كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

سينما اليوم: نساء من حديد ورجال من ورق

المراحل الزمنية تختلف ومعاني أفلامها أيضًا

بالم سبرينغز (كاليفورنيا): محمد رُضا

 

في عدد من مسرحيات ويليام شكسبير، هناك ذلك المهرّج الذي يداوم الظهور. إنه هناك كمصدر لتعليق إضافي فوق ما يتولاه نص الأديب من تعليق وتعبير. شاهد ساخر له دور في التركيبة الملحمية الجارية يبدو، مع تكراره، كما لو كان خارج الزمن. في الوقت ذاته، هو شخصية واحدة لكنّ لها جانبا مختلفا في كل فيلم.

وابنة إيثان هوك، الممثل الرائع الذي نراه عادة في أفلام ريتشارد لينكلاتر وآخرها «بويهود»، قالت له ذات مرة بعدما شاهدت كل أفلامه: «أبي، تمثل كل شخصياتك كما أنت في الواقع»، أجابها: «لكن هل كل هذه الشخصيات متشابهة؟».

المعنى الكامن هنا هو أن الشخصيات «الواحدة» قد تتشابه وقد تختلف. أدوار شارلي شابلن وإسماعيل ياسين تتشابه ولا تختلف. أدوار وورن بيتي وجاك نيكولسون وإيثان هوك تتشابه، لكنها تختلف. ثم يأتيك الاختلاف الأكبر بعد ذلك: الفترة الزمنية التي تنجب الفيلم ومن فيه. هنا يكمن الفارق الأول لا بين أفلام الأمس التي عادة ما ننظر إليها - وعن حق – على أنها أفلام الفترة الذهبية، وبين أفلام اليوم.

وفي حين أنه يمكن رصد فوارق عدة ومن جوانب كثيرة، فإن الممثل في أفلام الأمس وأفلام اليوم يعبّر عن هذه الفوارق أفضل تعبير.

لن نرى، على الأرجح، صورة للرجل الذي يفضّـل الحياة كموقع للعيش على النحو الذي يريد. ذلك الذي يزدري المصالح المادية للحياة ويتجنّب المفهوم المعتنق من قِبل الغالبية حولها. سنرى، ورأينا منذ عقود، البطل الذي يحب الحياة للذّتها ويقبل على ما هو نافع ماديا ويتأقلم تماما مع كل وضع بالاستسلام إليه.

ومن غير المتوقع، أيضا، أن نشاهد صور المرأة المؤمنة بدورها الاجتماعي الثابت. تلك التي ترعى زوجها والأولاد وتقف إلى جانبه. أو صورة المرأة العاملة التي تجهد في سبيل غاية نموذجية مثل العناية بأمها أو شقيقها المقعدين أو دفع فواتير الحياة وتأمين مستقبل ابنتها الصغيرة.

* شرير صغير وشرير كبير

سنرى المرأة التي تخطط لإرسال زوجها إلى السجن («فتاة ذهبت»)، أو لتلك التي تضرب كالرجال وتحارب كالوحوش («المنتقمون»)، أو هذه التي تدير خططا إجرامية تشمل قتل أبرياء أو مطاردة من يريدون العيش بسلام بمنأى عن ماضيهم («هوية بورن»).

بغياب ذلك الرجل وتلك المرأة تم تبادل أدوار على نحو شبه خفي. لكن السينما لم تفعل ذلك بمحض إرادتها، بل الزمن الذي نعيش هو من فعل ذلك. لقد دجّن الزمن الإنسان الغربي وجعله خاضعا لمعايير مختلفة. بما أن الجمهور مكون من هذا الإنسان، فإنه ما عاد يطلب أو يوافق على صورة البطل كما عرفناه في الأربعينات والخمسينات، ولا حتى على صورته المعدلة في الستينات والسبعينات.

الفيلم الحديث الذي يمثّل ذلك خير تمثيل هو «فوكاس» كما يؤدي بطولته كل من ول سميث ومارغوت روبي. هو فيلم عن محتالين بارعين يتعاونان للإيقاع ببعض الأثرياء الكبار. ليس في موقفهما من الحياة ما يعبّر عن قيمة أخلاقية أو اجتماعية. لكنهما بطلا الفيلم المصنوعان لا لقيادته فحسب بل لجذب الجمهور الموافق، مبدئيا، على تجاهل تلك القيم والاصطفاف إلى جانب الشرير الأصغر ضد الشرير الأكبر. الشرير الأصغر يمثله بطلا الفيلم لكونهما لا يؤذيان إلا الأثرياء الكبار، الشرير الأكبر هو ذلك الثري الذي لديه عصابة أو زمرة أو تجارة أكثر إجراما من عمل بطلي الفيلم كمحتالين ظريفين.

قبله، هناك، من بين العديد جدا من الأمثلة، «سبايدر مان العجيب» حيث بطله الشاب (الذي يستطيع التحوّل من رجل عادي إلى رجل عنكبوت بقدرات خارقة) يبكي أمام حبيبته ويأسف لمتاهته العاطفية. يبدو، كلما كان في الوضع الآدمي الطبيعي، أكثر قلقا وأقل ثباتا و..رجولة. والفارق واضح في معاملة السينما لشخصية «سوبرمان» في السبعينات، ومعاملتها للشخصية ذاتها عندما عادت إليها في منتصف العقد الأول من هذا القرن. محارب من أجل القيم في نسختي ريتشارد ليستر وريتشارد دونر، ومحارب واقع تحت تأثيرات عاطفية شتى حسب كتابة وإخراج نسخة برايان سنجر.

* خطر التدخين؟

والحال ذاته، وربما أفدح، في صنف أفلام الرسوم المتحركة الحديثة. معظم أفلام اليوم من هذا النوع المتوجهة إلى الأطفال تعمد إلى استبدال الحقائق والمفاهيم الماضية بأخرى جديدة. فالثعبان الذي كان رمزا للخبث والغدر بات صديقا والتنين الذي لا قلب له أو عاطفة بات صديقا للإنسان وكذلك حيوانات الغابة المعروفة بشراستها ووحشيتها (الضباع والثعالب والذئاب) تحوّلت أيضا إلى أشكال كوميدية آمنة. والجرذان التي هي مصدر آفات وأمراض وبائية قاتلة باتت جديرة بالحماية والإعجاب.

وبينما كان الخيال يطابق الواقع بالنسبة للطفل فيعلم أن الجرذ والثعبان والثعالب أعداء طبيعيون للإنسان، باتت زيارته لحديقة حيوان ومشاهدته لها محجوزة خوفا على الإنسان منها.. تناقض ما يطالعه على الشاشة يضعه في التباس.

الصورة الغائبة أساسا هي صورة الرجولة الباحثة عن معنى الحياة كتلك التي كان جاك نيكولسون ما زال قادرا على التعبير عنها في السبعينات. في «خمس مقطوعات سهلة» (لبوب رافلسن، 1970) هو المتطلع إلى قيمة مختلفة عما يؤمن به الآخرون، ذلك في مقابل غياب النقد للشخصية التي لعبها ليوناردو ديكابريو في «ذئب وول ستريت». أو تلك التي ألّبت على كلينت ايستوود اليسار الأميركي لأنه قرر الوقوف وراء شخصية رجل بوليس صامد وقت يخذل القانون الضحايا وذلك في سلسلة «ديرتي هاري».. وورن بيتي في دور الباحث عن الحقيقة من دون وجل في «بارالاكس فيو» (آلان ج. باكولا، 1974).. واختفت أيضا نهايات من نوع موت البطل في سبيل ما يؤمن به!

خلال ذلك اختفت السيجارة التي كانت تميّز البطل عن سواه. تلك التي منحته بعد الممعن في الحاضر والحالي والحاسم، وكونت له الجانب الرومانسي الذي لم تكن شخصيته الواثقة من نفسها تحويه. قيل إنها تعلم النشء على التدخين؟ البديل؟ عشرات الأفلام التي نرى الرجال والنساء يشمّون فيها الكوكايين.

عالم مغلوط؟ بالتأكيد. لكن إذا ما كانت تلك الشخصيات وتلك الأفلام وليدة فترتها الزمنية الأكثر إنسانية، فإن شخصيات وأفلام اليوم هي أيضا وليدة الفترة الزمنية التي نعيش. ولا عجب إذن أن الماضي أجمل من الحاضر.. شاهد فيلما قديما وتأكد بنفسك.

شاشة الناقد

(3*)Inherent Vice

إخراج: بول توماس أندرسن - تمثيل: واكين فينكس، بنثيو دل تورو، جوش برولين (الولايات المتحدة)

غموض في مكانه، ولو أنه يخلق مسافة بينه وبين الجمهور، في فيلم مخرج أعمال أفضل من بينها «سيكون هناك دم» و«السيد». رواية تحقيقات يقوم بها تحر خاص (هيبي) يخوض بسببها مناطق خطرة بين فريقين هما البوليس من ناحية والخارجون عن القانون من ناحية. القصة ليست مهمة هنا بقدر الحبكة ذاتها وبقدر محاولة المخرج الحديث عن حقبة في أواخر الستينات تذوب بفعل معطيات اجتماعية جديدة.

(1*)Focus 
إخراج: غلن فيكارا وجون ركوا - تمثيل: ول سميث، مارغوت روبي، أدريان مارتينيز (الولايات المتحدة)

الفيلم الأول للممثل ول سميث (منذ سقوطه في «بعد الأرض» قبل عام) هو كوميديا عاطفية مع بهارات تشويقية حول محتال ماهر يضم إلى عصبته من المحترفين امرأة بيضاء جميلة (روبي)، لتنتهي العلاقة بينهما (مؤقتا)، ثم تعود بعدما التقيا من دون موعد حيث يبدآن التخطيط لعملية نصب أخرى. سميث وروبي بلا تجانس فعلي وشخصيتاهما تداومان الانفعال من دون أساس أو عمق. الفيلم بذاته عرض يفتقد الفن لموضوع كان يحتاج إلى بريق أقل وعمق مشاعر حقيقية. ومع أن هناك مشاهد كثيرة مصروفة على محاولة إيهامنا بأن النشل سهل لمن يعرف الوسيلة، فإن المواقف الخطرة التي يبني عليها الفيلم بعض أهم مشاهده تبقى افتراضية في أفضل الأحوال.

(2*)Mina Walking

إخراج: يوسف براكي ـ تمثيل فرزانة نوابي (أفغانستان)

مينا هي فتاة أفغانية في الثانية عشرة من العمر، لكن فرزانة نوابي، الفتاة التي تؤديها، هي بوضوح أكبر من تلك السن. هذا ليس سوى جزء من الصورة الخطأ، فإمكانية البحث عن أي فتاة لكي تمثل في فيلم أمر صعب في المجتمع الأفغانستاني كما لا يُخفى. ما يجعل من الفيلم عملا من الصعب تحمّله هو طريقة مخرجه في عرض حكايته. يريد الفيلم إلقاء نظرة فاحصة على الحياة الصعبة لبطلته، إذ عليها أن تعول نفسها وأباها مدمن الأفيون، وتعتني بجدّها المخرّف، وتواصل الدراسة في الوقت ذاته. الناحية الإنسانية لا تكفي لفيلم جيّد، وهذا ما يحدث لفيلم براكي الذي يشوبه الاعتقاد بأن تحريك الكاميرا على الدوام (عموديا وأفقيا وبين رأسين أو ثلاثة) هو فن.

DVD

(3*)Ali: Fear Eats the Soul

إخراج: راينر فرنر فاسبيندر - تمثيل: المهدي بن سالم، بريجيت ميرا (ألمانيا)

مرت أربعون سنة على فيلم المخرج الألماني الراحل فاسبيندر، ارتفعت خلالها قيمة هذه الدراسة الدرامية حول ما يحدث في العلاقات الإنسانية حين تخفق في تخطي الحواجز: هو مهاجر مغربي وهي امرأة ألمانية تكبره سنّا، وكلاهما يعمل لقوته بعناء. يلتقيان ويتحابّان. سنرى كيف يلفظ المجتمع العنصري هذه العلاقة، من ناحية، وكيف تتعرض إلى الشقاق والأزمات من الداخل، من ناحية أخرى. مع أن الأحداث تدور في السبعينات، إلا أنها تكاد تنطق بحال اليوم أيضا.

(1*) لا يستحق - (2*) وسط - (3*) جيد - (4*) ممتاز - (5*) تحفة

مفكرة

قبل التصوير:

* يواصل فيلم «رجال إكس - سفر الرؤيا» جمع ممثليه في الأدوار الأولى وهم للآن: جنيفر لورنس، هيو جاكمان، مايكل فاسبيندر، جيمس ماكفوي، شانينغ تاتوم، وصوفي تيرنر. التصوير في كندا بدءا من الشهر المقبل.

في التصوير:

* باشر المخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري في الثلاثين من الشهر الماضي تصوير فيلمه الجديد «المراسلة» مختارا في الأدوار الأولى جيريمي آيرونز وأولغا كوريلنكو. قصّة فتاة تدرس وتمثل في الوقت ذاته.

بعد التصوير:

* أنجز المخرج كريس كولومبوس تصوير فيلمه الجديد «بيكسل» عن قصة كتبها أدام ساندلر الذي يقوم أيضا ببطولة الفيلم لجانب ميشيل موناغن. العروض الدولية هذا الصيف.

المشهد

كل ما هو أول مضى..

* كيف يمكن لناقد سينمائي أن يكتب عن أن فيلما معينا هو «أول فيلم» من نوعه، أو أن فلانا هو «أول مخرج يقدم على هذه التجربة»؟.. وهل صحيح أنها «المرة الأولى التي نشاهد فيها فيلما ينصف العرب»؟

* الجواب عن هذه الأسئلة وما يجاورها هو أن كل ما هو أول مضى. هناك رتل من الأوائل في كل نوع وصنف. أي فيلم تراه هو ملحق لأكثر من فيلم سابق. ليس هناك أول له أو فيه، وليس هو آخر ما سيرد منه. كل شيء على الشاشة سبق تحقيقه سواء 
في الموقف أو في الموضوع أو في كنه اللغة التعبيرية التي يستخدمها.

* في موضوع الفيلم الأول الذي ينصف العرب.. أين ذهب «معركة الجزائر»؟ أين ذهب «هانا ك»؟ أميركيا: أين ذهب «صقر البحر».. «المحارب الثالث عشر».. «قبلة مساء الجمعة الطويلة».. «جريمة تامة».. «بولوورث»؟ وهناك أخرى عديدة..

* على هذا الأمر هناك الكثير من الأعمال الجيدة تم هدرها لأنها لم تلتق وثوابت «صاحب الرأي»، والكثير جدا من الأعمال الركيكة (في أفضل تعبير) هي التي نالت الإعجاب لكونها تمثّل للكاتب شيئا يعتقد أنه صحيح.

* المسألة يمكن لها أن تتبلور جيّدا على النحو التالي:

- من لا يعرف الممثل سلِم بيكنز فاته السبب وراء اختياره لدور مساند في رائعة ستانلي كوبريك «دكتور سترانغلوف: أو كيف توقفت عن القلق وأحببت القنبلة؟».

- من لم يعرف جنرال كستر لا يعرف المقصود كليا بالكولونيل الذي يقف في وسط القذائف المتساقطة ويقول «أحب رائحة النابالم في الصباح» وذلك في فيلم «سفر الرؤيا الآن».

- من لم يمعن في بعض أفلام ديفيد لينش (مثل «مولهولاند درايف») لا يمكن له أن يعرف قرب (أو بعد) المخرج عن بريخت.

* أستطيع أن أكتب صفحة كاملة عن هذا الموضوع لأن هناك ألوف العناصر والمعلومات التي تكوّن المادة النقدية الصحيحة والتي تغيب عن بال كتاب اليوم سواء أكانوا من العرب أو من الأجانب. السبب في أن أحدا لا يهتم بالبحث يكمن في أن هم الجميع هو أن يكتبوا. وهناك العديد ممن يكتبون عندنا جيّدون، لكن أكثر منهم من يعتقدون أن السينما وُلدت معهم، 
وأن الفيلم هو مثل المصعد الكهربائي عليه أن يصعد أو يهبط إليك ليكون جاهزا لرؤيتك أنت.

* في المرة المقبلة التي تقرأ فيها عبارة «المرة الأولى» أوقن بأن هناك مغالاة شديدة إلا إذا كان الفيلم من إخراج حيوان البطريق أو أن ممثليه وقفوا على أيديهم طوال الوقت.

الشرق الأوسط في

02.04.2015

 
 

أميتاب باتشان.. أيام بين عاصفتين

هشام أصلان

بلِحية صغيرة قطنية اللون، وشعر مصبوغ، يزور أميتاب باتشان، مصر، في سياق أسبوع ثقافي في القاهرة دعمًا لتنشيط السياحة. ما زال يحتفظ بشيء معقول من الحضور، آثار الشُهرة مستمرة. الاحتفاء الرسمي أكبر بكثير من الاحتفاء الشعبي هذه المرة.

اللحية البيضاء تمامًا، ليست وحدها الإشارة إلى زمن طويل مرّ منذ زيارته الشهيرة أوائل التسعينيات. السنوات تجلّت في صُور مشوشة عرضتها الفضائيات لزيارته الأولى، احتفاءً بالمجيء الثاني. لقطات تبدو بدائية وشاشة التلفزيون تشوبها موجات دلالة على القِدم وسوء تخزين الأفلام، رغم أنها أُخذت عشية ليلة قريبة، أو هكذا أتصور: استقبال حافل يضم نجيب محفوظ وعادل إمام ونجوم حرصوا على لقاء الفنان الشعبي بامتياز داخل الشارع المصري، بنات يصرخن ونساء متأثرات يبكين في صمت لرؤية فتاهن الأول بلَحمه وشحمه، جماهير غفيرة تحاول اجتياز الأسيجة لمصافحة "مارد".. استقبال جماهيري ورسمي جاء ينسف ببساطة أية شوائب تركتها القصص الساذجة لبطل استطاع الانتصار على التماسيح الضخمة، ومُغامر لا تؤثر في جسده طلقات الرصاص، تغطية إعلامية ونقدية انسحقت أمام سحر الشهرة الشديدة، وتناست آراءها في ضحالة الحبكة الفنية. مرّ نحو ربع قرن، ليست مفاجأة، لكن شيئاً ما في مرحلة التسعينيات، يشعرك بأنها قريبة طيلة الوقت.

صِبيَة تلك المرحلة، كانوا ينتهون من اللعب في الشارع، قبل الصعود إلى البيت، ليكملوا السهرة أمام التلفزيون الذي يذيع "عاصفة الصحراء" وقصف قوات التحالف لبغداد على الهواء مباشرة. تعرفنا مبكرًا على صواريخ "سكود" و"باتريوت" الأرض جو، والأرض أرض. كنا نشاهدها في أجواء عائلية دافئة، منبهرين بأنك وأنت في القاهرة، تستطيع مشاهدة ما يحدث في دولة أخرى عبر البث المباشر. في القصف الثاني للعراق، ومع اجتياح القوات الأميركية برًا، كنا كبرنا قليلًا، ورحنا نلوك، بسخرية، مصطلح "العلوج" بمدلوله الإباحي في العامية المصرية، والذي دشنه سعيد الصحاف، وزير إعلام وخارجية العراق وقتها. الناس بين متعاطف وحزين لانهيار دولة عربية، وبين ناقم على صدام حسين الذي مهد لهذا الخراب باعتدائه على الكويت محاولًا ضمها لحدوده.

ربما هو الهزل، الذي يجعل مشاهد الحرب والتدمير جزءاً أصيلًا من مراحلك الحياتية، تتذكرها بشيء من الحنين إلى الصبا. لكن هذا ما حدث.

النسوة اللواتي أصابهن الجنون بأميتاب باتشان، ووقعن مغشياً عليهن عند رؤيته على أرض القاهرة في أوائل التسعينيات، هن أنفسهن من سُحرن بكاظم الساهر في الحقبة الزمنية ذاتها. هذا الرومانسي الآتي من بغداد التي دمرها القصف قبل عامين. وجارتنا التي انهال عليها زوجها ضربًا بسبب النجم الهندي، باتت تحفظ أغاني كاظم عن ظهر قلب، وتعرف، بمجرد سماع مطلع الأغنية، إذا كانت كلماتها لنزار قباني أم لكريم العراقي، وهي التي لم تكن تعرف القراءة والكتابة.

بعد سنوات، ستستبدل جهاز "الفيديو" الذي لم تدُر بداخله سوى شرائط الأفلام الهندية، بجهاز "رسيفر" وطبق مثبت في الشرفة.. لن تنشغل كثيرًا بالزيارة الثانية للرجل الذي طالما تمنت تقبيله. هو لم يفقد الكثير من وسامته، لكنها فقدت الكثير من شغفها بالنجوم، كما أنها لم تعد تنبهر برؤية أحداث العالم على شاشة التلفزيون وقت حدوثها.

قرب شارعنا، تقع منطقة "الزلزال".. سميت هكذا بعدما قررت الدولة أن تُسكِن فيها المتضررين من زلزال 1992. والجالسون في المقهى الشعبي هناك، لم يشغلهم في الزيارة الثانية للنجم إلا ما تبقى من الزيارة الأولى، والتي سبقت أهم أحداث حياتهم بشهور، واضطرارهم لترك أحيائهم ليأتوا إلى أطراف ضاحية المقطم ويقطنوا مساكن "الزلزال".. رغم ذلك، لم تعد الزلازل تخيفهم. تمر، بين الحين والآخر، مرور الكرام وهم نيام. كما لم تعد الحروب مصدراً ملائماً لتكوين الذكريات. وامتدت "عاصفة الصحراء" في خط زمني، وصولًا إلى "عاصفة الحزم".. غير أن الثانية لا تحمل أجواء التسلية التي وفرتها الأولى.

المدن الإلكترونية في

02.04.2015

 
 

“Chappie”.. معنى الوعي

محمود سمير – التقرير

ماذا يحدث إذا صارت للآلات مشاعر ووعي حقيقيان؟ العديد من أفلام الخيال العلمي ناقش هذا السؤال المعقد.

بعض هذه الأفلام استطاع طرح أسئلة صعبة عن معنى الوعي والروح الإنسانية وأخلاقية التعامل مع الآلات، مثل أفلام “Artificial Intelligence” للمخرج المخضرم “ستيفن سبيلبرج” و”Blade Runner” للمخرج الفذ “ريدلي سكوت”.

البعض الآخر استخدم الخيال الاصطناعي كحبكة وكنقطة قفز لطرح أسئلة أخرى أكثر تعقيدًا عن معنى الوجود، كفيلم الرحم “The Matrix” الذي طرح فكرة استخدام الآلات الذكية للبشر كمصدر طاقة وجعلهم يعيشون في فضاء افتراضي كوسيلة للسيطرة عليهم.

تشابي “Chappie” ينتمي لنوعية أبسط شبيهة بأفلام المدمر “The Terminator” ورجل الشرطة الآلي “Robocop”؛ حيث بطل الفيلم هو “روبوت ذكي” ذو أهداف تخالف ما يريده منه البشر.

اتخذت حكومة جنوب إفريقيا قرارًا بالتعاقد مع شركة “تترا فال” لتوريد رجال شرطة آليين لمعالجة تفشي الجريمة في البلاد.

“فينسنت مور” صمم روبوتًا عسكريًا سمي بالـ “مووس” أو “الأيل”. لم توافق “تترا فال” على المشروع، ودعمت مشروع “ديون ويلسون” الذي صمم روبوتات ذات تصميم ثنائي القدم ووزن أخف من الـ “مووس”. طبقت الحكومة هذه التجربة في مدينة “جوهانسبرج” وحققت نتائج مذهلة.

“ديون”، مصمم الشرطة الآلية، أصبح محل تقدير الشركة بعد نجاحه. خلق هذا عداوة وحقدًا بينه وبين “فينسنت”. طوال الفيلم يحاول “فينسنت” أن يظهر فشل الروبوتات الشرطية الجديدة كي تستخدم تصميماته بدلًا منها.

عمل “ديون” منذ فترة على تطوير برنامج ذكاء اصطناعي لتطوير قدرات الآلات في القدرة على الشعور وحل المشاكل.

رفضت “تترا فال” تطبيق فكرة الذكاء الاصطناعي على الروبوتات وقررت الاكتفاء بالاستمرار في تصميم الآليات المستخدمة وتطويرها لتصبح أكثر فتكًا.

قرر “ديون” سرقة روبوت تالف من أجل تجريب البرنامج عليه. في طريقه للمنزل، يختطفه الزوجان “نينجا” و”يولاندي”. خطف الزوجان المخترع الشاب لسببين: الأول هو إرغام “ديون” على إيقاف جميع الآليات الشرطية التي أصبحت عقبة في مجال عملهما كلصوص وتجار مخدرات، والثاني هو استغلال هذا الفراغ الأمني في القيام بعملية سطو مسلح كي يسددا ديونهما لـ “هيبو” زعيم العصابات الذي أعطاهما أسبوعًا كي يسددا الدين.

وجد الزوجان الروبوت التالف وقررا أن يصلحاه كي يعمل لصالحهما. تحت التهديد، أصلح “ديون” الروبوت وقام بتركيب برنامج الذكاء الاصطناعي عليه. بعث الروبوت من السبات، كأنه ولد من جديد. أطلق عليه الزوجان اسم “تشابي” نظرًا لبراءته ولطافته.

قرر الزوجان تربية “تشابي” ليكون شريكًا لهما، ولكن الذكاء الاصطناعي جعل “تشابي” شخصًا آخر. شخص له إرادة و هدف خاص به، شخص غير تابع لأحد: “أنا واعٍ. أنا حي. أنا تشابي“.

تشابي الرجل الآلي

تشابي “Chappie” هو الفيلم الثالث للمخرج الكندي الجنوب الإفريقي “نيل بلومكامب”، صاحب فيلم الحي التاسع “District 9″ الذي حقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا مذهلًا ورشح لعدة جوائز أوسكار في فئات أحسن فيلم وسيناريو ومونتاج ومؤثرات بصرية.

هذا النجاح جعل التوقعات لفيلمه التالي الجنة “Elysium” تصل إلى عنان السماء. بالأخص بعدما انضم كل من: الممثل “مات ديمون” بطل سلسلة أفلام بورن”Bourne” والممثلة المخضرمة “جودي فوستر” التي مثلت في أفلام صمت الحملان “The Silence Of The Lambs” وغرفة الرعب “Panic Room” لفريق العمل.

عرض “Elysium” في صيف 2013 وخيب الآمال لنصه الضعيف والشخصيات المهلهلة، حتى إن “بلومكامب” اعترف أنه أخطأ في هذا الفيلم وأنه اهتم بالصورة والتصميمات على حساب القصة.

السؤال هنا: هل نجح “بلومكامب” في محاولته الثالثة؟ أو بمعنى آخر: هل نجح الفيلم كما نجح فيلمه الأول؟

الإجابة هي “نعم” و “لا”.

“نعم”؛ لأن “بلومكامب” عاد لموطنه مدينة جوهانسبرج، التي وقعت فيها أحداث “District 9″، ولأنه استعان بالعديد من الممثلين الذين ظهروا في الفيلم الأول، مما خلق حالة من النوستالجيا إليّ كمشاهد.

على المستوى البصري، الفيلم مبهر وبالأخص تصميم الروبوتات الشرطية و”تشابي”، أيضًا لأنه صنع فيلمًا ممتعًا ومشوقًا على السطح، يحتوي على مشاهد أكشن وإثارة مصممة بشكل ممتاز.

من ناحية أخرى، فشل الفيلم في تقديم شخصيات ثلاثية الأبعاد وبدوافع منطقية. مثال: ما الذي يدفع “ديون” لتجريب اختراعه المذهل أمام حفنة من اللصوص؟ أفهم أنه مختطف وتحت التهديد؟! لكني كنت أتوقع نوعًا من المقاومة أو التمويه من جانب “ديون”.

هذه الكتابة المهلهلة تظهر في نصف الفيلم ونهايته. شخصيًا، شعرت أن “بلومكامب” كان كسولًا ولم يرد أن يستمر في مرحلة الكتابة وأن يقفز للتصوير. بالفعل، في حوار له أكد أن أصعب مرحلة له في صناعة أي فيلم هي الكتابة ثم التصوير. بالتالي؛ حينما تجد السيناريو فقيرًا لهذا الحد، لا تملك سوى أن تشعر بالأسف على النجوم الكبار الذين شاركوا في الفيلم.

قام بدور “ديون” الممثل “ديف باتيل”، بطل المليونير المتشرد “Slumdog Millionaire”، وبدور الزوجين “نينجا” و”يولاندي” أعضاء فرقة الهيب الهوب “داي أنتفورد” الجنوب إفريقية، وقام بدور “تشابي” بطل “District 9″ الممثل “شارلتو كوبيه”. وقام بدور “فينسنت مور”، خصم “ديون” في شركة “تترا فال”، الممثل المخضرم “هيو جاكمان”.

أفضل أداء من نصيب “شارلتو كوبيه”، هذا الممثل الموهوب الذي ينتظر فعلًا من يوظفه بشكل فعال.

تصميم “تشابي” غير إنساني ولا يثير العاطفة الإنسانية. أداء “كوبيه” الصوتي جعلني أتعاطف مع هذا الكائن المعدني غريب الشكل.

حزنت لظهور ممثل بقدر “هيو جاكمان” في دور مكتوب بسطحية وضعف شديدين. “بلومكامب” كان قادرًا على توظيفه بشكل أفضل من ذلك.

لم يستطع الفيلم طرح أسئلة جديدة عن الذكاء الاصطناعي، وإنما استخدمها كقوة دفع لحبكة ودراما الفيلم.

المشاهد العادي سيستمتع بالفيلم جدًا؛ فهو يحتوي على المؤثرات المبهرة، مشاهد الحركة القوية، على “هيو جاكمان” في أول دور له كشرير.

نال الفيلم تقييمًا نقديًا سيئًا ولم يحقق إيرادات قوية في صندوق التذاكر الأمريكي كأفلام “بلومكامب” السابقة.

من المقرر الآن أن يقوم “بلومكامب” بإخراج النسخة الخامسة من سلسلة أفلام غريب “Alien” والمتوقع نزوله دور العرض في 2017. بناءً على صور التصميمات التي ظهرت في الإنترنت للفيلم، أعتقد أن الفيلم سيكون مذهلًا بصريًا. لكن، هل سيكون قويًا على مستوى الدراما والتمثيل كأفلام “Alien” لريدلي سكوت و”Aliens” لجيمس كاميرون؟ نترك الحكم للزمن.

تقييم الفيلم 6/ 10.

التقرير الإلكترونية في

02.04.2015

 
 

«عيون حرامية» فيلم فلسطيني وممثلون عرب يقدّم قصة حقيقية لمقاوم قتل 11 جندياً إسرائيليا

فاطمة بوغنبور - تطوان ـ «القدس العربي»:

ضمن مسابقة الفيلم الروائي الطويل لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط كان الجمهور على موعد مع عرض الفيلم الفلسطيني «عيون حرامية» في قاعة سينما أبنيدا وهو إنتاج مشترك فلسطيني جزائري للمخرجة الفلسطينية نجوى النجار ومن بطولة النجم المصري خالد أبو النجا والمغنية الجزائرية سعاد ماسي ومن الممثلين الفلسطينيين خالد الحوراني وإيمان عون ونسرين فاعور مايسة عبد الهادي، وسهيل حداد، ووليد عبد السلام، والطفلة ملك أرميلة التي قامت بدور ملك في الفيلم أحداث الفيلم مستوحاة من قصة حقيقة وتدور أحداثه في نابلس بالضفة الغربية إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي انطلقت عام 2000.

ابتدأت فصول حكاية الفيلم مع أول مشاهد الجينيريك بصوت فرح واحتفال تقطعه فجأة أصوات ضرب ونار وصراخ وعويل ويحكي قصة طارق «خالد ابو النجا» مهندس في شبكات المياه بعد أن تعرضت بلدته للقصف الاسرائيلي المحتل وبعد تنفيذه لعملية فدائية في منطقة «وادي الحرامية» حكم ب10 سنوات في سجون الاحتلال، وحين خروجه من السجن وجد أن زوجته قد ماتت وابنته نور «ملك أرميلة» في عداد المفقودين، فقرر تتبع أي خيط يقوده للوصول الى ابنته، وبعد بحث وجهد يعرف بأن ابنته كانت في رعاية دار أيتام وبعد موت صاحبة الدار تبنتها ليلى «سعاد ماسي» التي تعيش في نابلس بعد أن قدمت من المغرب العربي تحديدا الجزائر.

يشتغل طارق عند المقاول عادل الذي يمثل عنصر الشر والخيانة في الفيلم هذا الأخير هو صاحب مشغل للملابس النسائية حيث تعمل ليلى وحيث سيسكن طارق في غرفة مجهزة داخل المشغل، تتوالى الأحداث وتنشأ قصة حب ترجمتها نظرات ليلى وطارق هذا الأخير الذي سيكتشف خيانة عادل الذي يسرق الماء من الأراضي المحتلة ويحرم أهله وعشيرته ليوجه أنابيب الماء المخفاة بعناية نحو المستوطنات الاسرائيلية، فيكشف طارق أمره أمام أهالي البلدة وذلك يوم زفافه المفترض على ليلى التي أجبرتها ظروف العمل على قبوله رغم استلطافها وحبها لطارق. وتنتهي قصة الفيلم بتقرب طارق من ابنته ليلى وعودة المياه الى أهالي البلدة كنهاية سعيدة لخصت حلما أكبر يداعب كل متشبع بالقضية الفلسطينية وهو عودة الحياة والروح والمياه والخصب لفلسطين المحتلة».

وجذير بالذكر أن قصة الفيلم الذي صور بالكامل في فلسطين مدة 25 يوما تعود لحكاية مقاوم فلسطيني شهير يدعى ثائر حماد نفذ عملية مسلحة في واد يدعى «عيون حرامية» عام 2002 حيث أسفرت العملية عن مقتل 11 جندي اسرائيلي واثنين من المستوطنين وجرح 9 أشخاص حيث يحكى بأن تلك المنطقة كانت تضم حاجزا اسرائيليا يتفنن في إذلال وإهانة الفلسطينيين مما دفع بثائر إلى الثأر عبر اتخاذ مكان خفي نفذ من خلاله عمليته التي هزت حينها صورة الجيش الاسرائيلي. وبعد تحقيقات دامت عامين ثم الوصول إلى ثائر الذي حوكم ب11سنة قبل أن يطلق سراحه ويجد أن زوجته توفيت وابنته الوحيدة مفقودة.

ويذكر أن الفيلم هو ثاني تجربة سينمائية طويلة للمخرجة نجوى نجار بعد فيلمها الطويل «المر والرمان» سنة 2008 والذي رصد أيضا معاناة انسانية لزوجين فلسطينيين مع الاسر وسلب أراضيهم من طرف الاحتلال الفلسطيني . وقد تعذر على المخرجة حضور مهرجان تطوان لأسباب إدارية كما صرحت بذلك إدارة للمهرجان للقدس العربي.

ومباشرة بعد نهاية العرض ثمن نقاد سينمائيون مغاربة تجربة الانتاج المشترك الذي يسوق فنيا وسينمائيا عدالة القضية الفلسطينية عبر كل أرجاء العالم العربي. حيث يلعب دور البطولة النجم المصري خالد ابو النجا والمغنية الجزائرية الشهيرة سعاد ماسي فيما يعرض الفيلم الآن ضمن مسابقة مهرجان مغربي. فيما صرح آخرون «للقدس العربي» أن الفيلم فلسطيني فكان حريا به أن يقوم فيه بدور البطولة المطلقة ممثل فلسطيني متشبع بالظلم والفسوة والهوان التي يمارسها المحتل الاسرائيلي وبأن يدرك تماما ما معنى أن تسلب أرضك وتقتل أسرتك. هذا رغم التألق والحرفية الكبيرة التي قام بها خالد أبو النجا في تجسيد دور طارق في الفيلم.

الممثل الإسباني ويلي توليدو: حلف شمال الأطلسي أكبر منظمة إرهابية في العالم

اتهم إسرائيل وأمريكا بالمساهمة في خلق «الدولة الإسلامية»

اسبانيا – من خالد الكطابي:

خلق الممثل والمنتج الإسباني ويلي توليدو الحدث مرة أخرى عندما اعتبر أن منظمة حلف شمال الأطلسي أكبر منظمة إرهابية في العالم واصفاً باراك أوباما بأنه «أكبر زعيم إرهابي في العالم» ومعرفاً الرأسمالية بأنها «دولة إرهابية»، كما اعتبر ويلي أن خوسي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، إرهابي كذلك لأنه شارك في قتل الآلاف من الأبرياء والهجوم على دولة مستقلة وذات سيادة في إشارة لمشاركته في الحرب على العراق.

توليدو الذي حل ضيفا على برنامج «أون تييمبو نويبو» ويعني بالإسبانية «زمن جديد» الذي تبثه القناة الإسبانية «تيلي5» الخاصة وتمت محاورته من طرف صحافيين يمثلون وجهة النظر الرسمية الإسبانية. وقال ويلي أن جماعات بوكو حرام والدولة الإسلامية والجهاد الإسلامي هي حركات من صنع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ووصف الأعمال التي تقوم بها هذه الجماعات بـ»الحيوانية والوحشية» ونعتهم ب»المغتصبين للآلاف من الفتيات والنساء سواء في إفريقيا أو الشرق الأوسط».

وخاطب الممثل الإسباني محاوريه بالقول: «ما قلته اعتبره البعض مبالغة لكن تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أكدت ذلك قبل شهور عندما صرحت «نحن الذين خلقنا وصنعنا القاعدة» وقد تم نشر ذلك بجريدة «إلبيريودكو» أثناء رصدها لعلاقة المخابرات الإسرائيلية والقاعدة. وفي رده على تغريدته التي أثارت الكثير من ردود الفعل والتي قال فيها «البنتاغون والحلف الأطلسي قصفا ودمرا بلدانا بأكملها، وقتلوا الملايين… مليون ونصف في العراق فقط وعدد لا يحصى من المرضى… « أجاب ويلي «كل ما أقوله صحيح». وأردف متهما الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالتورط في معظم الحروب التي جرت وتجري على طول وعرض الكرة الأرضية» وتساءل ويلي: ما هو الشيء الزائف في هذا الرأي ما هو سر هذه الضجة واللغط الذي تعرض لهم رأيي وأضاف «يجتمع أوباما كل أسبوع في مكتبه مع أعضاء من البنتاغون يحملون له لائحة بأسماء الإرهابيين المزعومين الذين سنقتلهم» وللإشارة هذا منشور في جريدة الباييس وفي عدة وسائل إعلام أخرى. وفي مواجهة كلامية مع خايمي غونزاليس، عن جريدة «أب س»، حول الوضع الحقوقي في كوبا أدت بتوليدو للمقارنة مع الوضع في إسبانيا، حيث رأى أن إسبانيا لديها مئات من المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم أرنالدو أوتيغي. وأضاف «إنه في السجن لدفاعه عن وقف العنف في إقليم الباسك وأن هناك شخصيات دولية طالبت بإطلاق سراحه».

وكان رد خايمي غونزاليس عنيفا وصاخبا «إنه في السجن بتهمة التعاون مع الجماعات المسلحة» وأدان الممثل الإسباني كل العمليات الإرهابية التي قامت بها حركة إيتا الباسكية والتي استهدفت الأطفال كما أدان العمليات التي قامت بها السلطات الإسبانية والتي استهدفت الأبرياء. وأكد على أن هناك من لا يريد أن يضع حدا نهائيا للعنف لأن هناك من يستفيد من الوضع في كلا الجانبين. وأضاف توليدو أن عددا كبيرا من النقابيين والناشطين تتم ملاحقتهم وتضييق الخناق عليهم. وهناك العشرات من الفرق الموسيقية التي تم منعها من إقامة حفلاتها ومصادرة آرائها، مثل «سوثيداد ألكوليكا «و مانو تشاو» وعند الحديث عن المعتقلين السياسيين بكوبا قال توليدو إن أغلبهم معتقل طبقا للقانون الجنائي الكوبي الذي يعاقب كما القانون الجنائي الإسباني بكونه يتلقى دعما من الخارج لخدمة أجندات معادية وأكد على أن أمريكا تخصص 30 مليون دولار لقلب النظام الشرعي في كوبا وأشار ويلي أن هناك شرائط فيديو لنساء تكشف عن إمدادهن بالأكل من خلف نافذة صغيرة لغييرمو فارينياس صاحب أكبر رقم قياسي عالمي في الإضراب عن الطعام. وعند مقارنته بين الولايات المتحدة وكوبا قال ويلي إن أمريكا فيها تمييز عنصري وأنها تغزو وتدمر دولا من أجل شركات النفط والغاز. قائلا إن الولايات المتحدة بعيدة كل البعد عن الديمقراطية. وأن في كوبا هناك حكومة يدعمها شعبها وقضت بسرعة على الأمية ووفرت الخدمات الصحية لعامة الشعب.

وأشار الممثل الإسباني إلى أن الإعلام الإسباني كما العالمي يحاول تقديم كوبا وفنزويلا على أنهما دولتين غير ديموقراطيتين وتساءل هل أمريكا التي تساهم في القتل وتغيير أنظمة لا تروقها دولة ديموقراطية.

هذا التساؤل خلق مشادة كلامية بين محاورتين فقد اعتبرت بيلار غوميز، عن جريدة «لاراثون»، أن أمريكا دولة ديموقراطية لأن من يحكمها الآن هو رئيس زنجي وهذا دليل كاف على ذلك وفي المقابل قالت زميلتها كريستينا فاياراس بأنها دولة لا زال بها تمييز عنصري. وأحرج ويلي مقدمة البرنامج ساندرا بارنيدا عندما انتقد مجموعة ميديا سات، عند إقالتها لخيسوس تينتروا وقال «إنه شيء مضحك الحديث عن حرية التعبير هنا في الوقت الذي تتم فيه إقالة زميل لكم استجابة لضغوط سياسية» ودافعت ساندرا قائلة «ما يمكنني قوله هو أن هناك حرية التعبير في اللحظة التي تتكلم فيها هنا، وتقول ما تقوله» و كان ويلي قد أعلن في أيار/مايو من سنة 2013 في تصريح لقناة «تيلي سور» الفنزويلية عن رغبته في الانتقال للعيش في كوبا بعد اتهامه بعض وسائل الإعلام المحافظة بممارسة «الاضطهاد الإعلامي». كما اتهم الصحفيين، الذين يقولون إنه لا وجود لوسائل إعلام حرة في كوبا وفنزويلا، بالافتراء،. معتبرا أن ما بين 58٪ و90٪ من الصحف والقنوات التي توجد في هذه الدول خاصة وتنتقد الحكومتين بحدة».

وفي رده على الصحافية والكاتبة كريستينا فاياراس حول كون الشعب الإسباني سخيف أو لا يعرف جيدا ما يجري و لا يعبأ بما يحدث، قال ويلي إن الشعب الإسباني عرف بكونه شعبا ذكيا خلاقا ومبدعا ومثقفا إلى لحظة فرانكو وبعده تمت ممارسة التعتيم عليه من طرف وسائل الإعلام الإسبانية وقال: دلوني على خبر واحد في أية وسيلة إعلامية يتطرق لخبر إيجابي حول فنزويلا أو كوبا … كما تحدث عن صحيفة إلباييس قائلا: «كلنا نعرف أنها أصبحت مثل نشرة لا تطاق وصحيفة ليس لديها أي شيء» لماذا؟ «لأنها لم تعد مملوكة من قبل عائلة بولانكو، ولكن أصبحت في ملكية بورصة وول ستريت.

وحقق البرنامج أكبر نسبة من المشاهدة جراء حلول ويلي توليدو ضيفا عليه وترك وراءه صفا طويلا من العناوين والتعليقات المؤيدة والرافضة لتصريحاته في شبكات التواصل الاجتماعي وسجل نسبة أكثر رواج وتعليق بالتويتر وفيسبوك وتفوق لأول مرة من حيث علامات التصنيف التي كانت تحسم لفائدة برنامج لاسيكستا نوتشي الذي تقدمه القناة السادسة. وتمت مقاطعة ويلي توليدو أكثر من مرة سواء من طرف محاوريه أو من طرف مقدمة البرنامج والتزم الممثل الذي بدا متماسكا ومتحكما في أعصابه حتى لا ينساق للاستفزازات والتي يتقنها محاورو القناة الخامسة وخاصة من طرف خايمي غونزاليس وسبق لويلي أن أثار موجة من ردود الفعل عندما صرح أن «ما حدث في باريس ذريعة لتدخل عسكري غربي جديد» (أنظر جريدة القدس العربي عدد 7986 بتاريخ 16 كانون الثاني يناير2015).

وتخلق تصريحات توليدو الصحافية ردود فعل صاخبة تتجاوز إسبانيا وتخلق متاعب للخارجية الإسبانية وهي انتقادات تأخذ مصداقيتها لكونها نابعة من أحد الفنانين الأكثر إثارة للجدل في شبه الجزيرة الإبييرية. وفي حسابه الشخصي الرسمي على فيسبوك الذي يحمل اسمه الحقيقي غييرمو توليدو كتب على حائطه بعد نهاية البرنامج ما يلي: «شكرا جزيلا للجميع وإلى كل الذين ساهموا بتشجيعاتهم لي. لم يكن من الصعب، لقد استمتعت بذلك، ولكن كان الخصم ضعيفا، دائما أواجه الأكاذيب. لو كنتم مكاني لفعلتم الشيء نفسه».

القدس العربي اللندنية في

02.04.2015

 
 

بطولة جورج كلوني وإنتاج ستديوهات «ديزني»

«تومورو لاند» المستقبل بعيد عن الحرب

عبدالستار ناجي

سيكون احدث نتاجات ستديوهات ديزني الحدث السينمائي المرتقب لصيف عام 2015 نظرا للقيمة الفنية واهمية الموضوع الذي يتعرض له. حيث يمثل فيلم تومورو لاند واحدا من أهم الاعمال السينمائية التي تتعرض الى المستقبل بمفهوم ورؤيا جديدة حيث المستقبل بعيدا عن الحرب والدمار ولعلها الموضوع المحوري الذي ينطلق من خلاله احدث افلام النجم جورج كلوني الذي يأخذنا عبر حكاية الى المستقبل . وكأنه يبشر بمستقبل مستقر بعيدا عن الواقع الراهن المشبع بالعنف والجريمة والحرب والدمار

فيلم الخيال العلمي الجديد تومورو لاند قام باخراجه المخرج الفائز بالاوسكار براد بيرد والبطولة لجورج كلوني وربريت روبرستون وهيو لوري وجودي غارر.

تبدأ أحداث الفيلم مع خروج بريت روبرستون كيسى نيوتن لتوها من احد السجون لتجد بين حاجياتها ميدالية تعرف بانها لا تعود اليها ولكنها حينما تلمسها تأخذها الى عالم وزمن آخر لا تعرف مضامينه او موقعه . وتبدا مهمتها في البحث عن اسرار تلك الميدالية التي توصلها الى جورج كلوني فرانك ووكر احد الباحثين عن شخصيات حقيقية للذهاب بها الى المستقبل وهنا تبدأ المغامرة المشتركة والرحلة المشبعة بالخيالات والمغامرة لتجاوز المعاصرة بكل عذاباتها ومتناقضاتها وصولا الى المستقبل الجديد او أرض المستقبل الخالية من الشرور والحروب والدمار . رحلة سينمائية تنتقد العنف الأرعن الذي يجتاح العالم والذي يحول البشرية البريئة الى ضحايا ودمار وعنف مجاني فيلم يبشر بالمستقبل حتى ولو كان على طريقة ستديوهات ديزني ليقول بان الغد افضل وان بلوغ ذلك الغد لن يكون الا بالتخلص من تلك الادران والافات والكوارث . سينما تشتغل على شريحة تخاطب جميع افراد المجتمع متجاوزة لنسبة كبيرة من افلام ديزني التي تبقى مشغولة بالاطفال والاحداث الى فضاء جماهيري أشمل ومن هنا تأتى مشاركة جورج كلوني الذي ياسرنا بأدائه الآخاذ ودفاعه عن البشرية في فيلم سيكون حديث العالم في صيف هذا العام

النهار الكويتية في

02.04.2015

 
 

النافذة السابعة

هذا الفيلم يخيفني

عبدالله آل عياف

التقيت عام ٢٠٠٨ بالمخرج البريطاني داني بويل، تكلمنا عن فيلمه الذي كان يعمل على إنهائه آنذاك "المليونير المتشرد" وزرنا غرفة المونتاج للفيلم الذي حصل لاحقاً على ٨ جوائز أوسكار منها أفضل فيلم ومخرج ومونتاج. أتذكر جيداً عبارة قالها وهو يبتسم عندما سئل عن صعوبات توزيع الأفلام هذه الأيام. قال وهو يبتسم: "الفيلم الوحيد الذي لن تعاني في توزيعه ولا تتعب في إقناع الاستوديوهات الكبرى بدعمه هو فيلم الرعب". وبرر ذلك بقوله إن إنتاج أفلام الرعب لا يكلف الكثير لكنه بالمقابل مغامرة شبه مضمونة الربح، وضرب مثالاً بفيلمه السابق "28 يوماً لاحقاً-28 Days Later" والذي كلف ما يقارب الثمانية ملايين دولار في حين جنى أكثر من ٢٠ ضعف تكلفته.

نتساءل دائماً، ما سر حب الناس لأفلام الرعب؟ ما الذي يجعل الناس يقفون طوابير أمام السينما لدخول فيلم يخيفهم؟ لماذا ندفع المال لشراء تذكرة نعلم أنها ستجعل فرائصنا ترتعد؟ ولماذا يكرر الناس هذه التجربة مرة بعد أخرى وفيلماً بعد فيلم دون ملل؟ هل هو عشقنا الأبدي للإثارة ولعيش تجربة مختلفة؟ منذ فجر الإنسان وهو يعشق التحلق حول النار لسماع قصص الأشباح والوحوش.

ولو أردنا تقصي تاريخ أفلام الرعب فعلينا أولا العودة لنهايات القرن السابع عشر حينما بدأ ما يسمى أدب الرعب القوطي نسبة للقصور الشاهقة التي تعود لتلك الفترة. ولاحقاً ظهر أشهر كتاب هذا النوع وهو إدجار آلان بو. انتشار هذا الفن الجديد والمبيعات الضخمة لأشهر أعماله خلال القرنين اللاحقين جعل الرعب أحد أوائل الأنواع السينمائية التي خاضها رواد السينما مثل جورج ميليس عبر فيلمه "أخلاقيات الشيطان" ١٨٩٦م. اعتمد ميليس على خدعه البصرية لإرعاب الجمهور وهم يشاهدون تحول الخفافيش البشعة لأناس أشرار. لاحقاً، تطورت أفلام الرعب فظهرت أفلام مثل فرانكشتاين لكن التشكل الحقيقي لهذا الصنف السينمائي جاء مع نهاية الحرب العالمية الأولى ومن ألمانيا التي غزت أفلامها التعبيرية العالم، ونستطيع القول بأن فيلم "كابينة الدكتور كاليجاري-The Cabinet of Dr. Caligari" عام ١٩٢٠م كان خير مثال على ذلك.

فيلم "الناس القطط-Cat People" بدوره أصبح علامة فارقة في مسيرة أفلام الرعب، فعندما طرح الفيلم عام ١٩٤٢م لم يتناول قصص الأشباح والقتلة والوحوش والتي تستعين غالباً بالمكياج الثقيل ومناظر العنف كما جرت العادة، بل جاء الفيلم مختلفاً ومستخدماً عناصر جديدة لإرعاب الناس هي الظل والترقب والنظرات الخائفة مقدماً تجربة تعتمد على الرعب النفسي. كلف الفيلم ٤٠ ألف دولار لكنه جنى أكثر من ٤ ملايين دولار في المقابل!.

ومع ظهور نجم المخرج البريطاني العبقري الفريد هيتشكوك انتقلت أفلام الرعب من أفلام منخفضة الإنتاج ومتوسطة المستوى لأفلام ضخمة وجيدة المستوى كفيلمه "سايكو" ١٩٦٠م. وفي السبعينيات، استطاعت ثيمات الرعب الدخول في أفلام تجارية كبيرة من تصانيف سينمائية أخرى مثل الدين والأرواح كما في "طارد الأرواح-The Exorcist" ١٩٧٣م، الإثارة في فيلم "الفك المفترس-Jaws" ١٩٧٥م، وقصص المراهقين "كاري-Carrie" ١٩٧٦م، والمخلوقات الفضائية والخيال العلمي في فيلم "غرباء-Alien" ١٩٧٩م. لكن ما يمكن وصفه بأحد أفضل أفلام الرعب على الإطلاق فقد ظهر عام ١٩٨٠م وهو فيلم "السطوع-The Shining" للمخرج الشهير ستانلي كيوبرك، وهو من الأفلام التي لا زال النقاد يحاولون فك أسرارها ويقتلونها تحليلاً وبحثاً.

وفي حين نجد أفلاماً قد تصنف كأفلام رعب ذات مستوى فني جيد بسبب السيناريو والتنفيذ الجيدين ك"الحاسة السادسة" و"الآخرون" و"صمت الحملان" و"الخاتم"، فإننا أيضاً أمام سلاسل من الأفلام التي تعتمد على العنف والتقطيع والأشلاء المتطايرة كسلاسل "منشار"، "صرخة"، الزومبي، وغيرها والتي ما أن يطرح أحدها إلا ويعصف بشباك التذاكر محققاً مئات الملايين من الأرباح.

عودة للأسئلة التي طرحتها في البداية حول أسباب إقبال الناس على هذا النوع من الأفلام، البعض يكرر ما قاله الفيلسوف أرسطو من أننا نستمتع بقصص الرعب لتفريغ المشاعر السلبية لدينا، أي أننا نشاهد الفيلم لنفرغ مشاعر الخوف لدينا. ويرد البعض بأن الدراسات تناقض ذلك تماماً حيث تزيد مشاعر العنف لمن يشاهد فيلماً عنيفاً أي أن فكرة تفريغ المشاعر السلبية ليست دقيقة. خلال بحثي وتجهيزي لهذا المقال مررت بالعديد من النظريات التي تفسر عشقنا لهذا النوع ووصلت لقناعة بأن كل منها يحمل جزء من الصواب والخطأ. لكل منا سببه، فماذا عنك أنت؟ لماذا تحب أو تحبين مشاهدة أفلام الرعب؟

الرياض السعودية في

02.04.2015

 
 

بطولة الممثلة مارغريتا باي

أمي.. جديد المخرج الإيطالي ناني موريتي

24- محمد هاشم عبد السلام

انتهى المخرج والممثل الإيطالي الكبير ناني موريتي من تصوير آخر أفلامه، ويحمل عنوان "أمي".

والفيلم من بطولة الممثلة الإيطالية المخضرمة مارغريتا باي، والمخرج والممثل الأمريكي الإيطالي الأصل، جون تورتورو، ويشترك في التمثيل ناني موريتي.

واشترك موريتي أيضاً في كتابة سيناريو الفيلم إلى جانب كاتبي السيناريو، فرانشيسكو بيكولو وفاليا سانتيلا، وينتمي الفيلم إلى نوعية أفلام الدراما، ويمتد زمن عرضه لما يقترب من ساعتين، وتتنقل الأحداث بين إيطاليا وفرنسا وألمانيا.

وتدور أحداث فيلم "أمي" حول المخرجة السينمائية المشهورة والناجحة مارغريتا (مارغريتا باي)، التي تعمل في تصوير أحدث أفلامها، وهو من بطولة نجم أمريكي إيطالي الأصول يدعى باري هوجينز (جون تورتورو)، لكن برغم شهرتها تلك ونجاحها الذي يحسدها الجميع عليه، تعاني مارغريتا من صراع هائل يكاد يمزق حياتها، بين والدتها التي تحتضر بالمستشفى، وعلاقتها العاطفية مع جيوفاني (ناني موريتي) التي وصلت لمرحلة الفشل التام، الأمر يلقي بتبعاته على حياتها المهنية، ويكاد يصيبها بالشلل المفضي إلى الانهيار.

وينتظر عشاق ناني موريتي، من مواليد 1953، فيلمه الجديد بلهفة وترقب، خاصة وأن موريتي كان توقف عن الإخراج السينمائي، منذ أربع سنوات، وذلك بعد فيلمه، "لدينا بابا" (2011)، الذي أحدث دوياً في الأوساط السينمائية والسياسية في إيطاليا والعالم.

وفي رصيد موريتي الإخراجي ما يقترب من أربعة وعشرين فيلمًا، إلى جانب عشرين فيلمًا كممثل ومنتج. وقد حصل موريتي على العديد من الجوائز منها سعفة كان ودب برلين الفضي والكثير من الجوائز الهامة ومنها بمهرجان فينسيا.

يذكر أن الفيلم سوف يعرض حصرياً في دور العرض الإيطالية بداية من منتصف هذا الشهر، وذلك تحسباً لمشاركته المرجحة جداً ضمن أفلام المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي في مايو (أيار) القادم. وتحدد موعد عرض الفيلم بالسينمات الفرنسية، ثم الأوروبية بداية من منتصف هذا العام.

ينتمي إلى الدراما النسائية

ألمودوفار يبدأ تصوير فيلمه الجديد "الصمت"

24- محمد هاشم عبد السلام

بدأ المخرج الإسباني المتميز بيدرو ألمودوفار تصوير أحدث أفلامه، والذي يحمل عنوان "الصمت"، والفيلم من تأليفه، وهو من نوعية أفلام الدراما النسائية التي اشتهر بها المخرج.

ومن المنتظر أن يبدأ المخرج الإسباني الشهير تصوير "الصمت" في مايو (أيار) القادم، على أن يعرض الفيلم في نهاية هذا العام أو مطلع العام القادم على أقصى تقدير.

وأعلن ألمودوفار مؤخراً عن اسمي البطلتين اللتين ستشتركان في فيلمه الجديد، وهن النجمة المخضرمة إيما سواريز، في الخمسين من عمرها، وأدريانا أوجارتي، في الثلاثين من عمرها.

واختارهما ألمودوفار على وجه التحديد في تلك المرحلة العمرية نظراً لطبيعة السيناريو والدور الذي ستقوم به كل منهن، إذ يتناول الفيلم حياة الشابة والسيدة (جوليتا)، وذلك في مرحلتين عمريتين مختلفتين، إذ يبدأ المخرج في رصد تلك الحياة وتصويرها، منذ سنوات الثمانينات وحتى الوقت الراهن.

وقال في بيان له عن حبكة الفيلم: "يتحدث الفيلم أيضاً عن المصير الذي لا مفر منه، وعقدة الذنب، والأسرار الدفينة التي لا يسبر أغوارها، والتي تجعلنا نتخلى عمن نحب ونخرجهم من حياتنا، كما لو أنهم لم يعنوا لنا شيئاً بالمرة، وأخيراً عن الألم الناجم عن كون المرء ضحية". 

واختتم البيان قائلاً: "جوليتا بحاجة لمعجزة فقط. ولكن المعجزات تحدث أحياناً".

وحدد ألمودوفار، الذي يشترك في إنتاج الفيلم مع شقيقه، أماكن التصوير في جاليسيا وجبال البرانس ومدريد، وهي أماكن تتسم بقدر كبير من الهدوء والصمت المناسبين لأحداث الفيلم وحالة بطلته جوليتا التي اضطرت في مرحلة ما من حياتها، للتخلي في صمت عن ابنتها، وذلك وفقاً لما صرح به ألمودوفار.

يشار إلى أن بيدرو ألمودوفار السينمائي، مواليد 1949، في رصيده ما يزيد عن الثلاثين فيلماً روائياً طويلاً وقصيراًَ وتسجيلاً، والكثير من الترشيحات، حوالي تسعين ترشيحاً تقريباً، وما يزيد مائة وعشرين جائزة على مستوى العالم، ومنها الذي حصل عليه من مهرجانات كبرى مثل برلين، وكان، وغيرها، إلى جانب حصوله على الغولدن غلوب والأوسكار.

حذرت دور العرض الأوروبية من مشاهدته

حكايات قاسية: فيلم تتقاطع قصته مع حادثة الطائرة الألمانية

24- محمد هاشم عبد السلام

على نحو يتسم بالغرابة الشديدة، ولم يلتفت إليه البعض إلا بعد الحادث الأليم، الذي وقع مؤخراً للطائرة الألمانية المنكوبة، التي أسقطها قائدها قبل أيام قليلة، تتشابه الحادثة مع إحدى قصص فيلم الكوميديا السوداء والإثارة والتشويق "حكايات قاسية)".

حكايات قاسية من إخراج وتأليف المخرج الأرجنتيني داميان سيفرون، واشترك في إنتاجه المخرج الإسباني القدير بيدرو ألمودوفار، وهو من بطولة داريو جراندينتي وماريا ماريول ومونيكا فيلا. وترشح الفيلم العام الماضي بمهرجان كان لنيل السعفة الذهبية، في حين ترشح هذا العام لجائزة الأوسكار أحسن فيلم أجنبي، ودخل ضمن القائمة القصيرة بالفعل، لكنه لم يفز.

ويمتد زمن عرض الفيلم لما يزيد عن ساعتين تقريباً، ويتناول سيناريو الفيلم ست قصص منفصلة تدور جميعها حول تيمة الانتقام. القصة الأولى من الفيلم، تدور على وجه التحديد، حول أحد الأشخاص الذي تمكن بطريقة ما من جمع العديد من الأفراد الذي يعتقد أنهم خدعوه وخانوه وضللوه على امتداد حياته، وذلك متن طائرة واحدة، وبمجرد انطلاق الطائرة، وإدراك الجميع للعلاقة التي تجمع بينهم، يتركهم هذا الشخص المخدوع، ويدخل إلى قمرة القيادة، ويغلق على نفسه الطائرة، ويتسبب في إسقاطها بالفعل.

يذكر أن الفيلم، في مصادفة أخرى، كان بدأ أولى عروضه التجارية بالسينمات الأوروبية قبل أيام قليلة، أي، بعد الحادث الأليم، الأمر الذي جعل الكثير من السينمات تضع تحذيراً تنبه فيه الجمهور إلى ما يحتويه الفيلم من قصة، قد تبدو مزعجة أو مثيرة للشجون.

وكان البعض ممن شاهدوا الفيلم أبدوا استيائهم من توقيت نزول الفيلم، في حين سخر البعض الآخر قائلاً إن "الطيار لا بد وأنه شاهد الفيلم قبل انتحاره".

موقع (24) الإماراتي في

02.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)