كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

العودة الى الينابيع الأولى والبحث عن براءة العالم

طنجة – نور الدين محقق

 

تشهد السينما المغربية في بعض تجلياتها الفيلمية، إشعاعاً قوياً سواء على مستوى الشكل الفني السينمائي الذي تنبني به هذه الأفلام السينمائية أو على مستوى التيمات الإنسانية الكبرى التي تقدَّم فيها. ذلك أن بعض هذه الأفلام يسعى الى تقديم عمل إبداعي فني متكامل، وهو ما يجعل منه أفلاماً سينمائية قوية تحظى بالإعجاب سواء من جانب النقاد السينمائيين وعشاق السينما والمهتمين بالأعمال السينمائية أو من الجمهور المتعطّش لرؤية سينما حقيقية تقدّم له منتوجاً فنياً يحترم ذوقه ويرقى به، كما يحترم عقله ومستواه الفكري.

هذه الأفلام السينمائية المغربية على قلتها إن هي تحققت، ستكون لها دائماً شروط التوزيع المناسبة، وسرعان ما تحظى بالتقدير والإعجاب وبالمتابعة النقدية على اختلاف مستوياتها، وهو أمر إيجابي ومطلوب. ومن بين هذه الأفلام السينمائية المغربية الجديدة، نجد «إطار الليل» للمخرجة طالا حديد، والذي نال الجائزة الكبرى في مهرجان الفيلم الوطني بمدينة طنجة هذه السنة (2015)، وكذلك جائزة النقد السينمائي في المهرجان نفسه، وهي جائزة تمنحها الجمعية المغربية لنقاد السينما. وهاتان الجائزتان معاً تثبتان قوة هذا الفيلم وقدرته على تحقيق الفرجة السينمائية، مع الحفاظ على المستوى الفكري الرفيع والشكل الفني المركب في الوقت نفسه.

يطرح هذا الفيلم علاقات إنسانية متشابكة يجد الإنسان فيها نفسه محاصراً بمشاكل متعددة لا يد له فيها. فهناك البطل زكريا (جسّد دوره الممثل البريطاني/ المصري خالد عبدالله)، المهاجر الذي يعود من بريطانيا الى المغرب، البلد الذي ترعرع فيه، حيث ما أن يستقر به الأمر فيه حتى يبدأ في عملية بحث مُضن عن مصير أخيه المجهول. هذا الأخ الذي ترك المغرب في رحلة غامضة إلى العراق في ظل الحروب المشتعلة هناك، ولا يدري أحد له مصيراً محدداً ومعلوماً، فتتم «استعادته» حين كان صغيراً عبر الذاكرة، حيث يتذكر زكريا كيف كانا يلعبان معاً والأيام الجميلة التي جمعتهما في فترة الطفولة، خصوصاً حين كانا يذهبان إلى البحر ويسبحان فيه أو يلعبان بالقرب منه. هذه الاستعادة للأخ وهو في مرحلة الطفولة، ما هي إلا وسيلة لاستعادة زمن ضائع ورغبة قوية في الانطلاق منه لبناء حاضر قوي متشبّث بالجذور، ولكنه يستشرف المستقبل الآتي. وما يزيد في لوعة البطل زكريا، هو كون زوجة هذا الأخ تصرّ هي الأخرى على دفعه الى معرفة مصير زوجها الذي ترك وراءه طفلين صغيرين، وانطلق إلى وجهة مجهولة. هكذا، سيأخذ منها زكريا صورة وحيدة لأخيه، ويرحل باحثاً عنه لا سيما بعد أن أمدّته أيضاً بورقة دُوّن فيها رقم هاتف أحد أصدقائه الذي يعيش في مدينة الدار البيضاء.

ومن الواضح أن عملية البحث هذه، هي محور الفيلم بحيث تتحول في حدّ ذاتها إلى وسيلة لمعرفة العالم في وجهه الآخر، الوجه المرعب. في طريق البحث، وكما هي العادة، ستنبثق شخصيات جديدة تؤثث فضاء حكاية الفيلم الأساسية: حكاية سارق الطفلة الصغيرة عايشة، التي جسدت دورها ببراعة الممثلة الطفلة فدوى بوجوان، وحكاية الصديقة التي جسّدت دورها الممثلة المغربية ماجدولين الإدريسي، حيث تنفتح الحكاية الأساسية للفيلم على حكايات جانبية تعضدها وتمنحها أفقاً جديداً للتعبير. فنرى سارق الطفلة المحترف الذي أدى دوره الممثل الفرنسي/ الجزائري حسين شطري، حاملاً هذه الطفلة على متن سيارته بصحبة صديقته متظاهراً بأنها ابنته، لندرك أن الغرض من الاختطاف كان بيع الصغيرة الى مهووس جنسي في الغرب، كان وعد الســـارق بمبلغ مالي كبير (100 ألف يورو).

وسنتعرف الى شخصية الطفلة عبر عملية رجوع إلى الوراء ( الفلاش باك)، حيث نرى كيف كانت تعيش في البادية وتختلي بنفسها في الطبيعة، تاركةً العنان لخيالها الطفولي الجامح. إنها طفلة ذكية مشبعة بالرغبة في الحياة، ما سيساعدها في التخلّص من سارقها هذا، تارة حين تلتقي بطل الفيلم زكريا الذي سيحملها في سيارته العتيقة هي وسارقها وصديقته معتقداً أنهم عائلة واحدة، فما يكون منها إلا أن تنفرد به وتخبره بأنها ليست ابنتهما، وترجوه أن يأخذها معه. وهو ما سيقوم به حيث سيهرب بها ليتركها عند صديقته الفرنسية جوديث، التي جسّدت دورها الممثلة الكندية ماري - جوزيه كروز، قبل أن يذهب إلى العراق باحثاً عن أخيه المختفي. وتارة أخرى، حين تهرب من السارق مرة ثانية، الذي وجدها وصديقته مجدداً وخطفاها من مكان صديقة البطل. وسينفتح الفيلم هنا على حكاية جديدة، هي حكاية السارق عباس مع صديقته التي رأت في هذه الطفلة صورتها هي أيضاً حين كانت طفلة في مثل سنّها، فتشفق عليها وتتركها تفر، ما يجعل صديقها يذيقها عذاباً مبرحاً.

دمار العراق

وهنا ننتقل الى الجانب الآخر لنلتقي زكريا وهو يتابع بحثه عن أخيه في تركيا ثم في العراق. وفي العراق، ينفتح الفيلم على الدمار وتتشابك الأقدار حيناً وتتباعد حيناً آخر، وإذا كان الأمل يتجلى في كون الطفلة عايشة (للإسم هنا رمزيته الدالة على الحياة) قد وجدت حريتها حيث فرت من خاطفيها، وعادت إلى حيث كانت تعيش مع صديقة البطل جوديث (التي يبدو أنها قد فقدت هي الأخرى صغيرها/ صغيرتها في حادث معين)، وعادت تلعب بصحبة أطفال في مثل سنها في أحضان الطبيعة، فإن البطل زكريا وهو هناك يظلّ مأخوذاً بما يرى من أحداث دامية. وفي ظلّ هذه الأحداث الدامية، لا تنسى المخرجة أن تفتح المجال لبطل الفيلم زكريا وهو يبحث عن أخيه، كي يزور بائع الكتب في إحدى المكتبات الكبيرة والذي قام بدوره المخرج/ الممثل السوري نبيل المالح. وهي إشارة إلى أهمية الكتب في الحياة ورمزيتها.

لقد اعتمدت المخرجة وهي تقدّم فيلمها الروائي هذا، على تأطيره بفضاءات سينمائية جمالية قوية حيث اتخذت الصورة كامل شاعريتها، وعبرت عن خصوصية الحكايات المقدمة في الفيلم بشكل فني بديع. كما أن الممثلين وُفقوا بل تفوقوا بشكل واضح في تجسيد الشخصيات، بحيث عبروا عن دواخلها باحترافية كبيرة، بل حتى أن الممثلة الصغيرة الطفلة فدوى بوجوان منحت الدور الذي قامت به سحراً سينمائياً فاتناً، وهو ما يجعل من هذا الفيلم السينمائي المغربي تحفة سينمائية محكمة الصنع جديرة بالإعجاب والتقدير.

«لا نصنع أفلامنا للنقاد وحدهم!»

القاهرة - مؤمن سعد

حقّق المخرج والمؤلف أمير رمسيس نجاحاً كبيراً بفيلمه «بتوقيت القاهرة» من بطولة نور الشريف وشريف رمزي، والذي شارك في العديد من المهرجانات الدولية خلال الفترة الأخيرة، ويعرض حالياً في عدد كبير من دور العرض المصرية.

بدأ أمير رمسيس حديثه مع «الحياة» عن الرسائل التي يتضمنها الفيلم، قائلاً: «يتحدث «بتوقيت القاهرة» عن مدى القهر الذي يصيب المجتمع في وقتنا الحالي بمختلف الأنواع والأشكال سواء كان قهر العواطف أو قهر إنسانية الفرد وحتى قهر التطرف الديني على حياة الإنسان الوسطي». ويقول رمسيس أنه كتب سيناريو الفيلم في عامين تقريباً «وخلال تلك الفترة كنت أضيف عليه بعض التعديلات حتى وصل إلى شكله النهائي الذي ظهر به على الشاشة. ومنذ بداية كتابتي للسيناريو كنت أرى أن الفنان نور الشريف هو في خيالي الأنسب والأقرب إلى شخصية يحيى شكري الذي قام بتجسيدها خلال أحداث العمل، وكذلك شريف رمزي في شخصية الديلر.

ورغم أنني لم أعرض السيناريو عليهما إلا بعد الإنتهاء من كتابته نهائياً من دون أن أعرف إمكان قبولهما للعمل فيه، إلا أنني كنت أشعر أن الفيلم مصنوع لهما. وعندما عرضت السيناريو على نور الشريف لم يأخذ وقتاً في الموافقة على المشاركة بالعمل بل إنه قرأ السيناريو ووافق عليه في أقل من أربعة أيام ولم يبدِ أية ملاحظات أو تعديلات عليه. وأنا أرى أن كتابتي لسيناريو الفيلم سهّلت عليّ وضع رؤية إخراجية متكاملة له، وتوصيل الصورة بشكل متوازن بين كل خطوطه الدرامية، فضلاً عن أنني لمست كل نقاط القوة وحاولت إبرازها على الشاشة من دون بذل مجهود مضاعف في عمل ذلك».

صورة مختلفة!

واستكمل أمير رمسيس حديثه قائلاً: «حاولت إخراج شكل صورة مختلفة للفيلم رغم أنه تم تصويره بكاميرات تستخدم في معظم الأفلام السينمائية المنتجة حالياً، لكن الإختلاف جاء في مرحلة تصحيح الألوان من خلال إختيار شكل لوني موحد للفيلم بأكمله لوضع خطة بصرية معينة تجعل المشاهد يشعر أن هناك شيئاً جديداً لم يشاهده في أي عمل فني آخر. وفي الوقت نفسه لم يؤثر في تركيزه أو إندماجه مع قصة الفيلم وتتابع الأحداث». وعن أصعب المشاهد التي تم تصويرها، يقول: «المشاهد التي تجمع بين نور الشريف وشريف رمزي في رحلتهما لأنها كانت مشاهد خارجية تصور داخل سيارة على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي، وكانت الصعوبة من النواحي الإخراجية في ضبط شكل الصورة والإضاءة في مكان مفتوح وسيارة تسير على الطريق، ورغم استمتاعي بفترة تصوير الفيلم لكنني عشت حالة من الإرهاق الشديد مع فريق العمل أثناء تصوير تلك المشاهد، وكان يمكن أن ألجأ إلى الديكورات في تصوير تلك المشاهد، لكنني أصررت أن أصورها على الطبيعة حتى لا يشعر الجمهور بأنها مشاهد مفتعلة تمت باستخدام الغرافيك». وعن ردود الأفعال حول الفيلم، أكد المخرج أنه كان يتوقع نجاح العمل لكنه لم يكن يتخيل هذا الحماس الشديد من الجمهور وإرتباطه مع شخصيات الفيلم كافة، معبّراً عن سعادته الغامرة بردود الأفعال الإيجابية من الجمهور منذ اليوم الأول من العرض.

وأوضح أن تفاعل المشاهد العادي مع الفيلم أهم بالنسبة له من أن يحصد العمل جوائز دولية، ورغم ذلك لم ينكر سعادته بالإستقبال الحافل للفيلم في مهرجان دبي السينمائي، وأيضاً بالجائزة التي حصدها نور الشريف عن دوره بالفيلم في مهرجان الأقصر للفيلم الأوروبي، رافضاً وصف فيلمه بأنه فيلم للمهرجانات لأن هذا المصطلح لا يوجد في أي مكان في العالم حيث إن المخرج عندما يرغب في تقديم فيلم فإنه يبحث في المقام الأول عن الجودة والهدف من وراء هذا العمل الذي سيقدمه للجمهور وليس للنقاد فقط، وأشار إلى أن الإقبال الجماهيري على فيلمه كان أحد أهدافه التي يسعى لها.

نور لم يتدخل

وعن رأيه في ما تردد حول تدخل نور الشريف في النواحي الإخراجية للعمل، يقول: «لم يكن هناك تدخل منه على الإطلاق بل أنه كان حريصاً بشكل زائد على عدم إبداء رأيه في أي شيء يتعلق بالنواحي الإخراجية. وأرى أن عمله كمخرج من قبل جعله على دراية كاملة بحدود عمله وإحترامه للتخصص لكل شخص من فريق العمل. هناك بعض الأقاويل التي يصدرها بعضهم ويحاول تضخيمها ومنها على سبيل المثال الحديث عن مرض نور الشريف، فهو كان يصور الفيلم أثناء مرضه لكننا لم نشعر بذلك على الإطلاق، وأيضاً الجمهور الذي شاهد الفيلم لم يتوقع أنه كان مريضاً في ذلك الوقت».

وعن مشاريعه السينمائية المقبلة، يقول رمسيس: «أضع حالياً المعالجة الدرامية لفيلمي الجديد والذي سأقوم أيضاً بكتابة السيناريو الخاص به، وحتى الآن لم أستقر بشكل نهائي على اسمه أو أسماء الممثلين المشاركين فيه لكنني أعد الجمهور أنه سيكون على نفس مستوى جودة وتميز فيلم «بتوقيت القاهرة» ومن المفترض أن أنتهي من كتابة السيناريو مع نهاية هذا العام».

«حرب الفنون»: ضمير المبدعين يقاوم

مونتريال - «الحياة»

خلافاً للسنوات الثلاث الماضية التي عرض خلالها على الشاشات العربية وغير العربية عدد من الافلام حول الانتفاضة المصرية، يقدم المهرجان العالمي لأفلام الفنون (فيفا) في كيبيك الكندية، والذي تنتهي فعالياته في 29 الجاري ويشارك فيه 29 بلداً تعرض 260 فيلماً، أول عمل سينمائي فني عن ثورة «يناير» بعنوان «حرب الفنون- Art War «. وهذا الفيلم لا يزال يعرض في أكثر من صالة في مونتريال.

الفيلم وثائقي من إخراج الالماني ماركو يلمز. ويحكي قصة الشباب المصريين الذين انطلقوا بين عامي 2011 و 2013 من الفن والتنوير ومن وهج الربيع العربي، في حركة شعبية استقطبت بآمالها وآلامها جماهير الشعب المصري والعالم العربي تأريخاً لإعلان أول ثورة فنية عن طريق الجداريات والموسيقى والاغاني الوطنية.

الفن في خدمة الثورة

يتابع الفيلم حراك الشباب الثوريين على مدى عامين. ويتحدث عن انتشار حركة للإبداع تجلت بعد سقوط مبارك، تتم عبر نشر أطروحة للتعليم والتثقيف الشعبيين، وفي التمسك بسلاح سلمي ديموقراطي من أجل ثورة لم يقدر لها ان تكتمل. كما يسلط الفيلم كاميرات التصوير على كل اشكال الغرافيتي من تشكيلات وزخارف فنية ورسوم وكتابات وشعارات مستوحاة من ادبيات الثورة لدرجة اصبحت فيها جدران القاهرة صحفاً شعبية وشوارعها المتواضعة متاحف مفتوحة واستديوات في الهواء الطلق ولسان حال الثوار وذاكرة حراكهم الدراماتيكي المتمثل بموقعة الجمل وقناصي النظام ومطاردة الجنود لشباب الميدان وتعديات البلطجية جنسياً على ناشطات الثورة.

أما ميدان التحريرعلى اتساعه فقد تحول، كما يقول لنا الفيلم، الى ساحة لكل أشكال التعبير والاحتجاج الصامت حيناً والهادر حيناً آخر. ثوار من مختلف الشرائح المصرية المتفاوتة في خلفياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والفنية والفكرية، يهتفون للتغيير والحرية والعدالة والكرامة. ويفرغون ما في دواخلهم من مشاعر التمرد والغضب والاحباط، ويطلقون على وقع الموسيقى الكهربائية الصاخبة أغنيات وأناشيد حماسية ووطنية. ويسلط الفيلم الضوء على دوافع ودور مجموعات من الناشطين امثال الملقب بـ»غنزير الغرافيتي» (اعتقل عام 2011 لانتقاده حكم العسكر القمعي) وكان الاكثرجرأة وشهرة في مصر والذي حول جدران الميدان الى ريبورتاجات مصورة ومبسطة، ورامي عصام مطرب الثورة، وحامد الكاتب المناهض للإسلاميين وجماعة الاخوان، وبثينة مغنية البوب، ورامي وعلاء من نشطاء الاتصالات والمعلومات المولجين بتسويق الوجه المشرق للثورة داخل مصر وخارجها.

وعلى وقع هذه الأنشطة الثورية ينتهي الفيلم بمشاهد مؤثرة تجلت بنزول ملايين المصريين الى الشوراع للإطاحة بحكم محمد مرسي والاخوان، ويؤشر لبداية صعود الجيش الى السلطة مع خشية من عودة النزعة الدكتاتورية العسكرية. اما من الناحية الفنية فالفيلم كما يراه الناقد الكندي اوديل ترامبلي جيد الصنع، غنيّ بالصور «المثيرة للإعجاب»، والتلاويين الموسيقية التصويرية الجذابة، والبنية المحكمة في سرد الوقائع التاريخية ومنهجيته الفنية الدقيقة. في حين يثني تاندوم احد مشاهير فن الغرافيتي في كيبك على وفرة الابداعات الفنية التي زينت الشارع المصري.

أما الناقد في صحيفة «لوسولاي» باتريك هود فيعتقد ان الفيلم «يجسد ثورة الشوارع صورة وصوتاًُ وحركة وفكراً وثقافة».

كيف الحديث عن بلد يسكنك ولا تسكنه؟

ندى الأزهري

كيف يمكن الحديث عن وطن لم يعد وطنك، وبات غريباً عنك... لا يربطك به من بعيد سوى تلك الشعلة المتوقدة المتوغلة بعيداً في الأعماق والتي لا تنطفئ، وتلك اللغة التي تحب، وتنطق ولكن لا تتقن؟.

ساناز آذري لا تكتب ولا تقرأ الفارسية، تقرر تعلم لغتها الأم في قاعة درس في مكان ما في بلجيكا، مسلّحة بكتاب مدرسي من مقررات مدارس الجمهورية الإسلامية في إيران، وبصحبة أستاذ ليس ككل الأساتذة.

كانت بدأت البحث عن أستاذ للغة الفارسية في بلجيكا حيث تقيم منذ صغرها، بيد أن الأمر لم يكن بالسهولة التي قد نتخيلها، فتعلم اللغة الأم مرتبط في ذهن هذه المخرجة الشابة (1981) بمشروع سينمائي، وهي تنشد في بحثها أستاذاً يجسد سيناريو شبه متكامل في ذهنها. كانت تخطّ هذا السيناريو في كل مرة كانت تداوم فيها على دروس سابقة لتعلم الفارسية، بحيث بات شبه جاهز ولم يبق سوى الأستاذ!

المخرجة في فيلمها «أي مثل إيران»، تبحث عن الطريق نحو مسقط رأسها بطريقتها الخاصة الشديدة الذاتية، تتساءل عن الثورة الإسلامية التي حدثت هناك، انعكاساتها على أسلوب الحياة وطريقة التفكير. لإنجاز شريطها الوثائقي عمدت ساناز إلى اختيار مقرر دراسي إيراني وأستاذ من بلدها «اختار» العيش منفياً، وتجهيزات سينمائية بسيطة وديكور لا يتعدى غرفة صف وسبورة وكتاب ودفتر وقلم.

هاجس التاريخ

الأستاذ يعطي الدرس محمّلاً بكل هذا التاريخ الذي عايشه وبكل هذه الذكريات التي تعاوده، يربط الكلمات ومعانيها بالسياق التاريخي والسياسي والاجتماعي في إيران. تجلس التلميذة ساناز على مقعدها مقابل أستاذها منتبهة. يدرك المشاهد هذا الانتباه مع أن العدسة لا تركّز سوى على يدها التي تخطّ الأحرف بارتباك، ولا يُسمع غير صوتها الذي يردد الكلمات الجديدة. صوت يستفسر بل يحثّ الأستاذ على تجاوز الكلمة المقروءة والذهاب نحو وجهة معينة. لكن ليس دائماً. فالأستاذ كان جاهزاً في الأصل للعب بالكلمات وقد سبق وحدد وجهته من البداية، وهو لا يوفر فرصة لفرض رؤيته الخاصة على ما جرى ويجري في إيران. فتمسي جملة مثل «بابا يعطينا خبزاً» في الكتاب، مبرراً للحديث عن النفي في اللغة وفي الوطن كذلك لتتحول إلى «بابا لا يعطينا خبزاً، لأن لا عمل لديه». فمن المسؤول عن ذلك؟ المعنى مضمر هنا، لكنه في مواقف أخرى واضح ومباشر إلى درجة مزعجة، مباشرة تُفرض على المشاهد ولا تترك له مساحة للاختيار وللتفكير ولا حتى للتساؤل.

ومع أن الخطوط العامة للسيناريو تبدو مقررة ومحاور الفيلم مرسومة، فإن الحوار المكتوب بخطوط عريضة كان يأتي عفوياً حين يستلزم الأمر. كما حدث في المشهد الأول، إذ في حوار حول صورة الخميني في المقرر، ثم صورة امرأة بالتشادور وهما صورتان رغبت المخرجة بإبرازهما، اقترح عليها الأستاذ البحث عن صور أخرى حتى لا تبدو وكأنها «مع النظام». تدخّل كهذا لم يكن وارداً في السيناريو (وفق آذري).

لقد سعت المخرجة ليكون للطبيعة دور في دروسها فالعلاقة معها تبقى مهما تغيرت الأنظمة. ولم ترَ أفضل من الجبال المتواجدة بكثرة في إيران لتجسيد هذا التعلق. ينساق الأستاذ لرغبتها ويذكر حادثة الصراخ في الجبال التي كان البعض يقوم بها هناك للتخلص من أسر الضغوط، وتلك لم تكن سوى ضغوط السلطة الجديدة بعد الثورة.

معنى الثورة

ومع تتابع الدروس تدريجياً تتحول صور الكتاب المرفقة بشعرية التعابير وسيلة للتساؤل عن معنى الثورة وعن مفهوم الحرية، وكل كلمة كانت وسيلة لتُربط بنظام «لا علاقة للأستاذ به»... مع حرف النون لابد من كلمة «نور»، نور الأمل والولادة الجديدة... لكن لاشيء سيتغير! يقارن الأستاذ بانفعال واضح وتأثر بين فرحة الناس بعد انتخاب روحاني وفرحتهم بعد الثورة مباشرة «مع بدايات الثورة الإسلامية وأغنية الثورة المشهورة التي انتشرت بعدها (لم يستطع متابعة غنائها لشدة تأثره)، كم كان الناس فرحين! كان خطأ كبيراً ولكن الناس كانوا مسرورين!». «أي خطأ ارتكبناه» يتابع بندم، «كطفل قلب طاولة كانت مرتبة»!

تقرأ التلميذة كلماتها «ظلم استغلال حرية جمهورية...» ويحكي أستاذها عن «طعم الانقلاب(الثورة بالفارسية) المزّ مع فرار الشاه وقدوم الخميني، لقد جاء الخراب فالأمور أسوأ فأسوأ». الأستاذ خشي من أن يكون الفيلم سياسياً ولكنه بعد مشاهدته «وجد نفسه فيه» كما صرحت المخرجة في مهرجان «سينما المرأة في آسيا»( نيودلهي). ساناز آذري تبحث عن الطريق نحو هذا البلد الذي لا تعرفه، وتبدو في الفيلم وكأنها اختارت ما تريد معرفته وما تريد إثباته لنفسها أولاً ثم للمشاهد عبر أستاذ ينقل إليها أساسيات اللغة ومعها مفاتيح فهمه الخاص للتاريخ وللثقافة الإيرانية. لا مواجهة بين الاثنين أو خلاف ما، بل لا محاولة منها للاستفسار... تنفي المخرجة نيتها إعطاء الدروس عبر فيلمها ولكن الدرس كان حاضراً وبإلحاح.

شون بن حيث يجب ألا يكون

بيروت – فجر يعقوب

لا يخرج فيلم «المسلّح» الذي يعرض هذه الأيام في الصالات اللبنانية للمخرج الفرنسي بيار موريل، عن نمط أفلام الأكشن المعروفة حتى في اتكائه على خط درامي «معوّج» أساسه تبني حكاية المنظمات غير الحكومية العاملة في الدول النامية وشركات الحماية الأمنية التي تتعهد حماية موظفي هذه المنظمات في الأماكن المضطربة التي تدور فيها حروب أهلية، ويعمّها فقر وجوع ونهب ثروات كما سيبين لنا موريل في اتكائه على قصة من هذا النوع مستوحاة من رواية للكاتب الفرنسي جان باتريك مانشيت (كتب السيناريو بيت ترافيس بالتعاون مع شون بن نفسه). وقد سبق لآلان دولون وكاترين دونوف أن عملاً في فيلم مستوحى منها أيضاً عام 1982.

إغراء ما...

ليس في «المسلّح» ما يعد بجديد على صعيد هذه الأفلام. بالتأكيد الإغراء الوحيد في الفيلم عبّر عنه موريل نفسه حين قال: «إن العمل مع شون بن وخافيير بارديم في فيلم من هذا النوع يشكل اغراء كبيراً لي لأني أتوقعهما في مستويات عالية من الأداء». من المؤكد أن المخرج الفرنسي الذي عرف عنه ولعه بأفلام الأكشن كان محقاً للغاية، اذ نقع هنا على دورين كبيرين لأتهم فيهما مساحة دور بارديم (فيليكس)، وهو دور قصير بالمقارنة مع دور جيمي تيريه (شون بن) الذي يغطي الفيلم كاملاً.

فيلم «المسلّح» الذي يبدأ في حانة في الكونغو، البلد الأفريقي الذي تنتهبه المجاعة والحرب الأهلية والفاقة يجمعنا بأفراد الشركة الأمنية المكلفة حماية أعضاء المنظمة الانسانية التي تقوم بأعمال خيرية بحتة، وعلى رأسهم الحسناء آني (جاسمين ترينك) التي ترتبط بعلاقة عاطفية مع جيمي.

وهذه العلاقة تشكل خطاً درامياً تصاعدياً في احماء الأحداث التي ستدور بين هذا البلد الأفريقي المعذب، ولندن، وبرشلونة، وتزيد في «نوع الإثم» الذي سيعذبهما بناره طوال مدة الفيلم، كما سنشاهد على مدى ساعة وخمس عشرة دقيقة. فيما تقدم الشركة الأمنية الخاصة خدمات مختلفة بعضها معلن، وبعضها سري لا يعرفه حتى بعض أفرادها، أو بعبارة أدق لا يعرفون آلية سيرها وإنجازها على أرض الواقع.

جيمي المجند السابق في القوات الخاصة سيقدم على اغتيال وزير التعدين الكونغولي بطلب من شركة دولية تخوض مفاوضات حول كميات هائلة من النحاس والكوبالت والألماس، وهي معادن تزيد شهية الشركات المنافسة التي تسبح في محيط هائل من الفساد الاداري والسياسي، وتزيد من توسعة الأرض، وفرض حروب جديدة من أجل ابتلاعها ونهبها كما سنكتشف مع سير الأحداث المتواترة بايقاع سريع وعنيف مصدره جيمي بعضلاته المفتولة التي قد لا تتناسب مع سنه، ولكن حرفة المخرج في اخراج نزالاته مع الجميع في سياق الفيلم، في اسبانيا خاصة، لم تترك امكانية لتوجيه ملاحظات.

ويمكن القول إن التركيب الفيلمي « الخلاٌق « كان سببا رئيسا في تأجيج هذه المعارك التي قدمت صورة مختلفة لممثل من طينة شون بن تجاوز نفسه على هذا الصعيد. لكنها لم تقدم له شيئاً على صعيد عالمه الجواني الذي عرفناه في أفلام سابقة. ربما لا تتيح افلام الحركة فرصة لعكس هذا العالم، من خلال العضلات والجسم المتسق الذي لا يعترف بترهل في بروزاته. بيار موريل كسب الرهان على نجمي الفيلم، إضافة الى جاسمين ترينك والآخرين: مارك ريلنس، راي وينستون، ادريس ألبا. في ما لم يقدم «المسلّح» شيئاً لنجميه. مع شون بن وخافيير بارديم بدا الأمر مختلفاً. الشريك الشرير الذي يغار من شريكه بسبب حب حسناء له. لا يعترف بهذا النوع من الحب كمقدمة لرسم صورة نمطية للشرير الذي يعرف كيف يشتغل على مراوغة عالمه مهما بدا الدور ضئيلاً في فيلم لا يتسع لموهبته.

العقد واضح مع الشركة الدولية. من يقتل الوزير عليه أن يغادر القارة الأفريقية، وليس الكونغو فقط. يضطر جيمي لذلك. عالمه الاجرامي المخفي لا يسمح له بالبقاء الى جانب حبيبته في المنظمة غير الحكومية. فيغادرها من دون أن يودعها بكلمة واحدة. بعد ثماني سنوات يعود الى الكونغو للعمل في شركة خاصة في حفر الآبار.

هناك من يشي به لبعض السكان المحليين -العاملين سابقاً مع شركات «نهب» أخرى حول الوزير المقتول- بغية التخلص منه حتى يُدفن مع أسراره. يتمكن من الإفلات بعد معركة شرسة وعنيفة، ويهرب في أول طائرة الى لندن. كان أراد أن يطوي ماضيه، لكن هذا الماضي يأبى أن يدعه وشأنه. لا بل أن مقطعاً من رنين مغناطيسي لدماغه يكشف عن وجود كتل فيه قد تسبب ألزهايمر له وعليه من الآن فصاعداً أن يتوقف عن ممارسة الحركات العنيفة. هذه الإشارة التي يسميها الطبيب واقع ما بعد الصدمة الناتج من توغل في ماضٍ قاسٍ، لم تقدم شيئاً على صعيد اكمال الصورة التي يريدها المخرج لممثله. لم تقدم حلاً نفسياً لبطل هارب من ماضٍ ثقيل. ولا هي ساعدت في انتاج حالة متردية توقع به أثناء حفل المطاردات العنيفة التي لا تنتهي. بدت الاشارة مفرغة من معناها الفيزيائي والنفسي وقريبة من مكملات حالة لانتاج تفسيرات في عالم الأكشن الثقيل، وتصبح تفصيلاً غير مهم في سياق متصل مع أحداث يجب أن تنتهي في وجهة محددة. في لندن سيبحث في دفاتره القديمة عن أرقام هواتف. فمن له غير كوكس مرشده الروحي في غابات الكونغو (مارك ريلنس). ويشي اللقاء مع هذا في شركته اللندنية، منذ الوهلة الأولى أنه هو من سرّب اسمه، وأن تصفية زميليه المشاركين في عملية الاغتيال انما جاءت بتدبير منه، لكن بيار موريل يختار وجهة مختلفة. يشاء أن يوسع دائرة الإثارة ليدخل جيمي في متاهة عنف اضافية. يدله كوكس الى فليكس (خافيير بارديم) الذي انتقل للعيش والعمل في شركته الخاصة أيضاً في برشلونة بعد أن تزوج من حبيبته آني.

سرعة الذئب

بالطبع هنا لن يتركه كوكس وشأنه. سيرسل قتلة آخرين في أثره. لكن جيمي لا يزال في نباهة وسرعة الذئب في قنص مطارديه على رغم الألم الذي يضغط دماغه أحياناً، ولا يساعد في نسيان ماضيه. يصبح هاجس القاتل الخطر أن يحمي آني لأنها تصبح هدفاً للمطاردين بعد أن يُقتل فليكس وهو يؤدي وصلته الشريرة بأداء لافت وجميل برصاص المطاردين الذين يقودهم بيتر فرانزين. سينجح جيمي بالطبع في تفادي مطبات القتلة المأجورين. هو نفسه قاتل مأجور وخطير وذائع الصيت. يبلغه بذلك فرانزين أثناء تربصهما ببعضهما بعضاً. لا يسقط في الفخاخ التي ينثرها ذئاب العالم المتشكل من الشركات الأمنية الخاصة التي تتاجر بالسلاح وتمول الحروب الأهلية في البلدان النامية وهي تقع في مكاتب ضخمة في أبنية زجاجية عملاقة في العواصم الكبيرة. هذه خلطة معروفة في أفلام الأكشن التي «تنحاز» لقضايا ظاهرها انساني، لكن الغوص في أعماقها قد يكشف هشاشتها الدرامية التي تفتقر الى نويات صلبة في تعميم وتركيب عوالم الأبطال الداخلية.

فيلم «المسلّح» لا يدّعي الإنتصار لمثل هذه القضايا المعقدة. فالمنظمات غير الحكومية وأدوارها الغامضة في المجتمعات النامية لا تشكل حيزاً كبيراً من اهتمامه على حساب شركات الحماية الأمنية المتوغلة في قضايا شائكة تبدأ في انشاء مدرجات وحفر آبار في البلدان الفقيرة، ولا تنتهي بتمويل حروب أهلية مدمرة فيها.

ليست هذه المنظمات بمنأى عن إشارات حول تورطها في أعمال غير مشروعة تحت ستار الأعمال الانسانية. لكن هذه الاشارات حتى لو جرى تفريغها من الفيلم لن تؤثر في سياقاته الدرامية اطلاقاً، اذ يظل «المسلّح» موغلاً في نسق لا يحتاج لدفق درامي في عالم جواني مشتعل عوّدنا عليه شون بن في بعض أفلامه، أما ما يبقى منه فهو ذلك التقطيع البديع في حفل مصارعة الثيران الاسبانية التي ستسدل الستار على كوكس جماعته وتفسح المجال لجيمي ليحمي آني التي لم تتورط بشيء، في ما يسلم هو نفسه للأنتربول الدولي ممثلاً ببارنز (ادريس ألبا) ليحكي عما يدور في الكونغو من ويلات وتقتيل ونهب وتدمير.

فن الإخراج السينمائي بين الألم والمتعة

القاهرة – هيام الدهبي

صدر عن المركز القومي للترجمة كتاب «فن الإخراج السينمائي»، من تأليف المخرج الأميركي سيدني لوميت، وترجمة الناقد السينمائي أحمد يوسف الذي يعتبر لوميت (1924 - 2011) واحداً من أهم المخرجين ليس في أميركا بل في العالم، كما أنه يعتبر من أغزرهم صناعة للأفلام وأكثرهم إجادة لإدارة الممثلين، «فهو يجمع بين الفن والحرفة والميل إلى النزعة الواقعية الاجتماعية في معظم أفلامه. وقد رُشح لجائزة الأوسكار لأفضل مخرج سبع مرات، وفاز بجائزة تكريم عن مجمل أعماله في عام 2005».

أما عن أسلوب إخراج لوميت للأفلام، فإنه يرى بنفسه أنه «ليست هناك طريقة صحيحة أو خاطئة في إخراج الأفلام لأنها عملية تقنية ووجدانية، إنها فن واقتصاد، إنها مؤلمة وممتعة، إنها طريقة عظيمة في الحياة»، هكذا يلخّص لوميت تجربته التي امتدت عبر خمسين عاماً من العمل السينمائي، ويعترف بـ «أن لكل من يعمل في السينما ما يُعرف في لغة الصناعة بالفترة الساخنة، وهي الفترة التي يتزايد فيها الطلب عليك لأن فيلمك الأخير قد نجح، وإذا نجح لك فيلمان على التوالي فأنت تعيش فترة ملتهبة».

ويكمل لوميت: «أي فيلم هو بالتحديد خلق فني مصنوع بواسطة أناس تجمعوا لاكتشاف قصة. والقصص تأخذ أشكالاً مختلفة، فهناك أربعة أشكال رئيسية لحكاية القصص: التراجيديا والدراما والكوميديا والفارس، وليس هناك شكل مطلق منها. والمخرج يتخذ قراره لإخراج قصة ما في شكل غريزي تماماً، وعادة ما يكون من قراءة واحدة فقط».

ويرى لوميت أن سحر الكاميرا وعشقها لهما أسبابهما، «فالكاميرا أفضل صديق لأنها أولاً وقبل كل شيء، لا تستطيع أن ترد عليك بأنه لا يمكنها أن تسأل أسئلة غبية ولا أسئلة ذكية، إنها مجرد كاميرا لكن يمكنها أن تعوّض أداء ضعيفاً، وأن تجعل أداء جيداً أداء أفضل، وأن تخلق مزاجاً عاطفياً، وأيضاً أن تخلق القبح والجمال، وأن تقدّم الإثارة. ويمكنها اقتناص جوهر اللحظة وإيقاف الزمن وتغيير المكان وتحديد الشخصية وتقديم المعلومات، وأن تصنع النكتة والمعجزة، وأن تحكي قصة، فإذا كان في فيلم نجمان فإنني أعرف أنه يوجد لدي في الحقيقة ثلاثة نجوم، فالنجم الثالث هو الكاميرا».

ويؤمن لوميت بأن الأفلام، وبخاصة منها الأكثر حصداً للإيرادات، أصبحت جزءاً حيوياً ومهماً في إمبراطوريات المال الضخمة حيث يبدو أن هذه النزعة ستستمر في التزايد والأهمية. جمع لوميت بين الفن والحرفة، ففي الوقت الذي يجيد فيه صناعة الأفلام بشكل تقني وأسلوب رفيع، من الواضح أن اهتماماته الإنسانية العميقة جعلت أفلامه متفرّدة في أبعادها الفنية الخاصة بها، حيث يمثل كل فيلم بالنسبة إليه رحلة جديدة ورؤية ناضجة في أعماق النفس البشرية. ومن هنا، تبدو غالبية أعماله فيها دائماً مشكلة إنسانية أو اجتماعية سواء مأخوذة من أحداث حقيقية أو مقتبسة عن أعمال روائية أو مسرحية، إلا أن أسلوبه دائماً ما يكون في خدمة الفكرة الجوهرية في كل فيلم من أفلامه التي بلغت 45 فيلماً خلال مسيرته الفنية من 1957 وحتى 2011.

وما كتاب «فن الإخراج السينمائي» في نهاية الأمر، سوى خلاصة رحلة المخرج السينمائي الأميركي سيدني لوميت عبر خمسين عاماً. إنه ليس كتاباً عن الحرفة فقط، لكنه أيضاً عن الفن والإبداع بدءاً بالسيناريو المكتوب وانتهاء بعرض الفيلم للجمهور. ويجيب الكتاب بين سطوره عن أهم سؤال في الفن السينمائي: كيف تحكي القصة؟ بدءاً من اختيار الفيلم الخام وأسلوب الإضاءة والعدسات والألوان والمونتاج والموسيقى والصوت وغيرها.

الحياة اللندنية في

27.03.2015

 
 

مهرجان سالونيك الدولي يطرح أشكال التأليف في الفيلم الوثائقي

العرب/ رامي عبدالرازق

برنامج مهرجان سالونيك الدولي لهذا العام يهتم بأعمال تلقي الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية ويوفر وسيلة بديلة لفهم القضايا المعاصرة.

سالونيك (اليونان)- في لقائه المفتوح الذي عقد ضمن تكريمه خلال فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان سالونيك للأفلام التسجيلية باليونان من 13 إلى 22 مارس الجاري، تحدث المخرج النمساوي الأصل هيربرت سوبير صاحب الثلاثية التسجيلية الشهيرة “يوميات كينشاسا، وكابوس داروين، وجئنا كأصدقاء”، عن مصطلح تأليف الوثائقي الذي يعتبره الأقرب إلى رؤيته وأفكاره في التعاطي مع الشكل الخاص بأفلامه.

موضوع تأليف الوثائقي بالنسبة إلى المخرج النمساوي الأصل هيربرت سوبير، واقعي غير مؤلف، ولكن التأليف المقصود هو تأليف الشكل، أو بمعنى أدق البحث عن الشكل القادر على إحداث التأثير المطلوب في نفس المتلقي، على أن يكون نفس التأثير الذي أحدثه الواقع في نفسية المخرج حين قرر تصويره.

وسوبير نفسه يعد محسوبا على المخرجين أصحاب السياقات التقليدية بالمقارنة لتيارات التسجيليين، الأكثر حداثة وشبابا منه مع كامل التقدير الذي تناله أفلامه، ولكن المخرجين الذين يقررون خوض هذه المغامرة لا يخافون أن يحترقوا بنار التقييم النوعي، بل يتجاوزونه لصالح أن تكون للمتلقي حرية التأويل والتأثر بالبناء الفيلمي، كلما زادت حدة المغامرة وعنفوانها.

لسع النار

لو أن هناك جائزة تمنح لأحسن إسهام فني في التصوير أو المونتاج لذهبت عن استحقاق للفيلم الهولندي “هؤلاء الذين يشعرون بلسع النار” للمخرج الشاب مورغان كنيبي، والمبني على جملة من “جحيم دانتي” عن مشاهد التعذيب التي يتعرض لها أهل النار في الدرك الأسفل من الجحيم، حيث يبدأ الفيلم بمشهد تمثيلي عن مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين في قارب يتعرض لعاصفة، على إثرها يموت أحد الرجال العالقين بين البحر والشاطئ، وتصعد روحه إلى السماء.

"في القبو" فيلم يقدم أشخاصا تعبر أقبية منازلهم عن طباعهم الشخصية، وعن المجتمع وعن الحضارة التي أفرزتهم

والمشهد مصور من زاوية عين طائر، لتحلق تلك الروح التي نسمع صوتها فقط دون أن نراها طوال زمن الفيلم، متنقلة ما بين فئات المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين إلى أوروبا، فاضحة الحلم الوهمي بأن الوصول إلى شاطئ الشمال هو بوابة الدخول إلى الجنة.

تتحرك الكاميرا في حركة شبحية محاولة أن تحاكي حركة روح هائمة ما بين الأماكن والبشر، وفي سياق مونتاجي أقرب للقطة الواحدة طوال الفيلم، باستخدام مناطق الإظلام والسواد بين الغرف أو الشوارع أو البيئات المكانية الضيقة والكئيبة التي يعيش فيها اللاجئون.

وكذلك عبر بناء درامي محكم تنتقل الكاميرا-الروح من فئة إلى أخرى، وكأنها تتجول بين غرف الجحيم، لتشاهد من سبقوها إلى هناك، وهم يمرون بشتى ألوان العذاب النفسي والبدني؛ ما بين أعمال دونية، أو إدمان مخدرات، أو انتظار حقير أمام مكاتب توزيع الأطعمة والإعانات، دون أن يكون هناك فرق بين من هو قادم من أفغانستان، وبين اللاجئ السوري، أو المتسلل الأفريقي، أو الحالم المغربي الذي حين صدمه الواقع الأوروبي، يلجأ إلى تعاطي المخدرات على اعتبار أنها وسيلته الوحيدة للشعور بالجنة.

هذا الشكل المغامر الذي يبدو استلهاما لما سبق وشاهدناه في أفلام روائية مثل الإيطالي “عكسي” لغاسبر نواه، والأميركي “بيردمان” لغونزاليس إيناريتو، لاشك أفرز حالة شعرية ووجودية شديدة القوة والتأثير.

وهي تجربة بصرية تبدو غير مسبوقة تسجيليا على مستوى التصوير بكاميرا طائرة لا تستقر أمام شخص أو داخل مكان، وبإيقاع زمني متلاحق وطويل كأنه وحدة زمنية واحدة يختلط فيها الليل بالنهار والضوء بالظل، فالروح الهائمة لا تنام ولا تستريح خلال جولتها عبر أروقة الجحيم ومشاهدة الأحباب وهم يرسفون في أغلال العذاب.

لو أن هناك جائزة تمنح لأحسن إسهام فني في التصوير أو المونتاج لذهبت عن استحقاق للفيلم الهولندي "هؤلاء الذين يشعرون بلسع النار"

ملكة الصمت

كيف يمكن التعبير عن الواقع الروحي لفتاة غجرية في العاشرة من عمرها تعاني من صمم كامل، لكنها تعشق الرقص الهندي وتحفظ الكثير من الإيقاعات التي لم تستمع إليها يوما سوى عبر عينيها فقط.

تقرر المخرجة أجنيشكا زويفكا أن تخرج ما في رأس هذه الملكة الغجرية الصغيرة، وتجسده لنا ولها في شكل لوحات هندية راقصة تشارك فيها كل شخصيات الفيلم تقريبا، من مجموعة الأطفال أبناء الهامش الغجري الذي تقطنه أسرهم خارج إحدى الأحياء في وارسو ببولندا، مرورا بالجمهور العادي الذي يسير هنا وهناك في الميدان الذي تذهب دينيسيا (وهو اسم ملكتنا الصغيرة)، كي تتسول بعض المال من أجل سد رمق أسرتها.

لا أحد يدري كيف أقنعت المخرجة الجمهور العادي بالمشاركة، ولكن في بعض اللوحات، ثمة رقص احترافي واضح من شباب يرقصون خلف الغجرية الصغيرة في ملعب لكرة السلة، قريب من حي الغجر الذي تريد البلدية أن تنقله عنوة خارج المدينة على اعتبار أنهم ليسوا مواطنين. هنا يخرج الفيلم من عباءة القصة الميلودرامية المتأثرة بثيمات الأفلام الهندية التي تعشقها بطلتنا ذات العشرة أعوام، إلى الواقع الضنين بمساحة أرض وحياة تسع الجميع.

تبني المخرجة فيلمها بذات البناء التقليدي للأفلام الهندية، أي حادثة وأغنية تعلق عليها، ولكنه يبدو بناء مغامرا في إطار فيلم تسجيلي يشتبك مع واقع كئيب لبشر لا أحد يطيق وجودهم ولو على مسافة منه.

لا أحد يعنيه أن تكون تلك الصغيرة مسكونة بالإيقاع أو أن حواسها الروحية تعمل بكفاءة أكثر من أطفال كثيرين أسوياء وأصحاء، بل إنها تغامر بخوض مسابقة للرقص بين أصحاء، وترقص بالفعل دون أن تستمع إلى الموسيقى، وحين تخرج المنافسة في التصفيات الأولى تقف حائرة في لقطة تراجيدية شفافة، لا تدري هل تم تصعيدها أم أنها خرجت من البداية.

كيف يمكن التعبير عن الواقع الروحي لفتاة غجرية في العاشرة من عمرها تعاني من صمم كامل، لكنها تعشق الرقص الهندي وتحفظ الكثير من الإيقاعات التي لم تستمع إليها يوما سوى عبر عينيها فقط

قبو سيدل

جدلي وصادم كعادته هذا النمساوي صاحب “ثلاثية الجنة” و”تصدير واستيراد” و”موديلز”. إنه إلريش سيدل، فهو لاعن الحدود، والمؤلف الوثائقي الشهير الذي يبحث عن شخصيات واقعية، ثم يضعها في أطر خاصة، تبدأ من كادرات واسعة ثابتة كأنها بورتريه أو صورة في ألبوم، وصولا إلى تعرية عورات المجتمع بتعرية عورات الشخصيات ذاتها، وتصويرها وهي تمارس طبيعتها الإنسانية بلا سواتر اجتماعية أو وجاهة إنسانية. هكذا نراها في أحدث أفلامه “في القبو” الذي بحث فيه طويلا عن أشخاص تعبِّر أقبية منازلهم عن طباعهم الشخصية، وعن المجتمع وعن الحضارة التي أفرزتهم.

ربما لم تكن مصادفة أن يعرض المهرجان فيلم “المخرج أثناء العمل” للألماني قنسطنتين وولف الذي أجرى فيه حوارات مطولة مع سيدل أثناء عمله على فيلم “في القبو”، ليجيب على الكثير من الأسئلة حول الشكل الذي يختاره سيدل لأفلامه، هذا الشكل الجريء الذي يتضمن ترتيب الواقع كما يراه هو وليس كما يبدو في الحقيقة، تاركا لنفسه حرية تحريك كل شيء بداية من الأثاث والديكورات، وصولا إلى شخصيات الفيلم التي هي شخصيات واقعية، لكنها تتحول إلى نماذج تمثيلية في أفلامه.

ومثال ذلك تلك المرأة السادية وخادمها المطيع أو الرجل الذي يعود من عمله ليرتدي زي النازية ويجتمع هو وأصدقاؤه في القبو، ليرفعوا أيديهم بالتحية لصور هتلر وغوبلز، أو الداعر المعاق الذي تتلذذ النساء بالذهاب إلى قبوه، كي يركب فوقهم كأنهم أحصنة أسطورية ضخمة بجسده الضئيل المشوه، وبعد قليل يموت البحث عن مفهوم للشكل، ويصبح المضمون والحقيقة عاريين أمام المتلقي، وهذا كل ما يلامس الوجدان ويقرع الذهن.

'مانيا دايز' فيلم يرى العالم بعيون مرضاه

المخرج بول داليو يحاول في فيلمه 'مانيا دايز' أن يروي عن مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من منظور من يعيشون مع المرض.

العرب/ تكساس (الولايات المتحدة)- قال المخرج السينمائي بول داليو الذي يعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، إنه صنع فيلم “مانيا دايز” لأنه أراد أن يرى رواد دور العرض السينمائي العالمَ من خلال أعين المصابين بأمراض عقلية.

والفيلم من بطولة كيتي هولمز ولوك كيربي وقد عرض لأول مرة الأسبوع الماضي في مهرجان ساوث وست السينمائي في أوستن، ويتناول قصة رجل وامرأة يعانيان من هوس اكتئابي.

وقال داليو لقد كانت هناك جهود نبيلة لتقديم المرض العقلي في أفلام من صنع أشخاص ليسوا على صلة مباشرة بالموضوع، وأكد أنه أراد رواية القصة من منظور من يعيشون مع المرض.

والاضطراب الوجداني ثنائي القطب، هو أحد الأمراض النفسية التي تتميز بتناوب فترات من الكآبة مع فترات من الابتهاج غير الطبيعي التي تختلف عن الشعور بالابتهاج الطبيعي، كونها تؤدي بالشخص للقيام بأعمال طائشة وغير مسؤولة في بعض الأحيان.

وقال ديالو أثناء عرض الفيلم في عاصمة تكساس مؤخرا “إذا استطعت أن تعرف كيف يكون الشعور بالمرض، أعتقد أنك ستنظر إلى المصابين به بشكل مختلف”.

ويروي الفيلم قصة “كارلا” التي تؤدي دورها كيتي هولمز و”ماركو” الذي يؤدي دوره كيربي، وهما ينزلقان إلى المرض العقلي فيتمّ نقلهما إلى مستشفى للأمراض النفسية، وينجذب الاثنان تجاه بعضهما البعض، وبينما تتوطد علاقتهما يشتد عليهما المرض.

وخلال صعود وهبوط العلاقة بسبب المرض العقلي يتشارك الاثنان المرح والحنان والتصرفات الغريبة، التي من بينها النزول بسيارة صغيرة في نهر تجري مياهه بسرعة.

ويتساءل الاثنان عما إذا كانا سيخسران نفسيهما واتقاد مشاعرهما، إذا حاولا السيطرة على مرضهما العقلي من خلال العلاج النفسي وتناول الدواء.

العرب اللندنية في

27.03.2015

 
 

إلهام شاهين: راضية عن نجاح {هز وسط البلد} و{ريجاتا}

كتب الخبرهند موسى

شاركت إلهام شاهين في الموسم السينمائي الحالي ببطولة فيلمين: {هز وسط البلد} من إنتاجها و{ريجاتا}. 

حول جديدها والمعيار الذي تعتمده لقبول الأدوار، في مقدمها أهميتها في أحداث العمل الفني كان اللقاء التالي معها.

·        كيف تقيّمين ردود الفعل حول فيلميك؟

سعيدة بها للغاية، وبما حققه كلاهما من إيرادات، وإن توقعت أن يحصدا عائداً مادياً أكبر، لكن الأحداث السياسية أثرت على الإيرادات، عموماً الأهم من نجاح الأعمال في شباك التذاكر، أن تظل بلادنا وشعبها بخير، فأنا لا أتعامل مع الأفلام بمنطق تجاري.

·        هل خططت لهذا الحضور المكثف في السينما؟

لا، لكن شاءت الظروف ذلك، إذ كنّا انتهينا من تصوير نسبة كبيرة من مشاهد «هز وسط البلد»، ثم توقفنا بسبب الأحداث، وبعد ذلك استأنفناها، واتفقنا على عرضه في موسم إجازة نصف العام، وكنت اتفقت وفريق عمل «ريجاتا» على  عرضه في الموسم نفسه.

·        قدمت في كليهما دور أم... فما وجه الاختلاف بينهما؟

الملابسات المحيطة بكليهما مختلفة، ففي «هز وسط البلد» الأم متسولة في الشارع، تطلب المال لأجل أبنائها، وتدفعها حاجتها لبيع أحدهما وإلقاء رضيعتها في سلة القمامة، فيما في «ريجاتا» هي أم لها ماض أثر في حاضرها، وفي حياة ابنها، لا سيما تعييره باستمرار بألا أب له بسبب إقامتها علاقات جنسية مع كثيرين، بالتالي جهلها والد ابنها الحقيقي.

·        ما الصعوبات التي واجهتك فيهما؟

لم تكن الصعوبات في التنفيذ، إنما في الحالة النفسية، فهما حافلان بالمآسي، وكلها مشاهد صعبة ومشاعر إنسانية مؤثرة، لذا توجب علي عيش الأحداث التي تمر بها كل من الشخصيتين،  لأنقل مشاعرهما للجمهور ليتفاعل معها، ولا يتجاهلها أو يمل من متابعتها.

·        ما المشاهد التي أرهقتك نفسياً؟

مشهد النهاية في «هز وسط البلد» الذي ألقي فيه ابنتي في سلة القمامة، واعتباري أنني تحررت من أولادي بعد بيعي لأحدهما، وصدم  سيارة لآخر، بالتالي  لم يعد ما يمنع أصحاب المحلات من السماح بعملي لديهم.  في «ريجاتا» المشهد الذي يرفع فيه ضابط المباحث (فتحي عبد الوهاب) الطرحة عن رأسي ليكتشف أن الكيماوي الذي أتناوله بسبب إصابتي بالسرطان قد أسقط شعري.

·        وكيف تقيمين الأصداء حولهما؟

جيدة، فقد حدثني بعض القيمين على دور العرض بأن الجمهور يبكي في هذين المشهدين، فشعرت بأن أدائي نجح في إقناع المشاهدين، رغم الاكتئاب الذي سببه لي المشهد الثاني.

·        وما الذي دفعك إلى إنتاج {هز وسط البلد}؟

كونه تجربة خاصة من نواح عدة، كالموضوع الذي يتم تناوله فيه، والأسلوب الإخراجي الذي قدم به المخرج محمد أبو سيف العمل الذي تدور أحداثه في يوم واحد من حياة المصريين، بين السابعة صباحاً والسابعة مساءً، أي في 12 ساعة، وخلال هذه الفترة يُسلّط الضوء على أخطاء كثيرة، حتى نعرف كيفية معالجتها.

·        ألم تقلقي من تراجع بعض المنتجين عن إنتاج الفيلم؟

لا أعمل بمنطق المنتج من ناحية المكسب والخسارة، يهمني في المقام الأول المكسب الأدبي، وفي الوقت نفسه أدعو ربي ألا أخسر، وأعتقد أن تركيبة الفيلم الصعبة وراء تراجع المنتجين.

·        وماذا عن مشاركة 30 فناناً في العمل؟

تم توظيفهم في أدوار مناسبة لهم، فكل بطل قدم مشكلة مختلفة عن الآخر،  مثلا أجسّد شخصية حورية، امرأة بائسة، ومن النساء المطحونات في المجتمع، وحقها مهدور، لذا تضطر لبيع نفسها وأولادها من أجل العيش، وهي المرة الأولى التي أجسد فيها مثل هذه الشخصية، الهدف منها محاولة تسليط الضوء على مثيلاتها.

·        وهل جاملوك بموافقتهم على الانضمام إلى الفيلم؟

لا أنظر الأمر من منطلق المجاملة، لكنهم وافقوا لدعم السينما التي يعشقونها قبل مساندتي في تنفيذ هذا العمل، وأشكرهم على موقفهم هذا، وحرصهم على الظهور كمجموعة متكاتفة كي نقدم فيلما له قيمة، ومن جانبي قدمت لهم خمسة أفيشات لإرضاء الجميع.

·        كيف تقيّمين العمل مع المخرج محمد أبو سيف؟

ليس التعاون الأول بيني وبين أبو سيف، فقد سبق أن تعاونت معه في فيلم «خالي من الكوليسترول»، ومسلسل «بنت أفندينا»، وتعجبني طريقته الإخراجية، فهو مخرج له تاريخه العظيم، كذلك كتب قصة الفيلم بطريقة مختلفة تضغط على آلامنا وأخطائنا لمعالجتها.

·        ما الذي شجعك على العمل مع محمد سامي؟

هو مخرج موهوب ومتميز، وتشهد له تجاربه التلفزيونية السابقة باجتهاده وحرصه على أدق تفاصيل عمله، ثم، شخصياً، أحب العمل مع مخرجين شباب، ولدي تجارب في هذا الإطار ناجحة ونلت عنها جوائز، على غرار: «أيام الغضب» الذي كان أول إخراج لمنير راضي، «يا دنيا يا غرامي» لمجدي أحمد علي، «هارمونيكا» لفخر الدين نجيدة.

·        ألم تخشي تجسيد شخصية أم لعمرو سعد؟

سبق أن جسدت شخصية أم لأشرف عبدالباقي في فيلم «خالي من الكوليسترول»، عموماً لا تعنيني هذه النظرات لأنني أقرأ الدور،  قبل أي شيء، وإذا أعجبني أقدمه بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وهو ما حدث مع صباح في «ريجاتا»، فهي شخصية شديدة الإنسانية.

فجر يوم جديد: {أعداء النجاح}!

كتب الخبرمجدي الطيب

من دورة إلى أخرى يكتسب مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية أرضية جديدة في العمق الإفريقي، وينجح في توطيد العلاقة بين أبناء النيل والأشقاء في القارة السمراء، وهو الأمر الذي يتجلى، بقوة، في الحشد الجميل للأشقاء المشاركين بأفلامهم في مسابقتي الأفلام القصيرة والطويلة، والمائدة المستديرة، وورشة النقد السينمائي، وإشراف المخرج الإفريقي الشهير هايلي غريما على ورشة صناعة الفيلم بمعاونة فريق من الشباب السينمائيين الأفارقة، ومشاركة 21 شاباً وفتاة من شتى دول القارة، يجمعهم عشق السينما، وطموح لا ينتهي في تغيير الصورة الذهنية الغربية للإفريقي «الأسود» الذي خُلق لأن يكون عبداً للسيد «الأبيض»!   

نجح المهرجان في تحقيق رسالته، ودعمها بتدشين صندوق «اتصال»، الذي لم يكتف بتشجيع الموهوبين، عبر عرض أفكارهم، وإنما قطع خطوة أكثر عملية بتقديم الدعم المادي لهذه الأفكار، والإسهام في خروجها للنور، من خلال تفعيل إنتاج ستة أفلام قصيرة (أربعة أفلام تسجيلية وفيلمان روائيان)، كما شهدت الدورة الرابعة (16 – 21 مارس 2015)، التي اختتمت أعمالها منذ أيام  تدشين برنامج «ستيب»، الذي يستهدف تطوير الأفلام (الفيلم الأول أو الثاني)، وتقديم منحة تتراوح ما بين خمسة وثمانية آلاف دولار، يتم تخصيصها لصاحب الفيلم الفائز في ورشة التطوير التي يقيمها المهرجان، بقيادة «فيلم إنيشياتيف» وإشراف الفرنسية إزابيل فوفيل خبيرة التطوير الفرنسية، ولجنة تحكيم تضم مبدعين مصريين.

  زخم بمعنى الكلمة،ة وطفرة كبيرة بالفعل، لا يمكن لمنصف تجاهلها، لكن شهدت الدورة الرابعة – في المقابل – ترهلاً إدارياً، وثغرات تنظيمية، لا يمكن إنكارها، أو غض الطرف عنها، بل يستوجب من إدارة المهرجان المتمثلة في «الرئيس» سيد فؤاد و{المدير» عزة الحسيني النظر إليها بعين الاعتبار لكي يمكن تداركها، قبل أن تستفحل، وتخصم من رصيد المهرجان «الذي ولد عملاقاً»!

أول هذه الثغرات تمثلت في لجنة المشاهدة، التي كانت كريمة للغاية في منح شرف المشاركة لأفلام غير مؤهلة، سواء من حيث الرؤية الفكرية أو اللغة السينمائية، للمنافسة على جوائز المهرجان، وهو ما كشفت عنه العروض اليومية، وأتصور أنه كان سبباً في استياء بعض أعضاء لجنة تحكيم المسابقتين، ودفع بعضهم إلى استبعاد عدد من الأفلام في التصفية الأولى «لسوء المستوى»!

إشكالية يمكن تجاوزها، بسهولة، في حال إطلاق يد أعضاء لجنة المشاهدة لـ «الضرب بيد من حديد» الأفلام السيئة، وحرمان أصحابها من نيل شرف المشاركة في مهرجان دولي لمجرد التباهي بهذا الشرف، والمتاجرة به بعد إدراجه في السيرة الذاتية لهم، بعيداً عن الطموح المشروع في الفوز بجائزة ما.

أما الثغرة الثانية فتتجلى، بقوة، في المجاملات الصارخة التي تدفع إدارة المهرجان للترحيب بأفكار لا تنسجم وطبيعة المهرجان، ولا مكان لها في تظاهراته، كالقبول بفكرة تنظيم ورشة لـ «تعليم التفكير» لا يمكن الاقتناع بأن ثمة علاقة بينها وصناعة السينما، بدليل أن الصحافيين المكلفين بتغطية المهرجان واجهوا صعوبة بالغة في إقناع رؤساء صفحات الفن في الصحف التي يعملون لحسابها بنشر أعمالها أو التوصيات التي أسفرت عنها، بعكس ما جرى في المائدة المستديرة التي تناولت «المشاكل والتحديات التي تواجه النقد السينمائي في إفريقيا»، وكانت محل اهتمام الصحافيين والنقاد على حد سواء!

في هذا السياق، لا بد من أن يتساءل المرء عن العلاقة بين «مهرجان سينمائي» وتكريم الأمهات في «عيد الأم»، حتى لو قيل إن المهرجان استثمر المناسبة لتكريم الفنانة نهال عنبر، فالزج بالمهرجان في مناسبات عامة فيه كثير من التعسف، وابتعاد عن هدفه المرسوم، بعكس المبادرة النبيلة التي تبناها المهرجان، وتمثلت في اختيار المخرجة شويكار خليفة، أستاذ الرسوم المتحركة، للقيام بجولة في مدارس الأقصر عرضت فيها أفلام التحريك (صلصال وعرائس وغيرها) على الأطفال، بهدف تنمية حاسة الفرجة والتذوق لديهم، وحثهم على التجاوب مع فن السينما، واكتشاف المواهب الدفينة فيهم، كذلك  حالف التوفيق إدارة المهرجان في تخصيص يوم يُدعى إليه عُمد ومشايخ وكبراء محافظة الأقصر، التي تستضيف فعاليات المهرجان، وتخلو من وجود دار عرض واحدة للأفلام السينمائية!

الأمر المؤكد أننا بصدد مهرجان عظيم الأهمية، نبيل الرسالة، والهدف، لا ينبغي أن تعكر صفوه، أو تعطل استمرار مسيرته، مثل هذه الأخطاء البسيطة، والساذجة، التي من بينها – مثلاً – عرض أحد أفلام المسابقة باللغة الفرنسية، ومن دون ترجمة إلى الإنكليزية، كما حدث في فيلم «عين العاصفة» (بوركينا فاسو)، ما تسبب في مشكلة لعدد من أعضاء لجنة التحكيم.

إدارة المهرجان مُطالبة، فور انتهاء أعمال الدورة الرابعة، بتقييم فعالياتها، والوقوف على أخطائها، لتدارك سلبياتها، وهي ما زالت في المهد، مع ضرورة الإنصات للأصوات العاقلة من محبي المهرجان، الذين يتمنون له الخير ومزيداً من التقدم، من دون الانسياق وراء القول إنهم «أعداء النجاح»!

حصاد الموسم السينمائي الحالي هنيدي في صدارة الإيرادات وتراجع الأفلام الجديدة

كتب الخبرهيثم عسران

تشهد دور السينما المصرية حالة من الترقب، بعدما جاءت إيرادات الموسم السينمائي الحالي أضعف من مواسم السينما السابقة التي شهدت انتعاشة وتخطت إيراداتها حاجز الـ75 مليون جنيه، في وقت لم تصل إيرادات الموسم الحالي مجتمعة إلى 30 مليون جنيه.

حافظ محمد هنيدي على صدارة شباك التذاكر بفيلمه الجديد «يوم مالوش لازمة» الذي تقاسمه بطولته روبي وريهام حجاج، إذ حقق إيرادات وصلت إلى 11 مليون جنيه في ثمانية  أسابيع عرض.

بفارق كبير حل «ريجاتا» في المركز الثاني،  بطولة إلهام شاهين وعمرو سعد، إذ حقق إيرادات اقتربت من 5 ملايين جنيه في ثمانية أسابيع عرض، من بينها ثلاثة  ملايين في أول أسبوعين، بعد الضجة التي رافقته وحذف الرقابة ألفاظا جريئة وردت على لسان أبطاله.

إيرادات تصاعدية

حقق «أسوار القمر» الذي تعود به منى زكي إلى السينما، بعد غياب ست  سنوات، إيرادات وصلت إلى 4.5 ملايين جنيه في ستة  أسابيع، ويحقق الفيلم إيرادات تصاعدية، منذ بدء عرضه  بشكل مفاجئ في الصالات السينمائية من دون دعاية مسبقة.

الفيلم الذي تتقاسم بطولته منى زكي مع عمرو سعد وآسر ياسين حافظ على معدل ثابت للإيرادات في الفترة الماضية، رغم تراجع إيرادات أفلام أخرى، بعد الإشادة النقدية والجماهيرية التي حصدها، خصوصاً في تنفيذ مشاهد الأكشن.

حقق «قط وفأر» إيرادات وصلت إلى ثلاثة  ملايين جنيه، وهو رقم جيد بالنسبة إلى طبيعة الفيلم الكوميدية  وموازنته المحدودة، علماً بأن بطليه محمود حميدة ومحمد فراج لم  ينظما حملات ترويجية في الصالات السينمائية، عكس صناع بعض الأعمال الأخرى، فضلاً عن ضعف الدعاية التي  رافقت عرضه في الصالات مقارنة بأفلام أخرى.

بدوره حقق «سوء تفاهم»، بطولة سيرين عبدالنور، إيرادات وصلت إلى مليوني جنيه تقريباً في أربعة  أسابيع عرض، وهي إيرادات جيدة للفيلم في السوق المصرية، في ظل وجود مجموعة كبيرة من الأفلام العربية والأجنبية في توقيت طرحه.

الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي يعتبر أعلى الأفلام التي طرحت خلال الشهر الماضي على مستوى الإيرادات، رغم ضعف الحملة الدعائية الخاصة به، وإلغاء العرض الخاص بسبب الظروف السياسية وحالة الحداد التي أعلنت، بالتزامن مع طرح الفيلم تجارياً، واكتفى صناعه بعرض خاص في بيروت مع انطلاق الفيلم في الصالات اللبنانية.

إخفاق وسلبية

لم تصل إيرادات «خطة بديلة» بطولة خالد النبوي مع تيم حسن إلى حاجز الـ  700 ألف جنيه، رغم مرور خمسة  أسابيع على بداية عرض الفيلم، ما جعل أصحاب دور العرض يرفعونه من الصالات، فيما يعوّل منتجه على عرضه في دول الخليج، لتحقيق إيرادات أفضل تغطي الكلفة الإنتاجية للفيلم.

كذلك لم تتجاوز إيرادات «الدنيا بالمقلوب»، بطولة باسم سمرة، علا غانم، رندا البحيري، وأحمد عزمي حاجز النصف مليون جنيه، رغم مرور أكثر من أسبوعين على طرحه، علماً بأن الانتقادات التي واجهت الفيلم فور طرحه ووصفه بأنه أحد أفلام المقاولات، رسمت صورة ذهنية سلبية عنه.

أما «خارج الخدمة»  بطولة أحمد الفيشاوي وشيرين رضا، فلم تتجاوز إيراداته  250 ألف جنيه، بعد مرور أكثر من أسبوعين على عرضه، ما تسبب في رفعه من الصالات بعد أيام من طرحه.

الفيلم الذي يعود من خلاله أحمد الفيشاوي إلى البطولة السينمائية، صوّر بموازنة  محدودة وبمشاركة إنتاجية من أفراد  فريق العمل الذين تطوعوا بأجرهم ليخرج الفيلم إلى النور.

في المقابل، حققت أفلام أجنبية إيرادات جيدة خلال الأسابيع الماضية من بينها Focus بطولة ويل سميث، إذ تجاوزت إيرادات الفيلم حاجز المليون ونصف مليون جنيه في أقل من أسبوعين عرض، بينما حقق Outcast بطولة نيكولاس كيج إيرادات وصلت إلى مائتي ألف جنيه في أسبوع عرضه الأول.

الجريدة الكويتية في

27.03.2015

 
 

المخرج الامريكي أبيل فيرارا يعود بـ "مرحباً في نيويورك"

24 ـ محمد هاشم عبد السلام

بعد فيلمه المهم الذي أحدث الكثير من التفاعل الجماهيري والجدال النقدي العام الماضي وحمل عنوان "بازوليني" عن سيرة المخرج الإيطالي الكبير بييرو باولو بازوليني، يقدم لنا المخرج الأمريكي المخضرم أبيل فيرارا هذا العام فيلماً جديداً بعنوان "مرحباً في نيويورك".

بدأت عروض "مرحباً في نيويورك" اليوم، السابع والعشرين، في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن عرض الفيلم في مهرجان "كان" العام الماضي، وأيضاً بالعديد من المهرجانات حتى نهاية العام الماضي. والفيلم من بطولة النجم الفرنسي المعروف جيرارا دي بارديو في دور "ديفيرو"، وتشاركه البطولة الممثلة الإنجليزية الشهيرة جاكلين بيسيه في دور "سيمون".

وقد اشترك أبيل فيرارا في كتابة سيناريو وحوار الفيلم مع كاتب السيناريو كريست زويس، ويمتد زمن عرض الفيلم، الذي ينتمي لنوعية أفلام الدراما، لأكثر من ساعتين تقريباً، وهو ناطق بالإنجليزية والفرنسية. وقصة الفيلم مستمدة من الحياة الحقيقية لـ "دومينيك ستراوس كان".

ودومينيك ستراوس كان، اقتصادي وسياسي ورجل قانون يهودي فرنسي من أصول مغربية، تدرج في العديد من المناصب بفرنسا وترأس أكثر من وزارة ، الاقتصاد والمالية والصناعة. بعد ذلك تولى في النهاية منصب رئيس صندوق النقد الدولي من عام 2007 وحتى 2011، ثم أجبر على الاستقالة من منصبه عقب الفضيحة الدولية التي لاحقته جنائياً بتهمة التعدي الجنسي على عاملة تنظيف بأحد فنادق مدينة نيويورك.

وتدور أحداث الفيلم، مع اختلافات كثيرة بالطبع حول شخصية دومينيك، والذي يظهر في الفيلم باسم السيد ديفيرو، وهو شخص شديد التركيب والتعقيد. ذلك الرجل القوي والواسع النفوذ والاتصالات والسلطة، والذي يتعامل في مليارات الدولارات وليس الملايين يومياً، لكنه في نفس الوقت يعاني أشد المعاناة على المستوى النفسي، يعاني الخوف والرعب والضياع.

أيضاً يعاني ديفيرو من الجوع الجنسي والرغبات الجامحة التي تقوده وتتحكم فيه، وفي النهاية، تدمر حياته واسمه وسمعته. وفي نفس الوقت، نكتشف أنه صاحب الكثير من الأحلام النبيلة أو المُراهقة، إن جاز التعبير، المتمثلة في إنقاذ العالم مما هو فيه، في حين أنه هو نفسه لا يستطع التحكم في ذاته ولا إنقاذ نفسه وسمعته وتحقيق حلمه بالترشح للانتخابات الرئاسية في فرنسا.

جدير بالذكر أن ما أعاق نزول الفيلم إلى السينمات، خاصة في الولايات المتحدة، حتى هذا الوقت المتأخر، يرجع إلى الخلافات الجذرية التي نشبت بين الشركة المنتجة للفيلم والمخرج، والتي رغبت في اقتطاع ما يقترب من ربع ساعة من زمن الفيلم حتى تستطيع بيعه وتوزيعه في أسواق الولايات المتحدة وفقاً للقوانين، وعرضت على المخرج أن يقوم بهذا بنفسه، لكن أبيل فيرار رفض الأمر كلية، واعتبر أن نسخة الفيلم التي تحمل اسمه هي التي تزيد عن الساعتين، ساعتين وخمس دقائق على وجه التحديد. في حين أن أي نسخة أخرى تعتبر مزيقة ولا تحمل توقيعه ولا وجهة نظر.

وكانت الشركة المنتجة ترغب في حذف أحد المشاهد المتعلقة بممارسات ديفيرو الماجنة، وأيضاً تلك المتعلقة بواقعة الاغتصاب للعاملة وجعل الأمر يبدو كأن السيدة تتخيل أن هذا قد حدث، وهو ما جعل فيرارا يرفض تماماً المشاركة في تلك الجريمة على حد قوله، والتي تعني أن الفيلم يدين السيدة وينتصر للجانب الآخر ويسرد الكثير من المغالطات والأكاذيب. في حين أن هذا ليس هو الهدف من الفيلم، الذي يعرض ما حدث بمنتهى الأمانة دون الانحياز لأي من الطرفين.

موقع (24) الإماراتي في

27.03.2015

 
 

48 فيلماً في دور العرض المحلية أبريل المقبل

دبي ـ غسان خروب

 بين الأكشن والدراما والكوميديا تتوزع مجموعة الأفلام التي تعرضها دور السينما المحلية خلال أبريل المقبل، ويصل عددها إلى 48 فيلماً تمثل أبرز إنتاجات السينما العالمية والعربية، ليأتي فيلم «فاست آند فيورس 7» على رأس قائمة الأكشن..

فيما يأخذنا «الطفل 44» في رحلة درامية في أتون الاتحاد السوفيتي، لنطل من خلال «أسوار القمر» على ما فقدته منى زكي من ذكريات، ولتأخذنا «دلافين» وليد الشحي في ثلاثة مسارات نعاين فيها حياة عائلة إماراتية.

فان ديزل وجيسون ستاثام ورفاقهما يتربعون في أبريل على عروض «الأكشن»، ففي فيلمهم «فاست آند فيورس 7» يستكملون مطارداتهم وسباقاتهم التي بدأوها بهذه السلسلة منذ انطلاقها في 2001، إلا أن اللافت في الجزء الأخير هو أن الجمهور المحلي سيتابع سباقات ديزل ورفاقه التي صورت في شوارع أبو ظبي..

وحصدت إشادة النقاد الذين منحوه 9 علامات، فضلاً عن محاولة طاقم الفيلم التغلب على إشكالية غياب الراحل بول واكر عبر إشراك أخيه الذي يشبهه بالفيلم، الذي توقع محللو شباك التذاكر الأميركي أن يحقق أكثر من 110 ملايين دولار في أسبوع عرضه الأول.

وعلى حد سواء يطل الممثل صامويل جاكسون على الجمهور عبر فيلم «اللعبة الكبيرة» (Big Game) للمخرج الفنلندي غالمري هالندر، بشخصية الرئيس الأميركي الذي يتعرض لعملية إرهابية تجبره على البقاء وحيداً وسط الأدغال في محاولة للنجاة، ليقابل فيها صبياً (الممثل أوني تمويلا) خرج للصيد في الأدغال ليثبت أنه أصبح رجلاً..

ويقرر الصبي حماية جاكسون والدفاع عنه بكل قوته. في حين لا يمكن إغفال فيلم «المنتقمون 2» الذي يعد امتداداً لسلسلة المنتقمون، التي تجمع في عدداً من نجوم هوليوود ومنهم روبرت دواني وسكارليت جوهانسون وغيرهم.

درامياً، تعرض دور السينما فيلم «الطفل 44» (Child 44) للمخرج دانيال اسبينوزا والمقتبس عن رواية توم روب سميث، وتدور أحداثه حول أحد أعضاء الشرطة العسكرية المغضوب عليهم من القيادة، يحقق في سلسلة من جرائم قتل بشعة تقع لعدد من الأطفال في «الاتحاد السوفيتي» خلال حقبة حكم (ستالين)..

كما تعرض أيضاً فيلم «الاسكافي» (THE COBBLER) لأدم ساندلر والذي يلعب فيه دور اسكافي يعيش في نيويورك ويتملكه شعور دائم بأن حياته بلا هدف وأنه سيبقى كذلك للأبد، ليكتشف فجأة أنه يمتلك إرثاً سحرياً غريباً يمكنه من الدخول في حياة الآخرين.

3 قصص

يمضي الفيلم الإماراتي «دلافين» للمخرج وليد الشحي وسيناريو أحمد سالمين الذي سيعرض في 23 أبريل المقبل، في 3 قصص مختلفة نعاين فيها حياة عائلة إماراتية، تتشابك فيها الأنوثة والذكورة والطفولة في نسيج اجتماعي واحد.

البيان الإماراتية في

27.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)