أوفر"  Voice Overلتوضح لنا بأنها قد جاءت لحل لغز تواري قردة الليمور عن الأنظار، فهي لم تظهر على مدى خمسين عاماً. وقد أمضت رايت شهراً كاملاً من دون أن ترى قرداً واحداً حتى أوشكت أن تيأس وتتخلى عن مهمتها حتى رأت ذات صباح إحدى هذه القرود الجميلة فاطمأنت وزالت مخاوفها قليلاً.

تعني كلمة Lemurs الأرواح الهائمة، وربما أُخذت هذه التسمية من بعض أنواع قردة الليمور التي تنشط ليلاً وتنتقل من مكان إلى آخر بحركات رشيقة متقنة تثير الإعجاب خصوصاً تلك الأنواع التي تقفز من شجرة إلى أخرى بخلاف الأنواع الأخرى التي تقفز من غصن إلى غصن ضمن الشجرة الواحدة.

تلفت الدكتورة رايت عنايتنا إلى أن الإنسان وقردة الليمور على حد سواء يعانون من مشكلة واحدة في هذه الجزيرة وهي قلة الموارد الغذائية ثم يخبرنا فريمان بأن الإنسان حينما وصل إلى هذه الجزيرة قبل ألفي عام قد حرق %90 من غابات هذه الجزيرة، ثم نشاهد بعض هذه الحرائق وهي تلتهم الغابات التي تعيش فيها قردة الليمور وسواها من الحيوانات البريّة الأخرى وحجة الإنسان في ذلك أنه يبحث عن أراضٍ زراعية كي يسدّ حاجته من الغذاء ويؤمِّن المراعي للمواشي والأغنام. ونتيجة لهذه الحرائق المتواصلة فقد تضاءلت أنواع مختلفة من قردة الليمور وانقرض بعضها الآخر لكن هناك نوعاً واحداً كانت له قدرة كبيرة على المقاومة والتكيُّف ظل على قيد الحياة وبدأ يعيش في الكهوف والجبال بعيداً عن الغابات المطيرة وهذا النوع هو الليمور حَلَقي الذيل، مدبب الأنف، رشيق الحركة، لكن اللافت للنظر أن الأنثى هي التي تقرر أين تذهب العائلة الليمورية الصغيرة وماذا يأكل أفرادها. فهي المهيمنة في الأسرة مهماً كان حجمها صغيراً!

تتميز غالبية قردة الليمور بخفة الحركة والقدرة على تسلق الأشجار والحافات الصخرية الحادة كما أنها تنام ليلاً على شكل كرة متضّامة قد يصل عددها إلى عشرة حيوانات أو أكثر وتتخذ من هذا التضّام الليلي وسيلة للدفاع عن النفس. تتواصل قردة الليمور بكل أنواعها بواسطة الصوت والرائحة إضافة إلى التواصل البصري المعهود خصوصاً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن قردة الليمور تمتلك عيوناً واسعة تستطيع أن تلمّ بها مساحة واسعة جداً قد تجنبها بعض المفاجآت والأخطار المحدقة بها.

ولكي يدرأوا الأخطار عن هذه القردة تضافرت الجهود لإنشاء بعض المحميات مثل الحديقة الوطنية في رانومافانا بمدغشقر  بغية حماية هذه الحيوانات النادرة من الانقراض. وبغية تأكيد هذا الاهتمام بقردة الليمور فقد شاهدنا أحد المختصين وهو يزن إحدى هذه القردة ويدوِّن كل المعلومات المطلوبة عنها ويتأكد من خلوها من الأمراض والطفيليات. فالعناية بهذه المخلوقات النادرة على أشدها في هذه الجزيرة بالتعاون مع المعاهد والجامعات العالمية المعنية بدراسة الأجناس الحيوانية برمتها.

لا يستطيع حيوان الليمور أن يعيش في الأسر لذلك يُستحسن أن يعاد إلى بيئته التي تكيف عليها منذ ملايين السنين. وقد شاهدنا اثنين من هذه الحيوانات وهما الأب وصغيرته قد أُعيدا إلى الغابة بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة ولم يعودا وحيدين، إذ سرعان ما اندمجا في الغابة التي اعتادا عليها من قبل. يكشف لنا مخرج الفيلم بأن قردة الليمور قد تكون صغيرة جداً بحجم الفأر الكبير أو الجرذ، فهي متنوعة الأحجام ومختلفة الأشكال وقد أشارت الدكتورة باتريشا إلى اثنين من قردة الليمور البنية وقالت إنهما الوحيدان في هذه الجزيرة الأمر الذي يستدعي حمايتهما من الانقراض.

تتوقف الشخصية الثالثة هانتا رازاميمانانا عند نوع محدد من قردة الليمور يطلقون عليه اسم سيفاك أو "شيفاك"وهو رشيق الحركة، وماهر في التسلق، ويمشي بشكل عمودي، ويستطيع أن يقفز لمسافة واسعة قد تصل إلى عشرة أمتار في القفزة الواحدة. وقد سبق أن شاهدنا في مفتتح هذا الفيلم بعض قرود الليمور حَلَقية الذيل وهي تتقافز على الساحل الرملي بمرح ورشاقة يلفتان انتباه الناظرين إليها. تؤكد هانتا بأن السيفاك هو ضرب من الليمورات الذكية، فحينما تدوّن الدكتورة بعض الملاحظات تقترب هذه الحيوانات وكأنها هي التي تدرس الدكتورة وليس العكس. تقدم هانتا معلومة لافتة للانتباه حينما تقول بأن السيفاك لا يشرب الماء لأنه يحصل عليه من أوراق النباتات والفواكة التي يتناولها يومياً. لقد تتبعت هانتا قرود السيفاك لمدة عشرين عاماً حتى صارت تعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذا الحيوان المدهش في سلوكه وعاداته اليومية.

قرود الليمور النادرة سوف تتكاثر في السنة القادمة والسكان المحليون يكافحون النيران التي تشتعل هنا وهناك بهدف الإبقاء على هذه الغابات المطيرة وما تحتويه من كنوز متنوعة لا تقدر بثمن. لا يخلو الفيلم من جوانب تربوية وتعليمية فحتى الأطفال في الجزيرة يقدمون عروضاً مسرحية يُعلمّون فيها أهلهم وذويهم كيفية المحافظة على هذه الكنوز والثروات الطبيعية ويتمنون على أنفسهم أن لا يكرروا أخطاء أسلافهم.

استمرت رحلة الليمور ستين مليون عاماً ولكي تبقى هذه الحيوانات بعيداً عن المخاطر فإنها تحتاج إلى رعاية سكان الجزيرة قبل غيرهم من العلماء والمختصين والباحثين الذي يفدون إلى جزيرة مدغشقر المليئة بالعجائب والكنوز. فها هي الدكتورة باتريشا تعترف بلسان صريح بأنها كلما تزداد معرفتها بهذه الحيوانات المدهشة عن كثب كلما تُحبها أكثر. أما السارد الصوتي فإنه ينهي كلامه بالقول بأن أفضل قصة في الطبيعة هي تلك القصة التي لا تنتهي!

لا شك في أن سلاسة الفيلم وتدفقه الجميل يعود إلى براعة المونتيرة "بيث سبيغل" التي قدمت لنا قصة مشوّقة لم تزد مدتها على أربعين دقيقة لكنها غطت مساحة زمكانية كبيرة، كما قدمت لنا معلومات مهمة عن قرود الليمور النادرة التي تتعرض، مع الأسف الشديد، إلى مخاطر جمّة ما لم ينتبه إليها أهالي مدغشقر ويحافظوا على الكنوز الكثيرة التي تنطوي عليها عموم الأراضي المدغشقرية.

ربما يقف الموسيقي الأميركي "مارك موذرزباو" بموازاة المونتيرة سبيغل حيث قدّم لنا مقاطع موسيقية تنسجم تماماً مع ما ترويه الشخصيات الثلاث من قصص ومعلومات مفيدة من جهة، ومع الأحداث التي نراها تتجسد أمام أعيننا. فالفيلم السينمائي في نهاية الأمر هو صوت وصورة لكن الصوت هنا كان يقف تماماً على قدم المساواة مع الصورة التي كانت جذابة وأخّاذة وآسرة للألباب. وحري بنا أن نشير هنا إلى الأغاني الجميلة التي تخللت القسم الأخير من الفيلم وهي على التوالي "سوف أحيا" و "كُن طفلي الصغير" التي تناغمت مع حركة قرود الليمور الرشيقة ومع أحداث الفيلم الوثائقي الذي احتضن كل عناصر الطبيعة المدغشقرية من أشجار وأنهار وجبال صخرية حادة، هذا إضافة إلى جوانب متعددة من الحياة اليومية للمجتمع المدغشقري الذي يحيلنا إلى البساطة، والنهل من الينابيع الأولى للطبيعة العذراء.

لابد من الإشارة إلى أن نجاح هذا الفيلم يعود إلى جمال التصوير وبراعة المصوّر "ديفيد دوجلاس"، مخرج الفيلم، الذي بلغ رصيده الإخراجي ستة أفلام وثائقية مهمة من بينها "ذئاب"، "نجاة جزيرة" و "حرائق الكويت". أما رصيده التصويري فقد قارب الثلاثين فيلماً أبرزها "سرّ الحياة على الأرض"، "مدنٌ في البريّة" و "الكوكب الأزرق" وغيرها من الأفلام الوثائقية الناجحة التي لا تغادر ذاكرة المشاهدين بسهولة.

الجزيرة الوثائقية في

02.04.2015

 
 

الدغيدى: عمل سينمائى لمتسابقات «نجمة العرب»

كتبت - سهير عبدالحميد

انضمت المخرجة إيناس الدغيدى مؤخرا إلى لجنة تحكيم «نجمة العرب» مع الفنانات نبيلة عبيد وسوسن بدر والمخرج أحمد شفيق حيث قامت بتسجيل 6 حلقات من البرنامج وهى حلقات التصفيات النهائية والتى يتم خلالها اختيار الست متسابقات اللاتى يتنافسن على لقب «نجمة العرب». إيناس قالت إنها وافقت على المشاركة فى هذا البرنامج لأنه ليس بعيدًا عن عملها كمخرجة تسطيع تقييم المواهب التمثيلية بجانب أن طبيعة البرنامج مختلف عن باقى برامج اكتشاف المواهب الموجودة على الساحة وعندما قررت قنوات روتانا أنها تقدمه لأنه يخدم هدفها وهو الاهتمام بالأفلام والسينما التى تقوم عليها هذه القناوات وهذا شىء يحسب لها وإن كان هناك بعض العيوب موجوده أهمها أن تقديم الحلقات مسجلة لا يعطى حياة مثل برامج البث المباشر هذا بجانب أن الوقت الذى يتم إعطاؤه للمتسابقات ضيق ولا يسمح بالتدريب الجيد وهذا قد يظلم المواهب. وأبدت الدغيدى إعجابها بعدد من المتسابقات فى البرنامج من ناحية موهبتهن التمثيلية وقررت الاستعانة بهن فى أعمالها المقبلة لأنها وجدت فيهن دمًا جديداً يحتاجه الوسط الفنى.  وأشارت الدغيدى إلى أن مشاركتها فى لجنة تحكيم برنامج «نجمة العرب» لا يقلل منها كمخرجة لها اسم وانما هو تجربة جيدة لاكتشاف مواهب ووجوه جديدة وإذا كانت ليس لديها أعمال فنية فى الوقت الحالى تقدم من خلاله وجوه جديدة فهذا البرنامج يساعدها على ذلك معتبرة أن هذا من الأدوار الرئيسية التى يجب ان يقوم أى مخرج ويحسب ذلك فى تاريخه.

على جانب آخر أكدت الدغيدى أنها لاتزال فى انتظار قرار نقابة المهن السينمائية للفصل فى مشكلة مسلسل «عصر الحريم» حيث تقدمت هى والسيناريست مصطفى محرم بشكوى  ضد المنتج هشام شعبان  لمماطلته فى انتاج مسلسل عصر الحريم ورفضه فسخ التعاقد معها هى والمؤلف.

وقالت: حاولنا بكل الطرق الودية التفاهم مع شركة كنج توت فالمسلسل موجود فى الأدراج منذ ثلاث سنوات ورافضين تمامًا فكرة أن شركة أخرى تنتجه وهذا جعلنا نلجأ لنقابة السينمائيين لكن الأمر مازال معلقًا وكنت أتمنى أن هذه المشكلة تنتهى حتى ابدأ فى التحضير للمسلسل خاصة أن هناك أكثر من عرض لدى من شركات وقنوات فضائية لانتاج المسلسل. كانت إيناس سبق ورشحت عددًا من الفنانين لبطولة المسلسل منهم صفية العمرى ومصطفى فهمى ودرة وهند صبرى.

روز اليوسف اليومية في

02.04.2015

 
 

خرائط «كروننبرغ» ونجومه.. شهادة ساخرة عن أفول هوليوود

«سينماتوغراف» ـ أحمد ثامر جهاد

ليس من اليسير على المشاهد استبعاد صورة النبوءة التي حفل بها فيلم «خرائط إلى النجوم» للمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ عن أفول مدينة السينما«هوليود» بفعل انحطاطها، وهو الذي لا تهمه، نظرا لخصوصية اختياراته الفيلمية، فرية الأحكام الآنية، وكان يعد في غير عمل سابق له، من نوع المخرجين الذي تمردوا على سياق«النوع»، وانقادوا للتجريب في إبداعاتهم السينمائية عبر أكثر من مضمار درامي ونوع فيلمي، وكأنه يراهن على ما هو غير معتاد أو حتى بعيد الاحتمال.

وكان كروننبرغ قد ترك للجمهور قبل نحو عامين فيلما يعتبر إلى حد ما، عصيا ومتقشفا بما يصرح به، هو«كوزموبوليس» سيحتاج إلى وقت أطول للحكم عليه. الأمر ذاته قارب تصريح المخرج كروننبرغ عشية اللغط الذي رافق عرض فيلمه «خرائط إلى النجوم» من أن مغزى الفيلم سيلقى تقديره في زمن آخر. لكن أليس من الأجدى لنا وضع كروننبرغ في سياق أفلامه ذاتها، للاقتراب من دعواه المثيرة دوما، في محاولة متواضعة لتمرير بطاقة مخرج دؤوب حفلت سيرته بأكثر من أربعين فيلما. هل نحتاج لمعاينة هوية كروننبرغ في سياق أوسع، التذكير ببعض أفلامه السابقة على قدر قوتها التعبيرية ولغتها السينمائية المميزة وغرائبيتها أحيانا: Videodrome ، A History of Violence، Eastern Promises، Crash

المخرج الموسوم بالمهارة والمعرفة يمكنه التوقع ان فيلم «maps to the stars» سيكون بنظر بعض المشاهدين قطعة مهلهلة من خيال سقيم منذور للجنس والعنف والغرابة. مثلما يمكنه الدفاع عن فيلمه بوصفه احتجاجا ملتزما على كل ما يميز قصة «هوليود» عند الأمريكيين الفخورين ببهاء مملكتهم الأسطورية. هجاء مرير يقدمه كروننبرغ للمدينة الاستثنائية أو ما يسمى بماكنة الذهب «هوليود» التي تغذي علاقاتها الراسخة لدى مشاهيرها حس التنافس والغيرة والمكائد، فيما تواصل استوديوهاتها العملاقة على مدار عقود طويلة إنتاج أفلام تافهة وبذيئة ومثيرة للسخرية، مفسدة للعقول ومخربة للذوق، وعليه ليست موعظة أخلاقية القول انها بحاجة ماسة إلى دماء جديدة. لكن من سينصت لنداء كهذا، من دون ضربة موجعة على الرأس؟

في سياق كهذا ربما يمكننا تصور المسوغات المرجحة التي دفعت المخرج لتجريد أحداث فيلمه من المعاني المتوقعة، لتكتسب الصورة لديه بعدا آخر، لا تعدم رمزيته، حينما يتعلق الأمر بنظام العلاقات بين الأشياء (الإنسان، القيم، العالم المنشود) وان اتسمت الصورة هنا بثقل مفزع على الشاشة، عبر مشاهد حفلت بنزعات غريبة لأناس مشهورين يتعاطون يوميا صنوف الرياء والابتزاز، وينمّون في منازلهم وشركاتهم الفارهة أوهامهم ورغباتهم المشيطنة، كما ليس من الوارد استبعاد حاجة البعض إلى القتل كـ«حلّ» امثل إذا اقتضت الضرورة ذلك.

كاتب سيناريو شاب يأمل من عمله «سائق سيارة ليموزين» أن يثير فضول نجوم السينما الذين يصادفهم لقراءة أعماله الفتية، أملا في الدخول إلى حيز الشهرة. فيما تجهد الممثلة «هافانا- جوليان مور» التي افلت نجوميتها، لممارسة تصابيها، الخضوع لجلسات العلاج النفسي، أو القيام بأي شئ آخر بوسعه إعادة بريقها، من اجل إطفاء قلقها، ولو عبر التعلق بطيف والدتها «النجمة السينمائي السابقة» والذي سيوصلها إلى حد ارتكاب أفعال حمقاء لمجرد الفوز بدور سينمائي يجسد على الشاشة سيرة الأم المحبوبة جماهيريا.

للوهلة الأولى سيبدو كل شئ غير مترابط، ويفتقد إلى المنطق، لكن مع اقتراب المخرج من دواخل شخصياته والتعبير عما هو غير منظور فيها، سيمكننا التعامل مع فكرة ان الحاضر بات أكثر استعداءً للعقل واستعصاءً على الفهم، خاصة مع من يملكون القدرة على صياغة صورة عالمنا.

وكلما توغلنا في أحداث الفيلم تعرفنا أكثر على باطن شخصياته الموتورة داخل إطار أريد له أن يلخص عالم هوليود بشريط إخباري متطرف ومبالغ فيه عن حياة نجومها وخطاياهم. فهذا «بنجي» نجم يافع متعجرف ومدلل، يعيش -في ظل رعاية والديه المشهورين- أجمل لحظات نزقه وغطرسته، من دون أن يجد خلاصا لمخاوفه من الأشباح التي تطارده في خلوته، فيما تعود ذكرى أخته «اجاثا» التي نفيت بعيدا عن العائلة عقب اتهامها بافتعال حريق في منزل الاهل لدوافع غير واضحة، كاد ان يؤدي بحياة الرضيع «بنجي»، فتم منذ ذلك الحين هجرانها من قبل عائلتها عقوبة عما اقترفته. لكن الفتاة الطموحة تحضر هذه المرة كواقع فعلي يحوم حول مبتغاه المحظور.

ورغم تحذيرات العائلة التي تخشى على سمعتها من لوثة الابنة، تصل أجاثا «ميا واسيكوسكا» إلى عزلة «بنجي» وتتلاشى المحظورات أمام قوة أحاجيها المغوية وكلماتها التي تحمل أصداء قصيدة الحرية لايلوار، انه نوع من تسلل شهواني مشفوع بهوس المراهقين بفردوسهم المتخيل.

ستكون اجاثا فيما بعد مساعدة «هافانا» وكاتمة أسرارها، لكن عزيمتها على الدخول إلى مدينة الأحلام وتحطيم قيودها ستضعها في محور الأحداث اللاحقة للفيلم، لتكون الفاعل الأهم ونقطة الترابط في مسار الأحداث، خاصة وهي ترسم في مشهد قتل «هافانا» في منزلها، بضربات دموية تعرض مفصلة، وتمررها الكاميرا بلقطات بليغة تنحدر في زوايا تصوير متقنة، تظهر أقسى تعبير يمكن تصوره على وجه سيدتها التي تسقط مضرجة بدمائها وأوهامها مثل أيقونة تراجيدية تنحط إلى عالم سفلي.

أثار هذا المشهد مع مشاهد جريئة أخرى، حنق بعض المشاهدين الذين عدوه مبالغة غير محبذة وتهويل قاس لخطايا النجوم الذين لا يختلفون عن سواهم من البشر. لكن الصورة السينمائية في نهاية الأمر لا تمتثل إلا لجدارتها في اقتناص الإحساس الجمالي، وان أفضى معناها إلى التعميم غير المحبذ.

***

يمكن القول ان الأحداث مصنوعة بجمال، لكن بسهولة بالغة لا تستبعد الكليشيهات النمطية، والأشد إزعاجا انها متحيزة ثقافيا واحتجاجية بشكل فج. فالأحداث تتحرك حينا في مسارات كما أراد لها المخرج أن تكون، وليس وفق منطقها الداخلي الذي يفترض ان يوجه نظام سرد أحداث الفيلم ويرسم شخصياته.

سنرى الفتاة الحالمة اجاثا التي تنوء بحمل الماضي، مقادة بوعي يتخطى خبراتها المحدودة المقتصرة على الغريزة المجربة، وان كان قدومها إلى مدينة النجوم بحثا عن الشهرة، سيعني بحال من الأحوال رغبة دفينة في العودة إلى نوع من البراءة المنشودة، ستبدو مجسدة في المشهد الأخير الذي يجمعها مع أخيها بنجي بعد ان تخلص من أعباء سلطة الأب المنغمس سرا بعلاقة محارم أثمرت طفلين فريدين سيرسمان أقدارهما مثل آلهة تتناسل في السر.

ولطي صفحة الماضي الكريه بوحي القدرة على النسيان ومواصلة الحياة، يرقد بنجي وأخته المنتشية في العراء، يهمسان لبعضهما تحت سماء واعدة. هذا العالم المصنوع، البراق، لا حدود لنزواته ونزقه وجنونه، يعلمنا كروننبرغ ذلك، لكن على طريقته.

يمكن القول ان كروننبرغ اختار طريقته الخاصة- وان كانت غير مكتملة أو مقنعة في بعض مواضعها- للشهادة على ان هوليود لم تعد مفخرة للأمريكيين كما كانت في عصرها الذهبي، صناعة الأحلام الجميلة باتت موبوءة بالجشع والاستغلال ولم تعد في نظر العديد من روادها أكثر من تفوق تقني حتمه تطور الآلة وهوس المنتجين.

أمر كهذا يدعونا للتفكير في النمط الثقافي الأمريكي برمته، بغية إفساح المجال لنبوءة سينمائية تستشرف مستقبل مملكة ذهبية تحمل عوامل نجاحها وانهيارها في الوقت ذاته، أسوة بالإمبراطوريات الكبرى في التاريخ. ولكن قد يثمر ذلك النزوع في نهاية الأمر عن فيلم شديد الغرابة والسخرية، فالنوع الحكائي الأليق لجعل الأشياء قابلة للفهم يتطلب وضع الأحداث في إطار أوسع لمنح التعارضات الأشد تمايزا مسوغات مقبولة وشكل فني ملائم.

يشير كروننبرغ إلى انه تعامل مع سيناريو معقد وطويل جدا لبروس واغنر، وكان عليه ان يختصر الكثير من صفحاته، ليمنح الفيلم صبغة حداثة مناسبة. وقد تكون النتيجة لغير صالح الموضوع الذي كان يمكن تناوله من دون تصنع أو ادعاء أو إجابات نهائية. صورة قاسية مشفوعة بالدم والأوهام والجنس هي كل ما يبقى مهيمنا امام أي تأويل ممكن يحاول تلطيف هذه الدراما الجحيمية التي تسعى إلى أن تكون ملفتة في هجائها المقذع لعوالم السينما الأمريكية.

هل ما زلنا بحاجة إلى مسوغات كافية تجمع بين سائق ليموزين يحلم بالنجومية مع فتاة مضطربة تبحث عن مغزى حياتها الضائعة، وممثلة تشعر بالغيرة ويقتلها الإهمال بعد ان أدركها العمر، لنكون أمام أحداث نموذجية تدفع القصة إلى مناطق مجهولة، اشد تطرفا وابعث على الأسى؟ حينذاك ستهتز الموازيين بشكل غير مسبوق ليصبح كل شئ عرضة للانهيار.

في هذا الفيلم قدمت الممثلة «جوليان مور» التي تخطت عقدها الخامس عرضا أدائيا ملفتا نالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان، وتسببت مشاهدها العارية في الفيلم في إثارة جدل واسع عشية عرضه في مهرجان القاهرة. فيما اعتبر النقاد ان دورها الملفت في هذا الفيلم هو الأكثر جرأة في تاريخها الفني منذ ظهورها بدور الأم الشهوانية في فيلم «savage grace-2007».

شاهد التريللر الخاص بفيلم maps to the stars:

https://www.youtube.com/watch?v=tsFnwgUlrxs

 

«أمال متجددة».. حلقة وصل سينمائية بين القاهرة وطوكيو

القاهرة ـ خاص «سينماتوغراف»: محمد عاطف

تشهد مصر في الآونة الأخيرة تحديا ملحوظا لنفوذ الفيلم الهوليوودي وسط جمهور الأفلام الأجنبية، وذلك بفعل التظاهرات والمهرجانات السينمائية المهتمة بالأفلام الأوروبية والإفريقية. لكن يظل الفيلم الأسيوي بعيدا عن الجمهور المصري لولا اهتمام مؤسسة اليابان- مكتب القاهرة بعقد أسبوع الفيلم الياباني الذي أتم دورته التاسعة عشرة منذ أيام تحت شعار «أمال متجددة»، وسط إقبال واحتفاء جماهيري واسع.

رسالة من اليابان

حملت الدورة التاسعة عشرة لأسبوع الفيلم الياباني هذا العام عدة دلالات لافته تعبر عن اهتمام اليابان بتقديم رسالة دعم وتضامن ثقافية إلى مصر. ولعل أهم هذه الدلالات هي إصرار مؤسسة اليابان – الذراع الثقافي لدولة اليابان في القاهرة- على إقامة هذه الفعالية الثقافية السنوية الهامة برغم عدة ظروف كادت تعرقلها، حيث تسببت حالة حداد مصر على رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز (رحمه الله) في توقف فعاليات الأسبوع بعد يوم واحد من افتتاحه، ثم تلا أيام الحداد ارتباطات أخرى لمركز الإبداع الفني – مكان العروض- أدت إلى إرجاء استئناف الأسبوع حتى منتصف شهر مارس. وما أن جرى ذلك حتى ظهرت أزمة جديدة تقنية كادت تؤجل العروض لمرة أخرى لولا تقديم مؤسسة اليابان لنسخ مختلفة من الأفلام تلائم إمكانات العرض المتوافرة.

الدلالة الثانية تعكس وعي مؤسسة اليابان- مكتب القاهرة بالمناخ العام في مصر، ورغبتها في تشجيع الشباب نحو مجابهة المشكلات والعوائق، وأهمية عدم اليأس، وإيجاد الحل لهذه المشكلات عبر رفع العوائق بالتدريج. وتبدو هذه القيم واضحة في شعار دورة هذا العام «أمال متجددة» واختيارات تيمة الأفلام وفقا له. فقد اهتم أسبوع الفيلم الياباني هذا العام بتقديم أفلام تمتلىء بروح التحدي والمثابرة، وتجاوز الأزمات العامة والخاصة في سبيل تحقيق النجاح، وذلك إلى جانب مراعاته المعتادة لتنوع الأفلام بما يقدم صورة متكاملة عن الانتاج السينمائي الياباني.

وبالرغم من أن فعالية «أسبوع الفيلم» بطبيعتها العامة تعد تظاهرة سينمائية منخفضة التكاليف للجهة المنظمة قياسا للمهرجان السينمائي، لكن ظهر تحمل مؤسسة اليابان لتكاليف كبيرة في دورة هذا العام حيث تم عرض أفلام يابانية حديثة تعرض لأول مرة في مصر مترجمة إلى اللغتين العربية والإنجليزية، وربما أيضا قامت المؤسسة بدفع مبالغ مالية للشركات المنتجة للأفلام السبعة نظرا لحداثتها وتوازي عرض بعضها تجاريا بدور العرض والمهرجانات السينمائية بالخارج.

بين الملاكمة والحب

أفتتحت عروض أسبوع الفيلم الياباني بفيلم «جو بطل الغد» إخراج فوميــهيـــكو ســـوري، وبطولة مغني البوب الياباني الشهير توموهيسا ياماشيتا الذي قام بدور الملاكم جو يابوكي، والممثل الياباني العالمي يوسكيــــه إيســـيا الذي قام بدور منافسه العنيد تورو ريكيــشي، وتدور أحداث الفيلم حول تطور نزاعهما حيث يجيد كلاهما الملاكمه ويحاولان فرض السيطرة داخل الإصلاحية من خلالها وتنافسان على حلبات الملاكمة في اليابان لحصد البطولات والألقاب الرياضية.

 الفيلم مأخوذ عن سلسلة مشهورة لقصة مصورة «مانجـــا يابانية» تتمحور حول الملاكمة وحققت نجاحا عظيما في اليابـــان منذ بداية صدورها في الستينيات وحتى الآن، مما يعد انجازا متميـــزا في تاريخ المانجـــــا اليابانيـــة، حيث مازالت تطبع حتى الآن. ويحمل الفيلم نفس عنوان القصة المصورة «البطـــل جو» أو «جـــو بطل الغـــد»، وهو النسخة الروائيــــة من فيلم كارتون «انيميشن» انتج عن هذه السلسلة أيضا.

يعكس الفيلم الصورة الذهنية للبطل في اليابان التي تمزج بين الصراع شديد الشراسة على الفوز، ربما إلى حد قتل الخصم، لكن مع مراعاة شرف المنافسة والتحلي بخصال وتقاليد مقاتل الساموراي القديم. وهو ما يستدعي المقارنة مع البطل الأميركي في مثاله الأشهر «رامبو». فالبطولة في نظر جو يابوكي، أو منافسه يوسكيــــه إيســـيا لا تعني لديهم سوى إثبات المهارة، وإثبات الشرف في آن واحد بما يجعل للفوز قيمة معنوية في حد ذاته حيث يعتبر وسيلة لتأكيد الفخر التقليدي المعروف عند الشخصية اليابانية. بينما تعني البطولة لـ «رامبو» قيم مادية مثل الشهرة والمال وتحقيق الذات.

ومن الإصرار على البطولة إلى الإصرار على تجاوز العقبات التي تفرق الحبيبين، وذلك من خلال أحداث الفيلم الرومانسي «هانا ميزوكي» أو «أزهار الحب» إخراج ســـوري فوميــهيـــكو الذي عرض في ختام أفلام الأسبوع. والفيلم مأخوذ عن أغنية حققت نجاحا كبيرا عند اصدارها في 2004 للمطربة «يو هيتوتو»، وتحكي عن قصة حب جارف بين شاب وفتاة تواجههما عقبات مختلفة، وعبر دراما رومانسية مداها الزمني عشر سنوات يختار الحبيبين أن يظلّا على صلة ببعضهما طوال تلك الفترة، لكن الحياة في النهاية تأخذ كل منهما في طريق.

«هانا ميزوكي» من بطولة الممثلة والمغنية اليابانية الملقبة بمعبودة جمهور الشباب «يوي  أراجاكي» وهي أيضا عارضة أزياء ومقدمة برامج إذاعية.

وبين بساطة محددات الإنتصار في الملاكمة من خلال أحداث فيلم الافتتاح «جو بطل الغد»، وتعقد معادلة الحفاظ على الحب من خلال أحداث فيلم الختام «هنا ميزوكي»، شاهد جمهور أسبوع الفيلم الياباني عدة قصص أخرى عن التحدي والأمل، من تحدي نقص عدد الأطباء في مستشفى قروي يدفع عدد الأطباء المحدود الموجود بها نحو العمل بجد أكبر لتعويض المرضى عن هذا النقص في فيلم «يوميات طبيب» إخرج يوشيهيرو فوكاجاوا، إلى أمل «ساتشي»صاحبة المطعم الياباني في فنلندا الذي لا يستقبل سوى زبون واحد يوميا في أن يصبح مطعمها هو الأشهر في مدينة هلسنكي، فتستعين على تحقيق هذا الهدف بتقديم أفضل خدمة لهذا الزبون اليومي الواحد حتى قرر في يوم أصدقائه للاستمتاع بالخدمة الجيدة التي دفعتهم بالتبعية للقيام بدعوة أصدقائهم، وهكذا، حتى تحقق لـ«ساتشي» أملها بفعل العمل الدؤوب والمثابرة، وذلك من خلال أحداث فيلم «مقهى النوارس» إخراج ناؤوكو  أوجيجـــامي.

فرص أسيوية

وهكذا خلال أسبوع واحد قدمت مؤسسة اليابان- مكتب القاهرة إلى الجمهور المصري عرضا جامعا لملامح الإنتاج السينمائي في دولة اليابان، وقامت بتعريف أبرز صناعه إليهم، بشكل أثار تساؤلات حول أسباب عدم وجود مهرجان للفيلم الأسيوي في مصر على غرار مهرجان الفيلم الأوروبي ومهرجان الفيلم الأفريقي، لاسيما وأن الدراما اليابانية والكورية عندما عرضت على القنوات التليفزيونية لاقت نسب مشاهدة عالية، مما لا يشير بأن هناك مغامرة كبرى جراء استقدام الفيلم الأسيوي إلى مصر. وذلك فضلا على إقبال شريحة واسعة من المشاهدين المصريين على الأفلام الهندية، وعشقهم لأشهر نجومها بأجيالها الثلاثة بدءا من سنجام وأشا بوسلي، مرورا بأميتاب باتشان وأمجد خان، وحتى أشويا راي وشاروخان.

يذكر أن النشاط السينمائي الذي تقوم به مؤسسة اليابان بالقاهرة لا يقتصر على أسبوع الفيلم الياباني الذي يقام سنويا، حيث تقيم دوريا عروض لكلاسيكيات السينما اليابانية، وعروض خاصة لتعريف الجمهور المصري بأبرز نجوم وصناع السينما اليابانية، ويحرص على حضورها ورعايتها بنفسه ماساكازو تاكاهاشي رئيس المؤسسة، كما يقوم بمناقشة هذه العروض كبار النقاد السينمائيين في مصر.

سينماتوغراف في

03.04.2015

 
 

أحمد رزق: دوري في {الليلة الكبيرة} مفاجأة

كتب الخبرأحمد عارف

يجيد الممثل أحمد رزق اختياراته، لذا حصد مكانة مميزة على الساحة الفنية. لا تشغله البطولات ومساحة الدور قدر اهتمامه بطبيعة الشخصية التي يقدمها.

عن أحدث أعماله الفنية وفيلم «الليلة الكبيرة» الذي انتهى من تصويره أخيراً كان هذا الحوار معه.

·        ما الذي حمسك للمشاركة في «الليلة الكبيرة»؟

بداية السيناريو الجيد والمختلف في الوقت نفسه أكثر ما جذبني إلى قبول العمل، فهو مكتوب بحرفية شديدة من المبدع أحمد عبدالله، كذلك حمسني التعاون مع المخرج المتميز جداً سامح عبد العزيز. يُضاف إلى ذلك «عدد النجوم» في العمل والذين أتعاون معهم. لذلك فإن مشاركتي في «الليلة الكبيرة» تجربة مختلفة بالمقاييس كافة بالنسبة إلي.

تدور الأحداث في 24 ساعة وداخل موقع واحد، والفيلم مليء بمجموعة عناصر تعزز روح التنافس الشريف، ما يصبّ في صالح الجمهور الذي سيجد الممثلين والعمل بمستوى عال جداً في إطار تلك المنافسة.

·        علمنا أنك تعاقدت على العمل بحصولك على أجر أقل من أعمالك السابقة، وأن دورك صغير.

كل ما يهمني في العمل الجانب المعنوي من خلال قيمة الدور وليس حجمه. أما بالنسبة إلى الأجر فمن الطبيعي أن يكون أقل لأن العمل مهم يجمع عدداً كبيراً من النجوم، وبالتأكيد سيكون أجري أقل مما أتقاضاه عن البطولة المنفردة، وهذا ليس تنازلاً بل تعاون لخروج العمل إلى النور. عموماً، هذه ليست حالي وحدي إنما يشاركني فيها الزملاء في الفيلم.

·        ماذا عن شخصية رجل الدين المتحرش التي تقدمها؟

لا أقدم شخصية رجل دين، كما تردد. وللأسف، لأنني ظهرت في أكثر من لقاء ولحيتي كثيفة، وتحدثت أنني لم أعتمد هذه الإطلالة تماشياً مع الموضة بل لأجل دور جديد أقدمه في فيلم «الليلة الكبيرة»، توفع البعض أنها شخصية رجل دين. واضطررت إزاء ذلك إلى «حرق» جزء من تفاصيل الشخصية، وقلت إنها شخصية «متحرش مولد»، فحدث خطأ أكبر أصابني بالهلع حينما كتب أحدهم «رزق يجسد شخصية شيخ متحرش في المولد». بكل بساطة، أجسد دور رجل متواجد في المولد، وهي شخصية مركبة جداً وصعبة، لديه أسباب جعلته في حالة التحرش هذه وتسببت له في عقدة نفسية من والدته (الفنانة الكبيرة صفية العمري) التي تجمعه بها دراما خاصة جداً.

·        كيف رأيت تجربتك الأولى في العمل مع المخرج سامح عبد العزيز؟

ثمة كيمياء مشتركة بين أحمد عبدالله وسامح عبد العزيز لأن هذا الثنائي نجح في تقديم أعمال عدة أضافت إلى أرشيف السينما المصرية. سعيد بالمرة الأولى التي أعمل فيها مع سامح عبد العزيز لأنه مخرج مهم، ونموذج مثالي للتعاون المشترك بين الممثل والمخرج والمؤلف، ولديه قدرة على تنمية فكرة الممثل في أن يقدم إضافة إلى الدور، ما يتيح الفرصة لمناقشة الفكرة وتطويرها. وأتمنى تكرار التجربة معه.

·        هل يتعرَّض الفيلم لمعالجة الفتنة الطائفية في المجتمع؟

الحمدلله لا توجد في مصر فتنة طائفية، ويحاول الفيلم التركيز على هذه الجزئية ويقدمها بشكل إيجابي، وهي أن الله أكبر من أي فتنة وأي تقسيم أو طوائف، خصوصاً أننا انقسمنا كثيراً حتى على المستوى الديني. يقول الفيلم رسالة مهمة جداً، ولم أتردد لحظة بمجرد أن جاءتني الفرصة للمشاركة فيها.

·        يقال إن ثمة عدداً من الفنانين يرفضون الأعمال الجماعية التي يشارك فيها زملاء منافسون لهم؟

يضمّ الفيلم مجموعة فنانين يقوم كل منهم ببطولة عمل وحده، وهذا أكبر دليل على أن الممثل لا يفكر في حجم الدور بقدر أهمية الأخير في العمل. الموضوع والنص والقصة والدراما التي تجمع الممثلين كانت كفيلة بأن لا يتردد أي أحد منهم في الموافقة على الفيلم، ولم يفكروا في حجم الدور أو في الاسم على الملصق أو غير ذلك. أشير هنا إلى أننا كفنانين مظلومون بعدم توافر النص الجيد والدراما المكتوبة بطريقة لافتة، والتجربة أثبتت أنه حينما يتوافر النص الجيد لن يعيق تنفيذه شيء.

·        هل ترى السينما في فترة انتعاشة حالياً؟

أرى أنها بدأت تعود، وهو أمر جيد، خصوصاً أن النوعيات التي أصبحت تقدم في السينما تحمل أفكاراً وصوراً ودماً جديداً ومختلفاً، وهذا سيكون مفيداً للسينما خلال الفترة المقبلة.

فجر يوم جديد: السيرة {الزكية}!

كتب الخبرمجدي الطيب

في الذكرى العاشرة لرحيل «العبقري» أحمد زكي (18 نوفمبر 1949 – 27 مارس 2005) عمَّم المنتج د. محمد العدل رسالة مصورة، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضمّ ستة عشر ملصقاً دعائياً «أفيشات» لأفلام تصدى لبطولتها «النمر الأسود»، وسبق «الأفيشات» نداء لا يخلو من تحد يقول: «شاوروا لي على فيلم نقول كان في الفيلم ده مش قد كده»!

اللافت أن «الأفيشات» كانت مقصورة على الأفلام الأفضل، فعلاً، في مسيرة النجم الأسمر مثل: «البريء»، «ضد الحكومة»، «الهروب»، «زوجة رجل مهم»، «البيه البواب»، «شفيقة ومتولي»، «الراعي والنساء»، «أرض الخوف»، «كابوريا»، «الإمبراطور»، «اضحك الصورة تطلع حلوة»، «البيضة والحجر»، «معالي الوزير»، «النمر الأسود» و{أيام السادات»، لكنها تضمنت بعض الأفلام التي لا يمكن وضعها في مصاف واحد مع هذه العناوين السابقة، مثلما حدث مع فيلم «سواق الهانم»، كما تعمَّد صاحب فكرة الرسالة المصورة تجاهل بعض الأفلام، وإسقاطها من القائمة، ليضمن أن تأتي الإجابة: «ليس هناك فيلم واحد أقل من المستوى» بينما كان يستطيع أن يضمن هذه الإجابة لو أنه ضم إلى القائمة أفلاماً مثل: «موعد على العشاء»، «طائر على الطريق»، «الحب فوق هضبة الهرم»، «العوامة 70»، «ناصر 56»، «عيون لا تنام» و{أحلام هند وكاميليا»!

هنا لب القضية التي أود تناولها في هذه السطور، ففي الذكرى السنوية لرحيل أحمد زكي تتبارى الأقلام في الحديث عن الأفلام العظيمة، والتجارب المجيدة، التي قدمها طوال مسيرته الفنية، ومع ذكرى ميلاده (18 نوفمبر من كل عام) وموعد رحيله (27 مارس)، يستعيد الجميع سيرته العطرة، وحكاياته الشيقة، وربما تصبح المناسبتان فرصة لاختلاق مواقف وروايات لم تحدث إلا في خيال أصحابها. لكن أحداً لا يقترب من «حقل الألغام» المتمثل في الأفلام «الرديئة» التي قام ببطولتها خشية أن يُتهم بأنه تجاوز «الخطوط الحمراء» أو أساء إلى السيرة «الزكية»، نسبة إلى أحمد زكي، حبيب القلوب!

يمكن إفراد مساحات كبيرة للإشادة بموهبة وعبقرية ونضال الشاب العصامي أحمد زكي متولي عبد الرحمن بدوي، الذي ولد في قسم كفر النحال بمدينة الزقازيق التابعة لمحافظة الشرقية (شمال العاصمة المصرية)، وحصل على دبلوم المدارس الصناعية قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ليتخرج فيه في العام 1973، ويحفر لنفسه اسماً، ومكاناً، في الصخر. وربما نستطيع أن نلتمس له العذر في موافقته على المشاركة، في مطلع السبعينيات والثمانينيات، بأفلام ضعيفة، مثل: «بدور»، «الاحتياط واجب» و»المدمن»، سعياً وراء الانتشار. لكن ما الدافع وراء قيامه، نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، أي بعد أن توج «الإمبراطور» مرهوب الجانب في مملكة التمثيل، ببطولة أفلام على شاكلة: «المخطوفة»، «ولاد الأيه»، «الرجل الثالث»، «استاكوزا»، «أبو الدهب» و{حسن اللول»؟

 حذر أساتذة علم النفس والاجتماع من «الإنسان الذي تعرض للحرمان في طفولته»، وقالوا «إن بخله يتجاوز الأمور المادية إلى العواطف والمشاعر الإنسانية أيضاً». لكن أحمد زكي، الذي تُوفي والده عقب ولادته، وأصيب بإحباط لازمه طوال حياته، بعد زواج أمه، التي قاطعها، ولم يُقربها إليه سوى في فترة مرضه بسرطان الرئة الذي أودى بحياته، نسف نظرية أساتذة علم النفس والاجتماع، وقلبها رأساً على عقب، إذ استشعر كل من عرفه أو اقترب من محيطه أنه كان عطوفاً للغاية وسخياً إلى درجة الجنون، كما كان يرفع شعار «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب». غير أن ثمة من فسر «الكرم الطائي» لأحمد زكي بأنه «نوع من أنواع افتقاد الإحساس بالأمن والأمان»، ورجح هذا التفسير ميله الدائم إلى الإقامة في الفنادق، رغم امتلاكه شقة فاخرة في حي المهندسين الراقي، هي نفسها الشقة التي اضطر إلى مغادرتها حافي القدمين، عندما استشعر الزلزال الذي ضرب مصر في العام 1992، ورهنها مع سيارته، ليتمكَّن من إنتاج فيلم «أيام السادات» حسب تأكيد ابنه «هيثم»!

جنون أحمد زكي الفني كان يُقابله تفكير واقعي لا يعرف الطريق إلى الخيال، فعلى الرغم من درايته الواسعة، وتفكيره الدائم، في المصير المفجع الذي انتهت إليه حيوات فنانين كبار تسولوا نفقات العلاج في أواخر أيامهم، فإن هذا الهاجس لم يدفعه إلى اكتناز الأموال أو امتلاك «شاليه» في الساحل الشمالي أو «فيللا» على الطريق الصحراوي. وعلى عكس أبناء جيله، والسابقين عليه واللاحقين له، لم يدخر المال الذي يعينه على مواجهة المرض والظروف الصعبة، وكان على استعداد لأن يعود إلى الإقامة في لوكاندة «سويس كوتاج»، التي استقبلته، لأول مرة، لحظة أن وطأت فيها قدماه أرض القاهرة، قادماً من الزقازيق. لكن القدر كان أسرع، وانتهت به الحال صريع المرض... وشهيد الموهبة!

لماذا ابتعد الكبار عن البطولة السينمائية؟

كتب الخبرأمين خيرالله

ابتعد في الفترة الأخيرة كثير من النجوم الكبار عن تقديم البطولات السينمائية، وأصبح ظهورهم على الشاشة الفضية محدودا جداً، خصوصاً أولئك الذين طالما قدموا أدوار البطولة السينمائية أمثال عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوي وليلى علوي وغيرهم... في السطور التالية نحاول التعرف إلى أسباب هذا الابتعاد، ونسأل هل السينما لا تعترف إلا بالشباب؟

قدَّم النجم الكبير محمود حميدة بطولات سينمائية كثيرة ثم اختفى ليعود هذا العام عبر ثلاثة أفلام، أكَّد في هذا السياق أنه لا يفكر في مساحة الشخصية التي يجسدها، وأن ما يهمه فعلاً هو الإضافة التي سيقدمها له الدور كفنان، علاوة على اهتمامه بعدم تشابه دوره الجديد مع أدوار قدمها سابقاً، مشيراً إلى أنه لا يربط مشاركاته بالبطولة فحسب، بل يقدم ما يستفز مشاعره الفنية أياً كانت مساحة الشخصية التي يجسدها.

يشير حميدة إلى أن السينما لا تقف على أحد، ولا تنتظر أي فنان، وأن من يعتقد أن الشاشة الفضية ستخسر بسبب عدم وجوده في الأفلام كبطل أوحد هو  الخاسر الأكبر، موضحاً أنه فوجئ بمستوى ثقافة شباب الفنانين الذين تعامل معهم خلال هذا الموسم، بالإضافة إلى أدائهم المتقن ومدى قدرتهم على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومرونتهم وتقبلهم النقد وتنفيذهم تعليمات المخرج.

أما الفنانة الكبيرة لبنى عبدالعزيز فأوضحت أن جيلها أخذ حقه من البطولات السينمائية بشكل كبير، وأنها راضية عمَّا قدمته خلال مشوارها الفني، ويجب عليها الآن أن تأخذ بيد الشباب، وأن تشارك معهم في أدوار مكملة لهم بعدما تمتعت بالبطولات والنجومية على مدار فترة طويلة ثم ابتعدت تماماً بإرادتها عن الحياة الفنية، حيث ترى أن الاستقرار الأسري أهم من الشهرة والنجومية.

تستكمل عبدالعزيز كلامها: «فخطوات الأعمال الفنية تنجز بسرعة فائقة، على عكس ما كان يحدث في الماضي، وهذا الأمر يحتاج إلى الشباب»، مشيرة إلى أن من يرفض هذا الكلام شخص غير عاقل، فالشباب هم القادرون على تجسيد البطولات، وهذا يحدث في السينما العالمية أيضاً.

من جانبه يؤكد الفنان الكبير محمود ياسين الذي شارك في أكثر من فيلم إلى جانب الشباب مثل «الجزيرة1» و{جدو حبيبي» أن السينما فن شاب ويجب أن يعلم العاملون فيها أن أساسها هم الشباب، سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو مشاهدين، ويجب على الفنانين الكبار أن يقتنعوا بالوقوف إلى جانب الممثلين الشباب، فهذه هي سنة الحياة ولا يمكن تغييرها أبداً.

ويقول ياسين: «وقف إلى جانب جيلنا الجيل الأكبر من نجوم أدوا أدواراً ثانوية في مقابل حصدنا نحن البطولة، وعلينا أن نرد الجميل إلى النجوم الجدد، موضحاً أنه لا يخجل عندما يظهر مع فنان شاب، مطالباً زملاءه وأبناء جيله بالامتثال إلى هذا الأمر، لأنه أصبح أمراً واقعاً ومن لا يفعل ذلك سيكون خارج حسابات السينما والفن.

من ناحيته أشار أمير رمسيس، وهو مخرج فيلم «بتوقيت القاهرة»، الذي جمع كل من ميرفت أمين ونور الشريف وسمير صبري، إلى أن الفنانين الكبار الذين عملوا معه في «بتوقيت القاهرة» كانوا يحترمونه كمخرج للعمل، وأنه لم يجد أي مشاكل أو أزمات أو صعوبات في التعامل مع هؤلاء النجوم الكبار، بل شعر بالارتياح معهم لأنهم يحترمون المخرج.

يقول رمسيس: «لم يتضايق أحد منهم عندما كنت أطلب إعادة تصوير بعض المشاهد، وذلك بسبب حرصهم الشديد على أن يظهر الفيلم بشكل جيد حفاظاً على تاريخهم»، مشيراً إلى أنهم لم يعترضوا على ترتيب أسمائهم على ملصق الفيلم، وأن الجميع تفانى في أن يظهر «بتوقيت القاهرة» بشكل جيد بعيداً عن اسم البطل، وتعاملوا كأنهم فريق واحد، وكانت هذه الروح سبباً في نجاح الفيلم.

مغامرة

«أتاحت شاشة التلفزيون لكثير من الفنانين الكبار فرصة لا تعوض وهي ظهورهم وأداؤهم أدوار البطولة من دون اللجوء إلى السينما التي تحتاج إلى كثير من المغامرة»... بهذه الكلمات بدأت الناقدة خيرية البشلاوي حديثها معنا، موضحة أن السينما تعتمد في المقام الأول على النجوم الشباب، وأن كثيراً من النجوم الكبار لا يقدرون الآن على تحمل مسؤولية فيلم بمفردهم.

تستكمل البشلاوي كلامها: «حالة الركود الكبيرة التي عانت منها السينما المصرية في الآونة الأخيرة ساعدت أيضاً في خوف وابتعاد النجوم الكبار عنها، خصوصاً بعد عزوف الأسر المصرية عن دخول دور العرض السينمائي، واستفحال ظاهرة أفلام العشوائيات التي تجلب فئات معينة من الجمهور، ووجود غالبية المنتجين في الدراما التلفزيونية التي تطورت بشكل غير مسبوق».

من جانبه، يرى الناقد السينمائي نادر عدلي أن الأسباب التي أدت إلى ابتعاد عادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخراني مختلفة من فنان إلى آخر، قائلاً: «ابتعد الفخراني منذ فترة طويلة بعدما شعر أن السينما لا تتوافق معه، فيما وجد عبدالعزيز مساحات كبيرة في الدراما مع ضعف الإقبال على أفلامه. أما عادل إمام فهو الوحيد الذي استطاع أن يقدم البطولة السينمائية حتى وقت قريب، لكن استمراره فيها مرهون بوجود الشباب في أفلامه».

يشير عدلي إلى أن معظم النجوم الكبار عندما أرادوا أن يظهروا في السينما عملوا إلى جانب الشباب أمثال نور الشريف مع أحمد عز في «مسجون تراتزيت»، ومحمود عبدالعزيز مع أحمد السقا في «إبراهيم الأبيض»، ومحمود ياسين في «الجزيرة». أما محمود حميدة فله أسلوبه الخاص بالإضافة إلى مشاركته البطولة مع كثير من الفنانين سواء كانوا كباراً أو شباباً، علاوة على عدم رغبته في أن يكون البطل الأوحد.

الجريدة الكويتية في

03.04.2015

 
 

بطولة الممثلة البريطانية راشيل وايز

جيمس مارش يعود بفيلم "دونالد كروهرست بدون عنوان"

24. إعداد: محمد هاشم عبد السلام

استقر المخرج البريطاني الكبير جميس مارش، على عنوان فيلمه الجديد والذي سيحمل اسم "دونالد كروهرست بدون عنوان"، كذلك أعلن مارش عن اختياره النجمة البريطانية راشيل وايز لتلعب دور البطولة في فيلمه الجديد، وهو من نوعية أفلام السيرة الذاتية.

كما في فيلمه السابق، "نظرية كل شيء"، يتناول جميس مارش، صاحب أوسكار أحسن فيلم تسجيلي عام 2009، في فيلمه الجديد "دونالد كروهرست بدون عنوان" قصة حقيقة من واقع الحياة، لكن بطلها ليس معاصراً كستيفن هاوكنج، عالم الرياضيات الشهير بطل فيلمه السابق، وتلك القصة ترجع أحداثها إلى ستينات القرن الماضي.

سيقوم ببطولة الفيلم أو بدور دونالد كروهرست الممثل البريطاني المتميز، الحائز على الأوسكار عام 2011، كولن فيرث، أما راشيل وايز فستقوم بدور زوجته كلير كروهرست، والفيلم كتب له السيناريو والحوار كاتب السيناريو سكوت ذي. برنز، ولم يتحدد بعد موعد عرضه في السينمات.

تدور قصة الفيلم حول شخصية دونالد تشارلز ألفريد كروهرست (1932 – 1969)، رجل الأعمال البريطاني الذي كان يعاني من إخفاق وفشل في أعماله، وكان يحاول العثور على طريقة ما لتخطي هذا الفشل. ولأن دونالد كان يهوى الصيد والرحلات البحرية، فقد قرر الاشتراك في المسابقة الدولية التي تقيمها الصنداي تايمز لرياضة اليخوت، وتحمل عنوان الصنداي تايمز جولدن جلوب، والحصول على جائزتها المالية الكبيرة الكبيرة للخروج من ورطته.

وكانت المسابقة تتطلب التسابق من أجل القيام برحلة باليخت حول العالم، بعد دخوله المسابقة عام 1968، واجه دونالد صعوبات جمة متتالية في بداية رحلته، الأمر الذي جعله يتخلى سراً عن السباق ويعطي تقاريراً كاذبة عن مواقعه، وذلك في محاولة منه لإثبات أنه قد أكمل الجولة من دون طوافه الفعلي حول العالم.

بالطبع انكشف أمر دونالد لاحقاً، لا سيما بعدما اختفى هو ومركبه وجرى البحث عنه، ليعثر عليه في النهاية، وقد أصيب باللوثة والجنون، حسبما تشير التخمينات، اللذين أفضيا به في النهاية إلى الانتحار أو القفز من مركبه في محاولة للنجاة، وفقًا لتخمينات أخرى.

حصد جوائز مهمة

فيلم "ذيب"يتصدر شباك التذاكر بمنطقة الشرق الأوسط

24. إعداد: محمد هاشم عبد السلام

بعد أيام قليلة من نزوله إلى دور العرض بمنطقة الشرق الأوسط، حقق الفيلم الأردني المتميز "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار، نجاحا جماهيرياً لافتاً في شباك التذاكر.

كانت العروض التجارية لفيلم "ذيب" قد بدأت في عدة دول عربية، منها الإمارات والأردن ولبنان والكويت، وذلك منذ التاسع عشر من مارس الماضي، ولا يزال الفيلم حتى الآن يحقق نجاحاً كبيراً عند الجمهور في دور العرض، وهو أمر نادر فيما يتعلق بفيلم عربي غير تجاري وينتمي لنوعية الأفلام الفنية الجدية التاريخية.

وقد حقق الفيلم مائة وخمسة عشر ألف دولار في أول ثلاثة عشر يوم له في تسعة عشر دار عرض، سبعة منها في الإمارات، وثلاثة في الكويت، واثنين في الأردن، وخمسة في سلطنة عمان، واثنين في بيروت، وفي الكويت حقق الفيلم خمسة وعشرين ألف دولار في أول ثلاثة أيام عرض.

والفيلم الآن في طريقه للتوزيع في فلسطين وقطر والبحرين ومصر، وربما المغرب وتونس أيضاً، وذلك وفقاً للتصريحات الصحافية الصادرة عن الشركة الموزعة للفيلم.

والفيلم الذي تم تصويره في صحراء وادي رم الشهير جنوب الأردن، من تأليف المخرج ناجي أبو نوار، في أول فيلم روائي طويل له بعد فيلمه القصير "وفاة ملاكم" (2009). وهو من بطولة جاسر عيد وحسن مطلق وحسين سلامة، ويمتد زمن عرضه لمائة دقيقة على وجه التحديد.

وقد حصل الفيلم على منحة صندوق سند في أبي ظبي، ومنحة مؤسسة الدوحة للأفلام، ومنحة مؤسسة رؤى من سويسرا، واستغرق المخرج في إعداده وكتابته والانتهاء منه ما يقترب من ثلاثة أعوام.

تدور قصة الفيلم مطلع القرن الماضي، تحديداً عام 1916، أثناء فترة التواجد العثماني في المنطقة، وتتناول حياة الفتى "ذيب" وشقيقه "حسين" اللذين يتركان مضارب قبيلتهما وينطلقان في رحلة تحفها الكثير من الأخطار والتهديد بالقتل والخيانة في فترة الثورة العربية الكبرى.

والجدير بالذكر أن "ذيب" كان قد حصل على أكثر من جائزة مهمة، أولها جائزة أفضل مخرج في قسم "أوروزونتي أو آفاق" في الدورة الحادية والسبعين من مهرجان فينسيا السينمائي العام الماضي، وعلى جائزة أحسن فيلم عربي وجائزة لجنة النقاد من مهرجان أبو ظبي، وشهادة تقدير من مهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي.

موقع (24) الإماراتي في

03.04.2015

 
 

بطولة سميرة أحمد وشكري سرحان

«قنديل أم هاشم».. صراع بين العلم والخرافة

القاهرة - الاتحاد - سعيد ياسين (القاهرة)

«قنديل أم هاشم» فيلم مهم في السينما المصرية، ناقش الصراع بين العلم والخرافة، وتناول العلاقة بين المجتمع التقليدي بعاداته المتبعة، والحداثة الوافدة، وأكد أن مصر ترفض الروح الجديدة إذا أريد لها أن تفرض عليها فرضاً من الخارج، ولكنها تقبلها إذا جاءت إليها معرفة خلاقة تحترم التراث، وتسعى للاندماج.

قصة طالب

دارت أحداث الفيلم، المأخوذ عن رواية للأديب يحيى حقي، ونشرت عام 1940 حول شخصية الطالب «إسماعيل»، الذي يعيش مع أسرته في حي السيدة زينب، ثم يسافر لاستكمال دراسة الطب في ألمانيا، ويحتك بالحضارة الأوروبية، ويتعرف على فتاة ألمانية، ثم يعود ويعمل طبيباً للعيون، ويفتتح عيادة في الحي نفسه، وحين يكتشف أن سبب زيادة مدة المرض عند مرضاه، بمن فيهم خطيبته، استخدامهم قطرات من زيت قنديل المسجد يحطم القنديل، فينفض عنه مرضاه وأهله لاعتقادهم بأنه يهاجم معتقداتهم الدينية، ويعيش في صراع بين التخلي عن مجتمعه بكل ما فيه من موروث، والخضوع له كلية، ويجد أن السبيل الأمثل هو تكييف المجتمع بكل ما فيه من سلبيات لآرائه العلمية، عن طريق كسب ثقته. وشارك في بطولة الفيلم، الذي حصل على المركز 63 في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، إلى جانب شكري سرحان وسميرة أحمد وعبدالوارث عسر كل من محمد توفيق وعزت العلايلي، وماجدة الخطيب، وكتب له السيناريو والحوار صبري موسى، وأخرجه كمال عطية.

براعة الأداء

برع المشاركون في الفيلم في تجسيد أدوارهم، حيث أمسك شكري سرحان بتلابيب شخصية «إسماعيل» الذي جعلته نشأته الدينية والاجتماعية في حي السيدة متزناً ومحتشماً، قبل أن ينتزع من بيئته ويسافر إلى أوروبا، فينقطع عن قيمه، ويعيش معركة الانفصال قبل عودته للحي الشعبي، ليجد أن عليه أن يواجه بالعلم عديدا من الخرافات والتقاليد البالية التي سببها الجهل، وكانت شخصيته تلخيصاً لروح مصر الناهضة. أما سميرة أحمد، فتميزت في تجسيد شخصية «فاطمة» ابنة عم البطل، اليتيمة الأبوين التي تعيش مع أسرة عمها، وكانت شخصيتها رمزاً لمصر التقليدية المستندة على أساس صلب من التاريخ.

وجسدت النجمة الألمانية م. كوليكوفسكي شخصية «ماري» الإنجليزية زميلة «إسماعيل»، وهي فتاة متحررة، تنظر إلى الحياة نظرة مادية، وتؤثر في شخصية «إسماعيل»، وتبدل قيمه الشرقية الدينية والاجتماعية، وكانت مثالاً لأوروبا الحديثة الفخورة بعلمها المادي من دون إيمان أو اكتراث بالإنسان. وأجاد عبد الوارث عسر تقديم شخصية والد إسماعيل «الشيخ رجب»، وهو رجل بسيط يملك قطعة أرض صغيرة ومتجراً أصغر، ويبيع كل ما يملك ليلحق ابنه بكلية الطب، أملاً في أن يحدث تعليمه نقلة كبيرة للعائلة لاحقاً على المستويين الاجتماعي والمادي، وقامت أمينة رزق بدور والدة إسماعيل «عديلة» ربة المنزل التي تسهر على راحة الجميع. وجسد صلاح منصور شخصية حارس مقام السيدة زينب «الشيخ درديري» المتناقض في سلوكه.

مسيرة امتدت نصف قرن

وداد حمدي.. أشهر «خادمة» في السينما المصرية

القاهرة (الاتحاد)

وداد حمدي من أهم الفنانات، اللاتي أدخلن البسمة في قلوب الجمهور، ورغم تجسيدها لشخصية وحيدة عبر مسيرتها الفنية، التي امتدت لأكثر من نصف قرن، وهي شخصية «الخادمة» الحنون الخفيفة الظل، فإن المتتبع للأعمال التي شاركت فيها يلمس صعوبة كبيرة في إمكانية ظهور هذه الأعمال من دونها، خصوصاً أنها كانت تلعب دوراً محورياً في تحريك العلاقة‏ بين الحبيبين على الشاشة، لأنها خادمة البطلة ووصيفتها وكاتمة أسرارها.

600 فيلم

كانت من أكثر الفنانات ظهوراً في الأفلام التي يصعب حصرها بشكل دقيق، وإن كان الكل يتفق على أنها تقترب من 600 فيلم، وكان يمكنها المشاركة في بطولة أكثر من عشرة أفلام في وقت واحد، إضافة إلى أنها كانت تعشق العمل وتكره الراحة والابتعاد عن بلاتوهات التصوير.

ولدت وداد محمد عيسوى زرارة عام 1924، في محافظة كفر الشيخ «شمال دلتا مصر»، وعشقت الفن منذ صغرها، وبدأت مشوارها كمغنية كورس، ودرست الفن لمدة عامين في معهد التمثيل، إلى أن قدمها المخرج بركات في فيلم «هذا جناه أبي».

ولعبت الصدفة دوراً كبيراً في مشوارها حين اعتذرت عقيلة راتب عن عدم استكمال دورها في مسرحية «شهرزاد» مع الفرقة القومية المصرية، وتمت الاستعانة بها لتجسيد الدور، وعقب نجاحها شاركت في مسرحيات عديدة خلال رحلتها الفنية ومنها «عزيزة ويونس» و«أم رتيبة» و«20 فرخة وديك» و«عشرة على باب الوزير» و«لعبة اسمها الحب» و«إنهم يقتلون الحمير». وخلال الأربعينيات من القرن الماضي شاركت في أكثر من 30 فيلماً، أما في الخمسينيات فشاركت في أكثر من 150 فيلماً مع فاتن حمامة وليلى مراد وشادية وسامية جمال وماجدة ونعيمة عاكف وهدى سلطان وزبيدة ثروت ومريم فخر الدين، وقدمت واحداً من أروع أدورها «زكية ست أشهر» في فيلم «الأنسة حنفي» مع إسماعيل يس وماجدة عام 1954.

غزارة الإنتاج

تكرر الأمر نفسه خلال حقبة الستينيات، حيث شاركت في بطولة عشرات الأفلام منها «السفيرة عزيزة»، و«الزوجة 13»، و«عنتر بن شداد» و«أميرة العرب».

أما في حقبة السبعينيات فتراجعت مشاركتها نوعاً ما، وإن تنوعت ما بين الأفلام الاجتماعية والكوميدية والرومانسية ومنها «نساء الليل» و«أنت اللي قتلت بابايا»، و«على من نطلق الرصاص» و«أفواه وأرانب» و«أريد حباً وحناناً» و«غداً سأنتقم».

وخلال الثمانينيات والتسعينيات استعان بها نجوم الكوميديا في أعمالهم، حيث شاركت في «الهلفوت» و«حسن بيه الغلبان» و«طابونة حمزة» و«على بيه مظهر و40 حرامي» و«يا عزيزي كلنا لصوص»، كما شاركت في بطولة عدد من المسلسلات التليفزيونية منها «أيها الحب لا تهجرني» و«الحب في الخريف» و«أبواب المدينة» و«الزوجة أول من يعلم» و«ليالي الحلمية» و«حكايات هو وهي» و«غوايش».

وظلت تعمل خلال سنواتها الأخيرة، وإن تغيرت أدوارها نوعاً ما بحكم تقدمها في السن وهو ما تجلى في أفلام «ولاد الإيه» و«الحب بين قوسين» و«هدى ومعالي الوزير» و«الصاغة»، الذي عرض بعد وفاتها بعامين.

ثلاث زيجات

تزوجت وداد ثلاث مرات، الأولى من الموسيقار محمد الموجي‏، ‏ومن المنشد محمد الطوخي، ومن الفنان صلاح قابيل‏، ولم تنجب من الثلاثة، وكانت تبتعد عن الفن مع كل زيجة، ولكنها كانت سرعان ما تعود إليه بعد الانفصال.

نهاية حزينة

في ‏26‏ مارس ‏1994‏ توجه إليها ريجسير يدعى «متى باسليوس»، بعدما هاتفها مدعياً أنه ذاهب إليها لتوصيل سيناريو عمل جديد، ‏ثم قتلها بغرض سرقتها ليسدد ديونه، وتم كشفه والقبض عليه، وتنفيذ حكم الإعدام فيه بعد وفاتها بعامين‏.

الإتحاد الإماراتية في

03.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)