كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

"البحيرة المُرّة" ومستنقع السياسة الغربية

أمير العمري

 

فيلم "البحيرة المُرّة" Bitter Lake هو أحدث الأفلام التي أنتجها تليفزيون بي بي سي، وهو من إخراج المخرج المثير للجدل آدم كيرتس Adam Curtis، وفي تجربة جديدة تماما من نوعها قرر تليفزيون بي بي سي أخيرا، عرض الفيلم عبر موقعه " أي بلاير" IPlayer وبالتالي إتاحة الفرصة للمشاهدين لإبداء آرائهم عليه مباشرة من منازلهم.

ينتقل الفيلم (الذي يبلغ زمنه 137 دقيقة) بين الكثير من العناوين والأفكار التي يجمعها خيط واحد ولكن من خلال سياق فني ذاتي، أي ينطلق من فرضيات خاصة بمخرجه ومن رؤيته الجمالية الخاصة أيضا التي ليس من الممكن اعتبارها رؤية موضوعية تماما.. إنه ينتقل من الحرب في أفغانستان إلى حرب الأفيون، ومن صعود "الوهابية" في الجزيرة العربية، إلى مكافحة الشيوعية في الشرق الأوسط، ومن الوهابية إلى القاعدة وداعش، ومن ظهور البترول إلى الأطماع الغربية في المنطقة، ومن الحرب ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وتسليح المجاهدين، إلى صعود أسامة بن لادن ووقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وما ترتب عليها من غزو غربي لأفغانستان، ومن تداعيات الحرب في العراق وأفغانستان إلى انهيار السوق المالية في أمريكا والعالم في 2008.

لكن المحور الرئيسي للفيلم يدور حول نقد سياسة الغرب، استنادا إلى فرضية أن ليس كل ما نسمعه في الإعلام الغربي نقلا مما يقوله الساسة، حقيقي، بل ما هو سوى محض خداع وغش وتضليل، وأهم هذه الأفكار المتداولة التي ثبت عدم جديتها حسبما يقول الفيلم، فكرة أن الصراع في الشرق الأوسط، أو بالأحرى الصراع الدائر في العالم اليوم، الذي يُطلَق عليه حينا مكافحة الإرهاب، وحينا آخر محاربة التطرف الديني، ليس في الحقيقة صراعا بين الأشرار والأخيار، أو بين الأسود والأبيض، بل إن الصورة الحقيقة صورة "رمادية"، إذا ما اقتربنا منها، وهو ما يحاول أن يفعله آدم كيرتس مخرج الفيلم، بأسلوبه الفني الخاص الذي قد يراه الكثيرون مخالفا لكل قواعد الفيلم الوثائقي المألوفة.

وهو يتوقف طويلا على سبيل المثال أمام العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية، ويعرض لقطات بالألوان لذلك اللقاء الشهير بين الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت، والملك عبد العزيز آل سعود، على متن مدمرة أمريكية في البحيرات المُرّة بقناة السويس عام 1946، أي بعد معاهدة يالطا مباشرة التي جرى بموجبها تقسيم مناطق النفوذ في العالم بين القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية.

هذا اللقاء الذي سيتمخض عنه اتفاق استراتيجي بين الدولتين، سيظل ساريا حتى يومنا هذا، ويقضي بأن تدعم الولايات المتحدة بشتى الطرق، السعودية، وتضمن حماية العائلة الحاكمة في كل الظروف، مقابل ضمان تدفق البترول دون عوائق إلى أمريكا والغرب بوجه عام. لا يشوب سريان هذا الاتفاق، حسب ما نراه في الفيلم سوى موقف أمريكا الداعم لإسرائيل، وهو ما أصبح عُرفا مستقرا في السياسة الأمريكية منذ مجيء الرئيس هاري ترومان إلى الحكم خلفا لروزفلت. هنا يتوقف الفيلم طويلا أمام صعود الأمير فيصل ليصبح ملكا وكيف أصبح فيصل، أول مسؤول سعودي كبير، يوجه انتقادات علنية غير مسبوقة للسياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. ونرى في لقطات نادرة من الأرشيف، الملك فيصل وهو يلقي خطابه الشهير المدوي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتحدث خلاله صراحة عن اغتصاب "اليهود" لأراضي فلسطين.

صعود التطرف

السعودية ضمنت تزويد الأمريكيين بالبترول وحصلت على مئات المليارات من "البترودولار" مما كفل لها إعادة بناء المدن والبنية التحتية في الداخل، لكنه أتاح لها أيضا تمويل بناء الآلاف من المدارس الدينية في باكستان وأفغانستان وغيرهما، التي يعتبرها مخرج الفيلم بؤرة لتفريخ غلاة المتطرفين، فقد أتاحت الصفقة كما يقول الفيلم بشكل مباشر، ضمان حماية أمريكا للفكر الوهابي، والتغاضي عن طبيعة نظام الحكم في السعودية القائم على المزاوجة بين السياسة المحافظة والمذهب الديني المتشدد، ويقول آدم كيرتس إنه المسؤول عن ظهور الكثير من الحركات الإسلامية التي تحلم باستعادة دولة الخلافة الإسلامية باعتبارها الوسيلة الوحيدة القادرة على التصدِّي للمشروع الغربي الاستعماري.

التناقض نفسه سنراه فيما يتعلق بزراعة آلاف الأفدنة بالأفيون في أفغانستان، في تلك الأراضي التي تحصل على ما تحتاجه من المياه وهو ما تحقَّق بفعل المشاريع التي أقامتها الولايات المتحدة هناك، أي مشاريع بناء السدود والتنمية الزراعية والاستصلاح.

لا يتوقف الفيلم عند هذا الحد بل من خلال أسلوب مخرجه التعليمي الذي يستخدم التعليق الصوتي والرسوم والشروح والبيانات المكتوبة على الشاشة والتقابل بين الصور واللقطات على طريقة "المونتاج الذهني" التي ابتكرها واستخدمها أيزنشتاين في أفلامه التي اعتُبرت - على نحو ما - أفلاما دعائية، يبدأ المخرج الذي تمرَّس في مدرسة بي بي سي الوثائقية، فيلمه ويتوقف خلاله ثم ينتهي به، عند الفكرة الرئيسية التي تشغله والتي صنع من أجل تأكيدها، وهي أن كل ما فعله الغرب منذ أن قدّمت أمريكا المساعدات الاقتصادية لحكومة الملك محمد ظاهر شاه في أفغانستان (الذي حكم من 1933 إلى حين الإطاحة به عام 1973)، ثم الاستثمارات العسكرية الهائلة بالتعاون مع السعودية، في محاربة الوجود السوفييتي في أفغانستان، ثم التدخل العسكري المباشر بعد 11 سبتمبر 2001 للقضاء على طالبان، كل هذه ثبت أنها كانت تأتي بعكس ما كانت تروِّج له سياسات أمريكا والغرب وخصوصا بريطانيا التي يتوقف أمام دورها ويستعين بآراء بعض العسكريين البريطانيين الذين خدموا في أفغانستان، لكي يدلل على الدور العكسي - السلبي للتدخل العسكري هناك.

فعلى حين يقال لنا إن دعم القبائل الأفغانية سيساهم في تطويق طالبان، أصبحت القبائل تستخدم البريطانيين في صراعاتها القبلية الداخلية القديمة من أجل بسط نفوذها على حساب غيرها، ومن جهة أخرى، فشلت الولايات المتحدة في تطبيق النموذج الديمقراطي هناك بسبب الفساد الهائل الذي انتشر بين السياسيين الأفغان وعلى رأسهم الرئيس حامد قرضاي كما يوضح الفيلم، مما أدى إلى زيادة سخط الأهالي ورجال القبائل. ونرى في الفيلم كيف يطالب شيوخ القبائل العسكريين البريطانيين بضرورة التصدي لفساد المسؤولين الأفغان باعتبار أن هذا هو الكفيل بمقاومة نفوذ طالبان، لكن لا يبدو أن أحدا يستمع أو يهتم، كما نرى في مقابلات مباشرة، كيف يعبر كثير من الأفغان العاديين عن سخطهم على الحكومة والمسؤولين الإداريين، وكيف أنهم أصبحوا لا يجدون قوت يومهم بينما يتم تهريب ملايين الدولارات - من أموال الدعم الأمريكي - للخارج!

لقطات نادرة

يستخدم المخرج الكثير من اللقطات النادرة التي حصل عليها مما صُوِّر ولم يُستخدَم وتُرك في مكاتب بي بي سي في كابول بعد إخلائها في ظروف الحرب المستعرة هناك. من هذه اللقطات نرى لقطة طويلة لجندي بريطاني يقوم بتصوير بصمات العيون لشيوخ القبائل الأفغان بشكل مهين، كما نرى ممارسة التعذيب ضد المشتبه فيهم، وهو ما لا يحول دون اختراق الكثير من المحتالين للقوات، وفي مشهد هائل مصور مباشرة نرى محاولة اغتيال الرئيس قرضاي وإطلاق الرصاص على موكبه وسقوط عدد من القتلى من الحراس والمحيطين بالموكب من خلال كاميرا مهتزة وتصوير مباشر أقرب إلى أسلوب "سينما الحقيقة". 

يستخدم المخرج آدم كيرتس أيضا التعليق المباشر بصوته على الفيلم، ويستخدم الموسيقى بطريقة درامية، ويُدخل الكثير من اللقطات الفنية المأخوذة من زوايا خاصة، منها لقطة قريبة لسائحة بريطانية تقف فوق رأس أحد تمثالي بوذا المنحوت في الصخر في وادي باميان، قبل أن تتسّع زاوية الكاميرا في حركة "زووم" مبتعدة إلى لقطة عامة من بعيد جدا مع موسيقى درامية تصل إلى ذروتها، وبالطبع يعرف المشاهد كيف أن هذا التمثال وغيره تم تفجيره من جانب قوات طالبان.

وفي لقطة أخرى، نرى كيف تشرح معلمة بريطانية لمجموعة من الأفغان البسطاء معالم الفن الحديث ومغزاه وتستخدم نموذجا من تمثال مصنوع من مادة معدنية صلبة، في حين أن المتحلقِّين حولها يحدقون دون أن يفهموا مغزى ما تقوله، ويجعل الفيلم من هذه اللقطة التي تتكرر، "موتيفة" تشير إلى عجز العقل الغربي عن فهم البيئة المختلفة التي يتعامل معها، وكيف تختلف أولوياتها كثيرا عن الأولويات التي يتطلع إليها الناس في الغرب

ويستخدم المخرج الكثير من اللقطات "الفنية" لصفوف الجنود وهم يسيرون في خطوة عسكرية كما تنعكس على عدسات نظارات يرتديها جندي أمريكي، أو لطفلين يسيران نحو الأفق في الصحراء، يستخدم مثل هذه اللقطات للربط بين أجزاء فيلمه، كما يجري حوار غريبا مصورا في الظلام، بإضاءة خافتة تماما، مع جنود أمريكيين يتحدثون عن عدد من قتلوهم في ذلك اليوم، وهم يضحكون ويسخرون ويُعبّرون عن استمتاعهم بالعمل في صفوف المارينز.

وهو يستخدم بين الحين والآخر، لقطات من فيلم بريطاني كوميدي للسخرية من النظرة الغربية السطحية للغرب إلى الشرق،  أما "الموتيفة" الأخرى التي تتكرر كثيرا ويستند عليها الفيلم، فتتمثل في استخدام لقطات من الفيلم الروسي (السوفيتي) الشهير "سولاريس" للمخرج أندريه تاركوفسكي، مع تلقي بصوت المخرج كيرتس يشرح لنا كيف يفشل بطل الفيلم الذي أرسلته السلطات إلى كوكب آخر للسيطرة عليه، في فهم طبيعة ذلك الكوكب أو التحكم فيه، ويعود من رحلته وقد انعكست عليه آثار التجربة بشكل قاس، وارتدت إليه وجعلته أكثر تشوشا وانعداما لليقين إزاء ما يحدث في كوكب الأرض.

إننا نرى كيف تتحدث امرأة في زمن الوجود السوفيتي في أفغانستان، عن تمتُّع المرأة بالمساواة مع الرجل، وما تُحقّقه المرأة من تقدم في كل المجالات هناك، ثم نرى امرأة قريبة الشبه منها كثيرا ولكن بعد مرور أكثر من عشرين عاما، وهي تتحدث حديثا يكاد يكون متطابقا، مشيدة بالدور الأمريكي في البلاد. والفيلم يخلص إلى أن كلا من التجربة السوفيتية والأمريكية قد فشلتا في تحقيق أي تقدم في أفغانستان، وأن التجربة قد ارتدت ضد الجميع اليوم بعد أن أصبحت المنطقة بأسرها بؤرة تُهدد بانهيار المنظومة الغربية نفسها!  

الجزيرة الوثائقية في

01.04.2015

 
 

50 عاماً على "صوت الموسيقى": "لا" النقّاد.. و"نعم" الجمهور!

هوفيك حبشيان

في العام 1965، أي قبل نصف قرن من الآن، عندما نزل "صوت الموسيقى" لروبرت وايز الى الصالات البريطانية، وتخطى الإيرادات التي كان حققها قبله"ذهب مع الريح" لفيكتور فليمينغ، رأى الناقد في صحيفة "الغارديان" روبرت راود، أنّ الفيلم لا يستحق أكثر من كلمة واحدة. "لا" هي الكلمة التي نشرها تحت عنوان الفيلم، كمقال نقدي عنه، رافضاً الشريط ــ الظاهرة جملة وتفصيلاً، ناسفاً بهذه الكلمة الواحدة الوحيدة كل تاريخه المهني، الأمر الذي تسبب بطرده من الصحيفة الشهيرة

هذه الخبرية نقلها لي حرفياً مَن كُلِّف آنذاك نيابة عنه تحرير الصفحة السينمائية في "الغارديان": درك مالكوم. خلافاً للفيلم الذي تحوّل أسطورةً، وقع راود في النسيان وكذلك مقاله المتحامل. لم يدخل "صوت الموسيقى" يوماً اللائحة الخاصة بأفضل 250 فيلماً التي تقوم مجلة "سايت أند ساوند" بتحديثها مرةً كل عشر سنوات. لكن، في كلّ مرة نشاهد الفيلم، يحرّك فينا شيئاً ما، كطفل تنتعش ذاكرته أمام فيلم يعود به إلى زمن "الفنّ الساذج" حيث كلّ القضايا (حتى النازية) كانت تصل الى خواتيمها السعيدة بلا دمّ أو تَقاتل. بخطاب، رقصة وحفنة أغاني، كان الحلّ يلوح في الأفق. منذ ذلك الوقت، صارت السينما أكثر تعقيداً.

صدور النقّاد لم تكن رحبة إزاء هذه الحكاية المعسولة التي تنطلق من فتاة (جولي أندروز) تستعد لدخول الرهبنة، بيد أنه يُطلب منها أن تتولى الاهتمام بالأولاد السبعة لرجل أرمل (كريستوفر بلامر)، قبل أن تخطف قلوب أفراد العائلة بالموسيقى والأغاني، لنراهم في نهاية الفيلم يعبرون الجبال الى سويسرا للهرب من الخطر النازي الذي أصبح يهدد النمسا. حتى بولين كايل ـــ أشهر ناقدة في أميركا ــ لم تخفِ امتعاضها من الفيلم، إذ وصفته بـ"كذبة مغلفة بالسكر أحبَّ الجمهور ابتلاعها". في فرنسا، لم تكن الحال أفضل، فمُجمل الصحف هاجم الفيلم هجوماً عنيفاً، من "دفاتر السينما" الى "لوموند"، مروراً بـ"تيليراما". في المقابل هناك عددٌ من النقّاد ــ أحدهم البرتغالي رووي نوغييراــ يعتبرون "صوت الموسيقى" تحفة سينمائية، متصدين للرأي السائد القائل بأنه مجرد "انترتينمنت" مخلص للمدرسة الهوليوودية ذات المشهدية العريضة بألوانها التكنيكولور السعيدة الفاقعة، والنمر الميوزيكالية وأشهرها تلك التي تصوّر أندروز في أعلى تلة خضراء (صُوِّر في جبال الألب النمسوية)، بصوتها الذي يصدح عالياً وذراعيها المشرعين كما لو أنها تريد احتضان الطبيعة بأسرها. الكاميرا المحملة على دوللي تقترب من اندروز بلهفة مَن يريد اللقاء السريع بالحبيب، قبل أن ترافقها وهي تمشي بهدوء في بقعة خضراء أشبه بالفردوس...

ولعل النسخة الرائعة التي قدمتها المغنية الأميركية لايدي غاغا لهذه الأغنية خلال الحفلة الأخيرة لتوزيع جوائز الأوسكار أعادت الى البال تلك القطعة الأنطولوجية (الى جانب أغنية "دو ري مي")، وأعادت الاعتبار الى أندروز ــ وهي اليوم على مشارف الثمانين ــ خير اعتبار. رغم كل ما قيل وسيُقال عن هذا الفيلم، لا شيء يزعزع الحبّ الذي يكنّه له بعضهم. هذا الحبّ الأعمى هو الذي أطال عمر الفيلم وجعل مخرجاً مثل لارس فون تراير، يوجه اليه تحية في "راقصة في الظلام" (2000)، عندما طلب من بيورك وكاترين دونوف دندنة أغنية "أشيائي المفضلة".
ذكرى مرور خمسين عاماً على عرض "صوت الموسيقى" تصادف أيضاً مع الذكرى العاشرة لرحيل مخرجه. روبرت وايز (1914) ترك خلفه نحو 35 فيلماً في مشوار فني عمره 60 عاماً، فاز خلاله بأربع جوائز "أوسكار" وقدم أعمالاً متنوعة لا يزال بعضها ماثلاً في وجدان السينيفيليين. طبعاً، أشهر هذه الأعمال "صوت الموسيقى" الذي جال القارات الخمس حائزاً إعجاب الجمهور العريض، علماً أنّ وليم وايلر، مخرج "بَن هِر"، هو الذي كان من المفترض أن يخرجه قبل أن يتخلى عن المشروع. بعض السينمائيين الكبار يشتهرون بأعمال لا تكون الأفضل في مسيرتهم، وتُقصى من رصيدهم عناوين تعكس خصوصية سينماهم. هذا ما حصل مع وايز، إذ يُختَزل أحياناً في كونه مخرج "صوت الموسيقى"، في حين أنّ انتاجاته الأخرى أكثر طموحاً وجرأةً من فيلم استوديو حقق نحو مليار دولار في شباك التذاكر وتصدر المرتبة الثالثة في لائحة أكثر الأفلام الأميركية تحقيقاً للايرادات في تاريخ السينما الأميركية. وطبعاً نال خمس جوائز "أوسكار"، منها أفضل فيلم.

ينبغي التذكير هنا بأن وايز، وقبل إنجازه "صوت الموسيقى"، كان قدمّ شريطاً ميوزيكالياً بديعاً عنوانه "وست سايد ستوري" (1961) الذي يُعتَبر من أهم الانتاجات في تاريخ هوليوود. نظرة خاطفة على فيلموغرافيا الرجل وندرك تنوع خياراته، بدءاً بالفيلم الكوريغرافي الذي صنع مجده، مروراً بالعلم الخيالي في "اليوم الذي توقفت فيه الأرض"، وصولاً الى نوع الـ"بيبلوم" في "هيلين طروادة" والرعب الذي عاد اليه في "ذا هانتينغ" العام 1963، بعدما مهّد هذا النوع السينمائي له الطريق الى الإخراج العام 1944 مع "لعنة الرجال القطط". وعلى رغم ارتباط اسم وايز بفيلمين موسيقيين هما "وست سايد ستوري" و"صوت الموسيقى"، فلم يكن اختصاصياً في هذا النوع. فضّل عليه الفيلم البوليسي، الرعب، الخيال العلمي، الوسترن، الخ..

اليوم، عندما نعود لمشاهدة "صوت الموسيقى"، ندرك لماذا لُقّب وايز بـ"التقني العاطفي"، ذلك انه على الرغم من حركات الكاميرا الاستعراضية المكلفة اظهار موازنة الفيلم (طاقم التصوير في النمسا تألف من نحو 250 عنصراً)، لم يشلَّ قلب الحكاية ببصمته الاخراجية وبراعته التقنية التي كان تجاوز بها مخرجين آخرين في تلك المرحلة. من مسرحية ميوزيكالية (برودواي) الى حضن الطبيعة المفتوح، عرف وايز كيف ينقل نصاً سينمائياً، متفادياً الوقوع في فخ المسرح المصوّر. أما الكتاب الذي اقتُبست منه المسرحية فهو القصة الحقيقية التي عاشتها ماريا فون تراب وعائلتها (رحلت العام الماضي عن 99 عاماً)، حكاية تفوق القدرة على التخيل تحوّلت في يد هوليوود الى ميلودراما من ثلاث ساعات، ثم ماكينة لطبع الأوراق النقدية الخضراء، تخليداً لذكرى ضحايا النازية.

المدن الإلكترونية في

01.04.2015

 
 

«نظرة الصمت» للمخرج الأمريكي جوشوا أوبنهايمر:

أن تشرب دماء ضحاياك حتى لا تؤذّن من فوق شجرة عالية

محمد عبد الرحيم - القاهرة ـ «القدس العربي»:

ضمن عروض مهرجان «وسط البلد للفنون المعاصرة/D- Caf» عُرض فيلم The Look Of Silence إنتاج عام 2014، للمخرج الأمريكي جوشوا أوبنهايمر ، وهو الجزء الثاني من فيلمه الذي قدمه عام 2012، بعنوان The Act of Killing ــ تم التعرّض له من قبل/راجع «القدس العربي» بتاريخ 23 يوليو/تموز 2014 .

في فيلمه الجديد يستكمل Joshua حكايته عما حدث في إندونيسيا، من عمليات الإبادة الجماعية للفصائل الشيوعية، ضحايا الانقلاب العسكري الذي وقع عام 1965، وأطاح بحكومة الرئيس أحمد سوكارنو، وثبّت مقاليد الحكم لسوهارتو بدلاً منه. في هذا الفيلم The Look Of Silence يبدو الأمر من الجهة الأخرى، وهي وجهة نظر الضحايا ــ الفيلم الأول كان من وجهة نظر القتلة ــ وذلك عبر شقيق أحد ضحايا المجازر، الذي يبحث عن القاتل وسط حشد من القتلة، الذين لم يزل البعض منهم يترأس مناصب عليا في البلاد، كرئيس البرلمان الإندونيسي.

مشكلات ضِعاف البصر

يقوم السرد في الفيلم عبر شخصية شقيق أحد الضحايا، الذي يعمل بالبصريات الطبية ــ يقوم بعمل نظارات لضعاف البصر ــ عواجيز من أيام المجازر، ضعف بصرهم وأصبحوا لا يرون جيداً، ويبدأ الشاب في تبديل العدسات، حتى تتضح الرؤية أمام المريض، ليقول في النهاية «نعم .. هكذا أستطيع الرؤية جيداً» هنا يبدأ الحديث عن عمليات القتل، وهل بعد كل هذه السنوات أصبح هؤلاء يرون جيداً بالفعل؟ 

تأتي الردود دائماً باحثة عن مُبررات، ومن خلال ترويج الأكاذيب حول الخطر الشيوعي وقتها، من أنهم … أعداء الله ودينه، هم الذين يسكرون، ولا يتورعون عن تبادل زوجاتهم في ما بينهم.

وعند السؤال.. هل رأيت ذلك؟ وهل عرفت أحداً منهم فعل ذلك؟ تأتي الإجابة بأنه لا يهم، الأهم أنهم يكفرون بالله!

يحاول الشاب البحث في قريته عن هؤلاء، والذهاب إلى أماكن أخرى تسكنها شخصيات كان لها أكبر الأثر في اتخاذ قرارات القتل، وتصفية أكثر من نصف مليون إندونيسي، ليصل إلى رجل لا يدري كم أمراً أعطاه بفعل القتل، وهو الآن يشغل منصب رئيس البرلمان الإندونيسي، ليقول الرجل في كل صلف «لابد من نسيان الماضي، والنظر إلى المستقبل، حتى يأمن هؤلاء على أنفسهم في المقام الأول، وإلا سنعود لما فعلناه من جديد، فالنسيان أفضل الحلول، ولمصلحتهم قبل كل شيء».

فقدان الذاكرة الحتمي

الأب تجاوز الـ 107 أعوام من عُمره، وبالسؤال عن سِنه الحقيقية يقول إنه في الـ17، ولا يستطيع سوى أن يغني أغنية حب قديمة، يغازل فيها حبيبته، وزوجته الآن تعدّت الـ 100 عام ــ هذه أسرة القتيل وشقيقه الباحث عن قاتله ــ الرجل مجرّد جسد هزيل، قعيد شبه فاقد السمع والبصر، انقذته ذاكرته من فقد ابنه، وقد ذهبت، فلم يعد يدري في أي مكان أو زمان يعيش، بينما المأساة تتجسد في حالة الزوجة/الأم، التي تحدث ابنها على الدوام، وقد شاهدته يأوي إليها في لحظاته الأخيرة هرباً من القتلة، الذين عادوا وأخذوه من حضنها ليقتلوه في غابة بعيدة بجوار أحد الأنهار، ويمثلون بجثته، كما العديد من الجثث التي امتلأ بها النهر، النهر الذي ارتعب الجميع من اصطياد أسماكه، نظراً لأنها تغذّت على الجثث والدماء، فأصبحت ملعونة، وكأنها تعاويذ الشيطان.

كأسان في صحة الأشباح

اعتراف آخر يأتي من أحد المرضى، وقد أصبح غير قادر على الرؤية، ومع تعدد قياس العدسات أمام عينيه، حتى يصل إلى عدسة طبية مناسبة، تتيح له الرؤية بوضوح، لكن بصيرته لم تزل في غِيّها تعْمَه. وعند سؤاله هل قتل بنفسه فعلاً، يُجيب بكل تفاخر بأنه فعلها مرّات لا تحصى، فهُم أعداء الله، وأن الرسول الكريم حذّر من هؤلاء الكفرة، وينفي أن الرسول قام بقتل الأعداء، لكن وضعه ورفاقه كان مختلفاً، وعندما يُضيّق عليه الشاب الخناق بالأسئلة، تتشنج ملامح العجوز، ويعود عصبياً كما كان، قائلاً «أنتَ تسأل أسئلة عميقة معقدة، وأنا لا أريد الإجابة، من الأفضل أن تمضي، فقد اقترب موعد الصلاة»، ثم تتوتر ملامحه وكأنه يتذكّر ما قام به من جرائم، فيُعاود الشاب السؤال عن تأنيب الضمير مثلاً أو ما شابه، فيجيب الرجل أنه ليس مُستعداً أن يقضي بقية حياته يطارد أشباح قتلاه، كصديق له لم يحتمل ما فعله، فكان يصعد في أي وقت فوق إحدى الأشجار العالية، ويؤذّن للصلاة.

لا يستطيع الحياة في مثل هذا الجنون، فقام بشرب دماء بعض من ضحاياه، وهكذا يطرد أشباحهم وأصواتهم إلى الأبد. وعن طَعم ومذاق دماء البشر يجيب الرجل «الدم البشري عذب ومالح»، وأفلحت التعويذة، وقد تبخرت ملامح الضحايا من ذاكرته، لكن لحظات صمته وتوتر ملامحه وعينه المُجهَدة من كثرة ما رأت، يبدو أنها تحتفظ بالعديد والعديد من صور القتلى في تشنجاتهم وصرخاتهم لحظة القتل، ربما لا تستطيع عينه إلا رؤية هذه الأشباح، رغم أن أصواتهم لم تعد تزوره في ليل، وكما قال الرجل بالفعل عن الدم البشري … «عذب ومالح».

نضال وخلود وتسامح موهوم

قد يبدو أن الفيلم يتحدث عن زمن مضى، إلا أن الانشغال بالحاضر كان همّاً أساسياً، يريد صانعه الكشف عنه بكل الطرق، بداية من الكلمات الصريحة التي تصر على (النسيان) والعيش في الحاضر، ولكن أي حاضر يقصده سفاكو الدماء؟ هنا يتجسد الحاضر بشكل أقوى، فهو لم يتخلص مما حدث، والجيل الجديد الذي يمثله الشاب/شقيق الضحية، والذي لم يشهد هذه المجازر ــ دلالة لافتة لجيل جديد يحمل إرث الماضي ويسير به ــ يدل على أن الحاضر نفسه هو استمرار مزمن لما حدث، ودائماً ما كانت الوصايا الحكيمة من القتلة وهم الآن على أعتاب الموت ــ في لهجة شبه آمرة ــ أن النسيان هو أفضل الطرق، وترك الماضي لحاله، وإلاّ … لم يزل الصلف ونغمة التهديد تغلف حكمة الموتى.

الزمن المستمر أيضاً، الذي لا يمكن تقسيمه لماضٍ مؤلم وحاضر حكيم ومستقبل مُتسامح، يبدو في حالة التربص بين الطرفين، أحدهما مغلوب على أمره، والأخير يرتعب من تبادل الأدوار، ويحرض على الحالة الراهنة أكثر مما كانت من قبل، الشباب المتحمس الآن/القتلة، أصبحوا أصحاب مناصب وأموال وتجارة وعلاقات متشابكة، وتاريخ نضالي ــ من وجهة نظرهم ــ يورثونه الأبناء والأحفاد، ولن يفرّطوا فيه مهما حدث، المسألة مسألة البحث عن خلود إذن، حتى إن كان من خلال الدماء، خاصة إن كان هذا الخلود يغلفه حِس ديني، أو هوس ديني يقرّب صاحبه ــ ظناً ــ من خالقه.

الأسلوب الوثائقي

رغم الحالة التي يخلقها الفيلم، والجهد المبذول في عمليات البحث والاستقصاء والتنويع ما بين الشخصيات والكشف عن المفارقة الدائمة بين ما تقوله وما تحمله ملامحها من حقائق تجاهد في إخفائها، وتفضحها الكاميرا في ذلك ــ خاصة نظرات الصمت الطويلة للشخصيات، وكأنها تتذكر كل تفاصيل ما حدث ــ إلا أن الشكل الفيلمي هنا لم يبتعد عن الشكل التقليدي للفيلم الوثائقي، من حيث الحوارات والمقابلات، ومحاولة خلق شخصية تتصدّر منصة السرد ــ الشاب خبير البصريات ــ فلا توجد مشاهد تمثيلية، أو إعادة لمشاهد حدثت بالفعل، كما في الجزء الأول The Act of Killing الذي ينتمي أكثر لشكل الدوكيوداما، أكثر من كونه فيلماً وثائقياً تقليدياً، ربما لو لم يُسبَق هذا الفيلم The Look Of Silence بالجزء الأول، لكان أكثر أثراً وتأثيراً، ربما اعتمد المخرج هنا على ما سيُقال في هذه المقابلات، ووجهة نظر القتَلة، الذين لا يتورعون أو يشعرون بأدنى لحظات الندم، لأنهم يُقاتلون ــ ظناً ــ تحت راية الله، وهم الآن يعيشون في منازل فسيحة، وتزدهر تجارة البعض منهم، وقد أصبحوا أحد اهم الرأسماليين في الدولة، إضافة إلى السياسيين المُسيطرين على الحياة هناك.

لم يغفل الفيلم الدور الأمريكي في تدريب القادة، وبث روح القتل والإبادة في نفوسهم، وكأنهم يقتلون بالوكالة عن خطر لا تستطيع مواجهته الولايات المتحدة وجهاً لوجه، خاصة بعد غرقها في مستنقع فيتنام، الذي لم يختف من ذاكرتها حتى الآن. يخلق الفيلم حالة من التواصل مع ما يحدث على الشاشة، لكنها لا تصل بأي حال إلى حالة الإدهاش التي خلقها في الجزء الأول منه.

مخرج يعيد ممثّلاً أمريكياً ميتاً إلى الحياة على الشاشة بتقنيات جديدة

تجربة تفتح آفاقاً لأفلام غير مسبوقة في التاريخ

حسام عاصي - لوس انجيلس – «القدس العربي»:

هناك ترقب لانطلاق الجزء السابع من سلسلة افلام «فاست اند فوريوس» وهو «فوريوس 7» في دور السينما هذا الاسبوع ولكن الاهتمام ليس بمضمون الفيلم (الحقيقة لا يوجد فيه مضمون يحكى عنه) او المقاطع المؤثرة اللامنطقية التي تتحدى الطبيعة والجاذبية وانما إحياء الممثل بول ووكر، الذي لقي حتفه في حادث طرق في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بينما كان الفيلم لا يزال قيد الإنتاج، إلكترونيا ليقوم بإكمال اداء دوره الرئيسي في الفيلم.

صنع فيلم يواجه الكثير من التحديات منها كوارث طبيعية او مادية او امنية وغيرها ولكن ما واجهه طاقم فيلم «فوريوس 7» كان الضربة القاضية، اذ خسروا ممثلا رئيسيا وهو بول ووكر، الذي جسد دور برايان اوكانار في كل افلام السلسلة منذ الجزء الاول عام 2001. هذه الضربة كان لا مثيل لها في السابق مما وضع مخرج الفيلم الشاب، جيمس وان، المعروف بإخراج افلام الرعب مثل «الشعوذة 2013» وسلسلة «غادر»، في أزمة مهنية وشخصية.

«صنع فيلم من هذا النوع وبهذه الضخامة مدجج بالتحديات اصلا،» يقول لي وان عندما التقيت به في «ستاديوم الدودجورز» في لوس انجيلس. «وعندما تضيف شريحة جديدة من وجع الرأس مثل خسارة بول فسيتحول الفيلم الى نوع اخر اكثر تعقيدا. فلم أستطع ان أتصل بأحد المخرجين لأسأله كيف تعامل مع وضع من هذا النوع؟ لأنه لم يواجه احدا هذه المصيبة من قبل.»
فعلا، عندما كانت تفقد مشاريع افلام أحد نجومها في الماضي، كان يتم تعديل السيناريو من اجل تقليص دوره ومن ثم استخدام صور له من من مشاهد صُورت قبل موته في مشاهد مستقبلية، مثلما فعل طاقم «العاب الجوع» عندما توفى نجمه سيمور فيليب هوفمان قبل انهاء التصوير. كما نجح مصمموا رسومات الكمبيوتر (
GG) في لندن بإحياء الممثل اوليفر ريد، الذي مات من سكتة قلبية قيد التصوير، من خلال خلق غلاف ديجيتالي من صور ارشيف له وتلبيسها الكترونيا للبدن المزدوج. الفرق هنا ان بول كان يلعب دورا رئيسيا وفعالا في مشاهد حركة معقدة لم يكن ممكناً أن يحذف تماماً من السيناريو ويحتاج الى اكثر من غلاف الكتروني كي يكون اداؤه مقنعا، ولهذا كان اكمال تصوير الفيلم بدونه يبدو مستحيلا.

وان كان مقتنعا بقدرته على اكمال تصوير الفيلم من ناحية مهنية وتقنية ولكن كان هناك معضلة اخرى. «هذا كان مثيرا جدا لي. الأمر الأصعب كان العواطف. انا كنت محظوظا بمعرفة بول والعمل معه وبسبب ذلك كنت اشك بقدرتي على الاستيقاظ في الصباح، الذهاب الى موقع التصوير، والوقوف بشجاعة امام كل ممثلي المكتئبين وأتكلم إليهم مثل قبطان السفينة «لا تقلقوا يا شباب، سوف نعمل معا لنكمل هذا الفيلم.»

في البداية كان هناك حديث حول إلغاء الفيلم ولكن بعد السيطرة على عواطفهم، قرر طاقم الفيلم ان يكملوا الفيلم ويهدوه لزميلهم بول. «بول كان مثل اخ لي» يقول فان ديزيل، بطل ومنتج الفيلم. «العلاقة بيننا في عائلة الفيلم عميقة ووطيدة، وشخصياتنا تفعل المستحيل لبعضها البعض. هذا الدعم وشعور العائلة بيننا الذي ينزف من الشاشة. في هذا الفيلم كل العالم سوف يشعر جزء من هذه العائلة.»

المرحلة الاولى كانت تعديل السيناريو لكي يتوافق مع الواقع الجديد. ولكن ذلك لم يعن قتل شخصية اوكانر. «أنا كنت ضد قتل شخصيته» يقول وان. «وقلت للاستوديو بأني سوف اترك زمام الاخراج إذا قتلوه.» من حظه، وافق الاستوديو معه على انهاء الفيلم مع بول وكتابة نهاية جديدة للفيلم تكرم بول وتعبّر عن حبهم وتقديرهم له. «قمنا بإعادة كتابة السيناريو لأن النهاية الأصلية لم تعد ملائمة وأردنا ان نحولها الى هدية لبول» يقول وان.

المرحلة الثانية كان استخدام أخوين لبول لأداء دور أخيهما، واحد منهما تم تصوير وجهه والثاني تم تصوير جسده. «كنا بحاجة لهما، ليس فقط من ناحية لوجستية وعملية وحسب وانما ايضا أردنا ان يكون بول معنا وحققنا ذلك من خلال وجود أخويه. اشتراك الأخوين كان ايضا مهما لعائلته اذ مكنهم من وداع ابنهم» يقول وان.

الحقيقة هي ان التكنولوجيا هذه الايام تمكن من خلق اي ممثل من خلال مركباته الديجيتالية. فقد قامت شركة «ميل» اللندنية مؤخرا بانتاج 90 ثانية دعاية تلفزيونية يظهر فيها الممثل الصيني الراحل بروس لي، تم خلقه من خلال استخدام صور ارشيف لوجهه ثم احياءها برسومات الحاسوب.

وان رفض ان يفصح عن كيفية احياء ووكر في «فوريوس 7»، غير الاعتراف بأنه كرس وقتا طويلا باحثا عن صور لووكر من افلام السلسلة السابقة لكي يستخدمها في صنع القناع الرقمي لوجه ووكر. ولكن مجلة «هوليوود ريبورتر» كشفت انه استخدم نظام «ويتا ديجيتال» الذي ابتكره المخرج النيوزيلاندي بيتر جاكسون لخلق الشخصيات الغريبة في سلسلة افلام «الهوبيت».
بلا شك ان طاقم «فوريوس 7» حقق انجازا هائلا، اذ لا يمكن للعين المجردة ان تلاحظ الفرق بين ووكر الحي ووكر الرقمي. وهذا الإنجاز لفت انتباه الاستوديوهات التي تدفع مبالغ باهظة للحفاظ على سلامة ممثل أو في حالة اصابته بمرض او وقوعه في حادث. ففي هذه الأيام يتم احيانا تصوير ثلاثي الأبعاد لممثلين قبل بداية التصوير من اجل خلق نسخة رقمية منهم للقيام بالمشاهد المثيرة، كما فعلوا في فيلم «كابتن امريكا: جندي الشتاء». بعض الاستوديوهات تقوم ايضا بتصوير ثلاثي أبعاد لممثلين والحفاظ عليها في ارشيفات من اجل استعمالها في المستقبل بغض النظر اذا كان الممثل حيا ام ميتا. وقد تم استعمال نسخة ارشيف للمثل جيف بردجس من عام 1985 في فيلم «ترون: ليغاسي» عام 2013 حيث تفاعل بردجس ابن ال 60 مع نسخته الشابة.

«ما فعلناه في هذا الفيلم سوف يفتح عيونا كثيرة،» يقول وان. «فكرة صنع فيلم من بطولة مارلين مونرو، همفري بوغارت وبروس لي لم تكن غريبة. فممكن ان نقدم شخصيات ايقونات اسطورية ليست من الأحياء في افلام اليوم،» يقول وان.

هذا التطور التكنولوجي له أبعاد كثيرة ويمكن ان يعزز من نفوذ المخرج من خلال منحه امكانية استخدام النسخة الرقمية للممثل والتحكم بأدائه من خلال رسومات الكمبيوتر. فهل التكنولوجيا سوف تجعل الممثلين غير ضروريين؟

إقبال على حضور فيلم «أفراح صغيرة» في مهرجان تطوان السينمائي

تطوان (المغرب) – من أحمد بوغابة:

شهد عرض فيلم «أفراح صغيرة» ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة في مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في المغرب إقبالاً جماهيريًا من سكان مدينة تطوان شمالي المملكة.

والفيلم مغربي من إخراج محمد الشريف الطريبق، وهو ثاني فيلم روائي له بعد فيلم «زمن الرفاق»، وله أيضًا مجموعة من الأفلام القصيرة والتلفزيونية.

والطريبق من مواليد مدينة العرائش (شمال)، وقضى سنوات دراسته الجامعية في تطوان، التي صور فيها فيلميه بممثلين محليين حفاظا على اللهجة المحلية، وهو ما يفسر الإقبال الجماهيري على الفيلم رغبة من الجمهور في مشاهدة ذاته على الشاشة.

والفيلم يتطرق إلى عوالم المرأة في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي التي كانت فضاءاتها مغلقة داخل البيوت، لكنهن ينجحن جماعيا في خلق أفراح متعددة وغنية بالعطاء والتواصل وتبادل الخبرات بينهن بدون حدود أو تحفظ.

وتَعَثر المهرجان الدولي في يومه الرابع، حيث فوجئ الحضور بإلغاء المؤتمر الصحافي المقرر مع الممثلة المغربية، الوزيرة السابقة للثقافة ثريا جبران، لكونها غادرت المدينة والمهرجان، علما أنها حظيت بتكريم خاص، وتسلمت درع المهرجان أثناء حفل تكريمها.

كما عرف الفيلم التونسي «بدون 2» للمخرج جيلاني السعدي مشاكل تقنية في العرض، إذ توقف العرض قبل استئنافه في جو متوتر؛ لأن الفيلم يشارك في المسابقة الرسمية. فيما شهدت باقي العروض الموزعة على القاعات الأخرى نجاحا في التنظيم.

وشهد مهرجان تطوان أمس عرض فيلم مغربي آخر، إلا أنه خارج المسابقة الرسمية، وهو «إطار الليل» للمخرجة المغربية المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، طالا حديد.

هذا الفيلم، وهو أول فيلم روائي طويل لمخرجته، سبق عرضه في المهرجان الدولي في مدينة مراكش المغربية، ضمن فقرة «نبضة قلب» في ديسمبر/كانون الأول 2014، وأيضا في المهرجان الوطني للسينما في مدينة طنجة المغربية في فبراير/ شباط 2015، وحصل على الجائزة الكبرى.

وانطلقت، مساء السبت الماضي، في مدينة تطوان الدورة الواحدة والعشرون لمهرجان سينما بلدان البحر الأبيض المتوسط.

ويخصص مهرجان تطوران 12 جائزة مالية للأفلام الفائزة في المسابقة، التي تتضمن ثلاث فئات من الأفلام، بواقع 6 جوائز للأفلام الروائية الطويلة، و3 جوائز للأفلام القصيرة، ومثلها للأفلام الوثائقية.

ويترأس لجنة الأفلام الطويلة الناقد والباحث السينمائي المغربي المقيم في فرنسا، علي سكاكي، وستشاهد 14 فيلما.

بينما يترأس لجنة الأفلام القصيرة المخرج المغربي سعد الشرايبي، ويتنافس على جوائزها 16 فيلما، فيما يترأس لجنة الأفلام الوثائقية السينمائي والباحث الإعلامي الجزائري أحمد البجاوي ويتنافس على جوائزها 13 فيلما.

وتتوزع جنسيات الأفلام المتنافسة على مختلف الدول المطلة على حوض البحر المتوسط وتم إنتاجها بعد الدورة الأخيرة للمـهرجان في مارس/ آذار 2014.

ويستمر المهرجان حتى 4 أبريل/ نيسان الجاري عبر عروض سينمائية تتم مناقشتها بحضور مخرجيها، إضافة إلى ندوات ومؤتمرات، فضلا عن تكريم شخصيات سينمائية وإحياء ذكرى نجوم راحلين، منهم الممثل المغربي، محمد البسطاوي، والممثلة المصرية فاتن حمامة.

(الأناضول)

مخرج فيلم «الرسول» المثير للجدل يؤكد عرضه في رمضان

طهران – من أحمد دورسون:

ذكر الإيراني «مجيد مجيدي»، مخرج فيلم «محمد رسول الله» الذي يجسد شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة، أنه من السابق لأوانه توجيه الانتقادات للفيلم، مؤكداً ضرورة التعريف بالرسول محمد عن طريق الفن.

وفي حديثه أشار مجيدي، الذي يعد الأول من نوعه يحكي حياة الرسول محمد، بعد فيلم «الرسالة»، من إخراج الأمريكي من أصل سوري «مصطفى العقاد»، إلى الانتقادات التي صدرت من بعض البلدان العربية حول الفيلم قبل عرضه، مضيفاً « احترم ذلك أيضاً، ولكن ينبغي علي أن أقول أنه تم الإستعجال في توجيه هذه الانتقادات، واعتبرها أحكاما مسبقة، وعليهم تقييم الفيلم بعد مشاهدته».

ولفت أنه تلقى ردود أفعال إيجابية من علماء دين سنة وشيعة بعد تنظيم عرض خاص لهم، قائلاً « أخذنا آراء خاصة من علماء دين سنة وشيعة، وردود الأفعال كانت مرضية وداعمة، وقسم كبير منهم أبدى إعجابه بالفيلم، وكانت الانتقادات في نقطة أو اثنتين، فقط لا تؤثران على المحتوى».

وأفاد مجيدي أن الفيلم الذي تأجل عرضه عدة مرات، يعد ثمرة عمل تواصل لسبع سنوات، لافتاً أن العرض الرئيسي للفيلم سيكون في شهر رمضان المقبل، وأنه يُعد مشروع ضخم وذو بعد دولي.

كما أشار مجيدي إلى أن الفيلم سيعرض في دور السينما العالمية، مضيفا أن الفيلم «سيشارك في مهرجان «كان» السينمائي، وبعدها سنكون مستعدين لعرضه في دور السينما العالمية».

وتابع مجيدي، أن «العقاد تناول في فيلم الرسالة جزءا من حياة الرسول، أما أنا فسأتناول فترة أخرى وهي طفولته، وأنا مسلم واهتم بالقيم الإسلامية كباقي المسلمين، وفي هذا الإطار، اهتممت بأن لا تظهر صورة النبي أبداً في الفيلم، حيث يحكي سيرة الرسول في طفولته، كما تم تصويره من الخلف فقط، وهناك بعض الحوارات الصوتية له، فنبي الإسلام هو إنسان كباقي الناس، وعاش ضمن المجتمع كالبقية، فلا فتوى دينية بخصوص موضوع الصوت، كما أعتقد بضرورة إيجاد مخرج لهذا الموضوع من أجل الأفلام الدينية التي تعالج التاريخ الإسلامي».

وكان مجيدي، قال في حوار سابق «إن أكثر موضوع أثار الجدل حول الفيلم، هو مسألة إظهار شخصية الرسول»، مبينا أنهم أجروا دراسات واسعة، خلال مرحلة التحضير للفيلم التي استمرت سنتين، وتباحثوا مع علماء سنة وشيعة مختصين في هذا المجال، وأضاف: «لم نختر فترة تثير اختلافًا بأي شكل من الأشكال، بل اخترنا موضوع الفيلم؛ من فترة زمنية يتفق عليها السنة والشيع «.

ولفت إلى أن الموضوع الرئيسي للفيلم؛ يركز على مرحلة الطفولة في حياة الرسول، وهي مرحلة كان يشعر فيها الناس؛ بالحاجة إلى دين جديد وتغيير اجتماعي، موضحًا أن الفيلم عالج تلك الفترة؛ في إطار الحوادث التي يتفق عليها المؤرخون السنة والشيعة.

القدس العربي اللندنية في

01.04.2015

 
 

ذكرى رحيله العاشرة تزيده حضوراً

رغدة: رفضت الزواج من أحمد زكي

القاهرة - أحمد الروبي:

في ذكرى رحيل الفنان الأسطورة أحمد زكي العاشرة، لا تزال الفنانة رغدة تخفي الكثير من أسراره فقد كانت هي أقرب المقربين له، وتعرف كل كبيرة وصغيرة عن حياته ولكنها تخشى الإفصاح عن أسرار قد يستغلها بعضهم

التقينا رغدة لتحدثنا عن رحلة مرض أحمد زكي، واللحظات الأخيرة في حياته، وما المواقف التي جمعتهما معاً وخشيت الإفصاح عنها، في المرة الأولى التي تفتح فيها قلبها وتتحدث عنه، وأبرز ما قالته: إن الراحل عرض عليها الزواج ورفضت

·        كيف تعرفت إلى أحمد زكي؟

- تعرفت إليه عام1981 ، وجمعتنا الصداقة عندما كان يقطن بجواري في حي "مصر الجديدة" وكنت في وقتها في السنة النهائية في كلية الآداب، وأعمل صحفية في دار الهلال، وطرح علي وقتها فيلم "عيون لا تنام"، وعلى الرغم من هذه الصداقة التي جمعتنا، إلا أنني لم أشاركه التمثيل إلا في التسعينات في فيلم "الإمبراطور" .

·        ما سر الرابط الذي جمعكما معاً؟

- لم يكّن أحمد زكي بالنسبة لي شخصاً عادياً، بل كان صديقاً وحبيباً، وكنا دائماً لجوار بعضنا بعضاً، حتى إنني كنت أفهم ما يريد من نظرة عينيه، وكان دائماً يقول لي "أنتي توأمي، نصي الثاني" .

·        كيف مضت 10 سنوات على رحيله بالنسبة لكِ؟

- فراغ كبير جداً وافتقاد له كشخصية، لكنه لم يغب يوماً عن حياتي فهو الحاضر الغائب، فأحمد زكي لا يمثل لي ذكرى لأنني أعتبره لم يمت، فهو حاضر بأعماله وذكرياته، لكنني لا أستطيع أن أشاهد أي فيلم له لأنه يثير عندي هموماً كثيرة .

·        ماذا كان شعورك بعد رحيله مباشرةً؟ 

- شعرت بانكسار ومكثت في بيتي 6 أشهر، لم أكن أتحدث خلالها مع أحد أو أخرج إلى أي مكان، وحتى الآن أنا لم أرجع رغدة الطبيعية، فهو كان عموداً أساسياً في حياتي .

·        على الرغم من أنك شاركت معه في 4 أفلام فقط إلا أنكما حققتما نجاحاً كبيراً، فلماذا؟ 

- شاركت الراحل أحمد زكي في 4 أفلام "الإمبراطور، كابوريا، وأبو الدهب، استاكوزا" ولكن يعتقد الكثير أننا تشاركنا في العديد من الأفلام، لأن الأربعة الأفلام حققت نجاحاً كبيراً وضجة، وظلت في دور العرض لمدة تفوق السنة، وكانت تجمعنا "كيمياء" على المستويين الفني والشخصي أيضاً، وهذا ما ترك علامة في أذهان الجمهور

·        ماذا استفدت من أحمد زكي؟

- اكتسبت منه خبرات كثيرة وأحدث توهجاً في تاريخي الفني، فبعدما وقفت أمامه في فيلم "الإمبراطور" كان لديّ نفس روح العمل التي كانت لديه بالإضافة إلى التفرغ بشكل تام من أجل معايشة الدور، وأستطيع تجسيد الحالة والشخصية التي أقوم بها، وأنفصل عن شخصيتي، وأيضا تعلمت منه الالتزام في العمل، لأنه كان أثناء التصوير جادا جداً، لدرجة انه كان يضايقني من أول اليوم إذا كان هناك مشهد في التصوير يتطلب ذلك .

·        من وجهة نظرك، ما السمات التي جعلت أحمد زكي من أهم الفنانين في السينما المصرية؟

- كان حالة استثنائية في فنه ولونه، مثل عادل إمام هو أيضاً حالة استثنائية، لن تتكرر، وأحمد زكي حالة خاصة جداً كان له نسيج خاص به، ومن الممكن أن يوجد من يشبهه إلى حد ما ولكن صعب جداً أن يأتي أحد مثله في السينما المصرية .

·        هل نجح أحمد زكي في تجسيد شخصيات الزعماء في أفلامه؟

- نعم كان قادراً على تجسيد أي شخصية تاريخية بمنتهى البراعة، فكان الأنسب في تجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في فيلم "ناصر 56"، حيث استطاع أحمد زكي أن يذاكر الشخصية وأبعادها جيدا، ولقي هذا الفيلم استحسان كل من شاهده، وكذلك أيضا تجسيد شخصية الرئيس الراحل محمد أنور السادات في فيلم "أيام السادات"، وتمكن من إقناع الجماهير بالشخصية ولقي الفيلم نجاحاً واسعاً .

·        ما الفيلم الذي عندما تشاهدينه تتذكرين أنها شخصية أحمد زكي الحقيقية؟

- لا أعتقد أن هناك فيلماً يشبه أحمد زكي الحقيقي، ولكن من الممكن أن يكون له شبه بسيط من شخصيته في فيلم "البريء"

·        لماذا لم ير كتابك (2229) عن حياة أحمد زكي النور؟

- هناك تفاصيل جميلة وأخرى موجعة، ومفارقات جميلة، وحكايات طريفة فيها خفة دمه المعهودة، وهو لو كان متواجد بيننا كان يحب أن يعرفها الناس، ولكنني لم أصدره لأسباب خاصة، لأن هناك من التفاصيل السرية تخص المرحلة الأخيرة في حياته كانت يجب ألا تكتب حالياً، لكن سوف تعلن في الوقت المناسب .

·        ما أكثر المواقف التي تتذكرينها له؟

- جمعتنا العديد من الذكريات الجميلة والطريفة، ولا يسعنا الكلام لذكرها، لكن أتذكر إحداها حيث أتاني في أول يوم تصوير في فيلم "ناصر 56" وكان يرتدي البالطو والنظارة، ورن الجرس، فأجبت مين؟ قال مازحاً: أنا جمال عبد الناصر، فمن كثرة الانسجام مع شخصية الزعيم ناصر الذي يؤديها صدقت أنه هو .

·        كيف كانت اللحظات الأخيرة في حياته؟

- في البداية كان يتحدى المرض ويمتلك جرعة أمل كبيرة، ولكن بدأ يتمكن منه الخوف عندما بدأ رحلة علاجه في باريس فكان مقدراً له 4 أشهر فقط للعلاج هناك، ولكن طالت فترة العلاج إلى 12 شهراً، ثم جاء إلى مصر في مستشفى "دار الفؤاد" وكان يأتي له العديد من الأصدقاء والجماهير يومياً للاطمئنان عليه وامتلأ الجناح الذي كان يعالج فيه بالورود، ولكن بعد 4 أشهر في المستشفى، بدأ يقل عدد الزائرين ويقل الورد، ولكنني كنت أخشى عليه من فقدان الأمل في الشفاء، فكنت أعرف أنه يخرج يومياً في السادسة مساءً، ليستنشق الهواء في طرقة المستشفى، فأجمع الورد من المحال وأي ورد آخر في غرف المستشفى، وأضعه في الطرقة حتى لا يفقد الأمل، وفي تمام الساعة الثامنة صباحاً من يوم الأحد 27 مارس/آذار 2005 تدهورت الحالة الصحية له، وكان منفعلاً لدرجة أنه بكى وقال لي "اطلبي وزير الصحة عايز أشوف الدكتور أحمد عكاشة"، وجاء الأطباء ومنعوا عنه الزيارة بعدما دخل في غيبوبة كاملة، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة . ورثيته في قصيدة تلخص الحوار الأخير بيننا بعنوان "أحمد كسب الرهان" .

·        هل تزوجت من أحمد زكي كما أشاع بعضهم؟

- طلب مني الزواج وهو يحتضر وفي حالة شلل نصفي، بعدما كثرت أقاويل الناس عن علاقتنا، لكنني كنت أرفض تماماً فكرة أن ارتبط به من أجل أن أرعاه، فلو كنت قبلت عرض الزواج الذي طلبه مني كان وقتها سيفسر الآخرون وقوفي بجواره أثناء محنته على أنه واجب، لهذا رفضت طلبه من أجل ذلك، وكان يعرض عليّ ذلك من أجل أن يحميني من كلام الناس، فهو كان يحتضر ويعرض عليّ طلب الزواج خوفاً عليّ من الشائعات، وكان وقوفي إلى جواره بناء على وعد قطعته على نفسي أمامه أن أكون بجواره حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة .

·        ماذا تتمنين له بعد وفاته؟

- أتمنى تكريمه بشيء يستحقه من قبل الجهات المعنية مثل نقابة الممثلين أو وزارة الثقافة، فمن الممكن وضع اسمه في معهد الفنون المسرحية، أو تتم إقامة مهرجان باسمه، لكننا الآن لا نذكره إلا في ذكرى مولده أو رحيله .

·        لو أمامك الآن ماذا كنت ستقولين له؟

- أندم على كل يوم لم أعرفك فيه .

الخليج الإماراتية في

01.04.2015

 
 

1.66 مليار درهم من 38 إنتاجا دوليا صورت بالمملكة عام 2014

المغرب الوجهة المفضلة لصنّاع السينما الأمريكية

خالد لمنوري

يستعد النجم الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار، نيكولاس كيج، لتصوير جزء من فيلمه الجديد "آرمي أوف وان"، مع المخرج لاري تشارلز، المعروف بإخراجه لفيلم "الديكتاتور".

يجسد كيج في الفيلم، الذي ينتمي إلى صنف الكوميديا، دور مقاول أمريكي "هاري فولكنر"، يقرر البحث عن زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن في أفغانستان، ويعتمد سيناريو الفيلم، حسب جريدة " the Hollywood Reporter"، على تقرير نشرته مجلة "GQ" سنة 2010.

وشهد المغرب، خلال الفترة الأخيرة، تصوير إنتاجات هوليوودية ضخمة من بينها "مهمة مستحيلة 5" لطوم كروز، و"قناص" لكلينت إيستوود، والجزء 24 من مسلسل جيمس بوند "سبيكتر"، الذي أعلن عن عرضه الرسمي في نونبر 2015.

ويجسد الأدوار الرئيسية في الفيلم، الذي أخرجه صام منديز، وصور جزء منه بطنجة وأرفود، وعدد من العواصم والمدن العالمية، النجم البريطاني دانييل كريغ، ونجمة الإغراء الإيطالية مونيكا بيلوتشي، والممثلة الفرنسية الشابة ليا سيدو، ونجم المصارعة الحرة "WWE" ديفيد باتيستا، والنجم الحائز على الأوسكار، كريستوف والز.

واستقبل المغرب خلال عام 2014 تصوير 38 إنتاجا دوليا، بين أفلام طويلة وسلسلات تلفزيونية، درت على القطاع مليارا و166 مليون درهم، مقابل 140 مليون درهم عام 2010، و98 مليون درهم عام 2011، ثم 312 مليون درهم عام 2012، و220 مليون درهم عام 2013، ما يبرز الارتفاع الهائل في تدفقات الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية صوب المغرب في الفترة الأخيرة.

ويرجع الارتفاع الكبير في حجم الاستثمارات السينمائية برسم سنة 2014، حسب المدير العام للمركز السينمائي المغربي، صارم الحق الفاسي الفهري، إلى إن المغرب بات الوجهة المفضلة لأكبر المنتجين العالميين في المنطقة، بفضل استقراره السياسي والأمني، وتطور بنيات الاستقبال السينمائي، والموارد البشرية المؤهلة، من تقنيين وممثلين ومهنيين اكتسبوا مهارات عالية في المجال، إضافة إلى تعبئة المؤسسات الإدارية وتسهيل المساطر المعمول بها في المجال.

من جهتها، أوردت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في مقال بعنوان "ورزازات: ألف سراب وسراب"، أن مداخيل الاستثمارات السينمائية الأجنبية بالمغرب حققت رقم أعمال يفوق 120 مليون دولار، بفضل الطبيعة الساحرة، مشيرة إلى أن مدينة ورزازات، التي باتت تتوفر منذ 2005 على استوديوهين كبيرين يمتدان على مساحة 236 هكتارا، اختيرت لتصوير أفلام ملحمية صنعت تاريخ السينما، مثل "لورنس العرب" لديفيد لين، و"شاي في الصحراء" لبرناردو برتولوتشي، و"كليوباترا" لفرانك رودام، وغيرها من الروائع العالمية.

كما أكد مدير لجنة الفيلم بورزازات، عبد الرزاق الزيتوني، أن مدينة ورزازات استأثرت لوحدها بأزيد من 75 في المائة من الإنتاجات السينمائية المصورة بالمغرب.

الصحراء المغربية في

01.04.2015

 
 

"المرأة الوحش".. صرخة احتجاج على العنف في المكسيك

ترجمة / عادل العامل

يهدف فيلم " المرأة الوحش " Mujer Bestia ، و هو فيلم مكسيكي حول اختفاء امرأة صحافية، إلى قول "كفى يعني كفى" للعنف، والخوف، واللا مبالاة في المكسيك، كما قال المخرج نو نولاسكو.
والفيلم، المصور في أتزيتزيهوكان، بولاية بيوبلا، دراما تراجيدية كوميدية تركز على الاختفاءات القسرية، و الاغتصاب، و البيروقراطية الجنسية بحثاً عن طريقة جديدة لعكس الواقع، كما قال. "وهو طريقة لرفع صوتنا من خندقنا، نقول فيه ' كفى ' لسحق الضعفاء في الوقت الذي نظل فيه لا مبالين ". وقد تحدثت الممثلة أوفيليا مادينا لوكالة Efe من قرية أتزيتزيهوكان، الواقعة عند أسفل بركان بوبوكاتيبيتل، قائلةً إنها تشعر بالفخر لأنها تشارك في مشاريع تهدف إلى الترويج للتأمل الهادئ في وقتٍ تعيش البلاد حالة صدمة من العنف. " فهناك الكثير من المعاناة نتيجةً للجوع، و الفقر، و الضعف. بماذا تشعر امرأة حين لا تستطيع أن تُطعم أطفالها؟ و بماذا نشعر حين يختفي الطلبة؟ إن المعاناة هي اسم المكسيك اليوم ". و أضافت مادينا إن "الخوف قد أصابنا بالشلل، و الاحتجاج المنظم هو الأداة الوحيدة التي تُركت للمكسيكيين للتعبير عن غضبهم في حالاتٍ مثل اختفاء 43 طالباً في أيلول الماضي على أيدي رجال الشرطة الفاسدين." 
و تقوم مادينا في فيلم " المرأة الوحش " بدور امرأة مكروبة تصاب بالجنون عند رد السلطات على اختطاف ابنتها بتوجيه اللوم إلى الضحية. و هي تقول عن ذلك، " إن هذا ليس بالفيلم الذي يُعرض فيه وحش غريب. إنه يعرض نساءً يدافعن عن أنفسهن و يشجبن التمييز الجنسي لدى السلطات التي تلوم النساء على الثورة . "

و تقوم كيزاي مالدونادو بدور أيلينا أورتز، و هي صحافية مستقلة تختفي بينما تُجري بحثاً بشأن العنف ضد النساء أو الرجال في قرية مهملة. و كما قالت، " فإننا اليوم لدينا أخبار تجعل الأمر يبدو و كأن كل شيء رائع و هو في الواقع ليس هكذا. فالصحافيون الذين يكافحون للعثور على الحقيقة يُقتلون و نعتقد بأن العنف ضد المراسلين عنصر حاسم في انهيار البلد".

و قد اغتيل أكثر من 100 صحافي في المكسيك منذ عام 2000، وفقاً لأرقام رسمية، و هو ما يجعل بلد حضارة الأزتك أخطر بلد في أميركا اللاتينية.

عن / Efen

المدى العراقية في

02.04.2015

 
 

مبدعون: "روتانا سينما" ارتكبت "مذبحة" فى حق "الكيت كات".. وغرفة صناعة السينما: لا نستطيع وقف هذه الأفعال

احمد الصاوى

- مجدى الطيب: متى تحترم روتانا الجمهور قبل مبدعي الأفلام

- طارق الشناوى: ما حدث من قبل روتانا إعتداء أدبي على داود عبد السيد

- محمد فاضل: من حق أى قناة قبول أو رفض العمل كاملاً وليس الحذف منه

- محمد حفظى: لابد من وجود معايير تحكم حذف القناة لأى مشاهد

أثار ما كتبه الناقد الفنى مجدى الطيب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حول ما قامت به قناة روتانا سينما من حذف لبعض مشاهد من فيلم "الكيت كات"، جدلا بين النقاد والمبدعين حول حق القنوات الفضائية حذف أي مشهد من الأفلام بعد موافقة الرقابة على العرض.

وكتب الطيب، على صفخته: "مذبحة "روتانا سينما".. في كل مرة تعرض فيها قناة "روتانا سينما" الفيلم الأسطوري "الكيت كات" للمخرج داود عبد السيد تتعمد حذف المشهد الذي يغني فيه محمود عبد العزيز أغنية "الصهبجية" في المتجر المهجور، وينتهي بالقبض على المبصرين في حين يهرب الشيخ الكفيف، كما تحذف مشاهد "سليمان الصايغ" - الممثل الشاب أحمد كمال - التي يبث فيها مواجعه لزبائن "الغرزة".

وتسأل الطيب: "ما الذي يدفع "روتانا سينما" إلى ارتكاب هذه المذبحة البشعة التي تتكرر في كل مرة تعرض فيها فيلم "الكيت كات"، وإذا كانت "روتانا سينما" تعمدت التنكيل بفيلم "رسائل البحر" لنفس المخرج بحجة أنه يتضمن مشاهد خادشة للحياء، فما الذي تجده صادماً في "الكيت كات"؟، ومتى تحترم الجمهور قبل مبدعي الأفلام فتمتنع عن شراء الأفلام التي تزعم أنها "صادمة" بدلاً من أن تُصر على شرائها ثم تتعمد تشويهها؟، ومتى توقف نقابة السينمائيين وغرفة صناعة السينما هذا العبث الأسوأ من أعمال "القرصنة"؟.

وإنتقد الناقد الفنى طارق الشناوى بشدة ما تقوم به "روتانا سينما"، قائلا: "أولاً الفيلم لم يكن للكبار فقط بل حينما صرحت به الرقابة عام 1991 كان عرضًا عامًا للجميع وبالتالى لا يوجد فيه أية محاذير".

وأضاف: "أن ما حدث من قبل قناة روتانا إعتداء أدبي على المخرج حتى لو كانت شركة الإنتاج باعت الفيلم وهو من إنتاج حسين القلا ولم يشترط مثلاً فى التعاقد عرضه كاملاً أو شيء من هذا القبيل، ويظل هناك اعتداء أدبي ويوجد حق أصيل لداود عبد السيد باعتباره كاتب السيناريو وعلى المخرج أن يدافع عن نفسه أدبيًا ويتقدم بشكوى للنقابة ويرفع دعوى قضائية لو أراد".

أما المخرج السينمائي محمد فاضل فقال إن الحق الوحيد لأى قناة فضائية تذيع أى مصنف فنى أن ترفض أو تقبل العمل كاملاً لكن ليس من حق أيًا ما كان ولا حتى منتج العمل نفسه أن يحذف أى مشهد من أى فيلم وافقت عليه الرقابة.

وأضاف: "واجهت مشكلة مماثلة وقت عرض فيلم حب فى الزنزانة بالتلفزيون وكانت توجد رغية لحذف بعض مشاهد الفيلم والمنتج أبدى موافقته على الحذف ووقتها إستشرت المحامى الكبير لبيب معوض وقال لى إن القانون يمنع ذلك ومن حق التلفزيون المصري أن يقبله كاملاً أو يرفضه كاملاً ولكن ليس من حق أى جهة ولا حتى المنتج نفسه، فالمنتج يملكه ماديًا لكن لا يملكه أدبيًا أو فنيًا وبالفعل عادت المشاهد المحذوفة للفيلم وتم عرضه كاملاً".

وأوضح أن جهاز الرقابة الخاص بالتلفزيون المصري مازالت حتى الآن تتطاول وتحذف منها وتخرج عن الأخلاقيات الفنية، وهذا مرفوض تمامًا ولكن بما إننا نعيش فى دولة لا يوجد فيها سلطة لتطبيق قانون حماية حق المؤلف فسنظل نعانى حتى يكون لدينا دولة تحفظ حقوق المؤلف.

أما المنتج الفنى محمد حفظى عضو مجلس إدارة غرفة صناعة السينما فأكد أنه لابد من وجود معايير تحكم ذلك لا أن يترك الأمر طبقًا لرغبة كل قناة، مشيرا إلى أنه احيانًا توجد قنوات فضائية بالخارج من الممكن أن تحذف مشاهد عرى أو غير ذلك لو كانت قناة محافظة لكن ذلك يكون بمعايير واضحة جدًا ومتفق عليها لا أن تحذف القناة طبقًا لما ترغبه.

وحول رد فعل الغرفة تجاه ذلك قال حفظى: "لا أعتقد أن الغرفة لا تستطيع إتخاذ إجراء فى ذلك الجزء الرقابى لأن ذلك بين مالك حقوق الفيلم والقناة التى إشترته طبقًا لما أعلمه".

وأضاف أنه لا يفضل أن تشترى أى قناة فيلم بهدف أن تكون رقيبة عليه إلا لو كان يتضمن مشهدًا صارخًا وسيتم منعه من قبل الرقابة المصرية.

صدى البلد المصرية في

01.04.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)