كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

رؤى نقدية

 
 
 
 
 

إمبراطور السينما.. غياب بطعم الحضور

بوابة الوفد - خاص:

 

أحمد زكي.. اسم يعني الكثير في تاريخ السينما، حفر اسمه بحروف من نور وسط عمالقة السينما، اليوم يمر عشر سنوات علي رحيله ولكنه مازال بيننا بأدواره الرائعة.

جسد بعبقرية وتمكن شديد شخصيات البواب والصعلوك والتُربي وتاجر المخدرات ورئيس الجمهورية في فيلمي «ناصر 56» و«أيام السادات» والعندليب الراحل عبدالحليم حافظ.

لا نبالغ إذا قلنا إن أحمد زكي من أبرع الفنانين في تاريخ السينما، بلغ حد الذوبان في التمثيل والإبداع برحيله فقدت السينما المصرية ركنا هائلا.

أحمد زكي دخل قلوب الملايين ومازال يسكنها، قدم فنا حقيقيا ليبقي، رحم الله عندليب السينما ورئيس جمهوريتها في الذكري العاشرة لرحيله. نبعث له في ذكراه رسالة حب لروحه.

النمر الأسود.. عشر سنوات من الغياب

القاهرة - بوابة الوفد - أمجد مصباح:

يمر اليوم عشر سنوات علي رحيل إحدي المواهب الفذة في تاريخ السينما المصرية إن لم يكن أبرزها علي الإطلاق أحمد زكي رئيس جمهورية السينما والنمر الأسود، تاريخ رائع وقدرة هائلة علي التجسيد، نحاول من خلال السطور إلقاء الضوء علي تاريخ هذا الفنان.

ظهر أحمد زكي في بداية السبعينيات حيث كانت السينما مليئة بالنجوم سواء الكبار أو الشباب كان شباب هذه السينما في تلك الفترة محمود ياسين وحسين فهمي ونور الشريف. بالإضافة الي عادل إمام وسعيد صالح وكان إمبراطور السينما رشدي أباظة في قمة العطاء والملك فريد شوقي، وسط هذه الكوكبة كان الشاب الأسمر النحيل يتحسس طريقه، كانت البداية في دور صغير في مسرحية «هالو شلبي» مع عبدالمنعم مدبولي وسعيد صالح ومديحة كامل، دور صغير لفت به الأنظار في تقليد كبار النجوم وشارك أيضا في فيلم «بدور» مع محمود ياسين ونجلاء فتحي عام 1974 ولا ننسي دوره في المسرحية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» ورشحه السيناريست ممدوح الليثي للقيام بدور البطولة في فيلم «الكرنك» أمام سعاد حسني عام 1975 ولكن ظروف إنتاجية حالت دون ذلك وقام بالدور نور الشريف وشارك في دور بارز في فيلم «العمر لحظة» عام 1977، ثم قام بدور البطولة في فيلم «شفيقة ومتولي» أمام سعاد حسني ربما كان هذا الدور هو بدايته الحقيقية ولا ننسي دوره في مسرحية «العيال كبرت». وأكد موهبته تماما في دور مميز للغاية في فيلم «الباطنية» حيث جسد شخصية الشاب المتخلف عقليا والضابط في نهاية الفيلم. من خلال هذا الفيلم انطلق أحمد زكي.

وفي حقبة الثمانينيات قام ببطولة عدد كبير من الأفلام المتميزة في أدوار مختلفة نذكر منها: «عيون لا تنام - الليلة الموعودة» ولا ننسي الشخصية الرائعة التي جسدها في فيلم «النمر الأسود» وأيضا «أنا لا أكذب ولكني أتجمل» و«المدمن» ولا ننسي أعماله الدرامية في التليفزيون حيث جسد شخصية عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في مسلسل «الأيام» عام 1979، وقام ببطولة مسلسل «هو وهي» مع سعاد حسني عام 1985، وفي النصف الثاني من الثمانينيات بدأ أحمد زكي يطور نفسه بشكل هائل بمجموعة كبيرة من الأفلام أثرت في المجتمع، وحققت نجاحا هائلا في أفلام «البريء» و«الإمبراطور» و«البيه البواب» و«زوجة رجل مهم» و«الباشا» وتعملق في «ضد الحكومة» في دور المحامي المنحرف الذي يصحو ضميره علي جريمة مصرع عشرات الأطفال في حادث أتوبيس مدرسي.

قدم أحمد زكي أدوارا غلب عليها الشكل الخفيف في أفلام «مستر كاراتيه» و«استاكوزا» وفي عام 1995 بدأ أحمد زكي مرحلة جديدة في حياته الفنية حينما جسد شخصية الزعيم «جمال عبدالناصر» في فيلم «ناصر 56»، أقنع الجميع بأنه بالفعل جمال عبدالناصر، قدم بعد ذلك أفلام «حسن اللول» و«أبوالدهب» و«أرض الخوف».

وفي عام 2001 دخل أحمد زكي في تحد جديد حينما جسد شخصية الزعيم الراحل أنور السادات في فيلم «أيام السادات» وشارك أيضا في إنتاجه، في هذا الفيلم أقنع أحمد زكي الملايين أنه بالفعل رئيس جمهورية التمثيل ونجح في تجسيد شخصية السادات بشكل هائل وكان يفكر دائما في الجديد وجسد بعد ذلك شخصية الوزير الذي يستغل سلطاته ويعاني عدم النوم في فيلم «معالي الوزير» عام 2003، وفي عام 2004 هاجمه المرض اللعين سرطان الرئة ويحاول بكل جهده مقاومة شبح المرض والموت بإرادة حديدية وكان أمله تجسيد شخصية العندليب الراحل عبدالحليم حافظ.

وفي 18 يناير 2005 بدأ أحمد زكي بالفعل في تصوير فيلم «حليم» رغم محنة المرض اللعين واستمر في تصويره حتي تغلب عليه المرض تماما ورحل يوم الأحد 27 مارس 2005، عشر سنوات من الغياب وأحمد زكي لا يظل يعيش بيننا وسيظل بفنه الرفيع وتجسيده الرائع لشخصية المصرية علي مختلف درجاتها.

الدور الأخير للمبدع "أحمد زكى"

القاهرة - بوابة الوفد - حنان أبوالضياء:

للموت جمال.. وأجمل ما فيه أنه يأتى فى الوقت المناسب لا يتأخر دقيقة واحدة.

وفى يوم 27 مارس 2005  جاء فى زيارته الأولى والأخيرة الى الفتى الأسمر؛ المشاكس دائما «أحمد زكى» وحمله على جناحيه الى عالم الخلود مخلصا إياه من أقسى شيءعلى نفسه وهو الإحساس بالضعف وقلة الحيلة؛ مانحا إياه دور البطولة المطلقة على خشبة مسرح الحياة فى دور «مونودراما» (مسرحية الممثل الواحد)؛ وكم كان تلقائيا وعفويا ورائعا كالمعتاد؛ لتحمله الجماهير المحبة على أعناقها الى حيث سيبقى دائما أبدا فى القلوب والعقول».

بعد الرحيل نعشق وضع صورة الراحلين فى برواز محلى بشريطة حرير سوداء؛ ولكن مع أحمد زكى لا يوجد إطار من الممكن أن تحيط به صورته؛ فهو كالمعتاد سيقفز منها هاربا رافضا القيود؛ لذلك لم يكن غريبا أن يعيش عمره فى أحد الفنادق رغم أنه يملك شقتين مجهزتين؛ فهو المتمرد على كل القيود.. إنه المغرد خارج السرب ولكنه تغريد يضيف إليه وللآخرين.. ورغم تعدد أدواره فإننى أراه هذا الإنسان البسيط الذى يشبه عوام المصريين فهو «حسن هدهد» فى (كابوريا) الشاب الفقير عاشق الملاكمة والحالم بالوصول إلى الأوليمبياد، والعاجز عن تحقيق الحلم ولكنه فى نفس الوقت الرافض لأن يكون دمية. وهو أيضا «عيد» في (أحلام هند وكاميليا) المتصرف بحرية وعفوية ويحاول جاهداً الحفاظ على هذه الحرية ويهرب من أي قيود، حتى بعد زواجه من هند نراه يعيش تناقضات كثيرة بين اشتياقه للحرية وبين مسئوليته تجاه زوجته وابنته أحلام. وهو عبدالسميع في (البيه البواب) النازح إلى القاهرة برفقة زوجته وأولاده للبحث عن لقمة العيش فيعمل بوابا بإحدى العمارات وبذكائه يتمكن من العمل سمسارا بجانب مهنة البواب ولكنه يقع بين جشعه وأيدي اللعوب «إلهام هانم» ليفقد كل شيء.. وهو «متولى» أخو شفيقة القاتل والقتيل فى نفس الوقت؛ بالقهر والذل والسخرة والبحث عن لقمة العيش.. وهو  «شكرى» الكوافير البسيط فى (موعد على العشاء) الذى يغرق في بحر من العواطف ويدفع حياته ثمنا لها. وهو «فتحي» في (الليلة الموعودة) الذى يحاول استرداد نقود أمه من «سيد» الذى نصب عليها. ويستوقفك كثيرا مع شخصية الطبال «عبده» مدرب راقصة الموالد «مباهج» ومحولها إلى راقصة مشهورة، الرافض للزواج منها خشية أن يشغله الزواج عن مستقبله الفني!؛ الفاشل في تقديم فاصل عزف بالطبلة بدون راقصة فينهار ويدمن المخدرات؛ ويصاب بالجنون .. وهو «سرور» في (الدرجة الثالثة) همزة الوصل بين طرفي الصراع (جمهور المقصورة والدرجة الثالثة)؛ الإنسان البسيط الساذج المستغل من قبل إدارة النادي.. وتصدقه عندما أصبح شخصية «حسين» في (المخطوفة) الشاب العصامي العائل لأمه وأخته من دخل سيارة الأجرة التي يمتلكها؛ والذى تنهال عليه طلقات رصاص الشرطة ليلقى مصرعه. وهو«صلاح» في (مستر كاراتيه) الريفي الذى تضطره الظروف إلى الذهاب للقاهرة للعمل في أحد الجراجات فيلتقي بأنماط بشرية مختلفة .. وأيضا «حسن» السائق (سواق الهانم) الذي تستعين به عائلة ثرية من سلالة العائلة المالكة كسائق لهم ولكنه يساعدهم في حل العديد من المشكلات.. وهو «حسن اللول» المهرب من بورسعيد، المصطدم بنفوذ سياسي ... ومعه فى (البطل) نعود الى الإسكندرية عشية  ثورة 1919 فنراه حودة النجار الهاوى للملاكمة، محقق حلمه في مصافحة زعيمها سعد زغلول ، والاشتراك في أولمبياد 1924 كملاكم، ورغم هزيمته بسبب انحياز الحكم؛ لكنه يتمكن من الاشتراك في  أولمبياد 1928 وتحقيق الفوز. لنغنى جميعا مع «زين» في (هيستيريا) خريج معهد الموسيقى العربية الذي انتهى به الأمر للعمل في الغناء في  مترو الأنفاق.. ويشدك الى «أحمد» في (شادر السمك) العامل البسيط الريفي، الذى يخطفه بريق السلطة والنفوذ ، وتنتابه روح الأنانية المفرطة و يزداد طغيانه فارضا سياسة الاحتكار متنكرا لمبادئه وأصله فيضيع.. وهو «أحمد سبع الليل» في (البريء) الريفي الفقير والذى لا يعرف من الدنيا إلا قريته والبلد بالنسبة له هي الحقل الذي يزرعه بنفسه والترعة، المنخرط ضمن قوات حراسة أحد المعتقلات الخاصة بالمسجونين السياسيين المدرب على السمع والطاعة.. ومع كل هذه الشخصيات من البسطاء سترى أن الصورة الاقرب اليه  هى سيد غريب في (اضحك الصورة تطلع حلوة) المهاجر من بلدته الي القاهرة بحثا عن مكان قريب من كليه طب قصر العيني التي التحقت بها ابنته والمصطدم بالمجتمع الأرستقراطي؛ ولكنه يرفض الخنوع ويأخذ حقه بنفسه.. وتوالت تغريدات أحمد وصوره لتظل محفورة فى قلوبنا وعقولنا ويصبح رحيله مجرد تاريخ يكتب فى الأوراق الرسمية.

اسمه "أحمد زكي"

علي بدرخان: لا يوجد سوي "فارس أسمر واحد"

القاهرة - بوابة الوفد - أحمد عثمان:

المخرج الكبير علي بدرخان يسترجع ذكريات ثلاثة أفلام مع الراحل المبدع أحمد زكي في ذكري رحيله وأيضا ذكريات صداقة دامت ثلاثين عاما.

في البداية يقول بدرخان: ربطتني علاقة صداقة إنسانية طويلة بالمبدع الراحل الفارس الأسمر أحمد زكي تخطت علاقتي الفنية بمراحل وتجاوزت مجرد العمل معا في ثلاثة أفلام هي: «شفيقة ومتولي، الراعي والنساء، الرجل الثالث»، وأضاف أحمد زكي أخ وصديق وأهم شيء في الموضوع إنه كان بيننا تفاصيل حياتية وإنسانية صعب خروجها برة الصندوق الأسود وجمعتنا صداقة منذ التحاقه بمعهد التمثيل وكنا نلتقي عند صلاح جاهين ولمست فيه علي مدار صداقتنا أنه شديد الطيبة والشفافية والوضوح وليس عنده طموح أكثر من تحقيق النجاحات في الفن، ويكمل: كان يكرس كل وقته وجهده وحياته للفن ويركز بشكل غير طبيعي في الشخصية ويتقمصها بشكل غريب قبل وأثناء وبعد التصوير.

وأضاف: أثناء عملي معه في أفلامنا الثلاثة كان يتطور ويطور من أدائه بشكل مذهل وكان شديد الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة وكان حساسا لدوره وأدوار الآخرين فكان بصراحة يبدع في الإضافة للدور بما يخدم وكان شديد الاهتمام والتواصل والتواضع مع كل المشاركين معه في الأعمال سواء أكبر أو أصغر منه، وأشار «بدرخان» حدثت بيننا كيمياء وانسجام في العمل فكان يفهمني من نظرة عيني إذا كنت مقتنعا بالمشهد أم لا وأنا كذلك فكانت لغة العين هي الأساس في تعاملنا وكان لم يتخط حدود عمله إلا فيما يخدم العمل وكان ملتزما جدا ومطيعا جدا فهو يستحق أن تخلد ذكراه بما يناسب قيمته كفنان وهب نفسه لفنه وجمهوره علي حساب حياته واستطاع أن يشكل من فنه ألف دور وألف وجه سينمائي.

ويضيف «بدرخان»: أنا عن نفسي أحب الممثل الذي أعرفه علي المستوي الإنساني وأعرف عن حياته لأنني أوظف هذه العلاقة لصالح العمل وفي توصيل ما تريد عن التجربة من واقع الذكريات التي بيننا والعلاقة الطويلة مع أحمد زكي إنسانيا جعلت بيننا حالة كبيرة من التواصل والشفافية والانسجام.

وأوضح «بدرخان» للأسف لا يوجد أحد بعد هذا النجم يستطيع أن يملأ فراغه ويترك بصمته، لأن البصمة لا يمكن أن تتشابه بين اثنين فهذه قدرة الله في خلقه وما يثار عن أن فلان أو غيره شبه أحمد زكي كلام صحافة، مثل مقارنة محمد رمضان به، صحيح رمضان ممثل مجتهد وشاطر ويشبه زكي في الملامح وتكسير قالب النجومية الذي عرفته السينما عن النجم البطل الوسيم لكن البصمة والروح مختلفة حتي لو حاول الكثير تقمص شخصيته، فهذا إما أن يكون مجرد اجتهاد أو تقليد وهي تحتاج لمخرج شاطر يهضم اقتباس ممثل من آخر ليوظفه صح بما يخدم العمل، وأنهي «بدرخان» كلامه: لا يوجد غير «فارس أسمر واحد» اسمه أحمد زكي.. رحمه الله.

لبلبة: "زكي" رحل بجسده وظل مدرسة في الأداء الفني

القاهرة - بوابة الوفد - دينا دياب:

الفنانة لبلبة كانت أحد المقربين للفنان الراحل أحمد زكي سواء علي المستوي الشخصي أو الفني شاركته عددا من الأعمال الفنية كان من بينها «ضد الحكومة» والذي قدم فيه رسالة مميزة مثلت نقطة تحول في مشوارهما الفني.

كما وصفته لبلبة وشاركته بطولة «معالي الوزير» والذي اعتبرته من أهم أدوار «زكي» تمثيليا في تقديمه لأداء مركب صعب.

في ذكراه العاشرة قالت لبلبة: «زكي» لم يمت لكنه ظل باقيا بأدواره المميزة فالفنان لا يموت وتظل أعماله مستمرة يتابعها الأجيال، ويشعرون أنه متواجد بينهم تظل أعماله رسالة لكل جمهوره علي مدار السنوات، خاصة إذا كان محبا لفنه مثل أحمد زكي فهو فنان مخلص يحب فنه وطوال الوقت مشغول به فلذلك فهو يعيش بين جمهوره ورحل فقط بجسده.

وعلي المستوي الشخصي قالت لبلبة: «زكي» كان أكثر الفنانين حبا في الوسط الفني لأنه كان صديقا شخصيا لكل العاملين في ا لمجال، ودائما ما كان يصطحب أصدقاءه في حياته الشخصية فكان يعيش لفنه ولأصدقائه ولذلك أثبت جدارته.

وأشارت الي أن الصفة التي كانت تميز «زكي» أنه كان يتقن عمله بشكل كبير وكان يصعب عليه الخروج من تجسيد الشخصية ويظل عايش في «عفريت» الشخصية فترة طويلة حتي يتمكن من الخروج منها ليجسد شخصية أخري ولذلك كان يقبل أدواره بصعوبة حتي يجد نفسه في كل دور يقدمه، وأتذكر وقت فيلم «ضد الحكومة» تقمص الشخصية وكأنه أحد آباء الشباب الذين ماتوا في حادث القطار وقتها قدم عاطف الطيب مع «زكي» مدرسة في الأداء وحذفت الرقابة وقتها عددا من المشاهد وكانت أزمة حقيقية لعاطف الطيب ولم نكن نعلم ذلك وفوجئنا به وقت عرض الفيلم في قاعات العرض، ومثل لنا حزنا شديدا خاصة أنه كان نقطة تحول حقيقية لكل من شاركوا في الفيلم.

أحمد زكي فنان لن يتكرر في كل ذكري له يثبت أنه باقٍ بفنه وإبداعه ومدرسة الأداء الحقيقية التي أتمني أن يتعلم منها الشباب كيف يكون الحب للتمثيل وكيف تكون القدرة علي الأداء المميز.

.. ويموت ليحيا في أرواح المصريين

"أحمد زكي" مأساة فنان ينزف ليعيش

القاهرة - بوابة الوفد - محمد شكر:

«عندما تكبر يتيماً تختلط الأشياء.. الابتسامة بالحزن.. والحزن بالضحك.. والضحك بالدموع» كلمات أحمد زكي وتوصيفه لتكوينه الذاتي، وربط هذه المعاناة بالأدوار التي قدمها، كلها تشير إلي مأساة هذا الرجل ونزيف مشاعره المتواصل، في الوقت الذي نري فيه صورة براقة لنجم غير عادي، ولا نلحظ خلف إطارها اللامع مأساة إنسانية تدفعك للتعاطف معا قبل الإعجاب بها.

أحمد زكي كان يمثل ليعيش لا ليحظي بشهقات الإعجاب، حتي إنه لم يتحمل أن يكمل بقية أيامه في الدنيا دون أن يخرج مشاعره الحبيسة من قمقمها، ويهرول وراء فيلم «حليم» بعد أن وجد في حياته المبكرة صورة مصغرة لماضيه الصعب، حتي لو كان ثمن الغوص في الماضي المشترك بينهما هو حياته، مع تحذيرات الأطباء له من الوقوف أمام الكاميرا، ولكنه اختار الخلود وزهد في حياة تطارده فيها أشباح ماضيه وشخصياته المركبة وبسطاء الوطن وساستهم، فإنسانيته كانت جحيمه الأرضي وآثر التخلص منها ليقوي علي العيش.

بطولة أحمد زكي تتمثل في التنويعة المبتكرة التي قلما تتكرر فهو الفتي الأسمر الذي تجاوز «جانات» السينما المصرية، وهو المقاوم الذي خاص حروبه من أجل تجسيد شرائح مجتمعية أهملتها الأعمال الموجهة التي تسير في الطريق المرسوم لها، وهو الساخر الباكي الذي تجاوز نمطية الشخصية المصرية وحفر في تربة الوطن ليستخرج لآلئ نفض عنها التراب ليصبح وحده القادر علي التأريخ للشخصية المصرية طوال أربعة عقود، فهو لم يمثل للتمثيل حتي في أدوار السبعينيات كان يقف في منطقة خاصة تؤكد ارتباطه بشخصياته والحميمية أو البغض الذي يجمعه بها.

مع تخلص الدولة من السينما بعد تراجع دور مؤسستها، وعودة الانتاج الخاص للسيطرة علي السوق السينمائي، لم يكن وجود أحمد زكي مرحباً به إلا من بعض المخرجين الذين حاولوا الخروج من نمطية المشهد السينمائي من رواد الواقعية الجديدة، قبيل تسيد الأفلام المتعارف عليها بأفلام «المقاولات»، والتي لم تزد علي كونها استثمارا مربحا لاختراع «الفيديو كاست» أحد إفرازات الانفتاح الاقتصادي الذي غير ملامح الشخصية المصرية، فكان الفيلم لا يمكث في السينما أكثر من أسبوع التزاماً بالقانون، يستغله الموزعون في تعبئة شرائط الفيديو وتصديرها لدول الخليج قبل طرحها في مصر، ورغم كل هذه الظروف غير المواتية تحققت نجومية أحمد زكي في الثمانينيات من القرن الماضي رغم تمسكه بالتجريب والتنوع في أدواره التي غاصت في أعماق الشخصية المصرية وعبرت عن كثير من أزماتها.

وبعيداً عن الخوض في أعمال يعرفها الجميع ويتعلق بها، ودون الإشارة لارتباطنا به في «البريء» أو «الحب فوق هضبة الهرم» مع عاطف الطيب الذي تناص معه في الانحياز للشخصية المصرية في كثير من أعماله، أو الإشارة إلي سخريته من الظواهر المجتمعية المختلفة في «البيه البواب» و«البيضة والحجر» و«أربعة في مهمة رسمية»، أو النقد المباشر لنظام تلاعب بالمصريين وساهم في تسطيح وعيهم كما في «ضد الحكومة» و«الهروب» و«زوجة رجل مهم» و«معالي الوزير»، أو بكائية الهبوط من الجنة في «أرض الخوف»، أحمد زكي عبر عن كلٍ منّا وعاش معاناة الجميع بلا استثناء، تحمل قلبه مأساة الشباب المصري وأزماته المجتمعية، وقاوم ظلم وقهر النظام الحاكم وانتقد توحشه تجاه محكوميه، ثم جلس علي مقاعد السلطة ونقل صورة لإنسانية أصحابها ومثالبهم وعايش أمراضهم وعقدهم النفسية، وهو أيضاً الرسول الذي فقد رسالته في الطريق إلي أرض يملؤها الخوف والعنف، أحمد زكي مات ليحيا وعاش مسلوب الروح يبحث عن روحه في أرواح المصريين.

الوفد المصرية في

27.03.2015

 
 

«لا تزال أليس» في أداء استثنائي لجوليان مور…

معنى أن تكون الذاكرةُ «حياة وسط الفراغ»

سليم البيك - باريس ـ «القدس العربي»:

نحن هنا أمام فيلم تدور حكايته وأدوار الشخصيّات فيه حول شخصيّة واحدة، لا أحداث في الفيلم، لا تفاعل أساسي بين شخصيّاته وبين عالم خارجي، خارج البيت العائلي للشخصيّات، وهم هنا أفراد أسرة صغيرة. الفيلم كلّه إذن يدور حول أليس هولاند (جوليان مور)، والحاصل مع أليس ليس عاملا خارجيا، بل داخلي، مرض الزهايمر الذي يصيبها، على هذا الأساس تتطوّر حكاية الفيلم، تبعاً لتطوّر حكاية أليس ذاتها، وعلى هذا الأساس كذلك تتصرّف باقي الشخصيّات الأساسية في الفيلم، وهي في معظمها ردود أفعال تخصّ بشكل مباشر مرض أليس في ذاكرتها.

كما أن حكاية الفيلم تدور حول شخصيّة أليس، فالفيلم ذاته يُبنى نجاحه على أداء جوليان مور لدور أليس، لباقي الممثلين أدوار مساندة لمور، قد تنحصر في ردود الأفعال تجاه ما تقوله أو تفعله أليس، وكوننا كما سبق وذكرت لسنا أمام حبكة دراميّة هنا، بل أمام سرد لتطوّر المرض لدى أليس، فالفيلم هو بطلتُه، وقد نالت مور عن دورها هذا جوائز الأوسكار والغولدن غلوب الأمريكيّتين عن أفضل ممثلة، وجائزة البافتا البريطانية عن الفئة ذاتها. وأخذاً بعين الاعتبار أن المتعة الممتدة على طول الفيلم يعود فضلها لأداء مور، وتحديداً في ما يخصّ تطوّر المرض وانعاكسه على صاحبته، لن يكون مستغرباً نيلها جوائز كهذه.

تبدو أليس في بداية الفيلم امرأة تعيش حياة مثالية على كافة الصعد، إنها أم لثلاثة أبناء وزوجة لرجل ناجح مهنياً ومخلص عائلياً (أليك بالدوين)، مكرّسة كأستاذة لغويّات في جامعة كولومبيا، مؤلفة لكتاب دخل المناهج الجامعية هو «من الخلايا العصبيّة إلى الأسماء»، في الخمسين من عمرها، جميلة وأنيقة، تنام وتأكل وتمارس الرياضة بشكل منتظم. في بداية الفيلم تعرف من الطبيب أنّها مصابة بنوع خاص من مرض الزهايمر يصيب الإنسان في عمر مبكّر، وهو كذلك وراثي أتاها من والدها وقد تمرّره لأبنائها، وهو في حالة المرضى أصحاب المستوى التعليمي العالي يتطوّر بشكل أسرع.

نلمس هذه السرعة من خلال حياة أليس التي تبدأ بنسيان كلمات أساسية في محاضراتها، ستنسى كلمة في أساس علم اللغويات الذي تدرّسه وهي كلمة معجم (lexicon) في محاضرة لها، لاحقاً ستبدأ بنسيان أسماء أبنائها وتفاصيل عدّة تحتل الحياة اليوميّة تخص الأمكنة والأسماء والأرقام والأحداث. في النصف الثاني من الفيلم تصير الحالة أكثر تدهوراً، تنقلب الشخصيّة الواثقة لأستاذة الجامعة إلى امرأة ما تزال تحتفظ بجمالها إنّما بتصرّفات سيّدة في التسعين من عمرها، بما يتطلّبه ذلك من رعاية عائلية ومراعاة لما يصدر عنها من سلوك وأحاديث.

ولأنّ «الكمال» في حياة أليس كان مبعثه قبل مرضها الأسرة والعمل، وكانا أساس حياتها، فقد سجّلت في المراحل الأولى من مرضها فيديو تخاطب فيه نفسها بأنّها أليس وأنّها في حال نسيت إجابات الأسئلة التي ستمارس رياضة الإجابة عليها كلّ صباح، أسئلة تخص عنوان البيت وتاريخ ميلادها وغيرها، إنّها إن نسيتها عليها أن تذهب إلى حيث يرشدها الفيديو، ستتناول جرعات زائدة من حبوب تودي بحياتها. فبتدهور حالتها المرضيّة إلى درجة تنسى فيها تاريخ ولادتها، لا ترى الزوجة/الأم/المدرّسة المتميّزة أي لزوم لبقائها من دون أسرتها وعملها. وفي حديث مع زوجها جون ستصرّح أليس بتمنّيها بأن لو كان المرض سرطاناً لا الزهايمر، فلا يجرّ معه أي شعور بالخجل أو الحرج وفقدان للحياة الاجتماعية.

أتى عنوان الفيلم (Still Alice) من كلمة لأليس ألقتها أمام مرضى آخرين بالزهايمر، قالت فيها بأنها «ما تزال حيّة»، في مزج بين Still Alice و Still Alive بفارق حرف بين العبارتيْن، وما سبق ووُرد في هذه الأسطر يشير لمدى العلاقة بين الزهايمر كمرض يقضي على ذاكرة الإنسان، وجدوى حياة أليس بعد فقدانها لذاكرتها وما يجرّه ذلك عليها من فقدان لعملها وعائلتها وشخصيّتها ومعرفتها.

حاولت أليس جاهدة إتقان «فن الفقدان» كما قالت في إشارة لما كتبته الشاعرة الأمريكيّة إليزابيث بيشوب عن النسيان، لكن الاجتياح السريع لهذا الفقدان حال دون إتقانه أو التحكّم به أو إبطائه، ستستسلم أخيراً من دون أن تملك خياراً آخر، وهو استسلام يحمل تفسيرات عدّة أتركها للقارئ/المُشاهد.

الفيلم المأخوذ عن رواية بالاسم ذاته كتب السيناريو له وأخرجه كل من ريتشارد غلاتزر ووش ويستمورلاند، من دون أن يحقّقا فيه، ككاتبيْن ومخرجيْن، امتيازاً يُذكر، وكان العرض الأوّل له في دورة العام السابق من مهرجان تورونتو السينمائي. أمّا جوليان مور، التي شاهدناها العام الماضي في فيلم ممتاز هو «خرائط إلى النجوم» ونالت عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي، فيكفي أداؤها مبرّرا للمُشاهدة.

وزارة الثقافة المصرية تعلق أزمة السينما في رقبة السبكي

كمال القاضي - القاهرة ـ «القدس العربي»:

جاء تصريح وزير الثقافة عبد الواحد النبوي بشأن استعداد الوزارة للتعاون مع مؤسسة السبكي في دورات الإنتاج المقبلة لإنقاذ صناعة السينما، صادما لبعض النقاد، حيث رأوا ذلك متناقضا مع صيحات الرفض للأفلام التجارية التي يتهم السبكي بالترويج لها، ويبدو أن الوزير اطلع على ملف أزمة السينما، الذي وضع على مكتبه ضمن الملفات الثقافية العاجلة، ورأى أن الخروج من هذه الأزمة لا يتم إلا بالاندماج الاقتصادي مع مؤسسة إنتاجية ناجحة، ولم يأخذ حذره لتجنب ردود الأفعال.

في اعتقادي أن الشق المتعلق بإنقاذ الصناعة في قرار عبد الواحد مهم إلى حد كبير، حيث التفكير الموضوعي لحل الأزمة يحتم النظر في هذا الاتجاه، لا سيما إذا كانت من بين أفلام السبكي نوعيات غير مختلف عليها، شكلا وموضوعا، مثل «كبارية» و»الفرح» و»ساعة ونص»، أما الشق الأدبي من القرار، وهو مصدر الاحتجاج لأسباب تتعلق بمنهجية السبكي في إنتاج أفلام تجارية، دون المستوى، فهذه هي القضية التي يجب أن تكون محل دراسة قبل أن يتم تنفيذ أي مشروع مشترك بين الطرفين.

الطريف أن تصريح الوزير لم يزد عن كونه فكرة فتح الملفات القديمة بكل تفاصيلها، وإعادتنا مرة أخرى لطرح قضية العري وحدود المسموع والممنوع في حرية الإبداع، حتى بعد القرار الأخير، الذي رفع الحظر عن أي فيلم بدور العرض والاكتفاء بوضع لافتة للكبار فقط، لو رأت الرقابة أنه غير ملائم لجمهور الشباب تحت سن 18 سنة.

فالجرأة التي ترد في بعض الأفلام من تصوير مشاهد تحمل بعض الإثارة، يراها كثيرون من جمهور السينما المحافظ خروجا عن النسق الاجتماعي، وتكريسا لظاهرة غير أخلاقية تفرض وجودها بالتساهل والتفريط، كان آخر ما شهدته الساحة الفنية من خلافات في هذا الصدد ما أثير حول فيلم «حلاوة روح» وما نسبب إليه من انتهاكات لبراءة الأطفال باستغلالهم في القيام بأدوار أكبر من أعمارهم وإدراكهم، وعلى أثر هذه الأزمة عرض الفيلم بقرار رئيس الوزراء تجاوبا مع موجة الرفض، ومن ثم تقلصت فرصته في حصد الأرباح المأمولة من شباك التذاكر حتى بعد استئناف عرضه للمرة الثانية، قبل بيعه للقنوات الفضائية ونشره على أوسع نطاق.

فيلم «حلاوة روح» لا يمثل ظاهرة جديدة، فعلى مدى تاريخ السينما المصرية تكررت الحالات نفسها، فكثيرا ما سمحت الرقابة بعرض أفلام اعترض عليها الجمهور وقليل ما تم منع أفلام أيدها محبو السينما والمثقفون وحدث فيها العكس.

القضية إذن لا تتصل فقط بالقرار الرقابي أو السيادية، وإنما الذوق العام هو ما يحسم المعارك بين صناع السينما والمشاهدين، وقد تصدر قرارات رسمية تعيق التواصل الطبيعي بينهما، ولكن ليس هذا هو الموضوع والأمثلة كثيرة في المضمار ذاته، فهناك أفلام مثل «حمام الملاطيلي» و»المذنبون» و»درب الهوى» و»خمسة باب» و»أرجوك أعطني هذا الدواء»، عرضت في مراحل الزخم السينمائي وفترات الرواج الفني وجرت لها محاكمات جماهيرية بعيدا عن التقييم الرقابي.

ورغم ان الجو العام كان مشجعا على الإبداع وداعما للسينما على وجه الخصوص، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الناس من الاحتجاج والرفض، وبالفعل كان لهذه الآراء تأثيرها الجمعي، ما أدى إلى منع الأفلام محل الخلاف ومن أشهرها، «درب الهوى» و»خمسة باب». وهذان الفيلمان عرضا لعدة أيام فقط ومنعا في موسم واحد، إذ تعرضا لموجات الرفض التي قادتها بعض الصحف حفاظا على السلامة الأخلاقية للمجتمع.

بالمنطق نفسه لم تنج السينما من المسؤولية فقد واجهتها في السنوات الأخيرة تهمة الترويج للإباحية في أفلام مثل، «حين ميسرة» و»دكان شحاتة» و»كلمني كشرا»، والثلاثة لمخرج واحد هو خالد يوسف الذي ناصبه البعض العداء لأنه خرج عن النسق المحافظ وعرض بصراحة الصورة الواقعية للمجتمع، كما تصورها، ولهذا لم يسلم من ألسنة الهجائين وما زال رهن التشكيك والمزايدة هو مع آخرين رفضوا فكرة أن يكون الفن مثاليا إلى الحد الذي يخالف الواقع والحقيقة.

الدائرة الخطرة هي ذاتها التي دخلها فيلم «حلاوة روح» فاحدث زلزالا بين فريق يرفض الوصاية على الإبداع ويرى في قرار رئيس الوزراء عدوانا على الحريات العامة ويجرم المبادرة التي قام بها المجلس الأعلى للطفولة والأمومة، أو على الذي يراها خطوة رجعية في إطار التذرع بالأسباب الواهية لتقييد حرية الفن لمجرد أن طفلا لعب دورا في الفيلم لم تتجاوب مع ذائقة أعضاء المجلس. الفريق الثاني وهو فريق المدافعين عن مبادئ الفكر والإبداع والابتكار، يعتبر أن صدور قرار من هذا النوع وبهذه الآلية من غير جهة الاختصاص المباشرة، يعد مقتلا لمفهوم الديمقراطية وحرية التعبير، استنادا لوجود جهاز رقابي يتصل عمله بهذه القضية، كان ينبغي ان يتم الرجوع إليه أولا قبل صدور قرار وقف الفيلم، خاصة أن الرقابة هي من أجازت عرضه بوصفه مصنفا فنيا ومرخصا ويحمل توقيعات لجنة المشاهدة والمدير العام، وهي الملابسات نفسها التي دفعت المدير العام أحمد عواض لتقديم استقالته احتجاجا على ما حدث.

القراءة المنطقية لكل ما جرى وفق السياقات العامة، أن الحكومة لجأت إلى استخدام سلطاتها لوقف عرض الفيلم، بعد بلاغ المجلس الأعلى للطفولة والأمومة لدرء الشبهات وتجنب الاتهام بأنها تمنح الحرية الإبداعية لمن لا يحسن استخدامها، وبذلك تفتح مجالا لنقدها في هذا الخصوص، وهي في غنى عنه.

وفي تقديري الشخصي ومن وجهه نظري المتواضعة أن ثمة خطأ وقعت فيه الحكومة باتخاذها القرار، حيث الإبقاء على الفيلم في دور العرض تحت لافتة للكبار فقط، لم يكن يسفر إلا عن المقاطعة لو كان حقا مسفا وغير أخلاقي، وهو العقاب الاعتيادي الذي واجهته أفلام كثيرة قبل ذلك، رأى الجمهور بإحساسه الفطري النقي أنها تؤذي مشاعره ولا تضيف إليه شيئا على المستوى الذهني والوجداني.

القليل جدا من الأفلام التي تمتعت بقدر من الحرية التعبيرية هو الذي نجا من العقوبة الجماعية بهجرة شباك التذاكر، ولعل الأشهر من بين هذه الأفلام «خلي بالك من زوزو» و»أبي فوق الشجرة» والشفاعة هنا لم تكن للفيلمين وإنما كانت للنجمين الكبيرين عبد الحليم حافظ وسعاد حسني لما يتمتعان به من مكانة خاصة جدا لا يباريهما فيها أحد، وإن كان حليم ونادية لطفي قد نالهما جانبا من السخرية لزيادة عدد القبلات في الفيلم، التي بنيت عليها الدعاية من باب زيادة الإيرادات.

يظل البعد الأخر الفارق في عملية المقارنة بين مرحلتين مختلفتين من عمر السينما المصرية، وهو البعد الديني للمرحلة الحالية، الذي خلق هاجسا عاما من أن تترتب بعض المخاطر من إطلاق الحرية الإبداعية وانفراج زاويتها بشكل يفهم أنه انهيار لمنظومة القيم والأخلاق وانحدار بالمجتمع إلى حافة الهاوية فمن سوء الطالع أن الفن وما يقدمه من انعكاسات اجتماعية يرتبط في أذهان المعادين له بالفسق والفجور وهي أحكام لو صحت تستلزم الجلد أو الرجم.

هذا ما أدى إلى تحويل الخلاف على فيلم، أيا كان مستواه الفني، لقضية رأي عام تستوجب تدخل السلطة السياسية بجلالة قدرها، لفض الاشتباك، فترضي فريقا وتغضب آخر، ويظل الأمر معلقا من دون حسم حقيقي بين المسموح والممنوع، طالما تعددت في الإبداع وجهات النظر.

ياسمين رئيس تحصد جائزة أحسن ممثلة في مهرجان طريق الحرير السينمائي

القاهرة – «القدس العربي» :

أعلن مهرجان طريق الحرير السينمائي والذي يقام في مدينة في دبلن عاصمة أيرلندا، جوائزه لتفوز الفنانة ياسمين رئيس بجائزة أفضل ممثلة عن أدائها لشخصية هيام في فيلم «فتاة المصنع»، وهي الجائزة الخامسة التي تحصل عليها لهذا الدور.

ويسعى مهرجان طريق الحرير السينمائي إلى جذب التجارب السينمائية من الدول التي كان يمر بها طريق الحرير القديم ليربط تجارياً وثقافياً بين آسيا، الشرق الأوسط، إفريقيا، البحر المتوسط وأوروبا.

وفي فتاة المصنع، قام بقيادة العمل المخرج الكبير محمد خان، من خلال سيناريو ألفته وسام سليمان، وببطولة ياسمين رئيس، هاني عادل، سلوى خطاب، سلوى محمد علي وابتهال الصريطي، مع مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة، ومن إنتاج شركة داي دريم للإنتاج الفني التي أسسها المخرج والمنتج محمد سمير، وقامت بتوزيعه في العالم العربي شركة MAD Solutions التي تولت أيضاً مهام التسويق بأنحاء العالم.

وتدور أحداث الفيلم حول هيام، وهي فتاة في الواحد والعشرين ربيعاً، تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدري أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال تقاليده البالية والقاسية.

وإضافة إلى ترشيح «فتاة المصنع» لتمثيل السينما المصرية في النسخة الـ 87 من جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، فقد جمع الفيلم 15 جائزة سينمائية من أنحاء العالم، بداية من مهرجان دبي السينمائي الدولي في ديسمبر / كانون الأول 2013 الذي شهد عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة، حيث نال الفيلم جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي) للأفلام العربية الروائية الطويلة، بالإضافة إلى فوز بطلته ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة. ثم حصل الفيلم في يوليو / تموز 2014 على شهادة تقدير خاصة من مهرجان «ميد فيلم» في روما، حيث كان «فتاة المصنع» هو فيلم افتتاح المهرجان.

كما فازت بطلة الفيلم ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد، وحصلت مؤلفته وسام سليمان على جائزة أفضل سيناريو من المهرجان الدولي لفيلم المرأة في سلا في المغرب.

أشرف عبد الباقي: خلال العشر سنوات الأخيرة شاهدت من يخرب المجتمع بالفن

اعتبر الحنين إلى الماضي جميلا «لكن ليس علي حساب الواقع»

محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي»:

أكد النجم أشرف عبد الباقي ان زيارته الأخيرة لدولة الكويت بفـرقة مسـرحية « تيـاترو مصـر» هي أول تواجد لهم بالخـارج وهي الزيارة الثانية لأشرف إلى دولة الكويت منذ سفـره أول مرة عـندما شـارك كوجـه جديد بمسرحية «خشب الورد» في موسم 88/ 1989.

عن الزيارة قال أشرف: عرضنا 4 أيام هناك والجالية المصرية لديها تعطش للمسرح المصري بشكل كبير ولديهم استعداد قوي للضحك.

أضاف: نجاح عروضنا بالكويت شجعنا على التفكير في السفر للخارج ولدينا عرض من الجالية العربية في أمريكا. أوضح أشرف أن حبه الشديد للمسرح وراء حماسه لفرقة تياترو مصر رغم المخاطرة التي يتعرض لها الفنان وهو يحب التجريب دائما.

ويقول: هذا التوقيت نري هدم من البعض وفكرت في عمل البديل وهو البناء من خلال عملي لأن كل شخص يستطيع حب عمله والبناء من خلاله.

سألنا أشرف: كيف ترى الفن بعد الثورة وهل يسير في اتجاه السطحية أم القوة والنضوج، فرد: التعميم يظلم لكن قبل 25 يناير كانت هناك أعمال كانت تمهد للهدم اعتمادا على التراكمات لدي المتفرج.

أضاف: مثلا الأخلاق هل هدمها يفيدنا بالطبع لا وعدم احترام الكبير أيضا يضر ولا يفيد وعندما أرى في عمل فني طريقة حوار الابن مع الآباء سوف تدخل عقل المشاهد مرة وراء مرة أخرى ووصل الأمر إلى إطلاق حوارات بذيئة عن الآداب العامة وهناك نساء يدافعن عن هذا الأسلوب للأسف الشديد.

شاهد أشرف عبد الباقي على مدار عشرة سنوات أعمال تهدف إلى هدم أشياء مهمة داخل مجتمعنا وهو مقصود بهذا التخريب عن فريق أعمال فنية.

قال: احد المخرجين يتعمد إظهار السلبيات فقط بأعماله ويقدم الشوارع المليئة بالقمامة ومياه المجاري ويبتعد تماما عن الشوارع النظيفة لإيهام الناس أن مصر هكذا غير نظيفة.

أضاف: عملت مع المخرج السوداني في مصر سعيد حامد ثلاثة أفلام وجدته يرش الشوارع بالمياه لنظافتها قبل التصوير ويرفض أي تلوث للصورة السينمائية.

أشار إلي أن بلدا مثل أمريكا تصدر إلينا القوة الأمريكية بأفلامها.

يؤكد أشرف أن تعمد البعض لإظهار صورة سيئة عن حياتنا بأفلامنا أدي إلى زيادة حنين المشاهد للأفلام القديمة خاصة الأبيض والأسود.

ويقول: جميل الحنين للماضي وكن لا يكون على حساب الواقع وأحيانا تصبح ظاهرة مرضية.

حول ظهور الكوميديا مصاحبة بالإسفاف والابتذال لدي البعض يعلق أشرف قائلا: هذا أعجز من الفنان الذي يعمل على الإضحاك بإسفاف ولهذا فرقتي تبتعد عن الدين والجنس في الإضحاك.

معدات سينمائية عالمية «صُنعت في فلسطين»

الخليل (رام الله) – من قيس أبو سمرة:

في ورشة متواضعة لا تتعدى مساحته الثلاثين متر مربعا، ينتج الشاب الفلسطيني نضال الكرنز معدات سينمائية يقول إنها تنافس العالمية من حيث الدقة، طامحا أن تصل منتجاته إلى كل صناع السينما في العالم، تحت اسم «Made in Palestine» (صنع في فلسطين).

الكرنز (35 عاما)، المولع بالتصوير، افتتح ورشته بجهود ذاتية، دون أي دعم حكومي أو غير حكومي، قبل خمس سنوات في أحد أزقة مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

الشاب، الذي درس الإعلام في جامعة الخليل (غير حكومية) وأنتج عدة أفلام وثائقية، يقول إنه «من بين بيوت الصفيح وأزقة المخيم والمعاناة نصنع الإبداع».

وعن فكرة ورشته يوضح: «جائتني الفكرة قبل خمس سنوات عند إنتاجي أول فيلم وثائقي (اسمه «العقدة» ويحكي عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين).. لم أجد في فلسطين معدات سينمائية ضمن المواصفات المطلوبة، واقتنائها أو استئجارها من الشركات الإسرائيلية باهظ الثمن».

ويمضي قائلا: «من هنا كانت البداية، حيث بدأت في صناعة أول جهاز ويسمى (ستدي كام)، واستمر العمل في إنتاجه نحو أربعة شهور، وحاز على الجودة بعد فحصه من قبل خبراء». 

والـ«ستدي كام» هو حامل كاميرا يتم تثبيته على جسد المصور ويستخدم للتصوير المتحرك.

ويقول الشاب الفلسطيني: «أزعم أن مشروعي المتواضع أحد أهم المشاريع في الشرق الأوسط، حيث إن صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني والسينمائي من أهم الصناعات العالمية، وهي صناعة تخترق عالم السياسة والاقتصاد».

وفي ورشة بدائية لما تفتقر إليه من أجهزة وآلات تصنيع تطورة، تمكن الكرنز، كما يقول، من إنتاج نحو 22 نوعا من المعدات السينمائية، وهو يرى أن «هذه المنتجات أهم من ألف سفير لفلسطين».

ومن الأجهزة التي صنعها «ستدي كام، ودولي صغيرة وأخرى كبيرة، وكرين، وكرين يدوي، وأتو كرين، وتركات كهربائي».

والـ«كرين» هو ذراع طويل يحمل كاميرا، ويصور من مناطق مرتفعة يصعب على المصور بلوغها، ويتم التحكم به يدويا، ويكون موصول بشاشة أمام المصور. والـ«تركات كهربائي» هي سكة حديدية تسير عليها عربة ذات عجلات يجلس عليها مصورين بكاميرا يتم استخدامها لالتقاط مشاهد جمالية ولالتقاط مشاهد للأجسام المتحركة.

ويسوق الشاب الفلسطيني، الذي شارك في معارض دولية بجانب شركات عالمية، منتجاته لمحطات فضائية فلسطينية، وأخرى عربية غير فلسطينية، ويقول إنه يرفض بيع مشروعه لشركات عالمية، مضيفا: «تلقيت العديد من العروض من شركات ومستثمرين في دول أجنبية للعمل لفتح مصنع أديره لهم، لكنني مصر على البقاء هنا في فلسطين وتطوير هذا المنتج بختم (صنع في فلسطين)».

ولا شيء في مخيم العروب جنوب مدينة بيت لحم، الذي يقطنه حوالي تسعة آلاف فلسطيني منذ احتلال عصابات صهيونية لأراضي فلسطينية عام 1948، يوحي بصناعة سينمائية، ورشة الكرنز عبارة عن بيت من صفيح تتناثر فيه قطع الألومنيوم والحديد والنحاس والقماش والجلد وغيرها، وهو أشبه ما يكون بورشة خراطة وحدادة بسيطة.

ويستخدم هذا الشاب في صناعة السينما، حسب قوله، «أدوات بسيطة ومواد خام يستوردها من إسرائيل وأخرى من الخردة (قديمة)».

ويقول محمود أبو هشش، وهو مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة عبد المحسن قطان (غير حكومية)، إن «مؤسستنا فحصت عددا من معدات الكرنز، ووجدناها لا تقل عن نظيرتها العالمية من حيث الدقة والجودة والمتانة، وقد اشرتينا منه منتجات، وننتظر تسلم أخرى خلال الفترة القادمة».

ومؤسسة القطان هي مؤسسة تنموية تأسست عام 1993 في بريطانيا كمؤسسة خيرية، وباشرت العمل في فلسطين عام 1998.

أبو هشش يمضي قائلا: «عند إنشاء المؤسسة تم تجهيزها بمعدات صنعت في بلجيكيا، وهي باهظة الثمن، واليوم بتنا نستعين بمعدات يصنعها الكرنز لنشجعه ونشجع المنتج المحلي».

وبحسب ضياء الجعبي، وهو مختص بالدعم الفني في مؤسسة القطان، في حديث مع الأناضول، فإن «معدات الكرنز تباع بنصف سعر نظيرتها العالمية».

الكرنز، الذي حصل على شهادات مواصفات ومعايير دولية للكثير من منتجاته، يقول إنه باع منتجات من نحو 20 نوعا وبأسعار تصل إلى نصف الأسعار العالمية.

ويشكو من عدم اهتمام الحكومة بمشروعه، الذي يقوله إنه الوحيد من نوعه في منطقة الشرق الأوسط.

ويناشد وزارة الاقتصاد الوطني دعمه ليتمكن من تسويق منتجاته داخليا وخارجيا تحت شعار «صنع في فلسطين»، مضيفا: «أحتاج إلى دعم وتطوير.. منتجاتي تنافس العالمية من حيث الدقة والمتانة وتباع بأسعار زهيدة مقارنة بالعالمية».

وعن اتجاه إلى هذه الصناعة، التي تعلمها بالبحث والتجربة، يقول الشاب الفلسطيني لوكالة الأناضول إنها «موهية نمت معي منذ الصغر، حيث كنت أعشق الفن والرسم والمشاريع».

(الأناضول)

القدس العربي اللندنية في

27.03.2015

 
 

صفاء الليثي تكتب:

في مسابقة التسجيلى بمهرجان الأقصر الأفريقى..

إيقاعات عربية وأفريقية صاخبة

فى إطار الدورة الرابعة بمهرجان الأقصر الأفريقى من 16-21مارس 2015، وفي قاعة المؤتمرات بالأقصر وبعروض بالتقنية الحديثة، استمتعت بمتابعة عدد من أفلام تتنافس على جوائز أقنعة توت عنخ آمون البرونزية والفضية والذهبية في مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل، ضمت لجنة التحكيم السيدة درة بوشوشة رئيس مهرجان قرطاج العريق بتونس، والمخرج مجدي أحمد علي والكاتب مدحت العدل ومدير التصوير محمد شفيق والمخرج سيدي دياباتيه من مالي.

شاهدت اللجنة الأفلام مع المشاركين بالمهرجان، وهذا الالتزام يوفر احتراما لمواعيد العرض وانتظاما لها.

تشهد الأفلام الوثائقية تطورا رفيعا ومتواصلا بعدما تزايدت القنوات الإخبارية والقنوات الوثائقية المتخصصة، وأصبحت تحصل على دعم إنتاجى يوازى الدعم الذي تحصل عليه الأفلام الروائية وأكثر، من بين الأفلام التسعة التي شاركت مسابقة التسجيلي، تمكنت من اللحاق ببعضها.. أعجبني فيلم “أدى جاسي،طريق مدغشقر” من مدغشقر لمخرج درس علم الاجتماع في فرنسا، ثم السينما، قبل أن يخرج فيلمه الأول الذي ركز فكرته على طريقة الحياة في مدغشقر، والتي يعيش سكانها على تدوير النفايات ليصنعوا أحذية من إطارات السيارات القديمة، والدواء من عظام الحيوانات والمصابيح من علب الحليب الفارغة.

أظهر المخرج الجميع – رجالا ونساءا- يتشاركون في العمل.. أسهب في ذكر تفاصيله وركز في النهاية على الاحتفالات والرقص، حيث شاهدنا فرقا تعزف ويلتف حولها الناس، وخاصة الأطفال يرقصون وكأنهم ولدوا ليرقصوا.

الموسيقى والرقص ثقافة مميزة لشعوب أفريقيا، ركز عليها فيلم إيقاعات الأنتونوف من جنوب السودان للمخرج حجوج كوكا، الذي درس بالجامعة الأمريكية بلبنان، ثم بجامعة في كاليفورنيا، حاز فيلمه على القناع الذهبي من لجنة التحكيم الموقرة، التي ضمت ثلاثة مصريين وتونسية، لم ينحازوا في قراراتهم للفيلم المصري، ولا التونسي، وجاءت النتائج التي توصلوا إليها مرضية للعدد القليل الذي تمكن من مشاهدة الأفلام، حيث تتقاطع المسابقات والندوات، بحيث يصعب اللحاق بالبرنامج وبتنويعاته المختلفة من عروض وندوات.

قام حجوج كوكا بالتصوير والمونتاج ليخرج عمله الأول الذي استحق الجائزة لتدفق إيقاعه ونجاحه في عرض مشاكل وصراعات مناطق جنوب السودان والنيل الأزرق وجبال النوبة مازجا بين المعلومة التي تشرح على لسان أصحابها، وبين طقوسهم الخاصة في الرقص والغناء.

صور مثقف سودانى جالسا تحت شجرة، يعبر بتحليل المثقف عن مفارقة أن يتمضن الاحتفال بالخرطوم كعاصمة للثقافة العربية فنونا أفريقية، الرجل غاضب من تجاهل الهوية الأفريقية في السودان، وككل مثقف لديه موقف ثوري يتفهم الرغبة في الانفصال ويبررها بتجاهل خصوصية العرق الأفريقي في مناطاق السودان المختلفة، كما قدم المخرج وجهة نظر لفتاة من نوبة السودان تشرح خصوصية ثقافة النوبة وجهود المحافظة على تراثهم الغنى.. فقط في ساعة وخمس دقائق، تمكن من التعبير عن كيفية تغلب مواطنيه على المشاكل واحتفاظهم بهويتهم الثقافية رغم التهجير والظروف المناخية الصعبة.

الصورة بديعة والصوت في منتهى النقاء، مما يؤكد على أن المخرج أتيحت له إمكانيات إنتاجية كبيرة، انعكست على المستوى الرفيع للفيلم الذي جمع بين جمال الصورة وغزارة المعلومات.

وحصد “ممرات الحرية ” من ناميبيا القناع البرونزي.. “المعاناة مدرسة الحكمة” للمخرجة أريان استريد أتودجي من بنين.

احتلت الموسيقى والغناء جانبا كبيرا من أفلام مسابقة التسجيلي التي شارك فيها الفيلم المصري “جاي الزمان” للمخرجة دينا محمد حمزة، متناولة مشوار حياة والدها شاعر الأغاني والصحفى محمد حمزة، بحميمية ودفء عكست دينا أهمية الغناء في حياة المصريين، وتجاوزت الحديث عن الوالد، ليصبح عرضا عاما لعبد الحليم حافظ وبليغ حمدي، ومحطات سياسية في حياة المصريين بين مرارة الهزيمة وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، كما عكست قضايا اجتماعية كالهجرة والاضطرار للغربة التي عبر عنها محمد حمزة في العديد من الأغاني مع نجاة ووردة وغيرهما.. الوداع واللقاء.. الحب والافتراق.. بين الخاص في علاقتها بوالدها، والعام في تاريخ مصر القريب.

في لقاءات مع التوأم دعاء والأخ الذي يظهر للمرة الأولى، قدمت دينا شخصية الأب والفنان، وحاولت إيجاد بدائل لطريقة تقديم الشخصيات في الأفلام بالتصوير في مواقع تناسب معاني الأغاني، مثل حديقة الأزهر وشاطيء النيل.

ساد الغناء على الفيلم لأوقات طالت أنستنى أنه عن الأب، وبدا كفيلم عن عبد الحليم حافظ نفسه ورومانسية ارتبطت به، جعلت فتاة جميلة تقدم على الانتحار بعد موته.

أعادت دينا تمثيل مشهد الانتحار في محاولة للتماهي بين الفتاة المنتحرة حزنا على عبد الحليم، وبينها هي حزنا على وفاة والدها، لكنها فى لقطة هامة قرب النهاية تلعب بالبالونات سائرة بخطوات مهتزة – سببها في الحقيقة إصابة تعرضت لها- محاولة التعبير عن محبة الحياة رغم فقد الأحباب.

على المستوى التقني، ظلمت دينا بصورة فيلمها بكاميرا متوسطة الجودة وبتسجيلات صوت غير جيدة مع غيلان من أفلام صورت بكاميرات عالية الجودة تعاون فيها فريق من أكبر المحترفين، كما الفيلم الفائز بالذهبية وأفلام أفريقية أخرى مدعومة إنتاجيا من جهات عدة، مما جعل المستوى التقني لها رفيعا، يصعب منافسته مع أفلامنا التي مازالت تعاني معاملتها كأفلام من الدرجة الثانية، وينظر لصناعها – للأسف – على أنهم ينتظرون لحظة الترقي ليصبحوا سينمائيين من الدرجة الأولى مع فيلم روائي طويل.

لم يخرج فيلم “جاي الزمان” خالي الوفاض، إذ حصد جائزة مؤسسة الشباب المستقلين التي أعلنها الناقد فاروق عبد الخالق، كما حاز إعجاب جمهور الأقصر الذي حضر العرض الثاني للفيلم بمركز ثقافة الأقصر الذي يحتاج تجديدا لأجهزة العرض به، ووجدته المكان الأنسب لعروض يلتف حولها جمهور الأقصر الذي يتواجد في القصر لأنشطة متنوعة، منها معرض الفن التشكيلي الذي أقيم على هامش المهرجان، وشكلت لوحاته جوا مريحا لكل من يحضر فعاليات المهرجان. تحتاج الأقصر جهودا من أهلها، وخاصة شبابها من الفتيات والفتيان لتتواصل الفعاليات الثقافية، ولا تكون فقط فعالية تم استيرادها من العاصمة حيث القاهرة مركز الجمعية التي أسست المهرجان وتديره، وهي مؤسسة شباب الفنانين المستقلين التي تقدم فعاليات عدة وخاصة في الأماكن المحرومة والمهمشة.

على شباب الأقصر أن يبذلوا الجهد بتنشيط المناخ الثقافى قبل التعجل في الانضمام إلى صناع السينما، وخاصة عندما يسيئون الفهم ويتصورون أن عددا من المحاضرات في ورشة للسينما كافية لتمكينهم من صنع فيلم.

ولهذا اطالب بمراجعة سياسة الورش وترشيدها، لكي تحقق هدف الارتقاء بالفيلم وتحقيق نماذج منه تنجح في المنافسة في مهرجانات عدة داخل مصر وخارجها.

موقع (زايد 18) المصري في

27.03.2015

 
 

ناصر عراق:  انتشار الرواية التاريخية بسبب انتشار الإضطرابات السياسية منذ 5 سنوات

الإسكندرية أسماء على بدر

قال الروائى والكاتب الصحفى ناصر عراق، رئيس التحرير التفيذى لموقع كايرودار المعرفى والتليمى التابع لمؤسسة اليوم السابع، أن الرواية التاريخية لجأ إليها عدد من الكتاب والروائيين بسبب ما يحدث من اضطرابات سياسية والمأزق الذى تعيشه المصريين منذ 5 سنوات، فيلجأ الكاتب والروائى مع انتشار  حالة تشويش الذهن إلى الكتابة التاريخية .

وأضاف عراق خلال ندوة بعنوان ” الاتجاه إلى الرواية التاريخية لماذا الآن؟، هلى هامش معرض مكتبة الإسكندرية الدولى للكتاب، أن الشرط الوحيد فى كتابة الرواية التاريخية هو   شرط  الالتزام بالقواعد التاريخية العامة، والحقائق وفى خلال هذا الاطار يستثمر الكاتب خياله الشخصى ويخلق أحدث وشخصيات تتصارع وتتفاعل فى إطار الحقائق التاريخية.

وطرح الكاتب الصحفى والروائى ناصر عراق مثالا عن روايته التى بصدد الصدور خلال أيام قليلة بعنوان ” سور الأزبكية” والتى يتحدث فيها عن حقبة تاريخية فترة وجود الحملة الفرنسية فى مصر، مؤكدا أنه رجع إلى ما يفوق الـ 70 مصدر تاريخى تحدث عن هذه الحقبة، مشددا على ضرورة عودة المؤلفين إلى المصادر التاريخية والكتابات السابقة فى هذا المجال، لتحقق فى النهاية الهدف الرئيسى لكتابة الرواية هو الأمتاع والتشويق للقارىء.

ومن جانبها قالت الكاتبة شيماء شريف، إن الرواية التاريخية، لها أهداف سامية ونبيلة سواء تفريغ شحنه من الغضب بشكل ما، أو الاعتراض على أحداث حالية كما فعل نجيب محفوظ  فى إحدى رواياته، وهناك أسباب قد تكون فى نفس الروائى سواء إسقاط أو تورية أو رؤية مستقبلية، مؤكدة  أن الرواية التاريخية من أمتع أنواع الأدب.

وأضاف الكاتب والروائى أحمد صبره، أن الرواية التاريخية من أهم أنواع الأدب فى الفترة الحالية والدليل على ذلك هو حصول جائزتين فى جائزة البوكر لروايتين تاريخيتين  هما عزازيل وواحة الغروب، مشيراً أن الرواية التاريخية حاضرة وممتدة ولها قراء فى العالم العربى.

موقع (كايرو دار) المصري في

27.03.2015

 
 

ترى نفسها ممثلة تهوى الغناء

سيرين عبدالنور تنتصر للكوميديا

تامر عبدالحميد/ رنا سرحان (بيروت)

تعيش سيرين عبد النور حالة من السعادة بسبب نجاح دورها في فيلم «سوء تفاهم»، الذي يعرض في الصالات،محققاً نجاحاً لافتاً يظهرها بقالب كوميدي.

وتقول عبدالنور لـ «الاتحاد»: «سعيدة جداً بهذا العمل، وأنتظر آراء الناس، لكنني أشعر بأن المسؤولية كبيرة، وفي الوقت نفسه لدي ثقة بعملي وعمل كل الفريق»، مشيرة إلى أنها تفضل الأعمال الكوميدية في الوقت الراهن.

البطولة للمخرج

يدور «سوء تفاهم» حول فتاة لبنانية تلعب دورها سيرين تبيع الحلوى في محل صغير، وتعيش حياة عاطفية متضاربة كونها ترغب في الارتباط بإنسان جيّد يحفظها، وتجد هذه الصفات في شاب مصري يعيش في لبنان فتتعلق به وتقع في حبه، إلاّ أنها تواجه عديداً من المشاكل بسبب هذه العلاقة.

ويعتبر فيلم «سوء تفاهم» ثاني تجارب سيرين السينمائية من بعد فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، الذي لعبت بطولته مع النجم الكوميدي محمد هنيدي، وعُرض قبل 7 سنوات.

وعن وجودها ضمن ثلاثي عبر الشاشة مع نجمين مصريين لامعين، تقول «أعتقد أن المخرج هو من سيسرق الضوء، فهو مايسترو العمل.

ونحن الثلاثة محترفون في الفيلم، وبدا ذلك واضحاً في التصوير»، لافتة إلى أن العمل الجماعي يؤدي إلى تكامل مهني فلكل إبداعه في شخصيته. وعن حاجة السينما العربية اليوم والمصرية تحديداً إلى قصة تحكي الواقع الرمادي أم لفيلم ينقل الناس لأجواء متفائلة، تقول سيرين «النوعان موجودان، ولهما رونقهما الخاص وجمهورهما»، مضيفة «بالنسبة لي أنا إيجابية، لذلك أفكر في أعمال تعكس الفرح، لأن الكآبة التي نعيشها تفرض علينا أن نبعدها قدر الإمكان عن السينما، ولو خيّرت أن أشاهد فيلماً لاخترت الأفلام الكوميدية لأنها تغيّر من مزاج الإنسان».

90 حلقة

حول مسلسل «سيرة حبّ»، الذي صوّرته العام الماضي في مصر، تقول «شعرت بالتعب خلال تصوير المسلسل، الذي يتألف من 90 حلقة، حتى أنني أطلقت عليه اسم «سيرة حياتي»، لأن حلقاته طويلة وعرض على أجزاء عدّة»،وتضيف «لعبت فيه دور ريم، وهي شخصية متعبة ومركّبة، وتنقل التصوير بين مناطق مصرية عدّة.

وعند انتهاء التصوير لم آخذ قسطاً من الراحة، بل انتقلت مباشرة إلى تصوير فيلم «سوء تفاهم»، بسبب ضيق الوقت»، وعن اعتمادها إطلاق الأغنيات ضمن الأفلام وتركيزها على التمثيل بعيداً عن الغناء، تقول عبد النور «أنا ممثلة بالدرجة الأولى، والغناء يأتي في المرتبة الثانية، لا يستطيع أيّ فنان أن يجمع بين الموهبتين معاً بسهولة، فهما مجالان يحتاجان إلى جهد كبير للجمع بينهما.

ورغم انشغالي بالتمثيل، إلا أنني لن أترك الغناء وأحضّر لطرح أغنيتين قريباً، الأولى «عادي» من كتابة وألحان مروان خوري. إضافة إلى أغنية أخرى من الشاعر والملحن سليم عساف، سترى النور أوائل الصيف المقبل»، وتتابع «اعتماد إطلاق الأغنيات ضمن الأفلام، مثل أغنية «محدش بقي راضي» مع إطلاق «سوء تفاهم» لم يكن مقصودا، لكن ربما أحب المخرج أن يضرب عصفورين بحجر واحد، لأن موعد إطلاق الأغنية كان نوعاً من الدعاية».

زامل جمال عبدالناصر والسادات في الكلية الحربية اتجه إلى الفن من باب التجربة حين عرض عليه زكي طليمات المشاركة في مسرحية «الوطن»

أحمد مظهر.. فارس السينما العربية

سعيد ياسين (القاهرة)

أحمد مظهر.. إحدى العلامات البارزة والرموز المضيئة في تاريخ السينما العربية، خصوصاً وأنه تمكن من تقمص كل الأدوار والشخصيات ومنها الفارس والعاشق والبرنس والخائن، وبرع في تقديم مختلف الألوان الاجتماعية والتراجيدية والدينية والكوميدية والرومانسية والوطنية، واستحق أن يحمل بجدارة لقب «فارس السينما».

ولد أحمد مظهر في الثامن من أكتوبر عام 1917، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938 في نفس الدفعة التي ضمت الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر ومحمد أنور السادات، وعبداللطيف البغدادي وحسين الشافعي، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، قبل أن يتولى قيادة مدرسة الفروسية عقب ثورة يوليو 1952، ورغم أنه كان من الضباط الأحرار فإنه لم يشارك زملاءه أحداث الثورة، حيث كان في تلك الفترة في العاصمة الفنلندية هلسنكي مشاركاً كبطل في الفروسية في دورة الألعاب الأولمبية هناك، وحقق أرقاماً عالمية مكنته من الصعود بين كبار أبطال هذه الرياضة في العالم.

تجربة

اتجه للعمل بالفن عن طريق الصدفة، ومن باب التجربة حين عرض عليه زكي طليمات المشاركة في مسرحية «الوطن» عام 1948، وبعد ثلاثة أعوام شارك مع المخرج إبراهيم عز الدين في بطولة فيلم «ظهور الإسلام»، وبعد ستة أعوام عرض عليه زميله في سلاح الفرسان الأديب يوسف السباعي الظهور في فيلم «رد قلبي» المأخوذ عن قصة له كتبها عن ثورة يوليو، وبعد بدء التصوير بثلاثة أيام عارض الجيش عمله في التمثيل، فقدم استقالته وهو برتبة عقيد، وعمل سكرتيراً عاماً بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب قبل أن يتفرغ تماماً للسينما في عام 1958.

وتعاون مع غالبية فنانات العصر الذهبي للسينما في العديد من الأفلام، ومنهن فاتن حمامة في «دعاء الكروان»، و«إمبراطورية ميم»، وسميرة أحمد «الشيماء»، ومريم فخر الدين «رد قلبي»، وسعاد حسني «القاهرة 30»، و«ليلة الزفاف»، و«شفيقة ومتولي»، وصباح «الأيدي الناعمة»، و«العتبة الخضرا»، ونادية لطفي «الناصر صلاح الدين»، و«النظارة السوداء» وماجدة «جميلة بو حريد» و«وا إسلاماه»، و«العمر لحظة»، وشادية «لوعة الحب» و«أضواء المدينة»، ولبني عبدالعزيز «غرام الأسياد».

سيرة

كما شارك في بطولة العديد من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية ومنها الجزء الأول من «لا اله إلا الله»، و«نور الإسلام» والجزء السادس من «القضاء في الإسلام» و«الفارس الملثم» و«على هامش السيرة» و«حكاية وراء كل باب» و«رقيب لا ينام» و«ضمير أبلة حكمت» أمام فاتن حمامة و«ضد التيار» أمام سميرة أحمد ومحمود ياسين، و«برديس» أمام نيللي، والجزء الأول من «ليالي الحلمية» و«العرضحالجي» و«عصر الفرسان»، إلى جانب مشاركته في نحو عشر مسرحيات منها «الوطن» و«التفاحة والجمجمة».

وفي الوقت الذي وقف فيه أمام كاميرا العديد من المخرجين ومنهم عز الدين ذو الفقار وبركات وفطين عبدالوهاب وسعد عرفة ومحمود ذو الفقار ويوسف شاهين وحسام الدين مصطفى وحسين كمال، أخرج للسينما فيلمين كتبهما بنفسه هما «نفوس حائرة» عام 1968 و«حبيبة غيري» عام 1976.

ونال مظهر الذي توفي في 8 مايو عام 2002 عن 85 عاماً تقدير الرئيسين عبدالناصر والسادات، حيث قلده الأول وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1969، وكرمه الثاني بوسام رفيع في احتفالات مصر بعيد الفن الذي توقف بعد اغتياله في 6 أكتوبر عام 1981، كما نال أكثر من 40 جائزة محلية ودولية على مدى مشواره الفني الطويل من أهمها جائزة الممثل الأول عن دوره في فيلم «الزوجة العذراء» وأخرى عن دوره في فيلم «الليلة الأخيرة»، كما تم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

بطولة إسماعيل يس ورمزي وهند وزينات والقصري

«ابن حميدو».. نخبة نجوم وإيرادات قياسية

سعيد ياسين (القاهرة)

«ابن حميدو».. من أشهر الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما العربية، ومن أكثرها تحقيقاً للإيرادات وقت عرضه عام 1957، حيث تكلف إنتاجه 18 ألف جنيه، وبلغت أرباحه 300 ألف، ونظراً للإقبال الجماهيري.

دارت أحداث الفيلم حول «ابن حميدو» الصياد الذي يصل مع زميله «حسن» لمنطقة صيد قرب مدينة السويس، ويلتقيان بفتاتين شقيقتين هما «حميدة» التي فاتها قطار الزواج، و«عزيزة» الأصغر منها، وينتقل الضيفان للإقامة في إحدى حجرات منزل المعلم «حنفي» والد الفتاتين.

وكانت السينما المصرية قد أنتجت عام 1953 فيلم «حميدو» لفريد شوقي، وحقق نجاحاً كبيراً حتى أنهم أطلقوا على فريد شوقي لقب «حميدو»، وهو ما دفع المخرج فطين عبدالوهاب إلى استغلال الاسم في عمل اجتمع فيه إسماعيل ياسين وهند رستم وأحمد رمزي وزينات صدقي.

ويتردد أن كواليس الفيلم شهدت عدداً من المشاكل من بينها اعتقاد أحمد رمزي أنه بطل الفيلم الأول، ولكنه فوجئ أثناء التصوير بأن إسماعيل يس هو البطل كونه المسؤول عن الجانب الكوميدي في الفيلم، وأيضاً هند رستم باعتبارها العنصر النسائي الجذاب في تلك التوليفة السينمائية، وتأكيد هند في أحد حواراتها أن إسماعيل ياسين لم يسمح لأحد بالتفوق عليه في الأداء، وأنه كان دائماً يسرق الكاميرا منها أثناء التصوير حتى يغطى بأدائه الكوميدي على جمالها، وهو ما سبب لها أزمة نفسية أثناء التصوير.

ولمع القصري في تجسيد شخصية «المعلم حنفي» التي كانت من أبرز شخصيات الفيلم بلزماته الشهيرة «نورماندي تو» و«لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى» و«كلمتي لا يمكن تنزل الأرض أبداً.. خلاص، تنزل المرة دي».

الإتحاد الإماراتية في

27.03.2015

 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)