كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

المخرج التونسي الكبير نوري بوزيد:

أعبر عن السينما التونسية.. ولم أحلم أبدًا بالتعبير عن شيء غير قضايا بلادي

حاوره في تونس – وليد ابو السعود

 

·        : بهرتني ثلاثية نجيب محفوظ وحلمت بتقديم "السكرية" في قالب تونسي

·        : ابنتي حملت الراية ولن أعتزل فما زالت بداخلي مشروعات كثيرة

·        : الإخوان المسلمون التونسيون حاولوا أن يهدروا دمي لانني أعبر عن حقيقة الواقع التونسي

·        : كتبت الشعر لأنني كنت محرومًا من السينما ومفيدة تلاتلي خير من مثلت السينما التونسية

·        : مشروعي "اسكت عيب" انتهى للأبد وأحاول الآن تقديم تجربة بعنوان "قتلوني فوق ما تتصور"

·        :أخاف على الصناع الجدد للسينما التونسية ولا أخاف منهم وعليهم أن يستفيدوا من تجربتنا

حالة من السعادة الداخلية التي يشعر بها المخرج التونسي الكبير نوري بوزيد، بعد مشاهدته لفيلم ابنته الروائي الطويل، الأول وهو الفيلم الذي يشعر بعده أنه قد سلمها الراية لتستكمل رحلته الطويلة مع السينما، وإن كان هذا لا يعني اعتزاله بالطبع، لكنه يعني اطمئنانه لها وللغتها السينمائية.

في الوقت نفسه، يستعد بوزيد لتقديم فيلم جديد مستمدا من إحدى قصائده بعنوان "قتلوني فوق ما تتصور". التقت «الشروق» نوري في شارع الحبيب بورقيبة، وفتح لنا قلبه ليحدثنا عن السينما والسجن وكتابته للشعر والسيناريو وؤيته للجيل الجديد في تونس وتجربته في محاولة دخول السينما المصرية..

        يثير دهشتي أن يبحث مخرج بحجم نوري بوزيد وكل هذه الجوائز ومشاركاته في مسابقة "كان" الرسمية عن تمويل لإنتاجه، وأن يتوقف فيلماه الأخيران بحثًا عن التمويل؟

- أنت تعتقد أنني يجب أن أجد التمويل بسهولة؟ لابالعكس فنحن كسينما تونسية لا يوجد لدينا سوق كبير، خصوصًا أن اللهجة الخاصة بنا لا تسوق كثيرًا حتى محاولة الاستعانة بفنانين مصريين مع تونسيين لم يُكتب لها النجاح، خصوصًا مع وجود نقابة قوية بمصر منعت عرض الأفلام خصوصًا مع وجود مخرج ليس مصريًا، وهما فيلما "شيش خان" و"ملايكة" به مديحة كامل وليلى فوزي ولامين مهدي، والفيلم الثاني إخراج رضا الباهي، وفيلم ثالث لرشيد فرشيو. وبالنسبة للدعم فلا يوجد دعم.

وأنا من الجيل الذي ساهم في كتابة قانون الدعم وكتبنا وقتها، إن ثلاثين بالمئة من ميزانية الفيلم تأتي من الدعم، وكنا نلجأ لزيادة التكلفة حتى يصل الدعم لأكثر من خمسين بالمئة من الفيلم، والبعض كان يصنع فيلمه بالمبلغ الذي يحصل عليه من الوزارة، وهو ما توقف حاليًا نتيجة لوجود شروط جديدة حول وجود سبعين بالمئة من تكلفة الفيلم ووثائق تمويلها قبل صرف أية دفعات.

وبالنسبة للتمويل الثقافي الفرنسي، كنت أحصل على تمويل لا يفرض عليّ وجود حوار كامل بالفرنسية، وكنت أجعل حواري باللهجة التونسية، كما  أن الفيلم الوحيد الحاصل على دعم اكبر كان "بزناس" لوجود شخصيات فرنسية بالفيلم، وهو الفيلم الذي تم منعه وقتها بداعي أنه ضد السياحة، وكان بطله عبد اللطيف كشيش الذي أصبح مخرجًا فيما بعد.

والسبب الثالث، أنني طوال حياتي أكره اللوبيهات وأحطم أي لوبي يتكون حولي، وكان لدي صديق مهم في وقت من الأوقات كان من مؤسسي المنظمة التي كنت فيها أاصبح وزيرًا أيام ابن علي، وأعاد النظر في عيوب التعليم التي كانت ذات توجهات إخوانية اسمه محمد، وعندما أصبح وزيرًا توقفت عن زيارته، وعندما ترك الوزارة عدت للتعامل معه، وأنا دومًا لدي مشكلة مع السلطة وأكره أن أصبح صديقًا للنظام، فدوري كسينمائي ومثقف وفنان أن أكون سلطة مضادة. بالإضافة لغِيرة البعض مني فنيًا وأحيانًا يصبحون أعضاء في لجنة الدعم. وأحيانًا أخرى لو كان اصدقائي بلجنة الدعم مثل مفيدة تلاتلي مثلا أرفض ان أتقدم بفيلمي للدعم. لهذا أجد صعوبة في تقديم أعمالي.

        لماذا لم تحاول أن تدخل الساحة المصرية ذات الصناعة الأكثر عددًا؟

- كان لي محاولتان، الأولى ذهبنا أنا ومنتج أفلامي التونسي أحمد عطية، وذهبت وقتها للمنتج حسين القلا، وكنت قد قرأت الثلاثية لنجيب محفوظ مرتين أثناء تواجدي في السجن وأعجبت بـ"السكرية"لأاني كنت أرى بها تجديد وأراها معاصرة من وجود مثقفين في مفترق الطرق، وهذه كانت في أول التسعينيات. ووافق "القلا" وكان متحمسًا جدًا، لكن الشروط التي وضعها جعلتني أرفض لأنهم طلبوا حوارًا مصريًا، وكنت أرغب في جعلها تونسية وأن أكون شاهدًا على بلادي وهو ما جعلهم يرفضون التجربة، واحترامًا للسينمائيين المصريين الذين يعرفون حياتهم اليومية خيرًا مني، عدت من مصر وأنا حزين وفي حالة صدمة لمدة عام كامل.

وهناك تجربة أخرى لمحاولة الإنتاج بفرنسا، لتحويل كتاب اسمه "طفل من تراب" وهو كتاب لبن جلول وذهبنا أنا وعطية أيضا لفرنسا، وجلسنا مع المنتج الفرنسي الذي اشتري فيلمي بيزناس والتجربة فشلت. وبعض النقاد الفرنسيين قالوا لي إنهم فهموا لماذا قامت الثورة في تونس عندما تم تكريم أعمالي عام 2012 بفرنسا وهي الأفلام التي حكم السلفيون عليّ بالإعدام.

        إذن ففيلمك "آخر فيلم" كان سببًا في محاولة الاغتيال التي تعرضت لها؟

- بالطبع وكان المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين قد حكموا عليّ بالإعدام بعد فيلمي "صفائح الدم" وأفتوا باغتيالي خصوصًا بعد جملة على لسان بطلي اليساير "إنني قد أعطيت عشر سنوات من عمري كي تتحدث أنت وأمثالك؟"

وأنا دومًا أتحدث عن الفكر ولن أقول لهم ما يعجبهم فقط أنا أقول ما أراه وأشعر به.

ولعلمك أنا أسرع مخرج تونسي في تنفيذ أعماله، وقدمت عددًا من الأفلام يعتبر كبيرًا نسبيًا بالنسبة لمخرجي السينما التونسية.

        ما هو مصير مشروعك "اسكت عيب" والذي كان يتحدث عن العلاقات الخاصة بالفتيات قبل الزواج؟

- هذا المشروع انتهى أمره ولدي فيلم آخر بعنوان "قتلوني فوق ما تتصور" وهو مأخوذ من إحدي قصائدي التي أقول فيها " يدور اللي ويفجعكم ما تفوقنيش وصبرلي أنا عندي خوف تحيرلي خايف على شفرك من ظفري جبالي جايبها في إيديا خايف على حبك من كفري كريت وريت أنا قلبي ما وصلش ينور قتلوني فوق ما تتصور". والسيناريو خول فتاة عادت من سوريا، بعد أن تعرضت هناك لمحنة جهاد النكاح. وأنا أخدت الدعم من تونس وحاليًا أبحث عن بقية التمويل والدعم.

        هل تهوى وضع يدك في "عش الدبابير"؟

- بالفعل ففي فيلمي "ما نموتش" عن فرضية الحجاب، وأنا لا أخاف أنا أناقش الظواهر الموجودة بالمجتمع التونسي وأرغب في مناقشتها، ووقت فيلم "اسكت عيب" كان أيام ابن علي، وحزنت لرفض اللجنة الفيلم وحزنت وقتها.

        هناك مخرجون تونسيون اختاروا أن يعيشوا بالخارج ويقدموا أفلامهم من هناك، مثل عبد الطي كشيش وناصر خمير، ألم تفكر ولو للحظة في تقديم أفلامك من هناك؟

- فكرت ألا أذهب ولم أفكر أبدًا في الهجرة ودعني أسألك لماذا أذهب؟ أنا أحب صناعة سينما من الداخل ولا أحجب تقديم فيلمي موقف فرنسي تجعلني أنظر لبلادي بنظرة مختلفة واختياري أن أقدم سينما من الداخل ويوميا بكون في الحارات الشعبية ولا أعيش في برج عاجي وأغطس في وسط الناس وكشيش اختاره لأنه يحكي عن العرب بفرنسا وخلق طريقة تعبير خاصة به وإيقاع خاص به، وفيلمه الأخير لم يكن كذلك وبالنسبة لي أعتبره مساهمة في الحريات، وناصر خمير جيد وراجي عمايري إضافة جيدة أيضًا، والجيل الجديد لا أعرفه جيدًا، وإن كان أفضل فيلم هو فيلم قدمته ابنتي، وهو أول افلامها الطويلة وهي في مرحلة المكساج الآن ببلجيكا. واسمه "على حلة عين" بالمصري تعني "يا دوبك فتّحت عيني".

        حدثنا عن السينما التونسية بعد الثورة؟

- هناك 20 فيلمًا وثائقيًا طويلاً منهم ثمانية أفلام خاصة فيلم "يا من عاش" الذي يحكي عن محاولة طرد امرأة من البيت، وأعجبني لأنهم تناولوه بموضوع شائك بشيء من الحياة وصنعته فتاة، واكتشفت أن السينمائيين امتلكوا الشارع وبالنسبة للروائي الطويل هناك بناء آخر للسينما يجري حاليًا.

        من وجهة نظرك ما هي أهم مشاكل الجيل الجديد من السينمائيين التونسيين؟

- إغلاق عدد كبير من المراكز والمعاهد السينمائية التي كانت موجودة، والمشكلة الثانية معاناتهم من فترة ابن علي، التي خلقت كبتًا لهم وابتعدوا عن بعض المواضيع وهو ما حاول النظام السابق صنعه معنا، لكن نجاحنا في كان جعلهم يخافون منا فلما منعوا عرض فيلمي "صفائح الدم" وبالفعل حدثت حملة عالمية وقتها والشباب الآن أفلامهم بلا قضايا، وثالث شيء هو "الفيس بوك" الذي جعل أي شخص يصنع لي شيء يعتبر نفسه مخرجًا، والبعض يصفق له، وهناك البعض منهم يعتبر جيلي عدوًا له، بالرغم من أنه يجب أن يستفيد مني ومن معلوماتي، وابنتي مثلا استفادت من تجربتي ويجب أن يستفادوا مما قدمناه نحن، وأنا أقول لهم لو أردتم قتل الأب اقتلوه بفيلم لا تسبوه، ولتهزمني بفيلم لا تسبني لمجرد السباب.

        نادين محمد خان وابنتك وابنة كوبولا صوفيا لماذا البنات تحديدًا يصبحن مخرجات؟

- يضحك وهو يقول أنا شخصيًا لدي فقط ابنتان، وبالنسبة لي إضافة البنات أهم من إضافة الأولاد الآن، لأنهن يعطين العالم إحساسًا جديدًا ونظرة جديدة، والسينما لم تعد سينما للرجال وفيلم ك"يا من عاش" لو صنعه رجل لم يكن بهذا الجمال، فالمخرجة احترمت الشخصية وإنسانيتها ولم تنظر لمهنتها كفتاة ليل.

ولديهم الفرصة حاليًا للتعبير عن نضجهم ومستواهم الجديد، وسعيد بكون لدي ابنتان ولو كانوا أولادًا لم أكن أمثل، وأنا أعتقد ان تحرري أفادهم وابنتي الثانية مثلت معي في أفلامي وهي في السابعة عشرة عامًا، وتمثل مسرح وكتبت سيناريو فيلمًا قصيرًا أبهرني لم يتم تنفيذه حاليًا، وأنا أرغب في أن تدرس السينما لأنني أؤمن بالدراسة، لأن التشبع بتجربة السابقين هو شيء هام للغاية، وأنا حاولت أن أقدم تجربتي للطلاب بمعهد السينما، لكن هناك محاولة من بعض الأكادميين لمنع وجودنا كأصحاب خبرة، وحاليًا أدرس في معهد خاص خرّج العديد من التقنيين الهامين مثل سفيان الذي حصل على جائزة سيزار بالتصوير.

        تجربة يوميات السجن دومًا ما تكون مهمة في حياة المبدع والكثير من المبدعين الذين أدخلتهم يد الرب في محنة السجن تأثروا بها كثيرًا كيف أثرت هذه المحنة عليك؟

- أثرت كثيرًا وأنا مريت ببرنامج تليفزيوني هام وكشفت أخيرًا عن أشياء عشتها قبل السجن في المنظمة التي كنت فيها وكيف اعتبروني خائنًا وقتها وقبل السجن كنت قد قمت بالتصال بالقيادة بباريس، وطلبت منهم عدم توزيع المنشورات وقلت لهم سيتم القبض علينا قبل وصول المنشورات للعمال وهو ما حدث بالفعل وجمدوا نشاطي، ووقتها قالوا نوري خاننا، وبعضهم اعترف بخطأه والبعض رفش الاعتراف بخطأه وقضيت خمس سنوات ونصف بالسجن، وعندما انتهت المدة وكانت خمس سنوات وأربعة شهور، وأنا هخرج بعدها بعشرة أيام، وهو دليل إنني لم أخنهم لكنهم رفضوا الاعتراف بأني كنت على صواب وأنهم على خطأ، والسجن أعطاني الفرصة لإعادة بناء شخصيتي على كل المستويات، واكتشفت حدود التطرف وفي الوقت نفسه كتبت سيناريوهات وقصائد خرجت في أفلامي تعبر عن آلامي مثل قصيدة في صفايح دم الذي جاء من قصيدة "الحصان" والفائح بالتونسي هي الحدوات بساقي الحصان وكأنه يمشي على صفائح من الدم وبعض الأبيات تقول"خايف الأيام تفوتك لو كنت زرعت صوتك لو كان ظافرك منجل لو كان عندك قرن تحط البلاد على قرنك تقولها ترحل لو كان عندك يد ما قصهاش جدك تحط السماء في يدك تنفخ عليها الرعد سحرك يولي التراب يولي قمح وشعير لو كان جه عندك ناب تبغض كيما الفيل أم أنت جير يصير شربك كيف الخيل ومش ناوي تحط ركاب اركض برطع عالبحور ". ومعناها مهما زاد المك فأنت تسير على صفائح من الذهب.

وقصيدة أخرى بعنوان "زائر قديم" حبيت نطل عليكم لقيت بابكم مقفول، أيام كنت جيتكم كان الشارع مهبولا، لحوم لا عدت تدلل لا بيوت عملت عقل لا سمعت برطال يعلل.

        كثرة المواهب لدى المبدع هل تجلب له نعيمًا أكثر أم شقاء أكبر؟

- أنا كتبت الشعر في المرحلة التي كنت فيها بالسجن ولم أستطع تقديم أفلام وأنا أحبها باللهجة الدارجة، والسيبنما بها أصوات وصور، وعندما عدت لصناع الأفلام توقفت عنن كتابة القصائد إلا لو طلب أحد مني كتابة قصيدة لفيلمه وأنا أؤمن بالتخصص، والشخص يجب أن يركز في تخصصه.

        أنانية الفنان مشروعة ويقبلها الجميع لماذا آثرت مفيدة تلاتلي على نفسك بسيناريوهات معظم أفلامها فلامذا؟

- النضال والسياسية أكسبتني فكرة العمل الجماعي، وأنا أكره القيادة وأكره أن أكون سياسيًا، وأحب وجود قائد واكتشفت أنني استمتعت مع مفيدة تلاتلي وهي خير سفيرة للسينما التونسية، وأشعر أنني وأنا أعمل مع مفيدة كانني أم بديلة وكتبت فيلم "كيف تحب مفيدة" فالفيلم كتبته وأنا مخرج ومدرس للسينما وأكتب وهو ما استفدته من تدريسي للسينما وأنا أستمد أنانيتي مما يقوله عني الآخرون والآانية تعريفها لي أنني أفضل من يقدم هذه الفكرة ولن يقدمها أحد أفضل مني فلا أحكيها بل أقدمها فورًا، ويجب أن يحكم الناس على الشخص لا أن يحكم الشخص على نفسي، وأنا مؤمن أن الضعف رجّع القوة وقوة الشخص من ضعفه، وأنا فخور بالعمل مع مفيدة ومع فريد بوغدير الذي قمت بعمل السيناريو لتجربتنا معا، والديكوباج الكامل للفيلم الذي قدمته معه وأنا ما أبحث عن شيء يساعدني على استخراج طاقات أخرى مني.

        هل لديك مشروعات أخرى جديدة؟

- أنا دومًا لدي مشروعات جديدة وأفكار كثيرة، لكن ربما أعتبر أنني قد بلغت رسالتي عندما صنعت ابنتي فيلمها الأول، وأقدم لها المشعل وهذا لا يمنعني من المواصلة وأنا أنتظر من الجيل الجديد أكثر مما أنتظر من نفسي مستقبلا .وتعبت مما يقوله بعض السينمائيين الجدد المطالبين بغيابنا عن الساحة السينمائية، وهو ما يعني الخوف ممن يقولون هذا منا والسينما والإبداع والكتابة بها نضج ولا ترتبط بالعمر، وأنا لدي حرية أكثر منهم لأنني تجاوزت مرحلة إثبات قدراتي كمخرج ولكنهم لو أقنعوني أنني وجيلي حاجز ضدهم فليقنعوني بهذا وأنا عمري ما كنت مع السلطة وأخاف على الجيل الجديد لا أخاف منهم، لأنهم لا يهتمون بإيجاد لغتهم أكثر من اهتمامهم بأشياء أخرى فرعية.

الشروق المصرية في

29.03.2015

 
 

شريف منير:

ابتعدت 3 سنوات لأن مصر كانت عايشة في كابوس (حوار)

كتب: سعيد خالد

أكد الفنان شريف منير أن ابتعاده عن الساحة الفنية طوال الأعوام الثلاثة الماضية بسبب شعوره بالاكتئاب، نتيجة الأوضاع غير المستقرة التي عاشتها مصر، موضحا أنه يعود بمسلسل «ألف ليلة وليلة»، وهو عمل أسطورى يقدمه بصورة مبهرة تعتمد على الجرافيك والخدع البصرية، مشيراً إلى أن السينما تمر بظرف استثنائى، لذلك قرر الابتعاد عنها حتى تستعيد عافيتها من جديد.. وإلى نص الحوار:

بداية ما سر ابتعادك عن الأضواء طوال السنوات الماضية؟

- غبت 3 سنوات منذ أن قدمت مسلسل «الصفعة» مع المخرج مجدى أبوعميرة، لأننى كنت مكتئبًا، نتيجة لظروف البلد والكابوس الذي عاشته أمنيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وكنت أشعر بحالة من عدم الرضا، وكنت في حالة من التوتر، والقلق، وقررت أن أبتعد، حتى تحدث معى رؤوف عبدالعزيز، ليعرض علىّ فكرة مسلسل «ألف ليلة وليلة»، وكنت قد تعاونت معه مرة واحدة فقط في فيلم «ويجا»، وكان مديرًا لتصويره، وكنت أراه مجتهداً ومصوراً شاطر، وقدم لى تصورا متكاملا للعمل بملابسه وشخصياته وديكوراته حسب خياله، سواء القصر أو صالة العرش أو المركب، وشعرت بمدى تنظيمه، وسألته هل سأعمل في هذه الديكورات بالفعل؟، ورد علىّ نعم.

لكن ما المختلف في الحكاية الأسطورية؟

- هذا ما سألته لـ«رؤوف»، أيضًا وقتها، وقال لى: إن الموضوع هنا مختلف، وغير تقليدى، لأن القصة ليست مرتبطة فقط بشخصيتى شهريار وشهرزاد، لكن هناك فريق عمل كاملا، والقصة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء، الأول متعلق بشهرزاد وشهريار وعلاقتهما بالقصر والمملكة، وتركيبته هو كقائد حربى للمملكة، ونشأته، لأن الأحداث تبدأ وهو طفل صغير وتنتقل إلى مرحلة الشباب وتعكس التغيرات التي طرأت على شخصيته وتغييراتها، وهناك «كاراكتر» سوف يجسده طفل وآخر لشاب وستكشف الأحداث هوية القائمين على هذه الشخصيات.

والثانى يتناول الحدوتة الأولى التي تقصها عليه «شهرزاد»، في نهاية يومه، ويعيش معها، وهى بطولة أمير كرارة، وهذه القصة سيكون لها مردود على العلاقة بينه وشهرزاد وعلى حياته بشكل عام، أما القسم الثالث المكون من آخر 15 حلقة فيتناول قصة جديدة بطلها آسر ياسين ولها علاقة بالقصتين السابقتين.

وبعدما عرض علىّ الملخص وقرأته وجدته عبقريا وغنيا ومليئا بالأحداث، وشعرت أننى أمام رواية عظيمة، وقلت له: ارسل لى الحلقات، وعشت معها واكتشفت أن الحوار عال جدًا، ولم أتردد ووقعت العقود، وأعتقد أننى أصور أهم مسلسل في حياتى.

هل ستتضمن الأحداث القصص المعتادة مثل علاء الدين وعلى بابا؟

- «ألف ليلة وليلة» وجبة متكاملة، «الجمهور هايلاقى كل اللى نفسه فيه»، لأن القصة تمزج بين السياسة والحب والكوميديا والاكشن والخيال، وكل طبقات وأعمار المجتمع سيقبلون على مشاهدة العمل، وبصراحة كل القائمين عليه لديهم تركيز عال جدًا على كيفية تنفيذه لأننا في زمن الجمهور عامة في مصر، والوطن العربى يشاهد الخدع بكل أشكالها، ومتابع جيد للتكنولوجيا من خلال أفلام هوليوود، ولن يقدم على مشاهدة تجربة تقدم له مستوى قليلا، وأعدهم بأنهم سيكونون أمام مفاجأة مبهرة.

العمل له 4 أبطال كيف ترى ذلك؟

- هذه الأمور بعيدة عن تفكيرى تمامًا، وكنت سعيدا منذ البداية بهذه التركيبة، وبوجود هذا الكم من الأبطال، ما يهمنى فقط أن «أتبسط» لأنى أقدم عملا جيدا وراقيا.

ألا تخش من مقارنة المسلسل بالتجارب التي سبقته؟

- يجب أن نتفق، بأن التقنية التي نعمل بها في هذا العمل اختلفت تمامًا عن آخر تقنية قدمت بها الفكرة، وفى رأيى أن المخرج فهمى عبدالحميد قدم في تجربته شكلا معينا لم يتطور حتى الآن، وظهر في مسلسل «سرايا عابدين» جزء بسيط من التقنية التي نلعب عليها، في الديكورات وتركيب الخلفيات، مثل جنينة سمك وبحر، وفى ألف ليلة وليلة السقف أصبح أعلى، ولدينا جرافيك مختلف تمامًا فلدينا بحر ومركب يتحرك، جبال، طيران، بساط ريح، ومعارك في أماكن لها شكل معين، بالإضافة إلى مصداقية الأماكن بالتصوير في أماكن حقيقية، ونصور مثلاً في جبال أطلس بأعلى قممه.

كيف جاءتك فكرة اللوك وترك لحيتك؟

- مخرج العمل كان يريدنى أن أركب «لحية» بالفعل، لكنى طلبت منه أن يمنحنى وقتا لإطالتها بدلا من تركيب مستعار، ومنذ عام لم أقصها، لأنى أفضل أن أكون على طبيعتى، وأرفض التقيد والتحكم بفكرة «اللحية» المستعارة، وأشعر معها وكأننى «متكتف» ومحكوم في انفعالاتى، وأخبرنى أن ذلك سيحرمنى من العمل في أي مشاريع أخرى، وكان ردى أننى ضد المشاركة في أكثر من عمل لموسم واحد، وبالفعل هذا حدث واعتذرت عنها.

لماذا ترتبط في تعاقداتك الأخيرة مع المنتج تامر مرسى دون غيره؟

- لأننى أرتاح في التعامل معه، لكننى حر في عملى وليس لدى عقد احتكار معه، كل ما في الأمر أن علاقتى به طيبة، يحبنى ويقدمنى بشكل محترم، ويقدم في هذا المسلسل تحديدا أضخم إنتاج منذ بدايته، لدرجة أن ملابس شخصيتى فقط في العمل تكلفت حوالى 25000 دولار، وتم استيراد القماش من الهند وصممت على يد محترف عالمى، وهو ما يعنى أنه يتعامل باحترافية في شغله.

بصراحة ألا تعتبر المسلسل مخاطرة بالتعامل مع مخرج في أولى تجاربه؟

- شعرى الأبيض يعنى الخبرة، ولدى القدرة على مدى تقييم ما إذا كان الشخص الذي يتحدث معى ينقل لى أحلاما صعب ان تتحقق أم لا.

هل بالفعل العمل مكون من 90 حلقة تعرض في 3 أجزاء؟

- وقعت عقود الجزء الأول، ولا أحد يعلم حتى الآن ما إذا كنا سنصور أجزاء أخرى من المسلسل ام لا، والأمر متوقف على ردود فعل الجمهور وهم وحدهم من سيحددون إذا كنا هنكمل أم لا.

لك رأى ناقد فيما تقدمه الدراما المصرية هل تغير أم لا؟

- شعرت في رمضان الماضى بالاكتئاب، في كل التجارب التي تم تقديمها، كما أننا نعانى وبشدة من مشكلة في الكتابة والتنفيذ، تجعل المشاهد يشعر بأن كل الأعمال شبه بعضها، نعانى حالة تجاوز أتمنى أن نراجعها، الجمل الحوارية تعدت الحدود والأدب، تحت شعار المصداقية والواقع، وأؤكد أنه ليس كل ما يحدث في الواقع ينقل، الفن مهمته نقل الواقع بشكل مجمل حتى في رصده الأزمات والمعاناة، «مش ناقصة جمل حوارية سافلة وخارجة عن السياق»، احتراماً للناس، وهى حالة للأسف منتشرة حتى على مستوى التوك شو، وهو ما رصدته مع بدء عرض برنامج «لا سوستا» الذي صدمنى، رغم أننى أرى في أكرم الشرقاوى طاقة فنية عظيمة، ومن الممكن أن يقدم عملاً يخدم البلد ونفسه والفن والإعلام بوجه عام، لكن تناوله ألفاظا خارجة مرفوض، وكان في حلقة بالتحديد مع الراحلة مريم فخرالدين كانت خارج السياق تماما، استغل كبر سنها في تشويه الصورة العامة للمجتمع، وأتوقع الموضوع متواصل حتى الآن، لذلك أقول إن هناك حالة حياد بعيدة عن السياق، نعانى الانحراف في الدراما والحوار والتوك شو، طريقة الأداء مليئة بالتجاوزات، ويجب علينا الالتزام بالحدود التي يمكن أن تضعنا على الطريق الصحيح، في ظل التقدم السياسى الذي تعيشه الدولة حاليا.

هل تؤمن بنظرية المؤامرة ضد الدراما المصرية؟

- أنا مؤمن بأن هناك مخططا لضرب الدراما المصرية، من خلال الغزو التركى والهندى حاليًا، رغم أننى لا أقتنع بهما نهائيًا «ولا عمرها تدخل في دماغى بـ(نكلة)»، لأن الممثل عبارة عن شكل وتعبير وصوت، حينما تشاهد الممثل وتشعر بانفصال بين أدائه وصوته، لا يصبح الأمر تمثيلا، لكن الظروف الصعبة التي عاشها المصريون كانت سببا رئيسيا في قبولهم هذه الدراما بحثا عن وجوه جديدة وتمثيل مختلف وقصص يتعايشون معها، وإن أي شخص يبحث عن الشهرة والنجاح سواء في الغناء والتمثيل والتلحين والإبداع، يأتى إلى مصر.

المصري اليوم في

29.03.2015

 
 

«الدنيا مقلوبة» .. فكرة جيدة أتلفتها المعالجة الهزيلة

محمود عبدالشكور

يمثل فيلم «الدنيا مقلوبة» الذى كتبه محمد سيد قناوى وأخرجه هانى صبرى فى أول أفلامه الروائية الطويلة، نموذجا لما تفعله المعالجة الهزيلة والضعيفة والساذجة بالأفكار الجيدة، لا يكفى أن تعثر على فكرة ذهبية، الأهم أن تكون المعالجة أيضا ذهبية، ولكن فيلمنا الفقير أخذ يلف ويدور دون أن ينجح فى تطوير الفكرة باتجاه دراما متماسكة، كان واضحا أيضا أن العمل بائس من الناحية الإنتاجية، بينما تحتاج الفانتازيا إلى خيال لايمكن تحقيقه بصريا إلا من خلال إنتاج قوى، انتهى الفيلم حرفيا بعد نصف ساعة على الأكثر من بدايته، وظل المؤلف يملأ الوقت بمحاولات لا تنجح سواء للإضحاك أو لتكرار المعانى بل وحتى جمل الحوار، ثم اكتملت المأساة بحشر رقصات وأغنيات متتالية على الطريقة السبكية، رغم أن الفيلم ليس من إنتاجهم، فشلت الدراما وخذلت الفكرة التى كان يمكن أن تصنع عملا مهمًا كوميديا له معنى، ما زال السيناريو هو نقطة ضعف الفيلم المصرى بامتياز، بعد أن غاب أسطوات الحرفة، واتسع المجال لكثير من الهواة.

الفكرة الذهبية هى أن تحكى عن خيبتنا وأحوالنا والبطالة والحلم بالهجرة ولكن بشكل غير مباشر عن طريق قلب الصورة: المصريون يحلمون بالهجرة إلى أمريكا بلد الحرية والعمل والثروة والتقدم، فماذا لو قلبنا الصورة بافتراض أن مصر مستقبلا ستصبح متقدمة ودولة عظمى، بينما ستتدهور حالة أمريكا وسيحلم شبابها بالهجرة إلى مصر؟!!! جاك (باسم سمرة) أمريكى يحلم بالهجرة إلى مصر العظمى حيث العمل والرفاهية، خطيبته ميرى (علا غانم) تغار عليه من بنات مصر الفاتنات، وصديقه جون (أحمد عزمى) يساعده لتحقيق حلمه، يتبادل جاك حوارات عبر النت مع صديقه المصرى أحمد (إدوارد) الذى يعانى من عدم وجود مشاكل فى مصر، لديه زوجة جميلة (رندة البحيرى)، وأصدقاء يمارسون اللهو، فكرة جميلة ولكن ترجمتها دراميا جاء بدائيا وفى منتهى السوء: الشخصيات لا تنمو ولا تتطور، والفيلم عبارة عن حدث واحد تقريبا هو محاولات جاك للسفر ورفض طلبه من مسؤول السفارة المصرية فى أمريكا، وهناك ايضا حدث واحد يتكرر فى مصر هو إحساس أحمد بالملل لعدم وجود مشاكل، وتكراره لعبارة «الحمد لله إننا مصريين»، ثم تظهر على مدار الفيلم أكثر من راقصة ومغنى بلا أى معنى، لايلتفت السيناريو الساذج حتى إلى أن أحمد يمكن أن يبعث دعوة إلى صديقه بدلا من تلك المحاولات الفاشلة للهجرة، الإفيهات فقدت طزاجتها وتأثيرها بعد دقائق بسبب تكرارها المتواصل، هناك فقر فى الديكورات وفى الصورة عموما وفى الخيال، من الصعب أن تصدق أن سمرة وعزمى وعلا غانم من أمريكا لمجرد أنهم يرتدون الباروكات المضحكة، هناك حالة من الفهلوة والاستخفاف والعبط والاستعباط، كانت الفكرة فى حاجة إلى سيناريست محترف مثل وحيد حامد.

حسابات الإنترنت المزورة..

أحدث صيحة للنصب باسم النجوم

محمد رفعت

السطــو على الحسابـــات الشخصية للفنانين على مواقع التواصل الاجتماعى، ونشر «تغريدات» ملفقة باسمهم، أصبح من المشكلات الكبيرة التى تواجه نجوم ونجمات الفن وتسبب توترًا شديدًا لهم وتؤثر كثيرًا على شعبيتهم وحب الجمهور لهم. وتقول الفنانة الشابة شيرين عادل إن هذا الأمر طبيعى للغاية فى حياة أى فنان لأنه فى النهاية فنان وله جمهوره ومعجبيه، لافتة إلى أن الجمهور يجب عليه أن يستطلع الحقائق ويميز فى طبيعة الأخبار والتصريحات المنسوبة لهذا الفنان بحسب ما يعرفونه عنه».

وتضيف شيرين: هناك بعض الأمور لا يجوز أن يتم تصديقها، ولقد تعرضت شخصيا لهذا الأمر مثل كل الفنانين، وأرى أنه يجب تجاهل هذه الأمور لتختفى وتتلاشى مع مرور الوقت، إلا أن بعض المواضيع التى تمس الفنان قد تكون شائعات خطيرة، وفى الحال لا يجب السكوت، ولا بد للفنان فى المسائل الحساسة فى أن يتقدم لمباحث الإنترنت لينفى هذه التصريحات».

من جانبها، نفت المطربة شيرين وجدى وجود أى حسابات لها على مواقع التواصل الاجتماعى، ومع ذلك فقد استغل أحدهم فترة غيابها عن الساحة الفنية، وأنشأ حسابًا مزيفًا باسمها وبدأ فى التعامل مع الجمهور بشخصيتها، وأطلق تصريحات هجومية على الكثير من النجوم والنجمات، إلا أن الفنانة رانيا فريد شوقى «ابنة خالة شيرين» أوضحت سوء الفهم وكتبت على صفحتها بأن هذا الحساب لا يمت للفنانة شيرين وجدى بأى صلة. 

ولم تسلم النجمة إلهام شاهين هى الأخرى من هواة انتحال شخصيات النجوم على الـ «فيس بك»، وانهالت عليها مكالماتٍ هاتفية من الصحفيين تسألها عن حقيقة رغبتها فى تغيير بعض المفاهيم والموروثات لدى المسلمين من خلال أعمالها السينمائية المقبلة - كما انتشرت تصريحات على لسانها عبر مواقع التواصل الاجتماعى. 

وقالت إلهام إن هذا الأمر أتعبها كثيرًا لأنها تكلفت عناء التوضيح المستمر أن كل هذه الأخبار المنتشرة والمكتوبة على «فيس بوك» ما هى إلا تصريحات مزيفة نابعة من صفحات لا علاقة لها بها، إلا أنها كانت قد نالت نصيبها من عتاب واستياء وهجوم الجمهور قبل أن تقوم بتوضيح المسألة ونفى تلك التصريحات. 

أما النجم أحمد عز فقد اكتشف بالمصادفة أن هناك شخصًا يستغل اسمه فى النصب على الفتيات على «فيس بوك» عبر انتحال شخصيته، الأمر الذى دفعه للتقدم ببلاغ لمباحث الإنترنت من أجل إثبات إنتحال شخصيته ضد مجهول، وأكد «عز» أنه كان على علم بوجود صفحات تنتحل اسمه على مواقع التواصل الاجتماعى، ولكنه لم يدرك أن الأمر قد يصل لهذا الحد. 

أما المطرب محمد حماقى، فعلى الرغم من إعلانه من خلال حسابه على «تويتر» مرارًا وتكرارًا بأنه لا يمتلك أى حسابات على «فيس بوك»، إلا أن هناك الكثير ممن يتعاملون مع منتحل شخصيته على أنه هو نفسه الفنان المعروف.

واستغل منتحل شخصيته إعجاب الكثير من الفتيات به فى التعرف عليهن والحديث معهن عن الكثير من الأمور الفنية والشخصية حتى إن هذا الحساب المزيف بدأ بنشر الكثير من الصور الخاصة لـ حماقى» إلى جانب تصريحات مفبركة على لسانه، ما اضطره لتكذيبها وتوضيح هذا الالتباس من خلال حسابه على «تويتر». 

وتعتبر الفنانة جيهان فاضل من أكثر أهل الفن تعرضًا للهجوم عليها بسبب تصريحات سياسية تنسب لها، وخاصة بعد سقوط جماعة الإخوان، تضعها فى صف الجماعة، وهو ما نفته جيهان كثيراً. وكانت جيهان قد ظهرت كناشطة سياسية بعد ثورة 25 يناير، وأصبحت من أكثر الفنانين حرصًا على التواجد فى ميدان التحرير، كما شاركت بقوة فى التظاهرات التى قام بها الفنانون والمثقفون ضد حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وفى ثورة 30 يونيو، وهو ما تستند إليه دائمًا فى الرد على كل من يتهمها بالتعاطف مع الإخوان.

عزيزى النجم.. كفاية.. حرام

محمد رفعت

قيثارة الشرق الراحلة ليلى مراد، وعدد قليل جدا من النجمات مثل هند رستم وبرلنتى عبدالحميد ضربن مثالًا يحتذى حول ضرورة اعتزال الفنان فى عز تألقه ونجوميته، وقبل أن ينصرف عنه الجمهور ويلفظه المنتجون ويقولون له «كفاية حرام» على طريقة جماهير كرة القدم.

وبدلا من أن يتسلل إليه الزهايمر، ويفقد السيطرة على كلماته أمام خبث بعض رجال الصحافة والمذيعين الذين قد يدفعونه لأن يقول كلمات أو تصريحات يندم عليها، ويدفع الكثيرين للتساؤل عن السبب فى إصابة بعض النجوم بانفلات اللسان إلى درجة «الهلوسة»، كما حدث مع النجم المصرى العالمى عمر الشريف فى أكثر من موقف وتصريح له مؤخراً، والذى صرح بأن حفيده شاذ جنسياً!، والشحرورة الراحلة صباح التى أثارت الدهشة والاستياء بتصرفاتها حية وميتة. 

فهل هى شهوة الشهرة والأضواء التى لا تنطفئ أبدا مع مرور الزمن..أم هو العجز والخرف الذى يدفع الناس فى خريف العمر للاعتراف بأشياء تدينهم وتفضحهم وتهز ثقة الناس بهم، وتعرض مكانتهم الفنية والاجتماعية للدمار، وتجعلهم هدفا للانتقادات اللاذعة وهجوم الصحافة وشماتة الشامتين. والبعض يؤكد أن هذه العادة موجودة ومعروفة منذ زمن طويل فى الوسط الفنى، ويضربون مثالا بالفنان الكوميدى الراحل عبد الفتاح القصرى الذى اشتهر بأدوار ابن البلد، رغم أنه ابن لجواهرجى ثرى وخريج مدرسة «الفرير» الفرنسية، ويقولون إنه تعرف فى أواخر حياته على فتاة فى سن أحفاده سلبت عقله وأنفق عليها كل ما يملك، واكتشف أنها كانت تخونه مع «طوب الأرض» ومع ذلك تمسك بها، وظلت حالته تتدهور حتى فقد بصره، ومات مفلسا لايملك حتى ثمن «الكفن»!

وعلى الجانب الآخر هناك نجمات ونجوم كبار حافظوا على تاريخهم الفنى وصورتهم المشرقة لدى الناس، واعتزلوا وابتعدوا عن الأضواء فى الوقت المناسب، ومعظمهن من جيل نجمات الزمن الجميل والعصر الذهبى للفن الراقى مثل سيدة الشاشة العربية الراحلة فاتن حمامة، وسمراء النيل مديحة يسرى «شفاها الله وأطال فى عمرها» و المحترمة شادية وقيثارة الشرق الراحلة ليلى مراد وصاحبة الصوت الحنون نجاة..ونماذج أخرى تثير سؤال لا يجد إجابة حتى الآن..وهو متى يعتزل المبدع أو الفنان الشهرة والأضواء ..ولماذا يفقد البعض توازنهم وأحيانا عقولهم حين تنحسر عنهم النجومية؟!

أكتوبر المصرية في

29.03.2015

 
 

«نجلاء»: بطلت «إغراء» وبدايتى فى «قدرات غير عادية»

كتب - أمير عبد النبى

قالت نجلاء بدر إن ردود الأفعال التى تلقتها على مسلسل «أنا عشقت» كانت مفاجئة بالنسبة لها خاصة أن العمل يعرض على احدى الفضائيات المشفرة وتقدم بدر خلال العمل شخصية «ذكرى» الأنثى التى تخرج من تحت خط الفقر ومع تطورات الشخصية والظروف التى تحدث لها تتحول إلى شخصية أخرى واشارت الى ان الأمر الذى جذبها فى هذا العمل هو التمثيل نفسه فقد أخذت مساحة كبيرة وهذه هى المرة الأولى التى تظهر فيها بهذا الشكل المثير ولا يحمل أى مشاهد للإغراء بالإضافة الى ظهورها بدون «ميك أب» وعلى جانب آخر تواصل بدر تصوير احداث دورها فى مسلسل «الصعلوك» وتجسد دور ابنة رجل أعمال ومن خلال الأحداث تقع فى غرام شاب فقير وعاطل مضيفة أن المسلسل تدور أحداثه حول سيرة شعبية من خلال شخصية شاب فقير يعيش فى حى السيدة نفسية ويواجهه العديد من الصعوبات والمشكلات التى ستظهر خلال السياق الدرامى للعمل مسلسل، «الصعلوك» بطولة خالد الصاوى ونجلاء بدر، حسن حسنى، صبا مبارك، سيد رجب، أحمد راتب، فراس سعيد، أحمد صيام تأليف محمد الحناوى إخراج أحمد صالح واشارت بدر الى أنها تستعد خلال هذه الأيام تصوير دورها فى مسلسل «نسوان قادرة» وتشارك البطولة بجانب عبير صبرى ورانيا فريد شوقى والمسلسل من تأليف محمد إسماعيل أمين ووليد خيرى ومن إخراج أحمد عاطف كما بدأت بدر فى تصوير دورها فى مسلسل «بين السرايات» للمخرج سامح عبد العزيز ومن تأليف أحمد عبد الله وتتشارك البطولة مع آيتن عامر وسيمون وروجينا وباسم سمرة ويذكر ان الفنان نجلاء بدر تنتظر عرض فيلم «قدرات غير عادية» وتعتبر بدر ان هذا الفيلم هو الافضل والابرز عبر تاريخها الفنى نظرا لتعاونها مع دواد عبدالسيد وتحدثت عن سبب تأجيله واشارت الى انه يرجع إلى شركة الإنتاج فهى تقوم بعرض أفلامها فى دور العرض السينمائية وعن برنامج «كاش اور سبلاش» الذى يعرض على احد الفضائيات وكيف توفق بين تصوير اعماله السينمائية والتيلفزيونية والبرامج اكدت بدر على أنها من نوعية الفنانات اللاتى تنتهى من عمل ويدخلن الآخر ولا تحب أن تنشغل بأعمال فنية تتعارض مع عمل آخر وتشير الى انها كانت متعاقدة على برنامج «كاش اور سبلاش» منذ فترة طويلة وسعيدة بهذه التجربة خاصة أن هناك عددا كبيرا من الفنانين قاموا بالاتصال بها من أجل أن يشاركوا فى البرنامج بعدما جذبتهم فكرته لكنها لم تقدمه مرة أخرى لأن هذه التجربة اجهدتها جدا أما الفنانون الذين شاركوا فى حلقات البرنامج فكانوا سعداء لكن تملكتهم الرهبة أثناء نزولهم «حمام السباحة» نظرا لبرودة المياه.

روز اليوسف اليومية في

29.03.2015

 
 

"فتاة تسير وحيدة ليلا" في عباءة مصاص الدماء!

جايلان صلاح

لا يستطيع أحد تجاهل فيلم المخرجة والكاتبة الإيرانية الأمريكية آنا ليلي أميربور "فتاة تسير وحيدة ليلاً " أو  A Girl Walks Home Alone At Night لأسباب كثيرة، ربما أهمها في نظري هو عبثها بالأدوار الذكورية في مقابل الأدوار النسائية على الشاشة، وهي لعبة لو تعلمون عسيرة، تنبع من كونها إن لم تُلعب بحرفية، تصبح أشبه بطبخة فاضت مقاديرها عن الحاجة فبدلاً من أن تثير في النفس الانبهار، تشعل تعليقات السخرية والازدراء.

في فيلمها الروائي الطويل الأول، تعمد أميربور إلى العبث بكل المقدسات الناعمة التي يقدسها الغرب قبل الشرق. فالرجل (أو الذكر) القوي الذي ينقذ الفتاة معدومة الحيلة البريئة، هو هنا فتى بريء يتم استغلاله والتلاعب به بل وحمايته على يد عدد من الشخصيات النسائية والرجولية. 

والفتاة التي دائماً ما تصورها السينما على أنها كتاب مفتوح، هي تابوت مغلق على سره الأعظم، في مقارنة بالفيلم ضعيف المستوى "الشفق" 2008 والذي تكون فيه البطلة الرئيسية بيللا فتاة عادية تهتم بمعرفة سر الفتى الوسيم الغامض، إدوارد، والذي تكتشف في النهاية أنه مصاص دماء، هي في "فتاة تسير وحيدة ليلاً"  طيف بلا اسم، بلا حوار إلا فيما ندر، وبلا هوية، وحتى بعد مضي ثلاثة أرباع الفيلم، يظل البطل لا يعرف لها حقيقة ولا يسبر أغوار غموضها المستعصي. أما الفتى، فقد أجادت أميربور عرض حياته بمنتهى الشفافية والعذوبة؛ مهنته، رغباته، عائلته وأصله، وضعه الاجتماعي، مخاوفه وتفاصيل حياته اليومية مع والده المدمن والقط الجميل الذي التقطه مصادفة.

لا تتركيني وحيداً هنا

على العكس من ترتيب المهام الذكورية والنسائية في عموم الأعمال الفنية، والأدوار المجتمعية التي فرضت عليهم وعليهن، بدا هنا آراش -الشاب الوسيم الذي اقتفت مصاصة الدماء أثره فضولاً لا جوعاً- محتاجاً لفتاتنا الوحيدة، يلتمس الصحبة في جوارها، وفي مشهد بديع للفتاة وقد أعطت ظهرها لآراش، يبدو تنافر عنقها السافر وعنقه المختفي وراء عباءة دراكولا الزائفة، أشبه بتورية لحقيقة كل منهما، فعنق الفتاة العاري ما هو إلا ستار لحقيقتها التي تظهر/ تختفي وراء حجابها الأسود، وعباءة دراكولا ما هي إلا قماش من الزيف، أو غلاف لكتاب حياة آراش المفتوح أمام المشاهدين.

ينبغي ذكر أيضاً رمزية الحجاب في الفيلم، فأميربور تستخدمه بذكاء تحسد عليه كغطاء وكشف في ذات الآن. هذا الحجاب الأسود الطويل ما هو إلا عباءة مصاص دماء، وهي إشارة إلى كون الحجاب رمزاً قمعياً في المجتمعات المغلقة، يستخدم لفرض إطار ما على جسد المرأة، محاولة منه لتصويرها كياناً مرعباً لا ينبغي الاقتراب منه. ولم تنس أميربور أن تحوله لأداة اختفاء، تتلفع به الفتاة فتختفي حقيقتها عن الأعين، وتصير عصية على الفهم والتواصل، فارضة حاجزاً أسود بينها وبين من يقابلها، وهو ما تريده المجتمعات الدينية من المرأة بالضبط: الاختفاء مع التواجد في آن، أي أن تكون رمزاً مخيفاً ومثيراً، لكن لا تكون حاضرة هنا. بمعنى: "كوني طيفاً لما ينبغي أن تكونيه".

فريسة الذئاب

في إشارات أنثوية أو "فيمينست" صريحة، تلعب أميربور على فكرة الفريسة/ الصياد الشهيرة بتغيير الأدوار. ففتاة وحيدة تسير ليلاً، هي فريسة سهلة للذئاب. ذات الرداء الأحمر، ودستة من أفلام الرعب ترسخ في أذهاننا مدى الأخطار التي قد تواجهها فتاة وحيدة في أي مكان؛ موقف السيارات، الشوارع الخالية، المصعد، حتى شقتها. هناك دوماً ذئب ينتظر. في "فتاة تسير وحيدة ليلاً " يسخر العنوان من هذه الفكرة ويجعل من الفريسة صياداً بمعنى الكلمة، خاصة في انتقاء الضحايا، وأحيانا -بصورة دموية إلى حد ما- في طريقة افتراسهم، والتي تعزز فكرة المرأة كـ "آخر" مخيف، وليست مجرد "آخر".

أطلق المدير الإبداعي لشركة VICE، وهي الشركة المنتجة للفيلم، على آنا ليلي أميربور لقب "كوينتن تارانتينو القادم". ولم تنف أميربور مدى تعلقها وتأثرها بأفلام تارانتينو، ما بدا واضحاً، حتى في اختيار الموسيقى والتأثر بأفلام الويسترن الإيطالي "السباجيتي" وتلاعبها بالنوع genre فتجد فيلمها والذي تصفه بأنه أول فيلم "إيراني ويسترن رومانسي" ليس بفيلم الرعب التقليدي، ولا فيلم الويسترن سباجيتي "الغرب الأمريكي" المعتاد، ولا هو يحمل قصة رومانسية أصيلة تدور حولها بقية الأحداث. كما بدا واضحاً مدى تأثير السينما الأمريكية على أميربور، حتى عن طريق الشخصيات، ومحاولتها كسر حاجز الوحدة بالتأمرك؛ آراش بملابس وتصفيفة شعر جيمس دين، الأغاني التي تستمع إليها الفتاة وآراش، مما دفع البعض إلى اتهام أميربور بأنها لا تعبر عن "إيران الحقيقية" في محاولة لطمس ما تعبر عنه المخرجة من تصوير لامرأة إيرانية في مدينة غرائبية تركب سكوتر وتتغذى على دماء الأشقياء، وعابري السبيل.

فيلم ثوري

أضعف ما في الفيلم نهايته، والتي رأى كثير من النقاد أنها جاءت مبتورة ومتسرعة. ولكن رغم كونها من أضعف عناصر الفيلم، إلا أنها أيضاً انتصرت للمرأة، وهي تختلف عن أفلام مثل "نادي الإفطار" 1985 لجون هيوز، مخرج الثمانينات الشهير، حيث الفتاة الغامضة المنبوذة تزين وجهها بالماكياج وترتدي فستاناً وردياً ليلتفت إليها الفتى الذي تحبه، بعد أن تخلع رداءها الأسود وتزيل كحل عينيها الداكن.

"فتاة تسير وحيدة ليلاً" فيلم ثوري في تناوله لأدوار المرأة والرجل، وتشابك العلاقة الجنسية- القيادية بينهما، كما أنه يعبث بالثوابت الدينية والاجتماعية بذكاء شديد قد يصل للهمس في بعض الأحيان. ورغم تأكيد المخرجة على أنها صنعته وليس في ذهنها أي مردود سياسي أو ديني، إلا أنها أكدت على كونها تعرف من هي، وما هو فيلمها، لكنها لا تعرف كيف سيستقبله الآخرون.

عين على السينما في

29.03.2015

 
 

رئيس اللجنة الفنية يؤكد: جثمان العندليب لم يحلل.. ويرقد مثل الطفل

أسرار تُكشف لأول مرة في حياة العندليب عبدالحليم حافظ

عربي السيد

رئيس اللجنة الفنية ومحبين عبدالحليم حافظ فى ذكرى وفاته داخل الضريح الخاص به

"العندليب" عبدالحليم حافظ مميز دائمًا بين الأحياء والأموات، فأغانيه وصوته العزب أهم ما ميزه في حياته، والألوان والحجر الفرعوني والزهور والزوار وجثمان سليم دون تحليل أهم ما ميز قبره بعد وفاته، فبعد مرور 38 عاما على رحيل العندليب لن ينساه جمهوره.

فإغلاق "ضريح" عبدالحليم وعدم إقبال الجمهور عليه صورة رُسمت في ذهني طوال مشوار ذهابي لقبر عبدالحليم، وخاصة أنها الذكرى الـ"38" فعدد السنوات كفيل أن يمحي كل الذكرى، ولكن اختلف الأمر مع عبدالحليم حافظ، فحرص أعضاء اللجنة الفنية له على فتح "الضريح" ونظافته، والجلوس به لاستقبال الزوار من المصريين ومن الدول الأخرى.

بعد دقائق من الزيارة توافد عدد من الزوار على قبر عبدالحليم لزيارته وقراءة الفاتحة على روحه، وأكدوا فكرة قدومهم إلى القبر من الحين للآخر.

سنوات مرت على شائعة عدم تحلل جثمان العندليب، وبعد مرور السنوات أكدها لـ"مصر العربية" عبدالعليم عون ، رئيس اللجنة الفنية لعبدالحليم، بأن جثمان عبدالحليم حافظ ما زال متواجدا كما هو، ولم يتأثر بالرغم من مرور سنوات عديدة عليه، ولكن سر تماسك الجثمان حتى الآن لم يعرفه أحد إلا الله، ومن يقول إنه بسبب المياه المالحة التي طفحت حول الضريح فهذا الكلام ليس له أساس من الصحة نهائيًا، مؤكدًا نزوله إلى المدفن بنفسه والتأكد من تماسك جثمان عبدالحليم، حتى الآن وعدم تواجد ماء بالمقبرة.

وكشف عبدالعليم عن بعض أسرار الراحل "عبدالحليم حافظ" قائلًا: "رقم 7 كان يمثل سرًا في حياة العندليب لا يعرفه أحد إلا هو فكان يسكن في شارع 7 في السيدة عائشة وعندما نقل إلى الزمالك اختار الدور السابع، وفى مسقط رأسه كان يسكن في رقم 7، وعندما سؤل عبدالحليم عن هذا الرقم أجاب: هو سر لا يعرف أحد".

وتابع: "لم تكن بداية عبدالحليم في الغناء كما اعتقد البعض، ولكن كانت بالقرآن الكريم عندما قام عبدالحليم بقراءة صورة "الرحمن" في عزاء بالسيدة عائشة لعدم تواجد المقرئ، مضيفًا أنه يمتلك معظم مقتنيات حليم الفنية وغيرها من لبس وأحذية  حصل عليها من الحاجة شقيقة العندليب.
وأكد أن علاقة الصداقة بين "العندليب" والرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت قوية، حيث السهرات داخل فيلا عبدالناصر، وأغلب حفلات عبدالحليم كان يحرص عبدالناصر على حضورها.

مصر العربية في

29.03.2015

 
 

سمير صبري: عملت في بداياتي بـ50 قرشًا

الاسكندرية : شيرين طاهر

أقيم على هامش فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الحادية عشر، لقاءً خاصًا مع الفنان سمير صبري، أدارته الكاتبة ناهد صلاح متحدثة عن كتابها "حكايتي مع السينما" الذي يُعد ملخصًا لحياة سمير صبري كونه فنانًا وإعلاميًا ومنتجًا أثر في السينما المصرية.

تحدث صبري واصفًا الإسكندرية القديمة التي نشأ فيها وقضى معظم سهراته بنواديها ومسارحها والسينمات التي كانت المشكل الرئيسي لحياته، فطالما حرص على الذهاب لسينمات "ستراند، اللاجيتية وسبورتينج" لمشاهدة الأفلام الأجنبية متنوعة اللغات كالفرنسية والإيطالية كدافع أساسي لحبه للغات إلى جانب تعرفه على الجيران مختلفي الجنسيات لتحسين اللغات، واصفًا نفسه بالمحظوظ لكونه نشأ على شاطئ الإسكندرية ذات الطابع الثقافي المتنوع نتيجة لوجود كثير من الأجانب بها قديمًا.

وتحدث صبري عن انتقاله للمعيشة في القاهرة مع أسرته بعقار يسكنه الفنانون، وكان أحد السكان الجدد "عبد الحليم حافظ" فظل صبري يشاغله عام ونصف كطفل أجنبي يدعى "بيتر" أمريكي الجنسية، إلى أن جاءت اللحظة وقابل والد سمير عبد الحليم والصبي على باب الأسانسير برفقته وعلم بما فعله الصبي فسأله "لم فعلت هذا؟" فأجاب صبري "أنا معجب بك وكنت أود التعرف إليك والتقرب منك، فعرض عليه حليم أن يصاحبه إلى تسجيل أغنية "نار يا حبيبي نار".

بعد أن ذهب صبري مع حليم للتسجيل التقى "لبني عبد العزيز" وعندما علمت بقصة انتحاله شخصية أجنبية انبهرت بفعله وعرضت عليه العمل في برنامج أطفال بأجر قدره "50 قرشًا"، ثم تبنته "آمال فهمي" ليقدم برامج الأغاني الأجنبية، ومن بعده قابل عظماء العصر في منزل حليم وبدأ مشواره حتى وصل 32 فيلمًا و18 من إنتاجه.

وصرح خلال اللقاء عن برنامجه الجديد "ماسبيرو" لاسترجاع تاريخ الفن والفنانين القدامى. وأوضح أنه لا يهاب العمل الإعلامي بل لا يرى فيه رقي لذوق المشاهد ولا يوجد من يمارس الإعلام بمهنية، فلا يأتون بجديد ويعرض كل فرد لرأيه الشخصي.

الوفد المصرية في

29.03.2015

 
 

ويبلاش: نقطة بعيدة يسمّونها العظمة

سليمان الحقيوي

تتأسّس بنية السرد في فيلم "ويبلاش" (إخراج داميان شازيل والفائز أخيراً بثلاث جوائز أوسكار في ثلاث فئات؛ أفضل ممثل في دور مساعد ج. ك. سيمونز، وأفضل مكساج صوتي وأفضل مونتاج) على علاقة معقدة بين أستاذ موسيقى وأحد طلابه. تتراوح هذه العلاقة بين المحبة والعداء من دون أن تستقرّ على أي منهما. ورغم اتخاذها شكلاً طبيعياً ومهادناً أحياناً، فهي جوهر الصراع في القصة.

يمكن اختصار منهج فلايتشر، أستاذ الموسيقى (ج. ك. سيمونز)، في "معهد شايفر" النيويوركي في نقطتين: أن العظمة تأتي نتيجة لعدم الخطأ، وأن التشجيع المفرط يحدّ من القدرة على الإبداع.

ولتمرير هذا المنهج الصارم، كان يجتهد في اكتشاف مصدر الخطأ لدى العازف، ويحوِّل قاعة التمرين إلى جحيم في وجه الأوركسترا التي يشرف عليها، وتصبح أشبه بغرفة تعذيب في سجن معزول عن العالم. كان يدرّب طلابه وكأنه قائد كتيبة عسكرية، يصرخ فيهم ويصفهم بأقذع الصفات، ويضربهم أحياناً. ربما هناك تشابه كبير بين منهج فلايتشر وما كان يفعله القائد ويست بجنود كتيبته في فيلم "Basic".

"ليس فيلماً عن الموسيقى لكنه عن الصبر والجَلَد وتجاوز النفس"

لم يكن فلايتشر مقتنعاً بمستوى عازف الدرامز في فرقته؛ لذلك سيدعو أندرو (مايلز تيللر) إلى الالتحاق بها لنيل فرصته في أن يصبح عازف درامز رئيسي، وأندرو نفسه يعشق الجاز ويريد أن يصبح أحد عظماء الدرامز مثل بادي ريتش (1917 - 1987). ومنذ التحاق أندرو بفرقة فلايتشر، سيقتنع كل منهما بأنه وجد ضالته. أندرو اعتقد أنه مع المعلم المناسب، وفلايتشر عرف منذ أول لمسة لأندرو على الطبل أنه الشخص المنشود، لكنه بحاجة إلى جرعات زائدة من منهج فلايتشر.

القسوة لم تكن حاضرة فقط في منهج الأستاذ، فحتى أندرو كان يمارسها تجاه نفسه. يتدرّب حتى تدمى يداه. يحرم نفسه من كل شيء. يهجر صديقته معتقداً أن هذه العلاقة قد تعرقل مساره الطويل. وكان مستعداً للتخلي عن أي شيء آخر بهدف الوصول إلى النقطة البعيدة المسماة عظمة.

ستسير باقي الأحداث في الاتجاه نفسه. تدريبات داخل الصالة التي تشبه في إضاءتها الخافتة قاعة تحقيق، ومحاولة أندرو انتزاع مركز العازف الأساسي من منافسيه كارل ورايان. قاعة التدريبات هي الفضاء المهيمن في النص، إلى جانب المكان الذي أضفى على الأحداث وباقي الجوانب الفيلمية الأخرى عمقاً دراميّاً.

فهناك، أظهر أندرو أنه يمتلك صفات العظماء، وهناك أيضاً أبدع سيمونز في تقديم أدائه الكبير في شخصية مدرّس الموسيقى بكاريزما بعيدة عن أي منهج تلقين يعرفه الناس، لكنه، رغم ذلك، كان يصنع طلاب موسيقى متفوقين. الحوار بين طرفي الصراع دار في المكان نفسه أيضاً.

فيلم "ويبلاش" ليس عن الموسيقى رغم احتلالها حيزاً مهماً منه، بل إنه فيلم عن الصبر والجَلَد وتجاوز النفس. ورغم مروره من مهرجان "كان" بهدوء تام، إلا أنه عاد ليفرض صخباً من حوله في حفل الأوسكار الأخير، الذي منحه قبلة الحياة؛ فأعاد الجمهور اكتشافه من جديد.

CIA في مواجهة سينما الواقع

زكي بيضون

تعرض الصالات الفرنسية حالياً الوثائقي "سيتيزنفور" للمخرجة الأميركية لورا بويتراس. حاز الفيلم أخيراً على أوسكار أفضل فيلم وثائقي ويتضمن مقابلة مطولة مع إدوارد سنودن، الموظف السابق في "وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية" و"وكالة الأمن القومي الأميركي".

يبدأ فيلم Citizenfour مع توجه بويتراس مع صحافيي "ذي غارديان" إلى هونغ كونغ لملاقاة سنودن الذي كان قد تواصل معهم حتى ذلك الحين بواسطة الاسم المستعار "سيتيزنفور".

منذ اللقاء الأول في غرفة الفندق، وقبل أن يطّلعوا حتى على اسمه الحقيقي، يطلب منهم سنودن تفادي الأسئلة الشخصية، لأنه لا يريد أن يحرف شخصه الأنظار عن الموضوع الأساسي، لكن ابتداءً من تلك اللحظة، ترافقه كاميرا بويتراس مثل ظله، كما هو عليه الحال في سينما الواقع. وعلى الأرجح تكمن كل قوة الوثائقي في هذه المفارقة، وهذا المزج بين ابتذالية سينما الواقع وزخم الوثائقي السياسي المنغمس في قلب الحدث.

يلاحظ الناقد أوليفييه بوفليه أن سنودن يشتكي من ثقافة الإعلام المرئي المسموع وميله للتركيز على الأشخاص، لكنه يتجاهل واقع أنه دخل في لعبة هذا الإعلام منذ اللحظة التي فتح فيها الباب لكاميرا بويتراس.

"كل أدوات الاتصالات قابلة للاستخدام كأجهزة مراقبة"

مثل كل أبطال سينما الواقع، استثنائية سنودن تكمن أولاً في عاديته، في سعيه إلى تغييب شخصه، وفي تجنّبه التعبير عن أي قناعات شخصية غير تلك الشائعة والمتفق عليها في الشارع الديمقراطي. هو يلعب الدور المنوط به بامتياز، ويظهر بصورة الأميركي المتوسط الذي بمتناول أي مواطن نزيه أن يتماهى معه. هو البطل العادي المعجون من لحم ودم الحياة اليومية الذي، وفي مواجهة سياق استثنائي، يصنع حدثاً كونياً.

من جهة أخرى، يُنصح المصابون بالبارانويا أن يتجنبوا الفيلم. فها هو سنودن الخبير يرتاب بكل ما يحيطه من أدوات إلكترونية. هو يخشى أن تتمكن الاستخبارات الأميركية من التلصص على محادثته مع الصحافيين من خلال السماعة المغلقة لهاتف الفندق الداخلي، فيفصل عنه الطاقة. وحين يدوي رنينٌ خارج الغرفة، يشتبه أن يكون ذلك ناتجاً عن تلاعب الاستخبارات بأجهزة الفندق الإلكترونية، قبل أن يظهر أنّ الأمر لا يتعدى قيام الموظفين بتجربة جهاز الإنذار الخاص بالحرائق. وحين يدير جهاز الحاسوب، يضع غطاءً على رأسه كي لا تتمكن الاستخبارات من التجسّس عليه من خلال كاميرا الحاسوب المطفأة.

وبينما يتحدث سنودن مع الصحافيين، لا ينفك يسترق النظر إلى الخارج ليتأكد من أن لا أحد يراقب غرفته. يشعر سنودن أنه محاصر من قبل سلطة غير مرئية ترى كل شيء، ويتوقع أن تصل عاجلاً أم آجلاً إلى باب الغرفة.

تلعب بويتراس بإتقان على النقل والالتباس بين عين الكاميرا وعين المشاهد وعين الاستخبارات، رجل الاستخبارات سنودن خرج من تلك العين التي ترى كل شيء، عين الأنا المُراقِبة أو الأنا العليا بلغة فرويد، ليمثل أمام أعيننا. لكنه وبمثوله أمام كاميرا سينما الواقع غدا الأنا المرآة أو الأنا الآخر وانقلبت الأدوار، فنحن الآن نرى ما أفلت من عين الاستخبارات الأسطورية. نرى ما لا يرونه مع أنّه خرج من كنفهم، الأمر الذي ينقلنا إلى الموقع المقابل.

"استثنائية سنودن تكمن في سعيه إلى تغييب شخصه"

الوثائقي بهذا المعنى يجدِّد في طرح الإله المتجسِّد، الأنا العليا التي تتَبَرَّن (من برّاني) في أنا مرآة أو أنا آخر، وهو طرح عريق الحضور في الثقافة والأدب من الأساطير الإغريقية إلى فيلم "الأرض الأخرى" للمخرج الأميركي مايك كاهيل، حيث يتم العثور وراء الشمس على كوكب أرض آخر مطابق تماماً لكوكبنا يستطيع كل واحد فيها أن يكتشف أناه الأخرى. 

عدا ذلك، الفيلم لا يضيف جديداً إلى ما سبق وتم فضحه في الصحف حول ممارسات أجهزة الاستخبارات الأميركية.

يكتشف المشاهد غير المطّلع أن كل أدوات الاتصالات الحديثة قابلة للاستخدام كأجهزة مراقبة، وأن شركات تكنولوجيا اتصال عابرة للقارات من أمثال غوغل وياهو وفيسبوك وآبل تسمح لـ "وكالة الأمن القومي الأميركي" بالتجسس على مستخدميها، وأن تلك الوكالة صارت بعد هجمات "11 سبتمبر" تراقب الحياة الخاصة للمواطنين الأميركيين على نحو شبيه بالحال في الأنظمة الديكتاتورية. وأنها تتعامل بصلف أكبر بما لا يقاس مع مواطني الدول الأخرى التي يهدف التجسس عليها، في معظمه، إلى تمكين الهيمنة الاقتصادية والسياسية الأميركية ولا علاقة له بالإرهاب.

من الملفت أن سنودن يتجنّب التطرق إلى الدول العربية والتجسس على مواطنيها، ربما لأن الحجّة الأمنية هنا يصعب نقضها أو أنها مشروعة في نظره، إلا أنه يحق للمواطن العربي أن يفترض أنه في صدر "اهتمامات" الوكالة، ويسعه كذلك أن يأمل أن تظلّ ذكراه محفوظة في أرشيفها.

العربي الجديد اللندنية في

29.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)