كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

ناوومي ووتس تتحدث لـ «الشرق الأوسط» عن «بيردمان» وأفلامها الأخرى

بطلة «مولهولاند درايف»: أختار أعمالي إذا شعرت بأنني أريد أن أكون جزءًا من الفيلم

لوس أنجليس: محمد رُضـا

 

لم يكن «بيردمان» أول لقاء بين الممثلة الجيّدة ناوومي ووتس والمخرج أليخاندرو غونزاليس إيناريتو. هي الممثلة المولودة في شورهام (بريطانيا) قبل 46 سنة، وهو الآتي من المكسيك بعبقرية متوهّجة، سبق لهما أن التقيا في فيلم واحد من قبل. في عام 2003 أسند إليها دورا رئيسا في فيلمه «21 غراما» لجانب شون بن وداني هيوستون وبنيثيو دل تورو.

عدا ذلك، ولمن يبقى في الصالة لقراءة عناوين ما بعد النهاية، هناك عبارة «المخرج يود أن يشكر ناوومي ووتس» ترد بين الأسطر الختامية المتتالية لفيلمه اللاحق «بابل». أما في «بيردمان: أو فضيلة التجاهل غير المتوقعة» فهي لسلي، الزوجة السابقة لريغان (مايكل كيتون). تشرح أسباب ذلك بقولها: «إنه شخصية رائعة وكثيرة البهجة ومن الممتع أن يكون الممثل بصحبته».

لكن مع إيناريتو أو من دونه، لا أحد في هوليوود أو في الكثير من بقع الصناعة السينمائية يشك في أنها إحدى أهم مواهب التمثيل في هذه الأيام ومنذ سنوات طويلة.

ووتس ولدت في بريطانيا لكن أصولها أسترالية وعائلتها عادت إلى أستراليا وهي صغيرة. في الحقيقة كانت في السابعة من عمرها عندما مات والدها فترك ذلك في نفسها تأثيرا صادما. والدتها الأسترالية لم تجد بدّا من العودة إلى بلادها ومعها ناوومي التي لاحقا بدأت بدراسة التمثيل. في عام 1986 قامت بتأدية دور صغير في فيلم حمل عنوان «للحب وحده».

·        كان «مولهولاند درايف» خطوة مهمّة في حياتك المهنية. أليس كذلك؟

- إلى حد بعيد طبعا. كنت بحاجة آنذاك إلى فيلم استثنائي. أعتقد أنه يجب أن أقول: إلى فرصة استثنائية. وجاءني «مولهولاند درايف» هدية في الواقع. كنت محظوظة جدا إذ مثلت فيه، لأنه من ذلك الحين وجدت نفسي أعمل من دون توقف.

·        لكن موهبتك هي الأساس. النقاد اتفقوا حينها على ذلك.

- موهبتي لا تغادر البيت، إذا لم يكن هناك فيلم جيد بنصّـه وجيد بإخراجه. لقد مثلت مع مخرجين جيدين كثيرين في حياتي إلى الآن. ولعبت أدوارا مهمّـة مع ممثلين جيدين أيضا. هذه عناصر مهمة لتكوين الشخصية. نعم، الموهبة ضرورية لكن هناك الكثير من الممثلين الموهوبين الذين لم يجدوا الفرص الحقيقية التي تبرز مواهبهم وتقودهم إلى المستوى الأعلى في مهنتهم.

·        في بعض البيوغرافيات التي كُتبت عنك هناك إيحاء بأن نيكول كيدمان ساعدتك كثيرا في الوصول إلى حيث أنت الآن.. هل هذا صحيح؟ هل يمكن تحديد ذلك؟

- نيكول هي صديقتي المفضلة. هي شخصية رائعة وكريمة وبالغة اللطف وبيننا تلك الصداقة التي ما زالت تجمعنا إلى اليوم. ليس هناك ما أستطيع تحديده كما تطلب. ليس أننا عملنا معا على خطّـة واحدة للنجاح، لكن تأييدها لي واهتمامها بأن أحقق النجاح الذي حلمت به عندما جئت إلى هذه المدينة (هوليوود) للعمل نموذج للعلاقات التي يجب أن تكون سائدة.

·        هناك فيلم مثلته بعدما اعتذرت نيكول عنه..

- صحيح. تقصد «أحب هاكابيز»؟

·        نعم.

- كان الدور عرض على نيكول لكنها كانت مشغولة. لكنه عُرض على أكثر من ممثلة. أعتقد أنه عُرض أيضا على غوينيث بالترو، ولا أدري لماذا تخلّت عنه.

* أفلام صغيرة وكبيرة

خطوات ناوومي كانت ثابتة.

من ناحية وجدت نفسها في سيل من الأفلام المنتمية إلى الإنتاجات الكبيرة، ومن ناحية أخرى حافظت على نسبة لا بأس بها من الأعمال التي إن لم تكن مستقلة فهي من بين تلك التي تدعوها لنوع متخصص من الأداء. أحد هذه الأفلام كان «الحلقة» (The Ring)سنة 2002 وهو فيلم رعب. لكن عوض أن تسقط في قفص الأعمال التنميطية، وجدناها توظف ذلك لصالحها خصوصا أن هذا الفيلم كان من بين تلك الأكثر نجاحا في مسيرتها خلال السنوات العشر الأولى من هذا القرن.

بعده بثلاث سنوات كانت على قمّـة أحد أكثر الأفلام كلفة بين أعمالها هو «كينغ كونغ» الذي تجاوزت ميزانيته سقف الـ200 مليون دولار.

·        كيف يمكن لممثل أن يؤدي أدوارا في أفلام متخصصة أو مستقلة، ويبقى محط ثقة من قِـبل الشركات الكبيرة؟ هل هذا ممكن؟

- نعم، ممكن. هناك الكثيرون من الممثلين القادرين على ذلك. لكني أوافق على سؤالك. ليس كل واحد يستطيع. المسألة لها علاقة بالظروف أيضا. عادة ما لا يعنيني حجم الدور أو حجم الإنتاج. أختار أعمالي إذا ما شعرت عندما أقرأ السيناريو بأنني أريد أن أكون جزءا من الفيلم.

·        عندما مثلت «21 غراما»، وهو فيلم مستقل إلى حد كبير، لم يخطر ببالك أن هذا سوف يدفع بمهنتك إلى وجهة معيّـنة؟

- لا. فكرت في أن السيناريو هو أكثر السيناريوهات التي قرأتها تحديا لقدرات الممثل. ليس لي وحدي فقط، بل لكل من شارك في الفيلم. هناك نصوص تلهمك كثيرا. «21 غراما» كان واحدا منها، حكايات مختلفة تنطلق وتصب في نقطة معيّـنة، لكنها تبقى منفصلة في الوقت ذاته.

·        هذا القول ينطبق على دورك أيضا في «بيردمان». هناك مشهد لك يتطلب منك نحو 10 دقائق من الكلام المتواصل.. لا أعتقد أن حفظ هذا الحوار كان سهلا.

- عندما تقدّم مني أليخاندرو ليقترح الفيلم علي سألني إذا كنت أريد التمثيل فيه. قال لي إن الدور صغير لكن الفيلم مصنوع بطريقة مختلفة. عندما أخذ يشرح تلك الطريقة وجدت نفسي منجذبة جدا للمشاركة في العمل. لم يهمني حجم الدور، لأن التجربة كانت رائعة. ذلك المشهد كان نقطة ضغط بالطبع. عليك أن تحفظ الحوار كما هو، لأنه لم يُكتب لكي يتغير. احتاج الأمر إلى صبر وثقة والكثير من النظام.

·        تجربة العمل كما قرأت، وكما أخبرني أليخاندرو حين التقيته، لا تكاد تصدّق. تقنيا وفنيا.. هل وجدت العمل صعبا؟

- كان صعبا من هذه الوجهة بالتحديد. تصوير الفيلم كان عليه أن يشمل عناصر كثيرة تعمل معا في وقت واحد. التصوير والتمثيل وطريقة تبادل الحوار بين الممثلين. لذلك كان علينا أن يعتمد كل منا على الآخر لنجاح المشهد. إلى حد ما كان ذلك مخيفا، لكنه كان أيضا مثيرا.

مسرح وسينما

قبل الوصول إلى هذه المرحلة وجدنا ناوومي ووتس في عدد من الأفلام ذات النزعة التشويقية: هي في آخر فيلم حققه لينش إلى اليوم وهو «إمبراطورية داخلية» (2006) وفي فيلم ديفيد كروننبيرغ «وعود شرقية» الذي يتحدّث عن كماشة المافيا الروسية في أحداث تقع في لندن، وبعد ذلك، سنة 2007. في «الدولي» لجانب كلايف أوون في حكاية من بنات الأفكار الجاسوسية (2009).

لكنها لعبت أيضا في أفلام ذات طابع فني غالب مثل «ألعاب غريبة» لميشيل هنيكه و«ج. إدغار».

·        كيف تختارين أفلامك؟

- هي تختارني (تضحك).. ليس هناك منوال واحد. لا توجد خطّة ولا أرى أن الممثل عموما يستطيع التخطيط على هذا النحو.

·        حتى ولو اشتهر بنوع معيّن من الأدوار؟

- ربما يريد ذلك، لكن هناك من اختاره أساسا، والنجاح يولد النجاح كما تعرف. أقصد أن تمثيل شخصية مثل «سوبرمان» أو «باتمان» يفرض على الممثل العودة لتقديم الشخصية ذاتها، لكن هناك عوامل أخرى تفرض نفسها على هذا الاختيار، من بينها النجاح.

·        هل تتطلعين إلى دور من نوع «سوبروومان»؟

- (تضحك) لا. لا أعتقد أنني صالحة لمثل هذه الأدوار.

·        بما يعود عليك التمثيل مع مخرجين ذوي خبرات مختلفة وربما متضاربة؟

- من ناحيتي كممثلة؟ عندما أقوم بتمثيل فيلم ما، فعندي التزام بالنص واهتمام بكيف سيقوم المخرج بتحويل هذا النص إلى فيلم. لكنه اهتمام طبيعي. لا أنوي أن أصبح مخرجة، ولا علاقة لي باختيار المخرج للكيفية التي سيعالج بها العمل، ولو أن معرفتي به خير ضمان. لكن اختلاف خبراتهم أمر مثير، كذلك اختلاف أسلوب كل منهم في العمل.

·        «بيردمان» يدور بالطبع حول الممثل السينمائي الذي عليه - أو هكذا يعتقد - التمثيل في المسرح، لكي يعود إلى ما كان عليه من نجاح. هل هذا في الواقع أمر ضروري في رأيك؟ هل يحتاج الممثل إلى المسرح ليعيد ثقته بنفسه؟

- أعتقد أن هذا جائز عند البعض، والفيلم مبني على حالات يمكن أن تصفها بالواقعية أو بحالات تحاكي الواقع من هذه الزاوية على الأقل. لكن هذا ليس ضروريا في كل حين. أقصد مع كل حالة.

·        هل يجذبك المسرح بشكل أو بآخر؟

- نعم، المسرح طموح خاص لا أخفيه. لم أمثّل للمسرح بعد، ولو أن عندي خشية من ذلك.

·        لماذا؟

- لأن التمثيل المسرحي يختلف في جوهره. المسرح ليس ملاذا آمنا لكل ممثل تأسس سينمائيا. هناك من ينجح وهناك من يخفق فيه ويفشل. أعتقد أن التمثيل على المسرح بالنسبة لي أمر وارد، وربما قمت به في المستقبل القريب.

الشرق الأوسط في

29.03.2015

 
 

النافذة السابعة

البدو في السينما

عبدالله آل عياف

يا ذيب أنا بأوصيك لا تاكل الذيب، كم ليلة عشاك عقب المجاعة.

لطالما سألني زميل أميركي الجنسية أن أسرد عليه إحدى قصص البدو القديمة التي سمعتها أو قرأتها. في كل مرة أسرد له قصة منهن، كنت أستمتع برؤية ملامح الدهشة والاستغراق التي تعلو وجهه وهو في أقصى مراحل الإنصات. تكاد تتوقف أنفاسه مع أحداثها وقصائدها وملاحمها، وهذا ما يجعلني أتحمس أحياناً لأضيف لها ما أراه مناسباً من أحداث -للتبهير- لا تمت للقصة ولا للأمانة الأدبية بصلة. مع نهاية كل قصة يسألني نفس السؤال: لماذا لا تقوم بصناعة فيلم حول هذه القصص؟. وفي كل مرة أجيب: يوماً ما.

هاتفته قبل أسبوع: هل تذكر بيت الشعر المعنون ب"يا ذيب" الذي ترجمته لك ذات مرة؟ أجاب: نعم. وهل تذكر رغبتك في مشاهدة فيلم يتناول مثل تلك القصص بعيداً عن نمطية هوليوود عن العرب والبدو في الصحراء؟ نعم.

لقد جاء هذا اليوم.

عندما دخلت لمشاهدة فيلم "ذيب" للأردني ناجي أبو نوار كنت أمني نفسي بمشاهدة فيلم جيد، لم يكن جيداً فقط، بل كان رائعاً. المشهد الأول والذي تسمع فيه قصيدة بصوت بدوي هادئ ورخيم تخبرك بأنك أمام فيلم مختلف. قصيدة جمعت عدداً من أبيات الحكمة وجاءت إحداها مستلهماً من البيت السابق المنسوب للفارس والشاعر شالح بن هدلان. بعد ذلك يأخذنا الصبي ذيب معه في رحلة مثيرة مليئة بالمغامرات والشعر والخطر في زمن حفل بالكثير من التحولات التي صاغت عالمنا اليوم.

اتخذ أبو نوار قرارين رفعا من أسهم الفيلم لدي كثيراً. الأول هو اختياره لبدو حقيقيين من سكان وادي رم للقيام ببطولة العمل، حيث تم اختيار أحد عشر ممثلاً من بين مئتين وخمسين مرشحاً. ولأن هؤلاء البدو ليسوا ممثلين فقد خاضوا تجربة تدريبية استمرت لثمانية أشهر متواصلة كي يقدموا الأداء الباهر الذي ظهر في الفيلم. القرار الثاني هو طلب المخرج من هؤلاء البدو استخدام لهجتهم الحقيقية في حوارات الفيلم فجاء الحوار طبيعياً وجميلاً وأصيلاً بشكل يتناسب مع هيبة ووقار وسحر صحراء "وادي رم" الآسرة التي شاهدناها في فيلم "لورنس العرب" من قبل.

بعد مشاهدتي للفيلم ذهبت لأبحث عن المخرج الأردني وفوجئت بأنه لا يتحدث العربية بسهولة، كيف استطاع التقاط تلك القصص الرائعة إذن؟. روح البداوة حضرت في المكان والحوار والملابس وكل ما في الفيلم، كيف استطاع اقتناصها؟ زالت دهشتي عندما علمت أنه قضى ما يقارب السنة الكاملة في وادي رم مزجياً وقته في المساء مع شريكه في السيناريو ومع شيوخ البدو مستمعاً لقصصهم التي يروونها له عن أجدادهم وعن الصحراء. فتنته تلك الحكايا، كان يلتقط منهم ما يراه مناسباً لقصة فيلمه. لقد أسهم هؤلاء البدو في كتابة النص رغم أن بعضهم لا يعرف السينما!، ولذا حرص صانعو الفيلم على أن يكون أول عرض له في قرية الشاكرية في وادي رم حيث تم التصوير وحيث يعيش الممثلون، عرفاناً بدورهم الرئيس في ظهور هذا الفيلم. أفلام وقصص البداوة لا تقل إثارة عن أفلام الغرب الأمريكي (الكاوبوي) التي جالت حول العالم، حيث تتغير حياة المرء بين عشية وضحاها، حيث الحياة والموت، الفروسية والخيانة، والرمل والسماء. ومتى ما قدمنا نحن قصصهم بعيداً عن كل ما يشعل الضغائن والأحقاد والعصبية القبلية، فإن العالم موعود بقصص لا تنسى.

الرياض السعودية في

29.03.2015

 
 

«الشرق» متخيل العنف في سينما «الغرب» في فيلم «الاستخبارات السرية»

عمان - محمود الزواوي

فيلم «رجل الملك: الاستخبارات السرية» فيلم أميركي – بريطاني مشترك، وهو الفيلم الروائي الخامس من إخراج المخرج البريطاني ماثيو فون، الذي اشترك في كتابة سيناريو الفيلم مع الكاتبة السينمائية جين جولدمان، وهو العمل السينمائي الرابع المشترك بينهما. ويستند سيناريو الفيلم إلى كتاب القصص المصورة «الاستخبارات السرية» الذي صدر في العام 2012 للكاتبين مارك ميلار وديف جيبونز، وذلك مع الكثير من التصرف.

وهذا هو ثالث فيلم للمخرج ماثيو فون مبني على كتاب للقصص المصورة. ويستمد الفيلم عنوانه من عبارة (Kingsmen) أي «رجال الملك» التي يطلقها كبار أعضاء الاستخبارات الأرستقراطيين على أنفسهم.

وفيلم «رجل الملك: الاستخبارات السرية» من أفلام الحركة والمغامرات والجاسوسية والجريمة والكوميديا السوداء المثيرة، ويقدّمه المخرج ماثيو فون على نمط شخصيات وأحداث ومغامرات سلسلة أفلام الجاسوس الخيالي البريطاني جيمس بوند، وهي واحدة من أطول المسلسلات السينمائية ومن أكثرها نجاحا.

وتبدأ أحداث قصة الفيلم في العام 1997 في مكان ما في الشرق الأوسط، حيث يضحي أحد عملاء الاستخبارات بحياته دفاعا عن رفاقه ضد مجموعة من الإرهابيين، وينجح قائد فريق العملاء هاري هارت (الممثل كولين فيرث) في تصفية الإرهابيين وإنقاذ رفيقيه الآخرين خلال مواجهات عنيفة ومثيرة. وعندما يعود هاري هارت إلى لندن يقدّم وساما لأرملة الرفيق الذي ضحى بحياته ولابنها الطفل «إيجزي» (الممثل أليكس نيكولوف في طفولته)، ويعرض عليهما خدماته في المستقبل.

وتنتقل أحداث قصة الفيلم بعد 17 عاما إلى الأرجنتين، حيث تستمر المواجهات العنيفة والمثيرة بين عملاء الاستخبارات وزمرة من الأشرار الذين يتزعمهم الملياردير الشرير ريتشارد فالنتاين (الممثل صاموئيل جاكسون) وتساعده المرأة ذات الساقين الصناعيين غزيل (الممثلة الجزائرية الأصل صوفيا بوتيلا)، وذلك قبل أن تعود الأحداث إلى لندن حيث يكون الطفل إيجزي قد تحوّل إلى شاب مراهق (الممثل تارون إيجيرتون)غارق في المشاكل، ويهبّ عميل الاستخبارات هاري هارت، الذي يساعد العملاء المبتدئين الشباب، لمساعدته ويضمه إلى إدارة الاستخبارات، حيث يقوم بتدريبه وتجنيده لمواجهة عالم عبقري ذي عقلية منحرفة يهدد بتدمير العالم.

ويتميز الفيلم بقوة الإخراج والسيناريو وأداء الممثلين وبراعة التصوير والموسيقى التصويرية، ويقدّم الفيلم نموذجا لبراعة تنفيذ المعارك وعروض فنون القتال الرياضية. كما يتميز الفيلم بالمواجهات والمعارك والمغامرات والمطاردات المثيرة واستخدام المؤثرات الخاصة والصوتية والبصرية المبهرة.

وهذا الفيلم من أفلام السخرية بأفلام التجسس وما يقع فيها من أحداث مثيرة، وخاصة أفلام جيمس بوند التي يؤكد المخرج ثيو فون إعجابه بها، ويقول عن فيلمه إنه عبارة عن رسالة حب لأفلام جيمس بوند القديمة والأفلام والمسلسلات التلفزيونية المتعلقة بالتجسس، والتي نشأ معها وتأثر بها.

وبذل المخرج ماثيو فون جهودا مكثفة في عملية اختيار ممثلي الفيلم وإعدادهم لأداء أدوارهم، وشمل ذلك اختبار أكثر من 60 من الممثلين الشباب لدور بطل الفيلم الشاب إيجزي قبل اختيار الممثل تارون إيجيرتون لهذا الدور، والذي أجمع معظم النقاد على تفوق أدائه، علما بأن هذا الفيلم هو ثاني أفلامه.

وأمضى بطل الفيلم الممثل كولين فيرن الحائز على جائزة الأوسكار عن دوره في فيلم «حديث الملك» (2010) ستة أشهر من التمارين المكثفة لمدة ثلاث ساعات يوميا استعدادا لأداء دور الجاسوس القيادي هاري هارت، وقام بأداء 80 بالمائة من الحركات الخطرة لدوره في الفيلم دون الاستعانة ببدلاء.

كما أمضى الممثل الشاب تارون أيجيرتون والممثلة صوفيا بوتيلا عدة أشهر في التمارين المكثفة استعدادا لدوريهما في الفيلم. وبين ممثلي الفيلم الممثل البريطاني القدير مايكل كين الحائز على اثنتين من جوائز الأوسكار، والذي يواصل عمله السينمائي بنشاط في سن الثانية والثمانين، وقد وصل رصيده السينمائي إلى 159 فيلما.

وافتتح فيلم «رجل الملك: الاستخبارات السرية» في مهرجان «BNAT» السينمائي الأميركي، وعرض الفيلم في 91 دولة حول العالم، بينها عشر دول عربية. وبلغت إيراداته العالمية الإجمالية 295 مليون دولار، فيما بلغت تكاليف إنتاجه 81 مليون دولار. وأكد المخرج ماثيو فون أن منتجي الفيلم اتفقوا معه على أن يكون فيلم «رجل الملك: الاستخبارات السرية» الفيلم الأول في سلسلة سينمائية من أفلام الجاسوسية.

الرأي الأردنية في

29.03.2015

 
 

السينما كسرت الصمت بتعرية صورة رجل الأمن المتوحش

حازم خالد (القاهرة : )

السينما السياسية كان لها دور مؤثر في تنوير الوعي وتثوير العقل المصري، فقد ظهرت مجموعة من الأفلام توجه الإدانة للفساد السياسي الذي يتمثل بصورة واضحة في جهاز الأمن أو البوليس السياسي ثم مباحث أمن الدولة، فقد تغيرت الأسماء ولكن صورة رجل الأمن ظلت ثابتة تتميز بوحشيتها وقهرها وتعسفها واستغلال السلطة دون وجه حق؛ لمصادرة الحريات، وتعذيب المعتقلين، ومطاردة الأحرار. وقد كانت أفلام مثل "في بيتنا رجل" رواية إحسان عبد القدوس، وفيلم "العصفور" من إخراج يوسف شاهين، وكذلك فيلم "الكرنك" عن رواية نجيب محفوظ وغيرها من الأفلام، أصبحت علامات في السينما المصرية وشهادات إدانة للنظم البوليسية القمعية في مصر عبر تاريخ أنظمة الحكم.

فإذا كان المستعمر الإنجليزي قبل ثورة 1952 هو أداة القمع للشعب، فإذا بالثورة تأكل أحرارها وتصادر الفكر ورجال الحرية وشعراء النضال السياسي، ثم مع انفجار ثورة شباب 25يناير 2011 كان لابد للسينما أن تقدم شهاداتها عن واقع مهترئ، انهزم فيه المثقف وسقطت فيه القيم والشعارات البراقة، فشاهدنا أفلام المخرج خالد يوسف التي صور فيها مجتمعات البيئات الشعبية المنعدمة التي تعاني الفقر والجوع، وتصارع وتقتل وتقترف أبشع الجرائم في سبيل تحقيق غاياتها.فهل استطاعت السينما أن تجسد مراحل صراع شعب ضد جهاز الأمن الفاسد؟ ولكن تظل العلاقة بين السينما والأمن السياسي علاقة المصالح المتبادلة، وهو ما يؤكد عليه خبراء الأمن، وأتذكر هنا حين قال أحد القيادات في وزارة الداخلية: إننا نؤمن تمامًا بأن جسور العلاقة بين الشرطة والمواطنين تتوقف بقدر كبير على تعاون القنوات التثقيفية الممتدة من خلال أية وسائط اتصالية.. والسينما المصرية تأتي في مقدمة هذه القنوات التثقيفية لشعبيتها الواسعة.

تاريخ العلاقة

يعود تاريخ العلاقة بين السينما والأمن السياسي إلى عام 1987، عندما انتهى المخرج محمد خان من تصوير فيلم "زوجة رجل مهم"، حيث تعرض الفيلم لقصة حياة الضابط المسئول عن النشاط الشيوعي في جهاز أمن الدولة إبان أحداث انتفاضة يناير 1977 وقبل عرض الفيلم للجمهور عقدت وزارة الداخلية أول عرض خاص مغلق للفيلم، وضم هذا الاجتماع رئيس جهاز مباحث أمن الدولة، وطاقم عمل الفيلم ، وعلى رأسهم مخرجه محمد خان، وكاتبه رءوف توفيق.

من جانبه قارن الناقد السينمائي علي أبو شادي بين تناول صورة ضابط أمن الدولة في فيلم "زوجة رجل مهم" لمحمد خان عام 1987م، وفيلم "الهجامة" لمحمد النجار، وأسامة أنور عكاشة عام 1990 ليصل إلى نتيجة واحدة، هي أن التناول السينمائي للاستبداد الذي كان يمارسه جهاز أمن الدولة ركز على كون ما يحدث هو تجاوزات فردية تنتهي عادة بتخلص هذا الجهاز من العناصر التي تسيء إليه.

يقول أبو شادي: هشام في "زوجة رجل مهم" ، مجرد حالة فردية، وجهاز الشرطة يعلن براءته بالتخلص منه باعتباره عنصرًا غير سوي، ولابد من تطهير الصفوف منه وقرار إحالته للاستيداع يتم من الوزير شخصيًا لا عن اقتناع، ولكن لأن الضغوط عليه كثيرة بعدما كتب داخل وخارج مصر عن المقبوض عليهم في قضية 18 و19 يناير، أما في فيلمه "الهجامة" فإن الضابط طلعت هو أيضًا الوحيد في الجهاز الذي أساء استخدام السلطة، ويتصل به الضابط الكبير لإبلاغه بقرار إحالته للاستيداع، مردفًا بلاغه بقوله: للأسف.

ويؤكد أبو شادي أن كلا الفيلمين كنموذج يتفق في أن كل تجاوزت الشرطة التي كانت تتم، هي نتيجة لحالات فردية، وأنه يتم معاقبتها وإزالة البثور من على جبين الشرطة الناصع وهو ما يخالف الواقع، حيث إن معظم من تورطوا في تلك الأحداث قد تم نقلهم من أمن الدولة وترقيتهم إلى أجهزة أخرى في وزارة الداخلية.

حاجز الصمت

ويؤكد العميد المتقاعد محمود قطري: الحقيقة أنه تم اتفاق "جنتلمان" مع الإدارة العلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية من جهة، وجميع وسائل الإعلام والفنون من جهة أخرى، ويوجب هذا الاتفاق على كل من تعرض بعمل جماهيري لوزارة الداخلية أن يقوم بعرضه على إدارة العلاقات العامة والإعلام، والتي بدورها تراجع كل الإدارات المسئولة بالوزارة ليكون العمل في النهاية انعكاسًا لصورة مرضية للوزارة وأمن الدولة بالدرجة الأولى.

لكن "قطري" يرى أن السينما استطاعت أن تكسر حاجز الصمت عن أمن الدولة في أكثر من عمل، كان أكثرها تجليًا فيلم "زوجة رجل مهم" الذي استطاع أن يقدم وجهًا حقيقيًا لأصل بشع استطاع أن يحكم ويدير بالإنابة جميع جوانب الحياة المصرية عبر عدة عقود.

ويرى "قطري" أن الفرصة ما زالت سانحة، والتاريخ المظلم لهذا الجهاز يستدعي أكثر من عمل سينمائي لشخوص فجأة، وعبر الوساطة والمحسوبية استطاعت أن تدير وطنًا وأن تلوي أعناق كبار المسئولين في توقيت كانت هي على المستوى الشخصي تفتقر لأية ثقافة أو معرفة أو قدرات خاصة اللهم إلا في القسوة والوحشية والانتهازية، وبالتأكيد فضح الصورة هكذا سيصب بالدرجة الأولى في صالح بناء داخلية جديدة، ووعي شرطي مختلف لزمن جديد قادر على أن يلعب فيه الشرطي دور حامي الوطن لا الحاكم.

عنف سياسي

فكرة توحش جهاز الأمن السياسي شهدت ترويجًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية، والتي حفلت بالعديد من الأعمال التي كانت تكرس لفكرة بدأت من رصد هذا التوحش من قبل ثورة يوليو 1952م، وكان أهم نماذجها فيلم "في بيتنا رجل" إخراج بركات، ثم فيلم "القاهرة 30" إخراج صلاح أبو سيف، حيث يطارد البوليس السياسي المناضل الاشتراكي "علي طه عبد العزيز مكيوي"، ويحاول قتله ويقوم بسجنه وتعذيبه، وفيلم "شروق وغروب" إخراج كمال الشيخ، الذي قدم نموذجًا لشخصية رئيس البوليس السياسي الفنان محمود المليجي، والذي يخفي نزوات ابنته، سعاد حسني باستخدام كل الوسائل من قتل وتنكيل.

وتعرض فيلم "اثنين على الطريق" إخراج حسن يوسف لشخصية رجل الأمن السياسي المتجبر من خلال دور جسده "عادل أدهم"، الذي يقهر الشخص الذي تعرف على زوجته "شمس البارودي" بالصدفة وأحبها، فيقوم بالتنكيل به وبأسرته ويقتل والده، ويحرض أخته على الدعارة، ولا ينقذهم منه غير حادثة طريق قضت على شره الشيطاني، وقدم عادل أدهم نفس الدور تقريبًا لشخصية رجل الأمن المتسلط المتجبر في "حافية على جسر الذهب"، والذي شاركه بطولته حسين فهمي، وميرفيت أمين، وأخرجه عاطف سالم.

ويرى بعض النقاد إمكانية في اعتبار فيلم "الكرنك" للمخرج علي بدرخان، وبطولة سعاد حسني، ونور الشريف نقطة تحول في التاريخ لمرحلة تناول السينما لاستبداد الأمن السياسي، وتعرية أفعاله اللاإنسانية، وتبعه فيلم "إحنا بتوع الأوتوبيس".

استبداد الأمن

ولكن يبقى للسينمائي المصري الراحل عاطف الطيب ريادة تحويل مواجهة السينما لاستبداد أمن الدولة، إذ يبقى هو أكثر المخرجين السينمائيين الذين استطاعوا تحويل لغة السرد السينمائي إلى الحاضر بدلًا من الماضي، فهو لم يلجأ في معظم أفلامه إلى الحديث عن التاريخ في فضح ممارسات جهاز مباحث أمن الدولة أو إلى الرمز أو السرد، بل رفع راية المواجهة المباشرة، وهو ما عرض فيلمه "البريء" إلى مطالبة لجنة الدفاع والأمن القومي بتغيير نهايته، ولم يسمح بعرض النهاية التي وضعها الفيلم، إطلاق مجند الأمن المركزي النار على كل قياداته في المعتقل إلا بعد 18 سنة من صناعته.

وبقيت نوعية من الأفلام عمدت إلى الزج باسم أمن الدولة من باب التربح التجاري ومغازلة الجمهور بالمسكوت عنه، وبرعت في تقديم هذا الجانب نادية الجندي في فيلمي "الإرهاب" مع فاروق الفيشاوي، وصلاح قابيل، وإخراج نادر جلال، و"أمن دولة" مع محمود حميدة، وياسر جلال، وإخراج محمد مختار، وكذا فيلم "بطل من ورق" بطولة ممدوح عبد العليم، وآثار الحكيم، وإخراج نادر جلال، و"حسن وعزيزة قضية أمن الدولة" بطولة يسرا، وأشرف عبد الباقي، وإخراج أسامة فريد، وفيلم "الإرهاب والكباب" لشريف عرفة.

لذا يقول المخرج مجدي أحمد علي: كما شهدت المعالجة السينمائية لأمن الدولة نوعًا جديدًا من  السعي لتجميل الصورة التي لم تكن تتحمل أي تجميل، وكانت تنجح دومًا إلى تبرير الفعل القمعي مثل ما كان في فيلم "اللعب مع الكبار" للمخرج شريف عرفة، الذي سعى مع الكاتب وحيد حامد، وبطليه عادل إمام وحسين فهمي لتصدير صورة مغايرة تمامًا لواقع ضابط أمن الدولة، بل والترويج لضرورة التنصت على التليفونات، وانتهاك الخصوصية باعتبارها الوسيلة الأضمن لتحقيق الأمن والأمان.

موقع (نقطة ضوء) في

29.03.2015

 
 

"العاشق" لعبد اللطيف عبد الحميد: الحب في مرمى الشعارات

أحمد الخليل (دمشق)

يحاول المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، في فيلم "العاشق"، الذي يعرض حالياً في صالات دمشق، العودة مجدداً إلى سيرته الذاتية، أو ملامح منها، ليعيد تشكيل صورة بانورامية عن سوريا بين زمن السبعينيات والزمن الحالي، عبر سرد رومانسي مفعم بالألم لقصة المخرج السينمائي (مراد – عبد المنعم عمايري) وعائلته بالتوازي مع قصة الفيلم الذي أنجزه ويجري له عمليات المونتاج الأخيرة. هنا تتداخل الصورة بين الفيلم وبين السيرة الذاتية بين الآن (مراد المخرج) وماضي الطفل الذي كان مراهقا ثم تابع درايته ليصبح مخرجاً.

في المشهد الاستهلالي نرى مراد وريما (حبيبته- ديما قندلفت) في الطريق إلى موقع المونتاج، حيث تتوقف السيارة لحظات ليشتري السائق شيئا ما، فيتقدم شخص من المخرج ويسأله: "أنت المخرج السينمائي مراد"؟ وعندما يجيب بنعم، يقول له: "أنت أجحش مخرج في العالم"... ويتبع ذلك ببصقة، وحين تسأله ريما: مين هاد؟ يقول لها: هذه صورة من النقد السينمائي في البلد.

ننتقل في جزيرة المونتاج لرؤية فيلم مراد المنجز حديثا.. أسرة ريفية تعيش في قرية ساحلية تعاني البؤس، تعمل في الأرض (مصدر رزقها الوحيد)، فيما الطفل مراد يدرس في الصف التاسع ويساعد عائلته، إضافة لإحضار الخبز يومياً من الفرن.. الأب يعقد الاجتماعات البعثية بشكل دائم في بيته. فبعد ترديد الشعر "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، يبدأ الرفاق بمناقشة المنطلقات النظرية لحزب البعث. فيما الزوجة وابنتها مشغولتان بصنع الشاي والأكل للرفاق مع التبرم من هذا الواجب القاسي الدائم (تقول الابنة ما في غير بيتنا يعملوا الاجتماعات فيه؟) الأب بنظرة حالمة يقول لزوجته: "تخيلي يا أم نزار الأمة العربية من المحيط إلى الخليج دولة واحدة"!

ترديد شعار البعث (أمة عربية واحدة) سيكون لازمة الأب في صورة بليغة وساخرة عن الشعارات الجوفاء والوهم الذي ساد لأكثر من نصف قرن كغطاء إعلامي وأيديولوجي للهزائم الواقعية وتعميم الاستبداد..

يكمل صورة الأب، مدير المدرسة صاحب الكرش (فادي صبيح)، القاسي والجلاد الذي يتجسس على المدرسين ليعرف ماذا يقولون في الدروس، المدير يحمل العصا بيده دائما ويدخل الصفوف بشكل مفاجئ. انه صورة المدير المرعب البعثي الذي يقدس ترديد الشعار (أمة عربية واحدة)، فعندما يرى مراد صامتاً لا يردد الشعار يصفعه بقوة على خده رغم تبرير التلميذ أنه مريض.

حين يكتشف المدير صوت أبو نزار (والد مراد) القوي القادر، يقترح عليه ترديد الشعار من منزله ليرد الأساتذة والطلاب وراءه رغم بعد المسافة بين المدرسة والبيت، فكل يوم يرن منبه الساعة المعلقة على الشجرة في الثامنة صباحا، فينطلق صوت أبو نزار (أمة عربية واحدة) فيردد الطلاب وهم بعيدون عنه "ذات رسالة خالدة... أهدافنا وحدة، حرية، اشتراكية" في مشهد كوميدي مؤلم يشي بكل الخراب الذي حدث في ما بعد. المدير يذهب إلى الشام ليصبح ضابط مخابرات، فيكون يوم مغادرته عيد لدى المدرسين والطلاب، فهو رمز للقسوة والعنف في المدرسة.  

الأب القاسي (يلعب الدور المخرج نفسه) وفي الوقت نفسه الحنون والطيب، يمنع ابنه (مراد) من تقديم الامتحان في اللاذقية، لأنه بحاجته في الأرض، تتدخل أخته وتقول للأب: "أنا بشتغل وبجيب الخبز خلي خيي يروح يقدم امتحان". يرضخ الأب فيرسل ابنه إلى أخيه الساكن في اللاذقية في غرفة بائسة والمغرم بالنساء والجنس، حيث يرى وجود أخيه معه تضييقاً لحريته وعلاقاته فيبدي غضبا منه.

ومن جديد يتلقى مراد صفعة جديدة من والد فتاة أحبت مراد في اللاذقية حين طلب يدها على الباب وهو برفقة صديقه عمر، لكي ينقذها من الزواج بملاكم صديق لوالدها في الملاكمة..

نعود لنتابع تفاصيل حياة المخرج السينمائي الآن.. حيث يقع - أثناء عمليات المونتاج لفيلمه - في حب جارته الصبية الجامعية ريما (ديمة قندلفت)، والتي تعاني أيضا من القمع حيث تتعرض للضرب كلما تأخرت عن البيت. وهنا أيضا ولأكثر من مرة تصفع ريما مراد حين كان يحاول تقبيلها: "بحس حالي عارية لما تبوسني من تمّي".

ومن المفاصل المهمة في الفيلم استدعاء المخرج من قبل الأمن وهو في المونتاج بسبب لقاء تلفزيوني معه تحدث فيه عن طفولته وقسوة مدير المدرسة! وللمفارقة الكوميدية يكون ضابط الأمن هو مدير المدرسة القاسي نفسه: "شوف ولا، إذا ما بتقصر لسانك أنا بقصلك ياه". يستغرب مراد: أنا بشتغل بالسينما وبس. يقوله له الضابط في حوار مهم وذي دلالة عميقة على النهج البعثي "لو لم نكن قساة معكم ما صرتو"؟ يجيب مراد: "كنت بدي اترك المدرسة بسببك لكن اجا بعدك مدير عاملنا متل ولادو مشان هيك كملنا دراسة"...

ريما تهجر البيت بسبب قسوة والدها، وتسكن في بيت مراد بعد اضطراره للسفر إلى الضيعة لإصابة والده بغيبوبة. حيث تكون ريما عندما أُخبر بمرض والده في بيته فتبقى في البيت.

في المشهد الأخير نراهما في الصباح الباكر على سطح البيت، توقظه ريما مع مشهد طبيعي ساحر تنقله برومانسية كاميرا عبد اللطيف، فيما والده يحاول ترديد شعار "أمة عربية واحدة" لكن بصوت مبحوح ضعيف يتلاشى صوته فنسمع وهو يموت بتراجيدية هتاف قوي ينبعث من الطبيعة ومن عمق الأرض "واحد واحد واد الشعب السوري واحد" الشعار الذي عنون بدايات حركة الاحتجاجات الواسعة في سورية وحل محل شعار البعث.

عبد اللطيف عبد الحميد يصوغ فيلمه العاشق بمهارة عبر سرد بصري مؤثر من خلال كاميرا تنتقل بين ثلاث أمكنة (الضيعة، اللاذقية، دمشق) لتحيك رؤيا المخرج التي تمزج الماضي بالحاضر عبر مسارين متداخلين (خاص وعام). في الأولى عبر الفيلم، وفي الثانية عبر حياة المخرج، وهو يتابع انجاز فيلمه، حيث يفكك المخرج من خلالهما الوهم الأيديولوجي القومي المحمول على عصا الاستبداد والقسوة والصفعات (الأب، المدير، ضابط المخابرات) والذي أوصلنا للخاتمة الحزينة التي فيها نعيش الآن.

الفيلم بحث عن هوية مفتقدة ومحاولة ترميمها عبر صداقة مراد وعمر في إحالة لرفض المسار الطائفي للأحداث. فصداقة الاثنين المتينة تشكل صورة مغايرة لخطاب الأطراف المتصارعة خلال الأزمة السورية المتمحور على البعد المذهبي.. وفي الوقت نفسه الفيلم ينتصر للريف في مواجهة المدينة القاسية، فهو يهرب إليها لتحميه من والد ريما ومن الصفعات ومن الأمن، فالضيعة تمثل البراءة والطهرانية.

ديمة قندلفت تتجلى في دورها كوجه معبّر، مع رقة في الأداء الصوتي، ونعومة في الحركة، وإغراء شفاف، تناغم مع الاداء الواثق لعبد المنعم عمايري الممسك بشخصيته وبتفاصيلها النفسية والخارجية مع مسحة رومانسية خالطت جديته.

ورغم مهارة المخرج في صنع لوحة فنية غنية بصريا وفكريا، إلا أن الفيلم تضمن بعض نقاط الضعف منها: مشهد السكير المفجوع بموت أهله في مجزرة صبرا وشاتيلا، فكلما سكر يصعد السطح حيث يسكن المخرج مراد ليصرخ ويشتم العالم، انه مشهد نشاز في سياق الفيلم. ومشهد صفع المخرج من قبل مواطن في الشارع والبصاق عليه وغمز المخرج من قناة النقاد رغم أنه لم ينجز فيلمه الأول بعد. جاء هذا المشهد مقحماً، يضاف إلى ذلك مشهد خلع الباب، عندما يعود مراد من الضيعة يستعين بجاره والد ريما لفتح الباب لأنه نسي المفتاح في الداخل، بينما تكون ريما في الداخل نائمة دون معرفة مراد طبعا، ففيه شيء من صدف الدراما الرديئة، وكذلك بعض مشاهد الدكتور عمر في المستشفى حيث تبدو زائدة عن الحاجة وكأن القصد منها التأكيد على مهنة عمر.

الجدير بالذكر أن الفيلم أُنتج العام 2011 وكان السيناريو منجزاً العام 2010، فعدّله المخرج ليناسب المستجدات، والفيلم تعرض للمنع في مهرجان القاهرة 2011 حيث هدد بعض المعارضين بإحراق دار الأوبرا إذا عرض الفيلم، كون المخرج حسب هؤلاء محسوب على النظام. كما منع الفيلم بسبب ضغوط المعارضة من العرض في مهرجان دبي 2012.

المدن الإلكترونية في

30.03.2015

 
 

Kingsman.. أسطورة الرجل الإنجليزي النبيل

أميرة الدسوقي – التقرير

منذ أن طرح إعلانه الأول في دور العرض، وقد بشر الفيلم البريطاني Kingsman بأنه سيكون جيدًا، تلك النوعية من الأفلام  التي يتم صناعتها بشكل جيد جدًا لتلائم جميع فئات المجتمع وأفرد الأسرة، فأنت يمكنك أن تصطحب والدتك أو صديقتك أو زوجتك أو حتى ابنتك لهذا الفيلم.

قدم فيلم KingsMan توليفة جيدة، تم دمجها بحرفية ما بين الأكشن، والجاسوسية، والكوميديا السوداء، والرومانسية، ولم ينس صناع الفيلم وضع كل تلك المكونات في إطار فكرة هادفة، وهي فكرة خطر التكنولوجيا على البشرية، وهي الفكرة التي سيطرت على أذهان صناع السينما في الفترة الأخيرة.

دائمًا ما تجد هذا النزاع الثقافي الدائم بين الشعب الأمريكي والشعب الإنجليزي، حيث يعتبر الشعب الإنجليزي، المجتمع الأمريكي بدون تاريخ ثقافي وحضاري، بينما انتقل هذا التعالي عبر الأجيال ليدافع الأمريكان عن موقفهم بالسخرية من الإنجليز وطريقة نطقهم للغة إلى جانب اهتمامهم الشديد بالتفاصيل والطابع النبيل الذي يطغى على تصرفاتهم حتى في معاملاتهم اليومية، في فيلم Kingsman يلقن صناع الفيلم المجتمع الأمريكي درسًا متمثلًا في الجملة التي قالها بطل الفيلم “كولين فيرث”: (الأخلاق هي ما تصنع الرجال)، يقولها بهدوء رجل عجوز حكيم، ثم يليها بمعركة وقف فيها ضد مجموعة من الشباب وحده تمامًا وقضى عليهم في مشهد أكشن أداه هو دون أن يخلع بذلته على خطى جيمس بوند، وكل هذا كان أمام عين تلميذه الجديد الذي ينوي أن يضمه إلى المنظمة السرية التي تعمل على حماية الوطن والتي تسمى Kingsman.

المشهد الرئيس، أو المشهد البطل أو كما يقال بالإنجليزية الـ”ماستر سين”، يمكن لأي محترف مشاهدة أفلام أن يعرفه، ومشهد القتال في البار كان بالفعل من أجمل المشاهد الرئيسة وأكثرها إمتاعًا، بدليل أن المخرج اختار أن يختم به الفيلم، حيث أعاد بدايته بنفس الأحداث مع البطل الأصغر في الفيلم  والذي قام بدوره الممثل الشاب “تارون ايجرتون”، بعد أن تعلم كيف يكون رجلًا نبيلًا يدافع عن الحق، ولا يسعى أن يكون أفضل من أي شخص سوى نفسه في الماضي، كما علمه أستاذه.

الممثل البريطاني “كولين فيرث” الحاصل على جائزة الأوسكار، من الممثلين الذين يترك وجههم انطباعًا أنهم رجال عاديون، لا تتوقع منه شيئًا سيئًا و لكن لا تتوقع منه شيئًا مميزًا، وجهه هادئ وملامحه دقيقة، ولا يغير من شكله الخارجي كثيرًا، ولكن في كل فيلم تجده يطل عليك بمفاجأة جديدة تؤكد تميزه واحترافيته، في فيلم Kingsman قدم “فيرث” الذي أوشك أن يتم الستين عامًا، مشاهد أكشن أظهر من خلالها روح وجسد شاب مرن، دون أن يترك وقار الرجل العجوز المسن ليقدم لنا شخصية “هاري” التي أصبحت إنجازًا جديدًا على حائط إنجازته بجوار the single man  وThe King`s speach.

ولم يخش فورث وجود شاب يافع بجواره لمشاركته البطولة، مثل تارون ايجرتون، وظهر هذا في الوعي الواضح لدى فيرث بدوره ومكانته وجاذبيته التي تكمن في الأساس في سنه الكبير وحكمته التي ينقلها إلى هذا الشاب، ليصنع منه رجلًا إنجليزيًا نبيلًا ينقذ العالم من الشر المتمثل في شخصية “فالنتين”.

الدور الذي قام به  تارون ايجرتون هو دور يداعب أحلام كل شاب، أو أي انسان بشكل عام، حيث دائمًا يوجد داخل كل إنسان حلم أن تتحول حياته بشكل كامل إلى مسار آخر، سواء كان لدى هذا الإنسان القدرة على تحقيق ذلك والعمل عليه بالفعل، أو مجرد التمني، فهو حلم يعيش في رأس كل إنسان، وقد كانت مهمة “هاري” أن يحول هذا الشاب “إيجزي” والذي يخطو خطواته الأولى ليكون مجرمًا، إلى رجل نبيل، فكما رأى هاري آن هذا الشاب لديه المؤهلات التي تجعله يكون رجلًا نبيلًا، إلى جانب الجميل الذي يحمله هاري على عاتقه تجاه والد هذا الشاب، ولذلك تبناه ليقوم بتحويل حياته من الفشل إلى النجاح، من الضياع إلى طريق حتى وإن كان خطرًا، فهو له معنى وهدف لا شك أنه هدف جيد، وحتى إن كانت كل الإنجازات التي سيقوم بها ستكون في السر ولن يهنئه العالم عليها بسبب أن تلك المنظمة أعمالها سرية، ولكن يكفيه شعوره أنه على حق، وأنه في الجانب الجيد، عمله اليومي  هو أن يسعى إلى إنقاذ العالم وحمايته، وقد قام ايجرتون بالدور بشكل جيد جدًا.

وكان النجم الأسمر “صموئيل جاكسون” على الخط الآخر من الفيلم، حيث قدم شخصية المعتوة الشرير “فالنتين” الذي يحاول السيطرة على العالم، وتم بناء هذه الشخصية بعناية شديدة وجمع تناقضات واضحة في جنابتها، الأمر الذي جعل من كل مشهد يظهر فيه فالنتين هو مشهد كوميدي، وتوج تلك الشخصية أداء صموئيل الذي اختار طريقة مضحكة في نطق الكلام.

في النهاية، هذا الفيلم قدم كل شخصياته بشكل مميز، وربما كانت هناك بعض النكات المتوقعة، ولكن -من وجهة نظري- أظن انها كانت مقصودة، حيث دار الحوار دائمًا بين فالنتين وهاري حول طبيعة حبهم لأفلام الجاسوسية التي تربى كلاهما عليها، وكيف اختلفت أحلامهما الصغيرة عندما نضجا واحتكا بالواقع.

الفيلم من إخراج ماثيو فاجن والذي اختار أن يكون أحد أفيشات الفيلم مشابهًا لأفيشات أفلام بوند القديمة، الأمر الذي يجعلنا نتأكد أن نية المخرج الأولى في صناعة الفيلم هي في الأساس صناعة نسخة “بارودي” من سلسلة أفلام جيمس بوند، وكوميديا البارودي هي أن تقوم بصناعة فيلم يسخر من فيلم آخر، ليس بنية التقليل من هذا الفيلم وإنما بغرض إضحاك الجمهور وخاصة الجمهور الذي يحب النسخة الأصلية من الفيلم؛ لأنه هو الوحيد الذي سيفهم القفشات بشكل أكبر.

وشاركته كتابة سيناريو الفيلم الكاتبة الإنجليزية جين جولدمان، والتي شاركته أيضًا مجموعة من أفلامه السابقة مثل X-Men: First Class، والفيلم في الأساس مأخوذ عن كتاب/قصة مصورة بعنوان Firth’s Harry Hart.

التقرير الإلكترونية في

30.03.2015

 
 

أسعد طه في دورة حول الفيلم الوثائقي في المغرب

تحت عنوان «أريد أن أصنع فيلماً وثائقياً»

الرباط – من زبيدة الخواتري:

أشرف الصحافي والإعلامي المصري أسعد طه مؤخرا على دورة تكوينية حول الفيلم الوثائقي في مدينة الرباط المغربية تحت شعار «من النظري للتطبيق»، منطلقا من تجربته كمراسل ومذيع لقناة «الجزيرة» القطرية حيث قدم وساهم في انجاح العديد من البرامج الوثائقية من بينها برنامج «نقطة ساخنة». وقد عنون مداخلته بــ»أريد أن أصنع فيلما وثائقيا»، والمعروف عنه أنه مارس الصحافة المكتوبة قبل أن يتخصص في إنجاز الأفلام الوثائقية التي قادته إلى القيام بتغطية الحرب كاملة بيوغسلافية السابقة كرواتيا والبوسنة والهرسك منذ عام 1992الى عام1996، كما أنه اجرى عدة حوارات هامة مع العديد من القادة والسياسين عبر العالم منهم ملك المغرب محمد السادس. لينتهي به المطاف إلى تأسيس شركة انتاج البرامج الوثائقية هوت سبوت فيلمز في دبي بالإمارات العربية المتحدة.

وحول هذه الدورة التكوينية قال: «الدورة التكوينية التي نحن بصددها لا يمكنها أن تحقق كل شئ ففي بعض الاحيان يكون عند بعض المشاركين مفهوم خطئ انه بين عشية وضحاها سيكون هذا المشارك قد فهم واستوعب كل الأمور، لا اظن ذلك لأن هذه الدورة أشبه بورشة عمل، المقصود منها هو الإلمام بهذا المجال لأجل وضع الأقدام على الطريق الصحيح، ومن أجل الوصول الى ذلك فالأمر يحتاج لدورات وتكوينات أخرى، لأنه وكما تعلمون أن هذه الامور تدرس في الجامعات لسنوات طويلة وليس من السهل استيعابها في فترة قصيرة، لكن أنا مؤمن ان الممارسة هي التي تختصر كل الطرق. بالمناسبة لي فأنا لم أدرس الإعلام نهائيا فالمهنة مارستها وعلمتها لنفسي بنفسي منذ بداية العمل الصحفي.

الأمر الثاني، العمل التلفزيوني هو عمل جماعي بحيث كانت مفاجئة لي لما آنتقلت من الكتابة الصحفية إلى العمل التلفزيوني حيث في الكتابة الصحفية كنت أنا المسؤول عن المكتوب من الألف إلى الياء، أما بالنسبة للعمل التلفزيوني فالمسؤول فيها هو مجموعة من الأشخاص ابتداءا من المصور إلى المونتير، وحتى سائق السيارة… لهذا أتمنى أن تكون هذه الدورة، خلال الأيام الخمسة، مطبوعة بالتعاون لأجل الرقي بهذه التجربة الفنية التدريبية…» موضحا أن الأمر لا يتعلق بالعلوم البحثة كالفيزياء والرياضيات أو ماشابههما. مركزا على أن ما سيقدمه، «هو تجربة شخصية وهي ليست بالضرورة صح أو خطأ بل هي ألوان من هذه الفنون الجميلة لأنه فيما يخص الفيلم الوثائقي فلكل واحد تجربته الشخصية ورؤيته ولهذا فأنا في هذه الدورة التكوينية سأتحدث عن حصيلة تجربتي ومن هنا يجب ان نبتعد عن النظريات وذلك حتى إذا مرت الخمس أيام يمكن أن نصل إلى شئ، من خلاله يمكن أن نكون قد أخذنا تصورا عن هذا المجال الفني والإعلامي»، مضيفا بأنه لا يوجد قانون صارم في هذا المجال، ناصحا المستفيدات والمستفيدين بالإطلاع على كتاب مترجم للعربية يسمى «صناعة الافلام الوثائقية « لكون البعض يعتبره دستورا للعمل في الفيلم الوثائقي.

وقد انطلق اليوم الأول بعملية الإلمام بأهم مراحل الفيلم الوثائقي، من خلال عرض فيلمين وثائقيين، كأرضية للنقاش بهدف البحث عن أفكار قابلة للتصوير.

وخلال النقاش أوضح أن:» الفيلم الوثائقي معني بالواقع هو يعمل على كشف حقيقة…». بالنسبة له ليست لاتنحصر هذه الحقيقة بالضرورة في الفساد السياسي، فقد نتناول الظواهر الإجتماعية أو الإنسانية وحتى الظواهر الطبيعية. مشددا على أن هناك فرق بين الفيلم الوثاقي والفيلم الدرامي من كون الأول موضوعه معالجة الواقع بطريقة خلاقة، فهو: «موضوع واقعي»، كما أن هناك المعالجة الأحداث من وجهة نظر معينة، أي هناك « وجهة النظر الشخصية «في بناء هذا الفيلم الوثائقي…

ثم قدم للمستفيدين نموذجا لفيلم وثائقي عن الرئيس الاسبق للبوسنة علي عزة بيكو فيتش، الذي تطلب منه العديد من اللقاءات مع الذين عرفوا الراحل، إلى جانب الاستعانة بأحد الباحثين، ليتبنى وجهة نظر تعتبر علي عزة بيكو فيتش: «مناضل ومفكر…»، لكن هذا لا يعني انجاز فيلم وثائقي من عشر ساعات. 

مضيفا أن: «كل الكلام ينجح او يفشل على حسب الممارسة، وكل فيلم هو تجربة جديدة، ولكل موضوع أو فلم تجربته الخاصة، وفي هذه الأمور لابد من الارتباك لأنه لا يمكنك الدخول الى تجربة جديدة دون ارتباك وإلا سيصبح الأمر نوعا من الغرور. فالإرتباك هنا ليس تردد أو ضعف إنما هو ارتباك لأجل جمع شمل الطاقة لأجل الابداع، كل فيلم له زاويته».

وإذا كان الخبر، بالنسبة إليه، قد علمه سرد الأحداث بكلمات قليلة، فإن الفيلم الوثائقي علمه كيف يوصل الصورة للمشاهد «بتقنية مختصرة لكنها مؤثرة» موضحا أنه يمكن القول بأن مدينة الرباط مدينة هادئة، كوجهة نظر يمكن ألا تنطبق على الآخر، إذ لكل منا زاوية نظره.

ثم دعا الحاضرين»لقراءة كتاب تحت عنوان « كتاب القصة مبادئ» ففي هذا الكتاب العديد من الاحداث والأفكار المهمة والتي من خلالها يمكن رسم صورة عن القصة والمبدأ»، وهو كتاب يتطرق لواقعة إلحاح أفلاطون على نفي كل الشعراء والحكائين لأنهم يخفون افكارهم داخل عواطف الفن ولان قصصهم مؤثرة تشع منها فكرة مشحونة للمتلقين تدفعهم ليؤمنوا بها ويصدقوا معناها حتى ولو وجدوها كريهة من الناحية الاخلاقية…»، مشددا على أهمية الحكي بالنسبة للفيلم الوثائقي، لأنها تحنبه إصابة المتلقي بالملل…

وقد تميز اليوم الثاني بالنقاش واستخلاص القوانين وإغناء الجانب النظري. اليوم الثالث والرابع عرف إنجاز فيلمين وثائقيين، واحد لكل مجموعة، تناول الأول عملية العبور عبر قنطرة أبي رقراق، والذي تمت عنونته بــ»حكاية عبور»، والثاني تحت عنوان «من طين» تناول صناعة الفخار. أما اليوم الخامس فقد تم تخصيصه لمشاهدة الفيلمين وتقييم الدورة، وتوزيع شهادات الدورة.

القدس العربي اللندنية في

30.03.2015

 
 

زوم

السينما المصرية الجادّة تترك الساحة للمقاولات والهلس

بقلم محمد حجازي

منذ فيلم: الفيل الأزرق، لـ مروان حامد، لم يرق لنا أي فيلم مصري، لا عنوانه ولا مادته، بالقدر الذي سمح لنا بالمشاهدة من خلال أكثر من وسيلة متوافرة لهذا الغرض، خصوصاً أنّ أسماء المخرجين وجدناها غريبة عنّا تماماً، مع عناوين من نوع (يا فزّاع)، وكأنّما عاد بنا الزمن إلى عصر سينما المقاولات والهلس، التي أتعبت السينما وأرهقت سوقها وجعلت الشريط الوافد من القاهرة خارج دائرة الاهتمام إلا إذا كان على ملصقه، عادل إمام.

منذ استقرّت الأحوال في مصر لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يعد هناك من مبرّر لكل السينمائيين، أنْ يكونوا بعيدين، أو غير مبالين، فحال السينما لم تكن مريحة طوال سنوات الثورة،  ولا تحسّنت في واقعها اليوم رغم الأمن وسلطة الدولة بغض النظر عن بعض الحوادث المتفرّقة التي باتت تقليدية في عالما العربي.

سؤال بسيط أين المخرجون البارعون، المخضرمون، الذين أعطوا الكثير وها هم اليوم يعاصرون الواقع في البلاد لكنهم لا يصوّرون شيئاً، وأكبر فزّورة هو خالد يوسف، الذي كان أكثر الذين ينجزون أفلاماً، وحتى عندما باشر حملته الانتخابية كعضو في مجلس الشعب، نشر صوراً له من دون أي إشارة إلى كونه فناناً، بل قال: المهندس خالد يوسف، وحين راجعه صحافيون لمعرفة ما إذا كان اعتزل الفن حتى قبل أنْ يفوز بمقعد في المجلس، فنفى ذلك بالمطلق.

يسري نصرالله قيل بأنّه يصور شريطاً منذ عدّة أشهر، لكن الأخبار عنه انقطعت بالكامل، شريف عرفة، لولا الجزء الثاني من «الجزيرة» لما ظهر علناً، ولا ندري سبباً لعدم إقدامه على مشاريع تباعاً، وعنده شركة خاصة تنفّذ إنتاجات للآخرين، فلماذا لا يوظّفها لأفلامه هو، وعلي عبد الخالق ما زال موجوداً، ونسمع بأنّ عنده مشروع تلفزيوني، مثل زميله خيري بشارة تماماً، فكف يضيّعان ما بنياه في السينما من أجل عمل للتلفزيون.

هذه الأسماء وغيرها موجودة، لكنها لا تُدلي بدلوها لا سينمائياً ولا سياسياً ولا إنسانياً. نحن لا نعرف كيف يعيش فنان والدنيا من حوله مقلوبة وفيها مليون موضوع قابل للمعالجة، مع إدراكنا بأنّ اللجوء إلى الشاشة الصغيرة ربما كان اضطرارياً لأنّ الفنانين المصريين عانوا كثيراً خلال السنوات الماضية، فقد انقطعت الأشغال تماماً

إذن هناك بعض المبرّرات لكنها في مجموعها غير كافية للاختباء خلفها، أو جعلها درعاً واقية لأي هجوم.

هل يُعقل أنْ تكون يسرا، ليلى علوي، محمود عبد العزيز، نور الشريف، محمود ياسين، حسين فهمي وحتى محمود ياسين بعيدين عن السينما، ويقبلون أدواراً تلفزيونية فقط لأنّ ما يُعرض عليهم وفق الفنانة علوي لا يساوي الكثير رغم شوقها إلى السينما.

نعرف أنّ الفضائيات في مصر تشغل حالياً بال رؤوس الأموال المحلية والعربية، كلهم عينهم على الإعلام، كلهم يريدون الوصول إلى كل بيت عربي، عندهم ما يقولونه، بينما ما نراه لا علاقة له بهذا التوجّه، فإما الغاية سياسية لتسجيل مواقف محدّدة، أو نسائية تقضي باستغلال نماذج من النساء كي يقمن بكليبات وبرامج وأدوار توقع صغار النفوس في غرامهن «وهات يا إسفاف»، فيما تبقى السينما تنتظر وصول «غودو»، وهو لن يصل أبداً.

حال غير صحيّة لبلد وُلِدَتْ فيه السينما بعد وقت قليل من انطلاقها عالمياً قبل أكثر من مئة سنة، وإنْ يكن العام 1927 قد سُجِّلَ كتاريخ رسمي لولادة هذا الفن السابع في مصر، فكيف يقبل السينمائيون بأنْ يضمحل هذا الفن عندهم على الصورة التي نراها. وهل علموا بأنّ دولاً عربية لم تعرف السينما قبلاً دخلت الميدان وحصدت تقديرات وجوائز عالمية مثل ما حصل مع ناجي أبو نوار (ذيب) وخديجة السلافي (نجوم عمرها عشر سنوات ومطلقة) وهما أردني ويمنية.

وهل نقول عن بلاد الخليج وقد أصبح مهرجانا دبي وأبوظبي السينمائيان من أهم التظاهرات العربية في استقطاب النجوم، ودعم الإنتاجات الجديدة ومنعها من التعثّر، لا بل إنّ اتفاقات تُوقّع بينهما وبين لجنة الأوسكار (4600 عضو) لتعاون يشمل عروضاً خاصة لأفلام عربية في واشنطن وولايات أخرى، وإقامة احتفاليات مختلفة تجعل هذا الفن متداولاً، قريباً من الناس، فلا يكون الرابط الوحيد هو للتصوير والعرض، وحتى الاحتفال بنجم أو فيلم، وفق ما ترصده عين هنا أو أخرى هناك.

«وينسليت» واحدة من مصمّمي إحدى حدائق قصر فرساي المُذهِل في فرنسا

«وودلاي» حرّرت منطقة بكاملها في شيكاغو من تعسّف امرأة

نعرف جيداً حدائق قصر فرساي في باريس.. لقد أمضينا فيها عام 1985، نهاراً كاملاً تحت مظلة معهد الصحافة العالي (CFJ) (قرب اللوفر)، حيث خضعنا لدورة على مدى شهرين هناك تعرّفنا خلالها على معالم الإعلام في معظم أنحاء البلاد، مع زيارات لأهم المعالم التاريخية في البلاد، وكان من بينها هذا القصر المُذهِل في جماله، وكم يحافظ عليه الفرنسيون كي يبقى متعة للأنظار وشاهداً على حقبة ثرية من التاريخ الفرنسي. وكم سعدنا حين عرفنا إنّ شريط (A Little Chaos) إخراج وتمثيل آلان ريكمان يتمحور حول واحدة من حدائق القصر الذي عرف إنشاءه وقيمته الملك لويس الرابع عشر (يجسّده المخرج ريكمان في الشريط)، والذي قامت مهندسة فرنسية جميلة بتحضير مجسّم لواحدة من جنائن القصر الأجمل، وتُدعى سابين دو بارا (كايت وينسليت) حيث لم يكن الملك ليُعيرها اهتماماً في البداية، لكن حين دعته لزيارة المشروع في حفل الافتتاح ذُهِلَ وهو يرى المياه تخرج من بين أحجار الجدران المحيطة بالحديقة الرائعة، خصوصاً أنّ قوّة المياه في المكان كادت تقضي على سابين التي علقت في هوى الشاب الوسيم أندريه لو نوتر (بلجيكي، 28 عاماً) ويُدعى ماتياس شونارتز.

رائعة كايت في الدور، وكذلك ماتياس، وإنْ بدا أحياناً أصغر منها سناً، لكن انسجامهما في الدورين كان رائعاً، مع حالة جميلة أخرى فالجمال موجود في الفيلم على مدى وقته 116 دقيقة، استناداً إلى نص لافت صياغة ومفردات، تشارك فيه المخرج ريكمان مع جيريمي بروك، وآليسون ديغان.

شارك في تجسيد الأدوار: جينفر إيهلي، ستانلي توكشي، هيلين ماكروري، ستيفن مادنغتون، داني ويب، وبولين موران، وصاحبت المشاهد موسيقى رائعة لـ بيتر غريفسون، مع إدارة تصوير خاصة جداً في جماليتها لـ إيلين كوراس (أميركية من مواليد العام 59).

{ (Insurgent- 3D):

- تكلّف الفيلم 110 ملايين دولار، استعاد نصفها بالتمام خلال ثلاثة أيام عرض (بين 20 و23 آذار/مارس) الجاري في الصالات الأميركية.

صُوِّرَ الفيلم في أتلانتا (Eue/Screen Gens studios) وخرج في 119 دقيقة مُتقنة، جميلة، وأحياناً أكثر ممّا نستطيع التصوّر، فنحن في شيكاغو، وخلال حقبة زمنية غير معروفة، وفي منطقة يتم فيها إخضاع الناس لتجربة التعايش وقت الأزمات، لكن كل هذا يذهب أدراج الرياح في لحظات فهناك السيدة جانين (وينسليت) التي تتحكّم بأرواح الرجال والنساء من خلال مركز تحكّم متطوّر جداً، يخترقه حبيبان هما: تريس (شايلين وودلاي) وفور (ثيو جيمس) هي في الرابعة والعشرين أميركية، وهو في الحادية والثلاثين إنكليزي، سبق وشاركا في الجزء الأول من الفيلم (Divergent) العام المنصرم، بعدما كان لعب عام 2012 (Ander world: Awakening).

مطاردات، مجتمع مشرذم، مؤمرات، وحب وحيد بين تريس وفور، استطاع أن ينقذهما من الموت، هي لأنها تجيد وحدها فتح علبة قديمة جداً، وهو لأنه قوي جداً ونجح في تخطّي العديد من القطوعات. الإخراج تولاه روبرت شونيتكه، ألماني من مواليد شتوتغارت عام 1968 الذي استند إلى سيناريو وضعه ثلاثة: برايان دوفيلد، أكيفا غولدسمان، ومارك بومباك عن كتاب لـ فيرونيكا روث، ومن الأسماء الباردة في التمثيل: جاي كورتناي، آنسل ايلغورت، مايلر تيلر، سينيا باريت، جوستيس لاك، لنيدسي لاروز.

مهرجان 
«
تطوان 21» انطلق...

انطلقت أمس الأول في 28 آذار/مارس، الدورة 21 لمهرجان تطوان السينمائي، الذي يستمر حتى 4 نيسان/إبريل، حيث يتنافس 13 فيلماً روائياً طويلاً على جائزة تمودة الذهبية للسينما المتوسطية، ويترأس لجنة التحكيم للمسابقة الناقد والمخرج المغربي الفرنسي، علي السكاكي، ومعه الاسبانية ڤيرجينيا دي موراطار وناقد ايطالي. المخرج سعد شرابي يترأس لجنة تحكيم الفيلم القصير، ومن فرنسا: ميشيل دريجيز وناتو هاري واليونانية ستافرولا جيرونيماكي والاسبانية أستير كابيرو. المخرج أحمد البجاوي (الجزائر) يترأس لجنة الأفلام الوثائقية، مع الفرنسي ديدييه كثيير، والمخرج الاسباني فيرناندو مينديت والكاتبة المغربية الغالية ماء العينين والأفلام المتسابقة هي:

- نصف سماء (عبد القادر لقطع) أفراح صغيرة (محمد شريف الطربيق) (المغرب).

- الوادي (غسان سلهب) (لبنان).

- بدون (جيلاني السعيد) (تونس).

- أسوار القمر (طارق العريان) (مصر).

- عيون للحرامية (نجوى نجار) (فلسطين).

- ليو باردي (لـ ماريو مارتوني) أطفالنا (إيڤانو دي ماثيو) (إيطاليا).

- سيقاس (لـ كان مجديسي) و«رافقني» (حسين كارابي) (تركيا).

- الظواهر (آلفونسو ثاروراتا) (اسبانيا).

- أرض متلاشية (جورج أوفاشفيلي) (جورجيا).

- فدليو (لوسي فيرليتو) (فرنسا).

تظاهرة 
سيماتيك 3

يوم أمس الأحد اختتمت كراسات السينما (أو السيماتيك) في القاهرة دورتها الثالثة وعرضت أفلاماً اختارتها الزميلة ريما مسمار وعددها خمسة عُرِضَت في سينما زاوية: - طوق غرّة المقدس، لـ جيان فرانكو روسي 2013.

- متسلّلون، لـ خالد جرار 2012.

- الخروج للنهار، لـ هالة لطفي 2012. - عشرة، لـ عباس كياروستامي 2002. - أرض مجهولة لـ غسّان سلهب 2002. 

سيرة

مستشارة

بوشر التحضير لفيلم وثائقي عن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل يروي سيرتها كإمرأة وكسياسية هي الأولى التي تصل إلى هذا المنصب في المانيا.

يحضِّر النص: ديريك كوربيو فايت الذي سبق له ونشر كتابين عن حياة آنجيلا، التي تزوّجت مرتين من دون أولاد، وهي لطالما عاشت معظم حياتها في ألمانيا الشرقية.

صالات

غراند سينما غالاكسي

يوم الأربعاء في الأول من نيسان/إبريل 2015 يتم الافتتاح المتجدّد لصالات تجمّع غالاكسي بعدما أصبحت ضمن مجموعة غراند سينما (للسيد سليم راميا) وسيتم الاحتفال بالمناسبة على مدى ساعتين بين السادسة والثامنة، ثم يكون عرض خاص لآخر أجزاء فيلم: (Fast and Furious 7). 

اللواء اللبنانية في

30.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)